دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م, 04:02 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي صفحة الطالبة هبة مجدي لدراسة التفسير

بسم الله وبه نستعين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م, 09:46 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

(سورة الفاتحة )

-قيل هي مكية وقيل مدنية وقيل نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة والأول أظهر ذكره ابن كثير والأشقر

-تسمى فاتحة الكتاب والسبع المثاني وسورة الصلاة والحمد والواقية ذكر ذلك الأشقر رحمه الله

وزاد ابن كثير عليه أنها تسمى الرقية لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث اللديغ (وماأدراك أنها رقية)

- سبب تسميتها بهذا الاسم :

تسمى الفاتحة لأنها يفتتح بها الصلاة ويفتتح بها القرآن

وتسمى أم الكتاب لاشتمالها على جوامع معاني القرآن الكريم والعرب تسمي كل جامع لأمر أو لتوابع تتبعه أما كما تسمي أم الرأس للجلدة التي تجمعه ومنه أم القرى

وتسمى المثاني لأنها تثنى في كل ركعة

وتسمى الصلاة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل (قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل إذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله : حمدني عبدي فإذا قال (الرحمن الرحيم)قال الله : أثنى علي عبدي فإذا قال (مالك يوم الدين)قال الله : مجدني عبدي فإذا قال (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله : هذا بيني وبين عبدي فإذا قال (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل )

وفي الحديث لطيفة : أنه أطلق الصلاة وأراد القراءة وهذا يدل على أهمية القراءة في الصلاة إذ أطلق العبادة وأراد أحد أركانها وشبيه ذلك (إن قرآن الفجر كان مشهودا ) أراد هنا صلاة الفجر

أورد هذه الأسباب الحافظ ابن كثير رحمه الله

ثم ذكر عدة مسائل قبل الحديث عن الإستعاذة وهي :

1-هل تجب قراءة الفاتحة أم يجزيء غيرها؟

رأيان لأهل العلم : قال أبو حنيفة رحمه الله يجزيء غيرها لعموم قوله تعالى (فاقرؤوا ماتيسر من القرآن) وقول النبي صلى الله عليه وسلم "ثم اقرأ ماتيسر معك من القرآن"

وقال الجمهور: تجب الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"

2-هل تجب قراءتها في كل ركعة ؟

قيل : تجب كل ركعة للحديث
وقيل: تجب في معظم الصلاة
وقيل : تجب مرة واحدة
وقيل : لا تجب أصلا

3-هل تجب قراءتها على المأموم؟

قيل : تجب على المأموم والإمام لعموم الحديث

قيل : تجب على الإمام فقط لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"

قيل تجب في السرية فقط لقول النبي صلى الله عليه وسلم "وإذا قرأ فانصتوا"

فضل الفاتحة :

أورد ابن كثير وغيره عدة أحاديث نذكر منها : حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده جبريل إذ سمع نقيضا فوقه فرفع جبريل رأسه إلى السماء وقال: هذا باب قد فتح من السماء لم يفتح قط ,قال : ثم نزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفا منها إلا أوتيته" رواه مسلم

وحديث أبي هريرة "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"

الإستعاذة : معناها : الإلتجاء فالعياذ لدفع الضر واللياذ لجلب الخير

والمعنى ألجأ إلى الله وأعتصم به من الشيطان الرجيم أن يضلني أو يصدني عن أمر الله أو يوقعني في معاصي الله

-وردت الإستعاذة في ثلاث مواضع من القرآن ذكرهما ابن كثير رحمه الله وهي: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليهم) الأعراف
وقوله تعالى (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) المؤمنون

وقوله تعالى(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم . وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) فصلت

فأمر الله تعالى بالإستعاذة من شيطان الجن إذ لا تجدي معه مداراة ولا مصانعة لفرط عداوته لآدم عليه السلام بينما أمر بمداراة والإحسان إلى شيطان الإنسي فقد يلين ويهتدي

ثم أورد ابن كثير رحمه الله عدة مسائل :

1-متى يستعيذ؟

قيل عملا بظاهر الآية يستعيذ بعد القراءة لقوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)

وقيل بعد الفاتحة

وقيل قبل القراءة وبعدها

وقيل قبل القراءة وهو الأظهر ومارد الآية إذا أردت أن تقرأ ومثاله قوله تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) أي إذا أردتم الصلاة

2-هل يجهر بالإستعاذة ؟

اختلف فيها وقال الشافعي يجهر فإذا أسر فلا حرج

3- هل يكررها في كل ركعة ؟

أورد الشافعي القولين ورجح ألا تكرر فتقرأ في الركعة الأولى فقط

والشيطان : من شطن أي بعد لبعده عن الخير وفسقه أو بعده عن طباع البشر

وقيل من شاط لأنه مخلوق من نار ورجح ابن كثير الأول

والرجيم : فعيل بمعنى مفعول أي مطرود من كل خير , قال تعالى (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين )

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ,

البسملة هي قول : بسم الله الرحمن الرحيم

سئل أنس رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كانت قراءته مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم

بسم الله : قال السعدي : أي أبدأ مستعينا بكل اسم لله تعالى إذ المضاف يعم جميع الأسماء

وذكر ابن كثير أن النحويين اختلفوا في تقدير العامل : بسم الله ابتدائي أم بسم الله أبدأ فيها خلاف

الله : قال الأشقر : من إله وهي تعم كل معبود بحق أو باطل ثم صارت علما على الإله الحق

وذكر ابن كثير أن فيه قولان : قال الرازي هو غير مشتق وهو مرجوح

وقال غيره هو مشتق من الإله وهو المعبود ومنه قراءة (وذرك وإلاهتك)

وقيل أله الفصيل إذا تضرع إلى أمه لأن الله يتضرع إليه ويلتجأ

قال السعدي : هو المألوه المعبود المستحق للعبادة لصفات الكمال والجلال

الرحمن الرحيم : من أسماء الله الحسنى المتضمنة لمعنى الرحمة الواسعة

قال السعدي هو الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل خلقه وهي لعباده المتقين كاملة وغيرهم تبعا لهم

قال الأشقر قيل الرحمن أبلغ من الرحيم وقيل العكس

وفي الحديث :رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما

قال العلماء : رحمن الدنيا تعم رحمته المؤمن والكافر ورحيم بالمؤمنين

والرحمن لا يتسم بها سوى الله سبحان الله تعالى وماكان من مسيلمة عاقبه الله ولصق اسمه بالكذب

وقيل الرحيم صفة فعل والرحمن صفة ذات

-أورد ابن كثير والاشقر مسائل :

1-هل البسملة آية ؟

قيل آية من كل سورة

وقيل بعض آية من كل سورة

وقيل آية من الفاتحة فقط

وقيل ليست بآية في الفاتحة أو غيرها

2- هل يجهر بالبسملة ؟
هي فرع على المسألة السابقة فمن قال هي آية من الفاتحة قال بالجهر وإلا فلا

وممن قال يسر بها الخلفاء الأربعة

وأورد ابن كثير فضائل للبسملة منه ( لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله)

وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى (الحمد لله رب العالمين)

(الحمد لله)
قال ابن كثير رحمه الله : قال الجوهري : الحمد ضد الذم
وهو الثناء على المحمود باللسان على الأفعال اللازمة والمتعدية

والحمد يختلف عن الشكر وبينهما عموم وخصوص

فالشكر أعم من جهة مايكون به إذ الشكر بالقلب واللسان والجوارح بينما الحمد باللسان فقط

والحمد أعم من جهة مايقع فيه إذ يقع على الأفعال اللازمة التي لا يصل أثرها للمادح بخلاف الشكر فلا يكون إلا في مقابل نعمة

قال ابن جرير : والحمد لله تتضمن طلبا من عباده أن يثنوا عليه سبحانه وتعالى.انتهى

واللام في الحمد لاستغراق جميع جنس الحمد

قال السعدي : الثناء على الله تعالى بصفات الكمال وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل
وقال الأشقر هو الثناء باللسان على الجميل الإختياري

وورد عند النسائي حديث (أما إن ربك يحب الحمد)

(رب العالمين )

قال السعدي رحمه الله تعالى : الرب المربي لعباده بالخلق والنعم والتربية نوعان : عامة وخاصة ,فأما العامة فلجميع الخلق بخلقهم ودلالتهم على مافيه صلاحهم وأما الخاصة فلأوليائه بهدايتهم إلى طريق الحق وتثبيتهم عليه وزيادتهم فيه وأن يصرف عنهم الحوائل التي تحول بينهم وبينه وأن يعصمهم من الشرور ويزيدهم من الهدى ولذا كان من دعاء الأنبياء الدعاء باسمه الرب

قال الأشقر : الرب هو السيد المطاع المعبود المصلح

ولا تذكر مطلقة إلا مع الله فتقول الرب وأنا غيره فتقول : رب الدار ونحو ذلك

والعالمين كل ماسوى الله تعالى ذكره ابن كثير وزاد الأشقر : وقيل العقلاء فقط وهم الجن والإنس والملائكة والشياطين

قال تعالى (الرحمن الرحيم)

سبق بيانه ونزيد قول السعدي رحمه الله كقاعدة في الأسماء : أن الاسم نؤمن به وبما يتضمنه من صفة فهو الرحمن الرحيم ذو الرحمة وهو العليم ذو العلم فنؤمن بالأسماء والصفات بغير تحريف ولا تعطيل وبغير تكييف ولا تمثيل

وذكر الرحمن الرحيم بعد رب العالمين ترغيب بعد ترهيب أورد ذلك ابن كثير والأشقر

قال تعالى (مالك يوم الدين)

قال ابن كثير رحمه الله : المالك من المِلك ومنه قوله تعالى (ملك الناس)

والملك من المُلك ومنه قوله تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)

قال الأشقر : المالك قيل أبلغ لأنها تضمن نفاذ الأمر وقيل العكس والحق أن الملك صفة ذات والمالك صفة فعل

(يوم الدين)

قال ابن كثير رحمه الله : ويوم الدين يوم الجزاء والحساب ومنه قوله تعالى (أئنا لمدينون) وقوله تعالى (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق)

ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم (العاقل من دان نفسه )

وقال عمر حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

قال الأشقر : قال قتادة : يوم يجازى الناس بأعمالهم

قال السعدي خيرا أو شرا

وخص يوم الدين لأنه يوم انقطاع أملاك الخلائق فلا يتكلم أحد إلا بإذنه

والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الدرس الرابع :

قول الله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين )
أي نعبدك وحدك ونستعين بك وحدك

قدم المعمول للحصر والإهتمام
والحصر هو إثبات الصفة للمذكور ونفيها عمن سواه فهي أبلغ من قولنا نعبك ونستعينك

ذكره السعدي رحمه الله
والعبادة من التذلل وهي كمال المحبة والخضوع والخوف ذكره ابن كثير والأشقر

وقد عرفها شيخ الإسلام بن تيمية فقال : اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة

والعبادة هي الغاية من الخلق قال الله تعالى (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
قدم العبادة على الإستعانة لأنها غاية والإستعانة وسيلة ذكره ابن كثير

وقيل قدم العبادة وهي عامة على الاستعانة وهي خاصة لتقديم حقه سبحانه على حق عباده
ولم يكتف بذكر العبادة رغم أن الاستعانة داخلة فيها لأن العبادة يحتاج الاستعانة في كل عباداته ذكر ذلك السعدي رحمه الله
وعبر بلفظ نستعين ولم يقل استعين لأن هذا أبلغ في التواضع إذ عبادة المرء بمفرده لا تصلح لله تعالى

ذكره ابن كثير رحمه الله

وزاد الأشقر : كأن القارئ يدعو عن نفسه وعن إخوانه

والله الموفق

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

قال الله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم)

قال ابن كثير : لما أثنى العبد على ربه ناسب أن يدعو بعد ذلك

والمسألة تكون بذكر حال السائل كقوله تعالى (قال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)

وتارة تكون بوصف المسئول (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

أو مجرد الثناء على الله تعالى ومصداقه قول الشاعر : إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء

-اهدنا أي وفقنا وأرشدنا ودلنا

وأورد ابن كثير أن الهداية تارة تتعدى بنفسها مثل الآية التي معنا وتعني ارزقنا وأعطنا

وتارة تتعدى بإلى مثل قوله (اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) وقوله (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وتدل على الإرشاد

وتارة تتعدى باللام كقوله تعالى (الحمد لله الذي هدانا لهذا) وتعني وفقنا لهذا

وطلب الهداية يعني ألهمنا وثبتنا وارزقنا البصيرة والإستمرار على الطريق ومنها قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله)

لذلك أرشدنا الله لطلب الهداية مرات كل يوم في الصلوات الخمس وغيرها

أورد ذلك ابن كثير رحمه الله

وقال الأشقر : الهداية هدايتان : الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق وطلب المهتدي الهداية هو طلب للزيادة منها كقوله تعالى (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)

فالهداية هي الثبات على الحق وهي معرفة الحق والعمل به وطلب الهداية يشمل كل ما يلزمها من العلم والعمل ذكره السعدي رحمه الله تعالى

قال ابن جرير : العرب تسمي كل قول أو فعل صراطا وإن كان فيه استقامة أو اعوجاج فتصف المعوج باعوجاجه والمستقين باستقامته أورد قوله ابن كثير

فالصراط هو طريق الحق الموصل إلى مرضاة الله تعالى قاله السعدي

والصراط المستقيم قيل هو الكتاب وقيل هو الإسلام وقال مجاهد هو الحق وقيل هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه ولا منافاة فكلها مستقيمة متلازمة أورده ابن كثير

(الذين أنعمت عليهم) نسب النعمة إليه سبحانه وتعالى وفيه رد على القدرية الذين ينفون عن الله الإضلال والهداية ذكره ابن كثير

والمغضوب عليهم هم اليهود عرفوا الحق ولم يعملوا به والضالون هم النصارى لم يعرفوا الحق ولم يعملوا به نقل ابن كثير اتفاق العلماء على هذا

ثم يستحب له أن يقول آمين أي اللهم استجب

وقد ورد الحديث (إذا قال الإمام آمين فقولوا آمين فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه)

وأورد الأشقر حديثا آخر عن عائشة رضي الله عنها (ماحسدتكم اليهود على شيء ماحسدتكم على السلام والتأمين)

وأورد ابن كثير مسألة جهر المأموم بالتأمين وفيها خلاف

فأما إن نسي الإمام التأمين فيجهر المأموم بلا خلاف

وأما إن آمن فقال الشافعي في الجديد وأبو حنيفة ورواية عند مالك لا يجهر
والرواية الأخرى عند مالك وقول أحمد والشافعي في القديم يجهر

وقيل إن كان المسجد صغيرا جهر وإلا فلا

وختاما أورد السعدي رحمه الله فوائد على سورة الفاتحة :
1-اشتملت على كل أنواع التوحيد فالربوبية في قوله (رب العالمين) والألوهيه في قوله (إياك نعبد) والأسماء والصفات في قوله (الحمد لله) (الرحمن الرحيم)

2-اشتملت على الرد على القدرية

3- اشتملت على الإخلاص والاستعانة بالله تعالى

4-اشتملت على إثبات النبوة في قوله (اهدنا الصراط المستقيم) إذ الهداية لا تكون إلا بالرسالة

والله أعلم

وصلى الله تعالى على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 شوال 1435هـ/20-08-2014م, 08:37 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الاسبوع الثاني الدرس الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول ربي سبحانه وتعالى (عم يتسائلون)

قال الأشقر : تسائل المشركون فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم


قال السعدي رحمه الله : عن اي شيء يتسائل المكذبون بالبعث

قال القاسمي : قال ابن جرير : لما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم جعلوا يتسائلون فيما جائهم به استبعادا له فأنزل الله إلى نبيه فيم يتسائل المكذبون

وعن هنا تنوب مكان في

قال ابن عطية : أصله : عن ما وأدغمت ثم حذفت الألف للفرق بينها وبين الخبر

والإستفهام للتعظيم أو للتبكيت

والتفاعل في يتسائلون على بابه أو بمعنى يفعل أي يسئل المشركون المؤمنين أو يسألون النبي صلى الله عليه وسلم

والله أعلم


(عن النبأ العظيم)

قال ابن كثير : قيل أمر يوم القيامة وقال قتادة : البعث وقال مجاهد القرآن والأول أظهر

زاد ابن عطية : الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم

قال السعدي : النبأ الذي لا ريب فيه ولا شك ولكن الظالمين لا يؤمنون ولو جائتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم

قال الأشقر : هو القرآن بما احتواه من اثبات النبوة والرسالة والبعث بعد الموت ويوم القيامة

ثم يقول الله تعالى (الذي هم فيه يختلفون)

قال بعضهم ساحر وقالوا كاهن وقالوا شاعر وقالوا عن القرآن أساطير الأولين

هذا على قول من قال أن التسائل بين مشركي مكة

وقيل بل الكفرة من العالم كله منهم من أنكر البعث كلية ومنهم من قال بالأرواح فقط وغير ذلك

ثم قال الله تعالى (كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون)

قال الأشقر : كلا للردع والزجر والتكرار للتأكيد والتشديد

قال ابن عطية بل الأولى للمجرمين سيعلمون ما يحل بهم والثانية للمؤمنين

قال القاسمي : سيعلمون ما يحل بهم من النكال ويعلمون حقيقة المآل

قال السعدي : سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ماكانوا به يكذبون

والله أعلم

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 شوال 1435هـ/24-08-2014م, 06:32 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الدرس الثالث تفسير النبأ حتى التكوير

بسم الله الرحمن الرحيم

(ألم نجعل الأرض مهادا)
قال ابن كثير: قارة ثابتة ساكنة مذللة لهم
قال الأشقر المهاد الوطاء والفراش كالمهد للصبي الذي ينوم عليه
قال السعدي : مذللة لكم ولمصالحكم من الحروث والسبل والمساكن

(والجبال أوتادا)

قال الأشقر : كالأوتاد للأرض لتسكن ولا تضطرب

(وخلقناكم أزواجا)

قال الأشقر : ذكرا وأنثى
قال ابن عطية : أي متنوعين في الألوان والألسنة والصور

(وجلعنا نومكم سباتا)

قال ابن عطية : السبت هو القطع ومنها نعال سبتية أي مقطوعة الشعر

قال ابن كثير: قطعا للأعمال لتحصل الراحة

قال السعدي: قطعا لأعمالكم ومشاغلكم التي متى تمادت أضرت بكم

(وجعلنا الليل لباسا)
قال الأشقر: أي مثل اللباس يغشيكم كذلك نغشيكم بظلامه ونستركم

قال القاسمي : قال الرازي : كما أن الإنسان يكمل باللباس ويتقي به شر الحر والبرد كذلك يكمل بالنوم وتكمل به قوته

(وجعلنا النهار معاشا)

أي وقت ابتغاء المعاش
قال الأشقر : مضيئا لكم لتسعوا في معاشكم

(وبنينا فوقكم سبعا شدادا)

قال السعدي : سبع سموات في غاية القوة والصلابة والشدة

(وجعلنا سراجا وهاجا)

قال الأشقر : الشمس تجمع بين الحرارة والضوء

(وأنزلنا من المعصرات ماذا ثجاجا)

قال ابن كثير: هل السحاب وقيل الرياح واختار ابن جرير السحاب

والثجاج أي المنصب الكثير المتتابع ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الحج العج والثج)

قال الأشقر : هل السحاب التي تنعصر بالماء ولم تمطر بعد وزاد ابن عطية : هي السماء

(لنخرج به حبا ونباتا)

قال الأشقر : كالحنطة والشعير والنبات ماتأكله الأنعام من الحشيش وغيره

قال ابن كثير : الحب مايدخر والنبات مايؤكل رطبا

وقال ابن جرير النبات الكلأ الذي يرعى

(وجنات ألفافا)

أي بساتين ملتفة الأغصانن لتشعبها وكثرتها

(إن يوم الفصل كان ميقاتا)
وقتا محددا ويوم الفصل هو يوم الفصل بين الخلائق ذكره الأشقر وزاد غيره الفصل بين الحق والباطل

(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا)

الصور القرن الذي ينفخ فيه اسرافيل عليه السلام

قال الأشقر فتأتون زمرا زمرا وقال غيره جماعات جماعات

(وفتحت السماء فكانت أبوابا)

قال الأشقر أي أبوابا لنزول الملائكة

وقال القاسمي : قال الرازي : الفتح والتفطر والتشقق يتقارب

(وسيرت الجبال فكانت سرابا)

قال الأشقر : أي سيرت عن أماكنها وقلعت ورفعت في الهواء فيراها الناظر كأنها سراب

قال ابن كثير : يخيل إلى الناظر أنها بشيء وليست بشيء

قال القاسمي : تفتت وترفع في الهواء يراها الناظر كأنها جبل بينما هي غبار غليظ كثيف متراكم كأنه جبل

(إن جهنم كانت مرصادا)

أي يرصد فيها ملائكة العذاب الكافرين وقيل جهنم ترصد أهلها

(للطاغين مآبا)

الطيغان مجاوزة الحد بالعصيان وبالكفر والمآب المرجع الذي يرجعون إليه ويأوون ذكره الأشقر

(لابثين فيها أحقابا)

قال السعدي الحقب ثمانون سنة

قال ابن كثير : يلبثون فيها أزمنة عديدة وقيل الحقب ثمانون سنة والسنة 12 شهر والشهر 30 يوم واليوم كألف سنة مماتعدون وقيل بل الحقب سبعون سنة

قال ابن عطية : قال الحسن : ليس إلا الخلود في النار وقيل هي في عصاة المؤمنين

قال الأشقر : ماكثين فيها دهورا كلما مضى حقب دخلوا في آخر

(لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا)

البرد الماء وقيل النوم
قال السعدي : مايبرد جلودهم ويدفع ظمأهم

(إلا حميما وغساقا)

استثنى من البرد الحميم وهو الماء الحار ومن الشراب الغساق وهو عصاة أهل النار من القيح والعرق والدمع والنتن لا يطاق لنتنه ولا يستطاع لبرده ذكره ابن كثير عن أبي العالية

(جزاءا وفاقا)

قال الأشقر : استحقوا أشد العذاب جهنم بارتكابهم أعظم الذنوب وهو الكفر

قال السعدي : لم يظلمهم الله بل جزاءا على أعمالهم

والله أعلم
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 ذو القعدة 1435هـ/28-08-2014م, 11:49 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

السلام عليكم
أود الإشارة أنني قبل هذه المشاركة كنت أكتب التلخيص من ذهني دون نقل لذا لعله ناقص

وقد استفسرت من الإدارة وأبدأ بعد الآن من درس سورة الإنفطار إن شاء الله أستعين بطريقتكم التي أوضحتموها وجزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10 ذو القعدة 1435هـ/4-09-2014م, 10:08 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي القسم الثالث من التفسير الدرس الأول سورة الإنفطار

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا السماء انفطرت)
قال ابن كثير والأشقر : أي تشققت

(وإذا الكواكب انتثرت)
أي ذهب ضوؤها وقيل تساقطت

(وإذا البحار فجرت)

فجرت بعضها في بعضا وقيل بل كما تفجر البراكين
وقيل فجر المالح في العذب
وقيل بل يبست

(وإذا القبور بعثرت)
بحثت قاله ابن عباس
وقيل أي نبشت القبور
وقيل حركت ليخرج ما فيها

(علمت نفس ماقدمت وأخرت)

يوم القيامة تعلم كل نفس ماقدمت وماأخرت من خير وشر

وقيل ماقدمت من خير وماأخرت من شر أو واجب تركته

وقيل ماقدمت من عمل خير أو شر في الدنيا وماأخرت ممادعت إليه فعمل به بعد موتها

(ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم)
قال بعضهم غره كرمه
وأنكر ذلك ابن كثير وقال بل هو على سبيل التهديد والمعنى ماغرك بربك العظيم حتى تجرأت على معصيته
وقال القاضي : ستورك المرخاة
وقال غيره غره عفوه وإمهاله وقيل غره جهله بربه

ثم بين استحقاق الله للعبودية فقال (الذي خلقك فسواك فعدلك)
خلقك إنسانا فسواك وعدل أعضائك وجعلك مستوي القامة منتصبها ذا سمع وبصر وتناسب في الأعضاء

(في أي صورة ماشاء ركبك)
أي أنت لا تختار صورتك بل يصورك كما شاء
وقيل شبيها بالأب أو الأم أو الخال
وقيل على صورة إنسان وليس على صورة حيوان

(كلا بل تكذبون بالدين)
كلا للردع والزجر أي لا تغتر بكرم الله وتتجرأ عليه إنما حملك على هذا تكذيبك بيوم الحساب

(وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ماتفعلون)
عليك رقيب من رسل ربك يحصون عليك عملك كراما فلا تواجهم بالمعاصي والفجور يعلمون عملك ويحصونه عليك (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
(إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم)
الأبرار المطيعون لله تعالى يخشونه في السر والعلن يدخلون الجنة دار النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول
وأما الذين فجروا وعصوا الله وكفروا به فمأواهم الجحيم

(يصلونها يوم الدين وماهم عنها بغائبين)
يدخلون النار يوم الحساب يوم الفصل وماهم بغائبين عنها فلا يخرجون منها (لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها)

(وماأدراك ما يوم الدين ثم ماأدراك مايوم الدين)
استفهام للتعظيم وكرره للتأكيد على عظمته والتخويف منه

(يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)
لا يدفع بعضهم عن بعض العذاب ولا يملك أحد لأحد شيئا إلا أن يشاء الله فيأذن لمن شاء أن يشفع فيمن شاء الله تعالى

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10 ذو القعدة 1435هـ/4-09-2014م, 10:09 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي القسم الثاني من التفسير الدرس الثاني

القسم الثالث من التفسير الدرس الثاني سورة الطارق
( سورة الطارق )

بسم الله الرحمن الرحيم
يقسم تبارك وتعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة ولهذا قال تعالى ( والسماء والطارق ) ثم قال ( وما أدراك ما الطارق ) ثم فسره بقوله ( النجم الثاقب ) قال قتاده وغيره إنما سمي النجم طارقا لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا أي يأتيهم فجأة بالليل وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن وقوله تعالى ( الثاقب ) قال بن عباس المضيء وقال السدي يثقب الشياطين إذا أرسل عليها وقال عكرمة هو مضيء ومحرق للشيطان وقوله تعالى ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) أي كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات كما قال تعالى


( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )
قال السعدي :
، أي : المضيء ، الذي يثقب نوره ، فيخرق السماوات ، فينفذ حتى يرى في الأرض ، والصحيح أنه اسم جنس ، يشمل سائر النجوم الثواقب . وقد قيل : إنه « زحل » الذي يخرق السماوات السبع وينفذها ، فيرى منها . وسمي طارقا ، لأنه يطرق ليلا ، والمقسم عليه قوله :

" إن كل نفس لما عليها حافظ " انتهى

وقوله تعالى ( فلينظر الإنسان مم خلق ) تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد لأن من قدر على البداءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى كما قال تعالى ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه )
قال السعدي : ، أي : فليتدبر خلقته ومبدأه ، فإنه

( خلق من ماء دافق ) يعني المني يخرج دفقا من الرجل ومن المرأة فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل ولهذا قال ( يخرج من بين الصلب والترائب يعني ) صلب الرجل وترائب المرأة وهو صدرها وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن بن عباس ( يخرج من بين الصلب والترائب ) صلب الرجل وترائب المرأة أصفر رقيق لا يكون الولد إلا منهما وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي وغيرهم وقال بن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن مسعر سمعت الحكم ذكر عن بن عباس ( يخرج من بين الصلب والترائب ) قال هذه الترائب ووضع يده على صدره وقال الضحاك وعطية عن بن عباس تريبة المرأة موضع القلادة وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير وقال علي بن أبي طلحة عن بن عباس الترائب بين ثدييها وعن مجاهد الترائب ما بين المنكبين إلى الصدر وعنه أيضا الترائب أسفل من التراقي وقال سفيان الثوري فوق الثديين وعن سعيد بن جبير الترائب أربعة أضلاع من هذا الجانب الأسفل وعن الضحاك الترائب بين الثديين والرجلين والعينين وقال الليث بن سعد عن معمر بن أبي حبيبة المدني أنه بلغه في قول الله عز وجل ( يخرج من بين الصلب والترائب ) قال هو عصارة القلب من هناك يكون الولد وعن قتادة ( يخرج من بين الصلب والترائب ) من بين صلبه ونحره وقوله تعالى ( إنه على رجعه لقادر ) فيه قولان أحدهما على رجع هذا الماء الدافق إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك قاله مجاهد وعكرمة وغيرهما والقول الثاني إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق أي إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادر لأن من قدر على البداءة قدر على الإعادة وقد ذكر الله عز وجل هذا الدليل في القرآن في غير ما موضع وهذا القول قال به الضحاك واختاره بن جرير
قال السعدي :
، يحتمل أنه من بين صلب الرجل ، وترائب المرأة ، وهي ثدياها . ويحتمل أن المراد : المني الدافق ، وهو مني الرجل ، وأن محله الذي يخرج منه ما بين صلبه وترائبه . ولعل هذا أولى ، فإنه إنما وصف به الماء الدافق ، الذي يحس به ويشاهد دفقه ، وهو مني الرجل . وكذلك لفظ الترائب ، فإنها تستعمل للرجل ، فإن الترائب للرجل ، بمنزلة الثديين للأنثى ، فلو أريد الأنثى ، لقيل : « من الصلب والثديين » ، ونحو ذلك ، والله أعلم . فالذي أوجد الإنسان من ماء دافق ، يخرج من هذا الموضع الصعب ، قادر على رجعه في الآخرة ، وإعادته للبعث ، والنشور والجزاء . وقد قيل : إن معناه ، أن الله على رجع الماء المدفوق ، في الصلب لقادر ، وهذا المعنى وإن كان صحيحا ، فليس هو المراد من الآية
( يوم تبلى السرائر ) أي يوم القيامة تبلى فيه السرائر أي تظهر وتبدو ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا وقد ثبت في الصحيحين عن بن عمر أن رسول الله قال يرفع لكل غادر لواء عند أسته يقال هذه غدرة فلان بن فلان وقوله تعالى ( فما له ) أي الإنسان يوم القيامة ( من قوة ) أي في نفسه ( ولا ناصر ) أي من خارج منه أي لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب الله ولا يستطيع له أحد ذلك
(والسماء ذات الرجع)
قال بن عباس الرجع المطر وعنه هو السحاب فيه المطر وعنه ( والسماء ذات الرجع ) تمطر ثم تمطر وقال قتادة ترجع رزق العباد كل عام ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم وقال بن زيد ترجع نجومها وشمسها وقمرها يأتين من ها هنا
( والأرض ذات الصدع ) قال بن عباس هو انصداعها عن النبات وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والسدي وغير واحد

وقوله تعالى ( إنه لقول فصل ) قال بن عباس حق وكذا قال قتادة وقال آخر حكم عد
ل ( وما هو بالهزل ) أي بل هو جد حق ثم أخبر عن الكافرين بأنهم يكذبون به ويصدون عن سبيله

فقال ( إنهم يكيدون كيدا ) أي يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن ثم قال تعالى ( فمهل الكافرين ) أي أنظرهم ولا تستعجل لهم ( أمهلهم رويدا ) أي قليلا أي وسترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك كما قال تعالى ( نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ )

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 ذو الحجة 1435هـ/26-09-2014م, 12:16 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
(سورة الفاتحة )

-قيل هي مكية وقيل مدنية وقيل نزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة والأول أظهر ذكره ابن كثير والأشقر

-تسمى فاتحة الكتاب والسبع المثاني وسورة الصلاة والحمد والواقية ذكر ذلك الأشقر رحمه الله

وزاد ابن كثير عليه أنها تسمى الرقية لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث اللديغ (وماأدراك أنها رقية)

- سبب تسميتها بهذا الاسم :

تسمى الفاتحة لأنها يفتتح بها الصلاة ويفتتح بها القرآن

وتسمى أم الكتاب لاشتمالها على جوامع معاني القرآن الكريم والعرب تسمي كل جامع لأمر أو لتوابع تتبعه أما كما تسمي أم الرأس للجلدة التي تجمعه ومنه أم القرى

وتسمى المثاني لأنها تثنى في كل ركعة

وتسمى الصلاة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل (قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل إذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله : حمدني عبدي فإذا قال (الرحمن الرحيم)قال الله : أثنى علي عبدي فإذا قال (مالك يوم الدين)قال الله : مجدني عبدي فإذا قال (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله : هذا بيني وبين عبدي فإذا قال (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل )

وفي الحديث لطيفة : أنه أطلق الصلاة وأراد القراءة وهذا يدل على أهمية القراءة في الصلاة إذ أطلق العبادة وأراد أحد أركانها وشبيه ذلك (إن قرآن الفجر كان مشهودا ) أراد هنا صلاة الفجر

أورد هذه الأسباب الحافظ ابن كثير رحمه الله

ثم ذكر عدة مسائل قبل الحديث عن الإستعاذة وهي :

1-هل تجب قراءة الفاتحة أم يجزيء غيرها؟

رأيان لأهل العلم : قال أبو حنيفة رحمه الله يجزيء غيرها لعموم قوله تعالى (فاقرؤوا ماتيسر من القرآن) وقول النبي صلى الله عليه وسلم "ثم اقرأ ماتيسر معك من القرآن"

وقال الجمهور: تجب الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"

2-هل تجب قراءتها في كل ركعة ؟

قيل : تجب كل ركعة للحديث
وقيل: تجب في معظم الصلاة
وقيل : تجب مرة واحدة
وقيل : لا تجب أصلا

3-هل تجب قراءتها على المأموم؟

قيل : تجب على المأموم والإمام لعموم الحديث

قيل : تجب على الإمام فقط لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"

قيل تجب في السرية فقط لقول النبي صلى الله عليه وسلم "وإذا قرأ فانصتوا"

فضل الفاتحة :

أورد ابن كثير وغيره عدة أحاديث نذكر منها : حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده جبريل إذ سمع نقيضا فوقه فرفع جبريل رأسه إلى السماء وقال: هذا باب قد فتح من السماء لم يفتح قط ,قال : ثم نزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفا منها إلا أوتيته" رواه مسلم

وحديث أبي هريرة "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين"

الإستعاذة : معناها : الإلتجاء فالعياذ لدفع الضر واللياذ لجلب الخير

والمعنى ألجأ إلى الله وأعتصم به من الشيطان الرجيم أن يضلني أو يصدني عن أمر الله أو يوقعني في معاصي الله

-وردت الإستعاذة في ثلاث مواضع من القرآن ذكرهما ابن كثير رحمه الله وهي: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليهم) الأعراف
وقوله تعالى (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) المؤمنون

وقوله تعالى(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم . وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) فصلت

فأمر الله تعالى بالإستعاذة من شيطان الجن إذ لا تجدي معه مداراة ولا مصانعة لفرط عداوته لآدم عليه السلام بينما أمر بمداراة والإحسان إلى شيطان الإنسي فقد يلين ويهتدي

ثم أورد ابن كثير رحمه الله عدة مسائل :

1-متى يستعيذ؟

قيل عملا بظاهر الآية يستعيذ بعد القراءة لقوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)

وقيل بعد الفاتحة

وقيل قبل القراءة وبعدها

وقيل قبل القراءة وهو الأظهر ومارد الآية إذا أردت أن تقرأ ومثاله قوله تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) أي إذا أردتم الصلاة

2-هل يجهر بالإستعاذة ؟

اختلف فيها وقال الشافعي يجهر فإذا أسر فلا حرج

3- هل يكررها في كل ركعة ؟

أورد الشافعي القولين ورجح ألا تكرر فتقرأ في الركعة الأولى فقط

والشيطان : من شطن أي بعد لبعده عن الخير وفسقه أو بعده عن طباع البشر

وقيل من شاط لأنه مخلوق من نار ورجح ابن كثير الأول

والرجيم : فعيل بمعنى مفعول أي مطرود من كل خير , قال تعالى (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين )

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ,

البسملة هي قول : بسم الله الرحمن الرحيم

سئل أنس رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كانت قراءته مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم

بسم الله : قال السعدي : أي أبدأ مستعينا بكل اسم لله تعالى إذ المضاف يعم جميع الأسماء

وذكر ابن كثير أن النحويين اختلفوا في تقدير العامل : بسم الله ابتدائي أم بسم الله أبدأ فيها خلاف

الله : قال الأشقر : من إله وهي تعم كل معبود بحق أو باطل ثم صارت علما على الإله الحق

وذكر ابن كثير أن فيه قولان : قال الرازي هو غير مشتق وهو مرجوح

وقال غيره هو مشتق من الإله وهو المعبود ومنه قراءة (وذرك وإلاهتك)

وقيل أله الفصيل إذا تضرع إلى أمه لأن الله يتضرع إليه ويلتجأ

قال السعدي : هو المألوه المعبود المستحق للعبادة لصفات الكمال والجلال

الرحمن الرحيم : من أسماء الله الحسنى المتضمنة لمعنى الرحمة الواسعة

قال السعدي هو الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل خلقه وهي لعباده المتقين كاملة وغيرهم تبعا لهم

قال الأشقر قيل الرحمن أبلغ من الرحيم وقيل العكس

وفي الحديث :رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما

قال العلماء : رحمن الدنيا تعم رحمته المؤمن والكافر ورحيم بالمؤمنين

والرحمن لا يتسم بها سوى الله سبحان الله تعالى وماكان من مسيلمة عاقبه الله ولصق اسمه بالكذب

وقيل الرحيم صفة فعل والرحمن صفة ذات

-أورد ابن كثير والاشقر مسائل :

1-هل البسملة آية ؟

قيل آية من كل سورة

وقيل بعض آية من كل سورة

وقيل آية من الفاتحة فقط

وقيل ليست بآية في الفاتحة أو غيرها

2- هل يجهر بالبسملة ؟
هي فرع على المسألة السابقة فمن قال هي آية من الفاتحة قال بالجهر وإلا فلا

وممن قال يسر بها الخلفاء الأربعة

وأورد ابن كثير فضائل للبسملة منه ( لاوضوء لمن لم يذكر اسم الله)

وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى (الحمد لله رب العالمين)

(الحمد لله)
قال ابن كثير رحمه الله : قال الجوهري : الحمد ضد الذم
وهو الثناء على المحمود باللسان على الأفعال اللازمة والمتعدية

والحمد يختلف عن الشكر وبينهما عموم وخصوص

فالشكر أعم من جهة مايكون به إذ الشكر بالقلب واللسان والجوارح بينما الحمد باللسان فقط

والحمد أعم من جهة مايقع فيه إذ يقع على الأفعال اللازمة التي لا يصل أثرها للمادح بخلاف الشكر فلا يكون إلا في مقابل نعمة

قال ابن جرير : والحمد لله تتضمن طلبا من عباده أن يثنوا عليه سبحانه وتعالى.انتهى

واللام في الحمد لاستغراق جميع جنس الحمد

قال السعدي : الثناء على الله تعالى بصفات الكمال وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل
وقال الأشقر هو الثناء باللسان على الجميل الإختياري

وورد عند النسائي حديث (أما إن ربك يحب الحمد)

(رب العالمين )

قال السعدي رحمه الله تعالى : الرب المربي لعباده بالخلق والنعم والتربية نوعان : عامة وخاصة ,فأما العامة فلجميع الخلق بخلقهم ودلالتهم على مافيه صلاحهم وأما الخاصة فلأوليائه بهدايتهم إلى طريق الحق وتثبيتهم عليه وزيادتهم فيه وأن يصرف عنهم الحوائل التي تحول بينهم وبينه وأن يعصمهم من الشرور ويزيدهم من الهدى ولذا كان من دعاء الأنبياء الدعاء باسمه الرب

قال الأشقر : الرب هو السيد المطاع المعبود المصلح

ولا تذكر مطلقة إلا مع الله فتقول الرب وأنا غيره فتقول : رب الدار ونحو ذلك

والعالمين كل ماسوى الله تعالى ذكره ابن كثير وزاد الأشقر : وقيل العقلاء فقط وهم الجن والإنس والملائكة والشياطين

قال تعالى (الرحمن الرحيم)

سبق بيانه ونزيد قول السعدي رحمه الله كقاعدة في الأسماء : أن الاسم نؤمن به وبما يتضمنه من صفة فهو الرحمن الرحيم ذو الرحمة وهو العليم ذو العلم فنؤمن بالأسماء والصفات بغير تحريف ولا تعطيل وبغير تكييف ولا تمثيل

وذكر الرحمن الرحيم بعد رب العالمين ترغيب بعد ترهيب أورد ذلك ابن كثير والأشقر

قال تعالى (مالك يوم الدين)

قال ابن كثير رحمه الله : المالك من المِلك ومنه قوله تعالى (ملك الناس)

والملك من المُلك ومنه قوله تعالى (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)

قال الأشقر : المالك قيل أبلغ لأنها تضمن نفاذ الأمر وقيل العكس والحق أن الملك صفة ذات والمالك صفة فعل

(يوم الدين)

قال ابن كثير رحمه الله : ويوم الدين يوم الجزاء والحساب ومنه قوله تعالى (أئنا لمدينون) وقوله تعالى (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق)

ومنه حديث النبي صلى الله عليه وسلم (العاقل من دان نفسه )

وقال عمر حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

قال الأشقر : قال قتادة : يوم يجازى الناس بأعمالهم

قال السعدي خيرا أو شرا

وخص يوم الدين لأنه يوم انقطاع أملاك الخلائق فلا يتكلم أحد إلا بإذنه

والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الدرس الرابع :

قول الله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين )
أي نعبدك وحدك ونستعين بك وحدك

قدم المعمول للحصر والإهتمام
والحصر هو إثبات الصفة للمذكور ونفيها عمن سواه فهي أبلغ من قولنا نعبك ونستعينك

ذكره السعدي رحمه الله
والعبادة من التذلل وهي كمال المحبة والخضوع والخوف ذكره ابن كثير والأشقر

وقد عرفها شيخ الإسلام بن تيمية فقال : اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة

والعبادة هي الغاية من الخلق قال الله تعالى (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
قدم العبادة على الإستعانة لأنها غاية والإستعانة وسيلة ذكره ابن كثير

وقيل قدم العبادة وهي عامة على الاستعانة وهي خاصة لتقديم حقه سبحانه على حق عباده
ولم يكتف بذكر العبادة رغم أن الاستعانة داخلة فيها لأن العبادة يحتاج الاستعانة في كل عباداته ذكر ذلك السعدي رحمه الله
وعبر بلفظ نستعين ولم يقل استعين لأن هذا أبلغ في التواضع إذ عبادة المرء بمفرده لا تصلح لله تعالى

ذكره ابن كثير رحمه الله

وزاد الأشقر : كأن القارئ يدعو عن نفسه وعن إخوانه

والله الموفق

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

قال الله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم)

قال ابن كثير : لما أثنى العبد على ربه ناسب أن يدعو بعد ذلك

والمسألة تكون بذكر حال السائل كقوله تعالى (قال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)

وتارة تكون بوصف المسئول (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

أو مجرد الثناء على الله تعالى ومصداقه قول الشاعر : إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء

-اهدنا أي وفقنا وأرشدنا ودلنا

وأورد ابن كثير أن الهداية تارة تتعدى بنفسها مثل الآية التي معنا وتعني ارزقنا وأعطنا

وتارة تتعدى بإلى مثل قوله (اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) وقوله (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وتدل على الإرشاد

وتارة تتعدى باللام كقوله تعالى (الحمد لله الذي هدانا لهذا) وتعني وفقنا لهذا

وطلب الهداية يعني ألهمنا وثبتنا وارزقنا البصيرة والإستمرار على الطريق ومنها قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله)

لذلك أرشدنا الله لطلب الهداية مرات كل يوم في الصلوات الخمس وغيرها

أورد ذلك ابن كثير رحمه الله

وقال الأشقر : الهداية هدايتان : الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق وطلب المهتدي الهداية هو طلب للزيادة منها كقوله تعالى (ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)

فالهداية هي الثبات على الحق وهي معرفة الحق والعمل به وطلب الهداية يشمل كل ما يلزمها من العلم والعمل ذكره السعدي رحمه الله تعالى

قال ابن جرير : العرب تسمي كل قول أو فعل صراطا وإن كان فيه استقامة أو اعوجاج فتصف المعوج باعوجاجه والمستقين باستقامته أورد قوله ابن كثير

فالصراط هو طريق الحق الموصل إلى مرضاة الله تعالى قاله السعدي

والصراط المستقيم قيل هو الكتاب وقيل هو الإسلام وقال مجاهد هو الحق وقيل هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه ولا منافاة فكلها مستقيمة متلازمة أورده ابن كثير

(الذين أنعمت عليهم) نسب النعمة إليه سبحانه وتعالى وفيه رد على القدرية الذين ينفون عن الله الإضلال والهداية ذكره ابن كثير

والمغضوب عليهم هم اليهود عرفوا الحق ولم يعملوا به والضالون هم النصارى لم يعرفوا الحق ولم يعملوا به نقل ابن كثير اتفاق العلماء على هذا

ثم يستحب له أن يقول آمين أي اللهم استجب

وقد ورد الحديث (إذا قال الإمام آمين فقولوا آمين فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ماتقدم من ذنبه)

وأورد الأشقر حديثا آخر عن عائشة رضي الله عنها (ماحسدتكم اليهود على شيء ماحسدتكم على السلام والتأمين)

وأورد ابن كثير مسألة جهر المأموم بالتأمين وفيها خلاف

فأما إن نسي الإمام التأمين فيجهر المأموم بلا خلاف

وأما إن آمن فقال الشافعي في الجديد وأبو حنيفة ورواية عند مالك لا يجهر
والرواية الأخرى عند مالك وقول أحمد والشافعي في القديم يجهر

وقيل إن كان المسجد صغيرا جهر وإلا فلا

وختاما أورد السعدي رحمه الله فوائد على سورة الفاتحة :
1-اشتملت على كل أنواع التوحيد فالربوبية في قوله (رب العالمين) والألوهيه في قوله (إياك نعبد) والأسماء والصفات في قوله (الحمد لله) (الرحمن الرحيم)

2-اشتملت على الرد على القدرية

3- اشتملت على الإخلاص والاستعانة بالله تعالى

4-اشتملت على إثبات النبوة في قوله (اهدنا الصراط المستقيم) إذ الهداية لا تكون إلا بالرسالة

والله أعلم

وصلى الله تعالى على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين
جزاكِ الله خيرًا على هذا الجهد المبذول، ولكن لا بد من التنبيه على بعض الأشياء:
- تعلمين أن التلخيص أنواع، وما يهمنا
هو تلخيص المقاصد ويراد به تقريب مقاصد الكتاب وإبرازها.
ولعلك سلكتِ في التلخيص مسلكًا آخر وهو مسلك
الاختصار والتهذيب.

- وعماد التلخيص هو استخلاص المسائل المتعلّقة بالآية وعنونتها وتصنيفها على العلوم، وأنت لم تنتبهي لهذا الأمر، فسردتِ الكلام سردًا كما هو في الكتاب.
يرجى منكِ الاطلاع على هذه المشاركات ثم إعادة التلخيص مع استكمال ما فاتكِ.
المشاراكات (هنا) و (هنا)

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 07:19 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 4 مشاهدة المشاركة
جزاكِ الله خيرًا على هذا الجهد المبذول، ولكن لا بد من التنبيه على بعض الأشياء:
- تعلمين أن التلخيص أنواع، وما يهمنا
هو تلخيص المقاصد ويراد به تقريب مقاصد الكتاب وإبرازها.
ولعلك سلكتِ في التلخيص مسلكًا آخر وهو مسلك
الاختصار والتهذيب.

- وعماد التلخيص هو استخلاص المسائل المتعلّقة بالآية وعنونتها وتصنيفها على العلوم، وأنت لم تنتبهي لهذا الأمر، فسردتِ الكلام سردًا كما هو في الكتاب.
يرجى منكِ الاطلاع على هذه المشاركات ثم إعادة التلخيص مع استكمال ما فاتكِ.
المشاراكات (هنا) و (هنا)
السلام عليكم

كان هذه الدروس التي أشرتم إليها الموضحه لأسلوب التلخيص بعد فترة طويلة من التلخيص لذا لم أعد بل كنت أظن التلخيص من الذاكرة وقد كتبته من الذاكرة سأحاول إن شاء الله وبارك الله فيكم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 08:44 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تفسير سورة الفجر

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر تعالى عمّا يقع يوم القيامة من الأهوال العظيمة، فقال: {كلاّ} أي: حقًّا، {إذا دكّت الأرض دكًّا دكًّا} أي: وطئت ومهّدت وسوّيت الأرض والجبال، وقام الخلائق من قبورهم لربّهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/399]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَلاَّ} أي: ليسَ ما أحببتمْ منَ الأموالِ، وتنافستمْ فيهِ منَ اللذاتِ، بباقٍ لكمْ،بلْ أمامكمْ يومٌ عظيمٌ، وهولٌ جسيمٌ، تُدكُّ فيهِ الأرضُ والجبالُ وما عليهَا حتى تُجعلَ قاعاً صفصفاً لا عوجَ فيهِ ولا أمت). [تيسير الكريم الرحمن: 924]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (21-{كَلاَّ}؛ أَيْ: مَا هكذا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَمَلُكُمْ، {إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} الدَّكُّ: الكَسْرُ وَالدَّقُّ؛ زُلْزِلَتْ وَحُرِّكَتْ تَحْرِيكاً بَعْدَ تَحْرِيكٍ، أَوْ دُكَّتْ جِبَالُهَا حَتَّى اسْتَوَتْ). [زبدة التفسير: 593]

تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجاء ربّك} يعني: لفصل القضاء بين خلقه، وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيّد ولد آدم على الإطلاق: محمّدٍ صلوات الله وسلامه عليه، بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحدٍ، فكلّهم يقول: لست بصاحب ذاكم. حتى تنتهي النّوبة إلى محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيقول: ((أنا لها، أنا لها)). فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء، فيشفّعه الله تعالى في ذلك.
وهي أوّل الشفاعات، وهي المقام المحمود، كما تقدّم في بيانه، وفي سورة (سبحان). فيجيء الربّ تعالى لفصل القضاء كما يشاء، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفاً صفوفاً). [تفسير القرآن العظيم: 8/399]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ويجيءُ اللهُ تعالَى لفصلِ القضاءِ بينَ عبادِهِ في ظللِ منَ الغمامِ، وتجيءُ الملائكةُ الكرامُ، أهلُ السماواتِ كلهمْ، صفّاً صفّاً أي: صفّاً بعدَ صفٍّ، كلُّ سماءٍ يجيءُ ملائكتهَا صفّاً، يحيطونَ بمنْ دونهمْ منَ الخلقِ، وهذهِ الصفوفُ صفوفُ خضوعٍ وذلٍّ للملكِ الجبارِ). [تيسير الكريم الرحمن: 924]

تفسير قوله تعالى: (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وجيء يومئذٍ بجهنّم} قال الإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحه: حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، حدّثنا أبي، عن العلاء بن خالدٍ الكاهليّ، عن شقيقٍ، عن عبد الله - هو ابن مسعودٍ - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((يؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرّونها)).

وقوله: {يومئذٍ يتذكّر الإنسان} أي: عمله، وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه.
{وأنّى له الذّكرى} أي: وكيف تنفعه الذكرى). [تفسير القرآن العظيم: 8/399-400]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} تقودُهَا الملائكةُ بالسلاسلِ.
فإذا وقعتْ هذهِ الأمورُ فـ{يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ} مَا قدَّمَهُ مِنْ خيرٍ وشرٍّ.
{وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} فقدْ فاتَ أوانُهَا، وذهبَ زمانُهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 924]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (23-{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} مَزْمُومَةً وَالْمَلائِكَةُ يَجُرُّونَهَا، {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ}: يَنْدَمُ عَلَى مَا قَدَّمَهُ فِي الدُّنْيَا من الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي، {وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}؛ أَيْ: وَإِنَّمَا كَانَتْ تَنْفَعُهُ الذِّكْرَى لَوْ تَذَكَّرَ الْحَقَّ قَبْلَ حُضُورِ الْمَوْتِ). [زبدة التفسير: 593]

تفسير قوله تعالى: (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يقول يا ليتني قدّمت لحياتي} يعني: يندم على ما كان سلف منه من المعاصي - إن كان عاصياً - ويودّ لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعاً؛ كما قال الإمام أحمد بن حنبلٍ:
حدّثنا عليّ بن إسحاق، حدّثنا عبد الله - يعني: ابن المبارك - حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفيرٍ، عن محمد بن أبي عميرة، وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لو أنّ عبداً خرّ على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت في طاعة الله لحقره يوم القيامة، ولودّ أنه ردّ إلى الدنيا؛ كيما يزداد من الأجر والثواب.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَقُولُ} متحسِّراً على ما فرَّطَ في جنبِ اللهِ: {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} الدائمةِ الباقيةِ، عملاً صالحاً، كمَا قالَ تعالَى: {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً}.
وفي الآيةِ دليلٌ على أنَّ الحياةَ التي ينبغي السعيُ في أصلهَا وكمالهَا، وفي تتميمِ لذّاتهَا، هيَ الحياةُ في دارِ القرارِ، فإنَّهَا دارُ الخلدِ والبقاءِ). [تيسير الكريم الرحمن: 924]

تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الله تعالى: {فيومئذٍ لا يعذّب عذابه أحدٌ} أي: ليس أحدٌ أشدّ عذاباً من تعذيب الله من عصاه). [تفسير القرآن العظيم: 8/400]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ}لمنْ أهملَ ذلكَ اليومَ ونسيَ العملَ لهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 924]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا يوثق وثاقه أحدٌ} أي: وليس أحدٌ أشدّ قبضاً ووثقاً من الزبانية لمن كفر بربّهم عزّ وجلّ. هذا في حقّ المجرمين من الخلائق والظالمين، فأمّا النفس الزّكيّة المطمئنّة، وهي الساكنة الثابتة، الدائرة مع الحقّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/400]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} فإنَّهمْ يقرنونَ بسلاسلٍ منْ نارٍ، ويسحبونَ على وجوههمْ في الحميمِ، ثمَّ في النارِ يسجرونَ، فهذا جزاءُ المجرمينَ). [تيسير الكريم الرحمن: 924]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وأمَّا مَنْ اطمأنَ إلى اللهِ وآمنَ بهِ وصدقَ رسلهُ، فيقالُ لهُ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى ذكرِ اللهِ، الساكنةُ حبِّهِ، التي قرَّتْ عينهَا باللهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 924]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (27-{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}: المُوقِنَةُ بالإيمانِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ، لا يُخَالِطُهَا شَكٌّ وَلا يَعْتَرِيهَا رَيْبٌ، قَدْ رَضِيَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَعَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهَا، فَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطْمَئِنَّةً؛لأَنَّهَا قَدْ بُشِّرَتْ بالجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَعِنْدَ الْبَعْثِ). [زبدة التفسير: 594]

تفسير قوله تعالى: (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فيقال لها: {يا أيّتها النّفس المطمئنّة (27) ارجعي إلى ربّك} أي: إلى جواره وثوابه، وما أعدّ لعباده في جنّته.
{راضيةً} أي: في نفسها.
{مرضيّةً} أي: قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها). [تفسير القرآن العظيم: 8/400]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} الذي ربّاكِ بنعمتهِ، وأسدى عليكِ منْ إحسانهِ ما صرتِ بهِ منْ أوليائهِ وأحبابهِ {رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} أي: راضيةً عنِ اللهِ، وعنْ مَا أكرمَهَا بهِ منَ الثوابِ، واللهُ قدْ رضيَ عنهَا). [تيسير الكريم الرحمن: 924]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (28-{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالثَّوَابِ الَّذِي أَعْطَاكِ، {مَرْضِيَّةً} عِنْدَهُ). [زبدة التفسير: 594]

تفسير قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فادخلي في عبادي} أي: في جملتهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/400]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}
وهذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ). [تيسير الكريم الرحمن: 924]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (29-{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}؛ أَيْ: فِي زُمْرَةِ عِبَادِي الصَّالِحِينَ، وَكُونِي مِنْ جُمْلَتِهِمْ). [زبدة التفسير: 594]

تفسير قوله تعالى: (وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وادخلي جنّتي} وهذا يقال لها عند الاحتضار، وفي يوم القيامة أيضاً، كما أنّ الملائكة يبشّرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره فكذلك ههنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/400]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي}
وهذا تخاطبُ بهِ الروحُ يومَ القيامةِ، وتخاطبُ بهِ في حالِ الموتِ). [تيسير الكريم الرحمن: 924] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (30 -{وَادْخُلِي جَنَّتِي} مَعَهُمْ؛ أَيْ: فَتِلْكَ هِيَ الكرامةُ، لا كَرَامَةَ سِوَاهَا). [زبدة التفسير: 594]

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 08:49 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تفسير الضحى من آية 6 إلى 11

تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}


تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به). [تفسير القرآن العظيم: 8/426]
تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/426]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7- {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}: وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ). [زبدة التفسير: 596]

تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.
وقال قتادة في قوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.
وفي الصحيحين من طريق عبد الرزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)).
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ عَائِلاً}أي: فقيراً {فَأَغْنَى} بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا.
فالذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8- {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ). [زبدة التفسير: 596]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ، وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}: لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِ لِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى). [زبدة التفسير: 596]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍ وشراسةِ خلقٍ، بلْ أعطهِ ما تيسرَ عندكَ أو ردّهُ بمعروفٍ .
وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}: لا تَنْهَرْهُ إِذَا سَأَلَكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً). [زبدة التفسير: 596]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها.
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، حدّثنا الجرّاح بن مليحٍ، عن أبي عبد الرحمن، عن الشّعبيّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر: ((من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكرٌ، وتركها كفرٌ، والجماعة رحمةٌ، والفرقة عذابٌ)). إسناده ضعيفٌ.
وفي الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم)).
وقال أبو داود: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الرّبيع بن مسلمٍ، عن محمد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)).
ورواه التّرمذيّ، عن أحمد بن محمدٍ، عن ابن المبارك، عن الرّبيع بن مسلمٍ، وقال: صحيحٌ.
وقال أبو داود: حدّثنا عبد الله بن الجرّاح، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
قال أبو داود: حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا بشرٌ، حدّثنا عمارة بن غزيّة، حدّثني رجلٌ من قومي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)). قال أبو داود: ورواه يحيى بن أيّوب، عن عمارة بن غزيّة، عن شرحبيلٍ، عن جابرٍ: كرهوه فلم يسمّوه. تفرّد به أبو داود.
وقال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن.
وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى). [تفسير القرآن العظيم: 8/427-428]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّ فحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ. وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ). [زبدة التفسير: 596]

المقاصد
1-تفسير الآيات المذكورات
2-بيان فضل الله على نبيه
3-شكر النعمة بالتحدث بها والإحسان لمن فقدها
4-بيان ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من يتم وفقر

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 08:52 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي سؤال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 4 مشاهدة المشاركة
جزاكِ الله خيرًا على هذا الجهد المبذول، ولكن لا بد من التنبيه على بعض الأشياء:
- تعلمين أن التلخيص أنواع، وما يهمنا
هو تلخيص المقاصد ويراد به تقريب مقاصد الكتاب وإبرازها.
ولعلك سلكتِ في التلخيص مسلكًا آخر وهو مسلك
الاختصار والتهذيب.

- وعماد التلخيص هو استخلاص المسائل المتعلّقة بالآية وعنونتها وتصنيفها على العلوم، وأنت لم تنتبهي لهذا الأمر، فسردتِ الكلام سردًا كما هو في الكتاب.
يرجى منكِ الاطلاع على هذه المشاركات ثم إعادة التلخيص مع استكمال ما فاتكِ.
المشاراكات (هنا) و (هنا)
اطلعت على المواضيع المشار إليها مرارا ولا أدري كيف تطبق على تفسير سور ليس فيه عناوين تعنون فالامر ممكن تطبيقه على سورة الفاتحة لكن أجد صعوبة فيما سواها كل ماهنالك تفاسير وفقط لازلت لا أدري المطلوب مني وقد أنهيت التلخيصات بالطريقة التي قد رأيتم والله المستعان

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 4 ذو الحجة 1435هـ/28-09-2014م, 11:08 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
اطلعت على المواضيع المشار إليها مرارا ولا أدري كيف تطبق على تفسير سور ليس فيه عناوين تعنون فالامر ممكن تطبيقه على سورة الفاتحة لكن أجد صعوبة فيما سواها كل ماهنالك تفاسير وفقط لازلت لا أدري المطلوب مني وقد أنهيت التلخيصات بالطريقة التي قد رأيتم والله المستعان
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة
أنتِ تجيدين استخلاص المسائل
قد لونتُ رؤوس المسائل باللون الأزرق لتتبين لكِ
ينقصكِ ترتيبها وحسن صياغتها وعرضها مع تجنب الأخطاء الإملائية
وأشهرها ؛ همزة الوصل
المصادر الخماسية والسدادسية تبدأ بهمزة وصل مثل : الاستعاذة ، الالتجاء
أما الرباعية المهموزة تبدأ بهمزة قطع مثل : الإسلام
وسأبين لكِ في المشاركة التالية إن شاء الله تطبيق على تلخيص تفسير الاستعاذة ليتضح لكِ الأمر أكثر

اقتباس:

الإستعاذة : معناها :
الإلتجاء فالعياذ لدفع الضر واللياذ لجلب الخير

والمعنى ألجأ إلى الله وأعتصم به من الشيطان الرجيم أن يضلني أو يصدني عن أمر الله أو يوقعني في معاصي الله

-وردت الإستعاذة في ثلاث مواضع من القرآن ذكرهما ابن كثير رحمه الله وهي: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليهم) الأعراف
وقوله تعالى (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) المؤمنون

وقوله تعالى(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم . وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم) فصلت

فأمر الله تعالى بالإستعاذة من شيطان الجن إذ لا تجدي معه مداراة ولا مصانعة لفرط عداوته لآدم عليه السلام بينما أمر بمداراة والإحسان إلى شيطان الإنسي فقد يلين ويهتدي

ثم أورد ابن كثير رحمه الله عدة مسائل :

1-متى يستعيذ؟


قيل عملا بظاهر الآية يستعيذ بعد القراءة لقوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)

وقيل بعد الفاتحة

وقيل قبل القراءة وبعدها

وقيل قبل القراءة وهو الأظهر ومارد الآية إذا أردت أن تقرأ ومثاله قوله تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) أي إذا أردتم الصلاة

2-هل يجهر بالإستعاذة ؟

اختلف فيها وقال الشافعي يجهر فإذا أسر فلا حرج

3- هل يكررها في كل ركعة ؟

أورد الشافعي القولين ورجح ألا تكرر فتقرأ في الركعة الأولى فقط

والشيطان :
من شطن أي بعد لبعده عن الخير وفسقه أو بعده عن طباع البشر

وقيل من شاط لأنه مخلوق من نار ورجح ابن كثير الأول

والرجيم : فعيل بمعنى مفعول أي مطرود من كل خير , قال تعالى (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين )

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 4 ذو الحجة 1435هـ/28-09-2014م, 11:24 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

مثال تطبيقي على درس الاستعاذة :
أولا: استخلاص أسماء المسائل من كلّ تفسير؛ ثم تصنيف هذه المسائل وترتيبها على العلوم [ مسائل التفسير، المسائل اللغوية ، والمسائل الأخرى المتعلّقة ببعض علوم الآية: كفضل الآية، القراءات، مسائل النزول، أحكام الآية ، وهكذا في سائر المسائل المتعلّقة بالآية.]
ثانيا: ذكر خلاصة ما ذكره المفسّرون تحت كلّ مسألة، فإن اتفقوا يذكر ما اتفقوا عليه ملخصا، وإن ورد في ذلك خلاف يذكر الخلاف مع ذكر الأقوال ملخصا.

طريقة العرض والتحرير كالتالي:
أولا: البدء بذكر أسماء المسائل مجردة أولا قبل التلخيص، وتصنيفها على العلوم وتمييزها.

اقتباس:
المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان [يُكتفى بذكر أهمها]
· هل الاستعاذة من القرآن؟
· حكم الاستعاذة
· متى يتعوّذ للقراءة؟
.....

أحكام الاستعاذة
· حكم الاستعاذة في الصلاة
· حكم الجهر بالاستعاذة في الصلاة

... وهكذا تُستكمل باقي المسائل في تفسير الاستعاذة
ثانيا: إبراز أسماء المسائل التفسيرية في التلخيص، وتمييزها بلون ظاهر.
مثاله:
اقتباس:
تلخيص (تفسير الاستعاذة)



المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان.

قال اللّه تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]
وقال تعالى: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98]
وقال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36]
وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}[النّحل: 98، 99].
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان.
1: عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد والأربعة ، وقال الترمذي: ( هو أشهر حديث في هذا الباب).
2: عن جبير بن مطعمٍ، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه». قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر». رواه أبو داود وابن ماجه.

· هل الاستعاذة من القرآن؟
أورد ابن كثير في ذلك أثرا رواه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه في أن أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة وقال:«يا محمّد، استعذ». فقال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم»، قال عبد اللّه: «وهي أوّل سورةٍ أنزلها اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بلسان جبريل»، قال ابن كثير في هذا الأثر: غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم

· حكم الاستعاذة.
مستحبّةٌ ، وهو قول الجمهور، ذكره ابن كثير
· متى يتعوّذ للقراءة؟
اختلف فيها على قولين:
الأول: قالوا: نتعوّذ بعد القراءة، واستدلوا بظاهر قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} ، وقالوا: ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة.
وهو قول: حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، حكى ذلك أبو القاسم الهذليّ المغربيّ في كتاب " الكامل ".
وروي عن أبي هريرة -أيضا- ذكره ابن كثير وقال فيما روي عن أبي هريرة: هو غريب.
ونقله فخر الدّين محمّد بن عمر الرّازيّ في تفسيره عن ابن سيرين في روايةٍ عنه قال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، وحكى القرطبيّ عن أبي بكر بن العربيّ عن المجموعة عن مالكٍ، رحمه اللّه تعالى، أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، واستغربه ابن العربي، ذكره ابن كثير.

الثاني: أنّ الاستعاذة إنّما تكون قبل التّلاوة، لدفع الوسواس فيها، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}أي: إذا أردت القراءة.
وهذا القول هو المشهور الذي عليه الجمهور، ذكره ابن كثير وقال: والدّليل على ذلك الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك.
وفيه قول ثالث: وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين نقله فخر الدّين حكاية عن القرطبي، ذكره ابن كثير.
......



ثالثا: تستكمل جميع المسائل التفسيرية وغيرها، ويذكر
تحت اسم كل مسألة خلاصة ما تم دراسته فيها بما يتلخّص فهمه، ،مع ترتيب الأقوال ، وذكر حجة كل قول ملخّصة.

تقييم تلخيص درس الاستعاذة :

الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل التفسيرية ) : 30 /30
الترتيب : ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا ) 10 / 20
التحرير العلمي: 20 / 20
الصياغة : ( صياغة أسماء المسائل ، وتجنب الأخطاء الإملائية ) 7.5 / 15
العرض : حسن التنسيق وتنظيم التلخيص : 7.5/15

= 75 %
درجة المشاركة : 3 / 4
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 4 ذو الحجة 1435هـ/28-09-2014م, 11:53 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي أعتقد أني فهمت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
مثال تطبيقي على درس الاستعاذة :
أولا: استخلاص أسماء المسائل من كلّ تفسير؛ ثم تصنيف هذه المسائل وترتيبها على العلوم [ مسائل التفسير، المسائل اللغوية ، والمسائل الأخرى المتعلّقة ببعض علوم الآية: كفضل الآية، القراءات، مسائل النزول، أحكام الآية ، وهكذا في سائر المسائل المتعلّقة بالآية.]
ثانيا: ذكر خلاصة ما ذكره المفسّرون تحت كلّ مسألة، فإن اتفقوا يذكر ما اتفقوا عليه ملخصا، وإن ورد في ذلك خلاف يذكر الخلاف مع ذكر الأقوال ملخصا.

طريقة العرض والتحرير كالتالي:
أولا: البدء بذكر أسماء المسائل مجردة أولا قبل التلخيص، وتصنيفها على العلوم وتمييزها.

ثانيا: إبراز أسماء المسائل التفسيرية في التلخيص، وتمييزها بلون ظاهر.
مثاله:


ثالثا: تستكمل جميع المسائل التفسيرية وغيرها، ويذكر
تحت اسم كل مسألة خلاصة ما تم دراسته فيها بما يتلخّص فهمه، ،مع ترتيب الأقوال ، وذكر حجة كل قول ملخّصة.

تقييم تلخيص درس الاستعاذة :

الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل التفسيرية ) : 30 /30
الترتيب : ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا ) 10 / 20
التحرير العلمي: 20 / 20
الصياغة : ( صياغة أسماء المسائل ، وتجنب الأخطاء الإملائية ) 7.5 / 15
العرض : حسن التنسيق وتنظيم التلخيص : 7.5/15

= 75 %
درجة المشاركة : 3 / 4
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.
جزاكم الله خيرا على صبرك معي وتفصيلك بالشرح وأعتقد أني فهمت وهل المطلوب الآن إعادة التلخيصات أم أطبقه في المراحل القادمة؟

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 5 ذو الحجة 1435هـ/29-09-2014م, 07:02 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

التلخيصات الماضية ستصحح إن شاء الله
وستقيم على النقاط التي وضحتها لكِ
فإن كان بإمكانكِ تعديلها لتوضع لكِ الدرجة كاملة فذلك أفضل
وإن ضاق وقتكِ فاحرصي على التدرب عليها كثيرًا في الدروس القادمة إن شاء الله

وفقكِ الله

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 05:35 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي تلخيص تفسير سورة العصر

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

المقدمة

أسماء السورة

-قال ابن كثير سورة العصر وقال غيره سورة والعصر

نزول السورة


-هي مكية على قول الجمهور .
فضائل السورة


-حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أورده ابن كثير رحمه الله وفيه :لقد أنزل عليه سورةٌ وجيزةٌ بليغةٌ
-قال الشافعي رحمه الله :لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم

الناسخ والمنسوخ

-قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ : ( سورة العصر: مكية، وجميعها محكم وفيها اختلاف، والمنسوخ فيها آية واحدة وهي قوله تعالى: {إن الإنسان لفي خسر}[2 / العصر] ثم نسخت بالاستثناء بقوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}

التفسير

العصر:
-قيل هو العشي وقيل الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ.
قالَ السّعْدِيُّ أقسمَ تعالى بالعصرِ، الذي هوَ الليلُ والنهارُ، محلُّ أفعالِ العبادِ وأعمالهمْ، أنَّ كلَّ إنسانٍ خاسرٌ، والخاسرُ ضدُّ الرابحِ
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالعَصْرِ، وَهُوَ الدَّهْرُ؛ لِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ جِهَةِ مُرُورِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى التَّقْدِيرِ وَتَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ). [زبدة التفسير: 601]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) )


-قال ابن كثير :أي: في خسارةٍ وهلاكٍ
-والخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ:
-قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ ذكره السعدي رحمه الله
-قال الأشقر رحمه الله :النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ.

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )


قال ابْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ ({إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}. فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران {الّذين آمنوا} بقلوبهم {وعملوا الصّالحات} بجوارحهم.
{وتواصوا بالحقّ}، وهو أداء الطاعات وترك المحرّمات، {وتواصوا بالصّبر} على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر).

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ:
-الإيمانُ بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ.
-والعملُ الصالحُ، وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ.
-والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالحُ، أي: يوصي بعضهمْ بعضاً بذلكَ، ويحثُّهُ عليهِ، ويرغبهُ فيهِ.
-والتواصي بالصبرِ، على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ.
فبالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ :
{وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ.
{وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ، والصبرِ عَلَى فَرَائِضِهِ، وَالصَّبْرِ عَلَى أَقْدَارِهِ المُؤْلِمَةِ.
والصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ).

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 5 محرم 1436هـ/28-10-2014م, 09:11 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

يقول ربي سبحانه وتعالى (عم يتسائلون)

قال الأشقر : تسائل المشركون فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم

قال السعدي رحمه الله : عن اي شيء يتسائل المكذبون بالبعث

قال القاسمي : قال ابن جرير : لما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم جعلوا يتسائلون فيما جائهم به استبعادا له فأنزل الله إلى نبيه فيم يتسائل المكذبون

وعن هنا تنوب مكان في

قال ابن عطية : أصله : عن ما وأدغمت ثم حذفت الألف للفرق بينها وبين الخبر

والإستفهام للتعظيم أو للتبكيت

والتفاعل في يتسائلون على بابه أو بمعنى يفعل أي يسئل المشركون المؤمنين أو يسألون النبي صلى الله عليه وسلم

والله أعلم


(عن النبأ العظيم)

قال ابن كثير : قيل أمر يوم القيامة وقال قتادة : البعث وقال مجاهد القرآن والأول أظهر

زاد ابن عطية : الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم

قال السعدي : النبأ الذي لا ريب فيه ولا شك ولكن الظالمين لا يؤمنون ولو جائتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم

قال الأشقر : هو القرآن بما احتواه من اثبات النبوة والرسالة والبعث بعد الموت ويوم القيامة

ثم يقول الله تعالى (الذي هم فيه يختلفون)

قال بعضهم ساحر وقالوا كاهن وقالوا شاعر وقالوا عن القرآن أساطير الأولين

هذا على قول من قال أن التسائل بين مشركي مكة

وقيل بل الكفرة من العالم كله منهم من أنكر البعث كلية ومنهم من قال بالأرواح فقط وغير ذلك ،
وقيل أنه تساؤل من المؤمنين ليزداوا إيمانا، وتساؤل من المشركين إنكارا وجحودا فازدادوا به كفرا وعصيانا.


ثم قال الله تعالى (كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون)

قال الأشقر : كلا للردع والزجر والتكرار للتأكيد والتشديد

قال ابن عطية بل الأولى للمجرمين سيعلمون ما يحل بهم والثانية للمؤمنين

قال القاسمي : سيعلمون ما يحل بهم من النكال ويعلمون حقيقة المآل

قال السعدي : سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ماكانوا به يكذبون

والله أعلم

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم

بارك الله فيك أختي هبة وزادك من فضله
أهم خطوة في عمل الملخص هو استخلاص المسائل التي وردت في الآيات
ثم نكتب خلاصة كلام المفسرين فيها.
ولقد اشتمل ملخصك على جميع المسائل واستوفى الأقوال الواردة فيها، لكنه غير مرتب على المسائل، فانتبهي لذلك مستقبلا إن شاء الله.
وإليك نموذج للمسائل التي وردت في هذا الدرس:

اقتباس:
سبب نزول الآيات:
المسائل التفسيرية:
معنى الاستفهام
مرجع الضمير في {يتساءلون}
الغرض من التساؤل
معنى النبأ العظيم
الأقوال في المراد بالنبأ العظيم
معنى الاختلاف في النبأ العظيم
معنى {كلا}
مفعول {سيعلمون}
فائدة التكرار في قوله تعالى: {كلا سيعلمون}

المسائل العقدية:
الإيمان بالبعث
الإيمان بالرسل
الإيمان بالقرآن
هذه المسائل تظهر لك بتأمل ألفاظ الآية وتراكيبها وكلام المفسرين فيها، فالأمر يسير إن شاء الله

تقييم الملخص:
الشمول : ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) 30/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 15 / 15
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 20/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10 / 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 15 / 15
= 90%
درجة الملخص:4/4
بارك الله فيك، ونفع بك

أرجو أن يفيدك هذا الموضوع:
مثبــت: فوائد وتنبيهات في طريقة تلخيص دروس التفسير
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م, 12:47 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي حل أسئلة فضل علم التفسير

1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟

الإجابة :

1-أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً.
2-أن الله فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم، والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها، وقد فصل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه.
3- ومن فضائل علم التفسير أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} ، وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما}

2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟



حاجة الأمة إلى بيان معاني القرآن:
ومن المهم تنبيه طلاب العلم إلى حاجة الأمة إلى تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوتهم بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه من الوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن آمن به واتبع ما فيه من الهدى، وإرشادهم إلى ما بينه الله في كتابه من الهدى الذي يفرقون به بين الحق والباطل، ومخرجاً لهم من الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى: {الر . كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}
- وقال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ (16)}
- وقال تعالى: { هو الذي ينزل على عبده آياتٍ بيناتٍ ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم}
وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، وقال تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}.
فحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس.
والمقصود أن حاجة الأمة إلى فهم القرآن معرفة معانيه والاهتداء به ماسة بل ضرورية.
لأنهم لا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله جل وعلا الذي بينه في كتابه.

ومن المهم أن يتعرف طالب العلم على أنواع هذه الحاجات ليقوم بالدعوة إلى الله بالإسهام في سد حاجة الأمة في ما ييسره الله له ويفتح له به من أنواع هذه الحاجات ؛ فيتعلم الهدى فيها، ويتعلم كيف يبينه للناس ، ثم يدعو إلى الله على بصيرة بما تعلم من معاني القرآن وبذلك يكون من خاصة أتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}.
ولو لم يحصل للداعية إلا واو المعية هذه مع النبي صلى الله عليه وسلم لكفى بها شرفاً.
- فمن ذلك حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم، وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
وحاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً.
وقد قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.

- وكذلك حاجة الأمة معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم حاجة ماسة، لأنهم يضلون من يستمع لهم ويعجبه كلامهم الذي يظهرونه ويبطنون مقاصد سيئة خبيثة، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدو فاحذرهم} ، وأنزل في شأنهم آيات كثيرة لعظم خطرهم، فمن لم يحذر مما حذر الله منه، ولم يتدبر الآيات التي بين الله بها أحوال المنافقين وأرشدنا إلى ما نعاملهم به فإنه يقع في أخطار وضلالات كثيرة.
-وكذلك قد يبتلى طالب العلم بأن يكون في مجتمع يكثر فيه أصحاب ملة من الملل أو نحلة من النحل، فيجد في كتاب الله تعالى ما يرشده إلى ما يعرف به ضلالهم، ويبصره بسبل دعوتهم إلى الحق ، ومعاملتهم على الهدى الرباني الذي لا وكس فيه ولا شطط.
-وكذلك إذا كثرت الفتن فإن الحاجة تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به، ويكون أسعد الناس بالحق أحسنهم اسنتباطاً لما يهتدي به في تلك الفتنة كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
-وقد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.
- وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي.

3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى

مجالات الدعوة بالتفسير مجالات كثيرة متنوعة، فليجتهد كل واحد منكم في محاولة تأهيل نفسه لسد حاجة الأمة في مجال من تلك المجالات، أو يسهم فيها.
والدعوة بالتفسير وببيان معاني القرآن دعوة حسنة مباركة لتعلقها بكلام الله جل وعلا،
وقد قال أبو وائل شقيق بن سلمة: استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية: سورة النور، ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا). ذكره ابن كثير في تفسيره.
وقال ابن حجر: (وروى يعقوب أيضا بإسناد صحيح عن أبي وائل قال قرأ بن عباس سورة النور ثم جعل يفسرها فقال رجل لو سمعت هذا الديلم لأسلمت ورواه أبو نعيم في الحلية من وجه آخر بلفظ سورة البقرة وزاد انه كان على الموسم يعني سنة خمس وثلاثين كان عثمان أرسله لما حصر).


والله أعلم

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 22 محرم 1436هـ/14-11-2014م, 06:00 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;150675

بسم الله الرحمن الرحيم

(إذا السماء انفطرت)
معنى الانفطار :

قال ابن كثير والأشقر : أي تشققت ، وقال السعدي : أي : إذا انشقتِ السماء وانفطرت .

(وإذا الكواكب انتثرت)
معنى الانتثار : أي ذهب ضوؤها وقيل تساقطت ، وزال جمالها . ملاحظة : لم تنسب الأقوال لقائليها .

(وإذا البحار فجرت)

أقوال المفسرين في المراد بـ (فجرت) :
فجرت بعضها في بعضا وقيل بل كما تفجر البراكين
وقيل فجر المالح في العذب
وقيل بل يبست
ولو صيغت المسألة ببيان الأقوال لكانت أقرب إلى الاستيعاب والفهم فنقول مثلا :
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : فجر الله بعضها في بعض كما ذكر ابن كثير .
واختلف المفسرون في نتيجة ذلك على أقوال :
القول الأول : فجرت فصارت بحرا واحدا ، كما ذكر السعدي والأشقر .
القول الثاني : فجرت فذهب ماؤها ، قاله الحسن كما ذكر ابن كثير .
القول الثالث : فجرت فاختلط مالحها بعذبها ، قاله قتادة كما ذكر ابن كثير ، وقال به الأشقر .
القول الرابع : فجرت فملئت ، قاله الكلبي كما ذكر ابن كثير .
ويلاحظ أننا ذكرنا ما يمكن جمعه مجتمعا ، ونسبة كل قول إلى قائله .
....
ملاحظة : فاتك الإشارة إلى ما ذكره الأشقر من موعد حدوث هذه الأمور بقوله ( وهذه الأشياء بين يدي الساعة كما تقدم في السورة التي قبل هذه ) .



(وإذا القبور بعثرت)

أقوال المفسرين في المراد بـ (بعثرت)
بحثت قاله ابن عباس
وقيل أي نبشت القبور
لماذا تبعثر القبور ؟ فإبرازها في مسألة مستقلة تلفت الانتباه لها .
وقيل حركت ليخرج ما فيها

(علمت نفس ماقدمت وأخرت)
المعنى الإجمالي للآية :
يوم القيامة تعلم كل نفس ماقدمت وماأخرت من خير وشر

وقيل ماقدمت من خير وماأخرت من شر أو واجب تركته

وقيل ماقدمت من عمل خير أو شر في الدنيا وماأخرت ممادعت إليه فعمل به بعد موتها
تنبيه : لم يتم التعرض لما ذكره ابن كثير من قوله : ( إذا كان هذا حصل هذا ) ، ويعنون له بمسألة : موقع هذه الآية مما قبلها .
ولو فصّلنا بمسألتين يعنون لأحدهما بـ ( بيان حال الظالمين من الأهوال بين يدي الساعة ) والثانية بـ (
بيان حال المتقين من الأهوال بين يدي الساعة ) لكان أفضل .


(ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم)
أسلوب الخطاب في الآية :
الغرض من النداء :
المعنى الإجمالي للآية :
قال بعضهم غره كرمه
وأنكر ذلك ابن كثير وقال بل هو على سبيل التهديد والمعنى ماغرك بربك العظيم حتى تجرأت على معصيته
وقال القاضي : ستورك المرخاة
وقال غيره غره عفوه وإمهاله وقيل غره جهله بربه
سبب النزول : ..... ابن كثير

ثم بين استحقاق الله للعبودية فقال (الذي خلقك فسواك فعدلك)
خلقك إنسانا فسواك وعدل أعضائك وجعلك مستوي القامة منتصبها ذا سمع وبصر وتناسب في الأعضاء
ملاحظة : لم تنسب هذه الأقوال إلى قائليها ، بالإضافة إلى أنه من الأفضل أن تفصل بمسائل مستقلة فنقول :
معنى خلقك :
معنى سواك :
معنى عدلك :
فإظهار المسائل أثبت لحفظها وأيسر للتوصل إليها .
(في أي صورة ماشاء ركبك)
أقوال المفسرين في المراد بالصورة : بذكر الأقوال ونسبتها لقائليها .
المعنى الإجمالي للآية .
أي أنت لا تختار صورتك بل يصورك كما شاء
وقيل شبيها بالأب أو الأم أو الخال
وقيل على صورة إنسان وليس على صورة حيوان

إلى هنا انتهى هذا الدرس .

أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم ومزيد التميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصَّل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
- لا يكتفى بذكر الرموز في الصورة النهائية للملخص عند تفصيل أقوال المفسرين ، ولكنها مهمة في أولى مراحل الإعداد .
- يصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فاستخراج المسائل أول خطوات التلخيص الجيد ، وذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها .
- نسبة الأقوال لأصحابها ومصادرها من الأمور الهامة ، فلا ينبغي التقصير فيها .
- تركت بعض المسائل ، فيرجى الاهتمام والاعتناء باستخراج المسائل من الكتب الثلاثة قدر استطاعتك ، ومع التدريب - إن شاء الله وقدر - سيصبح الأمر ميسورا .
- يسمح باستخدام بعض الألوان في الكتابة للتمييز بين عنوان المسألة وما ذكر تحتها .

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 15 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 10/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 10/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 12/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 13/ 15
= 60 %


درجة الملخص 4/4

جزاكِ الله خيرا


وهذا درس ثانٍ

اقتباس:

(كلا بل تكذبون بالدين)
معنى ( كلا ) في الآية :

كلا للردع والزجر
المعنى الإجمالي للآية :
أي لا تغتر بكرم الله وتتجرأ عليه إنما حملك على هذا تكذيبك
المراد بـ ( الدين ) في الآية :
بيوم الحساب
ملاحظة : لم تنسب الأقوال لقائليها ، فيرجى الانتباه لذلك .

(وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ماتفعلون)
المعنى الإجمالي للآية :
المراد بالحافظين :
الآثار الواردة في شأن الحافظين :
ما هو الواجب تجاه الملائكة ؟
علاقة (يعلمون ما تفعلون) بما قبلها .

عليك رقيب من رسل ربك يحصون عليك عملك كراما فلا تواجهم بالمعاصي والفجور يعلمون عملك ويحصونه عليك (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) إظهار هذه العناصر / المسائل وإبراز ما تحتها يثبت المعلومة ، ويساعد على مراجعتها ، وييسر جمع ما احتواه كتاب من كتب التفسير وضمه إلى غيره .
(إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم)
المعنى الإجمالي للآية .
من المراد بالأبرار .
السر في تسمية الأبرار بهذا الاسم .
فيم يكون نعيم الأبرار ؟
متى يكون جزاء الأبرار / الفجار ؟
من هم الفجار ؟
معنى (جحيم) .
الأبرار المطيعون لله تعالى يخشونه في السر والعلن يدخلون الجنة دار النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول
وأما الذين فجروا وعصوا الله وكفروا به فمأواهم الجحيم
ملاحظة : لم تنسب الأقوال لقائليها ، فيرجى الانتباه لذلك .

(يصلونها يوم الدين وماهم عنها بغائبين)
المعنى الإجمالي للآية :
يدخلون النار يوم الحساب يوم الفصل وماهم بغائبين عنها فلا يخرجون منها (لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها)
المراد بـ ( يصلونها ) :
المراد بـ ( يوم الدين ) :
ملاحظة : لم تنسب الأقوال لقائليها ، فيرجى الانتباه لذلك .

(وماأدراك ما يوم الدين ثم ماأدراك مايوم الدين)
المقصد من الآيتين : وقد ذُكِر .
فائدة التكرار : وقد ذكرت . ولكن بلا صياغة لعنوان المسألة ، ولا نسبة الأقوال لأصحابها .
المراد بيوم الدين :
استفهام للتعظيم وكرره للتأكيد على عظمته والتخويف منه

(يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)
علاقة الآية بما قبلها .
المعنى الإجمالي للآية .
المراد بقوله تعالى ( والأمر يومئذ لله ) .
فائدة تخصيص الملك والأمر يومئذ لله :

لا يدفع بعضهم عن بعض العذاب ولا يملك أحد لأحد شيئا إلا أن يشاء الله فيأذن لمن شاء أن يشفع فيمن شاء الله تعالى

والله أعلم
جزاكِ الله كل الخير ، ولكن يرجى إعادة هذا التلخيص لاستحقاق الدرجة ، مع مراعاة الملاحظات ، وضرورة صياغة المسائل التفسيرية وغيرها حسب ما تيسر ، وسيتطور الأمر تدريجيا مع التدريب ، ومع ضرورة ذكر مصادر الأقوال ، علمكِ الله - بكرمه وفضله - العلم النافع ، ورزقكِ حسن العمل به

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 10 / 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 5/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 10/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 10/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 10/ 15
= 45 %
درجة الملخص [يرجى إعادة تلخيص الدرس مع مراعاة الملحوظات حتى يتم إعطاء الدرجة] .
جزاكم الله خيراً .


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 24 محرم 1436هـ/16-11-2014م, 11:45 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;151120

تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}


تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به). [تفسير القرآن العظيم: 8/426]
أختي الكريمة : هذا نقل لكلام الإمام ابن كثير ، وليس تلخيصا ، وللتلخيص خطوات : أولها استخلاص المسائل من كلام المفسر ، ولهذا الأمر - في أوله - بعض الصعوبة ، ولكن بالتدرب عليه سيصبح سهلا ميسورا بإذن الله ، ففي هذه الآية عدد من المسائل ، منها :
- المقصد من الآية : تعديد نعم الله على عبده ... ثم ننسب الكلام لقائله فنقول : ذكره ابن كثير .
- معنى اليتيم :
- كيفية إيواء الله لنبيه :
- بيان منزلة الأنصار :
فبهذه الطريقة تتجلى مسائل قد لا تظهر بقراءة الفقرة سردا واحدا .

تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.
وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/426]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7- {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}: وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ). [زبدة التفسير: 596]
ويمكن استخلاص المسائل من هذه الأقوال في تفسير الآية ، ومنها :
- المخاطب في الآية :
- أقوال المفسرين في المراد بالهداية المذكورة في الآية : فنذكر :
* القول الأول : ..... وقال به فلان .
* القول الثاني : ..... وقال به فلان .
ثم نكتب تحت كل مسألة ما يخصها ، ونحاول قدر الإمكان عدم التكرار ، فما تيسر جمعه في جملة واحدة جمعناه بشرط أن تظهر جميع الأقوال ، ولا ننسى نسبة الأقوال لأصحابها .

تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.
وقال قتادة في قوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.
وفي الصحيحين من طريق عبد الرزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)).
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ عَائِلاً}أي: فقيراً {فَأَغْنَى} بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا.
فالذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8- {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ). [زبدة التفسير: 596]

ملاحظة : في التلخيص لا ننقل السند ، بل الراوي الأعلى فقط ، ومن خرّج الأثر.
من مسائل الآية :
- بيان منازل النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الإسلام :
- معنى
{عَائِلاً} :
- أقوال المفسرين في المراد بالغنى في الآية :

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ، وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}: لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِ لِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى). [زبدة التفسير: 596]
من مسائل الآية :
- مناسبة الآية لما قبلها :
- المراد بقهر اليتيم :
- بيان معاملة النبي - صلى الله عليه وسلم - لليتامى .


تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍ وشراسةِ خلقٍ، بلْ أعطهِ ما تيسرَ عندكَ أو ردّهُ بمعروفٍ .
وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}: لا تَنْهَرْهُ إِذَا سَأَلَكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً). [زبدة التفسير: 596]
من مسائل الآية :
مناسبة الآية لما قلها :
المراد بالسائل :
الواجب في معاملة السائل :
بيان أن الساعي لنفع البلاد والعباد يجب عونه وإكرامه :

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها.
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، حدّثنا الجرّاح بن مليحٍ، عن أبي عبد الرحمن، عن الشّعبيّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر: ((من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكرٌ، وتركها كفرٌ، والجماعة رحمةٌ، والفرقة عذابٌ)). إسناده ضعيفٌ.
وفي الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم)).
وقال أبو داود: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الرّبيع بن مسلمٍ، عن محمد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)).
ورواه التّرمذيّ، عن أحمد بن محمدٍ، عن ابن المبارك، عن الرّبيع بن مسلمٍ، وقال: صحيحٌ.
وقال أبو داود: حدّثنا عبد الله بن الجرّاح، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
قال أبو داود: حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا بشرٌ، حدّثنا عمارة بن غزيّة، حدّثني رجلٌ من قومي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)). قال أبو داود: ورواه يحيى بن أيّوب، عن عمارة بن غزيّة، عن شرحبيلٍ، عن جابرٍ: كرهوه فلم يسمّوه. تفرّد به أبو داود.
وقال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن.
وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.
وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى). [تفسير القرآن العظيم: 8/427-428]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّ فحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ. وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ). [زبدة التفسير: 596]
من مسائل الآية :
- المقصد من الآية :
- المراد بالنعمة :
- الآثار الواردة في شكر النعمة :
- المراد بالتحديث بالنعمة :
المقاصد

1-تفسير الآيات المذكورات
2-بيان فضل الله على نبيه
3-شكر النعمة بالتحدث بها والإحسان لمن فقدها
4-بيان ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من يتم وفقر
لاستخراج المسائل الغامضة من الكلام المسترسل نوع صعوبة ولكنها ستزول بالتدريب والممارسة ، فرجاءً : محاولة إعادة التلخيص مع التزام ما تم التنبيه عليه ، ويمكن إجمال الملاحظات فيما يلي :
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصَّل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
- يصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، فاستخراج المسائل أول خطوات التلخيص الجيد ، وذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها .
- نسبة الأقوال لأصحابها ومصادرها من الأمور الهامة ، فلا ينبغي التقصير فيها ، ولا تكتب بالرموز في الصياغة النهائية عند ذكر الأقوال .
- تركت بعض المسائل ، فيرجى الاهتمام والاعتناء باستخراج المسائل من الكتب الثلاثة قدر استطاعتك ، ومع التدريب - إن شاء الله وقدر - سيصبح الأمر ميسورا .
- يسمح باستخدام بعض الألوان في الكتابة للتمييز بين عنوان المسألة وما ذكر تحتها .
- يفضل عدم استخدام اللون الأحمر في التنسيق .




تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 25/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 5/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 5/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 5/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 5/ 15
= 40 %


درجة الملخص
[ نرجو إعادة التلخيص مع مراعاة الملحوظات للحصول على الدرجة ] .
جزاكِ الله خيرا .


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 24 محرم 1436هـ/16-11-2014م, 10:58 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;151121

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

المقدمة

أسماء السورة

-قال ابن كثير سورة العصر وقال غيره سورة والعصر

نزول السورة


-هي مكية على قول الجمهور .
فضائل السورة


-حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أورده ابن كثير رحمه الله وفيه :لقد أنزل عليه سورةٌ وجيزةٌ بليغةٌ
-قال الشافعي رحمه الله :لو تدبّر الناس هذه السورة لوسعتهم

الناسخ والمنسوخ

-قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ : ( سورة العصر: مكية، وجميعها محكم وفيها اختلاف، والمنسوخ فيها آية واحدة وهي قوله تعالى: {إن الإنسان لفي خسر}[2 / العصر] ثم نسخت بالاستثناء بقوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}

التفسير

العصر :
-قيل هو العشي وقيل الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ.
قالَ السّعْدِيُّ أقسمَ تعالى بالعصرِ، الذي هوَ الليلُ والنهارُ، محلُّ أفعالِ العبادِ وأعمالهمْ، أنَّ كلَّ إنسانٍ خاسرٌ، والخاسرُ ضدُّ الرابحِ
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بالعَصْرِ، وَهُوَ الدَّهْرُ؛ لِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ جِهَةِ مُرُورِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَلَى التَّقْدِيرِ وَتَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ). [زبدة التفسير: 601]
في نقل القول الأول لابن كثير حدث خطآن :
الأول : أنكِ سويت بين القولين ، فعبرت عنهما بـ قيل .
الثاني : لم ترجحي ، وقد رجح فقال : والمشهور الأول .



تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) ) صياغة لعنوان المسألة : لا بأس بها جيدة

-قال ابن كثير :أي: في خسارةٍ وهلاكٍ
-والخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ:
-قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ ذكره السعدي رحمه الله نسبت القول لقائله ، وهذا أمر جيد ، ولكنك تركتيه كثيرا قبل هذا الموضع .
-قال الأشقر رحمه الله :النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ.

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) )


- مسألة : قال ابْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ ({إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}. فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران {الّذين آمنوا} بقلوبهم {وعملوا الصّالحات} بجوارحهم.
{وتواصوا بالحقّ}، وهو أداء الطاعات وترك المحرّمات، {وتواصوا بالصّبر} على المصائب والأقدار وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر).

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ عمَّمَ اللهُ الخسار لكلِّ إنسانٍ، إلاَّ مَنِ اتصفَ بأربع صفاتٍ:
-الإيمانُ بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ.
-والعملُ الصالحُ، وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ.
-والتواصي بالحقِّ، الذي هوَ الإيمانُ والعملُ الصالحُ، أي: يوصي بعضهمْ بعضاً بذلكَ، ويحثُّهُ عليهِ، ويرغبهُ فيهِ.
-والتواصي بالصبرِ، على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ.
فبالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ
يمكن استخلاص عدد من المسائل من هذا النقل الذي ذكرتيه جملة واحدة عن الإمام السعدي ، ولو راجعت المسائل المذكورة لاحقا ، ثم عاودت النظر في كلام الشيخ السعدي لأمكنك استخراجها بسهولة .

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ :
معنى التواصي بالحق : {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ}؛ أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ.
معنى التواصي بالصبر : {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ، والصبرِ عَلَى فَرَائِضِهِ، وَالصَّبْرِ عَلَى أَقْدَارِهِ المُؤْلِمَةِ.
بيان منزلة الصبر :
والصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ).

والله أعلم
أحسنتِ ، أحسن الله إليكِ ، وبارك في جهدكِ وعملكِ ، ظهرت في هذا التلخيض بوادر بشارات التحسن ، فبعض المسائل مذكورة ، وبعض الأقوال نسبت لقائليها ، ولكن هذه الملاحظات محاولة للتقدم والتميز كي تراعى مستقبلا ، فجزاكِ الله كل الخير .
ويمكن إجمالها فيما يلي :
- المسائل التي فيها خلاف بين المفسرين يفصَّل الخلاف كما ذكر ، القول الأول : .... ، وقال به فلان .
- يصدَّر تلخيص الآية ببيان المسائل ، وقد فعلت ذلك بالفعل إلا أنه فاتك بعض المسائل ، وذكر المسألة كعنوان للفقرة أنسب وأيسر للفهم ومعاودة مراجعتها .
- نسبة الأقوال لأصحابها ومصادرها من الأمور الهامة ، فلا ينبغي التقصير فيها ، ولا تكتب بالرموز في الصياغة النهائية عند تفصيل الأقوال في المسائل .
- تركت بعض المسائل ، فيرجى الاهتمام والاعتناء باستخراج المسائل من الكتب الثلاثة قدر استطاعتك ، ومع التدريب - إن شاء الله وقدر - سيصبح الأمر ميسورا .
- يسمح باستخدام بعض الألوان في الكتابة للتمييز بين عنوان المسألة وما ذكر تحتها .
- لا يسمح باستخدام اللون الأحمر في التنسيق .

من مسائل الآيات :
- المراد بالعصر : وفيها ثلاثة أقوال :
القول الأول : الزمان / الدهر / الليل والنهار ، وذكره ابن كثير وبمعناه ذكره السعدي والأشقر .
القول الثاني : العشي وذكره ابن كثير .
القول الثالث : صلاة العصر ، وقال به مقاتل كما ذكر الأشقر .
- العلة من قسم الله تعالى بالعصر :
- دلالة استقامة الحياة وتعاقب الليل والنهار :
- المقسم عليه في السورة :
- معنى الخسر والخسران :
- مراتب الخاسر :
- بيان المستثنى منه وأداة الاستثناء والمستثنى في السورة :
- صفات من استثنى من الخسران :
- بيان أن الإيمان والعمل قرينان :
- معنى التواصي بالحق :
- معنى التواصي بالصبر :
- بيان منزلة الصبر :
- المعنى الإجمالي للسورة :

يرجى الانتباه لعناوين هذه المسائل ومراجعة المراجع للتدريب لما هو آت .

تقييم الملخص:
الشمول : ( اشتمال التلخيص على مسائل الدرس ) 20/ 30
الترتيب : ( حسن ترتيب المسائل على العلوم ) 12/ 20
التحرير العلمي ( تجنب الأخطاء العلمية واستيعاب الأقوال في المسائل ) 13/ 20
الصياغة : ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية ) : 13/ 15
العرض : ( تنسيق التلخيص ليسهل قراءته ومراجعته ) : 12/ 15
= 70 %


درجة الملخص 4/4
جزاكِ الله خيرا .


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 01:08 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي إعادة تلخيص قسم من سورة الضحى

تفسير قوله تعالى: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )


المسائل التفسيرية:
1-ذكر نعم الله على رسوله:


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه

-النعمة الأولى :

- أن الله آوى رسوله حال يتمه
-معنى اليتم :
ذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه.
-مراحل حياته صلى الله عليه وسلم:
1-في رعاية جده
{ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعد أن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان في كفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين.
2-في رعاية عمه
فكفله عمّه أبو طالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادة الأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرة بقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
3- إلى المدينة المنورة
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّته على الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه، رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به). [تفسير القرآن العظيم: 8/426]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : حتى أيدهُ اللهُ بنصرهِ وبالمؤمنينَ. [تيسير الكريم الرحمن: 928]

النعمة الثانية:

تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )

المسائل التفسيرية :

1-معنى الضلالة والهداية في الآية:

-أنه الهداية إلى الإسلام:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَ لأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7- {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}: وَجَدَكَ غَافِلاً عَن الإِيمَانِ، لا تَدْرِي مَا هُوَ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ). [زبدة التفسير: 596]

-هداه لما ضل الطريق في صغره:

ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّ رجع.

-هداه لما ضل الطريق وهو كبير مع عمه

وقيل: إنه ضلّ وهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عن الطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلى الطريق. حكاهما البغويّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/426]


تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) )

المسائل التفسيرية:

1-النعمة الثالثة :

--نعمة الله تعالى في إغناء نبيه صلى الله عليه وسلم

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ووجدك عائلاً فأغنى} أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك الله عمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامه عليه.

2-منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

وقال قتادة في قوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذه منازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ.

3-معنى الغنى

وفي الصحيحين من طريق عبد الرزّاق، عن معمرٍ، عن همّام بن منبّهٍ، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنّ الغنى غنى النّفس)).
وفي صحيح مسلمٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه)) ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]

4-أن الله تعالى أغنى نبيه بالفتوحات وغيرها

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَوَجَدَكَ عَائِلاً}أي: فقيراً {فَأَغْنَى} بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُها وخراجُهَا.
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8- {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لا مَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَ مِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ). [زبدة التفسير: 596]


5-النعمة تقابل بالشكر

الذي أزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَ ونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )

المسائل التفسيرية :

1-شكر النعم:


1-الإحسان إلى اليتيم

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فأمّا اليتيم فلا تقهر} أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّف به.
قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ، وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}: لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِ لِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى). [زبدة التفسير: 596]

2-الإحسان إلى السائل:

-الترهيب من التجبر والفظاظة مع السائل:
قال ابن إسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً، ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.
وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/427]
-يدخل في هذا السائل في العلم:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : وهذا يدخلُ فيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}: لا تَنْهَرْهُ إِذَا سَأَلَكَ؛ فَقَدْ كُنْتَ فَقِيراً؛ فَإِمَّا أَنْ تُطْعِمَهُ وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّهُ رَدًّا لَيِّناً). [زبدة التفسير: 596]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) )

-المسألة الأولى شكر النعمة :



1-شكر النعم بالتحدث بها

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله، فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
-وقال ابن جريرٍ: حدّثني يعقوب، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي نضرة، قال: كان المسلمون يرون أنّ من شكر النّعم أن يحدّث بها.
-وقال ليثٌ، عن رجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّث إخوانك.(ابن كثير)
- فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌ لتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِ المحسنِ). [تيسير الكريم الرحمن: 929]
-قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ. وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ). (زبدة التفسير)


2-شكر الناس من شكر الله

وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: حدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، حدّثنا الجرّاح بن مليحٍ، عن أبي عبد الرحمن، عن الشّعبيّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على المنبر: ((من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، والتّحدّث بنعمة الله شكرٌ، وتركها كفرٌ، والجماعة رحمةٌ، والفرقة عذابٌ)). إسناده ضعيفٌ.
وقال أبو داود: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الرّبيع بن مسلمٍ، عن محمد بن زيادٍ، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((لا يشكر الله من لا يشكر النّاس)).

3-شكر النعمة بالثناء والدعاء

وفي الصحيح عن أنسٍ، أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كلّه. قال: ((لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم)).(ابن كثير)
ورواه التّرمذيّ، عن أحمد بن محمدٍ، عن ابن المبارك، عن الرّبيع بن مسلمٍ، وقال: صحيحٌ.(ابن كثير)
-قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} النعمَ الدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ} أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَا بالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.


4-شكر النعمة بذكرها

-قال أبو داود: حدّثنا عبد الله بن الجرّاح، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ((من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره)). تفرّد به أبو داود.
-وقال محمد بن إسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادع إليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه من النبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى). [تفسير القرآن العظيم: 8/427-428]

5-الجزاء على المعروف:

قال أبو داود: حدّثنا مسدّدٌ، حدّثنا بشرٌ، حدّثنا عمارة بن غزيّة، حدّثني رجلٌ من قومي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((من أعطي عطاءً فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)). قال أبو داود: ورواه يحيى بن أيّوب، عن عمارة بن غزيّة، عن شرحبيلٍ، عن جابرٍ: كرهوه فلم يسمّوه. تفرّد به أبو داود.

المسألة الثانية المقصود بالنعمة


-النبوة

قال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك.

-نعمة القرآن

في روايةٍ عن مجاهد : القرآن.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 01:10 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي

تم بفضل الله تعالى هنا
http://afaqattaiseer.net/vb/showpost...3&postcount=23

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 01:53 AM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي إعادة تلخيص درس من سورة الانفطار

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)}

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) )

1-المسائل اللغوية:

-معنى كلا
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(9-{كَلاَّ}: للرَّدْعِ وَالزَّجْرِ عَن الاغترارِ بِكَرَمِ اللَّهِ وَجَعْلِهِ ذَرِيعَةً إِلَى الْكُفْرِ بِهِ.

المعنى الإجمالي

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {كلاّ بل تكذّبون بالدّين} أي: بل إنّما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي تكذيبٌ في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} أي: معَ هذا الوعظِ والتذكيرِ، لا تزالونَ مستمرينَ على التكذيبِ بالجزاءِ).

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) )

المعنى الإجمالي :

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ يعني: وإنّ عليكم لملائكةً حفظةً كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح فإنّهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.

-الحث على إكرام الملائكة الكتبة

-قال ابن أبي حاتمٍ بسنده: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أكرموا الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بجرم حائطٍ أو ببعيره، أو ليستره أخوه)).
-وقد رواه الحافظ أبو بكرٍ البزّار عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ اللّه ينهاكم عن التّعرّي، فاستحييوا من ملائكة اللّه الّذين معكم الكرام الكاتبين الّذين لا يفارقونكم إلاّ عند إحدى ثلاث حالاتٍ: الغائط، والجنابة، والغسل، فإذا اغتسل أحدكم بالعراء فليستتر بثوبه أو بجرم حائطٍ أو ببعيره)). ثمّ قال: حفص بن سليمان ليّن الحديث، وقد روي عنه واحتمل حديثه.

الحث على كثر الاستغفار

وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا زياد بن أيّوب، حدّثنا مبشّر بن إسماعيل الحلبيّ، حدّثنا تمّام بن نجيحٍ، عن الحسن، يعني البصريّ، عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما من حافظين يرفعان إلى اللّه عزّ وجلّ ما حفظا في يومٍ فيرى في أوّل الصّحيفة وفي آخرها استغفاراً إلاّ قال اللّه تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصّحيفة)). ثمّ قال: تفرّد به تمّام بن نجيحٍ، وهو صالح الحديث.
قلت: وثّقه ابن معينٍ، وضعّفه البخاريّ وأبو زرعة وابن أبي حاتمٍ والنّسائيّ وابن عديٍّ، ورماه ابن حبّان بالوضع، وقال الإمام أحمد: لا أعرف حقيقة أمره.


-الملائكة تعرف بني آدم

عند البزّار: عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ ملائكة اللّه يعرفون بني آدم -وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم- فإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بطاعة اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: أفلح اللّيلة فلانٌ. نجا اللّيلة فلانٌ، وإذا نظروا إلى عبدٍ يعمل بمعصية اللّه ذكروه بينهم وسمّوه وقالوا: هلك اللّيلة فلانٌ)).
ثم ّذكر أن فيه لين الحديث). [تفسير القرآن العظيم: 8/344-345]

-الملائكة تعرف أعمال القلوب

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وأنتمْ لا بدَّ أنْ تحاسبُوا على مَا عملتُمْ، وقدْ أقامَ اللهُ عليكمْ ملائكةً كراماً يكتبونَ أقوالكمْ وأفعالكُمْ ويعلمونَ أفعالكمْ، ودخلَ في هذا أفعالُ القلوبِ، وأفعالُ الجوارحِ، فاللائقُ بكم أنْ تكرموهمْ وتجلوهمْ، وتحترموهمْ).

تفسير قوله تعالى: (كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) )

المعنى الإجمالي :

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : يعني: وإنّ عليكم لملائكةً حفظةً كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح فإنّهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم.

تفسير قوله تعالى: (يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) )

المعنى الإجمالي:

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(12 -{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} يَقُولُ: إِنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ بيومِ الدِّينِ، وَمَلائِكَةُ اللَّهِ مُوَكَّلُونَ بِكُم، يَكْتُبُونَ أَعْمَالَكُمْ حَتَّى تُحَاسَبُوا بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) )

المعنى الإجمالي:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : يخبر تعالى عمّا يصير الأبرار إليه من النّعيم وهم الّذين أطاعوا اللّه عزّ وجلّ ولم يقابلوه بالمعاصي.

2-لماذا سماهم الأبرار

وقد روى ابن عساكر عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّما سمّاهم اللّه الأبرار؛ لأنّهم برّوا الآباء والأبناء)) ).

3-المراد بالأبرار

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : المرادُ بالأبرارِ: القائمونَ بحقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادهِ، الملازمونَ للبرِّ، في أعمالِ القلوبِ وأعمالِ الجوارحِ، فهؤلاءِ جزاؤهم النعيمُ في القلبِ والروحِ والبدنِ، في دارِ الدنيا البرزخِ و دارِ القرارِ).

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) )

المعنى الإجمالي :

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : (وذكر ما يصير إليه الفجّار من الجحيم والعذاب المقيم، ولهذا قال: {يصلونها يوم الدّين}).

من هم الفجار

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : الذينَ قصَّرُوا في حقوقِ اللهِ وحقوقِ عبادهِ، الذينَ فجرتْ قلوبهم، ففجرتْ أعمالُهمْ {لَفِي جَحِيمٍ} أي: عذابٍ أليمٍ، في دار الدنيا و البرزخِ وفي دارِ القرارِ).

تفسير قوله تعالى: (يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) )

المقصود بيوم الدين:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : ({يصلونها يوم الدّين}. أي: يوم الحساب والجزاء والقيامة).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : أي: يومَ الجزاءِ على الأعمالِ).
وبهذا قال الأشقر رحمه الله وقال:
يَلْزَمُونَهَا مُقَاسِينَ لِوَهَجِهَا وَحَرِّهَا يَوْمَئِذٍ. [زبدة التفسير: 587]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) )

المعنى الإجمالي

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : ({وما هم عنها بغائبين}. أي: لا يغيبون عن العذاب ساعةً واحدةً ولا يخفّف عنهم من عذابها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الرّاحة، ولو يوماً واحداً).
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} أي: بلْ همْ ملازمونَ لها.
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : أَيْ: لا يُفَارِقُونَهَا أَبَداً ، بَلْ هُمْ فِيهَا أَبَدَ الآبِدِينَ).

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) )

المسائل التفسيرية:


1-فائدة الاستفهام

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : (وقوله: {وما أدراك ما يوم الدّين}: تعظيمٌ لشأن يوم القيامة).


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ : ({وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} ففي هذا تهويلٌ لذلكَ اليومِ الشديدِ الذي يحيرُ الأذهانَ).

- أكّده بقوله: {ثمّ ما أدراك ما يوم الدّين}).
-قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ : أَيْ: يَوْمُ الْجَزَاءِ وَالْحِسَابِ، كَرَّرَهُ تَعْظِيماً لِقَدْرِهِ وَتَفْخِيماً لِشَأْنِهِ، وَتَهْوِيلاً لأَمْرِهِ.

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) )

المعنى الإجمالي:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ : (ثمّ فسّره بقوله: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً}. أي: لا يقدر واحدٌ على نفع أحدٍ ولا خلاصه ممّا هو فيه إلاّ أن يأذن اللّه لمن يشاء ويرضى.
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ: ولو كانتْ لها قريبةٌ مصافيةٌ، فكلٌّ مشتغلٌ بنفسهِ لا يطلبُ الفكاكَ لغيرهَا.
الآثار في هذا المعنى:

-قال: {والأمر يومئذٍ للّه}. كقوله: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القّهّار}. وكقوله: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن}. وكقوله: {مالك يوم الدّين}.(ابن كثير)
-ويذكر حديث: ((يا بني هاشمٍ أنقذوا أنفسكم من النّار لا أملك لكم من اللّه شيئاً)) .(ابن كثير)

معنى أن الأمر لله:

قال قتادة: {يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ للّه}. والأمر واللّه اليوم للّه، ولكنّه يومئذٍ لا ينازعه أحدٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/345]
{وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} فهوَ الذي يفصلُ بينَ العبادِ، ويأخذُ للمظلومِ حقَّهُ من ظالمِهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 914]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ :لا يَمْلِكُ أَحَدٌ كَائِناً مَنْ كَانَ لِنَفْسٍ أُخْرَى شَيْئاً مِنَ المَنْفَعَةِ، فَلَيْسَ ثَمَّ أَحَدٌ يَقْضِي شَيْئاً أَوْ يَصْنَعُ شَيْئاً إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ، وَاللَّهُ لا يُمَلِّكُ أَحَداً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ شَيْئاً مِنَ الأُمُورِ كَمَا مَلَّكَهُمْ فِي الدُّنْيَا).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir