دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 19 شعبان 1436هـ/6-06-2015م, 12:39 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
من سورة الأنبياء
قوله تعالى : ( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )
جاءت هذه الأيات في سورة مكية – سورة الأنبياء- وهي تعالج الموضوع الرئيس الذي تعالجه السور المكية – موضوع العقيدة – ضمن أساسياته العظمى : ميدان التوحيد والرسالة والبعث .
وسياق السورة والوحدة الموضوعية تعالج موضوع العقيدة وفق الدلالات العقلية الكبرى وربط العقيدة بها ، فالعقيدة تتمثل واضحة جدا في هذا الكون العظيم، الذي قامت عليه السماوات والأرض ، وعلى العظمة في تدبيره وتسير أموره وأمور جميع المخلوقات فيه ، وليس فيه شيئا كان لعبا ولهوا باطلا ، وجاءت الأدلة هنا عقلية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فبعد أن بين سبحانه كمال اقتداره في الآيات السابقة لهذه الآيات ، وعظمته وخضوع كل شيء له ، أنكر على المشركين الين اتخذوا من دون الله آلهة من الأرض في غاية العجز .
فجاءت الاية في سياق الانكار ( أم اتخذوا آلهة ) !!!! يعود الضمير على من اتخذ من دونه تعالى آلهة من المخلوقات وسواها برب العالمين وادعى لها شيئا من صفات الربوبية والألوهية ، وجعل لها شركا في الربوبية ، والاتخاذ هنا أي من عند أنفسهم لا دليل ولاحجة إلا اتباع الآباء والأهواء . وهذا مثله قوله تعالى : ( وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) – الزخرف .فلا حجة لهم إلا اتباع الآباء والأهواء مع شدة الجهل والتمسك به ، ولهذا قال تعالى بعد ذلك : ( قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم ، قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون) .
ومثله قول قوم سيدنا ايراهيم عليه السلام كما حكاه رب العزة في سورة الأنبياء : ( إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ، قالوا وجدنا أءاباءنا لها عابدين ) فهذا جواب العاجز !!!
ومثله.... عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الله أكبر! إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون)، لتركبن سنن من كان قبلكم). رواه الترمذي وصححه.
وقال الإمام العلامة أحمد بن علي المقريزي المصري الشافعي رحمه الله :
وشرك الأمم كله نوعان : شرك في الإلـٰهية وشرك في الربوبية ، فالشرك في الإلـٰهية والعبادة هو الغالب على أهل الإشراك ، وهو شرك عُباد الأصنام وعباد الملائكة وعباد الجن وعُباد المشايخ والصالحين الأحياء والأموات ، الذين قالوا )إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى( ، ويشفعوا لنا عنده ، وينالونا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قرب وكرامة ، كما هو المعهوم في الدنيا من حصول الكرامة والزلفى لمن يخدم أعوان الملك وأقاربه خاصته
والكتب الإلـٰهية كلها من أولها إلى آخرها تبطل هذا المذهب وترده وتقبح أهله ، وتنص على أنهم أعداء الله تعالى .
وجميع الرسل صلوات الله عليهم متفقون على ذلك من أولهم إلى آخرهم ، وما أهلك الله تعالى من أهلك من الأمم إلا بسبب هذا الشرك ومن أجله . أ.هـ
وسؤالهم عن الاتخاذ في الآية فيه في استنكار للواقع منهم
وهذا حالهم ... أنهم اتخذوا الآلهة وصنعوها بأيديهم ثم عبدوها !!!!
لابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: ( أفرءيتم اللات والعزى )، قال:
كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره، وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس: كان يلت السويق للحاج
ذكر أهل العلم أن أهل الجاهلية كانوا يصنعون الأصنام من كل شيء، وربما صنعوها من التمر، فإذا جاعوا أكلوها،
وكان جل عرب الجزيرة يعبدون الأصنام ويصنعونها من كل شيء حتى من الأشياء التافهة، يصور لنا بعض ذلك أبو رجاء العطاردي- رضي الله عنه- فيقول كما في صحيح البخاري وغيره "كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الْآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً (كومة أو كثبة) مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ طُفْنَا بِهِ.."
ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن القرطبي قوله " إن أهل الجاهلية كانوا يعملون الأصنام من كل شيء حتى أن بعضهم عمل صنمه من عجوة (تمر) ثم جاع فأكله"
قال تعالى : ( قل ادعوا الذبن زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ) – سبأ ، فالله سبحانه المنفرد بالخلق والملك والتدبير ، فلا مشارك له ولا معاون ولا ظهير . والمشرك يعبد المخلوق الذي لا ينفع ولا يضر وليست بقادرة على نشره وحشره ، فضلا عن إيجاده ورزقه !!! قال تعالى : ( أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ) – الملك ، وقال تعالى : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض ، قل الله ) –فاطر ، ويدع الاخلاص لله تعالى الذي له الكمال كله وبيده الأمر كله ، وهذا لعدم توفيقه وفرط جهله وضلاله وظلمه لنفسه الظلم الأعظم . قال تعالى : ( إن الشرك لظلم عظيم ) – لقمان ، فلا يصلح الوجود إلا على إله واحد. ولما كانت معبودات المخاطبين أصناما أرضية من حجارة ونحوها صنعتها أيديهم قال تعالى : ( من الأرض ) أي التي هم مشاهدون لأنها وكل ما فيها (هم ) طوع مشيئته سبحانه.
فليس في الكائنات ما تسكن إليه النفس ، وتلجأ لجواره وتغنى بالفقر إليه والحاجة بين يديه إلا رب العزة تبارك وتعالى ، فمن عبد غير الله وإن أحبه وحصل له به مودة في الحياة الدنيا ولذة قرب ،فما هي إلا عرض زائل ينقلب عليه حسرة وندامة يوم القيامة ، قال تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) - الزخرف
وإفادة السياق الحصر أنه لو كان هذا الانشاء على وجه يجوز مشاركة غيره له لم يستحق العبادة ، فيفهم منه التهكم بهم أنهم عبدوا ما هو من أدنى الأرض و ما يستحق أن يعبد !!!! وخلق الله الانسان وجعله أشرف المخلوقات وكرمه على جميع خلقه ، فهم لشدة سفههم وضلالهم عبدوا ما هم في أصلهم أفضل منه،فأي ضلال بعد هذا !!!! وأي سفه أكثر من ذلك ، فضلا عن أنهم عند الحاجة كفروا بأصنامهم ولجؤا لله وحده !!! قال تعالى : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة فرحوا بها وجاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين حنفاء لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين)- يونس ومع هذا فإن عادوا لشركهم والعياذ بالله
ولما قال تعالى : (أم اتخذوا ألهم من الأرض هم ينشرون ) أي هل قادرين على اعادتهم ونشرهم ؟؟؟
عن مجاهد، قوله (يُنْشِرُونَ) يقول: يُحيون.
قال ابن زيد، في قوله ( أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ) يقول: أفي آلهتهم أحد يحيي ذلك ينشرون، وقرأ قول الله قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ... إلى قوله ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ).
ولما كان الجواب قطعا : لم ولن يتخذوا آلهة بهذا الوصف ، ولا شيء غيره سبحانه يستحق وصف الألوهية ، وعليه فهنا أقام البرهان القطعي على صحة نفي إله غيره ببرهان التمانع وهو أشد من برهان الكلام فقال :( لو كان فيهما ) أي في السماوات والأرض وتدبيرهما. فإنهما لا يقومان ولا تصلح أمورهما وما فيهما إلا بخالق واحد ، ، فلو كان فيهما غير الله لم يكن إلها حقا ، إذ الله ليس كمثله شيء ، فلا شك أنهما كانتا تفسدا بإلهين ، هذا من جهة الالهية ، وأما من جهة الربوبية فتفسد في ذاتها وفي مخلوقاتها .
فقوله تعالى : ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) هذه هي الحقيقة التي أراد تعالى أن يدحض بها شبه الضالين المضلين ، وذلك أن كل من العالم العلوي المتمثل بالسماوات وما فيها، والسفلي والمتمثل بالأرض ومن عليها وما تحتها وما بينهما
على أكمل ما يكون ، بلا خلل ولا عيب ولا ممانعة ولا معارضة ، فدل هذا علة أن خالقه ومدبره ومصرف أموره وجميع شؤونه واحد لا شريك له ، قال تعالى :
( فارجع البصر هل ترى من فطور ،ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير ) الملك ، وقال جل في علاه : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) فصلت ، والآيات في ذلك أكثر من أن تحصى ، بل إن المشركين أنفسهم شهدوا عليها لوضوحها ، قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) – الزخرف
وقيل لأعرابي من البادية : بم عرفت ربك ؟ قال : الأثر يدل على المسير ، والبعرة تدل على البعير ، فسماء ذات أبراج ،وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ، ألا تدل على السميع البصير؟؟
. ، فكون بهذه الدقة لو كان له مدبران وربان أو أكثر من ذلك ، لاختل نظامه واضطربت أركانه ، فإنهما يتمانعان ويتعارضان ، وإذا أراد أحدهما تدبير شيء وخالفه الآخر فلا يمكن أن يكون لهما اتفاق واحد ووجود مرادهما معا خاصة في عالم عظيم دقيق ، ووجود مراد أحدهما وأمره يدل على عجز الآخر ، وعدم اقتداره ، فإذا يتعين أن القاهر الذي يوجد مراده وحده من غير ممانع ولا مدافع هو الله الواحد القهار ، ولهذا ذكر تعالى في دليل التمانع قوله : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون )المؤمنون ، ومنه على أحد التأويلين قوله تعالى : ( قل لو كان معه آله كما يقولون إذا لا بتغوا إلى ذي العرش سبيلا ، وسبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ) –الاسراء . وتلاحظ قوله تعالى : ( لفسدتا) ولم يقل لعدمتا ، إذا هو سبحانه قادر على أن يبقيهما على جهة الفساد ، لكن لا يمكن أن تكون صالحة إلا أن يعبد الله وحده لا شريك له ، فإن صلاح الحي إنما هو صلاح مقصوده ومراده ، وصلاح الأعمال والحركات بصلاح إراداتها ونياتها . وهو سيحانه لا تطمئن القلوب إلا به ، ولا تسكن النفوس إلا إليه ، فكل مألوه سواه يحصل به الفساد ، ولا يحصل صلاح القلوب إلا بعبادة الله وحده لا شريك له
(فسبحان الله ) فتنزه سبحانه وتقدس وله صفات الكمال المطلق ( رب العرش ) الذي هو سقف المخلوقات وأوسعها وأعظمها ، فربوبية مادونه من باب أولى
( عما يصفون ) أي الجاحدون الكافرون من اتخاذ الولد والصاحبة ، وأن يكون له شريك بوجه من الوجوه .
فقوله تعالى : ( لا يسأل عما يفعل ) - جاءت تمهدا لما بعدها – وفيها إثبات لحقيقة الالوهية وافراد الله تعالى بالربوبية والألوهية ، وذلك لعزته وعظمته وكمال قدرته فله الأمر من قبل وبعد ، والكل مربوب له يدبره كيف شاء بحكمته وعدله وعظمته ، لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه، لا بقول ولا بفعل ، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها واتقانها أحسن شيء يقدره العقل ، فلا يتوجه إليه سؤال ، لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال
(وهم يسألون ) اقتضته مناسبة الحديث عن تنزيهه سبحانه عن الشركاء ( وهم ) أي المخلوقون كلهم ومنهم الملائكة المقربين الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويعلون ما يؤمرون ، والأنبياء المرسلون ،

[color= ]وروي الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله عز وجل)

فكيف بغيرهم ؟؟؟!!!!
( يسئلون ) عن أفعالهم وأقوالهم لعجزهم وفقرهم ولكونهم عبيدا قد احتسبت عليهم أفعالهم وحركاتهم ، فليس لهم من التصرف والتدبر في أنفسهم ولا في غيره مثقال ذرة .و يدخل فيها أيضا نفي صلاح الالهة المتخذة للالهية، فإنها مسؤولة مربوبة ، فكيف يسوى بينها وبينه سبحانه !!!!!
المراجع :
- -بدائع التفسير الجامع لما فسره الامام ابن قيم الجوزية - جمع وإخراج : يسري السيد محمد وصالح أحمد الشامي - المجلد الثاني - دار ابن الجوزي - الطبعة الاولى ، عام 1427هـ
-تفسير شيخ الاسلام ابن تيمية الجامع لكلام الامام ابن تيمية في التفسير – جمعه وحققه إياد بن عبد اللطيف بن ابراهيم القيسي – راجعه : عثمان بن معلم محمود أشرف على طبعه : سعد بن وفواز الصميل - الجزء الرابع : دار ابن الجوزي –الطبعة الأولى : 1432هـ
- -تفسير عبد الرحمن السعدي - إشراف ومتابعة : محمد بن عبد الرحمن السعدي ،مساعد بن عبد الله السعدي، ماهر بن عبد العزيز الشبل ،رامي بن عبد العزيز الشبل ، سليمان بن عبد الله الميمان ، أيمن بن عبد الرحمن الحنيحن- جمعه وأعاد تحقيقه قسم تحقيق التراث والنشر العلمي شركة الدار العربية لتقنية المعلومات الميمان للنشر والتوزيع - الرياض -
طبع على نفقةوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية دولة قطر-ضمن مجموع مؤلفات الشيخ العلامة السعدي - المجلد الثاني - الطبعة الاولى : 1432هـ - 2011 م -
-مكامن الدرر في محاور السور في تفسير ظلال القرآن : تأليف وتعليق : محمد بن أحمد بن الحسن رفيق – دار الكتب العلمية\بيروت- لبنان – الطبعة الأولى- بدون
-نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: للامام برهان الدين أبي الحسن ابراهيم بن عمر البقاعي –خرج أحاديثه عبد الرواق غالب المهدي – المجلد الخامس – دار الكتب العلمية \بيروت -لبنان – الطبعة الثالثة : 2006م – 1427هـ
الأسلوب المستخدم :
اعتمدت أسلوب : الحجاج الشرعي ، مراعية زمن نزول السورة ومحورها الموضوعي وربطها بما سبقها من الآيات التي تخدم نفس الموضوع
وما توفيقي إلا بالله
- حاولت جهدي حسب توفيق الله لي باستيعاب المطلوب في التوجيه المذكور وبالله التوفيق وأنا مهتمة جدا بالرسائل التفسيرية وأرجو أن يوفقني الله ويرزقني العلم النافع والعمل الصالح ويتقبل مني - [/color]

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك أستاذة كوثر.
أسأل الله لك البركة في العمر والعمل، وأعانك الله على فعل الخيرات.
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: المواءمة ( مناسبة المسائل المذكورة للمخاطبين ) : 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 /9
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 98 %

رد مع اقتباس
  #52  
قديم 22 رمضان 1436هـ/8-07-2015م, 03:48 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

عناصر التلخيص
حكم الحسد
• الأسباب التي تحمل الحاسد على الحسد
• أصل معنى الحسد في اللغة
• أصول مهمّة في علاج الحسد
حكم الحسد
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَقَاطَعُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ)). رواه الشيخان.
قال فيه الإمام مالك: (لا أحسب التدابر إلا الإعراض عن أخيك المسلم فتدبر عنه بوجهك).
ومن حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه في مسند الامام أحمد والترمذي ومصنف عبد الرزاق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبّت ذلك لكم، أفشوا السلام بينكم)).
وفي رواية: ((أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)).
وفي سنن النسائي ومن صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد)).
الإيمان المنفي هنا: ليس هو أصل الإيمان ، بل هو واجب الإيمان.
وقد وردت أحاديث لا تخلو من مقال في التحذير من الحسد والنهي عنه مثل : (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). رواه البخاري في التاريخ الكبير وقال لا يصح وأبو داوود في سننه وضعفه الألباني.
و في سنن أبي داود حديث: (الحسد يطفئ نور الحسنات). وفيه ضعف وفي الصحيح الكفاية .
وقد نقل النووي إجماع الأمة على تحريم الحسد.
الأسباب التي تحمل على الحسد
وما يحمل على الحسد كما قال البيهقي في شعب الإيمان: (الحاسد يعتبر إحسان الله تعالى إلى أخيه المسلم إساءة إليه، وهذا جهل منه لأن الإحسان الواقع بمكان أخيه لا يضره شيئاً، فإن ما عند الله واسع).
وذكر بعض أهل العلم من الأسباب التي تحمل الحاسد على الحسد ؛ فقال الشيخ عطية سالم: (الحامل على الحسد أصله أمران:
الأول: ازدراء المحسود.
والثاني: إعجاب الحاسد بنفسه) ا.هـ.
فليحذر المسلم من تعظيم نفسه واحتقار غيره ، فهذا لرب العالمين وحده وهو أعلم بعباده خبير بهم ،.
ولهذا ينبغي للمسلم أن يُعالج قلبه، ويعرف قدر نفسه، وأن فضل الله تعالى لا يُدرك بمعصية الله، وإنما يُطلب من الله بما هدى الله إليه وأن الله تعالى ولي التوفيق.
فإذا ذهب عنه إعجابه بنفسه واعتقاده فضيلتها ولم يحتقر غيره، لم يحسد لذهاب دوافع الحسد وأسبابه التي تثيره وتحمل عليه.
أصل معنى الحسد في اللغة
ولعلماء اللغة في معنى الحسد أقوال : أن أصل لفظ الحسد مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وهذا ذكره أبو منصور الأزهري وغيره.
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم) ا.هـ.
فعلى هذا قد يكون الحسد يلصق بقلب صاحبه كما يلصق القراد بالجلد، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه من الحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
ووجه آخر أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحب النعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه والتذكر له، ونفسه نهمة شرهة تريد أن يُسلب هذه النعمة، وأن تُستخرج من صاحبها، كما يَستخرج القُراد الدم ويمتصه
وإن كان هذا في معناه اللغوي إلا أن أصله وحقيقته لم يتبين بشكل واضح إلا بعض ما ذكره أهل العلم :حتى قال الشيخ عطية سالم في تتمة أضواء البيان: (وأما حقيقة الحسد فيتعذر تعريفه منطقياً).
وذكر قولَ بعضهم في بيان حقيقته: أنه إشعاع غير مرئي ينتقل من قلب الحاسد إلى المحسود. إلخ ما ذكر رحمه الله.
أصول مهمة في علاج الحسد
.
ينبغي لطالب العلم أن يعرف أصولاً صحيحة في هذا الباب حتى يستقيم له فهم كثير من النصوص والآثار الواردة فيه، ويفهم مسائل الحالات التي تعرض له في الواقع فهماً سليماً مبنيّاً على أصول صحيحة بإذن الله.
ويسلم بذلك من كثيرٍ من الأخطاء الشائعة في هذا الباب.
وما عدا ذلك من الأمور والتفصيلات الدقيقة فلا يضره الجهل بها بإذن الله، وبعضها من علم الغيب الذي لا يدركه الناس.
فمن خلاصة ما ينبغي علمه في هذا الباب هذه الأصول التي أذكرها بإيجاز:
الأصل الأول: أن الحسد عَملٌ قلبيّ، لاتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.
وبعضهم ينسبه إلى النفس، فيقول الحسد من عمل النفس.
كما قال الطَّرِمَّاح:
فبيت ابنِ قحطانَ خير البيوتْ ..... على حسد الأنفس الكاشحة
• ولا تعارض بين الأمرين لأن القلب لا حياة له إلا بالنفس التي هي الروح.
فانبعاث الحسد هو من قلب الحاسد الحيّ.
الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد، وهذا الحسد شرّ في نفسه، وقد ينتج عنه شرور متعددة ذات أنواع كثيرة لا يحيط بها إلا الله جلّ وعلا.
وهذا يدفع قول من يُنكر أن الحسد فيه شرّ متعدي.
الأصل الثالث: أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منه الحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا؛ فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.
الأصل الرابع: أن من يُبتلى بالحسد ، ويؤثر فيه شيئاً من الأذى في جسده أو روحه أو أهله أو ماله ؛ فإن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء، والعقوبة فيها تكفير للمسلم..
وقد روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له : حدّثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إلي صحيفة، فقال: (هذا ما كتب لي النبي صلى الله عليه وسلم).
فنظرت فيها فإذا فيها : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا رسول الله! علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت). فقال: ((يا أبا بكر! قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً، أو أجره إلى مسلم)). هذا لفظ البخاري في الأدب المفرد، والحديث رواه الإمام أحمد والترمذي.
وعلى المسلم أن يحرص عليه المؤمنُ تزكيةَ نفسه وتطهيرَ قلبه من الحسد والغل والحقد، وأن يكفّ أذاه عن المسلمين ، وكثرة الاستغفار والتوبة وفعل الخير.
فهذا في شأن من يكون هذا البلاء في حقهم عقوبة؛ هو شرّ من جهة، ومن جهة أخرى فتنة وابتلاء لهم لأنهم إذا أنابوا إلى الله وتضرعوا إليه وتابوا توبة صحيحة من الظلم والعدوان رُفعت عنهم العقوبة لزوال موجبها.
ويكون ما أصابهم من ذلك تكفيراً لسيئاتهم
.
ومن المؤمنين المتقين من يصيبه شيء من ذلك ابتلاء واختباراً فإن اتبع هدى الله كان ذلك رفعة لدرجاته وإحساناً من الله إليه أن جعل له بذلك سبباً يحلّ عليه رضوانه.
وأصل هذا كله أن يكون العبد راضياً بالله جل وعلا ربّا، وأن يحسن الظن بربه، فيما أصابه من البلاء، وأن يحرص على الصبر والتقوى فيكون بذلك من المحسنين الذين كتب الله لهم العاقبة الحسنة.
قال الله تعالى: {والعاقبة للتقوى} وقال: {فاصبر إن العاقبة للمتقين} ، وقال: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}فجعل الإحسان لأهل البلاء هو الصبر والتقوى.
الأصل الخامس: أن الحسد من البلاء ، والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.
قال الله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}.
فمحاولات العبد وتكليفه نفسه رفع البلاء نوع من العناء ومكابدة الشقاء، فإنه لا يرفع البلاء إلا الله، وإنما يُطلب من العبد اتباع هدى الله..
فالعبد بما يبذله من الأسباب إنما يتعرض لنفحات الله، فإن فعل ما يهدي الله إليه من الأسباب النافعة كان موعوداً بأن تكون عاقبته خيراً.
وأحسن من تكلم في بيان الهدى للأسباب التي يدفع الله بها شر الحاسد : ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه بدائع الفوائد.
الأصل السادس: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظه ووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ؛ فهذا على غير الهدى الصحيح، بل يُخشى عليه أن يناله شرّ لمخالفته هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وضعف تعلق قلبه بالله جل وعلا ، ورضاه به.
ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه، لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر.
وكلّ من الغالي والمفرّط عاقبتهما سيئة إلا أن يعفو الله عنهما عفواً من عنده؛ فإن المسلم ما دام باقياً على الإسلام فإنه تحت المشيئة إن شاء الله عذبه وإن شاء عاقبه.
لكن السعيد الموفّق من يتبع هدى الله تعالى في عافيته وبلائه فهذا إن عوفي وإن ابتلي كانت عاقبته حسنة، لأن له عهداً من الله لا ينقضه، ووعد لا يخلفه.
الأصل السابع: أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً، ولها تعلّق بالقدر بتقدير البلاء، وهذا له تقرير آخر.
وإنما المقصود هنا أن الحسد إذا إذا أصاب نفساً غير محصنة أثر فيها بإذن الله تعالى.
والنفس كالبدن في بعض الأمور؛ فكما أن في الأجسام ما هو صحيح قويّ لا يتأثر بالآفات اليسيرة، بل ربما لو يصيب بمرض ظاهر بقي في جسده قوة تقاوم وتدفع البلاء بإذن الله حتى يُشفى منه.
ومن الناس من يكون جسمه ضعيف تمرضه أدنى آفة تصيبه، وإذا أصابه مرض يسير أنهكه وربما أقعده طريح الفراش أياماً معدودة، وذلك لضعف مناعة جسمه في مقابل ما أصابه من الداء.
فكذلك أرواح الناس، منها أرواح قويّة وفيها عزيمة على المقاومة فلا تستلم لكثير من الآفات بل تبقى فيها قوة تقاوم البلاء حتى تدفعه بإذن الله أو تخفف أثره.
.

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 7 شوال 1436هـ/23-07-2015م, 12:16 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
عناصر التلخيص
حكم الحسد
• الأسباب التي تحمل الحاسد على الحسد
• أصل معنى الحسد في اللغة
• أصول مهمّة في علاج الحسد
حكم الحسد
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَقَاطَعُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ)). رواه الشيخان.
قال فيه الإمام مالك: (لا أحسب التدابر إلا الإعراض عن أخيك المسلم فتدبر عنه بوجهك).
ومن حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه في مسند الامام أحمد والترمذي ومصنف عبد الرزاق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبّت ذلك لكم، أفشوا السلام بينكم)).
وفي رواية: ((أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)).
وفي سنن النسائي ومن صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد)).
الإيمان المنفي هنا: ليس هو أصل الإيمان ، بل هو واجب الإيمان.
وقد وردت أحاديث لا تخلو من مقال في التحذير من الحسد والنهي عنه مثل : (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). رواه البخاري في التاريخ الكبير وقال لا يصح وأبو داوود في سننه وضعفه الألباني.
و في سنن أبي داود حديث: (الحسد يطفئ نور الحسنات). وفيه ضعف وفي الصحيح الكفاية .
وقد نقل النووي إجماع الأمة على تحريم الحسد.
الأسباب التي تحمل على الحسد
وما يحمل على الحسد كما قال البيهقي في شعب الإيمان: (الحاسد يعتبر إحسان الله تعالى إلى أخيه المسلم إساءة إليه، وهذا جهل منه لأن الإحسان الواقع بمكان أخيه لا يضره شيئاً، فإن ما عند الله واسع).
وذكر بعض أهل العلم من الأسباب التي تحمل الحاسد على الحسد ؛ فقال الشيخ عطية سالم: (الحامل على الحسد أصله أمران:
الأول: ازدراء المحسود.
والثاني: إعجاب الحاسد بنفسه) ا.هـ.
فليحذر المسلم من تعظيم نفسه واحتقار غيره ، فهذا لرب العالمين وحده وهو أعلم بعباده خبير بهم ،.
ولهذا ينبغي للمسلم أن يُعالج قلبه، ويعرف قدر نفسه، وأن فضل الله تعالى لا يُدرك بمعصية الله، وإنما يُطلب من الله بما هدى الله إليه وأن الله تعالى ولي التوفيق.
فإذا ذهب عنه إعجابه بنفسه واعتقاده فضيلتها ولم يحتقر غيره، لم يحسد لذهاب دوافع الحسد وأسبابه التي تثيره وتحمل عليه.
أصل معنى الحسد في اللغة
ولعلماء اللغة في معنى الحسد أقوال : أن أصل لفظ الحسد مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وهذا ذكره أبو منصور الأزهري وغيره.
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم) ا.هـ.
فعلى هذا قد يكون الحسد يلصق بقلب صاحبه كما يلصق القراد بالجلد، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه من الحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
ووجه آخر أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحب النعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه والتذكر له، ونفسه نهمة شرهة تريد أن يُسلب هذه النعمة، وأن تُستخرج من صاحبها، كما يَستخرج القُراد الدم ويمتصه
وإن كان هذا في معناه اللغوي إلا أن أصله وحقيقته لم يتبين بشكل واضح إلا بعض ما ذكره أهل العلم :حتى قال الشيخ عطية سالم في تتمة أضواء البيان: (وأما حقيقة الحسد فيتعذر تعريفه منطقياً).
وذكر قولَ بعضهم في بيان حقيقته: أنه إشعاع غير مرئي ينتقل من قلب الحاسد إلى المحسود. إلخ ما ذكر رحمه الله.
أصول مهمة في علاج الحسد
.
ينبغي لطالب العلم أن يعرف أصولاً صحيحة في هذا الباب حتى يستقيم له فهم كثير من النصوص والآثار الواردة فيه، ويفهم مسائل الحالات التي تعرض له في الواقع فهماً سليماً مبنيّاً على أصول صحيحة بإذن الله.
ويسلم بذلك من كثيرٍ من الأخطاء الشائعة في هذا الباب.
وما عدا ذلك من الأمور والتفصيلات الدقيقة فلا يضره الجهل بها بإذن الله، وبعضها من علم الغيب الذي لا يدركه الناس.
فمن خلاصة ما ينبغي علمه في هذا الباب هذه الأصول التي أذكرها بإيجاز:
الأصل الأول: أن الحسد عَملٌ قلبيّ، لاتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.
وبعضهم ينسبه إلى النفس، فيقول الحسد من عمل النفس.
كما قال الطَّرِمَّاح:
فبيت ابنِ قحطانَ خير البيوتْ ..... على حسد الأنفس الكاشحة
• ولا تعارض بين الأمرين لأن القلب لا حياة له إلا بالنفس التي هي الروح.
فانبعاث الحسد هو من قلب الحاسد الحيّ.
الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، ولذلك أُمرنا بالاستعاذة من شرّ الحاسد إذا حسد، وهذا الحسد شرّ في نفسه، وقد ينتج عنه شرور متعددة ذات أنواع كثيرة لا يحيط بها إلا الله جلّ وعلا.
وهذا يدفع قول من يُنكر أن الحسد فيه شرّ متعدي.
الأصل الثالث: أن الحسد داء من الأدواء، وآفة من الآفات ، يمكن أن يتعافى منه الحاسد والمحسود إذا اتبعا هدى الله جل وعلا؛ فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.
الأصل الرابع: أن من يُبتلى بالحسد ، ويؤثر فيه شيئاً من الأذى في جسده أو روحه أو أهله أو ماله ؛ فإن هذا البلاء في حقه دائر بين العقوبة والابتلاء، والعقوبة فيها تكفير للمسلم..
وقد روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له : حدّثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إلي صحيفة، فقال: (هذا ما كتب لي النبي صلى الله عليه وسلم).
فنظرت فيها فإذا فيها : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا رسول الله! علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت). فقال: ((يا أبا بكر! قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً، أو أجره إلى مسلم)). هذا لفظ البخاري في الأدب المفرد، والحديث رواه الإمام أحمد والترمذي.
وعلى المسلم أن يحرص عليه المؤمنُ تزكيةَ نفسه وتطهيرَ قلبه من الحسد والغل والحقد، وأن يكفّ أذاه عن المسلمين ، وكثرة الاستغفار والتوبة وفعل الخير.
فهذا في شأن من يكون هذا البلاء في حقهم عقوبة؛ هو شرّ من جهة، ومن جهة أخرى فتنة وابتلاء لهم لأنهم إذا أنابوا إلى الله وتضرعوا إليه وتابوا توبة صحيحة من الظلم والعدوان رُفعت عنهم العقوبة لزوال موجبها.
ويكون ما أصابهم من ذلك تكفيراً لسيئاتهم
.
ومن المؤمنين المتقين من يصيبه شيء من ذلك ابتلاء واختباراً فإن اتبع هدى الله كان ذلك رفعة لدرجاته وإحساناً من الله إليه أن جعل له بذلك سبباً يحلّ عليه رضوانه.
وأصل هذا كله أن يكون العبد راضياً بالله جل وعلا ربّا، وأن يحسن الظن بربه، فيما أصابه من البلاء، وأن يحرص على الصبر والتقوى فيكون بذلك من المحسنين الذين كتب الله لهم العاقبة الحسنة.
قال الله تعالى: {والعاقبة للتقوى} وقال: {فاصبر إن العاقبة للمتقين} ، وقال: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}فجعل الإحسان لأهل البلاء هو الصبر والتقوى.
الأصل الخامس: أن الحسد من البلاء ، والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يُبتلى به، بل الله تعالى هو الذي يبتلي عباده بما يشاء ومتى يشاء وكيف يشاء، والعبد لا يستطيع أن يدفع البلاء عن نفسه، ولا يكشف الضر عنها ، إنما مردّ ذلك إلى الله جل وعلا.
قال الله تعالى: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم}.
فمحاولات العبد وتكليفه نفسه رفع البلاء نوع من العناء ومكابدة الشقاء، فإنه لا يرفع البلاء إلا الله، وإنما يُطلب من العبد اتباع هدى الله..
فالعبد بما يبذله من الأسباب إنما يتعرض لنفحات الله، فإن فعل ما يهدي الله إليه من الأسباب النافعة كان موعوداً بأن تكون عاقبته خيراً.
وأحسن من تكلم في بيان الهدى للأسباب التي يدفع الله بها شر الحاسد : ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه بدائع الفوائد.
الأصل السادس: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فمن غلا وهوّل شأن الحسد والعين حتى يغفل قلبه عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظه ووقايته وإعاذته لمن يستعيذ به ؛ فهذا على غير الهدى الصحيح، بل يُخشى عليه أن يناله شرّ لمخالفته هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وضعف تعلق قلبه بالله جل وعلا ، ورضاه به.
ومَن هوّن من شأن الحسد والعين ، وفرّط في تحصين نفسه بما وصى الله به، وأرشد إليه، لم يأمن أن يصيبه بسبب هذا التفريط ما يصيبه البلاء والشر.
وكلّ من الغالي والمفرّط عاقبتهما سيئة إلا أن يعفو الله عنهما عفواً من عنده؛ فإن المسلم ما دام باقياً على الإسلام فإنه تحت المشيئة إن شاء الله عذبه وإن شاء عاقبه.
لكن السعيد الموفّق من يتبع هدى الله تعالى في عافيته وبلائه فهذا إن عوفي وإن ابتلي كانت عاقبته حسنة، لأن له عهداً من الله لا ينقضه، ووعد لا يخلفه.
الأصل السابع: أن الحسد في الأصل من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً، ولها تعلّق بالقدر بتقدير البلاء، وهذا له تقرير آخر.
وإنما المقصود هنا أن الحسد إذا إذا أصاب نفساً غير محصنة أثر فيها بإذن الله تعالى.
والنفس كالبدن في بعض الأمور؛ فكما أن في الأجسام ما هو صحيح قويّ لا يتأثر بالآفات اليسيرة، بل ربما لو يصيب بمرض ظاهر بقي في جسده قوة تقاوم وتدفع البلاء بإذن الله حتى يُشفى منه.
ومن الناس من يكون جسمه ضعيف تمرضه أدنى آفة تصيبه، وإذا أصابه مرض يسير أنهكه وربما أقعده طريح الفراش أياماً معدودة، وذلك لضعف مناعة جسمه في مقابل ما أصابه من الداء.
فكذلك أرواح الناس، منها أرواح قويّة وفيها عزيمة على المقاومة فلا تستلم لكثير من الآفات بل تبقى فيها قوة تقاوم البلاء حتى تدفعه بإذن الله أو تخفف أثره.
.
أحسن الله إليك وبارك الله فيك والحمد لله على عودتك أختي كوثر.
للأسف الملخص الموضوع عبارة عن نسخ تام لكلام الشيخ حفظه الله وليس تلخيصا، والنسخ الحرفي ممنوع من هنا فصاعدا خلال المستوى الثالث بإذن الله.
فأرجو منك تلخيصه في نقاط ووضع خلاصة مختصرة لكلام الشيخ حفظه الله، والمعذرة منك ومن باقي الطلاب في طلبات الإعادة ولكنه واجبي يحتم عليّ ذلك.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 29 شوال 1436هـ/14-08-2015م, 09:25 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

عناصر التلخيص
حكم الحسد
الأسباب التي تحمل الحاسد على الحسد
أصل معنى الحسد في اللغة
أصول مهمّة في علاج الحسد
حكم الحسد
نقل عن الامام النووي اجماع الأمة في تحريم الحسد
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاَ تَبَاغَضُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَقَاطَعُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ)). رواه الشيخان.
قال فيه الإمام مالك: (لا أحسب التدابر إلا الإعراض عن أخيك المسلم فتدبر عنه بوجهك).
ومن حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه في مسند الامام أحمد والترمذي ومصنف عبد الرزاق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبّت ذلك لكم، أفشوا السلام بينكم)).
وفي سنن النسائي ومن صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد)).
الإيمان المنفي هنا: ليس هو أصل الإيمان ، بل هو واجب الإيمان.
الأسباب التي تحمل على الحسد
وما يحمل على الحسد كما قال البيهقي في شعب الإيمان: (الحاسد يعتبر إحسان الله تعالى إلى أخيه المسلم إساءة إليه، وهذا جهل منه لأن الإحسان الواقع بمكان أخيه لا يضره شيئاً، فإن ما عند الله واسع).
وذكر بعض أهل العلم من الأسباب التي تحمل الحاسد على الحسد ؛ فقال الشيخ عطية سالم: (الحامل على الحسد أصله أمران:
الأول: ازدراء المحسود.
والثاني: إعجاب الحاسد بنفسه) ا.هـ.
أصل معنى الحسد في اللغة
ولعلماء اللغة في معنى الحسد أقوال : أن أصل لفظ الحسد مشتقٌّ من القَشْرِ؛ وذكروا أن القُراد سمّي حِسْدِلاً لهذا المعنى.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ). قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه).
وهذا ذكره أبو منصور الأزهري وغيره.
وقال البغوي في شرح السنة: (الحسد يقشر القلب، كما يقشر القراد الجلد، فيمص الدم) ا.هـ.
فعلى هذا قد يكون الحسد يلصق بقلب صاحبه كما يلصق القراد بالجلد، حتى يكاد يفعل به كما يفعل القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه ويودعه من الحُرَق والضيق ما تضيق به حاله ويتنكّد به عيشه.
ووجه آخر أن الحاسد تتعلق نفسه بصاحب النعمة كتعلّق القُراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه والتذكر له، ونفسه نهمة شرهة تريد أن يُسلب هذه النعمة، وأن تُستخرج من صاحبها، كما يَستخرج القُراد الدم ويمتصه
أصول مهمة في علاج الحسد
الأصل الأول: أن الحسد عَملٌ قلبيّ، لاتفاق العلماء على أنه تمنّي زوال النعمة عن المحسود، والتمنّي عملٌ قلبي.
فانبعاث الحسد هو من قلب الحاسد الحيّ ، وهو من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح بالأصل وتؤثر في الأجساد تبعاً، ولها تعلّق بالقدر بتقدير البلاء،وأن الله تعالى إذا أراد أن يبتلي عبد فله سبحانه أن يختار ما يشاء من أنواع الابتلاء ولا راد لأمره، ومن ابتلي به فأثر في جسده أو روحه فأمر الله وهو يدور بين الابتلاء والعقوبة فليصبر المسلم ويكثر من الاستغفار،
وقد روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت له : حدّثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألقى إلي صحيفة، فقال: (هذا ما كتب لي النبي صلى الله عليه وسلم).
فنظرت فيها فإذا فيها : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا رسول الله! علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت). فقال: ((يا أبا بكر! قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءاً، أو أجره إلى مسلم)). هذا لفظ البخاري في الأدب المفرد، والحديث رواه الإمام أحمد والترمذي
الأصل الثاني: أن الحسد فيه شرّ متعدٍ، وداء من الأدواء ، والله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له الدواء ، فلنتبع الهدي الالهي ونستعيذ من شر كل حاسد

الأصل الثالث: أن يكون المؤمن على الحال الوسط بين الغلو والتفريط، فلا نهون في أمر الحسد حتى نضيع ونفرط فيما أمرنا الله به من الاستعاذة والالتجاء به سبحانه ، ولا نغالي حتى نعتقد أن كل الأمور مردها إلى الحسد ، والموفق من اتبع الهدي الرباني فلا افراط ولا تفريط.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir