دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 04:12 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }التغابن
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد الله نحمده و نستعينه و نستغفره و نستهديه من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له وليا مرشد
سورة التغابن سورة مدنية ومن خصائص السور المدنية انها تتحدّث عن المعاملات، والعبادات، والأمور الدنيويّة الّتي تخصّ الإسلام ، و تتطرّق الآيات المدنيّة إلى دعوة أهل الكتاب ومجادلتهم، ومخاطبتهم للدخول في الإسلام، عن طريق الإقناع والترغيب، ففي الآية نجد تسلية للمؤمن و ما يصابه به في الدنيا من شقاء و مصائب (و قيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا ; فبين الله تعالى أن ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل ، يقتضي هما أو يوجب عقابا عاجلا أو آجلا فبعلم الله وقضائه . القرطربي )
الاعراب اللفظي لبعض كلمات الآية الكريمة
1- نجد (ما) نافية
ما النافية غير عاملة (نافية للجملة الفعلية):
تعمل اذا تلاها فعل ماض او فعل مضارع موفوع .
تأثيرها المعنوي :تنفي حدوث الفعل .
تأثيرها الاعرابي : لاتؤثر في اعراب الفعل الذي بعدها .
و منها اذا دخلت (ما) على فعل ماض
-قال تعالى :(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون).
-قال تعالى :(اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم ...).
- والله ماطلعت شمس ولا غربت
الا وذكرك مقرون بانفاسي
-لعمرك مااهويت كفي لريبة
ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
في الآيات السابقة و الأشعار نجد ما نافية غير عاملة (نافية للجملة الفعلية ) تلاها فعل ماض .
معنى المصيبة:
أولا: في اللغة: الصوب مثل الصيب وتقول صابه المطر وصوبت الفرس إذا أرسلته في الجري والصواب ضد الخطأ واستصوبه واستصابه وأصابه رآه وأصابته مصيبة فهو مصاب والصابة والمصيبة ما أصابك من الدهر وكذلك المصابة والمصوبة بضم الصاد والتاء للداهية أو للمبالغة والجمع مصاوب ومصائب، الأخير على غير قياس ( لسان العرب)
يُقَالُ مُصِيبَة، ومَصُوبَة، ومُصَابَة، والجمعُ مَصَايِب، ومَصَاوِب. وَهُوَ الْأَمْرُ الْمَكْرُوهُ ينْزِل بالإنسانِ(
ثانيا: في الاصطلاح: يقول الجرجاني:*(المصيبة ما لا يلائم الطبع كالموت ونحوه).
*وقال المناوي: (المصيبة اسم لكل ما يسوء الإنسان)وقال الكلبي:*(المصيبة … ما يصيب من الشر)[ منبر الفكر ] <المقالات و البحوث العلمية )
أنواع المصائب:و المصائب على ثلاثة انواع مصائب تصيب الناس و الارض مثل الكوارث و الزلازل و الفيضانات و امثالها كالطوفان لقوم نوح. قال الله تعالى: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ» (العنكبوت، 29 / 14).
و مصائب تصيب الناس دون الارض
كالموت و الأمراض و نقصان المال و الانفس قال تعالى ﴿وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأَموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ﴾ [البقرة: 155]
و مصائب تصيب قوم دون اخرين والسبب فيها مختلف حسب حال الشخص فمن كان كافرا معاندا فتكون المصيبة من باب العقوبة والقصاص كما حل بقارون «فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ» (القصص، 28 / 81)
فقوله تعالى ( ما أصاب من مصيبة ) أصاب فعل ماضي مبني على الفتح ( من مصيبة ) جار و مجرور لفظاً مرفوعا محلا لفاعل اصاب ( إلا) اداة استثناء و تفيد الحصر ، و قوله ( باْذن الله ) متعلقان بأصاب ولفظ الجلالة مضاف إليه. ففي الآية تسلية للمؤمن الصادق في إيمانه المخبت لربه المستسلم له بجميع جوارحه بان لن يصاب بمصيبة من قول او فعل في نفسه او في ابنه او في ماله او في أهله او في ارضه فهي بأمر من الله تعالى و علمه ، و متى ما علم المؤمن بان لن يصاب بمصيبة الا بعلم من الله تعالى يجعله يرضى بل يسعد لانه يعلم ان كل ما يصاب به فهو خير له كما قال صلى الله عليه وسلم (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.فصبره على البلاء فيه مافيه من التكفير لذنوبه و رفع درجاته وهذا و الله لهو الخير العظيم الذي يجعل المؤمن المغمس في البلاء في هذه الدنيا ان جاء يوم القيامة ورى ما عوضه الله عليه من النعيم بسبب ما اصابه من البلاء يتمنى ان لم ينعم في هذه الدنيا قط
ثم قال تعالى ( و من يُؤْمِن بالله يهدي قلبه )
( وَ) الواو حرف استئناف (مِنْ) اسم شرط مبتدأ (يُؤْمِنْ) مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط (بِاللَّهِ) متعلقان بالفعل (يَهْدِ) مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة والفاعل مستتر (قَلْبَهُ) مفعول به والجملة جواب الشرط لا محل لها من الاعراب وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من. وجملة من.. استئنافية لا محل لها من الاعرابي ولها معنى متعلق بما قبله ،
و الايمان هو ما وقر في القلب و صدقه العمل
الإيمان بمعنى التّصديق: ومنه قول الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)،[6] أي: لست بمُصدِّقٍ لنا على فَرَض كنا صادقين
و الهداية نوعان هداية توفيق و الهام لما يحب الله ويرضاه
و هداية الدلالة و الارشاد
و معنى ( و من يُؤْمِن بالله يهدي قلبه ) و من كان في جميع احواله مصدقا بان الله هو اللطيف الكريم الجبار المطلع لاحوال عباده المصلح لها فان ذاك الايمان يورث في قلبه راحة وطمانينة بكل ما يصيبه و من يُؤْمِن بالله في السراء يهدي قلبه الى الثبات و الصبر و الاحتساب عند البلاء و من يُؤْمِن بالله الكريم الرحيم فان الله سيهدي قلبه عند المصائب و سيعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه و ما اخطئه لم يكن ليصبه حتى انك لتجد صاحب المصيبة الكبيرة و في وجهه البشر و الراحة و انك لتتعجب من الحالة التي هو فيها و من الطمأنينة التي غاشيته رأيت في مرة امرأة كنت جالسة بجوارها بالمستشفى و في يديها رضيع حاملته و الدموع لا تكاد تتوقف من عينها و هي تردد الحمدلله الحمد لله الحمدلله فعند سؤالها عن سبب بكاءها فإذا هي تقول ان ابنتها قد فارقت الحياة وهي التي تحملها و تنتظر الانتهاء من إجراءات المستشفى ، سبحان الله من الذي الهم المرأة الثكلى في لحظة موت ابنتها ان تحمد الله؟ انه الله عز وجل و من يُؤْمِن بالله يهدي قلبه و يصلح باله ، و تجد من اذا أصيب بمصيبة يمن الله عليه بمن يرشده بالسلوك الحسن الذي يقربه الى الله من قول كالتسبيح ﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾ [طه: 130] او فعل كصلاة او عمرة فإنها أمور و هدايات من الرحيم الكريم تعين المؤمن على تحمل و الرضى بما اصابه في هذه الحياة الدنيا
(وَاللَّهُ) لفظ الجلالة مبتدأ (بِكُلِّ) متعلقان بعليم (شَيْءٍ) مضاف إليه (عَلِيمٌ) خبر والجملة استئنافية ،
(و الله بكل شيء عليم) و الله عز وجل عليم بما اصاب الانسان و عليم بما في قلبه الايمان و الصدق قال صلى الله عليه وسلم ( ان الله لا ينظر الى صوركم و لكن ينظر الى قلوبكم ) فالله عليم بما وقر في قلب الانسان من الصدق و التوكل و الاحسان في العمل فيهدي قلبه عند حلول المصائب الى ما يجعلها نعمة و رفع للدرجات لا الى ما يحبط عمله من التسخط و الاستعلاء و التولي و القنوط ﴿قالَ وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالّونَ﴾ [الحجر: 56] نسأل الله السلامة و العافية من الضلال و الغواية و نسأله ان يُرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يُرينا الباطل باطل و يرزقنا اجتنابه و لا يجعله مشتبها علينا فنضل. الحمد الله و الصلاة و السلام على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir