تفسير قوله تعالى: { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)}
_______
مقصد الآيات :
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على شكر نعمة الله بمراعاة حقوق من شابه حالهم حاله السابق
معنى (فلا تقهر) :
أي: لا تسيْء معاملةَ اليتيمِ ولا يضقْ صدرُكَ عليهِ ولا تذلّه وتنهره وتهنه(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليتيم :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْسِنُ إِلَى اليتيمِ وَيَبَرُّهُ وَيُوصِي بِاليَتَامَى . ( الأشقر )
الواجب الذي تحث عليه الآية تجاه اليتيم :
الإحسان إليه وأداء حقوقه واصنعْ بهِ كمَا تحبُّ أنْ يُصنعَ بولدكِ منْ بعدكِ قال قتادة: كن لليتيم كالأب الرّحيم (خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
معنى السائل :
الضعيف والمسكين والفقير المحتاج للمال ويشمل المعنى السائل للعلم (خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
معنى ( فلا تنهر ) :
أي: لا يصدرْ منكَ إلى السائلِ كلامٌ يقتضي ردَّهُ عنْ مطلوبهِ، بنهرٍ وشراسةِ خلقٍ فلا تكن جبّاراً، ولا متكبّراً ولا فظًّا على الضعفاء من عباد الله.(خلاصة قول السعدي وابن كثير )
الواجب الذي تحث عليه الآية تجاه السائل :
إعطاؤه ما يحتاجه مما يتيسر عندك أو رده بلين ولطف قال قتادة: يعني: ردّ المسكين برحمةٍ ولينٍ(خلاصة قول السعدي وابن كثير والأشقر )
وجه انتفاع المعلم بالآية { وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}
يشمل معنى الآية السائلُ للعلمِ،ولهذا كانَ المعلمُ مأموراً بحسنِ الخلقِ معَ المتعلمِ، ومباشرتهِ بالإكرامِ والتحننِ عليهِ، فإنَّ في ذلكَ معونةً لهُ على مقصدهِ، وإكراماً لمنْ كانَ يسعَى في نفعِ العبادِ والبلادِ). ( السعدي )