دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 جمادى الآخرة 1443هـ/5-01-2022م, 11:24 AM
عزيزة أحمد عزيزة أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 174
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا" وفقا للأسلوب البياني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
نحاول في هذه الرسالة الوقوف على بعض الجوانب اليلاغية في الآية الكريمة، فقد بدأت السورة بهذا الاستفهام التقريري فهل هنا للتقرير وهي بمعنى قد في الخبر
والاستفهام هنا موجه إلى غير معين وعادة الاستفهام أن يكون لطلب الفهم، فاستعمل هنا للتقرير وفيه اقتضاء حصول العلم بذلك التقرير وفيه إشارة إلى استحقاقه تعالى أن يعترف له الإنسان بالربوبية وفيه أن الإنسان الذي كان عدما محضا كيف له أن يعاند ربه ويحيد عن ربوبيته وعبوديته
والمعنى: هل يقر كل إنسان موجود أنه كان معدوما زمانا طويلا ومادام معدوما فلا يُذكر وتقدير الجواب: نعم قد أتى ومر على كل إنسان موجود حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
وفي الآية براعة استهلال بالسؤال التشويقي هل
وهذه الآية تمهيد لما بعدها من خلق الإنسان بعد تقرير أنه كان عدما محضا لا يُذكر
وفي الآية تقديم وتأخير فقدم "على الإنسان " على الفاعل حين وذلك للاهتمام بالمتقدم فهو محور السورة والكلام يدور عنه
كما ورد في الآية الفعل أتى ولم يقل جاء لأن غالب استعمال القرآن للفعل أتى لما هو أيسر من جاء، فالمجيء فيه صعوبة بالنسبة لأتى، قال تعالى " إذا جاء نصر الله والفتح" لأن هذا النصر العظيم لا يأتي بسهولة وإنما بحروب ومعارك وكذلك قوله تعالى " فإذا جاءت الصاخة " لأن أمرها شديد، بخلاف قوله تعالى "هل أتاك حديث الغاشية" فجاء أتى لأنه مجرد حديث ولذلك جاء هنا أتى، فالإنسان في ذلك الوقت نائم يمر عليه الوقت وهو لا يعلم، لم يكن شيئا مذكورا أي قبل وجوده لم يكن شيئا مذكورا
وكلمة الإنسان ذهب بعض المفسرين أن المراد به آدم عليه السلام كما قاله قتادة والثوري وعكرمة والسدي وقال الأكثرون أن المراد به جنس الإنسان كقوله تعالى "والعصر إن الإنسان لفي خسر" وعليه تكون ال في كلمة الإنسان لاستغراق جنس الإنسان
وكلمة حين تشمل القليل والكثير من الزمن، فليس لها مدة محددة، فتشمل كل مدة مرت على الإنسان قبل أن يبدأ تكوينه أو قبل أن يأتي إلى الدنيا كما تشمل قول من قال إنها الأربعون سنة التى مكثها آدم عليه السلام قبل أن ينفخ فيه الروح كما ورد في تفسير القرطبي
وذكر في الآية الدهر ولم يقل الزمن مثلا؛ لأن الزمن يتضمن معنى الوقت فقط خلافا للدهر الذي يعطي مع معنى الوقت معنى الغلبة والقهر، تقول العرب: أصابه الدهر
قال ابن فارس في مقاييس اللغة: " وسمي الدهر دهرا لأنه يأتي على كل شيء ويغلبه"
وهنا أضاف معنى آخر وهو مدى عجز الإنسان وقهره في ذلك الزمان سواء كان المقصود بالإنسان آدم عليه السلام بعد تكوينه وقبل نفخ الروح فيه أو جنس الإنسان عموما قبل أن يأتي لهذه الدنيا
وقوله تعالى لم يكن شيئا مذكورا، قال القشيري: ما كان مذكورا للخلق وإن كان مذكورا لله
وقال الفراء وثعلب: كان جسدا مصورا ، ترابا وطينا ولا يعرف ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به ثم نفخ قيه الروح فصار مذكورا
ولعل هذا ما يفسر قوله تعالى مذكورا ولم يقل: لم يكن شيئا موجودا لوجود آدم عليه السلام وذلك قبل نفخ الروح أو لوجود آدم والذرية في علم الله وفي اللوح المحفوظ ولكن لم يعلمه أحد ولم يذكره أحد
والمعنى كما ذكر القرطبي: قد مضت عليه أزمنة وما كان آدم شيئا ولا مخلوقا ولا مذكورا لأحد من الخليقة
وفي الآية معنى لطيف ينبغي للعبد استشعاره وهو دوام ذكره لربه تعالى، فالعبد في ذلك الحين ما كان يذكره أحد وكان يذكره ربه الذي لا تخفى عليه خافية
فاللهم ذكرنا بك فلا ننساك يا أرحم الراحمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 جمادى الآخرة 1443هـ/10-01-2022م, 01:07 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيزة أحمد مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا" وفقا للأسلوب البياني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
نحاول في هذه الرسالة الوقوف على بعض الجوانب اليلاغية في الآية الكريمة، فقد بدأت السورة بهذا الاستفهام التقريري فهل هنا للتقرير وهي بمعنى قد في الخبر
والاستفهام هنا موجه إلى غير معين وعادة الاستفهام أن يكون لطلب الفهم، فاستعمل هنا للتقرير وفيه اقتضاء حصول العلم بذلك التقرير وفيه إشارة إلى استحقاقه تعالى أن يعترف له الإنسان بالربوبية وفيه أن الإنسان الذي كان عدما محضا كيف له أن يعاند ربه ويحيد عن ربوبيته وعبوديته
والمعنى: هل يقر كل إنسان موجود أنه كان معدوما زمانا طويلا ومادام معدوما فلا يُذكر وتقدير الجواب: نعم قد أتى ومر على كل إنسان موجود حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
وفي الآية براعة استهلال بالسؤال التشويقي هل
وهذه الآية تمهيد لما بعدها من خلق الإنسان بعد تقرير أنه كان عدما محضا لا يُذكر
وفي الآية تقديم وتأخير فقدم "على الإنسان " على الفاعل حين وذلك للاهتمام بالمتقدم فهو محور السورة والكلام يدور عنه
كما ورد في الآية الفعل أتى ولم يقل جاء لأن غالب استعمال القرآن للفعل أتى لما هو أيسر من جاء، فالمجيء فيه صعوبة بالنسبة لأتى، قال تعالى " إذا جاء نصر الله والفتح" لأن هذا النصر العظيم لا يأتي بسهولة وإنما بحروب ومعارك وكذلك قوله تعالى " فإذا جاءت الصاخة " لأن أمرها شديد، بخلاف قوله تعالى "هل أتاك حديث الغاشية" فجاء أتى لأنه مجرد حديث ولذلك جاء هنا أتى، فالإنسان في ذلك الوقت نائم يمر عليه الوقت وهو لا يعلم، لم يكن شيئا مذكورا أي قبل وجوده لم يكن شيئا مذكورا
وكلمة الإنسان ذهب بعض المفسرين أن المراد به آدم عليه السلام كما قاله قتادة والثوري وعكرمة والسدي وقال الأكثرون أن المراد به جنس الإنسان كقوله تعالى "والعصر إن الإنسان لفي خسر" وعليه تكون ال في كلمة الإنسان لاستغراق جنس الإنسان
وكلمة حين تشمل القليل والكثير من الزمن، فليس لها مدة محددة، فتشمل كل مدة مرت على الإنسان قبل أن يبدأ تكوينه أو قبل أن يأتي إلى الدنيا كما تشمل قول من قال إنها الأربعون سنة التى مكثها آدم عليه السلام قبل أن ينفخ فيه الروح كما ورد في تفسير القرطبي
وذكر في الآية الدهر ولم يقل الزمن مثلا؛ لأن الزمن يتضمن معنى الوقت فقط خلافا للدهر الذي يعطي مع معنى الوقت معنى الغلبة والقهر، تقول العرب: أصابه الدهر
قال ابن فارس في مقاييس اللغة: " وسمي الدهر دهرا لأنه يأتي على كل شيء ويغلبه"
وهنا أضاف معنى آخر وهو مدى عجز الإنسان وقهره في ذلك الزمان سواء كان المقصود بالإنسان آدم عليه السلام بعد تكوينه وقبل نفخ الروح فيه أو جنس الإنسان عموما قبل أن يأتي لهذه الدنيا
وقوله تعالى لم يكن شيئا مذكورا، قال القشيري: ما كان مذكورا للخلق وإن كان مذكورا لله
وقال الفراء وثعلب: كان جسدا مصورا ، ترابا وطينا ولا يعرف ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به ثم نفخ قيه الروح فصار مذكورا
ولعل هذا ما يفسر قوله تعالى مذكورا ولم يقل: لم يكن شيئا موجودا لوجود آدم عليه السلام وذلك قبل نفخ الروح أو لوجود آدم والذرية في علم الله وفي اللوح المحفوظ ولكن لم يعلمه أحد ولم يذكره أحد
والمعنى كما ذكر القرطبي: قد مضت عليه أزمنة وما كان آدم شيئا ولا مخلوقا ولا مذكورا لأحد من الخليقة
وفي الآية معنى لطيف ينبغي للعبد استشعاره وهو دوام ذكره لربه تعالى، فالعبد في ذلك الحين ما كان يذكره أحد وكان يذكره ربه الذي لا تخفى عليه خافية
فاللهم ذكرنا بك فلا ننساك يا أرحم الراحمين
أحسنتِ في رسالتك سددكِ الله.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir