دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م, 10:45 AM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي صفحة الطالبة عذاري لدراسة التفسير


اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملاو إخلاصا وخشية

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 شوال 1435هـ/16-08-2014م, 09:01 AM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي الموضوع الأول من واجب الأسبوع الأول في برنامج دراسة التفسير

تلخيص مبحث تفسيرالاستعاذة


بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن والاه وبعد،


فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص مبحث الاستعاذة من تفسير ابن كثير -رحمه الله – حيث لم يتعرض لها غيره من التفاسير المقررة ويتركز في ثمان مسائل على النحو الآتي:

المسألة الأولى:مواضعها.

الموضع الأول: عند قراءة القرآن الكريم،واختلف العلماء في محلها على ثلاثة أقوال:
الأول:بعد القراءة.
الثاني:قبل القراءة.
الثالث:أوّل القراءة وآخرها جمعًا بين الأدلة.

*واستدلوا بالآتي:
أولا: أدلة القول الأول:
1- اعتمدوا على ظاهرسياق الآية:" فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}النّحل: 98
2- دفع الإعجاب بعد فراغ العبادة.

ثانيا: أدلة القول الثاني:
1- قياسا على قوله تعالى:" إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام، فيكون معنى الآية عندهم: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة.
2- الأحاديث الثابتة عن رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم تفيد ذلك منها:
أ- حديث أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلمإذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانكاللّهمّ وبحمدك، وتباركاسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّااللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».[1].
ب- حديث جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».[2]
3- أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة.

القول الراجح: هو القول الثاني وهو المشهور الّذي عليه الجمهور و دلت عليه الأدلة.

الموضع الثاني:عند الغضب.
دل عليه:
1-حديث أبيّ بن كعبٍ، قال: تلاحى رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتمزّع أنفأحدهما غضبًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم».[3]
2-حديث سليمان بن صرد، قال: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّهعليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقالالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لوقالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ[4].

المسألة الثانية:متى أمربهـــــا؟

روي أنّ جبريل عليهالسّلام، أوّل ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة،كما نقل ابن جريرٍ: عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: أوّل مانزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قاليامحمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميعالعليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذيخلق،
قال ابن كثير:" وهذا الأثر غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسنادهضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم.

المسألة الثالثة: حـكمهـــــــا

اختلف العلماء في حكمها على خمسة أقوال بيانها في الآتي:
القول الأول:أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ، و هو قول جمهور العلماء.
القول الثاني:تجب في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة، وهو قول عطاءبن أبي رباحٍ.
احتج له: بظاهر الآية: "فاستعذ" وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّىاللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهوواجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب.
القول الثالث: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، وهو قول ابن سيرين.
القول الرابع: واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته
القول الخامس: لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه، حكي عن مالك.

المسألة الرابعة: هل يجهر بهـــــــا؟

نقل عن الشافعي قولان:
الأول:يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلايضرّ.
الثاني:يخيّر لأنّ ابن عمر أسرّ ،وجهر أبو هريرة.

واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم.

المسألة الخامسة: صيغها.

1-أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم نقل عن الشّافعيّ وأبي حنيفة.
2-زاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم.
3-قال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قالهالثّوريّ والأوزاعيّ.
4-حكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيملمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور[5].
قال ابن كثير:والأحاديث الصّحيحة، كماتقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم.
وعليه تكون الصيغة الأولى والثانية هي الراجحة.

المسألة السادسة: هل الاستعاذة للتلاوة أم للصلاة؟

اختلف فيها على النحو الآتي:
القول الأول: الاستعاذة في الصّلاة إنّما هي للتّلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمّدٍ.
القول الثاني: بل للصّلاة، وهو قول أبييوسف.
فعلى هذا يتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوّذ في العيد بعدالإحرام وقبل تكبيرات العيد، وذهب الجمهور أنها بعد تكبيرات العيد قبل القراءة.
المسألة السابعة: منلطائف الاستعاذة:
1- أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث،وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه.
2- أنها استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرةوللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر علىمنعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه.
3- أن اللّه تعالى أمر بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه،ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لايقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى ورد في ثلاث آياتٍ من القرآن ليس لهنّ رابعة[6].
4- أن الملائكة نزلت لمقاتلةالعدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّالباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا، ولمّا كان الشّيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالّذي يراه ولا يراه الشيطان.

المسألة الثامنة: معنى الاستعاذة:

تتركب صيغة الاستعاذة من أربع كلمات يحسن بيان كل منها على حدة ثم بيانها مجتمعة:
1- أعوذ:
أي ألتجئ إلى اللّه وألتصق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ، والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير كما قال المتنبّي:
يا من ألوذ به فيما أؤمّله ...... ومن أعوذ به ممّن أحاذره
لا يجبر النّاس عظمًا أنت كاسره ...... ولا يهيضون عظمًا أنت جابره
2- الله:
اسم الجلالة سيأتي معناه مفصلا في البسملة.
3- الشيطان:
في لغة العرب مشتقٌّ من:
أ-شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عنطباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ،
ب- قيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ.
والأوّل أصحّ لما يأتي:
1-أن كلام العرب دل عليه، قال سيبويه: العرب تقول: تشيطنفلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط.
2-أنهم يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا،دل عليه:
أ-قوله تعالى: "وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطينالإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112
ب- حديث أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلبالأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمروالأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ[7].
جـ- أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، ركب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربهفلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتمونيإلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي»[8].
4-الرجيم :
1- فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه،كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيحوجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]،
2- وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوسوالرّبائث والأوّل أشهر.

ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ماأمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّااللّه.


تم بفضل الله وعونه


والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمدلله رب العالمين.
























[1]- رواه أحمد، وقدرواه أهل السّنن الأربعة وقال التّرمذيّ: هو أشهر حديثٍ في هذا الباب. وقد فسر الهمز بالموتة وهيالخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر.

[2]- رواه أبو داود وابن ماجه.

[3]- رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة.

[4]- رواه البخاريّ.

[5]- ينظر المسألة الثانية: متى أمر بها؟

[6]-الأعراف: 199: 200 ،المؤمنون: 96 -98 ،فصّلت: 34 -36

[7]-رواه مسلم

[8]-رواه الطبري وقال ابن كثير:إسنادهصحيحٌ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 شوال 1435هـ/18-08-2014م, 08:57 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي الموضوع الثاني من واجب الأسبوع الأول


تلخيص تفسير
قوله تعالى :"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين"
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن والاه وبعد،
فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص أول ثلاث آيات كريمة من سورة الفاتحة وبيانه في الآتي:
أولا :تفسير قوله تعالى :"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين
العنصر الأول: بيان معنى مفردات الآية:
أولا: معنى الحمد.
1- نقل ابن كثير عن ابن جرير تعريفين:
أ-الشّكر للّه خالصًا دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كلّ ما برأ من خلقه، بما أنعمعلى عباده من النّعم الّتي لا يحصيها العدد، ولا يحيط بعددها غيره أحدٌ، في تصحيحالآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلّفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم فيدنياهم من الرّزق، وغذّاهم به من نعيم العيش، من غير استحقاقٍ منهم ذلك عليه، ومعما نبّههم عليه ودعاهم إليه، من الأسباب المؤدّية إلى دوام الخلود في دار المقام فيالنّعيم المقيم، فلربّنا الحمد على ذلك كلّه أوّلًاوآخرًا.
ب- ثناءٌ أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنّه قال: قولوا: {الحمد للّه.
2- عرفه السّعْدِيُّ:" الثناءُ علَى اللهِ بصفاتِ الكمالِ، وبأفعالِهِالدائرةِ بينَ الفضلِ والعدلِ، فلَهُ الحمدُ الكاملُ بجميعِ الوجوهِ.
3- عرفه الأشقر : الثناء باللسان على الجميلالاختياري.
تنبيه:
قال الشيخ ابن عثيمين أن جملة (الحمد : هو الثناءبالجميل الاختياري ) فيها قصور بل هو الثناء على النعم وعلى غيرها من صفات الله عزوجل .

وجاء في مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (24/ 453):
وقول بعضهم: الحمد هو الثناء بالجميل الاختياري، أي: أن يثني علىالمحمود بالجميل الاختياري. ويفعله اختياراً من نفسه، تعريف غير صحيح، يبطله الحديثالصحيح: "أن الله قال:قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله ربالعالمين، قال: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم قال: أثنى عليَّ عبدي " (1) . فجعل الله تعالى الثناء غير الحمد، لأن الثناءتكرار الصفات الحميدة، وأل فيالحمد للاستغراق، أي: جميع أنواع المحامد لله وحده، المحامد على جلب النفع، وعلىدفع الضرر، وعلى حصول الخير الخاص والعام، كلها لله على الكمالكله.

ثانيا: تعريف الله.
تقدم في البسملة

ثالثا: تعريف رب:
1- عرفه ابن كثير: المالك المتصرّف، ويطلق في اللّغة على السّيّد، وعلى المتصرّف للإصلاح،وكلّ ذلك صحيحٌ في حقّ اللّه تعالى
2- عرفه السعدي: المربِّي جميعَ العالمينَ - وهمْمَنْ سوى اللهِ - بخلقِهِ لهمُ، وإعدادِهِ لهمْ الآلاتِ، وإنعامِهِ عليهمْ بالنعمِالعظيمةِ، التي لو فقدوهَا لمْ يمكنْ لهمُ البقاءُ، فمَا بهمْ مِنْ نعمةٍ فمنهُتعالى.
3- عرفه الأشقر:المالك، والرب السيد،والرب المصلح والمدبر، والرب المعبود.


رابعا: تعريف العالمين
جمع عالمٍ مشتقٌّ من العلامة لأنّه علمٌ دالٌّ على وجود خالقه وصانعه ووحدانيّته. ك
1- كلّ موجودٍ سوى اللّه عزّوجلّ.ك،س،ش
2-أورد ابن كثير أقوالا كثيرة في تفسير العالمين ملخصها الآتي:
- عن ابنعبّاسٍ: الحمد للّه ربّ العالمين}الحمد للّه الّذي له الخلق كلّه،السّماوات والأرضون، ومن فيهنّ وما بينهنّ، ممّا نعلم، وما لانعلم.
-في رواية سعيد بن جبيرٍ، وعكرمة، عن ابن عبّاسٍ: «ربّالجنّ والإنس». وكذلك قال سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ وابن جريجٍ،
واستدلّ القرطبيّ لهذا القول بقوله: {ليكون للعالمين نذيرًا}[الفرقان: 1] وهمالجنّ والإنس.
-قال الفرّاء وأبو عبيدة: العالم عبارةٌ عمّا يعقل وهم الإنس والجنّوالملائكة والشّياطين ولا يقال للبهائم: عالمٌ.
-عن زيد بن أسلم وأبي عمرو بنالعلاء كلّ ما له روحٌ يرتزق.
-قال قتادة: ربّ العالمين، كلّ صنفٍ عالمٌ.
-قال الزّجّاج: العالم كلّ ما خلق اللّه في الدّنيا والآخرة. قال القرطبيّ: وهذا هوالصّحيح أنّه شاملٌ لكلّ العالمين؛ كقوله: {قال فرعون وما ربّ العالمين * قال ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين.

العنصر الثاني: المسائل المندرجة تحت هذه الآية:
* المسائل العقدية:
1- هل اسم الرب يستعمل لغير اللّه؟ ك،ش
الرب اسم من أسماء الله تعالى ولا يستعمل الرّبّ لغير اللّه إلا مضافاً، كقولك: هذا الرجل ربّ الدّار ربّ كذا، وأمّا الرّبّ فلا يقال إلّا للّه عزّ وجلّ، وقدقيل: إنّه الاسم الأعظم.
2-ما أنواع تربية الله تعالى؟ س
تربيتُهُ تعالىَ لخلقِهِ نوعانِ: عامةٌوخاصةٌ.
فالعامةُ: هيَ خلقُهُ للمخلوقينَ، ورزقُهمْ، وهدايتُهم لما فيهِمصالحهمُ، التي فيهَا بقاؤُهمْ في الدنيَا.
والخاصةُ:تربيَتُهُ لأوليائِهِ، فيربِّيهِمبالإيمانِ، ويوفِّقُهُمْ لَهُ، ويكمِّلُهُ لهمْ، ويدفعُ عنهمْ الصوارِفَ والعوائقَالحائلةَ بينهُمْ وبينَهُ.
وحقيقتُهَا: تربيةُ التوفيقِ لكلِّ خيرٍ، والعصمةُ عَنْ كلِّ شرٍّ،ولعلَّ هذا [المعنَى] هوَ السرُّ في كونِ أكثرِ أدعيةِ الأنبياءِ بلفظِ الربِّ،فإنَّ مطالبَهمْ كلهَا داخلةٌ تَحتَ ربوبيتهِ الخاصةِ.
3- ما دلالة قولُهُ: تعالى رَبِّالْعَالَمِين؟ س
يدل على انفرادِهِ بالخلقِ والتدبيرِ والنعمِ، وكمالِغناهُ، وتمامِ فقرِ العالمينَ إليهِ، بكلِّ وجهٍ واعتبارٍ.

*المسائل اللغوية:

1- هل الحمد والشكر بمعنى واحد؟
اختلفوا في ذلك على قولين:
القول الأول: لافرق بينهما
قال ابن جرير قيل: إنّ قول القائل: الحمدللّه، "ثناءٌ عليه بأسمائه وصفاته الحسنى، وقوله: الشّكر للّه ثناءٌ عليه بنعمهوأياديه
وهذا يعني أن بينهما فرق لكن ابن جرير رد هذا القول بأن جميع أهل المعرفة بلسان العرب يوقعونكلًّا من الحمد والشّكر مكان الآخرفهماسواءٌ.
قال ابن عبّاسٍ: {الحمد للّه}كلمة كلّ شاكرٍ، وقد استدلّ القرطبيّلابن جريرٍ بصحّة قول القائل: {الحمد للّه}شكرًا.


القول الثاني: بينهما فرق ، وهو المشهور عندالمتأخّرين.
فالحمد هو الثّناء بالقول على المحمود بصفاتهاللّازمة والمتعدّية، والشّكر لا يكون إلّا على المتعدّية، ويكون بالجنان واللّسانوالأركان. ك ش
واختلفوا: أيّهما أعمّ، الحمد أو الشّكر؟ ك
علىقولين، والتّحقيق أنّ بينهما عمومًا وخصوصًا، فالحمد أعمّ من الشّكر من حيث مايقعان عليه؛ لأنّه يكون على الصّفات اللّازمة والمتعدّية، تقول: حمدته لفروسيّتهوحمدته لكرمه. وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا بالقول، والشّكر أعمّ من حيث ما يقعانعليه، لأنّه يكون بالقول والعمل والنّيّة، وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّاعلى الصّفات المتعدّية، لا يقال: شكرته لفروسيّته، وتقول: شكرته على كرمه وإحسانهإليّ.

2- ما الفرق بين الحمد والمدح؟
قال الجوهريّ: الحمد نقيضالذّمّ، تقول: حمدت الرجل أحمده حمدًا ومحمدةً، فهو حميدٌ ومحمودٌ، والتّحميد أبلغمن الحمد، والحمد أعمّ من الشّكر. وقال في الشّكر: هو الثّناء على المحسن بماأولاكه من المعروف، يقال: شكرته، وشكرت له. وباللّامأفصح.
وأمّا المدح فهو أعمّ من الحمد؛ لأنّه يكون للحيّوللميّت وللجماد -أيضًا-كما يمدح الطّعام والمال ونحو ذلك، ويكون قبل الإحسانوبعده، وعلى الصّفات المتعدّية واللّازمة أيضًا فهوأعمّ.

2- ماذا أفادت الألف واللّام في الحمد؟ ك
استغراق جميع أجناس الحمد،وصنوفه للّه تعالى كما جاء في الحديث: «اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك الملك كلّه، وبيدك الخيركلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه.


*مسائل أخرى:

1-أقوال السلف في الحمد:
-نقل ابن أبي حاتم عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال عمر: «قدعلمنا سبحان اللّه، ولا إله إلّا اللّه، فما الحمدللّه؟»فقال عليٌّ:«كلمةٌ رضيها اللّه لنفسه، وفي رواية :"كلمةٌ أحبّها [اللّه] لنفسه، ورضيها لنفسه، وأحبّ أنتقال.
- قالابن عبّاسٍ: «الحمد للّه كلمة الشّكر، وإذا قال العبد: الحمدللّه، قال: شكرني عبدي». رواه ابن أبي حاتمٍ.
- عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: أنّه قال: «الحمدللّه هو الشّكر للّه والاستخذاء له، والإقرار له بنعمه وهدايته وابتدائه وغيرذلك».
-قال كعب الأحبار: «الحمد للّه ثناءاللّه». وقال الضّحّاك: «الحمد للّه رداء الرّحمن». وقد ورد الحديث بنحوذلك.

2-فضائل الحمد:
-نقل ابن جرير عن الحكم بنعميرٍ، وكانت له صحبةٌ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا قلت: الحمد للّه ربّ العالمين، فقد شكرت اللّه، فزادك».
- روى الإمام أحمد بن حنبل عن الأسود بن سريعٍ، قال: قلت: يا رسول اللّه، ألاأنشدك محامد حمدت بها ربّي، تبارك وتعالى؟ فقال: «أما إنّ ربّك يحبّالحمد».
-روى التّرمذيّ، والنّسائيّ وابنماجه عن جابر بن عبد اللّه،قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه سلّم: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه،وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وقال التّرمذيّ: حسنٌغريبٌ.
-روى ابن ماجه عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم: «ما أنعم اللّه على عبدٍ نعمةً فقال: الحمد للّه إلّاكان الّذي أعطى أفضل ممّا أخذ».
-قال القرطبيّ في تفسيره، وفي نوادر الأصول عن أنسٍ عنالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّنيا بحذافيرها في يد رجلٍ من أمّتي ثمّقال: الحمد للّه، لكان الحمد للّه أفضل من ذلك.
قال القرطبيّ وغيره: أي لكان إلهامهالحمد للّه أكبر نعمةً عليه من نعم الدّنيا؛ لأنّ ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدّنيالا يبقى، قال اللّه تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدّنيا والباقيات الصّالحاتخيرٌ عند ربّك ثوابًا وخيرٌ أملا.
-روى ابن ماجه عن ابن عمر: أنّرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثهم: «أنّ عبدًا من عباد اللّه قال: ياربّ، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فعضلت بالملكين فلم يدريا كيفيكتبانها، فصعدا إلى السّماء فقالا: يا ربّ، إنّ عبدًا قد قال مقالةً لا ندري كيفنكتبها، قال اللّه -وهو أعلم بما قال عبده-: [ماذا قال عبدي؟] قالا: يا ربّ إنّه قدقال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. فقال اللّه لهما: [اكتباها كما قال عبدي حتّى يلقاني فأجزيه بها.
تنبيه: أخرجه الألباني في ضعيف الجامع ( رقم 1877 ) وضعيف ابن ماجه ( 829 (

3-أيهما أفضلقول العبد: الحمد للّه ربّ العالمين، أم قول: لا إله إلّا اللّه؟ ك
قالت طائفة الحمد للّه ربّ العالمين أفضل لاشتمالالحمد للّه ربّ العالمين على التّوحيد مع الحمد، وقال آخرون: لا إله إلّا اللّهأفضل لأنّها الفصل بين الإيمان والكفر، وعليها يقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إلهإلّا اللّه كما ثبت في الحديث المتّفق عليه وفي الحديث الآخر في السّنن: «أفضل ماقلت أنا والنّبيّون من قبلي: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريكله». وقدتقدّم عن جابرٍ مرفوعًا: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمدللّه». وحسّنه التّرمذيّ


تفسير قوله تعالى: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
تقدّم الكلام عليه في البسملة



*اللمسات البيانية:

1-ما الحكمة في وصف الله تعالى نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله رب العالمين؟
لما كان فياتصافه برب العالمين ترهيب قرنه بالرحمن الرحيم ليجمع في صفاته بين الرهبة منهوالرغبة إليه، فيكون أعون على طاعته كما قال تعالى:"نبئ عبادي اني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم" ، فالرب فيه ترهيب ، والرحمن الرحيم فيه ترغيب. ك ش.

تفسير قوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِالدِّينِ:
وبيانه في العناصر الآتية:
العنصر الأول: بيان معنى مفردات الآية:
قال ابن كثير: ومالك مأخوذٌ من الملك، كما قال: {إنّانحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون}[مريم: 40] وقال: {قل أعوذ بربّ النّاس * ملكالنّاس}[النّاس: 1، 2] وملكٌ: مأخوذٌ من الملك كما قالتعالى: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} [غافر: 16] وقال: {قولهالحقّ وله الملك}[الأنعام: 73] وقال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكانيومًا على الكافرين عسيرًا.
قال السعدي: المالك: هو مَن اتصفَ بصفةِ المالكِ التي منْ آثارِهَا أنَّهُيأمرُ وينهى، ويثيبُ ويعاقبُ، ويتصرفُ بمماليكِهِ بجميعِ أنواعِ التصرفاتِ.
قال ابن كثير: والملك في الحقيقة هو اللّه عزّ وجلّ؛ قال اللّه تعالى: {هواللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام}، وفي الصّحيحين عن أبي هريرة رضياللّه عنه مرفوعًا أخنع اسمٍ عند اللّه رجلٌ تسمّى بملك الأملاك ولا مالك إلّااللّه، وفيهما عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «يقبضاللّه الأرض ويطوي السّماء بيمينه ثمّ يقول أنا الملك أين ملوك الأرض؟ أينالجبّارون؟ أين المتكبّرون؟»،وفي القرآن العظيم: {لمن الملك اليوم للّه الواحدالقهّار
-الدّين الجزاء والحسابكما قالتعالى: {يومئذٍ يوفّيهم اللّه دينهمالحقّ}،وقال: {أئنّا لمدينون}أي: مجزيّون محاسبون، وفي الحديث: «الكيّس مندان نفسه وعمل لما بعد الموت» أي: حاسب نفسه لنفسه.
عنقتادة قال: (يوم الدين يوم يدين الله العباد بأعمالهم) ). [زبدة التفسير

العنصر الثاني: المسائل المندرجة تحت هذه الآية:
1-ماورد فيها من قراءات
-قال ابن كثير: قرأ بعض القرّاء: (ملك يوم الدّين) وقرأ آخرون: (مالك). وكلاهما صحيحٌ متواترٌ فيالسّبع.
ورجّح الزّمخشريّ ملك؛ لأنّها قراءة أهل الحرمين ولقوله: {لمنالملك اليوم}وقوله: {قوله الحقّ ولهالملك
كان يقرؤها: {مالكيوم الدّين}ومالك مأخوذٌ من الملك، كما قال: {إنّانحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون}[مريم: 40] وقال: {قل أعوذ بربّ النّاس * ملكالنّاس}[النّاس: 1، 2] وملكٌ: مأخوذٌ من الملك كما قالتعالى: {لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار} [غافر: 16] وقال: {قولهالحقّ وله الملك}[الأنعام: 73] وقال: {الملك يومئذٍ الحقّ للرّحمن وكانيومًا على الكافرين عسيرًا.
-جاء في زبدة التفسير:
قيل : ملك أعم وأبلغ لأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك، وقيل:مالك أبلغ لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم، والحق: ان الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله تعالى.

2- ما معنى تخصيص الملك بيوم الدّين؟ ك
قال ابن كثير: تخصيص الملك بيوم الدّين لاينفيعمّا عداه، لأنّه قد تقدّم الإخبار بأنّه ربّ العالمين، وذلك عامٌّ في الدّنياوالآخرة، وإنّما أضيف إلى يوم الدّين لأنّه لا يدّعي أحدٌ هنالك شيئًا، ولا يتكلّمأحدٌ إلّا بإذنه، كما قال: {يوم يقوم الرّوح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلامنأذن له الرّحمن وقال صوابًا} [النّبأ: 38] وقال تعالى: {وخشعت الأصوات للرّحمن فلا تسمع إلاهمسًا}[طه: 108]، وقال: {يوم يأت لا تكلّم نفسٌ إلا بإذنهفمنهم شقيٌّ وسعيدٌ}[هودٍ: 105].
وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: «{مالك يوم الدّين}يقول: لا يملك أحدٌ في ذلك اليوم معهحكمًا، كملكهم في الدّنيا.
قال السعدي: وأضافَالملكَ ليومِ الدينِ، وهوَ يومُ القيامةِ، يومَ يُدانُ الناسُ فيهِ بأعمالِهمْخيرِها وشرِّهَا؛ لأنَّ في ذلكَ اليومِ يظهرُ للخلقِ تمامَ الظهورِ كمالُ ملكِهِوعدلِهِ وحكمتِهِ، وانقطاعُ أملاكِ الخلائقِ، حتى [إنَّهُ] يستوي في ذلكَ اليومِالملوكُ والرعايَا والعبيدُ والأحرارُ، كلُّهُمْ مذعنونَ لعظمتِهِ خاضعونَلعزَّتِهِ، منتظرونَ لمجازاتِهِ، راجونَ ثوابهُ، خائفونَ منْ عقابِهِ، فلذلِكَخصَّهُ بالذكرِ، وإلاّ فهوَ المالكُ ليومِ الدينِ ولغيرهِ منَالأيامِ.
3-هل يجوز تسمية غير الله في الدّنيا بملك ؟ ك
تسمية غير الله في الدّنيا بملكٍ على سبيل المجاز كما قال تعالى: {إنّاللّه قد بعث لكم طالوت ملكًا}،{وكان وراءهم ملكٌ}،{إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكمملوكًا}وفي الصّحيحين: «مثل الملوك على الأسرّة







.






رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 09:51 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي الموضوع الأول من واجب الأسبوع الثاني في برنامج دراسة التفسير


تفسير سورة النبأ منالآية ( 1 إلى الآية 5)
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن والاه وبعد،
فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص الآيات الكريمة:
قوله تعالى:عمّ يتساءلون (1)
أسباب نزول الآيات:
ك:يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يومالقيامة إنكاراً لوقوعها ،عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟
س:أي: عَنْ أيِّ شيءٍ يتساءلُ المكذِّبونَ بآياتِالله
ش: لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِبَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَبَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُبَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِبِقَوْلِهِ.
تفسير قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2
النبأ العظيم: الْخَبَرُ الهائِلُ المفظع الباهر العظيم الذي لا يقبل الشك والريب. ك+س+ش
اختلف في المراد بالنبأ على قولين:
الأول: البعث بعد الموت قاله قتادة وابن زيد ك+س
لأن الله تعالى قال بعده الّذي هم فيه مختلفون أي النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌبه وكافرٌ، ولهذا قالَ: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّكَلاَّ سَيَعْلَمُونَ.
الثاني: الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ. قاله مجاهد ش
لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِالرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ، اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛ فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً،وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ.
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّكَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5:
ك: تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ.
س: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِيكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْبِهَا تُكَذِّبُونَ.
ش: رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ، ثُمَّكَرَّرَ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ}؛لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ؛ أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْيَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَيَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 شوال 1435هـ/23-08-2014م, 10:12 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي الموضوع الثاني من واجب الأسبوع الثاني في برنامج دراسة التفسير

- تفسير سورة النبأ ( من الآية 6 إلى الآية 16)
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن والاه وبعد،
فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص الآيات الكريمة:
مناسبة هذا المقطع لما قبله:
ك: ثمّ شرع تعالى يبيّن قدرته العظيمة على خلق الأشياءالغريبة والأمور العجيبة الدّالّة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره.
س: ثم بيَّنَ تعالىالنعمَ والأدلةَالدالةَ على صدقِ ما أخبرتْ به الرسلُ.
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6)
ك: أي: ممهّدةً للخلائق ذلولاً لهم قارّةً ساكنةً ثابتةً.
س: ممهَّدة مهيَّأةً لكمْ ولمصالحكمْ، منَ الحروثِ والمساكنِ والسبلِ.
ش: المِهَادُ:الوِطَاءُ وَالْفِرَاشُ، كالمَهْدِ للصَّبِيِّ، وَهُوَ مَا يُمَهَّدُلَهُ فَيُنَوَّمُ عَلَيْهِ.
تفسير قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)
ك: جعلها أوتاداً أرساها بها وثبّتها وقرّرها؛ حتّىسكنت ولم تضطرب بمن عليها.
س: تمسكُ الأرضَلئلا تضطربَ بكمْ وتميد.
ش: جَعَلْنَاهَا كالأوتادِ للأرضِلِتَسْكُنَ وَلا تَتَحَرَّكَ.



تفسير قوله تعالى: (وَخَلَقْنَاكُمْأَزْوَاجًا (8)
ك+س+ش: ذكراً وأنثى، يستمتع كلٌّمنهما بالآخر، ويحصل التّناسل بذلك، ليسكنَ كلٌّ منهما إلى الآخرِ، فتكونَ المودةُ والرحمةُ،وتنشأَ عنهما الذريةُ، وفي ضمنِ هذا الامتنانُ بلذةِ المنكحِ.
تفسير قوله تعالى:وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9(
ك+س+ش: قطعاً للحركة؛ لتحصل الرّاحة منكثرة التّرداد والسّعي في المعاش في عرض النّهار لتنقطعَ حركاتهُمُ الضارةُ، وتحصلَ راحتُهمالنافعةُ.

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10(
ك: يغشى النّاس ظلامه وسواده كماقال: {واللّيل إذا يغشاها.
وقال قتادة في قوله: {وجعلنا اللّيللباساً}.أي: سكناً.
ش: أَيْ: نُلْبِسُكُمْ ظُلْمَتَهُوَنُغَشِّيكُمْ بِهَا كَمَا يُغَشِّيكُمُ اللِّبَاسُ.

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَمَعَاشًا (11):
ك +ش : جعلناه مشرقاً منيراً مضيئاً؛ليتمكّن النّاس من التّصرّف فيه والذّهاب والمجيء للمعاش والتّكسّب والتّجارات وغيرذلكممَا قَسَمَهُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الرِّزْقِ.



تفسير قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)
ك +ش: السّماوات السّبع في اتّساعهاوارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثّوابتوالسّيّارات.
س: سبعَ سمواتٍ، في غايةِ القوةِ، والصلابةِ والشدةِ، وقد أمسكها اللهُ بقدرتهِ،وجعلها سقفاً للأرضِ.

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًاوَهَّاجًا (13)
ك: الشّمس المنيرة على جميعالعالم، التي يتوهّج ضوؤها لأهل الأرض كلّهم.
س+ش: الشَّمْسُ، جَعَلَفِيهَا نُوراً وَحَرَارَةً، والوَهَجُ يَجْمَعُ النُّورَ والحرارةَ، نبَّهبالسراجِ على النعمةِ بنورِها، الذي صارَ كالضرورةِ للخلقِ وبالوهاجِ الذي فيهالحرارةُ على حرارتهِا وما فيها منَ المصالحِ.

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَالْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)
اختلف في المراد بالمعصرات:
1-الريح
عن ابن عبّاسٍ: المعصرات: الرّيحكذا قال عكرمة ومجاهدٌ وقتادة ومقاتلٌ والكلبيّ وزيد بنأسلم وابنه عبد الرّحمن،ومعنى هذا القول: أنّها تستدرّ المطر منالسّحاب.
2-السّحاب.
قالعليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {من المعصرات}. أي: من السّحاب. وكذا قال عكرمة أيضاً وأبو العالية والضّحّاك والحسنوالرّبيع بن أنسٍ والثّوريّ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال الفرّاء: هي السّحاب التي تتحلّببالمطر ولم تمطر بعد، كما يقال: مرأةٌ معصرٌ إذا دنا حيضها ولم تحض.
3- السّماوات.
وعن الحسنوقتادة: {منالمعصرات}. يعني: السّماوات، وهذا قولٌ غريبٌ.
الراجح:
قال ابن كثير: والأظهر أنّ المراد بالمعصرات السّحابكما قال تعالى: {اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحاباً فيبسطه فيالسّماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله}. أي: منبينه.

اختلف في المراد بقوله تعالى:" ثجّاجاً:
-قالمجاهدٌ وقتادة والرّبيع بن أنسٍ: منصبًّا. اختاره ش
-وقال الثّوريّ: متتابعاً.
-وقال ابن زيدٍ: كثيراً. اختاره س +ش
قال ابن جريرٍ: ولا يعرف في كلامالعرب في صفة الكثرة الثّجّ، وإنّما الثّجّ: الصّبّ المتتابع، ومنه قول النّبيّصلّى اللّه عليه وسلّم: (أفضل الحجّ العجّ والثّجّ). يعني: صبّ دماء البدن. هكذاقال.
قال ابن كثير: وفيحديث المستحاضة حين قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (أنعت لك الكرسف). يعني: أن تحتشي بالقطن؛ فقالت: يارسول اللّه هو أكثر من ذلك، إنّما أثجّ ثجًّا. وهذا فيه دلالةٌ على استعمال الثّجّفي الصّبّ المتتابع الكثير، واللّه أعلم.



تفسير قوله تعالى: (لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّاوَنَبَاتًا (15(
ك:أي: لنخرج بهذا الماء الكثير الطّيّب النّافع المبارك{حبًّا}يدّخر للأناسيّ والأنعام،{ونباتاً}. أي: خضراً يؤكل رطباً.
س+ش: لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا} من بُرًّوشعير، وذرةٍ وأرزٍ، وغيرِ ذلكَ مما يأكُلهُ الآدميونَ،
س+ش :وَنَبَاتاً}يشملُ سائر النباتِ، الذي جعلَه اللهُ قوتاً للمواشي والدواب.
تفسير قوله تعالى: (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)
ك:وجنّاتأي: بساتين وحدائق من ثمراتٍ متنوّعةٍ وألوانٍ مختلفةٍوطعومٍ وروائح متفاوتةٍ، وإن كان ذلك في بقعةٍ واحدةٍ من الأرض مجتمعاً، ولهذا قال: {وجنّاتٍألفافاً}.
قال ابنعبّاسٍ وغيره: {ألفافاً}: مجتمعةً، وهذه كقوله تعالى: {وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌوجنّاتٌ من أعنابٍ وزرعٍ ونخيلٍ صنوانٌ وغير صنوانٍ يسقى بماءٍ واحدٍ ونفضّل بعضهاعلى بعضٍ في الأكل}الآية.
س:وَجَنَّاتٍأَلْفَافاً}أي: بساتينَ ملتفةً،فيها من جميعِ أصنافِ الفواكهِاللذيذةِ.
ش:وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً}؛ أَيْ: بَسَاتِينَ مُلْتَفٌّبَعْضُهَا بِبَعْضٍ؛ لِتَشَعُّبِ أَغْصَانِهَا.
مناسبة الآيات للمقطع السابق
س: الذي أنعمَ عليكمْ بهذه النعم العظيمة، التي لا يقدَّرُ قدرهَا، ولا يحصى عدُّها، كيفَ [تكفرونَ بهِ وتكذِّبونَ] ما أخبركمْ به منَ البعثِ والنشورِ؟ أمْ كيفَ تستعينونَ بنعمهِ على معاصيهِ وتجحدونَها؟

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ذو القعدة 1435هـ/22-09-2014م, 11:17 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي تفسير سورة الانفطار [ من الآية (1 ) إلى الآية (8)

تفسير سورةالانفطار [ من الآية (1 ) إلى الآية (8)
قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُانْفَطَرَتْ (1):
ك +س+ش: انشقّتلِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ مِنْهَا.
تفسير قولهتعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2):
ك + ش: تساقطت مُتَفَرِّقَةً.
س: انتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا.
تفسير قولهتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3):
ك:
قال: عليّ بن أبي طلحة عنابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ.
وقال الحسن: فجّر اللّهبعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها.
وقال قتادة + ش: اختلط مالحهابعذبها.
وقال الكلبيّ: ملئت.

س +ش: وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً.

تفسير قولهتعالى: (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4):
ك: قال ابن عبّاسٍ: بحثت.
وقال السّدّيّ: تبعثر: تحرّك فيخرج من فيها.
س: بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِللجزاءِ على الأعمالِفحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ،ويزولُ ما كانَ خفيّاً.
ش:: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَىالَّذِينَ هُمْ فِيهَا.

تفسير قوله تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَاقَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5):
ك: أي: إذا كان هذا،حصل هذا.
س: تعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، هنالكَيعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْتداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِالسرمديِّ.ويفوزُ المتقونَ،المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْعذابِ الجحيمِ.
ش:عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْمنْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْسَيِّئَةٍ.

تفسير قولهتعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6):
ك: هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: الكريم. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه، بل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدمبربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء فيالحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبتالمرسلين؟)).
روى ابن أبي حاتمٍ: عن عمر سمع رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل ،وبمثله روي عن ابن عمر وعن ابن عبّاسٍوالرّبيع بن خثيمٍ .
وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ماغرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟لقلت: ستورك المرخاة.
وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم.
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذاالّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه علىأنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء.

س: يقولُ تعالَىمعاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَاالإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِاحتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟
ش: أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّىكَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِخَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَعَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.

تفسير قولهتعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7):
ك: أي: ما غرّكبالرّبّ الكريم {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي: جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامةمنتصبها في أحسن الهيئات والأشكال.

س: أليسَ هوَ{الَّذِي خَلَقَكَفَسَوَّاكَ}في أحسنِتقويمٍ؟{فَعَدَلَكَ}وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ، فهلْ يليقُبكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَوظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ.

ش: الَّذِي خَلَقَكَ}مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً،{فَسَوَّاكَ}رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،
{فَعَدَلَكَ}:جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَأَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا.

تفسير قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَرَكَّبَكَ (8) )
ك: قالمجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ.
نقل ابن جريرٍ: عن موسى بن عليّ بن رباحٍ، حدّثني أبيعن جدّي: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يارسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال: يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليهوسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرهااللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّصورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك)).
وهذا الحديث لو صحّ لكان فيصلاً في هذهالآية، ولكنّ إسناده ليس بالثّابت؛ لأنّ مطهّر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس: كان متروك الحديث.
ولكن في الصّحيحين عن أبيهريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك منإبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسىأن يكون نزعه عرقٌ)).
وقد قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاءفي صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وكذا قال أبو صالحٍ: إنشاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وقال قتادة: {في أيّصورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك.
ومعنى هذا القول عندهؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيواناتالمنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّحسن المنظر والهيئة.
س: فاحمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أونحوهمَا من الحيواناتِ{فِيأَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ.
ش: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِالمختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 ذو الحجة 1435هـ/13-10-2014م, 05:44 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبق المفردون مشاهدة المشاركة
تلخيص مبحث تفسيرالاستعاذة


بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن والاه وبعد،


فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص مبحث الاستعاذة من تفسير ابن كثير -رحمه الله – حيث لم يتعرض لها غيره من التفاسير المقررة ويتركز في ثمان مسائل على النحو الآتي:

المسألة الأولى:مواضعها.

الموضع الأول: عند قراءة القرآن الكريم،واختلف العلماء في محلها على ثلاثة أقوال:
الأول:بعد القراءة.
الثاني:قبل القراءة.
الثالث:أوّل القراءة وآخرها جمعًا بين الأدلة.

*واستدلوا بالآتي:
أولا: أدلة القول الأول:
1- اعتمدوا على ظاهرسياق الآية:" فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}النّحل: 98
2- دفع الإعجاب بعد فراغ العبادة.

ثانيا: أدلة القول الثاني:
1- قياسا على قوله تعالى:" إذا قمتم إلى الصّلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} الآية [المائدة: 6] أي: إذا أردتم القيام، فيكون معنى الآية عندهم: "فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم}[النّحل: 98] أي: إذا أردت القراءة.
2- الأحاديث الثابتة عن رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم تفيد ذلك منها:
أ- حديث أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلمإذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانكاللّهمّ وبحمدك، وتباركاسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّااللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».[1].
ب- حديث جبير بن مطعمٍ، عن أبيه قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».[2]
3- أنّ الاستعاذة لدفع الوسواس فيها، إنّما تكون قبل التّلاوة.

القول الراجح: هو القول الثاني وهو المشهور الّذي عليه الجمهور و دلت عليه الأدلة.

الموضع الثاني:عند الغضب. [هذه المسألة تذكر ضمن فضائل الاستعاذة؛ فمن فضائلها أنها تقال عند الغضب، ولدفع الوسواس]
دل عليه:
1-حديث أبيّ بن كعبٍ، قال: تلاحى رجلان عند النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتمزّع أنفأحدهما غضبًا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم».[3]
2-حديث سليمان بن صرد، قال: استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى اللّهعليه وسلّم، ونحن عنده جلوسٌ، فأحدهما يسبّ صاحبه مغضبًا قد احمرّ وجهه، فقالالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي لأعلم كلمةً لوقالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم» فقالوا للرّجل: ألا تسمع ما يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟!، قال: إنّي لست بمجنونٍ[4].

المسألة الثانية:متى أمربهـــــا؟ [هذه المسألة تعنون: هل الاستعاذة من القرآن؟ وإنما ذكر ابن كثير هذا الأثر ليبين ضعفه وانقطاعه]

روي أنّ جبريل عليهالسّلام، أوّل ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة،كما نقل ابن جريرٍ: عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: أوّل مانزل جبريل على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قاليامحمّد، استعذ». قال: «أستعيذ باللّه السّميعالعليم من الشّيطان الرّجيم» ثمّ قال: «قل: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم». ثمّ قال: «{اقرأ باسم ربّك الّذيخلق،
قال ابن كثير:" وهذا الأثر غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسنادهضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم.

المسألة الثالثة: حـكمهـــــــا

اختلف العلماء في حكمها على خمسة أقوال بيانها في الآتي:
القول الأول:أنّ الاستعاذة مستحبّةٌ، و هو قول جمهور العلماء.
القول الثاني:تجب في الصّلاة وخارجها كلّما أراد القراءة، وهو قول عطاءبن أبي رباحٍ.
احتج له: بظاهر الآية: "فاستعذ" وهو أمرٌ ظاهره الوجوب وبمواظبة النّبيّ صلّىاللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهوواجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب.
القول الثالث: إذا تعوّذ مرّةً واحدةً في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، وهو قول ابن سيرين.
القول الرابع: واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته
القول الخامس: لا يتعوّذ في المكتوبة ويتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه، حكي عن مالك.

المسألة الرابعة: هل يجهر بهـــــــا؟ [تُدرج ضمن أحكام الاستعاذة]

نقل عن الشافعي قولان:
الأول:يجهر بالتعوذ، وإن أسرّ فلايضرّ.
الثاني:يخيّر لأنّ ابن عمر أسرّ ،وجهر أبو هريرة.

واختلف قول الشّافعيّ فيما عدا الرّكعة الأولى: هل يستحبّ التّعوّذ فيها؟ على قولين، ورجّح عدم الاستحباب، واللّه أعلم. [هذه المسألة تعنون: حكم الاستعاذة فيما عدا الركعة الأولى؛ وتُدرج ضمن المسائل الفقهية]

المسألة الخامسة: صيغها.

1-أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم نقل عن الشّافعيّ وأبي حنيفة.
2-زاد بعضهم: أعوذ باللّه السّميع العليم.
3-قال آخرون: بل يقول: أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم إنّ اللّه هو السّميع العليم، قاله الثّوريّ والأوزاعيّ.
4-حكي عن بعضهم أنّه يقول: أستعيذ باللّه من الشّيطان الرّجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ المذكور[5].
قال ابن كثير:والأحاديث الصّحيحة، كماتقدّم، أولى بالاتّباع من هذا، واللّه أعلم.
وعليه تكون الصيغة الأولى والثانية هي الراجحة.

المسألة السادسة: هل الاستعاذة للتلاوة أم للصلاة؟ [تُدرج ضمن المسائل الفقهية]

اختلف فيها على النحو الآتي:
القول الأول: الاستعاذة في الصّلاة إنّما هي للتّلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمّدٍ.
القول الثاني: بل للصّلاة، وهو قول أبييوسف.
فعلى هذا يتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوّذ في العيد بعدالإحرام وقبل تكبيرات العيد، وذهب الجمهور أنها بعد تكبيرات العيد قبل القراءة.
المسألة السابعة: منلطائف الاستعاذة:
1- أنّها طهارةٌ للفم ممّا كان يتعاطاه من اللّغو والرّفث،وتطييبٌ له وتهيّؤٌ لتلاوة كلام اللّه.
2- أنها استعانةٌ باللّه واعترافٌ له بالقدرةوللعبد بالضّعف والعجز عن مقاومة هذا العدوّ المبين الباطنيّ الّذي لا يقدر علىمنعه ودفعه إلّا اللّه الّذي خلقه.
3- أن اللّه تعالى أمر بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه،ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لايقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى ورد في ثلاث آياتٍ من القرآن ليس لهنّ رابعة[6].
4- أن الملائكة نزلت لمقاتلةالعدوّ البشريّ يوم بدرٍ، ومن قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّالباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا، ولمّا كان الشّيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالّذي يراه ولا يراه الشيطان.

المسألة الثامنة: معنى الاستعاذة:

تتركب صيغة الاستعاذة من أربع كلمات يحسن بيان كل منها على حدة ثم بيانها مجتمعة:
1- أعوذ:
أي ألتجئ إلى اللّه وألتصق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ، والعياذة تكون لدفع الشّرّ، واللّياذ يكون لطلب جلب الخير كما قال المتنبّي:
يا من ألوذ به فيما أؤمّله ...... ومن أعوذ به ممّن أحاذره
لا يجبر النّاس عظمًا أنت كاسره ...... ولا يهيضون عظمًا أنت جابره
2- الله:
اسم الجلالة سيأتي معناه مفصلا في البسملة.
3- الشيطان:
في لغة العرب مشتقٌّ من:
أ-شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عنطباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ،
ب- قيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ.
والأوّل أصحّ لما يأتي:
1-أن كلام العرب دل عليه، قال سيبويه: العرب تقول: تشيطنفلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان ولو كان من شاط لقالوا: تشيّط.
2-أنهم يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا،دل عليه:
أ-قوله تعالى: "وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطينالإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112
ب- حديث أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلبالأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمروالأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ[7].
جـ- أنّ عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، ركب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربهفلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتمونيإلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي»[8].
4-الرجيم :
1- فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه،كما قال تعالى: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيحوجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5]،
2- وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوسوالرّبائث والأوّل أشهر.

ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ماأمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه؛ فإنّ الشّيطان لا يكفّه عن الإنسان إلّااللّه.


تم بفضل الله وعونه


والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمدلله رب العالمين.

















[1]- رواه أحمد، وقدرواه أهل السّنن الأربعة وقال التّرمذيّ: هو أشهر حديثٍ في هذا الباب. وقد فسر الهمز بالموتة وهيالخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر.

[2]- رواه أبو داود وابن ماجه.

[3]- رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة.

[4]- رواه البخاريّ.

[5]- ينظر المسألة الثانية: متى أمر بها؟

[6]-الأعراف: 199: 200 ،المؤمنون: 96 -98 ،فصّلت: 34 -36

[7]-رواه مسلم

[8]-رواه الطبري وقال ابن كثير:إسنادهصحيحٌ


تقييم التلخيص:
الشمول (شمول التلخيص على أهم المسائل التفسيرية): 30
من 30
الترتيب (ترتيب المسائل على الأبواب: التفسيرية ، الفقهية ، اللغوية ..):
10 من 20
التحرير: 20 من 20
حسن الصياغة (تلخيص ما ورد تحت المسائل بأسلوبك وقد تستعين بعبارات المفسر): 15 من 15
حسن العرض (حسن تنسيق وتنظيم التلخيص وتجنب الأخطاء الإملائية):
15 من 15
مجموع الدرجات: 90 من 100
أحسنتِ التلخيص بارك الله فيكِ، ونفع بكِ.
درجة المشاركة: ( 4/4
)


ملحوظة: تم ذكر أهم المسائل التي ذكرها ابن كثير في تفسيره للاستعاذة ، ولكن يراعى في الترتيب منهجية التعلم فيكون البدء بأهم المسائل؛ فأولا : يُبدأ بمسائل التفسير ومسائل علوم الآية: كالقراءات، وفضل الآية، ومقصد الآية، ، ومسائل النزول، وأحكام الآية، ثم بقية المسائل المتعلقة بالآية: كالمسائل العقدية، والمسائل اللغوية ، وغير ذلك، ثم الفوائد ومسائل الاستطراد.
ولا يُستخدم اللون الأحمر في الكتابة


- وتأمّل الإجابة النموذجية يظهر بعض ما فاتكِ من المسائل في التلخيص حتى يُتنبّه لنظائرها عند دراسة مسائل التفسير في الملخصات القادمة، مع جمع حسن العرض والتحرير.

اقتباس:

تلخيص (تفسير الاستعاذة)

المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان
· فضل الاستعاذة
· هل الاستعاذة من القرآن؟
· حكم الاستعاذة
· متى يتعوّذ للقراءة؟
· معنى الاستعاذة
· المراد بالهمز، والنفث، والنفخ
· معنى الشيطان
· ذكر ما جاء في تسمية من تمرد من الجن والإنس والحيوان شيطانا في اللغة والشرع
· معنى رجيم
أحكام الاستعاذة
· حكم الاستعاذة في الصلاة
· حكم الجهر بالاستعاذة في الصلاة
· صفة الاستعاذة
مسائل فقهية
· حكم الاستعاذة فيما عدا الركعة الأولى
· الاستعاذة في الصلاة هل هي للتلاوة أم للصلاة؟
مسائل سلوكية
· لطائف الاستعاذة.
· الفرق بين غلبة العدو البشري وغلبة العدو الباطني
· سبب أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس وأمره تعالى بالاستعاذة به من شيطان الجنّ.
· الآيات التي أمر تعالى فيها بمصانعة شيطان الإنس وأمر فيها بالاستعاذة به من شيطان الجن.
· الآيات الدّالة على شدة عداوة الشيطان لآدم عليه السلام وبنيه.



تلخيص (تفسير الاستعاذة)

المسائل التفسيرية
· الآيات التي ورد فيها الأمر بالاستعاذة من الشيطان.
قال اللّه تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]
وقال تعالى: {وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون} [المؤمنون: 96 -98]
وقال تعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم} [فصّلت: 34 -36]
وقال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم * إنّه ليس له سلطانٌ على الّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}[النّحل: 98، 99].
· الأحاديث الدّالة على استعاذته صلى الله عليه وسلم من الشيطان.
1: عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا قام من اللّيل فاستفتح صلاته وكبّر قال: «سبحانك اللّهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك». ويقول: «لا إله إلّا اللّه» ثلاثًا، ثمّ يقول: «أعوذ باللّه السّميع العليم، من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه». رواه أحمد والأربعة وقال التّرمذيّ: (هو أشهر حديثٍ في هذا الباب.)
2: عن جبير بن مطعمٍ، قال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين دخل في الصّلاة، قال: «اللّه أكبر كبيرًا، ثلاثًا، الحمد للّه كثيرًا، ثلاثًا، سبحان اللّه بكرةً وأصيلًا ثلاثًا، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان من همزه ونفخه ونفثه».
قال عمرٌو: «وهمزه: الموتة، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشّعر».) رواه أبو داود وابن ماجه.
3: عن ابن مسعودٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم، وهمزه ونفخه ونفثه».قال: «همزه: الموتة، ونفثه: الشّعر، ونفخه: الكبر». رواه ابن ماجه.
4: عن أبي أمامة الباهليّ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قام إلى الصّلاة كبّر ثلاثًا، ثمّ قال: «لا إله إلّا اللّه» ثلاث مرّاتٍ، و «سبحان اللّه وبحمده»، ثلاث مرّاتٍ. ثمّ قال: «أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، من همزه ونفخه ونفثه».) رواه أحمد.
· فضل الاستعاذة
- من قالها ذهب عنه ما يجد من الغضب، رواه الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي والنسائي عن أبي بن كعب مرفوعا، ورواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن معاذ بن جبل مرفوعا، ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن سليمان بن صرد مرفوعا، أورده ابن كثير
- دفع الوسواس، ذكره ابن كثير.
· هل الاستعاذة من القرآن؟
أورد ابن كثير في ذلك أثرا رواه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه في أن أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم أمره بالاستعاذة وقال:«يا محمّد، استعذ». فقال: «أستعيذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم»، قال عبد اللّه: «وهي أوّل سورةٍ أنزلها اللّه على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، بلسان جبريل»، قال ابن كثير في هذا الأثر: غريبٌ، وإنّما ذكرناه ليعرف، فإنّ في إسناده ضعفًا وانقطاعًا، واللّه أعلم

· حكم الاستعاذة.
مستحبّةٌ ، وهو قول الجمهور، ذكره ابن كثير
· متى يتعوّذ للقراءة؟
فيها أقوال:
الأول: أنّ الاستعاذة إنّما تكون قبل التّلاوة، لدفع الوسواس فيها، ومعنى الآية عندهم: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} أي: إذا أردت القراءة.
وهذا القول هو المشهور الذي عليه الجمهور، ذكره ابن كثير ورجحه لدلالة الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك.
الثاني: قالوا: نتعوّذ بعد القراءة، واستدلوا بظاهر قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} ، وقالوا: ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة.
وهو قول: حمزة فيما ذكره ابن قلوقا عنه، وأبو حاتمٍ السّجستانيّ، وروي عن أبي هريرة، ذكره ابن كثير وقال: (وهو غريب).
وروي عن ابن سيرين، نقله فخر الدين وقال: وهو قول إبراهيم النّخعيّ وداود بن عليٍّ الأصبهانيّ الظّاهريّ، ذكره ابن كثير.
الثالث: أنّ القارئ يتعوّذ بعد الفاتحة، حكاه القرطبي عن مالك، واستغربه ابن العربي، ذكره ابن كثير..

الرابع: وهو الاستعاذة أوّلًا وآخرًا جمعًا بين الدّليلين، حكاه القرطبي ونقله فخر الدّين، ذكره ابن كثير
· معنى الاستعاذة.
هي الالتجاء إلى اللّه والالتصاق بجنابه من شرّ كلّ ذي شرٍّ.
ومعنى أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم، أي: أستجير بجناب اللّه من الشّيطان الرّجيم أن يضرّني في ديني أو دنياي، أو يصدّني عن فعل ما أمرت به، أو يحثّني على فعل ما نهيت عنه، قاله ابن كثير.
· المراد بالهمز، والنفث، والنفخ.
الهمز:فسرت بالموتة وهي الخنق
والنفخ: بالكبر
والنفث: بالشعر ، قاله عمرو وابن ماجه ، ذكره ابن كثير وقال: وقد فسر الهمز بالموتة وهي الخنق، والنّفخ بالكبر، والنّفث بالشّعر.
· معنى الشيطان.
فيه قولان:
الأول: قيل: مشتقٌّ من شطن إذا بعد، فهو بعيدٌ بطبعه عن طباع البشر، وبعيدٌ بفسقه عن كلّ خيرٍ.
الثاني: وقيل: مشتقٌّ من شاط لأنّه مخلوقٌ من نارٍ.
ومنهم من يقول: كلاهما صحيحٌ في المعنى.
ذكر هذه الأقوال ابن كثير وقال: ولكنّ الأوّل أصحّ، وعليه يدلّ كلام العرب.
· ذكر ما جاء في تسمية من تمرد من الجن والإنس والحيوان شيطانا في اللغة والشرع
العرب تقول: تشيطن فلانٌ إذا فعل فعل الشّيطان قاله سيبويه، ذكره ابن كثير وقال: ولهذا يسمّون كلّ ما تمرّد من جنّيٍّ وإنسيٍّ وحيوانٍ شيطانًا.
1: قال اللّه تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غرورًا} [الأنعام: 112].
2: عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا أبا ذرٍّ، تعوّذ باللّه من شياطين الإنس والجنّ»، فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: «نعم». رواه أحمد
2: عن أبي ذرٍّ -أيضًا-قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يقطع الصّلاة المرأة والحمار والكلب الأسود». فقلت: يا رسول اللّه، ما بال الكلب الأسود من الأحمر والأصفر؟ فقال: «الكلب الأسود شيطانٌ». رواه مسلم
3: ركب عمر بن الخطاب برذونًا، فجعل يتبختر به، فجعل لا يضربه فلا يزداد إلّا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: «ما حملتموني إلّا على شيطانٍ، ما نزلت عنه حتّى أنكرت نفسي». رواه ابن وهب عن أسلم، ذكره ابن كثير وقال: (إسناده صحيحٌ.)
· معنى رجيم.
فيه قولان:
قيل: الرّجيم: فعيلٌ بمعنى مفعولٍ، أي: أنّه مرجومٌ مطرودٌ عن الخير كلّه.
وقيل: رجيمٌ بمعنى راجمٍ؛ لأنّه يرجم النّاس بالوساوس والرّبائث.
ذكر هذه الأقوال ابن كثير وقال: والأوّل أشهر.


أحكام الاستعاذة
· حكم الاستعاذة في الصلاة.
فيها أقوال:
1: الجمهور على أنها مستحبة، ذكره ابن كثير.
2: واجبة في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة، حكاه الرازي عن عطاء بن أبي رباح، واحتجّ له بظاهر قوله تعالى: {فاستعذ} قال: وهو أمرٌ ظاهره الوجوب، وبمواظبة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عليها، ولأنّها تدرأ شرّ الشّيطان وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجبٌ، ولأنّ الاستعاذة أحوط، ذكره ابن كثير وقال: وهو أحد مسالك الوجوب.
3: إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب، وهو قول ابن سيرين، ذكره ابن كثير.
4: وقيل: كانت واجبةٌ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دون أمّته.
5: وقيل: لا يتعوذ في المكتوبة،حكي ذلك عن مالك، وأنه كان يتعوّذ لقيام شهر رمضان في أوّل ليلةٍ منه ذكره ابن كثير.
· حكم الجهر بالاستعاذة في الصلاة.
للشافعي فيه قولان:
الأول: يجهر بالتعوذ وإن أسرّ فلا يضرّ، قاله في (الإملاء) ، ذكره ابن كثير.
الثاني: التخيير؛ لأنه أسرّ ابن عمر وجهر أبو هريرة، قاله في (الأم)، ذكره ابن كثير.
· صفة الاستعاذة.
جاءت على أكثر من صفة:
1: أن يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن سليمان بن صرد مرفوعا، ورواه الحافظ أبو يعلى الموصلي والنسائي عن أبي بن كعب مرفوعا، واختاره الشافعي وأبو حنيفة، ذكره ابن كثير.
2: وزاد بعضهم: (أعوذ بالله السميع العليم)
3: أن يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) رواه أحمد والأربعة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا، وقال الترمذي : (هذا أشهر حديث في الباب)، أورده ابن كثير.
4: أن يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي مرفوعا، أورده ابن كثير.
5: أن يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن معاذ بن جبل مرفوعا، أورده ابن كثير وقال: (وقال الترمذي: مرسل)
6: أن يقول:(اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه) رواه ابن ماجه عن ابن مسعود مرفوعا، ورواه أبو داود وابن ماجه عن جبير بن مطعم مرفوعا دون لفظ (الرجيم)، أورده ابن كثير.
7: أن يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم) قاله الثوري والأوزاعي، ذكره ابن كثير.
8: أن يقول: (أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم) لمطابقة أمر الآية ولحديث الضحاك عن ابن عباس ، ذكره ابن كثير وقال: (والأحاديث الصّحيحة، أولى بالاتّباع من هذا).

مسائل فقهية
· حكم الاستعاذة فيما عدا الركعة الأولى.
فيه قولان للشافعي:
الأول: الاستحباب، ذكره ابن كثير.
الثاني: عدم الاستحباب، وهو الراجح عنده، ذكره ابن كثير.
· الاستعاذة في الصلاة هل هي للصلاة أو للتلاوة؟
قيل: للتلاوة، هو قول أبي حنيفة محمد، ذكره ابن كثير.
وقيل: للصلاة، قاله أبو يوسف، وقال: فعلى هذا يتعوّذ المأموم وإن كان لا يقرأ، ويتعوّذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد، ذكره ابن كثير وقال: والجمهور بعدها قبل القراءة.

مسائل سلوكية
· لطائف الاستعاذة.
1: طهرة الفم وتطييب له، قاله ابن كثير.
2: تهيؤ لتلاوة كلام الله، قاله ابن كثير.
3: وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة، وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني، قاله ابن كثير.
· الفرق بين غلبة العدو البشري وغلبة العدو الباطني.
أن من قتله العدوّ البشريّ كان شهيدًا، ومن قتله العدوّ الباطنيّ كان طريدًا، ومن غلبه العدوّ الظّاهر كان مأجورًا، ومن قهره العدوّ الباطن كان مفتونًا أو موزورًا، قاله ابن كثير
· سبب أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس وأمره تعالى بالاستعاذة به من شيطان الجنّ.
أمر اللّه تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليردّه طبعه عمّا هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ لأنّه لا يقبل رشوةً ولا يؤثّر فيه جميلٌ؛ لأنّه شرّيرٌ بالطّبع فلا يقبل مصانعة ولا يدارى بالإحسان، ولا يكفّه عنك إلّا الّذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن ، قاله ابن كثير
· الآيات التي أمر تعالى فيها بمصانعة شيطان الإنس وأمر فيها بالاستعاذة به من شيطان الجن.
قال ابن كثير: هذا المعنى في ثلاث آياتٍ من القرآن لا أعلم لهنّ رابعةً:
1: قوله تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين . وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه سميعٌ عليمٌ} [الأعراف:199- 200]،
2: وقوله تعالى: {ادفع بالّتي هي أحسن السّيّئة نحن أعلم بما يصفون * وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشّياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون}[المؤمنون: 96 -98]،
3: وقوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السّيّئة ادفع بالّتي هي أحسن فإذا الّذي بينك وبينه عداوةٌ كأنّه وليٌّ حميمٌ * وما يلقّاها إلا الّذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ * وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ باللّه إنّه هو السّميع العليم}[فصّلت: 34 -36].
· الآيات الدّالة على شدة عداوة الشيطان لآدم عليه السلام وبنيه.
قال تعالى: {يا بني آدم لا يفتننّكم الشّيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة}[الأعراف: 27]
وقال: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير}[فاطرٍ: 6]
وقال: {أفتتّخذونه وذرّيّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظّالمين بدلا} [الكهف: 50]،
وقال الشيطان في قوله تعالى: {فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين}[ص: 82، 83].

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 ذو الحجة 1435هـ/13-10-2014م, 06:30 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي

جزاكم الله خيرا
وزادكم اخلاصا وسدادا
استفدت كثيرا من تقييمكم بارك الله جهودكم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ذو الحجة 1435هـ/21-10-2014م, 12:35 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

أحسن الله إليك أختي وبارك فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبق المفردون مشاهدة المشاركة
تفسير سورة النبأ منالآية ( 1 إلى الآية 5)
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد ومن والاه وبعد،
فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص الآيات الكريمة:
المسائل التفسيرية:
قوله تعالى:عمّ يتساءلون (1)
تأملي.. هذه آية واحدة فيها أكثر من مسألة ، انتبهي معي كيف نستخرج المسائل التفسيرية من الآية، أقف مع كل لفظة وأحاول أن أسأل عنها سؤالا:
ما الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم}،
من الذي يتساءل؟ أو ما مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون}،
ما الغرض من تساؤلهم؟ هل طلبا للحق أم لا؟


أسباب نزول الآيات:
ك:يقول تعالى منكراً على المشركين في تساؤلهم عن يومالقيامة إنكاراً لوقوعها ،عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟
س:أي: عَنْ أيِّ شيءٍ يتساءلُ المكذِّبونَ بآياتِالله
ش: لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعثِبَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ - جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَبَيْنَهُمْ، يَقُولُونَ: مَاذَا حَصَلَ لِمُحَمَّدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ. وَالْمَعْنَى: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَسْأَلُبَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ ثُمَّ أَجَابَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِبِقَوْلِهِ. (هذه العبارة التي ذكرها الأشقر هي سبب نزول الآيات، وتوضع في أول التلخيص)

تفسير قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2
معنى النبأ العظيم: الْخَبَرُ الهائِلُ المفظع الباهر العظيم الذي لا يقبل الشك والريب.[ ك+س+ش]
اختلف في المراد بالنبأ على قولين: (لا داعي لكلمة اختلف، نقول: الأقوال في المراد بالنبأ العظيم)
الأول: البعث بعد الموت قاله قتادة وابن زيد ك+س
حجة هذا الاختيار: لأن الله تعالى قال بعده الّذي هم فيه مختلفون أي النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌبه وكافرٌ، ولهذا قالَ: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ.
الثاني: الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ. قاله مجاهد وذكره أيضا ابن كثير و ش
حجة هذا الاختيار: لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِالرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ،
(هذه مسألة منفصله وهي: معنى الخلاف في النبأ العظيم، فالأشقر ذكر قولا، وابن كثير ذكر قولا) اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ؛
فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً،وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ.

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّكَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5: (هذه أيضا فيها ثلاث مسائل، أثق إن شاء الله أنك ستستخرجينها بالطريقة التي جربناها قبل قليل، ففكري..)
ك: تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ.
س: سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوا بهِيكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُ لهمْ: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْبِهَا تُكَذِّبُونَ.
ش: رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ، ثُمَّكَرَّرَ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ}؛لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِي الوعيدِ؛
المقصد العام للآيات: أَيْ: لا يَنْبَغِي أَنْ
يَخْتَلِفُوا فِي شأنِ الْقُرْآنِ، فَهُوَ حَقٌّ، وَلِذَا سَيَعْلَمُ الَّذِينَيَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ.
أعيدي كتابة الملخص تبعا لما ذكرناه، غالبا لن تحتاجي الرجوع للتفاسير بل هو مما لخصتيه أعلاه، وحاولي التعبير بأسلوبك بعد قراءة كلام المفسرين فهو أخف عليك وأيسر وتدريب لك على حسن التعبير
أنتظرك
بارك الله فيك ووفقك لكل خير

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م, 05:15 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي إعادة التلحيص

تفسيرسورة النبأ من الآية 1 إلى الآية 5)
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلامعلى نبينا محمد ومن والاه وبعد،
فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص الآياتالكريمة:
جزاك الله خيرا على الملاحظات لكن ما قصدك من وضع الأسئلة تحت المسائل التفسيرية هل مجرد مفاتيح لتفتح لي طريق وضع المسائل ومن ثم أصيغها بصيغة الإخبار على شكل عنوان جانبي ثم ألحق كل جواب تحت سؤاله أو أضعها كأفكار جزئية بالتتالي بدون جواب ثم أدرج تحتها الفقرة المتضمنة لإجاباتها
وبالنسبة للسؤال عن الغرض من الاستفهام أليس من المسائل اللغوية؟؟
المسائل التفسيرية:
قولهتعالى:عمّ يتساءلون (1)تأملي.. هذه آية واحدةفيها أكثر من مسألة ، انتبهي معي كيف نستخرج المسائل التفسيرية من الآية، أقف مع كللفظة وأحاول أن أسأل عنها سؤالا:
ما الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم}،
الغرض من الاستفهام هو الإنكار.
من الذي يتساءل؟ أو ما مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون}،
مرجع الضمير في قوله تعالى: {يتساءلون}يعود إلىالمشركين المكذبين بآيات الله.
ما الغرض منتساؤلهم؟ هل طلبا للحق أم لا؟
الغرض منتساؤلهمهو إنكارهم وقوع القيامة.


ك:يقول تعالى منكراً على المشركين فيتساؤلهم عن يومالقيامة إنكاراً لوقوعها،عن أيّ شيءٍيتساءلون؟
س:أي: عَنْ أيِّ شيءٍ يتساءلُ المكذِّبونَبآياتِالله
هل هذه الفقرة المظللة بعد الإجابة عن كل سؤال تحذف؟؟؟


تفسير قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِالْعَظِيمِ (2
معنىالنبأ العظيم: الْخَبَرُالهائِلُالمفظع الباهر العظيم الذي لا يقبل الشك والريب.[ك+س+ش]
الأقوال فيالمراد بالنبأ العظيم)
الأول: البعث بعد الموتقاله قتادة وابن زيدك+س
حجته: لأن اللهتعالى قال بعدهالّذي هم فيه مختلفونأي النّاس فيه على قولين؛مؤمن ٌبهوكافرٌ، ولهذا قالَ: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّكَلاَّسَيَعْلَمُونَ.
الثاني:الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ. قاله مجاهدوذكره أيضا ابن كثير وش
حجته:: لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ،وَتَصْدِيق ِالرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِوالنُّشورِ،
ولأن الخلاف وقع فِيالْقُرْآنِ؛فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً،وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً،وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُالأَوَّلِينَ.
ذكرت أن هذه العبارة الأخيرة مسألة منفصله وهي: معنى الخلاف في النبأ العظيم،
لكنها في الحقيقة دليل من قال أن المراد بالنبأ القرآن بدليل اختلافهم فيه فبعضهم قال إنه شعر..سحر..كهانة.

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5:(هذه أيضا فيها ثلاث مسائل، أثق إن شاء الله أنك ستستخرجينها بالطريقةالتي جربناها قبل قليل، ففكري..)
1:ما المراد من قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ؟ أو ماذا أفاد حرف كلا؟
ك: تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ
ش:رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ.
2:إلى أي شيئ يرجع الضمير في قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ؟ وما الذي سيعلمونه؟
مرجع الضمير إلىالمشركين المكذبين بآيات الله.
س:سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوابه ِيكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُلهمْ: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِيكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ.
3:ما الفائدة من تكرار قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ؟
َكَرَّرَ الرَّدْعَوَالزَّجْرَ}؛لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِيالوعيدِ؛


المقصد العام للآيات: الْقُرْآنِ حَقٌّ فلا يَنْبَغِيأَنْيَخْتَلِفُوا فِي شأنِه وَلِذَا سَيَعْلَمُالَّذِين َيَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ
أين يوضع المقصد العام هل في مطلع السورة أم بعد كل المسائل أم بعد المسال التفسيرية فقط.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م, 05:16 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي واجب فضل التفسير

1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟
1- أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتيخيراً كثيراً.
2- أن الاشتغال بالتفسير اشتغال بأفضل الكلام وأحسنه وأعظمه بركة، وهو كلام الله جلوعلا، ولا يزال العبد ينهل من هذا العلم ويستزيد منه حتى يجد بركته في نفسه وأهلهوماله{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولواالألباب}.
3- أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}، وقالتعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم فيرحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما}
وقد بين الله تعالى فيكتابه كيف يكون الاعتصام به، والمفسر من أحسن الناس علماً بما يكون به الاعتصامبالله.
2:
بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهمالقرآن ؟
-أن تفسير القرآن وبيان معانيه ودعوة الناس بالقرآن وتذكيرهم به وإنذارهم بما فيه منالوعيد، وتبشيرهم بما تضمنه من البشائر لمن آمن به واتبع ما فيه من الهدى، وإرشادهمإلى ما بينه الله في كتابه من الهدى الذي يفرقون به بين الحق والباطل، ومخرجاً لهممن الظلمات إلى النور، كما قال الله تعالى: {الر . كتابأنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . الله الذي له ما في السموات وما في الأرض}.
- أن حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسة، وكم من فتنة ضل بها العبد ، وضلتبها طوائف من الأمة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل وما بينه في كتابه، وقد قالالله تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبينلهم ما يتقون}.
وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}،وقالتعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}.
-أن حاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشدمن حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسانبسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس.
وأما ضلاله عن هدى الله تعالىفيكون بسبب خسران آخرته التي هي حياته الحقيقية كما قال تعالى: {يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرىيقول يا ليتني قدمت لحياتي}.
فكأن ما مضى منالحياة الدنيا لا يعد شيئا بالنسبة للحياة الآخرة الأبدية.
والمقصود أن حاجة الأمة إلى فهم القرآن معرفة معانيه والاهتداء به ماسة بل ضرورية.لأنهم لا نجاة لهم ولا فوز ولا سعادة إلا بما يهتدون به من هدى الله جل وعلاالذي بينه في كتابه
3:
كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى اللهتعالى.
-فمن ذلك حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلافأنواعهم، وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليموالعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذينيخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
-وكذلك حاجة الأمة معرفة صفات المنافقين وعلاماتهم وحيلهم وكيف تكون معاملتهم حاجةماسة، لأنهم يضلون من يستمع لهم ويعجبه كلامهم الذي يظهرونه ويبطنون مقاصد سيئةخبيثة، وقد حذر الله نبيه منهم فقال: {هم العدوفاحذرهم}، وأنزل في شأنهم آيات كثيرة لعظم خطرهم، فمن لم يحذر مما حذر اللهمنه، ولم يتدبر الآيات التي بين الله بها أحوال المنافقين وأرشدنا إلى ما نعاملهمبه فإنه يقع في أخطار وضلالات كثيرة.
-وكذلك إذا كثرت الفتن فإن الحاجة تزداد إلى تدبر القرآن والاهتداء به، ويكون أسعدالناس بالحق أحسنهم اسنتباطاً لما يهتدي به في تلك الفتنة كما قال الله تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلىالرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.
وهذا فيه وعدمن الله بأن يخص بعض عباده بعلم ما تهتدي به الأمة.
--وقد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلممن كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.
-
وكذلك المرأةفي المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواعالمنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآنفي محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفيقلبها مرض
والمقصود أن مجالات الدعوة بالتفسير مجالات كثيرة متنوعة، وهي دعوة حسنة مباركة لتعلقها بكلام الله جلوعلا،.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م, 05:45 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبق المفردون مشاهدة المشاركة
تفسيرسورة النبأ من الآية 1 إلى الآية 5)
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلامعلى نبينا محمد ومن والاه وبعد،
فهذا ما يسر الله تعالى من تلخيص الآياتالكريمة:

جزاك الله خيرا على الملاحظات لكن ما قصدك من وضع الأسئلة تحت المسائل التفسيرية هل مجرد مفاتيح لتفتح لي طريق وضع المسائل ومن ثم أصيغها بصيغة الإخبار على شكل عنوان جانبي ثم ألحق كل جواب تحت سؤاله
نعم هذا ما قصدته بارك الله فيك

أو أضعها كأفكار جزئية بالتتالي بدون جواب ثم أدرج تحتها الفقرة المتضمنة لإجاباتها
إن وضعت المسائل في أول الملخص متتالية فهذا أمر جيد، لكن تعيدي كتابتها ثانية وتحت كل مسألة جوابها ملخص كلام المفسرين فيها


وبالنسبة للسؤال عن الغرض من الاستفهام أليس من المسائل اللغوية؟؟
نعم، لكن لا بأس من ذكره ضمن المسائل التفسيرية خاصة في أول التدرب على التلخيص


المسائل التفسيرية:
قولهتعالى:عمّ يتساءلون (1)تأملي.. هذه آية واحدةفيها أكثر من مسألة ، انتبهي معي كيف نستخرج المسائل التفسيرية من الآية، أقف مع كللفظة وأحاول أن أسأل عنها سؤالا:
ما الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {عم}،
الغرض من الاستفهام هو الإنكار.
من الذي يتساءل؟ أو ما مرجع الضمير في قوله: {يتساءلون}،
مرجع الضمير في قوله تعالى: {يتساءلون}يعود إلىالمشركين المكذبين بآيات الله.
ما الغرض منتساؤلهم؟ هل طلبا للحق أم لا؟
الغرض منتساؤلهمهو إنكارهم وقوع القيامة.


ك:يقول تعالى منكراً على المشركين فيتساؤلهم عن يومالقيامة إنكاراً لوقوعها،عن أيّ شيءٍيتساءلون؟
س:أي: عَنْ أيِّ شيءٍ يتساءلُ المكذِّبونَبآياتِالله
هل هذه الفقرة المظللة بعد الإجابة عن كل سؤال تحذف؟؟؟
لم يتضح لي تظليل فليتك توضحين


تفسير قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِالْعَظِيمِ (2
معنىالنبأ العظيم: الْخَبَرُالهائِلُالمفظع الباهر العظيم الذي لا يقبل الشك والريب.[ك+س+ش]
الأقوال فيالمراد بالنبأ العظيم)
الأول: البعث بعد الموتقاله قتادة وابن زيدك+س
حجته: لأن اللهتعالى قال بعدهالّذي هم فيه مختلفونأي النّاس فيه على قولين؛مؤمن ٌبهوكافرٌ، ولهذا قالَ: {كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّكَلاَّسَيَعْلَمُونَ.
الثاني:الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ. قاله مجاهدوذكره أيضا ابن كثير وش
حجته:: لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ،وَتَصْدِيق ِالرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِوالنُّشورِ،
ولأن الخلاف وقع فِيالْقُرْآنِ؛فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً،وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً،وَبَعْضُهُمْ قَالَ: هُوَ أَسَاطِيرُالأَوَّلِينَ.
يوجد قول ثالث: دعوة النبي صلى الله عليه وسلم (راجعي سبب النزول)

ذكرت أن هذه العبارة الأخيرة مسألة منفصله وهي: معنى الخلاف في النبأ العظيم،
لكنها في الحقيقة دليل من قال أن المراد بالنبأ القرآن بدليل اختلافهم فيه فبعضهم قال إنه شعر..سحر..كهانة.
ما جاء من أقوال المفسرين في النبأ العظيم على مسألتين
الأولى: المعنى اللغوي، أن النبأ عموما في اللغة بمعنى الخبر، والعظيم أي الهائل
الثاني: المعنى التفسيري، ما المراد به تحديدا، أهو البعث أم القرآن أم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم؟



تفسير قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5:(هذه أيضا فيها ثلاث مسائل، أثق إن شاء الله أنك ستستخرجينها بالطريقةالتي جربناها قبل قليل، ففكري..)
1:ما المراد من قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ؟ أو ماذا أفاد حرف كلا؟
ك: تهديدٌ شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ
ش:رَدْعٌ لَهُمْ وَزَجْرٌ.
2:إلى أي شيئ يرجع الضمير في قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ؟ وما الذي سيعلمونه؟
مرجع الضمير إلىالمشركين المكذبين بآيات الله.
س:سيعلمونَ إذا نزلَ بهمُ العذابُ ما كانوابه ِيكذبونَ، حين يُدَعُّون إلى نارِ جهنمَ دعّاً، ويقالُلهمْ: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِيكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ.
3:ما الفائدة من تكرار قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ؟
َكَرَّرَ الرَّدْعَوَالزَّجْرَ}؛لِلْمُبَالَغَةِ فِي التأكيدِ والتشديدِ فِيالوعيدِ؛


المقصد العام للآيات: الْقُرْآنِ حَقٌّ فلا يَنْبَغِيأَنْيَخْتَلِفُوا فِي شأنِه وَلِذَا سَيَعْلَمُالَّذِين َيَكْفُرُونَ بِهِ عَاقِبَةَ تَكْذِيبِهِمْ
أين يوضع المقصد العام هل في مطلع السورة أم بعد كل المسائل أم بعد المسال التفسيرية فقط.، في نهاية المسائل التفسيرية


أحسنت بارك الله فيك
في الآيات مسألة مهمة: أن مرجع الضمير في قوله {يتساءلون} فيه خلاف، فمن المفسرين من أرجعه للناس عموما مؤمنهم وكافرهم، فالخلاف في شأن النبأ العظيم بتفسيراته الثلاثة على فريقن مؤمن وكافر
ومن قال بعوده على المشركين خصوصا، فاختلافهم في القرآن والرسالة، اتهامهم بالشعر والسحر والكهانة وغير ذلك
واختلافهم في البعث ما بين منكر، وما بين شاك .


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10/ 15
النسبة المئوية: 95%

درجة الملخص: 4/4
زادك الله من فضله

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م, 05:48 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


يرجى مطالعة هذا الموضوع، ومراعاة ما جاء فيه في الملخصات القادمة إن شاء الله
شرح ميسّر ومفصّل لطريقة تلخيص دروس التفسير
بوركت

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 02:26 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبق المفردون مشاهدة المشاركة
تفسير سورةالانفطار [ من الآية (1 ) إلى الآية (8)
قوله تعالى: (إِذَا السَّمَاءُانْفَطَرَتْ (1):
ك +س+ش: انشقّتلِنُزُولِ الْمَلائِكَةِ مِنْهَا.
تفسير قولهتعالى: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2):
ك + ش: تساقطت مُتَفَرِّقَةً.
س: انتثرتْ نجومُهَا، وزالَ جمالُهَا.
تفسير قولهتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3):
ك:
قال: عليّ بن أبي طلحة عنابن عبّاسٍ: فجّر اللّه بعضها في بعضٍ.
وقال الحسن: فجّر اللّهبعضها في بعضٍ، فذهب ماؤها.
وقال قتادة + ش: اختلط مالحهابعذبها.
وقال الكلبيّ: ملئت.

س +ش: وفجرتِ البحارُ فصارتْ بحراً واحداً.

تفسير قولهتعالى: (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4):
ك: قال ابن عبّاسٍ: بحثت.
وقال السّدّيّ: تبعثر: تحرّك فيخرج من فيها.
س: بأنْ أخرجتْ ما فيها من الأمواتِ، وحشرُوا للموقفِ بينَ يديِ اللهِللجزاءِ على الأعمالِفحينئذٍ ينكشفُ الغطاءُ،ويزولُ ما كانَ خفيّاً.
ش:: قُلِّبَ تُرَابُهَا وَأُخْرِجَ المَوْتَىالَّذِينَ هُمْ فِيهَا.

تفسير قوله تعالى: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَاقَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5):
ك: أي: إذا كان هذا،حصل هذا.
س: تعلمُ كلُّ نفسٍ ما معهَا منَ الأرباحِ والخسرانِ، هنالكَيعضُّ الظالمُ على يديهِ إذا رأى أعمالهُ باطلةً، وميزانهُ قدْ خفَّ، والمظالمُ قدْتداعتْ إليهِ، والسيئاتُ قدْ حضرتْ لديهِ، وأيقنَ بالشقاءِ الأبديِّ والعذابِالسرمديِّ.ويفوزُ المتقونَ،المقدِّمونَ لصالحِ الأعمالِ بالفوزِ العظيمِ، والنعيمِ المقيمِ، والسلامةِ منْعذابِ الجحيمِ.
ش:عَلِمَتْ عِنْدَ نَشْرِ الصُّحُفِ مَا قَدَّمَتْمنْ عَمَلِ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ،وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ سُنَّةٍ حَسَنَةٍ أَوْسَيِّئَةٍ.

تفسير قولهتعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6):
ك: هذا تهديدٌ لا كما يتوهّمه بعض النّاس من أنّه إرشادٌ إلى الجواب حيث قال: الكريم. حتّى يقول قائلهم: غرّه كرمه، بل المعنى في هذه الآية: ما غرّك يابن آدمبربّك الكريم، أي: العظيم، حتّى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق؟! كما جاء فيالحديث: ((يقول اللّه تعالى يوم القيامة: ابن آدم ما غرّك بي؟ ماذا أجبتالمرسلين؟)).
روى ابن أبي حاتمٍ: عن عمر سمع رجلاً يقرأ: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}. فقال عمر: الجهل ،وبمثله روي عن ابن عمر وعن ابن عبّاسٍوالرّبيع بن خثيمٍ .
وقال قتادة: {ما غرّك بربّك الكريم}: شيءٌ ماغرّ ابن آدم، وهذا العدوّ الشّيطان. وقال الفضيل بن عياضٍ: لو قال لي ما غرّك بي؟لقلت: ستورك المرخاة.
وقال أبو بكرٍ الورّاق: لو قال لي: ما غرّك بربّك الكريم؟ لقلت: غرّني كرم الكريم.
وقال بعض أهل الإشارة: إنّما قال: {بربّك الكريم}. دون سائر أسمائه وصفاته، كأنّه لقّنه الإجابة. وهذاالّذي تخيّله هذا القائل ليس بطائلٍ؛ لأنّه إنّما أتى باسمه {الكريم}؛ لينبّه علىأنّه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال السّوء.

س: يقولُ تعالَىمعاتباً للإنسانِ المقصرِ في حقِّ ربِّهِ، المتجرئِ على مساخطهِ: {يَا أَيُّهَاالإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} أتهاوناً منكَ في حقوقهِ، أمِاحتقاراً منكَ لعذابهِ؟ أمْ عدمَ إيمانٍ منكَ بجزائهِ؟
ش: أَيْ: مَا الَّذِي غَرَّكَ وَخَدَعَكَ حَتَّىكَفَرْتَ بِرَبِّكَ الكريمِ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا بإكمالِخَلْقِكَ وَحَوَاسِّكَ، وَجَعَلَكَ عَاقِلاً فَاهِماً وَرَزَقَكَ وَأَنْعَمَعَلَيْكَ بِنِعَمِهِ الَّتِي لا تَقْدِرُ عَلَى جَحْدِ شَيْءٍ مِنْهَا. قِيلَ: غَرَّهُ عَفْوُ اللَّهِ إِذْ لَمْ يُعَاجِلْهُ بِالْعُقُوبَةِ أَوَّلَ مَرَّةٍ.

تفسير قولهتعالى: (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7):
ك: أي: ما غرّكبالرّبّ الكريم {الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}. أي: جعلك سويًّا مستقيماً معتدل القامةمنتصبها في أحسن الهيئات والأشكال.

س: أليسَ هوَ{الَّذِي خَلَقَكَفَسَوَّاكَ}في أحسنِتقويمٍ؟{فَعَدَلَكَ}وركبكَ تركيباً قويماً معتدلاً، في أحسنِ الأشكالِ، وأجملِ الهيئاتِ، فهلْ يليقُبكَ أنْ تكفرَ نعمةَ المنعمِ، أو تجحدَ إحسانَ المحسنِ؟إنْ هذا إلاَّ منْ جهلكَوظلمكَ وعنادكَ وغشمكَ.

ش: الَّذِي خَلَقَكَ}مِنْ نُطْفَةٍ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً،{فَسَوَّاكَ}رَجُلاً تَسْمَعُ وَتُبْصِرُ وَتَعْقِلُ،
{فَعَدَلَكَ}:جَعَلَكَ مُعْتَدِلاً قَائِماً حَسَنَ الصُّورَةِ، وَجَعَلَأَعْضَاءَكَ مُتَعَادِلَةً لا تَفَاوُتَ فِيهَا.

تفسير قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَرَكَّبَكَ (8) )
ك: قالمجاهدٌ: في أيّ شبه أبٍ أو أمٍّ أو خالٍ أو عمٍّ.
نقل ابن جريرٍ: عن موسى بن عليّ بن رباحٍ، حدّثني أبيعن جدّي: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((ما ولد لك؟)) قال: يارسول اللّه ما عسى أن يولد لي! إمّا غلامٌ وإمّا جاريةٌ. قال: ((فمن يشبه؟)) قال: يا رسول اللّه من عسى أن يشبه؟ إمّا أباه وإمّا أمّه. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليهوسلّم عندها: ((مه، لا تقولنّ هكذا إنّ، النّطفة إذا استقرّت في الرّحم أحضرهااللّه تعالى كلّ نسبٍ بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية في كتاب اللّه: {في أيّصورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: سلكك)).
وهذا الحديث لو صحّ لكان فيصلاً في هذهالآية، ولكنّ إسناده ليس بالثّابت؛ لأنّ مطهّر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس: كان متروك الحديث.
ولكن في الصّحيحين عن أبيهريرة أنّ رجلاً قال: يا رسول اللّه، إنّ امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: ((هل لك منإبلٍ؟)). قال: نعم. قال: ((فما ألوانها؟)) قال: حمرٌ. قال: ((فهل فيها من أورق؟)) قال: نعم. قال: ((فأنّى أتاها ذلك؟)) قال: عسى أن يكون نزعه عرقٌ. قال: ((وهذا عسىأن يكون نزعه عرقٌ)).
وقد قال عكرمة في قوله: {في أيّ صورةٍ ما شاء ركّبك}. إن شاءفي صورة قردٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وكذا قال أبو صالحٍ: إنشاء في صورة كلبٍ، وإن شاء في صورة حمارٍ، وإن شاء في صورة خنزيرٍ.
وقال قتادة: {في أيّصورةٍ ما شاء ركّبك}. قال: قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك.
ومعنى هذا القول عندهؤلاء أنّ اللّه عزّ وجلّ قادرٌ على خلق النّطفة على شكلٍ قبيحٍ من الحيواناتالمنكرة الخلق، ولكن بقدرته ولطفه وحلمه يخلقه على شكلٍ حسنٍ مستقيمٍ معتدلٍ تامٍّحسن المنظر والهيئة.
س: فاحمد اللهَ أنْ لمْ يجعلْ صورتكَ صورة كلبٍ أو حمارٍ، أونحوهمَا من الحيواناتِ{فِيأَيِّ صُورَةٍ مَا شَاء رَكَّبَكَ.
ش: رَكَّبَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَهَا من الصُّوَرِالمختلفةِ، وَأَنْتَ لَمْ تَخْتَرْ صُورَةَ نَفْسِكَ.
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ ، ويرجى مزيد اهتمام باستخراج المسائل والتدرب على صياغتها ، وعدم الاقتصار على لفظ الآية ، كصياغة لعنوان المسألة ، ولعل بملاحظة الاقتباس التالي وتأمله يتضح الأمر أكثر .
تفصيلين كثيرا بين أقوال المفسرين المتشابهة ، ولو وفقت بين ألفاظها ، أو قمت بصياغتها بأسلوبك بألفاظ من عندك كان أفضل .
يرجى مراجعة الكتابة قبل اعتماد المشاركة من خلال المعاينة ، لمعالجة أخطاء الكتابة من التصاق كلمتين ونحو ذلك ، وهو كثير في هذه المشاركة .

ومن مسائل هذا الدرس :

اقتباس:

فضائل السورة


المسائل التفسيرية
- معنى {إذا}
- المقصود بانفطار السماء [ك-س-ش]
- المقصود بانتثار الكواكب
[ك-س-ش]
- المقصود بتفجير البحار
[ك-س-ش]

- المقصود ببعثرة القبور [ك-س-ش]
- جواب الشرط
- المقصود بالنفس
- المقصود بالتقديم والتأخير
[س-ش]

- من المقصود بالإنسان في الآيات؟
[ك-س]
- معنى قوله: {ما غرك بربك الكريم} [ك]
- أقوال السلف في سبب الغرور [ك]

- ما يفيده مجيء اسم الله {الكريم} [ك]

- معنى الخلق :

- معنى التسوية :
- معنى التعديل :

- تفسير "الصورة" في قوله تعالى: {في أي صورة ما شاء ركبك}
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 27 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 15 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 15 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 85 %
درجة الملخص = 4/4
جزاكِ الله خيرا .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 1 جمادى الآخرة 1436هـ/21-03-2015م, 01:37 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي الملخص الرابع تفسير سورة الضحى

تفسير سورة الضحى

* تفسير قوله تعالى: (وَالضُّحَى (1) )
-بماذا أقسم الله تعالى؟
ك: هذا قسمٌ منه تعالى بالضّحى، وما جعل فيه منالضّياء).
س: أقسمَ تعالى بالنهارِ إذاانتشرَ ضياؤهُ بالضحى، وبالليلِ إذا سجى وادلهمَّتْ ظلمتهُ.
-على ماذا أقسم الله تعالى؟
س:على اعتناءِ اللهِبرسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ>
* تفسير قوله تعالى :"وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى
-ما المقصود ببسجى؟
ش:قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سُجُوُّ اللَّيْلِ تَغْطِيَتُهُ النَّهَارَ، مِثْلَ مَايُسَجَّى الرَّجُلُ بِالثَّوْبِ). [زبدة التفسير: 596]

*تفسير قوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَاقَلَى (3) )
-ما المقصود بودعك؟
ك:ما تركك
س: أي: مَاترككَ منذُ اعتنى بكَ، ولا أهملكَ منذُ رباكَ ورعاكَ، بلْ لمْ يزلْ يربيكَ أحسنَتربيةٍ، ويعليكَ درجةً بعدَ درجةٍ.
ش:مَاوَدَّعَكَ رَبُّكَ}هَذَاجَوَابُ الْقَسَمِ؛أَيْ: مَا قَطَعَكَ قَطْعَ المُوَدِّعِ، وَلَمْ يَقْطَعْ عَنْكَالْوَحْيَ،{.

-ما المقصود بقلا؟
ك + س: وما أبغضك.
س: وَمَا قَلا} كَ اللهُ أي: ماأبغضكَ منذُ أحبَّكَ،فإنَّ نفيَ الضدِّ دليلٌ على ثبوتِ ضدِّهِ، والنفي المحضُ لايكونُ مدحاً، إلاَّ إذا تضمنَ ثبوتَ كمالٍ، فهذهِ حالُ الرسول صلَّى اللهُ عليهِوسلَّمَ الماضيةُ والحاضرةُ، أكملُ حالٍ وأتمها، محبةُ اللهِ لهُ واستمرارهَا،وترقيتهُ في درجِ الكمالِ، ودوامُ اعتناءِ اللهِ بهِ.

س: وأمَّا حالهُالمستقبلةُ، فقالَ: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى}). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

* تفسير قولهتعالى: (وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) )
ك +ش: وللدّار الآخرة ,والجنةخيرٌ لك من هذه الدار.
س: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَمِنَ الأُولَى}أي: كلُّ حالةٍ متأخرةٍ منْ أحوالكَ، فإنَّ لهَا الفضلُ على الحالةِالسابقةِ،فلمْ يزلْ صلَّى اللهُعليهِ وسلَّمَ يصعدُ في درجِ المعالي، ويمكنُ لهُ اللهُ دينهُ، وينصرُهُ علىأعدائِهِ، ويسددُ لهُ أحوالهُ، حتى ماتَ، وقدْ وصلَ إلى حالٍ لا يصلُ إليهَاالأولونَ والآخرونَ، منَ الفضائلِ والنعمِ، وقرةِ العينِ، وسرورِالقلبِ
ش: مَا أُوتِيَ فِي الدُّنْيَا مِنْ شَرَفِ النُّبُوَّةِ مَا يَصْغُرُعِنْدَهُ كُلُّ شَرَفٍ، وَيَتَضَاءَلُ بالنسبةِ إِلَيْهِ كُلُّ مَكْرُمَةٍ فِيالدُّنْيَا.

*تفسير قولهتعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) )
ك: وقوله: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى} أي: في الدارالآخرة يعطيه حتّى يرضيه في أمّته، وفيما أعدّه له من الكرامة، ومن جملته نهرالكوثر، الذي حافتاه قباب اللّؤلؤ المجوّف، وطينه مسكٌ أذفر، كماسيأتي.

س: ثمَّ بعدَ ذلكَ، لا تسألْ عنْحالهِ في الآخرةِ، منْ تفاصيلِ الإكرامِ، وأنواعِ الإنعامِ، ولهذا قالَ: {وَلَسَوْفَيُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}وهذا أمرٌ لا يمكنُ التعبيرُ عنهُ بغيرِ هذهِ العبارةِ الجامعةِالشاملةِ.
ش:الْفَتْحَ فِي الدِّينِ، والثَّوَابَ وَالحَوْضَوَالشَّفَاعَةَ لأُمَّتِهِ فِي الآخِرَةِ{.
*تفسير قوله تعالى: (أَلَمْيَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )
ك: ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامهعليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعدأن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان فيكفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبوطالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أنابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادةالأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرةبقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار اللهله الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّتهعلى الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه،رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به.
س + ش: ثمَّ امتنَّ عليهِ بمَا يعلمُهُ منْ أحوالِهِ فقالَ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماًفَآوَى}أي: وجدكَ لا أمَّ لكَ ولا أبَ، بلْ قدْماتَ أبوهُ وأمهُ وهوَ لا يُدبِّرُ نفسهُ، فآواهُ اللهُ، وكفلهُ جدُّهُ عبدُالمطلبِ، ثمَّ لما ماتَ جدُّهُ كفّلهُ اللهُ عمَّهُ أبا طالبٍ، حتى أيدهُ اللهُبنصرهِ وبالمؤمنينَ). [تيسيرالكريم الرحمن: 928]

*تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )
ك" وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرناما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادناوإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
س + ش: أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَلأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ
ك: ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّرجع.
ك: وقيل: إنه ضلّوهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عنالطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلىالطريق. حكاهما البغويّ.

*تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَعَائِلًا فَأَغْنَى (8) )
ك: أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك اللهعمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامهعليه.
وقال قتادة فيقوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذهمنازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍوابن أبي حاتمٍ.
س: }أي: فقيراً {فَأَغْنَى}بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُهاوخراجُهَا.فالذيأزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ.
ش: وَوَجَدَكَ عَائِلاًفَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لامَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَمِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ).

*تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّاالْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
ك: أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلاتقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّفبه.قال قتادة: كنلليتيم كالأب الرّحيم.
س: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ،وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْبعدكِ.
ش: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاتَقْهَرْ}:لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِلِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.وَكَانَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُوَيُوصِي بِاليَتَامَى).

*تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) )
ك: وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهرالسائل في العلم المسترشد.
قال ابنإسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً،ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ.
س + ش: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍوشراسةِ خلقٍ، بلْ أعطهِ ما تيسرَ عندكَ أو ردّهُ بمعروفٍ .
وهذا يدخلُفيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَالمتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ علىمقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
*تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّابِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) )
ك: أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله،فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرينلنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
وقال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن.
وقال ليثٌ، عنرجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّثإخوانك.
وقال محمد بنإسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادعإليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه منالنبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى).
س:وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ}النعمَالدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ}أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَابالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّفحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌلتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِالمحسنِ.
ش: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَفَحَدِّثْ}.أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِاللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ،وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ. وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ،فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ.
المسائل الفرعية:
*أسماء السورة
- الضّحى ك+ش
-والضحى س

*نزول السورة
مكّيّةٌ ك+س.

*أسباب نزول السورة
ك: حديث جندب قال: اشتكى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يقم ليلةً أوليلتين، فأتت امرأةٌ فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك. فأنزل الله عزّوجلّ: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.
رواهالبخاريّ، ومسلمٌ، عن الأسود بن قيسٍ سمع جندباً قال: أبطأ جبريل على رسول الله صلّىالله عليه وسلّم فقال المشركون: ودّع محمّدٌ. فأنزل الله تعالى: {والضّحى واللّيلإذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.
قال العوفيّ،عن ابن عبّاسٍ: لمّا نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القرآن، أبطأ عنهجبريل أيّاماً، فتغيّر بذلك، فقال المشركون: ودّعه ربّه وقلاه. فأنزل الله: {ماودّعك ربّك وما قلى.
ك+ ش روى ابن أبيحاتم من جندب يقول: رمي رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم بحجرٍ في إصبعه، فقال: ((هل أنت إلاّ إصبعٌ دميت وفيسبيل الله ما لقيت)). قال: فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم، فقالت له امرأةٌ: ما أرىشيطانك إلاّ قد تركك. فنزلت: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى.
قيل: إنّ هذهالمرأة هي أمّ جميلٍ امرأة أبي لهبٍ.


*ما ورد في التكبير:
ك: عن عكرمة بن سليمان، أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطينوشبل بن عبّادٍ، قال:فلمّا بلغت {والضّحى} قالا لي: كبّر حتى تختم مع خاتمة كلّ سورةٍ؛فإنّا قرأنا على ابن كثيرٍ فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنه قرأ على مجاهدٍ فأمره بذلك،وأخبره مجاهدٌ أنه قرأ على ابن عبّاسٍ فأمره بذلك، وأخبره ابن عبّاسٍ أنه قرأ علىأبيّ بن كعبٍ فأمره بذلك، وأخبره أبيٌّ أنه قرأ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّمفأمره بذلك.
فهذه سنّةٌتفرّد بها أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله البزّيّ من ولد القاسم بن أبي بزّة،وكان إماماً في القراءات.
فأمّا فيالحديث فقد ضعّفه أبو حاتمٍ الرّازيّ، وقال: لا أحدّث عنه. وكذا أبو جعفرٍ العقيليّقال: هو منكر الحديث. لكن حكى الشيخ شهاب الدّين أبو شامة في شرح الشّاطبيّة عنالشافعيّ، أنه سمع رجلاً يكبّر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبتالسّنّة. وهذا يقتضي صحّة هذا الحديث.
*موضع التكبير وكيفيّته
ثمّ اختلفالقرّاء في موضع هذا التكبير وكيفيّته؛ فقال بعضهم: يكبّر من آخر {واللّيل إذايغشى}. وقال آخرون: من آخر {والضّحى}.
وكيفيّةالتكبير عند بعضهم أن يقول: الله أكبر، ويقتصر. ومنهم من يقول: الله أكبر، لا إلهإلاّ الله، الله أكبر.


*مناسبة التكبير
ك: ذكر القرّاءفي مناسبة التكبير من أوّل سورة الضّحى: أنه لمّا تأخّر الوحي عن رسول الله صلّىالله عليه وسلّم وفتر تلك المدّة، وجاءه الملك، فأوحى إليه: {والضّحى واللّيل إذاسجى} السورة بتمامها، كبّر فرحاً وسروراً. ولم يرو ذلك بإسنادٍ يحكم عليه بصحّةٍولا ضعفٍ. فالله أعلم.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 جمادى الآخرة 1436هـ/21-03-2015م, 02:25 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي الملخص الخامس تلخيص سورة الناس

تفسير سورة الناس
تفسير قوله تعالى: (قُلْأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) )
ك: ربّ كلّ شيءٍ فجميع الأشياء مخلوقةٌ له .
ش:رَبُّالنَّاسِ هُوَ اللَّهُ خَالِقُهُمْ وَمُدَبِّرُ أَمْرِهِمْ وَمُصْلِحُأَحْوَالِهِمْ.

تفسير قوله تعالى: (مَلِكِ النَّاسِ (2) )
ك: مليك كلّ شيءٍ ، فجميع الأشياء مملوكةٌ له.
ش:لَهُ الْمُلْكُالكَامِلُ وَالسلطانُ القاهِر.

تفسير قوله تعالى: (إِلَهِ النَّاسِ (3) )
ك: إله كلّ شيءٍ ، فجميع الأشياء عبيدٌله.
ش: أَيْ: مَعْبُودِهِمْ؛ فَإِنَّ الْمَلِكَ قَدْ يَكُونُ إِلَهاً، وَقَدْ لا يَكُونُ،فَبَيَّنَ أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ خَاصٌّ بِهِ، لا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ.

تفسير قوله تعالى: (مِنْ شَرِّالْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) )
ك: وهوالشيطان الموكّل بالإنسان؛ فإنه ما من أحدٍ من بني آدم إلاّ وله قرينٌ يزيّن لهالفواحش، ولا يألوه جهداً في الخبال. والمعصوم من عصمهاللّه.
عن ابن عبّاسٍ في قوله: {الوسواس الخنّاس}. قال: الشّيطان جاثمٌ على قلب ابن آدم،فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر اللّه خنس، وكذا قال مجاهدٌوقتادة.
وقالالمعتمر بن سليمان، عن أبيه: ذكر لي أنّ الشيطان الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عندالحزن وعند الفرح، فإذا ذكر اللّه خنس.
وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {الوسواس}. قال: هو الشيطان يأمر، فإذا أطيع خنس.
ش: مِنْشَرِّ الْوَسْوَاسِ}الوَسْوَاسُ هُوَ الشَّيْطَانُ؛أَيْ: ذِي الوَسْوَسَةِ.
الْخَنَّاسِ}:كَثِيرِ الخَنْسِ، وَهُوَالتَّأَخُّرُ، إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ خَنَسَ الشَّيْطَانُ وَانْقَبَضَ، وَإِذَا لَمْيُذْكَرِ اللَّهُ انْبَسَطَ عَلَى الْقَلْبِ.

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) )
ش:وَسْوَسَتُهُ هِيَ الدُّعَاءُ إِلَى طَاعَتِهِ بِكلامٍ خَفِيٍّ يَصِلُإِلَى الْقَلْبِ منْ غَيْرِ سَمَاعِ صَوْتٍ.
س: يوسوسُ ويخنسُ أي: يتأخرُ إذا ذكرَ العبدُربَّهُ واستعانَ بهِ على دفعهِ
تفسير قوله تعالى: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
ش:ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يُوَسْوِسُ بِأَنَّهُ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ وَإِنْسِيٌّ، فَقَالَ:
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}؛أَمَّا شَيْطَانُ الْجِنِّفَيُوَسْوِسُ فِي صُدورِ النَّاسِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَمَّا شَيْطَانُ الإنسِفَوَسْوَسَتُهُ فِي صُدُورِ النَّاسِ أَنَّهُ يَرَى نَفْسَهُ كالناصحِ المُشْفِقِ،فَيُوقِعُ فِي الصَّدْرِ مِنْ كلامِهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ النَّصِيحَةِمَا يُوقِعُ الشَّيْطَانُ الجِنِّيُّ فِيهِ بِوَسْوَسَتِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَسْوِسُفِي صدورِ الْجِنِّ كَمَا يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الإنسِ.


المسائل الفرعية:
أسماء السورة
س +ش:الناسِ

نزول السورة
ك+ش+س : مدنية

فضائل السورة
ك:- عن زرّ بن حبيشٍ قال: قلت لأبيّ بن كعبٍ: إنّ ابن مسعودٍ لا يكتب المعوّذتينفي مصحفه؟ فقال: أشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبرني أنّ جبريل عليهالسلام قال له: (({قل أعوذ بربّ الفلق}. فقلتها، قال: {قل أعوذ بربّ النّاس}. فقلتها)). فنحن نقول ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.

-في صحيح مسلم: عن عقبة بن عامرٍ قال: قالرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ألم تر آياتٍ أنزلت هذه اللّيلة لم ير مثلهنّقطّ: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})).
- عن عقبة بن عامرٍ قال: بينا أنا أقود برسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم في نقبٍ من تلك النّقاب، إذ قال لي: ((ياعقبة، ألا تركب؟)). قال: فأجللت رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أركب مركبه.
ثم قال: ((يا عقيب، ألا تركب؟)). فأشفقت أن تكون معصيةً. قال: فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وركبت هنيهةً،ثم ركب ثم قال: ((يا عقيب، ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما النّاس؟)). قلت: بلى يا رسول اللّه. فأقرأني: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس}،ثم أقيمت الصلاة، فتقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ بهما، ثم مرّ بيفقال: ((كيف رأيت يا عقيب اقرأ بهما كلّما نمت وكلّماقمت)).
- عن عقبة بن عامرٍ قال: أمرني رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم أن أقرأ بالمعوّذات في دبر كلّ صلاةٍ. ورواه أبو داودوالتّرمذيّ والنّسائيّ، من طرقٍ، عن عليّ بن رباحٍ، وقال التّرمذيّ: غريبٌ.
طريقٌ أخرى
- عن عقبة بن عامرٍ: قاللي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ بالمعوّذتين؛ فإنّك لن تقرأبمثلهما)). تفرّد به أحمد.
-عن عقبة بن عامرٍ قال: كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّمفقال: ((يا عقيب، {قل})) فقلت: ماذا أقول؟ فسكت عنّي، ثمّ قال: (({قل})). فقلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ فسكت عنّي، فقلت: اللّهمّ اردده عليّ. فقال: ((يا عقبة، {قل})). قلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ فقال: (({قل أعوذ بربّ الفلق})). فقرأتهاحتّى أتيت على آخرها.
ثم قال: (({قل})). فقلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ قال: (({قل أعوذبربّ النّاس})). فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم عند ذلك: ((ما سأل سائلٌ بمثلها، ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلها)).
طريقٌ أخرى
- عن عقبة بن عامرٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأبهما في صلاة الصّبح.
طريقٌ أخرى
- عن ابن عابسٍ الجهنيّ، أنّ النّبيّ صلّىاللّه عليه وسلّم قال له: ((يابن عبّاسٍ، ألا أدلّك -أو: ألا أخبرك- بأفضل مايتعوّذ به المتعوّذون؟)) قال: بلى يا رسول اللّه. قال: (({قل أعوذ بربّ الفلق}،و{قل أعوذ بربّ النّاس}. هاتان السّورتان)).
فهذه طرقٌ عن عقبة كالمتواترة عنه،تفيد القطع عند كثيرٍ من المحقّقين في الحديث.
-
عن جابر بن عبد اللّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ يا جابر)). قلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمّي؟ قال: ((اقرأ: {قل أعوذ بربّالفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})). فقرأتهما، فقال: ((اقرأ بهما، ولن تقرأبمثلهما)).
-
حديث عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأبهنّ، وينفث في كفّيه ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل منجسده.
-
عن عروة، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذتين وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأعليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها.
- عن أبي سعيدٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم كان يتعوّذ من أعين الجانّ وعين الإنسان، فلمّا نزلت المعوّذتان أخذ بهماوترك ما سواهما.
المسائل التفسيرية:

ماتشتمل عليه السورة
ك+س: 1- على ثلاث صفاتٍ من صفات الربّ عزّ وجلّ: الرّبوبيّة، والملك،والإلهيّة.
2- الاستعاذةِ بربِّ الناسِ ومالكهمْ وإلههمْ، مِنَ الشيطانِ الذي هوَأصلُ الشرورِ كلِّهَا ومادَّتُهَا.
فهو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقةٌ له مملوكةٌ عبيدٌله، فأمر المستعيذ أن يتعوّذ بالمتّصف بهذه الصفات من شرّ الوسواس الخنّاس.
كيف يوسوسُ الشيطان في صدورِالناسِ؟
س:يحسِّنُ [لهمُ] الشرَّ، ويريهمْ إياهُ في صورةٍ حسنةٍ، وينشِّطُ إراداتهمْلفعلهِ، ويقبِّحُ لهمُ الخيرَ ويثبِّطهمْ عنهُ، ويريهمْ إياهُ في صورةٍ غيرِصورتِهِ،.
فينبغي لهُ أنْ [يستعينَ و] يستعيذَويعتصمَ بربوبيةِ اللهِ للناسِ كلّهمْ.
*قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ هل يختصّ هذا ببني آدم كما هوالظاهر؟ أو يعمّ بني آدم والجنّ؟
ك: فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في لفظ الناستغليباً. وقال ابن جريرٍ: وقد استعمل فيهم {رجالٍ من الجنّ}. فلا بدع في إطلاقالناس عليهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/540]
وقوله: {من الجنّة والنّاس}. هل هو تفصيلٌ لقوله: {الّذي يوسوس فيصدور النّاس}؟ ثمّ بيّنهم فقال: {من الجنّة والنّاس}.
وهذا يقوّي القول الثاني، وقيل: قوله: {من الجنّة والنّاس}. تفسيرٌ للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجنّ، كماقال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلىبعضٍ زخرف القول غروراً}.


فضل الذكر في خنوس الشيطان:
عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم: ((إنّ الشّيطان واضعٌ خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر خنس، وإننسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخنّاس)). غريبٌ.
حكم قول : تعس الشّيطان:
عن عاصمٍ: سمعت أبا تميمة يحدّث عن رديف رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم، قال: عثر بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حماره، فقلت: تعس الشّيطان. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لا تقل: تعس الشّيطان؛ فإنّك إذا قلت: تعسالشّيطان. تعاظم وقال: بقوّتي صرعته. وإذا قلت: بسم اللّه. تصاغر حتّى يصير مثلالذّباب)).
تفرّد به أحمد، وإسناده جيّدٌ قويٌّ، وفيه دلالةٌ على أنّ القلب متىذكر اللّه تصاغر الشّيطان وغلب، وإن لم يذكر اللّه تعاظم وغلب. وقال الإمام أحمد:
حدّثنا أبوبكرٍ الحنفيّ، حدّثنا الضّحّاك بن عثمان، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قالرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشّيطانفأبسّ به كما يبسّ الرّجل بدابّته، فإذا سكن له زنقه أوألجمه)).
قالأبو هريرة: وأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه ماثلاً -كذا- لا يذكر اللّه، وأمّاالملجم ففاتحٌ فاه، لا يذكر اللّه عزّ وجلّ. تفرّد به أحمد.
هل المعوذتان ثابتتان في مصاحف الصحابة؟
-عن زرٍّ قال: سألت ابن مسعودٍ عنالمعوّذتين، فقال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عنهما فقال: ((قيل لي، فقلتلكم؛ فقولوا)). قال أبيٌّ: فقال لنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فنحننقول.
-عن علقمةقال: كان عبد اللّه يحكّ المعوّذتين من المصحف ويقول: إنّما أمر رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم أن يتعوّذ بهما. ولم يكن عبد اللّه يقرأبهما.
- عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كانعبد اللّه يحكّ المعوّذتين من مصاحفه ويقول: إنّهما ليستا من كتاباللّه.

وهذا مشهورٌ عند كثيرٍمن القرّاءوالفقهاء، أنّ ابن مسعودٍ كان لا يكتب المعوّذتين في مصحفه، فلعلّه لم يسمعهما منالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يتواتر عنده، ثم لعلّه قد رجع عن قوله ذلك إلىقول الجماعة؛ فإنّ الصحابة رضي اللّه عنهم كتبوهما في المصاحف الأئمّة، ونفّذوهاإلى سائر الآفاق كذلك، وللّه الحمد والمنّة.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 1 جمادى الآخرة 1436هـ/21-03-2015م, 02:48 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي الإجابة عن أسئلة محاضرة الفهرسة العلمية

س1: ملاك العلم بثلاثة أمور، اذكرها مع بيان أهميّة كل أمر وبميتحقّق.
1: حسنالفهم.
أهميته:يستجلب به من البركة في مسائل العلم شيئاً عظيماً إذا صلحت نيّة طالب العلم وزكت نفسه.
ويتحقق بأن تكون دراسة طالب العلم على منهج صحيح يراعى فيه التدرّج العلمي ومناسبته لحالالطالب، وضبط أصول العلم الذي يدرسه، وأن تكون دراسته تحت إشراف علمي من عالم أوطالب علم متمكّن.
2:
وقوة الحفظ.
أهميتها تحصيل علماً غزيراً شاملاً لأبواب العلم.وتتحقق بتنظيم الدراسة، ومداومة النظر ، وكثرة التكرار ، وأن يكون للطالب أصل مختصر فيالعلم الذي يدرسه إما أن ينتقي كتاباً مختصراً أو يتّخذ لنفسه ملخّصاً جامعاً يدمنالنظر فيه حتى ترسخ مسائله في قلبه.
3:
وسَعَة الاطلاع
أهميته أن طالب علم التفسير يحتاج إلى الاطلاع الواسع الحسن على مسائل علوم القرآن، وإذا واصل طالب العلم الاطلاع على مسائل علوم القرآن بطريقة الفهرسة العلمية وكان ذافهم حسن وحرص على ضبط المسائل العلمية فإنّه يرجى له أن يكون واسع الاطلاع في هذهالعلوم في مدّة غير طويلة بإذن الله تعالى.
ويتحقق بأن يطّلع على الأعمال المعدّة في فهرسة تلك العلوم؛ فإنّها تفيده فياكتساب المعرفة الشاملة للمسائل التي تناولها العلماء بالحديث والدراسة في ذلكالعلم.



س2: بين أهمية الفهرسة العلمية لطالبالعلم.
أنّها تختصر على الدارس شيئاً كثيراً بإذن الله تعالى، وتعين على حسن فهم المسائلالعلمية وتصوّرها وحفظها
باستجلاء المسائل العلمية في العلم الذي يدرسه بتفصيل حسن وترتيب وتنظيم يعينه علىحسن الفهم وقوة الحفظ إذا داوم على المطالعة وتعاهد هذا الفهرس بالقراءة والإضافةوالتحسين.
س3: حاجة الأمة إلى إعداد العلماء ماسة ، وضح ذلك بالدليل.
إنها من أهمّ الواجبات العامّة على الأمّة؛ فإنّ العلماء هم رؤوس الناس؛ يصدرون عنأقوالهم وبيانهم وفتاويهم، فإن أرشدوهم بما بيّنه الله من الهدى رشدوا وأفلحوا، وإنكتموا الحقّ ولبّسوا عليهم ضلّوا وأضلّوا،ولذلك اشتدّ الوعيد على هذين النوعين منالعلماءفإذا لم يجد الناس علماء صالحين يرشدونهم إلى الحقّ ؛ عظّموا بعض المتعالمين وصدروا عنرأيهم، ويدلّ لذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبيّ صلىالله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعهمن صدور العلماء، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتّخذ الناسرؤوساً جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا.متفق عليه
فإذا لم يجد علماء يسألونهم اتّخذوا رؤوساً جهّالاً فسألوهموهذايفيدنا أن حاجة الأمّة إلى من يرشدها ويبصّرها ويبيّن لها الحق حاجة ملحّة باقية،ولا سيّما في الفتن ومدلهمّات الأمور وما تبرأ به الذمّة.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م, 10:17 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذاري البعيجان مشاهدة المشاركة
تفسير سورة الضحى

* تفسير قوله تعالى: (وَالضُّحَى (1) )
-بماذا أقسم الله تعالى؟
ك: هذا قسمٌ منه تعالى بالضّحى، وما جعل فيه منالضّياء).
س: أقسمَ تعالى بالنهارِ إذاانتشرَ ضياؤهُ بالضحى، وبالليلِ إذا سجى وادلهمَّتْ ظلمتهُ.
-على ماذا أقسم الله تعالى؟
س:على اعتناءِ اللهِبرسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ>
* تفسير قوله تعالى :"وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى
-ما المقصود ببسجى؟
ش:قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سُجُوُّ اللَّيْلِ تَغْطِيَتُهُ النَّهَارَ، مِثْلَ مَايُسَجَّى الرَّجُلُ بِالثَّوْبِ). [زبدة التفسير: 596]
[ تأملي قول الأصمعي الذي ذكره الأشقر
ذكر فيه معنى السجو لغةً والمقصود به في الآية ، فنقسمها إلى مسألتين :
1: معنى " سجى "

2: المقصود ب " والليل إذا سجى " :

*تفسير قوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَاقَلَى (3) )
-ما المقصود بودعك؟
ك:ما تركك
س: أي: مَاترككَ منذُ اعتنى بكَ، ولا أهملكَ منذُ رباكَ ورعاكَ، بلْ لمْ يزلْ يربيكَ أحسنَتربيةٍ، ويعليكَ درجةً بعدَ درجةٍ.
ش:مَاوَدَّعَكَ رَبُّكَ}هَذَاجَوَابُ الْقَسَمِ؛أَيْ: مَا قَطَعَكَ قَطْعَ المُوَدِّعِ، وَلَمْ يَقْطَعْ عَنْكَالْوَحْيَ،{. [ هذه مسألة أخرى : جواب القسم في الآيات ]

-ما المقصود بقلا؟
ك + س: وما أبغضك.
س: وَمَا قَلا} كَ اللهُ أي: ماأبغضكَ منذُ أحبَّكَ،
[ دلالة الآيات على عناية النبي صلى الله عليه وسلم ]
فإنَّ نفيَ الضدِّ دليلٌ على ثبوتِ ضدِّهِ، والنفي المحضُ لا
يكونُ مدحاً، إلاَّ إذا تضمنَ ثبوتَ كمالٍ، فهذهِ حالُ الرسول صلَّى اللهُ عليهِوسلَّمَ الماضيةُ والحاضرةُ، أكملُ حالٍ وأتمها، محبةُ اللهِ لهُ واستمرارهَا،وترقيتهُ في درجِ الكمالِ، ودوامُ اعتناءِ اللهِ بهِ.

س: وأمَّا حالهُالمستقبلةُ، فقالَ: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى}). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

* تفسير قولهتعالى: (وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) )
ك +ش: وللدّار الآخرة ,والجنةخيرٌ لك من هذه الدار.
س: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَمِنَ الأُولَى}أي: كلُّ حالةٍ متأخرةٍ منْ أحوالكَ، فإنَّ لهَا الفضلُ على الحالةِالسابقةِ،فلمْ يزلْ صلَّى اللهُعليهِ وسلَّمَ يصعدُ في درجِ المعالي، ويمكنُ لهُ اللهُ دينهُ، وينصرُهُ علىأعدائِهِ، ويسددُ لهُ أحوالهُ، حتى ماتَ، وقدْ وصلَ إلى حالٍ لا يصلُ إليهَاالأولونَ والآخرونَ، منَ الفضائلِ والنعمِ، وقرةِ العينِ، وسرورِالقلبِ
ش: مَا أُوتِيَ فِي الدُّنْيَا مِنْ شَرَفِ النُّبُوَّةِ مَا يَصْغُرُعِنْدَهُ كُلُّ شَرَفٍ، وَيَتَضَاءَلُ بالنسبةِ إِلَيْهِ كُلُّ مَكْرُمَةٍ فِيالدُّنْيَا.

[ هذه الآية اختُلف في معناها على قولين فنذكرهما :
القول الأول : ..... ذكره فلان.
القول الثاني : ..... ذكره فلان. ]



*تفسير قولهتعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) )
ك: وقوله: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى} أي: في الدارالآخرة يعطيه حتّى يرضيه في أمّته، وفيما أعدّه له من الكرامة، ومن جملته نهرالكوثر، الذي حافتاه قباب اللّؤلؤ المجوّف، وطينه مسكٌ أذفر، كماسيأتي.

س: ثمَّ بعدَ ذلكَ، لا تسألْ عنْحالهِ في الآخرةِ، منْ تفاصيلِ الإكرامِ، وأنواعِ الإنعامِ، ولهذا قالَ: {وَلَسَوْفَيُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}وهذا أمرٌ لا يمكنُ التعبيرُ عنهُ بغيرِ هذهِ العبارةِ الجامعةِالشاملةِ.
ش:الْفَتْحَ فِي الدِّينِ، والثَّوَابَ وَالحَوْضَوَالشَّفَاعَةَ لأُمَّتِهِ فِي الآخِرَةِ{.
*تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) )
ك: ثمّ قال تعالى يعدّد نعمه على عبده ورسوله محمدٍ صلوات الله وسلامهعليه: {ألم يجدك يتيماً فآوى} وذلك أن أباه توفّيّ وهو حملٌ في بطن أمّه. وقيل: بعدأن ولد عليه السلام ثمّ توفّيت أمّه آمنة بنت وهبٍ وله من العمر ستّ سنين.
ثمّ كان فيكفالة جدّه عبد المطّلب إلى أن توفّي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمّه أبوطالبٍ، ثمّ لم يزل يحوطه وينصره ويرفع من قدره ويوقّره، ويكفّ عنه أذى قومه بعد أنابتعثه الله على رأس أربعين سنةً من عمره، هذا وأبو طالبٍ على دين قومه من عبادةالأوثان، وكلّ ذلك بقدر الله وحسن تدبيره، إلى أن توفّي أبو طالبٍ قبل الهجرةبقليلٍ، فأقدم عليه سفهاء قريشٍ وجهّالهم.
فاختار الله له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار من الأوس والخزرج، كما أجرى الله سنّتهعلى الوجه الأتمّ الأكمل، فلمّا وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه وقاتلوا بين يديه،رضي الله عنهم أجمعين، وكلّ هذا من حفظ الله له وكلاءته وعنايته به.
س + ش: ثمَّ امتنَّ عليهِ بمَا يعلمُهُ منْ أحوالِهِ فقالَ: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماًفَآوَى}أي: وجدكَ لا أمَّ لكَ ولا أبَ، بلْ قدْماتَ أبوهُ وأمهُ وهوَ لا يُدبِّرُ نفسهُ، فآواهُ اللهُ، وكفلهُ جدُّهُ عبدُالمطلبِ، ثمَّ لما ماتَ جدُّهُ كفّلهُ اللهُ عمَّهُ أبا طالبٍ، حتى أيدهُ اللهُبنصرهِ وبالمؤمنينَ). [تيسيرالكريم الرحمن: 928]
[ معنى اليتيم ]
[ المقصود بإيواء النبي صلى الله عليه وسلم ]


*تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) )
ك" وقوله: {ووجدك ضالاًّ فهدى} كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرناما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادناوإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} الآية.
س + ش: أي: وجدكَ لا تدري ما الكتابُ ولا الإيمانُ، ، غَافِلاً عَمَّا يُرَادُ بِكَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَلَمْ تَكُنْ تَدْرِي الْقُرْآنَ وَلا الشَّرَائِعَ فَهَدَاكَ لِذَلِكَ فعلَّمكَ ما لمْ تكنْ تعلمُ، ووفّقكَلأحسنِ الأعمالِ والأخلاقِ
ك: ومنهم من قال: إنّ المراد بهذا أنّه عليه الصلاة والسلام ضلّ في شعاب مكّة، وهو صغيرٌ، ثمّرجع.
ك: وقيل: إنه ضلّوهو مع عمّه في طريق الشام، وكان راكباً ناقةً في الليل، فجاء إبليس فعدل بها عنالطريق، فجاء جبريل، فنفخ إبليس نفخةً ذهب منها إلى الحبشة، ثمّ عدل بالراحلة إلىالطريق. حكاهما البغويّ.
[ معنى الضلال في الآيات ]
[ المقصود بهداية الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم ]
*تفسير قوله تعالى: (وَوَجَدَكَعَائِلًا فَأَغْنَى (8) )
ك: أي: كنت فقيراً ذا عيالٍ، فأغناك اللهعمّن سواه، فجمع له بين مقامي الفقير الصابر والغنيّ الشاكر، صلوات الله وسلامهعليه.
وقال قتادة فيقوله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاًّ فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} قال: كانت هذهمنازل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يبعثه الله عزّ وجلّ. رواه ابن جريرٍوابن أبي حاتمٍ.
س: }أي: فقيراً {فَأَغْنَى}بمَا فتحَ اللهُ عليكَ منَ البلدانِ، التي جُبيتْ لكَ أموالُهاوخراجُهَا.فالذيأزالَ عنكَ هذهِ النقائصَ، سيزيلُ عنكَ كلَّ نقصٍ، والذي أوصلكَ إلى الغنى، وآواكَونصركَ وهداكَ، قابِلْ نعمتَهُ بالشكرانِ.
ش: وَوَجَدَكَ عَائِلاًفَأَغْنَى}؛ أَيْ: وَجَدَكَ فَقِيراً ذَا عِيَالٍ، لامَالَ لَكَ، فَأَغْنَاكَ بِمَا أَعْطَاكَ مِنَ الرِّزْقِ، أَغْنَاهُ بِمَا فَتَحَمِنَ الفتوحِ، وَقِيلَ: بِتِجَارَتِهِ فِي مَالِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ).
[ معنى عائلا ]
[ المقصود بإغناء الله - عز وجل - للنبي صلى الله عليه وسلم ]


*تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّاالْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) )
ك: أي: كما كنت يتيماً فآواك الله، فلاتقهر اليتيم، أي: لا تذلّه وتنهره وتهنه، ولكن أحسن إليه، وتلطّفبه.قال قتادة: كنلليتيم كالأب الرّحيم.
س: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ، ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ، ولا تنهرهُ، بلْ أكرمهُ،وأعطهِ مَا تيسرَ، واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْبعدكِ.
ش: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاتَقْهَرْ}:لا تَتَسَلَّطْ عَلَيْهِ بالظُّلْمِلِضَعْفِهِ، بَلِ ادْفَعْ إِلَيْهِ حَقَّهُ وَاذْكُرْ يُتْمَكَ.وَكَانَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُوَيُوصِي بِاليَتَامَى).

[ مناسبة الآيات لما قبلها ]
[ المقصود بالنهي عن قهر اليتيم ]


*تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) )
ك: وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: وكما كنت ضالاًّ فهداك الله، فلا تنهرالسائل في العلم المسترشد.
قال ابنإسحاق: {وأمّا السّائل فلا تنهر} أي: فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً، ولا فحّاشاً،ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.وقال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ.
س + ش: وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ}أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍوشراسةِ خلقٍ، بلْ أعطهِ ما تيسرَ عندكَ أو ردّهُ بمعروفٍ .
وهذا يدخلُفيهِ السائلُ للمالِ، والسائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَالمتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ علىمقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). [تيسير الكريم الرحمن: 928]
[ المقصود بالسائل
معنى النهي عن نهر السائل ]


*تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّابِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) )
[ المقصود بالنعمة
معنى التحديث بالنعمة ]

ك: أي: وكما كنت عائلاً فقيراً فأغناك الله،فحدّث بنعمة الله عليك، كما جاء في الدعاء المأثور النبويّ: ((واجعلنا شاكرينلنعمتك مثنين بها عليك، قابليها، وأتمّها علينا)).
وقال مجاهدٌ: يعني: النّبوّة التي أعطاك ربّك. وفي روايةٍ عنه: القرآن.
وقال ليثٌ، عنرجلٍ، عن الحسن بن عليٍّ: {وأمّا بنعمة ربّك فحدّث} قال: ما عملت من خيرٍ فحدّثإخوانك.
وقال محمد بنإسحاق: ما جاءك من الله من نعمةٍ وكرامةٍ من النبوّة فحدّث فيها، واذكرها، وادعإليها. قال: فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذكر ما أنعم الله به عليه منالنبوّة سرًّا إلى من يطمئنّ إليه من أهله، وافترضت عليه الصلاة فصلّى).
س:وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ}النعمَالدينيةَ والدنيويةَ {فَحَدِّثْ}أي: أَثْنِ على اللهِ بهَا، وخصِّصهَابالذكرِ إنْ كانَ هناكَ مصلحةٌ.
وإلاَّفحدثْ بنعمِ اللهِ على الإطلاقِ، فإنَّ التحدثَ بنعمةِ اللهِ داعٍ لشكرهَا، وموجبٌلتحبيبِ القلوبِ إلى مَنْ أنعمَ بهَا، فإنَّ القلوبَ مجبولةٌ على محبةِالمحسنِ.
ش: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَفَحَدِّثْ}.أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ بالتَّحَدُّثِ بِنِعَمِاللَّهِ عَلَيْهِ وَإِظْهَارِهَا لِلنَّاسِ وَإِشْهَارِهَا بَيْنَهُمْ،وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ. وَقِيلَ: النِّعْمَةُ هُنَا الْقُرْآنُ،فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ وَيُحَدِّثَ بِهِ.
المسائل الفرعية:
*أسماء السورة
- الضّحى ك+ش
-والضحى س

*نزول السورة
مكّيّةٌ ك+س.

*أسباب نزول السورة
ك: حديث جندب قال: اشتكى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يقم ليلةً أوليلتين، فأتت امرأةٌ فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك. فأنزل الله عزّوجلّ: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.
رواهالبخاريّ، ومسلمٌ، عن الأسود بن قيسٍ سمع جندباً قال: أبطأ جبريل على رسول الله صلّىالله عليه وسلّم فقال المشركون: ودّع محمّدٌ. فأنزل الله تعالى: {والضّحى واللّيلإذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.
قال العوفيّ،عن ابن عبّاسٍ: لمّا نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القرآن، أبطأ عنهجبريل أيّاماً، فتغيّر بذلك، فقال المشركون: ودّعه ربّه وقلاه. فأنزل الله: {ماودّعك ربّك وما قلى.
ك+ ش روى ابن أبيحاتم من جندب يقول: رمي رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم بحجرٍ في إصبعه، فقال: ((هل أنت إلاّ إصبعٌ دميت وفيسبيل الله ما لقيت)). قال: فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم، فقالت له امرأةٌ: ما أرىشيطانك إلاّ قد تركك. فنزلت: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى.
قيل: إنّ هذهالمرأة هي أمّ جميلٍ امرأة أبي لهبٍ.


*ما ورد في التكبير:
ك: عن عكرمة بن سليمان، أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطينوشبل بن عبّادٍ، قال:فلمّا بلغت {والضّحى} قالا لي: كبّر حتى تختم مع خاتمة كلّ سورةٍ؛فإنّا قرأنا على ابن كثيرٍ فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنه قرأ على مجاهدٍ فأمره بذلك،وأخبره مجاهدٌ أنه قرأ على ابن عبّاسٍ فأمره بذلك، وأخبره ابن عبّاسٍ أنه قرأ علىأبيّ بن كعبٍ فأمره بذلك، وأخبره أبيٌّ أنه قرأ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّمفأمره بذلك.
فهذه سنّةٌتفرّد بها أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الله البزّيّ من ولد القاسم بن أبي بزّة،وكان إماماً في القراءات.
فأمّا فيالحديث فقد ضعّفه أبو حاتمٍ الرّازيّ، وقال: لا أحدّث عنه. وكذا أبو جعفرٍ العقيليّقال: هو منكر الحديث. لكن حكى الشيخ شهاب الدّين أبو شامة في شرح الشّاطبيّة عنالشافعيّ، أنه سمع رجلاً يكبّر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبتالسّنّة. وهذا يقتضي صحّة هذا الحديث.
*موضع التكبير وكيفيّته
ثمّ اختلفالقرّاء في موضع هذا التكبير وكيفيّته؛ فقال بعضهم: يكبّر من آخر {واللّيل إذايغشى}. وقال آخرون: من آخر {والضّحى}.
وكيفيّةالتكبير عند بعضهم أن يقول: الله أكبر، ويقتصر. ومنهم من يقول: الله أكبر، لا إلهإلاّ الله، الله أكبر.


*مناسبة التكبير
ك: ذكر القرّاءفي مناسبة التكبير من أوّل سورة الضّحى: أنه لمّا تأخّر الوحي عن رسول الله صلّىالله عليه وسلّم وفتر تلك المدّة، وجاءه الملك، فأوحى إليه: {والضّحى واللّيل إذاسجى} السورة بتمامها، كبّر فرحاً وسروراً. ولم يرو ذلك بإسنادٍ يحكم عليه بصحّةٍولا ضعفٍ. فالله أعلم.
بارك الله فيكِ أختي ونفع بكِ.
ليس المقصود من التلخيص أن نختصر أقوال المفسرين في الآيات ، وإنما استخلاص المسائل التي تحدثوا عنها ثم نرتبها بحيث تكون المسائل مترابطة ثم نلخص ما ورد تحت كل مسألة ، كما بُيِّن لكِ في تصحيح التلخيصات السابقة.
وقد حاولت أن أبين لكِ بعض المسائل في تفسير الآيات ولو تأملتِ التفسير لتمكنتِ من استخلاص عدد أكبر من الآيات ولتبين لكِ النفع العظيم لاستخدام هذه الطريقة في التلخيص.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 25 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 17 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 15 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
___________________
= 80 %


أرجو أن تلتزمي بدروس دورة أنواع التلخيص
http://www.afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=877
لأنها ضرورية قبل الانتقال للمستوى القادم - بإذن الله - وأمامكِ فرصة حتى نهاية هذا الشهر تدرسينها بأريحية ودون ضغط.
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م, 10:25 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذاري البعيجان مشاهدة المشاركة
تفسير سورة الناس
تفسير قوله تعالى: (قُلْأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) )
ك: ربّ كلّ شيءٍ فجميع الأشياء مخلوقةٌ له . [ تأملي صياغة التلخيص في مسائل : مثلا هنا في هذه الآية نقول : 1: معنى الرب ، 2: مناسبة الاستعاذة بصفة الربوبية ]
ش:رَبُّالنَّاسِ هُوَ اللَّهُ خَالِقُهُمْ وَمُدَبِّرُ أَمْرِهِمْ وَمُصْلِحُأَحْوَالِهِمْ.

تفسير قوله تعالى: (مَلِكِ النَّاسِ (2) )
ك: مليك كلّ شيءٍ ، فجميع الأشياء مملوكةٌ له.
ش:لَهُ الْمُلْكُالكَامِلُ وَالسلطانُ القاهِر. [ 1: معنى الملك ، 2: مناسبة الاستعاذة بصفة الملك ]

تفسير قوله تعالى: (إِلَهِ النَّاسِ (3) )
ك: إله كلّ شيءٍ ، فجميع الأشياء عبيدٌله. [ 1: معنى الإله ، 2: مناسبة الاستعاذة بصفة الألوهية ]
ش: أَيْ: مَعْبُودِهِمْ؛ فَإِنَّ الْمَلِكَ قَدْ يَكُونُ إِلَهاً، وَقَدْ لا يَكُونُ،فَبَيَّنَ أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ خَاصٌّ بِهِ، لا يُشَارِكُهُ فِيهِ أَحَدٌ.

تفسير قوله تعالى: (مِنْ شَرِّالْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) ) [ 1: معنى الوسواس ، 2: معنى الخناس ، 3: المقصود بالوسواس الخناس ]
ك: وهوالشيطان الموكّل بالإنسان؛ فإنه ما من أحدٍ من بني آدم إلاّ وله قرينٌ يزيّن لهالفواحش، ولا يألوه جهداً في الخبال. والمعصوم من عصمهاللّه.
عن ابن عبّاسٍ في قوله: {الوسواس الخنّاس}. قال: الشّيطان جاثمٌ على قلب ابن آدم،فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر اللّه خنس، وكذا قال مجاهدٌوقتادة.
وقالالمعتمر بن سليمان، عن أبيه: ذكر لي أنّ الشيطان الوسواس ينفث في قلب ابن آدم عندالحزن وعند الفرح، فإذا ذكر اللّه خنس.
وقال العوفيّ: عن ابن عبّاسٍ في قوله: {الوسواس}. قال: هو الشيطان يأمر، فإذا أطيع خنس.
ش: مِنْشَرِّ الْوَسْوَاسِ}الوَسْوَاسُ هُوَ الشَّيْطَانُ؛أَيْ: ذِي الوَسْوَسَةِ.
الْخَنَّاسِ}:كَثِيرِ الخَنْسِ، وَهُوَالتَّأَخُّرُ، إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ خَنَسَ الشَّيْطَانُ وَانْقَبَضَ، وَإِذَا لَمْيُذْكَرِ اللَّهُ انْبَسَطَ عَلَى الْقَلْبِ.

تفسير قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) )
ش:وَسْوَسَتُهُ هِيَ الدُّعَاءُ إِلَى طَاعَتِهِ بِكلامٍ خَفِيٍّ يَصِلُإِلَى الْقَلْبِ منْ غَيْرِ سَمَاعِ صَوْتٍ.
س: يوسوسُ ويخنسُ أي: يتأخرُ إذا ذكرَ العبدُربَّهُ واستعانَ بهِ على دفعهِ
تفسير قوله تعالى: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
ش:ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يُوَسْوِسُ بِأَنَّهُ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ وَإِنْسِيٌّ، فَقَالَ:
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}؛أَمَّا شَيْطَانُ الْجِنِّفَيُوَسْوِسُ فِي صُدورِ النَّاسِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَأَمَّا شَيْطَانُ الإنسِفَوَسْوَسَتُهُ فِي صُدُورِ النَّاسِ أَنَّهُ يَرَى نَفْسَهُ كالناصحِ المُشْفِقِ،فَيُوقِعُ فِي الصَّدْرِ مِنْ كلامِهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مَخْرَجَ النَّصِيحَةِمَا يُوقِعُ الشَّيْطَانُ الجِنِّيُّ فِيهِ بِوَسْوَسَتِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَسْوِسُفِي صدورِ الْجِنِّ كَمَا يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الإنسِ.


المسائل الفرعية:
أسماء السورة
س +ش:الناسِ

نزول السورة
ك+ش+س : مدنية

فضائل السورة
ك:- عن زرّ بن حبيشٍ قال: قلت لأبيّ بن كعبٍ: إنّ ابن مسعودٍ لا يكتب المعوّذتينفي مصحفه؟ فقال: أشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبرني أنّ جبريل عليهالسلام قال له: (({قل أعوذ بربّ الفلق}. فقلتها، قال: {قل أعوذ بربّ النّاس}. فقلتها)). فنحن نقول ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.

-في صحيح مسلم: عن عقبة بن عامرٍ قال: قالرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ألم تر آياتٍ أنزلت هذه اللّيلة لم ير مثلهنّقطّ: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})).
- عن عقبة بن عامرٍ قال: بينا أنا أقود برسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم في نقبٍ من تلك النّقاب، إذ قال لي: ((ياعقبة، ألا تركب؟)). قال: فأجللت رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أركب مركبه.
ثم قال: ((يا عقيب، ألا تركب؟)). فأشفقت أن تكون معصيةً. قال: فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وركبت هنيهةً،ثم ركب ثم قال: ((يا عقيب، ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما النّاس؟)). قلت: بلى يا رسول اللّه. فأقرأني: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس}،ثم أقيمت الصلاة، فتقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ بهما، ثم مرّ بيفقال: ((كيف رأيت يا عقيب اقرأ بهما كلّما نمت وكلّماقمت)).
- عن عقبة بن عامرٍ قال: أمرني رسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم أن أقرأ بالمعوّذات في دبر كلّ صلاةٍ. ورواه أبو داودوالتّرمذيّ والنّسائيّ، من طرقٍ، عن عليّ بن رباحٍ، وقال التّرمذيّ: غريبٌ.
طريقٌ أخرى
- عن عقبة بن عامرٍ: قاللي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ بالمعوّذتين؛ فإنّك لن تقرأبمثلهما)). تفرّد به أحمد.
-عن عقبة بن عامرٍ قال: كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّمفقال: ((يا عقيب، {قل})) فقلت: ماذا أقول؟ فسكت عنّي، ثمّ قال: (({قل})). فقلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ فسكت عنّي، فقلت: اللّهمّ اردده عليّ. فقال: ((يا عقبة، {قل})). قلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ فقال: (({قل أعوذ بربّ الفلق})). فقرأتهاحتّى أتيت على آخرها.
ثم قال: (({قل})). فقلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ قال: (({قل أعوذبربّ النّاس})). فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم عند ذلك: ((ما سأل سائلٌ بمثلها، ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلها)).
طريقٌ أخرى
- عن عقبة بن عامرٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأبهما في صلاة الصّبح.
طريقٌ أخرى
- عن ابن عابسٍ الجهنيّ، أنّ النّبيّ صلّىاللّه عليه وسلّم قال له: ((يابن عبّاسٍ، ألا أدلّك -أو: ألا أخبرك- بأفضل مايتعوّذ به المتعوّذون؟)) قال: بلى يا رسول اللّه. قال: (({قل أعوذ بربّ الفلق}،و{قل أعوذ بربّ النّاس}. هاتان السّورتان)).
فهذه طرقٌ عن عقبة كالمتواترة عنه،تفيد القطع عند كثيرٍ من المحقّقين في الحديث.
-
عن جابر بن عبد اللّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ يا جابر)). قلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمّي؟ قال: ((اقرأ: {قل أعوذ بربّالفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})). فقرأتهما، فقال: ((اقرأ بهما، ولن تقرأبمثلهما)).
-
حديث عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأبهنّ، وينفث في كفّيه ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل منجسده.
-
عن عروة، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذتين وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأعليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها.
- عن أبي سعيدٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم كان يتعوّذ من أعين الجانّ وعين الإنسان، فلمّا نزلت المعوّذتان أخذ بهماوترك ما سواهما.
المسائل التفسيرية:

ماتشتمل عليه السورة
ك+س: 1- على ثلاث صفاتٍ من صفات الربّ عزّ وجلّ: الرّبوبيّة، والملك،والإلهيّة.
2- الاستعاذةِ بربِّ الناسِ ومالكهمْ وإلههمْ، مِنَ الشيطانِ الذي هوَأصلُ الشرورِ كلِّهَا ومادَّتُهَا.
فهو ربّ كلّ شيءٍ ومليكه وإلهه، فجميع الأشياء مخلوقةٌ له مملوكةٌ عبيدٌله، فأمر المستعيذ أن يتعوّذ بالمتّصف بهذه الصفات من شرّ الوسواس الخنّاس.
كيف يوسوسُ الشيطان في صدورِالناسِ؟
س:يحسِّنُ [لهمُ] الشرَّ، ويريهمْ إياهُ في صورةٍ حسنةٍ، وينشِّطُ إراداتهمْلفعلهِ، ويقبِّحُ لهمُ الخيرَ ويثبِّطهمْ عنهُ، ويريهمْ إياهُ في صورةٍ غيرِصورتِهِ،.
فينبغي لهُ أنْ [يستعينَ و] يستعيذَويعتصمَ بربوبيةِ اللهِ للناسِ كلّهمْ.
*قوله تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ هل يختصّ هذا ببني آدم كما هوالظاهر؟ أو يعمّ بني آدم والجنّ؟
ك: فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في لفظ الناستغليباً. وقال ابن جريرٍ: وقد استعمل فيهم {رجالٍ من الجنّ}. فلا بدع في إطلاقالناس عليهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/540]
وقوله: {من الجنّة والنّاس}. هل هو تفصيلٌ لقوله: {الّذي يوسوس فيصدور النّاس}؟ ثمّ بيّنهم فقال: {من الجنّة والنّاس}.
وهذا يقوّي القول الثاني، وقيل: قوله: {من الجنّة والنّاس}. تفسيرٌ للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجنّ، كماقال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلىبعضٍ زخرف القول غروراً}.


فضل الذكر في خنوس الشيطان:
عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم: ((إنّ الشّيطان واضعٌ خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر خنس، وإننسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخنّاس)). غريبٌ.
حكم قول : تعس الشّيطان:
عن عاصمٍ: سمعت أبا تميمة يحدّث عن رديف رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم، قال: عثر بالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حماره، فقلت: تعس الشّيطان. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لا تقل: تعس الشّيطان؛ فإنّك إذا قلت: تعسالشّيطان. تعاظم وقال: بقوّتي صرعته. وإذا قلت: بسم اللّه. تصاغر حتّى يصير مثلالذّباب)).
تفرّد به أحمد، وإسناده جيّدٌ قويٌّ، وفيه دلالةٌ على أنّ القلب متىذكر اللّه تصاغر الشّيطان وغلب، وإن لم يذكر اللّه تعاظم وغلب. وقال الإمام أحمد:
حدّثنا أبوبكرٍ الحنفيّ، حدّثنا الضّحّاك بن عثمان، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قالرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إنّ أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشّيطانفأبسّ به كما يبسّ الرّجل بدابّته، فإذا سكن له زنقه أوألجمه)).
قالأبو هريرة: وأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه ماثلاً -كذا- لا يذكر اللّه، وأمّاالملجم ففاتحٌ فاه، لا يذكر اللّه عزّ وجلّ. تفرّد به أحمد.
هل المعوذتان ثابتتان في مصاحف الصحابة؟
-عن زرٍّ قال: سألت ابن مسعودٍ عنالمعوّذتين، فقال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عنهما فقال: ((قيل لي، فقلتلكم؛ فقولوا)). قال أبيٌّ: فقال لنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فنحننقول.
-عن علقمةقال: كان عبد اللّه يحكّ المعوّذتين من المصحف ويقول: إنّما أمر رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم أن يتعوّذ بهما. ولم يكن عبد اللّه يقرأبهما.
- عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كانعبد اللّه يحكّ المعوّذتين من مصاحفه ويقول: إنّهما ليستا من كتاباللّه.

وهذا مشهورٌ عند كثيرٍمن القرّاءوالفقهاء، أنّ ابن مسعودٍ كان لا يكتب المعوّذتين في مصحفه، فلعلّه لم يسمعهما منالنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يتواتر عنده، ثم لعلّه قد رجع عن قوله ذلك إلىقول الجماعة؛ فإنّ الصحابة رضي اللّه عنهم كتبوهما في المصاحف الأئمّة، ونفّذوهاإلى سائر الآفاق كذلك، وللّه الحمد والمنّة.

بارك الله فيكِ أختي ونفع بكِ، نفس الملحوظات على التلخيص السابق وأضيف لكِ بعض الملحوظات العامة :
1: استخلاص المسائل هي أولى خطوات التلخيص الجيد ، وإغفال هذه الخطوة يُفقد التلخيص حقيقته.
2: نحنُ لا نضع الرموز في صيغة التلخيص ، وإنما أمام قائمة المسائل لنتعرف على مواضعها من التفسير لكن عند التلخيص نذكر اسم المفسر صراحةً.
3: المسائل الخلافية نحرر الأقوال تحتها بهذه الطريقة :
القول الأول : .......... وذكره فلان.
الدليل :
القول الثاني : ........ وذكره فلان.
ودليله أو حجتهم ...
والراجح كذا .....
4: نبهتُ على بعض مسائل الآيات الثلاثة الأولى وأرجو مع تقدمك في دورة أنواع التلخيص أن تتمكني من استخلاص باقي مسائل الآيات وتلخيص تفسير سورة الناس أحد التطبيقات المطلوبة في الدورة ، فأرجو أن تحرصي عليها.



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 25 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 17 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 15 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 13 / 15
___________________
= 80 %


وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 3 صفر 1437هـ/15-11-2015م, 08:38 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي استدراك على مجلس المذاكرة (2) : مهارة "تحرير أقوال المفسّرين"

1: مرجع الضمير في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)} التكوير.
يرجع الضمير إلى القرآن.قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
واستدل ابن كثير بقوله تعالى: "وماتنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمعلمعزولون".

2: المراد بالاسم الموصول "ما" في قوله تعالى: (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) الانشقاق.
فيه معنيان:
المعنى الأول:
ألقت ما في بطنها من الأموات وتخلّت منهم، قاله مجاهدٌ وسعيدٌوقتادة كما نقله ابن كثير ،وذكره السعدي والأشقر.
قال السعدي: "فإنَّهُ ينفخُ فيالصورِ، فتخرُجُ الأمواتُ من الأجداثِ إلى وجهِ الأرضِ".
المعنى الثاني:
أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنَ الكنوزِ، وَطَرَحَتْهُمْ إِلَى ظَهْرِهَا، ذكره السعدي والأشقر.
قال السعدي: " تخرِجُ الأرضُ كنوزَهَا، حتَّى تكونَ كالأسطوانِ العظيمِ، يشاهدهُ الخلقُ،ويتحسرونَ على ما همْ فيه يتنافسونَ.

3: المراد بالشاهد والمشهود في قوله تعالى: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) ) البروج.
اختلف المفسّرون في ذلك :
أولا: ذكر ابن كثير الأقوال الآتية:
الأول: الشاهد: يوم الجمعة ومشهود: يوم عرفة
لحديث أبي هريرة قال: قالرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (({واليوم الموعود}: يوم القيامة، {وشاهدٍ}: يومالجمعة، وما طلعت شمسٌ ولا غربت على يومٍ أفضل من يوم الجمعة، وفيه ساعةٌ لايوافيها عبدٌ مسلمٌ يسأل اللّه فيها خيراً إلاّ أعطاه إيّاه، ولا يستعيذ فيها منشرٍّ إلاّ أعاذه، {ومشهودٍ}: يوم عرفة))..

الثاني: الشاهد: يوم الجمعة، ومشهود: يوم القيامة

الثالث: الشّاهد: هومحمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، والمشهود: يوم القيامة. قاله ابن عبّاسٍ ثمّ قرأ: "ذلك يومٌ مجموعٌله النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ". نقله ابن جرير.

وقاله الحسن بن عليٍّ ، واستدل بقوله :"الشّاهد: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ قرأ: {فكيف إذا جئنا من كلّأمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}.والمشهود: يوم القيامة، ثمّ قرأ: {ذلك يومٌمجموعٌ له النّاس وذلك يومٌ مشهودٌ}. وهو قول الحسن البصريّ.
الرابع: الشّاهد: ابنآدم، والمشهود: يوم القيامة، قاله مجاهدٌ وعكرمة والضّحّاك.

الخامس: الشّاهد: محمّدٌ صلّى اللّهعليه وسلّم، والمشهود: يوم الجمعة، قاله عكرمة.

السادس: الشّاهد:اللّه، والمشهود: يوم القيامة. قاله عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عبّاسٍ
السابع: الشّاهد: الإنسان، والمشهود: يوم الجمعة. قاله مجاهد عن ابن عبّاسٍ ورواه ابن أبيحاتمٍ.
الثامن:الشّاهد: يوم عرفة، والمشهود: يوم القيامة. قاله مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ

التاسع : يوم الذّبح ويوم عرفة. يعني الشّاهد والمشهود.قاله سفيان الثّوريّ عن مغيرةعن إبراهيم.

العاشر: الشّاهد: اللّه. والمشهود: نحن. قاله سعيد بن جبير، وتلا:"وكفى باللّه شهيداً".

ثانيا: ذكر السعدي أنه يشملَ كلَّ منِ اتصفَ بهذا الوصفِ أي: مُبصِر ومُبْصَر، وحاضِر ومحضورٍ، وراءٍ ومَرئي.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 5 صفر 1437هـ/17-11-2015م, 09:17 AM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي استدراك واجب مجلس المذاكرة (1) : مهارة "استخلاص مسائل التفسير"

المجموعةالأولى:
1: تفسير قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآإِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا(52)} الشورى.
*المسائل التفسيرية:
-مرجع الضمير في "وكذلك" أو متعلق اسم الاشارة . س
-مرجع الضمير في أوحينا. س
-سبب تسمية القرآن روحا. س

2:
تفسيرقوله تعالى:{ حـمۤ (1) وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ (2) إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍإِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) } الدخان.
* المسائل التفسيرية من تفسير السعدي:
-المقسم به والمقسم عليه.
-مرجع الضمير في "أنزلناه".
-معنى مباركة.
-المراد بالليلة في الآية.
-فضل ليلة القدر.
-متعلق اسم الفاعل منذرين.
-مرجع الضمير "فيها".
-معنى يفرق.
-المراد بالأمر الحكيم.
*المسائل الاستطرادية من تفسير السعدي.
-نوع الكتابة في ليلة القدر وما يكتب فيها.
-دلالة الكتابة القدرية على كمال علم الله تعالى وإتقانه.

3: تفسير قولهتعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَارُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) ) الملك.
*المسائل المتعلقة بالآية:
-المناسبة بين الآيتين.ك
-المناسبة بين هذه الآية والتي تليها. س
*المسائل التفسيرية:
-معنى زينا.س
-هيئة السماء بعدما زينت بالكواكب. ش
-سبب تسمية الكواكب بالمصابيح. ش
-المراد بالسماء الدنيا.س
-المراد بالمصابيح.ك + س
-مرجع الضمير-هاء الغائب- في "وجعلناها". ك+س+ش
-متعلق الفعل أعتدنا.ك + ش
-السبب في استحقاق الشياطين عذاب السعير.س
-جزاء الشياطين. ش

*المسائل الاستطرادية:
-فوائد خلق النجوم. ك + س + ش
-لا منافاة بين تزيين السماء الدنيا بالنجوم وكونها فوق السموات.س




رد مع اقتباس
  #22  
قديم 5 صفر 1437هـ/17-11-2015م, 09:13 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي استدراك الأسبوع الثامن المجلس الثاني عشر: مجلس مذاكرة سور "الجن والمزمل والمدثر"

السؤال الأول: اذكرالمعنى اللغوي للمفردات التالية:-
أ: قددا.
-طرائق متعدّدةً مختلفةً وآراء متفرّقةً. ك
فِرَقاً مُتَنَوِّعَةً ومتفرقة وأهواءً متَفَرِّقَةً. متَبايِنَةً س + ش
ب: ناشئة الليل.
ساعاته وأوقاته، وكلّ ساعةٍ منه تسمّى ناشئةً، يُقالُ لقيامِ الليلِ: ناشئةٌ. إذا كانَ بعدَ نَومٍ.
ج: قسورة.
صائدٍ ورامٍ ، أو مِن أسَدٍ ونحوِه،وقيلَ: القَسورةُ بلِسانِ العرَبِ الأَسَدُ.

السؤال الثاني: فسّر قوله تعالى:-
أ: ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِإِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَكَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَآَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَوَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَاللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ (31)) المدّثر.
يخبر تعالى أنه ما جعل خزنة النار إلا ملائكة لشدتهم وقوتهم وذلك ردا على المشركين حين قالوا: أمَا لِمُحَمَّدٍ مِن الأعوانِ إلا تِسعةَ عشرَ؟ أفَيُعْجِزُكلَّمائةِ رجُلٍ منكم أنْ يَبْطِشُوا بوَاحدٍ منهم ثم يَخرجونَ مِن النارِ؟فنَزلتْ: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّامَلَائِكَةً" فلا يُطيقُ أحد الملائكةَ وهمأَقْوَمُ خلْقِ اللهِ بحَقِّهِ، والغضَبِ له، وأَشَدُّهم بَأْساً، وأَقواهُمبَطْشاً؟وإنّما بيّن الله تعالى عدّتهم أنّهم تسعة عشر اختبارًا للنّاس، ليَعْلَمَ مَن يُصَدِّقُ ومَن يُكَذِّبُ.ويَحْتَمِلُ أنَّ المرادَ: إلاَّ لعَذابِهم وعِقابِهم في الآخِرةِ، ولزيادةِنَكَالِهم فيها، والعذابُ يُسَمَّى فِتنةً، والأول أولى ويَدُلُّ عليه ما ذُكِرَ بعدَه في قولِه: {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَالَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً}؛ فإنَّ أهْلَ الكتابِ إذاوافَقَ ما عندَهم ازْدَادَ يَقينُهم بالحقِّ، والمؤمنونَ كلَّما أَنْزَلَاللَّهُ آيةً فآمَنُوا بها وصَدَّقوا ازْدَادَ إيمانُهم، ولِيَزُولَ عن أهل الكتاب والمؤمنين الرَّيْبُ والشَّكُّ، أو في أنَّ عِدَّةَ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ تِسعةَ عشَرَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌوهمالمنافقونَ وَالْكَافِرُونَ مَاذَاأَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًاأيَّ شيءٍ أرادَ بهذاالعددِ المستغرَبِ استغرابَ الْمَثَلِ.
قال اللّهتعالى: {كذلك يضلّ اللّه من يشاء ويهدي من يشاء} أي: من مثل هذا وأشباهه يتأكّدالإيمان في قلوب أقوامٍ، ويتزلزل عند آخرين، وله الحكمة البالغة، والحجّةالدّامغة.
{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}وخَزَنَةُ النارِ وإنْ كانوا تِسعةَ عشرَ فلهم مِن الأعوانِ والجنودِمِن الملائكةِ ما لا يَعلمُه إلا اللهُ سُبحانَه.
{وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىلِلْبَشَرِ}أيْ: وما سَقَرُ وما ذُكِرَ مِن عَددِخَزَنَتِها إلاَّ تَذكرةً ومَوعظةً يَتَذَكَّرَ بها البشَرُ ما يَنفَعُهم فيَفْعَلُونَه، وما يَضُرُّهمفيَتْرُكُونَه ليَعْلَموا كمالَ قُدرةِ اللهِ، وأنهلا يَحتاجُ إلى أعوانٍ وأنصارٍ.

السؤالالثالث:
أ: اذكر المراد بالمساجد في قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَاللَّهِ أَحَدًا (18)) الجن.
وردت عدة معاني في التفسير:
-الأول: المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيتالمقدس.قاله ابن عبّاسٍ وذكره عنه ابن كثير.
-الثاني: المساجِدَ التي هي أعْظَمُ مَحالَّ للعِبادةِ . ذكره السعدي والأشقر
-الثالث أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. قاله سعيد بن جبيرٍ وذكره عنه ابن كثير.
لحديثابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرتأن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتينوأطراف القدمين".
-الرابع:كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ . ذكره الاشقر.
ب: بيّن الحكمة من أمر النبي صلى الله عليه وسلمبقيام الليل.
أنّ قيام اللّيل هو أشدّ مواطأةً بين القلب واللّسان، وأجمع على التّلاوة؛ ولهذاقال: {هي أشدّ وطئًا وأقوم قيلا} أي: أجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهّمها من قيامالنّهار؛ لأنّه وقت انتشار النّاس ولغط الأصوات وأوقات المعاش.
فيكون أَقْرَبُ إلى تَحصيلِ مَقصودِ القرآنِ، وأَسَدُّ مَقَالاً وأَثْبَتُ قِراءةً، لحضورِ القلْبِ فيها ففي الليلتَقِلُّ الشواغِلُ ويَفْهَمُ ما يَقولُ ويَستقيمُ له أمْرُهلأنَّ الأصواتَ فيه هادئةٌ والدنيا ساكنةٌ.
ج: ما المقصود بالقرض الحسن؟
الإنفاق في سبيلِ الخيرِ بالنفَقَةِ على الأهلِوفي الجهادِ والزكاةِ المفتَرَضَةِويَدخُلُ في هذا الصدَقَةُ الواجبةُ والمُستحَبَّةُ. ويكون خالِصاً لوجْهِ اللَّهِ، بنِيَّةٍ صادِقَةٍ، وتَثْبِيتاً مِن النفْسِ ومالٍطَيِّبٍ.

د: بيّن مناسبة الأمر بالاستغفاربعد فعلالصالحات.
قال السعدي: أنَّ العبدَ ما يَخْلُو مِن التقصيرِ فيما أُمِرَ به، إمَّا أنْ لا يَفعَلَه أصْلاًأو يَفْعَلَه على وجْهٍ ناقِصٍ، فأُمِرَ بتَرقيعِ ذلك بالاستغفارِ؛ فإنَّ العبْدَيُذْنِبُ آناءَ الليلِ والنهارِ، فمتى لم يَتَغَمَّدْهُ اللَّهُ برَحْمَتِهومَغْفِرَتِه فإنه هالِكٌ.

السؤال الرابع: اذكرالأقوال مع الترجيح في تفسيرقوله تعالى:-
أ: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَبِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6)) الجن.
القول الأول:زادَ الجنُّ الإنسَ ذُعْراً وبَلاءً وضَعْفًا وخَوْفاً لَمَّا رَأَوْهُم يَستعيذونَ بهم ليُلْجِئُوهُم إلى الاستعاذةِ بهم، فكانَالإِنسِيُّ إذا نَزَلَ بوادٍ مَخُوفٍ قالَ: (أَعوذُ بسَيِّدِ هذا الوادِي مِنسُفهاءِ قومِه. وروي عن عبيد بنعميرٍ، ومجاهدٍ، وأبي العالية، والحسن، وسعيد بن جبيرٍ، وإبراهيم النّخعي،نحوهذكره ابن كثير، وذكر هذا القول السعدي والأشقر.
القول الثاني: زَادَالإنْسُ الجنَّ رَهَقاً؛ أي: طُغياناً وتَكَبُّراً لَمَّا رَأَوُا الإنسَيَعبُدُونَهم ويَستعِيذُونَ بهم. قالمجاهد: زاد الكفار طغيانا نقله عنه ابن كثير، وذكر هذا القول السعدي.
القول الثالث: {فزادوهم رهقًا} أي: إثمًا. قاله ابن عبّاس وقتادة وذكره ابن كثير.
القول الرابع:{فزادوهم رهقًا} أي: ازدادت الجنّ عليهمجرأةً، قالهالثّوريّ وذكره ابن كثير .
الراجح: القول الأول، والله أعلم.

ب: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِلَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ..(17)) الجن.
اختلف المفسّرون في معناها على قولين:
القول الأول:وأن لو استقام القاسطون علىطريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمرّوا عليها، {لأسقيناهم ماءً غدقًا} أي: كثيرًا. والمراد بذلك سعة الرّزق.
وعلى هذا يكون معنى قوله: {لنفتنهم فيه} أي: لنختبرهم، كما قال مالكٌ، عن زيد بنأسلم: {لنفتنهم} لنبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية؟.
قاله ابن عبّاسٍ و مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بنكعبٍ القرظيّوقتادة وكذا قال الضّحّاك.
ذكره عنهم ابن كثير واستدل لهذا القول:
بقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوامن فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوالفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96]
واختار هذا القول السعدي والأشقر.

القول الثّاني:{وأن لواستقاموا على الطّريقة} الضّلالة {لأسقيناهم ماءً غدقًا} أي: لأوسعنا عليهم الرّزقاستدراجًا، كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذافرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبونأنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55.
قاله أبو مجلز لاحق بن حميد وحكاه البغويّ عنالرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان.
ذكره عنهم ابن كثير وقال :وله اتجاه، ويتأيد بقوله: " لنفتنهم فيه".
وقال مقاتلٌ: فنزلت في كفّار قريشٍ حين منعوا المطر سبع سنين. ذكره ابن كثير.
الراجح: القول الأول، والله أعلم.

ج: (وَأَنَّهُ لَمَّاقَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)) الجن.
القول الأول:لمّا سمعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يتلوالقرآن كادَ الجنُّ يَكونونَ على رسولِ اللهِلِبَداً متراكمينَ، مِن ازدحامِهم عليه لسماعِ القرآنِ منه.
قاله ابن عبّاسٍ وهو مرويٌّ عن الزّبير بن العوّام، رضي اللّه عنهم ذكره ابن كثير ، وذكر هذا القول السعدي والأشقر.
القول الثاني: لمّا رأى الجن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي وأصحابه، يركعون بركوعهويسجدون بسجوده، قالوا: عجبوا من طواعية أصحابه له، قال: فقالوا لقومهم: " لمّا قامعبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدًا".قاله ابن عبّاسٍ، وهو مرويٌّ عن سعيدبن جبيرٍ ذكره ابن كثير.
القول الثالث: لمّا قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "لا إله إلّا اللّه" ويدعو النّاس إلى ربّهم، تلبّدت الإنس والجنّ على هذا الأمر ليطفئوه، فأبى اللّه إلّا أن ينصره ويمضيهويظهره على من ناوأه.قاله الحسن وقتادة، وهو مرويٌّ عن ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيدبن جبيرٍ، وقول ابن زيدٍ، واختيار ابن جريرٍ، وذكر هذا القول الأشقر.
.
الراجح: القول الثالث والله أعلم.


السؤال الخامس: استدلّلما يلي مما درست.
أ: الرسل لا تكون إلا من الإنس.
قوله تعالى:" قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً"

ب: حفظالوحي.
قال تعالى:" وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا".
ج: حكم قيام الليل.
قال تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ".
أَخْرَجَ أحمدُ, ومسلِمٌ, عن سعْدِ بنِ هِشامٍ قالَ: قلتُ لعائشةَ: أنْبِئِينِي عن قِيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قالتْ: ألسْتَ تَقرأُ هذه السورةَ:{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ قلتُ: بلى. قالتْ: فإنَّ اللهَ افْتَرَضَ قِيامَ الليلِ في أوَّلِ هذه السورةِ فقامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وأصحابُه حَوْلاً، حتى انْتَفَخَتْ أقْدَامُهم، وأَمْسَكَ اللهُ خاتِمَتَها في السماءِ اثْنَيْ عشرَ شَهْراً، ثم أَنزلَ التخفيفَ في آخِرِ هذه السورةِ، فصارَ قِيامُ الليلِ تَطَوُّعاً مِن بعدِ فَرْضِه.
د: خطر رفقةالسوء.
قال تعالى:" مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ"
والشاهد:" وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ"




السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسيرقوله تعالى:-
أ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَالْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَىالرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُتَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَيَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَالْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِالْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَبِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10)} الجن.
-عظمة القرآن وتأثيره في القلوب.
-إيمان الجن بالقرآن العظيم وإقرارهم بعظمته وبلاغته المعجزة.
-من هدايات القرآن العظيمة أنه يوصل صاحبه للرشاد.
-تعظيم الجن لربهم وتنزيهه عن الشريك والصاحبة والولد.
-أن السفيه هو من يقول على الله بلا علم.
-أهمية عبادة الاستعاذة بالله تعالى وحده ومن استعاذ بغير الله ازداد وهنا وضعفا وبلاء.
-حفظ الله تعالى للوحي وإيمان الجن بذلك.
-قدرة الجن وسرعتهم في استراق السمع بما شاء الله لهم.
-إيمان الجن بالقدر خيره وشره.
-أن أقدار الله تعالى فيها الخير وفيها الشر الذي لا يخلو من مصالح باطنة.
-كمال أدب الجن مع الله تعالى في عدم نسبة الشر إليه جل جلاله.





رد مع اقتباس
  #23  
قديم 11 صفر 1437هـ/23-11-2015م, 04:57 AM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي استدراك واجب محاضرة البناء العلمي

السؤال الأول: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ،ومثل لعناية العلماء به.
هي مرحلة مهمة جدا وهي لب التحصيل العلمي لطالبالعلم، فبعد أن يتم الطالب دراسة مختصر في العلم الذي يدرسه، وبعد أن يتم مهاراتالتأسيس العلمي يكون مؤهلا أن يبدء مرحلة البناء العلمي وغالبا ما تكون مرحلةالبناء العلمي في مسيرة العلماء وسبر أحوالهم وسبر سيرهم وسبر طرق طلبهم العلم،غالبا ما تكون مرحلة البناء في فورة نشاط الطالب وسنوات طلب العلم الذهبية، فترةالشباب وفترة أوائل الطلب، هذه هي السنة الذهبية للبنيان العلمي، من فرط في بناءهالعلمي وقت نشاطه وصحته، فإنه يصعب عليه أن يعوض ذلك فيما بعد.
من أهم سمات مرحلة البناء العلمي القدرة العالية على التصنيفالعلمي وسرعة التحصيل العلمي.
فيحسن الطالب دراسة مسائل التفسير على سبيل المثال،ودراسة مسائل علوم القرآن وأن يتعرف عليها على وجه الإجمال و يحسن دراسة المسائلويحسن التعرف عليها؛ التعرف على الأقوال فيها واستيعابها، وترتيبها، وتحريرالقول فيها لأن هذه المهارات هي مهارات تأسيس علمي.
ومن أمثلة عناية العلماء بالبناء العلمي:
-الإمام أحمد رحمه الله صاحب المسند، قال: (انتقيت المسند منسبعمائة ألف حديث، وخمسين ألف حديث)، كان له أصل علمي يكتب فيه هذه الأحاديث، لماأراد أن يكتب المسند ويؤلف المسند استخرج من هذا الأصل الذي لديه الذي كان يتضمنسبعمائة ألف حديث استخرج هذا المسند الذي يكون في نحو ثلاثين ألف حديث.
-إسحاق بنراهويه رحمه الله كان يقول: (كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفاأسردها)، و يستفاد من هذه المقولة أن له أصل يرجع إليه، وأيضا الفائدة الأخرى كثرة التردد عليه، كثرة مراجعته، لأنه لا يبلغهذه المرحلة التي يقول: (كأني أنظر إليها) إلا بكثرة المراجعة ومداومة النظر.

السؤال الثاني: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوعبمثال.
النوع الأول: أنيتخذ الطالب أصلا في العلم الذي يدرسه.
يتخذ كتابا من الكتب العلمية المعتمدة أصلا أو يتخذ أصلا من كتب عالم منالعلماء أو يتخذ أصلا يستفيده من كتب متعددة فيلخص مسائله ويجمعها وهذا كما فعلالسبكي في" جمع الجوامع " فإنه لخصه في نحو مائتي كتاب في أصول الفقه.
النوع الثاني: أن ينشئ طالب العلم لنفسهأصلا وهذا الأصل الذي ينشئه الطالب له أنواع فمنه أن يبني طالب العلم أصله من كتبعالم من العلماء، وتكون لديه معرفة حسنة بأقواله في المسائل ومنهجه في الاستدلال بل ويستفيدمن طريقته في المسائل التي درسها ويعملها في نظائرها في المسائل الأخرى.
مثال:مافعل أبو العباس ثعلب مع كتب الفراء وكما فعل شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وعبد الرحمنابن ناصر السعدي مع كتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وابن القيم رحمهالله تعالى.


السؤال الثالث: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
-المرحلة الأولى:دراسة مختصر في العلم : وهذا أصل مهم جدا أن يدرس مختصرا في هذا العلم .
والغرض من دراسة المختصر أمران :
أ : أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية فيذلك العلم.
ب : أن يكون على إلمامٍ عام بمسائله : يعني إلمام على وجه الإجمالبمسائل ذلك العلم
-المرحلة الثانية :الزيادة على هذا الأصل :هذا المختصر يزيد عليه الطالب بقراءة كتاب أوسعمنه قليلا.
حتى يستفيد فائدتين:
الفائدة الأولى : مراجعة الأصل الذي درسهبطريقة أخرى لأنه إذا درس كتاب آخر أوسع في المجال نفسه فإنه ستكون دراسته مراجعةللمسائل التي سبق أن درسها من وجه آخر وزيادة تفصيل عليها ، فائدة الزيادة أن فيها مراجعة لمسائل المختصر الأول وضبط لها.
الفائدةالثانية : زيادة تفصيل لها بعد أن يكون الطالب قد درس أبوابا من العلم وقطع شوطا فيدراسة التفسير.
المرحلة الثالثة: تكميل جوانب التأسيس (الطالب بعدأن يدرس المختصر ثم يدرس الزيادة عليه سيجد أن لديه بعض العلوم يحتاج أن يدرس فيهاعلى الأقل مختصرا واحدا حتى يكمل جوانب التأسيس لديه فمثلا الطالب الذي وجد لديهضعفا في بعض مسائل البلاغة – مسائل معرفة حروف المعاني في القرآن الكريم يحتاج أنيدرس مختصرا فيها –الذي لديه ضعفا في الإملاء يحتاج ان يلتحق بدورة مختصرة فيالإملاء الذي لديه ضعفا في الاشتقاق ومسائل الاشتقاق يحتاج أيضا أن يدرس مختصرا فيالاشتقاق وهذه المختصرات يكفيه وقت ليس بالطويل بإذن الله تعالى.
المرحلة الرابعة: قراءة كتابجامع في ذلك العلم أو اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه: مثلا في علوم القرآن بعد أنينهي المراحل المتقدمة لو قرأالاتقان للسيوطي أو البرهان للزركشي أو جمع بينهماوجمع ما يستفيده من مسائل ولخصه فإنه بإذن الله تعالى يكون قد درس دراسة وافية حسنةفي مسائل علوم القرآن ..وهذه الدراسة تفيده في تكوين ثروة علمية حسنة في هذا المجال.
المرحلة الخامسة: مرحلة القراءة المبوبة : المقصود بها سيجد الطالب أن العلم الذي يدرسهفيه أبواب علوم القرآن لها أبواب مثلا أبواب نزول القرىن أبواب الناسخ والمنسوخفضائل القرآن آداب تلاوة القرآن وأحكام القرآن لى غير هذه الأبواب ،قد يجد في أحدهذه الأبواب كتابا قيما مؤلفا قيما في هذا الباب يعتبر عمدة فيقرأه قراءة حسنةواعية ويستفيد ويلخص مسائله ويضيفها لأصله قرأ كتابا آخر في آخر فيأخذه ويستفيدويلخص مسائله ويضيفها لأصله العلمي وهكذا بعد سنوات يجد أنه قد قرأ كتبا قيمة فيأبواب متفرقة بل قد يجد بعض الكتب فيها جوانب حسنة أو مسائل مهمة وتحرير علمي جيدأكثر من باب فيضع هذه المسائل حسب التصنيف العلمي وهذا يتطلب ان يكون لدى الطالبة قدرة عالية على التصنيف العلمي ومعرفة بمواضعالمسائل.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir