دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > مقدمات المفسرين > مقدمة تفسير القرطبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الثاني 1431هـ/11-04-2010م, 06:24 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي باب تحذير أهل القرآن والعلم من الرياء وغيره

باب تحذير أهل القرآن والعلم من الرياء وغيره

قال الله تعالى: {واعبد وا الله ولا تشركوا به شيئا} وقال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
روى مسلم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت ليقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)).
وقال الترمذي في هذا الحديث: ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال: ((يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)) أبو هريرة اسمه عبد الله وقيل: عبد الرحمن وقال: كنيت أبا هريرة لأني حملت هرة في كمي فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما هذه؟)) قلت: هرة فقال: ((يا أبا هريرة)) قال ابن عبد البر: وهذا الحديث فيمن لم يرد بعمله وعلمه وجه الله تعالى.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من طلب العلم لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار)).
وخرج ابن المبارك في رقائقه عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار وحتى تخاض البحار بالخيل في سبيل الله تبارك وتعالى ثم يأتي أقوام يقرءون القرآن فإذا قرءوه قالوا: من أقرأ منا؟ من أعلم منا؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: ((هل ترون في أولئكم من خير؟)) قالوا: لا قال: ((أولئك منكم وأولئك من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار)).
وروي أبو داود والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها)). قال الترمذي: حديث حسن.
وروى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعوذوا بالله من جب الحزن)) قالوا: يا رسول الله وما جب الحزن؟ قال: ((واد في جهنم تتعوذ منه جهنم في كل يوم مائة مرة)) قيل: يا رسول الله ومن يدخله؟ قال: ((القراء المراءون بأعمالهم)). قال هذا حديث غريب.
وفي كتاب أسد بن موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في جهنم لواديا إن جهنم لتتعوذ من شر ذلك الوادي كل يوم سبع مرات وإن في ذلك الوادي لجبا إن جهنم وذلك الوادي ليتعوذان بالله من شر ذلك الجب وإن في الجب لحية وإن جهنم والوادي والجب ليتعوذون بالله من شر تلك الحية سبع مرات أعدها الله للأشقياء من حملة القرآن الذين يعصون الله)).
فيجب على حامل القرآن وطالب العلم أن يتقي الله في نفسه ويخلص العمل لله فإن كان تقدم له شيء مما يكره فليبادر التوبة والإنابة وليبتدئ الإخلاص في الطلب وعمله فالذي يلزم حامل القرآن من التحفظ أكثر مما يلزم غيره كما أن له من الأجر ما ليس لغيره روى الترمذي عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل الله في بعض الكتب _ أو أوحى _ إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر إياي يخادعون وبي يستهزئون لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران)).
وخرج الطبري في كتاب (آداب النفوس) حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا المحاربي عن عمرو بن عامر البجلي عن ابن صدقة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو من حدثه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: ((لا تخادع الله فإنه من يخادع الله يخدعه الله ونفسه يخدع لو يشعر)) قالوا: يا رسول الله وكيف يخادع الله؟ قال: ((تعمل بما أمرك الله به وتطلب به غيره واتقوا الرياء فإنه الشرك وإن المرائي يدعى يوم القيامة على رءوس الأشهاد بأربعة أسماء ينسب إليها يا كافر يا خاسر يا غادر يا فاجر ضل عملك وبطل أجرك فلا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له يا مخادع)).
وروى علقمة عن عبد الله بن مسعود قال: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم الكبير وتتخذ سنة مبتدعة يجري عليها الناس فإذا غير منها شيء قيل: قد غيرت السنة قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكثر أمراؤكم وقل أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين.
وقال سفيان بن عيينة: بلغنا عن ابن عباس أنه قال: "لو أن حملة القرآن أخذوه بحقه وما ينبغي لأحبهم الله ولكن طلبوا به الدنيا فأبغضهم الله وهانوا على الناس".
وروي عن أبي جعفر محمد بن علي في قول الله تعالى: {فكبكبوا فيها هم والغاوون} قال: قوم وصفوا الحق والعدل بألسنتهم وخالفوه إلى غيره.
وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في أثناء الكتاب إن شاء الله تعالى.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
باب, تحذير

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir