بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد
فإن الله قيَّض لبيان كتابه علماء فسروا لنا كلامه تعالى ووضحوا لنا مراده كما تعلموا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حمل الصحابة هذا العلم وعلموه لمن تبعهم من التابعين وتابعي التابعين ومن بعدهم حتى وصل إلينا هذا العلم، ولقد كانت همة هؤلاء العلماء من الصحابة والتابعين عالية حيث أنهم لم يقصروا في نشر هذا العلم.
ومن هؤلاء العلماء الإمام الفقيه المفسر مفتي أهل الكوفة وإمام أهل السنة في زمانه:
أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي
من تلاميذ أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم وتعلم على يديهم.
اشتُهر عنه أنه كثير الحفظ وكان يحفظ علمًا كثيرًا ولم يكن يكتب شيئًا كما روى هو عن نفسه حيث قال: ما كتبت شيئاً قط.
كان من أئمة أهل السنة وكان يحذر من أهل البدع والمذاهب المخالفة لأهل السنة والجماعة، وقد حذر من المرجئة وقال: الإرجاء بدعة.
كان إمامًا ورعًا وكان يكره التصدر وكان لا يحضر في حلقته إلا أربعة أو خمسة، ولما مات اشتهر ورُوي عنه علم كثير.
وكان يكره أن يقول في القرآن برأيه.
كان سعيد بن جبير إذا استُفتي يقول: أتستفتوني وفيكم إبراهيم.
توفي سنة ست وتسعين وكان عمره تسع وأربعين عامًا.
شيوخه: خالاه الأسود وعبد الرحمن ابنا يزيد النخعي، ومسروق بن الأجدع، وعلقمة بن قيس، وأبو معمر الأزدي، وغيرهم.
روى عنه: سليمان بن مهران الأعمش فأكثر، ومغيرة بن مقسم الضبي، وقتادة، وسماك بن حرب، وأبو معشر، وإبراهيم بن المهاجر، والحكم بن عتيبة، ومنصور بن المعتمر، وحماد بن أبي سليمان، وغيرهم
من مروياته في التفسير:
أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، في قوله: ({الجوار الكنس} قال: هي بقر الوحش). رواه ابن جرير.
فوائد من سيرته رحمه الله:
1- الورع والخوف من الشهرة كان حال أغلب السلف.
2- الهمة العالية في الحفظ وفي طلب العلم.
3- قول الحق في كل من يحاول الابتداع في الدين.