دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 03:08 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
واجب فهرسة مسائل آداب التلاوة
آداب حامل القرآن
الحث على العملبالقرآن
1-الترغيب باتباع القرآن والترهيب من جعله تابع أثر أبي موسى الأشعري وحديث أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ
2-حفظ الله العمل بالقرآن أثر عبد الله بن مسعود: {ما من حرف أو آية إلا وقد عملبها قوم، أو لها قوم سيعملون بها} وحديث أبوعُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ
3-العمل بالقرآن في الجهاد أثر سالم مولى حذيفةرضي الله عنه:
4-مدح من كانت فترته الى القصد وذم من كانت فترته الى الإعراض الحديث أبي هريرة رضي الله عنه: {إن لهذا القرآن شرة , ثم إن للناس عنهفترة...}
5-تفسير معنى البرهان وتفسير معنى عود الضمير في قوله تعالى (واعتصموا به) أثر ابنجريج رضي الله عنه
6-تفسير قوله تعالى( يتلونه حق تلاوته )أ-ثرابن عباس رضي اللهعنه {يتلونه حق تلاوته} يتبعونهحقاتباعه...}وحديث عكرمة وحديث أبو عبيدو أثر مجاهد: { قوله عزّ وجلّ {يتلونه حقّ تلاوته}، قال: يعملون به حقّعمله}
7-معنى كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن حديث أم المؤمنينعائشة رضي الله عنها
8-بشارة الله عز وجل لمن يتبع استماع القرآن العمل به كلامالآجري في قوله تعالى: {فبشّر عباد * الّذين يستمعون القولفيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولواالألباب}
9-أثرالحسن رضي الله عنه: {...أحق الناس بهذا القرآن من تبعهبعمله...} :
الخوف من أن يكون القرآن وزراأثر أبي موسى الأشعري رضى الله عنه: {إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعواالقرآن...}
10-الترغيب في قراءة القرآن في الليل والنهار حديث أبى عبد الله بن بريدة :{(يجيء القرآن يوم القيامة إلى الرّجل كالرّجل الشّاحب، فيقول له: من أنت؟،فيقول: أنا الّذي أظمأت نهارك، وأسهرتليلك)}
11-العمل بالقرآن حديث معقل بن يسار: {«اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍمنه...}
الفضيليقول: إنّما نزل القرآن ليعمل به، فاتّخذ النّاس قراءتهعملاً، أي ليحلّوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويقفوا عندمتشابه
12-العمل بالقرآن لعظيم صفاته حديث معقل بن يسار رضي الله عنه: {«اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍمنه...}
13--تفسير معنى {يتلونه حق تلاوته} أثر بن عباس: {وعن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونهحقاتباعه


بيان صفات حامل القرآن
-أثر عمرو بن العاص: {فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع منيجهل...}

-التدبر من صفات أتباع القرآن أثر الحسن: {قال الله عزّ وجلّ «كتابٌ أنزلناه إليكمباركٌ ليدبّروا آياته»، وما تدبّر آياته إلا اتّباعه واللهيعلم...}

- قيامه وصيامه وورعه وتواضعه وحزنه وبكاءه وصمته أثر بن مسعود: {ينبغي لحامل القرآن أنيعرف بليله إذا النّاسنائمون...}
-الخشية أثر محمد بن كعب القرظى: {كنا نعرف قارئ القرآن بصفرةاللون}
-له سمات تميزه عن غيره أثر بن مسعود: {ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا النّاسنائمون...}
-أثر عبد الله بن عمرو: {ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد فيمن يجد،ولا أن يجهل فيمن يجهل وفي جوفه كلام الله عزوجل...}
-أثر الحسن: {...إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكنيقرأه.}


-من صفات أهل القرآن اأعلام يقتدى بهم واللجوء الى الله والاستغناء عن الخلق والتأدب بأدب القرآن والسنةحديث أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ
-من صفات حامل القرآن لايلغو ولا يسهو ولا يلهو أثر الفضيل: {...حاملالقرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع منيلغو...}
- من صفات حامل القرآن الإخلاص في تعلم القرآن والعمل به وعدم اتباع الهوى أثر على بن أبى طالب: {...أنه قال: يا حملة القرآن، أو قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العلم منعمل بما علم ووافق علمهعمله...} أثر الفضيل بن عياض: (إنما نزلالقرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا)
-من صفات حامل القرآن كلام الزركشى: {وأن يكونذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمتهوخلقه...}
-من صفات من جمع القرآن أثرأبي الدرداء رضي الله عنه
-من صفات أهل القرآن ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهقال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقواالخيرات لا تكونوا عيالا علىالناس..
-أيضا ما جاء عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليلويتفقدونها فيالنهار.
- وعن جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع بن أنسٍ في قول الله عزّوجلّ«ولا تصعر خدّكللنّاس»(لقمان 18) قال: يكون الغني والفقير عندك في العلمسواء
وقال محمّد بنالحسين: ويتأوّل فيه ما أدّب الله عزّ وجلّ به نبيّه صلّى الله عليهوسلّم حيث أمره أن يقرّب الفقراء، ولا تعد عيناه عنهم........
بيان ورع الإمام الشافعي وقد صح عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنهقال: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم يعني علمه وكتبه أن لاينسب إلي حرف منه


طريقة السلف في أخذ القرآن
-الإيمان قبل القرآن أثر حذيفة رضي اللهعنه: {إنا قوم أوتينا الإيمان قبل أن نؤتىالقرآن...}
-العمل بالقرآن أثرعمر بن الخطاب رضي الله عنه: {ولكن انظروا إلى من يعملبه...}
أثر الحسن: { إن أحق الناسبهذا القرآن من رئي فيعمله...}

-الكيفية في تعلم القرآن أهم من الكمية أثر أبي عبد الرحمنالسلمي رحمه الله: {...كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا مافيهن منالعمل...}
-وصف أخذ القرآن في زمن عبد الله بن مسعود والزمن الذي سيأتي حديث ابن مسعود
-اتباع القرآن حتى الممات أثر سلمان وزيد بن صوحان
وأثر حذيفة وعامر بن مطر
-أثر أبو عبدالرحمن السلمي رحمه الله: {قال‏:‏ "فتعلمنا العلم والعمل جميعا(,,,,,,,
-حدّيث محمّد بن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن أبي عبد الرّحمن،قال: (حدّثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلم أنّهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آياتٍ........
-سرعة استجابة نساء الأنصار لأوامر القرآن أثرعائشة رضي الله عنها
-الفرق بين صدر الأمة وآخرها في قراءة القرآن والحذر من عدم العمل به أثر بن عمر: {وكانالقرآن ثقيلاً عليهم ورزقوا العملبه...}
بيان عظيم مهمة حملة القرآن
-بيان أهمية صلاح أهل القرآن في صلاح الناس أثر ميمون بن مهران: { لو صلحأهل القرآن صلحالنّاس}
-حملة القرآن وعاة كلام الله يؤاخذهم بما يؤاخذ به الأنبياء حديثأنس بن مالك: {«يؤتي بحملة القرآن يومالقيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلاالوحي»}
بيان أن في القرآن صلاح للقلبكلام السخاوى: {...فينبغي له أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه، يعمر به ما خربمن قلبه، فيتأدب بأدبالقرآن...}

بيان أن القرآن يكون إما رحمة للمؤمنين وإما خسرانا للظالمين أثرقتادة قال: "لم يجالس هذا القرآن أحد، إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، قضى الله الذيقضى، شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلاخسارا".
تفسير قوله تعالى : (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه )أثر قتادة في قولالله عز وجل: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} قال: "البلد الطيب: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وانتفع به؛ كمثل هذهالأرض الخبيثة أصابهاالغيث.......
بيان أن من رزق القرآن فقد رزق خير الدنيا أثر سفيان بن عيينة: {وقال سفيان بن عيينة: من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيءمما صغر القرآن؛ فقد خالف القرآن...}
تفسير قوله ومما رزقناهم ينفقون )من السنة أثر سفيان بن عيينة: {ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (((ما أنفق عبد من نفقة أفضل من نفقة فيقول).وقد فسرها ابن عيينة بالقرآن
تفسيرها من أقوال السلف الصالح وعن شريح أنه سمع رجلا يتكلم فقال: أمسك عليك نفقتك

بيان كيفية شكر نعمة القرآن
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَالزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ
1-ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه
2-ويستصغر عرضالدنيا أجمع في جنبماخوله الله تعالى
3-ويجتهد في شكرهومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله
4-وألا يقرأ في المواضع القذرة
5-وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه لأنهصاحب كتاب الملك والمطلع على وعده ووعيده
6-وليتجنب القراءة في الأسواق قاله الحليميوألحق به الحمام وقال النووي: لا بأس به في الطريق سرا حيث لا لغوفيها.




-حديث الآجري والسخاوي في محاسبة النفس بالقرآن و بيان ضرورة اتباع أهل القرآن واجبات القرآن والسنة ومنها
1-الاستغفار من التقصير، ومحاسبة النفس بعرضها على كتاب اللهتعالى
والتحلي بالعلم في المأكل والملبس والمشرب .....يتصفّح القرآن ليؤدّب به نفسه،
2-بر الوالدين
3-مخالطة المؤمنين بعلم.
4-التعامل مع المصيبة بتأدب القرآن
5-القيام بالعبادات بعلم
6-يتصرف في مكسبه وانفاقه وانبساطه في الأمور بعلم
7- يسخر همته لكل ما يرضي الله مستعينا بكتابه على ذلك
8- فالمؤمن العاقل إذاتلاالقرآناستعرض، فكان كالمرآةيرى بها ما حسن من فعله، وما قبح فيه، فما حذّره مولاه حذره، وما خوّفه به من عقابهخافه، وما رغّبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه.
ثمرات اتباع أهل القرآن واجبات القرآن والسنة حديث الأجري والسخاوي
فمن كانت هذهصفته؛أوماقارب هذه الصّفةالتي تم ذكرها
1-فقد تلاه حقّ تلاوته، ورعاه حقّ رعايته،
2- وكان له القرآن شاهداً،وشفيعاً، وأنيساً، وحرزاً.
ومن كان هذا وصفه؛
3-نفع نفسه، ونفع أهله،
4-وعاد على والديه، وعلى ولده كلّ خيرٍ في الدّنيا والآخرة
بيان تدبر القرآن
-من التدبر فهم حقيقة الانسان من القرآن
أثر الحسن: {من أحبّ أن يعلم ما هو، فليعرض نفسه علىالقرآن}
عمله
-بيان كيفية تدبر القرآن والعمل بهحديث أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360ه
-من آثار تدبر القرآن اتباعه بعلمه: أثرالحسن رضي الله عنه
-فوائد التدبر والعمل بالقرآن حديث أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360ه
-أهمية التدبر وأنه الهدف الذي أنزل لأجله القرآن أثر الحسن بن علي رضياللهعنه وحديثأبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224ه ـوحديث نافع أبو سهيلرضي الله عنه مرفوعا
-بيان أن حسن التلاوة والترتيل تعين على التدبر والحرص على جعل القرآن حجة له لا عليه كلام الزركشى: {...وليستحضر من أفعاله أن يكون القرآن حجة له لاعليه...}
-بيان أن الاستغفار والاستعانة بالله علاج لمن وجد في نفسه الاعراض عن القرآن حديث عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ
-فهم الأمثال من تدبر القرآن أثر الحسن رضي اللهعنه: {الزموا كتاب الله، وتتّبعوا ما فيه منالأمثال...}
عقوبة من ابتغى الهدى من غيرالقرآن
1-قول الله عزوجل: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض لهشيطانا}
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( وقول الله عز وجل :{ومن يعش عن ذكرالرحمن نقيض له شيطانا} الآيتين وقوله تعالى :{ونزلناعليك الكتاب تبيانا لكل شيء} الآية). [فضائل القرآن: ](م)
2-أثر علي بن أبي طالب: (أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلىالله تعالى)
3-من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة حديث زيد بن أرقم مرفوعا: {أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أنيأتيني رسول من ربي فأجيب...}
4-كل بدعة ضلالة حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا: {أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدصلى الله عليه وسلم}
5-سبب نزول قوله تعالى وجل{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}" حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: {نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فتلاهعليهم زمانا...}
6-التحذير من البدع أثر معاذ بن جبل رضي الله عنه: {الله حكم قسط هلك المرتابون إن وراءكم فتنا يكثر فيهاالمال ويفتح فيها القرآن...}
7-كتاب الله أولى بالإنكباب عليه من غيره أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليهاوتركوا كتاب الله عز وجل...}



بيان كيف تكون النصيحة لكتاب الله
ثبتفي صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدينالنصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمينوعامتهم)).
قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى: هي الإيمان بأنه كلامالله تعالى، وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق .....
الخوف على من لم يفهم القرآن أن يكون من المنافقين
-عن أبي نضرة ، عن أبي فراس عن عمر بن الخطاب قال : " لقد أتى علينا حين وزمان ، وما نرى أن أحدا يتعلمالقرآن يريد به إلا
-قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِالتميميُّ (ت: 1206هـ) :( وقوله تعالى :{ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك} الآية
-وقولهعز وجل : {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوبلا يفقهون بها}الآية
-عنأسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنكم تفتنون فيقبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال يؤتى أحدكم[ فيقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ .........
-التحذير من اتخاذ القرآن لعرض من أعراض الدنيا أثر بن أسباط: {...واعلمأنّه من قرأ القرآن ثمّ آثر الدّنيا لم آمن أن يكون بآيات الله منالمستهزئين.}
بيان أن من طلب شرف الدنيا بالقرآن حرم شرف الآخرةحديث محمّد بن الحسينرحمه الله
-أصناف من يقرأ القرآن حديث أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان،
-أصناف قراء القرآن وندرة الصنف الثالث حديث أبو بكر محمد بنالحسين الآجُرِّيُّ (360هـ



جزاك الله خيرا أخية وبارك فيك
كأني بك تلخصين على طريقة تلخيص المقاصد! وليس هذا هو المطلوب هنا
كما يلاحظ عدم ذكرك للآثار كاملة، تقولين: أثر فلان، ولا تذكرين ما هو هذا الأثر، لماذا؟
الطريقة المتبعة في هذا التلخيص، أن تذكري العناصر الرئيسية التي احتى عليها هذا الموضوع، ثم تلخصي أقوال أهل العلم في كل عنصر مع ذكر الأدلة التي يستدلون بها لأقوالهم
وقد أحسنت في كثير مما وضعتيه غير أنك أتيت على كل دليل تقريبا، وجعلتيه عنصرا مستقلا، وليس مندرجا تحت غيره من العناصر الرئيسية.
والناظر إلى موضوع العمل بالقرآن، يجد أنه يمكن تقسيمه إلى العناصر الرئيسية التالية:

العمل بالقرآن هو الغاية من إنزاله
العمل بالقرآن من معاني النصيحة له
أولى الناس بالقرآن
فضل من قرأ القرآن وعمل بما فيه
الحث على العمل بالقرآن
وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن
هدي السلف في أخذ القرآن
كيف يكون العمل بالقرآن
من صور العمل بالقرآن
ذم من لا يعمل بالقرآن
عقوبة من ابتغى الهدى في غير القرآن


هذه العناصر توردين تحتها الأدلة الواردة فيها، وخلاصة أقوال العلماء فيها.
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 12 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 13 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 60/70
أرجو أن تتابعي مهارة الفهرسة في دورة مهارات التلخيص، حتى تتضح لك الصورة أكثر وأكثر بإذن الله
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 10 ربيع الثاني 1436هـ/30-01-2015م, 01:18 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

فهرسة مسائل جمع القرآن

مصاحف الصحابة
أسماء من كان لديهم مصحف من الصحابة
أبي بكر رضي الله عنه
عثمان بن عفان رضي الله عنه
أبيّ بن كعب رضي الله عنه
عبد الله بن مسعود رضي اللهعنه
عائشة رضي الله عنها
عمر بنالخطّاب رضي اللّه عنه
عبد اللّه بنالزّبير
عبداللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنه
- جمع القرآن وترتيبه
- عن زيد بنثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع فيشيء.
-سبب عدم جمع الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحفلما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته
-جمع الخلفاء الراشدين للقرآن من ضمان حفظ الله للقرآن
-استعانة ابو بكر بزيد بن ثابت في جمع المصحف اثر مقتل اليمامة
- حفظ المصحف الذي جمعه زيد عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عندحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
-نسخ عثمان بن عفان مصحف حفصة
-رفض عبد الله بن مسعود، أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف
- كره قول ابن مسعود في ذم زيدا رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى اللهعليهوسلم
-طلب عبد الله بن مسعود من أهل العراق تسليم مصاحفهم واستجابتهم لذلك
-عدم كتابة ابن مسعود للمعوذتين في مصحفه وإجماع الصحابة على ثبوت المعوذتان في القرآن
-تمزيق الخليفة مروان مصحف حفصة بعد موتهامخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف لما نسخعثمان. وتشكيك أبو عبيد في ذلك لعدم تواتر الحديث المروي
اختلاف مصاحف الصّحابة
-وجود نفس الرواية حول مصحف عائشة وحفصة وأم سلمة أمر يجلب الشك في الرواية
-طلب أهل العراق لمصحف أبي بن كعب
-طلب العراقي لمصحف عائشة ورفضها اعطاءه إياه
-اختلاف تأليف مصاحف الصحابة
- قال أبو بكر بن أبي داود:( إنّما قلنا: مصحف فلانٍ، لماخالف مصحفنا هذا من الخطّ أو الزّيادة أو النّقصان، أخذته عن أبي رحمه اللّه، هكذافعل في كتاب التّنزيل) .[
- اختلاف مصاجف الصحابة وإجماع أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدم القراءة إلّا لمصحف عثمان بن عفان، فإنقرأ إنسانٌ بخلافه في الصّلاة أمر بإعادة صلاته

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 10 ربيع الثاني 1436هـ/30-01-2015م, 02:06 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

فهرسة أحكام المصاحف- ترتيب المصحف
آراء العلماء في ترتيب المصحف
أولا:ترتيب الآيات
الإجماع على ترتيب الآيات
-أجمعت الأمة الإسلامية على أن ترتيب الآيات في سورها على ما هو عليه المصحف اليوم توقيفي بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت الآيات تنزل عليه، وجبريل يدله على مواضعها، ويبلغها رسول الله صحابته، ويأمر كتاب الوحي بنسخها في مواضعها،
ولقد نقل غير واحد من العلماء الإجماع في ذلك، مثل أبو بكر ابن الأنباري والزركشي و أبو جعفر ابن الزبيرالغرناطي، و مكي وغيره والقاضي أبو بكر الباقلاني و السيوطي , وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر فى تخريجه لمسند الإمام أحمد و وتابعه على اختياره هذا الشيخ صبحى الصالح فى كتابه علوم القرآن .
أدلة هذا الإجماع
حديث زيد: «كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع»1-
2-حديث ابن عباس قال: «قلت لعثمان: ما حملك على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من الثاني، وإلى برآءة وهي من المئين، ففرقتم بينهما، ولم تكتبوا بينها سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: }ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا..........)
أحاديث فضل بعض الآيات من السور في كتب التفسير، كحديث فضل أواخر سورة البقرة3-
والعشر آيات في بداية الكهف
4- قراءته صلى الله عليه وسلم لبعض السور لم يغير منهن شيئا، لا بتقديم ولا بتأخير، في آياتها كقراءة سورة البقرة،
- 5-ما روى البخاري قال: قال ابن الزبير[21] : قلت لعثمان بن عفان: ﴿والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا﴾، قال: قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها أو تدعها، قال: يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه، ) ا
.
ثانيا: ترتيب السور
سلك العلماء في ذلك ثلاثة مذاهب وهي
المذهب الأول :
من يقول أن الترتيب اجتهادي،مثل أبو الحسين أحمد بن فارس والقاضي عياض الإمام مالك
القاضي أبو بكر الباقلاني في أحد قوليه
وحجتهم الأولى:
اختلاف مصاحف السلف، في ترتيب السور
دحض هذه الحجة : دحضها السيوطى فى كتابه أسرار ترتيب القرآن حيث بين أن التوقيف استقر فى العرضة الأخيرة على القراءات المنسوخات ولم يبلغهم النسخ .
حجتهم الثانية : ما أخرجه ابن أشته فى المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس عن حبان بن يحى عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) . أ. هـ .
دحض هذه الحجة:ذكر الزرقانى الاختلاف بين مصاحف الصحابة بنحو مما ذكره السيوطى
الثاني :القول بأن ترتيب السور كما هو مشاهد فى المصاحف اليوم توقيفىالمذهب
من أصحاب هذا القول :محى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله . والقول بالتوقيف هو اختيار الحسن ومحمد وأبى عبيد , وهو اختيار أبى بكر الأنبارى والنحاس وأحد قولي الباقلاني والكرماني وهو اختيار جماعة من المفسرين كالقرطبى , وحكاه السيوطى فى الإتقان قولا لأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى صاحب كتاب ( البرهان فى مناسبة ترتيب سور القرآن)وغيرهم
واحتج القائلون بأن ترتيب السور توقيفى بجملة حجج:
إحداهما : حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الأنجيل المثانى , وفضلت بالمفصل )
الحجة الثانية : حديث أوس بن أبى أوس حذيفة الثقفى فى تحزيب القرآن
واحتجوا ثالثا: بحديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه)
واستدلوا رابعا : بحديث عائشة عند البخارى وغيره أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا اوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين )
واحتجوا خامسا : بما أخرجه ابن أشته فى كتاب المصاحف عن سليمان بن بلال حول تقديم البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة , وإنما أنزلتا فى المدينة ؟
واستدلوا سادسا : بماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب"
واستلوا سابعا : بتوالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فلولا أنه توفيقى لحكمة توالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص , وأخرت " المطففين " أو قدمت ولم يفصل بين " الر " و " الر "
واستدلوا ثامنا : على التوقيف فى ترتيب المصحف بكون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد ذلك النظم
واستلوا تاسعا : بعدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا
واستدلوا عاشرا : بكون احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع
المذهب الثالث: ومنهم من يقول إن البعض بالتوقيف،
مثل إبن عطيّة الأندلسي و البيهقي و أبو جعفر ابن الزبير ومحى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله ومثل بو بكر الأنباري وأبو جعفر النحاس القاضي أبو بكر الباقلاني ابن الحصار
دليلهم : قال البيهقى فى المدخل : ( كان القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان )
دحض هذه الحجة أن حديث عثمان لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل , ثم على تقدير صحة هذا الأثر فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأى , وأنه إنما قاله توفيق
الترجيح بين الأقوال:
من خلال قوة الأدلة وفهمها يتبين أن ترتيب السور توقيفي ,
الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكسيها :صرح غير واحد من أهل العلم كابن بطال والقاضى عياض بكون القول بعدم وجوب الترتيب بين السور فى الصلاة والتلاوة محل وفاق العلماء ,
دعوى إعادة ترتيب القرآن حسب النزول.
بث المستشرقون دعوة إلى إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم فى سبيل إفساد النظم القرآنى , ورغبه منهم فى طمس معالم إعجازه لقطع كل رابطة تربط المسلمين بقرآنهم واستعانوا بصاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهى بزعمه لتحقيق مخططهم
ولقد أبطل هذه الدعوة الخبيثة دار الإفتاء بلبان , ورابطة العالم الإسلامى وغيرهما من كل جهة إسلامية رسمية كانت أو فردية

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 13 ربيع الثاني 1436هـ/2-02-2015م, 12:05 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

- الإجابة على الأسئلة التالية:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
أهمية البناء العلمي أنه لب مراحل الطلب وأهم مراحل الطلب بعد التأسيس تأتي أهميتها من أنها غالباً ما تكون هذه المرحلة في ثورة نشاط الطالب وسنواته الذهبية التي يجب استغلالها .
أمثلة لعناية العلماء بها :
أهل الحديث:الإمام أحمد صاحب المسند قال :(انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث )
اسحاق بن راهويه كان يقول :(كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي و ثلاثين ألف حديث أسردها)
الإمام الدار قطني صاحب كتاب العلل كان له أصل علمي قوي كتب منه كتابه في عشرين مجلداً .
أهل التفسير :ابن تيمية وقف على خمسة وعشرين تفسيراً مسنداً من التفاسير التي تروى بالإسناد وأنه كتب نقول السلف على جميع القرآن وجعلها أصلاً له .
أهل اللغة : أبو العباس الثعلبي أقبل على كتب الفراء وحذقها وهو لم يبلغ ال25سنة.
أهل الفقه :أبو بكر الخلال لم يدرك الإمام أحمد لكنه جمع مسائل الإمام أحمد من تلاميذه ومن الصحف المتفرقة حتى صار إماماً ذا شأن .

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
أنواع الأصول العلمي :
1-أن يتخذ الطالب أصلاً في العلم الذي يدرسه .
وهذا الأصل له أنواع :أ-أن يبني الطالب أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة وحسن الإطلاع فيقبل على كتبه ويلخص مساءله ويستفيد من طريقته في المسائل التي يدرسها ويعملها في نظائرها .
مثال :كما فعل أبو العباس الثعلبي في كتب الفراء
ب-أن يتخذ أصله من كتب متنوعة فيلخص مساءلها ويجمعها .
مثاله:كما فعل السبكي في كتابه جامع الجوامع حيث لخصه من مائة كتاب في أصول الفقه .
س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
1-البدء بدراسة مختصرة للعلم الذي سيدرسه .
2-الزيادة على هذا الأصل بدراسة أوسع تكون بمثابة مراجعة للأصل الذي درسه وزيادة تفصيل عليها
3-تكميل جوانب التأسيس من خلال سير الطالب في المرحلة الأولى والثانية سيكشف ضعفه في بعض العلوم وعلاج هذا الضعف أن يدرس مختصراً واحداً على الأقل ليجبر ضعفه فيها .
4-قراءة كتاب جامع في ذلك العلم أواتخاذ أصل مرجعي وزيادة عليه .
5-القراءة المبوبة أن يقسم العلم الذي يدرسه إلى أبوابه ليسهل عليه الإحاطة بمسائله .
6-مرحلة المراجعة المستمرة للمسائل العلمية والتصنيف والفهرسة وأن يغذي أصله العلمي بثلاثة أمور أ حصيلته العلمية السابقة .ب-يدرس في كل علم كتاب من الكتب القيمة ويلخص مسائله .ج-أن يستفيد من الدراسات الموسوعية في نذا العلم

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 20 ربيع الثاني 1436هـ/9-02-2015م, 07:34 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل جمع القرآن


مصاحف الصحابة




أسماء من كان لديهم مصحف من الصحابة


أبي بكر رضي الله عنه

عثمان بن عفان رضي الله عنه
أبيّ بن كعب رضي الله عنه
عبد الله بن مسعود رضي اللهعنه
عائشة رضي الله عنها [ومصحف حفصة وأم سلمة وابن عباس رضي الله عنهم]

عمر بنالخطّاب رضي اللّه عنه


عبد اللّه بنالزّبير


عبداللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنه


- جمع القرآن وترتيبه [يصنف ضمنه مصحف أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما]

- عن زيد بنثابت قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع فيشيء.

-سبب عدم جمع الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحفلما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته


-جمع الخلفاء الراشدين للقرآن من ضمان حفظ الله للقرآن


-استعانة ابو بكر بزيد بن ثابت في جمع المصحف إثر مقتل اليمامة


- حفظ المصحف الذي جمعه زيد عند أبي بكر حتى توفي، ثم عند عمر حتى توفي، ثم عندحفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم


-نسخ عثمان بن عفان مصحف حفصة


-رفض عبد الله بن مسعود، أن يولى زيد بن ثابت نسخ المصاحف


- كره قول ابن مسعود في ذم زيدا رجال من أفاضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم


-طلب عبد الله بن مسعود من أهل العراق تسليم مصاحفهم واستجابتهم لذلك [بل كان من قوله رضي الله عنه: «يا أهل العراق، أو يا أهل الكوفة، اكتموا المصاحف التي عندكم وغلوها" رواه أبوعبيد القاسم، وذلك لما أمر عثمان بقبض ما كان لدى الصحابة من المصاحف لجمع الناس على رسم مصحف واحد]

-عدم كتابة ابن مسعود للمعوذتين في مصحفه وإجماع الصحابة على ثبوت المعوذتان في القرآن


-تمزيق الخليفة مروان مصحف حفصة بعد موتهامخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف لما نسخ عثمان. وتشكيك أبو عبيد في ذلك لعدم تواتر الحديث المروي [لعدم ورود ذلك الخبر إلا من طريق ابن شهاب عن سالم بن عبدالله]



اختلاف مصاحف الصّحابة [لو ذكرتِ الوجوه التي اختلفت فيها مصاحفهم كعناوين فرعية ويذكر تحت كل وجه منها الأمثلة من بعض مصاحف الصحابة، مثلا: اختلاف تأليف السور، فيمثل له بمصحف أبي وابن مسعود، ثم الاختلاف في بعض الحروف يمثل لها بأمثلة وهكذا... لكان ذلك أجود.]


-وجود نفس الرواية حول مصحف عائشة وحفصة وأم سلمة أمر يجلب الشك في الرواية [ إن كان صاحب التلخيص له معرفة بعلوم الحديث فيمكنه الحكم على الروايات صحة وضعفًا، وإلا اقتصر على القول: تكرر في الروايات الواردة عن مصحف عائشة وحفصة وأم سلمة كتابة هذا الحرف فيه: (حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين) ]

-طلب أهل العراق لمصحف أبي بن كعب [يصنف ضمن المصاحف العثمانية، لما أمر عثمان بقبض ما كان لدى الصحابة من المصاحف لجمع الناس على رسم مصحف واحد]


-طلب العراقي لمصحف عائشة ورفضها اعطاءه إياه [وإنما مراد عائشة رضي الله عنها أنه لا يضره بأيه قرأ قبل، وأن تأليف سور القرآن ليس على ترتيب نزوله]


-اختلاف تأليف مصاحف الصحابة


- قال أبو بكر بن أبي داود:( إنّما قلنا: مصحف فلانٍ، لماخالف مصحفنا هذا من الخطّ أو الزّيادة أو النّقصان، أخذته عن أبي رحمه اللّه، هكذافعل في كتاب التّنزيل) .[الأولى تقديم هذه الرواية للاستدلال بها على اختلاف مصاحف الصحابة]


- اختلاف مصاجف الصحابة وإجماع أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعدم القراءة إلّا لمصحف عثمان بن عفان، فإنقرأ إنسانٌ بخلافه في الصّلاة أمر بإعادة صلاته[يفرد تحت عنوان: إجماع الصحابة على المصاحف العثمانية ووجوب القراءة عليها]

تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على مسائل الدرس) : 26 / 30 ينقص تلخيصك ذكر نبذة مختصرة عن كل مصحف من مصاحف الصحابة، وخاصة مصحف أبي بكر وعثمان لكونهما أهم المصاحف، مع بيان الوجوه التي اختلفت فيها مصاحف الصحابة بذكر بعض الأمثلة.
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا): 19 / 20
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 18 / 20 يُنتبه للتوسّع في إطلاق بعض كلام أهل العلم بما يخرجه عن مراده
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 15 / 15
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15

مجموع الدرجات: 93 من 100
بارك الله فيكِ ونفع بكِ، ووفقكِ لحسن التعلم والفهم
وينتبه: أن اللون الأحمر خاص بالتصحيح

- هذا المثال في توضيح تلخيص مسألة اختلاف مصاحف الصحابة بذكر الوجوه التي اختلفت فيها مصاحفهم مع ذكر بعض الأمثلة للاستدلال على ذلك.

اقتباس:
· اختلاف مصاحف الصحابة
- قال ابن أبي داود في كتاب المصاحف:( إنّما قلنا: مصحف فلانٍ، لما خالف مصحفنا هذا من الخطّ أو الزّيادة أو النّقصان)
- وقال أبو بكر بن عيّاشٍ: قرأ قومٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم القرآن فذهبوا، ولم أسمع قراءتهم. رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف
الوجوه التي اختلفت فيها مصاحف الصحابة
منها: تأليف السور، ومن ذلك ما رواه ابن أشتة في كتاب المصاحف أن تأليف مصحف أبي بن كعب: الحمد ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام .. إلى آخر ما ذكر من ذلك، ذكره السيوطي في الإتقان.
ومنها: الاختلاف في بعض الحروف، وقد روى ابن أبي داود عن أبي بكر بن عياش أن مصحف عبد اللّه بن عمرو بن العاص كانت فيه حروفًا تخالف حروفنا.
ومنها: الزيادة.
ومنها: النقصان، فمصحف عبد الله بن مسعود ليس فيه الحمد ولا المعوذتان، رواه ابن أشته وذكره السيوطي في الإتقان.
وروى ابن الضّريس عن إبراهيم، قال: قلت للأسود: المعوذتان, من القرآن هما؟ قال: نعم.

· إجماع الصحابة على المصاحف العثمانية ووجوب القراءة عليها


قال عبد اللّه بن أبي داود في كتاب المصاحف: (لا نرى أن نقرأ القرآن إلّا لمصحف عثمان الّذي اجتمع عليه أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فإن قرأ إنسانٌ بخلافه في الصّلاة أمرته بالإعادة).


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 22 ربيع الثاني 1436هـ/11-02-2015م, 01:24 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}
-عود الضمير في قوله تعالى: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) ):
عائد على الوليد بن المغيرة ،ذكره ابن كثير والستدي والأشقر .
-الربط بين الآية (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) )وما قبلها :
أي: إنّما أرهقناه صعودًا، أي: قرّبناه من العذاب الشّاقّ؛ لبعده عن الإيمان، لأنّه فكّر وقدّر.ذكره ابن كثير .
-إعجاز القرآن في بيانه صورة تمثل مراحل الاختلاجات النفسية والفكرية للوليد :
1- قوله تعالى : (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) :
أي: تروّى في نفْسِه وفكَّرَ في شأنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ماذا يقول في القرآن حين سئل عن القرآن، ففكّر ماذا يختلق من المقال.{وَقَدَّرَ} أيْ: هَيَّأَ الكلامَ في نفْسِه ليقولَ قَولاً يُبْطِلُ به القرآن فذمه الله .
حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-الغاية من الخبر (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) :
دعاءٌ على الوليد بن المغيره باللعن والتعذيب لأنَّه قَدَّرَ أمْراً ليسَ في طَوْرِه، وتَسَوَّرَ على ما لا يَنالُه هو ولا أمثالُه.
حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
2-قوله تعالى :(ثُمَّ نَظَرَ (21) )
أي: أعاد النّظرة والتّروّي بما سيقول . أيْ: بأيِّ شيءٍ يَدفعُ القرآنَ ويَقدَحُ فيه). حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
3-قوله تعالى: (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) )
({ثمّ عبس} أي: قبض بين عينيه وقطّب، {وبسر} أي: كلح وكره في وجْهِهِ،لما لم يَجِدْ مَطْعَنًا يَطعُنُ به القرآنَ وظاهِرُه نَفْرَةٌ عن الحقِّ وبُغْضاً له .ومنه قول توبة بن الحمير الشّاعر:
وقد رابني منها صدودٌ رأيته = وإعراضها عن حاجتي وبسورها).
حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
4-قوله تعالى: (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) )
-أثر الكبر على القلوب بصرفها عن الحق :
صرف عن الحقّ، ورجع القهقرى مستكبرًا عن الانقياد للقرآن).ذكره ابن كثير .
-الاستكبار يكون نتيجة للفكر الذي يترجم بالقول والقول يتحول لفعل :
تولى واستكبر نَتيجةَ سَعْيِهِ الفِكْرِيِّ والعَمَلِيِّ، والقَوْلِيِّ، أنْ قالَ:{إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ}). ذكره السعدي
تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) )
-كيد الوليد للرسول صلى الله عليه وسلم :
قوله بأن القرآن سحرٌ ينقله محمّدٌ عن غيره عمّن قبله ويحكيه عنهم؛ إنما قالَ هذا القولَ إرضاءً لقَوْمِه, بعدَ اعترافِه أنَّ له حَلاوةً, وأنَّ عليه طُلاوةً ولهذا قال: {إن هذا إلا قول البشر} ). قال : ما هذا كلامَ اللَّهِ، بل كلامَ البشَرِ، وليسَ أيضاً كلامَ البشَرِ الأخيارِ، بل كلامَ الفُجَّارِ منهم والأشرارِ مِن كلِّ كاذِبٍ سَحَّارٍ.
فَتَبًّا له, ما أَبْعَدَه مِن الصوابِ وأَحراهُ بالْخَسارةِ والتَّبَابِ!
كيفَ يَدُورُ فِي الأذهانِ أو يَتَصَوَّرُه ضميرُ كلِّ إنسانٍ، أنْ يكونَ أَعْلَى الكلامِ وأَعْظَمُه؛ كلامِ الربِّ العظيمِ الماجِدِ الكريمِ ـ يُشْبِهُ كلامَ الْمَخلوقِينَ الفُقراءَ الناقصِينَ؟!
أمْ كيفَ يَتَجَرَّأُ هذا الكاذبُ العَنيدُ على وَصْفِه كلامَ الْمُبْدِئِ الْمُعيدِ؟! فما حَقُّه إلا العذابُ الشديدُ والنَّكَالُ.حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
-استحقاق الوليد للعذاب:
ولهذا قالَ تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ}).


وهذا المذكور في هذا السّياق هو: الوليد بن المغيرة المخزوميّ، أحد رؤساء قريشٍ -لعنه اللّه-وكان من خبره في هذا ما رواه العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة فسأله عن القرآن، فلمّا أخبره خرج على قريشٍ فقال: يا عجبًا لما يقول ابن أبي كبشة. فواللّه ما هو بشعرٍ ولا بسحرٍ ولا بهذي من الجنون، وإنّ قوله لمن كلام اللّه. فلمّا سمع بذلك النفر من قريشٍ ائتمروا فقالوا: واللّه لئن صبا الوليد لتصبونّ قريشٌ. فلمّا سمع بذلك أبو جهل بن هشامٍ قال: أنا واللّه أكفيكم شأنه. فانطلق حتّى دخل عليه بيته فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصّدقة؟ فقال: ألست أكثرهم مالًا وولدًا. فقال له أبو جهلٍ: يتحدّثون أنّك إنّما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه. فقال الوليد: أقد تحدّث به عشيرتي؟! فلا واللّه لا أقرب ابن أبي قحافة، ولا عمر، ولا ابن أبي كبشة، وما قوله إلّا سحرٌ يؤثر. فأنزل اللّه على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} إلى قوله: {لا تبقي ولا تذر}
وقال قتادة: زعموا أنّه قال: واللّه لقد نظرت فيما قال الرّجل فإذا هو ليس بشعرٍ، وإنّ له لحلاوةٌ، وإنّ عليه لطلاوةٌ، وإنّه ليعلو وما يعلى، وما أشكّ أنّه سحرٌ. فأنزل اللّه: {فقتل كيف قدّر} الآية، {ثمّ عبس وبسر} قبض ما بين عينيه وكلح.
-سبب نزول قوله تعالى :{ذرني ومن خلقت وحيدًا}
-بيان تأثير صديق السوء:
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، أخبرنا محمّد بن ثورٍ، عن معمر، عن عبّاد بن منصورٍ، عن عكرمة: أنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ عليه القرآن، فكأنّه رقّ له. فبلغ ذلك أبا جهل بن هشامٍ، فأتاه فقال: أي عمّ، إنّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا. قال: لم؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيت محمّدًا تتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريشٌ أنّي أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يعلم قومك أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقول فيه؟ فواللّه ما منكم رجلٌ أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الّذي يقوله شيئًا من ذلك. واللّه إنّ لقوله الّذي يقول لحلاوةً، وإنّه ليحطّم ما تحته، وإنّه ليعلو وما يعلى. وقال: واللّه لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال: فدعني حتّى أفكّر فيه. فلمّا فكّر قال: إنّ هذا سحرٌ يأثره عن غيره. فنزلت: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} [قال قتادة: خرج من بطن أمّه وحيدًا] حتّى بلغ: {تسعة عشر}
وقد ذكر محمّد بن إسحاق وغير واحدٍ نحوًا من هذا. وقد زعم السّدّيّ أنّهم لمّا اجتمعوا في دار النّدوة ليجمعوا رأيهم على قولٍ يقولونه فيه، قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحجّ ليصدّوهم عنه، فقال قائلون: شاعرٌ. وقال آخرون: ساحرٌ. وقال آخرون: كاهنٌ. وقال آخرون: مجنونٌ. كما قال تعالى: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا} [الإسراء: 48]


(قال اللّه عزّ وجلّ: {سأصليه سقر} أي: سأغمره فيها من جميع جهاته). [تفسير القرآن العظيم: 8/267]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (26- أيْ: سأُدْخِلُه النارَ. وسَقَرُ مِن أسماءِ النارِ). [زبدة التفسير: 576]
-الغرض من الاستفهام في قوله تعالى : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ )
تهويلٌ لأمرها وتفخيمٌ). ذكره ابن كثير .
-ذكر صفات النار :
1-قوله تعالى: (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28)
و معناه أي: لا تُبْقِي مِن الشدَّةِ ولا على الْمُعَذَّبِ شيئاً إلاَّ وبَلَغَتْهُ تأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم، ثمّ تبدّل غير ذلك، وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون، حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
2-قوله تعالى: (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) )
وفي المعنى أقوال :
1- قال مجاهدٌ: أي للجلد، وقال أبو رزين: تلفح الجلد لفحةً فتدعه أسود من اللّيل.وقال قتادة:حرّاقةٌ للجلد. وقال ابن عبّاسٍ: تحرق بشرة الإنسان). ذكره ابن كثير في تفسيره
وذكر نحوه السعدي وذكر الأشقر أن الحرق يكون للوجه .
2-وقال زيد بن أسلم: تلوح أجسادهم عليها.
ذكره ابن كثير في تفسيره
3-{لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} تَلُوحُ للناسِ جَهَنَّمُ حتى يَرَوْنَهَا عِيَانًا.ذكره الأشقر
3-قوله تعالى: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
الملائكةِ, من مقدّمي الزّبانية،خَزنةٌ لها, غِلاظٌ شِدادٌ, لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهم ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرونَ)حاصد ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
وقيلَ: تِسعةَ عشرَ صِنْفاً مِن أصنافِ الملائكةِ)ذكره الأشقر .
-حديث في قوله: {عليها تسعة عشر}:
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا إبراهيم بن موسى، حدّثنا ابن أبي زائدة، أخبرني حريثٌ، عن عامرٍ، عن البراء في قوله: {عليها تسعة عشر} قال إنّ رهطًا من اليهود سألوا رجلًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن خزنة جهنّم. فقال: اللّه ورسوله أعلم. فجاء رجلٌ فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فنزل عليه ساعتئذٍ: {عليها تسعة عشر} فأخبر أصحابه وقال: "ادعهم، أما إنّي سائلهم عن تربة الجنّة إن أتوني، أما إنّها درمكة بيضاء". فجاؤوه فسألوه عن خزنة جهنّم، فأهوى بأصابع كفّيه مرّتين وأمسك الإبهام في الثّانية، ثمّ قال: "أخبروني عن تربة الجنّة". فقالوا: أخبرهم يا ابن سلامٍ. فقال: كأنّها خبزة بيضاء. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أما إنّ الخبز إنّما يكون من الدّرمك".
هكذا وقع عند ابن أبي حاتمٍ عن البراء، والمشهور عن جابر بن عبد اللّه، ذكره الن كثير وذكر أيضاً شواهد للحديث في تفسيره .


تفسير قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) )

-صفات خزنة النار :
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ )أي خزّانها، {إلا ملائكةً} أي: [زبانيةً] غلاظًا شدادً.شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون. ذكره ابن كثير
ا.-سبب نزول قوله تعالى : {وما جعلنا أصحاب النّار}رداً على استهزاء المشركين بخزنة النار :
وذلك ردٌّ على مشركي قريشٍ حين ذكر عدد الخزنة،فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ فقال اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً} أي: شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون. ذكره ابن كثير
-حديث آخر يبين سبب النزول :
وقد قيل: إنّ أبا الأشدّين -واسمه: كلدة بن أسيد بن خلفٍ-قال: يا معشر قريشٍ، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر، إعجابًا منه بنفسه، وكان قد بلغ من القوّة فيما يزعمون أنّه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرةٌ لينتزعوه من تحت قدميه، فيتمزّق الجلد ولا يتزحزح عنه. قال السّهيليّ: وهو الّذي دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى مصارعته وقال: إن صرعتني آمنت بك، فصرعه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مرارًا، فلم يؤمن. قال: وقد نسب ابن إسحاق خبر المصارعة إلى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب.
قلت: ولا منافاة بين ما ذكراه، واللّه أعلم.ذكره ابن كثير
-الحكمة من ذكر عدد خزنة النار :
{وما جعلنا عدّتهم إلا فتنةً للّذين كفروا} أي: 1-إنّما ذكرنا عدّتهم أنّهم تسعة عشر اختبارًا منّا للنّاس، {ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب} أي: يعلمون أنّ هذا الرّسول حقٌّ؛ فإنّه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السّماويّة المنزّلة على الأنبياء قبله.
2-{ويزداد الّذين آمنوا إيمانًا} أي: إلى إيمانهم. بما يشهدون من صدق إخبار نبيّهم محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم،
3-{ولا يرتاب الّذين أوتوا الكتاب والمؤمنون 4-وليقول الّذين في قلوبهم مرضٌ} أي: من المنافقين {والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلا}؟ أي: يقولون: ما الحكمة في ذكر هذا هاهنا؟ -الثمرة من ذكر عدد خزنة النار قوله تعالى: {كذلك يضلّ اللّه من يشاء ويهدي من يشاء} أي: من مثل هذا وأشباهه يتأكّد الإيمان في قلوب أقوامٍ، ويتزلزل عند آخرين، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة.ذكره الو كثير وذكر نحوه السعدي .
-اثبات إحاطة علم الله بالملائكة :
وقوله: {وما يعلم جنود ربّك إلا هو} أي: ما يعلم عددهم وكثرتهم إلّا هو تعالى، لئلّا يتوهّم متوهّمٌ أنّهم تسعة عشر فقط،ذكره ابن كثير
-استمرار افتتان طائفة بذكر عدد الخزنة بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:
ذكر العدد افتتن فيه طائفةٌ من أهل الضّلالة والجهالة ومن الفلاسفة اليونانيّين. ومن تابعهم من الملّتين الّذين سمعوا هذه الآية، فأرادوا تنزيلها على العقول العشرة والنّفوس التّسعة، الّتي اخترعوا دعواها وعجزوا عن إقامة الدّلالة على مقتضاها، فأفهموا صدر هذه الآية وقد كفروا بآخرها، وهو قوله: {وما يعلم جنود ربّك إلا هو}ذكره ابن كثير
-أحاديث تبين تعظيم الملائكة لله تعالى :
حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاذ، أخبرنا النّضر، أخبرنا عبّاد بن منصورٍ قال: سمعت عديّ بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال: سمعت رجلًا من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ للّه تعالى ملائكةً ترعد فرائصهم من خيفته، ما منهم ملكٌ تقطر منه دمعةٌ من عينه إلّا وقعت على ملكٍ يصلّي، وإنّ منهم ملائكةً سجودًا منذ خلق اللّه السّماوات والأرض لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وإنّ منهم ملائكةً ركوعًا لم يرفعوا رءوسهم منذ خلق اللّه السّماوات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، فإذا رفعوا رءوسهم نظروا إلى وجه اللّه عزّ وجلّ، قالوا: سبحانك! ما عبدناك حقّ عبادتك".
وهذا إسنادٌ لا بأس به.
وقد ثبت في حديث الإسراء المرويّ في الصّحيحين وغيرهما. عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال في صفة البيت المعمور الّذي في السّماء السّابعة: "فإذا هو يدخله في كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أسود، حدّثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن مورقٍ، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السّماء وحقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أصابع إلّا عليه ملكٌ ساجدٌ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، ولا تلذّذتم بالنّساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى اللّه عزّ وجلّ". فقال أبو ذرٍّ: واللّه لوددت أنّي شجرةٌ تعضد.
ورواه التّرمذيّ وابن ماجه، من حديث إسرائيل وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، ويروى عن أبي ذرٍّ موقوفًا.ذكره ابن كثير وقد ذكر أيضاً في تفسيره أحاديث غريبة ومنكرة في هذا الشأن
-عود الضمير في قوله تعالى:{وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}:
: {وما هي} أي: النّار الّتي وصفت، {إلا ذكرى للبشر} ). ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-بيان أن لخزنة النار التسعة عشر أعوان وجنود :
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} وخَزَنَةُ النارِ وإنْ كانوا تِسعةَ عشرَ فلهم مِن الأعوانِ والجنودِ مِن الملائكةِ ما لا يَعلمُه إلا اللهُ سُبحانَه،ذكره الأشقر .
-بيان كمال قدرة الله بخلقه للنار وخزنتها :
(وما هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} أيْ: وما سَقَرُ وما ذُكِرَ مِن عَددِ خَزَنَتِها إلاَّ تَذكرةً ومَوعظةً للعالَمِ، ليَعْلَموا كمالَ قُدرةِ اللهِ، وأنه لا يَحتاجُ إلى أعوانٍ وأنصارٍ)
وما هذه الْمَوعظةُ والتَّذْكارُ مَقصوداً به العَبَثُ واللَّعِبُ، وإنَّما المقصودُ به أنْ يَتَذَكَّرَ به البشَرُ ما يَنفَعُهم فيَفْعَلُونَه، وما يَضُرُّهم فيَتْرُكُونَه)،حاصل ما ذكره السعدي والأشقر .
-الدروس المستفادة من ذكر العدد:
وهذه مَقاصِدُ جَلِيلَةٌ، يَعْتَنِي بها أُولُو الألبابِ، وهي السعْيُ في اليَقينِ، وزيادةُ الإيمانِ في كلِّ وقْتٍ وكلِّ مَسألةٍ مِن مَسائلِ الدِّينِ، ودَفْعُ الشكوكِ والأوهامِ التي تَعْرِضُ في مُقابَلَةِ الحقِّ، فجَعَلَ ما أَنْزَلَه اللَّهُ على رسولِه مُحَصِّلاً لهذه الفوائدِ الجليلةِ، ومُمَيِّزاً للكاذبِينَ مِن الصادقينَ.
ولهذا قالَ: {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ}؛ أي: شَكٌّ وشُبْهَةٌ ونِفاقٌ،{وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}، وهذا على وَجْهِ الْحَيْرَةِ والشكِّ والكُفْرِ مِنهم بآياتِ اللَّهِ، وهذا وذاكَ مِن هدايةِ اللَّهِ لِمَن يَهدِيهِ وإضلالِه لِمَن يُضِلُّ.
ولهذا قالَ: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فمَن هَدَاهُ اللَّهُ جَعَلَ ما أَنْزَلَه اللَّهُ على رسولِه رَحمةً في حَقِّه، وزيادةً في إيمانِه ودِينِه، ومَن أَضَلَّه جَعَلَ ما أَنْزَلَه على رسولِه زِيادةَ شَقاءٍ عليه وحَيْرَةً، وظُلْمَةً في حَقِّه.
والواجبُ أنْ يُتَلَقَّى ما أَخْبَرَ اللَّهُ به ورَسولُه بالتسليمِ؛ فإِنَّه لا يَعلَمُ جُنودَ ربِّكَ مِن الملائكةِ وغيرِهم {إِلاَّ هُوَ}.
فإذا كُنْتُمْ جاهِلِينَ بجُنودِه، وأَخْبَرَكم بها العليمُ الخبيرُ، فعليكم أنْ تُصَدِّقُوا خَبَرَه مِن غيرِ شَكٍّ ولا ارتيابٍ.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 22 ربيع الثاني 1436هـ/11-02-2015م, 01:30 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

ما تم إرساله👆كان بالخطأعذراً سيتم إرسال التلخيص المعتمد

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 22 ربيع الثاني 1436هـ/11-02-2015م, 01:50 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)}
-عود الضمير في قوله تعالى: (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) ):
عائد على الوليد بن المغيرةالمخزوميّ، أحد رؤساء قريشٍ -لعنه اللّه،ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
-الربط بين الآية (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) )وما قبلها :
أي: إنّما أرهقناه صعودًا، أي: قرّبناه من العذاب الشّاقّ؛ لبعده عن الإيمان، لأنّه فكّر وقدّر.ذكره ابن كثير .
-إعجاز القرآن في بيانه صورة تمثل مراحل الاختلاجات النفسية والفكرية للوليد :
1- قوله تعالى : (إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) :
أي: تروّى في نفْسِه وفكَّرَ في شأنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ماذا يقول في القرآن حين سئل عن القرآن، ففكّر ماذا يختلق من المقال.{وَقَدَّرَ} أيْ: هَيَّأَ الكلامَ في نفْسِه ليقولَ قَولاً يُبْطِلُ به القرآن فذمه الله .
حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-الغاية من الخبر (فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) :
دعاءٌ على الوليد بن المغيره باللعن والتعذيب لأنَّه قَدَّرَ أمْراً ليسَ في طَوْرِه، وتَسَوَّرَ على ما لا يَنالُه هو ولا أمثالُه.
حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
2-قوله تعالى :(ثُمَّ نَظَرَ (21) )
أي: أعاد النّظرة والتّروّي بما سيقول . أيْ: بأيِّ شيءٍ يَدفعُ القرآنَ ويَقدَحُ فيه). حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
3-قوله تعالى: (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) )
({ثمّ عبس} أي: قبض بين عينيه وقطّب، {وبسر} أي: كلح وكره في وجْهِهِ،لما لم يَجِدْ مَطْعَنًا يَطعُنُ به القرآنَ وظاهِرُه نَفْرَةٌ عن الحقِّ وبُغْضاً له .ومنه قول توبة بن الحمير الشّاعر:
وقد رابني منها صدودٌ رأيته = وإعراضها عن حاجتي وبسورها).
حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
4-قوله تعالى: (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) )
-أثر الكبر على القلوب بصرفها عن الحق :
صرف عن الحقّ، ورجع القهقرى مستكبرًا عن الانقياد للقرآن).ذكره ابن كثير .
-الاستكبار يكون نتيجة للفكر الذي يترجم بالقول والقول يتحول لفعل :
تولى واستكبر نَتيجةَ سَعْيِهِ الفِكْرِيِّ والعَمَلِيِّ، والقَوْلِيِّ، أنْ قالَ:{إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ}). ذكره السعدي
تفسير قوله تعالى: (فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) )
-كيد الوليد للرسول صلى الله عليه وسلم :
قوله بأن القرآن سحرٌ ينقله محمّدٌ عن غيره عمّن قبله ويحكيه عنهم؛ إنما قالَ هذا القولَ إرضاءً لقَوْمِه, بعدَ اعترافِه أنَّ له حَلاوةً, وأنَّ عليه طُلاوةً ولهذا قال: {إن هذا إلا قول البشر} ). قال : ما هذا كلامَ اللَّهِ، بل كلامَ البشَرِ، وليسَ أيضاً كلامَ البشَرِ الأخيارِ، بل كلامَ الفُجَّارِ منهم والأشرارِ مِن كلِّ كاذِبٍ سَحَّارٍ.
فَتَبًّا له, ما أَبْعَدَه مِن الصوابِ وأَحراهُ بالْخَسارةِ والتَّبَابِ!
كيفَ يَدُورُ فِي الأذهانِ أو يَتَصَوَّرُه ضميرُ كلِّ إنسانٍ، أنْ يكونَ أَعْلَى الكلامِ وأَعْظَمُه؛ كلامِ الربِّ العظيمِ الماجِدِ الكريمِ ـ يُشْبِهُ كلامَ الْمَخلوقِينَ الفُقراءَ الناقصِينَ؟!
أمْ كيفَ يَتَجَرَّأُ هذا الكاذبُ العَنيدُ على وَصْفِه كلامَ الْمُبْدِئِ الْمُعيدِ؟! فما حَقُّه إلا العذابُ الشديدُ والنَّكَالُ.حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
-استحقاق الوليد للعذاب:
قال اللّه عزّ وجلّ: {سأصليه سقر} أي: سأغمره فيها من جميع جهاته)
أيْ: سأُدْخِلُه النارَ. وسَقَرُ مِن أسماءِ النارِ). (
ولهذا قالَ تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ}). ذكره ابن كيير والأشقر
-بيان تأيير صديق السوءمن خلال سبب النزول :
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن عبد الأعلى، أخبرنا محمّد بن ثورٍ، عن معمر، عن عبّاد بن منصورٍ، عن عكرمة: أنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ عليه القرآن، فكأنّه رقّ له. فبلغ ذلك أبا جهل بن هشامٍ، فأتاه فقال: أي عمّ، إنّ قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا. قال: لم؟ قال: يعطونكه، فإنّك أتيت محمّدًا تتعرض لما قبله. قال: قد علمت قريشٌ أنّي أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يعلم قومك أنّك منكرٌ لما قال، وأنّك كارهٌ له. قال: فماذا أقول فيه؟ فواللّه ما منكم رجلٌ أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجنّ، واللّه ما يشبه الّذي يقوله شيئًا من ذلك. واللّه إنّ لقوله الّذي يقول لحلاوةً، وإنّه ليحطّم ما تحته، وإنّه ليعلو وما يعلى. وقال: واللّه لا يرضى قومك حتّى تقول فيه. قال: فدعني
- حتّى أفكّر فيه. فلمّا فكّر قال: إنّ هذا سحرٌ يأثره عن غيره. فنزلت: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} [قال قتادة: خرج من بطن أمّه وحيدًا] حتّى بلغ: {تسعة عشر}
وقد ذكر محمّد بن إسحاق وغير واحدٍ نحوًا من هذا. وقد زعم السّدّيّ أنّهم لمّا اجتمعوا في دار النّدوة ليجمعوا رأيهم على قولٍ يقولونه فيه، قبل أن يقدم عليهم وفود العرب للحجّ ليصدّوهم عنه، فقال قائلون: شاعرٌ. وقال آخرون: ساحرٌ. وقال آخرون: كاهنٌ. وقال آخرون: مجنونٌ. كما قال تعالى: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلا} [الإسراء: 48]ذكره ابن كثير في تفسيره .
-الغرض من الاستفهام في قوله تعالى : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ )
تهويلٌ لأمرها وتفخيمٌ). ذكره ابن كثير .
-ذكر صفات النار :
1-قوله تعالى: (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28)
و معناه أي: لا تُبْقِي مِن الشدَّةِ ولا على الْمُعَذَّبِ شيئاً إلاَّ وبَلَغَتْهُ تأكل لحومهم وعروقهم وعصبهم وجلودهم، ثمّ تبدّل غير ذلك، وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون، حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي.
2-قوله تعالى: (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) )
وفي المعنى أقوال :
1- قال مجاهدٌ: أي للجلد، وقال أبو رزين: تلفح الجلد لفحةً فتدعه أسود من اللّيل.وقال قتادة:حرّاقةٌ للجلد. وقال ابن عبّاسٍ: تحرق بشرة الإنسان). ذكره ابن كثير في تفسيره
وذكر نحوه السعدي وذكر الأشقر أن الحرق يكون للوجه .
2-وقال زيد بن أسلم: تلوح أجسادهم عليها.
ذكره ابن كثير في تفسيره
3-{لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} تَلُوحُ للناسِ جَهَنَّمُ حتى يَرَوْنَهَا عِيَانًا.ذكره الأشقر
3-قوله تعالى: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
الملائكةِ, من مقدّمي الزّبانية،خَزنةٌ لها, غِلاظٌ شِدادٌ, لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهم ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرونَ)حاصد ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر .
وقيلَ: تِسعةَ عشرَ صِنْفاً مِن أصنافِ الملائكةِ)ذكره الأشقر .
-حديث في قوله: {عليها تسعة عشر}:
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا إبراهيم بن موسى، حدّثنا ابن أبي زائدة، أخبرني حريثٌ، عن عامرٍ، عن البراء في قوله: {عليها تسعة عشر} قال إنّ رهطًا من اليهود سألوا رجلًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عن خزنة جهنّم. فقال: اللّه ورسوله أعلم. فجاء رجلٌ فأخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فنزل عليه ساعتئذٍ: {عليها تسعة عشر} فأخبر أصحابه وقال: "ادعهم، أما إنّي سائلهم عن تربة الجنّة إن أتوني، أما إنّها درمكة بيضاء". فجاؤوه فسألوه عن خزنة جهنّم، فأهوى بأصابع كفّيه مرّتين وأمسك الإبهام في الثّانية، ثمّ قال: "أخبروني عن تربة الجنّة". فقالوا: أخبرهم يا ابن سلامٍ. فقال: كأنّها خبزة بيضاء. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أما إنّ الخبز إنّما يكون من الدّرمك".
هكذا وقع عند ابن أبي حاتمٍ عن البراء، والمشهور عن جابر بن عبد اللّه، ذكره الن كثير وذكر أيضاً شواهد للحديث في تفسيره .
تفسير قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) )
-صفات خزنة النار :
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ )أي خزّانها، {إلا ملائكةً} أي: [زبانيةً] غلاظًا شدادً.شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون. ذكره ابن كثير
ا.-سبب نزول قوله تعالى : {وما جعلنا أصحاب النّار}رداً على استهزاء المشركين بخزنة النار :
وذلك ردٌّ على مشركي قريشٍ حين ذكر عدد الخزنة،فقال أبو جهلٍ: يا معشر قريشٍ، أما يستطيع كلّ عشرةٍ منكم لواحدٍ منهم فتغلبونهم ؟ فقال اللّه: {وما جعلنا أصحاب النّار إلا ملائكةً} أي: شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون. ذكره ابن كثير
-حديث آخر يبين سبب النزول :
وقد قيل: إنّ أبا الأشدّين -واسمه: كلدة بن أسيد بن خلفٍ-قال: يا معشر قريشٍ، اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر، إعجابًا منه بنفسه، وكان قد بلغ من القوّة فيما يزعمون أنّه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرةٌ لينتزعوه من تحت قدميه، فيتمزّق الجلد ولا يتزحزح عنه. قال السّهيليّ: وهو الّذي دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى مصارعته وقال: إن صرعتني آمنت بك، فصرعه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مرارًا، فلم يؤمن. قال: وقد نسب ابن إسحاق خبر المصارعة إلى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب.
قلت: ولا منافاة بين ما ذكراه، واللّه أعلم.ذكره ابن كثير
-الحكمة من ذكر عدد خزنة النار :
{وما جعلنا عدّتهم إلا فتنةً للّذين كفروا} أي: 1-إنّما ذكرنا عدّتهم أنّهم تسعة عشر اختبارًا منّا للنّاس، {ليستيقن الّذين أوتوا الكتاب} أي: يعلمون أنّ هذا الرّسول حقٌّ؛ فإنّه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السّماويّة المنزّلة على الأنبياء قبله.
2-{ويزداد الّذين آمنوا إيمانًا} أي: إلى إيمانهم. بما يشهدون من صدق إخبار نبيّهم محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم،
3-{ولا يرتاب الّذين أوتوا الكتاب والمؤمنون 4-وليقول الّذين في قلوبهم مرضٌ} أي: من المنافقين {والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلا}؟ أي: يقولون: ما الحكمة في ذكر هذا هاهنا؟ .ذكره ابن كثير وذكر نحوه السعدي .
-اثبات إحاطة علم الله بالملائكة :
وقوله: {وما يعلم جنود ربّك إلا هو} أي: ما يعلم عددهم وكثرتهم إلّا هو تعالى، لئلّا يتوهّم متوهّمٌ أنّهم تسعة عشر فقط،ذكره ابن كثير
-استمرار افتتان طائفة بذكر عدد الخزنة بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم:
ذكر العدد افتتن فيه طائفةٌ من أهل الضّلالة والجهالة ومن الفلاسفة اليونانيّين. ومن تابعهم من الملّتين الّذين سمعوا هذه الآية، فأرادوا تنزيلها على العقول العشرة والنّفوس التّسعة، الّتي اخترعوا دعواها وعجزوا عن إقامة الدّلالة على مقتضاها، فأفهموا صدر هذه الآية وقد كفروا بآخرها، وهو قوله: {وما يعلم جنود ربّك إلا هو}ذكره ابن كثير
-أحاديث تبين تعظيم الملائكة لله تعالى :
حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن قهزاذ، أخبرنا النّضر، أخبرنا عبّاد بن منصورٍ قال: سمعت عديّ بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال: سمعت رجلًا من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ للّه تعالى ملائكةً ترعد فرائصهم من خيفته، ما منهم ملكٌ تقطر منه دمعةٌ من عينه إلّا وقعت على ملكٍ يصلّي، وإنّ منهم ملائكةً سجودًا منذ خلق اللّه السّماوات والأرض لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، وإنّ منهم ملائكةً ركوعًا لم يرفعوا رءوسهم منذ خلق اللّه السّماوات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، فإذا رفعوا رءوسهم نظروا إلى وجه اللّه عزّ وجلّ، قالوا: سبحانك! ما عبدناك حقّ عبادتك".
وهذا إسنادٌ لا بأس به.
وقد ثبت في حديث الإسراء المرويّ في الصّحيحين وغيرهما. عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال في صفة البيت المعمور الّذي في السّماء السّابعة: "فإذا هو يدخله في كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أسود، حدّثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن مورقٍ، عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّي أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السّماء وحقّ لها أن تئط، ما فيها موضع أصابع إلّا عليه ملكٌ ساجدٌ، لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، ولا تلذّذتم بالنّساء على الفرشات، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى اللّه عزّ وجلّ". فقال أبو ذرٍّ: واللّه لوددت أنّي شجرةٌ تعضد.
ورواه التّرمذيّ وابن ماجه، من حديث إسرائيل وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، ويروى عن أبي ذرٍّ موقوفًا.ذكره ابن كثير وقد ذكر أيضاً في تفسيره أحاديث غريبة ومنكرة في هذا الشأن
-عود الضمير في قوله تعالى:{وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}:
: {وما هي} أي: النّار الّتي وصفت، {إلا ذكرى للبشر} ). ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-بيان أن لخزنة النار التسعة عشر أعوان وجنود :
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} وخَزَنَةُ النارِ وإنْ كانوا تِسعةَ عشرَ فلهم مِن الأعوانِ والجنودِ مِن الملائكةِ ما لا يَعلمُه إلا اللهُ سُبحانَه،ذكره الأشقر .
-بيان كمال قدرة الله بخلقه للنار وخزنتها :
(وما هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} أيْ: وما سَقَرُ وما ذُكِرَ مِن عَددِ خَزَنَتِها إلاَّ تَذكرةً ومَوعظةً للعالَمِ، ليَعْلَموا كمالَ قُدرةِ اللهِ، وأنه لا يَحتاجُ إلى أعوانٍ وأنصارٍ)
وما هذه الْمَوعظةُ والتَّذْكارُ مَقصوداً به العَبَثُ واللَّعِبُ، وإنَّما المقصودُ به أنْ يَتَذَكَّرَ به البشَرُ ما يَنفَعُهم فيَفْعَلُونَه، وما يَضُرُّهم فيَتْرُكُونَه)،حاصل ما ذكره السعدي والأشقر .
-الدروس المستفادة من ذكر العدد:
وهذه مَقاصِدُ جَلِيلَةٌ، يَعْتَنِي بها أُولُو الألبابِ، وهي السعْيُ في اليَقينِ، وزيادةُ الإيمانِ في كلِّ وقْتٍ وكلِّ مَسألةٍ مِن مَسائلِ الدِّينِ، ودَفْعُ الشكوكِ والأوهامِ التي تَعْرِضُ في مُقابَلَةِ الحقِّ، فجَعَلَ ما أَنْزَلَه اللَّهُ على رسولِه مُحَصِّلاً لهذه الفوائدِ الجليلةِ، ومُمَيِّزاً للكاذبِينَ مِن الصادقينَ.
ولهذا قالَ: {وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ}؛ أي: شَكٌّ وشُبْهَةٌ ونِفاقٌ،{وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}، وهذا على وَجْهِ الْحَيْرَةِ والشكِّ والكُفْرِ مِنهم بآياتِ اللَّهِ، وهذا وذاكَ مِن هدايةِ اللَّهِ لِمَن يَهدِيهِ وإضلالِه لِمَن يُضِلُّ.
ولهذا قالَ: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} فمَن هَدَاهُ اللَّهُ جَعَلَ ما أَنْزَلَه اللَّهُ على رسولِه رَحمةً في حَقِّه، وزيادةً في إيمانِه ودِينِه، ومَن أَضَلَّه جَعَلَ ما أَنْزَلَه على رسولِه زِيادةَ شَقاءٍ عليه وحَيْرَةً، وظُلْمَةً في حَقِّه.
والواجبُ أنْ يُتَلَقَّى ما أَخْبَرَ اللَّهُ به ورَسولُه بالتسليمِ؛ فإِنَّه لا يَعلَمُ جُنودَ ربِّكَ مِن الملائكةِ وغيرِهم {إِلاَّ هُوَ}.
فإذا كُنْتُمْ جاهِلِينَ بجُنودِه، وأَخْبَرَكم بها العليمُ الخبيرُ، فعليكم أنْ تُصَدِّقُوا خَبَرَه مِن غيرِ شَكٍّ ولا ارتيابٍ.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م, 10:24 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
- الإجابة على الأسئلة التالية:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
أهمية البناء العلمي أنه لب مراحل الطلب وأهم مراحل الطلب بعد التأسيس تأتي أهميتها من أنها غالباً ما تكون هذه المرحلة في ثورة نشاط الطالب وسنواته الذهبية التي يجب استغلالها .
أمثلة لعناية العلماء بها :
أهل الحديث:الإمام أحمد صاحب المسند قال :(انتقيت المسند من سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث ) .
اسحاق بن راهويه كان يقول :(كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي و ثلاثين ألف حديث أسردها) .
الإمام الدار قطني صاحب كتاب العلل كان له أصل علمي قوي كتب منه كتابه في عشرين مجلداً .
أهل التفسير :ابن تيمية وقف على خمسة وعشرين تفسيراً مسنداً من التفاسير التي تروى بالإسناد وأنه كتب نقول السلف على جميع القرآن وجعلها أصلاً له .
أهل اللغة : أبو العباس الثعلبي أقبل على كتب الفراء وحذقها وهو لم يبلغ ال25سنة.
أهل الفقه :أبو بكر الخلال لم يدرك الإمام أحمد لكنه جمع مسائل الإمام أحمد من تلاميذه ومن الصحف المتفرقة حتى صار إماماً ذا شأن .

س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
أنواع الأصول العلمي :
1-أن يتخذ الطالب أصلاً في العلم الذي يدرسه .
وهذا الأصل له أنواع :أ-أن يبني الطالب أصله من كتب عالم من العلماء واسع المعرفة وحسن الإطلاع فيقبل على كتبه ويلخص مساءله ويستفيد من طريقته في المسائل التي يدرسها ويعملها في نظائرها .
مثال :كما فعل أبو العباس الثعلبي في كتب الفراء
ب-أن يتخذ أصله من كتب متنوعة فيلخص مساءلها ويجمعها .
مثاله:كما فعل السبكي في كتابه جامع الجوامع حيث لخصه من مائة كتاب في أصول الفقه .
فاتكِ هنا : 1/ - أن يتخذ الطالب له كتابا من كتب العلماء المعتمدة ويجعله أصلاً في العلم الذي يدرسه ويدمن قراءته ومسائله حتى يكاد يحفظه.
كالشيخين : (عبدالرزاق عفيفي ،ابن عثيمين) رحمهما الله.


س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
1-البدء بدراسة مختصرة للعلم الذي سيدرسه .
2-الزيادة على هذا الأصل بدراسة أوسع تكون بمثابة مراجعة للأصل الذي درسه وزيادة تفصيل عليها
3-تكميل جوانب التأسيس من خلال سير الطالب في المرحلة الأولى والثانية سيكشف ضعفه في بعض العلوم وعلاج هذا الضعف أن يدرس مختصراً واحداً على الأقل ليجبر ضعفه فيها .
4-قراءة كتاب جامع في ذلك العلم أواتخاذ أصل مرجعي وزيادة عليه .
5-القراءة المبوبة أن يقسم العلم الذي يدرسه إلى أبوابه ليسهل عليه الإحاطة بمسائله .
6-مرحلة المراجعة المستمرة للمسائل العلمية والتصنيف والفهرسة وأن يغذي أصله العلمي بثلاثة أمور أ حصيلته العلمية السابقة .ب-يدرس في كل علم كتاب من الكتب القيمة ويلخص مسائله .ج-أن يستفيد من الدراسات الموسوعية في نذا العلم .
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ .
إجابتكِ جيدة ، أحسن الله إليكِ .
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ، لتصويب الأخطاء الكتابية - إن وجدت - ولمراعاة علامات الترقيم .

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 8 جمادى الأولى 1436هـ/26-02-2015م, 05:35 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

تلخيص الدرس التالي:
- أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
- موضوع الدرس
-بيان قلة اختلاف السلف في التفسير مقارنة مع اختلافهم في الأحكام
- أنواعِ الاختلافِ الواردِ عن السَّلفِ. نوعان:
اختلاف تضادّ وتنوع
-أقسام اختلافَ التنوُّعِ
1-قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنً ليس بينها تضاد .
2-أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل.
-فوائد النوع الأول والثاني
-الأمور الواجب مراعاتها عند وجود اختلاف التنوع

-بيان قلة اختلاف السلف في التفسير مقارنة مع اختلافهم في الأحكام :
أن كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفاً ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل.

- أنواعِ الاختلافِ الواردِ عن السَّلفِ. نوعان:
1-اختلاف تضادٍّ:
اختلافُ التضادِّ هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.

2-اختلافُ تنوُّعٍ:
هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ؛
أي: أن اختلافَ التنوُّعِ ينقسمُ إلى قسمين:
1-قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
2-النوع الثاني من اختلاف التنوع :أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه، وخصوصه.

-بيان النوعين من خلال أمثلة:
1-قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-أمثلة على النوع الأول:
المثال الأول :
مثل ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار... إلخ هذه أسماء هل هي متباينة؟
على كلامه هي ليست بمتباينة لأن البتار والصارم والمهند كل هذه معناها السيف، وهل هي مترادفة؟ لا لأنه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة في المعنى البتار: فيه أنه سيف وزيادة، زيادة وصف وهو كونه بتاراً.
المهند: سيف وزيادة، كونه جاء من الهند.
الصارم: سيف وزيادة أن من وصفه الصرامة وهكذا، فإذاً هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فصارت متكافئة يعني يكافئ بعضها بعضاً وهذا لا يقتضي التبيان ولا يقتضي الترادف .
المثال الثاني :
هذا مثل ما جاء في الأسماء الحسنى كما مثل لك: فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم، اسم الله العزيز ليس مساوياً من جهة المعنى يعني الصفة التي اشتمل عليها الاسم لاسم الله القوي، ونحو ذلك، هذه تسمى متكافئة، يعني من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة.
المثال الثالث :
مثل لهذا بالذكر: {من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر ما هو؟ هل هو القرآن؟ هل هو السنة؟ هل هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم؟ هل هو ذكر الله؟ يعني التسبيح والتحميد هذه كلها متلازمة، ظاهرها مختلفة، أناس فسروها بالقرآن، وناس فسروها بالسنة، وناس فسروها بكذا، لكن من حيث الدلالة فإنها متلازمة لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.
من أعرض عن السنة أعرض عن القرآن أعرض عن الإسلام... إلخ.
المثال الرابع:
تفسير الصراط مر معنا أن الصراط فسر بأنه القرآن بأنه السنة والجماعة بأنه السنة بأنه الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم هذه التفاسير متلازمة بعضها لازم لبعض فإن الصراط الذي هو القرآن هو دال على السنة وهو الإسلام، هل سيهتدي إلى القرآن من لا يهتدي إلى السنة، هل سيهتدي إلى السنة من لا يهتدي إلى الإسلام؟ وهكذا.

-سبب النوع الأول:
فقال إن الاختلاف في التنوع هذه بمنـزلة الألفاظ المتكافئة التي هي بين المترادفة والمتباينة.
وعند الأصوليين الألفاظ إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
معنى الترادف التام:
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
-معنى التباين:
أما التباين فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً، بينهما كما ذكر شيخ الإسلام وهو اختيار له وعند طائفة من الأصوليين غير ذلك؛ لأنهم يجعلون الأسماء المتكافئة من المتباينة، ويجعلون المتباينة قسمين لكن نسير على كلامه لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخر لفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً بل هي بين هذا وهذا متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات هذه مختلفة

2-النوع الثاني من اختلاف التنوع :
أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه، وخصوصه :
أمثلة على النوع الثاني :
المثال الأول:
مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى لفظ الخبـز فأري رغيفاً وقيل له: هذا فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى هذا الرغيف وحده.
المثال الثاني:
مثال ذلك ما نقل في قوله: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات، والمنتهك للحرمات، والمقتصد يتناول فاعل الواجبات، وتارك المحرمات، والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات، فالمقتصدون هم أصحاب اليمين والسابقون السابقون أولئك المقربون.
ثم إن كلاً منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات كقول القائل: السابق الذي يصلي في أول الوقت والمقتصد الذي يصلي في أثنائه.
والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار.
أو يقول: السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة فإنه ذكر المحسن بالصدقة والظالم بأكل الربا، والعادل بالبيع.
والناس في الأموال إما محسن وإما عادل، وإما ظالم.
فالسابق: المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات.
والظالم: آكل الربا، أو مانع الزكاة.
والمقتصد: الذي يؤدي الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا، وأمثال هذه الأقاويل.
فكل قول: فيه ذكر نوع داخل في الآية، وإنما ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له،وتنبيهٌ به على نظيره.
المثال الثالث:
فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا هو الخبـز.
المثال الرابع:
تعدد أسباب النزول
وقد يجئ كثيراً من هذا الباب قولهم: هذه الآية نزلت في كذا، لاسيما إن كان المذكور شخصاً، كأسباب النـزول المذكور في التفسير، كقولهم: إن آية الظهار في امرأة أوس بن الصامت، وإن آية اللعان في عويمر العجلاني. الاختلاف في هذا السبب كذا وكذا لا يلغي دلالة الآية يعني لا يكون أن الآية لا تدل على ما عمها لفظها لأجل أنهم اختلفوا في سبب النـزول فأسباب النـزول أفراد للعموم. وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
المثال الخامس:
مثلاً في قوله تعالى: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} في سورة النحل: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } هذه الحسنة ما هي؟
قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} يعني لنعطينهم ولننـزلنهم في هذه الدنيا مالاً ونعطيهم مالاً جزيلاً، قال آخرون: هي الزوجات والجواري، قال آخرون: هي الإمارة حيث ينفذ أمرهم ونهيهم هذه كلها تفاسير نعم ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.
إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد لا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.
المثال السادس:
مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.
المثال السابع:
فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضاداً لدعائه باسم آخر، بل الأمر كما قال تعالى: {قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم كالعليم يدل على الذات والعلم، والقدير يدل على الذات والقدرة، والرحيم يدل على الذات والرحمة.
وإنما المقصود أن كل اسم من أسمائه يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته ويدل أيضاً على الصفة التي في الاسـم الآخـر بطريـق اللزوم.
استطراد :
ومن أنكر دلالة أسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون: لا يقال هو حي ولا ليس بحي، بل ينفون عنه النقيضين، فإن أولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون اسماً هو علم محض، كالمضمرات وإنما ينكرون ما في أسمائه الحسنى من صفات الإثبات، فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواه الغلو في الظاهر موافقاً لغلاة الباطنية في ذلك، وليس هذا موضع بسط ذلك.
المثال الثامن:
وكذلك أسماء النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم، مثل: محمد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والعاقب. وكذلك أسماء القرآن، مثل: القرآن، والفرقان، والهدى، والشفاء، والبيان، والكتاب وأمثال ذلك.

-فوائد النوع الثاني:
فهذا لا يعد اختلافاً، بل كله داخل الاسم العام وهذا يفيد فائدة وهو أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد.

-الأمور الواجب مراعاتها عند وجود اختلاف التنوع:
فإذاً إذا رأيت اختلافاً للسلف في آية أو في كلمة من آية:
فانظر المسمى الذي يجمع هذا الاختلاف
⏪ثم انظر إلى المسمى من جهة صفاته من جهة معانيه المختلفة فتنظر إلى تفاسيرهم هل بينها تلازم؟
⏪فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن الواحد يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً
⏪بل تقول فسرها بعضهم بكذا لا تقول اختلفوا اختلف المفسرون فيها إلا إن عنيت اختلاف التنوع بل تقوم فسرها بعضهم بكذا وفسرها بعضهم بالإسلام وفسر بعضهم الصراط بكذا ثم تقول بعد ذلك كما قال ابن كثير وابن جرير وجماعات العلماء بأن هذه الأقوال مؤداها واحد لأنـها تجمع ذلك.
إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه،
ولهذا ينظر المفسر أو تنظر وأنت تقرأ في التفسير إلى هذا بعناية الاختلافات تحاول أن تجمع بينها إما من الجهة الأولى المسمى والصفات وإما من جهة العام وأفراده.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 18 جمادى الأولى 1436هـ/8-03-2015م, 06:26 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

-حالات اختلاف التنوع :
النوع الأول: الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني ,
النَّوعِ الثاني : المشترَكِ والمتواطِئِ
الأمر الأول:- اللفظ المشترك في اللغة
-أمثلة عليه:
-نفي استعمال المشترك في معنى الحقيقة والمجاز :
-أهمية المشترك في بيان الإعجاز البلاغي للقرآن:
الأمر الثاني :التواطؤ:
-ثم ذَكرَ المصنِّفُ من المتواطئِ نوعَين هما:
الأول: الضمائرُ،
والثاني :الأوصافُ التي حُذِفتْ موصوفاتُه
-أهمية سياق الأية في فهم المعنى المتواطيء:
-حكم المشترك والمتواطيء :


-المشكك أحد أنواع التواطؤ عند أهل المنطق:
-حالات اختلاف التنوع :
النوع الأول: الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني , كما سبَق له في تفسيرِ قولِه تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} بكلامي أو كتابي أو هُداي، فهذه كلُّها تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي القرآنُ.
النَّوعِ الثاني : المشترَكِ والمتواطِئِ يلاحَظُ أنَّ المعانيَ مختلفةٌ , وترجعُ إلى أكثرَ مِن ذاتٍ .
الأمر الأول:- اللفظ المشترك في اللغة المشترَكُ :هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى
أمثلة عليه:
-كلفظ (قسورة) الذي يراد به الرامي، ويراد به الأسد.
{كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} يعني فرت من أسد لأنها خافت منه، أو فرت من رامٍ بقوسه بنشابه هذا محتمل وهذا محتمل لاحتمال اللفظ واشتراكه في هذا وهذا.
-ولفظ (عسعس) الذي يراد به إقبال الليل وإدباره. ولا عبرةَ بكونِ اللفظَيْن هنا (أَقبلَ وأَدبر)متضادَّيْن في اللغةِ، وإنما المرادُ أنه يمكنُ حَملُ الآيةِ على المعنيَين مِن غيرِ تناقُضٍ؛ لأن الإقسامَ بالليلِ ليس في وقتٍ واحدٍ، بل زمانُه مختلِفٌ.
-وكالقرء فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيض.
-والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.

-نفي استعمال المشترك في معنى الحقيقة والمجاز :
يعني أن بعض الخلاف المنقول عن السلف راجع إلى اللغة فيكون اللفظ الذي اختلفوا فيه في اللغة محتملاً، احتماله من لا جهة الحقيقة والمجاز كما يدعيه المتأخرون، لكن من جهة أنه مشترك يطلق على هذا وهذا. وليس بينهما تضاد .

-أهمية المشترك في بيان الإعجاز البلاغي للقرآن:
وهذا من بلاغةِ القرآنِ كما نبَّهَ إليه بعضُ المفسِّرِينَ، وقالوا: إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ.

الأمر الثاني :التواطؤ:
والتواطُؤُ اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ . ومن أشْهَرِ الأمثلةِ عليه أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.
وكذلك إذا قلتَ: إنَّ البشرَ أبناءُ آدَمَ فإنَّ نسبةَ أحدِهم إلى الآدميةِ لا تَختلِفُ عن نسبةِ الآخَرِ؛ لأنَّ معنى الآدمِيَّةِ نسبةٌ كليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الجميع

-ثم ذَكرَ المصنِّفُ من المتواطئِ نوعَين هما:
الأول: الضمائرُ،
ومَثاله: قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى} اختلف السَّلفَ في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ، ومعنى هذا أنَّ أيَّ خلافٍ في مرجعِ الضميرِ فإنَّ سببَه هو التواطؤُ.

-والثاني :الأوصافُ التي حُذِفتْ موصوفاتُه
أمثلة:1- " كلفظِ الفجرِ "
قولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ، وهذا هو المتواطِئُ كما تقدَّمَ.
2-أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ، فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ كما تقدَّم.
4-أيضًا قولُه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ} قيل: الخُنَّسُ النجومُ والكواكبُ، وقيل: الخُنَّسُ بَقرُ الوحشِ والظِّباءُ، فالخُنَّسُ مشتَقٌّ من الخُنوسِ وهو التأخُّرُ، وسمِّيت النجومُ خُنَّسًا؛ لأنها تتأخَّرُ فلا تَظهرُ مباشرةً مع الليلِ , وكذلك بقرُ الوحشِ والظِّباءُ إذا رأتْ إنسيًّا تأخَّرَتْ وهرَبَتْ، فوَصْفُ الخُنَّسِ مشترَكٌ بينَهما كوصفٍ كُلِّيٍّ، وإن كان خنوسُ هذه يختلفُ عن خنوسِ هذه، فأيُّ وصفٍ وردَ , وموصوفُه محذوفٌ، واختُلِفَ في هذا المحذوفِ؛ فإنَّ سببَ هذا الخلافِ هو التواطؤُ.
فمِثلُ هذا الاختلافِ يمكنُ أن يُرادَ به المعنيان المذكوران فيكونَ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالنجومِ والكواكبِ وكذلك بقرِ الوحشِ وبالظِّباءِ، ما دام أنَّ اللفظَ يحتملُ كِلا المعنيَين، وأنَّ كِلاهما مرويٌّ عن السَّلفِ، وإن كان السياقُ قد يُرجِّحُ أحدَهما على الآخَرِ.

-أهمية سياق الأية في فهم المعنى المتواطيء:
فسياقُ الآياتِ يُرجِّحُ أنَّ المقصودَ هو النجومُ والكواكبُ؛ لأنه قال:{واللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ}.
وعَطفُ هذه الآياتِ الكونِيَّةِ على مِثلِها وهو النجومُ والكواكبُ أَنسَبُ من عطفِها على الوحشِ والظِّباءِ.

-حكم المشترك والمتواطيء :
يجوز أن يراد بها كل المعاني وقد لا يجوز & سبب الجواز ذلك بناءاً على ما يلي :
وذلك :1-إما لكون الآية نزلت مرتين، فأريد بها هذا تارة، وهذا تارة.
2-بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ، ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً.
3-وإما لكون اللفظ متواطئاً، فيكون عاماً إذا لم يكن لتخصيصه موجب فهذا النوع إذا صح فيه القولان كان الصنف الثانـي.
وذلك مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ وبالموتِ وبغيرِها مما وردَ عن السَّلفِ؛ لأن هذه الأقوالَ كلَّها محتمَلةٌ. قد يقولُ قائلٌ: إنَّ المرادَ بها الملائكةُ التي تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ بدلالةِ كذا وكذا، نقولُ:هذا ترجيحٌ، ولكنَّ الأقوالَ الأخرى محتمَلةٌ.
ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ.
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ.
إذًا يُفهَمَ مما تقدَّمَ أنَّ المتواطِئَ – خصوصًا في الأوصافِ – يدخُلُ في القِسمِ الثاني من أقسامِ اختلافِ التنوُّعِ الذي هو العامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ.

-المشكك أحد أنواع التواطؤ عند أهل المنطق:والمشكّك هو وجودَ التفاوتِ بينَ هذه الأفرادِ (كما في أمثلة التواطؤ)في تحقيقِ معنى النسبةِ
مثلُ ما يقالُ في بياضِ اللَّبَنِ وبياضِ الثَّلجِ، فكلاهما أبيضُ، ولكنَّ نسبةَ البياضِ بينَهما متفاوِتةٌ؛ لأن بياضَ اللَّبَنِ يختلفُ عن بياضِ الثلج.

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 22 جمادى الأولى 1436هـ/12-03-2015م, 05:12 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
تلخيص الدرس التالي:
- أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
- موضوع الدرس
-بيان قلة اختلاف السلف في التفسير مقارنة مع اختلافهم في الأحكام
- أنواعِ الاختلافِ الواردِ عن السَّلفِ. نوعان:
اختلاف تضادّ وتنوع
-أقسام اختلافَ التنوُّعِ
1-قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنً ليس بينها تضاد .
2-أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل.
-فوائد النوع الأول والثاني
-الأمور الواجب مراعاتها عند وجود اختلاف التنوع

-بيان قلة اختلاف السلف في التفسير مقارنة مع اختلافهم في الأحكام :
أن كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفاً ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل.

- أنواعِ الاختلافِ الواردِ عن السَّلفِ. نوعان:
1-اختلاف تضادٍّ:
اختلافُ التضادِّ هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.

2-اختلافُ تنوُّعٍ:
هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ؛
أي: أن اختلافَ التنوُّعِ ينقسمُ إلى قسمين:
1-قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
2-النوع الثاني من اختلاف التنوع :أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه، وخصوصه.

-بيان النوعين من خلال أمثلة:
1-قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-أمثلة على النوع الأول:
المثال الأول :
مثل ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار... إلخ هذه أسماء هل هي متباينة؟ هذ ليس مثالا تفسيريا
على كلامه هي ليست بمتباينة لأن البتار والصارم والمهند كل هذه معناها السيف، وهل هي مترادفة؟ لا لأنه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة في المعنى البتار: فيه أنه سيف وزيادة، زيادة وصف وهو كونه بتاراً.
المهند: سيف وزيادة، كونه جاء من الهند.
الصارم: سيف وزيادة أن من وصفه الصرامة وهكذا، فإذاً هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فصارت متكافئة يعني يكافئ بعضها بعضاً وهذا لا يقتضي التبيان ولا يقتضي الترادف .
المثال الثاني :
هذا مثل ما جاء في الأسماء الحسنى كما مثل لك: فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم، اسم الله العزيز ليس مساوياً من جهة المعنى يعني الصفة التي اشتمل عليها الاسم لاسم الله القوي، ونحو ذلك، هذه تسمى متكافئة، يعني من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة.
المثال الثالث :
مثل لهذا بالذكر: {من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر ما هو؟ هل هو القرآن؟ هل هو السنة؟ هل هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم؟ هل هو ذكر الله؟ يعني التسبيح والتحميد هذه كلها متلازمة، ظاهرها مختلفة، أناس فسروها بالقرآن، وناس فسروها بالسنة، وناس فسروها بكذا، لكن من حيث الدلالة فإنها متلازمة لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.
من أعرض عن السنة أعرض عن القرآن أعرض عن الإسلام... إلخ.
المثال الرابع:
تفسير الصراط مر معنا أن الصراط فسر بأنه القرآن بأنه السنة والجماعة بأنه السنة بأنه الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم هذه التفاسير متلازمة بعضها لازم لبعض فإن الصراط الذي هو القرآن هو دال على السنة وهو الإسلام، هل سيهتدي إلى القرآن من لا يهتدي إلى السنة، هل سيهتدي إلى السنة من لا يهتدي إلى الإسلام؟ وهكذا.

-سبب النوع الأول:
فقال إن الاختلاف في التنوع هذه بمنـزلة الألفاظ المتكافئة التي هي بين المترادفة والمتباينة.
وعند الأصوليين الألفاظ إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
معنى الترادف التام:
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
-معنى التباين:
أما التباين فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً، بينهما كما ذكر شيخ الإسلام وهو اختيار له وعند طائفة من الأصوليين غير ذلك؛ لأنهم يجعلون الأسماء المتكافئة من المتباينة، ويجعلون المتباينة قسمين لكن نسير على كلامه لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخر لفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً بل هي بين هذا وهذا متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات هذه مختلفة

2-النوع الثاني من اختلاف التنوع :
أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه، وخصوصه :
أمثلة على النوع الثاني :
المثال الأول:
مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى لفظ الخبـز فأري رغيفاً وقيل له: هذا فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى هذا الرغيف وحده. نفس الملاحظ السابقة
المثال الثاني:
مثال ذلك ما نقل في قوله: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات، والمنتهك للحرمات، والمقتصد يتناول فاعل الواجبات، وتارك المحرمات، والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات، فالمقتصدون هم أصحاب اليمين والسابقون السابقون أولئك المقربون.
ثم إن كلاً منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات كقول القائل: السابق الذي يصلي في أول الوقت والمقتصد الذي يصلي في أثنائه.
والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار.
أو يقول: السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة فإنه ذكر المحسن بالصدقة والظالم بأكل الربا، والعادل بالبيع.
والناس في الأموال إما محسن وإما عادل، وإما ظالم.
فالسابق: المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات.
والظالم: آكل الربا، أو مانع الزكاة.
والمقتصد: الذي يؤدي الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا، وأمثال هذه الأقاويل.
فكل قول: فيه ذكر نوع داخل في الآية، وإنما ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له،وتنبيهٌ به على نظيره.
المثال الثالث:
فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا هو الخبـز. أين المثال الثالث هنا؟
المثال الرابع:
ما يتعلق بتعدد أسباب النزول
وقد يجئ كثيراً من هذا الباب قولهم: هذه الآية نزلت في كذا، لاسيما إن كان المذكور شخصاً، كأسباب النـزول المذكور في التفسير، كقولهم: إن آية الظهار في امرأة أوس بن الصامت، وإن آية اللعان في عويمر العجلاني. الاختلاف في هذا السبب كذا وكذا لا يلغي دلالة الآية يعني لا يكون أن الآية لا تدل على ما عمها لفظها لأجل أنهم اختلفوا في سبب النـزول فأسباب النـزول أفراد للعموم. وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
لابد من شرح معنى القاعدة وذكر دليلها أولا
المثال الخامس:
مثلاً في قوله تعالى: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} في سورة النحل: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } هذه الحسنة ما هي؟
قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} يعني لنعطينهم ولننـزلنهم في هذه الدنيا مالاً ونعطيهم مالاً جزيلاً، قال آخرون: هي الزوجات والجواري، قال آخرون: هي الإمارة حيث ينفذ أمرهم ونهيهم هذه كلها تفاسير نعم ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.
إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد لا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.
المثال السادس:
مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.
المثال السابع:
فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضاداً لدعائه باسم آخر، بل الأمر كما قال تعالى: {قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم كالعليم يدل على الذات والعلم، والقدير يدل على الذات والقدرة، والرحيم يدل على الذات والرحمة.
وإنما المقصود أن كل اسم من أسمائه يدل على ذاته وعلى ما في الاسم من صفاته ويدل أيضاً على الصفة التي في الاسـم الآخـر بطريـق اللزوم.
استطراد : يفصل نهاية الملخص
ومن أنكر دلالة أسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون: لا يقال هو حي ولا ليس بحي، بل ينفون عنه النقيضين، فإن أولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون اسماً هو علم محض، كالمضمرات وإنما ينكرون ما في أسمائه الحسنى من صفات الإثبات، فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواه الغلو في الظاهر موافقاً لغلاة الباطنية في ذلك، وليس هذا موضع بسط ذلك.
المثال الثامن:
وكذلك أسماء النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم، مثل: محمد، وأحمد، والماحي، والحاشر، والعاقب. وكذلك أسماء القرآن، مثل: القرآن، والفرقان، والهدى، والشفاء، والبيان، والكتاب وأمثال ذلك.
عندك تداخل في أمثلة النوعين يا ميسر، والواجب فصل كل نوع بأمثلته
-فوائد النوع الثاني: ما اسمه؟
فهذا لا يعد اختلافاً، بل كله داخل الاسم العام وهذا يفيد فائدة وهو أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد.

-الأمور الواجب مراعاتها عند وجود اختلاف التنوع: اسمها: ضابط الحكم على أنواع الأقوال الواردة في التفسير
فإذاً إذا رأيت اختلافاً للسلف في آية أو في كلمة من آية:
فانظر المسمى الذي يجمع هذا الاختلاف
⏪ثم انظر إلى المسمى من جهة صفاته من جهة معانيه المختلفة فتنظر إلى تفاسيرهم هل بينها تلازم؟
⏪فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن الواحد يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً
⏪بل تقول فسرها بعضهم بكذا لا تقول اختلفوا اختلف المفسرون فيها إلا إن عنيت اختلاف التنوع بل تقوم فسرها بعضهم بكذا وفسرها بعضهم بالإسلام وفسر بعضهم الصراط بكذا ثم تقول بعد ذلك كما قال ابن كثير وابن جرير وجماعات العلماء بأن هذه الأقوال مؤداها واحد لأنـها تجمع ذلك.
إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه،
ولهذا ينظر المفسر أو تنظر وأنت تقرأ في التفسير إلى هذا بعناية الاختلافات تحاول أن تجمع بينها إما من الجهة الأولى المسمى والصفات وإما من جهة العام وأفراده.
أحسنت يا ميسر بارك الله فيك
وملخص يدل على استيعاب جيد للدرس بحمد الله، لكن تتداخل فيه المسائل تداخلا شديدا حتى أن من يقرؤه ربما يتوه بين الأنواع، والواجب حسن الفصل والتقسيم بين العناصر، فانتبهي لهذه النقطة جيدا
فاتك الكلام عن مقصود السائل وأثره في عبارة المفسر، وكذلك لم تفصلي في قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهناك مسألة تتعلق بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض ألفاظ القرآن لم تتعرضي لها أيضا.

سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 28 جمادى الأولى 1436هـ/18-03-2015م, 08:23 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

🔴موضوع الدرس
🔴تمهيد
-بيان معنى التشاعر:
-نبذة عن عبد الله بن لهيعة
-تقسيم الإجماع من حيث الأصل
-أقسام الإجماع على الخبر
-مثال يبين الإجماع على نسبة الخبر
🔴اعتبار الإجماع في التفسير وحجيته
🔴قياس إجماع التفسير على إجماع المحدثين
🔴أهمية تلقي التفسير بالقبول
🔴بيان أن الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير تعامل معاملة ما تلقته الأمة بالقبول
🔴أهمية الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير
🔴السبيل إلى معرفة الإجماع
🔴حكم الإجماع
🔴استطراد
🔴الخلاصة




🔴موضوع الدرس:
ضوابط الإجماع في التفسير

🔴تمهيد:
-بيان معنى التشاعر:
التشاعر كذا يعني إن صحت هذه اللفظة فكأن معناها أن طائفة من هؤلاء الذين نقلوا لم تشعر بما نقلته الطائفة الأخرى يعني لم يقع منهم الاشتراك في ذلك، تشاعر لكن ما شعر هؤلاء بما نقله أولئك ولم يشعر هؤلاء بما نقله أولئك لكن لفظ التشاعر فيه غرابة، ولعله أن يكون لفظ التشاور بالواو من المشاورة يعني ما شاور بعضهم بعضاً ولم يقع هذا الاتفاق عن تشاور منهم لأن التشاور هو الاتفاق. تشاور إذاً هو الأظهر.
الناس حديثاً ومن خيار الناس.
-نبذة عن عبد الله بن لهيعة:
هو في الحقيقة عبد الله بن لهيعة في مصر يمكن إنه أكثر أهل مصر حديثاً لأن علم طبقة تبع التابعين وصغار التابعين في مصر صارت إليه فهو قاضي مصر وعالم مصر، علم المصريين عال إليه عبد الله بن لهيعة – رحمه الله تعالى– ثم هل حديث من باب الصحيح أو من باب الضعيف هذا فيه بحث معروف ليس هذا مكانه.
-تقسيم الإجماع من حيث الأصل:
1-إما يكون على الخبر يعني على حكم الخبر.
مثال عليه : الإجماع على أن الصلاة مثلاً يبطلها الأكل والشرب فإن الأكل والشرب ما جاء فيه دليل خاص على إبطال الصلاة ولكن هذا الإجماع عرف في هذا الحكم بالإجماع والأمة أجمعت على هذا فصار هذا حقاً لا محيد عنه.
2- وإما أن يكون على نسبة الخبر. أن تجتمع على الخبر يعني أن تجمع على صحته.
-أقسام الإحتماع على الخبر:
أ-وهذا الإجماع إما أن يكون بنقل الخبر بالتواتر.
ب-وإما أن يكون بتلقي الخبر بالقبول مثل ما تلقت الأمة أحاديث الصحيحين بالقبول فإن أحاديث الصحيحين تلقتهما الأمة بالقبول.
-مثال يبين الإجماع على نسبة الخبر :
مثال:مثل ما ذكر في حديث جابر في أول الكلام الاختلاف في حديث جابر في شراء النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لجمله وبيعه للجمل على جابر وقع اختلاف في القصة في ألفاظ كثيرة بعضها يثبت وبعضها غير ثابت لكن الإجماع منعقد على ثبوت أصل القصة هكذا في روايات التفسير . أن الاختلاف في الأحاديث وتلقي الأمة لها بالقبول يعني لأصلها وأن هذا يمكن يكون أيضاً في التفسير أن يتلقى أصل تلك الأخبار.

🔴اعتبار الإجماع في التفسير وحجيته:
هذا الكلام يعني به المؤلف شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – أن الإجماع معتبر في التفسيروكما أن الإجماع يكون حجة في الفقه فهو حجة في التفسير.
-أسباب حجية الإجماع في التفسير:
1-لأن الإجماع لا يقع في هذه الأمة وتكون الأمة غالطة فيما أجمعت عليه؛
2- لأن هذه الأمة عصمت أن تجتمع على ضلالة فكان ما اجتمعت عليه حجة بيقين

.🔴قياس إجماع التفسير على إجماع المحدثين :
1- قد يكون الإجماع على نقل أحاديث التفسير، وآثار التفسير منعقد على حكم الخبر يعني على ما في الخبر على مضمونه على أن الآية تفسر بكذا.
2-وإما أن يكون على تلقي تلك الأخبار بالقبول.

🔴أهمية تلقي التفسير بالقبول :
-وهذا مهم فإن في أحاديث التفسير أخبار نُزِعَ في صحتها من حيث الإسناد لكن تلقاها علماء التفسير بالقبول وتلقاها العلماء بالقبول من دون قدح فيها فهذا يكسب تلك الأخبار قوة؛ لأن الأمة تتابعت على الثناء على تلك الأخبار.
-كثرة الأخبار حول التفسير في صحيح البخاري ومسلم:
نعم تلك الأخبار ليس ثمّ حصر لها في كتاب كما حصرت في الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم تلقتهما الأمة بالقبول.

🔴بيان أن الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير تعامل معاملة ما تلقته الأمة بالقبول :
لكن من حيث الأصل هذا يعتبر فإذا كان الحديث مشتهراً بين أهل التفسير بلا نكير فيكون هذا في القوة من جنس الأحاديث التي تلقيت بالقبول هذا من حيث التأصيل ويريد بذلك ما هو أخص من هذا أو هو أن الإجماع معتبر في نقل التفسير.

🔴أهمية الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير:
- يعتبر بها ويستشهد مثل أحاديث ابن لهيعة وأشباهه فإن أحاديثهم تؤخذ للاستشهاد لكن يتلقى خبره عند أهل التفسير بالقبول فيكون جارياً مجرى الإجماع بين المفسرين.

🔴السبيل إلى معرفة الإجماع:
أن الإجماع مهم في علم التفسير فمن أصول التفسير رعاية الإجماع بهذين الطريقين:
1- الإجماع إما أن يكون على ألفاظ التفسير. وهذا أعلاه ولكن هذا نادراً.
فمثلاً: يجمع الصحابة، أو يجمع المفسرون على أن تفسير الصراط هو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه هذا إجماع اجمعوا على هذا اللفظ (الصراط) أجمع كما قال ابن جرير أجمع أهل التأويل على أن الصراط هو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه هذا إجماع لفظي.
2- وإما أن يكون على المعنى. وهو الأكثر -ولكن الإتفاق فيه بحث هل يعد إجماعاً أم أنه عدم خلاف تضاد؟ شيخ الإسلام يعده إجماعاً .
-تعريف الإجماع على المعنى:
فتكون عباراتهم مختلفة لكن المعنى واحد
وهذا يدخل فيه عند شيخ الإسلام وعند جماعة يدخل فيه اختلاف التنوع
-أقسام الاختلاف على المعنى (اختلاف التنوع )المجمع عليها:
1-اختلاف في الألفاظ مع الاشتراك في المعنى العام
أ-إما من جهة أن تفسير بعض أفراد العام، فإن الروايات في التفسير قد يكون الإجماع مأخوذاً من اختلاف الألفاظ لكن الأصل واحد،
مثال عليه:مثلاً في قوله تعالى في سورة النحل:{ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسن} {يجعلون لله ما يكرهون} إذا لو قال قائل: ما يكرهون هو البنات لله – جل وعلا – كان مصيباً لأنهم يكرهون البنات، إذا قال قائل إن الذي يكرهونه هو الزوجة لأن طائفة من النصارى تكره الزوجة للقساوسة وللرهبان وللكبار وينزهونهم عن هذا الأذى ومع ذلك يجعلون لله – جل وعلا – ما يكرهونه لكبارهم ولمعظمهم كان هذا تفسيراً صحيحاً وكما قيل يكرهون{يجعلون لله ما يكرهون} يعني ما يكرهونه لرسلهم يجعلون لله ما يكرهونه لأنفسهم يكرهون لأنفسهم أن تهان رسلهم وأن تذل رسلهم ومع ذلك جعلوا لله ما كرهوه لأنفسهم من إهانة رسول الله، وإذلال رسل الله، هذه كلها تفاسير منقولة لكن كل هذه اختلاف تنوع مثل ما مثلنا لأنها داخلة في عموم قوله: { ويجعلون لله ما يكرهون}فهذا الاختلاف لا يعني أنه لم يقع الإجماع على التفسير هو اختلاف في الأفراد لكن الأصل المجمع عليه هنا الذي نستطيع أن نقول أنهم أجمعوا عليه هو ما دل عليه ظاهر الآية وهو أن المشركين نسبوا لله جل وعلا أشياء يكرهونها لأنفسهم وينكرون نسبتها لهم ولا يرضون بنسبتها إليهم ثمل أن تنسب البنات لهم مثل أن تهان الرسل،
ب-وإما أن يكون أحد معنيي اللفظ المشترك،
مثال عليه:مثل المشترك في لفظ قسورة: {فرت من قسورة} مر معنا أن القسورة إما أن تكون: الأسد أو السبع، وإما أن يكون هو النشاب أو القوس الذي يرمى به وهذا الاختلاف في المشترك لا يعني أنه في أصل المعنى يعني أن الأصل فرت من قسورة يعني فرت مما يخاف منه يعني هذا إجماع معنوي إجماع على المعنى
ج-وإما أن يكون تفسير في بعض الحالات أو نحو ذلك مما مر معنا من أحوال أو أنواع اختلاف التنوع بين السلف،

🔴حكم الإجماع :
يعني ينظر نص على الإجماع قال ابن جرير: أجمع أهل التأويل على كذا هذا إجماع نقل الإجماع.
قال ابن كثير: أجمع المفسرين من السلف على كذا، هذا إجماع لا يجوز مخالفته إلا لعالمٍ يقول: أصدع والإجماع غير صحيح هذا بحث آخر يعني أن ينازع في الإجماع لكن إجماعهم حجة.

🔴استطراد:
وتلقي الأمة لأحاديث الصحيحين بالقبول أفادنا الإجماع على أن ما في الصحيحين من حيث الجملة ومن حيث العموم من حيث الجنس منسوب إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وكما قال طائفة من العلماء: لو حلف رجل أن ما في الصحيحين صحيح النسبة إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم قد قاله رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لكان باراً صادقاً ولم يحنث وهذا المقصود به عامة ما في الصحيحين مع أنهم تنازعوا في بعض ألفاظ في الصحيح ين يعني الإجماع هنا جاء على اعتبار ما في الصحيحين من الأحاديث عن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بتلقي الأمة لهذه الأحاديث بالقبول فهذه الأحاديث تلقتها الأمة بالقبول فكان إجماعاً على صحة هذين الكتابين ولهذا نقول أجمعت الأمة على أنه ليس أصح بعد كتاب الله – جل وعلا – من صحيح البخاري ثم صحيح مسلم، وذلك لأن ما فيهما صحيح النسبة إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم.
إذا تبين ذلك،
‏‫🔴الخلاصة:
أراد الشيخُ هنا أن يُنبِّهَ إلى أنَّ المرادَ بأهلِ الإجماعِ في هذه القضيةِ هم أهلُ الحديثِ؛ لأنه إذا أجمعَ أهلُ العلمِ بالحديثِ على العملِ بخبَرِ الواحدِ فجاء أهلُ الكلامِ من المعتزلةِ أو غيرِهم وأنكروا هذا الخبَرَ، فلا عبرةَ بإنكارِهم؛ لأنهم ليسوا متخصِّصينَ في هذا الفنِّ، فالمتخصِّصون في هذا الفنِّ هم أهلُ الحديثِ فإذا قَبِلُوا الخبَرَ فإنه يُؤخَذُ بقولِهم. وكأنه يريدُ أن يُنَبِّهَ على أنَّ الأمرَ في مِثلِ هذه الأمورِ يَرجعُ إلى أصحابِ العِلمِ به، فلهذا لا يُعتدُّ بخلافِ أهلِ الكلامِ في قضيةِ خبَرِ الواحِدِ.
وقد تم تفصيل ذلك بالمقارنة بين إجماع المحدثين وإجماع أهل التفسير

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 8 جمادى الآخرة 1436هـ/28-03-2015م, 12:15 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

🔴عناصر الدرس:
🔴موضوع الدرس:
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
🔴تمهيد:
-بداية ظهور الإختلاف ووجهة الغلط
-أسباب ندرة وجود اختلاف التضاد في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين
🔴وجهة الغلط الذي حدث في تفاسير الخلف
🔴أسباب عدم ورود ذكر وجهة الغلط في الكتب التي تذكر تفسيرَ السَّلفِ صِرفًا
🔴بيان التلازم بين الألفاظ والمعنى
🔴التفسير بالرأي:
-معنى التفسير بالرأي
-حكم التفسير بالرأي الناتج عن اجتهاد
-معنى الرأي المذموم
-أمثلة على الرأي المذموم
-التفسير بالرأي المذموم من جهة العقيدة
-التفسير بالرأي المذموم من جهة الفقه
-التفسير بالرأي المذموم للأصولي
-سبب عدم قبول التفسير بالرأي المذموم
-حكم التفسير بالرأي المذموم
-الضابط في التفسير بالرأي
🔴التفسير بلغة القرآن :
-تعريفه
-بيان أهميته
-تفسير الصحابة بلغة القرآن
-صفات المفسر بلغة القرآن
-أمثلة عليه
🔴الخلاصة
تلخيص الدرس
🔴تمهيد:
-بداية ظهور الإختلاف ووجهة الغلط :
بداية ظهور الإختلاف في تفاسير الناس بعد القرون الثلاثة المفضلة حيث يكثر في تفاسيرهم الغلط .
-أسباب ندرة وجود اختلاف التضاد في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين:
1-وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –،
2- وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم .
3-وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم .
4-وأيضاً راعوا فيه اللفظ .
5-وراعوا فيه السياق.
ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق،
فإذاً هم حين يفسرون لا يفسرون بمجرد اللفظ بدلالة اللفظ فقط بل يفسرون بدلالة اللفظ مع العلم
الذي معهم فيما ذكرت ولهذا تجد أن تفاسيرهم في الغالب لا يكون فيها اختلاف أعني اختلاف تضاد بل هي متفقة لأنهم يرعون ذلك الأصل.

🔴النوعِ الثاني من الخطأِ الذي في كُتبِ التفسيرِ، والذي هو جهةُ الاستدلالِ :
-وجهة الغلط الذي حدث في تفاسير الخلف:
جهتَين من جهاتِ الخطأِ , وهما:
1-إما أن تكون أن المفسر اعتقد اعتقادات باطلة.
كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون فجاء الغلط في أنهم قرروا عقيدة عندهم وجعلوا القرآن يفهم على وفق ما يعتقدونه وهذا نوع من أنواع التفسير بالرأي المذموم.
- مثالُ : قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ}فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
-والمثالُ الثاني: وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ
2-والجهة الأخرى التي دخل الغلط إلى كثير من المفسرين من جهتها أنهم فسروا القرآن بمجرد احتمال اللفظ في اللغة وتفسير القرآن بمجرد احتمال اللفظ لمعانٍ يعني فسروه بمجرد احتمال إرادة المتكلم من العرب بكلامه هذا المعنى لو تكلم بهذه الجملة التي جاءت في القرآن هذا ما يريد. من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه، والمخاطب به.راعوا مجرد اللفظ وما يجوز أن يريد به عندهم العربي من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به، وسياق الكلام .أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين.
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة: {يسألونك عن الأهلة} فيأتـي المفسر مثل الرازي وغيره يأتون ينطلقون في الأحوال الفلكية في ذلك، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر إذاً فهنا حصل الغلط من هذه الجهة .

🔴أسباب عدم ورود ذكر وجهة الغلط في الكتب التي تذكر تفسيرَ السَّلفِ صِرفًا؛
1-وذلك لأنَّ السَّلفَ لم تكنْ عندَهم هذه الاعتقاداتُ المخالفةُ لمعاني القرآنِ.
2- كما أنهم كانوا يُراعون عندَ تفسيرِ الآيةِ أسبابَ النـزولِ وغيرَها مما له أثرٌ في فَهمِ الآيةِ.

-بيان التلازم بين الألفاظ والمعنى :
ولا شكَّ أن بينَ مراعاةِ الألفاظِ ومراعاةِ المعاني في بعضِ الأحيانِ تلازُماً؛ لأن المعنى في الغالِبِ مبنيٌّ على اللفظِ، لكنَّ المصنِّفَ أراد أن يُنَبِّهَ على الأصولِ الكلِّيَّةِ في هذا.
فالذين راعَوا المعانيَ لم يَنظروا إلى ما تَستحِقُّه ألفاظُ القرآنِ من الدلالةِ والبيانِ، والآخرون راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلامِ.
ثم بيَّن المصنِّفُ جهاتِ الخطأِ. والملاحَظُ أنَّ المؤلِّفَ ذَكرَ هذا تنظيرًا، ولم يَذكُرْ له مثالًا، وسأذكُرُ من المثالِ ما يتَّضِحُ به مرادُ المصنِّفِ إن شاءَ اللَّهُ.
-بعضَ الأمثلةِ التي توضِّحُ هذه الفكرةَ، فالأوَّلون الذين يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به، وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
قال: " وقد يكونُ حقًّا فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.

🔴التفسير بالرأي:
معنى التفسير بالرأي:
وفي الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.

-حكم التفسير بالرأي الناتج عن اجتهاد :
والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة،

-معنى الرأي المذموم:
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

-أمثلة على الرأي المذموم:
من ذلكم أن يفسر القرآن على وفق ما يعتقد يأتـي الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى:{والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛

-التفسير بالرأي المذموم من جهة العقيدة :
تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه .

-التفسير بالرأي المذموم من جهة الفقه :
كذلك من جهة الفقه تجد أن بعض المفسرين الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة ينحى في الفقه منحاً، يذهب إلى مذهب يرجح في المسألة ترجيحاً ثم هو يأتي إلى الآية فيفسر الآيات التي فيها الأحكام يفسرها على ما يعتقد من المذهب الفقهي يعني يفسرها على ما يذهب إليه فيأتي في ذلك بغلط حيث إنه فسر الآية لا على ما تدل عليه ولكن على ما يذهب إليه هو فيكون حمل القرآن على رأي

-التفسير بالرأي المذموم للأصولي:
يعتقد الأصولي مسألة ويرجحها في حكم أصولي فإذا أتى إلى الآية التي تدل على خلاف ما يقول حمل الآية على ما يرجحه ويراه وهذا كثير في تفاسير المتأخرين -نتيجة التفسير بالر أي المذموم في العقيدة والفقه:
ولهذا صنف أصحاب المذاهب العقدية كل مذهب صنف في تفسير القرآن مصنفاً ينصر به مذهبه، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية تفسير الماتريدي موجود، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى.
كذلك في المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً إلى آخره.

-سبب عدم قبول التفسير بالرأي المذموم:
وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده
ويذهب إليه لاشك أنه إذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛
- لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.

-حكم التفسير بالرأي المذموم:
جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن. المقصود من ذلك أن هذا من قسم التفسير بالرأي المذموم إلى خلاف هذا يعني من العقيدة والفقه في غير هذا مثلاً.

-الضابط في التفسير بالرأي:
-أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
-وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه هو ما لم يرع فيه ما ذكره شيخ الإسلام هنا وإنما وجهه على أحد الاحتمالات في العربية وأخطأ فيما وجه إليه الكلام لاشك أن هذا الكلام من شيخ الإسلام تأصيل نفيس وهو يدل على سعة اطلاع على كلام المفسرين واختلافهم وآرائهم المباينة لأقوال السلف لهذا قال: (إن التفاسير التي تذكر فيها أقوال الصحابة والتابعين وتبع التابعين لا تجد فيها مثل ها الآراء) وذكر جملة من التفاسير وهذه التفاسير منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط ومنها ما هو مفقود أصلاً كتفسير الإمام أحمد – رحمه الله تعالى ،
-وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح. نعم إن المرء إذا اعتقد العقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل من الكتاب والسنة فإن اعتقاده للعقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل يعينه على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين أعني غالب التابعين يكون اجتهادهم صوباً وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى.

🔴التفسير بلغة القرآن :
-تعريفه:
هو مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد .هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة

-بيان أهميته :
لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل .

-تفسير الصحابة بلغة القرآن :
وهذه كانت طريقة تفسير الصحابة – رضوان الله عليهم – فيما اجتهدوا في ذلك.

-صفات المفسر بلغة القرآن:
والمقصود من هذا أن معرفة استعمال القرآن للألفاظ التي لها في العربية معانٍ كثيرة هذا من أعظم العلم في التفسير، وهذا لا يؤتـى إلا للحافظ للقرآن، المتدبر له الذي يعلم تفاسير السلف؛ لأنه تأتـي الكلمة ويشكل تفسيرها فيوردها المفسر على نظائر هذا اللفظ في القرآن بعد ذلك يظهر له تفسير ذلك.

-أمثلة عليه:
فمثلاً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا:{إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.

🔴الخلاصة:
تكلم شيخُ الإسلامِ في هذا الفصلِ عن النوعِ الثاني من الخطأِ الذي في كُتبِ التفسيرِ، والذي هو جهةُ الاستدلالِ، ويُريدُ بذلك الاستدلالَ الذي حدثَ بعد جيلِ السَّلفِ، أو قد يكونُ حدثَ في جيلِ السَّلفِ لكنه مخالِفٌ لمنهجِ الاستدلالِ عندَهم.
وذَكرَ جهتَين من جهاتِ الخطأِ , وهما:
1-إما أن تكون أن المفسر اعتقد اعتقادات باطلة.
2-والجهة الأخرى أنهم فسروا القرآن بمجرد احتمال اللفظ في اللغة .
وقد تم توضيح هذا بالأمثلة كما تم التطرق للتفسير بالرأي والتفسير بلغة القرآن لما لهما من علاقة بموضوع الدرس.

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 13 جمادى الآخرة 1436هـ/2-04-2015م, 04:58 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
-حالات اختلاف التنوع :
النوع الأول: الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني ,
النَّوعِ الثاني : المشترَكِ والمتواطِئِ
أحسنت التقديم للملخص بارك الله فيك، مع ملاحظة بسيطة على التقسيم وقد حصل فيه لبس عند بعض الطلاب في درس اختلاف التنوع، وهو أن ما مضى من أنواع الاختلاف يدخل تحت قسمين:
فاختلاف الأسماء والأوصاف يدخل تحت قسم ما تعود في الأقوال إلى أكثر من معنى وذات واحدة
والتفسير بالمثال تحت قسم ما تعود فيه الأقوال إلى معنى واحد وذات واحدة
ومعنا النوع الثالث في هذا الملخص يدخل تحت القسم الأول الذي تعود فيه الأقوال إلى أكثر من معنى لكنها تعود أيضا إلى أكثر من ذات.

الأمر الأول:- اللفظ المشترك في اللغة
-أمثلة عليه:
-نفي استعمال المشترك في معنى الحقيقة والمجاز :
-أهمية المشترك في بيان الإعجاز البلاغي للقرآن:
الأمر الثاني :التواطؤ:
-ثم ذَكرَ المصنِّفُ من المتواطئِ نوعَين هما:
الأول: الضمائرُ،
والثاني :الأوصافُ التي حُذِفتْ موصوفاتُه
-أهمية سياق الأية في فهم المعنى المتواطيء:
-حكم المشترك والمتواطيء :


-المشكك أحد أنواع التواطؤ عند أهل المنطق:



-حالات اختلاف التنوع :
النوع الأول: الاختلافَ يعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ مع اختلافِ المعاني , كما سبَق له في تفسيرِ قولِه تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} بكلامي أو كتابي أو هُداي، فهذه كلُّها تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي القرآنُ.
النَّوعِ الثاني : المشترَكِ والمتواطِئِ يلاحَظُ أنَّ المعانيَ مختلفةٌ , وترجعُ إلى أكثرَ مِن ذاتٍ . تُراجع الملحوظة التي على القائمة.
الأمر الأول:- اللفظ المشترك في اللغة المشترَكُ :هو ما اتَّحدَ فيه اللفظُ واختلفَ المعنى
أمثلة عليه:
-كلفظ (قسورة) الذي يراد به الرامي، ويراد به الأسد.
{كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة} يعني فرت من أسد لأنها خافت منه، أو فرت من رامٍ بقوسه بنشابه هذا محتمل وهذا محتمل لاحتمال اللفظ واشتراكه في هذا وهذا.
-ولفظ (عسعس) الذي يراد به إقبال الليل وإدباره. ولا عبرةَ بكونِ اللفظَيْن هنا (أَقبلَ وأَدبر)متضادَّيْن في اللغةِ، وإنما المرادُ أنه يمكنُ حَملُ الآيةِ على المعنيَين مِن غيرِ تناقُضٍ؛ لأن الإقسامَ بالليلِ ليس في وقتٍ واحدٍ، بل زمانُه مختلِفٌ.
-وكالقرء فالقُرءُ يُطلقُ في اللغةِ على الطُّهرِ ويُطلقُ على الحيض.
-والعَينُ تُطلقُ على العينِ الباصرةِ , وعلى عينِ الماءِ , وتُطلقُ على الجاسوسِ.

-نفي استعمال المشترك في معنى الحقيقة والمجاز :
يعني أن بعض الخلاف المنقول عن السلف راجع إلى اللغة فيكون اللفظ الذي اختلفوا فيه في اللغة محتملاً، احتماله من لا جهة الحقيقة والمجاز كما يدعيه المتأخرون، لكن من جهة أنه مشترك يطلق على هذا وهذا. وليس بينهما تضاد .

-أهمية المشترك في بيان الإعجاز البلاغي للقرآن:
وهذا من بلاغةِ القرآنِ كما نبَّهَ إليه بعضُ المفسِّرِينَ، وقالوا: إن احتمالَ اللفظةِ الواحدةِ لأكثرَ من معنًى صحيحٍ يُعَدُّ من بلاغةِ القرآنِ.

الأمر الثاني :التواطؤ:
والتواطُؤُ اصطلاحٌ منطقيٌّ يرادُ به نسبةُ وجودِ معنًى كلِّيٍّ في أفرادِه وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ . ومن أشْهَرِ الأمثلةِ عليه أن تقولَ: محمدٌ إنسانٌ , وعليٌّ إنسانٌ , وصالحٌ إنسانٌ، فالثلاثةُ متَّفِقون في الإنسانيةِ. ومعنى الإنسانيةِ موجودٌ في كلِّ واحدٍ منهم وجودًا متوافِقًا غيرَ متفاوتٍ.
وكذلك إذا قلتَ: إنَّ البشرَ أبناءُ آدَمَ فإنَّ نسبةَ أحدِهم إلى الآدميةِ لا تَختلِفُ عن نسبةِ الآخَرِ؛ لأنَّ معنى الآدمِيَّةِ نسبةٌ كليَّةٌ مشتركةٌ بينَ الجميع

-ثم ذَكرَ المصنِّفُ من المتواطئِ نوعَين هما:
الأول: الضمائرُ،
ومَثاله: قوله تعالى: {ثُمَّ دَنَا فتَدَلَّى فكان قَابَ قَوْسَيْنِ أو أَدْنَى} اختلف السَّلفَ في الضمائرِ الموجودةِ في الآيةِ تعودُ على مَن؟فقيل: إنَّ المرادَ بها جبريلُ، وهذا رأيُ الجمهورِ، وقيلَ: إنَّ المرادَ بها هو اللَّهُ جلَّ جلالُه، وهو قولُ ابنِ عباسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما. فإذا نظرتَ إلى هذا الخلافِ وجدتَ أنَّ نسبةَ اسمِ الجلالةِ إلى الضميرِ لا تختلفُ عن نسبةِ جبريلَ إليه، وهذا هو المتواطئُ، ومعنى هذا أنَّ أيَّ خلافٍ في مرجعِ الضميرِ فإنَّ سببَه هو التواطؤُ.

-والثاني :الأوصافُ التي حُذِفتْ موصوفاتُها
أمثلة:1- " كلفظِ الفجرِ "
قولِه تعالى: {والفَجْرِ وليالٍ عَشْرٍ والشَّفْعِ وَالوَتْرِ} فالفجرُ قيل: المرادُ به فجرُ يومِ النَّحرِ، وقيلَ: فجرُ أولِ يومٍ من السَّنةِ، فإذا نظرتَ إلى نسبةِ الفجريَّةِ وجدتَها لا تختلفُ في يومِ النَّحرِ عنها في أولِ يومِ السَّنةِ، وهذا هو المتواطِئُ كما تقدَّمَ.
2-أيضًا قولُه تعالى: {والنَّازِعَاتِ غَرْقًا} قيلَ: النازعاتُ ملائكةُ الموتِ تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ، وقيل: النازعاتُ النجومُ تَنـزِعُ من أُفُقٍ إلى أُفُقٍ، وقيل: النازعاتُ السفُنُ تَنـزِعُ من مكانٍ إلى مكانٍ.
فإذا نظرتَ إلى هذه الأقوالِ وجدتَ أنَّ كلَّ هذه المذكوراتِ تتَّفِقُ في وجودِ المعنى الكلِّيِّ الذي هو النَّزعُ، وإن كانت نسبةُ النَّـزعِ قد تختلفُ من نوعٍ إلى آخَرَ، فالمعنى الكلِّيُّ موجودٌ في هذه الأفرادِ وجودًا متوافِقًا، وهذا هو ما يسمَّى بالمتواطئِ كما تقدَّم.
4-أيضًا قولُه تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ} قيل: الخُنَّسُ النجومُ والكواكبُ، وقيل: الخُنَّسُ بَقرُ الوحشِ والظِّباءُ، فالخُنَّسُ مشتَقٌّ من الخُنوسِ وهو التأخُّرُ، وسمِّيت النجومُ خُنَّسًا؛ لأنها تتأخَّرُ فلا تَظهرُ مباشرةً مع الليلِ , وكذلك بقرُ الوحشِ والظِّباءُ إذا رأتْ إنسيًّا تأخَّرَتْ وهرَبَتْ، فوَصْفُ الخُنَّسِ مشترَكٌ بينَهما كوصفٍ كُلِّيٍّ، وإن كان خنوسُ هذه يختلفُ عن خنوسِ هذه، فأيُّ وصفٍ وردَ , وموصوفُه محذوفٌ، واختُلِفَ في هذا المحذوفِ؛ فإنَّ سببَ هذا الخلافِ هو التواطؤُ.
فمِثلُ هذا الاختلافِ يمكنُ أن يُرادَ به المعنيان المذكوران فيكونَ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالنجومِ والكواكبِ وكذلك بقرِ الوحشِ وبالظِّباءِ، ما دام أنَّ اللفظَ يحتملُ كِلا المعنيَين، وأنَّ كِلاهما مرويٌّ عن السَّلفِ، وإن كان السياقُ قد يُرجِّحُ أحدَهما على الآخَرِ.

-أهمية سياق الأية في فهم المعنى المتواطيء:
فسياقُ الآياتِ يُرجِّحُ أنَّ المقصودَ هو النجومُ والكواكبُ؛ لأنه قال:{واللَّيلِ إذا عَسْعَسَ والصُّبْحِ إذا تَنَفَّسَ}.
وعَطفُ هذه الآياتِ الكونِيَّةِ على مِثلِها وهو النجومُ والكواكبُ أَنسَبُ من عطفِها على الوحشِ والظِّباءِ.

-حكم المشترك والمتواطيء :
يجوز أن يراد بها كل المعاني وقد لا يجوز & سبب الجواز ذلك بناءاً على ما يلي :
وذلك :1-إما لكون الآية نزلت مرتين، فأريد بها هذا تارة، وهذا تارة.
2-بعضُ أهلِ العلمِ –ومنهم ابنُ القيِّمِ رحمهُ اللَّهُ – يَرى أنه لا يجوزُ أن يُرادَ بالمشترَكِ إلا معنًى واحدٌ، ولكنَّ الجمهورَ على أنه يَجوزُ أن يرادَ به أكثرُ من معنًى ما دام أنه لم يَقُمْ دليلٌ على إرادةِ أحدِ المعاني، فتكونُ المعاني كلُّها محتمَلةً.
3-وإما لكون اللفظ متواطئاً، فيكون عاماً إذا لم يكن لتخصيصه موجب فهذا النوع إذا صح فيه القولان كان الصنف الثانـي.
وذلك مثلُ (النازعات) ورَدَ في تفسيرِها ستَّةُ أقوالٍ، فإذا لم يَكنْ للتخصيصِ موجِبٌ فإنَّكَ تقولُ: كلُّ ما وُصِفَ بأنه نازعٌ فهو داخِلٌ في القَسَمِ، فيكونُ المعنى أنَّ اللَّهَ أَقسمَ بالملائكةِ وبالنجومِ والسفُنِ وبالموتِ وبغيرِها مما وردَ عن السَّلفِ؛ لأن هذه الأقوالَ كلَّها محتمَلةٌ. قد يقولُ قائلٌ: إنَّ المرادَ بها الملائكةُ التي تَنـزِعُ أرواحَ الكفارِ بدلالةِ كذا وكذا، نقولُ:هذا ترجيحٌ، ولكنَّ الأقوالَ الأخرى محتمَلةٌ.
ولهذا ابنُ جريرٍ الطَّبَرِيُّ رحمهُ اللَّهُ في هذه الآيةِ قال: إنَّ اللَّهَ لم يُخصِّصْ نازعةً دونَ نازعةٍ، فالخَبرُ على عمومِه حتى يأتيَ ما يُخصِّصُه. أو قريبًا من هذا الكلامِ.
ومعنى هذا أنه رجَّحَ جميعَ هذه المذكورةِ، وأنها كُلَّها صحيحةٌ على سبيلِ العمومِ.
إذًا يُفهَمَ مما تقدَّمَ أنَّ المتواطِئَ – خصوصًا في الأوصافِ – يدخُلُ في القِسمِ الثاني من أقسامِ اختلافِ التنوُّعِ الذي هو العامُّ الذي تُذكرُ له أمثلةٌ.

-المشكك أحد أنواع التواطؤ عند أهل المنطق:والمشكّك هو وجودَ التفاوتِ بينَ هذه الأفرادِ (كما في أمثلة التواطؤ)في تحقيقِ معنى النسبةِ
مثلُ ما يقالُ في بياضِ اللَّبَنِ وبياضِ الثَّلجِ، فكلاهما أبيضُ، ولكنَّ نسبةَ البياضِ بينَهما متفاوِتةٌ؛ لأن بياضَ اللَّبَنِ يختلفُ عن بياضِ الثلج.
أين خلاصة الدرس؟
بارك الله فيك وأحسن إليك يا ميسر
يحسن فصل المسائل التي لا تتصل بالتفسير مباشرة كتمهيد للملخص، مثل تعريف المشترك والمتواطيء لغة وأمثلتهما من اللغة عموما، ثم الانطلاق إلى ما يتعلق منهما باختلاف التنوع.
وهناك ملاحظة على خطوة التحرير العلمي وهي أنه كان من الممكن اختصار الأقوال في الأمثلة وإبراز جملها الرئيسة أكثر من ذلك (راجعي طريقة عرض الأمثلة في درس اختلاف التنوع)
وهذه قائمة المسائل:

احتمال اللفظ لأكثر من معنى

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - مفهوم الاشتراك اللغوي.

.. - مفهوم التواطؤ.
النوع الثالث من اختلاف التنوع مما يرجع إلى أكثر من معنى.
أولا: ما كان بسبب الاشتراك.
. - مثاله
. - حكم حمل الآية على كلا معنييه
ثانيا: ما كان بسبب التواطؤ.
. أ: الضمائر
. . - مثاله
..
- حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في مفسّر الضمير
ب: الأوصاف التي حذفت موصوفاتها.
... - مثاله
.. - حكم حمل الآية على جميع الأقوال الواردة في تحديد الموصوف.

● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 97 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 15 جمادى الآخرة 1436هـ/4-04-2015م, 03:48 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
🔴عناصر الدرس:
🔴موضوع الدرس:
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
🔴تمهيد:
-بداية ظهور الإختلاف ووجهة الغلط
-أسباب ندرة وجود اختلاف التضاد في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين
🔴وجهة الغلط الذي حدث في تفاسير الخلف
🔴أسباب عدم ورود ذكر وجهة الغلط في الكتب التي تذكر تفسيرَ السَّلفِ صِرفًا
🔴بيان التلازم بين الألفاظ والمعنى
🔴التفسير بالرأي:
-معنى التفسير بالرأي
-حكم التفسير بالرأي الناتج عن اجتهاد
-معنى الرأي المذموم
-أمثلة على الرأي المذموم
-التفسير بالرأي المذموم من جهة العقيدة
-التفسير بالرأي المذموم من جهة الفقه
-التفسير بالرأي المذموم للأصولي
-سبب عدم قبول التفسير بالرأي المذموم
-حكم التفسير بالرأي المذموم
-الضابط في التفسير بالرأي
🔴التفسير بلغة القرآن :
-تعريفه
-بيان أهميته
-تفسير الصحابة بلغة القرآن
-صفات المفسر بلغة القرآن
-أمثلة عليه
🔴الخلاصة



تلخيص الدرس
🔴تمهيد:
-بداية ظهور الإختلاف ووجهة الغلط :
بداية ظهور الإختلاف في تفاسير الناس بعد القرون الثلاثة المفضلة حيث يكثر في تفاسيرهم الغلط .
-أسباب ندرة وجود اختلاف التضاد في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين:
1-وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –،
2- وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم .
3-وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم .
4-وأيضاً راعوا فيه اللفظ .
5-وراعوا فيه السياق.
ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق،
فإذاً هم حين يفسرون لا يفسرون بمجرد اللفظ بدلالة اللفظ فقط بل يفسرون بدلالة اللفظ مع العلم
الذي معهم فيما ذكرت ولهذا تجد أن تفاسيرهم في الغالب لا يكون فيها اختلاف أعني اختلاف تضاد بل هي متفقة لأنهم يرعون ذلك الأصل.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة

أحسنت بالتمهيد للملخص، بارك الله فيك
.

🔴النوعِ الثاني من الخطأِ الذي في كُتبِ التفسيرِ، والذي هو جهةُ الاستدلالِ :
-وجهة الغلط الذي حدث في تفاسير الخلف:
جهتَين من جهاتِ الخطأِ , وهما:
1-إما أن تكون أن المفسر اعتقد اعتقادات باطلة.
كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون فجاء الغلط في أنهم قرروا عقيدة عندهم وجعلوا القرآن يفهم على وفق ما يعتقدونه وهذا نوع من أنواع التفسير بالرأي المذموم.
- مثالُ : قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ}فمدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكنَّ المعتزلةَ – وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ – إذا جاءوا إلى هذهِ الآيةِ يسلُبُون المعنى الذي دلَّ عليه القرآنُ (فهذا الصنف الأول) ، فيَنفون الرُّؤْيةَ، ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى النظَرِ بالعَيْنِ إلى معنًى آخَرَ؛ إلى النظَرِ بمعنى الانتظارِ، مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ.
-والمثالُ الثاني: (الصنف الثاني) وهو أنهم تارةً يحمِلُون اللفظَ على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَدْ به: قولُه تعالى: {لَنْ تَرَانِي} فهم يَحمِلُونه على ما لم يدلَّ عليه مِن نفيِ الرُّؤْيةِ في القيامةِ، مع أنَّ اللفظَ لا يدلُّ على ذلك.
فتلاحِظُ أنهم في الآيةِ الأولى التي تدلُّ على إثباتِ الرُّؤيةِ سَلبُوها معناها وما دلَّتْ عليه وأُريدَ بها، وفي الآيةِ الثانيةِ التي لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤيةِ حَملُوها على ما لم يُرَدْ بها ولم تدلَّ عليه في نفيِ الرُّؤْية.ِ

2-والجهة الأخرى التي دخل الغلط إلى كثير من المفسرين من جهتها أنهم فسروا القرآن بمجرد احتمال اللفظ في اللغة وتفسير القرآن بمجرد احتمال اللفظ لمعانٍ يعني فسروه بمجرد احتمال إرادة المتكلم من العرب بكلامه هذا المعنى لو تكلم بهذه الجملة التي جاءت في القرآن هذا ما يريد. من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه، والمخاطب به.راعوا مجرد اللفظ وما يجوز أن يريد به عندهم العربي من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به، وسياق الكلام .أحياناً تفسر الآية بخلاف حال المخاطبين تفسر الآية باحتمال لغوي لكن هذا الاحتمال ليس بواردٍ على حال المخاطبين.
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة: {يسألونك عن الأهلة} فيأتـي المفسر مثل الرازي وغيره يأتون ينطلقون في الأحوال الفلكية في ذلك، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر إذاً فهنا حصل الغلط من هذه الجهة .
قد اعتمدت النسخ في هذه المسألة وكان من الممكن عرضها بطريقة أجود

🔴أسباب عدم ورود ذكر وجهة الغلط في الكتب التي تذكر تفسيرَ السَّلفِ صِرفًا؛
1-وذلك لأنَّ السَّلفَ لم تكنْ عندَهم هذه الاعتقاداتُ المخالفةُ لمعاني القرآنِ.
2- كما أنهم كانوا يُراعون عندَ تفسيرِ الآيةِ أسبابَ النـزولِ وغيرَها مما له أثرٌ في فَهمِ الآيةِ.
تضم لمسائل التمهيد

-بيان التلازم بين الألفاظ والمعنى :
ولا شكَّ أن بينَ مراعاةِ الألفاظِ ومراعاةِ المعاني في بعضِ الأحيانِ تلازُماً؛ لأن المعنى في الغالِبِ مبنيٌّ على اللفظِ، لكنَّ المصنِّفَ أراد أن يُنَبِّهَ على الأصولِ الكلِّيَّةِ في هذا.
فالذين راعَوا المعانيَ لم يَنظروا إلى ما تَستحِقُّه ألفاظُ القرآنِ من الدلالةِ والبيانِ، والآخرون راعَوْهُ كمجرَّدِ لفظٍ عربيٍّ، فلم يَنظروا إلى ما يَصلُحُ للمتكلِّمِ ولا إلى سياقِ الكلامِ.
ثم بيَّن المصنِّفُ جهاتِ الخطأِ. والملاحَظُ أنَّ المؤلِّفَ ذَكرَ هذا تنظيرًا، ولم يَذكُرْ له مثالًا، وسأذكُرُ من المثالِ ما يتَّضِحُ به مرادُ المصنِّفِ إن شاءَ اللَّهُ.
استطراد

-بعضَ الأمثلةِ التي توضِّحُ هذه الفكرةَ، فالأوَّلون الذين يَنظرون إلى المعنى تارةً ويَسلُبون لفظَ القرآنِ ما دلَّ عليه وأُرِيدَ به، وتارةً يَحمِلُونه على ما لم يَدلَّ عليه ولم يُرَدْ به.
قال: " فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ ". فخطَؤُهم في المثالَيْن السَّابِقَين في الدليلِ , وهو (لَنْ تَرانِي)؛ لأنها لا تدلُّ على نفيِ الرُّؤْيةِ، وفي المدلولِ , وهو قولُهم: إنَّ (لن) للتأبِيدِ، وكذلك (إلى رَبِّها نَاظِرَةٌ) فسَّروا النظَرَ هنا بالانتظارِ، وهذا خطأٌ في الدليلِ والمدلولِ؛ لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على الانتظارِ، وإنما تدلُّ على النظَرِ إلى اللَّهِ تعالى.
قال: " وقد يكونُ حقًّا فيكونُ خطؤُهم في الدليلِ لا في المدلولِ " يعني أن ما فسَّروا به الآيةَ قد يكونُ حقًّا في ذاتِه، لكنَّ خطَأَهم في الدليلِ وهو كونُ الآيةِ دلَّتْ عليه، لا في المدلولِ الذي هو ذاتُ الكلامِ.
مثالُ ذلك: قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} فسَّرَه بعضُ المتصوِّفَةِ بقولِه: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ؛ أي: إنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.
فالدليلُ يُرادُ به الرابطُ بينَ الآيةِ وما فُسِّرَتْ به، والمدلولُ هو النتيجةُ التي تُفسَّرُ بها الآيةُ.

🔴التفسير بالرأي:
معنى التفسير بالرأي:
وفي الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.

-حكم التفسير بالرأي الناتج عن اجتهاد :
والتفسير بالرأي من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة،

-معنى الرأي المذموم:
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

-أمثلة على الرأي المذموم:
من ذلكم أن يفسر القرآن على وفق ما يعتقد يأتـي الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى:{والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛

-التفسير بالرأي المذموم من جهة العقيدة :
تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه .

-التفسير بالرأي المذموم من جهة الفقه :
كذلك من جهة الفقه تجد أن بعض المفسرين الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة ينحى في الفقه منحاً، يذهب إلى مذهب يرجح في المسألة ترجيحاً ثم هو يأتي إلى الآية فيفسر الآيات التي فيها الأحكام يفسرها على ما يعتقد من المذهب الفقهي يعني يفسرها على ما يذهب إليه فيأتي في ذلك بغلط حيث إنه فسر الآية لا على ما تدل عليه ولكن على ما يذهب إليه هو فيكون حمل القرآن على رأي

-التفسير بالرأي المذموم للأصولي:
يعتقد الأصولي مسألة ويرجحها في حكم أصولي فإذا أتى إلى الآية التي تدل على خلاف ما يقول حمل الآية على ما يرجحه ويراه وهذا كثير في تفاسير المتأخرين -نتيجة التفسير بالر أي المذموم في العقيدة والفقه:
ولهذا صنف أصحاب المذاهب العقدية كل مذهب صنف في تفسير القرآن مصنفاً ينصر به مذهبه، فصنف المجسمة تصنيفاً، وصنف المعتزلة في تفسير القرآن وصنف الماتريدية تفسير الماتريدي موجود، وصنف الأشاعرة كذلك، وصنف المرجئة وهكذا في أصناف شتى.
كذلك في المذاهب الفقهية تجد أحكام القرآن للبيهقي مثلاً أحكام القرآن للجصاص الحنفي، أحكام القرآن لابن العربي المالكي، أحكام القرآن لابن عادل الحنبلي مثلاً إلى آخره.

-سبب عدم قبول التفسير بالرأي المذموم:
وهذا يُدخل المفسرَ إلى الغلط وذلك أنه يحمل القرآن على ما يميل إليه ويعتقده
ويذهب إليه لاشك أنه إذا كان المفسر على هذه الحال فإن قوله لا يقبل؛
- لأن القرآن يجب أن يفهم مع التجرد عن تلك الأمور السابقة للاستدلال بالقرآن.

-حكم التفسير بالرأي المذموم:
جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن. المقصود من ذلك أن هذا من قسم التفسير بالرأي المذموم إلى خلاف هذا يعني من العقيدة والفقه في غير هذا مثلاً.

-الضابط في التفسير بالرأي:
-أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
-وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه هو ما لم يرع فيه ما ذكره شيخ الإسلام هنا وإنما وجهه على أحد الاحتمالات في العربية وأخطأ فيما وجه إليه الكلام لاشك أن هذا الكلام من شيخ الإسلام تأصيل نفيس وهو يدل على سعة اطلاع على كلام المفسرين واختلافهم وآرائهم المباينة لأقوال السلف لهذا قال: (إن التفاسير التي تذكر فيها أقوال الصحابة والتابعين وتبع التابعين لا تجد فيها مثل ها الآراء) وذكر جملة من التفاسير وهذه التفاسير منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط ومنها ما هو مفقود أصلاً كتفسير الإمام أحمد – رحمه الله تعالى ،
-وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح. نعم إن المرء إذا اعتقد العقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل من الكتاب والسنة فإن اعتقاده للعقيدة الصحيحة المبنية على الدلائل يعينه على فهم القرآن فهماً صحيحاً وهذا هو الذي كان عليه اجتهاد الصحابة –رضوان الله عليهم- فقد كانوا يجتهدون ويفسرون ويكون اجتهادهم واجتهاد التابعين أعني غالب التابعين يكون اجتهادهم صوباً وذلك لأنهم فهموا القرآن بمجموعه واستدلوا بأدلته باستدلالات صواب في نفسها فلهذا يفهمون ويفسرون بعض الآيات التي تشكل بما فهموه ما علموه من الآيات الأخرى.

🔴التفسير بلغة القرآن :
-تعريفه:
هو مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد .هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة

-بيان أهميته :
لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل .

-تفسير الصحابة بلغة القرآن :
وهذه كانت طريقة تفسير الصحابة – رضوان الله عليهم – فيما اجتهدوا في ذلك.

-صفات المفسر بلغة القرآن:
والمقصود من هذا أن معرفة استعمال القرآن للألفاظ التي لها في العربية معانٍ كثيرة هذا من أعظم العلم في التفسير، وهذا لا يؤتـى إلا للحافظ للقرآن، المتدبر له الذي يعلم تفاسير السلف؛ لأنه تأتـي الكلمة ويشكل تفسيرها فيوردها المفسر على نظائر هذا اللفظ في القرآن بعد ذلك يظهر له تفسير ذلك.

-أمثلة عليه:
فمثلاً: الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال، وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
مثال آخر: (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة لهذا قال جل وعلا:{إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} زينها – جل وعلا – بزينة هذه الزينة من ذاتها أو خارجة عنها؟ قال: {زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب } فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء وهي في السماء فجعلها الله – جل وعلا- زينة لخروج.
فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فإذا أتى أحد وقال: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} أن ما ظهر من الزينة هو الوجه هذا فسر الزينة بأنه شيء في الذات، وهذا معناه أنه فسرها بشيء غير معهود في استعمال القرآن للفظ الزينة لهذا كان الصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر منها ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.

🔴الخلاصة:
تكلم شيخُ الإسلامِ في هذا الفصلِ عن النوعِ الثاني من الخطأِ الذي في كُتبِ التفسيرِ، والذي هو جهةُ الاستدلالِ، ويُريدُ بذلك الاستدلالَ الذي حدثَ بعد جيلِ السَّلفِ، أو قد يكونُ حدثَ في جيلِ السَّلفِ لكنه مخالِفٌ لمنهجِ الاستدلالِ عندَهم.
وذَكرَ جهتَين من جهاتِ الخطأِ , وهما:
1-إما أن تكون أن المفسر اعتقد اعتقادات باطلة.
2-والجهة الأخرى أنهم فسروا القرآن بمجرد احتمال اللفظ في اللغة .
وقد تم توضيح هذا بالأمثلة كما تم التطرق للتفسير بالرأي والتفسير بلغة القرآن لما لهما من علاقة بموضوع الدرس.

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
توجد فقط ملحوظة وهي أنه رغم جودة تقسيمك للمسائل إلا أنك اعتمدت النسخ الحرفي في غالب الملخص، فحصل إسهاب في بعض المواضع دون داع.
هذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك من جهة تقسيم المسائل وترتيبها

الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #42  
قديم 27 جمادى الآخرة 1436هـ/16-04-2015م, 12:47 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
🔴 موضوع الدرس
🔴 تمهيد
-بيان معنى التشاعر:
-نبذة عن عبد الله بن لهيعة
-تقسيم الإجماع من حيث الأصل
-أقسام الإجماع على الخبر
-مثال يبين الإجماع على نسبة الخبر
🔴اعتبار الإجماع في التفسير وحجيته
🔴قياس إجماع التفسير على إجماع المحدثين
🔴أهمية تلقي التفسير بالقبول
🔴بيان أن الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير تعامل معاملة ما تلقته الأمة بالقبول
🔴أهمية الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير
🔴السبيل إلى معرفة الإجماع
🔴حكم الإجماع
🔴استطراد
🔴الخلاصة




🔴موضوع الدرس:
ضوابط الإجماع في التفسير

🔴تمهيد:
-بيان معنى التشاعر:
التشاعر كذا يعني (هذا كلام الشيخ لطلابه في الشرح ألا نختصره نحن في التلخيص أم ننقله بنصه؟) إن صحت هذه اللفظة فكأن معناها أن طائفة من هؤلاء الذين نقلوا لم تشعر بما نقلته الطائفة الأخرى يعني لم يقع منهم الاشتراك في ذلك، تشاعر لكن ما شعر هؤلاء بما نقله أولئك ولم يشعر هؤلاء بما نقله أولئك لكن لفظ التشاعر فيه غرابة، ولعله أن يكون لفظ التشاور بالواو من المشاورة يعني ما شاور بعضهم بعضاً ولم يقع هذا الاتفاق عن تشاور منهم لأن التشاور هو الاتفاق. تشاور إذاً هو الأظهر.
هذه المسألة لا داعي لها مطلقا، فالناظر في الملخص لا يعرف أين مصدرها أصلا ولا صلتها بالتلخيص.
الأمر الثاني أنها متعلقة بجزئية خاصة بالدرس السابق وهو شرط قبول خبر الآحاد وبالتالي لا دخل لها بالإجماع في التفسير.

الناس حديثاً ومن خيار الناس. الكلام عن عبد الله بن لهيعة يؤخر لآخر الملخص ويكتفى ببيان ضعفه فقط في الملخص الرئيس.
-نبذة عن عبد الله بن لهيعة:
هو في الحقيقة عبد الله بن لهيعة في مصر يمكن إنه أكثر أهل مصر حديثاً لأن علم طبقة تبع التابعين وصغار التابعين في مصر صارت إليه فهو قاضي مصر وعالم مصر، علم المصريين عال إليه عبد الله بن لهيعة – رحمه الله تعالى– ثم هل حديث من باب الصحيح أو من باب الضعيف هذا فيه بحث معروف ليس هذا مكانه.

-تقسيم الإجماع من حيث الأصل:
1-إما يكون على الخبر يعني على حكم الخبر.
مثال عليه : الإجماع على أن الصلاة مثلاً يبطلها الأكل والشرب فإن الأكل والشرب ما جاء فيه دليل خاص على إبطال الصلاة ولكن هذا الإجماع عرف في هذا الحكم بالإجماع والأمة أجمعت على هذا فصار هذا حقاً لا محيد عنه.
2- وإما أن يكون على نسبة الخبر. أن تجتمع على الخبر يعني أن تجمع على صحته. أي صحة إسناده.
-أقسام الإحتماع على الخبر:
أ-وهذا الإجماع إما أن يكون بنقل الخبر بالتواتر.
ب-وإما أن يكون بتلقي الخبر بالقبول مثل ما تلقت الأمة أحاديث الصحيحين بالقبول فإن أحاديث الصحيحين تلقتهما الأمة بالقبول.
-مثال يبين الإجماع على نسبة الخبر :
مثال:مثل ما ذكر في حديث جابر في أول الكلام الاختلاف في حديث جابر في شراء النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لجمله وبيعه للجمل على جابر وقع اختلاف في القصة في ألفاظ كثيرة بعضها يثبت وبعضها غير ثابت لكن الإجماع منعقد على ثبوت أصل القصة هكذا في روايات التفسير . أن الاختلاف في الأحاديث وتلقي الأمة لها بالقبول يعني لأصلها وأن هذا يمكن يكون أيضاً في التفسير أن يتلقى أصل تلك الأخبار.

🔴اعتبار الإجماع في التفسير وحجيته:
هذا الكلام يعني به المؤلف شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – أن الإجماع معتبر في التفسيروكما أن الإجماع يكون حجة في الفقه فهو حجة في التفسير.
-أسباب حجية الإجماع في التفسير:
1-لأن الإجماع لا يقع في هذه الأمة وتكون الأمة غالطة فيما أجمعت عليه؛
2- لأن هذه الأمة عصمت أن تجتمع على ضلالة فكان ما اجتمعت عليه حجة بيقين هذه الفقرة هي نفس معنى الفقرة الأولى.

.🔴قياس إجماع التفسير على إجماع المحدثين :
1- قد يكون الإجماع على نقل أحاديث التفسير، وآثار التفسير منعقد على حكم الخبر يعني على ما في الخبر على مضمونه على أن الآية تفسر بكذا.
2-وإما أن يكون على تلقي تلك الأخبار بالقبول.

🔴أهمية تلقي التفسير بالقبول : الضابط في قبول المرويات في التفسير
-وهذا مهم فإن في أحاديث التفسير أخبار نُزِعَ في صحتها من حيث الإسناد لكن تلقاها علماء التفسير بالقبول وتلقاها العلماء بالقبول من دون قدح فيها فهذا يكسب تلك الأخبار قوة؛ لأن الأمة تتابعت على الثناء على تلك الأخبار.

-كثرة الأخبار حول التفسير في صحيح البخاري ومسلم:
نعم تلك الأخبار ليس ثمّ حصر لها في كتاب كما حصرت في الأحاديث في صحيح البخاري ومسلم تلقتهما الأمة بالقبول.
لا، ليس الكلام عن أحاديث البخاري ومسلم أنها أحاديث في التفسير، هو فقط يعطيك مثالا على أخبار الآحاد التي تلقتها الأمة بالقبول كأحاديث البخاري ومسلم، وهناك أحاديث آحاد في التفسير قبلتها الأمة كذلك وإن لم تكن محصورة في كتاب واحد كالذي سبق.

🔴بيان أن الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير تعامل معاملة ما تلقته الأمة بالقبول :
لكن (هل نبدأ الجملة بــ (لكن) لمجرد أنها منسوخة هكذا من الشرح؟)
من حيث الأصل هذا يعتبر فإذا كان الحديث مشتهراً بين أهل التفسير بلا نكير فيكون هذا في القوة من جنس الأحاديث التي تلقيت بالقبول هذا من حيث التأصيل ويريد بذلك ما هو أخص من هذا أو هو أن الإجماع معتبر في نقل التفسير. هذه المسألة هي نفس موضوع مسألة: الضابط في قبول المرويات في التفسير، فتضم إليها.

🔴أهمية الأحاديث المشتهرة بين أهل التفسير بلا نكير:
- يعتبر بها ويستشهد مثل أحاديث ابن لهيعة وأشباهه فإن أحاديثهم تؤخذ للاستشهاد لكن يتلقى خبره عند أهل التفسير بالقبول فيكون جارياً مجرى الإجماع بين المفسرين. وهذه أيضا.

🔴السبيل إلى معرفة الإجماع:
أن الإجماع مهم في علم التفسير فمن أصول التفسير رعاية الإجماع بهذين الطريقين:
1- الإجماع إما أن يكون على ألفاظ التفسير. وهذا أعلاه ولكن هذا نادراً.
فمثلاً: يجمع الصحابة، أو يجمع المفسرون على أن تفسير الصراط هو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه هذا إجماع اجمعوا على هذا اللفظ (الصراط) أجمع كما قال ابن جرير أجمع أهل التأويل على أن الصراط هو الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه هذا إجماع لفظي.
2- وإما أن يكون على المعنى. وهو الأكثر -ولكن الإتفاق فيه بحث هل يعد إجماعاً أم أنه عدم خلاف تضاد؟ شيخ الإسلام يعده إجماعاً .
-تعريف الإجماع على المعنى:
فتكون عباراتهم مختلفة لكن المعنى واحد
وهذا يدخل فيه عند شيخ الإسلام وعند جماعة يدخل فيه اختلاف التنوع
-أقسام الاختلاف على المعنى (اختلاف التنوع )المجمع عليها:
1-اختلاف في الألفاظ مع الاشتراك في المعنى العام
أ-إما من جهة أن تفسير بعض أفراد العام، فإن الروايات في التفسير قد يكون الإجماع مأخوذاً من اختلاف الألفاظ لكن الأصل واحد،
مثال عليه:مثلاً في قوله تعالى في سورة النحل:{ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسن} {يجعلون لله ما يكرهون} إذا لو قال قائل: ما يكرهون هو البنات لله – جل وعلا – كان مصيباً لأنهم يكرهون البنات، إذا قال قائل إن الذي يكرهونه هو الزوجة لأن طائفة من النصارى تكره الزوجة للقساوسة وللرهبان وللكبار وينزهونهم عن هذا الأذى ومع ذلك يجعلون لله – جل وعلا – ما يكرهونه لكبارهم ولمعظمهم كان هذا تفسيراً صحيحاً وكما قيل يكرهون{يجعلون لله ما يكرهون} يعني ما يكرهونه لرسلهم يجعلون لله ما يكرهونه لأنفسهم يكرهون لأنفسهم أن تهان رسلهم وأن تذل رسلهم ومع ذلك جعلوا لله ما كرهوه لأنفسهم من إهانة رسول الله، وإذلال رسل الله، هذه كلها تفاسير منقولة لكن كل هذه اختلاف تنوع مثل ما مثلنا لأنها داخلة في عموم قوله: { ويجعلون لله ما يكرهون}فهذا الاختلاف لا يعني أنه لم يقع الإجماع على التفسير هو اختلاف في الأفراد لكن الأصل المجمع عليه هنا الذي نستطيع أن نقول أنهم أجمعوا عليه هو ما دل عليه ظاهر الآية وهو أن المشركين نسبوا لله جل وعلا أشياء يكرهونها لأنفسهم وينكرون نسبتها لهم ولا يرضون بنسبتها إليهم ثمل أن تنسب البنات لهم مثل أن تهان الرسل،
ب-وإما أن يكون أحد معنيي اللفظ المشترك،
مثال عليه:مثل المشترك في لفظ قسورة: {فرت من قسورة} مر معنا أن القسورة إما أن تكون: الأسد أو السبع، وإما أن يكون هو النشاب أو القوس الذي يرمى به وهذا الاختلاف في المشترك لا يعني أنه في أصل المعنى يعني أن الأصل فرت من قسورة يعني فرت مما يخاف منه يعني هذا إجماع معنوي إجماع على المعنى
ج-وإما أن يكون تفسير في بعض الحالات أو نحو ذلك مما مر معنا من أحوال أو أنواع اختلاف التنوع بين السلف،

🔴حكم الإجماع :
يعني ينظر نص على الإجماع قال ابن جرير: أجمع أهل التأويل على كذا هذا إجماع نقل الإجماع.
قال ابن كثير: أجمع المفسرين من السلف على كذا، هذا إجماع لا يجوز مخالفته إلا لعالمٍ يقول: أصدع والإجماع غير صحيح هذا بحث آخر يعني أن ينازع في الإجماع لكن إجماعهم حجة. وإجماعهم على المعنى كذلك، وقبولهم للخبر ينزله منزلة الإجماع فيعمل به.

🔴استطراد:
وتلقي الأمة لأحاديث الصحيحين بالقبول أفادنا الإجماع على أن ما في الصحيحين من حيث الجملة ومن حيث العموم من حيث الجنس منسوب إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وكما قال طائفة من العلماء: لو حلف رجل أن ما في الصحيحين صحيح النسبة إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم قد قاله رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لكان باراً صادقاً ولم يحنث وهذا المقصود به عامة ما في الصحيحين مع أنهم تنازعوا في بعض ألفاظ في الصحيح ين يعني الإجماع هنا جاء على اعتبار ما في الصحيحين من الأحاديث عن رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بتلقي الأمة لهذه الأحاديث بالقبول فهذه الأحاديث تلقتها الأمة بالقبول فكان إجماعاً على صحة هذين الكتابين ولهذا نقول أجمعت الأمة على أنه ليس أصح بعد كتاب الله – جل وعلا – من صحيح البخاري ثم صحيح مسلم، وذلك لأن ما فيهما صحيح النسبة إلى رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم.
إذا تبين ذلك،
‏‫🔴الخلاصة:
أراد الشيخُ هنا أن يُنبِّهَ إلى أنَّ المرادَ بأهلِ الإجماعِ في هذه القضيةِ هم أهلُ الحديثِ (قضية خبر الآحاد وليس الإجماع في التفسير) ؛ لأنه إذا أجمعَ أهلُ العلمِ بالحديثِ على العملِ بخبَرِ الواحدِ فجاء أهلُ الكلامِ من المعتزلةِ أو غيرِهم وأنكروا هذا الخبَرَ، فلا عبرةَ بإنكارِهم؛ لأنهم ليسوا متخصِّصينَ في هذا الفنِّ، فالمتخصِّصون في هذا الفنِّ هم أهلُ الحديثِ فإذا قَبِلُوا الخبَرَ فإنه يُؤخَذُ بقولِهم. وكأنه يريدُ أن يُنَبِّهَ على أنَّ الأمرَ في مِثلِ هذه الأمورِ يَرجعُ إلى أصحابِ العِلمِ به، فلهذا لا يُعتدُّ بخلافِ أهلِ الكلامِ في قضيةِ خبَرِ الواحِدِ.
وقد تم تفصيل ذلك بالمقارنة بين إجماع المحدثين وإجماع أهل التفسير

بارك الله فيك وأحسن إليك
ينتبه دائما إلى المسائل التي لا تتعلق بالدرس مباشرة، وينظر هل تصلح كتمهيد، أو تفصل كاستطراد مع بيان تعلقه بالدرس، أو لا توضع أصلا كأن يكون الكلام عن درس سابق، كما هو في أول الملخص مما يتعلق بخبر الآحاد وإجماع أهل الحديث ونحوه.
وأراك تكثرين من النسخ الحرفي وهذا ليس جيدا، وأرجو استدراكه مستقبلا إن شاء الله.
هذه قائمة المسائل أرجو أن تفيدك:

ضوابط الإجماع في التفسير

تمهيد
- مفهوم الإجماع
- أنواع الإجماع


الإجماع في التفسير
أولا: ما يتعلّق بنسبة الخبر.
ثانيا: ما يتعلق بالمعنى المفسّر للفظ القرآني
..- الإجماع على اللفظ
.. معناه
.. مثاله
- الإجماع على المعنى
.. معناه
.. مثاله

حكم اعتبار الإجماع في التفسير



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /13
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 92 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 11:06 AM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

الواجب الأول :فهرسة وتلخيص مسائل نزول القرآن /معرفة أسباب النزول

عناصر الموضوع
أنواع مسائل نزول القرآن:
&نزول القرآن مفرقاً
&نزول القرآن على قسمين
& بيان كيفية صيغة سبب النزول
&الجمع بين الاختلاف في سبب النزول
& بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
& الداعي الى التأليف في أسباب النزول
&المؤلفات في أسباب النزول
& حكم القول في أسباب النزول بغير علم
&حكم قول الصحابي والتابعي في أسباب النزول
&أهمية العلم بسبب النزول

&استطرادات

-أنواع مسائل نزول القرآن:
&نزول القرآن مفرقاً:
أنزل الله القرآن مفرقًا نجومًا وأودعه أحكامًا وعلومًا؛ قال عز من قائل: {وَقُرآَنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلى الناسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلاً} . كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنةأنزل عليه بمكة ثماني سنين قبل أن يهاجر وبالمدينة عشر سنين. ذكره الواحدي في

&نزول القرآن على قسمين:
1-قسم نزل ابتداء،بعقائد الإيمان وواجبات الإسلام وغير ذلك من التشريع،
2-وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال من القرآن أن تحدث حادثة فينزل القرآن الكريم بشأنها كما في سبب نزول {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}.أو أن يُسْأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن شيء فينزل القرآن
وذلك ماتضمنه قول الجعبري وذكره السيوطي في الإتقان وما قاله الوادعي في الصحيح المسند لأسباب النزول

& بيان كيفية صيغة سبب النزول :
ذكر الوادعي في كتابه الصحيح المسند أن صيغة سبب النزول :
1-إما أن تكون صريحة في السببيةإذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا أو إذا أتى بفاء تعقيبية داخلة على مادة النزول بعد ذكر الحادثة أو السؤال
2- وإما أن تكون محتملة. إذا قال الراوي نزلت هذه الآية في كذا فذلك يراد به تارة أنه سبب النزول وتارة أنه داخل في معنى الآية.وكذا إذا قال أحسب هذه الآية نزلت في كذا أو ما أحسب هذه الآية إلا نزلت في كذا فهاتان صيغتان تحتملان السببية وغيرها

&الجمع بين الاختلاف في سبب النزول :
ذكر السيوطي في كتابه لباب النقول طريقة الجمع بين ما يذكره المفسرون من أسباب متعددة لنزول الآية كالتالي:
1-فإن عبر أحدهم بقوله: نزلت في كذا والآخر نزلت في كذا وذكر أمرا آخر فقد تقدم أن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهمافحينئذ فحق مثل هذا أن لا يورد في تصانيف أسباب النزول وإنما يذكر في تصانيف أحكام القرآن.
2-وإن عبر واحد بقوله: نزلت في كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد كما قال ابن عمر في قوله: {نساؤكم حرث لكم} أنها نزلت رخصة في وطء النساء في أدبارهن وصرح جابر بذكر سبب خلافه فاعتمد حديث جابر.
3-وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره فقد تكون نزلت عقيب تلك الأسباب كما في آية اللعان وقد تكون نزلت مرتين كما في آية الروح وفي خواتيم النحل وفي قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية مما يعتمد في الترجيح النظر إلى الإسناد وكون راوي أحد السببين حاضرا القصة أو من علماء التفسير كابن عباس وابن مسعود.

& بأيهما يبدأ المفسّر ببيان معنى الآية أم ببيان سبب نزولها؟
بين الزَّرْكَشِيُّ في البرهان أنه جرت عادة المفسرين أن يبدءوا بذكر سبب النزول و عقب أنه اذا كان وجه المناسبة متوقفا على سبب النزول يبدأ به لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد، وإن لم يتوقف على ذلك فالأولى تقديم وجه المناسبة


& الداعي الى التأليف في أسباب النزول:
1-ماذكره الواحدي في أسباب النزول : (وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئًا ويختلق إفكًا وكذبًا ملقيًا زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبو هذا الشأن والمتكلمون في نزول هذا القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب).
2-ما ذكره السيوطي في الاتقان :(ألف في التفسير خلائق فاختصروا الأسانيد ونقلوا الأقوال تترى فدخل من هنا الدخيل والتبس الصحيح بالعليل ثم صار كل من يسنح له قول يورده ومن يخطر بباله شيء يعتمده ثم ينقل ذلك عنه من يجيء بعده ظانا أن له أصلا غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن السلف الصالح ومن يرجع إليهم في التفسير حتى رأيت من حكى في تفسير قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} نحو عشرة أقوال، وتفسيرها باليهود والنصارى هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجميع التابعين وأتباعهم حتى قال ابن أبي حاتم لا أعلم في ذلك اختلافا بين المفسرين )

3-ما قالَه ابن عَاشُورٍ : (أُولِعَ كثير من المفسرين بتطلّب أسباب نزول آي القرآن، وهي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك، وأغربوا في ذلك وأكثروا حتى كاد بعضهم أن يوهم الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، وحتى رفعوا الثقة بما ذكروا. بيد أنا نجد في بعض آي القرآن إشارة إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها ونجد لبعض الآي أسبابا ثبتت بالنقل دون احتمال أن يكون ذلك رأي الناقل، فكان أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف، وكان في غض النظر عنه وإرسال حبله على غاربه خطر عظيم في فهم القرآن. فذلك الذي دعاني إلى خوض هذا الغرض في مقدمات التفسير لظهور شدة الحاجة إلى تمحيصه في أثناء التفسير، وللاستغناء عن إعادة الكلام عليه عند عروض تلك المسائل، غير مدخر ما أراه في ذلك رأيا يجمع شتاتها.)

&المؤلفات في أسباب النزول:
لأهمية هذا العلم عده الزركشي النوع الأول في كتابه البرهان
وعده البلقيني النوع العاشر في كتابه مواقع العلوم.
وعده السيوطي النوع الحادي عشر في كتابه التحبير.
.وقد ألف فيه عدة مصنفات من أهمها:
كتاب الواحدي "أسباب النزول"
-وألف السيوطي فيه كتاب لباب النقول في أسباب النزول وما تميز به على كتاب الواحدي من الاختصار والجمع الكثير وعزوه كل حديث الى من خرجه وتمييز الصحيح من غيره والجمع بين الروايات .ذكره السيوطي في لباب النقول
وذكر السيوطي أنه ألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسودة لم يقف عليه كاملا.

& حكم القول في أسباب النزول بغير علم :
قال الواحدي في أول كتابه أسباب النزول ونقله عنه ابن عاشور (لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل)ا.هـ.

&حكم قول الصحابي والتابعي في أسباب النزول:
قالَ السيوطيُّ في التحبير :( وما كان عن صحابي: فهو مسند مرفوع، إذ قول الصحابي فيما لا مدخل فيه للاجتهاد مرفوع، أو تابعي: فمرسل، وشرط قبولهما: صحة السند، ويزيد الثاني: أن يكون راويه معروفاً بأن لا يروي إلا عن الصحابة، أو ورد له شاهد مرسل أو متصل ولو ضعيفاً).


&أهمية العلم بسبب النزول :
1-- فهم كلام الله تعالى على الوجه الصحيح، والوقوف على المعنى وإزالة الإشكال.وذكر الواحدي أنه"لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها".وذكر القشيري في قوله: "بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز"؛ وقول ابن تيمية في مقدمة التفسير -: "ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب"؛ .
-مثاله: قوله تعالى: {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} الآية [الطلاق: 4]، قد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة وقد بينه سبب النزول، روي أن ناسا قالوا: (يا رسول الله قد عرفنا عدة ذوات الأقراء، فما عدة اللائي لم يحضن من الصغار والكبار؟) فنزلت فهذا يبين معنى {إِنِ ارْتَبْتُمْ} أي: إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتددن فهذا حكمهن.
-ومن ذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} الآية [البقرة: 115] فإنا لو تركنا مدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفرا ولا حضرا، وهو خلاف الإجماع، فلا يفهم مراد الآية حتى يعلم سببها وذلك أنها نزلت لما صلى النبي صلى عليه وسلم على راحلته وهو مستقبل من مكة إلى المدينة حيث توجهت به فعلم أن هذا هو المراد.
ذكره الزركشي في البرهان
2-معرفة المجملات ودفع المتشابهات.
-مثل قوله تعالى:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمدأيضاً معرفة أسباب النزول يبين وجه تناسب الآي بعضها مع بعض كما في قوله تعالى، في سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} الآية، فقد تخفى الملازمة بين الشرط وجزائه فيبينها ما في الصحيح، عن عائشة أن عروة بن الزبير سألها عنها فقالت: هذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.ذكره ابن عاشور في كتابه التحرير
3- وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم.
4-معرفة أن سبب النزول لا يخرج عن حكم الآية إذا ورد مخصِّص له قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص فإن محل السبب لا يجوز إخراجه بالاجتهاد والإجماع ؛ لأن دخول السبب قطعي. ماتضمن من أقوال الواحدي والقشيري والسيوطي والزركشي
5-معرفة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
وقد يكون السبب خاصا والصيغة عامة لينبه على أن العبرة بعموم اللفظ. قاله الزركشي في البرهان
الحكمة من أن يكون السبب خاصا والوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح، وليكون جاريا مجرى التعريض بالوارد فيه، فإن ذلك أزجر له وأنكى فيه.ذكره الزمخشري ونقله عنه الزركشي في البرهان
مثاله:حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام} الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ذكره ابن عاشور في التنوير .
ومن أمثلة ذلك آية الظهار في سلمة بن صخر وآية اللعان في شأن هلال بن أمية وحد القذف في رماة عائشة ثم تعدى إلى غيرهم قاله الزركشي في البرهان
-الرد على من قال أن ابن عباس لم يعتبر العموم:
فإن قلت: فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم {لا تحسبن الذين يفرحون}الآية [آل عمران: 188]، بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب.
الرد : لا يخفى على ابن عباس رضي الاه عنهما أن اللفظ أعم من السبب لكنه بين أن المراد باللفظ خاص.
ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم في قوله تعالى:{ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [الأنعام: 82] بالشرك، من قوله: {إن الشرك لظلم عظيم} الآية [لقمان: 13]، مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم.
أيضاً ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم، فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت، قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين حدثنا .قاله السيوطي في الاتقان
-متى يبطل القول بالعموم:
يبطل القول بالعموم إذا نزلت آية في معين ولا عموم للفظها فإنها تقصر عليه قطعا :كقوله تعالى:{وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى}[الليل: 17] فإنها نزلت في أبي بكر الصديق بالإجماع. فإن هذه الآية ليس فيها صيغة عموم إذ الألف واللام إنما تفيد العموم إذا كانت موصولة أو معرفة في جمع زاد قوم: أو مفرد بشرط ألا يكون هناك عهد.واللام في {الأتقى} الآية [الليل: 17]، ليست موصولة؛ لأنها لا توصل بأفعل التفضيل إجماعا، و{الأتقى} الآية [الليل: 17]، ليس جمعا بل هو مفرد، والعهد موجود، خصوصا مع ما يفيده صيغة أفعل من التمييز وقطع المشاركة، فبطل القول بالعموم وتعين القطع بالخصوص والقصر على من نزلت فيه رضي الله عنه.ذكره السيوطي في الاتقا
6- دفع توهم الحصر :
قد ترد آية تفيد بظاهرها الحصر، لكن سبب النزول يدفع هذا التوهم
مثاله :ما قال الشافعي ما معناه في قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما} الآية [الأنعام: 145]، إن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله وكانوا على المضادة والمحاداة فجاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه، نازلا نزلة من يقول: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا الحلاوة، والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه تعالى قال: لا حرام إلا ما أحللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ولم يقصد حل ما وراءه، إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحل. ذكره السيوطي في الاتقان
7-معرفة اسم النازل في الآية وتعيين المبهم فيها ولقد قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر: (إنه الذي أنزل فيه {والذي قال لوالديه أف لكما} الآية [الأحقاف: 17])، حتى ردت عليه عائشة وبينت له سبب نزولها).
8- وثمة فائدة أخرى عظيمة لأسباب النزول وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، وهي إحدى طريقتين لبلغاء العرب في أقوالهم، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين. ذكره ابن عاشور في التنوير
9-معرفة ما في أسباب النزول من العبر وحل المشاكل التي قد ضاق بها أصحابها ذرعا فيأتي الفرج الإلهي،
مثاله:كقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا، وكقصة الإفك وما حصل لنبي الهدى من الأذى بسببه وكذا لأم المؤمنين إذ بكت حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها. فيأتي الفرج بعد الشدة. وكقصة هلال بن أمية إذ رمى زوجته بالزنى فقال له الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك)) فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فأراد الرسول أن يأمر بضربه فأنزل الله آية اللعان وأبر قسمه وأتى بالعلاج بعد تفاقم الداء فخاب وخسر من ظن أنه يستطيع أن يستغني عن هذا التشريع الحكيم.ذكره الوادعي في كتابه المسند الصحيح
10- معرفة ما في أسباب النزول من مراحل الدعوة والتوجيهات الإلهية كآية القتال فإنها لم تنزل إلا بعد أن علم الله أن لهم اقتدارا على القتال إلى غير ذلك من الفرق بين المكي والمدني كما هو معروف). قاله الوادعي في الصحيح المسند


&استطرادات:
-مدح الواحدي للقرآن وللرسول صلى الله عليه وسلم :
-أنزله قرآنًا عظيمًا وذكرًا حكيمًا وحبلاً ممدودًا وعهدًا معهودًا وظلاً عميمًا وصراطًا مستقيمًا
-فيه معجزات باهرة وآيات ظاهرة وحجج صادقة ودلالات ناطقة أدحض به حجج المبطلين ورد به كيد الكائدين وقوى به الإسلام والدين فلحب منهاجه وثقب سراجه وشملت بركته وبلغت حكمته على خاتم الرسالة والصادع بالدلالة الهادي للأمة الكاشف للغمة الناطق بالحكمة المبعوث بالرحمة فرفع أعلام الحق وأحيا معالم الصدق ودمغ الكذب ومحا آثاره وقمع الشرك وهدم مناره ولم يزل يعارض ببيناته أباطيل المشركين حتى مهد الدين
وأبطل شبه الملحدين صلى الله عليه صلاة لا ينتهي أمدها ولا ينقطع مددها وعلى آله وأصحابه الذين هداهم وطهرهم وبصحبته خصهم وآثرهم وسلم كثيرًا.
وبعد هذا فإن علوم القرآن غزيرة وضروبها جمة كثيرة يقصر عنها القول وإن كان بالغًا ويتقلص عنها ذيله وإن كان سابغًا وقد سبقت لي ولله الحمد مجموعات تشتمل على أكثرها وتنطوي على غررها وفيها لمن رام الوقوف عليها مقنع وبلاغ وعما عداها من جميع المصنفات غنية وفراغ لاشتمالها على عظمها متحققًا وتأديته إلى متأمله متسقًا
-أهمية جمع طرق الحديث:
-معرفة وصل الحديث وإرساله وصحته وإعلاله فرب حديث ظاهر سنده الصحة في كتاب ويكون في كتاب آخر معلولا
وروى عن علي بن المديني قال: (الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه)ا.هـ. ذكره الوادعي في كتابه المسند الصحيح

--معرفة أنه قد يكون النزول سابقا على الحكم :
مثاله:نزل بمكة {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الآية [القمر: 45]، قال عمر بن الخطاب: (كنت لا أدري: أي الجمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:(({سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}))). ذكره الزركشي في البرهان

&أمثله على ما وقع من التساهل في نقل ما لم يثبت في كتب التفسير:
1- وهذا المثال هو قصة ثعلبة بن حاطب التي فيها "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه" وهذه القصة يذكرها المفسرون عنه تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} ويمكن أنه لا يوجد تفسير إلا وهي مذكورة فيه وقلَّ من نبه على عدم صحتها.
2--ماذكر السيوطي في التحبير مما حرره ً كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} الآية[النساء: 58].وقد اشتهر أنها نزلت في شأن مفتاح الكعبة، وأسانيد ذلك بعضها ضعيف، وبعضها منقطع،



‏من جهاز الـ iPhone الخاص بي














‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 11:43 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

واجب فهرسة فضل علم الناسخ والمنسوخ
-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ:
1-أنه يفسر تعارض النصوص :أن هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ إذ الخطب في ظواهر الأخبار يسير وتحمل كلفها غير عسير وإنما الأشكال في الأمرين وآخرهما إلى غير ذلك من المعاني. قاله أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ في كتابه الناسخ والمنسوخ

2-أن معرفته شرطاً للمفسر وكل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب .
الدليل:
1-روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد.ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
2- عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: قال حذيفة: إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه، وأميرٌ لا يجد من ذلك بدًّا، أو أحمق متكلّفٌ).
ما تضمنه قول المُقْرِي في كتابه الناسخ والمنسوخ والزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وابن الجوزي في نواسخ القرآن.

3-أهمية هذا العلم في معرفة الأحكام وتبيين المحكم والمتشابه .
الدليل:
1- عن الضحاك قال: ورد في تفسير قوله تعالى: {وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكماتٌ هن أم الكتاب} ، ثم قال: {ما ننسخ من آيةٍ} ، {وأخر متشابهاتٌ} فقال: هو ما قد نسخ).
2- عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به) ). ما تضمنه قول البلقيني والهروي

4- أنّ معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً
الدليل:عن عليّ بنأبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269]
قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه} [آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه " ). ذكره الهروي في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز.
والنحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
وابن الجوزي في كتابه نواسخ القرآن.
قال أبو الفرَجِ عبدُ الرحمنِ بنُ عليٍّ





‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 11:57 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

واجب فهرسة فضل علم الناسخ والمنسوخ
عناصر الموضوع:
-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم
-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ

-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ في كتابهالناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز: (قال: وقول الله عزّ وجلّ: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} [الرعد: 39] يقول: (يبدّل من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله) {وعنده أمّ الكتاب} [الرعد: 39] يقول: (وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب النّاسخ والمنسوخ) ).

-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ:
1-أنه يفسر تعارض النصوص :أن هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ إذ الخطب في ظواهر الأخبار يسير وتحمل كلفها غير عسير وإنما الأشكال في الأمرين وآخرهما إلى غير ذلك من المعاني. قاله أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ في كتابه الناسخ والمنسوخ

2-أن معرفته شرطاً للمفسر وكل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب .
الدليل:
1-روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد.ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
2- عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: قال حذيفة: إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه، وأميرٌ لا يجد من ذلك بدًّا، أو أحمق متكلّفٌ).
ما تضمنه قول المُقْرِي في كتابه الناسخ والمنسوخ والزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وابن الجوزي في نواسخ القرآن.

3-أهمية هذا العلم في معرفة الأحكام وتبيين المحكم والمتشابه .
الدليل:
1- عن الضحاك قال: ورد في تفسير قوله تعالى: {وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكماتٌ هن أم الكتاب} ، ثم قال: {ما ننسخ من آيةٍ} ، {وأخر متشابهاتٌ} فقال: هو ما قد نسخ).
2- عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به) ). ما تضمنه قول البلقيني والهروي

4- أنّ معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً
الدليل:عن عليّ بنأبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269]
قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه} [آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه " ). ذكره الهروي في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز.
والنحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
وابن الجوزي في كتابه نواسخ القرآن.
قال أبو الفرَجِ عبدُ الرحمنِ بنُ عليٍّ





‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 11:58 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

جزاكم الله خيراً
من فضلكم اعتمدوا الإرسال الأخير

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 09:38 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسر ياسين محمد محمود مشاهدة المشاركة
واجب فهرسة فضل علم الناسخ والمنسوخ
عناصر الموضوع:
-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم
-أهميةوفضل علم الناسخ والمنسوخ

-الدليل على وجود النسخ في القرآن الكريم:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ في كتابهالناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز: (قال: وقول الله عزّ وجلّ: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت} [الرعد: 39] يقول: (يبدّل من القرآن ما يشاء فينسخه؛ ويثبت ما يشاء فلا يبدّله) {وعنده أمّ الكتاب} [الرعد: 39] يقول: (وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب النّاسخ والمنسوخ) ).

-أهمية وفضل علم الناسخ والمنسوخ:
1-أنه يفسر تعارض النصوص :أن هذا الفن من العلم من تتمات الاجتهاد إذ الركن الأعظم في باب الاجتهاد معرفة النقل ومن فوائد النقل معرفة الناسخ والمنسوخ إذ الخطب في ظواهر الأخبار يسير وتحمل كلفها غير عسير وإنما الأشكال في الأمرين وآخرهما إلى غير ذلك من المعاني. قاله أبو عبدِ الله محمَّدُ بنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ في كتابه الناسخ والمنسوخ

2-أن معرفته شرطاً للمفسر وكل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب .
الدليل:
1-روي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يومًا مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرّحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعريّ وقد تحلق النّاس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنّهي والإباحة بالحظر فقال له عليّ رضي الله عنه أتعرف النّاسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت؟
قال: أبو يحيى.
فقال: أنت أبو اعرفوني، وأخذ بأذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد.ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عبّاس أنّهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه أو قريبا منه.
2- عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: قال حذيفة: إنّما يفتي النّاس أحد ثلاثة: رجل قد علم ناسخ القرآن من منسوخه، وأميرٌ لا يجد من ذلك بدًّا، أو أحمق متكلّفٌ).
ما تضمنه قول المُقْرِي في كتابه الناسخ والمنسوخ والزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وابن الجوزي في نواسخ القرآن.

3-أهمية هذا العلم في معرفة الأحكام وتبيين المحكم والمتشابه .
الدليل:
1- عن الضحاك قال: ورد في تفسير قوله تعالى: {وهو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكماتٌ هن أم الكتاب} ، ثم قال: {ما ننسخ من آيةٍ} ، {وأخر متشابهاتٌ} فقال: هو ما قد نسخ).
2- عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] قال: (المحكمات: ناسخه وحلاله وحرامه وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به، والمتشابهات: منسوخه ومقدّمه ومؤخّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يؤمن به ولا يعمل به) ). ما تضمنه قول البلقيني والهروي

4- أنّ معرفة الناسخ والمنسوخ من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً
الدليل:عن عليّ بنأبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا}[البقرة: 269]
قال أبو عبيدٍ: " المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه ومقدّمه ومؤخّره وحلاله وحرامه وأمثاله.
قال: فأمّا قوله عزّ وجلّ: {وما يعلم تأويله إلّا اللّه} [آل عمران: 7] ، فإنّه يعني: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللّه " ). ذكره الهروي في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز.
والنحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
وابن الجوزي في كتابه نواسخ القرآن.
قال أبو الفرَجِ عبدُ الرحمنِ بنُ عليٍّ


‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
هناك ملاحظة على خطوة الترتيب، فالأولى تقديم ما بينه القرآن في فضله، ثم ما ورد عن الصحابة والتابعين، ثم ماورد عن بقية أهل العلم.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...804#post200804

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 18
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 10:27 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

-التمهيد
-المقصد العام من الباب الأول:
-بيان كيفية نزول القرآن وتلاوته
وذكر حفاظه في ذلك الأوان
-المقاصد الفرعية :
-أدلة أن القرآن أنزل في شهر رمضان وإبطال القول أنه أنزل في ليلة النصف من شعبان.
-الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر مع الأدلة والترجيح.
-الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
-الحكمة من إنزال القرآن إلى الأرض منجما،و من أنه لم ينزل جملة كسائر الكتب.
-الخلاف في تحديد الزمن بين نزول أول القرآن وآخره وسببه.
-أدلة تحقيق وعد الله للنبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه، وضمان له عدم نسيانه
-بيان ان أكثر نزول الوحي كان قبل وفاته صلى الله عليه وسلم حتى توفي.
-الأقوال في أول مانزل وآخر مانزل مع الأدلة والترجيح.
-جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-معنى التواتر في القراءة.
-الجمع في الاختلاف بين أن عدد القراء بلغ حد التواتر و ما جاء في الرواية عن مسروق.
-جمع القرآن في عصر الصحابة.
-بيان أن جمع القرآن وترتيب الآيات والسور أمر توقيفي .

-التمهيد:
بعد أن حمد المؤلف الله وأثنى عليه وعلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم والنبيين والملائكة وعلى صحبه وآله، وتابعيهم وجميع أهل البر والطاعة
ذكر اسم كتابه وهو:"المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز"ا.و أبوابه الستة وهي:
1-البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
2-جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن.
3-معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).
4-معنى القراءات السبع المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان.
5-الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية.
6- الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها، وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها.
كما بين أهمية كتابه وهي :معرفة كيفية نزول القرآن وجمعه وتلاوته، ومعنى الأحرف السبعة التي نزل عليها، والمراد بالقراءات السبع وضابط ما قوي منها، وبيان ما انضم إليها، والتعريف بحق تلاوته وحسن معاملته.

-المقصد العام من الباب الأول:
-بيان كيفية نزول القرآن وتلاوته
وذكر حفاظه في ذلك الأوان:

-المقاصد الفرعية :
-أدلة أن القرآن أنزل في شهر رمضان وإبطال القول أنه أنزل في ليلة النصف من شعبان:
1- حديث السري عن محمد بن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
-معنى الحديث:
رسلاً أي رفقًا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق، فقوله على مواقع النجوم في موضع نصب على الحال، ورسلا أي ذا رسل يريد مفرقا رافقا.

2-حديث أبو بكر ابن أبي شيبة -وهو أحد شيوخ مسلم- في "كتاب ثواب القرآن" عن أبي قلابة قال: أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان. وعنه: أنزلت التوراة لست والزبور لثنتي عشرة، وفي رواية أخرى: الزبور في ست، يعني من رمضان.
3-قول البيهقي في معنى قوله: ((أنزل القرآن لأربع وعشرين)): إنما أراد -والله أعلم- نزول الملك بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا.
وقال في معنى قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}: يريد -والله أعلم: إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع،
فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل.
قلت: هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أو إلى شيء منه: يحتاج إلى نحو هذا التأويل أهل السنة المعتقدون قدم القرآن، وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى.

-الأقوال في المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر :
1-أنه ابتدئ إنزاله فيها.
ابتدء إنزال القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم وهو متحنث بحراء في شهر رمضان
2-أنه أنزل فيها جملة واحدة.
3- أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
-أدلة تجمع بين القول الثاني والثالث:
1-حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، صحيح على شرطهما.
- معنى {بمواقع النجوم}
نزل متفرقا.قاله ابن عباس
هو من قولهم: نجم عليه الدية أي قطعها، ومنه نجوم الكتابة، فلما قطع الله سبحانه القرآن وأنزله مفرقا قيل لتفاريقه نجوم، ومواقعها: مساقطها، وهي أوقات نزولها، وقد قيل: إن المراد هو مغارب نجوم السماء، والله أعلم.قاله البيهقي
2-ماوردفي "كتاب ثواب القرآن" عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.
~ تساؤل:
هل يدل قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
~الجواب له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي لأمرين: أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه، والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.
3-قول قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.
-معنى قوله تعالى :{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
-فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل،وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا.
-{على مكث} على تؤدة وترسل.
- {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا.
4-أنه كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان
الدليل :
حديث أبي عبيد، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين، قال ابن سيرين: فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة.
-القول الراجح:
ما قد صح من الآثار عن ابن عباس التي تجمع بين القول الثاني والثالث.
ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن} إشارة إلى كلذلك ،وهو كونه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأول نزوله إلى الأرض وعرضه وإحكامه في شهر رمضان، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن}.

-الحكمة في إنزال القرآن جملة إلى السماء الدنيا:
1-فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، واقتضت الحكمة الإلهية وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع ولم ينزل جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.
2-وهذا من جملة ما شرف به نبينا صلى الله عليه وسلم، كما شرف بحيازة درجتي الغني الشاكر والفقير الصابر، فأوتي مفاتيح خزائن الأرض، فردها واختار الفقر والإيثار بما فتح الله عليه من البلاد، فكان غنيا شاكرا وفقيرا صابرا صلى الله عليه وسلم.
3-أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة، ثم أجرى من السماء الدنيا الآية بعد الآية عند نزول النوائب، قال الله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وقال عز وجل: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}.

4- فائدة إنزال القرآن جملة قبل ظهورنبوة محمد صلى الله عليه وسلم -وهو القول الراجح -
هي: إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء.
قال صلى الله عليه وسلم: ((كنت نبيا وآدم بين الماء والطين))، وفي ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة لما أنزل سورة الأنعام أن تزفها، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلام بإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له...
، وكلا القولين محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكره المؤلف من التفخيم له ولمن أنزل عليه،

-الحكمة من إنزال القرآن إلى الأرض منجما،و من أنه لم ينزل جملة كسائر الكتب:
1-لتقوية فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى : {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك}وإدخال السرور على قلبه ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه .
2-ليتيسر عليه حفظه،وهذا من معاني قوله تعالى: {لنثبت به فؤادك}، وقد كان النبي أمياًولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كان غيره، والله أعلم.
-تساؤل:
فإن قلت: كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة.
الجواب:
ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه، فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في لحظة واحدة، وأن يلهمهم الإيمان به، ولكنه لم يفعل، ولا معترض عليه في حكم. {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
3-أن في القرآن جواب عن أمور سأله عنها قومه ، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

-الخلاف في تحديد الزمن بين نزول أول القرآن وآخره :
وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة،
-سبب الخلاف:
وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.

-أدلة تحقيق وعد الله للنبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه، وضمان له عدم نسيانه:
1-قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، أي علينا أن نجمعه في صدرك فتقرؤه فلا ينفلت عنك منه شيء،
2-وقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}، أي غير ناس له.
3-وما ورد في الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى.

-بيان ان أكثر نزول الوحي كان قبل وفاته صلى الله عليه وسلم حتى توفي:
الدليل:
حديث ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد. هذا لفظ البخاري،
~المقصود بهذه المدة هي أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، وكانت أياما، والله أعلم.

-أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن:
أول سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، ، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.

-الأقوال في آخر ما نزل من الآيات :
~قوله تعالى:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية،
الدليل:حديث أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين،
~ وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن،
الدليل :حديث عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
قلت: يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

-جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1-كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا))،الدليل:ففي جامع الترمذي وغيره عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))... هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
2-وكان يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين،الدليل: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة
3-وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.الدليل:عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضي الله عنها: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي.
4-وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر.
-معنى التواتر في القراء:
-وإن لم يكمل القرآن سوى أربعة، فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا.
وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
-الجمع في الاختلاف بين أن عدد القراء بلغ حد التواتر و ما جاء في الرواية عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
1-أن مفهوم الرواية ليس للحصر ومما يشهد لصحة ذلك :
-كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة ، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
-ما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
-قول عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن.

2-أن ما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
ومن هذه التأويلات :
1- أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
2-ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
3-ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
4-ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
5-ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
6-ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛
-سبب أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛
1- لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
2-ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.
قال المازري: وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متفرقون في البلاد؟ وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة.ذكره القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" كما ذكر ذلك المؤلف .



-جمع القرآن في عصر الصحابة:
1-كانت الآيات مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر،
2-ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
-وبذلك يتبين أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث -وهو ترتيب السور- كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين.

-بيان أن جمع القرآن وترتيب الآيات والسور أمر توقيفي :
-ما ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب:" أن جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين، الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه، وأن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بجميعه بيانا شائعا ذائعا وواقعا على طريقة واحدة، ووجه تقوم به الحجة وينقطع العذر، وأن الخلف نقله عن السلف على هذه السبيل، وأنه قد نسخ منه بعض ما كانت تلاوته ثابتة مفروضة، وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا أخر منه مقدم، وأن الأمة ضبطت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترتيب آي كل سورة ومواضعها وعرفت مواقعها، كما ضبطت عنه نفس القرآن وذات التلاوة.وأنه قد يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد رتب سوره على ما انطوى عليه مصحف عثمان، كما رتب آيات سوره، ويمكن أن يكون قد وكل ذلك إلى الأمة بعده، ولم يتول ذلك بنفسه صلى الله عليه وسلم، وإن هذا القول الثاني أقرب وأشبه بأن يكون حقا على ما سنبينه فيما بعد إن شاء الله تعالى، وإن القرآن لم يثبت آيه على تاريخ نزوله، بل قدم ما تأخر إنزاله، وأخر بعض ما تقدم نزوله على ما قد وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك"...
-ما ذكره أبو الحسن في "كتاب الوسيلة" عن شيخه الشاطبي بإسناده إلى ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم... وذكره أبو عمرو الداني في "كتاب المقنع".
-ما جاء في سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت.
-ما جاء في البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غير أولي الضرر}.

-أنواع النسخ في القرآن:
1- ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
مثاله : كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
وقولها "... وهن مما يقرأ من القرآن"، يعني عند من لم يبلغه نسخ تلاوته قرآنا.
2- ما نسخت تلاوته وحكمه.
3-ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته .
مثاله:كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها {أربعة أشهر وعشرا}.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.

[المرشد الوجيز: 9- 47]

من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 05:18 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

-المقصد العام :
في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآنوإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .
-المقاصد الفرعية
-تمهيد:
-بيان أن تأليف القرآن توقيفي عدا سورة براءة.
-معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"،
-جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع أبي بكر للقرآن .
~السبب الذي دعا أبو بكر رضي الله عنه الى جمع القرآن.
~سبب اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن.
~خطوات جمع أبوبكر رضي الله عنه للقرآن
-جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع عثمان للمصحف .
~الأقوال المؤيدة لجمع عثمان رضي الله عنه.
~السبب الذي دعا عثمان رضي الله عنه لجمع المصحف على قراءة واحدة.
~خطوات جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
~إجابة على تساؤل.
-الحكمة من تمزيق مروان الصحف
~الأقوال في معنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش".



-المقصد العام :
في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآنوإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم :
-المقاصد الفرعية:
-تمهيد:
سبب عدم جمع الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن في مصحف واحد :
لم يجمعه صلى الله عليه وسلم لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.ذكره الشيخ أبو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى ،و غيره من الأئمة .
أن التأليف كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أن الجمع في الصحف كان في زمن أبي بكر ،وذلك كما روي عن زيد بن ثابت.والجمع في عهد عثمان رضي الله عنه هو :النسخ في المصاحف .

-بيان أن تأليف القرآن توقيفي عدا سورة براءة:
- قال البيهقي في كتاب "المدخل": واعلم أن القرآن كان مجموعا كله في صدور الرجال أيام حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومؤلفا هذا التأليف الذي نشاهده ونقرؤه إلا "سورة براءة"، فإنها كانت من آخر ما نزل من القرآن، ولم يبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه موضعها من التأليف حتى خرج من الدنيا، فقرنها الصحابة -رضي الله عنهم- بـ"الأنفال". وبيان ذلك في حديث ابن عباس قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك، وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقيب آية كذا في السورة التي يذكر فيها كذا، وروي معنى هذا عن عثمان رضي الله عنه. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى ينزل "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإذا أنزل "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أن السورة قد ختمت، فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد، لا في ترتيبه، فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله تعالى جملة واحدة في شهر رمضان ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم كان ينزله مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته عند الحاجة وحدوث ما يحدث على ما يشاء الله عز وجل: وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة، وكان هذا الاتفاق من الصحابة سببا لبقاء القرآن في الأمة رحمة من الله عز وجل لعباده، وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال جل ذكره: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

-معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ختم السورة حتى تنزل البسملة"،
1- يعني به -والله أعلم- وقت عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل عليه السلام، فكان لا يزال يقرأ في السورة إلى أن يأمره جبريل بالتسمية، فيعلم أن السورة قد انقضت، وعبر النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ النزول، إشعارا بأنها قرآن، في جميع أوائل السور فيه،
2-ويجوز أن يكون المراد بذلك أن جميع آيات كل سورة كان ينزل قبل نزول البسملة، فإذا كملت آياتها نزل جبريل البسملة، واستعرض السورة، فيعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن السورة قد ختمت، لم يبق يلحق بها شيء.

-جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع أبي بكر للقرآن :
انشراح صدورهم لجمع القرآن الكريم وتأييدهم ذلك الفعل، قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، قال: قال علي: ((يرحم الله أبا بكر، هو أول من جمع ما بين اللوحين)). وفي رواية عنه: ((أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر)).
-السبب الذي دعا أبو بكر رضي الله عنه الى جمع القرآن:
هو خشية من أن يقتل القراء كما حصل في حرب اليمامة فيذهب كثير من القرآن.
الدليل :
- (قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: ((إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر)).
- قال زيد: قال أبو بكر: ((إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر)).

-سبب اختيار زيد بن ثابت لجمع القرآن: ويقال:إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل وهي التي بين فيها ما نسخ وما بقي.
- قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين،
وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت؛ لأنه كتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف، رضي الله عنهم أجمعين.

~خطوات جمع أبوبكر رضي الله عنه للقرآن:
1- كان القرآن مثبتًا في صدور الرجال، مكتوبا في الرقاع واللخاف والعسب، وأمر أبو بكر الصديق حين استحر القتل بقراء القرآن يوم اليمامة بجمعه من مواضعه في صحف،

2- جلس زيد وعمر رضي الله عنهما على باب المسجد الذي يلي موضع الجنائز ، وجعل الناس يأتون بالقرآن، منهم من يأتي به في الصحيفة، ومنهم من يأتي به في العسب فكل من جاءك بشيء من كتاب الله عز وجل ينكروه يطلبوا منه شاهدين،ذكر في كتاب "الانتصار"
3- فوجدوا مع أبي بن كعب مع كتبا مثل الذي وجدوه عند جميع الناس.
4- بعد انتهاءهم من كتابته وجمعه في الورق ، قال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السفر، وقال بعضهم: كان الحبشة يدعونه المصحف.فكان أبو بكر أول من جمع القرآن في المصحف.ذكره القاضي أبو بكر

-الأقوال في الجمع بين تتبع زيد بن ثابت للقرآن في صدور الرجال وأنه من الحفظة ،
والجمع بين ما ذكر في كتاب أبي عبيد:-أنه وجد خاتمة "براءة" مع خزيمة بن ثابت وآية "الأحزاب" مع خزيمة أو أبي خزيمة، - وما ذكر في كتاب ابن أبي داوود عن أبي العالي أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملي عليهم أبي بن كعب، فلما انتهوا إلى هذه الآية من "سورة براءة":{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أنها آخر ما نزل من القرآن. فقال أبي: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأني بعدهن آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه} إلى {وهو رب العرش العظيم}. فهذا آخر ما نزل من القرآن، فختم الأمر بما فتح به، يعني بكلمةالتوحيد.-الجمع بينها يكون بما يلي :
1- أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص
2- أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم.ذكره مكي وغيره.وهذا احتمال ضعيف كما أخبر المؤلف.
3-أن زيد بن ثابت كان يتتبع القراءات السبعة من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. .ذكره الشيخ أبو الحسن
4- ما ورد في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.
الغاية من الشاهدين هو :
1- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر . قاله الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء"
2- أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف .قاله المؤلف

-جمع المصحف في عهد عثمان رضي الله عنه:
~إجماع الصحابة على جمع عثمان للمصحف :
- ما ورد في "السنن الكبير" عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول عن سويد بن غفلة عن علي -رضي الله عنه- قال: ((اختلف الناس في القرآن على عهد عثمان فجعل الرجل يقول للرجل: قراءتي خير من قراءتك، فبلغ ذلك عثمان فجمعنا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الناس قد اختلفوا اليوم في القراءة وأنتم بين ظهرانيهم، فقد رأيت أن أجمع على قراءة واحدة، قال: فأجمع رأينا مع رأيه على ذلك))، قال: وقال علي: ((لو وليت مثل الذي ولي، لصنعت مثل الذي صنع)). وفي رواية: ((يرحم الله عثمان، لو كنت أنا لصنعت في المصاحف ما صنع عثمان)). أخرجه البيهقي في "المدخل".

-الأقوال المؤيدة لجمع عثمان رضي الله عنه:
ولهذا قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
- وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.
-وقد عبر الشيخ أبو القاسم الشاطبي رحمه الله عما فعله الإمامان بأبيات من جملة قصيدته المسماة بـ"العقيلة" في بيان رسم المصحف، أخبرنا بها عنه شيخنا أبو الحسن وغيره فقال رحمه الله:
واعلم بأن كتاب الله خص بما تاه البرية عن إتيانه ظهرا

~السبب الذي دعا عثمان رضي الله عنه لجمع المصحف على قراءة واحدة:
الاختلاف في قراءة القرآن .
وفي كتاب ابن أبي داود أيضا عن هشام عن محمد -هو ابن سيرين- قال: كان الرجل يقرأ، حتى يقول الرجل لصاحبه: كفرت بما تقول. فرفع ذلك إلى عثمان بن عفان، فتعاظم ذلك في نفسه، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فأرسل إلى الربعة التي كانت في بيت عمر، فيها القرآن.

-خطوات جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:
1-عزم على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه به.فجعل الرجل يأتيه باللوح والكتف والعسيب فيه الكتاب،
2-سؤال من أتاه بشيء هل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3-كانوا إذا تماروا في الآية يقولون: إنه أقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فلان بن فلان، وهو على رأس أميال من المدينة، فيبعث إليه فيجيء، فيقولون: كيف أقرأك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آية كذا وكذا؟ فيقول: كذا، فيكتبون كما قال.
3-سؤاله البينة لم يكن على على أصل القرآن، فقد كان معلوما لهم ، وإنما كانت على ما أحضروه من الرقاع المكتوبة فطلب البينة عليها أنها كانت كتبت بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبإذنه على ما سمع من لفظه ،ولهذا قال: فليمل سعيد، يعني من الرقاع التي أحضرت، ولو كانوا كتبوا من حفظهم لم يحتج زيد فيما كتبه إلى من يمليه عليه.
4- سؤاله عن أفصح الناس وأكتب الناس .
5-أمر ه بأن يكتب زيدبن ثابت وهو أكتب الناس ويمل سعيد بن العاص وهو أفصح الناس زيد .
6-دعا عثمان رضي الله عنه أربعة نفر، ثلاثة من قريش ورجلا من الأنصار: عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وسعيد بن العاص وزيد بن ثابت فقال: انسخوه. فنسخوه على هذا التأليف، وقال: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على ما تقولون أنتم، فإن القرآن أنزل على لسان قريش، فنسخوا القرآن في مصحف واحد حتى فرغوا منه، ثم نسخ من ذلك المصحف مصاحف، فبعث إلى كل بلد مصحفا، وأمرهم بالاجتماع على هذا المصحف.

-إجابة على تساؤل:
فإن قلت: كان قد جمع من الرقاع في أيام أبي بكر، فأي حاجة إلى استحضارها في أيام عثمان؟
الإجابة :
1-إن فعل كل واحد من الإمامين أبي بكر وعثمان [رضي الله عنهما]، وقصد كل واحد منهما غير قصد الآخر، فأبو بكر قصد جمعه في مكان واحد، ذخرا للإسلام يرجع إليه إن اصطلم، والعياذ بالله، قراؤه، وعثمان قصد أن يقتصر الناس على تلاوته على اللفظ الذي كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يتعدوه إلى غيره من القراءات التي كانت مباحة لهم، المنافية لخط المصحف من الزيادة والنقصان وإبدال الألفاظ .
2-أبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر.ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟الحديث،
3- وأما ما روي أن عثمان جمع القرآن أيضا من الرقاع كما فعل أبو بكر فرواية لم تثبت، ولم يكن له إلى ذلك حاجة، وقد كفيه بغيره، إن عثمان طلب إحضار الرقاع ممن هي عنده، وجمع منها، وعارض بما جمعه أبو بكر، أو نسخ مما جمعه أبو بكر، وعارض بتلك الرقاع، أو جمع بين النظر في الجميع حالة النسخ، ففعل كل ذلك أو بعضه، استظهارا ودفعا لوهم من يتوهم خلاف الصواب، وسدا لباب القالة: إن الصحف غيرت أو زيد فيها ونقص،قاله القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار"

-الحكمة من تمزيق مروان الصحف:
إن ما فعله مروان من طلبه الصحف من ابن عمر وتمزيقها -إن صح ذلك- فلم يكن لمخالفة بين الجمعين، إلا فيما يتعلق بترتيب السور، فخشي أن يتعلق متعلق بأنه في جمع الصديق غير مرتب السور، فسد الباب جملة. هذا إن قلنا إن عين ما جمعه عثمان هو عين ما جمعه أبو بكر، ولم يكن لعثمان فيه إلا حمل الناس عليه مع ترتيب السور، وأما إن قلنا بقول من زعم أن عثمان اقتصر مما جمعه أبو بكر على حرف واحد من بين تلك القراءات المختلفة فأمر ما فعله مروان ظاهر.

-الأقوال في معنى قول عثمان رضي الله عنه، "إن القرآن أنزل بلسان قريش" :
1-أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم.
2-أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف.

-الخلاصة:
واعلم أن حاصل ما شهدت به الأخبار المتقدمة وما صرحت به أقوال الأئمة أن تأليف القرآن على ما هو عليه الآن كان في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذنه وأمره، وأن جمعه في الصحف خشية دثوره بقتل قرائه كان في زمن أبي بكر رضي الله عنه، وأن نسخه في مصاحف حملا للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صلى الله عليه وسلم ومنعا من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمن عثمان رضي الله عنه، وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبا مجتمعا غير مفرق على اللفظ الذي أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكل ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل، ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لهم من قراءته على سبعة أحرف ، فلما ولي عثمان وكثر المسلمون وانتشروا في البلاد وخيف عليهم الفساد من اختلافهم في قراءاتهم لاختلاف لغاتهم حملهم عثمان على ذلك اللفظ الذي جمعه زيد في زمن أبي بكر، وبقي ما عداه ليجمع الناس على قراءة القرآن على وفق ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يكثر فيه التصرف، فيتفاحش تغيره، وتنمحق ألفاظه المنزلة.




-الأقوال في أسماء البلدان التي بعث اليها المصاحف :
- قال أبو حاتم السجستاني: لما كتب عثمان رضي الله عنه المصاحف حين جمع القرآن كتب سبعة مصاحف، فبعث واحدا إلى مكة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وآخر إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا.
- قال أبو عمرو الداني في كتاب "المقنع": أكثر العلماء على أن عثمان رحمه الله لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ: فوجه إلى الكوفة إحداهن، وإلى البصرة أخرى، وإلى الشام الثالثة، واحتبس عند نفسه واحدة.


‏‫من جهاز الـ iPhone الخاص بي‬

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 25 رجب 1436هـ/13-05-2015م, 05:20 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

جزاكم الله خيراً وضعت تلخيص المقاصد هنا لأن الروابط لا تعمل

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir