دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 06:55 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

أصول التفسير لابن عثيمين , المشتهرون بالتفسير من الصحابة :



اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، من أجلّهم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ؛ إلا أن الرواية عن الثلاثة الأول قليلة لانشغالهم بالخلافة وشؤون المسلمين , وقلة الحاجة للبيان .
ومن المشتهرين بالتفسير كذلك , عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
-نبذة وترجمة لبعضهم :
1- على بن أبي طالب:
-نسبه ونشأته:

هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله.

-من مناقبه:
وهلك به طائفتان: النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه، والروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء .

-ما قيل فيه:
ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها.
وروى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.

2- عبد الله بن مسعود:
-نسبه ونشأته:

هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد، تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن.

-ما قيل فيه :
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
وقال عن نفسه : والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.

وفاته:
توفي في المدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.

3- عبد الله بن عباس:
-نسبه ومولده:

هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم.

-سبب نبوغه وعلمه:
ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب" ، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه.

-ما قيل فيه:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم (أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.

وفاته :
مات في الطائف سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 22 صفر 1436هـ/14-12-2014م, 11:32 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

أنواع المؤلفات في علوم القران

السؤال الأول : أكمل ما يلي :


1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي : كل العلوم المتعلقة بالقرآن سواء كانت خادمة له أو مستنبطة منه.
المعنى الخاص : أبحاث كلية تتعلق بالقرآن من نواحي شتى يصلح أن يكون كل مبحث منها علمًا مستقلًا.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تضمنت مسائل هذا العلم (التدوين الضمني)
ب: التدوين الموسوعي وهو الكتب الموسوعية في علوم القرآن وتخصصت في علوم القرآن على وجه الشمول والاستيعاب.
ج: كتب أفردت نوعًا من أنواع علوم القرآن.


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن :
كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن لابن الجوزي.
وإن لم يستوعب كل علوم القرآن.


4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي عبيد القاسم بن سلّام .
ب: الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عزوجل لأبي جعفر النحاس.
ج: الإيضاح في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لمكي بن أبي طالب .


السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
يفيد طالب العلم من جهتين:

1-من جهة القراءة والتحصيل ، فيقتني ما ينصح به أهل العلم والخبرة من الكتب ممن هو أصلا في الموضوع أو مرجع رئيس في العلم.
2- من جهة البحث العلمي ، فالباحث بحاجة ماسة إلى مكتبة قرآنية أو علمية ، فقد يحتاج إلى كتب كثيرة في بحثه والرجوع لمصادرها وتصور المسألة تصورًا كاملًا.

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1-حقيقة القرآن. 2-مصدره. 3-نزوله. 4-حفظه. 5-نقله. 6-بيانه وتفسيره. 7-لغته وأساليبه. 8-أحكامه.

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن عندما صارت هذه العلوم قسمًا مستقلًا في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات التي فيها أقساما شرعية وتهتم بالدراسات القرآنية.


السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أحسن الكتب في علوم القرآن وأرتبها , كتاب جمع بين حسن الترتيب وحسن التحقيق للمسائل ولا يكاد يذكر حديث أو أثر إلا مع الحكم عليه وهذه ميزة يندر وجودها في كتب علوم القرآن , من قرأ هذا الكتاب استمتع به ووجد كثيرًا من التحريرات والتحقيقات والنفائس والأحكام ما لا يكاد يوجد في غيره.

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
جمع في عنوانه بين أكبر مرجعين , وامتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها والرد على ما فيه ضعف ونظر ويذكر الخلاصة في كل مسألة , يستعرض الجيد ويرد على الضعيف , وهو من الكتب التي يظهر فيها علم المؤلف وتمكنه من علوم القرآن وليس مجرد نقل , يستعرض المؤلفات مع الحكم عليها في كل نوع ويتكلم عنها , من أحسن ما كتب في هذا القرآن , فيه تحرير بديع ونقاش مفصل ورد على الشبهات ويتحدث فيه بلغة علمية حوارية مقنعة فيذكر الشبهة ويرد عليها .

السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

غير محقق ولا محرر فيه الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تمحيص ، يذكر الروايات ولا يحكم عليها ، لا يبين رأيه في المسألة ، ذكر في علوم القرآن أنواعًا بدعية خرافية لا تجوز ولا تليق بالقرآن نقلها من بعض كتب غلاة الصوفية ولم يحكم عليها ولم يبين بطلانها.

2: أسباب النزول للواحدي.
رواية فقط مع مقدمة يسيرة في هذا النوع وفيه الكثير من الأسانيد المنقطعة ، لكنه العمدة في أسباب النزول.

السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

ذكر المقارنة بين الاتقان والبرهان د.حازم سعيد حيدر في كتاب علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة.
ذكر 39 نوعًا مشتركًا بين الاتقان والبرهان.
و8 أنواع انفرد بها الزركشي عن السيوطي وهي:
1-معرفة على كم لغة نزل. 2-معرفة التصريف. 3-بلاغة القرآن. 4-وجه ماذهب إليه كل قارئ. 5-هل يجوز في التصانيف والخطب والرسائل. 6-استعمال بعض ألفاظ القرآن الذي يسمى الاقتباس. 7-معرفة أحكامه. 8-بيان معاضدة السنة للقرآن.

ما انفرد به السيوطي وقسمه على أنواع:
1-ما انفرد به وأصله في البرهان : وهو 18 نوعًا ، منها : 1-معرفة الحضري والسفري 2-النهاري والليلي 3-ماتكرر نزوله. 4-ما تأخر حكمه عن نزوله. 5-مانزل مشيعا وما نزل مفردًا 6-في بيان الموصول لفظا المقصود معنى. 7-في الإمالة والفتح وما بينهما 8-في المد والقصر 9-في تخفيف الهمز وكيفية تحمله 10-في العام والخاص 11-في المنطوق والمفهوم 12-في المجمل والمبين 13-في المطلق والمقيد 14-مفردات القران 15-في طبقات المفسرين 16-في اسماء من نزل فيهم القران 17-في العلوم المستنبطة من القران
18-في الموصول لفظت المقصود معنى.

2-ما انفرد به السيوطي مع كونه مسبوقًا به في غير البرهان:
الصيفي والشتائي ، الفراشي والنهاري ، مانزل مفرقا وما نزل جمعا ، معرفة العالي والنازل من أسانيده ، معرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج ، في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب ، فيما وقع من الأسماء والكنى والألقاب.

3-الأنواع المبتكرة في الإتقان :
الأرضي والسمائي , فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة , ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
من أبرز الكتب في علوم القرآن , كتبه بأسلوب شيق وعرض ممتع وتحرير فائق للمسائل التي اشتمل عليها , وهو أوسع من الكتابين السابقين وأصبح هذا الكتاب مرجعًا لطلاب العلم , تميز باقتصاره على العلوم الأساسية في علوم القرآن .
ومما تحدث عنه وأطال فيه في كتابه : ترجمة القرآن وحكمها تفصيلا وهذا المبحث من أنفس ما كتب النسخ وأطال وفصل فيه , ذكر الشبهات التي أثيرت على القرآن ورد عليها بتوسع خاصة شبهات المستشرقين , وهو كتاب جدير بالعناية غير أن فيه شطحات وأخطاء في المسائل العقدية والعلمية , قام الشيخ خالد السبت بدراسته في الماجستير وعنوان رسالته مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم , وقد درس هذا الكتاب وبين مزاياه وما يتعلق به ثم بيّن الأخطاء والزلات التي وقع فيها.

اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا ممن علم فعمل فأخلص فانتفع و نفع :"

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م, 12:28 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
دورة : تاريخ علم التفسير , للشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله .

إجمالي الدرجات = 96 / 100
(16 / 16)
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن وهذا النوع منه الصريح وغير الصريح [والذي يعدّ من التفسير الإلهي هو الصريح].
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفسر به القرآن.

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:أحاديث تفسيرية تتضمن معنى الآية نصا .
مثل:
تفسير قوله :(يوم يكشف عن ساق) بحديث أبي هريرة :(إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى منادٍ............فيكشف لهم عن ساق فيقعون له سجودًا ، وذلك قوله تعالى :(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)........)

النوع الثاني: أحاديث يؤخذ منها معنى التفسير من باب الاجتهاد.
مثل: تفسير ابن عباس رضي الله عنه لمعنى اللمم بحديث :(العين تزني وزناها النظر.......) وهو من معنى اللمم.

(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - عكرمة
2- قتادة
3- سعيد بن جبير

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمد بن كعب القرضي
3- محمد بن إسحاق بن يسار

(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدين النيسابوري
2: تفسير ابن كثير
3: تفسير أبو الحيان البحر المحيط.

(15 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

عدم مخالفة التفسير لأصل صحيح أو دليل صحيح ، وأن لا يخالف سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا إجماع العلماء.

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-من القرآن ماكان بيانه تلاوته ، لأنه نزل بلغة العرب فهو بين واضح المعنى لهم.
2-ومن آيات كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما تلا بعضها وفسرها وبيّنها.
3-ومنه أمور كان يُسأل عنها وعن معناها ومرادها فيجيب.
الرابع: ما يكون بيانه عن طريق الوحي، فلا يدرك بدلالة اللغة، بل لا يدرك إلا عن طريق الوحي؛ كالإخبار عن المغيبات كذكر تفاصيل ما يكون في القبر، وأخبار يوم القيامة.

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
يقصد بذلك ماكان في عصره من انتشار الأقوال الخاطئة المرسلة الضعيفة التي أكثرها كذب ، مثل ماكان يرويه الكلبي وسيف بن عمرو ونحو ذلك.

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
1-من باب اشتهار ما قيل في الآية وإن كان الإسناد ضعيفًا.
2-قد يكون في بعض ما قال به الضعفاء وجه حسن في التفسير ، بغض النظر عن ضعف الإسناد.
3-ومنها ما يشكل فيذكرونه من باب استيعاب ما قيل في المسألة.
4-وقد يكون ما ذكروه في التفسير صحيحًا من وجه آخر.
-فليست الرواية عنهم عن اعتماد لهم ولأقوالهم-
(9 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

صحبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وملازمتهم له وصحة لسانهم وعلمهم الصحيح وفهمهم الحسن وخشيتهم وإنابتهم لله واستجابتهم لرسول الله من أهم ما يميزهم عن غيرهم في التفسير ومعاني الآيات وفهم القرآن ، وكذلك تأديب رسول الله لهم وتعليمه فقد رباهم حتى فقهوا من العلم الشيء الكثير المبارك ففتحوا البلدان والقلوب ونشروا الإسلام.
وقد كان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلمون ما فيها ويفقهون معناها ويعملون بها ، كما أن لقراء الصحابة فضل في معرفة التفسير ومضان الخطاب وأسباب النزول ، فما يروى عن الصحابة مما لا يعلم إلا عن طريق الوحي من المعاني فله حكم المرفوع.

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلمون مافيها ويعملون بها ، وكانت مدارسة التفسير إما عن تفسير الآية مباشرة سواء في خطبة أو حلقة علم ، وإما عن طرح سؤال وتصويب الإجابة ، وقد يجتهد بعض الصحابة فيخطئون فيصوب بعضهم بعضًا وينكر بعضهم على بعض.

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الأسود ، مسروق ، الحارث بن قيس ، عمرو بن شرحبيل.
(9 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
-في عصر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك داعٍ لتدوين التفسير لكثرة الفقه والفهم في الآيات.
-في عصر الصحابة كان التفسير في بعض الصحائف متناثرة ولم يكن تفسيرًا كاملا لجميع أوجه الآيات.
-في عصر التابعين وتابعيهم كان التفسير يروى في صحائف قليلة وأكثرها تفسير لفظة وبيان غريب وتفسير مضمر ، أشياء يسيرة جدًا في التفسير.
مقاتل بن سليمان كان أول من جمع تفسير القرآن كاملا وقام بجمع روايات التفسير لكن بدون أسانيد وهو ممن اتهم بالكذب ولم يكن له معرفة بعلم الحديث ليميز بذلك الروايات الصحيحة من الباطلة.
-بدأ التدوين في نهاية القرن الثاني الهجري وكان له اتجاهان ، اتجاه التفسير بالرواية واتجاه التفسير بالاجتهاد وحذف الأسانيد ،
فممن عرف بالتفسير بالرواية هم أهل الحديث وبعض القصاص إلا أنهم لهم بعض الزيادات بلا إسناد.
-في بدايات القرن الثالث الهجري أو نهاية القرن الثاني ظهر محمد بن إدريس الشافعي وكان لظهوره نقلة كبيرة في تفسير القرآن وأثر فيمن بعده من المفسرين لأنه أحيا علم الاحتجاج بالقرآن والسنة وبيان الدلالات وانواع الاحتجاج وغير ذلك مما يستخدمه العلماء كثيرا في التفسير وغيره.
-ظهر في القرن الثالث الهجري الاقتصار على تفسير آيات الأحكام من القرآن الكريم.
-لم يصل شيء من التفاسير المحررة إلى نهاية القرن الثالث الهجري.
-كان هناك تفاسير لغوية وممن اشتهر بذلك أبو عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة.
-في القرن الرابع الهجري جمع الطبري طلابه ورأى الحاجة إلى جمع كتاب كامل في التفسير وذكر أنه سيكون في 30 ألف ورقة ، فاستطالوا ذلك وعرضوا عليه اختصاره فاختصره في 3آلاف ورقه ، ومما يؤخذ على تفسيره انتقاده لبعض القراءات المتواترة ورده لها ، وكان ذلك يرجع إلى عدم ظهور علم القراءات وتمييز الصحيح من الضعيف منها آنذاك ، وكان أول من جمع علم القراءات تلميذه مجاهد.

(23 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
يتميز بالموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض ، وذكر الخلافات والاقوال والترجيح بينهم.

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
بارع في أصول التفسير ونقد الأقوال والترجيح بينهما.

(3) معاني القرآن للزجاج.
أوسع من كتب في التفسير وهو من علماء اللغة إلا أنه لم يكمل تفسيره بل وصل إلى سورة الفلق وأتمه محقق الكتاب.

(4) تفسير الثعلبي.
قيمة كتابه تكمن في كثرة مراجعه ومصادره وكثير منها مفقود ، وينتقد في كونه ليس بالمتين في القراءة والإكثار من الإسرائيليات بدون تمييز الصحيح من الضعيف ، وقد يروي بعض الموضوعات بلا تمييز.
[كتاب جليل، قيمته ليس في تحريره العلمي، فهو منتقد فيه، ولكن في كثرة مصادره، فهو جامع لتفاسير كثيرة، وكان الثعلبي متمكّنا من التفسير فكان يلقّب: (بالأستاذ المفسر)، وتفسيره أصل لعدد من التفاسير كتفاسير الواحدي، وتفسير السمعاني، ولخص تفسيره البغوي وهذبه.]

(5) أضواء البيان للشنقيطي
لم يذكر الشيخ مميزات الكتاب ، واكتفى بقوله أنه من أجل كتب التفسير في تفسير القرآن بالقرآن.
بحث عن مميزاته فوجدت أن من مميزاته: - اهتمامه ببيان الأحكام الشـرعية, مع دقة في الاستنباط, وقوة في الاستدلال.
- تحقيق بعض المسائل اللغوية والأصولية.
- الكلام على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً.
- خلوه من الإسرائيليات.
- الترجيح بين الأقوال.
لكنه يستطرد في بعض المسائل الفقهية, حتى أنه ذكر أحكام الحج في مئات الصفحات.
ملتقى أهل الحديث.
(24 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.

معتزلي سليط اللسان على أهل السنة ، في تفسيره اعتزاليات ظاهرة وخفية.


(2) التفسير الكبير للرازي.
عدم ترجيحه بين الأقوال ، فيذكر الآية وما ورد فيها من وجوه بلا ترجيح. [إجابة مختصرة]
الرازي من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين، وقد ندم في آخر حياته لاشتغاله بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة كالزمخشري، فوافقهم في بعض أقوالهم وردّ بعضها.

ينتقد عليه:

انتهاجه طريقة المتكلمين

ضعفه في الحديث

ضعفه في القراءات


(3) النكت والعيون للماوردي.
يذكر الأقوال مختصرة وجامعة لكنه أخطأ في أمرين:
1-إذا رأى ابن جرير يروي عن ابن عباس فهو يذكر القول بلا إسناد ويقول رواه ابن عباس ، فقد يكون السند واهـٍ ونسبة القول له غير صحيحة ، فيأتي من بعده ويسري عليه الخطأ فينسب القول لابن عباس.
2-يزيد في التفسير في أوجه مبالغة فيها وبعيدة المعنى.
ويؤخذ عليه تأثره في بعض المسائل بطريقة المعتزلة.

(4) تفسير الثعلبي.
وينتقد في كونه ليس بالمتين في القراءة والإكثار من الإسرائيليات بدون تمييز الصحيح من الضعيف ، وقد يروي بعض الموضوعات بلا تمييز

(5) تنوير المقباس.
اعتمد رواية السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وهي رواية ضعيفة كاذبة واهية.
إجمالي الدرجات = 96 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 5 ربيع الأول 1436هـ/26-12-2014م, 05:13 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل أحكام المصاحف ..
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟

1-والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنه أُصحِف أَي جُعِلَ جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
2-والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى.

3-الرَّصِيعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف.
تجب الإشارة إلى من ذكر هذه المعاني وفي أي مرجع من مراجع اللغة
10/10




2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟

أجمع المسلمون على أنه كافر مباح الدم.
يجب إسناد القول، نقول: ذكره النووي في التبيان، وابن تيمية في الفتاوى
8/10


3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟

اختلف العلماء بين : دفنها وغسلها وحرقها ، فمنهم من رجح الدفن ، ومنهم من رد ذلك لأن الدفن فيه إهانة له وقد يتعرض للوطء بالأقدام.
ومنهم من رجح الغسل وكره الحرق لأنه خلاف الاحترام.
ومنهم من رجح الحرق لفعل عثمان ولم ينكر
ومنهم من كره الغسل لأن الغسل عادة يكون على الأرض فيكون عرضة للإهانة.
لو نظمت الإجابة أكثر فجعل مع كل قول ما يتعلق به من الأدلة والحجج ومن قال به ومن رد عليه
وإليك نموذج إجابتها

اقتباس:
ورد فيه ثلاثة أقوال:
1- أنها تدفن
نقله أبو عبيد في فضائل القرآن عن إبراهيم النخعي،
أنه قال: "وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن".
ونقله الزركشي في البرهان
والسيوطي في الإتقان عن بعض الأحناف.
من ضعف هذا القول:
نقل الزركشي عن الإمام أحمد أنه قال: وقد يتوقف فيه لأنها قد توطأ بالأقدام.

2- أنها تغسل
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي
من ضعف هذا القول:
قال الزركشي والسيوطي: ذكر غيره أن الإحراق أولى لأن الغسالة قد تقع على الأرض وتوطأ

3- أنها تحرق

أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي، قياسا على فعل عثمان رضي الله عنه في حرق المصاحف ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.
من ضعف
هذا القول:
قال
الزركشي والسيوطي: وقد كرهه النووي وجزم القاضي حسين في تعليقه بالمنع لأنه خلاف الاحترام، وكذا في الواقعات من كتب الحنفية أنها تدفن ولا تحرق.

ويمنع:
1- تقطيعها وتمزيقها، لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب.
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي

2- وضعها في شق أو غيره، لأنه قد يسقط ويوطأ
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي .

8/10
الدرجة الكلية: 26/30

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر لأنه يتداخل مع ملاحظات التصحيح
فهرسة مسألة : السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-النصوص الواردة في حكم المسألة:
1-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» قَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»)
2-عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو))

-الآثار الواردة في حكم المسألة:
1-مرسل الأوزاعي: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار).
2-أثر الحسن: (كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم).
3-كلام الزركشى: (ويحرم السفر بالقرآن إلى أرض العدو للحديث فيه خوف أن تناله أيديهم وقيل كثر الغزاة وأمن استيلاؤهم عليه لم يمنع لقوله((مخافة أن تناله أيديهم)).
تجب الإشارة إلى الراوي ومن خرج الحديث أو الأثر

-خلاصة القول في المسألة :
اختلف العلماء في حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو :
1-منهم من منع السفر به مطلقا لعموم الحديث. تجب الإشارة إلى أصحاب هذا القول
2-ومنهم من منعه إن كان السفر لغزو وبلاد حرب.
3-ومنهم من منعه إن كان الجيش أو السرية قليلة ويخشى تعرضه للامتهان ورخص فيما إن كان جيش المسلمين في منعة وشدة وعزة وظهور على العدو.
4-ومنهم من منعه إن كان في ذلك خشية إهانة المصحف مطلقًا ، أما إن أمن الخشية من الإهانة فيجوز الذهاب به لبلاد الكفار.

-قال ابن عبد البر : أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف فى السرايا والعسكر الصغير المخوف عليه , واختلفوا فى الكبير المأمون عليه : فمنع مالك أيضا مطلقا , فصل أبو حنيفة , وأدر الشافعية الكراهة مع الخوف وجودا وعدما . وقال بعضهم كالمالكية.
الأقوال في حكم السفر بالمصحف لا تخرج عن ثلاثة
1- المنع مطلقا
2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، فإذا أمن عليه انتفى المنع، وهو على قولين
-
-
3- الإباحة مطلقا
وبكل قول من الأقوال الأربعة قال جماعة من أهل العلم، واستدلوا لأقوالهم بأدلة يجب ذكرها
أحسن الله إليك أختي وبارك الله فيك، قد فصل فيها الشيخ صالح الرشيد حفظه الله في المسألة، لكن لعلك لم تراجعيه.
والمتأمل لكلامه حفظه الله في الموضوع يخلص إلى ثلاثة عناصر رئيسية:
اقتباس:

1- الأحاديث والآثار الواردة في النهي عن السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار
2- حكم السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار
1- المنع مطلقا

2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، وفيه قولان
- قول للشافعي والنووي وابن حجر وجماعة آخرين
- قول لأبي حنيفة وصاحبية
3- الإباحة مطلقا
- المقصود بالمصحف
- حكم السفر بكتب الحديث والفقه

3- مسائل متفرعة على مسألة "وجوب صيانة المصحف وحفظه"

وقد أحسنت بتقسيمك لأول عنصرين، لكن تداخلت عندك الأقوال عند الكلام عن الحكم في المسألة، وفاتك الكلام عن بعض المسائل كما هو موضح لك
فأرجو منك أن تعيدي كتابة الملخص على ترتيب هذه العناصر، مراعية ذكر الأدلة وأقوال أهل العلم بالتفصيل فيها
بارك الله فيك ووفقك لكل خير

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 10 ربيع الأول 1436هـ/31-12-2014م, 02:43 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر فهو يتداخل مع ملاحظات التصحيح، بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
آداب التلاوة ..

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
الإخلاص هو أساس قبول العمل فإن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصًا لله موافقًا لشرعه ، وقد دلت أحاديث وآيات كثيرة تحث على العمل ابتغاء وجه الله ومن ذلك تلاوة القرآن فهو مما يبتغى به وجه الله فمن أراد به عرضًا من الدنيا فقد خاب وخسر ، وقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أول من تسعر بهم النار وذكر منهم: " ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار"، وورد في حديث مرسل البراءة ممن لم يستغنِ بالقرآن وجعله سببًا يتكسب به
عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
قال أبو عبيد: قوله: ((من لم يتغن)).
التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما).
وورد في حديث آخر معناه أن من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله وأراد به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ، أي حرم حتى من ريحها .. إلى غير ذلك من الأحاديث التي تحث الإخلاص وتنهى وتحذر عما سواه ، فينبغي لقارئ القرآن أن يصون كتاب الله عن الابتذال وجعله سببا لطلب الناس ، ويستعين به على جميع أموره وأن يعلق قلبه بالله ويتوكل عليه ..
أحسنت أختي بارك الله فيك، والأحاديث والآثار الواردة في الموضوع كثيرة، لو استزدت منها، كما يحسن بك إيراد نص الحديث، وذكر راويه ومخرجه، حتى تكون إجباتك أكثر دقة
10/10


س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
الصواب والله أعلم : استحباب الشهادة للآيات وجواب أسئلتها مطلقًا خارج الصلاة وداخلها إن كان الصلاة نفلا للإمام والمأموم ، لكن إن كان يشغل المأمون هذا الكلام عن الإنصات للآيات فلا يفعل.
أما إذا كانت الصلاة فرضًا فيجوز للإمام و للمأموم الإجابة والشهادة لا على الاستحباب.
والله أعلم.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
الجواب فيه تفصيل أكثر، وقد تكلم في المسألة غير واحد من أهل العلم
وعند الحديث عن الحكم الشرعي في مسألة، يجب إيراد: جميع الأقوال، ومن قال بها، وحجة كل قول، وعلته إن وجدت، ثم الترجيح بينها، مع الإشارة إلى المصادر.
وتنظيم إجابة المسألة يفيد الطالب كثيرا في رسوخ المسألة وسهولة استرجاعها، ولو تأملت الموضوع لوجدت أنه تعرض للمسألة من عدة جوانب:
اقتباس:
حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها

الأحاديث والآثار الواردة في الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها خارج الصلاة
حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
من قال بالاستحباب في الصلاة عموما فرضا كانت أو نفلا
من قال بالاستحباب في النفل دون الفرض
من قصر الشهادة للآيات وجواب أسئلتها على ما ورد فيه النص، يستوي في
ذلك الفرض والنفل
- من قال بالمنع
حكمها للمأموم

ويجب تناول كل عنصر منها بالتفصيل

7/10


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
يكمل الآية ثم يرد عليه السلام باللفظ ، فوجوب رد السلام باللفظ عام على قارئ القرآن إن لم يكن في صلاة وغيره.

هذا أحد رأيين في المسألة وقد قال به النووي رحمه الله، أما الرأي الثاني فقد ذكره الواحدي رحمه الله وهو عدم وجوب الرد باللفظ ويكفيه الرد بالإشارة، مع جواز الرد باللفظ إن أراد القاريء، ويستحب له أن يستعيذ ثانية للقراءة
7/10
الدرجة الكلية: 24/30

● آداب حامل القرآن ●

• إكرام القرآن وتعظيمه

ومن ذلك :
1-اتباع القرآن والعمل به والاستقامة عليه واتباع السلف الصالح والتخلق بأخلاق القرآن والترفع عن اللهو واللغو تعظيمًا لحق القرآن .

أ‌- عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:"كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه"
ب‌- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال :(من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه)
ت‌- قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا أو قال: مبينا.
ث‌- أثر الحسن:( وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه...وإنما تدبر آياته
اتباعه بعمله...).
ج‌- عن مجاهد: { وإنك لعلى خلق عظيم}, قال: «أدب القرآن .
ح‌- أثر الفضيل:( حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو ....)
خ‌- روي أن سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، قال: فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار. فقال:" بئس حامل القرآن أنا إذاً"
د‌- قول الزركشي: (...ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله وألا يقرأ في المواضع القذرة، وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه لأنه صاحب كتاب الملك والمطلع على وعده ووعيده).
ذ‌- قول أبو بكر الآجري: ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله... أن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمّر به ما خرب من قلبه، ويتأدّب بآداب القرآن، ويتخلّق بأخلاقٍ شريفةٍ، تبين به عن سائر النّاس ممّن لا يقرأ القرآن............ قد جعل القرآن والسّنّة والفقه دليله إلى كلّ خلقٍ حسنٍ جميلٍ، حافظاً لجميع جوارحه عمّا نهي عنه، إن مشى؛ مشى بعلمٍ، وإن قعد؛ قعد بعلمٍ، يجتهد ليسلم النّاس من لسانه ويده.
2-يصون نفسه عن الرزق الحرام والسؤال من الناس :

فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس
3-العناية برائحة الفم عند قراءة القرآن, والابتعاد عما يورث الروائح الكريهة كالكراث والبصل وغيره .
أ-أثر قتادة (ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن)
ب-أثر يزيد بن أبي مالك قال: (إن أفواهكم طرق من طرق الله فنظفوها ما استطعتم فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن)
4-كراهية الاستدلال بالقرآن على شيء يعرض من أمر الدنيا :
أ- قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى} وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: "لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو عبيد: يقول: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل.
5-أثر العلم بالقرآن على آداب الصحبة والمجالسة:
أ‌- عدم اللعن والانتقام إلا إذا انتهكت محارم الله : عن عائشة، قالت:"ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر، ولا انتقم من شيء يؤتى إليه، إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل فيكون هو لله عز وجل ينتقم، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما سئل شيئا فمنعه إلا أن يسأل مأثما، فكان أبعد الناس من ذلك، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة"
ب‌- الحلم والأناة وحسن التعليم والتوجيه :
1- عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم , فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم قال: قلت: واثكل أمياه، ما لكم تنظرون إلي في الصلاة، فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني , فبأبي هو , وأمي , ما رأيت معلما أحسن تعليما منه، وما سبني، ولا كهرني، ولا ضربني قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التكبير والتسبيح، وقراءة القرآن، والتحميد )
2- وعن الآجري- رحمه الله- : ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله...[أن] يصحب المؤمنين بعلمٍ، ويجالسهم بعلمٍ، من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس، إن علّم غيره رفق به، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله، رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعليم الخير، يأنس به المتعلّم، ويفرح به الجّالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدّبٌ لمن جالسه بأدب القرآن والسّنّة.

-فيمن لا تنفعه قراءة القرآن يستفاد من الأحاديث والآثار الواردة في هذه الفقرة أن يكون حامل القرآن على حذر من هذه الأوصاف، وأن يتصف بضدها، من فهم القرآن فهما صحيحا والعمل بما فيه، فهي آداب مستخلصة من الدرس أيضا.
أ- الخوارج :عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليقرأنّ القرآن أقوامٌ من أمّتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة)
ب-من يقرأ ويحفظ ولا يفهم ويتدبر ويترك العمل :
1-عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يخرج في آخر الزّمان قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم)
2-عن زياد بن لبيدٍ، قال:ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: وذاك عند أوان ذهاب العلم، قال: قلت: يا رسول الله، كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة، قال: ثكلتك أمّك زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجلٍ بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنّصارى يقرؤون التّوراة والإنجيل، لا يعملون بشيءٍ ممّا فيهما) هذه الفقرة والتي قبلها عن صنف واحد وهم الخوارج
ج-من استحل محارم الله: عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه)

أحسنت أختي بارك الله فيك وأحسن إليك
قد اشتمل تلخيصك على المسائل الواردة في الدرس تقريبا، وتبقى بعض الملاحظات على ترتيب وتصنيف المسائل
وجميع الآداب الواردة على اختلافها هي في الأصل ثمرة الأدب مع القرآن، لكن يمكن تقسيمها، فبعضها يتعلق مباشرة بالقرآن، كتطييب الفم لتلاوته، وإكرامه بالترفع عن إتيان أبواب الملوك وقضاء الحاجات به، وتدبره عند التلاوة.
وبعضها آداب تتعلق بحامل القرآن نفسه باتصافه بالتقوى والورع ومحاسبة النفس ومراقبة الله
وبعضها يظهر عند اتصاله بالخلق، كاتصافه بالشمائل الحسنة والأخلاق الفاضلة
فلو رتبت هذه الآداب على هذا التصنيف لكان أفضل
يلاحظ عليك عدم ذكرك لرواة الأحاديث والآثار ومن خرجها، فانتبهي له مستقبلا إن شاء الله
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 18 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 13 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 17 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) :9 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 63/70
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م, 05:56 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
أنواع المؤلفات في علوم القران

إجمالي الدرجات = 100 / 100
(24 / 24 )
السؤال الأول : أكمل ما يلي :


1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي : كل العلوم المتعلقة بالقرآن سواء كانت خادمة له أو مستنبطة منه.
المعنى الخاص : أبحاث كلية تتعلق بالقرآن من نواحي شتى يصلح أن يكون كل مبحث منها علمًا مستقلًا.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تضمنت مسائل هذا العلم (التدوين الضمني)
ب: التدوين الموسوعي وهو الكتب الموسوعية في علوم القرآن وتخصصت في علوم القرآن على وجه الشمول والاستيعاب.
ج: كتب أفردت نوعًا من أنواع علوم القرآن.


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن :
كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن لابن الجوزي.
وإن لم يستوعب كل علوم القرآن.


4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي عبيد القاسم بن سلّام .
ب: الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عزوجل لأبي جعفر النحاس.
ج: الإيضاح في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لمكي بن أبي طالب .


(24 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
يفيد طالب العلم من جهتين:

1-من جهة القراءة والتحصيل ، فيقتني ما ينصح به أهل العلم والخبرة من الكتب ممن هو أصلا في الموضوع أو مرجع رئيس في العلم.
2- من جهة البحث العلمي ، فالباحث بحاجة ماسة إلى مكتبة قرآنية أو علمية ، فقد يحتاج إلى كتب كثيرة في بحثه والرجوع لمصادرها وتصور المسألة تصورًا كاملًا.

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1-حقيقة القرآن. 2-مصدره. 3-نزوله. 4-حفظه. 5-نقله. 6-بيانه وتفسيره. 7-لغته وأساليبه. 8-أحكامه.

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن عندما صارت هذه العلوم قسمًا مستقلًا في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات التي فيها أقساما شرعية وتهتم بالدراسات القرآنية.


(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أحسن الكتب في علوم القرآن وأرتبها , كتاب جمع بين حسن الترتيب وحسن التحقيق للمسائل ولا يكاد يذكر حديث أو أثر إلا مع الحكم عليه وهذه ميزة يندر وجودها في كتب علوم القرآن , من قرأ هذا الكتاب استمتع به ووجد كثيرًا من التحريرات والتحقيقات والنفائس والأحكام ما لا يكاد يوجد في غيره.

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
جمع في عنوانه بين أكبر مرجعين , وامتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها والرد على ما فيه ضعف ونظر ويذكر الخلاصة في كل مسألة , يستعرض الجيد ويرد على الضعيف , وهو من الكتب التي يظهر فيها علم المؤلف وتمكنه من علوم القرآن وليس مجرد نقل , يستعرض المؤلفات مع الحكم عليها في كل نوع ويتكلم عنها , من أحسن ما كتب في هذا القرآن , فيه تحرير بديع ونقاش مفصل ورد على الشبهات ويتحدث فيه بلغة علمية حوارية مقنعة فيذكر الشبهة ويرد عليها .

(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

غير محقق ولا محرر فيه الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تمحيص ، يذكر الروايات ولا يحكم عليها ، لا يبين رأيه في المسألة ، ذكر في علوم القرآن أنواعًا بدعية خرافية لا تجوز ولا تليق بالقرآن نقلها من بعض كتب غلاة الصوفية ولم يحكم عليها ولم يبين بطلانها.

2: أسباب النزول للواحدي.
رواية فقط مع مقدمة يسيرة في هذا النوع وفيه الكثير من الأسانيد المنقطعة ، لكنه العمدة في أسباب النزول.

( 20 / 20 ) السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

ذكر المقارنة بين الاتقان والبرهان د.حازم سعيد حيدر في كتاب علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة.
ذكر 39 نوعًا مشتركًا بين الاتقان والبرهان.
و8 أنواع انفرد بها الزركشي عن السيوطي وهي:
1-معرفة على كم لغة نزل. 2-معرفة التصريف. 3-بلاغة القرآن. 4-وجه ماذهب إليه كل قارئ. 5-هل يجوز في التصانيف والخطب والرسائل. 6-استعمال بعض ألفاظ القرآن الذي يسمى الاقتباس. 7-معرفة أحكامه. 8-بيان معاضدة السنة للقرآن.

ما انفرد به السيوطي وقسمه على أنواع:
1-ما انفرد به وأصله في البرهان : وهو 18 نوعًا ، منها : 1-معرفة الحضري والسفري 2-النهاري والليلي 3-ماتكرر نزوله. 4-ما تأخر حكمه عن نزوله. 5-مانزل مشيعا وما نزل مفردًا 6-في بيان الموصول لفظا المقصود معنى. 7-في الإمالة والفتح وما بينهما 8-في المد والقصر 9-في تخفيف الهمز وكيفية تحمله 10-في العام والخاص 11-في المنطوق والمفهوم 12-في المجمل والمبين 13-في المطلق والمقيد 14-مفردات القران 15-في طبقات المفسرين 16-في اسماء من نزل فيهم القران 17-في العلوم المستنبطة من القران
18-في الموصول لفظت المقصود معنى.

2-ما انفرد به السيوطي مع كونه مسبوقًا به في غير البرهان:
الصيفي والشتائي ، الفراشي والنهاري ، مانزل مفرقا وما نزل جمعا ، معرفة العالي والنازل من أسانيده ، معرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج ، في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب ، فيما وقع من الأسماء والكنى والألقاب.

3-الأنواع المبتكرة في الإتقان :
الأرضي والسمائي , فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة , ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
من أبرز الكتب في علوم القرآن , كتبه بأسلوب شيق وعرض ممتع وتحرير فائق للمسائل التي اشتمل عليها , وهو أوسع من الكتابين السابقين وأصبح هذا الكتاب مرجعًا لطلاب العلم , تميز باقتصاره على العلوم الأساسية في علوم القرآن .
ومما تحدث عنه وأطال فيه في كتابه : ترجمة القرآن وحكمها تفصيلا وهذا المبحث من أنفس ما كتب النسخ وأطال وفصل فيه , ذكر الشبهات التي أثيرت على القرآن ورد عليها بتوسع خاصة شبهات المستشرقين , وهو كتاب جدير بالعناية غير أن فيه شطحات وأخطاء في المسائل العقدية والعلمية , قام الشيخ خالد السبت بدراسته في الماجستير وعنوان رسالته مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم , وقد درس هذا الكتاب وبين مزاياه وما يتعلق به ثم بيّن الأخطاء والزلات التي وقع فيها.

اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا ممن علم فعمل فأخلص فانتفع و نفع :"
إجمالي الدرجات = 100 / 100
بارك الله فيكِ ، وأدام تميزكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 27 ربيع الأول 1436هـ/17-01-2015م, 12:10 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
عرض جبريل القران على رسول الله عليه وسلم

-الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:

1-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
2-عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا)). [ من رواه ؟ ]
3-قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.). [فضائل القرآن : ]
[ الحديث الثالث لما لم تصيغينه بنفس طريقة الحديث الأول ؛ فتقولين : عن داوود ابن أبي هند قال .... ، رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ]

-جمع الصحابة القرآن كما أنزله الله على رسوله مرتب السور والآيات :

وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-إثبات تلقين الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته وترتيب القرآن على ما هو موجود الآن:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.

-سبب اختيار أبو بكر لزيد بن ثابت في جمع القرآن:

وقد صح في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين فكان جمع القرآن سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

-قول من قال بأن القرآن مرتب على ما ورد عن رسول الله عدا الأنفال وبراءة:
وقال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة.
لما روى الحاكم وغيره عن ابن عباس قال:(قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: ضعوا في السورة التي فيها كذا وكذا.
وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم).

[ المسائل الواردة أعلاه ، هل ترين أن لها علاقة مباشرة بعرض القرآن ، وإذا كانت لها علاقة مباشرة فيحسن بنا التركيز على ذلك في عنوان المسألة ثم فيما ورد تحتها ]
-عرضة القرآن الأخيرة , هل كانت على حرف واحد أم على الأحرف المأذون بها:

واختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره؟

واستدل من قال بأن العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد منها وهو الذي جمع عليه القران عثمان بن عفان بزيادة وردت في حديث بن عباسٍ : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
واختلفوا هل العرضة الأخيرة كانت على قراءة زيد أم قراءة ابن مسعود:
كما روي ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).
وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه.
وعند مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباسٍ سمع رجلًا يقول: الحرف الأول؛ فقال: (ما الحرف الأول؟)
قال: إن عمر بعث ابن مسعودٍ إلى الكوفة معلمًا فأخذوا بقراءته؛ فغيَّر عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول؛ فقال ابن عباسٍ: (إنه لآخر حرفٍ عرض به النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل).
وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ.
قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين
فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.


فوائد ولطائف من حديث ابن عباس:
-قوله كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس فيه احتراسٌ بليغٌ لئلا يتخيل من قوله وأجود ما يكون في رمضان أن الأجودية خاصةٌ منه برمضان فيه فأثبت له الأجودية المطلقة أولًا ثم عطف عليها زيادة ذلك في رمضان قوله: (وأجود ما يكون في رمضان)
-في كثرة نزول جبريل في رمضان من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى , ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة , وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير.
-وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ .
-وفيه أن ليل رمضان أفضل من نهاره وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .
-وقد أخرج أبو عبيدٍ من طريق داود بن أبي هندٍ قال قلت للشعبي قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أما كان ينزل عليه في سائر السنة قال بلى ولكن جبريل كان يعارض مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ما أنزل الله فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء .


بارك الله فيكِ أختي تماضر ، ونفع بكِ
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 15 / 30 [ فاتكِ الكثير من المسائل ، وسأضع لكِ مسائل الموضوع لتتنبهي لما فاتكِ بإذن الله ]
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 10 / 20 [ ركزتِ كثيرًا على مسائل استطرادية ، كان يحسن تأخيرها لنهاية الموضوع ، مع الإشارة تحتها لعلاقتها به ]
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 10 / 20 [ بدا واضحًا في بعض المواضع النسخ المباشر من كلام العلماء والأولى جمع أقوال العلماء في المسألة ، ثم ترتيبها وصياغتها بأسلوبك ، فتمتلكين بذلك ملكة تنظيم الأقوال وسردها وذكر أدلتها ]
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 11/ 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14 / 15
___________________
= 60 %


وإليكِ مسائل هذا الموضوع :
1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
2: معنى معارضة القرآن :
3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :

وأرجو أن تقرأي هذا الدرس في شرح الفهرسة ( هنا ) ، ومتابعة دورة أنواع التلخيص وسيتم شرح الفهرسة فيها مرة أخرى بإذن الله مع التطبيق.
ويمكنكِ إعادة التلخيص ويعاد التصحيح لكِ وتعتمد الدرجة الأخيرة
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 29 ربيع الأول 1436هـ/19-01-2015م, 01:11 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

فهرسة مسألة : السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-النصوص الواردة في حكم المسألة:
1-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» قَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»)الموطأ (2 / 246)
2-
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو)) فضائل القرآن

2-
الآثار الواردة في حكم المسألة:
1-مرسل الأوزاعي: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418) .
2-أثر الحسن:(كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418)
3-كلام الزركشى:(ويحرم السفر بالقرآن إلى أرض العدو للحديث فيه خوف أن تناله أيديهم وقيل كثر الغزاة وأمن استيلاؤهم عليه لم يمنع لقوله((مخافة أن تناله أيديهم)).البرهان في علوم القرآن (1 / 480-449).

-3خلاصة القول في المسألة :
اختلف العلماء في حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو :
1-منهم من منع السفر به مطلقا سواء كانت دار حرب أو عهد لعموم الحديث. مقتضى كلام ابن ماجشون في التمهيد واختيار ابن حزم في المحلى , والدسوقي .
واستدلوا بعموم النهي الوارد في هذا الشأن , قال ابن حزم في المحلى :(روينا من طريق معمر عن أيوب السخستاني عن نافع عن ابن عمر قال:" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو".
قال ابن عبد البر في التمهيد : (وذكر أحمد بن المعدل عن عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون أنه سئل عن الرجل يدخل بالمصحف إلى أرض العدو لما له في ذلك من استذكار القرآن والتعليم ولما يخشى أن يطول به السفر فينسى , فقال عبد الملك : لا يدخل أرض العدو بالمصاحف لما يخشى من التعبث بالقرآن والامتهان له مع أنهم أنجاس وما جاء ذلك من النهي الذي لا ينبغي أن يتعدى).

2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، فإذا أمن عليه انتفى المنع، وهو على قولين:
-تقيد المنع بإذا كان الجيش أو السرية قليلة ويخشى تعرضه للامتهان ورخص فيما إن كان جيش المسلمين في منعة وشدة وعزة وظهور على العدو.
لأن الغازي ربما يحتاج إلى القراءة من المصحف إذا كان لا يحسن القراءة عن ظهر قلبه , أو يتبرك بحمل المصحف أو يستنصر به, والظاهر أنه في العسكر العظيم يأمن هذا لقوتهم , وفي السرية ربما يبتلى به لقلة عددهم , فمن هذا الوجه يقع الفرق و والذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم :"نهى أن يسافر بالقرآن في أرض العدو " تأويله أن يكون سفره مع جريدة خيل لا شوكة لهم . كتاب السير لمحمد بن الحسن وشرحه للسرخسي.
-الإباحة مطلقًا بشرط الأمن من العدو , وذهب إلى ذلك أبو حنيفة وابو يوسف ومحمد بن الحسن .
القول الثالث : الإباحة مطلقًا وتقييد التحريم بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المصاحف لم تكثر في أيدي المسلمين و وكان لا يؤمن إذا وقعت المصاحف في أيدي العدو أن يفوت شيء من القرآن من أيدي المسلمين , ويؤمن من مثله في زماننا لكثرة المصاحف وكثرة القراء , ولأنه لو وقع مصحف في دهم لم يستخفوا به ؛لأنهم وإن كانوا لا يقرون بانه كلام الله فهم يقرون بأنه أفصح الكلام بأوجز العبارات وأبلغ المعاني فلا يستخفون به كما لا يستخفون بسائر الكتب , قاله الطحاوي ونسب هذا القول إلى ابن الحسن القمى أيضا والعيني.

3-مسائل متفرعة على مسألة وجوب صيانة المصحف وحفظه:
-حكم بيع القرآن على الذمي :
قال النووي :( ويحرم بيعه من الذمي فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي أصحهما لا يصح , والثاني يصح , ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه )
واستدل بالمنع الوارد عن السفر بالمصحف لبلاد الكفار على منع بيع المصحف من الكافر ؛ لوجود المعنى المذكور فيه وهو التمكن من الاستهانة به, ولا خلاف فى تحريم ذلك وإنما وقع الاختلاف هل يصح لو وقع ويؤمر بإزالة ملكه عنه أم لا ؟ واستدل به على منع تعلم الكافر القرآن : فمنع مالك مطلقا , وأجاز الحنفية مطلقا , وعن الشافعي قولان , وفصل بعض المالكية بين القليل لأجل مصلحة قيام الحجة عليهم فأجازه , وبين الكثير فمنعه . ويؤيده قصة هرقل حيث كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات , وقد سبق فى " باب هل يرشد " بشيء من هذا , وقد نقل النووي الاتفاق على جواز الكتابة إليهم بمثل ذلك . ذكره ابن حجر نقلا عن قول ابن البر.
-السفر بكتب الحديث لبلاد العدو:
ومثل المصحف كتب الحديث فيما يظهر , كالبخاري لاشتماله على آيات كثيرة , وحرمة ما ذكر ولو طلبه الملك ليتدبره خشية الإهانة , وهذا حاصل ما قاله العدوي والدسوقي.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 29 ربيع الأول 1436هـ/19-01-2015م, 05:32 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
فهرسة مسألة : السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-النصوص الواردة في حكم المسألة:
1-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» قَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»)الموطأ (2 / 246)
2-
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو)) فضائل القرآن
هذا الحديث قد رواه الكثير من أهل الحديث فتجب الإشارة إلى ذلك، نقول:
رواه البخاري ومسلم، ورواه أيضاً: الإمام مالك والشافعي وأبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد وابن ماجه والنسائي وابن أبي داوود بألفاظ متقاربة.
2-
الآثار الواردة في حكم المسألة:

1-مرسل الأوزاعي: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418) .
2-أثر الحسن:(كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418)
3-كلام الزركشى:(ويحرم السفر بالقرآن إلى أرض العدو للحديث فيه خوف أن تناله أيديهم وقيل كثر الغزاة وأمن استيلاؤهم عليه لم يمنع لقوله((مخافة أن تناله أيديهم)).البرهان في علوم القرآن (1 / 480-449).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة

-3خلاصة القول في المسألة :
اختلف العلماء في حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو :
1-منهم من منع السفر به مطلقا سواء كانت دار حرب أو عهد لعموم الحديث. وهو قول الإمام مالك، ومقتضى كلام ابن ماجشون في التمهيد واختيار ابن حزم في المحلى , والدسوقي .

واستدلوا بعموم النهي الوارد في هذا الشأن , قال ابن حزم في المحلى :(روينا من طريق معمر عن أيوب السخستاني عن نافع عن ابن عمر قال:" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو".
قال ابن عبد البر في التمهيد : (وذكر أحمد بن المعدل عن عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون أنه سئل عن الرجل يدخل بالمصحف إلى أرض العدو لما له في ذلك من استذكار القرآن والتعليم ولما يخشى أن يطول به السفر فينسى , فقال عبد الملك : لا يدخل أرض العدو بالمصاحف لما يخشى من التعبث بالقرآن والامتهان له مع أنهم أنجاس وما جاء ذلك من النهي الذي لا ينبغي أن يتعدى).

2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، فإذا أمن عليه انتفى المنع، وهو على قولين:

-تقيد المنع بإذا كان الجيش أو السرية قليلة ويخشى تعرضه للامتهان ورخص فيما إن كان جيش المسلمين في منعة وشدة وعزة وظهور على العدو.
لأن الغازي ربما يحتاج إلى القراءة من المصحف إذا كان لا يحسن القراءة عن ظهر قلبه , أو يتبرك بحمل المصحف أو يستنصر به, والظاهر أنه في العسكر العظيم يأمن هذا لقوتهم , وفي السرية ربما يبتلى به لقلة عددهم , فمن هذا الوجه يقع الفرق و والذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم :"نهى أن يسافر بالقرآن في أرض العدو " تأويله أن يكون سفره مع جريدة خيل لا شوكة لهم . كتاب السير لمحمد بن الحسن وشرحه للسرخسي.
وهو رأي الشافعي والنووي وابن حجر وآخرون

-الإباحة مطلقًابشرط الأمن من العدو , وذهب إلى ذلك أبو حنيفة وابو يوسف ومحمد بن الحسن .
لا يجوز أن نقول مطلقا ثم نشترط، الفرق أن أبو حنيفة زاد على القول الأول وهو الأمن في حال الحرب بدخول المصحف في الجيش الكبير، والأمن في حال السلم إذا دخل دار عهد وعرف عن أهلها أنهم يوفون بالعهد، لكن إذا انتفى الأمن على أي حال منهما حرم.

القول الثالث : الإباحة مطلقًا وتقييد التحريم بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المصاحف لم تكثر في أيدي المسلمين و وكان لا يؤمن إذا وقعت المصاحف في أيدي العدو أن يفوت شيء من القرآن من أيدي المسلمين , ويؤمن من مثله في زماننا لكثرة المصاحف وكثرة القراء , ولأنه لو وقع مصحف في دهم لم يستخفوا به ؛لأنهم وإن كانوا لا يقرون بانه كلام الله فهم يقرون بأنه أفصح الكلام بأوجز العبارات وأبلغ المعاني فلا يستخفون به كما لا يستخفون بسائر الكتب , قاله الطحاوي ونسب هذا القول إلى ابن الحسن القمى أيضا والعيني.

3-مسائل متفرعة على مسألة وجوب صيانة المصحف وحفظه:

-حكم بيع القرآن على من الذمي :
قال النووي :( ويحرم بيعه من الذمي فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي أصحهما لا يصح , والثاني يصح , ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه)
واستدل بالمنع الوارد عن السفر بالمصحف لبلاد الكفار على منع بيع المصحف من الكافر؛ لوجود المعنى المذكور فيه وهو التمكن من الاستهانة به, ولا خلاف فى تحريم ذلك وإنما وقع الاختلاف هل يصح لو وقع ويؤمر بإزالة ملكه عنه أم لا ؟

هنا مسألة أخرى:
واستدل به على منع تعلم الكافر القرآن : فمنع مالك مطلقا , وأجاز الحنفية مطلقا , وعن الشافعي قولان , وفصل بعض المالكية بين القليل لأجل مصلحة قيام الحجة عليهم فأجازه , وبين الكثير فمنعه . ويؤيده قصة هرقل حيث كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات , وقد سبق فى " باب هل يرشد " بشيء من هذا , وقد نقل النووي الاتفاق على جواز الكتابة إليهم بمثل ذلك
. ذكره ابن حجر نقلا عن قول ابن البر.
وبقي مسألتان:

- حكم إرسال القرآن إلى ملك الكفار ليتدبره (رأيتك ذكرتيها عند الحديث عن حكم السفر بالكتب التي فيها آيات من القرآن، لكن مكانها الطبيعي هنا بين هذه المسائل)
- حكم معاملة الكفار بالدراهم والدنانير التي عليها اسم الله تعالى و
ذكره


-السفر بكتب الحديث لبلاد العدو:

ومثل المصحف كتب الحديث فيما يظهر , كالبخاري لاشتماله على آيات كثيرة , وحرمة ما ذكر ولو طلبه الملك ليتدبره خشية الإهانة , وهذا حاصل ما قاله العدوي والدسوقي.

ومسألة مهمة: المقصود بالمصحف
هل هو المصحف كله؟؟
بل الكتاب يكون فيه آية أو آيتين من القرآن، يسري عليه نفس الحكم (راجعي الموضوع)


أحسنت أختي بارك الله فيك ونفع بك


التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 17 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 15 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 62/70
اجتهدي أكثر في تنظيم طريقة عرض الأقوال في المسألة في نقاط مرتبة، ولا تداخلي بين الأقوال
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 12:35 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

-الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:
1-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
2- عن حماد بن سلمة , عن ثابت , عن أنس , عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا)) رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
3-عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن.

-معنى معارضة القرآن :
المعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله , قاله ابن حجر.

- زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
في كل ليلة من رمضان , عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.

-إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
قال ابن حجر : في الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير , فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان المذكور وكان في سنة عشرٍ إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق , وما نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته فيستفاد من ذلك أن القرآن يطلق على البعض مجازًا.

-الغرض من معارضة القرآن كل عام :
قالَ عن عامر الشعبي، قال:(كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ) ذكره مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في فضائل القرآن .
وفي معارضة القرآن كل عام تأكيدًا للحفظ وزيادة في الاستذكار لئلا ينسى نسيانًا ليس بعده تذكر , وإثبات المحكم وبيان المنسوخ وزيادة في الخير والفضل ..

-أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :

وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ.

-الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
-يحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض.
-ويحتمل أن يكون السبب ما تقدم في الاعتكاف أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف عشرًا فسافر عامًا فلم يعتكف فاعتكف من قابلٍ عشرين يومًا وهذا إنما يتأتى في سفرٍ وقع في شهر رمضان وكان رمضان من سنة تسعٍ دخل وهو صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك .

-مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :

عرض كل ما نزل من القرآن إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان في سنة عشر إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة , وكأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته .

-الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
واختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره؟

واستدل من قال بأن العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد منها وهو الذي جمع عليه القران عثمان بن عفان بزيادة وردت في حديث بن عباسٍ : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
واختلفوا هل العرضة الأخيرة كانت على قراءة زيد أم قراءة ابن مسعود:
كما روي ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).
وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه.
وعند مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباسٍ سمع رجلًا يقول: الحرف الأول؛ فقال: (ما الحرف الأول؟)
قال: إن عمر بعث ابن مسعودٍ إلى الكوفة معلمًا فأخذوا بقراءته؛ فغيَّر عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول؛ فقال ابن عباسٍ: (إنه لآخر حرفٍ عرض به النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل).
وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ.
قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين
فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.

-من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة:
زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ,ذكره علي بن محمد الخازن في كتابه لباب التأويل والزركشي في كتابه البرهان عن أبي عبد الرحمن السلمي.

-جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف . ذكره الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.

ثبات تلقين الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته وترتيب القرآن على ما هو موجود الآن:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.

-تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :
تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه , ثم معارضته ما نزل منه فيه , ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ,كما أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة كما أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير
وفي عرضه للقرآن بالليل دليل على أن ليل رمضان أفضل من نهاره ,وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 2 ربيع الثاني 1436هـ/22-01-2015م, 09:21 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
-الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:
1-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
2- عن حماد بن سلمة , عن ثابت , عن أنس , عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا)) رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
3-عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن.

-معنى معارضة القرآن :
المعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله , قاله ابن حجر.

- زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
في كل ليلة من رمضان , عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.

-إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
قال ابن حجر : في الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير , فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان المذكور وكان في سنة عشرٍ إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق , وما نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته فيستفاد من ذلك أن القرآن يطلق على البعض مجازًا.

-الغرض من معارضة القرآن كل عام :
قالَ عن عامر الشعبي، قال:(كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ) ذكره مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في فضائل القرآن .
وفي معارضة القرآن كل عام تأكيدًا للحفظ وزيادة في الاستذكار لئلا ينسى نسيانًا ليس بعده تذكر , وإثبات المحكم وبيان المنسوخ وزيادة في الخير والفضل ..

-أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :

وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ.

-الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
-يحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض.
-ويحتمل أن يكون السبب ما تقدم في الاعتكاف أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف عشرًا فسافر عامًا فلم يعتكف فاعتكف من قابلٍ عشرين يومًا وهذا إنما يتأتى في سفرٍ وقع في شهر رمضان وكان رمضان من سنة تسعٍ دخل وهو صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك .

-مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :

عرض كل ما نزل من القرآن إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان في سنة عشر إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة , وكأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته .

-الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
واختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره؟

واستدل من قال بأن العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد منها وهو الذي جمع عليه القران عثمان بن عفان بزيادة وردت في حديث بن عباسٍ : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
واختلفوا هل العرضة الأخيرة كانت على قراءة زيد أم قراءة ابن مسعود:
كما روي ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).
وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه.
وعند مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباسٍ سمع رجلًا يقول: الحرف الأول؛ فقال: (ما الحرف الأول؟)
قال: إن عمر بعث ابن مسعودٍ إلى الكوفة معلمًا فأخذوا بقراءته؛ فغيَّر عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول؛ فقال ابن عباسٍ: (إنه لآخر حرفٍ عرض به النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل).
وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ.
قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين
فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.

-من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة:
زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ,ذكره علي بن محمد الخازن في كتابه لباب التأويل والزركشي في كتابه البرهان عن أبي عبد الرحمن السلمي.

-جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف . ذكره الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.

ثبات تلقين الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته وترتيب القرآن على ما هو موجود الآن:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.

-تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :
تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه , ثم معارضته ما نزل منه فيه , ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ,كما أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة كما أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير
وفي عرضه للقرآن بالليل دليل على أن ليل رمضان أفضل من نهاره ,وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية.


أحسنتِ أختي أحسن الله إليكِ
- إذا تعددت الأقوال في المسألة ؛ نظميها ، فقولي مثلا : في هذه المسألة قولان :
القول الأول :
القول الثاني :


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
[ إذا تعددت الأقوال في المسألة ؛ نظميها ، فقولي مثلا : في هذه المسألة قولان :
القول الأول :
القول الثاني : ]

رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14 / 15
___________________
= 97 %
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م, 11:22 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

محاضرة البناء العلمي


الإجابة على الأسئلة التالية:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.

مرحلة البناء العلمي مرحلة مهمة جدا ولب
التحصيل العلمي لطالب العلمي ، فبعد أن يتم التأسيس يبدأ بالبناء
وتكون مرحلة البناء في فورة نشاط الطالب وأوائل الطلب فهذه الفترة الذهبية في الشباب من فرط في البناء العلمي وقت نشاطه وصحته يصعب عليه فيما بعد البناء ومداومة الطلب .

كانت للعلماء عناية حسنة وبالغه في البناء العلمي ، كان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة يصنفونها حسب بنائهم العلمي.
فقد كان لأهل الحديث أصولهم الخاصة لكل محدث أصل خاص به .
1-الإمام أحمد صاحب المسند يقول انتقيت المسند من 750 ألف حديث ، كان له أصل يكتب فيه الأحاديث و لما أراد أن يكتب المسند استخرج من هذا الأصل المسند الذي فيه نحو 30 ألف حديث.

2-إسحاق بن راهوية يقول كأني أنظر إلى 100 ألف حديث من كتبي و30 ألف أسردها ، ونستفيد من ذلك أن له أصل يعتمد عليه ويكثر مراجعته فيه ومداومة النظر.

3-شيخ الإسلام لم يكن في وقته كتب تجمع كلام السلف في التفسير ، وقد وقف على 25 تفسيرا مسندا ، وكتب نقول السلف على جميع القران من التفاسير المسندة وجعلها أصلا لديه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.


كانت للعلماء طرق في بناء اصولهم العلمية ، ومن طرق البناء العلمي :
1-التأليف ، السيوطي ألف كتابه التحرير ولم يتجاوز عمره 23 جمع في هذا الكتاب في علوم القرآن مسائل كثييرة متفرقة حتى كان هذا الكتاب أصلا له ثم ألف كتابه الإتقان وهو كتاب جامع قيم.

2_اختيار كتاب في العلم الذي يدرسه فيحفظه ويعتني به ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه من كثرة المراجعة والتعليق كابن فرحون وابن التبان.
بعض العلماء كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب ، لكنهم كانوا يقرأونها قراءة حسنة ويكثرون القراءة فيها حتى يستحضرون مافيها كالشيخ عبدالرزاق عفيفي وقد كان نائب رئيس هيئة كبار العلماء لكنه كان حسن القراءة يجيد ما يقرأ ويستظهر المسائل والأقوال منها ، وكذلك ابن عثيمين كان يكثر المطالعة والقراءة والحفظ حتى كاد يحفظ بعض الكتب وقد حفظ الزاد عن ظهر قلب ودرس الفقه الحنبلي على شيخه ابن سعدي حتى برع وصار من فقهاء العصر.

2-أن ينشئ الطالب أصلا بنفسه
ومن ذلك أن يختار عالم من العلماء فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها، ويكون له عناية حسنة ويستفيد من طريقته في المسائل
كما فعل الثعلب مع كتب الفراء ، ومحمد بن عبدالوهاب والسعدي مع كتب ابن تيمية
وكذلك مافعله بعض المعاصرين بكتب ابن عثيمين ، لكن يجب التنبيه إلى أنه هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها إلا بعد مشقة وصبر وووقت طويل وهو يلخص ويحرر ويقرأ قراءة بعد قراءة حتى يستظهر هذا الاصل ولا يحصل ذلك بالقراءة العابرة.

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
مراحل البناء العلمي:
1-دراسة مختصر في هذا العلم والغرض من ذلك:
أ-أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
ب-وأن يكون على إلمام عام في مسائل ذلك العلم ، ولأجل ذلك قررنا في المستوى الأول تدريس أصول في التفسير والزمزمزي والفاتحة وجزء عم.

2-الزيادة على هذا الأصل أو المختصر يزيد الطالب عليه بدراسة كتاب أوسع منه قليلا فيستفيد فائدتين : أ-مراجعة للمسائل التي سبق له دراستها واتقانها ، ب-وزيادة تفصيل وبيان عليها.
ولذلك قرر في المستوى الثاني دراسة مقدمة ابن تيمية في التفسير ومقدمة ابن سعدي في علوم القران.

3-تكميل جوانب التأسيس : الطالب بعد دراسة المختصر والزيادة عليه قد يجد أن لديه ضعفا في بعض الجوانب فيحتاج لدراسة مختصر في الجانب الذي يضعف فيه كضعف في أساليب البلاغة أو الاشتقاق أو الاملاء فيدرس مختصرًا فيما ينقصه.

4-قراءة كتاب جامع في ذلك العلم او اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه ، كقراءة الاتقان للسيوطي والعناية به وتلخيص مسائله.

5-القراءة المبوبة
فمثلا علوم القران بعد أن اتخذ فيها أصلا له ولخصه وزاد كتابا بعد كتاب واستفاد منها ،
قد يجد الطالب مؤلفا قيما يعتبر عمدة في باب معين من أبواب علوم القرآن ، فيدرسه ويلخصه ويضيف المسائل إلى أصله
وهكذا يجد بعد سنوات انه قرأ كتبا كثيرة في أكثر من باب.
وفي هذه المرحلة تكون القفزات الكبيرة لطلاب العلم لأنه قد يقف على كتاب قيم يختصر عليه كثيرا من الوقت والجهد.

6-المراجعة والفهرسة للأصل الذي بناه له وكثرة النظر فيه والعناية به.

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م, 12:02 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
محاضرة البناء العلمي


الإجابة على الأسئلة التالية:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.

مرحلة البناء العلمي مرحلة مهمة جدا ولب
التحصيل العلمي لطالب العلمي ، فبعد أن يتم التأسيس يبدأ بالبناء
وتكون مرحلة البناء في فورة نشاط الطالب وأوائل الطلب فهذه الفترة الذهبية في الشباب من فرط في البناء العلمي وقت نشاطه وصحته يصعب عليه فيما بعد البناء ومداومة الطلب .

كانت للعلماء عناية حسنة وبالغه في البناء العلمي ، كان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة يصنفونها حسب بنائهم العلمي.
فقد كان لأهل الحديث أصولهم الخاصة لكل محدث أصل خاص به .
1-الإمام أحمد صاحب المسند يقول انتقيت المسند من 750 ألف حديث ، كان له أصل يكتب فيه الأحاديث و لما أراد أن يكتب المسند استخرج من هذا الأصل المسند الذي فيه نحو 30 ألف حديث.

2-إسحاق بن راهوية يقول كأني أنظر إلى 100 ألف حديث من كتبي و30 ألف أسردها ، ونستفيد من ذلك أن له أصل يعتمد عليه ويكثر مراجعته فيه ومداومة النظر.

3-شيخ الإسلام لم يكن في وقته كتب تجمع كلام السلف في التفسير ، وقد وقف على 25 تفسيرا مسندا ، وكتب نقول السلف على جميع القران من التفاسير المسندة وجعلها أصلا لديه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.


كانت للعلماء طرق في بناء اصولهم العلمية ، ومن طرق البناء العلمي :
1-التأليف ، السيوطي ألف كتابه التحرير ولم يتجاوز عمره 23 جمع في هذا الكتاب في علوم القرآن مسائل كثييرة متفرقة حتى كان هذا الكتاب أصلا له ثم ألف كتابه الإتقان وهو كتاب جامع قيم.

2_اختيار كتاب في العلم الذي يدرسه فيحفظه ويعتني به ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه من كثرة المراجعة والتعليق كابن فرحون وابن التبان.
بعض العلماء كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب ، لكنهم كانوا يقرأونها قراءة حسنة ويكثرون القراءة فيها حتى يستحضرون مافيها كالشيخ عبدالرزاق عفيفي وقد كان نائب رئيس هيئة كبار العلماء لكنه كان حسن القراءة يجيد ما يقرأ ويستظهر المسائل والأقوال منها ، وكذلك ابن عثيمين كان يكثر المطالعة والقراءة والحفظ حتى كاد يحفظ بعض الكتب وقد حفظ الزاد عن ظهر قلب ودرس الفقه الحنبلي على شيخه ابن سعدي حتى برع وصار من فقهاء العصر.

2-أن ينشئ الطالب أصلا بنفسه
ومن ذلك أن يختار عالم من العلماء فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها، ويكون له عناية حسنة ويستفيد من طريقته في المسائل
كما فعل الثعلب مع كتب الفراء ، ومحمد بن عبدالوهاب والسعدي مع كتب ابن تيمية
وكذلك مافعله بعض المعاصرين بكتب ابن عثيمين ، لكن يجب التنبيه إلى أنه هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها إلا بعد مشقة وصبر وووقت طويل وهو يلخص ويحرر ويقرأ قراءة بعد قراءة حتى يستظهر هذا الاصل ولا يحصل ذلك بالقراءة العابرة.
ومن ذلك أيضا أن ينشيء لنفسه أصلا من مصنفات عدد من العلماء كما فعل شيخ الإسلام الإسلام ابن تيمية في التفسير ، فقد مثلتِ لذلك في إجابة السؤال الأول .

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
مراحل البناء العلمي:
1-دراسة مختصر في هذا العلم والغرض من ذلك:
أ-أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
ب-وأن يكون على إلمام عام في مسائل ذلك العلم ، ولأجل ذلك قررنا في المستوى الأول تدريس أصول في التفسير والزمزمزي والفاتحة وجزء عم.

2-الزيادة على هذا الأصل أو المختصر يزيد الطالب عليه بدراسة كتاب أوسع منه قليلا فيستفيد فائدتين : أ-مراجعة للمسائل التي سبق له دراستها واتقانها ، ب-وزيادة تفصيل وبيان عليها.
ولذلك قرر في المستوى الثاني دراسة مقدمة ابن تيمية في التفسير ومقدمة ابن سعدي في علوم القران.

3-تكميل جوانب التأسيس : الطالب بعد دراسة المختصر والزيادة عليه قد يجد أن لديه ضعفا في بعض الجوانب فيحتاج لدراسة مختصر في الجانب الذي يضعف فيه كضعف في أساليب البلاغة أو الاشتقاق أو الاملاء فيدرس مختصرًا فيما ينقصه.

4-قراءة كتاب جامع في ذلك العلم او اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه ، كقراءة الاتقان للسيوطي والعناية به وتلخيص مسائله.

5-القراءة المبوبة
فمثلا علوم القران بعد أن اتخذ فيها أصلا له ولخصه وزاد كتابا بعد كتاب واستفاد منها ،
قد يجد الطالب مؤلفا قيما يعتبر عمدة في باب معين من أبواب علوم القرآن ، فيدرسه ويلخصه ويضيف المسائل إلى أصله
وهكذا يجد بعد سنوات انه قرأ كتبا كثيرة في أكثر من باب.
وفي هذه المرحلة تكون القفزات الكبيرة لطلاب العلم لأنه قد يقف على كتاب قيم يختصر عليه كثيرا من الوقت والجهد.

6-المراجعة والفهرسة للأصل الذي بناه له وكثرة النظر فيه والعناية به.
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابة جيدة ، وتنسيق متميز ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - ، ولمراعاة علامات الترقيم .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 26 جمادى الأولى 1436هـ/16-03-2015م, 05:28 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

أنواع اختلاف التنوع
-بيان كون خلاف السلف قليل في التفسير مقارنة بخلافهم في الأحكام : ش
كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفاً ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل وهذا الكلام قد لا يسلَّم له إذا نظر إلى أن الاختلاف في كل آية موجود عن السلف موجود عنهم الخلاف في تفسير كلمات أو في تفسير الآيات بين الصحابة والتابعين.
فالاختلاف نوعان: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد.
وتقرير ذلك أن الاختلاف في الآية في تفسيرها أو في كلمة منها لا يعني أن يكون القول بل أقول إن الاتفاق في تفسير الآية أو في تفسير كلمة منها لا يعني أن يكون القول من الصحابي موافقاً للقول الآخر بحروفه بل قد يكون الاتفاق في المعنى ولا يسمى هذا اختلاف بل هو اتفاق؛ لأنهم في الحقيقة اتفقوا على المعنى أما اللفظ فجرى بينهم خلاف فيه.
-أنواع الاختلاف الوارد عن السلف :
وهو نوعان: اختلافُ تنوُّعٍ واختلافُ تضادٍّ.
-تعريف اختلاف التنوع :ش ط
واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
-أقسام اختلاف التنوع : ش ط
ينقسمُ إلى قسمين:
قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-تعريف اختلاف التضاد: ش ط
هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ، وهو كما ذَكرَ المصنِّفُ قليلٌ.
-مثال اختلاف التضاد:ش ط
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.
-ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير.
الجمع بين الاختلاف من جهة المسمى والصفات , والعام وأفراده.
-وجود الترادف التام في القرآن :
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
-الفرق بين الألفاظ المترادفة، والألفاظ المتبايينة، والألفاظ المتكافئة:ش ط
الترادف التام : يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
أما التباين: فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً بينهما ؛لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخرلفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً بل هي بين هذا وهذا متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات هذه مختلفة مثل ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار... إلخ هذه أسماء هل هي متباينة؟
على كلامه هي ليست بمتباينة لأن البتار والصارم والمهند كل هذه معناها السيف، وهل هي مترادفة؟ لا لأنه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة في المعنى البتار: فيه أنه سيف وزيادة، زيادة وصف وهو كونه بتاراً.
المهند: سيف وزيادة، كونه جاء من الهند.
الصارم: سيف وزيادة أن من وصفه الصرامة وهكذا، فإذاً هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فصارت متكافئة يعني يكافئ بعضها بعضاً وهذا لا يقتضي التبيان ولا يقتضي الترادف هذا مثل ما جاء في الأسماء الحسنى كما مثل لك: فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم، اسم الله العزيز ليس مساوياً من جهة المعنى يعني الصفة التي اشتمل عليها الاسم لاسم الله القوي، ونحو ذلك، هذه تسمى متكافئة، يعني من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة.
-كيف يكون مقصود السائل عاملا مؤثرا في عبارة المفسر؟ ط
إِذَا كَانَ مَقْصُودُ السَّائِلِ تَعْيِينَ المُسمَّى عبَّرْنَا عَنْهُ بِأَيِّ اسْمٍ كَانَ إِذَا عُرِفَ مُسمَّى هَذَا الاسْمِ، وقَدْ يَكُونُ الاسْمُ عَلَمًا، وَقَدْ يَكُونُ صِفَةً، كَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ قولِهِ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} [سُورَةُ طه: 124] مـَا ذِكْرُهُ؟
السائلُ الآنَ يريدُ أن يعرِفَ ما هو الذِّكرُ المرادُ في قولِه تعالى: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}؟ والذِّكْرُ هنا يحتملُ أن يكونَ يُرادُ به ما يَذكُرُ به العبدُ ربَّه , وهو قولُه: سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللَّهُ. فهذه تسمَّى أذكارًا، ويحتملُ أن يكونَ المرادُ بالذِّكرِ هنا هو القرآنَ، ويعبِّرُ عن القرآنِ بالذِّكرِ أو بالكلامِ أو بالهُدى، فيكونُ المعنى {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} أي: كلامي، أو هُدايَ، أو كتابي؛ لأنَّ هذه الألفاظَ وإن كانتْ معانيها مختلفةً فإنها تدلُّ على شيءٍ واحدٍ وهو القرآنُ.
فيقالُ للسائلِ هنا: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} هو القرآنُ؛ لأنَّ مرادَه هو السؤالُ عن المقصودِ بالذِّكرِ، وليس السؤالَ عن معناهُ اللغويِّ.
هذا هو الاحتمالُ الثاني: أن يكونَ السائلُ يعرفُ أنَّ المرادَ بـ (ذِكري) هو كتابُ اللَّهِ، لكنَّه يريدُ أن يعرفَ معنى لفظِ (ذكري) ما معناها؟
ومثلُه ما ذَكرهُ في المثالِ الآخَرِ (القُدُّوس) فالسائلُ يعرفُ أنَّ القدوسَ هو اللَّهُ , لكنه يريدُ أن يعرفَ ما معنى هذه الكلمةِ؟ فهو يسألُ عن الوصفِ الزائدِ عن المسمَّى الذي هو الصِّفةُ في القُدُّوسِ.
أيضًا (السلامُ) ما معنى السلامِ؟
فالنظَرُ هنا إلى مقصودِ السائلِ، فأحيانًا يكونُ مقصودُ السائلِ معرفةَ المسمَّى دونَ النظَرِ إلى معنى العبارةِ، وأحيانًا يكونُ السائِلُ يَعرفُ المسمَّى , لكنه يريدُ أن يعرفَ المعنى الذي في العبارةِ.
-فائدة مهمة في تعبير السلف في التفسير : ط
هي أن نعرفَ أن السَّلفَ كثيرًا مـا يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى.
فعندَما أقولُ: أحمدُ هو الحاشِرُ، ليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ،وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ , وهو الماحِي , وهو كذا. وستأتِينا في التفسيرِ أمثِلةٌ لهذا , إن شاءَ اللَّهُ تعالى.
- الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِأنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ: ط
-قضية الحد المطابق والرد بها على المناطقة: ط
ثم إنَّ المصنِّفَ ذَكرَ هنا قضيةَ الحدِّ المطابِقِ , وذلك للردِّ على المَناطِقَةِ، وذلك أنَّ التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
فلو قال قائلٌ مثلًا: عرِّفِ الصلاةَ. فقلتَ له: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ. فمِثلُ هذا التعريفِ هل يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ؟
وكذلك تعريفاتُ العلومِ مِثلِ علمِ الفقهِ، وعلمِ الأصولِ، وعلمِ التجويدِ، وغيرِ ذلك، ولهذا إذا أردتَ مثلًا أن تُعرِّفَ عِلمَ أصولِ الفقهِ تعريفًا جامعًا مانعًا فإنَّ هذا لا يُمكنُ؛ لأنَّ طلبَ الحدِّ المطابِقِ فيه نوعٌ من التعجيزِ، ولذلك فإنه يُكتفَى في التعريفِ بالوصفِ الذي يوضِّحُ مدلولَ العِلمِ، ولا يلزمُ ذِكرُ الحدِّ المطابِقِ تمامًا؛ لأنَّ المرادَ هو إفهامُ السامعِ، وذلك يتحقَّقُ بدونِ ذكرِ التحديدِ الدقيقِ لبعضِ المصطلحاتِ العلميَّةِ أو الشرعيةِ. وهذه فائدةٌ علميةٌ نبَّه عليها شيخُ الإسلامِ في الردِّ على المنطِقِيِّين.
فالتعريفَ بالمثالِ قد يُسهِّلُ أكثرَ من التعريفِ بالحدِّ المطابِقِ، والعقلُ السليمُ يتفطَّنُ للنوعِ كما يَتفطَّنُ إذا أُشيرَ إلى الرغيفِ , وقيل: هذا هو الخُبزُ.
-القاعدةَ العامَّةَ في أسباب النزول إذا تعدَّدتِ الحكايةُ في سببِ النـزولِ: ط
هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
ولو رجعتَ ـ مثلًا ـ إلى ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
-موقف المفسر إذا فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم آية، وكانت عبارة القرآن أعم وأشمل من تفسيره صلى الله عليه وسلم: ط
إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)) فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
-تفسير السلف لقوله تعالى :(اهدننا الصراط المستقيم ): ط ش
بعضُهم قال: إنَّ الصراطَ هو القرآنُ. ومنهم مَن قال: إنَّ الصراطَ هو الإسلامُ. ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ. ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.
فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , كما ذَكرَ المصنِّفُ رحمهُ اللَّهُ.
فإذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي الصراطُ المستقيمُ.
وهي أنه يُوجدُ في كلامِ شيخِ الإسلامِ المتقدِّمِ ما يدلُّ على أنَّ الصراطَ المستقيمَ هو القرآنُ أو الإسلامُ، وذلك في حديثِ علِيٍّ المتقدِّمِ – وإن كان في سنَدِه مقالٌ – قال: ((هو حَبلُ اللَّهِ المتينُ والذِّكرُ الحكيمُ وهو الصراطُ المستقيمُ)) وفي الحديثِ الآخَرِ قال: ((فالصراطُ المستقيمُ هو الإسلامُ ))، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان لم يَذكُرْ هذين الحديثَيْن في مقامِ التفسيرِ إلا أنَّ بينَهما وبينَ المعنى المذكورِ في الآيةِ توافُقًا من جهةِ المعنى، ومادام الأمرُ كذلك فيُمكنُ أن يقالَ: إنَّ الصراطَ المستقيمَ الذي في الآيةِ هو الصراطُ الذي ذَكرَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في الحديثِ؛ لأنَّ السُّنةَ تُفسِّرُ القرآنَ، ولكنَّ الذي رَبَطَ بينَ المَعنَيَيْنِ هو المفسَّرُ.
-مثال اختلاف التنوع على سبيل المثال :
تفسير قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ}،
بعضُ المفسِّرِين جعلَها في أوقاتِ الصلاةِ، وبعضُهم جعلَها في المالِ، ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك ، فكلُّ عملٍ من أعمالِ الخيرِ ينقسِمُ الناسُ فيه إلى ظالِمٍ لنفْسِه , ومقتصدٍ , وسابقٍ بالخيراتِ. فالخلاف هنا اختلاف تنوع على سبيل المثال .
- تفسير قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} :
قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ، فما ذُكرَ لا يَدخُلُ في النَّعيمِ ويدخلُ معه غيرُه مما لم يُذكَرْ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
أمثلة اختلاف التنوع على سبيل تعدد ذكر أفراد العام :
-تفسير قوله : {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} :
الحسنة عند العلماء هي ما يلائم الطبع ويسر النفس، النساء من ذلك يعني الزوجات والجواري من ذلك، والمال من ذلك، الإمارة والأمر والنهي من ذلك فلما قال الله – جل وعلا – فيهم: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة} فمن فسرها بأنها المال فسر الحسنة ببعض أفرادها ببعض ما يدخل فيه.
قال الآخر: هي المال هي الزوجات، قال الثالث: الإمارة، قال الرابع: أن يطاع والجاه ونحو ذلك فهذا لا يعد اختلافاً، بل كله داخل الاسم العام.
ومن هنا نستفيد فائدة وهي أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد. إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه.
-مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.
ولهذا ينظر المفسر أو تنظر وأنت تقرأ في التفسير إلى هذا بعناية الاختلافات تحاول أن تجمع بينها إما من الجهة الأولى المسمى والصفات وإما من هذه الجهة العام وأفراده.

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 29 جمادى الأولى 1436هـ/19-03-2015م, 03:34 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
لابد من قائمة عناصر الدرس أولا

أنواع اختلاف التنوع
-بيان كون خلاف السلف قليل في التفسير مقارنة بخلافهم في الأحكام : ش
كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفاً ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل وهذا الكلام قد لا يسلَّم له إذا نظر إلى أن الاختلاف في كل آية موجود عن السلف موجود عنهم الخلاف في تفسير كلمات أو في تفسير الآيات بين الصحابة والتابعين.
فالاختلاف نوعان: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد.
وتقرير ذلك أن الاختلاف في الآية في تفسيرها أو في كلمة منها لا يعني أن يكون القول بل أقول (من الذي يقول؟) إن الاتفاق في تفسير الآية أو في تفسير كلمة منها لا يعني أن يكون القول من الصحابي موافقاً للقول الآخر بحروفه بل قد يكون الاتفاق في المعنى ولا يسمى هذا اختلاف بل هو اتفاق؛ لأنهم في الحقيقة اتفقوا على المعنى أما اللفظ فجرى بينهم خلاف فيه.
-أنواع الاختلاف الوارد عن السلف :
وهو نوعان: اختلافُ تنوُّعٍ واختلافُ تضادٍّ.
-تعريف اختلاف التنوع :ش ط
واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
-أقسام اختلاف التنوع : ش ط
ينقسمُ إلى قسمين:
قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-تعريف اختلاف التضاد: ش ط
هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ، وهو كما ذَكرَ المصنِّفُ قليلٌ.
-مثال اختلاف التضاد:ش ط
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.
-ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير.
الجمع بين الاختلاف من جهة المسمى والصفات , والعام وأفراده. الكلام مختصر.
-وجود الترادف التام في القرآن :
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
-الفرق بين الألفاظ المترادفة، والألفاظ المتبايينة، والألفاظ المتكافئة:ش ط
الترادف التام : يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
أما التباين: فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً بينهما ؛لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخرلفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً بل هي بين هذا وهذا متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات هذه مختلفة مثل ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار... إلخ هذه أسماء هل هي متباينة؟
على كلامه هي ليست بمتباينة لأن البتار والصارم والمهند كل هذه معناها السيف، وهل هي مترادفة؟ لا لأنه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة في المعنى البتار: فيه أنه سيف وزيادة، زيادة وصف وهو كونه بتاراً.
المهند: سيف وزيادة، كونه جاء من الهند.
الصارم: سيف وزيادة أن من وصفه الصرامة وهكذا، فإذاً هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فصارت متكافئة يعني يكافئ بعضها بعضاً وهذا لا يقتضي التبيان ولا يقتضي الترادف هذا مثل ما جاء في الأسماء الحسنى كما مثل لك: فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم، اسم الله العزيز ليس مساوياً من جهة المعنى يعني الصفة التي اشتمل عليها الاسم لاسم الله القوي، ونحو ذلك، هذه تسمى متكافئة، يعني من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة. الكلام فيه تفصيل زائد، كما أنه يجب أن يعرض بطريقة مختلفة عن مجرد السرد.
-كيف يكون مقصود السائل عاملا مؤثرا في عبارة المفسر؟ ط
إِذَا كَانَ مَقْصُودُ السَّائِلِ تَعْيِينَ المُسمَّى عبَّرْنَا عَنْهُ بِأَيِّ اسْمٍ كَانَ إِذَا عُرِفَ مُسمَّى هَذَا الاسْمِ، وقَدْ يَكُونُ الاسْمُ عَلَمًا، وَقَدْ يَكُونُ صِفَةً، كَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ قولِهِ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} [سُورَةُ طه: 124] مـَا ذِكْرُهُ؟
السائلُ الآنَ يريدُ أن يعرِفَ ما هو الذِّكرُ المرادُ في قولِه تعالى: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}؟ والذِّكْرُ هنا يحتملُ أن يكونَ يُرادُ به ما يَذكُرُ به العبدُ ربَّه , وهو قولُه: سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللَّهُ. فهذه تسمَّى أذكارًا، ويحتملُ أن يكونَ المرادُ بالذِّكرِ هنا هو القرآنَ، ويعبِّرُ عن القرآنِ بالذِّكرِ أو بالكلامِ أو بالهُدى، فيكونُ المعنى {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} أي: كلامي، أو هُدايَ، أو كتابي؛ لأنَّ هذه الألفاظَ وإن كانتْ معانيها مختلفةً فإنها تدلُّ على شيءٍ واحدٍ وهو القرآنُ.
فيقالُ للسائلِ هنا: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} هو القرآنُ؛ لأنَّ مرادَه هو السؤالُ عن المقصودِ بالذِّكرِ، وليس السؤالَ عن معناهُ اللغويِّ.
هذا هو الاحتمالُ الثاني: أن يكونَ السائلُ يعرفُ أنَّ المرادَ بـ (ذِكري) هو كتابُ اللَّهِ، لكنَّه يريدُ أن يعرفَ معنى لفظِ (ذكري) ما معناها؟
ومثلُه ما ذَكرهُ في المثالِ الآخَرِ (القُدُّوس) فالسائلُ يعرفُ أنَّ القدوسَ هو اللَّهُ , لكنه يريدُ أن يعرفَ ما معنى هذه الكلمةِ؟ فهو يسألُ عن الوصفِ الزائدِ عن المسمَّى الذي هو الصِّفةُ في القُدُّوسِ.
أيضًا (السلامُ) ما معنى السلامِ؟
فالنظَرُ هنا إلى مقصودِ السائلِ، فأحيانًا يكونُ مقصودُ السائلِ معرفةَ المسمَّى دونَ النظَرِ إلى معنى العبارةِ، وأحيانًا يكونُ السائِلُ يَعرفُ المسمَّى , لكنه يريدُ أن يعرفَ المعنى الذي في العبارةِ.
-فائدة مهمة في تعبير السلف في التفسير : ط
هي أن نعرفَ أن السَّلفَ كثيرًا مـا يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى.
فعندَما أقولُ: أحمدُ هو الحاشِرُ، ليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ،وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ , وهو الماحِي , وهو كذا. وستأتِينا في التفسيرِ أمثِلةٌ لهذا , إن شاءَ اللَّهُ تعالى.
- الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِأنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ: ط
-قضية الحد المطابق والرد بها على المناطقة: ط
ثم إنَّ المصنِّفَ ذَكرَ هنا قضيةَ الحدِّ المطابِقِ , وذلك للردِّ على المَناطِقَةِ، وذلك أنَّ التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
فلو قال قائلٌ مثلًا: عرِّفِ الصلاةَ. فقلتَ له: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ. فمِثلُ هذا التعريفِ هل يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ؟
وكذلك تعريفاتُ العلومِ مِثلِ علمِ الفقهِ، وعلمِ الأصولِ، وعلمِ التجويدِ، وغيرِ ذلك، ولهذا إذا أردتَ مثلًا أن تُعرِّفَ عِلمَ أصولِ الفقهِ تعريفًا جامعًا مانعًا فإنَّ هذا لا يُمكنُ؛ لأنَّ طلبَ الحدِّ المطابِقِ فيه نوعٌ من التعجيزِ، ولذلك فإنه يُكتفَى في التعريفِ بالوصفِ الذي يوضِّحُ مدلولَ العِلمِ، ولا يلزمُ ذِكرُ الحدِّ المطابِقِ تمامًا؛ لأنَّ المرادَ هو إفهامُ السامعِ، وذلك يتحقَّقُ بدونِ ذكرِ التحديدِ الدقيقِ لبعضِ المصطلحاتِ العلميَّةِ أو الشرعيةِ. وهذه فائدةٌ علميةٌ نبَّه عليها شيخُ الإسلامِ في الردِّ على المنطِقِيِّين.
فالتعريفَ بالمثالِ قد يُسهِّلُ أكثرَ من التعريفِ بالحدِّ المطابِقِ، والعقلُ السليمُ يتفطَّنُ للنوعِ كما يَتفطَّنُ إذا أُشيرَ إلى الرغيفِ , وقيل: هذا هو الخُبزُ. الكلام فيه تفصيل زائد
-القاعدةَ العامَّةَ في أسباب النزول إذا تعدَّدتِ الحكايةُ في سببِ النـزولِ: ط
هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
ولو رجعتَ ـ مثلًا ـ إلى ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
-موقف المفسر إذا فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم آية، وكانت عبارة القرآن أعم وأشمل من تفسيره صلى الله عليه وسلم: ط
إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)) فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
-تفسير السلف لقوله تعالى :(اهدننا الصراط المستقيم ): ط ش هذا أول أنواع اختلاف التنوع وموقعه يجب أن يكون أول الملخص.
بعضُهم قال: إنَّ الصراطَ هو القرآنُ. ومنهم مَن قال: إنَّ الصراطَ هو الإسلامُ. ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ. ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.
فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , كما ذَكرَ المصنِّفُ رحمهُ اللَّهُ.
فإذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي الصراطُ المستقيمُ.
وهي أنه يُوجدُ في كلامِ شيخِ الإسلامِ المتقدِّمِ ما يدلُّ على أنَّ الصراطَ المستقيمَ هو القرآنُ أو الإسلامُ، وذلك في حديثِ علِيٍّ المتقدِّمِ – وإن كان في سنَدِه مقالٌ – قال: ((هو حَبلُ اللَّهِ المتينُ والذِّكرُ الحكيمُ وهو الصراطُ المستقيمُ)) وفي الحديثِ الآخَرِ قال: ((فالصراطُ المستقيمُ هو الإسلامُ ))، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان لم يَذكُرْ هذين الحديثَيْن في مقامِ التفسيرِ إلا أنَّ بينَهما وبينَ المعنى المذكورِ في الآيةِ توافُقًا من جهةِ المعنى، ومادام الأمرُ كذلك فيُمكنُ أن يقالَ: إنَّ الصراطَ المستقيمَ الذي في الآيةِ هو الصراطُ الذي ذَكرَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في الحديثِ؛ لأنَّ السُّنةَ تُفسِّرُ القرآنَ، ولكنَّ الذي رَبَطَ بينَ المَعنَيَيْنِ هو المفسَّرُ.
-مثال اختلاف التنوع على سبيل المثال : وهذا نوع آخر من اختلاف التنوع
تفسير قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ}،
بعضُ المفسِّرِين جعلَها في أوقاتِ الصلاةِ، وبعضُهم جعلَها في المالِ، ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك ، فكلُّ عملٍ من أعمالِ الخيرِ ينقسِمُ الناسُ فيه إلى ظالِمٍ لنفْسِه , ومقتصدٍ , وسابقٍ بالخيراتِ. فالخلاف هنا اختلاف تنوع على سبيل المثال .
- تفسير قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} :
قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ، فما ذُكرَ لا يَدخُلُ في النَّعيمِ ويدخلُ معه غيرُه مما لم يُذكَرْ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
أمثلة اختلاف التنوع على سبيل تعدد ذكر أفراد العام : هذا مثال آخر لنفس النوع فهو مشابه للأمثلة السابقة
-تفسير قوله : {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} :
الحسنة عند العلماء هي ما يلائم الطبع ويسر النفس، النساء من ذلك يعني الزوجات والجواري من ذلك، والمال من ذلك، الإمارة والأمر والنهي من ذلك فلما قال الله – جل وعلا – فيهم: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة} فمن فسرها بأنها المال فسر الحسنة ببعض أفرادها ببعض ما يدخل فيه.
قال الآخر: هي المال هي الزوجات، قال الثالث: الإمارة، قال الرابع: أن يطاع والجاه ونحو ذلك فهذا لا يعد اختلافاً، بل كله داخل الاسم العام.
ومن هنا نستفيد فائدة وهي أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد. إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه.
-مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.
ولهذا ينظر المفسر أو تنظر وأنت تقرأ في التفسير إلى هذا بعناية الاختلافات تحاول أن تجمع بينها إما من الجهة الأولى المسمى والصفات وإما من هذه الجهة العام وأفراده.
بارك الله فيك ونفع بك ومتعك بالصحة والعافية.
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.

يلاحظ على هذا الملخص تفصيلات زائدة عن الحاجة، كما أنك لم تبرزي أهم عنصرين فيه وهما نوعا اختلاف التنوع بل أخرتيهما نهاية الملخص على غير المتوقع، وهذا أكبر مأخذ على تلخيصك.
ويتبين لك ذلك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 03:49 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

آخر ما نزل من القرآن
العناصر:
آخر سورة نزلت جميعاً*
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً*
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
*آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
*آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
*أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
-القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ).
-القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
-القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ .
-القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية .
-القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) .
-القول السادس : سورة النصر .
-القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة.
-القول الثامن : سورة المائدة .
-القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات).
-القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمينإن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية .
-القول الحادي عشر:أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
-القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}.
الجمع بين الأقوال.
سبب الخلاف.
أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
إشكال وجوابه.
سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة.
آخر سورة نزلت جميعاً:
دلت الآثار المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم أن آخر سورة نزلت جميعًا سورة النصر.

عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟ , قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} , قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور.

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول:سورة النصر : وبه قال الإمام مسلم وذكره ابن أبي شيبة وابن كثير والسيوطي , والكلبي في التفسير والذهبي في التاريخ .
دليلهم :
1-عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور, وذكره الذهبي في التاريخ.
2-عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه , ذكره الذهبي في التاريخ .
فدل ذلك على أن سورة النصر هي آخر سورة نزلت من القرآن وذلك لأن فيها علامة قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم .
- القول الثاني:سورة التوبة , وبه قال الزهري والهروي , وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه.
دليلهم :
1-عن محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
2-عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
3- عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}. أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه البجلي في فضائل القرآن وابن الضريس في فضائل القرآن والذهبي في التاريخ وابن كثير في تفسيره.
- القول الثالث:سورة المائدة ,ذكره سعيد بن منصور و ابن كثير والسيوطي.
دليلهم :
1-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) , رواه ابن كثير في تفسيره.
2-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة. رواه سعيد بن منصور في سننه.
3-عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) , أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" , وذكره السيوطي في الدر المنثور.

آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} ذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه :
دليلهم:
١-عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}. الناسخ والمنسوخ لقتادة.
٢-عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}ذكره الهروي في فضائل القرآن.
٣-عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه. فضائل القرآن للهروي.
٤-عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
٥-عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
القول الثاني: آية الكلالة ، رواه البخاري في صحيحه وذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه وابن كثير في تفسيره والبجلي في فضائل القرآن .
دليلهم :
عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ) رواه البخاري وذكر نحوه الهروي في فضائل القرآن وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبجلي في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره.
القول الثالث: آية الربا ، ذكره الهروي في فضائل القرآن والبجلي كذلك.
دليلهم :
١-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس).ذكره الهروي في فضائل القران.
٢-عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» )ذكره البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين ، ذكره الهروي في فضائل القرآن.
دليلهم:
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة ،ذكره الزهري في الناس والمنسوخ والبجلي والبجلي في فضائل القرآن والداني في البيان.
دليلهم:
١-عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
٢-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها. الناسخ والمنسوخ لقتادة وفضائل القرآن للبجلي.
٣-عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن. قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. فضائل القرآن للبجلي.
٤-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). البيان للداني.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن)قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). فضائل القرآن لابن الضريس.

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ) وبه قال ابن عباس وذكره البيهقي في دلائل النبوة والواحدي في أسباب النزول والسخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم :
1-عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما . زاد المنادي في روايته :(نزلت بمنى), عن ابن عباس قال: (آخر شيء نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ذكره البلقيني في مواقع العلوم عن طريق الشعبي.
2-قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين,يعني العاشر من يوم مرضه.ذكره أبو شامة في المرشد الوجيز .
القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{, وهو رواية عن ابن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز , والكلبي في التسهيل والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في البرهان .
دليلهم :
عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس)
عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).ذكره البيهقي في دلائل النبوة و الذهبي في التاريخ.
وروى البيهقيعن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى}:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ وهي أطول آية في القرآن. ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم:
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان .
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان .
وأخرج ابن جريرمن طريق ابن شهابعن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد. ذكره السيوطي في الإتقان.
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهنويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى.ذكره السيوطي في الاتقان
يقول الزرقاني: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .وذلك لأمرين:
-أحدهما:ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارةإلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية , وهذا القول مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والزركشي في البرهان رواه عن السدي والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان..
دليلهم :
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}ثم قرأ إلى{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}. رواه أحمد وذكره الزركشي في البرهان .
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) ذكره السخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والسيوطي في الإتقان .
ونزلت:{ اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
القول السادس : سورة النصر , ذكره الكلبي في التسهيل , والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم:
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله} قال: صدقت. ذكره البلقيني في مواقع العلوم .
ويحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي))وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا :{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة, وهذا ما قال به البراء بن عازب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة و الواحدي في أسباب النزول وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم : عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة، وآخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يستفتونك..} ) رواه البخاري ومسلم .
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الاتقان.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية "التوبة: 5، 11"، وقيل: { لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية "التوبة: 128". ذكره ابن حجر في الفتح .
القول الثامن : سورة المائدة , روي عن عائشة رضي الله عنها وذكره الزركشي في البرهان .
دليلهم :
ما رواه الترمذي والحاكم عن عائشة: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه.ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.
القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات), ذكره السيوطي في الإتقان.
دليلهم :
عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل}إلى آخرها . أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد وذكره السيوطي في الإتقان.
قال السيوطي وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت}: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض{ونزلت: }إن المسلمين والمسلمات{ ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الإتقان.
القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى. ذكره السيوطي في الإتقان.
القول الحادي عشر: أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: هذه الآية: } وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ {هي آخر ما نزل وما نسخها شيء، ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
قال السيوطي: ومن أغرب ما روي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أنبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية}: فمن كان يرجو لقاء ربه{ الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: وهو أثَر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية نسختها ولا تُغيِّر حكمها بل هي مثبتة محكمة فاشتبه ذلك على بعض الرواة فراوه بالمعنى على ما فهمه، انتهى.

الجمع بين الأقوال :
القول الأقرب من هذه الأقوال والله أعلم : هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: } وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت ,ورجح هذا القول ابن حجر في الفتح والزرقاني في مناهل العرفان.
لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا هـ وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والزركشي في البرهان .

سبب الخلاف:
هذا الخلاف راجع إلى أن كل واحد من الصحابة رضوان الله عليهم أخبر بما عنده من العلم , والمراد بذلك ان هذه الآيات هي من أواخر ما نزل وليست آخر آية نزلت مطلقًا ,ذكره البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة .



● أواخر مخصوصة
آخر ما نزل بمكة:
القول الأول: سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة. وسورة النبأ: ليس فيها ناسخ ولا منسوخ , ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء .
القول الثاني : سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة , قال به عطاء ,
قال الزركشي : واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء:هي آخر ما نزل بمكة. ذكره الزركشي في البرهان.
إشكال وجوابه.
من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها , وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك؟
الجواب أن نقول أن معنى إكمال الدين في الآية هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون , ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} . ذكره السيوطي في الإتقان والرزرقاني في مناهل العرفان.

سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة :
لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: أن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطول.
وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه,و ذكره ابن كثير في تفسيره.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 16 رجب 1436هـ/4-05-2015م, 03:24 PM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي

حياك الله
تم نقل مشاركتك الخاصة بفهرسة آخر ما نزل من القرآن
للموضوع نفسه

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م, 10:09 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
آخر ما نزل من القرآن
العناصر:
آخر سورة نزلت جميعاً*
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً*
- القول الأول: سورة النصر
- القول الثاني: سورة التوبة
- القول الثالث: سورة المائدة
*آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- القول الثاني: آية الكلالة
- القول الثالث: آية الربا
- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
*آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
*أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
-القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ).
-القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
-القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ .
-القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية .
-القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) .
-القول السادس : سورة النصر .
-القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة.
-القول الثامن : سورة المائدة .
-القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات).
-القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمينإن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية .
-القول الحادي عشر:أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
-القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}.
الجمع بين الأقوال.
سبب الخلاف.
أواخر مخصوصة
-آخر ما نزل بمكة
إشكال وجوابه.
سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة.



آخر سورة نزلت جميعاً:
دلت الآثار المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم أن آخر سورة نزلت جميعًا سورة النصر.
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم -وقال هارون: تدري- آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟ , قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح} , قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور.

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول:سورة النصر : وبه قال الإمام مسلم وذكره ابن أبي شيبة وابن كثير والسيوطي , والكلبي في التفسير والذهبي في التاريخ .
دليلهم :
1-عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: صدقت. رواه مسلم في صحيحه و ابن أبي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه النسائي في سننه وذكره ابن كثير في تفسيره, وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور, وذكره الذهبي في التاريخ.
2-عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال: أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه إياه إذا فتح الله عليك فذاك علامة أجلك قال ذلك لعمر فقال: ما أعلم منها إلا مثل ما تعلم يا بن عباس. أخرجه البخاري بمعناه , ذكره الذهبي في التاريخ .
فدل ذلك على أن سورة النصر هي آخر سورة نزلت من القرآن وذلك لأن فيها علامة قرب أجل النبي صلى الله عليه وسلم .
- القول الثاني:سورة التوبة , وبه قال الزهري والهروي , وذكره ابن أبي شيبة في مصنفه.
دليلهم :
1-عن محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن) ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
2-عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
3- عن البراء، قال، (آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة، وآخر آيةٍ نزلت في القرآن: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}. أخرجه ابن ابي شيبة في مصنفه , وأخرج نحوه البجلي في فضائل القرآن وابن الضريس في فضائل القرآن والذهبي في التاريخ وابن كثير في تفسيره.
- القول الثالث:سورة المائدة ,ذكره سعيد بن منصور و ابن كثير والسيوطي.
دليلهم :
1-عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) , رواه ابن كثير في تفسيره.
2-عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة،)) يكتفى بموضع الشاهد فقط على المسألة وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة. رواه سعيد بن منصور في سننه.
3-عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت)) يكتفى بموضع الشاهد فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) , أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" , وذكره السيوطي في الدر المنثور.

آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} ذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه :
دليلهم:
١-عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}. الناسخ والمنسوخ لقتادة.
٢-عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}ذكره الهروي في فضائل القرآن.
٣-عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }, قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه. فضائل القرآن للهروي.
٤-عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
٥-عن عطيّة العوفيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. . روابن ابن أبي شيبة في مصنفه.
القول الثاني: آية الكلالة ، رواه البخاري في صحيحه وذكره الهروي في فضائل القرآن وابن أبي شيبة في مصنفه وابن كثير في تفسيره والبجلي في فضائل القرآن .
دليلهم :
عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه، يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ) رواه البخاري وذكر نحوه الهروي في فضائل القرآن وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبجلي في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره.
القول الثالث: آية الربا ، ذكره الهروي في فضائل القرآن والبجلي كذلك.
دليلهم :
١-عن ابن عباس قال: آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس).ذكره الهروي في فضائل القران.
٢-عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة» )ذكره البجلي في فضائل القرآن.
القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين ، ذكره الهروي في فضائل القرآن.
دليلهم:
عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين. ذكره الهروي في فضائل القرآن.
القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة ،ذكره الزهري في الناس والمنسوخ والبجلي والبجلي في فضائل القرآن والداني في البيان.
دليلهم:
١-عن محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}. ذكره الزهري في الناسخ والمنسوخ.
٢-عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها. الناسخ والمنسوخ لقتادة وفضائل القرآن للبجلي.
٣-عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن. قال: فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. فضائل القرآن للبجلي.
٤-عن جابر بن زيد... وآخر آية أنزلت قوله تعالى: {فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ). البيان للداني.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن. فقال أُبَيُّ بنُ كعب: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين :{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم .فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}.
قال: (فهذا آخر ما أنزل من القرآن)قال: (فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله، يقول الله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}). فضائل القرآن لابن الضريس.

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم
القول الأول : أن آخر آية نزلت قوله تعالى :( واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ) وبه قال ابن عباس وذكره البيهقي في دلائل النبوة والواحدي في أسباب النزول والسخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم :
1-عن ابن عباس قال: ( {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله..} نزلت وبينها وبين موت رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد وثمانون يوما . زاد المنادي في روايته :(نزلت بمنى), عن ابن عباس قال: (آخر شيء نزل من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} ذكره البلقيني في مواقع العلوم عن طريق الشعبي.
2-قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين,يعني العاشر من يوم مرضه.ذكره أبو شامة في المرشد الوجيز .
القول الثاني : أن آخر ما نزل هي آية الربا ,وهي قوله تعالى}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ{, وهو رواية عن ابن عباس وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما , وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز , والكلبي في التسهيل والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في البرهان .
دليلهم :
عن ابن عباس قال : (آخر آية أنزلها الله عز وجل على رسوله آية الربا، وإنا لنأمر بالشيء لا ندري لعل ليس به بأس وننهى عن الشيء لعل به بأس)
عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: (آخر ما أنزل الله عز وجل آية الربا ، فدعوا الربا والريبة).ذكره البيهقي في دلائل النبوة و الذهبي في التاريخ.
وروى البيهقيعن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى}:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}
القول الثالث : أنها آية الدين وهي قوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ{ إلى قولهسبحانه: }وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ وهي أطول آية في القرآن. ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم:
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب:أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان .
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.ذكره السيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان .
وأخرج ابن جريرمن طريق ابن شهابعن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين مرسل صحيح الإسناد. ذكره السيوطي في الإتقان.
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح.
وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق الجمع بين القولين في آية الربا: {واتقوا يوما} أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهنويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعا فيصدق أن كلا منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه والأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاء المستلزمة لخاتمة النزول انتهى.ذكره السيوطي في الاتقان
يقول الزرقاني: ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .وذلك لأمرين:
-أحدهما:ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارةإلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الرابع : أن آخر ما نزل قوله تعالى ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم....) الآية , وهذا القول مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والزركشي في البرهان رواه عن السدي والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان..
دليلهم :
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: آخر آية نزلت على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}ثم قرأ إلى{وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
قال هذا آخر ما نزل من القرآن فختم بما فتح به بالذي لا إله إلا هو وهو قول الله تبارك وتعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}. رواه أحمد وذكره الزركشي في البرهان .
ويمكن نقضه بأنها آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق ويؤيده ما قيل من أن هاتين الآيتين مكيتان بخلاف سائر السورة. ولعل قوله سبحانه: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} الخ يشير إلى ذلك من حيث عدم الأمر فيه بالجهاد عند تولي الأعداء وإعراضهم.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الخامس : أن آخر ما نزل هو قوله تعالى :(اليوم أكملت لكم دينكم ..) ذكره السخاوي في جمال القراء وأبو شامة في المرشد الوجيز والسيوطي في الإتقان .
ونزلت:{ اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
القول السادس : سورة النصر , ذكره الكلبي في التسهيل , والزركشي في البرهان والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان .
دليلهم:
وروى مسلم في صحيحه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: قال ابن عباس: يا ابن عتبة تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله} قال: صدقت. ذكره البلقيني في مواقع العلوم .
ويحمل هذا الخبر على أن هذه السورة آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي))وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. كما ورد أن عمر رضي الله عنه بكى حين سمعها وقال: الكمال دليل الزوال ،ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط ويدل عليه رواية ابن عباس: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا :{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان
القول السابع : آخر آية نزلت قوله تعالى :( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) وآخر سورة نزلت سورة براءة, وهذا ما قال به البراء بن عازب رضي الله عنه وذكره البيهقي في دلائل النبوة و الواحدي في أسباب النزول وأبو شامة في المرشد الوجيز والذهبي في التاريخ والبلقيني في مواقع العلوم والسيوطي في الإتقان والزرقاني في مناهل العرفان.
دليلهم : عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورة أنزلت براءة، وآخر آية أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {يستفتونك..} ) رواه البخاري ومسلم .
ويمكن نقض هذا الاستدلال بحمل الخبر المذكور على أن الآية آخر ما نزل في المواريث وأن السورة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد فكلاهما آخر إضافي لا حقيقي.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الاتقان.
وقد قيل في آخريّة نزول براءة: أنّ المراد بعضها، فقيل: قوله: {فإن تابوا وأقاموا الصّلاة} الآية "التوبة: 5، 11"، وقيل: { لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم} الآية "التوبة: 128". ذكره ابن حجر في الفتح .
القول الثامن : سورة المائدة , روي عن عائشة رضي الله عنها وذكره الزركشي في البرهان .
دليلهم :
ما رواه الترمذي والحاكم عن عائشة: آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه.ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
ويمكن رده بأن المراد أنها آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام وعليه فهي آخر مقيد كذلك.
القول التاسع : قوله تعالى :(فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل )...الآية وقوله تعالى :(ولا تتمنوا ما فضل الله به) وقوله :(إن المسلمين والمسلمات), ذكره السيوطي في الإتقان.
دليلهم :
عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية: { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل}إلى آخرها . أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد وذكره السيوطي في الإتقان.
قال السيوطي وذلك أنها قالت: يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت}: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض{ونزلت: }إن المسلمين والمسلمات{ ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا أو آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والسيوطي في الإتقان.
القول العاشر : وفي البرهان لإمام الحرمين إن قوله تعالى} قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما{ الآية من آخر ما نزل
وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد نقل بتأخر هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة انتهى. ذكره السيوطي في الإتقان.
القول الحادي عشر: أنه آية} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {.
واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال: هذه الآية: } وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ {هي آخر ما نزل وما نسخها شيء، ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا.ذكره الزرقاني في مناهل العرفان.
القول الثاني عشر:أن آخر الآيات نزولا قوله تعالى:} فمن كان يرجو لقاء ربه}ذكره السيوطي في التحبير والزرقاني في مناهل العرفان.
قال السيوطي: ومن أغرب ما روي في هذا النوع ما رواه ابن جرير قال: أنبأنا أبو عامر السكوتي أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا ابن عباس أنبأنا عمرو بن قيس الكندي أنه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية}: فمن كان يرجو لقاء ربه{ الآية، وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن.
قال ابن كثير: وهو أثَر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية نسختها ولا تُغيِّر حكمها بل هي مثبتة محكمة فاشتبه ذلك على بعض الرواة فراوه بالمعنى على ما فهمه، انتهى.

الجمع بين الأقوال :
القول الأقرب من هذه الأقوال والله أعلم : هو أن آخر القرآن نزولا على الإطلاق قول الله في سورة البقرة: } وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ{وأن ما سواها أواخر إضافية أو مقيدة بما علمت ,ورجح هذا القول ابن حجر في الفتح والزرقاني في مناهل العرفان.
لكن القاضي أبا بكر في الانتصار يذهب مذهبا آخر إذ يقول: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قال بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أو قبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ا هـ وكأنه يشير إلى الجمع بين تلك الأقوال المتشعبة بأنها أواخر مقيدة بما سمع كل منهم من النبي صلى الله عليه وسلم وهي طريقة مريحة غير أنها لا تلقي ضوءا على ما عسى أن يكون قد اختتم الله به كتابه الكريم. ذكره الزرقاني في مناهل العرفان والزركشي في البرهان .

سبب الخلاف:
هذا الخلاف راجع إلى أن كل واحد من الصحابة رضوان الله عليهم أخبر بما عنده من العلم , والمراد بذلك ان هذه الآيات هي من أواخر ما نزل وليست آخر آية نزلت مطلقًا ,ذكره البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة .

● أواخر مخصوصة
آخر ما نزل بمكة:
القول الأول: سورة النبأ نزلت بمكة، وهي من آخر المكي الأول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من غد يوم نزلت، والمكي الأول: ما نزل قبل الهجرة. و المكي الآخر: ما نزل بعد فتح مكة. وسورة النبأ: ليس فيها ناسخ ولا منسوخ , ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء .
القول الثاني : سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة , قال به عطاء ,
قال الزركشي : واختلفوا في: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء:هي آخر ما نزل بمكة. ذكره الزركشي في البرهان.
إشكال وجوابه.
من المشكل على ما تقدم قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال جميع الفرائض والأحكام قبلها , وقد صرح بذلك جماعة منهم السدي فقال لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه وارد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك؟
الجواب أن نقول أن معنى إكمال الدين في الآية هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون , ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته وأديل له على الشرك وحزبه والكفر وجنده والنفاق وحسراته حتى لقد أجلي المشركون عن البلد الحرام ولم يخالطوا المسلمين في الحج والإحرام. قال ابن جرير في تفسير الآية المذكورة: الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون وأيد هذا التأويل بما رواه عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعا فلما نزلت سورة براءة نفي المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} . ذكره السيوطي في الإتقان والرزرقاني في مناهل العرفان.

سبب عدم التسمية في بداية سورة التوبة : هذا استطراد لا علاقة له بمسألة (أخر ما نزل) فيمكن اختصاره.
لأنّ الصّحابة لم يكتبوا البسملة في أوّلها في المصحف الإمام، والاقتداء في ذلك بأمير المؤمنين عثمان بن عفّان، رضي اللّه عنه وأرضاه، كما قال التّرمذيّ: أن ابن عبّاسٍ قال: (قلت لعثمان بن عفّان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءةٌ وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} ووضعتموها في السّبع الطّول، ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه السّور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوّل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصّتها شبيهةً بقصّتها وحسبت أنّها منها، وقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يبيّن لنا أنّها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم} فوضعتها في السبع الطول.
وكذا رواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من طرقٍ أخر، عن عوفٍ الأعرابيّ، به وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه,و ذكره ابن كثير في تفسيره.


أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
وجميع موضوع ممتاز، وليس هناك داع لتكرار الأقوال في مسألة:

أقوال العلماء في بيان آخر ما نزل من القرآن الكريم.
وكان يكفي بيان آرائهم في هذا الاختلاف الحاصل في الآثار، ويمكنك مراجعة نموذج الإجابة للفائدة

التقييم :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 19 رجب 1436هـ/7-05-2015م, 07:06 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف.

عناصر الموضوع: 

-أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة.
- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ

-ما ادّعي نسخه بآية السيف
-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات.

-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ

-من أنواع النسخ الذي ألفت فيه الكتب هو ما نسخ حكمه دون تلاوته. ذكره السيوطي في الإتقان.
أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ:
1/قسم ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك. 
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى : فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق، وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل ، وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.

والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك. 

1- وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة. 

2-وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.

وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك.
2/ 
وقسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد.
كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،

{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]،
{فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]
وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.

وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ. 

ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب}الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3/ 
وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره. ذكره السيوطي في الإتقان.
قال القيسي:فلا يصح دعوى أن القران نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة , ولو لزم ذكر ذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ ؛ لأنه ناسخ لما كانوا عليه من شركهم وما أحدثوا من أحكامهم وما فرض عليهم. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
والنوع الأخير منه وهو رافع ما كان في أول الإسلام إدخاله أوجه من القسمين قبله. ذكره السيوطي في الإتقان.
وذكر من قال بمثل هذا القول جملة من الأمثلة على النسخ منها : وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة}
ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم }وهو لأمره أحفظ.
ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا}
ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن}

وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر ، وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.

-الأصل في الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية . ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة :
أدخل أكثر المؤلفين في الناسخ والمنسوخ آيًا كثيرةً، وقالوا: نسخت ما كانوا عليه من شرائعهم، وما اخترعوه من دينهم وأحكامهم، وآيًا كثيرة ذكروا أنها نسخت ما كانوا عليه مما افترض عليهم. 
وكان حقّ هذا ألا يضاف إلى الناسخ والمنسوخ؛ لأنا لو اتّبعنا هذا النوع لذكرنا القرآن كله في الناسخ والمنسوخ ولقلنا أن:
1-{الحمد لله}: ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله.
2-{رب العالمين}: ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله، وكذلك كلّ القرآن، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
ونحن نذكر من ذلك ما ذكروا اتباعًا لهم لا نظرًا، وننبه على ما أمكن من ذلك، ونخبر أنّ حق هذا أن لا يذكر في الناسخ والمنسوخ على ما بينا في هذا الباب. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.


-أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ:

 وقع الغلط للمتأخرين من قبل عدم المعرفة بمراد المتقدمين، فإنهم كانوا يطلقون على الأحوال المنتقلة النسخ، والمتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص ثانيا رافعا لحكم النص الأول. ذكره السخاوي في جمال القراء.


-ما ادّعي نسخُه بآية السيف:

-
كل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ ونقله عنه السخاوي في جمال القراء.
-وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
.ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
وقال ابن حزم في الناسخ والمنسوخ : وردت في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة.
- قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} الآية[التوبة: 5] ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ثم صار آخرها ناسخا لأولها وهي قوله: 
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} الآية [التوبة: 5].
قالوا: وليس في القرآن آية من المنسوخ ثبت حكمها ست عشرة سنة إلا قوله في الأحقاف: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] وناسخها أول سورة الفتح. ذكره الزركشي في البرهان والسيوطي في الإتقان والتحبير.

-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات:
1:وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
ويرد هذا القول بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قام حتى تورمت قدماه، فقيل له):أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ( فقال)) :أفلا أكون عبدا شكورا (( وقال)) :والله إني لأخوفكم لله) (( وكان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).
ذكره السخاوي في جمال القراء.
2:وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
3:وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
4: وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
5:وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
 . ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
6:وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها.
فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.


-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ:
قال الزركشي: ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال في قوله تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الآية [الإنسان: 8] منسوخ من هذه الجملة {وَأَسِيراً}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ الكتاب عليه وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا. ذكره في البرهان.
-قال ابن العربي: ومن أغرب آية في النسخ قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم. ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير.
-وقال: من عجيبه أيضا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها، وهي قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}. ذكره السيوطي في الإتقان.
-وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى:{ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت. ذكره السيوطي في الإتقان.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 04:56 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
ما لا يصحّ من دعاوى النسخ، ومسألة النسخ بآية السيف.

عناصر الموضوع: 

-أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة.
- أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ

-ما ادّعي نسخه بآية السيف
-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات.

-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ

-من أنواع النسخ الذي ألفت فيه الكتب هو ما نسخ حكمه دون تلاوته. ذكره السيوطي في الإتقان. يقصد أن هذا أهم نوع يبحث فيه أهل العلم.
أقسام النسخ وبيان ما لا يصحّ من دعاوى النسخ:
1/قسم ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه، وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك. 
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
أما الأولى : فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق، وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل ، وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.

والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك. 

1- وكذا قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة. 

2-وقوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.

وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه وقس على ذلك.
2/ 
وقسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ وقد اعتنى ابن العربي بتحريره فأجاد.
كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،

{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]،
{فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]
وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.

وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ. 

ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب}الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3/ 
وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره. ذكره السيوطي في الإتقان.
قال القيسي:فلا يصح دعوى أن القران نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة , ولو لزم ذكر ذلك لوجب إدخال أكثر القرآن في الناسخ ؛ لأنه ناسخ لما كانوا عليه من شركهم وما أحدثوا من أحكامهم وما فرض عليهم. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
والنوع الأخير منه وهو رافع ما كان في أول الإسلام إدخاله أوجه من القسمين قبله. ذكره السيوطي في الإتقان.
وذكر من قال بمثل هذا القول جملة من الأمثلة على النسخ منها : وكل ما كان في القرآن ممّا كان عليه أهل الجاهليّة نسخة الله تعالى بأمره ونهيه والأمر من الله تعالى ينقسم أقساما فمنه أمر حتم لا بد منه أن يفعل مثل قوله تعالى {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة}
ومنه أمر ندب والإنسان إلى فعاله أحوج وهو قوله تعالى {وأشهدوا إذا تبايعتم }وهو لأمره أحفظ.
ومنه أمر تخيير وهو قوله تعالى {وإذا حللتم فاصطادوا}
ومنه أمر إباحة وهو قوله تعالى {فالآن باشروهن}

وأمر عند القدرة على تركه وهو أفضل من فعله وهو قوله تعالى {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض} وجلوسه إلى أن يصلّي العصر عند الإمكان على ذلك أفضل وهذا تفصيل الأمر ، وكذلك النّهي فأما النّهي فالشريعة مبنيّة على الحظر لا على الإباحة والله سبحانه أعلم بالصّواب. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.

-الأصل في الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية . ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
-بيان ما يلزم من القول بأن القرآن نسخ ما كانت عليه أحوال الأمم السابقة :
أدخل أكثر المؤلفين في الناسخ والمنسوخ آيًا كثيرةً، وقالوا: نسخت ما كانوا عليه من شرائعهم، وما اخترعوه من دينهم وأحكامهم، وآيًا كثيرة ذكروا أنها نسخت ما كانوا عليه مما افترض عليهم. 
وكان حقّ هذا ألا يضاف إلى الناسخ والمنسوخ؛ لأنا لو اتّبعنا هذا النوع لذكرنا القرآن كله في الناسخ والمنسوخ ولقلنا أن:
1-{الحمد لله}: ناسخٌ لما كانوا عليه من امتناعهم من إضافة الحمد إلى الله.
2-{رب العالمين}: ناسخٌ لما كانوا عليه من ادّعائهم أربابًا من دون الله، وكذلك كلّ القرآن، وهذا خروج عما نقصد إليه من هذا العلم.
ونحن نذكر من ذلك ما ذكروا اتباعًا لهم لا نظرًا، وننبه على ما أمكن من ذلك، ونخبر أنّ حق هذا أن لا يذكر في الناسخ والمنسوخ على ما بينا في هذا الباب. ذكره القيسي في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه.
لا داعي لكل هذا التفصيل، فالكلام على سبيل التمثل وليس لتأصيل مسألة، فيكفيك فيه الاختصار.

-أسباب وقوع الخطأ في ادّعاء النسخ:

 وقع الغلط للمتأخرين من قبل عدم المعرفة بمراد المتقدمين، فإنهم كانوا يطلقون على الأحوال المنتقلة النسخ، والمتأخرون يريدون بالنسخ نزول النص ثانيا رافعا لحكم النص الأول. ذكره السخاوي في جمال القراء.


-ما ادّعي نسخُه بآية السيف:

-
كل ما كان في القرآن من قوله تعالى {فأعرض عنهم} وقوله تعالى {فاصبر على ما يقولون} وقوله تعالى {فتول عنهم} {فاصفح عنهم} {فاصبر صبرا جميلا} {فاصفح الصفح الجميل} فهذا وما شاكله منسوخ بآية السّيف. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ ونقله عنه السخاوي في جمال القراء.
-وكل ما كان في القرآن من {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسختها آية السّيف
.ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
وقال ابن حزم في الناسخ والمنسوخ : وردت في مائة وأربع عشرة آية (114) هن في ثمان وأربعين (48) سورة.
- قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} الآية[التوبة: 5] ناسخة لمائة وأربع عشرة آية ثم صار آخرها ناسخا لأولها وهي قوله: 
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} الآية [التوبة: 5].
قالوا: وليس في القرآن آية من المنسوخ ثبت حكمها ست عشرة سنة إلا قوله في الأحقاف: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] وناسخها أول سورة الفتح. ذكره الزركشي في البرهان والسيوطي في الإتقان والتحبير.

-أمثلة على ما ادعي نسخه من الآيات:
1:وكل ما كان في القرآن {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم} نسخها قوله تعالى: {إنّا فتحنا لك فتحا مبينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
ويرد هذا القول بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قام حتى تورمت قدماه، فقيل له):أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ( فقال)) :أفلا أكون عبدا شكورا (( وقال)) :والله إني لأخوفكم لله) (( وكان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل).
ذكره السخاوي في جمال القراء.
2:وكل ما كان في القرآن من خبر الّذين أوتوا الكتاب والأمر بالصفح عنهم نسخه قوله تعالى {قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية
. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
3:وكل ما كان في القرآن من الأمر بالشّهادة نسخه قوله تعالى {فإن أمن بعضكم بعضًا}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
4: وكل ما كان في القرآن من التّشديد والتهديد نسخه الله تعالى بقوله {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
 .ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.
5:وكل ما كان في القرآن {والّذين عقدت أيمانكم} نسخها قوله تعالى {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض}
 . ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء.
6:وكل ما كان في القرآن من صلح أو عهد أو حلف أو موادعة
نسخها {براءة من الله ورسوله} إلى رأس الخمس منها.
فهذا جمل من جمل النّاسخ والمنسوخ. ذكره ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ.


-ذمّ التوسع في ادّعاء النسخ:
قال الزركشي: ومن ظريف ما حكي في كتاب هبة الله أنه قال في قوله تعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} الآية [الإنسان: 8] منسوخ من هذه الجملة {وَأَسِيراً}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ الكتاب عليه وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: أخطأت يا أبت في هذا الكتاب! فقال لها: وكيف يا بنية! قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا. ذكره في البرهان.
-قال ابن العربي: ومن أغرب آية في النسخ قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الآية [الأعراف: 199] أولها وآخرها منسوخان ووسطها محكم. ذكره السيوطي في الإتقان والتحبير.
-وقال: من عجيبه أيضا آية أولها منسوخ وآخرها ناسخ ولا نظير لها، وهي قوله: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} الآية [المائدة: 105] يعني: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا ناسخ لقوله: {عليكم أنفسكم}. ذكره السيوطي في الإتقان.
-وذكر هبة الله بن سلامة الضرير أنه قال في قوله تعالى:{ويطعمون الطعام على حبه} الآية [الإنسان: 8]: إن المنسوخ من هذه الجملة: {وأسيرا}، والمراد: بذلك أسير المشركين فقرئ عليه الكتاب، وابنته تسمع فلما انتهى إلى هذا الموضع، قالت: له أخطأت يا أبت، قال: وكيف؟، قالت: أجمع المسلمون على أن الأسير يطعم ولا يقتل جوعا، فقال: صدقت. ذكره السيوطي في الإتقان.
ما الفائدة في تكرار كلامة هبة الله المقريء؟
أحسنت، بارك الله فيك وأحسن إليك
الموضوع يحتاج اختصارا أكثر من ذلك، ويطالع نموذج الإجابة للفائدة خاصة فيما يتعلق بصحة نسخ آية السيف لعدد كبير من الآيات
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...805#post200805

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 17
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 95 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 27 رجب 1436هـ/15-05-2015م, 03:53 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

الدرس الحادي عشر: الحذف والتضمين

عناصر الموضوع:
-تعريف التضمين.
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة.
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.



-تعريف التضمين.
اختيار فعل أو شبه فعل متناسب مع الفعل المذكور وحرف الجر المذكور.
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة.
اختلف النحويون على قولين:
القول الأول : التضمين ، وقال به البصريين .
أي أن الحرف يتضمن معناه فعل أو شبه فعل.
القول الثاني: التعاقب ، وقال به الكوفيين.
أي أن حرف الجر يعقبه حرف جر آخر يوضح معناه.
والراجح هو القول الأول وذلك لأن التضمين أبلغ في اللغة من تعاقب الحروف ؛ لأنه يتضمن معنى يزيد على المعنى الأصلي وهذا من بلاغة اللغة العربية والقرآن الكريم.
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
أن تكون الجادة أن يتعدى هذا الفعل بنفسه أو بحرف جر ، وخولفت الجادة فعدي الفعل بحرف جر آخر.

-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
1-بالدقة في الاختيار.
2-ومعرفة الروابط والعلاقات بين الفعل والحرف.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.

1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
تضمن معنى الضم والجمع ، أي ظلمك بسؤال جمع نعجتك إلى نعاجه.
2- {من أنصاري إلى الله}
تضمن معنى التوجه والالتجاء ، أي من أنصاري متوجها إلى الله.
3- {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}
تضمن معنى الزيغ والصد.
4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}
تضمن معنى النجاة.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
تضمن معنى الري بالعين.
6- {ثم استوى إلى السماء}
تضمن معنى الاستواء الفعل قاصدًا وعامدًا.
7- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم}
تضمن معنى الهمّ بالفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.
اختلاف التنوع عبارة عن تعدد معاني للفظ واحد ، وكذلك التضمين فالفعل واحد يتضمن عدة معاني بأفعال متعددة .

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 04:06 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
الدرس الحادي عشر: الحذف والتضمين

عناصر الموضوع:
-تعريف التضمين.
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة.
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.



-تعريف التضمين.
اختيار فعل أو شبه فعل متناسب مع الفعل المذكور وحرف الجر المذكور. مثل ماذا؟
-الخلاف في تعدية الفعل بحرف لا يتعدى به في الجادة. لو مهدت للملخص بهذه المسألة لكان أحسن.
اختلف النحويون على قولين:
القول الأول : التضمين ، وقال به البصريين .
أي أن الحرف يتضمن معناه فعل أو شبه فعل. كررت تعريف التضمين مع وجود خطأ في التعريف (راجعي ما كتبتيه في أول مسألة)
القول الثاني: التعاقب ، وقال به الكوفيين.
أي أن حرف الجر يعقبه حرف جر آخر يوضح معناه. التعاقب أن يأتي حرف جر بمعنى حرف جر آخر وكأن الحروف تتبادل المعاني.
كذلك لم تضعي مثالا للتعاقب وهو مهم.
والراجح هو القول الأول وذلك لأن التضمين أبلغ في اللغة من تعاقب الحروف ؛ لأنه يتضمن معنى يزيد على المعنى الأصلي مع الاختصار في الوقت ذاته وهذا من بلاغة اللغة العربية والقرآن الكريم.
والتضمين يسد باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، مثل تفسيرهم لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}
- ضابط الحكم على وجود الحذف والتضمين في الفعل.
أن تكون الجادة أن يتعدى هذا الفعل بنفسه أو بحرف جر ، وخولفت الجادة فعدي الفعل بحرف جر آخر.

-طريقة معرفة الفعل المضمن والمحذوف في الفعل الظاهر في الآية.
1-بالدقة في الاختيار.
2-ومعرفة الروابط والعلاقات بين الفعل والحرف.
-أمثلة على آيات تضمنت معنى الفعل.

1- {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه}
تضمن معنى الضم والجمع ، أي ظلمك بسؤال جمع نعجتك إلى نعاجه.
2- {من أنصاري إلى الله}
تضمن معنى التوجه والالتجاء ، أي من أنصاري متوجها إلى الله.
3- {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}
تضمن معنى الزيغ والصد.
4- {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا}
تضمن معنى النجاة.
5- {عينا يشرب بها عباد الله}
تضمن معنى الري بالعين.
6- {ثم استوى إلى السماء}
تضمن معنى الاستواء الفعل قاصدًا وعامدًا.
7- {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم}
تضمن معنى الهمّ بالفعل.
-علاقة الحذف والتضمين باختلاف التنوع.
اختلاف التنوع عبارة عن تعدد معاني للفظ واحد ، وكذلك التضمين فالفعل واحد يتضمن عدة معاني بأفعال متعددة .
أحسنت، أحسن الله إليك وبارك فيك.
بقي
عنصر: لماذا كان التضمين من أنفع قواعد التفسير؟

يعتبر التضمين من أنفع القواعد في التفسير، لأنه إذا كان في التضمين دلالة على جزالة وفصاحة اللغة وغزارة معانيها مع قلة الألفاظ، فكلام الله أعظم كلام وبتطبيق هذه القاعدة تظهر معاني عظيمة لا تُحصى مضمّنة في ألفاظ القرآن.

هذا نموذج الإجابة الخاص بقائمة عناصر الدرس:


الحذف والتضمين


عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 13
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 88 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 20 شوال 1436هـ/5-08-2015م, 11:37 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

تلخيص محاضرة :بلغة المفسر من علوم الحديث، لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالله الحميد.

-أقسام تفسير القرآن :
1-تفسير القرآن بالقرآن.
2-تفسير القرآن بالسنة.
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4-تفسير القرآن بأقوال التابعين.
5-تفسير القرآن بلغة العرب.

-ما يرد في التفسير لا يخرج عن كونه خبرًا أو إنشاءً :
1-فالإنشاء : يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسير.
2-والخبر: يتثبت منه من مبدأ التثبت في قبول الأخبار ومعرفة صحيح الإسناد من خطأه.

الفرق بين الخبر والإنشاء:
الإنشاء:
1-لا يدخله التصديق والتكذيب.
2-لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
الخبر:
1-يدخله التصديق والتكذيب.
2-وضع المحدثون لقبوله ضوابط وشروط.

-أمثلة على تفاسير تروي بالإسناد:
تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، وهكذا دواليك.

-بيان عناية علماء التفسير بالإسناد:
أن هؤلاء العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك. ولو لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد الأسانيد مع صعوبة الكتابة في تلك العصور.


-ضوابط قبول الحديث عند المحدثين :
-بالنسبة للراوي فلا تقبل روابة المبتدع إذا روى ما يؤيد بدعته.
-إذا كان الراوي موثقا في علم وضعف في علم آخر:
فإنه يعتمد عليه فيما وثق فيه ؛ فمحمد بن إسحاق عمدة في السيرة، فإذا روى شيئًا في السيرة؛ فإن عنايته بالسيرة معروفة، وقد أثنى عليه أهل العلم في عنايته بالسيرة، وكذلك عاصم بن أبي النجود، أو عاصم ابن بهدلة في عنايته بالقراءات؛ فهو حجة في القراءات، ولكنه متكلم فيه من جهة الحديث؛
ويقول الشيخ حفظه الله الله: لكن أنا أرى أن الكلام في محمد بن إسحاق، أو في عاصم بن أبي النجود، لا يُوصلهما إلى درجة الضعف، إلا فيما استنكر عليهما، وهذا الذي يستنكر على الراوي، ليس مخصوصًا بهما، لأجل الكلام الذي فيهما، بل حتى بعض الثقات، فهناك بعض الأوهام التي يقع فيها بعض الثقات، هذه الأوهام تُتقى أيضًا، وتُجتنب، وهكذا أيضًا بالنسبة لمحمد بن إسحاق، وعاصم بن أبي النجود؛ فما عُرف عنهما من أوهامٍ وهموا فيها، فإنها تُتقى، وتُجتنب، وأما ما سوى ذلك،فالأصل فيه القبول ويكون من قبيل الحديث الحسن.



-أما الرواية :

* إذا كانت مما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ويتساهل فيه ، ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فلا يمكن إطلاقًا أنني حينما أقول: {الحمد لله رب العالمين} أنني سأحتاج إلى ما يفسر لي معنى هذه اللفظة، لا، أنا عربي وأعي وأدرك معنى هذه اللفظة، والقرآن معظمه وغالبه كله يدرك بلغة العرب،

*أما إذا صار لهذا الحديث أو الحكم أصلا؛ فهذا لا أحد يمكن أن يشك في قبوله، مثل ما لو جاء حديث يدل على فضل صلاة الجماعة -صلاة الجماعة مقررة بأحاديث أخرى-؛ فإنهم يتسمحون في ذلك, ويعدون هذا من باب الترغيب والترهيب، ونحو ذلك؛ إما ترغيب في حضور صلاة الجماعة, أو الترهيب من ترك صلاة الجماعة.


*وأما إن كان هذا الحكم يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه

*وكذلك ما يتعلق بأبواب الفضائل الأخرى؛ مثل: فضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب
فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وهم يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا
وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.

= إذن هذا يدلنا على أنه لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة ، ومبدأ التثبت لا بد معه من تطبيق منهج المحدثين في قبول الأخبار وردها.
...ومما يدل على هذا دلالة واضحة جدا ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
والدليل على هذا ما نجده مثلاً في كتاب العلل لابن أبي حاتم، فابن أبي حاتم أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" ثم نجد أن هناك أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وبل ومن آثار التابعين يعني من أقوال التابعين وكلها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.

-ضوابط تدبر كتاب الله :
فتدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك.
-لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا.
-كذلك أيضًا نجد أن في كتب التفسير بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت، حتى وإن كانت وردت في كتب التفسير فلا بد أن نطبق عليها قواعد المحدثين، وإلا فإن دين الله سيكون عرضة للوضع والكذب.
-كذلك أيضًا نجد أن كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
فالعمل مع الإسرائيليات كما قال ﷺ : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يُشعر بأن هناك ما يمكن أن يُصدق وهناك ما يمكن أن يُكذب من ما يأتي عن أهل الكتاب، وهناك ما يمكن أن يُتوقف فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فهذا مما لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم.
مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو غير ذلك من بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.
لكن في المقابل نجد أن هناك بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في تفسير كتاب الله جل وعلا، وهذا تزخر به كثير من كتب التفسير، وبخاصّة كتب التفسير التي أُودعت في بطون بعض الكتب، مثل: كتاب التفسير من صحيح البخاري، أو كتاب التفسير من صحيح مسلم، أو المرويات المنثورة في صحيح مسلم.

-بيان ما يحتاجه المفسر لتفسير كتاب الله:
أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ في كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم أو للترمذي أو الدار قطنيأو صححها بعض الأئمة كالبخاري ومسلم وما صححه الترمذي ولم يخالفه غيره من الأئمة وكذلك ما وجده في( مستدرك أبي عبد الله الحاكم) وصححها الحاكم، ولم يتعقبه الذهبي، ولم نجد كلاما لأحد من الأئمة.
مع العلم أنه لا بد من النظر في أسانيد (أبي عبد الله الحاكم) ولا يكتفى بحكمه، وليس شرطا أن يكون الذهبي قد تعقبه في كل شيء؛ لأن (الذهبي) -رحمه الله- ألف كتابه هذا الذي هوالتلخيص في بداية عمره وكان متعجلاً في كتابته، فترك (الذهبي) أشياء كثيرة لم يتعقب الحاكم فيها، وهي متعَقَبة في حقيقة الأمر؛ فينبغي في الحقيقة أنه إذا نظر في كتاب التفسير في (مستدرك أبي عبد الله الحاكم) ينبغي أن يبذل جُهدا آخر، يحاول أن ينظر هل هناك من تكلم على هذه الرواية تصحيحاً، أو تضعيفا من أئمة آخرين؛ خاصة من الأئمة الذين يمكن أن تشد اليد بأحكامهم، فإن لم يجد فإنه على الأقل يمكن أن يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.وغيرهم .


-ما يفيده إطلاق مصطلح الحسن على الحديث في العصور الثلاث الأولى :
في إطلاقهم لفظ الحُسن على بعض المرويات ما يُشعر بتخفيف هذه الشروط، ولست أقصد بالحسن هنا على تعريف ابن الصلاح، فإطلاق وصف الحُسن على بعض الأحاديث كان موجودا في كلام عروة بن الزبير وهو من التابعين، وكان يوجد في عصر أتباع التابعين كشعبة، كان يطلق لفظ الحسن على بعض المرويات، هكذا: عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي. بالنسبة لبقية علماء الحديث كالإمام أحمد، أو علي بن المَديني، أو أبي حاتم الرازي، أو البخاري، أو غيرهم، فهذا موجود في كلامهم بكثرة، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى، مِن أكثر من أشاع ذلك وأشهره، وأكثر من ذِكْرِه، لكن إذا نظرنا لإطلاقهم وصف الحُسن فإذا به في كثير من الأحيان يُطلق هذا الوصف على بعض الأحاديث التي فيها -ضعف،- ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه.
-أسباب ضعف الحديث:
1- إما بسبب سقط في الإسناد.
2- وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته.
فإن هذا الطعن :
أ-إما أن يكون إما في عدالته.
ب- وإما في حفظه.
ج-وإما في صفة روايته، وإن كان هذا سيعود إلى سبب من أسباب الضعف الأخرى، وهو مثلا: السقط في الإسناد، لكن صفة الرواية حينما نأتي على سبيل المثال :
إطلاق بعض العلماء القول: (بأنه لا تقبل رواية الراوي إذا روى ما يؤيد بدعته)، إذن صفة الراوي.. أو صفةالرواية، هذه يمكن أن يدخل فيها بعض أسباب الضعف, أو بعض أسباب الرد؛ الذي ترد من أجله الرواية.

وكماورد كذلك في رواية عبيد الله بن موسى- وهو العبسي-، عن سفيان بن عيينة، ويبدو أن عبيد الله بن موسى هو الذي يتحمّل تبعة الخطأ في تلك الرواية، حتى إن الإمام أحمد شدّد - كما رأينا - ووصفها بأنها كذب، فليس معنى هذا أن عبيد الله بن موسى يمكن أن يكذب.
عبيد الله بن موسى عدْل في نفسه، وهو موثوق أيضا بالحفظ، ولكن تُكلم في حفظه، في بعض رواياته، وهذا لا يمكن إطلاقا أن يكون عن عمد من عبيد الله بن موسى، ولكن يمكن أن يكون بأحد سببين:
أ- إما على سبيل الوهم الذي لا يسلم منه بشر، - وهذا الذي أُنشئ لأجله علم العلل؛ علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات؛ لأنه علم نشأ لبيان أوهام الثقات -
ب-وإما أن يكون عبيد الله بن موسى أَسْقَط من الإسناد؛ يعني دلّس، حتى لو لم يكن موصوفا بالتدليس، فإن الذي لا يكون موصوفا بالتدليس ليس معنى ذلك أنه لا يَصْنع هذا.

-بيان ما يقبل من المراسيل ومايرد :
فالمراسيل التي اتفق العلماء على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة، والله تعالى أعلم.

-بيان العمل بالحديث المعنعن :
العمل عند البخاري، وعند الدارقطني، وعند أبي حاتم، وأبي زرعة -رحم الله الجميع-. أن الإسناد الذي حصل فيه زيادة راوي الأصل عندهم -طبعا الزيادة تكون في الموضع الذي فيه عنعنة- فإن كان ذلك الموضع فيه عنعنة : فإنهم لا يأخذون بذلك الإسناد الناقص؛ وإنما يأخذون بالإسناد الزائد. ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين:
1*(وهو الأهم)
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
انظروا، هذا تحقيقٌ منهم للأصل الذي ذكرته وهو: لا بد أن يكون هناك تصريح بالسماع. فإنه في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي؛ فإنهم يأخذون بالإسناد الزائد ولا يقبلون الإسناد الناقص إلا إذا توفر السماع في موضع الزيادة.
2*
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.


- الفرق بين رواية الحديث وبين العمل بالحديث الضعيف:
فرواية الحديث الضعيف مثل: ما نجده مثلاً عند بعض الأئمة: كأبي نُعيم في الحلية، أو الخطيب البغدادي في التاريخ، أو ابن عساكر، أو نحو ذلك من روايتهم للحديث الضعيف، فبعض أهل العلم قالوا: لا بد أن نُبيِّن ضعفه صراحةً أو تلميحاً.


-أسانيد القراءات :
بالنسبة لأسانيد القراءات الذي يظهر والله تعالى أعلم أنه لا ينبغي التشديد فيها من حيث جهالة بعض رجال الإسناد؛ لكن بالنسبة للانقطاع أو الخلل في الإسناد مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك فهذا ينبغي أن يصحح وينبغي أن ينبه عليه،
لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه؛ لأنه قد ورد التساهل فيه حتّى في بعض الكتب الحديثية فبعض الكتب الحديثية وخاصة الأجزاء الحديثية يوجد فيها من هذا القبيل، ولذلك تكلم ابن الصلاح على التصحيح في الأعصار المتأخرة، ولم ير التصحيح في الأعصار المتأخرة وكان السبب أو أعظم سبب دفعه إلى هذا أنّ أسانيد هذه الكتب لو فتشنا فيها فإن فيها من هو عريّ عن [التوثيق]، أو نحو هذا الكلام الذي ذكره ابن الصلاح، فهذا قد يوجد في بعض كتب الحديث فما بالك بأسانيد التفسير.

-بالنسبة لتواتر القرآن:
أما القرآن من حيث هو فإن تواتره بلغ الذروة في التواتر التي لا يعلى عليها أبدا، هذا أمر لا أظن أن أحدا يجهله فإنه من وقت النبي صلى الله عليه وسلم والأمة تتلقاه واحدا عن واحد، وليس هناك واحد من أفراد الأمة لا يقرأ القرآن، ولا يكون أخذ قراءته عن شيخ بغضّ النظر عن ذلك الشيخ، هل أخذ عنه القرآن كله بأكمله أو هل هذا الشيخ من الذين تصدروا للقراءات أو قد يكون معلما في مدرسة أو أبا أو أخا أو غير ذلك..، لكن لا بد أن يكون هذا القرآن قد تُلقي بالتداول من وقت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر.

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 20 شوال 1436هـ/5-08-2015م, 05:15 PM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

الملخص الرابع لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغفر له

النوع الثاني من الاختلاف في التفسير :
هو الاختلاف من جهة الاستدلال.
عناصر الدرس:
-متى وقع هذا الاختلاف.
-سبب عدم وجود هذا النوع من الاختلاف في الثلاث العصور الأولى.
-أقسام الاختلاف الواقع من جهة الاستدلال.
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
-أمثلة على التفسير المذموم من جهة تنزيل ما يعتقده المفسر على آيات القرآن.
والثانـي: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
-احتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها.
-الفرق بين من اعتقد اعتقادًا ونزل آيات القرآن عليه ، ومن فسره بمجرد اللفظ بلغة العرب.
-بيان المراد بالتفسير بالرأي.
-حكم التفسير بالرأي.
-حكم من تكلم في القرآن برأيه.
-الضابط في التفسير بالرأي.

-متى وقع هذا الاختلاف :
وقع بعد عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان.
فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفاً لا يكاد يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين، مثل تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه وابن مردويه.

-سبب عدم وجود هذا النوع من الاختلاف في الثلاث العصور الأولى :
لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق،
تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق.


-أقسام الاختلاف الواقع من جهة الاستدلال:
أحدهما: قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها.
كحال أصحاب الفرق الضالة إما المجسمة كمقاتل، أو المرجئة، أو المؤولة، أو المنكرين للصفات كالجهمية، والمعتزلة، ومن شابه هؤلاء تجد أنهم فسروا القرآن ونزلوه على وفق ما يعتقدون فجاء الغلط في أنهم قرروا عقيدة عندهم وجعلوا القرآن يفهم على وفق ما يعتقدونه وهذا نوع من أنواع التفسير بالرأي المذموم.

-أمثلة على التفسير المذموم من جهة تنزيل ما يعتقده المفسر على آيات القرآن :
1-أن يفسر القرآن على وفق ما يعتقد يأتـي الجهمي مثلاً يفسر أسماء الله – جل وعلا – التي جاءت في القرآن بأثر تلك الأسماء المنفصل في ملكوت الله – جل وعلا -.
2-يأتي المرجئ فيفسر آيات الوعيد على نحو ما يعتقد.
3-يأتي الرافضي يفسر الألفاظ التي في القرآن مثل قوله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، هذا كله من التفسير بالرأي المذموم؛ لأنه تفسير عن هوى اعتقد اعتقادات ثم حمل القرآن عليه هذا من جهة العقيدة.
4-كذلك من جهة الفقه تجد أن بعض المفسرين الذين جاءوا بعد القرون الثلاثة ينحى في الفقه منحاً، يذهب إلى مذهب يرجح في المسألة ترجيحاً ثم هو يأتي إلى الآية فيفسر الآيات التي فيها الأحكام يفسرها على ما يعتقد من المذهب الفقهي يعني يفسرها على ما يذهب إليه فيأتي في ذلك بغلط حيث إنه فسر الآية لا على ما تدل عليه ولكن على ما يذهب إليه هو فيكون حمل القرآن على رأي.


والثانـي: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
-احتمال اللفظ في اللغة الذي جاء في القرآن قد يكون له عدة معاني في اللغة لكن لا يصلح في التفسير إلا واحد منها:
1- مراعاة لمعنى اللفظ في القرآن، القرآن العظيم ترد فيه بعض الألفاظ في أكثر القرآن أو في كله على معنى واحد هذا يكون بالاستقراء فتحمل الآية التي فيها اللفظ على معهود القرآن لا يحتمل على احتمالات بعيدة.
لهذا صنف العلماء في ذلك مصنفات في الوجوه والنظائر لبيان هذا الأصل فمثلاً:
أ/الخير في القرآن يقول العلماء الأصل فيه أنه المال
أ- {وإنه لحب الخير لشديد } يعني لحب المال.
ب-وقال: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً} يعني طريقاً لتحصيل المال.
وهكذا فإذا أتى في آية استعمال لفظ الخير فأول ما يتبادر للذهن أن المراد بالخير المال فإذا لم يناسب للسياق صرف إلى المعنى الآخر هذا يسمى المعهود معهود استعمال القرآن.
ب/مثال آخر (الزينة) الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات يعني إذا تزين المرء بالأخلاق سمي متزيناً ، لكن في القرآن الزينة أطلقت واستعملت في أحد المعنيين دون الآخر ألا هو الزينة الخارجة عن الذات التي جلبت لها الزينة.
أ- لهذا قال جل وعلا: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً} فإذاً الزينة ليست من ذات الأرض وإنما هي مجلوبةٌ إلى الأرض.
ب-وقال: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الزينة خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به.
#فإذا أتت آية مشكلة مثل آية النور في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يأتي لفظ الزينة هنا هل يحمل على كل المعهود في اللغة؟ أو يحمل على المعهود في القرآن؟
لاشك أن الأولى كما قال شيخ الإسلام في تأصيله أن يراعى معهود المتكلم به، والمخاطب، والمخاطبين والحال فهنا في أحد هذه فالقرآن فيه أن الزينة خارجةٌ عن الذات شيء مجلوب إلى الذات فالصحيح التفسير المشهور عن الصحابة عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن الزينة هي القُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك، {لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} فإذاً لا تبدي الزينة لكن ما ظهر من الزينة ما ظهر من الشيء المجلوب للتزين به فلا حرج على المرأة في ذلك.
فإذاً لا يفسر الزينة هنا بأنها الوجه، لماذا؟
لأن تفسير الزينة بأنها الوجه تفسير للزينة بشي في الذات وهذا مخالف لما هو معهود من معنى الزينة في القرآن وهذا له أمثلة كثيرة نكتفي بما مر.

2-مراعاة لحال المخاطبين.
مثلاً: في قـولـه تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} فيأتي من يأتي من المفسرين بالرأي فيجعلون سؤالهم عن الأهلة سؤالاً فلكياً معقداً، وهم إنما سألوا عن الهلال لم يبدو في أول الشهر صغيراً ثم يكبر ثم يكبر؟ وكان سؤالاً بسيطاً؛ لأن هذا حال العرب لم يكن عندهم من علم الفلك العلم المعقد إنما سألوا عن أمر ظاهر بين فتفسيـر سؤالهم بأنه سؤال عن أمرٍ فلكي معقد هذا لم يرع فيه حال أولئك وإنما فسر بغرائب الأهلة، هذا ليس من المعهود ولا من المعروف في حال الذين سألوا ولا حال العرب الذين نزل القرآن ليخاطبهم أول الأمر إذاً فهنا حصل الغلط من هذه الجهة.

-الفرق بين من اعتقد اعتقادًا ونزل آيات القرآن عليه ، ومن فسره بمجرد اللفظ بلغة العرب:
الأول من التفسير بالرأي المذموم الذي توعد فاعله، والثاني من التفسير بالرأي الذي أخطأ من ذهب إليه.


-بيان المراد بالتفسير بالرأي:
معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط.
-حكم التفسير بالرأي :
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.

-حكم من تكلم في القرآن برأيه:
يحرم ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((من تكلم بالقرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار)) وفي لفظ آخر: ((من قال في القرآن برأيه أخطأ ولو أصاب)) وهي أحاديث وأسانيدها ضعيفة لكن بمجموعها لعلها تبلغ مرتبة الحسن.

-الضابط في التفسير بالرأي:
أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه هو ما لم يرع فيه وإنما وجهه على أحد الاحتمالات في العربية وأخطأ فيما وجه إليه الكلام.

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 23 شوال 1436هـ/8-08-2015م, 03:55 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر مشاهدة المشاركة
تلخيص محاضرة :بلغة المفسر من علوم الحديث، لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالله الحميد.

-أقسام تفسير القرآن :
1-تفسير القرآن بالقرآن.
2-تفسير القرآن بالسنة.
3-تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
4-تفسير القرآن بأقوال التابعين.
5-تفسير القرآن بلغة العرب.

-ما يرد في التفسير لا يخرج عن كونه خبرًا أو إنشاءً :
1-فالإنشاء : يمكن أن ينظر إليه وفق الضوابط التي وضعها المفسرون لقبول التفسير.
2-والخبر: يتثبت منه من مبدأ التثبت في قبول الأخبار ومعرفة صحيح الإسناد من خطأه.

الفرق بين الخبر والإنشاء:
الإنشاء:
1-لا يدخله التصديق والتكذيب.
2-لا يفتقر إلى علوم الآلة التي وضعت لقبول الأخبار وردها.
الخبر:
1-يدخله التصديق والتكذيب.
2-وضع المحدثون لقبوله ضوابط وشروط.

-أمثلة على تفاسير تروي بالإسناد:
تفسير عبد الرزاق، أو تفسير سفيان الثوري، أو تفسير ابن جرير الطبري، أو تفسير ابن المنذر، أو تفسير سعيد بن منصور، أو تفسير ابن أبي حاتم، أو غير ذلك من كتب التفسير المسندة، ومن جملة ذلك ما نجده في الكثير من كتب الحديث حينما تفرد كتابًا بأكمله للتفسير؛ فصحيح البخاري فيه كتاب بأكمله للتفسير، كذلك في صحيح مسلم، كذلك في جامع الترمذي، كذلك في السنن الكبرى للنسائي، وهكذا دواليك.

-بيان عناية علماء التفسير بالإسناد:
أن هؤلاء العلماء عنوا عناية شديدة بإيراد هذا التفسير بالأسانيد مما يدل على أن التعامل مع تفسير كتاب الله جل وعلا كالتعامل مع باقي القضايا الشرعية التي يُعنى فيها المحدثون بالأسانيد مثل: القضايا الفقهية ونحو ذلك. ولو لم نحتج إلى تطبيق قواعد المحدثين على مرويات التفسير لما وجدنا هؤلاء العلماء يتعبون أنفسهم بإيراد الأسانيد مع صعوبة الكتابة في تلك العصور.


-ضوابط قبول الحديث عند المحدثين :
-بالنسبة للراوي فلا تقبل روابة المبتدع إذا روى ما يؤيد بدعته.
-إذا كان الراوي موثقا في علم وضعف في علم آخر:
فإنه يعتمد عليه فيما وثق فيه ؛ فمحمد بن إسحاق عمدة في السيرة، فإذا روى شيئًا في السيرة؛ فإن عنايته بالسيرة معروفة، وقد أثنى عليه أهل العلم في عنايته بالسيرة، وكذلك عاصم بن أبي النجود، أو عاصم ابن بهدلة في عنايته بالقراءات؛ فهو حجة في القراءات، ولكنه متكلم فيه من جهة الحديث؛
ويقول الشيخ حفظه الله الله: لكن أنا أرى أن الكلام في محمد بن إسحاق، أو في عاصم بن أبي النجود، لا يُوصلهما إلى درجة الضعف، إلا فيما استنكر عليهما، وهذا الذي يستنكر على الراوي، ليس مخصوصًا بهما، لأجل الكلام الذي فيهما، بل حتى بعض الثقات، فهناك بعض الأوهام التي يقع فيها بعض الثقات، هذه الأوهام تُتقى أيضًا، وتُجتنب، وهكذا أيضًا بالنسبة لمحمد بن إسحاق، وعاصم بن أبي النجود؛ فما عُرف عنهما من أوهامٍ وهموا فيها، فإنها تُتقى، وتُجتنب، وأما ما سوى ذلك،فالأصل فيه القبول ويكون من قبيل الحديث الحسن.



-أما الرواية :

* إذا كانت مما يندرج تحت لغة العرب فهذا أمره واسع ويتساهل فيه ، ونحن نعرف أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فلا يمكن إطلاقًا أنني حينما أقول: {الحمد لله رب العالمين} أنني سأحتاج إلى ما يفسر لي معنى هذه اللفظة، لا، أنا عربي وأعي وأدرك معنى هذه اللفظة، والقرآن معظمه وغالبه كله يدرك بلغة العرب،

*أما إذا صار لهذا الحديث أو الحكم أصلا؛ فهذا لا أحد يمكن أن يشك في قبوله، مثل ما لو جاء حديث يدل على فضل صلاة الجماعة -صلاة الجماعة مقررة بأحاديث أخرى-؛ فإنهم يتسمحون في ذلك, ويعدون هذا من باب الترغيب والترهيب، ونحو ذلك؛ إما ترغيب في حضور صلاة الجماعة, أو الترهيب من ترك صلاة الجماعة.


*وأما إن كان هذا الحكم يستفاد من حديث، أو من قول صاحب، أو من قول تابعي؛ فإن هذا الحكم لا بد من تطبيق قواعد المحدثين عليه

*وكذلك ما يتعلق بأبواب الفضائل الأخرى؛ مثل: فضائل الصحابة، أو فضائل القرآن، أو فضائل بعض الأذكار والأدعية، ونحو ذلك, وما يتعلق بالترغيب والترهيب
فإن قاعدة المحدثين فيه معروفة، وهم يقولون: إذا روينا في الحرام والحلال شددنا
وإذا روينا في الفضائل؛ تساهلنا.

= إذن هذا يدلنا على أنه لا بد أن ننظر إلى مرويات التفسير التي وردت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يتلوها -أو ما يلتحق بها- من أقوال الصحابة وأقوال التابعين، فكل هذا لا بد فيه من التثبت من صحته إلى قائله فإن وجدناه صحيحًا فذاك غاية المطلوب، وإن أخفقنا أو وجدنا في الإسناد ما يجعلنا نتريث عن الحكم عليه بالصحة ، ومبدأ التثبت لا بد معه من تطبيق منهج المحدثين في قبول الأخبار وردها.
...ومما يدل على هذا دلالة واضحة جدا ما نجده في كتب العلل من جعل مرويات التفسير أسوة لبقية الأحاديث التي تروى في جميع أبواب الدين؛ لا فرق بين هذا وذاك.
والدليل على هذا ما نجده مثلاً في كتاب العلل لابن أبي حاتم، فابن أبي حاتم أفرد كتابًا بأكمله في داخل كتاب العلل بعنوان "علل أخبار رويت في القرآن وتفسير القرآن" ثم نجد أن هناك أحاديث مرفوعة، وأحاديث موقوفة، وبل ومن آثار التابعين يعني من أقوال التابعين وكلها يتطرق إليها التعليل، مثلها مثل غيرها من أبواب الدين.

-ضوابط تدبر كتاب الله :
فتدبر القرآن إذا كان مبنيًا على أساس سليم من لغة العرب ومن الأفهام السليمة لا يتعارض مع شيء من القواعد التي نحتاجها، كالقواعد التي في أبواب الاعتقاد، أو في باب أصول الفقه، أو حتى عند المحدثين ونحو ذلك.
-لكن إذا كان هذا التدبر والله سيفضي إلى القول على الله بغير علم، أو إلى الإتيان بأقوال شنيعة مستبشعة ليس هناك ما يدل على أصلها، وليس لها أصل ثابت فهذا لا يمكن إطلاقًا أن يقال عنه إنه تدبر بل يقال إن هذا افتئات على كتاب الله جل وعلا.
-كذلك أيضًا نجد أن في كتب التفسير بعض الروايات التي تتعلق بأبواب الاعتقاد، إما في أسماء الله وصفاته، أو في غير ذلك من أبواب الاعتقاد، فهذه أيضًا لا بد معها من التثبت، حتى وإن كانت وردت في كتب التفسير فلا بد أن نطبق عليها قواعد المحدثين، وإلا فإن دين الله سيكون عرضة للوضع والكذب.
-كذلك أيضًا نجد أن كتب التفسير تضمنت بعض المرويات الإسرائيلية والتي أحيانًا تروى وكأنها أحاديث أو تروى على أنها مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو على أنها من أقوال الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
فالعمل مع الإسرائيليات كما قال ﷺ : "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد" فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا يُشعر بأن هناك ما يمكن أن يُصدق وهناك ما يمكن أن يُكذب من ما يأتي عن أهل الكتاب، وهناك ما يمكن أن يُتوقف فيه.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فهذا مما لا نعلم صدقها من كذبها يجوز لنا أن نحدّث بها، ولا حرج في ذلك، لكن ليس معنى التحديث بها التسليم بصحتها، وإنما مما يمكن أن تتشوف إليه النفوس البشرية من مزيد علم، وإن كان علما لا يترتب عليه الصدق الجازم.
مثل: حينما تتشوف النفوس مثلا لعدة أصحاب الكهف، أو إلى لون كلبهم، أو غير ذلك من بعض التفاصيل التي وردت مجملة في كتاب الله جل وعلا.
لكن في المقابل نجد أن هناك بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في تفسير كتاب الله جل وعلا، وهذا تزخر به كثير من كتب التفسير، وبخاصّة كتب التفسير التي أُودعت في بطون بعض الكتب، مثل: كتاب التفسير من صحيح البخاري، أو كتاب التفسير من صحيح مسلم، أو المرويات المنثورة في صحيح مسلم.

-بيان ما يحتاجه المفسر لتفسير كتاب الله:
أن يعمد إلى ما وجده من روايات فينظر في أحكام الأئمة عليها مادام أنه يمكن أن يكون محكوماً في هذا، ليس بشرط أن يجتهد هو في تمحيص تلك الرواية؛ وإنما قد يكونوا هناك بعض الأئمة الذين حكموا على هذه المرويات، فيجد فيها بعض المرويات التي أعلها هؤلاء الأئمة؛ في كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم أو للترمذي أو الدار قطنيأو صححها بعض الأئمة كالبخاري ومسلم وما صححه الترمذي ولم يخالفه غيره من الأئمة وكذلك ما وجده في( مستدرك أبي عبد الله الحاكم) وصححها الحاكم، ولم يتعقبه الذهبي، ولم نجد كلاما لأحد من الأئمة.
مع العلم أنه لا بد من النظر في أسانيد (أبي عبد الله الحاكم) ولا يكتفى بحكمه، وليس شرطا أن يكون الذهبي قد تعقبه في كل شيء؛ لأن (الذهبي) -رحمه الله- ألف كتابه هذا الذي هوالتلخيص في بداية عمره وكان متعجلاً في كتابته، فترك (الذهبي) أشياء كثيرة لم يتعقب الحاكم فيها، وهي متعَقَبة في حقيقة الأمر؛ فينبغي في الحقيقة أنه إذا نظر في كتاب التفسير في (مستدرك أبي عبد الله الحاكم) ينبغي أن يبذل جُهدا آخر، يحاول أن ينظر هل هناك من تكلم على هذه الرواية تصحيحاً، أو تضعيفا من أئمة آخرين؛ خاصة من الأئمة الذين يمكن أن تشد اليد بأحكامهم، فإن لم يجد فإنه على الأقل يمكن أن يأخذ من علوم الحديث بالمقدار الذي يعينه إلى حد ما؛ مثل: أن ينظر في الإسناد، هل فيه أحد ضُعِّف -وربما خُدم-، مثل ما نجده في (تقريب التهذيب) من أحكام الحافظ ابن حجر على أولئك الرجال.وغيرهم .


-ما يفيده إطلاق مصطلح الحسن على الحديث في العصور الثلاث الأولى :
في إطلاقهم لفظ الحُسن على بعض المرويات ما يُشعر بتخفيف هذه الشروط، ولست أقصد بالحسن هنا على تعريف ابن الصلاح، فإطلاق وصف الحُسن على بعض الأحاديث كان موجودا في كلام عروة بن الزبير وهو من التابعين، وكان يوجد في عصر أتباع التابعين كشعبة، كان يطلق لفظ الحسن على بعض المرويات، هكذا: عبد الله بن المبارك، وكيع بن الجراح، الإمام الشافعي. بالنسبة لبقية علماء الحديث كالإمام أحمد، أو علي بن المَديني، أو أبي حاتم الرازي، أو البخاري، أو غيرهم، فهذا موجود في كلامهم بكثرة، ولكن الترمذي رحمه الله تعالى، مِن أكثر من أشاع ذلك وأشهره، وأكثر من ذِكْرِه، لكن إذا نظرنا لإطلاقهم وصف الحُسن فإذا به في كثير من الأحيان يُطلق هذا الوصف على بعض الأحاديث التي فيها -ضعف،- ولكن هذا الضَعف يمكن أن يُتسامح فيه.
-أسباب ضعف الحديث:
1- إما بسبب سقط في الإسناد.
2- وإما بسبب طَعْن في الراوي، هذا في حقيقته.
فإن هذا الطعن :
أ-إما أن يكون إما في عدالته.
ب- وإما في حفظه.
ج-وإما في صفة روايته، وإن كان هذا سيعود إلى سبب من أسباب الضعف الأخرى، وهو مثلا: السقط في الإسناد، لكن صفة الرواية حينما نأتي على سبيل المثال :
إطلاق بعض العلماء القول: (بأنه لا تقبل رواية الراوي إذا روى ما يؤيد بدعته)، إذن صفة الراوي.. أو صفةالرواية، هذه يمكن أن يدخل فيها بعض أسباب الضعف, أو بعض أسباب الرد؛ الذي ترد من أجله الرواية.

وكماورد كذلك في رواية عبيد الله بن موسى- وهو العبسي-، عن سفيان بن عيينة، ويبدو أن عبيد الله بن موسى هو الذي يتحمّل تبعة الخطأ في تلك الرواية، حتى إن الإمام أحمد شدّد - كما رأينا - ووصفها بأنها كذب، فليس معنى هذا أن عبيد الله بن موسى يمكن أن يكذب.
عبيد الله بن موسى عدْل في نفسه، وهو موثوق أيضا بالحفظ، ولكن تُكلم في حفظه، في بعض رواياته، وهذا لا يمكن إطلاقا أن يكون عن عمد من عبيد الله بن موسى، ولكن يمكن أن يكون بأحد سببين:
أ- إما على سبيل الوهم الذي لا يسلم منه بشر، - وهذا الذي أُنشئ لأجله علم العلل؛ علم علل الحديث مبناه على أوهام الثقات؛ لأنه علم نشأ لبيان أوهام الثقات -
ب-وإما أن يكون عبيد الله بن موسى أَسْقَط من الإسناد؛ يعني دلّس، حتى لو لم يكن موصوفا بالتدليس، فإن الذي لا يكون موصوفا بالتدليس ليس معنى ذلك أنه لا يَصْنع هذا.

-بيان ما يقبل من المراسيل ومايرد :
فالمراسيل التي اتفق العلماء على قبولها بشروطها، هي مراسيل كبار التابعين: إما مراسيل المخضرمين من التابعين، كعبيد الله بن عدي بن الخيار وغيره، أو الكبار من التابعين وإن لم يكونوا من المخضرمين، كسعيد بن المسيب -رحمة الله تعالى عليه- ونحو هؤلاء.
الأواسط من التابعين، كالحسن البصري وابن سيرين، فيهم تفصيل، منهم من يقبل، ومنهم من يرد ومنهم من يفصل في أحوالهم؛ أما الصغار كقتادة ومجاهد والزهري ونحو هؤلاء فهؤلاء مراسيلهم رديئة، والله تعالى أعلم.

-بيان العمل بالحديث المعنعن :
العمل عند البخاري، وعند الدارقطني، وعند أبي حاتم، وأبي زرعة -رحم الله الجميع-. أن الإسناد الذي حصل فيه زيادة راوي الأصل عندهم -طبعا الزيادة تكون في الموضع الذي فيه عنعنة- فإن كان ذلك الموضع فيه عنعنة : فإنهم لا يأخذون بذلك الإسناد الناقص؛ وإنما يأخذون بالإسناد الزائد. ولا يأخذون بالإسناد الناقص إلا مع توفُّر شرطين:
1*(وهو الأهم)
أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة.
انظروا، هذا تحقيقٌ منهم للأصل الذي ذكرته وهو: لا بد أن يكون هناك تصريح بالسماع. فإنه في حال وجود الحديث بإسنادين في أحدهما زيادة راوي؛ فإنهم يأخذون بالإسناد الزائد ولا يقبلون الإسناد الناقص إلا إذا توفر السماع في موضع الزيادة.
2*
أن يكون من نَقَص أكثر عدداً أو أحفظ ممن زاد.
فإن توفر هذان الشرطان أخذوا بالإسناد الناقص، وإلا فالأصل الأخذ بالإسناد الزائد.


- الفرق بين رواية الحديث وبين العمل بالحديث الضعيف:
فرواية الحديث الضعيف مثل: ما نجده مثلاً عند بعض الأئمة: كأبي نُعيم في الحلية، أو الخطيب البغدادي في التاريخ، أو ابن عساكر، أو نحو ذلك من روايتهم للحديث الضعيف، فبعض أهل العلم قالوا: لا بد أن نُبيِّن ضعفه صراحةً أو تلميحاً.


-أسانيد القراءات :
بالنسبة لأسانيد القراءات الذي يظهر والله تعالى أعلم أنه لا ينبغي التشديد فيها من حيث جهالة بعض رجال الإسناد؛ لكن بالنسبة للانقطاع أو الخلل في الإسناد مثل الخطأ في اسم الراوي أو نحو ذلك فهذا ينبغي أن يصحح وينبغي أن ينبه عليه،
لكن إذا وجد هذا الإسناد مثل ما هو موجود في الكتب، وتوثقنا من عدم وجود الانقطاع، وعدم وجود الخلل الظاهر البيّن؛ وإنما بقي عندنا شيء من أننا لم نجد ترجمة لهذا الراوي أو وجدنا له ذكرا ولكن لم نجد أحدًا تكلم عليه بجرح ولا تعديل فأرى أن هذا مما يمكن أن يغتفر ويتساهل فيه؛ لأنه قد ورد التساهل فيه حتّى في بعض الكتب الحديثية فبعض الكتب الحديثية وخاصة الأجزاء الحديثية يوجد فيها من هذا القبيل، ولذلك تكلم ابن الصلاح على التصحيح في الأعصار المتأخرة، ولم ير التصحيح في الأعصار المتأخرة وكان السبب أو أعظم سبب دفعه إلى هذا أنّ أسانيد هذه الكتب لو فتشنا فيها فإن فيها من هو عريّ عن [التوثيق]، أو نحو هذا الكلام الذي ذكره ابن الصلاح، فهذا قد يوجد في بعض كتب الحديث فما بالك بأسانيد التفسير.

-بالنسبة لتواتر القرآن:
أما القرآن من حيث هو فإن تواتره بلغ الذروة في التواتر التي لا يعلى عليها أبدا، هذا أمر لا أظن أن أحدا يجهله فإنه من وقت النبي صلى الله عليه وسلم والأمة تتلقاه واحدا عن واحد، وليس هناك واحد من أفراد الأمة لا يقرأ القرآن، ولا يكون أخذ قراءته عن شيخ بغضّ النظر عن ذلك الشيخ، هل أخذ عنه القرآن كله بأكمله أو هل هذا الشيخ من الذين تصدروا للقراءات أو قد يكون معلما في مدرسة أو أبا أو أخا أو غير ذلك..، لكن لا بد أن يكون هذا القرآن قد تُلقي بالتداول من وقت النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر.
بارك الله فيك ونفع بك.
يلاحظ الاعتماد على النسخ الحرفي في كثير من أجزاء الملخص، ونوصي الطلاب بالتعبير بأسلوبهم وتلخيص عبارات الشارح حفظه الله.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 20/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 14/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 92/100
وفقك الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir