صفحة الطالبة فاطمة موسى/ سيرة المفسر أبو السعود الحنفي

[فاطمة موسى]

صفحة الطالبة فاطمة / سيرة المفسر أبو السعود الحنفي

[فاطمة موسى]

سيرة المفسر أبو السعود الحنفي
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
الحمد لله الذي لولاه ماجرى قلم , ولا تكلم لسان , والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا, ثم أما بعد .
إنه من دواعي سروري أن أتيحت لي هذه الفرصة العظيمة لأكتب في سيرة هذا المفسر اللغوي الأديب الأريب صاحب اللغة والفصاحة والبيان الملقب بخطيب المفسرين المفسر أبو السعود الحنفي رحمه الله .
اسمه ونسبه:
هو أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى، العمادى، الحنفي صاحب التفسير المشهور. (1)
مولده ونشأته:
ولدفي سنة 983 هـ (ثلاث وتسعين ثمانمائة من الهجرة)، بقرية قريبة من القسطنطينية، من بيت عُرف أهله بالعلم والفضل حتى قال بعضهم فيه: تَربَّى في حجر العلم حتى رَبَى، وارتضع ثدي الفضل إلى أن ترعرع وحَبَا، ولا زال يخدم العلوم الشريفة حتى رحب باعه، وامتد ساعده واشتد اتساعه. (2)
شيوخه:
أخذ عن علماء عصره منهم العلامة المولى قادري جلبي، وترقى في التدريس، والمناصب حتى ولي الإفتاء الأعظم.
وقرأ كثيراً من كتب العلم على والده، وتتلمذ لكثير من جلَّة العلماء، فاستفاد منهم علما جمّاً، مث طارت سمعته، وفاضت شهرته، وعظم صيته، وتولى التدريس في كثير من المدارس التركية، ثم قُلِّد قضاء بروسة ثم نُقل إلى قضاء القسطنطينية، ثم نُقل إلى قضاء ولاية العسكر في ولاية روم أيلى، ودام على قضائها مدة ثمان سنين.(3 )
أقوال العلماء فيه :
قال صاحب شذرات الذهب
كان من الذين قعدوا من الفضائل والمعارف على سنامها وغاربها ، وضربت له نوبة الامتياز في مشارق الأرض ومغاربها.
تفرد في ميدان فضله ولم يجاره أحد ، وانقطع عن القرين والمماثل في كل بلد ، وحصل له من المجد والإقبال والشرف والأفضال ، ما لا يمكن شرحه بالمقال.
قال صاحب الكواكب السائرة
كان المولى أبو السعود عالما ، وإماما كاملا ، شديد التحري في فتاويه ، حسن الكتابة عليها ، حسن المحاورة ، وافر الإنصاف ، دينا خيرا ، سالما ابتلى به كثير من موالى الروم ، من أكل المكيفات ، سالم الفطنة جيد القريحة ، لطيف العبارة ، حلو النادرة.
قال صاحب الأعلام
كان حاضر الذهن ، سريع البديهة ، كتب الجواب مرارا في يوم واحد على ألف رقعة باللغات العربية والفارسية والتركية تبعا لما يكتبه السائل.(4)
طلبه للعلم :
اشتغل بفنون الآداب ودخل إلى الفضائل من كل باب .
قرأ حاشية الجرجاني للشريف الجرجاني بتمامها , وشرح المفتاح للشريف أيضا , قرأه مرتين , وشرح المواقف له أيضا , قال عن نفسه وهو يتكلم إلى الشيخ عبد الرحمن المشتهر بشيخ زاده «قرأت على والدي الشيخ محيي الدين حاشية التجريد للشريف الجرجاني من أول الكتاب إلى أخره مع جميع الحواشي المنقولة له أيضا بالتمام والكمال .(5)
نبذة من أخباره :
كان لأبي السعود شخصية اجتماعية ممتازة ، و إيمان قوى وروح طيبة واستمساك صادق بعرى الدين. (6)
أقواله:
يتحدث الإمام أبو السعود عن ظروف إعداد هذا التفسير مبرزا ظروف حياته في لمحات خاطفة فيقول :
وكنت أتردد في ذلك بين إقدام وإحجام ، لقصور شأني وعزة المرام ، أين الحضيض من الذرى؟ شتان بين الثريا وهيهات اصطياد العنقاء بالشباك ، واقتياد الجوزاء من بروج الأفلاك فمضت عليه الدهور والسنون ، وتغيرت الأطوار وتبدلت الشئون ، فابتليت بتدبير مصالح العباد ، برهة في قضاء
البلاد ، وأخرى في قضاء العساكر والأجناد ، فحال بيني وبين ما كنت أخال ، تراكم المهمات وتزاحم الأشغال ، وجموح العوارض والعلائق ، وهجوم الصوارف والعوائق والتردد إلى المغازى والأسفار ، والتنقل من دار إلى دار .. وكنت في تضاعيف هاتيك الأمور ، أقدر في نفسي أن انتهز نهزه من الدهور ، ويتسنى لي القرار ، وتطمئن بي الدار ، وأظفر حينئذ بوقت خال ، أتبتل فيه جانب ذي العظمة والجلال ، وأوجه إليه وجهتي ، وأسلم له سرى وعلانيتي ، وأنظر إلى كل شيء بعين الشهود ، وأتعرف سر الحق في كل موجود ، تلافيا لما قد فات ، واستعداد لما هو آت ، وأتصدى لتحصيل ما عزمت إليه ، وأتولى لتكميل ما توجهت إليه ، برفاهة واطمئنان ، وحضور قلب وفراغ جنان ، فبينما أنا في هذا الخيال ، إذ بدا لي ما لم يخطر بالبال تحولت الأحوال والدهر فوقعت في أمر أشق من الأول : أمرت بحل مشكلات الأنام ، فيما شجر بينهم من النزاع والخصام ، فلقيت معضلة طويلة الذيول ، وصرت كالهارب من المطر إلى السول .. فأضحيت في ضيق المجال وسعة الأشغال أشهر ممن يضرب بها الأمثال ، فجعلت أتمثل بقول من قال :
لقد كنت أشكو والحوادث برهة
واستمرض الأيام وهي صحائح
فلما انصرمت عرى الآمال عن الفوز بفراغ البال عزمت على إنشاء ما كنت أنويه ، توجهت إلى إملاء ما ظلت أبتغيه ناويا أن اسميه عند تمامه بتوفيق الله وأنعامه :
( إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم )
فشرعت فيه مع تفاقم المكاره على ، وتزاحم المشادة بين يدي ، متضرعا إلى رب العظمة والجبروت خلاق عالم الملك والملكوت ، في أن يعصمنى عن الزيغ والزلل ، ويقيني مصارع السوء في القول والعمل ويوفقني لتحصيل ما أروي وأرجوه ويهديني إلى تكميله على أحسن الوجوه ..(7)
مناصبه :
تولى التدريس في كثير من المدارس التركية، ثم قُلِّد قضاء بروسة ثم نُقل إلى قضاء القسطنطينية، ثم نُقل إلى قضاء ولاية العسكر في ولاية روم أيلى، ودام على قضائها مدة ثمان سنين، ثم تولى أمر الفتوى بعد ذلك، فقام بها خير قيام بعد أن اضطرب أمرها بانتقالها من يد إلى يد، وكان ذلك سنة 952 هـ (اثنتين وخمسين وتسعمائة من الهجرة) ومكث في منصب الإفتاء نحواً من ثلاثين سنة أظهر فيها الدقة العلمية التامة، والبراعة في الفتوى والتفنن فيها، وقد ذكروا عنه أنه كان يكتب جواب الفتوى على منوال ما يكتبه السائل من الخطاب، فإن كان السؤال منظوماً، كان الجواب منظوماً كذلك، مع الاتفاق بينهما في الوزن والقافية، وإن كان السؤال نثراً مسجعاً، كان الجواب مثله، وإنكان بلغه العرب فالجواب بلغة العرب، وإن كان بلغة التُرْك، فالجواب بلغة التُرْك... وهكذا مما يشهد للرجل بسعة أُفقه وغزارة مادته، ولقد قرأنا في ترجمته شيئاً من الاستفتاء والفتوى، فوجدنا صدق ما قبل عنه في ذلك.(8)
مؤلفاته:
على الرغم من طول الفترة التي عاشها أبو السعود فإن مصنفاته ليست بالكثيرة , فقد عاقه الدرس والفتوى والاشتغال بهم عن التفرغ للتصنيف غير اختلس انه فرصة صرفها إلى التفسير والفقه وغيرها .
ومن مصنفاته
( إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ) مطبوع في تسع مجلدات
تحفة الطلاب في المناظرة
قصة هاروت وماروت
رسالة في مسائل الوقوف
رسالة في الأوقاف
القصيدة الميمية المشهورة
بضاعة القاضي في الصكوك
ثواقب الأنظار في أوائل منار الأنوار في الأصول
حسم الخلاف في المسخ على الخفاف.
غلطات العوام غمرات المليح في أول مباحث قصد العام من التلويح
الفتاوى
قانون المعاملات
معاقد الطراز
موقف العقول في وقف المنقول
قصيدة ميمية مشهورة
نهاية الأمجاد على كتاب الجهاد على الهداية للمرغياني.(9)
أشعاره:
لقد أتقن أبو السعود اللغة العربية وآدابها حتى دعي مستعربا , وصاغ كثير من فتاويه بلغة أدبية رائعة , منها النثر , والشعر , وفقا لهيئة السؤال , كما انه أتقن الفارسية بجانب التركية وصاغ الشعر في اللغتين أيضا ,وكان
إلى جانب أسلوبه البارع في النثر شعر جميل مطبوع ، ومما اشتهر عنه من ذلك قصيدته الميمية التي أولها :
أبعد سليمى مطلب ومرام وغير هواها لوعة وغرام
وهيهات أن تثنى إلى غير بابها عنان المطايا أو يشد حزام
ثم يقول :
فكم عشرة ما أورثت غيرا ورب كلام مقتضاه كلام (10)
أهليته للفتوى :
كانت الفتوى هي المهمة الأساسية لمنصب أبو السعود , وهي ليست بالهينة لما تتطلبه من سعة علم , ودقة الملاحظة , وفصاحة اللسان ,وحضور البديهة , وحسن السيرة .
وقد وصف المؤخرون أبا السعود بصفات حسنة كثيرة فبعضهم قال: " كان سلوكه لاعوج فيه ولا أمتى "(11)
وبعضهم يقول كان أبو السعود عالما عاملا وإماما كاملا شديد التحري في فتاويه حسن الكتابة عليها ,وقدرا مهيبا , حسن المجاورة ,وافر الإنصاف , دينا خيرا , سالما مما ابتلى به كثير من موالي الروم من أكل المكيفات ,سالم الفطنة حسن القريحة , لطيف العبارة , حلو النادرة . (12)
من فتاويه :
سئل عن شرب القهوة قبل أن يكمل اشتهارها بعد ما قرر له اجتماع الفسقة على شربها ، فأجاب بقوله : ما أكب أهل الفجور على تعاطيه ، فينبغي أن يجتنبه من يخشى الله ويتقيه.
لقد حرمها بسبب اجتماع الفساق على تعاطيها وان كانت في نفسها حلالا ، لأن اجتماع الفسقة على شيء ، ينقل خبثهم إليه ، ويخرجه عما هو عليه من السلامة إلى الضياع .. (13)
عقيدته :
مؤول أشعري , تبع الرازي في كلامه وينقل ترجيحاته ويقرها .
قال محمد بن عبد الرحمن المغرواي وأما عقيدته في الصفات , فهو على طريقة المؤولة ... تبع الرازي في تصرفه مع الصفات, بل ينقل ترجيحات الرازي ويقرها, ولا أظن انه شم رائحة أهل السلف »
ثم نقل كلامه عن بعض الصفات .(14)
ونجد أيضا صالح آل الشيخ ينسب تفسيره إلى الاشاعرة .
تفسير أبو السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا القران الكريم
الوصف العام للتفسير :
تفسيره حسن، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، متضمن لطائف ونكات، ومشتمل على فوائد وإشارات, اعتنى فيه مؤلفه بكشف أسرار البلاغة القرآنية , ويعتمد على " الكشاف " و "البيضاوي ". (15)
نماذج من تفسيره :
قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ، إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).
( سورة البقرة : ١٧٢ ، و ١٧٣ )
( يا أيّها الذين آمنوه كلوا من طيبات ما رزقناكم ، أي مستلذاته.
« واشكروا الله » : الذي رزقكموها ، والألفات لتربية المهابة.
« إن كنتم إياه تعبدون » : فان عبادته تعالى لا تتم إلا بالشكر له .. وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول الله عزوجل : إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري.
« إنما حرم عليكم الميتة والدم » أي أكلها والانتفاع بها ، وهى التي ماتت على غير زكاة والسمك والجراد خارجان عنها بالعرف ، أو استثناء الشرع ، وخرج الطحال من الدم.
« ولحم الخنزير » إنما خص لحمه مع أن سائر أجزائه أيضا في حكمه لأنه يؤكل من الحيوان ، وسائر أجزائه أيضا في حكمه لأن معظمها يؤكل من الحيوان ، وسائر أجزائه بمنزلة التابع له.
« وما أهل به لغير الله » ، أي رفع به الصوت عند ذبحه للصنم ، والإهلال أصله رؤية الهلال ، لكن لما جرت العادة برفع الصوت بالتكبير عند ذلك سمى إهلالا ، ثم قبيل لرفع الصوت وأن كان لغيره.
« فمن اضطر غير باغ » بالاستئثار على مضطر آخر.
« ولا عاد » سد الرمق والجوعة ، وقيل : غير باغ على الوالي ولا عاد بقطع الطريق.
وعلى هذا لا يباح للعاصي بالسفر وهو ظاهر مذهب الشافعي ، وقول أحمد رحمهما‌الله : « أي أن من سافر في معصية لا يجوز له تناول شيء مما حرم عليه ولو اضطر لذلك لأنه تسبب في هذا الاضطرار »
« فلا إثم عليه » : في تناوله.
« إن الله غفور » : لما فعل.
« رحيم » : بالرخصة.
إن قبل : كلمة إنما تفيد قصر الحكم على ما ذكر ، وكم من حرام لم يذكر.
قلنا : المراد قصر الحرمة على ما ذكر مما استحلوه لا مطلقا ، أو قصر حرمته على حالة الاختيار ، كأنه قيل : إنما حرم عليكم هذه الأشياء ما لم تضطروا إليها.(16 )
منهج أبو السعود في تفسيره:
موقفه من الأحكام الفقهية :
كان رحمه الله يتعرض في تفسيره لبعض المسائل الفقيهة، ولكنه مُقِلٌ جداً، ولا يكاد يدخل في المناقشات الفقهية والأدلة المذهبية، بل نجده يسرد المذاهب في الآية ولا يزيد على ذلك.(17)
موقفه من اللغة والنحو والشعر :
مولع بذكر الناحية البلاغية للقران , وسر إعجازه في نظمه وأسلوبه وبخاصة في الفصل و الوصل , والإيجاز والإطناب والتقديم والتأخير , والاعتراض والتذليل , ويغرض أحيانا للناحية النحوية .(18)
موقفه من القراءت :
يذكر القراءت بقدر ما يوضح المعنى , ويهتم بذكر وجوه المناسبات بين الآيات ولا يتوسع كما يتوسع غيره.(19)
موقفه لما تحتمله الآيات من وجوه الإعراب
يتعرض أحياناً للناحية النحوية إذا كانت الآية تحتمل أوجهاً من الإعراب، ويُنزل الآية على اختلاف الأعاريب، ويُرَجِّح واحدا منها ويدلل على رجحانه.(20)
موقفه من الإسرائيليات
مقل في سرد الإسرائيليات , وإن ذكرها أحيانا صدرها بقوله : روي أو قيل , لكنه ذكر الأحاديث الموضوعة في فضائل السور في نهاية تفسير كل سورة ! (21)
وفاته :
كانت وفاته بالقسطنطينية في الثلث الأخير من ليلة الأحد خامس جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة ، وكانت جنازته حافلة ، وصلى عليه في حرم جامع السلطان محمد الكبير في جمع كثير ، ودفن بمقبرته بالقرب من مدفن أبى أيوب الأنصاري الصحابي رضي الله عنه. (22)

الخاتمة
من خلال بحثي عن سيرة هذا المفسر اللغوي تبين ما يلي
 انه من علماء الحنفية
 فسر القران بأسلوب بلاغي رصين حتى لقب بخطيب المفسرين
 ترقى سلم التدريس حتى بلغ القضاء
 أمضى ثلاثين عاما في الإفتاء وهي مرتبة لم يبلغها أحد قبله
 قال شعر نافس فيه شعراء العرب الاقحاح كالمعري
وهكذا لكل بداية نهاية , وخير العمل ماحسن آخره وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى أن يكون موفق سردي للعناصر السابقة
وأخيرا
ما أنا إلا بشر يخطئ ويصيب فإن كنت قد أخطأت فمن نفسي والشيطان
وإن كنت قد أصبت فهذا كل ما ارجوه من الله عزوجل ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع
1ـــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 /ص 74 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
شذرات من ذهب ج8ـ ص839 للذهبي
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني دار المعرفة
2ــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 /ص 74 القاهرة مكتبة وهبة ط7
مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 ) دار الكتاب المصرية ط 1
3ــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 /ص 74 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
المصدر: قصة الإسلام د راغب السر جاني
4ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 ) ص /254 دار الكتاب المصرية ط 1
5ــ العيد روسي تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر ص 239
6ـــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 / ص 72 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
7ــــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 ) ص /254 دار الكتاب المصرية ط 1
8ـــالتفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 / ص 72 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 )دار الكتاب المصرية ط 1
9ـــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 )دار الكتاب المصرية ط 1
موقع قصة الإسلام د راغب السر جاني
المؤسوعة العربية العالمية
10ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 ) ص/ 256 دار الكتاب المصرية ط 1
11ـالعيد روسي تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر ص/ 240 تحقيق أ أفندي الصفار بغدار المكتبة العربية
12ــ الغزي الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ج 3 / ص 35 تحقيق جبرائيل سليمان جبور بيروت دار الفكر
13ـالمفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات لمحمد المغرواي ج 2/ ص 0209
محاضرة بعنوان مناهج المفسرين 015
14ــالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 ص /74 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
15ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 ) ص/ 258 دار الكتاب المصرية ط 1
16ـــالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 /ص 74 القاهرة مكتبة وهبة 7
17ـــ التفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 /ص 73 القاهرة مكتبة وهبة 7
18ـــالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 /ص 74 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
19ـالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 /ص 74 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
20ـــالتفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 / ص 72 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
21ــالتفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) ج 4 / ص 72 القاهرة مكتبة وهبة ط 7
22ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 ) ص/ 257 دار الكتاب المصرية ط 1

[فاطمة موسى]

*تنبيه
سلكت طريقة التلخيص في البحث بإسلوبي من غير نقص ولابتر لشيء فأرجوا أن يكون خالصا لله .

[صفية الشقيفي]

أحسنتِ أختي الفاضلة ، تم تصحيح بحثكِ في صفحتكِ الخاصة بالاختبارات ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

[فاطمة موسى]

سيرة المفسر أبو السعود الحنفي
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة
الحمد لله الذي لولاه ماجرى قلم , ولا تكلم لسان , والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا, ثم أما بعد . (:)
إنه من دواعي سروري أن أتيحت لي هذه الفرصة العظيمة لأكتب في سيرة هذا المفسر اللغوي الأديب الأريب صاحب اللغة والفصاحة والبيان الملقب بخطيب المفسرين المفسر أبو السعود الحنفي رحمه الله .
اسمه ونسبه:
هو أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى، العمادى، الحنفي صاحب التفسير المشهور. (1)
مولده ونشأته:
ولدفي سنة 983 هـ (تسعة مائة وثلاثة وثمانين من الهجرة)، بقرية قريبة من القسطنطينية، من بيت عُرف أهله بالعلم والفضل حتى قال بعضهم فيه: تَربَّى في حجر العلم حتى رَبَى، وارتضع ثدي الفضل إلى أن ترعرع وحَبَا، ولا زال يخدم العلوم الشريفة حتى رحب باعه، وامتد ساعده واشتد اتساعه. (2)
شيوخه:
أخذ عن علماء عصره أمثال :
العلامة المولى قادري جلبي
الشيخ عبد الرحمن الشهير ب (شيخ زاده)
المولى عبد الرحمن ابن المؤيد الأماسي . (3)
تلاميذه:
أهم تلاميذه أبناءه الثلاثة :
محمد وأحمد و مصطفى
ومن التلاميذ الذين تتلمذوا على أبي السعود :
عبد الرحمن ابن الشيخ جمال
المولى عطا الله معلم السلطان
المولى محمد أحمد بن بزن .(4)

أقوال العلماء فيه :
قال صاحب شذرات الذهب
كان من الذين قعدوا من الفضائل والمعارف على سنامها وغاربها ، وضربت له نوبة الامتياز في مشارق الأرض ومغاربها.
تفرد في ميدان فضله ولم يجاره أحد ، وانقطع عن القرين والمماثل في كل بلد ، وحصل له من المجد والإقبال والشرف والأفضال ، ما لا يمكن شرحه بالمقال.
قال صاحب الكواكب السائرة
كان المولى أبو السعود عالما ، وإماما كاملا ، شديد التحري في فتاويه ، حسن الكتابة عليها ، حسن المحاورة ، وافر الإنصاف ، دينا خيرا ، سالما ابتلى به كثير من موالى الروم ، من أكل المكيفات ، سالم الفطنة جيد القريحة ، لطيف العبارة ، حلو النادرة.
قال صاحب الأعلام
كان حاضر الذهن ، سريع البديهة ، كتب الجواب مرارا في يوم واحد على ألف رقعة باللغات العربية والفارسية والتركية تبعا لما يكتبه السائل.(5)
طلبه للعلم :
اشتغل بفنون الآداب ودخل إلى الفضائل من كل باب .
قرأ حاشية الجرجاني للشريف الجرجاني بتمامها , وشرح المفتاح للشريف أيضا , قرأه مرتين , وشرح المواقف له أيضا , قال عن نفسه وهو يتكلم إلى الشيخ عبد الرحمن المشتهر بشيخ زاده «قرأت على والدي الشيخ محيي الدين حاشية التجريد للشريف الجرجاني من أول الكتاب إلى أخره مع جميع الحواشي المنقولة له أيضا بالتمام والكمال .(6)
نبذة من أخباره :
كان لأبي السعود شخصية اجتماعية ممتازة ، و إيمان قوى وروح طيبة واستمساك صادق بعرى الدين. (7)
أقواله:
يتحدث الإمام أبو السعود عن ظروف إعداد تفسيره هذا مبرزا ظروف حياته في لمحات خاطفة فيقول :
وكنت أتردد في ذلك بين إقدام وإحجام ، لقصور شأني وعزة المرام ، أين الحضيض من الذرى؟ شتان بين الثريا وهيهات اصطياد العنقاء بالشباك ، واقتياد الجوزاء من بروج الأفلاك فمضت عليه الدهور والسنون ، وتغيرت الأطوار وتبدلت الشئون ، فابتليت بتدبير مصالح العباد ، برهة في قضاء
البلاد ، وأخرى في قضاء العساكر والأجناد ، فحال بيني وبين ما كنت أخال ، تراكم المهمات وتزاحم الأشغال ، وجموح العوارض والعلائق ، وهجوم الصوارف والعوائق والتردد إلى المغازى والأسفار ، والتنقل من دار إلى دار .. وكنت في تضاعيف هاتيك الأمور ، أقدر في نفسي أن أنتهز نهزه من الدهور ، ويتسنى لي القرار ، وتطمئن بي الدار ، وأظفر حينئذ بوقت خال ، أتبتل فيه جانب ذي العظمة والجلال ، وأوجه إليه وجهتي ، وأسلم له سرى وعلانيتي ، وأنظر إلى كل شيء بعين الشهود ، وأتعرف سر الحق في كل موجود ، تلافيا لما قد فات ، واستعداد لما هو آت ، وأتصدى لتحصيل ما عزمت إليه ، وأتولى لتكميل ما توجهت إليه ، برفاهة واطمئنان ، وحضور قلب وفراغ جنان ، فبينما أنا في هذا الخيال ، إذ بدا لي ما لم يخطر بالبال تحولت الأحوال والدهر فوقعت في أمر أشق من الأول : أمرت بحل مشكلات الأنام ، فيما شجر بينهم من النزاع والخصام ، فلقيت معضلة طويلة الذيول ، وصرت كالهارب من المطر إلى السيول .. فأضحيت في ضيق المجال وسعة الأشغال أشهر ممن يضرب بها الأمثال ، فجعلت أتمثل بقول من قال :
لقد كنت أشكو والحوادث برهة
واستمرض الأيام وهي صحائح
فلما انصرمت عرى الآمال عن الفوز بفراغ البال عزمت على إنشاء ما كنت أنويه ، توجهت إلى إملاء ما ظلت أبتغيه ناويا أن اسميه عند تمامه بتوفيق الله وأنعامه :
( إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم )
فشرعت فيه مع تفاقم المكاره على ، وتزاحم المشادة بين يدي ، متضرعا إلى رب العظمة والجبروت خلاق عالم الملك والملكوت ، في أن يعصمنى عن الزيغ والزلل ، ويقيني مصارع السوء في القول والعمل ويوفقني لتحصيل ما أروي وأرجوه ويهديني إلى تكميله على أحسن الوجوه ..(8)
مناصبه :
تولى التدريس في كثير من المدارس التركية، ثم قُلِّد قضاء بروسة ثم نُقل إلى قضاء القسطنطينية، ثم نُقل إلى قضاء ولاية العسكر في ولاية روم أيلى، ودام على قضائها مدة ثمان سنين، ثم تولى أمر الفتوى بعد ذلك، فقام بها خير قيام بعد أن اضطرب أمرها بانتقالها من يد إلى يد، وكان ذلك سنة 952 هـ (اثنتين وخمسين وتسعمائة من الهجرة) ومكث في منصب الإفتاء نحواً من ثلاثين سنة أظهر فيها الدقة العلمية التامة، والبراعة في الفتوى والتفنن فيها، وقد ذكروا عنه أنه كان يكتب جواب الفتوى على منوال ما يكتبه السائل من الخطاب، فإن كان السؤال منظوماً، كان الجواب منظوماً كذلك، مع الاتفاق بينهما في الوزن والقافية، وإن كان السؤال نثراً مسجعاً، كان الجواب مثله، وإنكان بلغه العرب فالجواب بلغة العرب، وإن كان بلغة التُرْك، فالجواب بلغة التُرْك... وهكذا مما يشهد للرجل بسعة أُفقه وغزارة مادته، ولقد قرأنا في ترجمته شيئاً من الاستفتاء والفتوى، فوجدنا صدق ما قيل عنه في ذلك.(9)
مؤلفاته:
على الرغم من طول الفترة التي عاشها أبي السعود فإن مصنفاته ليست بالكثيرة , فقد عاقه الدرس والفتوى والاشتغال بهم عن التفرغ للتصنيف غير اختلس انه فرصة صرفها إلى التفسير والفقه وغيرها .
ومن مصنفاته
• ( إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ) مطبوع في تسع مجلدات
• تحفة الطلاب في المناظرة
• قصة هاروت وماروت
• رسالة في مسائل الوقوف
• رسالة في الأوقاف
• القصيدة الميمية المشهورة
• بضاعة القاضي في الصكوك
• ثواقب الأنظار في أوائل منار الأنوار في الأصول
• حسم الخلاف في المسخ على الخفاف.
• غلطات العوام غمرات المليح في أول مباحث قصد العام من التلويح
• الفتاوى
• قانون المعاملات
• معاقد الطراز
• موقف العقول في وقف المنقول
• قصيدة ميمية مشهورة
• نهاية الأمجاد على كتاب الجهاد على الهداية للمرغياني.(10)
أشعاره:
لقد أتقن أبو السعود اللغة العربية وآدابها حتى دعي مستعربا , وصاغ كثير من فتاويه بلغة أدبية رائعة , منها النثر , والشعر , وفقا لهيئة السؤال , كما انه أتقن الفارسية بجانب التركية وصاغ الشعر في اللغتين أيضا ,وكان
إلى جانب أسلوبه البارع في النثر شعر جميل مطبوع ، ومما اشتهر عنه من ذلك قصيدته الميمية التي أولها :
أبعد سليمى مطلب ومرام وغير هواها لوعة وغرام
وهيهات أن تثنى إلى غير بابها عنان المطايا أو يشد حزام
ثم يقول :
فكم عشرة ما أورثت غيرا ورب كلام مقتضاه كلام (11)
أهليته للفتوى :
كانت الفتوى هي المهمة الأساسية لمنصب أبي السعود , وهي ليست بالهينة لما تتطلبه من سعة علم , ودقة الملاحظة , وفصاحة اللسان ,وحضور البديهة , وحسن السيرة .
وقد وصف المؤخرون أبا السعود بصفات حسنة كثيرة فبعضهم قال: " كان سلوكه لاعوج فيه ولا أمتى "(12)
وبعضهم يقول كان أبو السعود عالما عاملا وإماما كاملا شديد التحري في فتاويه حسن الكتابة عليها ,وقدرا مهيبا , حسن المجاورة ,وافر الإنصاف , دينا خيرا , سالما مما ابتلى به كثير من موالي الروم من أكل المكيفات ,سالم الفطنة حسن القريحة , لطيف العبارة , حلو النادرة . (13)
من فتاويه :
سئل عن شرب القهوة قبل أن يكمل اشتهارها بعد ما قرر له اجتماع الفسقة على شربها ، فأجاب بقوله : ما أكب أهل الفجور على تعاطيه ، فينبغي أن يجتنبه من يخشى الله ويتقيه.
لقد حرمها بسبب اجتماع الفساق على تعاطيها وان كانت في نفسها حلالا ، لأن اجتماع الفسقة على شيء ، ينقل خبثهم إليه ، ويخرجه عما هو عليه من السلامة إلى الضياع .. (14)
عقيدته :
مؤول أشعري , تبع الرازي في كلامه وينقل ترجيحاته ويقرها .
قال محمد بن عبد الرحمن المغرواي وأما عقيدته في الصفات , فهو على طريقة المؤولة ... تبع الرازي في تصرفه مع الصفات, بل ينقل ترجيحات الرازي ويقرها, ولا أظن انه شم رائحة أهل السلف »
ثم نقل كلامه عن بعض الصفات .(15)
ونجد أيضا صالح آل الشيخ ينسب تفسيره إلى الاشاعرة .
تفسير أبي السعود إرشاد العقل السليم إلى مزايا القران الكريم
الوصف العام للتفسير :
تفسيره حسن، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، متضمن لطائف ونكات، ومشتمل على فوائد وإشارات, اعتنى فيه مؤلفه بكشف أسرار البلاغة القرآنية , ويعتمد على " الكشاف " و "البيضاوي ". (16)
نماذج من تفسيره :
قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ، إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).
( سورة البقرة : ١٧٢ ، و ١٧٣ )
( يا أيّها الذين آمنوه كلوا من طيبات ما رزقناكم ، أي مستلذاته.
« واشكروا الله » : الذي رزقكموها ، والألفات لتربية المهابة.
« إن كنتم إياه تعبدون » : فان عبادته تعالى لا تتم إلا بالشكر له .. وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول الله عزوجل : إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر غيري.
« إنما حرم عليكم الميتة والدم » أي أكلها والانتفاع بها ، وهى التي ماتت على غير زكاة والسمك والجراد خارجان عنها بالعرف ، أو استثناء الشرع ، وخرج الطحال من الدم.
« ولحم الخنزير » إنما خص لحمه مع أن سائر أجزائه أيضا في حكمه لأنه يؤكل من الحيوان ، وسائر أجزائه أيضا في حكمه لأن معظمها يؤكل من الحيوان ، وسائر أجزائه بمنزلة التابع له.
« وما أهل به لغير الله » ، أي رفع به الصوت عند ذبحه للصنم ، والإهلال أصله رؤية الهلال ، لكن لما جرت العادة برفع الصوت بالتكبير عند ذلك سمى إهلالا ، ثم قبيل لرفع الصوت وأن كان لغيره.
« فمن اضطر غير باغ » بالاستئثار على مضطر آخر.
« ولا عاد » سد الرمق والجوعة ، وقيل : غير باغ على الوالي ولا عاد بقطع الطريق.
وعلى هذا لا يباح للعاصي بالسفر وهو ظاهر مذهب الشافعي ، وقول أحمد رحمهما‌الله : « أي أن من سافر في معصية لا يجوز له تناول شيء مما حرم عليه ولو اضطر لذلك لأنه تسبب في هذا الاضطرار »
« فلا إثم عليه » : في تناوله.
« إن الله غفور » : لما فعل.
« رحيم » : بالرخصة.
إن قبل : كلمة إنما تفيد قصر الحكم على ما ذكر ، وكم من حرام لم يذكر.
قلنا : المراد قصر الحرمة على ما ذكر مما استحلوه لا مطلقا ، أو قصر حرمته على حالة الاختيار ، كأنه قيل : إنما حرم عليكم هذه الأشياء ما لم تضطروا إليها.(17 )
منهج أبو السعود في تفسيره:
موقفه من الأحكام الفقهية :
كان رحمه الله يتعرض في تفسيره لبعض المسائل الفقيهة، ولكنه مُقِلٌ جداً، ولا يكاد يدخل في المناقشات الفقهية والأدلة المذهبية، بل نجده يسرد المذاهب في الآية ولا يزيد على ذلك.(18)
موقفه من اللغة والنحو والشعر :
مولع بذكر الناحية البلاغية للقران , وسر إعجازه في نظمه وأسلوبه وبخاصة في الفصل و الوصل , والإيجاز والإطناب والتقديم والتأخير , والاعتراض والتذليل , ويغرض أحيانا للناحية النحوية . (19)
موقفه من القراءت :
يذكر القراءت بقدر ما يوضح المعنى , ويهتم بذكر وجوه المناسبات بين الآيات ولا يتوسع كما يتوسع غيره.(20)
موقفه لما تحتمله الآيات من وجوه الإعراب
أحياناً للناحية النحوية إذا كانت الآية تحتمل أوجهاً من الإعراب، ويُنزل الآية على اختلاف الأعاريب، ويُرَجِّح واحدا منها ويدلل على رجحانه.(21)
موقفه من الإسرائيليات
مقل في سرد الإسرائيليات , وإن ذكرها أحيانا صدرها بقوله : روي أو قيل , لكنه ذكر الأحاديث الموضوعة في فضائل السور في نهاية تفسير كل سورة ! (22)
وفاته :
كانت وفاته بالقسطنطينية في الثلث الأخير من ليلة الأحد خامس جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة ، وكانت جنازته حافلة ، وصلى عليه في حرم جامع السلطان محمد الكبير في جمع كثير ، ودفن بمقبرته بالقرب من مدفن أبى أيوب الأنصاري الصحابي رضي الله عنه. (23)
الخاتمة
من خلال بحثي عن سيرة هذا المفسر اللغوي تبين ما يلي
 انه من علماء الحنفية
 فسر القران بأسلوب بلاغي رصين حتى لقب بخطيب المفسرين
 ترقى سلم التدريس حتى بلغ القضاء
 أمضى ثلاثين عاما في الإفتاء وهي مرتبة لم يبلغها أحد قبله
 قال شعر نافس فيه شعراء العرب الاقحاح كالمعري
وهكذا لكل بداية نهاية , وخير العمل ماحسن آخره وبعد هذا الجهد المتواضع أتمنى أن يكون موفق سردي للعناصر السابقة
وأخيرا
ما أنا إلا بشر يخطئ ويصيب فإن كنت قد أخطأت فمن نفسي والشيطان
وإن كنت قد أصبت فهذا كل ما ارجوه من الله عزوجل ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
1ـــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
شذرات من ذهب ج8ـ ص839
لبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني
2ــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
3ــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
4ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ص /254
5ــ العيد روسي تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر ص 239
6ـــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ج 4 / ص 72
7ـــــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ص /254
8ـــالتفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي
9ــــــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ص /254
المؤسوعة العربية العالمية
10ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ص/ 256
11ـالعيد روسي تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر ص/ 240
12ــ الغزي الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ج 3 / ص 35
13ـالمفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات لمحمد المغرواي ج 2/ ص 0209
محاضرة بعنوان مناهج المفسرين 015
14ــالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي (ج 4 ص /74
15ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود
16ـــالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
17ـــ التفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
18ـــالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
19ـالتفسير والمفسرين د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
20ـــالتفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
21ــالتفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ج 4 /ص 74
22ــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ص /254
23ــــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ص /256
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع
1ـــ التفسير والمفسرين, د محمد حسين الذهبي ت (1977) دار مكتبة وهبة ط 7
2ـــ مناهج المفسرين الدكتور منيع عبد الرحيم محمود ت (1430 ) دار الكتاب المصرية ط 1
3ــــ موقع قصة الإسلام د راغب السر جاني
4ــــ التوجيه النحوي للقراءت القرآنية في تفسير أبي السعود خالد خليل احمد الدهيسات جامعة مؤته 2011
5ـــــ التفسير والمفسرون د محمد حسين الذهبي ت (1977) دار مكتبة وهبة ط 7

[فاطمة موسى]

تم إعادة البحث وتفادي ما حصل من سهوا في البحث الأول شكر الله لكم سعيكم .

[فايز الرويلي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي فاطمة مجهود رائع تشكرين عليه أسأل الله أن يكون في ميزان حسناتك يوم الدين, لي طلب لو تكرمتي,,,
هل بالإمكان الحصول على رسالة: التوجيه النحوي للقراءت القرآنية في تفسير أبي السعود خالد خليل احمد الدهيسات جامعة مؤته 2011
وجزاك الله خيراً.

[فاطمة موسى]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نعم موجودة إلكترونية

[صفية الشقيفي]

تم إعادة تقييم البحث لكِ في صفحتكِ للاختبارات ، زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

[فاطمة موسى]

http://www.mohamedrabeea.com/books/book1_16883.pdf
من طلب التوجيه النحوي للقراءت القرآنية في تفسير أبو السعود ه
هذا رابط الكتاب.

[فايز الرويلي]

جزاك الله خيراً وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك,,