دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 جمادى الأولى 1431هـ/5-05-2010م, 08:39 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الطهارة: الباب الرابع: صفة الوضوء

الباب الرابع: في الوضوء
الفصل الأول: في صفة الوضوء
الفرع الأول: في فرائضه وكيفيته
5142 - (د س ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال عبد خير: «أتانا عليّ - رضي الله عنه - فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع بالطّهور وقد صلى؟ ما يريد إلا ليعلّمنا، فأتي بإناء فيه ماء، وطست، فأفرغ من الإناء على يمينه، فغسل يديه ثلاثا، ثم تمضمض واستنثر ثلاثا، فمضمض ونثر من الكفّ الذي يأخذ فيه، ثم غسل وجهه ثلاثا، وغسل يده اليمنى ثلاثا، وغسل يده الشّمال ثلاثا، ثم جعل يده في الإناء، فمسح برأسه مرّة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا، ورجله الشّمال ثلاثا، ثم قال: من سرّه أن يعلم وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو هذا».
وفي رواية قال: «صلّى عليّ الغداة، ثم دخل الرّحبة، فدعا بماء، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست، قال: فأخذ الإناء بيده اليمنى، فأفرغ على يده اليسرى، وغسل كفّيه ثلاثا، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء، فتمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا... [ثم ساق] قريبا من حديث أبي عوانة، يعني الرواية الأولى،قال: ثم مسح رأسه: مقدّمه ومؤخّره مرة... ثم ساق الحديث نحوه».
وفي أخرى قال: «رأيت عليّا - رضي الله عنه - أتي بكرسيّ، فقعد عليه، ثم أتي بكوز من ماء، فغسل يده ثلاثا، ثم تمضمض مع الاستنشاق [بماء واحد]..» وذكر الحديث.
وفي رواية زرّ بن حبيش: أنه سمع عليّا وسئل عن وضوء النّبي -صلى الله عليه وسلم-... فذكر الحديث، وقال: «ومسح رأسه حتى لمّا يقطر، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «رأيت عليّا توضأ، فغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه واحدة، ثم قال: هكذا توضّأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية أبي حيّة - [وهو ابن قيس الهمداني الوداعي] - قال: «رأيت عليّا توضأ... فذكر وضوءه كلّه ثلاثا ثلاثا، قال: ثم مسح رأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: إنما أحببت أن أريكم طهور رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية ابن عباس قال: «دخل عليّ عليّ بن أبي طالب وقد أهراق الماء، فدعا بوضوء، فأتيناه بتور فيه ماء، حتى وضعناه بين يديه، فقال: يا ابن عبّاس، ألا أريك كيف كان يتوضّأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قلت: بلى، قال: فأصغى الإناء على يديه فغسلهما، ثم أدخل يده اليمنى، فأفرغ بها على الأخرى، ثم غسل كفّيه، ثم تمضمض واستنشق، ثم أدخل يديه في الإناء جميعا، فأخذ بهما حفنة من ماء فضرب بها على وجهه، ثم ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه ثم الثانية، ثم الثالثة مثل ذلك، ثم أخذ بيده اليمنى قبضة من ماء، فصبّها على ناصيته، فتركها تستنّ على وجهه، ثم غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثا ثلاثا، ثم مسح رأسه وظهور أذنيه، ثم أدخل يديه جميعا فأخذ حفنة من ماء، فضرب بها على رجله، وفيها النّعل، ففتلها بها وفي نسخة: فغسلها بها - ثم الأخرى مثل ذلك، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، [قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلت وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين]» هذه روايات أبي داود.
وأخرج النسائي الرواية الأولى.
وله في أخرى عن الحسين بن عليّ قال: «دعاني أبي علي بوضوء، فقرّبته له، فبدأ فغسل كفّيه ثلاث مرات، قبل أن يدخلهما في وضوئه، ثم مضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم اليسرى كذلك، ثم مسح برأسه مسحة واحدة ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين [ثلاثا]، ثم اليسرى كذلك، ثم قام قائما، فقال: ناولني، فناولته الإناء الذي فيه فضل وضوئه، ثم شرب من فضل وضوئه قائما، فعجبت، فلما رآني، قال: لا تعجب، فإني رأيت أباك النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يصنع مثل ما رأيتني صنعت، يقول لوضوئه هذا وشرب فضل وضوئه قائما».
وفي أخرى له قال: «رأيت عليّا توضأ، فغسل كفّيه ثلاثا، وتمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هذا وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وله في أخرى عن أبي حيّة قال: «رأيت عليا توضأ، فغسل كفيه حتى أنقاهما، ثم تمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل قدميه إلى الكعبين، ثم قام فأخذ فضل طهوره، فشرب وهو قائم، ثم قال: أحببت أن أريكم كيف كان طهور النبي -صلى الله عليه وسلم-».
وله في أخرى عن عبد خير عن عليّ «أنه أتي بكرسيّ فقعد عليه، ثم دعا بتور فيه ماء، فكفأ على يديه ثلاثا،ثم مضمض واستنشق بكفّ واحد ثلاث مرات، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، وأخذ من الماء، فمسح برأسه - وأشار شعبة مرة من ناصيته إلى مؤخّر رأسه، ثم قال: لا أدري أردّهما أم لا؟ - وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: من سرّه أن ينظر إلى طهور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا طهوره».
وفي أخرى عن عبد خير قال: «شهدت عليّا دعا بكرسيّ،فقعد عليه، ثم دعا بماء في تور، فغسل يديه ثلاثا، ثم مضمض واستنشق بكفّ واحد ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا ثلاثا، ثم غمس يده في الإناء فمسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: من سرّه أن ينظر إلى وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا وضوؤه».
وفي رواية الترمذي عن أبي حيّة قال: «رأيت عليّا توضأ، فغسل كفّيه حتى أنقاهما.. وذكر الرواية مثل رواية النسائي التي فيها ذكر إنقاء الكفين..، وقال فيها الترمذي: ومسح برأسه مرة».
وله في أخرى [عن عبد خير] مثله، وفيه «فإذا فرغ من طهوره أخذ من فضل طهوره بكفّه فشربه».

5143 - (خ م د س) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال حمران مولى عثمان: «إن عثمان دعا بإناء، فأفرغ على كفّيه ثلاث مرار، فغلسهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضمض، واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه،ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضّأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلّى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه، غفر له ما تقدّم من ذنبه» أخرجه البخاري ومسلم.
ولهما روايات تتضمّن فضل الوضوء بغير تفصيل الوضوء تجيء في «كتاب الفضائل» من حرف الفاء.
وفي رواية لمسلم: «أن عثمان توضأ بالمقاعد، فقال: ألا أريكم وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ثم توضّأ ثلاثا ثلاثا».
زاد في رواية: «وعنده رجال من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية أبي داود مثله، إلا أنه قال: «وغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم اليسرى مثل ذلك».
وله في أخرى قال: «رأيت عثمان توضّأ... فذكر نحوه، ولم يذكر المضمضمة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ هكذا، وقال: من توضّأ دون هذا كفاه، ولم يذكر أمر الصلاة».
وله في أخرى عن ابن أبي مليكة قال: «رأيت عثمان بن عفّان، يسأل عن الوضوء، فدعا بماء، فأتي بميضأة، فأصغى على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء، فتمضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا، وغسل يده اليسرى ثلاثا، ثم أدخل يده فأخذ ماء، فمسح برأسه وأذنيه، فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة، ثم غسل رجليه، ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ».
وله في أخرى عن أبي علقمة: «أن عثمان بن عفّان دعا بماء، فتوضأ، فأفرغ بيده اليمنى على [يده] اليسرى، ثم غسلهما إلى الكوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثا،قال: ومسح برأسه، ثم غسل رجليه، وقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ مثل ما رأيتموني توضأت.. ثم ساق الحديث».
وله في أخرى عن شقيق بن سلمة قال: «رأيت عثمان بن عفّان غسل ذراعيه بالماء ثلاثا ثلاثا، ومسح رأسه ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل هذا».
وفي رواية النسائي عن حمران مثل الرواية الأولى، إلا أنه قال: «ثم غسل كلّ رجل من رجليه ثلاث مرات».
وله في أخرى مثل رواية أبي داود، وقال فيها: «واستنشق... وقال: ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثا، ثم اليسرى مثل ذلك».

5144 - (خ م ط د س ت) عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري - رضي الله عنه -: قيل له: «توضأ لنا وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعا بإناء، فأكفأ منه على يديه، فغسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده فاستخرجها، فغسل وجهه ثلاثا، ثم أدخل يده فاستخرجها، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين، ثم أدخل يده فاستخرجها، فمسح برأسه، فأقبل بيديه وأدبر، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-».
وفي رواية «فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه».
وفي رواية قال: «أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخرجنا له ماء في تور من صفر، فتوضأ، فغسل وجهه ثلاثا، ويديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، فأقبل به وأدبر، وغسل رجليه» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية للبخاري: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين مرتين».
ولمسلم «أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمضمض، ثم استنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويده اليمنى [ثلاثا]، والأخرى ثلاثا، ومسح رأسه بماء غير فضل يديه، وغسل رجليه حتى أنقاهما».
وفي رواية «الموطأ» قال: قال له يحيى المازني: هل تستطيع أن تريني كيف كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ قال: «نعم، فدعا بوضوء، فأفرغ على يديه، فغسل يديه مرتين مرتين، ثم مضمض واستنثر ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين،ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه».
وفي رواية أبي داود مثل «الموطأ» إلا أنه قال: «فأفرغ على يديه فغسل يديه، ثم تمضمض واستنثر ثلاثا... الحديث».
وله في أخرى بهذا الحديث، قال: «فمضمض واستنشق من كفّ واحدة، يفعل ذلك ثلاثا.. ثم ذكر نحوه».
وله في أخرى «أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... فذكر وضوءه، قال: ومسح رأسه بماء غير فضل يديه، وغسل رجليه حتى أنقاهما».
وأخرج النسائي رواية «الموطأ».
وفي رواية الترمذي «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدّم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه».
وله في أخرى «أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ، وأنه مسح رأسه بماء غير فضل يديه، وفي أخرى: بما غبر فضل يديه» قال الترمذي: والأول أصح.
وله في أخرى: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، وغسل رجليه».
وللنسائي في أخرى «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ فغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه مرتين، وغسل رجليه مرتين، ومسح برأسه مرتين».

[شرح الغريب]
الكوعين: الكوع: مفصل ما بين الزند والكف.
غبر: الغابر: الباقي.

5145 - (د) المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فلما بلغ مسح رأسه، وضع كفّيه على مقدّم رأسه، فأمرّهما حتى بلغ القفا، ثم ردّهما إلى المكان الذي بدأ منه».
وله في أخرى قال: «أتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوضوء، فتوضأ، فغسل كفّيه ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا، ثم مسح برأسه،وأذنيه ظاهرهما وباطنهما».
وفي أخرى قال: «ومسح بأذنيه: ظاهرهما وباطنهما».
زاد هشام: «وأدخل أصابعه في صماخ أذنيه» أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
صماخ الأذن: ثقبها.

5146 - (س) أبو عبد الله سالم سبلان [بن عبد الله النصري] - رحمه الله - قال - وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره -: «فأرتني كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ: فتمضمضت واستنثرت ثلاثا، وغسلت وجهها ثلاثا، ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثا، واليسرى ثلاثا، ثم وضعت يدها في مقدّم رأسها،ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخّره، ثم أمرّت يدها بأذنيها ثم مرّت على الخدّين». وقال سالم: وكنت آتيها مكاتبا - ما تختفي مني - فتجلس بين يديّ، وتتحدّث معي، فجئتها ذات يوم، فقلت: ادعي لي بالبركة يا أمّ المؤمنين، قالت: وما ذاك؟ قلت: أعتقني الله، قالت: بارك الله لك، وأرخت الحجاب دوني، فلم أرها بعد ذلك اليوم. أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
المكاتب: العبد إذا اشترى نفسه من سيده بمال يؤديه إليه.

5147 - (د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: «أن رجلا أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، كيف الطّهور؟ فدعا بماء في إناء، فغسل كفيه ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه، فأدخل إصبعيه السبّاحتين في أذنيه،ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسبّاحتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا أو نقص، فقد أساء وظلم - أو ظلم وأساءه». أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي مختصرا قال: «جاء أعرابيّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يسأله عن الوضوء؟ فأراه: ثلاثا [ثلاثا] ثم قال: هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدّى وظلم».

[شرح الغريب]
السباحتين: السباحة والمسبحة: الإصبع السبابة، سميت بذلك لأنه يشار بها عند التسبيح والتهليل والتحميد، ونحو ذلك.
أساء وظلم: أساء الأدب بتركه السنة والتأدب بآداب الشرع، وظلم نفسه بما نقصها من حقها الذي فوته من الثواب بترداد المرات في الوضوء.

5148 - (خ د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنه توضأ فغسل وجهه، وأخذ غرفة من ماء، فتمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء، فجعل بها هكذا - أضافها إلى يده الأخرى - فغسل بها وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء فرشّ على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى، فغسل بها رجله - يعني اليسرى- ثم قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ». أخرجه البخاري.
وله في أخرى قال: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرة مرة» لم يزد على هذا.
وفي رواية أبي داود قال: قال لنا ابن عباس: «أتحبّون أن أريكم كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ؟ فدعا بإناء فيه ماء فاغترف غرفة بيده اليمنى، فتمضمض واستنشق، ثم أخذ أخرى فجمع بها يديه، ثم غسل وجهه، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ أخرى فغسل بها يده اليسرى، ثم قبض قبضة من الماء، ثم نفض يده، ثم مسح رأسه وأذنيه، ثم قبض قبضة أخرى من الماء فرش على رجله اليمنى وفيها النعل، ثم مسحها بيديه: يد فوق القدم، ويد تحت النعل، ثم صنع باليسرى مثل ذلك».
وله في أخرى قال: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فتوضأ مرة مرة».
وله في أخرى: «أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ... فذكر الحديث كلّه - ثلاثا ثلاثا - قال: ومسح برأسه وأذنيه مسحة واحدة».
وفي رواية النسائي قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ: فغسل يديه: ثم تمضمض واستنشق من غرفة واحدة [وغسل وجهه]، وغسل يديه مرة مرة، ومسح برأسه وأذنيه مرة».
زاد في رواية: «وغسل رجليه».
وله في أخرى قال: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فغرف غرفة، فتمضمض واستنشق، ثم غرف غرفة فغسل وجهه، ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم مسح برأسه وأذنيه: باطنهما بالسّبّاحتين، وظاهرهما بإبهاميه، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى».

5149 - (د ت) الرّبيّع بنت معوّذ - رضي الله عنها -: قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتينا، فحدثتنا أنه قال: اسكبي لي وضوءا - فذكرت وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت فيه: فغسل كفيه ثلاثا، ووضّأ وجهه ثلاثا، ومضمض واستنشق مرة، ووضأ يديه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مرتين: بدأ بمؤخّر رأسه، ثم بمقدّمه، وبأذنيه كلتيهما: ظهورهما وبطونهما، ووضّأ رجليه ثلاثا ثلاثا».
وفي أخرى بهذا الحديث بغير بعض معانيه، قال فيه: «وتضمض واستنثر ثلاثا».
وفي أخرى: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ عندها، فمسح الرأس كلّه: من قرن الشعر، كلّ ناحية لمنصبّ الشعر، لا يحرك الشعر عن هيئته».
وفي أخرى قالت: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، قالت: فمسح رأسه، ومسح ما أقبل منه وما أدبر، وصدغيه، وأذنيه مرة واحدة».
وفي أخرى: «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه من فضل ماء كان في يديه».
وفي أخرى: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضّأ فأدخل إصبعيه في جحري أذنيه». هذه روايات أبي داود.
وفي رواية الترمذي: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه مرتين: بدأ بمؤخّر رأسه، ثم بمقدّمه، وبأذنيه كلتيهما: ظهورهما وبطونهما».
وأخرج أيضا الرواية التي فيها ذكر الصّدغين.

[شرح الغريب]
اسكبي: سكبت الماء: إذا صببته.
جحري أذنيه: جحر الأذن: ثقبها.

5150 - (س) القيسي - رضي الله عنه -: «أنه كان مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأتي بماء فقال علي يديه من الإناء، فغسلهما مرة، وغسل وجهه وذراعيه مرة مرة، وغسل رجليه بيمينه كلتيهما». أخرجه النسائي.
5151 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: «توضّأ للناس كما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضّأ، فلما بلغ رأسه غرف غرفة من ماء، فتلقاها بشماله، حتى وضعها على وسط رأسه حتى قطر الماء أو كاد يقطر، ثم مسح من مقدّمه إلى مؤخّره، ومن مؤخّره إلى مقدّمه».
أخرجه أبو داود، وقال: حدثنا محمود بن خالد: حدثنا الوليد في هذا الإسناد قال: «فتوضأ ثلاثا ثلاثا، وغسل رجليه بغير عدد».

5152 - (د) طلحة بن مصرّف: عن أبيه عن جده قال: «رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يمسح رأسه مرة واحدة، حتى بلغ القذال، وهو أول القفا». قال مسدّد: «مسح رأسه من مقدّمه إلى مؤخّره، حتى أخرج يديه من تحت أذنيه».
[قال مسدد: فحدّثت به يحيى، فأنكره] أخرجه أبو داود.

5153 - (ت د) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه -: قال «توضأ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: فغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا، ومسح برأسه، وقال: الأذنان من الرأس». قال حمّاد: لا أدري: «الأذنان من الرأس» من قول أبي أمامة، أم من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود: أنه ذكر وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: «وكان يمسح المأقين، قال: وقال: الأذنان من الرأس». قال حماد: [لا أدري]... الحديث.

5154 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح برأسه، وأذنيه: ظاهرهما، وباطنهما». أخرجه الترمذي.
5155 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رجلا جاء إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقد توضأ، وترك على قدمه مثل موضع الظّفر - فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ارجع، فأحسن وضوءك». أخرجه أبو داود.
5156 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «أخبرني عمر ابن الخطاب: أن رجلا توضأ، فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ارجع فأحسن وضوءك، قال: فرجع فتوضأ، ثم صلّى». أخرجه مسلم.
وقال أبو داود، عقيب حديث أنس: وقد روي عن معقل بن عبيد الله الجزري عن أبي الزبير عن جابر عن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه، قال: «ارجع فأحسن وضوءك».

5157 - (د) خالد بن معدان: عن بعض أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا يصلّي وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن يعيد الوضوء والصلاة». أخرجه أبو داود.
5158 - (خ م د س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: قال: «تخلّف عنّا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: ويل للأعقاب من النار - مرتين أو ثلاثا -». أخرجه البخاري، ومسلم.
وللبخاري: «وقد أرهقنا العصر».
وفي أخرى: «وقد حضرت صلاة العصر».
ولمسلم قال: «رجعنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، حتى إذا كنّا بماء بالطريق تعجّل قوم عند العصر، فتوضّؤوا وهم عجال، فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسّها الماء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء».
وفي رواية أبي داود، والنسائي: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رأى قوما وأعقابهم تلوح، فقال: ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء».

[شرح الغريب]
أرهقتنا: أرهقه يرهقه، أي: أغشاه، ورهقه الأمر يرهقه: إذا غشيه، أراد: أن الصلاة أدركنا وقتها وغشينا.
أسبغوا: إسباغ الوضوء: إتمامه، وإفاضة الماء على الأعضاء تاما كاملا، وزيادة على مقدار الواجب، وثوب سابغ، أي: واسع.

5159 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا لم يغسل عقبه، فقال: ويل للأعقاب من النار».
وفي أخرى: «أنه رأى قوما يتوضّؤون من المطهرة، فقال: أسبغوا الوضوء، فإني سمعت أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم- قال: ويل للعراقيب من النار». أخرجه البخاري، ومسلم.
وعند الترمذي، ومسلم: أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «ويل للأعقاب من النار».
قال الترمذي: وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار». وأخرج النسائي الثانية.

5160 - (م ط) قال أبو عبد الله سالم بن عبد الله - مولى شداد بن الهاد -: «دخلت على عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، يوم توفي سعد بن أبي وقّاص، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فتوضأ عندها، فقالت: يا عبد الرحمن: أسبغ الوضوء، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ويل للأعقاب من النار». أخرجه مسلم، والموطأ.
5161 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: «سئل عن المسح على العمامة؟ فقال: لا، حتى تمسح الشّعر بالماء». أخرجه الموطأ.
5162 - (د) ثوبان - رضي الله عنه -: قال: «بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سريّة، فأصابهم البرد، فلما قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرهم أن يمسحوا على العصائب والتّساخين». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
التساخين: التساخين: الخفاف، لا واحد لها، وقيل: واحدها: تسخان، وتسخين، قال حمزة الأصفهاني في كتاب الموازنة: وأما التسخان، فتعريب تشكن، وهو اسم غطاء من أغطية الرأس، كان العلماء والموابذة يأخذونه على رءوسهم خاصة دون غيرهم قال وجاء في الحديث ذكر لبس العمائم والتساخين، فقال من تعاطى تفسيره: هو الخف حيث لم يعرف فارسيته، والله أعلم.
والعصائب: أراد بالعصائب: العمائم، لأن الرأس يعصب بها.

5163 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، وعليه عمامة قطريّة، فأدخل يده من تحت العمامة فمسح مقدّم رأسه، ولم ينقض العمامة». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
قطرية: ثوب قطري، وبرد قطري، وهو ثوب أحمر له أعلام فيه بعض الخشونة، وقيل: البرود القطرية: حلل جياد تحمل من قبل البحرين، قال الأزهري: وفي البحرين قرية يقال لها: قطر.

5164 - (خ د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة». أخرجه البخاري، والترمذي.
وعند أبي داود، والنسائي: «ألا أخبركم بوضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فتوضأ مرة، مرة».

5165 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين، مرتين». أخرجه الترمذي، وأبو داود.
وقال الترمذي: «وقد روي عن أبي هريرة أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا».

5166 - (ت) ثابت بن أبي صفية: قال: قلت لأبي جعفر - وهو محمد الباقر- حدّثك جابر: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة، ومرتين ومرتين، وثلاثا وثلاثا؟ قال: نعم».
وفي رواية: قلت لأبي جعفر: حدثك جابر «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرة مرة؟ قال: نعم». أخرجه الترمذي، وقال: هذا أصح من الرواية الأولى.

5167 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا وثلاثا». أخرجه الترمذي.
5168 - (س) عبد الله بن حنطب: «أن ابن عمر توضأ ثلاثا ثلاثا. يسند ذلك إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي.
5169 - (س) أوس بن أبي أوس - رضي الله عنه -: قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استوكف ثلاثا». أخرجه النسائي.
[شرح الغريب]
استوكف يده ثلاثا: أي: غسلها ثلاثا، وهو استفعل، من وكف البيت: إذا قطر كأنه أخذ ثلاث دفع من الماء، وقيل: أراد به: بالغ في غسل اليد حتى وكف منها الماء، أي: قطر.

5170 - عبد الله بن زيد - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ مرتين، مرتين، وقال: هو نور على نور». أخرجه....
5171 - عثمان - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ثلاثا ثلاثا، وقال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي، ووضوء إبراهيم». أخرجه....
الفرع الثاني: في سنن الوضوء
الأول: السواك
5172 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسواك - وفي أخرى: لولا أن أشق على أمتي، أو على الناس - لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة». أخرجه البخاري.
وعند مسلم: «لولا أن أشق على المؤمنين - وفي رواية: على أمتي - لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».
وفي رواية الموطأ مثل الأولى، وقال في أخرى عن أبي هريرة أنه قال: «لولا أن يشقّ على أمته لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء».
وفي رواية أبي داود: «لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العشاء، وبالسّواك عند كل صلاة».
وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم الآخرة، وفي رواية النسائي مثله.

[شرح الغريب]
أشق: الأمر الشاق: الشديد الصعب على مباشره.

5173 - (د ت) يزيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، قال أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن -: فرأيت زيدا يجلس في المسجد، وإنّ السواك من أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، فكلّما قام إلى الصلاة استاك» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخّرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل، قال: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد، وسواكه على أذنه موضع القلم من أذن الكاتب، لا يقوم إلى الصلاة إلا استنّ ثم ردّه إلى موضعه».

[شرح الغريب]
استن: استن بالسواك: إذا تسوك به.

5174 - (خ م د س) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك».
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
وفي أخرى لمسلم «أنه كان إذا قام ليتهجّد».
وفي رواية النسائي قال: «كنا نؤمر بالسواك إذا قمنا من الليل: أن نشوص أفواهنا بالسواك».

[شرح الغريب]
يشوص: شاص فاه بالسواك يشوصه شوصا: إذا استاك به.
يتهجد: التهجد: القيام في الليل، من الهجود، وهو السهر، وهو النوم أيضا.

5175 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوضع له وضوؤه وسواكه،فإذا قام من الليل تخلّى، ثم استاك».
وفي رواية «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوّك قبل أن يتوضأ».أخرجه أبو داود.
وفي رواية مسلم عن شريح بن هانئ قال: «سألت عائشة: بأي شيء كان يبدأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك».
وأخرج أبو داود والنسائي رواية مسلم.

5176 - (س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب» أخرجه النسائي.
5177 - (خ م د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يستنّ بسواك بيده، ويقول: أع أع، والسواك في فيه، كأنه يتهوّع» أخرجه البخاري.
وعند مسلم قال: «دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وطرف السواك على لسانه».
وعند أبي داود قال: «أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نستحمله، فرأيته يستاك على لسانه».
قال أبو داود: قال سليمان: «دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يستاك، وقد وضع السواك على طرف لسانه، وهو يقول: إه إه - يعني: يتهوّع» قال مسدّد: كان حديثا طويلا اختصرته.
وعند النسائي قال: «دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يستنّ، وطرف السواك على لسانه، وهو يقول: عأ، عأ».

[شرح الغريب]
يتهوع: التهوع: التقيؤ، هاع يهوع هواعا: إذا تقيأ، والمراد به هاهنا: إقلاع النخامة من أقصى الحلق وإخراجها ليبصقها، ومن أراد ذلك فعل فعل من يريد أن يتقيأ.
نستحمله: الاستحمال: طلب شيء يركبه ويحمل عليه أثاثه وزاده، ونحو ذلك.

5178 - (خ س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد أكثرت عليكم في السواك». أخرجه البخاري.
وعند النسائي مثله، وفي نسخة: «لقد أكثرتم عليّ في السواك».

5179 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أراني في المنام أتسوّك، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت الأصغر منهما، فقيل لي: كبّر، فدفعته إلى الأكبر منهما».أخرجه البخاري ومسلم.
5180 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يستاك فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه. أخرجه أبو داود.
5181 - (د) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستاك فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه. أخرجه أبو داود.
الثانية: غسل اليدين
5182 - (م خ ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، فإنه لا يدري: أين باتت يده؟».
وفي رواية قال: «إذا استيقظ أحدكم فليفرغ على يده ثلاث مرات قبل أن يدخل يده في إنائه، فإنه لا يدري فيما باتت يده؟».
وفي رواية: «حتى يغسلها - ولم يقل: ثلاثا».
هذه روايات مسلم، وقد أدرج فيه روايات كثيرة على ما قبلها.
وقد أخرج البخاري هذا المعنى بزيادة قال: «إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه، ثم لينثر، ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده؟».
وهذه الزيادة التي ذكرها البخاري قد أخرجها مسلم أيضا مفردة هو والبخاري، ويرد ذكرها في الاستنثار.
وأخرج «الموطأ» رواية البخاري بزيادة، وأخرج أبو داود الرواية الأولى، وله وللترمذي «حتى يفرغ عليها مرتين أو ثلاثا».
ولأبي داود أيضا «فإنه لا يدري أين باتت [يده]؟ أو أين كانت يده تطوف؟» وأخرج النسائي الرواية الأولى، وهذا الحديث أول حديث في كتاب النسائي.وأخرج رواية الترمذي.

الثالثة: في الاستنثار والاستنشاق والمضمضة
5183 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من توضأ فليستنثر، ومن استجمر فليوتر».
وفي رواية عن أبي هريرة وأبي سعيد مثله، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة - يبلغ به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - قال: «إذا استجمر أحدكم فليستجمر وترا، وإذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر».
وفي أخرى: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء، ثم لينتثر».
وفي رواية «الموطأ» مثل الأولى.
وعند أبي داود قال: «إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء، ثم لينثر».
وأخرج النسائي رواية أبي داود، وقال: «في أنفه ماء، ثم ليستنثر».وأخرج الرواية الأولى أيضا.

[شرح الغريب]
الاستنثار: الامتخاط بعد إدخال الماء في الأنف.

5184 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدكم من منامه، فليستنثر ثلاث مرات، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه». أخرجه البخاري ومسلم.
هذا الحديث أخره الحميديّ وحده، وأخرج الذي قبله وحده، فجعلهما حديثين، وهما حديث واحد، ولعله إنما فرّق بينهما حيث لم يجئ في هذا الثاني ذكر الوضوء، وجاء في الأول على أن الوضوء قد جاء في رواية النسائى، قال: إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استيقظ أحدكم من منامه فليتوضأ، وليستنثر، فإن الشيطان يبيت على خيشومه» وحيث أفرده الحميديّ اقتدينا به وأشرنا إليه.

5185 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «استنثروا مرتين بالغتين، أو ثلاثا» أخرجه أبو داود.
5186 - (ت س) سلمة بن قيس - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأت فانتثر، وإذا استجمرت فأوتر». أخرجه الترمذي والنسائي.
5187 - (ت) عبد الله بن زيد [بن عاصم بن عمرو بن عوف المازني] - رضي الله عنه - قال: «رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مضمض واستنشق من كفّ واحد، فعل ذلك ثلاثا». أخرجه الترمذي.
5188 - (س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «دعا بوضوء، فمضمض، واستنشق، ونثر بيده اليسرى، ثم قال: هذا طهور نبي الله -صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي.
5189 - (د) طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: «دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ والماء يسيل من وجهه ولحيته على صدره، فرأيته يفصل بين المضمضة والاستنشاق». أخرجه أبو داود.
الرابعة: تخليل اللحية والأصابع
5190 - (ت)حسان بن بلال المزني: قال: «رأيت عمّار بن ياسر توضأ، فخلّل لحيته، فقيل له - أو قال: فقلت له -: أتخلّل لحيتك؟ قال: وما يمنعني؟ ولقد رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يخلّل [لحيته]» أخرجه الترمذي.

5191 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخلّل لحيته». أخرجه الترمذي.
5192 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء، فأدخله تحت حنكه، فخلّل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربي عز وجل» أخرجه أبو داود.
5193 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا توضأت فخلّل أصابع يديك ورجليك» أخرجه الترمذي.
5194 - (ت د) المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال: «رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ يدلك أصابع رجليه بخنصره» أخرجه الترمذي وأبو داود.
5195 - (ت س د) لقيط بن صبرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا توضأت فخلّل الأصابع».
أخرجه الترمذي، وزاد النسائي «وأسبغ الوضوء».
وفي رواية لهما قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: «أسبغ الوضوء، وخلّل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما».
وأخرجه أبو داود هذه الرواية الآخرة في آخر حديث طويل، وهو مذكور في كتاب اللواحق من آخر الكتاب.
ولأبي داود أيضا طرف منه، قال: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما».

الخامسة: في مسح الأذن
5196 - (د) الربيع بنت معوذ - رضي الله عنهما -: قالت: «إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأدخل إصبعيه في جحري أذنيه» أخرجه أبو داود.

5197 - (ط) نافع - مولى ابن عمر، رضي الله عنهم - قال: «كان ابن عمر يأخذ الماء بإصبعيه لأذنيه» أخرجه «الموطأ».
السادسة: إسباغ الضوء
5198 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: من رواية نعيم بن عبد الله المجمر عنه: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أمّتي يدعون يوم القيامة غرا محجّلين من آثار الوضوء» فمن استطاع منكم أن يطيل غرّته فليفعل.
وفي رواية قال: «رأيت أبا هريرة يتوضأ: فغسل وجهه، فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في السّاق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال لي: هكذا رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ» وقال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنتم الغرّ المحجّلون يوم القيامة: من إسباغ الوضوء» فمن استطاع منكم فليطل غرّته وتحجيله.
وفي أخرى «أنه رأى أبا هريرة يتوضأ، فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أمّتي يأتون يوم القيامة غرا محجّلين، من أثر الوضوء» فمن استطاع منكم أن يطيل غرّته فليفعل. أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم من رواية أبي حازم قال: «كنت خلف أبي هريرة، وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمدّ يده حتى تبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فرّوخ، أنتم ها هنا؟ لو علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي -صلى الله عليه وسلم- يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء».
وله روايات تتضمن ذكر الحوض، وسترد في ذكر الحوض في كتاب القيامة من حرف القاف.
وفي رواية النسائي مثل رواية مسلم، ولم يذكر قوله: «يا بني فرّوخ».

[شرح الغريب]
غرا محجلين: الغرة والتحجيل: بياض في وجه الفرس وقوائمه، وذلك مما يحسنه ويزينه، فاستعاره للإنسان وجعل أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين، كالبياض الذي هو للفرس، ولذلك قال بإسباغ الوضوء، فإنه يزيد التحجيل ويطيله.

5199 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أسبغوا الوضوء».
أخرجه النسائي، وهو طرف من حديث قد تقدّم في الفرع الأول.

5200 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: «والله ما خصّنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء دون الناس، إلا ثلاثة أشياء، فإنه أمرنا: أن نسبغ الوضوء، ولا نأكل الصدقة، ولا ننزي الحمر على الخيل». أخرجه النسائي، وللترمذي نحوه.
[شرح الغريب]
ننزي: نزا الذكر على الأنثى: إذا ركبها، وأنزيته أنا، يقال ذلك في الحافر والظلف والسباع.

السابعة: في مقدار الماء
5201 - (خ م ت د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصّاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمدّ».
وفي رواية «كان يغتسل بخمس مكاكيك، ويتوضأ بمكّوك».
وفي رواية: «بخمس مكاكيّ» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يجزئ في الوضوء رطلان من ماء».
وفي أخرى له: «أنه كان يتوضأ بالمكّوك، ويغتسل بخمس مكاكيك».
وأخرج النسائي الرواية الثانية، ورواية الترمذي الثانية.
وعند أبي داود قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ بإناء يسع رطلين، ويغتسل بالصاع».
وفي رواية قال: «يتوضأ بمكّوك» ولم يذكر «رطلين».

5202 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يغتسل بالصّاع، ويتوضأ بالمدّ» أخرجه أبو داود.
5203 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصّاع ويتطهر بالمدّ». أخرجه أبو داود.
5204 - (م ت) سفينة - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغتسل بالصاع، ويتوضأ المدّ».
وفي رواية: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغسّله الصّاع من الماء من الجنابة، ويوضّؤه المدّ» أخرجه مسلم.
وللترمذي قال: «إنه كان يتوضأ بالمدّ، ويغتسل بالصاع».

5205 - (د س) أم عمارة - رضي الله عنها -: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ، فأتي بإناء فيه ماء قدر ثلثي المدّ» أخرجه أبو داود.
وزاد النسائي: قال شعبة: «فأحفظ: أنه غسل ذراعيه، وجعل يدلكهما، ومسح أذنيه باطنهما، ولا أحفظ أنه مسح ظاهرهما».

5206 - (د) عبد الله بن زيد [بن عاصم] - رضي الله عنه - قال: «جاءنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأخرجنا له ماء في تور من صفر، فتوضأ». أخرجه أبوداود.
5207 - (ت) أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن للوضوء شيطانا يقال له: الولهان، فاتقوا وسواس الماء». أخرجه الترمذي.
الثامنة: المنديل
5208 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرقة ينشّف بها بعد الوضوء» أخرجه الترمذي.

5209 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه» أخرجه الترمذي.
التاسعة: الدعاء والتسمية
5210 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» أخرجه أبو داود.

5211 - (ت) رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب: عن جدته عن أبيها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه». أخرجه الترمذي.
5212 - أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من ذكر الله أول وضوئه، طهر جسده كلّه، وإذا لم يذكر الله، لم يطهر منه إلا مواضع الوضوء» أخرجه...
5213 - أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتوضأ، فسمعته يقول: اللهم اغفر لي ذنبي، ووسّع لي في داري، وبارك لي في رزقي». أخرجه...
الفصل الثاني: في الأحداث الناقضة للوضوء
الفرع الأول: في الخارج من السبيلين وغيرهما
[النوع] الأول: الريح
5214 - (ت م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا وضوء إلا من صوت أو ريح».
وفي رواية قال: «إذا كان أحدكم في المسجد فوجد ريحا بين أليتيه، فلا يخرج حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا» أخرجه الترمذي.
وفي رواية مسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج [منه شيء] أم لا، فلا يخرجنّ من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا».
وفي رواية أبي داود قال: «إذا كان أحدكم في الصلاة، فوجد حركة في دبره: أحدث أو لم يحدث، فأشكل عليه، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا».

5215 - (خ م د س) عبد الله بن زيد - رضي الله عنه - قال: «شكي إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- الرّجل يخيّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا».
أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
ولفظ البخاري: «[أنه] شكي إليه الرجل الذي يخيّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: لا ينفتل - أو لا ينصرف - حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا».
وفي رواية ذكرها رزين «إذا دخل أحدكم المسجد، فوجد شيئا بين أليتيه، فلا يخرج حتى يسمع فشيشها أو طنينها».

[شرح الغريب]
فشيشها: الفشيش: صوت خروج ريح من زق ونحوه، أراد: صوت الريح التي تخرج من الإنسان.

5216 - (د ت) علي بن طلق - رضي الله عنه - قال: «أتى أعرابيّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، الرّجل منّا يكون في الصلاة، فتكون منه الرّويحة، ويكون في الماء قلّة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهنّ، فإن الله لا يستحيي من الحقّ».
وفي أخرى قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعجازهنّ» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف، وليتوضأ، وليعد الصلاة».

5217 - أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أن أعرابيا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنا نكون بالفلاة، ومع أحدنا نطفة من ماء ليشربه، فتخرج منه الرّويحة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله لا يستحيي من الحق،من فسا فليتوضأ» أخرجه...
[شرح الغريب]
نطفة: النطفة: الماء القليل، وبه سميت نطفة الإنسان المني.

5218 - (خ م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ، فقال رجل من حضرموت: ما الحدث يا أبا هريرة؟ قال: فساء، أو ضراط».
وفي رواية قال: «لا وضوء إلا من حدث، قال له رجل أعجميّ: ما الحدث؟ قال: فساء أو ضراط».
وهذا طرف من حديث قد أخرجه الجماعة.

[النوع] الثاني: المذي
5219 - (خ م د س ط ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال محمد بن الحنفية: قال عليّ: «كنت رجلا مذّء، فاستحييت أن أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لمكان ابنته، فأمرت المقداد بن الأسود، فسأله، فقال: يغسل ذكره ويتوضأ» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري عن أبي عبد الرحمن السّلمي قال: «فأمرت رجلا يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: اغسل ذكرك وتوضأ».
ولمسلم عن ابن عباس قال: قال عليّ: «أرسلنا المقداد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأله عن المذي يخرج من الإنسان: كيف يفعل [به]؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: توضأ وانضح فرجك».
وفي رواية «الموطأ» عن المقداد «أن عليا أمره أن يسأل له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل إذا دنا من أهله، فخرج من المذي: ماذا عليه؟ قال عليّ: فإن عندي ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا أستحيي أن أسأله، قال المقداد: فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه بالماء، وليتوضأ وضوءه للصلاة».
وفي رواية أبي داود مثل«الموطأ».
وله في أخرى عن عروة عن علي بن أبي طالب «قال للمقداد...» فذكر نحو هذا، يعني: رواية «الموطأ» قال فسأله المقداد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليغسل ذكره وأنثييه».
وفي أخرى: لم يذكر أنثييه.
وله في أخرى قال: «كنت رجلا مذّاء، فجعلت أغتسل، حتى تشقّق ظهري، قال: فذكرت ذلك للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- - أو ذكر له - فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تفعل، إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك، وتوضأ وضوءك للصلاة، فإذا فضخت الماء فاغتسل».
وفي رواية الترمذي قال عليّ: «سألت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن المذي، فقال: من المذي الوضوء، ومن المني الغسل».
وأخرج النسائي رواية «الموطأ».
وله في أخرى قال: «كنت رجلا مذّاء، وكانت ابنة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- تحتي، فاستحييت أن أسأله، فقلت لرجل جالس إلى جنبي: سله، فقال: فيه الوضوء».
وفي أخرى قال: «قلت للمقداد: إذا بنى الرجل بأهله فأمذى ولم يجامع، فسل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؛ فإني أستحيي أن أسأله عن ذلك، وابنته تحتي، فسأله، فقال: يغسل مذاكيره، ويتوضأ وضوءه للصلاة».
وله في أخرى قال: «كنت رجلا مذّاء، فأمرت عمّار بن ياسر يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أجل ابنته عندي، فقال: يكفي من ذلك الوضوء».
وفي أخرى عن ابن عباس قال: تذاكر عليّ والمقداد وعمّار، فقال عليّ: إني امرؤ مذّاء، وإني أستحيي أن أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لمكان ابنته مني، فيسأله أحدكم، فذكر لي أنّ أحدهما - ونسيته - [سأله] فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ذلك المذي، إذا وجده أحدكم فليغسل ذلك منه، وليتوضأ وضوءه للصلاة أو كوضوء الصلاة».
وفي أخرى قال: «كنت رجلا - يعني مذّاء - فأمرت رجلا فسأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: فيه الوضوء».
وفي أخرى [قال]: «توضأ، وانضح فرجك».
وفي أخرى «فلينضح فرجه، وليتوضأ وضوءه للصلاة».
وفي رواية عن رافع بن خديج: «أن عليا أمر عمّارا أن يسأل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن المذي؟ فقال: يغسل مذاكيره ويتوضأ».

[شرح الغريب]
فضخت الماء: دفقته، والفضخ: الدفق.
بنى الرجل بأهله: إذا دخل بها، قال الجوهري: ولا يقال: بنى بأهله، وإنما يقال: بنى على أهله.

5220 - (د ت) سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: «كنت ألقى من المذي شدّة وعناء، وكنت أكثر منه الاغتسال، فسألت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فقال: إيما يجزيك من ذلك الوضوء، قلت: يا رسول الله، كيف بما يصيب الثوب منه؟ فقال: يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح به حيث ترى أنه أصاب من ثوبك» أخرجه أبو داود والترمذي.
5221 - (ط) - جندب - مولى عبد الله بن عياش بن ربيعة المخزومي: قال: «سألت عبد الله بن عمر عن المذي فقال: إذا وجدته فاغسل فرجك، وتوضأ وضوءك للصلاة». أخرجه «الموطأ».
5222 - (د) عبد الله بن سعد الأنصاري - رضي الله عنه - قال: «سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما يوجب الغسل؟ وعن الماء يكون بعد الماء؟ فقال: ذاك المذي، وكلّ فحل يمذي، فلتغسل من ذلك فرجك وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصلاة» أخرجه أبو داود.
5223 - (ط) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: «إني لأجده ينحدر مني مثل الخريزة، فإذا وجد ذلك أحدكم فليغسل ذكره، وليتوضأ وضوءه للصلاة - يعني المذي -» أخرجه «الموطأ».
[النوع] الثالث: القيء
5224 - (ت د) أبو الدرداء - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاء وكان صائما، فتوضأ، قال معدان: ولقيت ثوبان في مسجد دمشق، فسألته، فقال: صدق، وأنا صببت له وضوءه» أخرجه الترمذي، وأبو داود نحوه.

[النوع] الرابع: الدم
5225 - (ط) المسور بن مخرمة: «أنه دخل على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من الليلة التي طعن فيها، فأيقظ عمر لصلاة الصبح، فقال عمر: نعم، ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلى عمر، وجرحه يثعب دما». أخرجه «الموطأ».

[شرح الغريب]
يثعب: ثعبت الماء: إذا فجرته وأسلته.

5226 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- - يعني: في غزوة ذات الرّقاع - فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين، فحلف: أن لا أنتهي حتى أهريق دما من أصحاب محمد، فخرج يتبع أثر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فنزل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- منزلا، فقال: من رجل يكلؤنا؟ فانتدب رجل من المهاجرين، ورجل من الأنصار، فقال: كونا بفم الشّعب، فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب اضطجع المهاجريّ، وقام الأنصاريّ يصلّي، فأتى الرجل، فلما رأى شخصه عرف أنه ربيئة للقوم، فرماه بسهم، فوضعه فيه، ونزعه، حتى رماه بثلاثة أسهم، ثم ركع وسجد، ثم أنبه صاحبه، فلما عرف أنهم قد نذروا به هرب، فلما رأى المهاجريّ ما بالأنصاريّ من الدماء، قال: سبحان الله ! ألا أنبهتني أول ما رمى؟ قال: كنت في سورة أقرؤها، فلم أحبّ أن أقطعها». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فانتدب: الانتداب: الإجابة، يقال: ندبت فلانا لهذا الأمر، أي: بعثته عليه، فانتدب، أي: أجاب.
ربيئة: الربيئة: الذي يحفظ القوم، ويتطلع لهم خبر العدو لئلا يهجم عليهم.

الفرع الثاني: في لمس المرأة والفرج
[النوع] الأول: في لمس المرأة
5227 - (د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبّل امرأة من نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: فقلت لها: ومن هي إلا أنت؟ فضحكت».
وفي رواية «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبّلها ولم يتوضأ».
وفي رواية «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان يقبّل بعض أزواجه، ثم يصلّي ولا يتوضأ».
أخرج الأولى الترمذي، والثانية أبو داود، والثالثة النسائي.

5228 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: كان يقول: «قبلة الرجل امرأته وجسّها بيده من الملامسة، فمن قبّل امرأته أو جسّها بيده: فعليه الوضوء» أخرجه «الموطأ».
5229 - (ط) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال مالك: إنه بلغه: أن عبد الله بن مسعود، كان يقول: «من قبلة الرجل امرأته الوضوء» أخرجه «الموطأ».
5230 - (خ م) زيد بن خالد: «سأل عثمان بن عفّان، فقال: أرأيت إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن؟ فقال عثمان: يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره، وقال عثمان: سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسألت عن ذلك عليّ بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وأبيّ بن كعب، فأمروه بذلك، قال: وأخبرني أبو سلمة: أن عروة بن الزبير أخبره: أن أبا أيوب أخبره: أنه سمع ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». هذا لفظ البخاري.
وأما مسلم: فإنه أخرج الحديث إلى قوله: «قال عثمان: سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-». ثم قال: وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني أبي عن جدي عن الحسين بن ذكوان عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة: أن عروة بن الزبير أخبره: أن أبا أيوب أخبره: أنه سمع ذلك من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.

5231 - (خ م) أبي بن كعب - رضي الله عنه -: أنه قال: «يا رسول الله إذا جامع الرجل المرأة فلم ينزل؟ قال: يغسل ما مسّ المرأة منه، ثم يتوضأ ويصلّي» أخرجه البخاري.
وعند مسلم «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: في الرجل يأتي أهله، ثم لا ينزل،قال: يغسل ذكره ويتوضأ».
وفي أخرى له قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يصيب من المرأة، ثم يكسل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يغسل ما أصابه من المرأة، ثم يتوضأ ويصلّي».
هذه الرواية الثانية لم يذكرها الحميدي في كتابه.

[شرح الغريب]
يكسل: أكسل الرجل يكسل: إذا جامع ولم ينزل.

[النوع] الثاني: لمس الذكر
5232 - (د ت س) طلق بن علي اليماني - رضي الله عنه - قال: «قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه رجل كأنه بدوي، فقال: يا نبي الله، ما ترى في مسّ الرجل ذكره بعدما يتوضأ؟ فقال: وهل هو إلا مضغة منه - أو بضعة منه -؟» أخرجه أبو داود.
وأما الترمذي: فإنه لم يخرّج من الحديث إلا قوله: «وهل هو إلا مضغة منه - أو بضعة منه -؟» إلا أنه أخرجه في باب ترك الوضوء من مس الذكر.
وأما النسائي فإنه قال: «قدمنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، وصلّينا معه، فلما قضى الصلاة جاءه رجل.. وذكر الحديث».

[شرح الغريب]
مضغة: المضغة: قدر اللقمة من اللحم.
بضعة: البضعة: قطعة من اللحم أكبر من المضغة.

5233 - (ط د ت س) بسرة بنت صفوان - رضي الله عنها -: أنها قالت: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من مسّ ذكره فلا يصلّي حتى يتوضأ».أخرجه الترمذي.
وفي رواية «الموطأ» عن محمد بن عمرو بن حزم قال: سمعت عروة بن الزبير يقول: «دخلت على مروان بن الحكم، فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: من مسّ الذكر الوضوء، قال عروة: ما علمت هذا. فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان، أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ» وأخرج أبو داود والنسائي رواية «الموطأ».
وللنسائي نحوه، وفيه: «قال عروة: فلم أزل أماري مروان، حتى دعا رجلا من حرسه، فأرسله إلى بسرة،وسألها عمّا حدّثت من ذلك، فأرسلت إليه بسرة بمثل الذي حدّثني عنها مروان».
وأخرجه النسائي رواية الترمذي، وله في أخرى قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من مسّ فرجه فليتوضأ».
وفي أخرى: «إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ».

5234 - (ط) مصعب بن سعد بن أبي وقاص: قال: «كنت أمسك المصحف على سعد بن أبي وقاص، فاحتككت،فقال سعد: لعلك مسست ذكرك؟ قلت: نعم، قال: قم فتوضأ، فتوضأت، ثم رجعت». أخرجه «الموطأ».
5235 - (ط) نافع - مولى ابن عمر،رضي الله عنهم -: أن عبد الله بن عمر كان يقول: «إذا مسّ أحدكم ذكره، فقد وجب عليه الوضوء».
وفي رواية سالم قال: «رأيت أبي عبد الله بن عمر يغتسل، ثم يتوضأ فقلت: يا أبت، أما يجزيك الغسل من الوضوء؟ قال: بلى، ولكني أحيانا أمسّ ذكري، فأتوضأ».
وفي رواية قال: «كنت مع عبد الله بن عمر في سفر، فرأيته - بعد أن طلعت الشمس - توضأ ثم صلّى، فقلت له: إن هذه لصلاة ما كنت تصلّيها؟ فقال: إني بعد أن توضأت لصلاة الصبح مسست فرجي، ثم نسيت أن أتوضأ، فتوضأت، وعدت لصلاتي» أخرجه «الموطأ».

[شرح الغريب]
أحيانا: الأحيان: جمع حين، وهو مقدار من الزمان غير محدود.

5236 - [(ط) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما -: أنه كان يقول: «من مسّ ذكره فقد وجب عليه الوضوء» أخرجه «الموطأ» ملحقا].
الفرع الثالث: في النوم والإغماء والغشي
5237 - (م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال قتادة: قال أنس: «كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينامون، ثم يصلّون، ولا يتوضأون، قال: قلت: أسمعته من أنس؟ قال: إي والله» أخرجه مسلم.
وأخرجه الترمذي إلى قوله: «يتوضؤون».
وفي رواية أبي داود: «كانوا ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم، ثم يصلّون ولا يتوضؤون».
وأخرج أيضا بمعنى الأولى.
وقد تقدّم في كتاب الصلاة لهذا الحديث روايات عدّة للبخاري ومسلم والنسائي وأبي داود. فلم نعدها.

[شرح الغريب]
تخفق: خفق رأس الناعس من النوم: إذا مال على صدره.

5238 - (ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «كان ينام جالسا ثم يصلّي ولا يتوضأ» أخرجه «الموطأ».
5239 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وكاء السّه العينان، فمن نام فليتوضأ»، أخرجه أبوداود.
[شرح الغريب]
وكاء السه: الوكاء: ما يشد به رأس القربة ونحوها، والسه: الاست، وقيل: هي حلقة الدبر.

5240 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- نام وهو ساجد، حتى غطّ - أو نفخ -ثم قام يصلّي، فقلت: يا رسول الله، إنك قد نمت؟ قال: إن الوضوء لا يجب إلا على من نام مضطجعا، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله». أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يسجد، وينام وينفخ، ثم يقوم فيصلّي، ولا يتوضأ، فقلت له: صلّيت ولم تتوضأ وقد نمت؟ فقال: إنما الوضوء على من نام مضطجعا».
زاد في رواية «فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله».
قال أبو داود: قوله: «إنما الوضوء على من نام مضطجعا» حديث منكر، لم يروه إلا يزيد [أبو خالد] الدالاني عن قتادة، وروى أوّله له جماعة عن ابن عباس، ولم يذكروا شيئا من هذا، وقال: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- محفوظا.
وفي رواية النسائى قال: «صليت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فقمت عن يساره، فجعلني عن يمينه، فصلى، ثم اضطجع ورقد، فجاءه المؤذّن فصلى ولم يتوضأ».
هذا القدر طرف من قيام الليل، وقد تقدّم ذكره في كتاب «الصلاة» من حرف الصاد.

[شرح الغريب]
غط: الغطيط: صوت النائم.

5241 - (ط) زيد بن أسلم: أن عمر بن الخطاب قال: «إذا نام أحدكم مضطجعا فليتوضأ» أخرجه «الموطأ».
5242 - (خ م) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: قال: «دخلت على عائشة، فقلت لها: ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: بلى، ثقل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أصلّى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: أصلّى الناس؟ قلنا: لا،وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: ضعوا لي ماء في المخضب، قالت: ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء، فأغمي عليه،ثم أفاق، فقال: أصلّى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك يا رسول الله، قال: والناس عكوف [في المسجد] ينتظرون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاء الآخرة. الحديث لطوله» وسيجيء في ذكر وفاة النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ومرضه في كتاب «الموت» من حرف الميم، وفي فضائل أبي بكر في كتاب «الفضائل» من حرف الفاء.
أخرجه البخاري ومسلم.

[شرح الغريب]
مخضب: المخضب: المركن والإجانة.
لينوء: ناء ينوء: إذا نهض ليقوم.
عكوف: العكوف: جمع عاكف، وهو المقيم في المكان الذي لا يفارقه.

5243 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت في حديث الكسوف: «قمت حتى تجلاّني الغشي، وجعلت أصبّ فوق رأسي ماء، قال عروة: ولم تتوضأ».
هذا طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم.

الفرع الرابع: في أكل ما مسته النار
[النوع] الأول: في الوضوء منه
5244 - (م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه -: وجده عبد الله بن قارظ يتوضأ على [ظهر] المسجد، فقال: إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها، لأني سمعت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: «توضأوا مما مست النار» أخرجه مسلم والنسائي.
وفي رواية للنسائي: أن ابن عباس قال: «أتوضأ من طعام أجده في كتاب الله حلالا، لأن النار مسته، فجمع أبو هريرة حصى، فقال: أشهد عدد هذا الحصى: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: توضأوا مما مسّت النار».
وفي أخرى له مختصرا، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما مسّت النار».
وفي رواية الترمذي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما مست النار، ولو من أثوار أقط، فقال له ابن عباس: أنتوضأ من الدّهن؟ أنتوضأ من الحميم؟ فقال أبو هريرة: يا ابن أخي، إذا سمعت حديثا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا تضرب له مثلا».
وفي رواية أبي داود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الوضوء مما أنضجت النار».

[شرح الغريب]
أقط: الأقط: لبن جامد مستحجر.
أثوار: الأثوار: جمع ثور، وهو القطعة من الأقط.
الحميم: الماء الحار.

5245 - (م) عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - قال: سمعت عائشة تقول: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «توضأوا مما مست النار» أخرجه مسلم.
5246 - (د س) أبو سفيان بن سعيد بن المغيرة [بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني]: أنه دخل على أمّ حبيبة، فسقته قدحا من سويق، فدعا بماء، فمضمض، قالت: يا ابن أختي، ألا تتوضأ؟ إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «توضأوا مما غيّرت النار - أو قال: مما مست النار-» أخرجه أبو داود.
وأخرجه النسائي عن أبي سفيان بن سعيد بن الأخنس بن شريق، أنه دخل على أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- - وهي خالته - فسقته سويقا، ثم قالت له توضأ يا ابن أختي، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «توضؤوا مما مست النار».
وفي أخرى له: فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «توضأوا مما مست النار».

5247 - (س) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «توضأوا مما غيّرت النار» أخرجه النسائي.
5248 - (س) أبو طلحة - رضي الله عنه - أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «توضأوا مما أنضجت النار» وفي أخرى «مما غيّرت النار» أخرجه النسائي.
5249 - (س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «توضأوا مما مست النار» أخرجه النسائي.
[النوع] الثاني: في ترك الوضوء
5250 - (خ م ط د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكل كتف شاة وصلّى ولم يتوضأ».
أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري «أنه انتشل عرقا من قدر».
وفي أخرى «تعرّق النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كتفا».
ولمسلم «أنه أكل عرقا أو لحما، ثم صلى، ولم يتوضأ، ولم يمسّ ماء». وأخرج «الموطأ» الأولى.
وأخرج أبو داود الأولى، وله في أخرى «أكل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتفا، ثم مسح يده بمسح كان تحته، ثم قام فصلّى».
وفي أخرى «انتهس من كتف، ثم صلّى، ولم يتوضأ».
وفي رواية النسائي قال: «شهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكل خبزا ولحما، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ».

[شرح الغريب]
انتشل عرقا: العرق قد ذكر، وانتشاله: أخذه من القدر باليد، وأراد به هاهنا: عظما ذا لحم كان يطبخ في قدر.
تعرق ما على العظم من اللحم: إذا أكله.
انتهس: نهس اللحم، بسين غير معجمة، أخذه بمقدم الأسنان، وكذلك انتهسته، كذا قال الجوهري.

5251 - (خ م ت) عمرو بن أمية - رضي الله عنه -: أنه «رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحتزّ من كتف شاة في يده، فدعي إلى الصلاة، فألقى السّكين التي يحتزّ بها، ثم قام فصلّى، ولم يتوضأ».
وفي رواية «فألقاها والسكين التي [كان] يحتزّ بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ».
وفي أخرى «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكل ذراعا يحتزّ منها... وذكر الحديث».
وفي أخرى «يحتزّ من كتف يأكل منها، ثم صلى، ولم يتوضأ».
أخرجه البخاري ومسلم، وأخرج الترمذي الرواية الأخيرة.

5252 - (خ م) ميمونة - رضي الله عنها -: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أكل عندها كتفا، ثم صلّى ولم يتوضأ» أخرجه البخاري ومسلم.
5253 - (ط د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا معه، فدخل على امرأة من الأنصار، فذبحت له شاة، فأكل، وأتته بقناع من رطب، فأكل منه، ثم توضأ للظهر وصلى، ثم انصرف، فأتته بعلالة من علالة الشاة، فأكل، ثم صلى العصر، ولم يتوضأ». أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «قرّب للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- خبز ولحم، فأكل، ودعا بوضوء، فتوضأ، ثم صلّى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه، فأكل، ثم قام إلى الصلاة، ولم يتوضأ».
وفي رواية لأبي داود والنسائى قال: «كان آخر الأمرين من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك الوضوء مما غيّرت النار».
وأخرج «الموطأ» رواية أبي داود مرسلا عن محمد بن المنكدر قال: دعي لطعام، فقرّب إليه... وذكره.

[شرح الغريب]
بقناع: القناع: الطبق.
بعلالة: العلالة: بقية الشيء، والمراد به: بقية لحم الشاة، وقيل: العلالة: ما يتعلل به شيئا بعد شيء.

5254 - (م) أبو رافع - رضي الله عنه - قال: «أشهد لقد كنت أشوي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطن شاة، ثم صلى، ولم يتوضأ» أخرجه مسلم.
5255 - (ط) عبد الرحمن بن زيد الأنصاري - رضي الله عنه -: «أن أنس بن مالك قدم من العراق، فدخل عليه أبو طلحة وأبيّ بن كعب، فقرّب لهما طعاما، قد مسّته النار، فأكلوا منه، فقام أنس فتوضأ، فقال له أبو طلحة وأبيّ بن كعب: ما هذا يا أنس؟ أعراقيّة؟ فقال أنس: ليتني لم أفعل، وقام أبو طلحة وأبيّ بن كعب، فصلّيا ولم يتوضآ» أخرجه «الموطأ».
[شرح الغريب]
تربت يداه: هذا دعاء عليه بالفقر،من المتربة، أي: لصقت يده بالتراب، من الفقر، هذا هو الأصل، ثم صار يستعمل في مواقع التعجب من الإنسان والإنكار عليه، وإن لم يرد به الدعاء عليه.
وفى الشّعر: إذ كثر وطال.

5256 - (د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «ضفت النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فأمر بجنب فشوي، وأخذ الشّفرة، فجعل يحزّ لي بها منه، قال: فجاء بلال، فآذنه بالصلاة، قال: فألقى الشّفرة، وقال: ما له؟ تربت يداه، وقام يصلي».
زاد [محمد بن سليمان] الأنباري، وكان شاربي وفى، فقصّه [لي] على سواك - أو قال: أقصّه لك على سواك-. أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
تربت يداه: هذا دعاء عليه بالفقر، من المتربة، أي: لصقت يده بالتراب، من الفقر، هذا هو الأصل، ثم صار يستعمل في مواقع التعجب من الإنسان والإنكار عليه، وإن لم يرد به الدعاء عليه.
5257 - (س) زينب بنت أبي سلمة - رضي الله عنها -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكل كتفا، فخرج إلى الصلاة، ولم يمسّ ماء». أخرجه النسائي.

5258 - (د) عبيد بن ثمامة المرادي: قال: «قدم علينا مصر عبد الله بن الحارث بن جزء من أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فسمعته يحدّث في مسجد مصر، قال: لقد رأيتني سابع سبعة - أو سادس ستة - مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دار رجل، فمرّ بلال، فناداه بالصلاة، فخرجنا، فمررنا برجل، وبرمته على النار، فقال له النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: أطابت برمتك؟ قال: نعم، بأبي أنت وأمي، فتناول منها بضعة، فلم يزل يعلكها حتى أحرم بالصلاة وأنا أنظر إليه». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
البرمة: القدر.

5259 - (خ ط س) سويد بن النعمان - رضي الله عنه - قال: «خرجنا مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عام خيبر، حتى إذا كنا بالصّهباء - وهي من أدنى خيبر - صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العصر، فلما صلى دعا بالأطعمة، فلم يؤت إلا بالسّويق، فأمر به، فثرّي، وأكل وأكلنا، ثم قام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المغرب، فمضمض ومضمضنا، ثم صلّى ولم يتوضأ». أخرجه البخاري و«الموطأ» والنسائي.
5260 - (ط) ربيعة بن عبد الله [بن الهدير] - رحمه الله -: «أنه تعشّى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ثم صلى ولم يتوضأ» أخرجه «الموطأ».
5261 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله -: بلغه: «أن عليّ بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس: كانا لا يتوضّآن مما مست النار» أخرجه «الموطأ».
5262 -
5263 - (ط) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «رأيت أبا بكر الصديق أكل لحما، ثم صلى ولم يتوضأ» أخرجه «الموطأ».
5264 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرب لبنا فلم يمضمض، ولم يتوضأ، وصلّى» أخرجه أبو داود.
الفرع الخامس: في لحوم الإبل
5265 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: أن رجلا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: «إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ» قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: «نعم فتوضأ من لحوم الإبل» قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: «نعم» قال: أصلّي في مبارك الإبل؟ قال: «لا» أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
مرابض الغنم: موضع ربوضها، وهو الموضع الذي تكون فيه.
مبارك الإبل: موضع بروكها، وإنما نهى عن مبارك الإبل لما يعرض لها من النفار والاضطراب في أكثر أحوالها، وذلك مما يلهي المصلي ويشغله، أو يؤذيه بحركتها.

5266 - (د ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: «سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوضوء من لحوم الإبل، فقال: توضأوا منها، وسئل عن لحوم الغنم، فقال: لا توضأوا منها،وسئل عن الصلاة في مبارك الإبل، فقال: لا تصلّوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين، وسئل عن الصلاة في مرابض الغنم، فقال: صلّوا فيها، فإنها بركة» أخرجه أبو داود.
وأخرج الترمذي إلى قوله: «لا توضأوا منها».

الفرع السادس: في أحاديث متفرقة
5267 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: «بينما رجل يصلّي مسبل إزاره، قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اذهب فتوضأ، فذهب فتوضأ ثم جاء، فقال رجل: يا رسول الله، مالك أمرته أن يتوضأ؟ قال: إنه كان يصلّي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره» أخرجه أبو داود.

5268 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - قال: «كنّا لا نتوضأ من موطئ، ولا نكفّ شعرا ولا ثوبا» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
موطئ: الموطئ: ما يوطأ في الطريق من الأذى. أراد: أنهم كانوا لا يعيدون الوضوء من الأذى الذي يصيب أرجلهم، ولا كانوا يغسلونها منه.
لا نكف شعرا ولا ثوبا: أي: لا نقيها من التراب إذا صلينا صيانة لها عن التتريب، ولكن نرسلها فتقع على الأرض إذا سجدنا مع الأعضاء.

الفصل الثالث: في المسح على الخفين
الفرع الأول: في جواز المسح
5269 - (خ م ط د ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «كنت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقال: يا مغيرة، خذ الإداوة، فأخذتها، فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى توارى عنّي، فقضى حاجته وعليه جبّة شاميّة، فذهب ليخرج يده من كمّها، فضاقت، فأخرج يده من أسفلها، فصببت عليه، فتوضّأ وضوءه للصلاة، ومسح على خفّيه، ثم صلّى».
وفي رواية قال: «وضّأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمسح على خفّيه وصلّى».
وفي أخرى «أنّه انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجته، ثم أقبل، فتلقّيته بماء، فتوضأ، وعليه جبّة شاميّة، فمضمض، واستنشق، وغسل وجهه،فذهب يخرج يديه من كمّيه، فكانا ضيّقين، فأخرجهما من تحته فغسلهما، ومسح برأسه، وعلى خفيه».
وفي أخرى «أنه كان مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر، وأنه ذهب لحاجته، وأنّ المغيرة جعل يصبّ عليه، وهو يتوضأ، فغسل وجهه، ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين».
وفي أخرى «ذهب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لبعض حاجاته، فقمت أسكب عليه الماء - لا أعلمه إلا قال: في غزوة تبوك - فغسل وجهه وذهب يغسل ذراعيه، فضاق عليه كمّ الجبّة، فأخرجهما من تحت جبّته، فغسلهما، ثم مسح على خفّيه».
وفي أخرى: «كنت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأهويت لأنزع خفيه، فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما».
وفي أخرى: «كنت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة في مسير، فقال لي: أمعك ماء؟ فقلت: نعم فنزل عن راحلته يمشي، حتى توارى في سواد الليل، ثم جاء، فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل وجهه وعليه جبّة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها، حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفّيه، فقال: ... وذكر الحديث». أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم في أخرى «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفّين ومقدّم رأسه، وعلى عمامته».
وفي أخرى «توضأ، فمسح بناصيته، وعلى العمامة، وعلى الخفين».
وقد تقدّم لمسلم في «كتاب الصلاة» روايتان لهذا الحديث، وهما في «باب صلاة الجماعة». وأخرجه «الموطأ»، وقد تقدّمت روايته هنالك.
وفي رواية أبي داود قال: «كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ركبة، ومعي إداوة، فخرج لحاجته، ثم أقبل، فتلقّيته بالإداوة، فأفرغت عليه، فغسل كفّيه ووجهه، ثم أراد أن يخرج ذراعيه، وعليه جبة من صوف من جباب الرّوم ضيّقة الكمّين، فضاقت، فادّرعهما ادّراعا، ثم أهويت إلى الخفين لأنزعهما، فقال: دع الخفين، فإني أدخلت القدمين الخفين وهما طاهرتان، فمسح عليهما».
قال الشعبي: شهد لي عروة - يعني: ابن المغيرة - على أبيه، وشهد أبوه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وله في أخرى: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على الخفين [وعلى ناصيته]، وعلى عمامته».
وله في أخرى «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفّين، فقلت: يا رسول الله، نسيت؟ قال: بل أنت نسيت، بهذا أمرني ربي عز وجل».
وفي رواية الترمذي «أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ، ومسح على الخفين والعمامة» لم يزد على هذا القدر.
وفي رواية النسائى قال: «خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لحاجته، فلما رجع تلقّيته بإداوة، فصببت عليه، فغسل يديه، ثم غسل وجهه، ثم ذهب ليغسل ذراعيه، فضاقت به، فأخرجهما من أسفل الجبة، فغسلهما ومسح على خفيه، ثم صلى بنا».
وفي أخرى «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خرج لحاجته، فاتّبعه المغيرة بإداوة فيها ماء، فصبّ عليه حتى فرغ من حاجته، فتوضأ ومسح على خفيه».
وفي أخرى قال: «كنت مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقال: تخلّف يا مغيرة، وامضوا أيها الناس،، فتخلفت ومعي إداوة من ماء، ومضى الناس، فذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجته، فلما رجع ذهبت أصبّ عليه، وعليه جبّة روميّة ضيّقة الكمّين، فأراد أن يخرج يده منها، فضاقت عليه، فأخرج [يده] من تحت الجبة، فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه،ومسح على الخفين».
وفي أخرى له قال: «كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر فقرع ظهري بعصا كانت معه، فعدل، وعدلت معه، حتى أتينا كذا وكذا من الأرض، ثم سار حتى توارى عني، ثم جاء فقال: أمعك ماء؟ ومعي سطيحة لي، فأتيته بها فأفرغت عليه، فغسل يديه ووجهه، وذهب ليغسل ذراعيه، وعليه جبة شامية ضيقة الكمّين، فأخرج يده من تحت الجبة، فغسل وجهه وذراعيه، وذكر من ناصيته شيئا، وعمامته شيئا - قال ابن عون: لا أحفظ كما أريد - ثم مسح على الخفين، ثم قال: حاجتك؟ قلت: يا رسول الله، ليست لي حاجة، فجئنا وقد أمّ الناس عبد الرحمن بن عوف وقد صلى بهم ركعة من الصبح، فذهبت لأوذنه، فنهاني، فصلّينا ما أدركنا،وقضينا ما سبقنا».
وله في أخرى نحوها، وقال في آخره: «فألقاها على منكبيه، فغسل ذراعيه، ومسح بناصيته، وعلى العمامة، وعلى الخفين».
وقال في أخرى: «فأخرجهما من أسفل الجبة فغسلهما، ومسح على خفيه، ثم صلى بنا».
وله في أخرى «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ فمسح ناصيته، وعمامته، وعلى الخفين».

[شرح الغريب]
أّهويت: بيدي إلى الشيء: إذا مددتها إليه.
توارى: التواري: الاستتار.
ركبة: الركبة بالتحريك: أقل من الرّكب، والركب: أصحاب الإبل في السفر دون الدواب، وهم العشرة فما فوقها.
فادرعهما ادراعا: قال الخطابي: ادرعهما أي: نزع ذراعيه عن الكمين، وأخرجهما من تحت الجبة، ووزنه: افتعل، من ذرع، أي: مد ذراعيه، كما يقال: اذكر من ذكر.
قلت: وحقيقة ذلك من الذراع، وهو الساعد، والذرع: بسط اليد ومدها، أي: مد الذراع، والتذريع في المشي: تحريك الذراعين، فإذا بنيت افتعل من الذرع.
قلت: اذترع يذترع اذتراعا، فلما اجتمع الذال والتاء، والنطق بهما ثقيل أرادوا أن يدغموا لتخفيف النطق، فقلبوا التاء دالا غير معجمة، لأنها من مخرجها، ولأن الدال أخت الذال، فاجتمع دال وذال، ولهم حينئذ فيما كان من هذا النوع مذهبان: فمنهم من يقلب الذال المعجمة دالا ويدغم، فيقول: مدرع، بدال مشددة غير معجمة، ومنهم من يقلب الدال غير المعجمة ذالا معجمة، فيقول: مذرع، بذال مشددة معجمة، ومثله: مدكر ومذكر، فإن كانت الرواية الأولي كما فسره الخطابي فهو اذرعهما بذال معجمة، ويجوز أن يكون بدال غير معجمة، على التقدير الذي ذكرناه، ويكون المراد بها: المعنى المطلوب من الاذراع بالذال المعجمة، وإلا فالادراع بالدال المهملة، على غير هذا التقدير، فإنما هو افتعال من الدرع بالدال غير المعجمة، وهو لبس الدرع أو الدراعة، وذلك بخلاف المطلوب من الحديث، فإنه إنما أراد: إخراج يديه، لا إدخالهما.
وقال الأزهري في الحديث: «إن النبي -صلى الله عليه وسلم- اذرع ذراعيه من أسفل الجبة اذراعا». قال النضر: اذرع ذراعيه، أي: أخرجهما، وكذا قال فيه الهروي، فإن كانت الرواية هكذا، فقد زال ذلك التعسف، إلا أن تفسير الخطابي له، أن وزنه: «افتعل» يمنع من هذا وقول الخطابي أولى، لأن الحديث أخرجه أبو داود في السنن، وهو شرح ما أخرجه أبو داود في المعالم، وقيده بهذا القول، وهو كان أعرف بالحديث من غيره.
فقرع: قرعته بالعصا، أي: ضربته بها.
لأوذنه: آذنته بالشيء أوذنه إيذانا: إذا أعلمته.

5270 - (خ ط س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: «أنّ سعد بن أبي وقاص قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين، فسأل ابن عمر أباه عن ذلك؟ فقال له: نعم، إذا حدّثك سعد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئا، فلا تسأل عنه غيره». أخرجه البخاري.
وفي رواية «الموطأ» «أن عبد الله بن عمر قدم الكوفة على سعد بن أبي وقاص- وهو أميرها - فرآه عبد الله بن عمر يمسح على الخفين، فأنكر ذلك عليه، فقال له سعد: سل أباك - إذا قدمت عليه - فقدم عبد الله، فنسي أن يسأل عمر عن ذلك حتى قدم سعد، فقال: أسألت أباك؟ فقال: لا، فسأله عبد الله، فقال عمر: إذا أدخلت رجليك [في الخفين] وهما طاهرتان، فامسح عليهما، قال عبد الله: وإن جاء أحدنا من الغائط؟ قال عمر: نعم، وإن جاء أحدكم من الغائط».
وفي رواية النسائي: أن سعدا قال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين».
وفي أخرى «في المسح على الخفين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه لا بأس به».

5271 - (ط) نافع - مولى ابن عمر، رضي الله عنهما -: «أنّ عبد الله بن عمر بال بالسوق، ثم توضأ، فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ثم دعي لجنازة ليصلّي عليها حين دخل المسجد، فمسح على خفيه، ثم صلى عليها» أخرجه «الموطأ».
5272 - (م ت د س) بلال بن رباح - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفين والخمار» أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية أبي داود: «أن عبد الرحمن بن عوف سأل بلالا عن وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: كان يخرج يقضي حاجته، فآتيه بإناء، فيتوضأ، ويمسح على عمامته وموقيه».
وعند النسائي قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين والخمار- وفي أخرى: على الخفين-».
وله في أخرى: «دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلال الأسواق، فذهب لحاجته، ثم خرج، قال أسامة: فسألت بلالا، ما صنع؟ فقال بلال: ذهب النبيّ لحاجته، ثم توضأ فغسل وجهه ويديه، ومسح برأسه، ومسح على الخفين، ثم صلى».

[شرح الغريب]
موقيه: الموق: الخف، وهو نوع منها ساقه إلى القصر.

5273 - (ت) أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: «سألت جابر بن عبد الله عن المسح على الخفين، فقال: السّنّة يا ابن أخي، وسألته عن المسح على العمامة، فقال: أمسّ الشّعر».
أخرجه الترمذي.

5274 - (خ م د ت س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -: «بال،ثم توضأ، ومسح على خفيه، فقيل: تفعل هذا؟ فقال: نعم، رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بال، ثم توضأ، ومسح على الخفين».
قال الأعمش: قال إبراهيم: وكان أصحاب عبد الله يعجبهم هذا الحديث؛ لأن إسلام جرير بعد نزول المائدة، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «إن جريرا بال، ثم توضأ، ومسح على الخفين، ثم قال: فما يمنعني أن أمسح وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح، قالوا: إنما ذلك قبل نزول المائدة، قال: ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة».
وفي رواية: «أنّ جريرا توضأ ومسح على خفيه، فقيل له: أتمسح؟ فقال: قد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسح» وكان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبهم قول جرير، قال: وكان إسلام جرير قبل موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيسير.
وفي رواية الترمذي مثل الأولى، وله في أخرى قال: «رأيت جرير بن عبد الله توضأ ومسح على خفيه، فقلت له في ذلك، فقال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على خفيه، فقلت له: أقبل المائدة، أم بعد المائدة؟ فقال: ما أسلمت إلا بعد المائدة».

5275 - (خ س) عمرو بن أمية الضمري - رضي الله عنه -: «أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفين».
وفي رواية قال: «رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يمسح على عمامته وخفيه». أخرجه البخاري.
وعند النسائي «إن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- توضأ ومسح على الخفين».

5276 - (م د ت س) بريرة بن الحصيب - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد، ومسح على خفيه، فقال له عمر: لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه؟ فقال: عمدا صنعته يا عمر». أخرجه مسلم وأبو داود.
وزاد الترمذي والنسائي في أوله «أنه كان يصلّي الصلوات بوضوء واحد» ولم يذكر المسح.

5277 - (د ت) بريرة - رضي الله عنه -: «أن النجاشيّ أهدى للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- خفّين أسودين ساذجين، فلبسهما، ثم توضأ، ومسح عليهما» أخرجه أبو داود والترمذي.
5278 - (ط) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «أنه أتى قباء، فبال، ثم أتي بوضوء، فتوضأ، فغسل وجهه، ويديه إلى المرفقين، ومسح برأسه، ومسح على الخفين، ثم جاء المسجد فصلّى» أخرجه «الموطأ».
الفرع الثاني: في المسح على الجورب والنعل
5279 - (ت د) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: «توضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومسح على الجوربين والنّعلين» أخرجه الترمذي وأبو داود، وقال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدّث بهذا الحديث،لأن المعروف عن المغيرة: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مسح على الخفّين»، قال: وروي هذا [أيضا] عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- «أنه مسح على الجوربين» وليس بالمتصل، ولا بالقوي، قال أبو داود: ومسح على الجوربين عليّ بن أبي طالب، وابن مسعود، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك، وأبو أمامة، وسهل بن سعد، وعمرو بن حريث، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وابن عباس، رضي الله عنهم.

5280 - (د) أوس بن أبي أوس الثقفي - رضي الله عنه - قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى كظامة قوم - يعني: الميضأة - فتوضأ، ومسح على نعليه، وقدميه» أخرجه أبو داود.
وفي رواية مسدّد لم يذكر الميضأة والكظامة.

[شرح الغريب]
الكظامة: بكسر الكاف: آبار تحفر ويباعد بينها، ثم يخرق ما بين كل بئرين بقناة تؤدي الماء من الأولى إلى التي تليها، حتى يجتمع الماء إلى آخرهن، ويلقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها، هكذا شرحه الأزهري، وقد جاء في لفظ الحديث أنها «الميضأة».

الفرع الثالث: في موضع المسح من الخف
5281 - (ت د س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمسح أعلى الخفّ وأسفله» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «وضّأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فمسح أعلى الخفّين وأسفلهما».
وفي رواية النسائي قال: «سكبت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين توضّأ في غزوة تبوك، فمسح على الخفين».
وفي أخرى للترمذي قال: «رأيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يمسح على الخفّين: على ظاهرهما».
وفي أخرى لأبي داود «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مسح على ظهر الخفّين».

5282 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «لو كان الدّين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح أعلاه - وفي رواية: يمسح على ظاهر خفيه».
قال أبو داود: رواه الأعمش بإسناده قال: «كنت أرى باطن القدمين أحقّ بالغسل من ظاهرهما، حتى رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح [على] ظاهرهما» قال وكيع: يعني الخفين.
وفي رواية قال: «رأيت عليا توضأ، فغسل ظاهر قدميه، وقال: لولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعله... وساق الحديث».
وفي أخرى «ما كنت أرى باطن القدمين إلا أحق بالغسل، حتى رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح على ظهر خفّيه».

الفرع الرابع: في مدة المسح
5283 - (م س) شريح بن هانئ: قال: «أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين؟ فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله،فإنه كان يسافر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسألناه، فقال: جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أيام ولياليهنّ للمسافر، ويوما وليلة للمقيم». أخرجه مسلم.
وأخرجه النسائى، ولم يذكر عائشة.

5284 - (ت د) خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه -: «أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- سئل عن المسح على الخفين؟ فقال: للمسافر ثلاثا، وللمقيم يوما» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام، وللمقيم يوما وليلة».
زاد في رواية «ولو استززناه لزادنا».

5285 - (ت س) صفوان بن عسال المرادي - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا إذا كنا سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهنّ،إلا من جنابة، ولكن من بول وغائط، ونوم» أخرجه الترمذي.
وأخرجه النسائي، وقال: «إذا كنّا مسافرين».
وفي أخرى للنسائي قال: «رخّص لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كنا مسافرين: أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهنّ».
وفي أخرى للترمذي عن زرّ بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسّال المراديّ، أسأله عن المسح على الخفين؟ فقال: ما جاء بك يا زرّ؟ قلت: ابتغاء العلم، قال: إنّ الملائكة تضع أجنحتها [لطالب العلم] رضى بما يطلب قلت: إنه حكّ في صدري المسح على الخفين بعد الغائط والبول، وكنت امرءا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجئتك أسألك: هل سمعته يذكر في ذلك شيئا؟ قال: نعم. كان يأمرنا إذا كنا سفرا - أو مسافرين - أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهنّ، إلا من جنابة، لكن من غائط وبول ونوم، قال: قلت: هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال: نعم، كنّا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابي بصوت جهوريّ: يا محمد، فأجابه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنحو من صوته: هاؤم، فقلنا: ويحك، اغضض من صوتك، فإنك عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقد نهيت عن هذا، فقال: والله، لا أغضض، قال الأعرابيّ: المرء يحب القوم ولمّا يلحق بهم؟ قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحبّ يوم القيامة، قال زرّ: فما زال يحدّثني حتى ذكر بابا من قبل المغرب مسيرة عرضه - أو يسير الراكب في عرضه - أربعين، أو سبعين عاما، قال سفيان: قبل الشام، خلقه الله يوم خلق السموات والأرض مفتوحا - يعني: للتوبة - لا يغلق حتى تطلع الشمس منه.
وفي رواية نحوه، وزاد: وذلك قول الله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، قل انتظروا إنّا منتظرون} [الأنعام: 159].
وأخرج النسائي من هذه الرواية حديث المسح إلى قوله: «من غائط وبول ونوم».

[شرح الغريب]
سفرا: السفر بسكون الفاء جمع سافر، كما يقال: راكب وركب، وتاجر وتجر، وهم القوم المسافرون.
هاؤم: بمعنى تعال، وبمعنى: خذ، وإنما رفع صوته -صلى الله عليه وسلم- من طريق الشفقة عليه لئلا يحبط عمله، لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي...} الآية [الحجرات: 2] فعذره النبي -صلى الله عليه وسلم- لجهله وقلة علمه، ورفع النبي -صلى الله عليه وسلم- صوته حتى كان فوق صوت الأعرابي أو مثله، لفرط رأفته به وشفقته عليه.
الهوي: بفتح الهاء: القطعة من الليل.
لا أغضض: غض الصوت: إخفاؤه وترك الصياح فيه.

5286 - (د) أبي بن عمارة - رضي الله عنه - وكان قد صلّى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القبلتين أنه قال: «يا رسول الله، أمسح على الخفين؟ قال: نعم، قال: يوما؟ [قال: يوما]، قال: ويومين؟ [قال: ويومين]، قال: وثلاثة أيام؟ قال: نعم، وما شئت».
أخرجه أبو داود، وقال في رواية: «حتى بلغ سبعا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم ما بدا لك».
قال أبو داود: وقد اختلف في إسناده، وليس [هو] بالقوي.


التوقيع :
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطهارة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir