قول الله تعالى: {الحمد لله}
القراءات في قول الله تعالى: {الحمد لله} .
المسائل التفسيرية:
ما معنى الحمد ؟ ك,س, ش .
ما الأقوال الواردة في معنى الحمد والشكر ؟ ك .
ما الفرق بين الحمد والشكر؟ ك, ش .
ما الفرق بين المدح والحمد ؟ ك .
ما هي منزلة الحمد كما ذكرتها الآثر ؟ ك .
أيهما أفضل قول الحمد لله رب العالمين أم لا إله إلا الله ؟ ك .
ما نوع اللام في ( الحمد ) ؟ ك .
ما معنى الرب؟ ك, س, ش .
ماهي استعمالات اسم ( الرب ) ؟ ك .
ماهي منزلة اسم ( الرب ) من بين الأسماء الحسنى ؟ ك .
ما معنى العالمين ؟ ك, س, ش .
أذكري أقوال العلماء في ( رب العالمين ) ؟ مع ذكر الراجح . ك .
ما هي أنواع تربية الله لخلقه ؟ س .
ما دلالة التعبير بلفظ الرب في أدعية أكثر الأنبياء ؟ س .
أذكري هداية من قوله تعالى: ( رب العالمين ) ؟ س .
قول الله تعالى: { الرحمن الرحيم }
المسائل التفسيرية:
ما مناسبة ذكر الرحمن الرحيم بعد الحمد لله رب العالمين ؟ ش .
قول الله تعالى: { مالك يوم الدين }
القراءات في قول الله تعالى: { مالك يوم الدين }
المسائل التفسيرية:
ما هي إطلاقات اسم الملك ؟ ك .
ما معنى الدين ؟ ك, س .
ما دلالة تخصيص الملك بيوم الدين ؟ ك, س .
ماهي الأقوال الواردة في معنى ( مالك يوم الدين ) ؟ مع ذكر الراجح . ك .
قول الله تعالى: {الحمد لله}
القراءات:
1. "الحمد لله" قرأت بضم الدال على أنها مبتدأٌ وخبر, قرأ بذلك القراء السبعة, ذكره ابن كثير .
2. "الحمد لله" قرأت بالنّصب وهو على إضمار فعلٍ، روي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجّاج, ذكره ابن كثير .
3. "الحمد لله" بضمّ الدّال واللّام إتباعًا للثّاني الأوّل وله شواهد لكنّه شاذٌّ، قرأ بذلك ابن أبي عبلة, ذكره ابن كثير .
4. "الحمد لله" بكسر الدّالّ إتباعًا للأوّل الثّاني, روى عن الحسن وزيد بن عليٍّ, ذكره ابن كثير.
دراسة أقوال المفسرين في كل مسألة:
ما معنى الحمد ؟
هو الثناء على الله بصفات الكمال ونعمه وأياديه التي لا تحصى وأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
ما الأقوال الواردة في معنى الحمد والشكر؟
القول الأول: أنهما سواء, قاله جعفر الصادق وابن عطاء, وابن جرير, ذكره ابن كثير .
· قال ابن عبّاسٍ: {الحمد للّه} كلمة كلّ شاكرٍ, واستدل على ذلك القرطبي وذكره ابن كثير .
القول الثاني: أن الحمد يختلف عن الشكر, لأنه اشتهر عند كثير من العلماء من المتأخرين أن الحمد هو الثّناء بالقول على المحمود بصفاته اللّازمة والمتعدّية، والشّكر لا يكون إلّا على المتعدّية, ذكره ابن كثير .
وهذا الذي رجحه رحمه الله تعالى .
ما الفرق بين الحمد والشكر؟
الحمد
الشكر
السند
الحمد هو الثّناء بالقول على المحمود بصفاته اللّازمة والمتعدّية .
الشّكر لا يكون إلّا على المتعدّية .
وهذا اشتهر عند كثير من العلماء من المتأخرين, ذكره ابن كثير .
الحمد يكون من اللسان فقط .
الشكر فيكون باللسان والقلب والأعضاء .
حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر .
الحمد يكون لكمال المحمود ولو في غير مقابلة نعمة .
لا يكون الشكر إلا مقابل نعمة .
ذكره الأشقر .
ما الفرق بين المدح والحمد ؟
المدح فهو أعمّ من الحمد؛ لأنّه يكون للحيّ وللميّت وللجماد -أيضًا-كما يمدح الطّعام والمال ونحو ذلك، ويكون قبل الإحسان وبعده، وعلى الصّفات المتعدّية. ذكره ابن كثير .
ما هي منزلة الحمد كما ذكرتها الآثر ؟
- قال: قال عمر: «قد علمنا سبحان اللّه، ولا إله إلّا اللّه، فما الحمد للّه؟»فقال عليٌّ:«كلمةٌ رضيها اللّه لنفسه»., رواه أبو حاتم وذكره ابن كثير.
- قال ابن عبّاسٍ: «الحمد للّه كلمة الشّكر، وإذا قال العبد: الحمد للّه، قال: شكرني عبدي». رواه ابن أبي حاتم وذكره ابن كثير .
- عن ابن عبّاسٍ: أنّه قال: «الحمد للّه هو الشّكر للّه والاستخذاء له، والإقرار له بنعمه وهدايته وابتدائه وغير ذلك».
وقال كعب الأحبار: «الحمد للّه ثناء اللّه». وقال الضّحّاك: «الحمد للّه رداء الرّحمن». وقد ورد الحديث بنحو ذلك, ذكره ابن كثير .
- عن الحكم بن عميرٍ، وكانت له صحبةٌ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا قلت: الحمد للّه ربّ العالمين، فقد شكرت اللّه، فزادك».رواه ابن جرير وذكره ابن كثير .
- عن الأسود بن سريعٍ، قال: قلت: يا رسول اللّه، ألا أنشدك محامد حمدت بها ربّي، تبارك وتعالى؟ فقال: «أما إنّ ربّك يحبّ الحمد».
رواه أحمد بن حنبل ورواه النّسائيّ وذكره ابن كثير .
- عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ. روى التّرمذيّ، والنّسائيّ وابن ماجه وذكره ابن كثير .
- عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أنعم اللّه على عبدٍ نعمةً فقال: الحمد للّه إلّا كان الّذي أعطى أفضل ممّا أخذ». روي عن ابن ماجه وذكره ابن كثير .
- عن أنسٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّنيا بحذافيرها في يد رجلٍ من أمّتي ثمّ قال: الحمد للّه، لكان الحمد للّه أفضل من ذلك». قال القرطبيّ وغيره: أي لكان إلهامه الحمد للّه أكبر نعمةً عليه من نعم الدّنيا؛ لأنّ ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدّنيا لا يبقى، قال اللّه تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدّنيا والباقيات الصّالحات خيرٌ عند ربّك ثوابًا وخيرٌ أملا} [الكهف: 46]. ذكره ابن كثير .
- عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثهم: «أنّ عبدًا من عباد اللّه قال: يا ربّ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السّماء فقالا: يا ربّ، إنّ عبدًا قد قال مقالةً لا ندري كيف نكتبها، قال اللّه -وهو أعلم بما قال عبده-: [ماذا قال عبدي؟] قالا: يا ربّ إنّه قد قال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال اللّه لهما: [اكتباها كما قال عبدي حتّى يلقاني فأجزيه بها]». رواه ابن ماجه في سننه, وذكره ابن كثير .
أيهما أفضل قول الحمد لله رب العالمين أم لا إله إلا الله ؟
القول الأول: قول العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، أفضل من قول: لا إله إلّا اللّه؛ لاشتمال الحمد للّه ربّ العالمين على التّوحيد مع الحمد، حكاه القرطبي عن طائفة وذكره ابن كثير .
القول الثاني: لا إله إلّا اللّه أفضل لأنّها الفصل بين الإيمان والكفر، وعليها يقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه, ذكره ابن كثير .
· ثبت في الحديث المتّفق عليه وفي الحديث الآخر في السّنن: «أفضل ما قلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له». ذكره ابن كثير .
· عن جابرٍ مرفوعًا: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وحسّنه التّرمذيّ وذكره ابن كثير .
ما نوع اللام في ( الحمد ) ؟
لاستغراق جميع أجناس الحمد، وصنوفه للّه تعالى كما جاء في الحديث: «اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك الملك كلّه، وبيدك الخير كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه»الحديث, ذكره ابن كثير .
ما معنى الرب؟
الرب هو: المالك المتصرّف, والسيد المصلح والمدبر، والرب المربي المعبود.حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
ماهي استعمالات اسم ( الرب ) ؟
الرب: لا يستعمل إلا لله, ولا يقال في غيره إلا مضافًا: رب الدار, رب المنزل, رب كذا,ذكره ابن كثير والأشقر .
ماهي منزلة اسم ( الرب ) من بين الأسماء الحسنى ؟
قيل: إنّه الاسم الأعظم . ذكره ابن كثير .
ما معنى العالمين ؟
العالمين: جمع عالمٍ، [وهو كلّ موجودٍ سوى اللّه عزّ وجلّ].ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
أذكري أقوال العلماء في معنى ( رب العالمين ), مع ذكر الراجح .
القول الأول: جميع الخلق, السّماوات والأرضون، ومن فيهنّ وما بينهنّ، ممّا نعلم، وما لا نعلم .
· عن ابنعبّاسٍ: {الحمد للّه ربّ العالمين}الحمد للّه الّذي له الخلق كلّه،السّماوات والأرضون، ومن فيهنّ وما بينهنّ، ممّا نعلم، وما لانعلم .رواه بشر بن عمارة وذكره ابن كثير .
القول الثاني: رب الجن والإنس .
· عن ابن عبّاسٍ: «ربّالجنّ والإنس». رواه سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ وابن جريجٍ، وروي عنعليٍّ [نحوه]. وقال ابن أبي حاتمٍ: بإسنادٍ لا يعتمدعليه, وذكره ابن كثير .
· {ن للعالمين نذيرًا} الفرق: 1] وهمالجنّ والإنس. رواه القرطبي, وذكره ابن كثير .
القول الثالث: العالم عبارة عمّا يعقل .
· قال الفرّاء وأبو عبيدة: العالم عبارةٌ عمّا يعقل وهم الإنس والجنّوالملائكة والشّياطين ولا يقال للبهائم: عالمٌ، وعن زيد بن أسلم وأبي عمرو بنالعلاء كلّ ما له روحٌ يرتزق. ذكره ابن كثير.
القول الرابع: سبعة عشر ألف عالم .
· عن مروان بن محمّد بنمروان بن الحكم أنّه قال: خلق اللّه سبعة عشر ألف عالمٍ أهل السّماوات وأهل الأرض عالمٌ واحدٌ وسائر ذلك لايعلمه إلّا اللّه، عزّ وجلّ.رواه الحافظ ابن عساكر, وذكره ابن كثير .
القول الخامس: كل صنف عالم .
قال قتادة: ربّ العالمين، كلّ صنفٍ عالمٌ. ذكره ابن كثير .
· عن أبي العالية في قوله تعالى{ربّالعالمين}قال: «الإنس عالمٌ، والجنّ عالمٌ، وما سوى ذلك ثمانية عشرألف عالمٍ، أو أربعة عشر ألف عالمٍ، هو يشكّ، من الملائكة على الأرض، وللأرض أربعزوايا، في كلّ زاويةٍ ثلاثة آلاف عالمٍ، وخمسمائة عالمٍ، خلقهم [اللّه] لعبادته». رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتم وأبو جعفر الرازي .[وهذا كلامٌ غريبٌ يحتاج مثله إلى دليلٍصحيحٍ], ذكره ابن كثير .
القول السادس: ألف أمة .
· عنتبيع، في قوله: {ربّ العالمين}قال: «العالمين ألف أمّةٍ فستّمائةٍ فيالبحر، وأربعمائةٍ في البرّ».رواه ابن أبي حاتم,( وحكي مثله عن سعيد بنالمسيّب ), وذكره ابن كثير .
· عنجابر بن عبد اللّه، قال: قلّ الجراد في سنةٍ من سني عمر الّتي ولي فيها فسأل عنه،فلم يخبر بشيءٍ، فاغتمّ لذلك، فأرسل راكبًا يضرب إلى اليمن، وآخر إلى الشّام، وآخرإلى العراق، يسأل: هل رئي من الجراد شيءٌ أم لا؟ قال: فأتاه الرّاكب الّذي من قبلاليمن بقبضةٍ من جرادٍ، فألقاها بين يديه، فلمّا رآها كبّر، ثمّ قال: سمعت رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «خلق اللّه ألف أمّةٍ، ستّمائةٍ في البحر وأربعمائةٍفي البرّ، فأوّل شيءٍ يهلك من هذه الأمم الجراد، فإذا هلك تتابعت مثل النّظام إذاقطع سلكه». محمّد بن عيسى هذا -وهوالهلاليّ-ضعيفٌ. رواه الحافظ أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى, وذكره ابن كثير .
· عن سعيد بن المسيّب أنّه قال: «للّهألف عالم؛ ستّمائةٍ في البحر وأربعمائةٍ في البرّ»،حكاه البغوي, وذكره ابن كثير .
القول السابع: ثمانية عشر ألف عالم .
· قال وهب بن منبّهٍ: «للّهثمانية عشر ألف عالم؛ الدّنيا عالمٌ منها». نقله البغوي, وذكره ابن كثير .
القول الثامن: ثمانون ألفاً .
· قال مقاتلٌ: «العوالم ثمانونألفًا». نقله البغوي, وذكره ابن كثير .
القول التاسع: لا يعلم عدد العوالم إلا الله .
· قالكعب الأحبار: «لا يعلم عدد العوالم إلّا اللّه عزّوجلّ». نقله كلّه البغويّ،وذكره ابن كثير .
القول العاشر: أربعون ألف عالم .
· عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّه قال: «إنّللّه أربعين ألف عالمٍ؛ الدّنيا من شرقها إلى مغربها عالمٌ واحدٌمنها»،حكاه القرطبي, وذكره ابن كثير .
القول الحادي عشر: كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة .
· قال الزّجّاج: العالم كلّ ما خلق اللّه في الدّنيا والآخرة.
وهذا هوالصّحيح أنّه شاملٌ لكلّ العالمين؛ كقوله: {قال فرعون وما ربّ العالمين * قال ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}والعالم مشتقٌّ من العلامة (قلت): لأنّه علمٌ دالٌّ على وجود خالقه وصانعه ووحدانيّته . رواه الطبري وذكره ابن كثير .
ما هي أنواع تربية الله لخلقه ؟
وتربيتُهُ تعالىَ لخلقِهِ نوعانِ: عامةٌ وخاصةٌ.
فالعامةُ: هيَ خلقُهُ للمخلوقينَ، ورزقُهمْ، وهدايتُهم لما فيهِ مصالحهمُ، التي فيهَا بقاؤُهمْ في الدنيَا.
والخاصةُ:تربيَتُهُ لأوليائِهِ، فيربِّيهِم بالإيمانِ، ويوفِّقُهُمْ لَهُ، ويكمِّلُهُ لهمْ، ويدفعُ عنهمْ الصوارِفَ والعوائقَ الحائلةَ بينهُمْ وبينَهُ. ذكره السعدي .
ما دلالة التعبير بلفظ الرب في أدعية أكثر الأنبياء ؟
لأن مطالبَهمْ كلهَا داخلةٌ تَحتَ ربوبيتهِ الخاصة, التي هي التوفيق لكل خير والعصمة عن كل شر . ذكره السعدي .
أذكري هداية من قوله تعالى: ( رب العالمين ) ؟
دلَّ قولُهُ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}على انفرادِهِ بالخلقِ والتدبيرِ والنعمِ، وكمالِ غناهُ، وتمامِ فقرِ العالمينَ إليهِ، بكلِّ وجهٍ واعتبار . ذكره السعدي .
قول الله تعالى: { الرحمن الرحيم }
دراسة أقوال المفسرين في كل مسألة:
ما مناسبة ذكر الرحمن الرحيم بعد الحمد لله رب العالمين ؟
لما كان في اتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته, ذكره الأشقر .
قول الله تعالى: { مالك يوم الدين }
القراءات:
- قرأ بعض القرّاء: (ملك يوم الدّين) وملك صفه لذاته وقرأ آخرون: (مالك), وهي صفة لفعله ,وكلاهما صحيحٌ متواترٌ في السّبع, حاصل ما ذكره ابن كثيرو الأشقر.
ورجح الزمخشري ملك لأنها قراءة أهل الحرمين ولقوله: {لمن الملك اليوم}وقوله: {قوله الحقّ وله الملك}, ذكره ابن كثير .
- يقال: مليكٌ أيضًا .وأشبع نافعٌ كسرة الكاف فقرأ: "ملكي يوم الدّين" وقد رجّح كلًّا من القراءتين مرجّحون من حيث المعنى، وكلاهما صحيحةٌ حسنةٌ، ذكره ابن كثير .
- حكي عن أبي حنيفة أنّه قرأ "ملك يوم الدّين" على أنّه فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ، وهذا شاذٌّ غريبٌ جدًّا], ذكره ابن كثير .
- عن ابن شهابٍ: أنّه بلغه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأبا بكرٍ وعمر وعثمان ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرءون: {مالك يوم الدّين}وأوّل من أحدث "ملك" مروان. قلت: مروان عنده علمٌ بصحّة ما قرأه، لم يطّلع عليه ابن شهابٍ، واللّه أعلم, رواه أبو بكر بن أبي داود وذكره ابن كثير.
- روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرؤها: {مالك يوم الدّين}ومالك مأخوذٌ من الملك، كما قال: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون}[مريم: 40] وقال: {قل أعوذ بربّ النّاس * ملك النّاس}[النّاس: 1، 2] وملكٌ: مأخوذٌ من الملك كما قال تعالى: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} [غافر: 16] وقال: {قوله الحقّ وله الملك}[الأنعام: 73] وقال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكان يومًا على الكافرين عسيرًا} [الفرقان: 26].رواه ابن مردويه وذكره ابن كثير .
دراسة أقوال المفسرين في كل مسألة:
ما معنى ( مالك ) ؟
هوَ مَنِ اتصفَ بصفةِ المالكِ التي منْ آثارِهَا أنَّهُ يأمرُ وينهى، ويثيبُ ويعاقبُ، ويتصرفُ بمماليكِهِ بجميعِ أنواعِ التصرفاتِ, ذكره السعدي .
ما هي إطلاقات اسم الملك ؟
1. الملك في الحقيقة هو اللّه عزّ وجلّ.
- قال اللّه تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام} . ذكره ابن كثير .
-{لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}, ذكره ابن كثير .
- عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعًا أخنع اسمٍ عند اللّه رجلٌ تسمّى بملك الأملاك ولا مالك إلّا اللّه. رواه البخاري ومسلم, وذكره ابن كثير .
- عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يقبض اللّه الأرض ويطوي السّماء بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟»،رواه البخاري ومسلم, وذكره ابن كثير .
2. فأمّا تسمية غيره في الدّنيا بملكٍ فعلى سبيل المجاز .ذكره ابن كثير .
-قال تعالى: {إنّ اللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا}، {وكان وراءهم ملكٌ}، {إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكًا}. ذكره ابن كثير .
- مثل الملوك على الأسرّة».رواه البخاري ومسلم, وذكره ابن كثير .
ما معنى الدين ؟
الدّين الجزاء والحساب؛ كما قال تعالى: {يومئذٍ يوفّيهم اللّه دينهم الحقّ}، وقال: {أئنّا لمدينون}أي: مجزيّون محاسبون، وفي الحديث: «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» أي: حاسب نفسه لنفسه؛ كما قال عمر رضي اللّه عنه: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتأهّبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم: {يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافيةٌ}»).ذكره ابن كثير والسعدي
وعن قتادة قال: (يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم , ذكره السعدي .
ما دلالة تخصيص الملك بيوم الدين ؟
وتخصيص الملك بيوم الدّين لا ينفيهعمّا عداه، لأنّه قد تقدّم الإخبار بأنّه ربّ العالمين، وذلك عامٌّ في الدّنياوالآخرة، وإنّما أضيف إلى يوم الدّين لأنّه لا يدّعي أحدٌ هنالك شيئًا، ولا يتكلّمأحدٌ إلّا بإذنه، كما قال: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلا منأذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النّبأ: 38] وقال تعالى: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلاهمسًا}[طه: 108]، وقال: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنهفمنهم شقيٌّ وسعيدٌ}[هودٍ: 105]. كما أنه في ذلكَ اليومِ يظهرُ للخلقِ تمامَ الظهورِ كمالُ ملكِهِ وعدلِهِ وحكمتِهِ، وانقطاعُ أملاكِ الخلائقِ، حتى [إنَّهُ] يستوي في ذلكَ اليومِ الملوكُ والرعايَا والعبيدُ والأحرارُ، كلُّهُمْ مذعنونَ لعظمتِهِ خاضعونَ لعزَّتِهِ، منتظرونَ لمجازاتِهِ، راجونَ ثوابهُ، خائفونَ منْ عقابِهِ، فلذلِكَ خصَّهُ بالذكرِ، وإلاّ فهوَ المالكُ ليومِ الدينِ ولغيرهِ منَ الأيامِ خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي .
ماهي الأقوال الواردة في معنى ( مالك يوم الدين ) ؟ مع ذكر الراجح .
القول الأول: لا يملك أحد يوم القيامة معه ملكًا .
عن ابن عبّاسٍ: «{مالك يوم الدّين}يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معهحكمًا، كملكهم في الدّنيا». قال: «ويوم الدّين يوم الحساب للخلائق، وهو يوم القيامةيدينهم بأعمالهم إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلّا من عفاعنه». رواه الضحاك وكذلك قال غيره من الصّحابة والتّابعين والسّلف، وهوظاهرٌ.ذكره ابن كثير .
القول الثاني: القادر على إقامته .
حكي عن بعضهم أنّه ذهب إلى تفسير {مالكيوم الدّين}أنّه القادر على إقامته، ثمّ شرعيضعفه.رواه ابن جرير, ذكره ابن كثير .
والظّاهر أنّه لا منافاة بين هذا القول وما تقدّم، وأنّكلًّا من القائلين بهذا وبما قبله يعترف بصحّة القول الآخر، ولا ينكره، ولكنّالسّياق أدلّ على المعنى الأوّل من هذا، كما قال: {الملك يومئذٍ الحقّللرّحمن}[الفرقان: 26] والقول الثّاني يشبه قوله: {ويوميقول كن فيكون}، [الأنعام: 73] واللّهأعلم.ذكره ابن كثير .
6 ربيع الثاني 1436هـ/26-01-2015م, 01:03 AM
صفحة الطالبة سناء بنت عبد الكريم لدراسة التفسير
العرض العادي
