دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 12:29 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي فضل الصحابة رضي الله عنهم

وَأَصْحَابُهُ خَيْرُ أَصْحَابِ الأَنْبِياءِ عَلَيهِمُ الصلاة والسَّلامُ.

  #2  
قديم 30 ذو القعدة 1429هـ/28-11-2008م, 12:51 AM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن عثيمين

(12)

فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ
الصَّحَابِيُّ:


مَن اجْتَمَعَ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ مُؤْمِنًا بهِ، ومَاتَ على ذلكَ.
وأَصْحَابُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أفْضَلُ أصْحَابِ الأنْبِياءِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي)) الحديثَ، رَوَاهُ البُخَارِيُّ وغيرُهُ.
وأفْضَلُ الصحَابَةِ المُهَاجِرُونَ؛


لِجَمْعِهِم بينَ الهِجْرَةِ والنُّصْرَةِ، ثُمَّ الأنْصَارُ.
وأفضلُ المُهَاجِرِينَ الخُلَفَاءُ الأَرْبَعَةُ الراشِدُونَ: أَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، وعَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عنْهُم.

  #3  
قديم 4 ذو الحجة 1429هـ/2-12-2008م, 01:09 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن جبرين

أَصْحابُهُ لَهُم المِيزَةُ ولهم الفَضْلُ على مَنْ بَعْدَهُم.
وقدْ وَرَدَت الأدلَّةُ تَشْهَدُ بفضلِ الصَّحابةِ؛ منها قولُهُ تعالى:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[التَّوبة: 100]، ومنها قولُهُ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[الأنفال: 72] إلى قولِهِ تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[الأنفال: 74]، نَصٌّ في فضلِ المُهاجِرِينَ والأَنْصارِ، فالَّذينَ آوَوْا ونَصَرُوا هم الأنصارُ، والَّذينَ هاجَرُوا وجاهَدوا هم المهاجرونَ.
وذَكَرَهم اللهُ تعالى بِقولِهِ:
{لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ}[التَّوبة: 117].
وكذلكَ قَسَّمَهم إلى ثلاثةِ أقسامٍ في سورةِ الحَشْرِ في قولِهِ تعالى:
{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ}[الحشر: 8]، وقولِهِ تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ}[الحشر: 9]، ثمَّ قالَ تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ}[الحشر: 10].
فهذهِ آياتٌ اسْتَوْفَت الصَّحابةَ رَضِيَ اللهُ عنهم، وكلُّها شاهِدةٌ بِفَضْلِهم، ولوْ لمْ يَكُنْ مِنْ فضلِهم إلاَّ أنَّهم الَّذينَ سَبَقُوا إلى الإيمانِ، وصَدَّقُوا الرَّسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنَّهم فَازُوا بِصُحْبتِهِ وحَمَلُوا شَرِيعتَهُ، وتَعَلَّمُوا منهُ الأحكامَ ونَقَلُوا إلى الأمَّةِ ما تَحَمَّلُوهُ، ولَهُمْ فضلٌ على مَنْ بَعْدَهم؛ حيثُ إنَّهم حَفِظُوا هذهِ الشَّريعةَ.
هذا مِنْ جِهةٍ.
ومِنْ جِهةٍ ثانيَةٍ:
لا يُدْرَكُ فضلُهم فيها، وما بَذَلُوهُ مِن الأموالِ والأَنْفُسِ؛ حيثُ بَذَلُوا أموالَهم في سبيلِ اللهِ تعالى، ورَخُصَت عندَهم بلادُهم وأولادُهم وأحفادُهم وأقاربُهم، وكلُّ ما يَمْلِكُونَهُ أَنْفَقُوهُ كُلَّهُ في سبيلِ اللهِ تعالى.
ثمَّ قامُوا بالجِهادِ معَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلكَ بعدَهُ في عَهْدِ الخُلفاءِ الرَّاشِدِينَ، فَتَحَ اللهُ بِهِم القلوبَ، وفَتَحَ بِهِم البلادَ، وامْتَدَّتْ بِهِمْ رُقْعةُ الإسلامِ، وفَتَحُوا أَقاصِيَ البلادِ وأَدَانيَها، ودَعَوا إلى اللهِ تعالى، ودَخَلَ النَّاسُ في دِينِ اللهِ أَفْواجًا بسَبَبِ دَعْوتِهم، وإعانةِ اللهِ تعالى لَهُمْ وتَوْفِيقِهم، لا شكَّ أنَّ هذا لا يُدْرِكُهم فيهِ مَنْ بَعْدَهم، وهذا يَعُمُّهم جميعًا.
ومعلومٌ أنَّ هذا الَّذي أَثْنَى اللهُ بهِ عليهم ثابتٌ لهم، ووَعْدٌ مِن اللهِ تعالى، واللهُ لا يُخْلِفُ المِيعادَ. ولكنَّ الرَّافِضةَ يَدَّعُونَ أنَّهم ارْتَدُّوا بعدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا لمْ يُبَايِعُوا
عَلِيًّا، وجَحَدُوا الوَصيَّةَ المَزْعُومةَ؛ حيثُ يَدَّعُونَ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَّ على أنَّ عَلِيًّا هوَ الخَلِيفةُ بعدَهُ.

وقدْ ذَكَرَ اللهُ فَضْلَ السَّابِقِينَ الأوَّلِينَ،
وأنَّ فضلَ أَحَدِهم لا يُدْرِكُهُ مَنْ بَعْدَهم؛ ولهذا سَمَّاهم اللهُ السَّابِقِينَ الأوَّلِينَ؛ مِن المهاجِرِينَ والأنصارِ، وأَثْنَى عليهم.

فلا شكَّ أنَّ هذا دَليلٌ على تَفاضُلِهم، وأنَّ الَّذينَ هاجَرُوا وصَبَرُوا على الذُّلِّ وَالْقِلَّةِ والفَقْرِ، وصَبَرُوا على الشِّدَّةِ، ولَقُوا الأَذَى مِن المشرِكِينَ، وتَحَمَّلوا ذلكَ كلَّهُ، وتَحَمَّلوا مُفارَقةَ أبناءِ بلادِهم وأولادِهم، أليسَ هؤلاءِ أَفْضَلَ؟ لا شكَّ أنَّهم امْتازُوا على غيرِهم بمِيزَةٍ لا يُدْرِكُهم فيها غيرُهم.

  #4  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 10:44 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ صالح آل الشيخ

القارئ:
(فَصْلٌ

وَمُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم خَاتِمُ النّبِيّينَ وَسَيِّدُ المُرْسَلِينَ، لاَ يَصِحُّ إِيْمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يُؤْمِنَ بِرِسَالَتِهِ، وَيَشْهَدَ بِنُبُوَّتِهِ، وَلاَ يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ في القِيامَةِ إلاَّ بِشَفَاعَتِهِ، وَلاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ أُمَّةٌ إلاَّ بَعْدَ دُخُولِ أُمَّتِهِ.
صَاحِبُ لِواءِ الحَمْدِ وَ المَقَامِ المَحْمُودِ، وَالحَوْضِ المَوْرُودِ، وَهُوَ إِمَامُ النَّبِيينَ وَخَطِيبُهُمْ وَصَاحِبُ شَفَاعَتِهمْ، أُمَّتُهُ خَيْرُ الأُمَمِ وَأَصْحَابُهُ خَيْرُ أَصْحَابِ الأَنْبِياءِ عَلَيهِمُ الصلاة والسَّلامُ.
وَأَفْضَلُ أُمّتِهِ
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، ثُمَّ عُمَرُ الفَارُوقُ، ثُمَّ عُثْمَانُ ذُو النُّورَيْن، ثُمَّ عَليٌّ المُرْتَضَى، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، لِمَا روي عن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: ((كُنَّا نَقُولُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ: أَفْضَلُ هذِهِ الأمَّةِ بَعْدَ نَبيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثمَّ عَليٌّ، فَيَبْلُغُ ذَلِكَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ يُنْكِرُهُ)).
وَصَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ
عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ((خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ، وَلَو شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الثَّالِثَ)).
وَرَوَى
أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: ((مَا طَلَعَتِ شَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ بَعْدَ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ عَلَى أَفْضَلَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ)).
وَهُوَ أَحَقُّ خَلْقِ اللهِ بِالخِلافَةِ بَعْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لِفَضْلِهِ وَسَابِقتِهِ، وَتَقْدِيمِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ في الصَّلاةِ عَلَى جَميعِ الصَّحَابَةِ رضوان الله عليهم أجمعين، وَإِجْماعِ الصَّحَابةِ عَلَى تَقْدِيْمِهِ وَمُبَايَعَتِهِ، وَلَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَجْمَعَهُمْ عَلى ضَلاَلةٍ.
ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ
عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، لِفَضْلِهِ وَعَهْدِ أَبي بَكْرٍ إلَيْهِ.
ثُمَّ
عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِتَقْدِيمِ أَهْلِ الشُّورَى لَهُ.
ثُمَّ
عَليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِفَضْلِهِ وَإجْمَاعِ أَهْل عَصْرِهِ عَلَيْهِ.
وَهَؤُلاَءِ الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الأئمة المَهْدِيُّونَ الَّذِينَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِيهِمْ:
((عَلَيْكُم بسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيين مِنْ بَعْدِي، عضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّواجِذِ)).
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((الخِلاَفةُ بَعْدِي ثَلاَثُونَ سَنَةً)).
فَكَانَ آخِرَهَا خِلاَفَةُ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه.
وَنَشْهَدُ لِلْعَشْرَةِ بِالجَنَّةِ، كَمَا شَهِدَ لَهمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
((أَبُو بَكْرٍ في الجَنَّةِ، وعُمَرُ في الجَنَّةِ، وعُثْمَانُ في الجَنَّةِ، وعَليٌّ في الجَنَّةِ، وطَلْحَةُ في الجنَّةِ، والزُّبيرُ في الجَنَّةِ، وسَعْدٌ في الجَنَّةِ، وسَعِيدٌ في الجَنَّةِ، وعَبْدُ الرَّحمنِ بنُ عَوْفٍ في الجَنَّةِ، وأبُو عبيدةَ بنُ الجَرَّاحِ في الجَنَّةِ)).
وَكُلُّ مَنْ شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالجَنَّةِ شَهِدْنَا لَهُ بِها، كَقَوْلِهِ:
((الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ))، وَقَوْلِهِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ: ((إِنَّه مِنْ أَهْلِ الجَنَّة))).

الشيخ: ذكرَ في هذه الجملِ الكلامَ على معتقدِ أهلِ السّنّةِ والجماعةِ في صحابةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فهم يعتقدون أنَّ خيرَ هذه الأمَّةِ بعد نبيِّهَا -صلَّى اللهُ عليه وسلّم- هم صحابةُ رسول اللهِ صلى الله عليهِ وسلم؛ كما جاء ذلك في غيرِ ما حديثٍ أنَّ النَّبيَّ _ عليه الصلاةُ والسلام _ قال: ((خيرُ هذه الأمَّةِ قرني ثمَّ الَّذين يلونَهُم ثمَّ الَّذين يلونَهُم)) وهذا عامٌّ لكلِّ الصَّحابةِ، فكلُّ صحابيٍّ يثبت له هذا الفضلُ، فجنسُ الصَّحابةِ أفضلُ من جنسِ مَنْ بعدهم، والصَّحابةُ متفاوتون في الفضلِ.

  #5  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 10:46 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)

المَتْنُ: (وَأَصْحَابُهُ خَيْرُ أَصْحَابِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِم السلامُ).
الشَّرْحُ: وَأَصْحَابُهُ خَيْرُ أَصْحَابِ الأنبياءِ، أَصْحَابُ الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ خَيْرُ أَتْبَاعِ الأَنْبِيَاءِ.
والأَصْحَابُ: جَمْعُ صَاحِبٍ وَصَحَابِيٍّ.وَالصَّحَابِيُّ هوَ مَنْ لَقِيَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤْمِناً بهِ وَمَاتَ على ذلكَ.يَخْرُجُ بذلكَ مَنْ آمَنَ بالرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وَقْتِهِ وَلمْ يَرَهُ، كَالنَّجَاشِيِّ رَحِمَهُ اللهُ؛ فإِنَّهُ آمَنَ بالرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعَهُ، وَلكنَّهُ لمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا يُسَمَّى صَحَابِيًّا، وَإِنَّمَا يَكُونُ مِن التابعينَ.
وَكذلكَ مَنْ لَقِيَهُ وَاجْتَمَعَ بهِ وَلم يُؤْمِنْ بهِ، وَذلكَ كسائِرِ الكفَّارِ الذينَ رَأَوا النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْتَمَعُوا بهِ وَلكنَّهُم لمْ يُؤْمِنُوا بهِ، فَمُجَرَّدُ لُقْيَا النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكْفِي، لا بُدَّ معَ اللقيا من الإِيمانِ.
(مُؤْمِناً بهِ وَمَاتَ على ذلكَ). يَخْرُجُ بذلكَ مِنْ لَقِيَهُ وَآمَنَ بهِ ثمَّ ارْتَدَّ وَماتَ على الرِّدَّةِ؛ فإِنَّهُ تَبْطُلُ صُحْبَتُهُ، تَبْطُلُ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ: {ومَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
ولهذا يُذَادُ أَقْوَامٌ عَنْ حَوْضِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا وَرَدُوا، فيقولُ: ((يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي))، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَاذَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا بَعْدَكَ مُرْتَدِّينَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ.
فَمَن ارْتَدَّ عَن الإِسلامِ بَطَلَتْ صُحْبَتُهُ للرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَطَلَتْ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ، إِلاَّ أنْ يَتُوبَ إِلى اللهِ سبحانَهُ وَتَعَالَى.هذا هوَ الصحابيُّ. فصحابةُ الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُم الذينَ لَقُوهُ مُؤْمِنِينَ بهِ وَثَبَتُوا على ذلكَ إِلى وَفَاتِهِمْ، هؤلاءِ هُمْ صحابةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُم أفضلُ أصحابِ الأنبياءِ وَأَتْبَاعِ الأنبياءِ،وَذلكَ لِفَضْلِ نَبِيِّهِمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلفضلِ هذهِ الأُمَّةِ على الناسِ.قَالَ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسلامُ: ((خَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)). فَجَعَلَ قَرْنَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيرَ القرونِ، وَهذا يَشْمَلُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ.


  #6  
قديم 12 ذو الحجة 1429هـ/10-12-2008م, 10:47 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ :عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله ( مفرغ )

ولهذا قال : ((وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام)), وهذا أيضاً من خيرية هذه الأمة , فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم أفضل صحابة نبي.
ولهؤلاء الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم من الفضل العظيم ما يجب أن يجفظه كل مسلم ويثني عليهم به يحترمهم ويبجلهم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم))(1) كما ثبت عنه قوله : (( لا تسبوا أصحابي , فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً, ما بلغ مُدِّ أحدهم ولا نصيفه ))(2) وغيرهما من الأحاديث الكثيرة الواردة في فضائل الصحابة- رضي الله عنهم جميعاً - , وهي دالة على فضلهم وبذلهم إذ وفقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه في جميع المواقف ومنها ساعة العسرة , وتحملوا في سبيل الله تبارك وتعالى صنوف الأذى والعذاب والتنكيل ثم كان جهادهم في الفتوحات الإسلامية ونقل الرسالة والإرث النبوي إلى من بعدهم حتى وصلت إلينا هذه الدعوة بيضاء نقية .
ومن أعظم فضائل الصحابة أنهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه, ومن المعلوم أن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأجتمع به مؤمناً به وما على ذلك فيخرج بذلك من لقيه وهو كافر ثم لم يجتمع به بعد ذلك ولو آمن, ويخرج أيضاً من لقيه وهو مومن ثم ارتد ومات كافر ويخرج أيضاً من عاصره ولكن لم يلقه.
وهؤلاء الصحابة لهم أفضلية الصحبة التي لا يشاركهم بفيها أحد ممن جاء بعدهم مهما بلغ عمله, وهذا لا يتعارض مع حديث : (( فإن من ورائكم أيام الصبر, للعامل فيهن أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم . قالوا : يا رسول الله : منا أو منهم؟ قال: بل منكم))(3) لأنه قد يأتي بعد الصحابة ؛ من هو أكثر عملا من بعض آحاد الصحابة ولكن هذا العمل كله لا يبلغه درجة الصحبة ؛ لأن ذلك الصحابي نال أفضلية خاصة اسمها درجة الصحبة لا يبلغها ولا ينالها إلا من كان صحابياً.
أما من جاء بعدهم ولو عمل ما عمل فإنه لا ينال هذه الدرجة فهي منزلة عظيمة وهي درجة تشريف وفضل وأجر عظيم عند الله لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى , ومن ثم لا ينالها إلا من كان صحابياً أما من جاء بعدهم فقد يكون لـه من العمل العظيم ما ينال به أجراً كثيراً عند الله سبحانه وتعالى ولكنه لا يبلغ درجة الصحابي بحال.
ثم إن الشيخ رحمه الله تعالى بدا يقرر مسألة مهمة جداً تتعلق بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعقيدة أهل السنة فيهم, فإن عقيدة أهل السنة فيهم هي الترضيِّ عنهم جميعاً وأن الله رضي عنهم بنص كتابه , وأن منهم المهاجرين ومنهم الأنصار, وأن بعضهم أفضل من بعض بنص القرآن الكريم قال تعالى : {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: من الآية10 ] فدل على أن بعضهم أفضل من بعض, لكن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لهم حق الصحبة ولا يجوز أن ننتقص أحداً منهم , بل يجب أن نترضى عنهم كلهم ونعرف فضلهم جميعاً .




(1) اخرجه البخاري كتاب الشهادات
(2) اخرجه البخاري كتاب فضائل الصحابة
(3) اخرجه ابو داود كتاب الملاحم والترمذي كتا التفسير وابن ماجه كتاب الفتن .


  #7  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 04:03 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي شرح لمعة الاعتقاد,الشيخ الغفيص

أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم خير الأصحاب
قال الموفق رحمه الله: [وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام] . أيضاً أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم أفضل أصحاب نبي، فإن للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أصحاباً، وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن مسعود في الصحيح: (ما من الأنبياء نبي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بهديه، ثم تخلف من بعدهم خلوف) فذكر عليه الصلاة والسلام أن كل نبي له أصحاب وحواريون. وهذا باعتبار الجنس، وإلا ففي حديث ابن عباس الثابت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر مقام العرض قال: (ورأيت النبي وليس معه أحد) وظاهر النص يدل على أن بعض الأنبياء لم يصدقهم أحد ولا أتباع لهم، مع أنه قال في حديث ابن مسعود : (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب).


  #8  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 04:03 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي

العناصر
فضل الصحابة رضي الله عنهم
- تعريف الصحابي
- أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أصحاب الأنبياء
- بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم


  #9  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 04:03 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي

الأسئلة
س1: عرف الصحابي.
س2: من أفضل الصحابة؟
س3: عدد بعض الفضائل العامة للصحابة رضي الله عنهم.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الصحابة, فضل

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir