دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الآخرة 1439هـ/1-03-2018م, 01:25 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الثاني من دورة أصول القراءة العلمية

التطبيق الثاني من دورة أصول القراءة العلمية


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 05:43 PM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

التطبيق الثاني : رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
المقصد العام : تحقيق كلمة الإخلاص .
المقاصد الفرعية :
المقصد الأول : المقصد المقاصد الشرعية التي تمت لأجل التوحيد .
المقصد الثاني : أحاديث باب التوحيد على نوعين وفقا لمن أتى بالشهادتين.
المقصد الثالث: اختلاف مراد العلماء في هذه الأحاديث .
المقصد الرابع : تحقيق معنى كلمة التوحيد .
المقصد الخامس : فضائل كلمة التوحيد.

المقاصد الفرعية :
* المقصد الأول : المقاصد الشرعية التي تمت لأجل التوحيد .

- الحكمة من خلق الجن والإنس .
السناد , قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
- إرسال الرسل .
السناد , قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} .
- أمر الله تعالى الرسل بالجهاد .
- إنزال الكتب:
السناد ,قال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}.

المقصد الثاني : بيان أحاديث باب التوحيد :
* أحاديث باب التوحيد على نوعين وفقا لمن أتى بالشهادتين :
- دخل الجنة ولم يحجب عنها , وإن دخل من أهل التوحيد الخالص النار لتطهيره من ذنوبه فإنه لا يخلد فيها خلود أبدي.
السناد , حديث النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر فَقَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ " قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ" قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ" قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: "وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرّ".
- يحرم على النار :
0 تحريم مطلق , فلن يدخلها مطلقا .
0 يحرم الخلود فيها خلود أبدي , إنما هو خلود بعد أمد , فيخرج منها بالشفاعة.
السناد , في الصحيحين أن الله تعالى يقول :" وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله".

* سبيل النجاة من النار :
- لقاء الله بقلب سليم , ليس فيه سواه .
السناد , قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} .

* ترتيب دخول أهل النار إليها :
- أول من تسعر به النار من الموحدين هم أهل الرياء وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء ,لأن يسير الرياء شرك.
- ثم أصحاب الشهوات , وعبيد الهوى .

* المقصد الثالث : اختلاف مراد العلماء في هذه الأحاديث:
0 ذهب طائفة إلى قول : أن كلمة التوحيد سببا لدخول الجنة والنجاة من النار.
- ومقتضى تحقيق كلمة التوحيد هو توافر شروط( لا إله إلا الله ) وانتفاء موانعه.
السناد , في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال:
"تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان" .فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص من
0 وذهب طائفة إلى أن هذه الأحاديث وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود, وفي بعضها أنه كان غزوة تبوك. فقال منهم : أنها منسوخة ومنهم من قال : أنها محكمة.
0 وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر .
"من قال لا إله إلا الله مخلصا وفي بعضها مستيقنا"وفي بعضها "يصدق لسانه" وفي بعضها "يقولها حقا من قلبه" وفي بعضها "قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه".

المقصد الرابع : تحقيق إخلاص معنى كلمة التوحيد, وبيان قوادح تمامها وكمالها .
* تحقيقها:
- بأن لا يأله القلب غير الله بجميع عباداته االقلبية مثل الاستعانة والخشية والإنابة ونحوها.
- أن لا يعبد الله إلا بما شرعه محمد صلى الله وعليه وسلم .
السناد , قال: "من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة".
- لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله, فمحبة الله مستلزمة محبة الرسول .
السناد , قال تعالى :{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }.
- من صدق في تحقيق إخلاص التوحيد فلم يحب سواه ,فهو غير مطالب بالعصمة , وإنما هو مطالب بتلافي الوصمة.
السناد , قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.

* من قوادحها :
- الشرك بكل فروعه :
شرك في الألوهية , ومنه الرياء والحلف بغير الله , وهو أيضا نقص في توحيده.
شرك في الربوبية , شرك مع الله غيره بالنفع والضر كالطيرة , والرقى المكروهة .
- اتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه , وهو غير مخرج من الملة .
السناد , حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم, أنه قال : " تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".
- ينقص من كمال التوحيد من قال كلمة التوحيد بلسانه , وأطاع الشيطان في معصية الله , بقدر معصيته .
السناد , قوله تعالى: {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}.


* المقصد الخامس : فضائل كلمة التوحيد:
- هي مفتاح الجنة وثمنها .
السناد , في مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة ولها من الله مكان وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه".
- النجاة من النار .
السناد , سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: "خرج من النار". خرجه مسلم.
- توجب المغفرة .
السناد , في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: "ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله" فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: "الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد" ثم قال: "أبشروا فإن الله قد غفر لكم".
- هي أحسن الحسنات.
السناد , قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: "إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها" قلت: يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: "هي أحسن الحسنات".
- تمحو الذنوب والخطايا .
السناد , وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل".
- تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "جددوا إيمانكم" قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال:"قولوا لا إله إلا الله وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن".
- وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
السناد , هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال العبد: لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه وقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد قال الله: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال الله: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي" وكان يقول: "من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار"..
- أفضل ما قاله النبيون.
كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
- أفضل الذكر
السناد , حديث جابر المرفوع: "أفضل الذكر لا إله إلا الله".
- وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
السناد , في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك".
- أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
السناد , في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن".
- أنها شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
السناد , خرج الطبراني حديثا مرفوعا :" إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت".
- أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
السناد , في الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء".
- أن خلود أهل التوحيد المقصرين في النار يكون خلود أمدي وليس بأبدي.
السناد , في الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله".

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 جمادى الآخرة 1439هـ/9-03-2018م, 10:10 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المقاصد الرئيسية للرسالة:
- فضل كلمة التوحيد.
- تحقيق كلمة التوحيد.
- بيان بعض ما يضادها.

مقاصد فرعية:
- بيان الشرك الأصغر.
- بيان كمال أحوال العارفين.

فضل كلمة الاخلاص:
- قال عليه الصلاة والسلام:((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)). رواه الشيخان.
- وقال: (إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)). رواه الشيخان.
- وقال: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)). رواه مسلم.
- وقال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)). رواه الشيخان.
- وقال: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل)). رواه مسلم.
- وقال: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)). مسند البزار.
- «إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله». رواه الشيخان.

أنواع الأحاديث الواردة في دخول الجنة لمن قالها:
- ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها, فالنار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص, ودليله:
حديث أبي ذر معناه أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد, وليس فيه أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد.
- ما فيه أنه يحرم على النار, وللعلماء فيه قولان:
1- أي: يحرم عليه الخلود فيها.
2- أو يحرم على نار يخلد فيها أهلها.

توجيه العلماء للأحاديث:
- للعلماء في توجيه هذه الأحاديث عدة أقوال:
1- إن هذه الأحاديث المذكورة كانت قبل نزول الفرائض والحدود, قاله الزهري والثوري وغيرهما, وعلق ابن رجب بقوله: وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان
بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقد انقسموا إلى قسمين:
منهم من قال بأنها منسوخة. قال الثوري: نسخها الفرائض والحدود, وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح, فيكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين وتفسر وتوضح بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم.
ومنهم من قال بأنها محكمة ولكن زيد عليها شروط.
2- إن هذه النصوص المطلقة جاءت مقيدة في أحاديث أخرى ففي بعضها:
وفي بعضها وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها
- هذا كله إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين.

معنى الأحاديث:
- كلمة التوحيد سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
- لا بد من توفر الشروط وانتفاء الموانع حتى تكون (لا إله إلا الله) سببا لدخول الجنة والنجاة من النار.
- قد يتخلف المقتضى لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع. قال بهذا الحسن ووهب ابن منبه, وعلق ابن رجب بقوله: وهو الأظهر.
- قال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.

الإيمان قول وعمل:
- رتب النبي -عليه الصلاة والسلام- دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص.
عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)). رواه الشيخان.
عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)). رواه مسلم.
- الأخوة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد, الدليل:
((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))
قال تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}
- قاتل الصديق من منع الزكاة وقال: ((الزكاة حق المال)).
- عقوبة الدنيا لا ترفع عمن أدى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام, كذلك عقوبة الآخرة.

تحقيق شروط كلمة التوحيد:
-العلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار)).
- الإخلاص: قال عليه الصلاة والسلام: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا وفي بعضها مستيقنا)).
- اليقين: وقال:((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة))
- الصدق: جاء في لفظ: ((يصدق لسانه)).
- الانقياد والقبول: وجاء في آخر:((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
- المحبة: وقال: ((أحبوا من كل قلوبكم)) .
- محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.
- قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
- أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا.
- إفراد الله بالعبودية, فلا يشرك بعبادة الله أحدا.
- شهادة أن محمدا رسول الله.
- أن لا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
- قول العبد: لا إله إلا الله; يقتضي أن لا إله له غير الله, والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه.
- سوال الله,ودعاؤه.

ما ينافي تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله:
- إشراك المخلوق في شيء من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه, ونقصا في توحيده.
- طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله.
- الرياء, والحلف بغير الله, والتوكل على غير الله والاعتماد عليه.
- من سوى بين الله وبين المخلوق في المشيئة, مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان, وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت.
- الطيرة والرقى المكروهة, وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون.
- اتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله, وقد أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم.
- قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}قال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه, وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
- ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش)) فدل
- كل من أحب شيئا وأطاعه, ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
- قد سمى الله طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان, قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}
- من قال: لا إله إلا الله بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته; فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى.
- قال تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
- من أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله, كان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله.

شرطي قبول العمل :
1- شرط الإخلاص:
- الله أغنى الأغنياء عن الشرك, وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى.
- الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه, أو يكن فيه شيء لايرضاه.
- النجاة لا تكون إلا لمن لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه, قال تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
- القلب السليم: هو الطاهر من أدناس المخالفات, وهي التي تصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فتعم عقبى الدار}.
- القلب المتلطخ; فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب, فإذا زال الخبث صلح للمجاورة.
- ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)).
- أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك.
- في الحديث: ((من أصبح وهمه غير الله فليس من الله)).

2- شرط والمتابعة:
- لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه.
- لا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة النبي عليه الصلاة والسلام, فهو المبلغ عن الله ما يحبه وما يكرهه.
- محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته.
قال تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}.
- قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.

فضائل لا إله الله:
- هي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر.
- لأجلها خلق الخلق, قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
- لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب, قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
- ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم: لا إله إلا الله.
- من قالها عصم ماله ودمه, ومن أباها فماله ودمه هدر.
- هي مفتاح الجنة, ومفتاح دعوة الرسل, وبها كلم الله موسى كفاحا.
- ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة ولها من الله مكان وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه)). مسند البزار.
- هي ثمن الجنة.
- هي نجاة من النار, سمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)). رواه مسلم.
- توجب المغفرة, قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)). المسند.
- هي أحسن الحسنات, قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
- تمحو الذنوب والخطايا, قال عليه الصلاة والسلام: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
- تجدد ما درس من الإيمان في القلب, قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا لا إله إلا الله وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن)). المسند.
- هي أفضل الذكر, ((أفضل الذكر لا إله إلا الله)).
- ترجح بصحائف الذنوب, جاء في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن نوحا قال: لابنه عند موته آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن لا إله إلا الله».
- تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل, قال عليه الصلاة والسلام: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)). رواه الترمذي.
- إجابة الدعوة, قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
- هي الكلمة التي يصدق الله قائلها, قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا قال العبد: لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه ...الحديث) رواه النسائي والترمذي وابن حبان.
- هي أفضل ما قاله النبيون, كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
- هي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان, قالالنبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك..)) رواه الشيخان.
- هي أمان من وحشة القبر وهول الحشر, قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم
ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)).
-رهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم, خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)).
- من فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء, قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)). رواه الشيخان.
- تمنع الخلود في النار, قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)). رواه الشيخان.

الاستقامة:
- أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام, والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة, قال تعالى:{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}.
- وصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.

خير الخطائين التوابون:
- المحب ليس مطالبا بالعصمة, وإنما هو مطالب كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة.
- الله عز وجل له عناية بمن يحبه, فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة, ييسر له التوبة وينبهه على قبح الزلة, فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
- قال عليه الصلاة والسلام: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)). رواه مسلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 11:30 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم التطبيق الثاني من دورة أصول القراءة العلمية

1. ناديا عبده (ب+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، 1. أعيدي صياغة عنوان المقصد الأول، 2. قولكِ: (دخل الجنة...) بداية الجملة من الذي دخل الجنة؟ انتبهي لصياغة الجمل، وكذلك لصياغة المقاصد، ، 3. المقصد الثالث تابع للمقصد الثاني غير منفصل عنه، والمقصد الرابع ينفصل إلى مقصدين: ما تقتضيه كلمة التوحيد، وقوادح كلمة التوحيد، 4. قولكِ: (التحريم المطلق) فالتحريم هنا ليس مطلقا بل حمله بعضهم على الخلود فيها أو على نار يخلد فيها أهلها، 5. المقصد الثالث: انظري لتلخيص هذا المقصد عند الأخت فداء]
2. فداء حسين (أ+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، المقصد العام للرسالة هو كيفية تحقيق كلمة الإخلاص وبيان فضلها، أما ما يضادها فيُجعل في المقاصد الفرعية، 2. بيان الشرك الأصغر يدخل تحت مقصد ما ينافي كلمة التوحيد، وكذلك بيان كمال أحوال العارفين، فهذا من الاستطراد
في الحديث عن المحبة، والمحبة تحت مقصد: مقتضيات كلمة التوحيد أو شروط تحقيق كلمة التوحيد،
3. بعض المسائل يمكن ضمها تحت مقصد واحد، (الإيمان قول وعمل، شرطي قبول العمل...) كل ذلك تحت مقتضيات كلمة التوحيد، وتذكري السناد بأن تقولي مثلا: - شرط قبول العمل: الإخلاص والمتابعة، سناده: ...، 3. الاستقامة وما تحتها يدخل في المقاصد الفرعية فلا نفردهما، ويحسن عند ذكر الأدلة أن تقولي: سناده:....]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 رجب 1439هـ/31-03-2018م, 05:48 AM
الصورة الرمزية ليلى سلمان
ليلى سلمان ليلى سلمان غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 592
افتراضي

رسالة : ( العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعة )
لابن تيمية
مسائل الرسالة
(العبادات الفرق بين شرعيتها وبدعتها)
(تعريف العبادات)
(العبادات الشرعية إما واجبة أو مستحبة)
(تعريف المشروع وما يدخل فيه من العبادات)
(أصول العبادات الدينية )
(أفضل العبادات البدنية)
(أسباب البدع وأصناف منها)
(بطلان بدعة ذكر الله بالاسم المفرد مظهراَ ومضمراَ)
(بطلان قول المبتدعة : أنا آخذ عن الله بلا واسطة ...)
(الفرقان بين الأشياء الرحمانية والشيطانية )
(بطلان العقل الفعال)
(صفات أهل البدع )
(الخلوة البدعية)
(الاعتزال الحلال)
(قولان في فعل المباحات على غير وجه المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم)

التفصيل
(العبادات الفرق بين شرعيتها وبدعتها )
تعريف العبادات : هي ما شرعه الله ورسوله قال تعالى : (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم واصاكم به لعلكم تتقون )
وكذلك الحلال هو ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله .
(العبادات الشرعية )
العبادات الشرعية التي يتقرب بها إلى الله إما واجبة أو مستحبة ولا يجوز أن يقال عن أمر أنه مستحب أو مشروع إلا بدليل شرعي صحيح ، الأمر الذي يثبت أنه مستحب بدليل شرعي لكنه روية فضائله بأسانيد ضعيفة يجوز أن يروى إذا لم يعلم أنها كذب ولا يجوز في هذه الحالة أن يكذبه .
تعريف المشروع وما يدخل فيه من العبادات
المشروع هو: ما تقرب به إلى الله وهو سبيل البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف .
ويدخل في المشروع : جميع العبادات المشروعة واجبها
و مستحبها وما كان مؤقت بوقت معين كطرفي النهار أو متعلق بسبب وما ورد في الأدعية والأذكار الشرعية .
(أصول العبادات الدينية )
الصلاة ، الصيام ، القراءة ،كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص لما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال "ألم أحدث أنك قلت‏:‏ لأصومن النهار، ولأقومن الليل، ولأقرأن القرآن في ثلاث‏؟‏‏‏ قال‏:‏ بلى‏!‏ قال‏:‏ ‏‏فلا تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ له العين، ونَفِهَتْ له النفس‏‏، ثم أمره بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فقال‏:‏ إني أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يوم وفطر يوم، فقال‏:‏ إني أطيق أكثر من ذلك، فقال‏:‏ ‏‏لا أفضل من ذلك‏‏، وقال‏:‏ ‏أفضل الصيام صيام داود عليه السلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبع‏"‏‏‏.
( أفضل العبادات البدنية)
الصلاة ، القراءة ، الذكر ، الدعاء ، المفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل كالتسبيح في الركوع والسجود ونحو ذلك .
(أسباب البدع وأصناف منها وبطلانها)
سبب البدع : الغلو في العبادة بغير فقه يؤدي إلى البدع .
تشبيه بدع بعبادات مثل: تشبيه الخلوة البدعية بالاعتكاف. أو أشياء ظنوا أنها عبادة مثل التحنث في غار حراء . أو أشياء كانت في شريعة أنبياء سابقين .
(بطلان بدعة ذكر الله بالاسم المفرد مظهراَ ومضمراَ )
ذلك خطأ في اللغة والاسم المجرد ليس ( هو) جاء في الصحيحين (أفضل الذكر لا إله إلا الله ).
(بطلان قول المبتدعة : أنا آخذ عن الله بلا واسطة وفلان يأخذ عن الله بواسطة )
بطلان ذلك القول من طريقان :
1: أن يقال لهم إذا كان جنس هذه الأحوال مشترك بين أهل الحق وأهل الباطل فلا بد من وجود دليل يبين أن ما حصل لهم حق .
2: يقال هذا من الشيطان لأنه مخالف لما بعث الله به النبي صل الله عليه وسلم وذلك بأن ينظر فيما حصل له وما سببه وغايته فإن كان السبب عبادة غير شرعية كأن يصرف عبادة لغير الله ،فيكون ما حدث له من الشياطين التي تتراءى وتخاطب المشركين .
(الفرقان بين الأشياء الرحمانية والشيطانية )
القرآن والسنة حق ما وافقهما كان حق وما خالفهما كان باطل قال تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراَ كبيراَ ).
(بطلان بدعة العقل الفعال)
بدعتهم :أن النبوة مكتسبة فغذا تفرغ القلب صفا وفاض عليه من جنس ما فاض على الأنبياء .
هذه البدعة نقص في إيمانهم بالأنبياء وأنهم آمنوا ببعض وكفروا ببعض وهذه البدعة من بقايا الفلسفة عليهم .
وهذه البدعة باطلة من وجوه :
1: أن العقل الفعال باطل .2: أن ما يجعله الله في القلوب أحياناَ يكون من الملائكة وأحياناَ من الشياطين والملائكة والشياطين مخلوقين كما دلت الأدلة وليسوا صفات كما يزعمون .
3: أن الأنبياء جاءتهم الملائكة من ربهم بالوحي ومنهم من كلمه الله وليس ما حصل معهم فيض كما يزعمون .
4: أن الإنسان لو فرغ قلبه من الخواطر كيف يعلم أن ما يحدث له حق أم باطل يعلم بعقل أو سمع وكلاهما لم يدل عليه ذلك .
5 : أنه إذا فرغ قلبه من كل شيء حلت فيه الشياطين لأن الذي يمنع الشيطان من دخول القلب ما في القلب من ذكر الله قال تعالى : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناَ فهو له قرين ).
6: لو كانت هذه الطريقة صحيحة لأمر النبي صل الله عليه وسلم بها لكن النبي لم يأمر بها بل أمر بالصلاة والذكر والصيام ونحو ذلك من العبادات الشرعية .
تخلية القلب الذي أمر بها النبي صل الله عليه وسلم أن يفرغ العبد قلبه ما لا يحبه الله ويملأه بما يحبه الله وبمحبة الله وبذلك يخلص عبادات القلب لله وحده.
7: لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النفس الفلكية كما يزعمون فلا فرق في ذلك بين الناظر والمستدل والمفرغ قلبه .
(صفات أهل البدع)
يبغضون القرآن وقد يبغضون الكتب ومن أرغب الناس في سماع المعازف ومن أزهد الناس عن سماع آيات الله .
المعازف خمر النفوس وإذا سكروا حل فيهم الشرك ومالوا إلى الفواحش والظلم فيشركون ويقتلون النفس التي حرم الله ويزنون .
(الخلوة البدعية )
الخلوات البدعية : قد يقصد أصحابها أماكن ليس فيها آذان ولا إقامة أو مساجد مهجورة أو كهوف أو مقابر أو أماكن فيها أثر نبي أو رجل صالح فيخيل لهم الشيطان أنهم يرون النبي أو الولي.
(الاعتزال الحلال)
1: اعتزال الأمور المحرمة قال تعالى : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) .
2: اعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع من الزهد فيه وذلك مستحب .
3 : اعتزال الناس لأجل علم أو عمل مع المحافظة على الجماعة والجمعة ؛ كما في الحديث : لما سئل النبي أي الناس أفضل قال" ... ورجل معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلا من خير).
(قولان في فعل المباحات على غير وجه المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم)
ما فعله النبي صل الله عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيها . إذا خص النبي صل الله عليه وسلم زمان او مكان بعبادة فتلك العبادة سنة .
ما فعله النبي على غير وجه العبادة يجوز لنا أن نفعله لكن هل نجعله عبادة وقربة فيه قولان :
1 : جمهور الصحابة والخلفاء لم يستحبوا أن يجعلوه عبادة وقربة ولا متابعة لأن المتابعة لا بد فيها من القصد .
ما فعله النبي مباح فعلناه مباح وما فعله قربة فعلنه قربة وعبادة .
وكان يرى ابن عمر أنه حتى لو فعله دون قصد فهو حسن زيادة في محبته أو بركة متابعة له .
أما أن يقصد العبد مكان للعبادة لم يقصده الأنبياء وإنما مروا به أو نزلوا فيه فهذا لم يجيزه أحد من الصحابة . لأنه ذريعة للشرك ونهى النبي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد . والله لم يشرع مكان للعبادة إلا المساجد والمشاعر .
ما فعله النبي من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباح



(المقاصد الفرعية )
(تبين العبادات الشرعية )
(تبين أسباب البدع وبعض أصناف البدع وبيان بطلانها )
المقصد الكلي :
هو عنوان الرسالة العبادات وتبين شرعيتها من بدعتها .







رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 رمضان 1439هـ/7-06-2018م, 04:17 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى سلمان مشاهدة المشاركة
رسالة : ( العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعة )
لابن تيمية
مسائل الرسالة
(العبادات الفرق بين شرعيتها وبدعتها)
(تعريف العبادات)
(العبادات الشرعية إما واجبة أو مستحبة)
(تعريف المشروع وما يدخل فيه من العبادات)
(أصول العبادات الدينية )
(أفضل العبادات البدنية)
(أسباب البدع وأصناف منها)
(بطلان بدعة ذكر الله بالاسم المفرد مظهراَ ومضمراَ)
(بطلان قول المبتدعة : أنا آخذ عن الله بلا واسطة ...)
(الفرقان بين الأشياء الرحمانية والشيطانية )
(بطلان العقل الفعال)
(صفات أهل البدع )
(الخلوة البدعية)
(الاعتزال الحلال)
(قولان في فعل المباحات على غير وجه المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم)

التفصيل
(العبادات الفرق بين شرعيتها وبدعتها )
تعريف العبادات : هي ما شرعه الله ورسوله قال تعالى : (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم واصاكم به لعلكم تتقون )
وكذلك الحلال هو ما أحله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله .
(العبادات الشرعية )
العبادات الشرعية التي يتقرب بها إلى الله إما واجبة أو مستحبة ولا يجوز أن يقال عن أمر أنه مستحب أو مشروع إلا بدليل شرعي صحيح ، الأمر الذي يثبت أنه مستحب بدليل شرعي لكنه روية فضائله بأسانيد ضعيفة يجوز أن يروى إذا لم يعلم أنها كذب ولا يجوز في هذه الحالة أن يكذبه .
تعريف المشروع وما يدخل فيه من العبادات
المشروع هو: ما تقرب به إلى الله وهو سبيل البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف .
ويدخل في المشروع : جميع العبادات المشروعة واجبها
و مستحبها وما كان مؤقت بوقت معين كطرفي النهار أو متعلق بسبب وما ورد في الأدعية والأذكار الشرعية .
(أصول العبادات الدينية )
الصلاة ، الصيام ، القراءة ،كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص لما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال "ألم أحدث أنك قلت‏:‏ لأصومن النهار، ولأقومن الليل، ولأقرأن القرآن في ثلاث‏؟‏‏‏ قال‏:‏ بلى‏!‏ قال‏:‏ ‏‏فلا تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هَجَمَتْ له العين، ونَفِهَتْ له النفس‏‏، ثم أمره بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فقال‏:‏ إني أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يوم وفطر يوم، فقال‏:‏ إني أطيق أكثر من ذلك، فقال‏:‏ ‏‏لا أفضل من ذلك‏‏، وقال‏:‏ ‏أفضل الصيام صيام داود عليه السلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفر إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبع‏"‏‏‏.
( أفضل العبادات البدنية)
الصلاة ، القراءة ، الذكر ، الدعاء ، المفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل كالتسبيح في الركوع والسجود ونحو ذلك .
(أسباب البدع وأصناف منها وبطلانها)
سبب البدع : الغلو في العبادة بغير فقه يؤدي إلى البدع .
تشبيه بدع بعبادات مثل: تشبيه الخلوة البدعية بالاعتكاف. أو أشياء ظنوا أنها عبادة مثل التحنث في غار حراء . أو أشياء كانت في شريعة أنبياء سابقين .
(بطلان بدعة ذكر الله بالاسم المفرد مظهراَ ومضمراَ )
ذلك خطأ في اللغة والاسم المجرد ليس ( هو) جاء في الصحيحين (أفضل الذكر لا إله إلا الله ).
(بطلان قول المبتدعة : أنا آخذ عن الله بلا واسطة وفلان يأخذ عن الله بواسطة )
بطلان ذلك القول من طريقان :
1: أن يقال لهم إذا كان جنس هذه الأحوال مشترك بين أهل الحق وأهل الباطل فلا بد من وجود دليل يبين أن ما حصل لهم حق .
2: يقال هذا من الشيطان لأنه مخالف لما بعث الله به النبي صل الله عليه وسلم وذلك بأن ينظر فيما حصل له وما سببه وغايته فإن كان السبب عبادة غير شرعية كأن يصرف عبادة لغير الله ،فيكون ما حدث له من الشياطين التي تتراءى وتخاطب المشركين .
(الفرقان بين الأشياء الرحمانية والشيطانية )
القرآن والسنة حق ما وافقهما كان حق وما خالفهما كان باطل قال تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراَ كبيراَ ).
(بطلان بدعة العقل الفعال)
بدعتهم :أن النبوة مكتسبة فغذا تفرغ القلب صفا وفاض عليه من جنس ما فاض على الأنبياء .
هذه البدعة نقص في إيمانهم بالأنبياء وأنهم آمنوا ببعض وكفروا ببعض وهذه البدعة من بقايا الفلسفة عليهم .
وهذه البدعة باطلة من وجوه :
1: أن العقل الفعال باطل .2: أن ما يجعله الله في القلوب أحياناَ يكون من الملائكة وأحياناَ من الشياطين والملائكة والشياطين مخلوقين كما دلت الأدلة وليسوا صفات كما يزعمون .
3: أن الأنبياء جاءتهم الملائكة من ربهم بالوحي ومنهم من كلمه الله وليس ما حصل معهم فيض كما يزعمون .
4: أن الإنسان لو فرغ قلبه من الخواطر كيف يعلم أن ما يحدث له حق أم باطل يعلم بعقل أو سمع وكلاهما لم يدل عليه ذلك .
5 : أنه إذا فرغ قلبه من كل شيء حلت فيه الشياطين لأن الذي يمنع الشيطان من دخول القلب ما في القلب من ذكر الله قال تعالى : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناَ فهو له قرين ).
6: لو كانت هذه الطريقة صحيحة لأمر النبي صل الله عليه وسلم بها لكن النبي لم يأمر بها بل أمر بالصلاة والذكر والصيام ونحو ذلك من العبادات الشرعية .
تخلية القلب الذي أمر بها النبي صل الله عليه وسلم أن يفرغ العبد قلبه ما لا يحبه الله ويملأه بما يحبه الله وبمحبة الله وبذلك يخلص عبادات القلب لله وحده.
7: لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النفس الفلكية كما يزعمون فلا فرق في ذلك بين الناظر والمستدل والمفرغ قلبه .
(صفات أهل البدع)
يبغضون القرآن وقد يبغضون الكتب ومن أرغب الناس في سماع المعازف ومن أزهد الناس عن سماع آيات الله .
المعازف خمر النفوس وإذا سكروا حل فيهم الشرك ومالوا إلى الفواحش والظلم فيشركون ويقتلون النفس التي حرم الله ويزنون .
(الخلوة البدعية )
الخلوات البدعية : قد يقصد أصحابها أماكن ليس فيها آذان ولا إقامة أو مساجد مهجورة أو كهوف أو مقابر أو أماكن فيها أثر نبي أو رجل صالح فيخيل لهم الشيطان أنهم يرون النبي أو الولي.
(الاعتزال الحلال)
1: اعتزال الأمور المحرمة قال تعالى : ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) .
2: اعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع من الزهد فيه وذلك مستحب .
3 : اعتزال الناس لأجل علم أو عمل مع المحافظة على الجماعة والجمعة ؛ كما في الحديث : لما سئل النبي أي الناس أفضل قال" ... ورجل معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلا من خير).
(قولان في فعل المباحات على غير وجه المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم)
ما فعله النبي صل الله عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيها . إذا خص النبي صل الله عليه وسلم زمان او مكان بعبادة فتلك العبادة سنة .
ما فعله النبي على غير وجه العبادة يجوز لنا أن نفعله لكن هل نجعله عبادة وقربة فيه قولان :
1 : جمهور الصحابة والخلفاء لم يستحبوا أن يجعلوه عبادة وقربة ولا متابعة لأن المتابعة لا بد فيها من القصد .
ما فعله النبي مباح فعلناه مباح وما فعله قربة فعلنه قربة وعبادة .
وكان يرى ابن عمر أنه حتى لو فعله دون قصد فهو حسن زيادة في محبته أو بركة متابعة له .
أما أن يقصد العبد مكان للعبادة لم يقصده الأنبياء وإنما مروا به أو نزلوا فيه فهذا لم يجيزه أحد من الصحابة . لأنه ذريعة للشرك ونهى النبي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد . والله لم يشرع مكان للعبادة إلا المساجد والمشاعر .
ما فعله النبي من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباح



(المقاصد الفرعية )
(تبين العبادات الشرعية )
(تبين أسباب البدع وبعض أصناف البدع وبيان بطلانها )
المقصد الكلي :
هو عنوان الرسالة العبادات وتبين شرعيتها من بدعتها .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى سلمان مشاهدة المشاركة


أحسنتِ، أحسن الله إليكِ وسددكِ
هناك بعض الملاحظات التي يجب التنبه لها وهي:
1. المراد هنا في هذه التطبيقات هو بيان مقاصد الرسالة، سواء المقصد الرئيس أو المقاصد الفرعية، ومن ثم تلخيص الرسالة على هذه المقاصد الفرعية،
وكما ذُكر في الشرح أنه لابد أولا من استخلاص المسائل ثم تلخيصها تحت المقاصد، ولكنكِ استخرجت المسائل ثم استخرجت المقاصد الفرعية،
ولم تلخصي المسائل تحت المقاصد الفرعية، وهي أهم خطوة في الخطوات المطلوبة، وانظري هنا كي يتضح لكِ الأمر، إذن لدينا أربع خطوات:
- استخراج المسائل.
- استخلاص المقاصد الفرعية.
- تلخيص الرسالة تحت هذه المقاصد.
- استخلاص المقصد الرئيس.
2. المقاصد الفرعية هي الجمل الرئيسة في الكتاب التي قصد المؤلف بيانها؛ وقد اقتصرتِ على مقصدين فقط وهناك عدة مقاصد أخرى،
وقولكِ: (تبيين العبادات الشرعية) الصياغة غير واضحة هكذا، فهل يبينها من جهة المعنى أم بالأمثلة؟ أم بكيفية ثبوتها؟

3. ستجدين أن شيخ الإسلام تحدث عن إحدى العبادات البدعية ألا وهي الخلوة البدعية وهي مقصد فرعي يندرج تحته كثير من المسائل التي ذكرتِ،
فتعلمين أن شروط المتابعة في العبادة الموافقة في (السبب - الجنس - القدر - الكيفية - الزمان - المكان) ولا يجوز الابتداع في أحدهم، لذا ستجدين
شيخ الإسلام يذكر الخلوة البدعية ثم يذكر العبادات البدعية التي تحدث في هذه الخلوة من حيث الوقت، والقدر، والمكان....وهكذا، فستجدين غالب المسائل تندرج
تحت هذا المقصد، فمثلا الذكر المفرد مخالف للكيفية فتجعلينه في موضعه.
4. عند تلخيص المقاصد اجعلي العبارات وافية بالمسألة، ولابد من ذكر السناد إن وجد.
5. لم تشيري إلى بدعة الخلوة الأربعينية، وعند الحديث عنها نذكر أنها ابتداع في القدر، فنبين ذلك ونقول بدعتهم كذا....، دليلهم....، رد شيخ الإسلام........
6. صياغة المسائل تحتاج إلى تركيز أكثر، وبعض العناوين غير دالة على ما تحتها، فمثلا قولك: (الخلوة البدعية) يفهم أن الآتي تحتها تعريف الخلوة البدعية
ولكنكِ تحدثتِ عن أماكنها فكان الأحرى أن تكون الصياغة (أماكن الخلوة البدعية) فانتبهي لمثل هذا.
7. لعلكِ تنظرين ثانية في الرسالة مع مراعاة الملاحظات ومحاولة إعادة التطبيق.



التقدير: (ب).

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 شوال 1439هـ/19-06-2018م, 09:40 AM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي

تلخيص مقاصد "رسالة كلمة الإخلاص" لابن رجب الحنبلي

المقصد العام للرسالة: تحقيق كمال التوحيد هو سبيل السعادة في الدارين.

المقاصد الفرعية:
أ: بيان بعض ما جاء في فضائل كلمة التوحيد.
ب: بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها دخل الجنة.
ج: بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها حرم على النار.
د: بيان حقيقة أن كلمة التوحيد مجردة لا تكفي للنجاة من النار.
ه: تحقيق كمال التوحيد هو السبيل إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار.
و: بيان بعض ما يقدح في التوحيد
ز: بيان السبيل لتخليص التوحيد من شوائب المعاصي والذنوب.
ل: تلازم شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله.

بيان بعض ما جاء في فضائل كلمة التوحيد
-هي كلمة التقوى كما قال عمر، وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر.
-ولأجلها خلق الخلق، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
-ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
-قال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وهذه الآية أول ما عدّد الله على عباده من النعم في سورة آية النعم التي تسمى النحل، ولهذا قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم "لا إله إلا الله" وإن "لا إله إلا الله" لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا.
-ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
-ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
-وهي مفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
-وهي توجب المغفرة.
-وهي أحسن الحسنات، كما قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
-وهي تمحو الذنوب والخطايا، كما في حديث البطاقة، وكما في سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل))، وقد رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا)).
-وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب، وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
-وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن، كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
-وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل، وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
-وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.، وقد خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
-وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها، كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).
-وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
-وهي أفضل الذكر، كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها.
-وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان، وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)). وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).
-وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة)).
-وهي أمان من وحشة القبر وهول الحشر، كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).
-وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم، كما قال النضر بن عربي:بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا:(إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)

بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها دخل الجنة
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
-وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
-ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم. وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)).
-وفي مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه)).
-ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
-وهذه الأحاديث أفادت بأن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا قد يدخل النار بداية ليطهر من ذنوبه، ثم يدخل الجنة كما في حديث أبي ذر ومعناه أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد وهذا حق لا مرية فيه. وفي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).

بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها حرم على النار
*ما ورد في ذلك
-خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
-وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
-ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها، وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
-وهي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.
*وقد حمل ذلك على نفي الخلود في النار
-ومن الأحاديث ما فيه أن من أتى بالشهادتين حرم على النار، وهذا قد حمله بعضهم على نفي خلود الموحدين فيها، فإن الدرك الأعلى يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين، وفي الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)
*وحمل على النجاة من النار مطلقا
-بينما قالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك، ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر، ويشهد له ما يلي:
-قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
-وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
-وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتال مانعي الزكاة إلا بأداء حقوق لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
-ويدل على صحة فهم الصديق الحديث: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.
-وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
-وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

بيان حقيقة أن كلمة التوحيد مجردة لا تكفي للنجاة من النار
-عمل القلب والجوارح وتحقيقهم معنى الشهادتين يعد شرطا ضروري جنبا إلى جنب مع الاتيان بالشهادتين، فتحقيق القلب بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
-فقول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، فإن أشرك مع قوله هذا مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية، كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
بيان شيء مما يقدح في التوحيد، ويعرض صاحبه للعذاب مع كونه قد أتى بالشهادتين
-ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة، وعلى الطيرة والرقى المكروهة، وإتيان الكهان وتصديقهم بما يقولون، وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه، فكل ذلك قادح في تمام التوحيد وكماله.

تحقيق كمال التوحيد هو السبيل إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار
*وبيان ذلك
-فإنه لا ينجو غدا إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه، كما قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
-والقلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.
-ما يحتاج إلى التطهر بنار جهنم إلا من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه.
-أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
-وبعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
-جهنم تنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
-وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم))، وهذا ميراث ورثه المؤمنون من حال الخليل عليه السلام، فنار المحبة في قلوب المحبين تخاف منها نار جهنم.
-وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
*وهل يعني ذلك أن من اكتمل توحيده معصوم من المعاصي؟
-من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا يظن أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
-قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
-وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
-وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
-وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
-وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).

بيان بعض ما يقدح في التوحيد
*الهوى المتبع
-وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
-وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
-ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
*طاعة الشيطان
-ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
-وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له.
-ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا، وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا.
-وأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار، ولهذا لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
*صرف المحبة لغير الله تعالى
-فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى، الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه أو يكن فيه شيء ما يرضاه.
-قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
-قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
-وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)).
-وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
-وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
-وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
-وفي قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
-هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}.
-ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.

بيان السبيل لتخليص التوحيد من شوائب المعاصي والذنوب
-القلوب على أصل الطهارة وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب، فرشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
-العزم على فطام النفوس عن رضاع الهوى، فالحمية رأس الدواء، متى طالبتكم بمألوفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه: "أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام"، والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة.
-ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} تحنّ إلى الاستقامة.
-عرّفوها اطّلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد لعلها تستحي من قربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
-راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
-أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها!
-سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
-قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
-وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
-قال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.
-كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.

تلازم شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله
-لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بمحبة الله، وأن المحبة لا تتم إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة سيدنا محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
-وذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 شوال 1439هـ/1-07-2018م, 07:41 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد "رسالة كلمة الإخلاص" لابن رجب الحنبلي

المقصد العام للرسالة: تحقيق كمال التوحيد [و]هو سبيل السعادة في الدارين.

المقاصد الفرعية:
أ: بيان بعض ما جاء في فضائل كلمة التوحيد.
ب: بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها دخل الجنة.
ج: بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها حرم على النار.
[هذه الثلاثة مقاصد يُضم بعضها إلى بعض في مقصد بيان فضائل كلمة التوحيد]

د: بيان حقيقة أن كلمة التوحيد مجردة لا تكفي للنجاة من النار.[كلمة التوحيد تقتضي دخول صاحبها الجنة وتحريمه على النار بشروط]
ه: تحقيق كمال التوحيد هو السبيل إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار.
و: بيان بعض ما يقدح في التوحيد
ز: بيان السبيل لتخليص التوحيد من شوائب المعاصي والذنوب.
ل: تلازم شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله.

بيان بعض ما جاء في فضائل كلمة التوحيد
-هي كلمة التقوى كما قال عمر، وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر.
-ولأجلها خلق الخلق، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
-ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
-قال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وهذه الآية أول ما عدّد الله على عباده من النعم في سورة آية النعم التي تسمى النحل، ولهذا قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم "لا إله إلا الله" وإن "لا إله إلا الله" لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا.
-ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
-ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
-وهي مفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
-وهي توجب المغفرة.
-وهي أحسن الحسنات، كما قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
-وهي تمحو الذنوب والخطايا، كما في حديث البطاقة، وكما في سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل))، وقد رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا)).
-وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب، وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
-وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن، كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
-وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل، وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
-وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.، وقد خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
-وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها، كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).
-وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.
-وهي أفضل الذكر، كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها.
-وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان، وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)). وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).
-وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة)).
-وهي أمان من وحشة القبر وهول الحشر، كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).
-وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم، كما قال النضر بن عربي:بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا:(إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)

بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها دخل الجنة
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
-وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
-ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم. وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)).
-وفي مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه)).
-ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
-وهذه الأحاديث أفادت بأن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا قد يدخل النار بداية ليطهر من ذنوبه، ثم يدخل الجنة كما في حديث أبي ذر ومعناه أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد وهذا حق لا مرية فيه. وفي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).

بيان أن من أعظم فضائل كلمة التوحيد أن من أتى بها حرم على النار
*ما ورد في ذلك
-خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
-وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
-ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها، وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
-وهي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.
*وقد حمل ذلك على نفي الخلود في النار
-ومن الأحاديث ما فيه أن من أتى بالشهادتين حرم على النار، وهذا قد حمله بعضهم على نفي خلود الموحدين فيها، فإن الدرك الأعلى يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين، وفي الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)
*وحمل على النجاة من النار مطلقا
-بينما قالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك، ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر، ويشهد له ما يلي:
-قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
-وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
-وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتال مانعي الزكاة إلا بأداء حقوق لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
-ويدل على صحة فهم الصديق الحديث: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.
-وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
-وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

بيان حقيقة أن كلمة التوحيد مجردة لا تكفي للنجاة من النار
-عمل القلب والجوارح وتحقيقهم معنى الشهادتين يعد شرطا ضروري جنبا إلى جنب مع الاتيان بالشهادتين، فتحقيق القلب بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
-فقول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، فإن أشرك مع قوله هذا مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية، كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
بيان شيء مما يقدح في التوحيد، ويعرض صاحبه للعذاب مع كونه قد أتى بالشهادتين
-ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة، وعلى الطيرة والرقى المكروهة، وإتيان الكهان وتصديقهم بما يقولون، وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه، فكل ذلك قادح في تمام التوحيد وكماله.

تحقيق كمال التوحيد هو السبيل إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار
*وبيان ذلك
-فإنه لا ينجو غدا إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه، كما قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
-والقلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.
-ما يحتاج إلى التطهر بنار جهنم إلا من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه.
-أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
-وبعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
-جهنم تنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
-وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم))، وهذا ميراث ورثه المؤمنون من حال الخليل عليه السلام، فنار المحبة في قلوب المحبين تخاف منها نار جهنم.
-وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
*وهل يعني ذلك أن من اكتمل توحيده معصوم من المعاصي؟
-من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا يظن أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
-قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
-وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
-وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
-وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
-وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).

بيان بعض ما يقدح في التوحيد
*الهوى المتبع
-وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
-وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
-ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
*طاعة الشيطان
-ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
-وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له.
-ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا، وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا.
-وأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار، ولهذا لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
*صرف المحبة لغير الله تعالى
-فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى، الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه أو يكن فيه شيء ما يرضاه.
-قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
-قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
-وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض)).
-وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
-وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
-وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
-وفي قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
-هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}.
-ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.

بيان السبيل لتخليص التوحيد من شوائب المعاصي والذنوب
-القلوب على أصل الطهارة وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب، فرشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
-العزم على فطام النفوس عن رضاع الهوى، فالحمية رأس الدواء، متى طالبتكم بمألوفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه: "أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام"، والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة.
-ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} تحنّ إلى الاستقامة.
-عرّفوها اطّلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد لعلها تستحي من قربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
-راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
-أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها!
-سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
-قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
-وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
-قال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.
-كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.

تلازم شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله
-لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بمحبة الله، وأن المحبة لا تتم إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة سيدنا محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
-وذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).



بارك الله فيك، هناك عدة ملاحظات وهي قريبة من ملاحظات التلخيص الأول:
- لم تركز على استخراج المسائل أولا بل تركيزك على استخراج المقاصد الفرعية، وإذا استخرجت المسائل سهل عليك جمع المسائل المتشابهة
تحت مقصد فرعي واحد.
- بعض المقاصد تدمج مع بعضها، كماا بينت لك، والمقاصد الفرعية حصرت في خمس:
* كلمة التوحيد تقتضي دخوول صاحبها الجنة وتحريمه على النار بشروط، وهنا نحرر المسألة ونذكر أقوال العلماء، كما بينت لك من قبل.
* مقتضيات كلمة التوحيد أو كلمة التوحيد تقتضي شهادة أن محمدا رسول الله.
* ماا يقدح في كلمة التوحيد.
* ما يفعله الموحد حال وقوعه في الذنوب والمعاصي.
* فضائل كلمة التوحيد.
- تلخييصك أشبه باللرسالة فحاول الاختصارر دون إخلال بالمراد.

التقدير: (ج+).

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 شوال 1441هـ/28-05-2020م, 02:53 AM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

تلخيص مقاصد " كلمة الإخلاص لابن رجب"

استخراج مسائل الرسالة:
- الشهادة سبب للنجاة من النار، و الخلود فيه
- من أتى بها دخل الجنة، و لم يحجب عنها.
- من أتى بها دخل الجنة على ما كان من العمل.
- تقسيم الأحاديث السابقة إلى نوعين.
- من أدى حقها و فرضها دخل الجنة.
- ترتيب دخول الجنة على الأعمال الصالحة.
- عقوبة الآخرة لا ترفع عمن أدى الشهادتين مطلقا كما أن عقوبة الدنيا لا ترفع عنه مطلقا.
- هل الأحاديث المطلقة التي ذكر فيها أن من قال: لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض أو لا؟
- تحقيق معنى : لا إله إلا الله.
- تحقيق معنى: محمد رسول الله.
- معنى الإله.
- سبب إطلاق الشرع على كثير من الذنوب أنها كفر ووشرك، و إن لم تبلغ درجة الشرك الأكبر، و الكفر الأكبر.
- الحب لله و البغض لله من كمال التوحيد.
- بطلان دعوى من ادعى محبة الله ثم اتبع هواه.
تلزم محبة الله محبة رسوله - صلى الله عليه و سلم-، و تصديقه،
و اتباعه.
- أثر محبة القلب على الجوارح.
- أثر قوة المعرفة و المحبة.
- القلب السليم، و الفرق بينه و بين القلب المتلطخ.
- خطورة الرياء، و ذكر سببه.
- يطفأ نور الإيمان نار جهنم.
- قلة صدق من قال هذه الكلمة من أسباب دخول النار.
- عناية الله بمن يحبه.
- كلمة التوحيد هي كلمة التقوى، و كلمة الإخلاص، و شهادة الحق، و دعوة الحق، و براءة من الشرك، و نجاة هذا الأمر.
- خلق الخلق لأجل التوحيد.
- إرسال الرسل، و إنزال الكتب لأجل التوحيد، و هو أعظم النعم.
- كلمة التوحيد ثمن الجنة، و مفتاحه.
- كلمة التوحيد سبب النجاة من النار.
- كلمة التوحيد توجب المغفرة.
- هي سبب محو الذنوب و الخطايا.
- تجديد ما ذهب من الإيمان في القلب.
- أنه لو وضعت في كفة و وضعت السموات السبع وعامرهن غير الله، و الارضون السبع في كفة، مالت بهم هذه الكلمة.
- من قالها مخلصا فتحت له أبواب السماء.
- من قالها دخل من أي أبواب الجنة شاء.


مقاصد الرسالة:
اشتملت هذه الرسالة -حسب رأيي- على ثلاثة مقاصد فرعية:

- المقصد الأول: أن كلمة التوحيد مفتاح الجنة، لكن الإتيان بها يقتضي الإتيان بالفرائض، و الأعمال الصالحة التي هي أسنان هذا المفتاح.
- و المقصد الثاني: أن تحقيقها يكون بتخليص القلب من ما ينافي أصل التوحيد، أو كماله الواجب، أو كماله المستحب.
- و المقصد الثالث: ذكر فضائل هذه الكلمة، و قد ذكر المؤلف طرفا منها في أول الرسالة، ثم عقد فصلا خاصا بها في آخرها.

تلخيص الرسالة:

- المقصد الأول: أن كلمة التوحيد مفتاح الجنة، لكن الإتيان بها يقتضي الإتيان بالفرائض، و الأعمال الصالحة التي هي أسنان هذا المفتاح:

الشهادة سبب للنجاة من النار، و الخلود فيه:
روى البخاري و مسلم عن أنس - رضي الله عنه- قال: كان النبي - صلى الله عليه و سلم- و معاذ رديفه على الرحل، فقال: " يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: يا معاذ! قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده و رسوله إلا حرمه الله على النار.
قال: يا رسول الله، ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا"
ثم أخبر بها معاذ عند الموت خوفا من الإثم بكتمان العلم.

من أتى بها دخل الجنة، و لم يحجب عنها:
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، أو أبي سعيد - رضي الله عنهما - : " أنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه و سلم- في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة، فدعا النبي - صلى الله عليه و سلم- بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، و يجيء الآخر بكف تمر، و يجيء الآخر بكسرة، حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، فدعا رسول الله - صلى الله عليه و سلم- عليه بالبركة، ثم قال: " خذوا في أوعيتكم"؛ فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، فأكلوا حتى شبعوا، و فضلت فضلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: " أشهد أن لا إله إلا الله، و أني رسول الله، لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة".

من أتى بها دخل الجنة على ما كان من العمل:
و يدل عليه ما جاء في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه- أنه قال عند موته: سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يقول: " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، و أن عيسى عبد الله و رسوله، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أن الجنة حق، و النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".
و حديث أبي ذر – رضي الله عنه- في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة.
قلت: و إن زنى، و إن سرق؟!.
قال: و إن زنى و إن سرق.
قلت: و إن زنى و إن سرق؟
قال: و إن زنى و إن سرق ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر"؛ فخرج أبو ذر و هو يقول: و إن رغم أنف أبي ذر.

تقسيم الأحاديث السابقة و أمثالها إلى نوعين:
الأول: التي ذكر فيها أن من أتى بالشهادتين لم يحجب عن الجنة، و هذا ظاهر؛ فإن النار لا يخلد فيها أحد من الموحدين.
و الثاني: التي ذكر فيها أنه يحرم على النار، و هي محمولة على الخلود فيها عند بعض أهل العلم، و إلا فقد ثبت أنه يدخلها خلق كثير من عصاة الموحدين، ثم يخرجون عنها، كما في الصحيحين: " إن الله - تعالى- قال: و عزتي و جلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله ".

من أدى حقها و فرضها دخل الجنة:
ذهب بعض العلماء إلى أن هذه الأحاديث سبب لدخول الجنة، و النجاة من النار إذا توفرت الشروط و انتفت الموانع.
و أورد المصنف أثر الحسن أنه قال للفرزدق و هو يدفن امرأته: " ما أعددت لهذا اليوم؟".
قال: " شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة".
فقال الحسن: " نعم العدة، لكن ل(لا إله إلا الله) شروطا، فإياك و قذف المحصنة!".
و قال - رحمه الله -: " من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها و فرضها دخل الجنة".

ترتيب دخول الجنة على الأعمال الصالحة:
جاء في الصحيحين عن أبي أيوب – رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة.
فقال - صلى الله عليه و سلم- : " تعبد الله لا تشرك به شيئا، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصل الرحم".
قال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: " بلى، و لكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، و إلا لم يفتح لك".
و رتب - صلى الله عليه و سلم- دخول الجنة على الأعمال الصالحة في أحاديث كثيرة.


عقوبة الآخرة لا ترفع عمن أدى الشهادتين مطلقا كما أن عقوبة الدنيا لا ترفع عنه مطلقا:
قال الله – تعالى -: { فإن تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإخوانكم في الدين }، فرتب - تعالى- الأخوة في الدين على الأعمال الصالحة مع التوبة من الشرك التي لا تحصل إلا بالتوحيد.
و لما مات النبي - صلى الله عليه و سلم- امتنع بعض الناس من إيتاء الزكاة، و توقف عمر و جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم- في قتالهم، لما فهموا من قول النبي - صلى الله عليه و سلم-: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله"، و فهم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- أنهم يقاتلون لعدم إتيانهم بحق من حقوقها؛ و استدل بقوله - صلى الله عليه و سلم-: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و يقيموا الصلاة ، و يؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم و أموالهم إلا بحقها، و حسابهم على الله".


- هل الأحاديث المطلقة التي ذكر فيها أن من قال: لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض أو لا؟
ذهبت طائفة من أهل العلم كالزهري، و الثوري، و غيرهما، إلى أنها كانت قبل نزول الفرائض و الحدود، و هذا بعيد جدا؛ لأن كثيرا منها كانت بالمدينة بعد نزول الفرائض، و بعضها كانت بغزوة تبوك في آخر حياة النبي - صلى الله عليه و سلم-.
و اختلف أصحاب هذا القول على قولين:
- الأول: أن هذه الأحاديث نسخها الفرائض، و الحدود، كما صرح به النووي، و غيره، و قد يكون مراد هؤلاء بالنسخ البيان، و الإيضاح.
- و الثاني: أنها محكمة، لكن ضم إليها شرائط.
و قالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر.

- و المقصد الثاني : أن تحقيقها يكون بتخليص القلب مما ينافي أصل التوحيد، أو كماله الواجب، أو كماله المستحب.

تحقيق معنى: لا إله إلا الله:
بين المصنف – رحمه الله- أن تحقيق لا إله إلا الله يكون بأن لا يأله القلب غير الله حبا، و رجاء، و خوفا، و توكلا، و استعانة، و خضوعا، و إنابة، و طلبا.

تحقيق معنى: محمد رسول الله:
نحقق هذه الشهادة بأن لا نعبد الله - تعالى- بغير ما شرعه الله على لسان محمد - صلى الله عليه و سلم-.

معنى الإله:
الإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له، و إجلالا، و محبة، و خوفا، و رجاء، و توكلا عليه، و سؤالا منه، و دعاء له، و هذا كله لا يصلح إلا لله – تعالى -، فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور كان ذلك قدحا في إخلاصه، و كان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، و هذا كله من فروع الشرك.


سبب إطلاق الشرع على كثير من الذنوب أنها كفر ووشرك، و إن لم تبلغ درجة الشرك الأكبر، و الكفر الأكبر في كل الأحوال:
ينشأ كثير من المعاصي بسبب طاعة غير الله - تعالى- أو خوفه، أو رجائه، أو التوكل عليه، أو العمل لأجله، و هذا كله قدح في تحقيق كلمة التوحيد، و لهذا ورد إطلاق الكفر على الرياء، و الحلف بغيره، و التسوية بين الله و بين الخلق في المشيئة، و إتيان الكهان، و التطير، و اتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه مما هو قادح في تمام التوحيد و كماله.
قال الله - تعالى- فيمن أطاع الشيطان: { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
و قال قتادة في معنى قوله - تعالى -: { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه، و كلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع و لا تقوى.
و من هذا الباب قول النبي - صلى الله عليه و سلم-: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة، تعس و انتكس، و أذا شيك فلا انتقش".

الحب لله و البغض لله من كمال محبة الله - تعالى-:
محبة ما يحبه – تعالى - و كراهة ما يكرهه من تمام محبته، و كمال التوحيد، و من أحب ما يكرهه الله، أو كره ما يحبه لم يكمل توحيده، و كان فيه من الشرك الخفي بحسب ذلك، قال – تعالى -: { ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
و قال: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
و قال بشر بن السري: " ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك!".

بطلان دعوى من ادعى محبة الله ثم اتبع هواه:
قال الله - تعالى-: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
و قال يحيى بن معاذ: " ليس بصادق من ادعى محبة الله و لم يحفظ حدوده".

تلزم محبة الله محبة رسوله - صلى الله عليه و سلم-، و تصديقه،
و اتباعه:
تقدم أن محبة ما يحبه الله و كراهة ما يكرهه من تمام محبته، و لا طريق إلى ذلك إلا باتباع ما أمر النبي - صلى الله عليه و سلم- به، و اجتناب ما نهى عنه.

أثر محبة القلب على الجوارح:
إذا تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الله - تعالى-، كما قال الله – تعالى – في الحديث القدسي: " و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها".

أثر قوة المعرفة و المحبة:
وصى القارئ بان يعبد الله لمراده - تعالى -؛ فإن من عبده لمراده من الله فهو ممن يعبد الله على حرف، و متى قويت المعرفة و المحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد الله.

القلب السليم، و الفرق بينه و بين القلب المتلطخ:
أما القلب السليم، فهو الطاهر من أدناس المخالفات الصالح لمجاورة القدوس كما قال الله - تعالى -: {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}، و أما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر من كير العذاب، لقول الله - تعالى-: { يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.


خطورة الرياء، و ذكر سببه:
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم، و أولهم العالم المجاهد المتصدق للرياء؛ لأن يسير الرياء شرك.
و سبب ريائه جهله بعظمة الخالق.

أهمية الصدق:
هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، و متى بقي فيه أثر سواه، فمن قلة الصدق في قولها.
و يقتضي الصدق في هذه الكلمة ألا يحب إلا الله، و لا يخشى إلا هو، و لا يتوكل إلا عليه لكن لا يطالب المحب بالعصمة، و إنما يطالب كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة.

عناية الله بمن يحبه:
قال الشعبي: " إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب"، و معناه أن الله له عناية بمن يحبه، فكلما زلق العبد في هوى الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة، و ينبهه على قبح زلته، فيفزع إلى الاعتذار، و يبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.

- و المقصد الثالث: ذكر فضائل هذه الكلمة، و قد ذكر المؤلف طرفا منها في أول الرسالة، ثم عقد فصلا خاصا بها في آخرها:

- كلمة التوحيد هي كلمة التقوى، و كلمة الإخلاص، و شهادة الحق، و دعوة الحق، و براءة من الشرك، و نجاة هذا الأمر:

لم يستدل المصنف على هذه الفضائل، و من أدلتها قوله - تعالى-: { و ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها}، و قول الله - تعالى-: {إلا من شهد بالحق و هم يعلمون}.

- خلق الخلق لأجل التوحيد:
قال الله - تعالى- : {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون}.

- إرسال الرسل، و إنزال الكتب لأجل التوحيد، و هو أعظم النعم:
قال – تعالى -: { و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، و قال – تعالى -: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، و هذه الآية دالة على أن التوحيد أعظم النعم؛ لأن الله – تعالى – بدأ بذكره في سورة النحل التي هي سورة النعم.

- كلمة التوحيد ثمن الجنة و مفتاحه:
قال النبي - صلى الله عليه و سلم-: " و من كانت آخر كلامه دخل الجنة".

- كلمة التوحيد سبب حصول المغفرة و النجاة من النار:
قال النبي - صلى الله عليه و سلم- لما سمع مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: " خرج من النار"، رواه مسلم.
و جاء في المسند عن شداد بن أوس و عبادة بن الصامت - رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال لأصحابه يوما: " ارفعوا أيديكم و قولوا: لا إله إلا الله"، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يده ثم قال: " الحمد لله، اللهم بعثتني بهذه الكلمة، و أمرتني بها، و وعدتني بها الجنة، و إنك لا تخلف الميعاد"، ثم قال: " أبشروا فإن الله قد غفر لكم".

- هي سبب محو الذنوب و الخطايا:
عن أم هانيء عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " لا إله إلا الله لا تترك ذنبا، و لا يسبقها عمل"، رواه ابن ماجه.

- تجديد ما ذهب من الإيمان في القلب:
جاء في المسند أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: "جددوا إيمانكم"، فقال الصحابة: " كيف نجدد إيماننا؟".
ففال - صلى الله عليه و سلم-: " قولوا: لا إله إلا الله، و هي لا يعدلها شيء في الوزن، فلو وزنت بالسموات و الأرض رجحت بهن".

- أنه لو وضعت في كفة و وضعت السموات السبع وعامرهن غير الله، و الارضون السبع في كفة، مالت بهن هذه الكلمة:
عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه و سلم-: " أن موسى – عليه السلام- قال: يا رب علمني شيئا أذكرك و أدعوك به.
قال: يا موسى! قل: لا إله إلا الله.
قال: كل عبادك يقولون هذا.
قال: قل: لا إله إلا الله.
قال: لا إله إلا أنت يا رب، إنما أريد شيئا تخصني به.
قال: يا موسى! لو أن السموات السبع و عامرهن غيري و الأراضين السبع في كفة، و لا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله".

- من قالها مخلصا فتحت له أبواب السماء:
جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " ما قال عبد: لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر".

- من قالها دخل من أي أبواب الجنة شاء:
جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده ورسوله، و عيسى عبد الله، و رسوله، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أن الجنة حق، و النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء.

فهذه بعض الفضائل التي ذكرها ابن رجب - رحمه الله- ، و من خلال ما سبق يمكننا أن نقول - حسب رأيي-: إن المقصد العام من الرسالة هو: بيان ما تقتضي هذه الكلمة، و كيف نحققها، و أن لها فضائل كثيرة و عظيمة لا ينالها إلا من حققها بأن يطهر قلبه من كل ما يقدح في التوحيد، و قام بمقتضياتها من الإتيان بالفرائض، و اجتناب المعاصي.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 شوال 1441هـ/7-06-2020م, 01:31 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,037
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليم سيدهوم مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد " كلمة الإخلاص لابن رجب"

استخراج مسائل الرسالة:
- الشهادة سبب للنجاة من النار، و الخلود فيه
- من أتى بها دخل الجنة، و لم يحجب عنها.
- من أتى بها دخل الجنة على ما كان من العمل.
- تقسيم الأحاديث السابقة إلى نوعين.
- من أدى حقها و فرضها دخل الجنة.
- ترتيب دخول الجنة على الأعمال الصالحة.
- عقوبة الآخرة لا ترفع عمن أدى الشهادتين مطلقا كما أن عقوبة الدنيا لا ترفع عنه مطلقا.
- هل الأحاديث المطلقة التي ذكر فيها أن من قال: لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض أو لا؟
- تحقيق معنى : لا إله إلا الله.
- تحقيق معنى: محمد رسول الله.
- معنى الإله.
- سبب إطلاق الشرع على كثير من الذنوب أنها كفر ووشرك، و إن لم تبلغ درجة الشرك الأكبر، و الكفر الأكبر.
- الحب لله و البغض لله من كمال التوحيد.
- بطلان دعوى من ادعى محبة الله ثم اتبع هواه.
تلزم محبة الله محبة رسوله - صلى الله عليه و سلم-، و تصديقه،
و اتباعه.
- أثر محبة القلب على الجوارح.
- أثر قوة المعرفة و المحبة.
- القلب السليم، و الفرق بينه و بين القلب المتلطخ.
- خطورة الرياء، و ذكر سببه.
- يطفأ نور الإيمان نار جهنم.
- قلة صدق من قال هذه الكلمة من أسباب دخول النار.
- عناية الله بمن يحبه.
- كلمة التوحيد هي كلمة التقوى، و كلمة الإخلاص، و شهادة الحق، و دعوة الحق، و براءة من الشرك، و نجاة هذا الأمر.
- خلق الخلق لأجل التوحيد.
- إرسال الرسل، و إنزال الكتب لأجل التوحيد، و هو أعظم النعم.
- كلمة التوحيد ثمن الجنة، و مفتاحه.
- كلمة التوحيد سبب النجاة من النار.
- كلمة التوحيد توجب المغفرة.
- هي سبب محو الذنوب و الخطايا.
- تجديد ما ذهب من الإيمان في القلب.
- أنه لو وضعت في كفة و وضعت السموات السبع وعامرهن غير الله، و الارضون السبع في كفة، مالت بهم هذه الكلمة.
- من قالها مخلصا فتحت له أبواب السماء.
- من قالها دخل من أي أبواب الجنة شاء.


مقاصد الرسالة:
المقصد العام للرسالة هو كيفية تحقيق كلمة الإخلاص وبيان فضلها
اشتملت هذه الرسالة -حسب رأيي- على ثلاثة مقاصد فرعية:
- المقصد الأول: أن كلمة التوحيد مفتاح الجنة، لكن الإتيان بها يقتضي الإتيان بالفرائض، و الأعمال الصالحة التي هي أسنان هذا المفتاح.
- و المقصد الثاني: أن تحقيقها يكون بتخليص القلب من ما ينافي أصل التوحيد، أو كماله الواجب، أو كماله المستحب.
- و المقصد الثالث: ذكر فضائل هذه الكلمة، و قد ذكر المؤلف طرفا منها في أول الرسالة، ثم عقد فصلا خاصا بها في آخرها.

تلخيص الرسالة:

- المقصد الأول: أن كلمة التوحيد مفتاح الجنة، لكن الإتيان بها يقتضي الإتيان بالفرائض، و الأعمال الصالحة التي هي أسنان هذا المفتاح:

الشهادة سبب للنجاة من النار، و الخلود فيه:
روى البخاري و مسلم عن أنس - رضي الله عنه- قال: كان النبي - صلى الله عليه و سلم- و معاذ رديفه على الرحل، فقال: " يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: يا معاذ! قال: يا معاذ! قال: لبيك يا رسول الله و سعديك! قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده و رسوله إلا حرمه الله على النار.
قال: يا رسول الله، ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا"
ثم أخبر بها معاذ عند الموت خوفا من الإثم بكتمان العلم.

من أتى بها دخل الجنة، و لم يحجب عنها:
جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، أو أبي سعيد - رضي الله عنهما - : " أنهم كانوا مع النبي - صلى الله عليه و سلم- في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة، فدعا النبي - صلى الله عليه و سلم- بنطع فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، و يجيء الآخر بكف تمر، و يجيء الآخر بكسرة، حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، فدعا رسول الله - صلى الله عليه و سلم- عليه بالبركة، ثم قال: " خذوا في أوعيتكم"؛ فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، فأكلوا حتى شبعوا، و فضلت فضلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: " أشهد أن لا إله إلا الله، و أني رسول الله، لا يلقى الله بها عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة".

من أتى بها دخل الجنة على ما كان من العمل:
و يدل عليه ما جاء في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه- أنه قال عند موته: سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يقول: " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله، و أن عيسى عبد الله و رسوله، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أن الجنة حق، و النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل".
و حديث أبي ذر – رضي الله عنه- في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة.
قلت: و إن زنى، و إن سرق؟!.
قال: و إن زنى و إن سرق.
قلت: و إن زنى و إن سرق؟
قال: و إن زنى و إن سرق ثلاثا، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر"؛ فخرج أبو ذر و هو يقول: و إن رغم أنف أبي ذر.

تقسيم الأحاديث السابقة و أمثالها إلى نوعين:
الأول: التي ذكر فيها أن من أتى بالشهادتين لم يحجب عن الجنة، و هذا ظاهر؛ فإن النار لا يخلد فيها أحد من الموحدين.
و الثاني: التي ذكر فيها أنه يحرم على النار، و هي محمولة على الخلود فيها عند بعض أهل العلم، و إلا فقد ثبت أنه يدخلها خلق كثير من عصاة الموحدين، ثم يخرجون عنها، كما في الصحيحين: " إن الله - تعالى- قال: و عزتي و جلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله ".

من أدى حقها و فرضها دخل الجنة:
ذهب بعض العلماء إلى أن هذه الأحاديث سبب لدخول الجنة، و النجاة من النار إذا توفرت الشروط و انتفت الموانع.
و أورد المصنف أثر الحسن أنه قال للفرزدق و هو يدفن امرأته: " ما أعددت لهذا اليوم؟".
قال: " شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة".
فقال الحسن: " نعم العدة، لكن ل(لا إله إلا الله) شروطا، فإياك و قذف المحصنة!".
و قال - رحمه الله -: " من قال: لا إله إلا الله، فأدى حقها و فرضها دخل الجنة".

ترتيب دخول الجنة على الأعمال الصالحة:
جاء في الصحيحين عن أبي أيوب – رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة.
فقال - صلى الله عليه و سلم- : " تعبد الله لا تشرك به شيئا، و تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصل الرحم".
قال وهب بن منبه لمن سأله: أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: " بلى، و لكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، و إلا لم يفتح لك".
و رتب - صلى الله عليه و سلم- دخول الجنة على الأعمال الصالحة في أحاديث كثيرة.


عقوبة الآخرة لا ترفع عمن أدى الشهادتين مطلقا كما أن عقوبة الدنيا لا ترفع عنه مطلقا:
قال الله – تعالى -: { فإن تابوا و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة فإخوانكم في الدين }، فرتب - تعالى- الأخوة في الدين على الأعمال الصالحة مع التوبة من الشرك التي لا تحصل إلا بالتوحيد.
و لما مات النبي - صلى الله عليه و سلم- امتنع بعض الناس من إيتاء الزكاة، و توقف عمر و جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم- في قتالهم، لما فهموا من قول النبي - صلى الله عليه و سلم-: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله"، و فهم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- أنهم يقاتلون لعدم إتيانهم بحق من حقوقها؛ و استدل بقوله - صلى الله عليه و سلم-: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و يقيموا الصلاة ، و يؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم و أموالهم إلا بحقها، و حسابهم على الله".


- هل الأحاديث المطلقة التي ذكر فيها أن من قال: لا إله إلا الله كانت قبل نزول الفرائض أو لا؟
ذهبت طائفة من أهل العلم كالزهري، و الثوري، و غيرهما، إلى أنها كانت قبل نزول الفرائض و الحدود، و هذا بعيد جدا؛ لأن كثيرا منها كانت بالمدينة بعد نزول الفرائض، و بعضها كانت بغزوة تبوك في آخر حياة النبي - صلى الله عليه و سلم-.
و اختلف أصحاب هذا القول على قولين:
- الأول: أن هذه الأحاديث نسخها الفرائض، و الحدود، كما صرح به النووي، و غيره، و قد يكون مراد هؤلاء بالنسخ البيان، و الإيضاح.
- و الثاني: أنها محكمة، لكن ضم إليها شرائط.
و قالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر.

- و المقصد الثاني : أن تحقيقها يكون بتخليص القلب مما ينافي أصل التوحيد، أو كماله الواجب، أو كماله المستحب.

تحقيق معنى: لا إله إلا الله:
بين المصنف – رحمه الله- أن تحقيق لا إله إلا الله يكون بأن لا يأله القلب غير الله حبا، و رجاء، و خوفا، و توكلا، و استعانة، و خضوعا، و إنابة، و طلبا.

تحقيق معنى: محمد رسول الله:
نحقق هذه الشهادة بأن لا نعبد الله - تعالى- بغير ما شرعه الله على لسان محمد - صلى الله عليه و سلم-.

معنى الإله:
الإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له، و إجلالا، و محبة، و خوفا، و رجاء، و توكلا عليه، و سؤالا منه، و دعاء له، و هذا كله لا يصلح إلا لله – تعالى -، فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور كان ذلك قدحا في إخلاصه، و كان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، و هذا كله من فروع الشرك.


سبب إطلاق الشرع على كثير من الذنوب أنها كفر ووشرك، و إن لم تبلغ درجة الشرك الأكبر، و الكفر الأكبر في كل الأحوال:
ينشأ كثير من المعاصي بسبب طاعة غير الله - تعالى- أو خوفه، أو رجائه، أو التوكل عليه، أو العمل لأجله، و هذا كله قدح في تحقيق كلمة التوحيد، و لهذا ورد إطلاق الكفر على الرياء، و الحلف بغيره، و التسوية بين الله و بين الخلق في المشيئة، و إتيان الكهان، و التطير، و اتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه مما هو قادح في تمام التوحيد و كماله.
قال الله - تعالى- فيمن أطاع الشيطان: { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
و قال قتادة في معنى قوله - تعالى -: { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه، و كلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع و لا تقوى.
و من هذا الباب قول النبي - صلى الله عليه و سلم-: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة، تعس و انتكس، و أذا شيك فلا انتقش".

الحب لله و البغض لله من كمال محبة الله - تعالى-:
محبة ما يحبه – تعالى - و كراهة ما يكرهه من تمام محبته، و كمال التوحيد، و من أحب ما يكرهه الله، أو كره ما يحبه لم يكمل توحيده، و كان فيه من الشرك الخفي بحسب ذلك، قال – تعالى -: { ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله و كرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
و قال: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
و قال بشر بن السري: " ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك!".

بطلان دعوى من ادعى محبة الله ثم اتبع هواه:
قال الله - تعالى-: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
و قال يحيى بن معاذ: " ليس بصادق من ادعى محبة الله و لم يحفظ حدوده".

تلزم محبة الله محبة رسوله - صلى الله عليه و سلم-، و تصديقه،
و اتباعه:
تقدم أن محبة ما يحبه الله و كراهة ما يكرهه من تمام محبته، و لا طريق إلى ذلك إلا باتباع ما أمر النبي - صلى الله عليه و سلم- به، و اجتناب ما نهى عنه.

أثر محبة القلب على الجوارح:
إذا تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الله - تعالى-، كما قال الله – تعالى – في الحديث القدسي: " و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده التي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها".

أثر قوة المعرفة و المحبة:
وصى القارئ بان يعبد الله لمراده - تعالى -؛ فإن من عبده لمراده من الله فهو ممن يعبد الله على حرف، و متى قويت المعرفة و المحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد الله.

القلب السليم، و الفرق بينه و بين القلب المتلطخ:
أما القلب السليم، فهو الطاهر من أدناس المخالفات الصالح لمجاورة القدوس كما قال الله - تعالى -: {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}، و أما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر من كير العذاب، لقول الله - تعالى-: { يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.


خطورة الرياء، و ذكر سببه:
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم، و أولهم العالم المجاهد المتصدق للرياء؛ لأن يسير الرياء شرك.
و سبب ريائه جهله بعظمة الخالق.

أهمية الصدق:
هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، و متى بقي فيه أثر سواه، فمن قلة الصدق في قولها.
و يقتضي الصدق في هذه الكلمة ألا يحب إلا الله، و لا يخشى إلا هو، و لا يتوكل إلا عليه لكن لا يطالب المحب بالعصمة، و إنما يطالب كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة.

عناية الله بمن يحبه:
قال الشعبي: " إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب"، و معناه أن الله له عناية بمن يحبه، فكلما زلق العبد في هوى الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة، و ينبهه على قبح زلته، فيفزع إلى الاعتذار، و يبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.

- و المقصد الثالث: ذكر فضائل هذه الكلمة، و قد ذكر المؤلف طرفا منها في أول الرسالة، ثم عقد فصلا خاصا بها في آخرها:

- كلمة التوحيد هي كلمة التقوى، و كلمة الإخلاص، و شهادة الحق، و دعوة الحق، و براءة من الشرك، و نجاة هذا الأمر:

لم يستدل المصنف على هذه الفضائل، و من أدلتها قوله - تعالى-: { و ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها}، و قول الله - تعالى-: {إلا من شهد بالحق و هم يعلمون}.

- خلق الخلق لأجل التوحيد:
قال الله - تعالى- : {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون}.

- إرسال الرسل، و إنزال الكتب لأجل التوحيد، و هو أعظم النعم:
قال – تعالى -: { و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}، و قال – تعالى -: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، و هذه الآية دالة على أن التوحيد أعظم النعم؛ لأن الله – تعالى – بدأ بذكره في سورة النحل التي هي سورة النعم.

- كلمة التوحيد ثمن الجنة و مفتاحه:
قال النبي - صلى الله عليه و سلم-: " و من كانت آخر كلامه دخل الجنة".

- كلمة التوحيد سبب حصول المغفرة و النجاة من النار:
قال النبي - صلى الله عليه و سلم- لما سمع مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: " خرج من النار"، رواه مسلم.
و جاء في المسند عن شداد بن أوس و عبادة بن الصامت - رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال لأصحابه يوما: " ارفعوا أيديكم و قولوا: لا إله إلا الله"، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه و سلم- يده ثم قال: " الحمد لله، اللهم بعثتني بهذه الكلمة، و أمرتني بها، و وعدتني بها الجنة، و إنك لا تخلف الميعاد"، ثم قال: " أبشروا فإن الله قد غفر لكم".

- هي سبب محو الذنوب و الخطايا:
عن أم هانيء عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " لا إله إلا الله لا تترك ذنبا، و لا يسبقها عمل"، رواه ابن ماجه.

- تجديد ما ذهب من الإيمان في القلب:
جاء في المسند أن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: "جددوا إيمانكم"، فقال الصحابة: " كيف نجدد إيماننا؟".
ففال - صلى الله عليه و سلم-: " قولوا: لا إله إلا الله، و هي لا يعدلها شيء في الوزن، فلو وزنت بالسموات و الأرض رجحت بهن".

- أنه لو وضعت في كفة و وضعت السموات السبع وعامرهن غير الله، و الارضون السبع في كفة، مالت بهن هذه الكلمة:
عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه و سلم-: " أن موسى – عليه السلام- قال: يا رب علمني شيئا أذكرك و أدعوك به.
قال: يا موسى! قل: لا إله إلا الله.
قال: كل عبادك يقولون هذا.
قال: قل: لا إله إلا الله.
قال: لا إله إلا أنت يا رب، إنما أريد شيئا تخصني به.
قال: يا موسى! لو أن السموات السبع و عامرهن غيري و الأراضين السبع في كفة، و لا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله".

- من قالها مخلصا فتحت له أبواب السماء:
جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " ما قال عبد: لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر".

- من قالها دخل من أي أبواب الجنة شاء:
جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه و سلم- قال: " من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده ورسوله، و عيسى عبد الله، و رسوله، و كلمته ألقاها إلى مريم، و روح منه، و أن الجنة حق، و النار حق، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء.

فهذه بعض الفضائل التي ذكرها ابن رجب - رحمه الله- ، و من خلال ما سبق يمكننا أن نقول - حسب رأيي-: إن المقصد العام من الرسالة هو: بيان ما تقتضي هذه الكلمة، و كيف نحققها، و أن لها فضائل كثيرة و عظيمة لا ينالها إلا من حققها بأن يطهر قلبه من كل ما يقدح في التوحيد، و قام بمقتضياتها من الإتيان بالفرائض، و اجتناب المعاصي.
وفقك الله وسددك:
الكثير من المسائل التي استخرجتها تحمل نفس المعنى وتندرج تحته.
أرجو العناية باختيار عناوين المسائل لتكون دالة على المراد.
لم تستخرج المقصد العام للرسالة !
ب+
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 شوال 1441هـ/7-06-2020م, 04:12 PM
سليم سيدهوم سليم سيدهوم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: ليون، فرنسا
المشاركات: 1,087
افتراضي

آمين و إياكم، و سوف أحاول أن أختار عناوين تدل على المراد إن شاء الله.
و بنسبة المقصد العام فقد ذكرته في نهاية التلخيص.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir