دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 01:37 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) )

1-المسائل اللغوية:

-معنى كلا
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(9-{كَلاَّ}: للرَّدْعِ وَالزَّجْرِ عَن الاغترارِ بِكَرَمِ اللَّهِ وَجَعْلِهِ ذَرِيعَةً إِلَى الْكُفْرِ بِهِ.

المعنى الإجمالي

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ بل تكذّبون بالدّين} أي: بل إنّما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي تكذيبٌ في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} أي: معَ هذا الوعظِ والتذكيرِ، لا تزالونَ مستمرينَ على التكذيبِ بالجزاءِ).

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) )

المعنى الإجمالي :

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ يعني: وإنّ عليكم لملائكةً حفظةً كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح فإنّهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.

-الحث على إكرام الملائكة الكتبة

-قال ابن أبي حاتمٍ بسنده: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أكرموا الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائطٍ أو ببعيره، أو ليستره أخوه)).
-وقد رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ اللّه ينهاكم عن التّعرّي، فاستحييوا من ملائكة اللّه الّذين معكم الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى ثلاث حالاتٍ: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائطٍ أو ببعيره)). ثمّ قال: حفص بن سليمان ليّن الحديث، وقد روي عنه واحتمل حديثه.

الحث على كثر الاستغفار

وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا زياد بن أيّوب، حدّثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبيّ، حدّثنا تمّام بن نجيحٍ، عن الحسن، يعني البصريّ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزّ وجلّ ما حفظا في يومٍ فيرى في أوّل الصّحيفة وفي آخرها استغفاراً إلاّ قال اللّه تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصّحيفة)). ثمّ قال: تفرّد به تمّام بن نجيحٍ، وهو صالح الحديث.
قلت: وثّقه ابن معينٍ، وضعّفه البخاريّ وأبو زرعة وابن أبي حاتمٍ والنّسائيّ وابن عديٍّ، ورماه ابن حبّان بالوضع، وقال الإمام أحمد: لا أعرف حقيقة أمره.


-الملائكة تعرف بني آدم

عند البزّار: عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ ملائكة اللّه يعرفون بني آدم -وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم- فإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بطاعة اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: أفلح اللّيلة فلانٌ. نجا اللّيلة فلانٌ، وإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بمعصية اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: هلك اللّيلة فلانٌ)).
ثم ّذكر أن فيه لين الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 8/344-345]

-الملائكة تعرف أعمال القلوب

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وأنتمْ لا بدَّ أنْ تحاسبُوا على مَا عملتُمْ، وقدْ أقامَ اللهُ عليكمْ ملائكةً كراماً يكتبونَ أقوالكمْ وأفعالكُمْ ويعلمونَ أفعالكمْ، ودخلَ في هذا أفعالُ القلوبِ، وأفعالُ الجوارحِ، فاللائقُ بكم أنْ تكرموهمْ وتجلوهمْ، وتحترموهمْ).

تفسير قوله تعالى: (كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) )

المعنى الإجمالي :

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : يعني: وإنّ عليكم لملائكةً حفظةً كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح فإنّهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.

تفسير قوله تعالى: (يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) )

المعنى الإجمالي:

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(12 -{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} يَقُولُ: إِنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ بيومِ الدِّينِ، وَمَلائِكَةُ اللَّهِ مُوَكَّلُونَ بِكُم، يَكْتُبُونَ أَعْمَالَكُمْ حَتَّى تُحَاسَبُوا بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) )

المعنى الإجمالي:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : يخبر تعالى عمّا يصير الأبرار إليه من النّعيم وهم الّذين أطاعوا اللّه عزّ وجلّ ولم يقابلوه بالمعاصي.

2-لماذا سماهم الأبرار

وقد روى ابن عساكر عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّما سمّاهم اللّه الأبرار؛ لأنّهم برّوا الآباء والأبناء)) ).

3-المراد بالأبرار

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : المرادُ بالأبرارِ: القائمونَ بحقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادهِ، الملازمونَ للبرِّ، في أعمالِ القلوبِ وأعمالِ الجوارحِ، فهؤلاءِ جزاؤهم النعيمُ في القلبِ والروحِ والبدنِ، في دارِ الدنيا البرزخِ و دارِ القرارِ).

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) )

المعنى الإجمالي :

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : (وذكر ما يصير إليه الفجّار من الجحيم والعذاب المقيم، ولهذا قال: {يصلونها يوم الدّين}).

من هم الفجار

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : الذينَ قصَّرُوا في حقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادهِ، الذينَ فجرتْ قلوبهم، ففجرتْ أعمالُهمْ {لَفِي جَحِيمٍ} أي: عذابٍ أليمٍ، في دار الدنيا و البرزخِ وفي دارِ القرارِ).

تفسير قوله تعالى: (يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) )

المقصود بيوم الدين:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : ({يصلونها يوم الدّين}. أي: يوم الحساب والجزاء والقيامة).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : أي: يومَ الجزاءِ على الأعمالِ).
وبهذا قال الأشقر رحمه الله وقال:
يَلْزَمُونَهَا مُقَاسِينَ لِوَهَجِهَا وَحَرِّهَا يَوْمَئِذٍ. [زبدة التفسير: 587]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) )

المعنى الإجمالي

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : ({وما هم عنها بغائبين}. أي: لا يغيبون عن العذاب ساعةً واحدةً ولا يخفّف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الرّاحة، ولو يوماً واحداً).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} أي: بلْ همْ ملازمونَ لها.
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : أَيْ: لا يُفَارِقُونَهَا أَبَداً ، بَلْ هُمْ فِيهَا أَبَدَ الآبِدِينَ).

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) )

المسائل التفسيرية:


1-فائدة الاستفهام

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : (وقوله: {وما أدراك ما يوم الدّين}: تعظيمٌ لشأن يوم القيامة).


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : ({وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} ففي هذا تهويلٌ لذلكَ اليومِ الشديدِ الذي يحيرُ الأذهانَ).

- أكّده بقوله: {ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين}).
-قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ : أَيْ: يَوْمُ الْجَزَاءِ وَالْحِسَابِ، كَرَّرَهُ تَعْظِيماً لِقَدْرِهِ وَتَفْخِيماً لِشَأْنِهِ، وَتَهْوِيلاً لأَمْرِهِ.

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) )

المعنى الإجمالي:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : (ثمّ فسّره بقوله: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً}. أي: لا يقدر واحدٌ على نفع أحدٍ ولا خلاصه ممّا هو فيه إلاّ أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ: ولو كانتْ لها قريبةٌ مصافيةٌ، فكلٌّ مشتغلٌ بنفسهِ لا يطلبُ الفكاكَ لغيرهَا.
الآثار في هذا المعنى:

-قال: {والأمر يومئذٍ للّه}. كقوله: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القّهّار}. وكقوله: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن}. وكقوله: {مالك يوم الدّين}.(ابن كثير)
-ويذكر حديث: ((يا بني هاشمٍ أنقذوا أنفسكم من النّار لا أملك لكم من اللّه شيئاً)) .(ابن كثير)

معنى أن الأمر لله:

قال قتادة: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ للّه}. والأمر واللّه اليوم للّه، ولكنّه يومئذٍ لا ينازعه أحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/345]
{وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} فهوَ الذي يفصلُ بينَ العبادِ، ويأخذُ للمظلومِ حقَّهُ من ظالمِهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 914]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ :لا يَمْلِكُ أَحَدٌ كَائِناً مَنْ كَانَ لِنَفْسٍ أُخْرَى شَيْئاً مِنَ المَنْفَعَةِ، فَلَيْسَ ثَمَّ أَحَدٌ يَقْضِي شَيْئاً أَوْ يَصْنَعُ شَيْئاً إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ، وَاللَّهُ لا يُمَلِّكُ أَحَداً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيْئاً مِنَ الأُمُورِ كَمَا مَلَّكَهُمْ فِي الدُّنْيَا).
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بك ، لقد تم استحقاق الدرجة بالمشاركة الأولى لسورة الانفطار .
فهاتان مشاركتان لدرس واحد .
جزاكِ الله كل الخير .

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 01:53 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )


المسائل التفسيرية:
1-ذكر نعم الله على رسوله:


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) [لا فائدة من ذكر الاسم بالكامل وتاريخ الوفاة في التلخيص]:
ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه

-النعمة الأولى :

- أن الله آوى رسوله حال يتمه
-معنى اليتم :
ذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. [يجب هنا أن تبيني معنى اليتم بأسلوبكِ مما فهمت من كلام المفسر ، لا أن تنقلى بالنص من كلام المفسر] .
-مراحل حياته صلى الله عليه وسلم:
1-في رعاية جده
{ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين.
2-في رعاية عمه
فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
3- إلى المدينة المنورة
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به). [تفسير القرآن العظيم: 8/426] [الأصل أن تلخيصك يغنيك عن الكتاب الأصلي إلا في مواطن يسيرة لإدراك بعض التفصيلات التي يعد ذكرها في التلخيص إطنابا وحشوا ، ومن ثم فلا داع للإحالة ، بقولك تفسير كذا ص ...] .
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : حتى أيدهُ اللهُ بنصرهِ وبالمؤمنينَ. [تيسير الكريم الرحمن: 928]

النعمة الثانية:

تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )

المسائل التفسيرية :

1-معنى الضلالة والهداية في الآية:

-أنه الهداية إلى الإسلام:
ذكر كلام المفسرين بالنص هنا لا يكون تلخيصا ، فالمراد استخلاص مقاصدهم ، وجمع المتشابه منها كقولٍ أول ، ثم بيان القول الثاني وهكذا .
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7- {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}: وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ). [زبدة التفسير: 596]
أقوال المفسرين في المراد بالضلال في الآية :
-هداه لما ضل الطريق في صغره:

ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.

-هداه لما ضل الطريق وهو كبير مع عمه

وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/426]


تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) )

المسائل التفسيرية:

1-النعمة الثالثة :

--نعمة الله تعالى في إغناء نبيه صلى الله عليه وسلم

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.

2-منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

وقال قتادة في قوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.

3-معنى الغنى

وفي الصحيحين من طريق عبد الرزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)). [تم التنبيه من قبل أن التلخيص لا يذكر فيه الاسناد كاملا ، فيرجى الاتنباه لذلك ، فيكتفى بذكر راوي الأثر أو الحديث ، ومن خرج هذا الأثر (في أي كتب السنة) ]
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]

4-أن الله تعالى أغنى نبيه بالفتوحات وغيرها

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ عَائِلاً}أي: فقيراً {فَأَغْنَى} بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا.
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8- {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ). [زبدة التفسير: 596]


5-النعمة تقابل بالشكر

الذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )

المسائل التفسيرية :
- مناسبة هذه الآيات لما قبلها :
1-شكر النعم:


1-الإحسان إلى اليتيم
ذكر كلام المفسرين بالنص هنا لا يكون تلخيصا ، فالمراد استخلاص مقاصدهم ، وجمع المتشابه منها كقولٍ أول ، ثم بيان القول الثاني وهكذا .
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ، وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}: لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِ لِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى). [زبدة التفسير: 596]

2-الإحسان إلى السائل:

-الترهيب من التجبر والفظاظة مع السائل:
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
-يدخل في هذا السائل في العلم:
[إفراد كلام كل مفسر وحده ليس تلخيصا ، بل فيه إطناب وتكرار ، فقد تتفق أقوالهم في بعض الأحوال ، فهذا قول واحد ، وقد تختلف فتحرر تحريرا جيدا ،
القول الأول : .... وقال به .... .
القول الثاني : ..... وقال به : ..... .]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}: لا تَنْهَرْهُ إِذَا سَأَلَكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً). [زبدة التفسير: 596]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) )

-المسألة الأولى شكر النعمة :



1-شكر النعم بالتحدث بها

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
-وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها.
-وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.(ابن كثير)
- فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]
-قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ. وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ). (زبدة التفسير)


2-شكر الناس من شكر الله

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، حدّثنا الجرّاح بن مليحٍ، عن أبي عبد الرحمن، عن الشّعبيّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر: ((من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكرٌ، وتركها كفرٌ، والجماعة رحمةٌ، والفرقة عذابٌ)). إسناده ضعيفٌ.
وقال أبو داود: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الرّبيع بن مسلمٍ، عن محمد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)).

3-شكر النعمة بالثناء والدعاء

وفي الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم)).(ابن كثير)
ورواه التّرمذيّ، عن أحمد بن محمدٍ، عن ابن المبارك، عن الرّبيع بن مسلمٍ، وقال: صحيحٌ.(ابن كثير)
-قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.


4-شكر النعمة بذكرها

-قال أبو داود: حدّثنا عبد الله بن الجرّاح، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
-وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى). [تفسير القرآن العظيم: 8/427-428]

5-الجزاء على المعروف:

قال أبو داود: حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا بشرٌ، حدّثنا عمارة بن غزيّة، حدّثني رجلٌ من قومي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)). قال أبو داود: ورواه يحيى بن أيّوب، عن عمارة بن غزيّة، عن شرحبيلٍ، عن جابرٍ: كرهوه فلم يسمّوه. تفرّد به أبو داود.

المسألة الثانية المقصود بالنعمة


-النبوة

قال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك.

-نعمة القرآن

في روايةٍ عن مجاهد : القرآن.

جزاكِ الله خيرا ، ونفع بك ، يلاحظ التحسن عن ذي قبل ، إلا أننا نطمع في مزيد من التميز ، فهناك بعض الملاحظات التي تم التنبيه عليها تكررت ، ولكن استخراجك للمسائل وصياغتها جيدة جدا ، فبارك الله فيكِ ، ونفع بكِ ، ويرجى الاهتمام بالملاحظات المدرجة أثناء التصحيح .

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 16 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 10 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
.
= 80 %
درجة الملخص = 4 / 4 .


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 9 ربيع الثاني 1436هـ/29-01-2015م, 01:32 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص تفسير الدرس الأول من سورة الملك

تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) }


المسائل التفسيرية:

تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (1)

1-معنى تبارك ك س ش
2-مظاهر عظمة الله س
3-مظاهر قدرته س ش
4-الملك في الآخرة لله وحده ش


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (2)

1-الموت أمر وجودي ك
2-معنى الموت ش
3-الآثار في الموت ك
4-معنى حسن العمل ك س ش
5-معنى العزيز الغفور ك س ش


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )

1-معنى طباقا ك س ش
2-هل السموات متواصلة ك
3-معنى التفاوت ك س ش
4-معنى(فارجع البصر)
5-توجيه أمره بإعادة النظر س
6-معنى فطورٍ ك س ش

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )

1-معنى :كرّتين ك س
2-البصر خاسئًا ك س
3-معنى حسيرٌ ك س
4-معنى ينقلب إليك ك س


تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

1-مناسبة الآية لماقبلها. ك
2-معنى زينا ك س ش
3-معنى بمصابيح. ك ش
4-لماذا سميت مصابيح ش
5-منافع النجوم التي خلقها الله لها. ك ش
6-{وجعلناها رجومًا للشّياطين} مرجع الضمير . ك س ش
7-{وأعتدنا لهم عذاب السّعير} أي: مرجع الضمير. ك س ش
8-سبب استحقاقهم للعذاب ش
9-معنى الآية ك س ش


تلخيص اقوال المفسرين في تفسير الآيات :

تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (1)

1-معنى تبارك:

يمجّد تعالى نفسه فهو سبحانه تَعَاظَمَ وتعالى، وكَثُرَ خَيْرُه، وعَمَّ إحسانُه وعظم هذا حاصل أقوال المفسرين.

2-مظاهر عظمة الله

مِن عَظمتِه أنَّ بِيَدِه مُلْكَ العالَمِ العُلْوِيِّ والسُّفْلِيِّ، فهو الذي خَلَقَه ويَتَصَرَّفُ فيه بما شاءَ، مِن الأحكامِ القَدَرِيَّةِ، والأحكامِ الدِّينيَّةِ ذكر ذلك السعدي رحمه الله.

3-مظاهر قدرته

ومِن عَظَمَتِه كَمالُ قُدرتِه التي يَقْدِرُ بها على كُلِّ شيءٍ، وبها أَوْجَدَ ما أَوْجَدَ مِن المخلوقاتِ العظيمةِ،ذكره السعدي.

4-الملك في الآخرة لله وحده

في الآخِرَةِ لا يَدَّعِي الْمُلْكَ أحَدٌ غيرُ اللهِ، ولا يُنكِرُ مُلكَه أحَدٌ، ومنه قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقالَ:{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}). ذكر ذلك الأشقر رحمه الله



تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (2)

1-الموت أمر وجودي

واستدلّ بهذه الآية من قال: إنّ الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ. كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

2-معنى الموت والحياة

انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له، والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه. ذكره الأشقر في تفسيره.

3-الآثار في الموت

روى ابن أبي حاتمٍ بإسناده عن قتادة قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".
وأورده ابن كثير في تفسيره.

4-معنى حسن العمل

1-خيرٌ عملًا كما قال محمّد بن عجلان: ولم يقل أكثر عملًا. وأورد هذا ابن كثير.
2-أَخْلَصَه وأَصْوَبَه ذكره السعدي.
3-هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ ذكره الاشقر.

5-معنى العزيز الغفور
1-العزيز العظيم المنيع الجناب، وهو مع ذلك غفورٌ لمن تاب إليه وأناب.ذكره ابن كثير.
2-الذي له العِزَّةُ كُلُّها، التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، وانْقَادَتْ له المخلوقاتُ.
{الْغَفُورُ} للمذنبين إذا تَابُوا وأَنَابُوا فإنه يَغفِرُ ذُنوبَهم ولو بَلَغَتْ عَنانَ السماءِ ذكره السعدي.
3-{وَهُوَ الْعَزِيزُ} أيْ: الغالبُ الذي لا يُغالَبُ {الْغَفُورُ} لِمَن تابَ وأَنابَ ذكره الأشقر.

6-المعنى الإجمالي للآية :
الله تعالى خلقكم من العدم وأحياكم ليختبركم أيكم أحسن عملا وأخلصه وأصوبه وهو العزيز المنيع الجانب القاهر الذي لا ممانع له ومع صفات عزته فهو غفور لمن تاب وآناب إليه.هذا حاصل أقوالهم

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )

1-معنى طباقا :

طبقةً بعد طبقةٍ كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً وهذا حاصل أقوالهم فيها.

2-هل السموات متواصلة

قيل :أنّهنّ علويّاتٌ بعضهم على بعضٍ، والأرجح أنهن متفاصلاتٌ بينهنّ خلاءٌ كما دلّ على ذلك حديث الإسراء وغيره. رجح هذا ابن كثير رحمه الله.

3-معنى إنعدام التفاوت

أي مستوٍ، ليس فيه اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا مخالفةٌ، ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ وتناقُضٍ ولا تَبَايُنٍ، ولا اعْوجاجٍ ، بل هي مُستويةٌ مُستقيمةٌ دالَّةٌعلى خالِقِها.
هذا حاصل أقوالهم رحمهم الله.

4-معنى(فارجع البصر)

ولَمَّا كانَ كَمالُها مَعلوماً، أمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها؛ قالَ: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ}؛ أي: أَعِدْهُ إليها، ناظِراً مُعْتَبِراً متأملا.

5-معنى فطورٍ
1-عيبً أو نقصً أو خللً. ذكره ابن كثير.
2-قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم :شقوق . أورده ابن كثير.
3-قال السّدّيّ: من خروق. وأورده ابن كثير
4-قال ابن عباس : من وهي.ذكره ابن كثير أيضا.
5-نقْصٍ واختلالٍ ذكره السعدي.
6-تَشَقُّقٍ أو تَصَدُّعٍ. ذكره الأشقر.
وكلها ترجع إلى معان متقاربة

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )

1-معنى :كرّتين :

مرّتين و المرادُ بذلك: كَثرةُ التَّكرارِ.هذا حاصل اقوالهم.

2-معنى خاسئًا

1-قال ابن عبّاسٍ: ذليلًا
2- وقال مجاهدٌ، وقتادة: صاغرًاعن أن يرى عيبًا أو خللًا .
3-عاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً، ولو حَرِصَ غايةَ الْحِرْصِ

3-معنى حسيرٌ :

1-قال ابن عبّاسٍ: كليلٌ.
2- قال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: الحسير: المنقطع من الإعياء.
وأورد ابن كثير هذه الأقوال وقال:معنى الآية إنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب إليك، أي: لرجع إليك البصر، {خاسئًا} عن أن يرى عيبًا أو خللًا {وهو حسيرٌ} أي: كليلٌ قد انقطع من الإعياء من كثرة التّكرّر، ولا يرى نقصًا).
وبنحوه قال المفسرون.

4-معنى ينقلب إليك

أي يرجع إليك البصر كليلا.

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

1-مناسبة الآية لماقبلها.

لمّا نفى عنها في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها ذكرهذا ابن كثير رحمه الله.

2-معنى زينا

زيناجَمَّلْنَا {السَّمَاءَ الدُّنْيَا} التي تَرَوْنَها وتَلِيكُم فصارَتْ في أحْسَنِ خَلْقٍ وأكمَلِ صورةٍ وأَبهجِ شكْلٍ هذا حاصل ماقاله السعدي والأشقر.

3-معنى مصابيح.

1-هي النجومُ، على اختلافِها في النورِ والضياءِ؛ فإنه لولا ما فيها مِن النجومِ لكانَ سَقْفاً مُظْلِماً، لا حُسْنَ فيه ولا جَمالَ.
2-هي الكواكب الّتي وضعت فيها من السّيّارات والثّوابت.

4-لماذا سميت مصابيح :

لأنها تُضيءُ كإضاءةِ السِّراجِ ذكره الأشقر.

5-منافع النجوم التي خلقها الله لها.

قالَ قَتادةُ: خَلَقَ اللهُ النجومَ لثلاثٍ: زِينةً للسماءِ، ورُجومًا للشياطينِ، وعَلاماتٍ يُهتدَى بها في الْبَرِّ والبحرِ.ذكره ابن كثير والأشقر رحمهم الله.

6- مرجع الضمير في {وجعلناها رجومًا للشّياطين} :

أي وجَعَلْنَا المصابيحَ رُجوماً يُرْجَمُ بها الشياطينُ.

7- مرجع الضمير في قوله{وأعتدنا لهم عذاب السّعير} :

هم الشياطين والمراد أَعْدَدْنا للشياطينِ في الآخِرةِ بعدَ الإحراقِ في الدنيا بالشهُبِ, عذابَ النار.

8-سبب استحقاقهم للعذاب

لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه لذلك قد أَعَدَّ اللَّهُ لهم عَذابَ السَّعِيرِ.

9-معنى السعير :

عذابَ النارِ

10-معنى الآية الإجمالي :

بعد أن بين تعالى تمام صنعه للسماء بين كمال زينتها إذ جعل فيها الكواكب والنجوم كالمصابيح تزينها وترجم الشياطين فيها بعتوهم وتمردهم ثم يوم القيامة يردون إلى عذاب جهنم المستعرة المشتعلة

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 11 ربيع الثاني 1436هـ/31-01-2015م, 12:28 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) }


المسائل التفسيرية:

تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (1)

1-معنى تبارك ك س ش
2-مظاهر عظمة الله س
3-مظاهر قدرته س ش
4-الملك في الآخرة لله وحده ش


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (2)

1-الموت أمر وجودي ك
2-معنى الموت ش
معنى الحياة
3-الآثار الواردة في معنى الموت ك
معنى {ليبلوكم}
4-معنى حسن العمل ك س ش
المقصد الأصلي للابتلاء
5-معنى العزيز الغفور ك س ش


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )

1-معنى طباقا ك س ش
2-هل السموات متواصلة ك
3-معنى التفاوت ك س ش
4-معنى(فارجع البصر)
5-الحكمة من توجيه أمره بإعادة النظر س
6-معنى فطورٍ ك س ش

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )

1-معنى :كرّتين ك س
2-معنى عودة البصر خاسئًا ك س
3-معنى حسيرٌ ك س
4-معنى ينقلب إليك ك س


تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

1-مناسبة الآية لماقبلها. ك
2-معنى زينا ك س ش
3-معنى بمصابيح. ك ش
4-لماذا سميت مصابيح ش
5-منافع النجوم التي خلقها الله لها. ك ش
معنى {رجوما}
6-{وجعلناها رجومًا للشّياطين} مرجع الضمير . ك س ش
معنى {أعتدنا}
7-{وأعتدنا لهم عذاب السّعير} أي: مرجع الضمير. ك س ش
8-سبب استحقاقهم للعذاب ش
9-معنى الآية ك س ش


تلخيص اقوال المفسرين في تفسير الآيات :

تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (1)

1-معنى تبارك:

يمجّد تعالى نفسه فهو سبحانه تَعَاظَمَ وتعالى، وكَثُرَ خَيْرُه، وعَمَّ إحسانُه وعظم هذا حاصل أقوال المفسرين.

2-مظاهر عظمة الله

مِن عَظمتِه أنَّ بِيَدِه مُلْكَ العالَمِ العُلْوِيِّ والسُّفْلِيِّ، فهو الذي خَلَقَه ويَتَصَرَّفُ فيه بما شاءَ، مِن الأحكامِ القَدَرِيَّةِ، والأحكامِ الدِّينيَّةِ ذكر ذلك السعدي رحمه الله.
هذه الفقرة من التفسير ستفاد منها بيان معنى {الملك} وبيان معنى كون الملك بيده سبحانه
3-مظاهر قدرته

ومِن عَظَمَتِه كَمالُ قُدرتِه التي يَقْدِرُ بها على كُلِّ شيءٍ، وبها أَوْجَدَ ما أَوْجَدَ مِن المخلوقاتِ العظيمةِ،ذكره السعدي.
وهذه الفقرة يستفاد منها معنى قوله تعالى: {وهو على كل شيء قدير} وما تدل عليها من استحقاقه تعالى للقدرة الملطقة وبيان عجز ونقص من سواه.
ومن هنا يتبين لنا أن نتوجه أولا لبيان معاني الآية بصورة مباشرة، ولا نجعلها مضمنة في مسائل أخرى، بل ننص عليها.
4-الملك في الآخرة لله وحده

في الآخِرَةِ لا يَدَّعِي الْمُلْكَ أحَدٌ غيرُ اللهِ، ولا يُنكِرُ مُلكَه أحَدٌ، ومنه قوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وقالَ:{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}). ذكر ذلك الأشقر رحمه الله



تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (2)

1-دلالة الآية على أن الموت أمر وجودي
واستدلّ بهذه الآية من قال: إنّ الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ. كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم} فسمّى الحال الأوّل -وهو العدم-موتًا، وسمّى هذه النّشأة حياةً. ولهذا قال: {ثمّ يميتكم ثمّ يحييكم} ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.
دلالة الآية على أن الموت أمر وجودي، مستفاد من تفسير الخلق في الآية، وهو الإيجاد كما ذكر ابن كثير، فخلق الموت أي أوجده.

2-معنى الموت والحياة

انقطاعُ تعَلُّقِ الرُّوحِ بالبَدَنِ ومُفارَقَتُها له، والحياةُ تَعَلُّقُ الرُّوحِ بالبَدَنِ واتِّصَالُها به، فالحياةُ تَعنِي خَلْقَه إِنْسَاناً وخلْقَ الرُّوحِ فيه. ذكره الأشقر في تفسيره.

3-الآثار الواردة في الموت

روى ابن أبي حاتمٍ بإسناده عن قتادة قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".
وأورده ابن كثير في تفسيره.

فاتتك مسألة: معنى خلقه تعالى للموت والحياة
في معنى الخلق قولان: الأول: أنه بمعنى الإيجاد، أي أوجد الموت والحياة كما ذكر ابن كثير واستدل لها
والثاني: أن الخلق بمعنى التقدير، أي قدر على عباده حصول الموت والحياة، كما ذكر السعدي.

ومسألة: معنى {ليبلوكم} بمعنى ليختبركم
4-معنى حسن العمل

1-خيرٌ عملًا كما قال محمّد بن عجلان: ولم يقل أكثر عملًا. وأورد هذا ابن كثير.
2-أَخْلَصَه وأَصْوَبَه ذكره السعدي.
والعبارتان ليس بينهما تعارض، فأحس الاعمال أي خير الأعمال، وخير الأعمال هو ما كان خالصا لله، على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3-هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمُحْسنينَ ذكره الاشقر. هذه العبارة ذكرها الأشقر في المقصد الأصلي للابتلاء

5-معنى العزيز الغفور
1-العزيز العظيم المنيع الجناب، وهو مع ذلك غفورٌ لمن تاب إليه وأناب.ذكره ابن كثير.
2-الذي له العِزَّةُ كُلُّها، التي قَهَرَ بها جميعَ الأشياءِ، وانْقَادَتْ له المخلوقاتُ. اجمعي هذه العبارة مع ما قبلها، العظيم المنيع الجناب الغالب الذي لا يقهر
{الْغَفُورُ} للمذنبين إذا تَابُوا وأَنَابُوا فإنه يَغفِرُ ذُنوبَهم ولو بَلَغَتْ عَنانَ السماءِ ذكره السعدي.تأملي كلام السعدي تجديه عبر عن المغفرة بالرحمة والتجاوز والصفح عن الذنوب.
3-{وَهُوَ الْعَزِيزُ} أيْ: الغالبُ الذي لا يُغالَبُ {الْغَفُورُ} لِمَن تابَ وأَنابَ ذكره الأشقر.
انتبهي للجمع بين الأقوال، فأنت الآن أوردت ثلاثة أقوال ترجع في النهاية إلى قول واحد.

6-المعنى الإجمالي للآية :
الله تعالى خلقكم من العدم وأحياكم ليختبركم أيكم أحسن عملا وأخلصه وأصوبه وهو العزيز المنيع الجانب القاهر الذي لا ممانع له ومع صفات عزته فهو غفور لمن تاب وآناب إليه.هذا حاصل أقوالهم

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )

1-معنى طباقا :

طبقةً بعد طبقةٍ كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً وهذا حاصل أقوالهم فيها.

2-هل السموات متواصلة

قيل :أنّهنّ علويّاتٌ بعضهم على بعضٍ، والأرجح أنهن متفاصلاتٌ بينهنّ خلاءٌ كما دلّ على ذلك حديث الإسراء وغيره. رجح هذا ابن كثير رحمه الله.

3-معنى إنعدام التفاوت الأولى أن نعبر بمعنى التفاوت، أي الاختلاف والتنافر

أي مستوٍ، ليس فيه اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا مخالفةٌ، ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ وتناقُضٍ ولا تَبَايُنٍ، ولا اعْوجاجٍ ، بل هي مُستويةٌ مُستقيمةٌ دالَّةٌعلى خالِقِها.
هذا حاصل أقوالهم رحمهم الله.

4-معنى(فارجع البصر)

ولَمَّا كانَ كَمالُها مَعلوماً، أمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها؛ قالَ: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ}؛ أي: أَعِدْهُ إليها، ناظِراً مُعْتَبِراً متأملا.

5-معنى فطورٍ
1-عيبً أو نقصً أو خللً. ذكره ابن كثير.
2-قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، والثّوريّ، وغيرهم :شقوق . أورده ابن كثير.
3-قال السّدّيّ: من خروق. وأورده ابن كثير
4-قال ابن عباس : من وهي.ذكره ابن كثير أيضا.
5-نقْصٍ واختلالٍ ذكره السعدي.
6-تَشَقُّقٍ أو تَصَدُّعٍ. ذكره الأشقر.
وكلها ترجع إلى معان متقاربة

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )

1-معنى :كرّتين :

مرّتين و المرادُ بذلك: كَثرةُ التَّكرارِ.هذا حاصل اقوالهم.

2-معنى خاسئًا

1-قال ابن عبّاسٍ: ذليلًا
2- وقال مجاهدٌ، وقتادة: صاغرًاعن أن يرى عيبًا أو خللًا .
3-عاجزاً عن أنْ يَرَى خَلَلاً أو فُطوراً، ولو حَرِصَ غايةَ الْحِرْصِ

3-معنى حسيرٌ :

1-قال ابن عبّاسٍ: كليلٌ.
2- قال مجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ: الحسير: المنقطع من الإعياء.
وأورد ابن كثير هذه الأقوال وقال:معنى الآية إنّك لو كرّرت البصر، مهما كرّرت، لانقلب إليك، أي: لرجع إليك البصر، {خاسئًا} عن أن يرى عيبًا أو خللًا {وهو حسيرٌ} أي: كليلٌ قد انقطع من الإعياء من كثرة التّكرّر، ولا يرى نقصًا).
وبنحوه قال المفسرون.

4-معنى ينقلب إليك

أي يرجع إليك البصر كليلا.

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) )

1-مناسبة الآية لماقبلها.

لمّا نفى عنها في خلقها النّقص بيّن كمالها وزينتها ذكرهذا ابن كثير رحمه الله.

2-معنى زينا

زيناجَمَّلْنَا {السَّمَاءَ الدُّنْيَا} التي تَرَوْنَها وتَلِيكُم فصارَتْ في أحْسَنِ خَلْقٍ وأكمَلِ صورةٍ وأَبهجِ شكْلٍ هذا حاصل ماقاله السعدي والأشقر.

3-معنى مصابيح.

1-هي النجومُ، على اختلافِها في النورِ والضياءِ؛ فإنه لولا ما فيها مِن النجومِ لكانَ سَقْفاً مُظْلِماً، لا حُسْنَ فيه ولا جَمالَ.
2-هي الكواكب الّتي وضعت فيها من السّيّارات والثّوابت.

4-لماذا سميت مصابيح :

لأنها تُضيءُ كإضاءةِ السِّراجِ ذكره الأشقر.

5-منافع النجوم التي خلقها الله لها.

قالَ قَتادةُ: خَلَقَ اللهُ النجومَ لثلاثٍ: زِينةً للسماءِ، ورُجومًا للشياطينِ، وعَلاماتٍ يُهتدَى بها في الْبَرِّ والبحرِ.ذكره ابن كثير والأشقر رحمهم الله.

6- مرجع الضمير في {وجعلناها رجومًا للشّياطين} : وقبلها مسألة: ما معنى {رجوما}؟؟

أي وجَعَلْنَا المصابيحَ رُجوماً يُرْجَمُ بها الشياطينُ.

7- مرجع الضمير في قوله{وأعتدنا لهم عذاب السّعير} :

هم الشياطين والمراد أَعْدَدْنا للشياطينِ في الآخِرةِ بعدَ الإحراقِ في الدنيا بالشهُبِ, عذابَ النار.

8-سبب استحقاقهم للعذاب

لأنَّهم تَمَرَّدُوا على اللَّهِ، وأَضَلُّوا عِبادَه لذلك قد أَعَدَّ اللَّهُ لهم عَذابَ السَّعِيرِ.

9-معنى السعير :

عذابَ النارِ

10-معنى الآية الإجمالي :

بعد أن بين تعالى تمام صنعه للسماء بين كمال زينتها إذ جعل فيها الكواكب والنجوم كالمصابيح تزينها وترجم الشياطين فيها بعتوهم وتمردهم ثم يوم القيامة يردون إلى عذاب جهنم المستعرة المشتعلة
ممتازة بارك الله فيك ونفع بك
أوصيك أن تستخلصي المسائل من الآية وابحثي عنها في كلام المفسرين، ثم بعد ذلك استخلصي المسائل من كلام المفسرين حتى يجتمع لديك أكبر قدر من مسائل الآية بإذن الله، ولا توفت منا مسائل واضحة كما فاتتك في الآية الأولى لمجرد أن المفسر عبر عنها بتعبير غير مباشر، كبيان مظاهر قدرة الله وعظمته.
أرجو أن تفيدك الملاحظات المذكورة، وأن تضعيها في الاعتبار في الملخصات القادمة بإذن الله
وانتبهي لنقطة الجمع بين أقوال المفسرين في عبارة واحدة حال اتفاقهم.
هذه قائمة بمسائل الآيات أرجو أن تفيدك في معرفة ما فاتك من مسائل في الملخص

فضل السورة
المسائل التفسيرية
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
معنى {تبارك} س ش
المراد بالاسم الموصول {الذي} ك س ش
المقصود بالملك ك س ش
معنى أن يكون الملك بيده سبحانه
مرجع الضمير {هو}
ما يفيده قوله تعالى: {وهو على كل شيء قدير}
انقسام الخلق في الإقرار بربوبية الله في الدنيا
إقرار جميع الخلق بربوبية الله وملكه في الآخرة

مقصد الآية

{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)}
معنى {الموت}
معنى {الحياة}
دلالة الآية على أن الموت أمر وجودي
معنى خلقه تعالى للموت والحياة
معنى {ليبلوكم}
معنى {أحسن عملا}
المطلوب في الأعمال إحسانها وليس كثرتها
المقصد من الابتلاء
دلالة الآية على البعث والجزاء
معنى {العزيز}
معنى {الغفور}
فائدة اقتران اسمه تعالى {العزيز} باسمه {الغفور}

{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)}
معنى {طباقا}
معنى {تفاوت}
معنى قوله {فارجع البصر}
معنى {فطور}
دلالة الآية على كمال صنع الله وإتقانه

{ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}
معنى {كرتين}
المقصود بقوله: {كرتين}
معنى {ينقلب}
معنى {خاسئا}
معنى {حسير}
ما يفيده الأمر
بتكرار النظر
● فائدة التفكر

{ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)}
● معنى {زينا}
● المقصود بــ {السماء الدنيا}
مناسبة الآية لما قبلها
المقصود بالمصابيح
سبب تسمية النجوم والكواكب بالمصابيح
مرجع الضمير في قوله {وجعلناها}
● معنى الرجم
سبب رجم الشياطين بالشهب في الدنيا
فائدة خلق النجوم في السماء
معنى {أعتدنا}
مرجع الضمير في قوله {لهم}
● معنى {عذاب السعير}
سبب عذاب الشياطين في الآخرة



التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/25
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 20/17
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 92 %
الدرجة: 5/4,63
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 13 ربيع الثاني 1436هـ/2-02-2015م, 02:25 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص تفسير الدرس الأول من سورة الحاقة

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )

1-أداة القسم
2-المقسم به ك س ش
3-ماهو جواب القسم ك س


تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )

1-مرجع الضمير في الآية ك س ش
2-من المقصود في قوله (رسول كريم) ك ش س
3-لماذا نسب القول إليه ؟ ك س
4-ماورد في الآيات أنها من أسباب إسلام عمر رضي الله عنه ك


تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )

المقصود بالضمير في الآية
1-معنى قليلا ماتؤمنون ش س
2-لماذا نفى أن يكون من الشعر ؟ ش


تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )

1-معنى الآية ك س ش
2-لماذا لم يكن قوله كهانة؟ ش
3-معنى تذكرون ش


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )

معنى الآية ك س ش

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )

1-المراد ب (تقول) س ش ك
2-من الذي يعود عليه الفعل ك
3-معنى الآية


تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) ك س ش
2-معنى اليمين ك ش س


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) س
2-معنى الوتين ك س ش


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )

1-مرجع الضمير في (منكم) ك س
2-مرجع الضمير في (عنه) ك س
3-معنى الآية ك س ش


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )

1-مرجع الضمير في الآية ك س ش
2-معنى كونه تذكرة ك س ش
3-توجيه كونه موعظة للمتقين ش


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )

1-مرجع الضمير في (إنا) س ك ش
2-المراد من قوله (منكم) ك س ش
3-الغرض من الآية س



تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )

1-مرجع الضمير ك
2-معنى الحسرة ك ش
3-متى تكون الحسرة ك س ش
4-معنى الآية


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )

1-مرجع الضمير
2-مراتب اليقين م س
3-معنى حق اليقين ك س
4-توجيه كون القرآن حق اليقين س ش



تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )

1-معنى التسبيح س ش
2-توجيه الأمر بالتسبيح في ختام السورة ك


تلخيص أقوال العلماء في تفسير الآيات:

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )

1-أداة القسم
قوله أقسم

2-المقسم به
يقسم سبحانه بما يشاهده الناس من مخلوقاته الدالة على كماله وجلاله وبكل ما غاب عنهم من الغيب الذي منه ذاته سبحانه .هذا حاصل أقوال المفسرين .
3-ماهو جواب القسم
أن القرآن كلامه ووحيه وأن رسوله صادق فيما جاء به وهو في قوله (إنه لقول رسول كريم) وهذا حاصل ماقاله المفسرون.



تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )

1-مرجع الضمير في الآية
يعود الضمير في قوله تعالى (إنه لقول رسول كريم) على القرآن

2-من المقصود في قوله (رسول كريم) :
هو محمد صلى الله عليه وسلم
وقال الأشقر هو جبريل عليه السلام

3-لماذا نسب القول إليه ؟
نسب القول إلى محمد صلى الله عليه وسلم بوصفه مبلغا عن الله تعالى كما نسبه إلى جبريل عليه السلام لأنه مبلغ أيضا وهذا في قوله تعالى (وإنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين)
ولهذا قال (تنزيل من رب العالمين) ذكر هذا ابن كثير رحمه الله

4-ماورد في الآيات أنها من أسباب إسلام عمر رضي الله عنه
روى ابن كثير بإسناده عن عمر بن الخطّاب: خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ.

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )

المقصود بالضمير في الآية:
وليس القرآن بقول شاعر كما تزعمون أن محمدا شاعر فالضمير يعود على القرآن
معنى قليلا ماتؤمنون
إيمانا قليلا تؤمنون وتصديقا يسيرا تصدقون
لماذا نفى أن يكون من الشعر ؟
لأنه ليس من أصناف الشعر ذكر ذلك المفسرون.


تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )

1-معنى الآية :
وليس القرآن بقول كاهن بل هو رسول كريم تعرفون صدقه وأمانته ولا يليق يحكمة الله تعالى أن يتقول عليه كاهن بهذه الأقوال
2-لماذا لم يكن قوله كهانة؟
لأن الكهانة أمر آخر يختلف عن القرآن .
3-معنى تذكرون :
تذكرا قليلا تتذكرون


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )

معنى الآية :

لما نفى الله عز وجل عن رسوله مارماه المبطلون من سحر وكهانة وشعر أثبت أن القرآن هو كلامه منزل من عنده سبحانه وتعالى.



تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )

1-المراد ب (تقول) :
افترى و زاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلى الله ، وليس كذلك.
2-من الذي يعود عليه الفعل:
النبي صلى الله عليه وسلم
3-معنى الآية

بعد أن نفى الله سبحانه عن رسوله صلى الله عليه وسلم الأوصاف الباطلة ذكر أنه لو فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم افترى هذا الأمر واختلقه من عند نفسه لعاقبه الله سبحانه فلما لم يعاقبه بل نصره على عدوه وأيده بالمعجزات فهذا يثبت صدقه.


تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) :
يعود على النبي صلى الله عليه وسلم

2-معنى اليمين :
أي لانتقمنا منه باليمين لأنها أبلغ في البطش
المعنى الثاني أي لأخذنا منه بيده اليمنى



تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) :
يعود على النبي صلى الله عليه وسلم
2-معنى الوتين

وهو نياط القلب وهو عِرْقٌ مُتَّصِلٌ بالقلْبِ إذا انقَطَعَ ماتَ منه الإنسانُ.ذكر ذلك ابن كثير والسعدي رحمهم الله.
وقال الأشقر رحمه الله: هو عرق يجري في الظهر يتصل بالقلب.
فالمعنى أن الله يهلك من يفتري عليه كذبا والنبي صلى الله عليه وسلم ليس كذلك.


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )

1-مرجع الضمير في (منكم)
المراد المعاندون المكذبون به.
2-مرجع الضمير في (عنه)
النبي صلى الله عليه وسلم
3-معنى الآية

: لو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّهِ. والمعنى في هذا بل هو صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات.
فكيف يَتَكَلَّفُ الكذِبَ على اللهِ لأَجْلِكم؟


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )

1-مرجع الضمير في الآية
القرآن.
2-معنى كونه تذكرة
أي كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى}
يَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ والأحكامَ الشرعيَّةَ فيَكُونونَ مِن المهتدين.

3-توجيه كونه موعظة للمتقين

لأنهم الْمُنتفعونَ به

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )

1-مرجع الضمير في (إنا) :
أي الله سبحانه وتعالى
2-المراد من قوله (منكم) :
قال ابن كثير رحمه الله :سيوجد منكم من يكذّب بالقرآن وكذلك قال السعدي رحمه الله.
قال الأشقر رحمه الله :أنَّ بَعْضَكُم يُكَذِّبُ بالقُرآنِ .

3-الغرض من الآية

فيها تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ ذكر هذا السعدي رحمه الله


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )

1-مرجع الضمير :
1- وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة نقله ابن كثير عن ابن جرير رحمهما الله.
2- على القرآن، أي: وإنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين، كما قال: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين}
ذكر هذا ابن كثير والسعدي والأشقر رحمهم الله.

2-معنى الحسرة :
ندامة
3-متى تكون الحسرة:

ذكر المفسرون أنه يوم القيامة
4-معنى الآية

لَمَّا كَفَروا بالقرآن ورَأَوْا ما وَعَدَهم به، تَحَسَّروا؛ إذ لم يَهْتَدُوا به ولم يَنقادُوا لأَمْرِه، ففَاتَهم الثوابُ وحَصَلُوا على أشَدِّ العذابِ، وتَقطَّعَتْ بهم الأسبابُ.

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )

1-مرجع الضمير:
القرآن الكريم
2-مراتب اليقين :
اليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ، ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ، ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ

3-معنى حق اليقين
الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب.فهو أعلَى مَراتِبِ العِلْمِ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ.
فإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ.

4-توجيه كون القرآن حق اليقين

لكونه من عند الله تعالى فكان حق اليقين


تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )

1-معنى التسبيح :
نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه .

2-توجيه الأمر بالتسبيح في ختام السورة

لما ذكر أوصاف القرآن العظيم وأنه حق ختم السورة بالأمر بتسبيح الله الّذي أنزل هذا القرآن العظيم ذكر هذا ابن كثير رحمه الله

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 22 ربيع الثاني 1436هـ/11-02-2015م, 08:59 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

رجاء أختي الغالية عدم استعمال اللون الأحمر لأنه يتداخل مع ملحوظات التصحيح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )

المسألة الأولى: لمن الخطاب في الآيات؟
1-أداة القسم
2-المقسم به ك س ش
3-ماهو جواب القسم ك س

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )
1-مرجع الضمير في الآية ك س ش
2-من المقصود في قوله (رسول كريم) ك ش س
3-لماذا نسب القول إليه ؟ ك س
4-ماورد في الآيات أنها من أسباب إسلام عمر رضي الله عنه ك

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )

المقصود بالضمير في الآية
1-معنى قليلا ماتؤمنون ش س
2-لماذا نفى أن يكون من الشعر ؟ ش

تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )

1-معنى الآية ك س ش
2-لماذا لم يكن قوله كهانة؟ ش
3-معنى تذكرون ش


تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )

معنى الآية ك س ش

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )

1-المراد ب (تقول) س ش ك
2-من الذي يعود عليه الفعل ك
3-معنى الآية

تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) ك س ش
2-معنى اليمين ك ش س

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) س
2-معنى الوتين ك س ش

تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )

1-مرجع الضمير في (منكم) ك س
2-مرجع الضمير في (عنه) ك س
3-معنى الآية ك س ش

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )

1-مرجع الضمير في الآية ك س ش
2-معنى كونه تذكرة ك س ش
3-توجيه كونه موعظة للمتقين ش

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )

1-مرجع الضمير في (إنا) س ك ش
2-المراد من قوله (منكم) ك س ش
3-الغرض من الآية س


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )

1-مرجع الضمير ك
2-معنى الحسرة ك ش
3-متى تكون الحسرة ك س ش
4-معنى الآية

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )

1-مرجع الضمير
2-مراتب اليقين م س
3-معنى حق اليقين ك س
4-توجيه كون القرآن حق اليقين س ش


تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )

1-معنى التسبيح س ش
2-توجيه الأمر بالتسبيح في ختام السورة ك

تلخيص أقوال العلماء في تفسير الآيات:

تفسير قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) )

1-أداة القسم
قوله: {أقسم}

2-المقسم به
يقسم سبحانه بما يشاهده الناس من مخلوقاته الدالة على كماله وجلاله وبكل ما غاب عنهم من الغيب الذي منه ذاته سبحانه .هذا حاصل أقوال المفسرين .
3-ماهو جواب القسم
أن القرآن كلامه ووحيه وأن رسوله صادق فيما جاء به وليس بشاعر ولا كاهن وهو في قوله (إنه لقول رسول كريم) وهذا حاصل ماقاله المفسرون. أكملي الآيات: {وما هو بقول شاعر ...}
وانتبهي أن جواب القسم لم يرد في هاتين الآيتين فكان من المناسب ضم مجموعة الآيات المشتركة مع الآية في الموضوع لأن مسائلها متصلة.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) )

1-مرجع الضمير في الآية
يعود الضمير في قوله تعالى (إنه لقول رسول كريم) على القرآن

2-من المقصود في قوله (رسول كريم) :
هو محمد صلى الله عليه وسلم من ذكر ذلك؟
وقال الأشقر هو جبريل عليه السلام

3-لماذا نسب القول إليه ؟ لا تستعملي الضمائر في عنوان المسأل، بل نقول: معنى كون القرآن من قول الرسول
نسب القول إلى محمد صلى الله عليه وسلم بوصفه مبلغا عن الله تعالى كما نسبه إلى جبريل عليه السلام لأنه مبلغ أيضا وهذا في قوله تعالى (وإنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين) في سورة التكوير.
ولهذا قال (تنزيل من رب العالمين) ذكر هذا ابن كثير رحمه الله وذكره السعدي والأشقر.

4-ماورد في الآيات أنها من أسباب إسلام عمر رضي الله عنه هذه المسألة استطرادية تفصل آخر الملخص.
روى ابن كثير بإسناده عن عمر بن الخطّاب: خرجت أتعرّض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قبل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقّة، فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت: هذا واللّه شاعرٌ كما قالت قريشٌ. قال: فقرأ: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (40) وما هو بقول شاعرٍ قليلا ما تؤمنون} قال: فقلت: كاهنٌ. قال فقرأ: {ولا بقول كاهنٍ قليلا ما تذكّرون (42) تنزيلٌ من ربّ العالمين (43) ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل (44) لأخذنا منه باليمين (45) ثمّ لقطعنا منه الوتين (46) فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين} إلى آخر السّورة. قال: فوقع الإسلام في قلبي كلّ موقعٍ.

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) )

المقصود بالضمير في الآية:
معنى الآية: وليس القرآن بقول شاعر كما تزعمون أن محمدا شاعر فالضمير يعود على القرآن
معنى قليلا ماتؤمنون
إيمانا قليلا تؤمنون وتصديقا يسيرا تصدقون
لماذا نفى أن يكون من الشعر ؟
لأنه ليس من أصناف الشعر ذكر ذلك المفسرون.


تفسير قوله تعالى: (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) )

1-معنى الآية :
وليس القرآن بقول كاهن بل هو رسول كريم تعرفون صدقه وأمانته ولا يليق يحكمة الله تعالى أن يتقول عليه كاهن بهذه الأقوال
2-لماذا لم يكن قوله كهانة؟
لأن الكهانة أمر آخر يختلف عن القرآن .
3-معنى {قليلا ما تذكرون} :
تذكرا قليلا تتذكرون من ذكره؟

تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) )

معنى الآية :

لما نفى الله عز وجل عن رسوله مارماه المبطلون من سحر وكهانة وشعر أثبت أن القرآن هو كلامه منزل من عنده سبحانه وتعالى.

فاتتك مسألة مهمة: دلالة الآيات على أن الإيمان والتذكر سبب في التبصر بالحق
وقد تكلم عنها السعدي باستفاضة رحمه الله، أن المشركين لو كانوا يؤمنون بالله حق الإيمان ويعرفونه حق المعرفة لعلموا أن اتهامهم لنبيه بالكذب ظن سوء به فإن حكمته تقتضي ألا يترك من يفتري عليه الكذب، ولو تذكروا حق التذكر وتأملوا أخلاق النبي وأوصافه لعلموا نزاهته وبراءته مما اتهموه به، ولكن قلة إيمانهم وضعف تذكرهم كان سببا فيما ادعوه من افتراءات.

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) )

1-المراد ب (تقول) :
افترى و زاد في الرّسالة أو نقص منها، أو قال شيئًا من عنده فنسبه إلى الله ، ((وليس كذلك)). نحن الآن نعبر الآن عن معنى كلمة {تقول}
2-من الذي يعود عليه الفعل: نقول: مرجع الضمير في قوله: {تقول}.
النبي صلى الله عليه وسلم

3-معنى الآية
بعد أن نفى الله سبحانه عن رسوله صلى الله عليه وسلم الأوصاف الباطلة ذكر أنه لو فرض أن النبي صلى الله عليه وسلم افترى هذا الأمر واختلقه من عند نفسه لعاقبه الله سبحانه فلما لم يعاقبه بل نصره على عدوه وأيده بالمعجزات فهذا يثبت صدقه. هذا مسألة مستخلصة من الآية وثلاث آيات بعدها، وهي
إثبات صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وكما ترين فالمسائل متصلة في مواضع كثيرة فيجب ربط كل مجموعة من الآيات المتشابهة، وسترين ذلك إن شاء الله في نموذج المسائل.



تفسير قوله تعالى: (لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) :
يعود على النبي صلى الله عليه وسلم

2-معنى اليمين :
أي لانتقمنا منه باليمين لأنها أبلغ في البطش
المعنى الثاني أي لأخذنا منه بيده اليمنى


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) )

1-مرجع الضمير في قوله (منه) :
يعود على النبي صلى الله عليه وسلم
2-معنى الوتين
وهو نياط القلب وهو عِرْقٌ مُتَّصِلٌ بالقلْبِ إذا انقَطَعَ ماتَ منه الإنسانُ.ذكر ذلك ابن كثير والسعدي رحمهم الله.
وقال الأشقر رحمه الله: هو عرق يجري في الظهر يتصل بالقلب.
فالمعنى أن الله يهلك من يفتري عليه كذبا والنبي صلى الله عليه وسلم ليس كذلك.


تفسير قوله تعالى: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) )

1-مرجع الضمير في (منكم)
المراد المعاندون المكذبون به.
2-مرجع الضمير في (عنه)
النبي صلى الله عليه وسلم
3-معنى الآية
: لو أَهْلَكَه ما امْتَنَعَ هو بنفْسِه، ولا قَدَرَ أحَدٌ أنْ يَمْنَعَه مِن عذابِ اللَّهِ.
والمعنى في هذا بل هو صادقٌ بارٌّ راشدٌ؛ لأنّ اللّه، عزّ وجلّ، مقرّرٌ له ما يبلّغه عنه، ومؤيّدٌ له بالمعجزات الباهرات والدّلالات القاطعات. هذا الكلام هو في مسألة مهمة ذكرناها من قبل وهي:
دلالة الآيات على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه.
وقد فصل الكلام فيها ابن كثير والأشقر.
فكيف يَتَكَلَّفُ الكذِبَ على اللهِ لأَجْلِكم؟
ومن الآيات أيضا نستخلص مسألة مهمة:
دلالة الآيات على الوعيد الشديد لمن يفتري على الله الكذب.


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) )

1-مرجع الضمير في الآية
القرآن.
2-معنى كونه تذكرة
أي كما قال: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى}
يَتذَكَّرُونَ به مَصالِحَ دِينِهم ودُنياهم، فيَعْرِفُونها ويَعْمَلُونَ عليها، يُذَكِّرُهم العقائدَ والأحكامَ الشرعيَّةَ فيَكُونونَ مِن المهتدين.

3-توجيه كونه موعظة للمتقين الحكمة في اختصاص المتقين بتذكرة القرآن.
لأنهم الْمُنتفعونَ به

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) )
1-مرجع الضمير في (إنا) :
أي الله سبحانه وتعالى
2-المراد من قوله (منكم) :
قال ابن كثير رحمه الله :سيوجد منكم من يكذّب بالقرآن وكذلك قال السعدي رحمه الله.
قال الأشقر رحمه الله :أنَّ بَعْضَكُم يُكَذِّبُ بالقُرآنِ . وبعضكم سيؤمن به.

3-الغرض من الآية
فيها تَهديدٌ ووَعِيدٌ للمُكَذِّبِينَ، فإِنَّه سيُعَاقِبُهم على تَكذيبِهم بالعُقوبةِ البَليغةِ ذكر هذا السعدي رحمه الله


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) )

1-مرجع الضمير :
ورد في مرجع الضمير قولان:
1- وإنّ التّكذيب لحسرةٌ على الكافرين يوم القيامة نقله ابن كثير عن ابن جرير رحمهما الله.
2- على القرآن، أي: وإنّ القرآن والإيمان به لحسرةٌ في نفس الأمر على الكافرين، كما قال: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} ولهذا قال ها هنا: {وإنّه لحقّ اليقين}
ذكر هذا ابن كثير والسعدي والأشقر رحمهم الله.

2-معنى الحسرة :
ندامة
3-متى تكون الحسرة:
ذكر المفسرون أنه يوم القيامة

4-معنى الآية يمكننا التعبير بمسألة: كيف يكون القرآن حسرة على الكافرين؟
لَمَّا كَفَروا بالقرآن ورَأَوْا ما وَعَدَهم به، تَحَسَّروا؛ إذ لم يَهْتَدُوا به ولم يَنقادُوا لأَمْرِه، ففَاتَهم الثوابُ وحَصَلُوا على أشَدِّ العذابِ، وتَقطَّعَتْ بهم الأسبابُ.

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) )
1-مرجع الضمير:
القرآن الكريم

2-مراتب اليقين :
اليَقِينُ مَراتِبُه ثلاثةٌ:
أوَّلُها: عِلْمُ اليَقينِ، وهو العلْمُ الْمُستفادُ مِن الخَبَرِ، ثم عَيْنُ اليَقينِ، وهو العلْمُ المُدْرَكُ بحاسَّةِ البصَرِ، ثم حَقُّ اليَقِينِ، وهو العِلْمُ الْمُدْرَكُ بحاسَّةِ الذَّوْقِ والْمُباشَرَةِ
قبل الكلام عن مراتب اليقين نتكلم عن أولا عن مسألة: معنى اليقين، وبيان أنه أعلى درجات العلم

3-معنى حق اليقين
الخبر الصّدق الحقّ الذي لا مرية فيه ولا شكّ ولا ريب.فهو أعلَى مَراتِبِ العِلْمِ، وهو العلْمُ الثابتُ، الذي لا يَتَزَلْزَلُ ولا يَزولُ.
فإنَّ ما فيه مِن العلومِ الْمُؤَيَّدَةِ بالبراهينِ القَطعيَّةِ، وما فيه مِن الحقائقِ والمعارِفِ الإيمانيَّةِ يَحْصُلُ به -لِمَن ذَاقَه- حَقُّ اليَقينِ. هذا الكلام يتعلق بالقرآن خصوصا، ومكانه في المسألة التالية.

4-توجيه كون القرآن حق اليقين نعبر بمسألة: لماذا وصف القرآن بأنه حق اليقين؟
لكونه من عند الله تعالى فكان حق اليقين
لكونه من عند الله فلا يحصل عند من باشره ريبة ولا شبهة بل أدرك صدقه وآمن به إيمانا راسخا لما رأى من علومه المؤيدة بالبراهين القطعية ومن معارفه وحقائقه الإيمانية.

تفسير قوله تعالى: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52) )

1-معنى التسبيح :
نَزِّهْهُ عمَّا لا يَلِيقُ بجَلالِه, وقَدِّسْهُ بذِكْرِ أوصافِ جَلالِه وجَمالِه وكَمالِه .

2-توجيه الأمر بالتسبيح في ختام السورة مناسبة الأمر بالتسبيح
لما ذكر أوصاف القرآن العظيم وأنه حق ختم السورة بالأمر بتسبيح الله الّذي أنزل هذا القرآن العظيم ذكر هذا ابن كثير رحمه الله فإن التسبيح تنزيه الله عما لا يليق به، وقد افترى المشركون على الله تعالى ما لا يليق به سبحانه من نسبة الكذب إلى رسوله والادعاء بأن كلامه المنزل شعر وسحر، فناسب تنزيهه سبحانه.
ممتازة، بارك الله فيك ونفع بك
يفوتك إسناد الأقوال في كثير من المواضع فانتبهي
وهذه قائمة مسائل الدرس تتعرفين منها على ما قد يكون فاتك من مسائل، وهي يسيرة جدا:
بسم الله الرحمن الرحيم
{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)} الحاقة


تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39)
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)}
المخاطب في الآيات ك
المقسم به ك س ش

● المقسم عليه ك س ش
● مرجع الضمير في قوله: {إنه لقول رسول كريم} ك س ش
● المقصود بالرسول الكريم ك س ش
● معنى كون القرآن كلام الرسول ك س ش
● معنى قوله تعالى: {قليلا ما تؤمنون} ش
● معنى قوله تعالى: {قليلا ما تذكرون} ش
● المقصود بالتنزيل ك س ش
● كيف يكون الإيمان والتذكر سببا في التبصر بالحق؟ س

● دلالة الآية على تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)}
● مرجع الضمير الفاعل في قوله: {تقول} ك س ش
معنى {تقول} ك س ش
● المقصود بالأخذ باليمين ك س ش
● المقصود بالوتين ك س ش
● دلالة الآيات على الوعيد الشديد لمن يفترى على الله الكذب س
دلالة الآيات على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه ك س ش

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}
مرجع الضمير ك س ش
معنى كون القرآن تذكرة للمتقين س
ثمرات التذكر بالقرآن س
الحكمة في اختصاص المتقين بالتذكرة ش

قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49)}
● معنى {من} ش
متعلق التكذيب ك ش
دلالة الآية على مجازاة المكذبين س ش

قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
معنى الحسرة ك ش
كيف يكون القرآن حسرة على الكافرين؟ س
● متى يتحسر الكافر؟ ك س ش

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)}
معنى اليقين س

مراتب اليقين س

معنى {حقّ اليقين}. ك س ش
سبب وصف القرآن بأنه حق اليقين ك س ش


قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)}
لمن الخطاب في الآية؟
معنى التسبيح في الآية س ش
مناسبة الأمر بالتسبيح ك




التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 95 %

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 24 ربيع الثاني 1436هـ/13-02-2015م, 03:11 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص تفسير آيات من سورة الجن

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}

المسائل التفسيرية:

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )

1-معنى (طرائق قددا )س ش ك
2-المراد بالصالحين في الآية ش
3-المراد بغير الصالحين س ش ك
4-معنى الآية س ش ك


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )


1-معنى الظن في الآية س ش ك
2-معنى الآية س ش ك



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )


1-معنى الهدى س ش
2-افتخار الجن بالإيمان بالله ك
3-معنى بخسا ك س ش
4-معنى رهقا ك س ش
5-استعمال الأسلوب الذي يرغب المؤمن في الدعوة س



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )

1-معنى القاسط ك س ش
2-الفرق بين القاسط والمقسط ك
3-معنى قوله (تحروا رشدا) ك س ش



تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )


1-معنى (حطبا) ك ش
2-سبب هذا الجزاء س



تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )


1-مرجع الضمير في قوله تعالى (استقاموا) ك س ش
2-معنى الطريقة ك س
3-معنى غدقا ك س


تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )


1-معنى الفتنة في الآية ك س ش
2-المقصود بالذكر في الآية س ش
3-معنى الإعراض عن الذكر س
4-معنى (صعدا) ك س ش



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )


1-المقصود بالمساجد في الآية ك س ش
2-المراد بالدعاء في الآية ك س ش
3-سبب نزول الآية ش


أسباب النزول في الآيات:
1-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )
2-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )

المسائل العقدية في الآيات:
الجن يعذبون في النار مثل الإنس . ش

تلخيص المسائل التفسيرية :


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )

1-معنى (طرائق قددا) :
آراء متفرّقةً وفِرَقاً مُتَنَوِّعَةً وأهواءً متَفَرِّقَةً ذكر هذا ابن كثير والسعدي والأشقر رحمهم الله
2-المراد بالصالحين : المؤمنون ذكره الأشقر.
3-المراد بغير الصالحين :الكافرين كما ذكر المفسرون. وزاد السعدي رحمه الله : فُسَّاقٌ وفُجَّارٌ .
4-معنى الآية :
:قالَ بعضُ الْجِنِّ لبَعْضٍ لَمَّا دَعَوْا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كُنَّا قَبلَ استماعِ القرآنِ مِنَّا الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ.
{وِمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وغير واحدٍ: {كنّا طرائق قددًا} أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر. وقالَ سعيدٌ: كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً.هذا حاصل ماذكروه رحمهم الله



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )



1-معنى الظن في الآية :العلم ذكر هذا المفسرون جميعا.
2-معنى الآية :تخبر الجن عن علمها أنّ قدرة اللّه حاكمةٌ وأنهم لا يعجزونه في الأرض، ولو أمعنوا في الهرب، فإن الله قادر لا يفوتونه. هذا حاصل أقوالهم رحمهم الله.




تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )



1-معنى الهدى : القرآنُ الكريمُ، الهادِي إلى الصراطِ المُستقيمِ ذكره السعدي والأشقر.
2-افتخار الجن بالإيمان بالله : يقولون هذا فخرا وفرحا بنعمة الله عليهم بالإيمان ذكره ابن كثير رحمه الله.
3-معنى بخسا :قال ابن عبّاسٍ، وقتادة، وغيرهما: فلا يخاف أن ينقص من حسناته .أورده ابن كثير وذكره السعدي والأشقر.
4-معنى رهقا : قال ابن عباس :يحمل عليه غير سيّئاته، ذكره ابن كثير وقال:كما قال تعالى: (فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا)
فالرَّهَقُ العُدوانُ والطُّغيانُ ذكر ذلك السعدي والأشقر.
5-استعمال أسلوب الترغيب في الدعوة:قال السعدي رحمه الله :ثم ذَكَرُوا ما يُرَغِّبُ المؤمنَ فقالوا: {فَمَن يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ} إيماناً صادِقاً {فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً}؛ أي: لا نَقْصاً ولا طُغياناً ولا أَذًى يَلْحَقُه.




تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )


1-معنى القاسط :الجائر عن الحقّ النّاكب عنه.ذكر هذا المفسرون.
2-الفرق بين القاسط والمقسط : المقسط فإنّه العادل،القاسط الجائر عن الحق. ذكره ابن كثير رحمه الله.
3-معنى قوله (تحروا رشدا) :طلبوا لأنفسهم النّجاةو قصدوا وأَصَابُوا طريقَ الرَّشَدِ ، الْمُوَصِّلَ لهم إلى الجَنَّةِ ونَعِيمِها ووفقوا له. هذا حاصل أقوالهم.




تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )



1-معنى (حطبا) :وقودًا تسعّر بهم وتُوقَد. ذكره ابن كثير والأشقر رحمهم الله.
2-سبب هذا الجزاء :ذكر السعدي أن هذا الجزاء على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم.




تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )



1-مرجع الضمير في قوله تعالى (استقاموا) :الضمير يعود على القاسطين من الجن ذكر ذلك ابن كثير والسعدي .
القول الثاني أنها تعود على الجن أو الإنس أو كلاهما ذكره الأشقر.

2-معنى الطريقة : اختلف المفسّرون على قولين:
أحدهما: وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام واستمرّوا عليها، لسقاهم الله ماءا كثيرا والمراد بذلك سعة الرّزق. كقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96]
ومن قال بهذا القول: ابن عبّاسٍ قال : يعني بالاستقامة: الطّاعة. وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} قال: الإسلام. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ.
وقال قتادة: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يقول: لو آمنوا كلّهم لأوسعنا عليهم من الدّنيا.
وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الحقّ. وكذا قال الضّحّاك، واستشهد على ذلك بالآيتين اللّتين ذكرناهما، وكلّ هؤلاء أو أكثرهم قالوا في قوله: {لنفتنهم فيه} أي لنبتليهم به.
ذكر هذا ابن كثير وإلى هذا القول ذهب السعدي والأشقر.
والقول الثّاني: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} الضّلالة {لأسقيناهم ماءً غدقًا} أي: لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا، كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ فإنّه في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الضّلالة. رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان. وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه}).
3-معنى غدقا :ماءً كَثيراً وخَيْراً كَثيراً واسِعاً هَنِيئاً إشارة إلى سعة الرزق ذكره عامة المفسرين.
والمراد به إما نعمة بحسب القول الأول وإما استدراج على القول الثاني.



تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )



1-معنى الفتنة في الآية :أي :لنختبرهم ونبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية ونَعْلَمَ كيفَ شُكْرُهم على تلك النِّعَمِ.ليظهر الصادق من الكاذب.هذا حاصل أقوالهم.
2-المقصود بالذكر في الآية :هوالقرآن ذكر هذا السعدي والأشقر وأورد الأسقر قولا ثانيا أنه الْمَوْعِظَةِ .
3-معنى الإعراض عن الذكر: أي لم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى ذكره السعدي.
4-معنى (صعدا) :ورد فيها أقوال للمفسرين:
1-عذابًا شاقًّا شديدًا موجعًا مؤلمًا صعبا ذكر هذا ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ وأورده ابن كثير وقال به السعدي والأشقر.
2-عن ابن عبّاسٍ أنه جبلٌ في جهنّم.
3-عن سعيد بن جبيرٍأنه بئرٌ فيها.
أورد القولين الأخيرين ابن كثير رحمه الله.




تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )



1-المقصود بالمساجد في الآية :فيها أقوال عند المفسرين :
القول الأول : أنها المساجد أورد هذا ابن كثير رحمه الله والسعدي والأشقر.
قال ابن كثير رحمه الله:يقول تعالى آمرًا عباده أن يوحّدوه في محال عبادته، ولا يدعى معه أحدٌ ولا يشرك به كما قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده.
وأورد أثرا عن ابن عباس رواه ابن أبي حاتم في تفسيره قال :لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس.
القول الثاني أورده ابن كثير رحمه الله عن سعيد بن جبيرٍ قال: نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين").

2-المراد بالدعاء في الآية :أي لا تدعو مع الله أحدا لا دُعاءَ عِبادةٍ ولا دُعاءَ مَسألةٍ و لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان.هذا حاصل أقوال العلماء رحمهم الله.
أو المقصود بها الصلاة كما ذكره ابن كثير وأورد فيه أقوالا يأتي ذكرها في أسباب نزول الآية إن شاء الله.




أسباب النزول في الآيات:
1-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )
أورد ابن كثير أثرا عن مقاتلٌ قال : فنزلت في كفّار قريشٍ حين منعوا المطر سبع سنين.


2-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )
قال الأعمش: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
وذكر ابن جريرٍ بسنده عن سعيد بن جبيرٍ،: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} . أورد هذا ابن كثير والأشقر رحمهما الله.
وقال سفيان، عن خصيف، عن عكرمة: نزلت في المساجد كلّها.وذكره ابن كثير في تفسيره.


المسائل العقدية في الآيات:
الجن يعذبون في النار مثل الإنس :قالَ الأَشْقَرُ : {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} أيْ: وَقُوداً للنارِ تُوقَدُ بهم، كما تُوقَدُ بكَفَرَةِ الإنسِ).


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 29 ربيع الثاني 1436هـ/18-02-2015م, 04:38 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص تفسير آيات من سورة الإنسان



تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}


المسائل التفسيرية :

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)

1-مرجع الضمير في (نحن نزلنا) و (عليك) ك س
2-بيان المنة في تنزيل القرآن س
3-معنى (نزلنا) ش


تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

1-معنى (حكم ربك) ك س ش
2-بيان معنى عدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمن ذكرهم الله. ك س ش
3-مرجع الضمير في (منهم) س ك
3-معنى آثما س ش ك
4-معنى كفورا س ش ك


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )

1-الحكمة من الأمر بالذكر ومناسبة هذا لما قبلها س
2-معنى الإبكار ك س ش
3-معنى الأصيل ك س ش
4-معنى الذكر المأمور به س ش


تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )

معنى الآية ك ش س



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )

1-مرجع الضمير في قوله (إن هؤلاء يحبون العاجلة) ك س ش
2-معنى العاجلة ك س ش
3-معنى قوله (ويذرون ) س
4-معنى (وراءهم) س
5-المراد باليوم الثقيل ك س ش
6-توجيه وصف يوم القيامة بالثقل ش


تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

1-معنى الخلق س
2-معنى قول الله (شددنا أسرهم) ك س ش
3-معنى قول الله (بدلنا أمثالهم تبديلا) ك س ش
4-متى يكون هذا التبديل ك س ش
4-معنى قوله (أمثالهم) س ك ش
5-بيان الاستدلال على البعث بالخلق الأول س



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )


1-مرجع المضير في (هذه تذكرة) ك ش
2-معنى السبيل في الآية ك س ش
3-بيان سبب وصفها بالتذكرة س


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )


1-معنى الآية ك س ش
2-توجيه ختام الآية بهذين الاسمين لله تعالى. ك س ش
3-الفرق بين مشيئة العبد ومشيئة الله تعالى ك س ش


تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )


1-معنى الآية ك س ش
2-من هم الظالمين س


تلخيص تفسير الآيات :


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)

1-مرجع الضمير في (نحن نزلنا) و (عليك) .

الضمير الأول يعود على الله تعالى والثاني المقصود به محمد صلى الله عليه وسلم هذا حاصل أقوالهم.

2-بيان المنة في تنزيل القرآن .
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك. ذكره السعدي.
3-معنى (نزلنا)
المراد أنه نزل منجما ولم ينزل مرة واحدة وأنه نزل من عند الله ولم يختلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.ذكره الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

1-معنى (حكم ربك)
فيها قولين للعلماء: القول الأول أنه الحكم القدري: ذكره ابن كثير في تفسيره والأشقر والسعدي.
القول الثاني أنه القضاء الديني ذكر هذا السعدي وجمع بين القولين جميعا فلا منافاة بينهما.

2-بيان معنى عدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمن ذكرهم الله.
لا تطع الكافرين والمنافقين إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك بل بلّغ ما أنزل إليك من ربّك، وتوكّل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس. ذكره ابن كثير وهو حاصل أقوال السعدي والأشقر.
3-مرجع الضمير في (منهم) :
مِن الْمُعَانِدِينَ
3-معنى آثما
الفاجر في أفعاله،من يفعل الإثم والمَعصية .هذا حاصل أقوالهم.
وزاد الأشقر:المراد ب {آثِمًا} عُتبةُ بنُ رَبيعةَ.

4-معنى كفورا :والكفور هو كل كافر بقلبه غالٍ في كُفْرٍ.هذا حاصل أقوالهم .
وزاد الأشقر:{أَوْ كَفُوراً} الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ.



تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )

1-الحكمة من الأمر بالذكر ومناسبة هذا لما قبلها
ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك ذكره السعدي.
2-معنى الإبكار
أول النهار ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
3-معنى الأصيل
آخر النهار كما قال المفسرون.
4-معنى الذكر المأمور به
قال الأشقر:هو الصلاة فأول النهار صلاة الصبح وآخر النهار صلاة العصر.
قال السعدي:المراد به الصلاة ومايتبعها من نوافل وكذا نوافل الأذكار والتسبيح والتهليل.



تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )

معنى الآية :
هل كقوله تعالى: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} أي أَكْثِرْ له مِن السجودِ في الصلاة وهذا مقيد بالنسبة لليل بقوله تعالى (قم الليل إلا قليلا)
هذا حاصل أقوالهم.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )

1-مرجع الضمير في قوله (إن هؤلاء يحبون العاجلة) :
على الكفّار الْمُكَذِّبِينَ لكَ أيُّها الرسولُ بعدَ ما بَيَّنْتَ لهم الآياتِ.ذكره ابن كثير والسعدي.
وزاد الأشقر: يَعنِي كُفَّارَ مَكَّةَ، ومَن هو مُوَافِقٌ لهم.

2-معنى العاجلة :
هي دار الدنيا ذكر هذا المفسرون.
3-معنى قوله (ويذرون )
يَتْرُكُونَ العمل ولا يستعدون لهذا اليوم ذكره السعدي والأشقر.
4-معنى (وراءهم)
يعني أمامهم ذكره السعدي
5-المراد باليوم الثقيل
هو يوم القيامة كما قالوا جميعا.
6-توجيه وصف يوم القيامة بالثقل
لأنه اليوم الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ووكذلك لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ. ذكره السعدي والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

1-معنى الخلق
أي أوجدهم من العدم .ذكره السعدي.
2-معنى قول الله (شددنا أسرهم)
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: يعني خلقهم.أورد هذا ابن كثير.
أو المراد أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه.ذكره السعدي والأشقر.

3-معنى قول الله (بدلنا أمثالهم تبديلا)
أقوال المفسرين فيها:
القول الأول : وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا. وهذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة.ذكره ابن كثير والسعدي
وقال ابن زيدٍ، وابن جريرٍ: {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} [أي]: وإذا شئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم، كقوله: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا}
أورده ابن كثير وقال الأشقر نحوه.

4-متى يكون هذا التبديل
القول الأول :في الآخرة وذهب إليه من قال أن المراد الاستدلال على الرجعة يوم القيامة كابن كثير والسعدي
القول الثاني المراد في الدنيا وهذا حاصل قول ابن جرير والأشقر

4-معنى قوله (أمثالهم)
القول الأول :وأَعَدْنَاكم بأَعْيَانِكم هذا قول ابن كثير الأول الذي أورده وهو قول السعدي.
القول الثاني أي قوم آخرين غيركم وهذا ماذكره ابن جرير والأشقر.

5-بيان الاستدلال على البعث بالخلق الأول :
قال السعدي:الذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِ إلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولا يُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ.



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )


1-مرجع المضير في (هذه تذكرة) :
هذه السّورة وهذا قول ابن كثير والأشقر.
2-معنى السبيل في الآية
أي طريقًا ومسلكًا، أي: من شاء اهتدى بالقرآن وأخذ طريق الإيمان والطاعة فهو الطريق الموصل إلي الله ، فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها.
هذا حاصل أقوالهم.

3-بيان سبب وصفها بالتذكرة يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ.ذكره السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )


1-معنى الآية
لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا،ولا يتخذ سبيلا إلى الله إلا بمشيئة الله فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم.
هذا حاصل أقوالهم.

2-توجيه ختام الآية بهذين الاسمين لله تعالى.
أي أن الله له الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ بعلمه وبحكمته.هذا حاصل ماذكروه رحمهم الله.

3-الفرق بين مشيئة العبد ومشيئة الله تعالى
قال الأشقر :فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك.


تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )


1-معنى الآية :
أي: يهدي من يشاء فيوفقه لأسباب الهدى ويضلّ من يشاء، ومن يهده فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له.والظالمين أعد لهم عذابا مؤلما موجعا.
هذا حاصل أقوالهم.

2-من هم الظالمين : الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى {أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} بظُلْمِهم وعُدْوَانِهم . ذكره السعدي.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 20 جمادى الأولى 1436هـ/10-03-2015م, 09:00 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}

المسائل التفسيرية:

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )

1-معنى (طرائق قددا )س ش ك
2-المراد بالصالحين في الآية ش
3-المراد بغير الصالحين س ش ك
4-معنى الآية س ش ك


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )


1-معنى الظن في الآية س ش ك
2-معنى الآية س ش ك



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )


1-معنى الهدى س ش
2-افتخار الجن بالإيمان بالله ك
3-معنى بخسا ك س ش
4-معنى رهقا ك س ش
5-استعمال الأسلوب الذي يرغب المؤمن في الدعوة س



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )

1-معنى القاسط ك س ش
2-الفرق بين القاسط والمقسط ك
3-معنى قوله (تحروا رشدا) ك س ش



تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )


1-معنى (حطبا) ك ش
2-سبب هذا الجزاء س



تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )


1-مرجع الضمير في قوله تعالى (استقاموا) ك س ش
2-معنى الطريقة ك س
3-معنى غدقا ك س


تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )


1-معنى الفتنة في الآية ك س ش
2-المقصود بالذكر في الآية س ش
3-معنى الإعراض عن الذكر س
4-معنى (صعدا) ك س ش



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )


1-المقصود بالمساجد في الآية ك س ش
2-المراد بالدعاء في الآية ك س ش
3-سبب نزول الآية ش


أسباب النزول في الآيات:
1-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )
2-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )

المسائل العقدية في الآيات:
الجن يعذبون في النار مثل الإنس . ش

تلخيص المسائل التفسيرية :


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )

1-معنى (طرائق قددا) :
آراء متفرّقةً وفِرَقاً مُتَنَوِّعَةً وأهواءً متَفَرِّقَةً ذكر هذا ابن كثير والسعدي والأشقر رحمهم الله
2-المراد بالصالحين : المؤمنون ذكره الأشقر.
3-المراد بغير الصالحين :الكافرين كما ذكر المفسرون. وزاد السعدي رحمه الله : فُسَّاقٌ وفُجَّارٌ .
4-معنى الآية :
:قالَ بعضُ الْجِنِّ لبَعْضٍ لَمَّا دَعَوْا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كُنَّا قَبلَ استماعِ القرآنِ مِنَّا الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ.
{وِمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وغير واحدٍ: {كنّا طرائق قددًا} أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر. وقالَ سعيدٌ: كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً.هذا حاصل ماذكروه رحمهم الله

الملاحظات على مسائل الآية:
أولا: عدم ترتيب المسائل على ترتيبها في الآية، فمعنى الصالحين ثم معنى {دون ذلك} ثم معنى {طرائق قددا}
ثانيا: عددم استيفاء الكلام على المسألة الواحدة، مثل مسألة: معنى قوله تعالى {طرائق قددا} فيجب أولا إيراد جميع الأدلة والتي وردت عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير ....، كذلك الاستشهاد بأثر الأعمش: (تروح إلينا جني ....)، وأبيات الشعر التي رواها الحافظ بن عساكر في ترجمة الدمشقي، فكل هذه أدلة واردة في المسألة.
ثالثا: في المعنى الإجمالي للآية يكفيك جمع الأقوال دون التفصيل: يخبر الجن عن حالهم قبل سماع القرآن أنه كان فيهم مؤمنون وفيهم كفار على فرق مختلفة وأهواء متباينة كالنصارى واليهود والمجوس وغير ذلك.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )
1-معنى الظن في الآية :العلم ذكر هذا المفسرون جميعا.
2-معنى الآية :تخبر الجن عن علمها أنّ قدرة اللّه حاكمةٌ وأنهم لا يعجزونه في الأرض، ولو أمعنوا في الهرب، فإن الله قادر لا يفوتونه. هذا حاصل أقوالهم رحمهم الله.
وفي الآية دلالة على فضيلة هؤلاء النفر من الجن وقوة إيمانهم (راجعي كلام السعدي رحمه الله)

تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )
1-معنى الهدى : القرآنُ الكريمُ، الهادِي إلى الصراطِ المُستقيمِ ذكره السعدي والأشقر. المعنى غير المراد، فالمراد هو القرآن، ومعنى أنه هدى لأنه يهدي إلى الصراط المستقيم الموصل إلى الله وجنته.
2-افتخار الجن بالإيمان بالله : غرض الجن من هذا الكلام:
يقولون هذا فخرا وفرحا بنعمة الله عليهم بالإيمان ذكره ابن كثير رحمه الله.
3-معنى بخسا :قال ابن عبّاسٍ، وقتادة، وغيرهما: فلا يخاف أن ينقص من حسناته .أورده ابن كثير وذكره السعدي والأشقر.
4-معنى رهقا : قال ابن عباس :يحمل عليه غير سيّئاته، ذكره ابن كثير وقال:كما قال تعالى: (فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا)
فالرَّهَقُ العُدوانُ والطُّغيانُ ذكر ذلك السعدي والأشقر. قدمي المعنى اللغوي للفظ ثم اذكري ما فُسّر به اللفظ بما يناسب السياق كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه.
5-استعمال أسلوب الترغيب في الدعوة:قال السعدي رحمه الله : ما يفيده أسلوب الآية من الترغيب في الإيمان بذكر ثمرته.
ثم ذَكَرُوا ما يُرَغِّبُ المؤمنَ فقالوا: {فَمَن يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ} إيماناً صادِقاً {فَلاَ يَخَافُ بَخْساً وَلاَ رَهَقاً}؛ أي: لا نَقْصاً ولا طُغياناً ولا أَذًى يَلْحَقُه.




تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )
1-معنى القاسط :الجائر عن الحقّ النّاكب عنه.ذكر هذا المفسرون.
2-الفرق بين القاسط والمقسط : المقسط فإنّه العادل،القاسط الجائر عن الحق. ذكره ابن كثير رحمه الله. هذه ليست من مسائل الآية إنما هو استطراد.
3-معنى قوله (تحروا رشدا) :طلبوا لأنفسهم النّجاةو قصدوا وأَصَابُوا طريقَ الرَّشَدِ ، الْمُوَصِّلَ لهم إلى الجَنَّةِ ونَعِيمِها ووفقوا له. هذا حاصل أقوالهم.
طلبوا لأنفسهم النجاة بقصدهم طريق الحق الموصل إلى الجنة ونعيمها، فوفقوا له وأصابوه.




تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )
1-معنى (حطبا) :وقودًا تسعّر بهم وتُوقَد. ذكره ابن كثير والأشقر رحمهم الله.
2-سبب هذا الجزاء : دلالة الآية على المجازاة على الأعمال يوم القيامة.
ذكر السعدي أن هذا الجزاء على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم.




تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لنفتنهم فيه ..) من المناسب إضافة هذه اللفظة لأنها متصلة بالمعنى المفسر
1-مرجع الضمير في قوله تعالى (استقاموا) :الضمير يعود على القاسطين من الجن ذكر ذلك ابن كثير والسعدي .
القول الثاني أنها تعود على الجن أو الإنس أو كلاهما ذكره الأشقر. أين ظهر هذا القول في كلام الأشقر؟
مرجع الضمير هو القاسطون، والكلمة تعم كل قاسط وإن كان الجن قصدوا بها القاسطين منهم لمناسبة المقام فهم يحدثون قومهم من الجن.


2-معنى الطريقة (المراد بالطريقة): اختلف المفسّرون على قولين:
أحدهما: أنها الإسلام، ويكون معنى الآية: وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام واستمرّوا عليها، لسقاهم الله ماءا كثيرا والمراد بذلك سعة الرّزق. كقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96]
ومن قال بهذا القول: ابن عبّاسٍ قال : يعني بالاستقامة: الطّاعة. وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} قال: الإسلام. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ.
وقال قتادة: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يقول: لو آمنوا كلّهم لأوسعنا عليهم من الدّنيا.
وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الحقّ. وكذا قال الضّحّاك، واستشهد على ذلك بالآيتين اللّتين ذكرناهما (من الذي ذكر؟!)، وكلّ هؤلاء أو أكثرهم قالوا في قوله: {لنفتنهم فيه} أي لنبتليهم به.
ذكر هذا ابن كثير وإلى هذا القول ذهب السعدي والأشقر.
والقول الثّاني: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} الضّلالة {لأسقيناهم ماءً غدقًا} أي: لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا، كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ فإنّه في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الضّلالة. رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان. وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه}).
الملاحظات على المسألة:
بالنسبة لاسم المسألة: المراد بالطريقة: قد تعرضت لمعنى الآية مباشرة دون أن تفصلي المعنى المراد تحديدا، وهذا خطأ، وعرض المسألة يكون كالتالي:
القول الأول: أنها طريقة الإسلام
ويستدل له بما روي عن ابن عباس ...، وما روي عن وفلان.....، وعن فلان.....
ويكون معنى الآية .....، وهو كقوله تعالى: ......
ويكون معنى قوله تعالى: {لنفتنهم فيه} أي .....
وبنفس الطريقة يعرض القول الثاني...
3-معنى غدقا :ماءً كَثيراً وخَيْراً كَثيراً واسِعاً هَنِيئاً إشارة إلى سعة الرزق ذكره عامة المفسرين.
والمراد به إما نعمة بحسب القول الأول وإما استدراج على القول الثاني. هذا المعنى سيتبين من تفسير قوله تعالى: {لنفتنهم فيه}
- دلالة الآية على أن الذنوب سبب للحرمان من الرزق


تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )
1-معنى الفتنة في الآية :أي :لنختبرهم ونبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية ونَعْلَمَ كيفَ شُكْرُهم على تلك النِّعَمِ.ليظهر الصادق من الكاذب.هذا حاصل أقوالهم.
وعلى المعنى الثاني كيفو يكون معناها؟
2-المقصود بالذكر في الآية :هوالقرآن ذكر هذا السعدي والأشقر وأورد الأسقر قولا ثانيا أنه الْمَوْعِظَةِ ولا تعارض بينهما .
3-معنى الإعراض عن الذكر: أي لم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى ذكره السعدي.
- معنى {يسلكه}
4-معنى (صعدا) :ورد فيها أقوال للمفسرين:
1-عذابًا ((شاقًّا شديدًا موجعًا مؤلمًا صعبا ذكر هذا ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ وأورده ابن كثير وقال به السعدي والأشقر.
2-عن ابن عبّاسٍ أنه جبلٌ في جهنّم.
3-عن سعيد بن جبيرٍأنه بئرٌ فيها.
أورد القولين الأخيرين ابن كثير رحمه الله.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )
1-المقصود بالمساجد في الآية :فيها أقوال عند المفسرين :
القول الأول : أنها المساجد العروفة أي بيوت الصلوات أورد هذا ابن كثير رحمه الله والسعدي والأشقر.
قال ابن كثير رحمه الله:يقول تعالى آمرًا عباده أن يوحّدوه في محال عبادته، ولا يدعى معه أحدٌ ولا يشرك به كما قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده.
وأورد أثرا عن ابن عباس رواه ابن أبي حاتم في تفسيره قال :لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس.
القول الثاني أورده ابن كثير رحمه الله عن سعيد بن جبيرٍ قال: نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، من رواية عبد اللّه بن طاوسٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين").
القول الثالث أورده الأشقر رحمه الله أنها بقاع الأرض كلها فإنها جعلت لنا مسجدا.

2-المراد بالدعاء في الآية :أي لا تدعو مع الله أحدا لا دُعاءَ عِبادةٍ ولا دُعاءَ مَسألةٍ و لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان.هذا حاصل أقوال العلماء رحمهم الله.
أو المقصود بها الصلاة كما ذكره ابن كثير وأورد فيه أقوالا يأتي ذكرها في أسباب نزول الآية إن شاء الله.


أسباب النزول في الآيات: أسباب النزول تقدم في أول الملخص لأن معرفتها معينة على فهم تفسير الآيات بعدها
1-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )
أورد ابن كثير أثرا عن مقاتلٌ قال : فنزلت في كفّار قريشٍ حين منعوا المطر سبع سنين.


2-سبب نزول قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )
قال الأعمش: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
وذكر ابن جريرٍ بسنده عن سعيد بن جبيرٍ،: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} . أورد هذا ابن كثير والأشقر رحمهما الله.
وقال سفيان، عن خصيف، عن عكرمة: نزلت في المساجد كلّها.وذكره ابن كثير في تفسيره.


المسائل العقدية في الآيات:
الجن يعذبون في النار مثل الإنس :قالَ الأَشْقَرُ : {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} أيْ: وَقُوداً للنارِ تُوقَدُ بهم، كما تُوقَدُ بكَفَرَةِ الإنسِ).


أحسنت أختي، بارك الله فيك ونفع بك
وأرجو مراعاة ما نبهنا عليه جيدا فأنت بحمد لله قاربت على إتقان الطريقة الصحيحة ولله الحمد.

التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 29/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 18/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 15/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 96 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 30 جمادى الأولى 1436هـ/20-03-2015م, 03:09 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}


المسائل التفسيرية :

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)

1-مرجع الضمير في (نحن نزلنا) و (عليك) ك س
2-بيان المنة في تنزيل القرآن س
3-معنى (نزلنا) ش


تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

1-معنى (حكم ربك) ك س ش
2-بيان معنى عدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمن ذكرهم الله. ك س ش
3-مرجع الضمير في (منهم) س ك
3-معنى آثما س ش ك
4-معنى كفورا س ش ك


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )

1-الحكمة من الأمر بالذكر ومناسبة هذا لما قبلها س
2-معنى الإبكار ك س ش
3-معنى الأصيل ك س ش
4-معنى الذكر المأمور به س ش


تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )

معنى الآية ك ش س



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )

1-مرجع الضمير في قوله (إن هؤلاء يحبون العاجلة) ك س ش
2-معنى العاجلة ك س ش
3-معنى قوله (ويذرون ) س
4-معنى (وراءهم) س
5-المراد باليوم الثقيل ك س ش
6-توجيه وصف يوم القيامة بالثقل ش


تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

1-معنى الخلق س
2-معنى قول الله (شددنا أسرهم) ك س ش
3-معنى قول الله (بدلنا أمثالهم تبديلا) ك س ش
4-متى يكون هذا التبديل ك س ش
4-معنى قوله (أمثالهم) س ك ش
5-بيان الاستدلال على البعث بالخلق الأول س



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )


1-مرجع المضير في (هذه تذكرة) ك ش
2-معنى السبيل في الآية ك س ش
3-بيان سبب وصفها بالتذكرة س


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )


1-معنى الآية ك س ش
2-توجيه ختام الآية بهذين الاسمين لله تعالى. ك س ش
3-الفرق بين مشيئة العبد ومشيئة الله تعالى ك س ش


تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )


1-معنى الآية ك س ش
2-من هم الظالمين س


تلخيص تفسير الآيات :


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)

1-مرجع الضمير في (نحن نزلنا) و (عليك) .
الضمير الأول يعود على الله تعالى والثاني المقصود به محمد صلى الله عليه وسلم هذا حاصل أقوالهم. تفصل على مسألتين: المتكلم، والمخاطب.


2-بيان المنة في تنزيل القرآن . من مقاصد إنزال القرآن، وما ذكرتيه من الامتنان هو تفصيل مسألة: مقصد الآية.
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك. ذكره السعدي.
3-معنى (نزلنا)
المراد أنه نزل منجما ولم ينزل مرة واحدة وأنه نزل من عند الله ولم يختلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.ذكره الأشقر.
هذا الكلام يحتوي مسألتين:
- ما يفيده مجيء الفعل {نزلنا} بهذه الصيغة
- دلالة الآية على أن القرآن منزل من عند الله.



تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

1-معنى (حكم ربك)
فيها قولين للعلماء: القول الأول أنه الحكم القدري: ذكره ابن كثير في تفسيره والأشقر والسعدي.
القول الثاني أنه القضاء الديني ذكر هذا السعدي وجمع بين القولين جميعا فلا منافاة بينهما.

2-بيان معنى عدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لمن ذكرهم الله. الطاعة المنهيّ عنها في الآيات
لا تطع الكافرين والمنافقين إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك بل بلّغ ما أنزل إليك من ربّك، وتوكّل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس. ذكره ابن كثير وهو حاصل أقوال السعدي والأشقر.
3-مرجع الضمير في (منهم) :
مِن الْمُعَانِدِينَ من الكفار
3-معنى آثما
الفاجر في أفعاله،من يفعل الإثم والمَعصية .هذا حاصل أقوالهم.
وزاد الأشقر:المراد ب {آثِمًا} عُتبةُ بنُ رَبيعةَ. هذه ليست زيادة، إنما هي ذكر لمن نزلت بسببه الآية، وإن كان لفظها عاما.

4-معنى كفورا :والكفور هو كل كافر بقلبه غالٍ في كُفْرٍ.هذا حاصل أقوالهم .
وزاد الأشقر:{أَوْ كَفُوراً} الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ. مثل السابق

ومن هنا نخلص إلى مسألة: سبب نزول الآية.
وفاتك مسألة: - مناسبة الآية لما قبلها.

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )

1-الحكمة من الأمر بالذكر ومناسبة هذا لما قبلها
ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك ذكره السعدي.
2-معنى الإبكار
أول النهار ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
3-معنى الأصيل
آخر النهار كما قال المفسرون.
4-معنى الذكر المأمور به
قال الأشقر:هو الصلاة فأول النهار صلاة الصبح وآخر النهار صلاة العصر.
قال السعدي:المراد به الصلاة ومايتبعها من نوافل وكذا نوافل الأذكار والتسبيح والتهليل.



تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )

معنى الآية :
هل كقوله تعالى: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} أي أَكْثِرْ له مِن السجودِ في الصلاة وهذا مقيد بالنسبة لليل بقوله تعالى (قم الليل إلا قليلا)
هذا حاصل أقوالهم. لو فصلت مسألة التقييد.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )

1-مرجع الضمير في قوله (إن هؤلاء يحبون العاجلة) :
على الكفّار الْمُكَذِّبِينَ لكَ أيُّها الرسولُ بعدَ ما بَيَّنْتَ لهم الآياتِ.ذكره ابن كثير والسعدي.
وزاد الأشقر: يَعنِي كُفَّارَ مَكَّةَ، ومَن هو مُوَافِقٌ لهم. إذن هذه ليست زيادة.

2-معنى العاجلة :
هي دار الدنيا ذكر هذا المفسرون.
3-معنى قوله (ويذرون )
يَتْرُكُونَ العمل ولا يستعدون لهذا اليوم ذكره السعدي والأشقر.
4-معنى (وراءهم)
يعني أمامهم ذكره السعدي
5-المراد باليوم الثقيل
هو يوم القيامة كما قالوا جميعا.
6-توجيه وصف يوم القيامة بالثقل الحكمة من تسمية يوم القيامة باليوم الثقيل
لأنه اليوم الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ووكذلك لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ. ذكره السعدي والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )

- مرجع هاء الضمير في {خلقناهم}
1-معنى الخلق
أي أوجدهم من العدم .ذكره السعدي.
2-معنى قول الله (شددنا أسرهم)
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: يعني خلقهم.أورد هذا ابن كثير.
أو المراد أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه.ذكره السعدي والأشقر.

3-معنى قول الله (بدلنا أمثالهم تبديلا)
أقوال المفسرين فيها:
القول الأول : وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة، وبدلناهم فأعدناهم خلقًا جديدًا. وهذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة.ذكره ابن كثير والسعدي
وقال ابن زيدٍ، وابن جريرٍ: {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} [أي]: وإذا شئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم، كقوله: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا}
أورده ابن كثير وقال الأشقر نحوه.

4-متى يكون هذا التبديل
القول الأول :في الآخرة وذهب إليه من قال أن المراد الاستدلال على الرجعة يوم القيامة كابن كثير والسعدي
القول الثاني المراد في الدنيا وهذا حاصل قول ابن جرير والأشقر
هذه المسألة مضمنة في السابقة فلا داعي لها.

4-معنى قوله (أمثالهم)
القول الأول :وأَعَدْنَاكم بأَعْيَانِكم هذا قول ابن كثير الأول الذي أورده وهو قول السعدي.
القول الثاني أي قوم آخرين غيركم وهذا ماذكره ابن جرير والأشقر.

5-بيان الاستدلال على البعث بالخلق الأول :
قال السعدي:الذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِ إلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولا يُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ.



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )


1-مرجع المضير في (هذه تذكرة) :
هذه السّورة وهذا قول ابن كثير والأشقر.
2-معنى السبيل في الآية
أي طريقًا ومسلكًا، أي: من شاء اهتدى بالقرآن وأخذ طريق الإيمان والطاعة فهو الطريق الموصل إلي الله ، فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها.
هذا حاصل أقوالهم.
من الكلام السابق تظهر لنا مسألة:
كيف يكون السبيل إلى الله؟ أو: ما هو السبيل الموصل إلى الله؟

3-بيان سبب وصفها بالتذكرة
يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ.ذكره السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )


1-معنى الآية
لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا،ولا يتخذ سبيلا إلى الله إلا بمشيئة الله فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم.
هذا حاصل أقوالهم.

2-توجيه ختام الآية بهذين الاسمين لله تعالى.
أي أن الله له الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ بعلمه وبحكمته.هذا حاصل ماذكروه رحمهم الله.

3-الفرق بين مشيئة العبد ومشيئة الله تعالى
قال الأشقر :فالأمْرُ إليه سُبحانَه ليس إليهم، والخيرُ والشرُّ بيدِه، فمَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك.


تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )


1-معنى الآية : معنى الإدخال في الرحمة.
أي: يهدي من يشاء فيوفقه لأسباب الهدى ويضلّ من يشاء، ومن يهده فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له.والظالمين أعد لهم عذابا مؤلما موجعا.
هذا حاصل أقوالهم.

2-من هم الظالمين : الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى {أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} بظُلْمِهم وعُدْوَانِهم . ذكره السعدي.
أحسنت، بارك الله فيك
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 96/100

وفقك الله

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 26 جمادى الآخرة 1436هـ/15-04-2015م, 04:12 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص تفسير قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم ...}

تفسير قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم ...} لابن القيم

عناصر الدرس:

1-معنى الحياة الطيبة.
2-مرجع الضمير في قوله تعالى(لمايحييكم).
3- أقسام حياة الإنسان.
4-تفاوت حياة الإنسان بنوعيها.
5-التشابه بين الوحي والروح.
6- معنى الآية: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}.


تلخيص الدرس:

1-معنى الحياة الطيبة:
الحياة النافعة هي حياة القلوب ؛ فأصحابها أحياء وإن ماتوا ، وفاقدوها أموات وإن كانوا أحياءََ.
وحياة القلوب هي بالاستجابة لله ورسوله ؛ فكلما كانت الاستجابة أعلى كانت الحياة أعلى.

2-مرجع الضمير في قوله تعالى(لمايحييكم):
.
القول الأول :قال قتادة: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
القول الثاني:قال السّديّ: هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
القول الثالث :قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
وبنحوه قال الواحدي والأكثرون على أن معنى قوله: {لما يحييكم}: هو الجهاد وهو قول ابن إسحق واختيار أكثر أهل المعاني.
و قال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيم في هذا المعنى : الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم .
القول الرابع: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة حكاه أبو عليّ الجرجانيّ.
القول الخامس:قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. وهذا راجع إلى القول الثالث .
خلاصة تحرير ابن القيم للمعنى :
هذه كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا. والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

3- أقسام حياة الإنسان:

- حياة بدنه :الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى من ذلك.
- وحياة قلبه وروحه الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة التمييز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة.

4-تفاوت حياة الإنسان بنوعيها:
الحياة البدنية تكون أتم كلما كان شهوره وإحساسه بالنافع والمؤلم أتم.
وحياة القلب كلما ازداد استجابة لأمر الله ورسوله فتزيد هذه الحياة ويميز بها أكثر بين النافع والضار على قلبه.

5-التشابه بين الوحي والروح:

شبه الله تعالى الوحي بالروح في غير ماموضع ومنها : {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}
وكما أن الإنسان لا حياة له حتّى ينفخ فيه الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتّى ينفخ فيه الرّسول من الرّوح الّذي ألقى إليه هذا حاصل كلام ابن القيم رحمه الله.
ومنها: (أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) ومعنى الآية:
- قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وهو يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم متى يكون هذا الموقف .
هذا حاصل قول ابن القيم في هذه الآية.

6- معنى الآية: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}:

في معنى هذه الآية قولان :
1-أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.
فالله عز وجل يحول بين القلب وبين الاستجابة إذا رفض العبد الاستجابة ابتداءا كما في قوله تعالى (فلمازاغوا أزاغ الله قلوبهم) وقوله تعالى (وماتشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين).
2- أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه ذكره الواحدي عن قتادة وكان هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 27 جمادى الآخرة 1436هـ/16-04-2015م, 08:21 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
تفسير قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم ...} لابن القيم

عناصر الدرس:

1-معنى الحياة الطيبة.
2-مرجع الضمير في قوله تعالى(لمايحييكم).
3- أقسام حياة الإنسان.
4-تفاوت حياة الإنسان بنوعيها.
5-التشابه بين الوحي والروح.
6- معنى الآية: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}.


تلخيص الدرس:

1-معنى الحياة الطيبة:
الحياة النافعة هي حياة القلوب ؛ فأصحابها أحياء وإن ماتوا ، وفاقدوها أموات وإن كانوا أحياءََ.
وحياة القلوب هي بالاستجابة لله ورسوله ؛ فكلما كانت الاستجابة أعلى كانت الحياة أعلى.

2-مرجع الضمير في قوله تعالى(لمايحييكم): في الكلمة أكثر من ضمير، فنقول: مرجع الضمير المستتر (كأن المعنى: يحيي هو) أو نقول: المراد بالاسم الموصول (ما)
القول الأول :قال قتادة: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة. هناك قول قبله: الحقّ.
القول الثاني:قال السّديّ: هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
القول الثالث :قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
وبنحوه قال الواحدي والأكثرون على أن معنى قوله: {لما يحييكم}: هو الجهاد وهو قول ابن إسحق واختيار أكثر أهل المعاني.
و قال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيم في هذا المعنى : الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم .
القول الرابع: {لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة حكاه أبو عليّ الجرجانيّ.
القول الخامس:قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة. وهذا راجع إلى القول الثالث .
خلاصة تحرير ابن القيم للمعنى :
هذه كل عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا. والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

3- أقسام حياة الإنسان:
- حياة بدنه :الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك ولذلك كانت حياة المريض والمحزون وصاحب الهم والغم والخوف والفقر والذل دون حياة من هو معافى من ذلك.
- وحياة قلبه وروحه الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة التمييز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة.

4-تفاوت حياة الإنسان بنوعيها:
الحياة البدنية تكون أتم كلما كان شهوره وإحساسه بالنافع والمؤلم أتم.
وحياة القلب كلما ازداد استجابة لأمر الله ورسوله فتزيد هذه الحياة ويميز بها أكثر بين النافع والضار على قلبه.

5-التشابه بين الوحي والروح:
شبه الله تعالى الوحي بالروح في غير ماموضع ومنها : {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}
وكما أن الإنسان لا حياة له حتّى ينفخ فيه الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا فكذلك لا حياة لروحه وقلبه حتّى ينفخ فيه الرّسول من الرّوح الّذي ألقى إليه هذا حاصل كلام ابن القيم رحمه الله.
ومنها: (أفمن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) ومعنى الآية:
- قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وهو يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم متى يكون هذا الموقف .
هذا حاصل قول ابن القيم في هذه الآية.

6- معنى الآية: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}:

في معنى هذه الآية قولان :
1-أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.
فالله عز وجل يحول بين القلب وبين الاستجابة إذا رفض العبد الاستجابة ابتداءا كما في قوله تعالى (فلمازاغوا أزاغ الله قلوبهم) وقوله تعالى (وماتشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين).
2- أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه ذكره الواحدي عن قتادة وكان هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.



أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
هناك مسألة قد تخفى على الطلاب ضمّنت في الكلام عن الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله: {لما يحييكم}، وهي الحياة المرادة في الآية، وهي ليست حياة القلوب وحدها بل هي أتمّ وأشمل لحياة القلب والبدن معا، وإن كانت حياة القلوب هي الأصل.
فنذكرها للفائدة في نموذج الإجابة، وليتدرّب الطالب على تأمّل كلام المفسرين أكثر وأكثر.
مع بيان ما ذكره ابن القيّم رحمه الله في (سرّ الآية) لأن هذه المسألة مما أشكلت على بعض الطلاب.
وإليك النموذج يطابق تماما مع ذكرتيه مع اختلافات يسيرة في طريقة العرض فقط فبارك الله فيك.


تلخيص تفسير قوله تعالى: {يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}


● مقصد الآية
معنى قوله تعالى: {لما يحييكم}
● الحياة المذكورة في الآية
أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل نوع
● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة
● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله

● مقصد الآية
أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات، وأن أكمل النّاس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرّسول؛ فمن فاته جزء منها فاته جزء من الحياة ويكون فيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.

بيان الأسباب الجالبة للحياة الطيبة في قوله تعالى: {لما يحييكم}

ورد في أنواع هذه الأسباب أقوال وهي:
1- الحق، قاله مجاهد
2- القرآن، قاله قتادة
3- الإسلام، قاله السدي
4- الحرب والجهاد في سبيل الله، قاله ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدي والفراء وعليه الأكثرون.
5- الجنة، حكاه أبو علي الجرجاني عن بعض المفسرين
قال ابن القيم: وهذه كلها عبارات عن حقيقة واحدة وهي القيام بما جاء به الرّسول ظاهرا وباطنا.
والآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة

● الحياة المذكورة في الآية
- القول الأول: أنها حياة الروح والقلب
وهي التي تكون بالإيمان والإسلام واتّباع القرآن.

قال قتادة:
{لما يحييكم} هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة.
وقال السّديّ:
{لما يحييكم} هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر .
- القول الثاني: أنها الحياة العزيزة
وهي الحياة التي يحياها المسلمون في الدنيا بالجهاد في سبيل الله.

قال ابن إسحاق وعروة بن الزبير واللّفظ له: {لما يحييكم} يعني للحرب الّتي أعزكم الله بها بعد الذل وقوّاكم بعد الضعف ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.

وقال الفراء: إذا دعاكم إلى إحياء أمركم بجهاد عدوكم يريد أن أمرهم إنّما يقوى بالحرب والجهاد فلو تركوا الجهاد ضعف أمرهم واجترأ عليهم عدوهم.
وقال ابن القيّم: الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم ولهذا قال ابن قتيبة: {لما يحييكم} يعني الشّهادة.
- القول الثالث: أنها الحياة التامّة الدائمة
وهي الحياة الكاملة الدائمة للروح والبدن والتي لا تكون إلا في الجنة
قال بعض المفسّرين:
{لما يحييكم} يعني الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة.
وكل ما سبق من معاني من الحياة النافعة التي يحتاجها العباد.

أنواع الحياة التي يحتاجها العبد وكيفية تحصيل كل منهما
الإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
- الأولى: حياة بدنه
الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك، وهذه الحياة تحصل
بنفخ الملك الّذي هو رسول الله من روحه فيصير حيا بذلك النفخ.
- والثانية: حياة قلبه وروحه
وهي الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة.

وحصول هذه الحياة يكون بنفخ الرّسول البشري من الرّوح الّذي ألقى إليه قال تعالى: {ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: {يلقي الرّوح من أمره على من يشاء من عباده}، وقال: و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} فأخبر أن وحيه روح ونور.


● من ثمرات حياة القلب في الدنيا والآخرة

في قوله
تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها} جمع للمؤمن به بين النّور والحياة، كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمة.
قال ابن عبّاس وجميع المفسّرين: كان كافرًا ضالًّا فهديناه.
وقوله: {وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس} يتضمّن أمورا:
أحدها: أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة فمثله ومثلهم كمثل قوم أظلم عليهم اللّيل فضلوا ولم يهتدوا للطريق وآخر معه نور يمشي به في الطّريق ويراها ويرى ما يحذره فيها.
وثانيها: أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
وثالثها: أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم.

● معنى قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}
ورد في معناها قولان:
- القول الأول: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته، وهذا قول ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.

- القول الثاني: أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه، ذكره الواحدي عن قتادة واختاره ابن القيّم.
قال: وكأن هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.


● مناسبة قوله تعالى: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} لما قبله.
- على القول الأول فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.

- ومناسبة أخرى: أنه في الشطر الأول من الآية ذكر الشّرع والأمر به وهو الاستجابة {استجيبوا لله وللرسول ..}، ثم ذكر القدر والإيمان به في قوله: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} فهي كقوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤن إلّا أن يشاء الله رب العالمين}، وقوله: {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلّا أن يشاء الله}.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 21 رجب 1436هـ/9-05-2015م, 09:14 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}

عناصر الموضوع :

-المعنى الإجمالي .
-أقوال المفسرين في الآية.
-لماذا كان العلم بالله يوجب الخشية.
-الآثار الواردة في بيان لذة الطاعة وحلاوتهاوسوء عاقبة المعصية .
-العلماء ثلاثة.
-بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم.


تلخيص الموضوع :

المعنى الإجمالي :
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق
وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين،
وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا.
الأدلة على الأول:
إن المؤكدة المثبتة. وأما "ما" فهي كافة تكف عمل إن وأخواتها.
إنما تفيد تأكيد الكلام لا الإثبات ولا النفي.
الأدلة على الثاني:
صيغة "إنّما" أمّا على قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني.
واختلفوا فقط في دلالتها على النفي هل بطريق المنطوق أم المفهوم:
1-قال الحنفية وكثير من المتكلمين عن طريق المفهوم :قالت طائفة تدل على الحصر ظاهرا أو بطريق التأكيد وقالوا إن غالب دلالة المفهوم بطريق الظاهر.
وقالت طائفة تدل على الحصر بطريق النص. وجعلوا إنما تدل على الحصر مثل المستثنى والمستثنى منه.
فالاستثناء من النفي إثبات ومن الإثبات نفي.

الأقوال في " ما ":
1-الجمهور أنها كافة وهي الزائدة التي تدخل على إن وأخواتها فتكفها عن العمل
2- وذهب بعض الكوفيين، وابن درستويه إلى أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه.
3-ذهب البعض أن "ما" نافية ونسب ذلك لأبي علي الفارسي .واستدلوا بإفادتها الحصر وإن أفادت الإثبات في المذكور وما النفي فيما عداه وهذا باطل كما يقول ابن رجب فإن تفيد التوكيد إثباتا أو نفيا.
وما هي الداخلة على أخوات إن ولا تفيد النفي فيها إتفاقا فكذلك هنا.
-الدلالة على نفي الخشية عن غير العلماء:
من صيغة "إنّما" فإذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني.
والشيخ موفق الدين، وفخر الدّين إسماعيل بن علي صاحب ابن المنّي، وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين كالقاضي أبي بكرٍ، وغيره، وكثيرٌ من النحاة وغيرهم، بل قد حكاه أبو علي فيما ذكره الرازيّ عن النحاة جملةً.
- و اختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
1- فقال كثيرٌ من أصحابنا، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
2- وذهبت طائفةٌ كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني.
إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
-واختلفوا في هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر:
1- النفي بطريق الظاهر.
فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء .
2-النفي بطريق النص:
لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.وهو ظاهر كلام الحنابلة وغيرهم.
-وأما المخالف في إفادتها الحصر فهو من القائلين بأن دلالتها على النفي بالمفهوم وهم قسمان:
1-من لا يرى كون المفهوم حجّةً بالكلية كالحنفية، ومن وافقهم من المتكلمين.
2- من يراه حجةً من الجملة، ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنّه لا مفهوم لها، واختاره بعض المتأخرين من الحنابلة ، وغيرهم؛ وبيان ذلك أنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له نعم أكثر ما يقال "إنّ " تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، فأمّا أن يحدث معنًى آخر فلا.
واستدلوا أن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ} ومثل هذا كثيرٌ جدًّا وممّا يبيّن عدم إفادتها للحصر قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ".

فلو أثبتنا الحصر هنا للزم ألا يكون للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات سوى القرآن.

الراجح أنها تدل على الحصر وهذا معلوم باطراد في لغة العرب :

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
الوجه الثاني : أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع.
الوجه الثالث: وأما الأمثلة التي ذكرت للدلالة أنها لا تفيد الحصر فالرد عليه كما يلي:
- معلومٌ من كلام العرب أنّهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارةً لانتفاء ذاته وتارةً لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره تارةً لانحصار جميع الجنس فيه وتارةً لانحصار المفيد أو الكامل فيه، ثمّ إنهم تارة يعيدون النفي إلى المسمّى وتارةً إلى الاسم وإن كان ثابتًا في اللغة إذا كان المقصود الحقيقيّ بالاسم منتفئا عنه ثابتًا لغير لقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والاٍنجيل وما أنزل إليكم مّن رّبكم} ، فنفى عنهم مسمّى الشيء مع أنّه في الأصل شامل لكلّ موجودٍ من حق وباطلٍ.
وكذلك فإن ما لا يفيد ولا منفعة فيه يصير بمنزلة المعدوم بل قد يكون أولى بالعدم من المعدم المستمر عدمه لأنه قد يكون فيه ضررٌ ،ولهذا لمّا سئل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الكفار فقال: "ليسوا بشيء".
ويقول أهل الحديث عن بعض الرواة المجروحين والأحاديث الواهية: "ليس بشيءٍ " إذا لم يكن مما ينتفع به في الرواية لظهور كذبه عمدًا أو خطأ، ويقال أيضًا لمن خرج عن موجب الإنسانية في الأخلاق ونحوها: هذا ليس بآدميّ ولا إنسانٍ وما فيه إنسانية، ومنه قول النّسوة في يوسف عليه السلام: {ما هذا بشرًا إن هذا إلاّ ملكٌ كريمٌ}.
كذلك في الحديث "ليس الشديد بالصّرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
و"ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس".

وكذلك قول اللّه تعالى: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}.
هذا كله نفي للاسم من جهة مايعتبر فيه. والمثال في الحديث: " إنّما الرّبا في النسيئة" أو لا "ربا إلا في النسيئة"،
هو في الرّبا العام الشامل للجنسين، والجنس الواحد المتفقة صفاته إنّما يكون في النسيئة وأمّا ربا الفضل فلا يكون إلا في الجنس الواحد ولا يفعله أحدٌ إلا إذا اختلفت الصفات.
-والمثال الثاني نفى الأسماء الشرعية لانتفاء بعض واجباتها لقوله: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم..} إلى قوله:{أولئك هم المؤمنون حقًّا} ، وهؤلاء هم المستحقون لهذا الاسم على الحقيقة الواجبة دون من أخلّ بشيءٍ من واجبات الإيمان والإسلام عمن انتفى عنه بعض واجباتهما لقوله: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".
- فقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية.
-كذلك قوله: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك.
- قوله تعالى: {إنّما أنت منذر} ، أي لست ربًّا لهم ولا مجازيًا ولا محاسبًا، وليس عليك أن تجبرهم على الإيمان، ولا أن تتكلف لهم طلب الآيات التي يقترحونها عليك {إنّما أنت منذر} ، فليس عليك إلا الإنذار.
-وأما قوله: "إنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه اللّه إليّ " فالمقصود الآيات العظام التي يؤمن عليها الناس وليس المراد نفي أي آيات أخرى ، ومعلوم أن أعظم آية له آمن بها الناس في حياته وبعد موته هي القرآن.

-من قال أن "ما" هي الموصولة:
فإنها تكون بمعنى الذي : إن الذي يخشى الله هم العلماء ؛ والاسم الموصول يفيد العموم فيكون الحصر هنا بعموم المبتدأ والخبر.
- وأمّا دلالة الآية على الثالث، وهو نفي العلم من غير أهل الخشية:
فهذا بالحصر أيضا ؛ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم وبذلك فسّرها السلف.
أقوال المفسرين في الآية:
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.
وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ".
وعن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم.
يجلسون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غير ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّه عزّ وجلّ ".
وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ".
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟
قال: الذين يعملون بما يعلمون ".
وقال رجلٌ للشعبي: أفتني أيها العالم فقال: "إنما العالم من يخاف اللّه ".
وعن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: "علامة العلم: خشية اللّه عز وجل ".
وسئل سعد بن إبراهيم -: من أفقه أهل المدينة؟
قال: "أتقاهم لربّه ".
وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟
فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
وعن قتادة قال: "أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ".
وقال مجاهدٌ: "من عمل ذنبًا من شيخ أو شابٍ فهو بجهالةٍ"، وقال أيضًا: "من عصى ربّه فهو جاهلٌ حتى ينزع عن معصيته "، وقال أيضًا: "من عمل سوءًا خطأً أو إثمًا فهو جاهلٌ حتى ينزع منه ".
وقال أيضًا هو وعطاء: "الجهالة: العمد".
رواهنّ ابن أبي حازمٍ وغيره، وقال: وروي عن قتادة، وعمرو بن مرة، والثوريّ نحو ذلك.
وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".
وقال عكرمة: "الدنيا كلّها جهالةٌ".
وعن الحسن البصريّ أنه سئل عنها فقال: "هم قومٌ لم يعلموا ما لهم مما عليهم، قيل له: أرأيت لو كانوا علموا؟ قال: فليخرجوا منها فإنها جهالةٌ".

-لماذا كان العلم بالله يوجب الخشية:
1- أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
2- أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد ، مع العلم بمراقبة اللّه ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.
ومن ذلك أن الإيمان يزيد وينقص :
- وفي الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟
قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادتهوإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
-مافي القلب من التصديق الجازم يزيد وينقص لذلك ورد في الأثر "لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".
3-أن تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه وتصورحقيقة المحبوب يوجب الإقبال عليه.
4-أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.
5-أن العاقل إذا علم أن مايفعله يضره ضررا جازما ابتعد عن فعله فالتفس مجبولة على محبة ماينفعها وترك مايضرها فإذا علم أن الذنوب تهلكه أوجب له هذا ابتعادا عنها.
فما يقع الإنسان في المعصية إلا بتزيين الشيطان له ، قال تعالى: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا}.
وقال: {كذلك زيّنّا لكلّ أمّةٍ عملهم ثمّ إلى ربّهم مرجعهم فينبّئهم بما كانوا يعملون (108)}.

6- أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً"

7- أن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}.
وقال: {ولنذيقنّهم مّن العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون}.
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.
قال الحسن وغيره من السلف: "لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه ".

الآثار الواردة في بيان لذة الطاعة وحلاوتهاوسوء عاقبة المعصية :
كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ".
وقال آخر: "لو علموا ما نحن فيه لقتلونا ودخلوا فيه ".
وقال أبو سليمان: "أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهمولولا الليل ما أحببت البقاء في الدّنيا".
وقال: "إنه ليمرّ على القلب أوقاتٌ يضحك فيها ضحكًا".
وقال ابن المبارك وغيره: "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها، قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة اللّه ".
وقال آخر: "أوجدني اللّه قلبًا طيبًا حتى قلت: إن كان أهل الجنة في مثل هذا فإنّهم في عيشٍ طيب ".
وقال مالك بن دينار: "ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر اللّه ".
وهذا بابٌ واسعٌ جدًّا، والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن ".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار".
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مالك بن دينارٍ، قال: "إن للّه عقوبات فتعاهدوهنّ من أنفسكم في القلوب والأبدان: ضنكٌ في المعيشة، ووهن فى العبادة، وسخطٌ في الرزق ".
وعنه أنه قال: "ما ضرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظم من قسوة القلب ".


هل يعود التائب إلى ما كان عليه قبل المعصية أم لا؟
1- بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.
2-يعود إلى ماكان.
هل يجزم بقبول التوبة لو استكملت شروطها؟
1- فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
2- أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.
متى يعفى عنه من غير توبة؟
1-إما بأمرٍ مكفرٍ كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فإن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.
2-وإن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).
وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.


هل يأمر الله تعالى بما فيه صلاح العباد أم قد يقع عقلا خلاف ذلك.
- قتادة وغيره من السلف: إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.

- قال بعض العلماء كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا. قال ابن رجب : أما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.
فالصواب كما قال ابن رجب : أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك.
وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف.
ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.

العلماء ثلاثة:
ورد في الأثر عن سعيد بن حيان عن رجل أنه كان يقال العلماء ثلاثةٌ:: فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم:
فإنّ العلم له موجب ومقتضى، وهو اتباعه والاهتداء به وصدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل، وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وبيّنا دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه، ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}.
وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.
ويقال أيضًا: إنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل كما قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}.
فسلب العلم والعقل والسمع والبصر وإثبات الجهل والبكم والصمم والعمى في حقّ من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها من الكفّار والمنافقين أو من شركهم في بعض ذلك كلّه؛ من باب واحدٍ وهو سلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا، وهو بابٌ واسعٌ وأمثلته كثيرةٌ في الكتاب والسّنّة.

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م, 02:11 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
عناصر الموضوع :

-المعنى الإجمالي .
-أقوال المفسرين في الآية.
-لماذا كان العلم بالله يوجب الخشية.
-الآثار الواردة في بيان لذة الطاعة وحلاوتهاوسوء عاقبة المعصية .
-العلماء ثلاثة.
-بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي مع العلم.


تلخيص الموضوع :

المعنى الإجمالي :
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق
وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين،
وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا.
الأدلة على الأول:
إن المؤكدة المثبتة. وأما "ما" فهي كافة تكف عمل إن وأخواتها.
إنما (إن) تفيد تأكيد الكلام لا الإثبات ولا النفي.
الأدلة على الثاني:
صيغة "إنّما" أمّا على قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني.
واختلفوا فقط في دلالتها على النفي هل بطريق المنطوق أم المفهوم:
1-قال الحنفية وكثير من المتكلمين عن طريق المفهوم :قالت طائفة تدل على الحصر ظاهرا أو بطريق التأكيد وقالوا إن غالب دلالة المفهوم بطريق الظاهر.
وقالت طائفة تدل على الحصر بطريق النص. وجعلوا إنما تدل على الحصر مثل المستثنى والمستثنى منه.
فالاستثناء من النفي إثبات ومن الإثبات نفي.

الأقوال في " ما ":
1-الجمهور أنها كافة وهي الزائدة التي تدخل على إن وأخواتها فتكفها عن العمل
2- وذهب بعض الكوفيين، وابن درستويه إلى أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه.
3-ذهب البعض أن "ما" نافية ونسب ذلك لأبي علي الفارسي .واستدلوا بإفادتها الحصر وإن أفادت الإثبات في المذكور وما النفي فيما عداه وهذا باطل كما يقول ابن رجب فإن تفيد التوكيد إثباتا أو نفيا.
وما هي الداخلة على أخوات إن ولا تفيد النفي فيها إتفاقا فكذلك هنا.
-الدلالة على نفي الخشية عن غير العلماء: المسألة مكررة.
من صيغة "إنّما" فإذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني.
والشيخ موفق الدين، وفخر الدّين إسماعيل بن علي صاحب ابن المنّي، وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين كالقاضي أبي بكرٍ، وغيره، وكثيرٌ من النحاة وغيرهم، بل قد حكاه أبو علي فيما ذكره الرازيّ عن النحاة جملةً.
- و اختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
1- فقال كثيرٌ من أصحابنا، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
2- وذهبت طائفةٌ كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني.
إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
-واختلفوا في هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر:
1- النفي بطريق الظاهر.
فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء .
2-النفي بطريق النص:
لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.وهو ظاهر كلام الحنابلة وغيرهم.
-وأما المخالف في إفادتها الحصر فهو من القائلين بأن دلالتها على النفي بالمفهوم وهم قسمان:
1-من لا يرى كون المفهوم حجّةً بالكلية كالحنفية، ومن وافقهم من المتكلمين.
2- من يراه حجةً من الجملة، ولكن ينفيه هاهنا لقيام الدليل عنده على أنّه لا مفهوم لها، واختاره بعض المتأخرين من الحنابلة ، وغيرهم؛ وبيان ذلك أنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له نعم أكثر ما يقال "إنّ " تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، فأمّا أن يحدث معنًى آخر فلا.
واستدلوا أن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ} ومثل هذا كثيرٌ جدًّا وممّا يبيّن عدم إفادتها للحصر قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من نبي من الأنبياء إلا قد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنّما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليّ".

فلو أثبتنا الحصر هنا للزم ألا يكون للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات سوى القرآن.

الراجح أنها تدل على الحصر وهذا معلوم باطراد في لغة العرب :

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا، وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
الوجه الثاني : أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع.
الوجه الثالث: وأما الأمثلة التي ذكرت للدلالة أنها لا تفيد الحصر فالرد عليه كما يلي:
- معلومٌ من كلام العرب أنّهم ينفون الشيء في صيغ الحصر وغيرها تارةً لانتفاء ذاته وتارةً لانتفاء فائدته ومقصوده، ويحصرون الشيء في غيره تارةً لانحصار جميع الجنس فيه وتارةً لانحصار المفيد أو الكامل فيه، ثمّ إنهم تارة يعيدون النفي إلى المسمّى وتارةً إلى الاسم وإن كان ثابتًا في اللغة إذا كان المقصود الحقيقيّ بالاسم منتفئا (منتفيا) عنه ثابتًا لغيره لقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والاٍنجيل وما أنزل إليكم مّن رّبكم} ، فنفى عنهم مسمّى الشيء مع أنّه في الأصل شامل لكلّ موجودٍ من حق وباطلٍ.
وكذلك فإن ما لا يفيد ولا منفعة فيه يصير بمنزلة المعدوم بل قد يكون أولى بالعدم من المعدم المستمر عدمه لأنه قد يكون فيه ضررٌ ،ولهذا لمّا سئل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الكفار فقال: "ليسوا بشيء".
ويقول أهل الحديث عن بعض الرواة المجروحين والأحاديث الواهية: "ليس بشيءٍ " إذا لم يكن مما ينتفع به في الرواية لظهور كذبه عمدًا أو خطأ، ويقال أيضًا لمن خرج عن موجب الإنسانية في الأخلاق ونحوها: هذا ليس بآدميّ ولا إنسانٍ وما فيه إنسانية، ومنه قول النّسوة في يوسف عليه السلام: {ما هذا بشرًا إن هذا إلاّ ملكٌ كريمٌ}.
كذلك في الحديث "ليس الشديد بالصّرعة ولكنّ الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
و"ليس الغنى عن كثرة العرض وإنّما الغنى غنى النفس".

وكذلك قول اللّه تعالى: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}.
هذا كله نفي للاسم من جهة مايعتبر فيه. والمثال في الحديث: " إنّما الرّبا في النسيئة" أو لا "ربا إلا في النسيئة"،
هو في الرّبا العام الشامل للجنسين، والجنس الواحد المتفقة صفاته إنّما يكون في النسيئة وأمّا ربا الفضل فلا يكون إلا في الجنس الواحد ولا يفعله أحدٌ إلا إذا اختلفت الصفات.
-والمثال الثاني نفى الأسماء الشرعية لانتفاء بعض واجباتها لقوله: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم..} إلى قوله:{أولئك هم المؤمنون حقًّا} ، وهؤلاء هم المستحقون لهذا الاسم على الحقيقة الواجبة دون من أخلّ بشيءٍ من واجبات الإيمان والإسلام عمن انتفى عنه بعض واجباتهما لقوله: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".
- فقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ} ، فيه نفي تعدد الإلهيّة في حقّه سبحانه وأنّه لا إله غيره، ليس المراد أنه لا صفة له سوى وحدانية الإلهية.
-كذلك قوله: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}. المراد به أنه لم يوح إليّ في أمر الإلهية إلا التوحيد لا الإشراك.
- قوله تعالى: {إنّما أنت منذر} ، أي لست ربًّا لهم ولا مجازيًا ولا محاسبًا، وليس عليك أن تجبرهم على الإيمان، ولا أن تتكلف لهم طلب الآيات التي يقترحونها عليك {إنّما أنت منذر} ، فليس عليك إلا الإنذار.
-وأما قوله: "إنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه اللّه إليّ " فالمقصود الآيات العظام التي يؤمن عليها الناس وليس المراد نفي أي آيات أخرى ، ومعلوم أن أعظم آية له آمن بها الناس في حياته وبعد موته هي القرآن.

-من قال أن "ما" هي الموصولة:
فإنها تكون بمعنى الذي : إن الذي يخشى الله هم العلماء ؛ والاسم الموصول يفيد العموم فيكون الحصر هنا بعموم المبتدأ والخبر.
- وأمّا دلالة الآية على الثالث، وهو نفي العلم من (عن) غير أهل الخشية:
فهذا بالحصر أيضا ؛ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم وبذلك فسّرها السلف.
أقوال المفسرين في الآية:
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه ".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.
وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
وروى الدارميّ من طريق عكرمة عن ابن عباسٍ: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} قال: "من خشي اللّه فهو عالمٌ ".
وعن يحيى بن جعدة، عن عليٍّ قال: "يا حملة العلم، اعملوا به فإنّما العالم من عمل بما علم فوافق علمه عمله، وسيكون أقوامٌ يحملون العلم ولا يجاوز تراقيهم، يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم.
يجلسون حلقًا فيباهي بعضهم بعضًا، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غير ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى اللّه عزّ وجلّ ".
وعن مسروقٍ قال: " كفى بالمرء علمًا أن يخشى اللّه عزّ وجل وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعلمه ".
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
قول الحسن: "إنما الفقيه الزاهد في الدّنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه ".
وعن عبيد اللّه بن عمر أنّ عمر بن الخطاب سأل عبد اللّه بن سلامٍ: "من أرباب ألعلم؟
قال: الذين يعملون بما يعلمون ".
وقال رجلٌ للشعبي: أفتني أيها العالم فقال: "إنما العالم من يخاف اللّه ".
وعن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: "علامة العلم: خشية اللّه عز وجل ".
وسئل سعد بن إبراهيم -: من أفقه أهل المدينة؟
قال: "أتقاهم لربّه ".
وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟
فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
وعن قتادة قال: "أجمع أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على أنّ كلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ جهالةً، عمدًا كان أو لم يكن، وكلّ من عصى ربّه فهو جاهلٌ ".
وقال مجاهدٌ: "من عمل ذنبًا من شيخ أو شابٍ فهو بجهالةٍ"، وقال أيضًا: "من عصى ربّه فهو جاهلٌ حتى ينزع عن معصيته "، وقال أيضًا: "من عمل سوءًا خطأً أو إثمًا فهو جاهلٌ حتى ينزع منه ".
وقال أيضًا هو وعطاء: "الجهالة: العمد".
رواهنّ ابن أبي حازمٍ وغيره، وقال: وروي عن قتادة، وعمرو بن مرة، والثوريّ نحو ذلك.
وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".
وقال عكرمة: "الدنيا كلّها جهالةٌ".
وعن الحسن البصريّ أنه سئل عنها فقال: "هم قومٌ لم يعلموا ما لهم مما عليهم، قيل له: أرأيت لو كانوا علموا؟ قال: فليخرجوا منها فإنها جهالةٌ".

-لماذا كان العلم بالله يوجب الخشية:
1- أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
2- أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد ، مع العلم بمراقبة اللّه ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.
ومن ذلك أن الإيمان يزيد وينقص :
- وفي الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟
قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادتهوإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
-مافي القلب من التصديق الجازم يزيد وينقص لذلك ورد في الأثر "لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".
3-أن تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه وتصورحقيقة المحبوب يوجب الإقبال عليه.
4-أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.
5-أن العاقل إذا علم أن مايفعله يضره ضررا جازما ابتعد عن فعله فالتفس مجبولة على محبة ماينفعها وترك مايضرها فإذا علم أن الذنوب تهلكه أوجب له هذا ابتعادا عنها.
فما يقع الإنسان في المعصية إلا بتزيين الشيطان له ، قال تعالى: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا}.
وقال: {كذلك زيّنّا لكلّ أمّةٍ عملهم ثمّ إلى ربّهم مرجعهم فينبّئهم بما كانوا يعملون (108)}.

6- أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً"

7- أن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}.
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}.
وقال: {ولنذيقنّهم مّن العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون}.
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.
قال الحسن وغيره من السلف: "لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه ".

الآثار الواردة في بيان لذة الطاعة وحلاوتهاوسوء عاقبة المعصية :
كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ".
وقال آخر: "لو علموا ما نحن فيه لقتلونا ودخلوا فيه ".
وقال أبو سليمان: "أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهمولولا الليل ما أحببت البقاء في الدّنيا".
وقال: "إنه ليمرّ على القلب أوقاتٌ يضحك فيها ضحكًا".
وقال ابن المبارك وغيره: "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها، قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: معرفة اللّه ".
وقال آخر: "أوجدني اللّه قلبًا طيبًا حتى قلت: إن كان أهل الجنة في مثل هذا فإنّهم في عيشٍ طيب ".
وقال مالك بن دينار: "ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر اللّه ".
وهذا بابٌ واسعٌ جدًّا، والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن ".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار".
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن مالك بن دينارٍ، قال: "إن للّه عقوبات فتعاهدوهنّ من أنفسكم في القلوب والأبدان: ضنكٌ في المعيشة، ووهن فى العبادة، وسخطٌ في الرزق ".
وعنه أنه قال: "ما ضرب عبدٌ بعقوبةٍ أعظم من قسوة القلب ".


هل يعود التائب إلى ما كان عليه قبل المعصية أم لا؟
1- بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.
2-يعود إلى ماكان.
هل يجزم بقبول التوبة لو استكملت شروطها؟
1- فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
2- أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.
متى يعفى عنه من غير توبة؟
1-إما بأمرٍ مكفرٍ كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فإن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.
2-وإن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).
وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.


هل يأمر الله تعالى بما فيه صلاح العباد أم قد يقع عقلا خلاف ذلك.
- قتادة وغيره من السلف: إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.

- قال بعض العلماء كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا. قال ابن رجب : أما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.
فالصواب كما قال ابن رجب : أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك.
وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف.
ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.

العلماء ثلاثة:
ورد في الأثر عن سعيد بن حيان عن رجل أنه كان يقال العلماء ثلاثةٌ:: فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

بيان أنّ انتفاء الخشية ينتفي معه العلم:
فإنّ العلم له موجب ومقتضى، وهو اتباعه والاهتداء به وصدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل، وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وبيّنا دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه، ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}.
وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.
ويقال أيضًا: إنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعقل كما قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنّم كثيرًا من الجنّ والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون (179)}.
فسلب العلم والعقل والسمع والبصر وإثبات الجهل والبكم والصمم والعمى في حقّ من فقد حقائق هذه الصفات وفوائدها من الكفّار والمنافقين أو من شركهم في بعض ذلك كلّه؛ من باب واحدٍ وهو سلب اسم الشيء أو مسمّاه لانتفاء مقصوده وفائدته وإن كان موجودًا، وهو بابٌ واسعٌ وأمثلته كثيرةٌ في الكتاب والسّنّة.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
وأرجو أن يفيدك هذا النموذج خاصة في معيار الترتيب:


تلخيص رسالة في تفسير قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
لابن رجب الحنبلي رحمه الله.


عناصر الرسالة:

دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية.
● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية
● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.

● فوائد
• إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم
أصل العلم النافع العلم باللّه.
قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو ما كان عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
• صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟

• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
.
• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.


تلخيص المسائل الواردة في تفسير ابن رجب رحمه الله لقوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}.



● دلالة الآية على إثبات الخشية للعلماء
دلت الآية على إثبات الخشية للعلماء من صيغة "إنما" التي تقتضي تأكد ثبوت المذكور بالاتّفاق؛ لأنّ خصوصية "إن" إفادة التأكيد، وأمّا
"ما"فالجمهور على أنّها كافةٌ.

● دلالة الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
دلت الآية على نفي الخشية عن غير العلماء
من صيغة "إنّما" أيضا لأنّ "ما" الكافة إذا دخلت على "إنّ " أفادت الحصر وهو قول الجمهور.

- واختلفوا في دلالتها على النفي هل هو بطريق المنطوق، أو بطريق المفهوم؟
فقال كثيرٌ من الحنابلة، كالقاضي في أحد قوليه وصاحب ابن المنّي والشيخ موفّق الدّين: إنّ دلالتها على النفي بالمنطوق كالاستثناء سواء وهو قول أبي حامد، وأبي الطيب من الشافعية، والجرجاني من الحنفية.
وذهبت طائفةٌ منهم كالقاضي في قوله الآخر وابن عقيلٍ والحلواني إلى أنّ دلالتها على النفي بطريق المفهوم وهو قول كثيرٍ من الحنفية، والمتكلمين.
- واختلفوا أيضًا هل دلالتها على النفي بطريق النّص، أو الظاهر؟

فقالت طائفة: إنّما تدلّ على الحصر ظاهرًا، أو يحتمل التأكيد، وهذا الذي حكاه الآمديّ عن القاضي أبي بكرٍ، والغزاليّ، والهرّاسيّ، وغيرهم من الفقهاء وهو يشبه قول من يقول إنّ دلالتها بطريق المفهوم فإنّ أكثر دلالات المفهوم بطريق الظاهر لا النّص.
وظاهر كلام كثيرٍ من الحنابلة وغيرهم، أن دلالتها على النّفي والإثبات كليهما بطريق النّص لأنّهم جعلوا "إنّما" كالمستثنى والمستثنى منه سواء وعندهم أن الاستثناء من الإثبات نفيٌ ومن النفي إثباتٌ، نصًّا لا محلاً.

● دلالة الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية
دلت الآية على نفي العلم عن غير أهل الخشية، من جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد هو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله - وأنه قد يكون مرادًا أيضًا فيصير الحصر من الطرفين ويكونان متلازمين، فيكون قوله: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.

● الأقوال الواردة عن السلف في تفسير الآية
ما ورد عن السلف في تفسير الآية يوافق ما سبق من إثبات الخشية للعلماء ونفيها عن غيرهم ونفي العلم عن غير أهل الخشية.
- فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني ".
- وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه ".
- وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
- وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ، ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك، وما علم من لم يخشك وما حكمة من لم يؤمن بك؟
- وعن الربيع عن أبي العالية في قوله تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء}قال: "الحكمة الخشية فإنّ خشية اللّه رأس كلّ حكمةٍ".
- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا يكون الرجل عالما حتّى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه، ولا يبتغي بعلمه ثمنًا".
وعن أبي حازمٍ نحوه.
- وسئل الإمام أحمد عن معروفٍ، وقيل له: هل كان معه علمٌ؟ فقال: "كان معه أصل العلم، خشية اللّه عزّ وجلّ ".
ويشهد لهذا قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
- قال أبو العالية: "سألت أصحاب محمدٍ عن هذه الآية: {إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}
فقالوا: كلّ من عصى اللّه فهو جاهلٌ، وكلّ من تاب قبل الموت فقد تاب من قريبٍ ".
- وروي عن مجاهدٍ، والضحاك، قالا: "ليس من جهالته أن لا يعلم حلالاً ولا حرامًا، ولكن من جهالته حين دخل فيه ".

● بيان أن العلم يوجب الخشية وأن فقده يستلزم فقد الخشية.
وبيان ذلك من وجوه:
الوجه الأول:
أن العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
ولهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني ".
ويشهد له قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً"
وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"
وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ ".

وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.

الوجه الثاني: أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك وبما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور.
وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.

والشهوة وحدها، لا تستقلّ بفعل السيئات إلا مع الجهل، فإنّ صاحب الهوى لو استحضر هذه الأمور المذكورة وكانت موجودةً في ذكره، لأوجبت له الخشية القامعة لهواه، ولكنّ غفلته عنها مما يوجب نقص إيمانه الذي أصله التصديق الجازم المترتب على التصور التام،
ولهذا كان ذكر اللّه وتوحيده والثناء عليه يزيد الإيمان، والغفلة والإعراض عن ذلك يضعفه وينقصه، كما كان يقول من يقول من الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".

الوجه الثالث: أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا، وإن كان قد يصور الخبر عنه.
وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصوّر المخبر به فإذا أخبر بما هو محبوبٌ أو مكروهٌ له، ولم يكذّب الخبر بل عرف صدقه لكن قلبه مشغولٌ بأمور أخرى عن تصور ما أخبر به، فهذا لا يتحرك للهرب ولا للطلب، في الأثر المعروف عن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم ".

الوجه الرابع: أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح.
فيكون جهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه، ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه.

الوجه الخامس: أنّ الله جعل في النفس حبًّا لما ينفعها وبغضًا لما يضرّها، فلا يفعل ما يجزم بأنه يضرّها ضررًا راجحًا، لذلك لا يقدم عاقل على فعل ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة إمّا بأن يجزم بأن ضرره مرجوح، أو يظنّ أن خيره راجح.
فالزاني والسارق ونحوهما، لو حصل لهم جزم بإقامة الحدود عليهم من الرجم والقطع ونحو ذلك، لم يقدموا على ذلك، فإذا علم هذا فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العلم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كلّه جهل إما بسيط وإمّا مركب.
ومثال هذا ما جاء في قصة آدم أنه: {يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى (120) فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}.

قال: {ما نهاكما ربّكما عن هذه الشّجرة إلّا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين (20)}.
وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون (37)}.
فالفاعل للذنب لو جزم بأنه يحصل له به الضرر الراجح لم يفعله، لكنه يزين له ما فيه من اللذة التي يظنّ أنها مصلحة، ولا يجزم بوقوع عقوبته، بل يرجو العفو بحسناتٍ أو توبةٍ أو بعفو الله ونحو ذلك، وهذا كله من اتباع الظن وما تهوى الأنفس، ولو كان له علم كامل لعرف به رجحان ضرر السيئة، فأوجب له ذلك الخشية المانعة له من مواقعتها.

الوجه السادس: وهو أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد البتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك.
ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً".
- ما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
-
المذنب قد لا يتمكن من التوبة، فإنّ من وقع في ذنبٍ تجرّأ عليه عمره وهان عليه خوض الذنوب وعسر عليه الخلاص منها ولهذا قيل: "من عقوبة الذنب: الذنب بعده ".
- إذا قدّر للمذنب أنه تاب منه فقد لا يتمكن من التوبة النصوح الخالصة التي تمحو أثره بالكلية.
- وإن قدّر أنه تمكن من ذلك، فلا يقاوم اللذة الحاصلة بالمعصية ما في التوبة النصوح المشتملة على النّدم والحزن والخوف والبكاء وتجشم الأعمال الصالحة؛ من الألم والمشقة، ولهذا قال الحسن: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة".
- يكفي المذنب ما فاته في حال اشتغاله بالذنوب من الأعمال الصالحة الّتي كان يمكنه تحصيل الدرجات بها.

- إن قدّر أنه عفي عنه من غير توبةٍ فإن كان ذلك بسبب أمرٍ مكفرٍ عنه كالمصائب الدنيوية، وفتنة القبر، وأهوال البرزخ، وأهوال الموقف، ونحو ذلك، فلا يستريب عاقلٌ أن ما في هذه الأمور من الآلام والشدائد أضعاف أضعاف ما حصل في المعصية من اللذة.

- إن عفي عنه بغير سببٍ من هذه الأسباب المكفرة ونحوها، فإنه لابّد أن يلحقه عقوبات كثيرة منها:
1: ما فاته من ثواب المحسنين، فإن اللّه تعالى وإن عفا عن المذنب فلا يجعله كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، كما قال تعالى: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21).

وقال: (أم نجعل الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار (28)}.
2: ما يلحقه من الخجل والحياء من اللّه عز وجلّ عند عرضه عليه وتقريره بأعماله، وربما كان ذلك أصعب عليه من دخول النار ابتداءً.
كما جاء في الأحاديث والآثار كما روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب "الزهد" بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "يدني اللّه عزّ وجلّ العبد يوم القيامة، فيضع عليه كنفه، فيستره من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك، قال: فيمرّ بالحسنة، فيبيضّ لها وجهه ويسرّ بها قلبه قال: فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟
فيقول: نعم، يا رب أعرف، فيقول: إني قد قبلتها منك.
قال: فيخرّ للّه ساجدًا، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: ارفع رأسك يا ابن آدم وعد في كتابك، قال: فيمرّ بالسيئة فيسود لها وجهه، ويوجل منها قلبه وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعمله غيره، قال: فيقول اللّه عزّ وجلّ: أتعرف يا عبدي؟
قال: فيقول: نعم، يا رب أعرف، قال: فيقول: إني قد غفرتها لك؟
قال: فلا يزال حسنةٌ تقبل فيسجد، وسيئةٌ تغفر فيسجد، فلا ترى الخلائق منه إلا السجود، قال: حتى تنادي الخلائق بعضها بعضًا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص اللّه قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين اللّه عز وجل ".
ومما قد وقفه عليه وروي معنى ذلك عن أبي موسى، وعبد اللّه بن سلامٍ وغيرهما، ويشهد لهذا حديث عبد اللّه بن عمر الثابت في "الصحيح "- حديث النجوى - أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان يوم القيامة دعا اللّه بعبده فيضع عليه كنفه فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا وكذا؟ فيقول: بلى يا ربّ، فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وغفرت ذلك لك اليوم " وهذا كلّه في حقّ من يريد اللّه أن يعفو عنه ويغفر له فما الظنّ بغيره؟

الوجه السابع: وهو أن المقدم على مواقعة المحظور إنما أوجب إقدامه عليه ما فيه من اللذة الحاصلة له به، فظنّ أنّه يحصل له لذته العاجلة، ورجى أن يتخلص من تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ.
وهذا من أعظم الجهل، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبة، فينعكس قصده بارتكاب المعصية، فإنّ اللّه ضمن لأهل الطاعة الحياة الطيبة، ولأهل المعصية العيشة الضنك، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،
وقال: {وإنّ للّذين ظلموا عذابًا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.

● بيان أن فقد الخشية يستلزم فقد العلم
فقد الخشية يسلتزم فقد العلم وذلك لأن العلم له موجب ومقتضى وهو اتباعه والاهتداء به وضدّه الجهل، فإذا انتفت فائدته ومقتضاه، صار حاله كحاله عند عدمه وهو الجهل.وقد تقدّم أن الذنوب إنّما تقع عن جهالةٍ، وظهرت دلالة القرآن على ذلك وتفسير السلف له بذلك، فيلزم حينئذٍ أن ينتفي العلم ويثبت الجهل عند انتفاء فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعه. ومن هذا الباب قوله تعالى:{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}، وقول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائمٌ " وهذا كما يوصف من لا ينتفع بسمعه وبصره وعقله في معرفة الحقّ والانقياد له بأنه أصم أبكم أعمى قال تعالى: {صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون}.

بيان العلم النافع الذي يوجب خشية الله تعالى.
العلم النافع علمان:
1: علم باللّه بجلاله وعظمته، وهو الذي فسر الآية به جماعةٌ من السلف.
2: علم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره.
ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.

وقد روى الثوريّ عن أبي حيّان التميمي سعيد بن حيّان عن رجلٍ قال: كان يقال: العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه ".
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض.
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلًّ.

● فوائد
إثبات الخشية للعلماء يقتضي ثبوتها لكل واحد منهم.
قوله تعالى: {إنّما يخشى الله من عباده العلماء} يقتضي ثبوت الخشية لكل واحد من العلماء ولا يراد به جنس العلماء، وتقريره من جهتين:
الجهة الأولى: أن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالمٌ وإن لم يفد لمجرده أنّ كلّ عالم فهو يخشى اللّه وتفيد أنّ من لا يخشى فليس بعالم، وحصر العلماء في أهل الخشية يفيد أنّ كلّ عالم فهو خاشٍ، فاجتمع من مجموع الحصرين ثبوت الخشية لكلّ فردٍ من أفراد العلماء.
والجهة الثانية: أن المحصور هل هو مقتضٍ للمحصور فيه أو هو شرطٌ له؟
قال الشيخ أبو العباس - رحمه اللّه -: (وفي هذه الآية وأمثالها هو مقتضٍ فهو عامٌّ فإنّ العلم بما أنذرت به الرسل يوجب الخوف).
ومراده بالمقتضي – العلة المقتضية - وهي التي يتوقف تأثيرها على وجود شروط وانتفاء موانع كأسباب الوعد والوعيد ونحوهما فإنها مقتضياتٌ وهي عامةٌ، ومراده بالشرط ما يتوقف تأثير السبب عليه بعد وجود السبب وهو الذي يلزم من عدمه عدم المشروط ولا يلزم من وجوده وجود المشروط، كالإسلام بالنسبة إلى الحجّ.

والمانع بخلاف الشرط، وهو ما يلزم من وجوده العدم ولا يلزم من عدمه الوجود وهذا الفرق بين السبب والشرط وعدم المانع إنّما يتم على قول من يجوّز تخصيص العلة وأما من لا يسمّي علةً إلا ما استلزم الحكم ولزم من وجودها وجوده على كلّ حال، فهؤلاء عندهم الشرط وعدم المانع من جملة أجزاء العلة، والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.


أصل العلم النافع العلم باللّه.
وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره.
ولهذا قال طائفةٌ من السلف لعمر بن عبد العزيز وسفيان بن عيينة: "أعجب الأشياء قلبٌ عرف ربه ثم عصاه ".

وقال بشر بن الحارث: "لو يفكر الناس في عظمة اللّه لما عصوا اللّه ".

قابلية ما في القلب من التصديق والمعرفة للزيادة والنقصان هو الذي عليه الصحابة والسلف من أهل السنة.
ويؤيد ذلك ما كان يقوله بعض الصحابة: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة".
وما جاء
في الأثر المشهور عن حماد بن سلمة عن أبي جعفرٍ الخطميّ عن جدّه عمير بن حبيبٍ وكان من الصحابة، قال: "الإيمان يزيد وينقص قيل: وما زيادته ونقصانه؟

قال: إذا ذكرنا اللّه ووحّدناه وسبّحناه، فتلك زيادته وإذا غفلنا ونسينا، فذلك نقصانه ".
وفي مسندي الإمام أحمد والبزار من حديث أبي هريرة أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "جدّدوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا يا رسول اللّه؟
قال: "قولوا: لا إله إلا اللّه ".
فالمؤمن يحتاج دائمًا كلّ وقتٍ إلى تحديد إيمانه وتقوية يقينه، وطلب الزيادة في معارفه، والحذر من أسباب الشكّ والريب والشبهة، ومن هنا يعلم معنى قول النبيًّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " فإنه لو كان مستحضرًا في تلك الحال لاطّلاع اللّه عليه ومقته له جمع ما توعّده اللّه به من العقاب المجمل والمفصل استحضارًا تامًّا لامتنع منه بعد ذلك وقوع هذا المحظور وإنما وقع فيما وقع فيه لضعف إيمانه ونقصه.

صحة التوبة من بعض الذنوب دون بعضٍ هو الذي عليه السلف وأئمة السنة خلافًا لبعض المعتزلة.
فإنّ أحد الذنبين قد يعلم قبحه فيتوب منه ويستهين بالآخر لجهله بقبحه وحقيقة مرتبته فلا يقلع عنه، ولذلك قد يقهره هواه ويغلبه في أحدهما دون الآخر فيقلع عما لم يغلبه هواه دون ما غلبه فيه هواه، ولا يقال لو كانت الخشية عنده موجودةً لأقلع عن الجميع، لأن أصل الخشية عنده موجودةٌ، ولكنها غير تامةٍ، وسبب نقصها إما نقص علمه، وإما غلبة هواه، فتبعّض توبته نشأ من كون المقتضي للتوبة من أحد الذنبين أقوى من المقتضي للتوبة من الآخر، أو كون المانع من التوبة من أحدهما أشدّ من المانع من الآخر.

• هل يمكن للتائب أن يعود إلى ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف الناس في ذلك على قولين، والقول بأنه لا يمكن عوده إلى ما كان عليه قول أبي سليمان الدّرانيّ وغيره.

• هل يجزم بقبول التوبة إذا استكملت شروطها؟
اختلف الناس في ذلك على قولين:فالقاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين على أنّه لا يجزم بذلك.
و
أكثر أهل السنة والمعتزلة وغيرهم على أنه يقطع بقبولها.


• هل يمحى الذنب من صحيفة العبد إذا تاب؟
ورد في "مراسيل الحسن " عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد اللّه أن يستر على عبده يوم القيامة أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثمّ غفرها له ".
ولهذا كان أشهر القولين أنّ هذا الحكم عامٌّ في حقّ التائب وغيره، وقد ذكره أبو سليمان الدمشقيّ عن أكثر العلماء، واحتجّوا بعموم هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلاّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا}.

وقد نقل ذلك صريحًا عن غير واحدٍ من السلف كالحسن البصريّ وبلال بن سعد - حكيم أهل الشام - كما روى ابن أبي الدنيا، وابن المنادي وغيرهما عن الحسن: "أنه سئل عن الرجل يذنب ثم يتوب هل يمحى من صحيفته؟ قال: لا، دون أن يوقفه عليه ثم يسأله عنه "
ثم في رواية ابن المنادي وغيره: "ثم بكى الحسن، وقال: لو لم تبك الأحياء من ذلك المقام لكان يحقّ لنا أن نبكي فنطيل البكاء".

وذكر ابن أبي الدنيا عن بعض السلف أنه قال: "ما يمرّ عليّ أشد من الحياء من اللّه عزّ وجلّ ".
وفي الأثر المعروف الذي رواه أبو نعيمٍ وغيره عن علقمة بن مرثدٍ: "أنّ الأسود بن يزيد لما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: ما لي لا أجزع، ومن أحقّ بذلك مني؟واللّه لو أتيت بالمغفرة من اللّه عزّ وجلّ، لهمّني الحياء منه مما قد صنعته، إنّ الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيًا منه ".
ومن هذا قول الفضيل بن عياضٍبالموقف: "واسوءتاه منك وإن عفوت ".

• أمر الله للعباد إنما يكون بما فيه صلاحهم ونهيه إنما يكون عما فيه فسادهم.

إن اللّه لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليه، ولا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلاً به، بل أمرهم بما فيه صلاحهم، ونهاهم عمّا فيه فسادهم، وهذا هو الذي عليه المحققون من الفقهاء من الحنابلة وغيرهم، كالقاضي أبي يعلى وغيره.
وإن كان بينهم في جواز وقوع خلاف ذلك عقلاً نزاعٌ مبنيّ على أن العقل هل له مدخل في التحسين والتقبيح أم لا؟
وكثير منهم كأبي الحسن التميمي وأبي الخطاب على أنّ ذلك لا يجوز عقلاً أيضًا وأما من قال بوقوع مثل ذلك شرعًا فقوله شاذٌ مردودٌ.

والصواب: أنّ ما أمر اللّه به عباده فهو عين صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وآخرتهم، فإنّ نفس الإيمان باللّه ومعرفته وتوحيده وعبادته ومحبته وإجلاله وخشيته وذكره وشكره؛ هو غذاء القلوب وقوتها وصلاحها وقوامها، فلا صلاح للنفوس، ولا قرة للعيون ولا طمأنينة، ولا نعيم للأرواح ولا لذة لها في الدنيا على الحقيقة، إلا بذلك، فحاجتها إلى ذلك أعظم من حاجة الأبدان إلى الطعام والشراب والنّفس، بكثيرٍ، فإنّ حقيقة العبد وخاصيته هي قلبه وروحه ولا صلاح له إلا بتألهه لإلهه الحقّ الذي لا إله إلا هو، ومتى فقد ذلك هلك وفسد، ولم يصلحه بعد ذلك شيء البتة، وكذلك ما حرّمه اللّه على عباده وهو عين فسادهم وضررهم في دينهم ودنياهم، ولهذا حرّم عليهم ما يصدّهم عن ذكره وعبادته كما حرم الخمر والميسر، وبين أنه يصدّ عن ذكره وعن الصلاة مع مفاسد أخر ذكرها فيهما، وكذلك سائر ما حرّمه اللّه فإنّ فيه مضرةً لعباده في دينهم ودنياهم وآخرتهم، كما ذكر ذلك السلف، وإذا تبيّن هذا وعلم أنّ صلاح العباد ومنافعهم ولذاتهم في امتثال ما أمرهم الله به، واجتناب ما نهاهم اللّه عنه تبيّن أن من طلب حصول اللذة والراحة من فعل المحظور أو ترك المأمور، فهو في غاية الجهل والحمق، وتبيّن أنّ كلّ من عصى اللّه هو جاهل، كما قاله السلف ودلّ عليه القرآن كما تقدم، ولهذا قال: {كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم واللّه يعلم وأنتم لا تعلمون (216)}.
وقال: {ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتًا (66) وإذًا لآتيناهم من لدنّا أجرًا عظيمًا (67) ولهديناهم صراطًا مستقيمًا (68)}.

فائدة في قوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون (102)}.
اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه هاهنا.
1: قالت طائفة: الذين علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق، هم الشياطين الذين يعلّمون الناس السحر، والذين قيل فيهم: {لو كانوا يعلمون} هم الناس الذين يتعلمون.
قال ابن جرير: وهذا القول خطأٌ مخالفٌ لإجماع أهل التأويل على أنّ قوله: (ولقد علموا) عائدٌ على اليهود الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان.
2: ذكر ابن جرير أنّ الذين علموا أنه لا خلاق لمن اشتراه هم اليهود، والذين قيل فيهم: لو كانوا يعلمون، هم الذين يتعلمون من الملكين، وكثيرًا ما يكون فيهم الجهال بأمر اللّه ووعده ووعيده.
وهذا أيضًا ضعيفٌ فإنّ الضمير فيهما عائدٌ إلى واحدٍ، وأيضًا فإن الملكين يقولان لمن يعلمانه: إنما نحن فتنة فلا تكفر، فقد أعلماه تحريمه وسوء عاقبته.

3: قالت طائفة: إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه، فلمّا انتفى عنهم العمل بعلمهم جعلهم جهّالاً لا يعلمون، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، وهذا حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4: قيل: إنهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره.
وهو ضعيف أيضًا، فإنّ الضمير إن عاد إلى اليهود، فاليهود لا يخفى عليهم تحريم السحر واستحقاق صاحبه العقوبة، وإن عاد إلى الذين يتعلمون من الملكين فالملكان يقولان لهم: {إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر} والكفر لا يخفى على أحدٍ أن صاحبه يستحقّ العقوبة، وإن عاد إليهما، وهو الظاهر، فواضح، وأيضًا فإذا علموا أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ فقد علموا أنه يستحقّ العقوبة، لأنّ الخلاق: النصيب من الخير، فإذا علم أنه ليس له نصيب في الخير بالكلية فقد علم أن له نصيبًا من الشرّ، لأنّ أهل التكليف في الآخرة لا يخلو واحد منهم عن أن يحصل له خير أو شرّ لا يمكن انتكاله عنهما جميعًا ألبتة.

5: قالت طائفة: علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك، وأنّهم إنما باعوا أنفسهم وحظّهم من الآخرة بما يضرّهم في الدنيا أيضًا ولا ينفعهم.
وهذا القول حكاه الماورديّ وغيره، وهو الصحيح، فإنّ اللّه تعالى قال: {ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم} أي هو في نفس الأمر يضرّهم ولا ينفعهم بحالٍ في الدنيا وفي الآخرة.

ولكنّهم لم يعلموا ذلك لأنهم لم يقدموا عليه إلا لظنّهم أنه ينفعهم في الدنيا.
ثم قال: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ} أي قد تيقّنوا أنّ صاحب السحر لا حظّ له في الآخرة، وإنما يختاره لما يرجو من نفعه في الدنيا، وقد يسمّون ذلك العقل المعيشي أي العقل الذي يعيش به الإنسان في الدنيا عيشةً طيبةً، قال اللّه تعالى: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} أي: إن هذا الذي يعوضوا به عن ثواب الآخرة في الدنيا أمرٌ مذمومٌ مضر لا ينفع لو كانوا يعلمون ذلك ثم قال: {ولو أنّهم آمنوا واتّقوا لمثوبةٌ من عند اللّه خير لّو كانوا يعلمون} يعني: أنهم لو اختاروا الإيمان والتقوى بدل السّحر لكان اللّه يثيبهم على ذلك ما هو خير لهم مما طلبوه في الدنيا لو كانوا يعلمون، فيحصل لهم في الدنيا من ثواب الإيمان والتقوى من الخير الذي هو جلب المنفعة ودفع المضرّة ما هو أعظم مما يحصّلونه بالسّحر من خير الدنيا مع ما يدّخر لهم من الثواب في الآخرة.
والمقصود هنا:
أن كل من آثر معصية اللّه على طاعته ظانًّا أنه ينتفع بإيثار المعصية في الدنيا، فهو من جنس من آثر السحر - الذي ظنّ أنه ينفعه في الدنيا - على التقوى والإيمان، ولو اتّقى وآمن لكان خيرًا له وأرجى لحصول مقاصده ومطالبه ودفع مضارّه ومكروهاته.
ويشهد كذلك أيضًا ما في "مسند البزار" عن حذيفة قال: "قام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس فقال: "هلمّوا إليّ، فأقبلوا إليه فجلسوا"، فقال: "هذا رسول ربّ العالمين جبريل - عليه السلام. - نفث في روعي: أنّه لا تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء الرّزق أن تأخذوه بمعصية الله، فإنّ الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته ".


• خلاصة القول في نوع "ما" الداخلة على "إنّ"
القول الأول: أنّها كافةٌ، وأن "ما" هي الزائدة التي تدخل على إنّ، وأنّ، وليت، ولعلّ، وكأن، فتكفها عن العمل، وهذا قول جمهور النحاة.
القول الثاني: أنّ "ما" مع هذه الحروف اسمٌ مبهمٌ بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أنّ الجملة بعده مفسرةٌ له ومخبرٌ بها عنه، وهو قول
بعض الكوفيين، وابن درستويه.
القول الثالث: أن "ما" هنا نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر، وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهو قول بعض الأصوليين وأهل البيان.
وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات.
و"ما" زائدةٌ كافة لا نافيةٌ وهي الداخلة على سائر أخوات إنّ: لكنّ وكأن وليت ولعلّ، وليست في دخولها على هذه الحروف نافيةً بالاتفاق فكذلك الداخلة على إنّ وأنّ.
-
نسب القول بأنها نافيةٌ إلى أبي علي الفارسي لقوله في كتاب "الشيرازيات ": إنّ العرب عاملوا "إنما" معاملة النفيّ و"إلا" في فصل الضمير لقوله: "وإنّما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي ".

وهذا لا يدل على أنّ "ما" نافيةٌ على ما لا يخفى وإنما مراده أنّهم أجروا "إنما" مجرى النفي و"إلاّ" في هذا الحكم لما فيها معنى النفي ولم يصرّح بأنّ النفي مستفادٌ من "ما" وحدها.
القول الرابع: أنه لا يمتنع أن يكون "ما" في هذه الآية بمعنى الذي والعلماء خبرٌ والعائد مستترٌ في يخشى.

وأطلقت "ما" على جماعة العقلاء كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} ، و {فانكحوا ما طاب لكم مّن النّساء}.

• خلاصة
القول في إفادة "إنّما" للحصر.
اختلف النحاة في ذلك على أقوال:
القول الأول: إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وهو قول الجمهور.

القول الثاني: من خالف في إفادتها الحصر.
حجتهم في ذلك:
1- قالوا إنّ "إنّما" مركبةٌ من "إنّ " المؤكدة و"ما" الزائدة الكافة فيستفاد التوكيد من "إنّ " والزائد لا معنى له، وقد تفيد تقوية التوكيد كما في الباء الزائدة ونحوها، لكنها لا تحدث معنى زائدا.
2- وقالوا إن ورودها لغير الحصر كثيرٌ جدًّا كقوله تعالى: {إنّما المؤمنون الّذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون (2)}.
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الرّبا في النسيئة". وقوله: "إنّما الشهر تسعٌ وعشرون " وغير ذلك من النصوص ويقال: "إنّما العالم زيد" ومثل هذا لو أريد به الحصر لكان هذا.
وقد يقال: إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية، وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}.
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
مناقشة أقوالهم:
- الصواب أن "إنما" تدلّ على الحصر في هذه الأمثلة، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك، ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} فإنه
كقوله: {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}،
وقوله: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ وقوله: {إنّما إلهكم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو}فإنه كقوله: {وما من إلهٍ إلاّ اللّه}وقوله: {ما لكم من إلهٍ غيره}، ونحو ذلك، ولهذا كانت كلّها واردةً في سياق نفي الشرك وإبطال إلهية سوى اللّه سبحانه.

- وأما قولهم إنّ "ما" الكافة أكثر ما تفيده قوة التوكيد لا تثبت معنى زائدًا، يجاب عنه من وجوه:

أحدها: أنّ "ما" الكافة قد تثبت بدخولها على الحروف معنىً زائدًا.
وقد ذكر ابن مالك أنها إذا دخلت على الباء أحدثت معنى التقليل، كقول الشاعر:
فالآن صرت لا تحيد جوابًا ....... بما قد يرى وأنت حطيب
قال: وكذلك تحدث في "الكاف " معنى التعليل، في نحو قوله تعالى: (واذكروه كما هداكم) ، ولكن قد نوزع في ذلك وادّعى أنّ "الباء" و"الكاف " للسببية، وأنّ "الكاف " بمجردها تفيد التعليل.
والثاني: أن يقال: لا ريب أنّ "إنّ " تفيد توكيد الكلام، و"ما" الزائدة تقوّي هذا التوكيد وتثبت معنى الكلام فتفيد ثبوت ذلك المعنى المذكور في اللفظ خاصةً ثبوتًا لا يشاركه فيه غيره واختصاصه به، وهذا من نوع التوكيد والثبوت ليس معنىً آخر مغايرًا له وهو الحصر المدّعى ثبوته بدخول "ما" يخرج عن إفادة قوّة معنى التوكيد وليس ذلك بمنكرٍ إذ المستنكر ثبوت معنى آخر بدخول الحرف الزائد من غير جنس ما يفيده الحرف الأوّل.
الوجه الثالث: أنّ "إن" المكفوفة "بما" استعملت في الحصر فصارت حقيقةً عرفيّةً فيه، واللفظ يصير له بالاستعمال معنى غير ما كان يقتضيه أصل الوضع، وهكذا يقال في الاستثناء فإنه وإن كان في الأصل للإخراج من الحكم لكن صار حقيقة عرفيةً في مناقضة المستثنى فيه، وهذا شبية بنقل اللفظ عن المعنى الخاص إلى العام إذا صار حقيقة عرفيةً فيه لقولهم "لا أشرب له شربة ماءٍ" ونحو ذلك، ولنقل الأمثال السائرة ونحوها، وهذا الجواب ذكره أبو العباس ابن تيمية في بعض كلامه القديم وهو يقتضي أنّ دلالة "إنّما" على الحصر إنّما هو بطريق العرف والاستعمال لا بأصل وضع اللغة، وهو قولٌ حكاه غيره في المسألة.

القول الثالث:
من جعل "ما" موصولةً.
فتفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه، وإذا كان عامًّا لزم أن يكون خبره عامًّا أيضًا لئلا يكون الخبر أخصّ من المبتدأ، وهذا النوع من الحصر يسمّى ئحصر المبتدأ في الخبر، ومتى كان المبتدأ عامًّا فلا ريب إفادته الحصر.


التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 28/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 14/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 94/100
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 25 شعبان 1436هـ/12-06-2015م, 01:14 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر بارك الله فيك

اقتباس:
2
قال الله تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ .. }


الله عز وجل فضل هذه الأمة ؛ أمة النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم ، وهذا ظاهر بين في كثير من المواضع ، ومنها هذه الآية.

ومن ذلك قول الله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}.
ومعنى الوسط هنا أي عدلا كما فسره ابن كثير رحمه الله ، وأورد حديثا يرويه الإمام أحمد:
" يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجلان وأكثر من ذلك، فيدعى قومه، فيقال: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا، فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم، فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيدعى محمد وأمته، فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا، فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا، فذلك قوله عز وجل: { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَـٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } قال: عدلاً { لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا} " .

والمراد من الآية هنا في قوله تعالى {كنتم خير أمة} على وجوه :
1- هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مكة إلـى الـمدينة، وخاصة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أورد هذا جملة من المفسرين.
وممن قال بهذا ؛ ماأورده ابن جرير بسنده عن عن سعيد بن جبـير، عن ابن عبـاس، قال فـي: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قال: هم الذين خرجوا معه من مكة.
-كذلك روى ابن جرير بسنده عن السدي : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } قال عمر بن الـخطاب: لو شاء الله لقال «أنتـم»، فكنا كلنا، ولكن قال: { كُنتُمْ } فـي خاصة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن صنع مثل صنـيعهم، كانوا خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بـالـمعروف، وينهون عن الـمنكر.

-وروى ابن جرير عن عكرمة: نزلت فـي ابن مسعود، وسالـم مولـى أبـي حذيفة، وأبـيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل.
(يناسب التعقيب على هذا القول بما قيل في أن سبب نزول الآية أن بعض اليهود تفاخروا على هؤلاء الصحابة وزعموا أن دينهم خير من دينهم وأنهم أفضل منهم)
2- أن المراد أنكم كنتم خير أمة للناس إذا كنتم بهذه الشروط المذكورة في الآية ، أورد ذلك ابن جرير وابن كثير وغيره.
روى ابن جرير بسنده عن أبـي هريرة: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قال: كنتـم خير الناس للناس، تـجيئون بهم فـي السلاسل، تدخـلونهم فـي الإسلام.
وروى ابن جرير بسنده عن مجاهد قال: علـى هذا الشرط أن تأمروا بـالـمعروف، وتنهوا عن الـمنكر، وتؤمنوا بـالله، يقول: لـمن أنتـم بـين ظهرانـيه، كقوله: { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَـٰهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ }.
وكذلك روى بسنده عنه قال : كنتـم خير الناس للناس، علـى هذا الشرط، أن تأمروا بـالـمعروف، وتنهوا عن الـمنكر، وتؤمنوا بـالله.
قال القرطبي : مدح هذه الأمّة ما أقاموا ذلك وٱتصفوا به. فإذا تركوا التغيير وتَواطَئوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم ٱسم الذَّمِّ، وكان ذلك سبباً لهلاكهم.

3-أن المراد هذه الأمة لأنهم أكثر الناس استجابة لأمر الله عز وجل ، أورد هذا ابن جرير رحمه الله.
وروى بسنده عن الربـيع، قوله: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } قال: لـم تكن أمة أكثر استـجابة فـي الإسلام من هذه الأمة.
4-أن المراد به خيرية الأمة مطلقا ، رواه ابن جرير وذكر أن أبا جعفر رجحه . وروى بسنده عن الحسن أنه قال: نـحن آخرها وأكرمها علـى الله.
ومما يوافق هذا القول ، مارواه ابن جرير بسنده عن بهز بن حكيـم، عن أبـيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إنَّكُمْ وَفَّـيْتُـمْ سَبْعِينَ أُمَّةً أنْتُـمْ آخِرُها وأكْرَمُها علـى اللَّهِ "

4-أن هذه الأمة فضلت لشرف نبيها وكتابها وشرعها ؛فنبيها أشرف الأنبياء وحامل لوائهم يوم القيامة ،وكتابها خير الكتب ، وشرعها كامل لم يبعث نبي قط بشرع مثله. وهذا حاصل ماقاله ابن كثيررحمه الله.
وقد ورد في هذا جملة من الأحاديث وأوردها ابن كثير رحمه الله:
منها : مارواه الإمام أحمد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً " قال أبو بكر رضي الله عنه: فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى ومصيب من حافات البوادي.

ومنها :مارواه مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" عرضت عليّ الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب " .

ومنها :ماجاء في الصحيحين من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة " ؟ فكبرنا، ثم قال: " أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة " ؟ فكبرنا، ثم قال: " إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ".

ومعنى قوله{كنتم}:

1-أي أنتم خير أمة ، ذكره ابن جرير وغيره ، قال ابن جرير :
فإن سأل سائل فقال: وكيف قـيـل: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ } وقد زعمت أن تأويـل الآية أن هذه الأمة خير الأمـم التـي مضت، وإنـما يقال: كنتـم خير أمة، لقوم كانوا خياراً فتغيروا عما كانوا علـيه؟ قـيـل: إن معنى ذلك بخلاف ما ذهبت إلـيه، وإنـما معناه: أنتـم خير أمة، كما قـيـل:{ وَٱذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ } وقد قال فـي موضع آخر: { وَٱذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ } فإدخال «كان» فـي مثل هذا وإسقاطها بـمعنى واحد، لأن الكلام معروف معناه.
2-المراد كنتـم بـمعنى التـمام، أي: خـلقتـم خير أمة، أو وجدتـم خير أمة.ذكره ابن جرير.
3- أن المراد كنتم في علم الله وقيل في اللوح المحفوظ أورده ابن عطية .
قال ابن جرير بعد أن ذكر هذا القول الأخير : والقولان الأوّلان اللذان قلنا، أشبه بـمعنى الـخبر الذي رويناه قبل.

فالحاصل أن هذه الأمة خيريتها ثابتة بفضل الله عز وجل بماذكرنا من نصوص وغيرها.
وإنما ذكر الله عز وجل هنا أحد معالم خيرية الأمة ؛ وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومعنى المعروف في اللغة: ضد المنكر.
قال ابن جرير :
وأما قوله: { تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } فإنه يعنـي: تأمرون بـالإيـمان بـالله ورسوله، والعمل بشرائعه، { وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } يعنـي: وتنهون عن الشرك بـالله، وتكذيب رسوله، وعن العمل بـما نهى عنه.
وروى بسنده عن ابن عبـاس، قوله: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } يقول: تأمرونهم بـالـمعروف أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، والإقرار بـما أنزل الله، وتقاتلونهم علـيه، ولا إله إلا الله هو أعظم الـمعروف، وتنهونهم عن الـمنكر والـمنكر: هو التكذيب، وهو أنكر الـمنكر.
ومعنى المعروف كل جميل مستحسن غير مستقبح شرعا في أهل الإيمان ، والمنكر مايستنكره أهل الإيمان ويستعظمونه ذكر ابن جرير نحوه .
المنكر في الاصطلاح: كل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه

والنصوص كثيرة في الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذي هو من أسباب خيرية الأمة كما تقدم.

ومن هذه النصوص ؛ قول الله تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}.
وقال تعالى {وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.
وقال تعالى {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..}الآية.
وقال تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
وقال تعالى {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} الآية.

وكذلك جاءت السنة تحث على هذا العمل الفاضل ، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :
"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
رواه صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وقال أيضا : [color="rgb(65, 105, 225)"] "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .

وقد وردت النصوص كذلك بالتحذير من ترك هذه الشعيرة ، فقال الله تعالى ذاما أهل الكتاب في تضييعها {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون}.
وقال تعالى واصفا المنافقين {يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه حذيفة يقول عليه الصلاة والسلام: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم" . رواه الإمام أحمد.

لذلك قال الإمام النووي رحمه الله : وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وهو أيضاً من النصيحة التي هي الدين، ولم يخالف في ذلك إلا بعض الرافضة، ولا يعتد بخلافهم، كما قال الإمام أبو المعالي إمام الحرمين: لا يكترث بخلافهم في هذا، فقد أجمع المسلمون عليه قبل أن ينبغ هؤلاء، ووجوبه بالشرع لا بالعقل خلافاً للمعتزلة.

واختلف العلماء في حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أقوال:
1-القول الأول أنه فرض عين : وممن قال بهذا الزجاج ، والبغوي وغيرهما.
2-أنه فرض كفاية :وممن قال بهذا القرطبي وابن العربي والجصاص وابن تيمية وغيرهما.
وهذا هو الراجح الذي عليه الأكثرون ، ويؤيده قوله تعالى ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾

فقد ذكر القرطبي وغيره أن من هنا للتبعيض.
وقد يتحول إلى فرض عين كما قال النووي: ((ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو، كمن يرى زوجته أو أولاده أو غلامه على منكر، أو تقصير في المعروف.
والحاصل أن هذه الشعيرة سواء كانت فرض عين أن فرض كفاية ؛ هي من شعائر الإسلام ومن أسباب خيرية الأمة ، وكذلك هي من العمل الصالح الذي يتقرب به العبد إلى ربه سبحانه وتعالى.
ولاسيما إذا كان الزمان زمان جهل وفتن وشبهات ومعاصي ، وبُعد عام عن دين الله عز وجل ، وحرص شديد من أعداء الإسلام أن يشوهوه ويخرجوا أبناء الإسلام من إسلامهم.
فليحرص الإنسان أن ينال حظه من هذا الشرف ، الذي من شرفه هو وظيفة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ودلالة الخلق عليه .
ومن أهمها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل وتعظيمه وتنزيهه عن النقائص ، وأن يعرف الناس مايحبه ربهم ويرضاه فيفعلوه ، ويعرفوا مايكرهه الله سبحانه ويأباه فيجتنبوه.
وليكن الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بغير منكر ، مراعيا في ذلك فقه الدعوة وحسن الخلق والتحلي بالرفق ؛ فما كان الرفق في شئ إلا زانه ومانزع عن شئ إلا شانه.
نسأل الله أن يرزقنا من فضله ومن طاعته ومن الدعوة إليه أوفر الرزق .

المراجع :
1-القرآن العظيم.
2-تفسير الطبري.
3-تفسير ابن كثير.
4-تفسير القرطبي.
5-تفسير ابن عطية.
6-تفسير ابن عاشور.
7-داووين السنة.
8-شرح النووي على مسلم.
وقد اعتمدت فيه بقدر الاستطاعة تحرير الأقوال وتقريرها ، والله المستعان. [/color]
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
ولا تنسي أن تكتبي رقم الآية واسم السورة
وبالنظر إلى الأقوال الواردة في المراد بالآية نجدها تنحصر تقريبا في أنواع ثلاثة :
خيرية مخصوصة
خيرية مشروطة
خيرية مطلقة
ولكل نوع أدلته وتفصيله
وقد أحسنت جدا، وأوصيك بكثرة التدرب على كتابة هذه الرسالة فلعل الله أن ينفع بك.
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 19
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 96 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 27 شعبان 1436هـ/14-06-2015م, 10:56 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
أرجو عدم استعمال اللون الأحمر بارك الله فيك

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
ولا تنسي أن تكتبي رقم الآية واسم السورة
وبالنظر إلى الأقوال الواردة في المراد بالآية نجدها تنحصر تقريبا في أنواع ثلاثة :
خيرية مخصوصة
خيرية مشروطة
خيرية مطلقة
ولكل نوع أدلته وتفصيله
وقد أحسنت جدا، وأوصيك بكثرة التدرب على كتابة هذه الرسالة فلعل الله أن ينفع بك.
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 19
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /10
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 96 %
وفقك الله
جزاكم الله عنا خيرا معلمتنا الفاضلة .
أعجبني كثيرا هذا الجمع الذي جمعتيه من تسمية المراد بخيرية عامة ومخصوصة ومشروطة.
فدليني كيف أصل إلى حسن تسمية المسائل؟
وهل تنصحيني أن أتدرب على هذه الرسالة ذاتها لتجويد كتابتي؟
بارك الله فيك وفي شيخنا والقائمين على هذا المعهد الكريم.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 27 شعبان 1436هـ/14-06-2015م, 10:15 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
جزاكم الله عنا خيرا معلمتنا الفاضلة .
أعجبني كثيرا هذا الجمع الذي جمعتيه من تسمية المراد بخيرية عامة ومخصوصة ومشروطة.
فدليني كيف أصل إلى حسن تسمية المسائل؟
وهل تنصحيني أن أتدرب على هذه الرسالة ذاتها لتجويد كتابتي؟
بارك الله فيك وفي شيخنا والقائمين على هذا المعهد الكريم.
بارك الله فيك وأحسن إليك.
ليست تسمية المسائل في حد ذاتها مشكلة ولا ينبغي أن تقلق طالب العلم، إنما المهمة الأهم أن يشعر الطالب بالمسألة، أن الموضع الفلاني محل مسألة كذا وكذا، ولو سماها بأي تسمية كانت.
وبالنسبة للتقسيمات والتصنيفات، فتكون بمداومة النظر في الموضوع محل الدراسة، ومحاولة ملاحظات العلاقات والروابط بينها جيدا.
أمّا بالنسبة للتسمية فإنها تكتسب مع الوقت إن شاء الله، أولا بمعرفة أصول تسمية المسائل، وثانيا بكثرة الاطّلاع والمحاكاة لأهل العلم في عباراتهم وألفاظهم.
ونرجو أن تساعد الدورات التي ستعقد في التصحيح اللغوي ونحوه في إعانة الطالب على هذا الجانب، لأنه يرتبط بقدراته اللغوية بدرجة كبيرة.
وبالنسبة لسؤالك عن إعادة كتابة نفس الرسالة، فالقرآن لا تنقضي عجائبه، وكلما كررت المعاودة كلما تبين لك شيء جديد لم تكوني لاحظتيه من قبل، فسواء راجعت هذه المسألة أو انتقلت لغيرها ففي كل خير إن شاء الله.
بارك الله فيك يا هبة ورزقك ما ترجين.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 8 صفر 1437هـ/20-11-2015م, 05:15 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي مجلس مذاكرة سور الحشر والممتحنة والصف

أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: شتّى.أي متفرقة متباغضة.
ب: يثقفوكم.أي يجدونكم قادرين عليكم.
ج: زاغوا.عدلوا وانصرفوا عن الحق

السؤال الثاني: اذكر مع الترجيح الأقوال الواردة في تفسير قوله تعالى:-
أ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)) الممتحنة.
فيه قولان: الأول: كما يئس الكفار الأحياء من الاجتماع بقراباتهم الأموات لإنكارهم البعث، وهو مروي عن ابن عباس وقتادة والضحاك.
الثاني: كما يئس الكفار الذين في قبورهم من كل خير بعد أن عاين حقيقة الأمر وتيقن ألا نصيب له فيها، وهو قول ابن مسعود ومجاهد وعكرمة ومقاتل والكلبي واختيار ابن جرير.

ب: سبب نزول سورة الصف.
أن بعض الصحابة ومنهم عبد اللّه بن سلامٍ قالوا: لو نعلم: أي الأعمال أحب إلى الله عزّ وجلّ لعملناه، فنزلت السورة.

السؤال الثالث:
أ: اذكر سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
أنه شهد بدرًا، ولعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال لهم: "اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم"، وكذلك لم يقصد حاطب أنه يرضى بالكفر عن الإسلام وإنما أراد أن يتخذ عندهم يدًا.
ب: اذكر علّة تحريم موالاة أهل الكفر.
أنهم كفروا بالله ورسوله وكفروا بالحق الذي يؤمن به المسلم الموحد، هذا مع ما هم عليه من إظهار العداوة والبغضاء، ومحبتهم العنت والضيق للمسلمين، وإخراجهم المسلم من بلده ورغبتهم في إخراجنا من ديننا. ولو تمكنوا منا لآذونا وفتنونا عن ديننا؛ ولهذا جاءت آيات كثيرة في هذا المعنى، منها قوله تعالى: {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيءٍ إلا أن تتّقوا منهم تقاةً ويحذّركم اللّه نفسه}
ج: فيمن نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ...(10)) الممتحنة.
نزلت في أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، لما هاجرت أراد أخواها أن يردانها إلى المشركين، فنزلت الآية.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صالح المشركين عام الحديبية؛ فبين تعالى أن هذا لا يشمل المسلمات أي رد من جاء مسلمًا إلى الكفار لا يشمل النساء.

د: بيّن كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)) الصف.
تكون بالأقوالِ والأفعالِ، بالالتزام بدين الله في النفس والغير، وبتعلم العلم ونشره، وجهاد أهل الباطل بالحجة والبيان.

السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:-
أ: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) الحشر.
هذه الآية جاءت بعد الدعوة إلى التفكر والتدبر في آيات الله، وبيان أن القرآن لو نزل على جبل لخشع الجبل، وأولى ما يتفكر فيه المسلم من آيات القرآن تلك الآيات التي تتحدث عن الأسماء والصفات لله تعالى؛ ومنها هذه الآيات.
هو الله الإله المعبود بحق، الذي تألهه القلوب وتتذلل له حبًا وتعظيمً، لا إله إلا هو، ولا مبعود بحق إلا هو، وهو عالم الغيب وعالم الشهادة يعلم كل ما غاب وكل مشاهد، وهو الرحمن المتصف بالرحمة الواسعة في الدنيا بجميع الخلق، ورحمته في الآخرة بالمؤمنين، وهو الله الملك الذي له الملك التام والتصرف التام، لا منازع له في ملكه، فلا مالك على الحقيقة إلا الله.
القدوس الطاهر المبارك الذي تقدسه الملائكة، السالم من كل عيب ونقص، الذي يؤمن عباده من الظلم ويصدقهم في إيمانهم، المهيمن الرقيب والشهيد على كل شيء سبحانه وتعالى.
وهو العزيز الذي لا يغالب، الذي ذل كل شيء لعزته، الجبار الذي لا ينبغي الجبروت إلا له، المصلح لعباده، الجابر لهم، المتكبر لا ينبغي التكبر والكبرياء إلا له.
تعالى الله وتقدس وتنزه عما يشركه به المشركون.
وهو الله الخالق البارئ: الخلق: التّقدير، والبراء: هو الفري، فهو الذي قدر الخلق، فكان على ما قدره سبحانه وتعالى، فالخلق التقدير والبراء هو أن تنفيذ المقدر، والمصور أي يصور الخلق على الصورة التي أراد، له الاسماء الحسنى البالغة الغاية في الحسن والكمال، والصفات العلا، يسبح له وينزهه ويقدسه بلسان الحال والمقال من في السموات ومن في الأرض، وهو العزيز الذي لا يغالب الحكيم الذي يضع الشيء في موضعه، ويحكم أمره، الحكيم في شرعه وقدر.

ب: (وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)) الممتحنة.
كانت إذا جاءت المرأة إلى المسلمين مسلمة وامتحنوها وتحققوا منها ردوا إلى زوجها ما دفعه من مهرها، وإذا حدث العكس فكذلك، فرفض المشركون رد مهر المرتدة إلى زوجها المسلم، فأرشدهم الله لما يفعلوه في تلك الحال.
القول الأول في معنى الآية:قاله مجاهدٌ، وقتادة: هذا في الكفّار الّذين ليس لهم عهدٌ، إذا فرّت إليهم امرأةٌ ولم يدفعوا إلى زوجها شيئًا، فإذا جاءت منهم امرأةٌ لا يدفع إلى زوجها شيءٌ، حتّى يدفع إلى زوج الذّاهبة إليهم مثل نفقته عليها.
يعني إن لحقت امرأة رجلٍ من المهاجرين بالكفّار، أمر له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه يعطى من الغنيمة مثل ما أنفق.
فمعنى : {فعاقبتم} أي أصبتم غنيمةً من قريشٍ أو غيرهم {فآتوا الّذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا} يعني: مهر مثلها.
والقول الثاني: ألا يدفعوا للمشركين مهور من جاءتهم مسلمة بعد ذلك، ويدفعوا من هذا المال لزوج المرتدة التي لحقت بالمشركين، ولا منافاة بين القولين، فإنه إن لم يكف المال دفعوا له من الغنائم.
ثم أرشدهم الله أن يتقوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ليكونوا من المؤمنين حقًا.

السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست.
أ: ضرورة محاسبة العبد لنفسه وتفقده لها.
قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}.
ب: النهي عن الاستغفار للمشركين ولو كانوا من أهل القرابة، وبيّن علّة النهي.
قال تعالى: {إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك..}.

السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
أ: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1-شدة عداوة الشيطان للإنسان.
2-أن كيد الشيطان لا يقف عند حد؛ بل هو يطمع أن يوصلنا إلى الكفر.
3-أن الشيطان يستدرج الإنسان ثم يبرأ منه.
4-أنه لا ينفعنا الاشتراك في العذاب مع الشيطان أو مع صحبة السوء، لا تهون ولا تنفع.

ب: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)) الحشر.

1-لو شبعت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا.
2-أن القرآن هو الأساس في التزكية والتربية.
3-ضرورة تفقد القلب للوقوف على علته التي منعته الانتفاع بالقرآن والخشوع بتلاوته.

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 8 صفر 1437هـ/20-11-2015م, 10:46 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي مجلس مذاكرة سور الجمعة والمنافقون

أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: يزكيهم.
يطهرهم عن الرذائل، ويحثهم على الفضائل، ويزكي قلوبهم بالإيمان.
ب: الفاسقين.
الخارجون عن طاعة الله المنهمكون في معاصيه، ويدخل فيها الخروج الكلي عند المنافق.

ج: يؤفكون.
يصرفون عن الهدى إلى الضلال.


السؤال الثاني: استخلص المسائل ولخّص أقوال المفسّرين في تفسير قوله تعالى:
أ: (هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبينٍ (2)) الجمعة.

المسائل التفسيرية:
المراد بالأميين ك س ش
لماذا خصهم بالذكر ك س
القرآن ذكر للناس كافة ك
معنى الآيات س ش
معنى التزكية س ش
المراد بالكتاب والحكمة س ش
بيان الضلال الذي كانوا فيه س ش
الآية هي مصداق إجابة اللّه لخليله إبراهيم ك


تلخيص أقوال المفسرين:
المراد بالأميين:
هم العرب سواء كانوا يحسنون الكتابة أو لا، لأن الأمي المراد هنا من ليس بأهل كتاب، هذا حاصل أقوال المفسرين.

لماذا خصهم بالذكر؟
لأن المنة عليهم آكد؛ لأنهم عادمون للخير لعدم وجود كتاب، ذكره ابن كثير والسعدي رحمهما الله.
القرآن ذكر للناس كافة:
ما ذكر في الآية من اختصاصهم بالمنة لا ينافي أن الرسالة للناس كافة، والدليل قوله تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا}
معنى الآيات:
هي آيات القرآن الموجبة للإيمان واليقين، ذكره السعدي والأشقر.
معنى التزكية:
تزكيتهم من الكفر والذنوب، وتطهير قلوبهم بالإيمان.
المراد بالكتاب والحكمة:
هو القرآن والسنة.
بيان الضلال الذي كانوا فيه:
هو الشرك من عبادة الأحجار والأصنام والأشجار، مع ما هم فيه من سوء خلق وذنوب.

الآية هي مصداق إجابة اللّه لخليله إبراهيم:
لأنه دعا لأهل مكة أن يبعث الله فيهم رسولًا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، فاستجاب الله دعاءه.


السؤال الثالث:
2: ما المراد بالسعي للصلاة في يوم الجمعة؟
المراد به القصد والاهتمام وجعلها أهم المشاغل، وليس المراد العدو، فقد نهينا عن العدو للصلاة وأمرنا بالسكينة في المشي إليها، قال قتادة: أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المشي إليها. وذلك يكون بالاغتسال للجمعة، والتبكير إليها، والقرب من الإمام ونحو ذلك.

3: اذكر مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)) الجمعة.
ترجع إلى النبوة؛ أي ما أعطاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم من النبوة، وأرسله إلى أمته هو الفضل الذي هو أعظم من نعم البدن والدنيا.
4: بيّن ما يفيده مجيء قوله تعالى: {واللّه يعلم إنّك لرسوله} في الآية الأولى من سورة المافقون.
تصديق من الله بأن محمدًا رسوله، لكي لا يفهم من التكذيب لهم في دعواهم نفي الرسالة عنه.
5: ما المراد بيوم التغابن؟ ولم سمّي بذلك؟
هو من أسماء يوم القيامة، وسمي بذلك لأن أهل الجنة يغبنون فيه أهل النار، ويظهر التغابن والتفاوت بين الناس؛ هؤلاء في عليين، وهؤلاء في أسفل سافلين.


السؤال الرابع: استدل لما يلي وبيّن وجه الاستدلال:-
أ: عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} أي أن غير العرب يدخلون في الإسلام كذلك، فيدل أن الإسلام عام للعرب وغيرهم، ومنه قوله تعالى: {قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}.
ب: وجوب العمل بالعلم.
{مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين} ذم الله أقوامًا لتركهم العمل بما حملوه من كتاب الله، فدل على وجوب العمل بالعلم.
ج: بطلان ادعاء اليهود أنهم أولياء لله من دون الناس:
{قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} فلما تليت عليهم الآيات لم يتمن أحد منهم الموت، فدل ذلك على كذبهم في دعواهم.

السؤال الخامس: :-
أ: اكتب رسالة في حوالي عشرة أسطر تبيّن فيها خطر النفاق على الأمة مستفيدا من دراستك لتفسير سورة المنافقون.
عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ومعه الصحابة كانوا مستضعفين، ولم يكن عندهم شوكة؛ فلم يكن ثم إلا مؤمن وكافر مجاره بكفره.
فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وانتصر في غزوة بدر، دخل في الإسلام من أبطن الكفر، وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول، وكان دخولهم لغرض هدم الإسلام من الداخل والتشغيب على المسلمين، وبث الفرقة بينهم، والإرجاف والتوهين لهم.
ولشدة خطورة المنافقين أنزل الله في أول سورة البقرى آيات مطولة فيهم؛ بدأها بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ( 8 ) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 9 )}، وكذا في سورة التوبة آيات كثيرة تفضح المنافقين؛ حتى سميت بالفاضحة، وليس هذا فحسب؛ بل نزلت سورة تحمل اسمهم وهي سورة المنافقين.
وخطر المنافقين على المجتمع الإسلامي كبير، وذلك من وجوه:
أولها: أن المنافق ظاهر حاله الإسلام، فيؤمن جانبه، ويلبس على كثير من ضعاف النفوس.
ثانيًا: أن المنافق يعمل على بث الفرقة بين المسلمين، وقد يلبس هذا لباس الحق أو لباسًا مزينًا ظاهره المصلحة والحرص؛ قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}.
ثالثًا: نشر أخبار المسلمين لأعدائهم، ليعرفوا نقاط الضعف والقوة عند المسلمين؛ فيتمكنون من هزيمتهم.
رابعًا: بث الشبهات والشائعات بين المسلمين لتوهين العقيدة في القلوب، فكان من تولى كبر حادثة الإفك هو رأس المنافقين، وكان من سخر من الصحابة والقراء هم المنافقون، وكان من تهكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم أنه ذليل هو رأس المنافقين، وفي غزوة الأحزاب عمدوا إلى إضعاف نفوس المسلمين، وفي غزوة بني النضير كانوا سببًا لتثبيت اليهود في البداية وعدم استسلامهم، وفي غيرها كذلك.
خامسًا: نشر الفواحش والمعاصي بين المسلمين ليضعف إيمانهم ويتسلط الشيطان عليهم، فينزهموا لقلة طاعتهم لله.
سادسًا: القتال الفعلي للمسلمين ومناصرة أهل الشرك والكفر عليهم.
وغير ذلك، والله أعلم.


السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:-
أ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)} التغابن.

1-القدر مكتوب على الإنسان لا محيد عنه ألبتة.
2-الصبر عند البلاء يعين عليه أن تعلم أنه مكتوب.
3-من يعلم أن ما نزل به من عند الله، ويؤمن بذلك يهديه الله ويربط على قلبه.
4-الله عليم وحكيم، فلا تفزع من المصائب ولا تظنن أنها بغير علم العليم الرحيم.
5-طاعة الله واجبة، وكذلك طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله.
6-ما على الرسول إلا البلاغ؛ فلا تحزن إذا لم ترى أثرًا لدعوتك.
7-التوكل من الأعمال القلبية الدالة على الإيمان.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir