دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 شعبان 1441هـ/8-04-2020م, 10:21 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
2: سورة البقرة.
3. خواتيم سورة البقرة.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
2: سورة النساء
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
2: سورة آل عمران.
3: سورة النساء
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
2: سورة البقرة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 شعبان 1441هـ/9-04-2020م, 05:18 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟

• قال تعالى: "ما ننسخ من آية نأت بخير منها أو مثلها". فالآية تدل على أن هناك آية خير من آية.
• قال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات". وهنا تدل الآية على أن في القرآن آيات محكمة وأخر متشابهة. مما يعني أن آيات القرآن ليست كلها على نفس الدرجة.
• قال تعالى: "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم". وهنا تبين الآية أن في القرآن آية أعظم من غيرها من الآيات.
• وعن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فلم أجئه، فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». فالحديث يدل على أن الفاتحة أعظم من غيرها من سور القرآن.
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». وهذا الحديث كسابقه في تفضيل الفاتحة عن غيرها من سور القرآن.
• وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». وهذا الحديث يبين أن آية الكرسي هي أعظم من غيرها من آيات القرآن.
• وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» في الحديث يظهر أن قراءة المعوذتين ليس كقراءة سورة هود أو يوسف.
فالآيات والأحاديث السابقة تدل على أن بعض السور والآيات أفضل وأحب إلى الله من بعض.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة).

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي

1) أنها أعظم آية في كتاب الله:
- من حديث أبي بن كعب والذي سأله فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم آية في كتاب الله فعرف بأنها آية الكرسي، يدل على أنها أعظم آية في كتاب الله.
- وكذلك من حديث واثلة بن الأسقع والذي ذكر فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أجاب رجلا حين سأله عن أعظم آية في كتاب الله فأخبره أنها آية الكرسي.
2) أنها لها لسانا وشفتين تقدسان لله:
ففي رواية أخرى في غير صحيح مسلم زيادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدسان للملك عند ساق العرش" وهذا الفضل هو لآية الكرسي دون غيرها من آيات القرآن.
3) أنها تحفظ من أوى إلى فراشه للنوم من الشياطين:
فمن حديث أبي هريرة والذي جاءه فيه الشيطان محاولا حثو بعض طعام الصدقة، فمنعه أبي هريرة رضي الله عنه ووعد برفعه للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الشيطان طلب منه أن يتركه على أن يعلمه شيئا عن فضل آية الكرسي، وذلك بأنه إذا أوى إلى فراشه فليقرأ بها، لأنه لا يزال عليه من الله حافظا ولا يقربنه شيطان حتى يصبح، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على صحة ذلك مع أنه كذوب. فيكون لآية الكرسي هذا الفضل العظيم بأنها حافظة لقارئها أثناء نومه.
4) لا يقرب الشيطان بيتا قرئت فيه آية الكرسي:
من حديث أبي أيوب الأنصاري والذي ذكر فيه أن الغول كانت تأتي لتأخذ من التمر الذي له، فوعدته ألا تعود بشرط أن يقرأ آية الكرسي في بيته، فلن يقرب بيته شيطان بعدها.
5) أن قراءتها دبر الصلوات المكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت:
لحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
فمن صحت له المحافظة على الصلوات وصحة الإيمان وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله.

2: سورة آل عمران.
1) يقدم صاحبها يوم القيامة:
لحديث النواس من سمعان أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة وآل عمران".
2) سماها النبي صلى الله عليه وسلم مع سورة البقرة بالزهراوين، أي المنيرتين.
في حديث أبي أمامة الباهلي، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران".
3) تظل صاحبها مع سورة البقرة يوم القيامة:
لحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة".
4) تحاج عن صاحبها هي والبقرة:
حديث أبي أمامة الباهلي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما".
5) فيها اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب:
لحديث أبي أمامة الباهلي مرفوعا: "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه".
6) سبب لغنى صاحبها:
قال عبد الله بن مسعود: "من قرأ آل عمران فهو غني".
7) سبب لتعظيم القوم لصاحبها:
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا".
8) سبب لتسهيل أمور صاحبها:
قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: " إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل"
9) وكذلك خواتيم سورة آل عمران، لأنها جزء منها، فيكون من فضائل آل عمران كذلك، أن النبي كان يقرأ آخر عشر آيات منها عند استيقاظه صلى الله عليه وسلم من النوم ويمسح وجهه بيده، ثم يتوضأ فيصلي".
10) وقد توعد من يقرأ الآية "إن في خلق السماوات والأرض.. الآية" ثم لا يتفكر فيها. فعلى قارئها أن يقرأها وهو يعقلها.

3: سورة النساء
1) سورة النساء من جملة المنن التي من الله بها على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته قاطبة.
قال تعالى: "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم". فقال ابن عباس: هي السبع الطوال.
2) سورة النساء هي من جملة السبع الطوال التي من أخذها كان من المشهود له بالعلم:
لحديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أخذ السبع فهو حبر"
(ولا خلاف في أن النساء هي من جملة السور السبع الطوال).
3) من السور التي حرص الصحابة على تعلمها:
قال عمر رضي الله عنه: "تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور".
4) أن فيها الفرائض:
قال المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإن فيهن الفرائض".
5) أنها زينة وجمال لصاحبها:
قال عنها ابن مسعود رضي الله عنه: "والنساء محبرة". أي مزينة: زينة وجمال لصاحبها.
6) أن بها خمس آيات، كانت عند الصحابة أفضل من الدنيا وما فيها، وهي:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبدلله بن مسعود: "ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها".
والأربع آيات الأخيرة من المذكورة أعلاه قال عنها ابن مسعود رضي الله عنه: "أحب إلي من حمر النعم وسودها" "وأن العلماء إذا مروا بها عرفوهن.
7) من تلا الآيتين:
" من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما"
" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله"
وقد أذنب ذنبا واستغفر إلا غفر الله له.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له".

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة

من المرويات الضعيفة في فضل سورة الفاتحة:
1) حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال: «ما في القرآن مثلها» رواه الطبراني في الأوسط
وسبب الحكم بضعفه:
قال الطبراني: (لا يروى هذا الحديث عن أبي زيد عمرو بن أخطب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سليم بن مسلم).والحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمّه، وهو متروك الحديث.
2) حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:"فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات"
وسبب الحكم بضعفه:
ذكر في مسند الفردوس، ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
وقال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
3) حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
وسبب الحكم بضعفه:
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة). ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.

2: سورة البقرة
1) حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث ، وفيه: « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة» رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
وسبب الحكم بضعفه:
أن عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
2) وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي».
رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وسبب الحكم بضعفه:
أن حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعَّفه»
3) حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»
رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وسبب الحكم بضعفه:
أن ليث بن أبي سليم ضعيف الحديث.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لا يحكم بصحة الحديث إلا بشرطين:
1) صحة الإسناد.
2) صحة المتن.
وصحة الإسناد تتحقق في ثلاثة أمور:
1. أن يكون رجال الحديث ممن تقبل روايتهم.
وإن الذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى: هم أهل صدق في الجملة، ولكن سبب جرحهم هو ضعف ضبطهم.
فهؤلاء: لا يطرح حديثهم جملة، ولا يقبلون مطلقا، بل يعتبر حديثهم، فإن كان له شواهد أو جاء من طريق أخرى، فعندئذ يحكم بصحته لانتفاء علة ضعف الضبط.
الدرجة الثانية: هم متروكو الحديث، من الكذابين والمتهمين بالكذب، وذلك لكثرة خطئهم وتساهلهم في الرواية ع الواهين من غير تبيين، فلا يجبر ضعف حديثهم بمتابعة غيرهم.
2. أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع.
3. انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد: كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
- أما المخالفة: فهي مخالفة الراوي لمن هو أوثق منه، وذلك إما ب:
وصله إسنادا منقطعا، أو يغفل ذكر راو ضعيف.
- وأما التدليس: فهي إسقاط راوي ضعيف من الإسناد فيروي عن شيخه بصيغة (عن) أو (أنّ).
وهذا: لا يقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع.
- وأما الاضطراب: فهي اختلاف الرواة في الإسناد اختلافا شديدا، فلا يوقف على صحته.
وهذا: موجب للضعف.
وصحة المتن تتحقق بأمرين:
1. صحة الإسناد إليه.
2. انتفاء العلة القادحة في المتن:
- كالمخالفة.
- والنكارة.
- والاضطراب.
- الرواية بالمعنى المخل.
- التصحيف.
- التحريف.
... وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
تعم المرويات ما يروى بالأسانيد من الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمرسلة عنه، والآثار التي تروى عن الصحابة والتابعين. وهي خمس درجات:
الدرجة الأولى: المرويات الصحيحة لذاتها. (وهي الثابتة بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الإسناد ولا في المتن). وهذه المرويات يحتج بها.
الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها. (وهي التي في أسانيدها بعض الضعف الذي يجبر بالشواهد وتعدد الطرق، مع سلامة المتن من العلة القادحة). وهذه المرويات يحتج بها.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفا محتملا. (يكون متنها غير منكرا من جهة المعنى، وإسنادها فيه ضعف قابل للتقوية لو وجد). وهذه المرويات يستأنس بها، وقد تذكر على سبيل الفضائل والرقائق والأخبار أو كفائدة، أو للتنبيه على ضعفه مع شهرته.
الدرجة الرابعة: المرويات الواهية. (وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية). وهذه تذكر لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، أو تروى كفوائد عارضة، أو لجمع الطرق.
الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة. (وهي المكذوبة المختلقة). وهذه المرويات لا يحل روايتها إلا على التبيين، وفي التحديث بها وعيد شديد.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو حديث موضوع، مكذوب على أبي رضي الله عنه.
لا يصح من ناحية الإسناد، ولا من ناحية المتن.
أما بالنسبة لإسناده:
قال ابن الجوزي: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثّعلبيّ في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنّهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنّما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الّذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشّأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شرَه جمهور المحدثين، فإنّ من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنّه قد صحّ عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال: «من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين».).
فقال عن الحديث أنه مصنوع بلا شكّ.
ففي إسناد الطّريق الأول: بزيع، قال عنه الدّارقطنيّ أنه متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال عنه ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء.
وأما بالنسبة للمتن:
قال عنه ابن الجوزي: (فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع، فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
قال الحافظ العراقي: (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري).
وقد أورده البيضاوي أيضاً في تفسيره مفرقاً على السور من غير إسناد ولا تنبيه.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
من دلائل معرفة خواص القرآن:
1) دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
مثاله:
من القرآن:
قال تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: "فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين"
وكذلك قوله تعالى في شأن يونس عليه السلام: "فلولا أن كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون"
فتبين بدلالة الآيتين:
- أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب.
- "وكذلك ننجي المؤمنين" أن هذا الأمر لا يختص بيونس عليه السلام، بل هو عام للمؤمنين إذا استغاثوا بالله وسبحوه معترفين بذنوبهم.
من السنة الثابتة الصحيحة:
حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخص سورة الفاتحة: "وما يدريك انها رقية".
- أن من خواص الفاتحة أنها رقية.
- فإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لاجتهاد الصحابي في اختيار سورة الفاتحة في الرقية يدل على أن للراقي الاجتهاد في اختيار الآيات التي يرى مناسبتها للحالة التي يرقيها. فالإنسان هو عبارة عن جسد وروح، يصح الاسترقاء لكليهما إن احتيج لذلك.
2) [color="purple"]ما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم. روي في هذا الباب آثارا كثيرة ولكن ما يصح منها قليل[/color]. فالآثار التي تصح عن الصحابة في هذا الباب محمولة على أمرين:
أ‌. أن تكون مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
ب‌. أن تكون مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الإذن الشرعي.
وأما الآثار المروية عن الصحابة رضوان الله عليهم بأسانيد واهية في هذا الباب فكثيرة لا ينبغي الاغترار بها إلا أن تظهر: المناسبة بين الآيات والحالة، ولا يكون المتن منكرا.
فما كان في الأثر ضعف يسير ومتنه غير منكر، فإن من أهل العلم من يعمل به.
مثاله:
ما رواه أبو داوود والبيهقي عن أبو زميل أنه سأل ابن عباس عن شيء يجده في صدره ولم يستطع التكلم به، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: أشيء من شك؟ قال: وضحك. قال: ما نجا من ذلك أحد، قال حتى أنزل الله عزوجل: "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك، فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك" الآية، قال، فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا، فقل: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن".
3) ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
مثاله:
روى سعيد بن منصور والدارمي، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات من: "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم"، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
وقد اشتهر عن جماعة من التابعين ما لا يصح عنهم كذلك.
4) الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
وذلك بأن يقرأ صاحب كل بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات، فيجد فيما يقرأه ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه، ويتبصر به، ويتوسل إلى الله بآياته الباهرة، وقدرته الظاهرة في دفع أنواع البلاءات والكروب.
مثاله:
بلغ الإمام أحمد بن حنبل أن صاحبه المروذي أصابته حمى، فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم، وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين" اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسل إلى الله بقدرته على جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمى التي هي من فيح جهنم.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
لا ينبغي للمسلم أن يغلو في باب خواص القرآن، لما سيدخله على الدين وعلى نفسه من أنواع البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، كما قاد ذلك بعض غلاة الصوفية، فأدى بهم لفساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين. لما يستعملونه من رسوم وأحوال وجداول يظهر منها أنها طلاسم السحر، ولكنهم سموها بغير أسمائها وموهوا بها على أتباعهم، فسموا الشياطين بخدام الآيات، والاستغاثات الشركية بالعزائم، وغرائب أسماء الشياطين أسرارا. فمنهم من يكلم الشياطين ويظن أنه يكلم الملائكة، وأنه نال ذلك كرامة له لأنه من الأولياء والأقطاب.
وقد ألف غلاة الصوفية العديد من المؤلفات فيما يخص خواص القرآن وقد امتلأت غلوا وضلالا، منها:
- كتاب (خواص القرآن الكريم) لمحمد التيمي وقد كانت له مخطوطات تعنى بالسحر.
- كتاب (العقد المنظوم فيما تحتويه الحروف من الخواص والعلوم) لابن عربي، زعيم الصوفية في زمانه، وهو كتاب سحر ضمنهما ادعى فيه أنه من خواص القرآن في قضاء الحاجات تدليسا وتمويها.
- كتاب (السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل) للشاذلي، زعيم الطريقة الشاذلية، وهو كتاب سحر في حقيقته.
وغيرها من الكتب التي أفسدت على البعض دينهم وأوقعتهم بالبدع، فمدار مصنفاتهم لا يخرج عن أمرين:
أ‌. حقيقة طلاسمهم السحر التي يتقرب بها للشياطين.
ب‌. دعاوى مجردة، لا دليل عليها، فيها كذب على الصالحين يلبسون بها على الناس.
كما كان لغير المتصوفة خلط وإساءات في هذا الباب، فجمعوا الغث والسمين، والضعيف والصحيح، كما صنف الدهلوي كتابه (الفوز الكبير في أصول التفسير): الذي ذكر فيه أن هناك من تكلم في خواص القرآن من ناحيتين: منها ما يشبه الدعاء، ومنها ما يشبه السحر...) فقد أتى بدعاوى منكرة من جهله وغلوه في هذا الباب، وتأثره بالصوفية.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 شعبان 1441هـ/10-04-2020م, 12:07 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم.
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
تدل النصوص الكثيرة على تفاضل سور القرآن وآياته، وأرد على منكر ذلك بقوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} حيث استعمل اسم التفضيل، وبقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} بدلالة تخصيص الفاتحة المراد بقوله {سبعاً من المثاني} مع كونها من القرآن. وأيضا بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل بعض السور والآيات، مثل ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلَّى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل سورة القاتحة: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن"، وما رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم بن عمران التجيبي عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل"؛ وبما جعل لبعض السور والآيات من الخواص، كوجوب قراءة الفاتحة في الصلاة وجعلها أيضا رقية، وما ذكر في فضل المعوذتين، وعدل سورة الإخلاص ثلث القرآن.
وقد خالف في هذه المسألة أبو حاتم ابن حبان، ومكّي بن أبي طالب القيسي، ونسب القاضي عياض والقرطبيّ والزركشي القول بعدم التفضيل إلى أبي الحسن الأشعري وأبي بكر محمد بن الطيّب الباقلاني محتجين بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول، والذاتية في الكلّ واحدة، وهي كلام الله، وكلام الله تعالى لا نقص فيه. واحتجاجهم هذا غير صحيح؛ بل هو خطأ مخالف لدلالة الأدلّة الصحيحة التي أشير إليها آنفا. وذلك لأن أسماءه تعالى الحسنى وصفاته العليا بعضها أحب إليه من بعض، مع كونها كاملة لا نقص فيها، ويدل على ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره من طريق مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب").
وما أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي".
وعلى هذا فالقول بتفاضل سور القرآن وآياته هو القول الصحيح الذي دلّت عليه النصوص الكثيرة، وهو القول المأثور عن السلف.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
ورد في فضلها أحاديث كثيرة دلَّت على أنّها أعظم سور القرآن، وأنّها أفضل القرآن، وأنّها خير سورة في القرآن، وأنّها أمّ القرآن. من ذلك ما رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد". ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: "ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن"، قال: {الحمد لله رب العالمين} "هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".

2: سورة البقرة.
قدّمت سورة البقرة في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم إياها في القيام، فكان يبدأ بها، وهذا من دلائل شرف قدرها. هي أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد تضمّنت سورة البقرة أعظم آية في القرآن، وهي آية الكرسي التي صحّ في فضلها وعظيم ثواب تلاوتها جملة من الأحاديث، وصحّ أنّ المؤمن يُحفظ بها من كيد الشياطين. ودلّت الأحاديث الصحيحة على أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه، وأنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين. بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول: «تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة» ثم سكت ساعة، ثم قال: " تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا)). رواه أحمد وابن أبي شيبة والدارمي ومحمد بن نصر والطبراني والبغوي كلهم من طريق: بشير بن المهاجر الغنوي، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، وحسّنه الألباني رحمه الله في الصحيحة.

3. خواتيم سورة البقرة.
قد صحّ في خواتيم سورة البقرة عدد من الأحاديث التي دلّت على جلالة قدرها عند الله عزّ وجل، وعظيم ثواب تلاوتها، وأنّها مما ادّخره الله تعالى لهذه الأمّة، وفضّلها به على غيرها من الأمم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى وغيرهم من طريق عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1: سورة آل عمران
الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة. رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
الثاني: عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.
الثالث: عن عثمان بن عفان، قال: "من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة" رواه الدارمي، وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث.

2: سورة النساء
الأول: عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "من قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين". رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: "كتب من الحكماء". وإسناده منقطع؛ لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
الثاني: عن ابن عباس قال: "من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض"، رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه من طريق عبد الله بن قيس وهو مجهول الحال.
الثالث: عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: "من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم". رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع؛ وفي إسناده سلام بن سليمان المداينيّ الذي قال فيه ابن معين: "ليس حديثه بشيء".

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
هنا ثلاثة أسباب هي أكثر ما يدعو أهل العلم لتدوين المرويات الضعيفة:
الأول: التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغترّ بها. وهذا السبب هو الأصل.
الثاني: التقوية بتعدد الطرق والشواهد؛ فإنه إذا تعددت طرق حديث في إسناده رجل يضعّف لضعف ضبطه أو فيه انقطاع يسير، أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
الثالث: رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.
وهذان السببان معينان على السبب الأول.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؛ لأنه قد يروى بإسناد آخر صحيح. ومن ذلك ما رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه عن أبي أمامة مرفوعاً: "اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن". وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة فقال بعد ذكر إسناده: "وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب". ولهذا حكم عليه بأنه ضعيف جدا. وقد روى هذا الأثر عن أبي أمامة بالأسانيد الصحيحة شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي موقوفاً بلفظ آخر: "اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن". وهو كما ظهر مرفوع حكما من جهة المعنى؛ لأنه مما لا يقال بالرأي والاجتهاد.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
الأول: الإرسال، وهو لا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات. فمن أهل العلم من يضعّفها مطلقاً، ومنهم من يقبلها بشروط منها أن يكون المرسِل من كبار التابعين، وأن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة، وأن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية، وأن يكون الحديث الذي أرسله غير منكر المتن.
الثاني: الانقطاع في السند، يعرف الانقطاع بمعرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه، و بتصريح الراوي بعدم سماعه ممن روى عنه، وبحصر الراوي ما سمعه من شيخه، و بنصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.
الثالث: المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
الرابع: الخطأ في الإسناد.
الخامس: المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
السابع: منكر المتن.
النوع الثامن: الضعيف الذي لا أصل له، وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج. ومن المتقدّمين من يصف الخبر الذي ليس له إسناد مخرجه صحيح بأنّه لا أصل له، وإن كان مروياً بإسناد من الأسانيد الواهية.
التاسع: الموضوع، وهو شرّ هذه الأنواع.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
اصطلاح "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعان متعددة:
الأول:ما اختص به القرآن من تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
الثاني: ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
الثالث: التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا تغلب عليه العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
باب الفهم في القرآن واستخراج الخواصّ منه بابٌ واسع، وإذا أصاب فيه المؤمن دلالة صحيحة على بعض الخواصّ فهو فضل عظيم. ويمكن معرفة خواص القرآن مما يلي:
الأول: نصوص الكتاب والسنة، كقول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم؛ وما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في رقيته للديغ بسورة الفاتحة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: "وما يدريك أنها رقية".
الثاني: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم. وما صح منهم في هذا قليل مع ورود آثار كثيرة. ومن أهل العلم من يعمل بما كان فيه ضعف يسير ومتنه غير منكر.
والآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.
ومما جاء عنهم ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}. وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
ولا ينبغي أن يُغترّ بالآثار المروية بأسانيد واهية، ويقبل بثلاثة شروط:
الأول: أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة.
الثاني: لا يكون في المتن ما ينكر.
الثالث: عدم اعتقاد ثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومن ذلك: ما رواه البيهقي في الدعوات من طريق الحَسَن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (إذا استصعبت دابة أحدكم أو كانت شَموساً فليقرأ هذه الآية في أذنها {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}. والحسن بن عمارة متروك الحديث.
الثالث: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم. من ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها). والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الرابع: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة. وهو أن يقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات. ومن هذا أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم. وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 شعبان 1441هـ/11-04-2020م, 11:39 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
قال تعالى( ما ننسخ من آية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها)
وقال تعالى( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات)
وقال تعالى( ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم)
عن ابي سعيد المعلى قال كنت اصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم اجبه فقلت يا رسول الله اني كنت اصلي فقال الم يقل الله (استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم) ثم قال لاعلمنك سوره هي اعظم السور في القران قبل ان تخرج من المسجد ثم اخذ بيدي فلما اراد ان يخرج قلت له الم تقل لاعلمنك سوره هي اعظم سوره في القران فقال (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقران العظيم الذي اوتيته .
عن انس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل الى جانبه فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الا اخبرك بافضل القران فتلا عليه( الحمد لله رب العالمين)
وعن ابي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا المنذر اتدري اي ايه من كتاب الله معك اعظم قال قلت الله ورسوله اعلم قال يا ابا المنذر اتدري اي ايه من كتاب الله معك اعظم قال قلت( الله لا اله الا هو الحي القيوم) قال فضرب في صدري وقال والله ليهنك العلم ابا المنذر
فهذه الادله تدل على ان بعض السور والايات افضل واحب الى الله من بعضها الاخر وان كانت كلها في اعلى درجة من حسن البيان و الاحكام منزهة عن النقص والضعف او الاختلاف الا انها ليست على درجه واحده من الفضل
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
عن وائل بن الاسقع قال ان النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفه المهاجرين فسأله انسان اي ايه في القران اعظم قال النبي صلى عليه وسلم( الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنه ولا نوم): فهذا الاثر يبين ان أية الكرسي اعظم ايه في القران
و كذلك الاثرعن ابي ايوب الانصاري انه كان له سهوة فبها تمر تجيء الغول فتاخذ منه فشكا ذلك الى الرسول صلى الله عليه وسلم قال فاذهب اذا رايتها فقل:بسم الله اجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاخذتها حلفت ان لا تعود فارسلها فجاء الى رسول الله صلى وسلم فقال ما فعل اسيرك قال حلفت ان لا تعود قال كذبت وهي معاوده للكذب قال فاخذها مره اخرى فحلفت ان لا تعود فارسلها النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل اسيرك قال حلفت ان لا تعود فقال كذبت وهي معاوده الكذب فاخذها فقال ما انا بتاركك حتى أذهب بك الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت اني ذاكره لك شيئا ايه الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربه شيطان ولا غيره قال فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما فعل اسيرك فاخبره بما قالت قال صدقت وهي كذوب . وهذا يدل على ان من قرا ايه الكرسي لا يقرب الشيطان بيته
و عن ابي امامه الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرا ايه الكرسي دبر كل صلاه مكتوبه لم يمنعه من دخول الجنه الا ان يموت..
2: سورة آل عمران.
من فضائل سوره ال عمران انه يأتي القران يوم القيامه واهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سوره البقره وال عمران في اثر عن النواس بن سمعان
و عن ابي امامه الباهلي مرفوعا قال(اقرؤوا الزهراوين البقره وسوره آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامه كانهما غمامتان)
وعن بريده بن الحصيب مرفوعا (تعلموا سوره البقره وال عمران فانهما الزهراوان وانهما تظلان صاحبهما يوم القيامه.
وعن ابي امامه الباهلي مرفوعا (اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب في سور ثلاث البقره وال عمران وطه )
وعن عبد الله بن مسعود قال من قرا ال عمران فهو غني والنساء محبره .
وعن انس بن مالك رضي الله عنه كان الرجل اذا قرا البقره وال عمران جد فينا وعن ابي امامه الباهلي قال :ان أخا لكم أري في المنام ان الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل و على راس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان هل فيكم من يقرا سوره البقره هل فيكم من يقرا سوره ال عمران فاذا قال الرجل نعم دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل
ولخواتيم آل عمران فضل حيث جاء عن ابن عباس رضي الله عنه انه بات عند ميمونه ام المؤمنين وهي خالته فقال فاضطجعت على عرض الوساده واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم واهله في طولها فنام رسول الله حتى انتصف الليل او قبله بقليل او بعده بقليل ثم استيقظ رسول الله فجلس فمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرا العشر ايات خواتيم سوره ال عمران ثم قام الى شق معلقة فتوضا منها فاحسن وضوءه ثم قام يصلي
وعن عائشه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لقد انزلت علي الليله ايه ويل لمن قراها ولم يتفكر فيها (ان في خلق السماوات والارض)
3: سورة النساء
قال الله تعالى( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم) قال ابن عباس في احد القولين المشهورين في تفسير هذه الايه هي السبع الطوال
عن عائشه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اخذ السبع فهو حبر
وقال اسحاق بن راهويه السبع يعني البقره وال عمران والنساء والمائده والانعام والاعراف ويونس، وان كان هناك خلاف في تحديد السبع الطوال ولكن لا خلاف في دخول النساء فيها
وقال حارثه بن مضرب انه سمع عمر بن الخطاب: ان تعلموا سوره النساء والاحزاب والنور
عن المسور بن مخرمه انه سمع عمر بن الخطاب يقول تعلموا سوره البقره وسوره النساء و سوره المائده وسورة الحج و سوره النور فان فيهن الفرائض
وعن عبد الله بن مسعود قال ان في النساء خمس ايات ما يسرني ان لي بها الدنيا وما فيها ولقد علمت ان العلماء اذا مروا بها يعرفونها
( ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)
( ان الله لا يظلم مثقال ذره)
( ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)
( ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
( ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما)
عن ابراهيم النخعي قال قال عبد الله: ان في القران ايتين ما اذنب عبد ذنبا ثم تلاهما واستغفر الله الا غفر الله له( ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله )وفي ال عمران( والذين اذا فعلوا فاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون)

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
حديث عباده بن الصامت مرفوعا (أم القران عوض عن غيرها وليس غيرها عن منها يعوض) قال الدارقطني تفرد به محمد بن خلاد وهو مختلف فيه وقد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه ويروى بالمعنى ويقع في حديثه بعض ما ينكر عليه وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عباده بن الصامت بلفظ لا صلاه لمن لم يقرا بفاتحه الكتاب فلعل بن خلاد روى الحديث في المعنى فاخطا فيه
حديث يوسف بن عطية عن ابي الدرداء مرفوعا( فاتحه الكتاب تجزي ما لا يجزي شيئا من القران ولو ان فاتحه الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القران في الكفه الاخرى لفضلت فاتحه الكتاب على القران سبع مرات
ويوسف بن عطيه أحد رجال السند كثير الوهم والخطأ ومتروك الحديث قال فيه البخاري منكر الحديث وقال عنه النسائي متروك الحديث
حديث ابان عن ابن عباس مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم فاتحه الكتاب تعدل ثلثي القران
واختلف في ابان من هو فذهب البوصيري الى انه ابان بن صمعة وهو ثقه ولكنه اختلط بعد ما اسن وذهب الالباني الى انه ابان بن ابي عياش البصري وهو متروك الحديث وضعفه لضعف ابان
2: سورة البقرة
حديث عبيد الله بن ابي حميد عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوابالقران احلوا حلاله وحرموا حرامه، وفيه: الا اني اعطيت سوره البقره من الذكر الاول واعطيت طه والطواسين في الواح موسى واعطيت فاتحه الكتاب وخواتيم البقره من تحت العرش والمفصل نافله
عبيد الله بن ابي حميد متروك الحديث
_حديث سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل شيء سناما وان سنام القران سوره البقره من قراها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قراها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثه ايام
من رواه الحديث خالد بن سعيد المدينه لا يتابع
حديث معاويه بن صالح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ختم سوره البقره بايتين اعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما وعلموها نساءكم وابناءكم فانها صلاه وقران ودعاء
ابو عبيده رواه عن عبد الله بن صالح مرسلا موافق روايه ابن وهب عن معاويه عند ابي داوود في المراسيل وهو الصواب
الحديث ضعفه الالباني
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
الحديث لا يحكم بصحته الا اذا صح اسناده ومتنه
وصحة الاسناد تتحقق بثلاثه امور
1-ان يكون رجاله ممن تقبل روايته فالذين لا تقبل روايتهم على درجتين
_ان يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم اهل الصدق في الجمله لا يطرح حديثهم جمله ولا يقبلون مطلقا بل يعتبر حديثهم اذا ورد من طرق اخرى او كان له شواهد تحكم بصحته
- الذين لا تقبل مروياتهم مطلقا ولا يعتبر بها هم متروكي الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب
2- ان يكون الاسناد متصلا غير منقطع
3-انتفاء العلة القادحة في صحة الاسناد كالمخالفه والتدليس
وصحة المتن لا تتحقق الا بامرين
1_صحة الاسناد اليه
2_ انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفه والنكارة والاضطراب و الروايه بالمعنى والتصحيف والتحريف وغيرها
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
منها الصحيح ومنها ما ترجع صحته ومنها الضعيف ومنها ما يترجح مضاعفه ومنها ما يكثر خلاف اهل العلم فيها وهي على 5 درجات
1-مرويات صحيحه لذاتها وهي التي تثبت باسناد صحيح من غير شذوذ ولا عله قادحه في الاسناد ولا في المتن
2 المرويات الصحيحه ل غيرها وهي التي يكون في اسانيدها بعض الضعف الذي يجبر بالشواهد وتعدد الطرق
3 مرويات ضعيفه ضعفا محتملا و يكون متنها غير منكر من حيث المعنى وفي الاسناد ضعف قابل للتقويه
4 المرويات وهي التي يكون في اسنادها ضعف شديد او يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحه
5 الموضوعة التي تبين انها مختلقة مكذوبة
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو من اشهر الموضوعات في فضائل القران رواه ابو بكر بن ابي داود السجستاني في فضائل القران كما في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد
وقال ابن الجوزي هذا الحديث فرقه ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة ما يخصها وتبعه ابو الحسن الواحدي في ذلك و لم اعجب منهما لانهما ليسا من اصحاب الحديث انما عجبت من الامام ابي بكر بن ابي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القران وهو من اهل هذا الشان ويعلم انه حديث محال ولكن شره جمهور المحدثين فان مين عادتهم تلفيق حديثهم ولو بال بواطيل وهذا قبيح منهم فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين
قال وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك وفي اسناد الطريق الاول بزيع قال الدارقطني متروك وفي الطريق الثاني مخلد بن عبد الواحد قال ابن حبان منكر الحديث جدا ومما يدل على انهم مصنوع انه قد استنفد السور وذكر في كل واحده ما يناسبها من الثواب بكلام الرقيق في نهايه البروده لا يناسب كلام الرسول
ثم روى ابن الجوزي باسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي انه تتبع طريق هذا الحديث من شيخ لشيخ حتى وصل الى شيخ بعبادان فاخذ بيده وادخله بيت فاذا في قوم من المتصوفه ومعهم شيخ فقالت له يا شيخ من حدثك فقال لم يحدثني احد ولكن رايت الناس قد رغبوا من القران فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم الى القران.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلاله الاولى :دلاله نصوص الكتاب والسنه الصحيحه
من القران قول الله في شان يونس عليه السلام اذ التقمه الحوت( فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) فتبين من هذه الاية اثر التسبيح والتوحيد في نجاة الفرد من الغم والكرب وفي قوله تعالى (وكذلك ننجي المؤمنين) دليل على ان هذا الامر لا يخص يونس عليه السلام وحده بل لكل المؤمنين اذا دعوا الله واستغاثوا به معترفين بذنوبهم
في الاحاديث النبويه ما يخص سوره الفاتحه من حديث ابي سعيد الخدري النبي صلى وسلم (وما يدريك انها رقيه ) ففيها خاصة الفاتحه في انها رقية للديغ
الدلاله الثانيه :ما ثبت عن الصحابه رضي الله عنهم
ومنها ما رواه ابو داوود : حدثنا ابو زميل قال سالت ابن عباس :ماشي اجده في صدري قال ما هو قلت والله ما اتكلم به,قال :أشيء من شك وضحك قال مانجا من ذلك احد حتى انزل الله (فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسال الذين يقراون الكتاب من قبلك )قال فقال لي اذا وجدت من نفسك شيئا فقل( هو الاول والاخر والظاهر والباطن)
الدلاله والثالثه :ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم
ومنه ما رواه سعيد بن منصور عن المغيره بن سبيع العجلي انه قال من قرا عند منامه ايات من البقره لم ينس القران (والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم) وايه الكرسي و الثلاث ايات من اخرها
والمغيره تابعي ثقه من اصحاب عبد الله بن مسعود والاسناد اليه صحيح
الدلاله الرابعه :الاجتهاد في ادراك التناسب بين الايات وحالات مخصصه
ومن ذلك ان الامام احمد بلغه ان صاحبا له اصابته حمى فكتب اليه بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله محمد رسول الله قلنا يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك اله الحق
ان هذه الرقية فيها معنى التوسل إلى الله بقدرته على جعل النار بردا وسلاما على ابراهيم ان يجب عن المحموم حراره الحمى من فيح جهنم
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
يجب على المسلم ان يحذر من الغلو في هذا الباب لانه قاد الغلاة الى فساد كبير وانحلال من الدين ومن ذلك ما ابتدعته الصوفيه الغلاة في خواص القران من ضلالات واستعمال اشياء غير معقوله المعنى من رسوم وأوفاق تبين للمحققين انها طلاسم السحر وسموا الشياطين الذين يتقربون اليهم خدام الايات وسموا الاستغاثات الشركية بالعزائم وسموا غرائب اسماء الشيطان اسرار وادخلوا على الامه شرا عظيما و بلاء وفتنه ضل بها طوائف واوهموا على العامه بضلللاتهم
البسوا الحق بالباطل باسم خواص القران وكان منهم من يكتب الحجب ويبيعها ويزعم انه من خواص القران
فهي اما سحر تقرب الى الشياطين واما كذب علي الصالحين بذكر تجارب مزعومة ودعاوى متهمة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 شعبان 1441هـ/11-04-2020م, 10:04 PM
براء القوقا براء القوقا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 120
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: يردّ عليه من جهتين :
أولا: ماورد في الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفضيل بعض السور والآيات عن بعضها:
· أما تفاضل السور فما يلي:
1. قال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
2. وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
3. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»

· أما تفاضل الآيات:
1.عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».

ثانيا: تفضيل الله أسماءه بعضها على بعض.
1. عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب").
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة»ا.هـ.
.***************************************************
س2: ورد في فضلها أحاديث كثيرة دلَّت على فضل سورة الفاتحة:
1. أنها أعظم سورة القرآن:
كما ورد في حديث سعيد بن المعلى:"ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».

2. أنها أم القرآن والسبع المثاني:
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»
3. لم ينزل مثلها لا في التوراة ولا الانجيل ولا الزبور
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »

4. لم يؤت مثلها نبي قط:
وحديث ابن عباس حين قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
5. أنها أفضل رقية:
وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حين قال للصحابة لما رقوا الرهط: «وما يدريك أنها رقية؟!!»ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم).
6. لا تتم الصلاة إلا بها:
وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج"
فضائل سورة البقرة
وقد دلّت الأحاديث الصحيحة على أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه، وأنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين.
1. هي أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب.
2. عظم قدرها عن الصحابة:
لمّا كان يوم حنين وتولّى من تولّى خصّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب سورة البقرة بالدعوة فعادوا عوداً سريعاً لعِظَم الأمانة التي تحمَّلوها بهذه السورة. لذلك جعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة".وقال الزهري: حدثني كثير بن عباس، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته التي أهداها له الجذامي فلما ولى المسلمون قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عباس ناد» قلت: يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلا صيتا فقلت: يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها وارتفعت الأصوات).
3. فيها أعظم آية في القرآن، وهي آية الكرسي التي يُحفظ بها العبد من كيد الشياطين.
4. و فيها خواتيم سورة البقرة وأنّها مما ادّخره الله تعالى لهذه الأمّة، وفضّلها به على غيرها من الأمم.
5. حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»،
6. شفيعة لأصحابها يوم القيامة.
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن ، أصحابهما"
7. تنفر منها الشياطين:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»
8. أخذها بركة وتركها حسرة:
وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول: «تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة»
9. أنها سنام القرآن:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل»

خواتيم سورة البقرة
1. لم يؤتها نبي قبل نبينا صلى الله عليه وسلم:
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه وقال: (...أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
2. تكفي صاحبها من كل سوء.
وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه»
3. وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها » قال: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
4. وحديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ..."
5. وحديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).
6. أنها من بيت كنز تحت العرش:
وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي"
7. أنهما اصطفى الله بهما النبي صلى الله عليه وسلم:
أثر عقبة بن عامر قال: (تزوّدوا من الآيتين [اللتين] في آخر سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} إلى خاتمتها، فإن الله اصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم.

*******************************************
س3: ضعيف ما يروى في فضل سورة آل عمران
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».
سبب الضعف:
رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
2. عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم
سبب الضعف: عبيد الله وشهر ضعيفان.
3.عن يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب الضعف: وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.


ضعيف ما يُروى في فضل سورة النساء
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب الضعف: وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه.
سبب الضعف: وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي.
سبب الضعف: وهو موضوع، سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

*********************************************

س4: أسباب عناية العلماء بجمع المرويات الضعيفة
اعتنى العلماء بجمع الضعيف من المرويات لثلاث أسباب:
الأولى: التحذير من ضعفها لئلا يغتر الناس بها:
وقد قال أبو بكر الأثرم: (رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه. فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه على الوجه؟
فقال: رحمك الله يا أبا عبد الله! أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ إنسان بعده فيجعل أبان ثابتا ويرويها عن معمر، عن ثابت، عن أنس، فأقول له: كذبت إنما هو عن معمر، عن أبان لا عن ثابت).
وروى ابن الأبّار عن يحيى بن معين أنه قال: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نَضِجا!).
والثاني: جمع الطرق لمعرفة ما يصلح منها للتقوية بتعدد الطرق والشواهد، فإذا تعددت طرق هذا الحديث أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
والثالث: رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص


س5: ضعف الإسناد لا يعني ضعف المتن مطلقاً ؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح.
مثال ذلك:
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».
أورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
وقال عن إسناده واهٍ جدا لأن مسلمة بن علي - وهو الخشني – متروك.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
أ: فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
ب: وأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
ج: وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة».
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.
وبمجموع الطرق فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
**********************************************


س6: أنواع المرويات الضعيفة
الضعفُ له أنواع وأسباب عائدة إلى الإسناد أو إلى المتن أو إليهما معاً، ومن تلك الأنواع:
النوع الأول: الإرسال،
والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد،
فلا يقبل إلا في حالتين"
1. أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح.
2. أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.
والمراسيل على أنواع ودرجات :
1. ضعيفة مطلقا.
2. مقبولة وهي مراسيل كبار التابعين إن كان لا يروى إلا عن ثقة، وألا يكون الحديث شاذ أو منكر.
مثال: مرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
النوع الثاني: الانقطاع في السند،
ويعرف الانقطاع بأحد هذه الأمور:
- معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
- تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه.
- أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً.
- و نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.
مثال: ما رواه عبد الرزاق والدارمي من طريق أيوب، عن أبي قلابة الجرمي أن رجلاً قال لأبي الدرداء: إن إخوانك من أهل الكوفة، من أهل الذكر، يقرئونك السلام. فقال: «وعليهم السلام، ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنّبهم الجور والحزونة».
وهذا إسناد رجاله ثقات غير أنّ أبا قلابة لم يدرك أبا الدرداء.
النوع الثالث: المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
مثال: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: «تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة».
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهو بهذا قد خالف الرواية الموجودة في الصحيحين: عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
النوع الرابع: الخطأ في الإسناد
مثال: حديث هدبة بن خالد الذي رواه عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان»
فهذا الحديث أخطأ في إسناده هدبة بن خالد، فهو ليس حديث شداد بن أوس، وإنما هو من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
النوع الخامس: المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
مثال: الضعيف لجهالة عين أحد رواته: ما رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة كلهم من طريق معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم».
فشيخ سليمان التيمي مجهول العين لمّ يُسَمَّ، وكذلك أبوه الراوي عن معقل.
مثال رواية مجهول الحال: ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض».
وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
مثال: ما رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما من طريق حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ القرآن واستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ».
وحفص بن سليمان متروك الحديث لكثرة خطئه فيه.
النوع السابع: منكر المتن
وهو الحديث الذي فيه علة ظاهرة في الإسناد لأن ضعف الإسناد يدلّ على نكارة المتن.
ومن أمثلة ذلك: ما رواه أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جرير من طريق أبي معاوية عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سألتُ عائشة عن لَحْنِ القرآن: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون}، {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة}، و{إن هذان لساحران}؛ فقالت: «يا ابن أختي، هذا عَمَلُ الكُتَّاب، أخطأوا في الكِتَاب».
متنه منكر جداً، يبعد أن يصدر عن مثل عائشة رضي الله عنها، وهي تقرأ هذه الآيات كما يقرؤها المسلمون، وتعلم أنَّ الأصل في القراءة الرواية مشافهة، وتعلم أيضاً أنّ كتابة المصاحف كانت عن إجماع من الصحابة رضي الله عنهم، وأن الذين انتدبوا لكتابته ومراجعته جماعة يستحيل تواطؤهم على الخطأ واللحن.
النوع الثامن: الضعيف الذي لا أصل له.
وهو الحديث الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
مثال: ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه».
وهذا الحديث لا أصل له.
النوع التاسع: الموضوع
وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.
ومن أشهر الموضوعات في فضائل القرآن الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة.
وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني عن أبي بن كعب أنه قال: «أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنّم، ومن قرأ سورة النّساء أعطي من الأجر كأنّما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهوديّ ونصراني تنفس في الدّنيا.. » إلخ.
**ومن المرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة، فيكون فيها انقطاع في الإسناد، وضعف في بعض رجال السند، ونكارة في المتن، وكلما زادت العلل اشتدّ الضعف..
*****************************
س7:"خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعاني متعددة:
منها: ما عرف من تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
ومنها: ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
ومنها: التأثير الإعجازي للقرآن، وهو العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.



س8: يجوز الأخذ بالله والله تعالى أعلى وأعلم لما جاء لها من أدلة في القرآن والسنة الصحيحة،
أما الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم بأسانيد ضعيفة، فلا تقبل في هذا الباب إلا أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة ولا يكون في المتن ما ينكر فتؤخذ على أنّها رقية لا على اعتقاد ثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم.
مع الحذر من عدم الغلو في خواص القرآن كما فعل كثير من المبتدعة:
وأما الأدلة فهي كالتالي:
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة
فأمّا القرآن :
1. قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام:"{فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بذلك على أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين.
**ويؤيد ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
2. ومن ذلك أي: قوله تعالى: { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)}.
فقول هذه الكلمة عند الخوف له أثر في دفع البلاء والسلامة منه.
وأما الأحاديث:
1. فمن ذلك رقية اللديغ بسورة الفاتحة ،وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: «وما يدريك أنها رقية».
فهذا مما يُعدّ من خواصّ سورة الفاتحة. وفي الحديث فائدة أخرى، وهي اجتهاد الراقي في اختيار الآيات التي يرى مناسبتها للحالة التي يرقيها، وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرّه على ذلك.
2. وحديث ابن أبي حثمة القرشي قال: حدثتني أمّي أنها كانت ترقي في الجاهلية فلمّا جاء الإسلام قالت: لا أرقي حتى أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأتته فاستأذنته؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارقي ما لم يكن فيها شرك).
3, من خواصّ سورة البقرة نفور الشياطين من البيت الذي تُقرأ فيه، كما دلّ على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»
- ومن خواصّها ما ثبت من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة
3. ومن خواصّ القرآن ما ثبت من أثر فواتح سورة الكهف : أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال».

والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
فمن ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي عن عكرمة قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
- ومن ذلك: ما رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه عن محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت زِرَّ بنَ حبيش، يقول: «من قرأ آخر سورة الكهف لساعةٍ يريد أن يقومها من الليل قامها»
قال عَبْدَة: فجربناه، فوجدناه كذلك.
قال أبو عبيد: (وقال ابن كثير: وقد جربناه أيضا في السرايا غير مرة، فأقوم في الساعة التي أريد. قال: وأبتدئ من قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين} إلى آخرها).
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
- وذكر ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}.
فدلالة المناسبة ظاهرة؛ فالأرض والجسد من خلق الله تعالى، ومن قدر على تلك الآية العظيمة من تصريف ماء الطوفان العظيم لا يعجزه أن يشفي المرعوف من رعافه.
_وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه، تعجز العقول عن حملها - من محاربة أرواح شيطانية، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة - قال: فلما اشتد علي الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرءوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة.
وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه. فرأيت لها تأثيرا عظيما"
والخلاصة في هذا الباب أن يقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات؛ فيجد فيما يقرأ ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه، ، ويتوسّل إلى الله أن يذهب عنه ما يجد ويحاذر.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 شعبان 1441هـ/11-04-2020م, 10:32 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

من رد القول بالتفاضل بين السور و الآيات كان أحد اثنين :
1- رد ذلك لأنهم فهموا التفاضل في اللفظ و ليس المعنى ، فالتفاضل في المعاني العجيبة و كثرتها لا من حيث الصفة .
و قد قال القاضي عياض في قولهم ( لأن مقتضى الأفضل نقص المفضول عنه، وكلام الله لا يتبعّض، قالوا: وما ورد من ذلك بقوله: " أفضل وأعظم " لبعض الآي والسور فمعناه: عظيم وفاضل) و احتجوا أن كون ان هناك فاضل فهناك نقص في المفضول و ممن قال بذلك أبو حاتم ابن حبان صاحب الصحيح، ومكّي بن أبي طالب القيسي، ونسب القاضي عياض والقرطبيّ والزركشي القول بعدم التفضيل إلى أبي الحسن الأشعري وأبي بكر محمد بن الطيّب الباقلاني وهو من كبار الأشاعرة ونظّارهم.
2-أن القرآن كلام الله و كلام الله صفة من صفاته و صفات الله لا تتفاضل.
و ممن قال ذلك القرطبي و الزركشي
الرد على القولين :
1- تواترت الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و الآثار على تفاضل الآيات و السور
فآية الكرسي هي اعظم آية في القرآن و فضل سورة البقرة و آل عمران و أنهما تحاجان على صاحبهما يوم القيامة
الإخلاص أنها تعدل ثلث القرآن و المعوذتان و فضلهما في (,ما تعوذ النلس بافضل منهما )
و لكي توافق مثل هذه الأحاديث و الآثار عقيدتهم الفاسدة بعدم تفاضل آي القرآن تكلفوا في تفسيرها لردها ،
فمن أقوالهم قول ابي سعيد المعلي ان قوله صلى الله عليه و سلم هي أعظم سورة مقصوده أراد بالأجر .
2- قول بعضهم ان كلام الله لا يتفاضل لأنه صفة من صفاته و لا تتفاضل فهذا قول ترده الاحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب").
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة و قال :فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه .
الرد على أصحاب العقيدة الفاسدة في القرآن من الأشاعرة و غيرهم ، رد لمنهجهم اولاً و لا يُلتفت لرأيهم.
و ممن منع تفاضل آي و سور القرآن الإمام مالك يُحمل قوله (إن صدق )على منع التفضيل الذي يحمل على نقص المفضول.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

1- أعظم سورة في القرآن
الدليل حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له : «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
و عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
2-أفضل القرآن :
الدليل
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم
3-خير سور القرآن
الدليل
حديث عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله ، قال له رسول الله صلى الله علي و سلم : (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟).
قلت: بلى يا رسول الله.
قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها). رواه الإمام أحمد والضياء المقدسي في المختارة ورواه البيهقي في شعب الإيمان .
- ومنها فضائل متعلّقة بعظم ثواب قراءتها.
1- ما قرئ بحرف منها الا أعطيه تاليه
الدليل
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قول جبريل للرسول صلى الله عليه و سلم : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
و اختلف في المعنى على قولين ( لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
قول بعض العلماء الحرف بكلّ كلمة فيها طلب ، و دعاء اهدنا ن غفرانك
القول الثاني الأظهر : عموم حروفها؛و ذلك الذي يظهر من حديث أبي هريرة مرفوعاً : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي..
فالجملة الطلبية يكون مقابلها إجابة الدعاء و كل جملة فيها ذكر و خبر يكون مقابلها الثواب و الجزاء من الله .
ومنها فضائل متعلّقة ببيان خصائص بعض السور والآيات وبعض آثارها التي امتازت بها.
- ومنها فضائل متعلّقة بالتنبيه على عظم معانيها وسعة دلائلها.
فضائل متعلقة بخصائص سورة الفاتحة
1-أنها رقية و شفاء
الدليل
*حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عندما رقى بها رجل منهم ، قرأ ببها سبع مرات على رجل ملدوغ ؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية
* حديث عامر بن شراحيل الشعبي، عن خارجة بن الصلت، عن عمّه، قال: أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب، فقالوا: نُبّئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم دواء أو رقية؟ فإنَّ عندنا معتوها في القيود. قال: فقلنا: نعم.
قال: فجاءوا بالمعتوه في القيود، قال: فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، أجمع بزاقي، ثم أتفل، قال: فكأنما نشط من عقال قال: فأعطوني جُعْلا، فقلت: لا، حتى أسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته فقال: « كل لعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق »
2-لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب
الدليل : حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» والأحاديث في الأمر بقراءة الفاتحة في الصلاة متواترة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» ثلاثا غير تمام.
فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: «اقرأ بها في نفسك»؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل
2-فضائل سورة البقرة
فضائل لمكانتها
سنام القرآن
الدليل : أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل»
من قرأها كانت له شرفاً و رفعة
الدليل
بن عباس، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم طلب منه يوم حنين أن ينادي بين المجاهدين يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلا ففعل فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها وارتفعت الأصوات.
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
فضائل لثواب قارئها
أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه
الدليل ::
حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما»
، وهي أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب؛ فكان لهذه السورة شأن عظيم عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند أصحابه؛ فمن حفظها منهم جَدَّ في أعينهم، وعَظُمَ شأنُه؛ لأنَّهم كانوا يتعلّمون ما فيها من العلم والعمل والإيمان.
1- فضائل لخصائص في السورة
، وأنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة
الدليل
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»
وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»
3-فضائل خواتيم سورة البقرة
خواتيم سورة البقرة
1-أنها نور لم يؤتها أحد من الأنبياء و من قرأ بحرف منها الا أوتيه
الدليل : . حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
2- تكفي من قرأها في ليلته
الدليل : وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «
2-أُعطيها رسول الله صلى الله عليه و سلم في السماء السادسة :
الدليل : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عن معرج الرسول صلى الله و سلم الى السماء السادسة قال: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
3- ينفر منها الشياطين
الدليل :
وحديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان
3-.بها فُضل رسول الله صلى الله عليه و سلم
الدليل : وحديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي
4-علو منزلتها و مكانها
الدليل : . وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
2: سورة النساء
سورة آل عمران

1-حديث رواه الدارمي عن بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال:( من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة) وابن لهيعة ضعيف الحديث.
2- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً ( ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران) رواه الطبراني وأبو نعيم من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث.
3-عن سعر بن كدام عن جابر بن يزيد الجعفي عن الشعبي عن ابن مسعود أنه قال (نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران, يقوم بها الرجل من آخر الليل». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه، والبيهقي في شعب الإيمان، وجابر الجعفي متروك الحديث.
ورواه عبد الرزاق عن ابن عيينة عن أصحابه عن ابن مسعود، وهو معضل.
مما يروى ضعيفا في فضل سورة النساء
1-عن يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ( من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين )
رواه أبو عبيد ، ورواه البيهقي من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه خالفه في اللفظ فقال: (كتب من الحكماء).
الإسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2- عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال ( من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض )
رواه ابن أبي شيبة وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3-عن سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ( من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم ) رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1-لتبيينه لناس ، حتى لا يتبعوا باطلاً .
2-لجمع طرقها و شواهدها ، فكثرة الشواهد مما يقويها و يرفعها من درجة الضعف الى الحسن لغيره .
3-لجمعه و سهولة الوصول له من أهل العلم بتصنيفه في مصنفات كتب و أبواب فيسهل دراستها و الاستناد اليها و و لمن أحب دراستها و التحقق منها .
هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقاً فوجود شاهد للحديث من طريق آخر مما يقويه فيعمل به .
مثال : حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً(اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن)
.قال عنه الألباني : ضعيف جدا ، و ذلك لوجود مسلمة بن علي في اسناده و هو متروك الحديث .
ورد حديث آخر موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ( اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن) .
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي و هو ثقاة. و روى عنهم ثقاة و روى عن الثقاة البخاري في خلق أفعال العباد و الدارمي في سننه و ابن أبي شيبة كل بطريق .
و قد تفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله(ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة )
و مخالفة مسلمة بن عليّ لا تعتبر لأنه متروك.
و لتعدد الطرق عن ثقاة و بمجموعها فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه،كما أن هذا الأمر مما لا يكون بالرأي فهو في حكم المرفوع للنبي من جهة المعنى لا اللفظ ).
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
أنواع المرويات الضعيفة
عند الحكم على الأحاديث أو الآثار بالضعف فيكون السبب اما في الاسناد أو المتن و و يترتب على ذلك عدداً من أنواع المرويات منها : :
1_ الإرسال، و هو أحد أنواع الحديث المنقطع و يكون الانقطاع ما بين التابعي و رسول الله صلى الله عليه و سلم حكمه : لا يقبل الا بشرط من الشروط الآتية :
1-أن تكون له رواية متصلة لنفس التابعي و عن ثقاة.
2-يكون للحديث المرسل شواهد و متابعات معتبرة .
3-أن يكون التابعي :
- من كبار التابعيين
-أن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة.
-أن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية.
-أن يكون الحديث الذي أرسله غير منكر المتن.
مثال - مرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان)
2-الانقطاع في السند، وهو أعمّ مما قبله، و يكون الانقطاع من بعد التابعي و يتبين بأمور منها:
- التاريخ ( الوفاة و الولادة للشيوخ لمعرفة المعاصرة) ، التصريح بعدم السماع ، التصريح بمن يروي عنهم فيكون غيره منقطع ، نص الأئمة بأحد الأمرين السابقين .
3-ورود ما يخالف الأثر في المعنى المغير للفظ ‘،كتقديم أو تأخير لفظ .
4-الخطأ في الإسناد ، بذكر راوٍ مكان آخر ، سواء وهم أو كذب.
5-المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال فلا يُعلم عدالته و ضبطه .
6-أن يكون أحد الرواة متروك ، كمن يُترك حديثه لكثرة خطأه.
7-نكارة المتن منها ما هو ظاهر لأنه يصاحبه ضعف في الأسناد، و منها ما هو بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر، و هنا اما أن يزال الاشكال في النكارة دون تكلف بمعنى مقبول و إمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد الخفية .
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
المراد بخصوص القرآن اختصاص بعض السور و الآيات بخصائص عن غيرها ،يُنتفع بها في أحوال معينة .
و اُستخدم اللفظ و أطلقه العلماء على أمور عدة تتعلق بالقرآن ، منهم من أطلقه و يقصد تأثير بعض السور في أحوال مخصوصة ، كالرقية ، و منهم من يطلقه و يقصد التأثير الاعجازي و منه التأثير البلاغي ، و منهم من يذكره و مقصوده ما يختص به القرآن من أحكام و غيرها تميزه عن غيره من الكتب .
و ما يهمنا هو اختصاص تأثير بعض الآيات و السور في أحوال خاصة و تنوعت مصادره و أدلته ، نذكر منها ما يبين المراد به :
- منه ما دلت عليه النصوص الصريحة في القرآن ؛ فمن ذلك أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب كقول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين) وقال تعالى(فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)
فتبيّن بدلالة الآيتين ، ودلّ قوله تعالى: (وكذلك ننجي المؤمنين) على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين .
-و منها ما دلت عليه السنة و صحت المرويات فيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كالاستشفاء بالفاتحة و المعوذتين و أنهما رقية و أن سورة البقرة قراءتها تُنفر الشياطين .
- هناك ما ذكر عن الصحابة كالذي ذكر عن ابن عباس انه قال : إذا وجدت في نفسك شيئا فقل(هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)
- و هناك ما ذكر عن بعض الصالحين من التابعين و تابعي تابعيهم مثل ما نُقل عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال ( من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من ( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها)..
-و هناك ما كان بالاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة مثل : ما ذكره ابن القيّم رحمه الله عن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي و و دلالة المناسبة ، قدرة الله في خلقه ، فالأرض والجسد مخلوقات الله، ومن قدر على تلك الآية العظيمة من تصريف ماء الطوفان العظيم لا يعجزه أن يشفي المرعوف من رعافه. غيض الماء وقضي الأمر) ، قال: وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ) .
-و هناك ما هو موضوع و هذا يجب التنبه له و قد أُشتهر عن الصوفية و خلطوا كتبهم بكثير من المرويات الضعيفة و الموضوعة و هي محض كذب و افتراء و لا يُعمل يها .
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن
اذا كان بعض كلام البشر ذا له بعض الخصوص و الأثر ، فكيف بكلام رب العالمين ٌال تعالى (قال تعالى( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )، فصاحب البلاء يقرأ ما يجد فيه لنفسه طمأنينة روح و شفاء لصدره ، الوقوف على هذا الباب ، من باب الافتقار الى الله عز و جل و التوسل له بآياته و التعرض الى رحمة الله طالباً رفع بلاء
أجاز الشرع الرقية بالقرآن ما لم يكن شركاً ، و التجارب التي تُحكى يؤخذ بها على أن يكون هناك مناسبة بين خصوص الآية و الحالة التي استخدم لها ، دون تكلف ، لا يدخلها شرك ، و يكون من يقوم بذلك ذا عقيدة سليمة .
عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟
فقال: «اعرضوا عليَّ رُقاكم، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك».
هناك تجارب للصحابة أقرها رسول الله كالرقية بالفاتحة ، و هناك تجارب للصالحين كابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف(وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر)
و قال بن القيم : وسمعته يقول: (كتبتها لغير واحد فبرأ)
قال ابن حجر ( وقد تمسّك قوم بهذا العموم فأجازوا كلّ رقية جُرّبت منفعتها، ولو لم يُعقل معناها، لكن دلّ حديث عوف أنّه مهما كان من الرُّقى يؤدّي إلى الشرك يُمنعْ، وما لا يعقل معناه لا يُؤمنُ أن يؤدي إلى الشرك فيُمنع احتياطاً)

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 شعبان 1441هـ/12-04-2020م, 12:09 AM
عطاء طلعت عطاء طلعت غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 90
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
هناك من أنكر تفاضل سور القرآن الكريم وآياته منهم أبو حاتم ابن حبان صاحب الصحيح، ومكي بن أبي طالب القيسي، ونسب القاضي عياض والقرطبي والزركشي القول بعدم التفضيل إلى أبي الحسن الأشعري والباقلاني، وروي معناه عن مالك.
**وأدلتهم في ذلك:
1- قال ابن حبان في قول النبي (ألا أخبرك بأفضل القرآن) أي: أخبرك بأفضل القرآن لك ولم يقصد به التفاضل لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل.
2- قال ابن حبان في حديث (هي أعظم سورة) أراد به في الأجر لا في بيان التفاضل.
3- مكي بن طالب قال كلام الله ليس مخلوق والتفاضل يقع بين المخلوقات.
4- الأشعري والباقلاني اعتبروا أن الأفضل فيه نقص عن المفضول عنه وكلام الله لا يتبعض، ولا يتجزأ، وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه.
5- احتج القرطبي والزركشي بأن القرآن كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وصفاته تعالى لا تتفاضل كما أن أسماءه لا تتفاضل.
6- احتجوا بما روي معناه عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها.
**الرد عليهم:
أ‌- ذهب كثير من أهل العلم من السلف والجمهور وأئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة، وإسحاق بن راهويه وغيرهم من العلماء والمتكلمين، والقاضي أبي بكر بن العربي وابن الحصار وابن تيمية على أن بعض كلام الله أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، وفي أسماءه تفاضل، مع كونها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة.
وأدلتهم من القرآن الكريم:
1- قوله تعالي: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها).
2- قوله تعالي ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات).
3- قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم).
وأدلتهم من السنة النبوية:
1- عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».
3- عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». وكل هذه الأدلة تدل على أن بعض الآيات والسور أفضل من بعض، كما أنه جعل لبعضها خواص اختصها بها حيث جعل الفاتحة من آكد واجبات الصلاة وجعل لخواتيم البقرة فضل عظيم، وجعل سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن وغير ذلك من الأدلة الصحيحة الصريحة.
4- عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"). وهذا دليل على أن الله اختص بعض أسماءه بمزيد فضل.
5- عن أبي هريرة، عن عائشة رضي الله عنهما، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الفراش؛ فالتمستُه فوقَعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
ب‌- القول بأن القرآن كلام الله تعالى وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل وأسماءه لا تتفاضل احتجاج غير صحيح مخالف للأدلة الصحيحة ومبني على اعتقاد فاسد.
ت‌- الكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
ث‌- إذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم.
ج‌- من قال بقول الأشعري القديم بأن القرآن لا يتبعض ولا يتجزأ ولا نقص فيه لا يعتد به لأنه مبني على اعتقاد فاسد مخالف لنصوص الكتاب والسنة وذلك لأن الأشعري في القديم يعتبر القرآن عبارة عن كلام الله وليس من كلامه حقيقة، ثم إن الأشعري تاب في آخر حياته ورجع إلى مذهب أهل السنة والجماعة كما اتضح ذلك من كتابه الإبانة.
ح- ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن؛ فهو محمول – إن صحّ عنه – على النهي عن التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
1- أنها أعظم سور القرآن الكريم، دليله حديث أبي سعيد بن المعلى حينما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسمل: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2- أنها أم القرآن، والسبع المثاني والقرآن العظيم، ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم».
3- ليس في القرآن، ولا في الكتب السماوية مثلها، ودليله حديث أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ » قلت: بلى. قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها » ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي! قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ » فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ».
4- أفضل سور القرآن الكريم، ودليله وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين).
5- أنها الشافية والرقية النافعة، ودليله ما روي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للنفر من أصحابه (وما يدريك أنها رقية؟) ثم قال: (قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما).
6- أنها ركن من أركان الصلاة فلا تتم إلا بها، ودليله حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
7- أنها نور للمسلم ولم يؤتها نبي قبل النبي صلى الله عليه وسلم، ودليله حديث ابن عباس حينما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
2: سورة البقرة.
1- تقدم صاحبها يوم القيامة، ودليله حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران).
2- تحمي صاحبها من الآفات والشرور، ودليله وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «... اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة).
3- أنها تشفع لأصحابها ودليله حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما».
4- الوقاية من إضلال الشيطان، والصد عن دخولهم البيوت، ودليله وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).
5- أنها سنام القرآن؛ ودليله أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل».
6- اشتمالها على أعظم آية في القرآن الكريم، ودليله حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
3. خواتيم سورة البقرة.
1- أنها نور للمسلم ولم يؤتها نبي قبل النبي صلى الله عليه وسلم، ودليله حديث ابن عباس حينما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
2- كفاية للمسلم من الآفات والشياطين، ودليله حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه».
3- أنها أعطيت للنبي في السماء في ليلة الإسراء والمعراج، ودليله حديث عبد الله بن مسعود قال: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات ».
4- صد الشيطان عن القرب من الدار التي تقرأ بها لمدة ثلاثة أيام، ودليله حديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان».
5-أنها نزلت من كنز تحت العرش، ودليله حديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي).
6- أنها كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم اصطفاه الله بها، ودليله أثر عقبة بن عامر قال: (تزوّدوا من الآيتين [اللتين] في آخر سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} إلى خاتمتها، فإن الله اصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم).

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1- عن أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح». قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه.
سبب الحكم بضعفه: فيه سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد الجرشي، ويزيد تابعي عابد مخضرم جليل القَدْرِ أدرك الجاهليةَ وأسلم في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومات قبل سنة 80هـ. قال الذهبي: «وقد حضره واثلة بن الأسقع عند الموت». وسعيد بن عبد العزيز ولد سنة 90هـ.
2- يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب الحكم بضعفه : أنه إسناده منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
3- ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي
سبب الحكم بضعفه : فيه ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث.
2: سورة النساء
1- يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب الحكم بضعفه: إسناده منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2- عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض».
سبب الحكم بضعفه: فيه عبد الله بن قيس وهو مجهول الحال.
3- سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم».
سبب الحكم بضعفه: موضوع، فيه سلام بن سليمان المداينيّ قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
اعتنى أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة لعدة أسباب وهي:
1- التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغتر بها.
2- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد، فإذا تعددت طرق هذا الحديث أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
3- جمع المرويات في الباب الواحد، وحفظها من الضياع، وجمعها في موضع واحد مع عزوها إلى مصادره، أو تصنيفها على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منها أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح.
مثاله : حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن» .رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه.
قال الألباني بعد أن أورده في السلسلة الضعيفة: ضعيف جدا. ثم قال بعد ذكر إسناده: «وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"» ثم مسلمة انفرد بروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن» فقد رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي , وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم, وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1- المرسل وهو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولاً بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.
مثاله: مرسل الحسن البصري الذي أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
2- الانقطاع في الاسناد، وهو أعم مما قبله.
مثاله : ما رواه عبد الرزاق والدارمي من طريق أيوب، عن أبي قلابة الجرمي أن رجلاً قال لأبي الدرداء: إن إخوانك من أهل الكوفة، من أهل الذكر، يقرئونك السلام. فقال: «وعليهم السلام، ومرهم فليعطوا القرآن بخزائمهم فإنه يحملهم على القصد والسهولة، ويجنّبهم الجور والحزونة» وأبو قلابة لم يدرك أبا الدرداء.
3-المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ.
مثاله: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: «تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة».
4- الخطأ في الإسناد، مثاله: حديث هدبة بن خالد: ثنا حماد بن سلمة، ثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن شداد بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان» رواه الطبراني في الكبير.
فهذا الحديث أخطأ في إسناده هدبة بن خالد، وليس هو من حديث شداد بن أوس، وإنما هو من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما
5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6- الضعيف لكون احد الرواة متروك الحديث.
7- منكر المتن وغالباً ما يكون معه علة ظاهرة في الإسناد، فضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن.
8- الضعيف الذي لا أصل له وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
ومثاله: ما ذكره مكي بن أبي طالب القيسي في الهداية بقوله: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه».
وهذا الحديث لا أصل له.
9- الموضوع وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين واختلقوه على النبي صلى الله عليه وسلم.
** ومن المرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة، فيكون فيها انقطاع في الإسناد، وضعف في بعض رجال السند، ونكارة في المتن، وكلما زادت العلل اشتدّ الضعف.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
خواص القرآن يندرج ضمن المباحث المتعلقة بفضائل القرآن، ويقصد به الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، ويدخل في هذا المعنى ما يلي:
أ‌. تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
ب‌. ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
ت‌. التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يجوز الأخذ بما حكي من التجارب في خواص القرآن ولكن بشروط، فإن توافرت فيها الشروط أخذ بها وإلا فلا، ومن هذه الشروط:
1- أن تكون موافقةً لكتاب الله تعالى أو لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعنى ألا تعارض أي أصل من أصول التضرع والتوسل والدعاء في استجلاب الخير والشفاء والعافية، أو دفع الضرر والبلاء.
2- أن تكون سالمة من الشرك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: «اعرضوا عليَّ رُقاكم، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك».
3- أن تكون بما يعرف معناه ويعقل من غيره، قال ابن حجر: (...لكن دلّ حديث عوف أنّه مهما كان من الرُّقى يؤدّي إلى الشرك يُمنعْ، وما لا يعقل معناه لا يُؤمنُ أن يؤدي إلى الشرك فيُمنع احتياطاً).
4- أن يجتهد في إدراك المناسبة بين الآيات والأحوال المخصوصة فتكون الرقية مناسبة لحال المرقي، ومثاله: أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين). وهذا مبناه على التوسل بقدرة الله تعالى في أمر مخصوص مناسب لحالة المتوسّل وكربه.
5- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر في ذاتها، بل بذات الله سبحانه وتعالى فيفتقر إلى الله ويتوسل إليه بآياته وما دلّت عليها من صفاته الجليلة لدفع أنواع من البلاء والكروب، ويسأله من فضله.
6- الحذر من الغلو والتضليل والابتداع مما لا أصل له في الشرع، كما ابتدع بعض الصوفية الرقى المشتملة على العقد والنفث فيها، والعزائم، والطلاسم، والحروف المقطعة، والأسماء الغريبة التي يزعمون أنها أسماء ملوك الجان وزعماء قبائلهم وغير ذلك مما هو محرم.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 شعبان 1441هـ/12-04-2020م, 03:56 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

المجلس التاسع
المجموعة الأولى


س1/ كيف نرد على من أنكر تفاضل القرآن الكريم ؟
• قد تواترت الأحاديث والآثار على أن تفاضل القرآن الكريم هو القول المأثور عن السلف وعليه أئمة الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم .
• قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : إن الكلام وإن اشترك من جهة المتكلم به في أنه تكلم به جميعا إلا أنه يتفاضل من جهة المتكلم فيه :
1. فإن كلام الله تعالى الذي وصف به نفسه وأمر فيه بتوحيده أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه أو أمر فيه بما هو دون التوحيد ،، وأيضا مسألة أخرى :
2. أن الكلام إذا كان بعضه أنفع للعباد وأكثر خيرا لزم ان يكون أفضل من هذه الجهة لأن تفاضل ثوابه ونفعه ،جاء من تفاضله هو في نفسه ، فالشيئان المتساويان من كل وجه لا يفضل أحدهما الآخر نفعا وثوابا لتساويهما .
• هذه الأدلة البينة الظاهرة الدلالة على أن بعض السور والآيات أفضل وأحب إلى الله تعالى من بعض و هي كلها في أعلى بيان وأحسنه وأحكمه منزهة مكرمة عن كل نقص وضعف واختلاف بيد أن بعضها أفضل من بعض وأجر بعضها تلاوة يفوق اجر غيرها ، واختص الله بعضها بخصائص عن بعضها كما هي خصائص هذه السور العظيمة :
ـ فالفاتحة لا تصح الصلاة بدونها .
ـ خواتيم البقرة لهن من شرف النزول وعظم الشأن وكبير الثواب ما هو معروف ثابت .
ـ المعوذتان وما جاء في فضلهما عنه صلى الله عليه وسلم بقوله :" ما تعوذ الناس بأفضل منهما " ، على ما فيهما من البركة وسعة الثواب وعظم الأجر .
ـ سورة الإخلاص : وحديثه صلى الله عليه وسلم مقسما : " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن " .



س2/ بين بإيجاز فضائل ما يلي : سورة الفاتحة ــ البقرة ــ خواتيمها .

1.◽. ◽ فضائل سورة الفاتحة :

هي أعظم سورة في كتاب الله وأفضل سورة وخير السور ، وهي أم القرآن ، ليس ليها مثيل في التوراة والأنجيل والزبور ولا في القرآن ، وهي نور أعطي لرسولنا صلى الله عليه وسلم ، وهي رقية نافعة ، لا يقرأ القارئ بحرف منها إلا أعطيه ولا تتم الصلاة إلا بها ،، وورد في فضلها أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ،، وحديث : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " .

2◽◽. فضائل سورة البقرة :
ـ هي أطول سورة في القرآن .
ـ اشتملت على الكثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والوعظ والقصص والأمثال والآداب .
ـ تقدم سور القرآن يوم القيامة .
ـ تظل صاحبها وتحاج عنه يوم القيامة .
ـ أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة .
ـ تضمنت أعظم آية في كتاب الله ( آية الكرسي )

3. ◽◽فضائل خواتيم سورة البقرة :
ورد في فضها العديد من الأحاديث الصحيحة :
2. وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» وهذا الحديث متفق عليه من حديث إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه.

ـ حديث حذيفة بن اليمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)). رواه أبو داوود


س3/ أذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة ... وسبب ضعفها ؟ سورة آل عمران ،، النساء

ال عمران :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة». رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

-- سبب علة الحديث :

قال البخاري: مظاهر منكر الحديث. ، أي أنه من أنواع المرويات الضعيفة في فضائل القرآن

2.يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.
-- سبب ضعف الحديث : نكارته ، أي أنه من أنواع المرويات الضعيفة في فضائل القرآن

3. يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.

-- سبب ضعف الحديث : منكر ، أي آنه من أنواع. المرويات الضعيفة

النساء:

1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر،

-- سبب ضعف الحديث : الإنقطاع في السند من أنواع المرويات الضعيفة


2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.


-- سبب ضعف الحديث : وجود راوي مجهول الحال في السند ، وهذا من أنواع المرويات الضعيفة


3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

-- سبب ضعف الحديث : وجود راوى في سنده متروك الحديث ، وهذا من أنواع المرويات الضعيفة
*


س4 / ما سبب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة ؟

لأسباب ثلاثة يعود الثاني والثالث منهم إلى أصل السبب الأول وهو :

أ‌. ليعنتني حذاق الحديث بالأحاديث الضعيفة وبيان سبب ضعفها لئلا يغتر بها وتصنف ضمن أحاديث السنة ، وقد بارك الله في علمهم فبقيت كتبهم تخدم أهل العلم في معرفة الأحايث الضعيفة وأسباب ضعفها .

ب‌. يتقوى الحديث بتعدد الطرق والشواهد ، فكان جمع الأحاديث الضعيفة ودراسة طرقها يعين على تقوية الحديث الذي فيه ضعف إما من ناحية ضعف ضبط الراوي أو في الحديث انقطاع يسير .
فتعدد الطرق لهذا الحديث أو وجود شواهد صحيحة له فيحكم بصحته .

ج. إن جمع هذه المرويات الضعيفة وحفظها من الضياع وجمعها في مكان واحد مع عزوه إلى مصادره يسهل إلى الوصول إليه من أهل الحديث ، ويمكن من يأتي بعد من أهل العلم أن يدرسه ويمحصه .



س5/ هل يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقا ؟ وضح إجابتك مع التمثيل .

ج5- لا ، لأن المتن قد يروى بإسناد صحيح أخر

🔸🔸مثال على هذا : حديث مسلمة بن على الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة ،مرفوعا :

⚪▫ أقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن ▫⚪

أورده الألباني في السلسلة الضعيفة وقال : ضعيف جدا ، وعقب رحمه الله على إسناده قائلا :

هذا إسناد واه جدا - الخشني- متروك

و رحم الله العلامة الألباني فقد أصاب ، لانفراد مسلمة برفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

والصحيح آنه موقوف على أبي أمامة رضى الله عنه بلفظ :

◽أقرؤوا القران ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة ، فإن الله لن يعذب قلبا وعى القرآن ◽

فقد روى هذا الأثر عن أبي أمامة جمع ، منهم شرحبيل بن مسلم الخولاني وسليم بن عامر والقاسم بن عبد الرحمن الشامي

وهولاء. الثلاث. ، روى عنهم عدد من الرواة فقد روى هذا الآثر.، عن شرحبيل بن مسلم ،

حريز بن عثمان الرحبي وهو ثقة و غيره من الرواة منهم يزيد بن هارون وابن بطة

وروى الآثر عن سليم بن عامر الخبائري. ، معاوية عبد الله بن صالح كاتب. الليث وراوه البخاري عن عبد الله بن صالح والدرامي

وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز ، ورواه عن حريز شبابة بن سوار

- والجميع رووه موقوفا على أبي أمامة

وبمجموع. هذه الطرق فإن الأثر ثابت عن أبي أمامة وهو وإن كان له حكم الرفع فهو مما لايقال بالرأي

لذا يحكم برفعه من جهة المعنى لا من جهة الرواية



س6 - عدد بإيجاز أنواع المرويات الضعيفة في فضائل. القرآن

ج6. - تعود أسباب ضعف المرويات في فضائل القرآن. إما إلى الإسناد أو المتن أو إليهما جميعا

وهي أنواع :

1⃣- النوع الأول : المرسل * وهو ما أسنده التابعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو على أنواع ودرجات كثيرة ،. من أهل العلم من يضعفه مطلقا

ومنهم من وضع شروطا. لقبوله ،. ومن أمثلة المراسيل فى فضائل القرآن :

مرسل الحسن البصري ومرسل. عبد الملك بن عُمير


2⃣- النوع الثاني : المنقطع * وهو الانقطاع. في السند وهو أعم. من المرسل ويعرف

بدلائل منها : أ - معرفة تواريخ. وفاة الشيخ وولادة الرواي عنه

ب- تصريح. الراوي أنه لم. يسمع ممن روى عنه

ج- حصر. الراوي ماسمعه من شيخه ، فيكون ما رواه عنه مما عداه له حكم المنقطع

-د -نص الأئمة. النقاد على أن الراوي لم يسمع من شيخه أو حصر وا ما سمعه منه

3⃣ - المخالفة بالرواية بالمعنى. المغير للفظ


4⃣ - الخطأ. في الإسناد


5⃣ - مرويات يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول. الحال

6⃣ - الضعيف لأن أحد رواته متروك. الحديث


7⃣ - منكر المتن ، في الغالب. يصاحبه علة. ظاهرة في الإسناد

ولكن ،.يحدث أن يكون الحديث ظاهره صحة الاسناد مع نكارة متنه

في هذه الحالة يكون الأمر: إما أن يكون للمتن. معنى. مقبول يصح حمله عليه

بلا تحمل وتكلف ، وإما أن يبحث عن علة الاسناد التى أدت إلى رواية

هذا المتن المنكر


8⃣ - الضعيف. الذي لا أصل له ،. وهو الذى لا يعرف له إسناد ولا مخرج


9⃣ - الموضوع * هو شرها جميعا وهو ما كان من. رواية. الكذابين

ومن أشهر. الموضوعات. في فضائل القرآن ، ذلك الحديث الطويل

المنسوب. كذبا على أبي بن كعب رضى الله عنه في. فضائل القرآن

سورة. سورة

◽ بعض المرويات قد يجتمع فيها أكثر من علة فتشتمل على أنقطاع

في الاسناد ، مع ضعف بعض رجال السند،. مع. نكارة. المتن

وزيادة العلل تزيد الحديث. ضعفا .


س7: بيّن المراد [ بخواصّ القرآن.

ج7 - مصطلح متأخر يطلقه بعض العلماء على أوجه الانتفاع ببعض السور والآيات في احوال مخصوصة

لم يعرفه السلف، وإن تداولوا في زمانهم ما هو داخل تحت هذا المعنى ، ولا مشاحة ولا اختلاف في الاصطلاح
متى كان مقبول المعنى ولا يخالف هدي الشريعة


- [ خواص القران] عند العلماء ، تعني:

أ- ما يراد من تأثير بعض السور والأيات في احوال مخصوصة كالرقى والكرب وغيرها


ب-ما يمتاز به القران من خصائص واحكام يتفرد بها عن غيره

ج- التأثير الإعجازي للقران ، يتناول هذا المبحث من يصنف ويكتب في إعجاز القران ، وغالبه
في العناية ببلاغة القران بيانا عاليا وخطابا مؤثرا



س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
ج8- القاعدة في هذا هو قوله صل الله عليه وسلم ،

(اعرضو علي رقاكم لا بأس بالرقى مالم يكن فيه شرك )

قال ابن حجر ، أخذ قوم بهذا العموم وأجازوا كل رقية جُربت منفعتها ولو لم يعقل معناها ،
لكن دل حديث *عوف المتقدم أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يمنع
ومالا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي الى الشرك، فيمنع احتياطا.
- أي أن الشريعة أقرت الرقى السالمة من الشرك فلها تأثير مجرب محسوس ،وما كان الشرع ليقر باطلا وزورا

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 شعبان 1441هـ/12-04-2020م, 10:46 AM
فردوس الحداد فردوس الحداد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 107
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
دلت نصوص الكتاب والسنة على وجود التفاضل بين سور القرآن:
قال الله تعالى:*{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى:*{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:*«ألا أخبرك بأفضل القرآن»*قال:*«فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».*
فهذه الأدلة من الكتاب والسنة تدل على أن القرآن رغم كون جميعه محكم بالغ في الحسن والكمال أعلاه ومنزه عن النقص لكن بعضه أحب إلى الله من بعضه الآخر، وبعضه أفضل من بعض، فلبعضه خواص اختصه الله بهاوفضل على غيره، كجعل الفاتحة أم الكتاب لا تصح صلاة دونها، وكون آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله ، وقل هو الله أحد ثلث القرآن، وغير ذلك من اختصاص بعضها بفضائل ليست في غيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:*«والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
فاالقول بتفاضل سور القرآن وآياته هو القول الصحيح الذي دلّت عليه النصوص الكتاب والسنة، وهو القول المأثور عن السلف.
وأما ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن؛ فيكون وجهه إن ثبت عنه أنه نهي عن التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو تزهيد الناس وترغيبهم عنه.
••••••••••••••••••••••••••
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي:
1/أعظم آية في القرآن:
حديث أبيّ بن كعب،*قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال:*«يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت:*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال:*«والله ليهنك العلم، أبا المنذر».*رواه مسلم في صحيحه
2/تقديسها لله:
وفي رواية في غير صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:*« والذي نفسي بيده إنَّ لها للساناً وشفتين تقدّسَان للملك عند ساق العرش».
3/حفظ من الشيطان: حديث أبي هريرة رضي الله عنه،*قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم*«صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»*رواه البخاري في صحيحه
4/ دخول الجنة لمن قرأها بعدصلاة الفرض فمات:
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت»
رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له.، إسناده حسن لا بأس،به.
•••••••••••|||||||•••••••••
2: سورة آل عمران.
1/أنها إحدى الزهراوين اللتان تظلان صاحبها يوم القيامة من حر الشمس:
1-حديث النواس بن سمعان الكلابي،*قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:*«يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال:*«كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما»*
2/غنى لصاحبها قال عبد الله بن مسعود:*«من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة».*
3/فيها اسم الله الأعظم الحي القيوم:
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً:*«اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه»*حديث حسن.
•|ّيعظم صاحبها:وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:*(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا).أي: عظم.
4/نجاة لصاحبها:
وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:*إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل). إسناده حسن وهي رؤيا نقلها صحابيّ فيعتبر بها.
وفي فضل خواتيمها:
1/سنية قراءتها إذا استيقظ لقيام الليل:
لحديث ابن عباس: (ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي»*رواه البخاري في صحيحه
2/وجوب التدبر لخواتيمها:
حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:*لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها*{إن في خلق السموات والأرض ... }»*الآية كلها
•••••••••••••••••••••••••••
3: سورة النساء
1/*أنها من السبعة الطوال المنوه بذكرها والممتن بإنزالها: قال الله تعالى:*{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال،وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية. والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2/ من تعلم السبعة الطوال فهو حبر وسورة النساء منها:لحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:*«من أخذ السبع فهو حبر» حديث حسن
قال إسحاق بن راهويه:*(يعني البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس). ولا خلاف في دخول سورة النساء فيها على القول بأنها السبع الطوال.
3/ التوصية بتعلمها لما فيها من الأحكام والفرائض:
1/حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ*(تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
2/عن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول:*«تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض».
4/زينة وجمال لصاحبها:
قال ابن مسعود رضي الله عنه:*«من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة».
وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
5/ التنويه بآيات المغفرة فيها:
1/وقال عبد الله بن مسعود:*(إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل:*{إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله:*{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله:*{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله:*{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله:*{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله:*ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها).
6/ فيها آية موعود لتاليها بالمغفرة متى ما أصاب ذنبا فاستغفر مع آية من آل عمران: عن الأسود وعلقمة، عن عبد الله، قال:(إني لأعلم آيتين في كتاب الله عز وجل، لا يقرأهما عبد عند ذنب يصيبه ثم يستغفر الله منه إلا غفر له)
قلنا: أي شيء في كتاب الله؟
فلم يخبرنا، ففتحنا المصحف فقرأنا البقرة فلم نصب شيئا، ثم قرأنا النساء وهو في تأليف عبد الله على إثرها فانتهينا إلى هذه الآية {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}
قلت: أمسك هذه، ثم انتهينا إلى آل عمران إلى هذه الآية التي يذكر فيها {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فأطبقنا المصحف فأخبرنا بها عبد الله فقال: "هما هاتان ").
فهذا الأثر صحيح الإسناد إلى ابن مسعود رضي الله عنه، وترتيب الوعد بالمغفرة على تلاوتهما والاستغفار بعدهما مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع.
••••••••••••••••••••••••••••
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1/حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن»*رواه الطبراني في الأوسط.
ورواه ابن الشجري في أماليه من طريق سليمان بن أحمد عن صلة بن سليمان الأحول عن ابن جريج به.
سبب ضعفه: في إسناده سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك الحديث.
2/حديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال:*«رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة».*رواه الطبراني في الأوسط وابن الأعرابي في معجمه.
سبب ضعفه: إنقطاع في سنده، رجاله ثقات إلا أنّه منقطع، مجاهد لم يسمع من أبي هريرة.
3/ حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات»*في مسند الفردوس،
سبب ضعفه: في إسناده يوسف بن عطية الصفار وهو كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
•••••••••••••••••••••••••
2: سورة البقرة
1/ حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*«البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم».*رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني والطبراني في الكبير وأبو الشيخ في العظمة.
سبب الحكم بضعفه: لجهالة عين أحد رواته فإن شيخ سليمان التيمي لم يسمَّ وكذلك أبوه الراوي عن معقل.
2/ وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي».*رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب ضعفه في إسناده حكيم بن جبير الأسدي وهو متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
3/ حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:*«ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»*رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
سبب ضعفه: في إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف الحديث.
••••••••••••••••••••••••••|||•|••
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
هناك شروط لصحة الإسناد وشروط لصحة المتن.
فأما شروط صحة الإسناد :
الشرط الأول/ أن يكون رجال الحديث(رواته) ممن تقبل روايتهم، فإن الذين لاتقبل روايتهم على درجتين: الأولى:أن يكون الراوي صدوقا، ضعيف الضبط وهؤلاء لا تقبل روايتهم مطلقا إلا إذا عضدت برواية من طريق آخر أو شواهد بحيث تنتفي عن الحديث علة ضعف الضبط.
الثانية: الرواة الكذابين المتهمين بالكذب وهؤلاء لا تقبل روايتهم مطلقا، ولو وجدت لها متابعات لأنهم تساهلوا في الخطأ ورواية الضعيف حتى استحقوا الترك.
الشرط الثاني: اتصال الإسناد وعدم انقطاعه، لأن انقطاعه يحكم على الحديث بالضعف.
الشرط الثالث: أن تنتفي عن الإسناد العلل القادحة في صحته: كالمخالفة: وهي مخالفة الراوي لمن هو أوثق منه إما لغفلته عن راو ضعيف، أوبوصل المنقطع.
والاضطراب : وهو الاختلاف الشديد بين الرواة على الإسناد وهو موجب للضعف.
والتدليس: وهو إسقاط الراوي الضعيف من الإسناد والرواية عن شيخه بعن أو إن.
وهذه العلل مضعفة للإسناد.
أما شروط صحة المتن فهما اثنان:
الأول: صحة إسناده.
الثاني: انتفاء العلة القادحة فيه، كالنكارة والتصحيف والتحريف والمخالفة والرواية بالمعنى المخل، والاضطراب.
مع الانتباه أن ضعف الإسناد المعين لا يحكم به على ضعف المتن مطلقا لأنه قد يروى بإسناد آخر صحيح.
••••••••••••••••••••••••••|••|
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
هناك خمس درجات للمرويات:
الدرجة الأولى: وهي المرويات الصحيحة لذاتها، الثابتة بإسناد صحيح، فيكون إسنادها ومتنها سالمين من العلل القادحة والشذوذ.
الدرجة الثانية:
هي المرويات الصحيحة لغيرها بحيث يكون في إسنادها بعض الضعف لكن لها شواهد وطرق يتقوى به الإسناد وليس في متنها علة
قادحة.
الدرجة الثالثة:
المرويات الضعيفةضعفا محتملا بأن يكون إسنادها قابل للتقوية ومعنى متنها صحيح ليس فيه نكارة.
الدرجة الرابعة:
المرويات الواهية ، إما لضعف إسنادها ضعفا شديدا، أو لنكارة متنها فيكون مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
الدرجة الخامسة:
المرويات الموضوعة التي يظهر فيها الاختلاق والكذب.
حكم هذه الدرجات من حيث الاحتجاج بها:
فمرويات الدرجتين الأولى والثانية يؤخذ بها.
مرويات الدرجة الثالثة: يرى بعض العلماء الاحتجاح بها في فضائل الأعمال أو الرقاق والأخبار وبعضهم يذكرها استئناسا والبعض للتنبيه على على ضعفها والبعض يذكرها للاستفادة من معناها إذا كان حسنا شاملا.
أما مرويات الدرجة الرابعة: لا يجوز ذكرها إلا مع بيان ضعفها فقد يؤدي التساهل في ذكرها لفائدة أو جمع أسانيد للغفلة عن ضعفها ومن ثم نقلها بدون بيان لضعفها أو غفلة عنه خصوصا لو حذفت الأسانيد.
مرويات الدرجة الخامسة لا تجوز روايتها إلا
لتبيين وضعها ومافيها من الكذب.
•••••••••••••••••••|•||•*••••••••••••••••
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو حديث موضوع من أشهر الموضوعات في أحاديث فضائل القرآن مكذوب على أبي بن كعب رضي الله عنه
فمن حيث إسناده: كل طرقه فيها من تترك أو تنكر روايته وقد صرح بذلك العلماء:
قال ابن الجوزي :وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شك ّوفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وأما في متنه ومعناه يظهر أنه موضوع:
قال ابن الجوزي:(يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول).
وروى ابن الجوزي أن من تتبع رواة هذا الحديث انتهى به عند شيخ صرح بأنه وضعه
ليرغب الناس في القرآن.
وقد أنكرابن الجوزي و الخطيب البغدادي على من أورد هذا الحديث من المفسرين في تفسيره وإن كان الخطيب رأى أن من ذكره بإسناده أفضل حالا ممن ذكره دون إسناد يتبين به وضعه وضعفه.
•••••••••••••••••*••***************
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
•|الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنةعلى خصائص وآثار بعض الآيات والسور في أحوال مخصوصة :
مثاله من القرآن: قوله تعالى:*{وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }*فقولها مع الإيمان بالله والتوكّل عليه وبذل ما يستطاع من الأسباب له أثر عظيم في دفع كيد الأعداء، لقول الله تعالى بعدها:*{فوقاه الله سيئات ما مكروا}.
مثاله من السنة:
1/في الرقى: كرقية اللديغ بسورة الفاتحة، وفيها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في رقيته للديغ بسورة الفاتحة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له:*«وما يدريك أنها رقية».
2/ الأحاديث الصحيحةالتي فيها ذكر بعض الخواصّ لبعض سور القرآن وآياته:مثاله :أن من خواصّ سورة البقرة نفور الشياطين من البيت الذي تُقرأ فيه، كما دلّ على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:*« إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة».
•| الدلالة الثانية:ّ ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم:
مثاله: قراءة آية سورة الحديد لدفع وساوس الشيطان في الشكوك الواردة في العقيدة:
أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:*{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}*الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:*{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
محمولة على أحد أمرين:
والآثار الواردة عندهم محمولة على أحد أمرين : الأول:*أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني:*أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء أصل الإذن الشرعي.
•| الدلالة الثالثة: ماثبت عن التابعين:
مثاله: ماروي عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال:*(من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من*{وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
•|؛الدلالة الرابعة: الاجتهاد في معرفة التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة
‎وقد فعله السلف في الرقية وغيرها:
مثالها:
ذكر ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف:*{وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}.
ومن ذلك أن يقرأ من يجد ضيقاً في صدره سورة الشرح فيجد راحة وانشراحاً.
وخلاصته أن يقرأ صاحب الحاجة ما يناسب حاجته من الآيات مفتقرا إلى الله تعالى.
•••••••••••••••••••••••••••••••
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن:
علينا أن نحذر من الوقوع فينا وقع فيه غلاة الصوفية من ضلالات مما ابتدعوه في خواص القرآن فوضعوا رسوم وتراسيم وطلاسم وأمور غير معقولة ومفهومة تبين أنها من طلاسم السحر روجوها على العامة باسم خواص القرآن والبعض وضعها في حجب يزعم أنها تسعد وتدفع البلاء يبيعونها ويأكلون أموال الناس بالباطل، كما روجوا ذلك على أتباعهم بتسميتها بأسماء بغير مسمياتها فالشياطين الذين يتقربون إليهم سموهم خدام الآيات وأسرارهم غرائب والاستغاثات الشركية عزائم، ويظنون أنهم بأفعالم يخاطبون الملائكة وهم في الحفيقة يتقربون للشياطين
ولهم في ذلك مؤلفات من أمثلتها:
كتاب*"الدر النظيم في خواصّ القرآن العظيم"*لعبد الله بن أسعد اليافعي (ت:768هـ) الذي اشتمل على الأباطيل.

ومما يحذر منهم في هذا الباب من ناحيتن:

1/ ماكان سحرا في حقيقته وتقرّبا إلى الشياطين بأعمال بدعية، واستغاثات وعزائموأحوال وهيئات،
2/ ما كان مجرد دعاوى مجرّدة، بذكر تجارب للصالحين مزعومة، فيها كذب عليهم.
‎ومن بعض ذلك ما يكون في باب الدعاء من أدعية باطلة.
فيحذر من البدع والضلالات عن طريق تسميتها بخواص القرآن.
••••••••|•••••••••••••••••••••••••••••••••

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 شعبان 1441هـ/12-04-2020م, 01:08 PM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 423
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
من القرآن:

قال تعالى:(ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) البقرة٠
(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)
آل عمران٠
(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) الحجر٠
من السنة:
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه فقال: ألم يقل الله استجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحييكم)فقلت: إني كنت أصلي، فقال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن فأخذ بيدي فقلت له: ألا تعلمني قبل أن تخرج من المسجد ؛ : قال:
( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته).
عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم :(ألاأخبرك بأفضل القرآن)قال:(فتلا عليه الحمد لله رب العالمين).
وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» ٠

فهذه الأدلة تدل على أن بعض السور والآيات أفضل من بعض٠

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
١- أنها أعظم آية في القرآن:
حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال:
)ياأبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ٠ قلت: الله ورسوله أعلم٠قال:
ياأبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ؟ قال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فضرب في صدري وقال: ليهنك العلم أباالمنذر.
٢- سبب حفظ القرآن في نومه ٠
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم،
بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو الطعام فأخذته؛ فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛فقال :إذاأويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولايقربك شيطان حتى تصبح٠قال صلى الله عليه وسلم:(صدقك وهو كذوب ذاك شيطان).البخاري٠
٣- أنها سبب لدخول الجنة٠
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) النسائي
ويلزم من ذلك: كثرة قراءتها؛ ملازمة صاحبها للصلاة؛ صحة إيمانه٠
2: سورة آل عمران.
١- تحاج يوم القيامة عن صاحبها٠
لحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة وآل عمران )
- حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ( اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ).
٢- تظل صاحبها يوم القيامة٠
لحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه :(تعلموا سورة البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة).
٣- فيها اسم الله الأعظم٠
لحديث أبي أمامة الباهلي مرفوعا:(اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور :البقرة ؛ وآل عمران وطه).ابن ماجة٠
٤- أن الله توعد من قرأها ولم يتفكر فيها٠
لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لقد أنزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها(إن في خلق السماوات والأرض.....)
الآية٠

3: سورة النساء
١- أنها من السبع الطوال٠
قال تعالى:(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)
وقول ابن عباس : أنها من السبع الطوال٠
٢- من تعلمها كان عالما٠
لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من أخذ السبع فهو حبر)
٣- فيها الفرائض٠
لحديث المسور بن مخرمة أن عمر بن الخطاب قال :(تعلموا سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة وسورة الحج وسورة النور فإن فيهن الفرائض) الحاكم٠
٣- فيها آيتين ماقرأهما عبد واستغفر إلا غفرله ٠
حديث عبدالله بن مسعود إن في القرآن آيتين ماأذنب عبد ذنبا ثم تلاهما واستغفر إلا غفر له فسألوه عنهما فلم يخبرهم، فقال علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا؛ فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا سورة البقرة٠فقالا: مارأيناهما حتى أنتهيا إلى النساء لقوله:( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما)
فقالا: هذه واحدة٠ ثم تصفحا آل عمران حتى انتهيا إلى(والذين إذا فعلوا فاحشة....) فقالا: هذه أخرى ثم أطبقا المصحف فأتيا عبدالله بن مسعود فقالا له هي هذه؟قال:نعم).سعيد بن منصور٠
٤- فيها آيات خير من الدنيا ومافيها؛ وهي آيات يعرفها العلماء٠
لقول ابن مسعود رضي الله عنه إن في النساء آيات مايسرني أن لي الدنيا ومافيها ، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
قوله عز وجل:(إن تجتنبوا كبائر ماتنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم ظلا ظليلا)
وقوله:(إن الله لايظلم مثقال ذرة)
وقوله:(إن الله لايغفر أن يشرك به)
وقوله:)ولوأنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)
وقوله:(ومن يعمل سوءاأو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما)

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
١- حديث يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكانت له صحبة يقول؛(كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة ،فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن ؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها ؛ ثم قال: مافي القرآن مثلها) الطبراني٠
سبب الضعف: أن الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ؛ودينار زوج أمه متروك الحديث٠ وتفرد به سليم بن مسلم٠
٢- حديث عبادة بن الصامت مرفوعا:( أم القرآن عوض من غيرها ، وليس غيرها منها بعوض) الدارقطني ؛ وقال:(تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب بن عيينة)
محمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه وصاريحدث من حفظه فيقع في ماينكر عليه٠
٣- حديث أبي الدرداء مرفوعا(فاتحة الكتاب تجزي مايجزي شيء من القرآن ؛
ولوأن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان ؛ وجعل القرآن في الكفة الأخرى
لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات) مسند الفردوس٠
سبب الضعف: فيه يوسف بن عطية الصفار وهو كثير الوهم متروك الحديث.؛ منكر الحديث ؛ ليس بثقة٠كان يهم ولا يكذب٠

2: سورة البقرة
١- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
بعث رسول الله بعثا وهم ذو عدد فاستقرأهم؛ فاستقرأ كل رجل منهم مامعه من القرآن فأتى على رجل من أحدثهم سنا ؛فقال: مامعك يافلان ؟قال:
معي كذا وكذا وسورة البقرة ٠قال:(أمعك سورة البقرة)قال:(نعم)قال: اذهب فأنت أميرهم٠فقال رجل من أشرافهم :(والله يارسول الله مامنعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية أن لا أقوم بها) فقال صلى الله عليه وسلم:( تعلموا القرآن فاقروه وأقرئوه؛فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح بريحه كل مكان؛ ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكئ على مسك) الترمذي؛
سبب الضعف: أنه حسن لكن لم يذكر أنه عن أبو هريرة٠وقالوا أنه مرسل ورواية الليث أصح٠وقالوا أثبت الناس في سعيد الليث بن سعد ٠
٢- حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:(اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه)(ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى؛ وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش؛ والمفصل نافلة).المروزي والبيهقي والحاكم٠
عبيد الله بن حميد متروك الحديث٠
٣- حديث جبير بن نفير قال قال صلى الله عليه وسلم:(إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنز تحت العرش؛ فتعلموها وعلموها نساءكم وأبناءكم؛ فإنهما صلاة وقرآن ودعاء)
أبو عبيد والحاكم وأبوداود والبيهقي٠
أبو عبيد رواه عن محمد بن صالح مرسلا،
وضعفه الألباني٠

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
١- اتصال السند فيكون السند غي منقطع٠
٢- السلامة من الشذوذ والعلة القادحة كالمخالفة والتدليس والاضطراب ٠
فالمخالفة أن يخالف الراوي من هو أوثق منه فيصل سند منقطع؛ أو يغفل ذكر راوي ضعيف ؛ والتدليس : أن يسقط راوي ضعيف من الاسناد ويروي عن شيخه بصيغة عن؛ أو أن ومن عرف بالتدليس لايقبل حديثه إلا أن يصرح بالسماع٠
والاضطراب: أن يختلف الرواةفي الاسناد اختلافا شديدا فلا يوقف على صحته ؛ والاضطراب موجب للضعف٠
٣- قوة الضبط٠
وصحة المتن تتحقق بأمرين:
١- صحة الاسناد إليه٠
٢- انتفاء العلة القادحة في المتن؛ كالمخالفة والنكارة والاضطراب ٠

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات على خمس درجات:
١- ١- المرويات الصحيحة لذاتها وهي التي سلمت من الشذوذ والعلة القادحة٠
٢- الصحيحة لغيرها ؛ التي يكون في أسانيدها بعض الضعف يجبر بالشواهد والطرق مع سلامة المتن٠
وهذه تجوز روايتها ٠
٣- الضعيفة ضعف محتمل ولكن لها أصل صحيح وفي إسنادها ضعف يتقوى بالشواهد ٠ ومن أهل العلم من يحتج بها ومنهم من يستأنس بها٠
٤- المرويات الواهية وهي التي يكون إسنادها فيه ضعف شديد؛ ومتنها مخالف للقواعد الشرعية ولا تجوز روايتها أو الاستشهاد بها٠
٥- المرويات الموضوعة وهي المكذوبة أو المختلقة ولا تجوز روايتها٠

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو حديث مكذوب على أبي بن كعب ؛ رواه أبوداود في قضائل القرآن ؛ وفي الموضوعات لابن الجوزي ، ورواه ابن مردويه عن الحجاج بن عبدالله عن أبي الخليل عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب٠
ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم٠
من طريق سلام بن سليم( هارون بن كثير ؛ زيد بن أسلم؛ أبيه؛ أبي أمامة؛ أبي بن كعب)
رواه العقيلي (بزيع بن حسان؛ علي بن زيد بن جدعان عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب) قال قال صلى الله عليه وسلم:(ياأبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر )'فذكر سورة سورة إلى أن انتهى٠
قال ابن الجوزي: فرق هذا الحديث الثعلبي والواحدي في تفسيرهما ولم أتعجب منهما لأنهما ليسا من أهل الحديث؛ بل عجبت من أبي داود كيف فرقه في كتابه وهو من أهل هذا الشأن ويعلم أنه حديث محال- ولكنه شره
المحدثين قال صلى الله عليه وسلم:) من حدث عني حديثا يعلم أنه كذب فهو أحد الكذابين٠
وفي إسناده:
(بزيع) >الدارقطني: متروك٠
(مخلد بن عبد الواحد)>ابن حبان: منكر الحديث جدا٠
وأسلوبه ركيك يدل على أنه مصنوع٠
وذكره البيضاوي في تفسيره من غير تنبيه٠

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

١- دلائل نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة٠
مثل قوله تعالى:( فنادى في الظلمات أن لاإله إلاأنت سبحانك إني كنت من الظالمين)وقال:(فاستجبنا له ونجيناه من الغم) فدلت الآيتين على أن التوحيد ينجي من الشدائد٠وحديث اللديغ الذي لدغ بسورة الفاتحة٠
٢- ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
مارواه أبوداود والبيهقي - عكرمة أبو عمار ،وأبو زميل قال: سألت ابن عباس
فقلت: ماشيء أجده في صدري قال: ماهو ؟ قلت والله لاأتكلم به٠فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك؛ قال: مانجا من ذلك أحد حتى أنزل الله(فإن كنت في شك ) فقال لي إذاوجدت في نفسك شيئا فقل:(هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم)
٣- ماثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم٠
٤-(سعيد بن منصور) المغيرة العجلي قال:
من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن أربع آيات: (وإلهكم إله واحد)
وآية الكرسي وثلاث آيات آخرها ) الاسناد صحيح٠
٥ - الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة٠
كأن يرقي الراقي الشخص بمايناسبه من الآيات ٠
مثل: بلغ الامام أحمد أن صاحبه المروذي
أصابته حمى فكتب إليه رقعة فيها (بسم الله الرحمن الرحيم ٠بسم الله٠وبالله٠محمد رسول الله قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ٠وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) اللهم رب جبرائيل وإسرافيل وميكائيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك؛إله الحق آمين)

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
أنه يقود إلى فساد كبير ؛ وانحراف عن الدين؛ مثل ابتداع بعض الصوفية الغلاة في خواص القرآن من بدع وضلالات واستخدام أشياء موهومة كطلاسم السحر ، يموهون بها على أتباعهم فسموا الشياطين الذين يتقربون إليهم خدام الآيات؛ وسميا الاستغاثات الشركية عزائم؛
وسموا غرائب أسماء الشياطين أسرار؛ يلبسون على الناس٠معتقدين أنهم يخاطبون الملائكة وهم شياطين يعتقد أنها كرامة ويتلو قوله تعالى:(ويوم يحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون) الآيات٠٠وهذه فتنة عظيمة٠

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 شعبان 1441هـ/13-04-2020م, 03:09 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

دلت الأدلة والآثار على أن بعض السور أفضل وأحب الى الله من بعض ، مع اليقين بأنها جميعها في الذروة من حسن البيان والاحكام، ولكنها من جهة الفضل بعضها أعظم من بعض ، وبعضها خص بفضائل عن بعض
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
ومن هذه الادلة:
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
وأما الأحاديث النبوية فسأذكرها مقتصرة على الشاهد:
1- قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
2-«يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
3- «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» رواه النسائي.

وهناك من العلماء من خالف في هذه المسألة:
1- أبو حاتم ابن حبان صاحب الصحيح.
2-، ومكّي بن أبي طالب القيسي.
3- أبي الحسن الأشعري.
4- وأبي بكر محمد بن الطيّب الباقلاني.
نسبه اليهما القاضي عياض والقرطبيّ والزركشي.

نقل اقوالهم مختصرة :
1- قال ابن حبّان: (قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» أراد به: بأفضل القرآن لك، لا أن بعض القرآن يكون أفضل من بعض، لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل)،وقال في حديث أبي سعيد بن المعلّى: (قوله صلى الله عليه وسلم: " هي أعظم سورة "، أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض).

2-قال مكّي بن أبي طالب القيسي: «ولا يجوز لذي علم ودين أن يتأوَّل بهذا النص تفضيلَ بعض القرآن على بعض؛ لأن القرآنَ كلام الله جلَّ ذكره ليس بمخلوق وإنما يقع التفضيل بين المخلوقات فاعلمه».

3- أبو الحسن الأشعري فقوله مبني على اعتقاد باطل في القران مخالف لنصوص الكتاب والسنة واجماع الامة ، فلا يعتد به ، وقد سبق بيان أنه رجع رجوعا مجملا لمذهب اهل السنة لم يخل من اخطاء في تفصيل الاعتقاد.

4- أبو بكر ابن الطيّب الباقلاني فذكر في "إعجاز القرآن" و "الانتصار للقرآن" مواضع فيها النص على تفضيل القرآن على سائر الكتب، وتفضيل بعض آيات القرآن في أوجه الإعجاز على بعض.

والخلاصة أن القول بتفاضل سور القرآن وآياته هو القول الصحيح الذي دلّت عليه النصوص الكثيرة، وهو القول المأثور عن السلف.


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

1-حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
2-حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري

2: سورة البقرة.

1. حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه أحمد ومسلم.
3. خواتيم سورة البقرة.

1. حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
رواه مسلم في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه والنسائي في الكبرى وأبو يعلى وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في السنن الصغرى وغيرهم من طريق عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.

2. وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» وهذا الحديث متفق عليه من حديث إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه.


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1. مسعر بن كدام عن جابر بن يزيد الجعفي عن الشعبي عن ابن مسعود أنه قال:«نعم كنز الصعلوك سورة آل عمران, يقوم بها الرجل من آخر الليل». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه، والبيهقي في شعب الإيمان، وجابر الجعفي متروك الحديث.
ورواه عبد الرزاق في المصنف عن ابن عيينة عن أصحابه عن ابن مسعود، وهو معضل.
وقد صحّ عن ابن مسعود أنه قال:«من قرأ آل عمران فهو غني». وقد تقدّم.
2. عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران فقال: «قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». رواه الدارمي، وجابر الجعفي متروك الحديث، وقد روي في معناه عن أبي أمامة وأسماء بنت يزيد، وحديث أبي أمامة أجود إسناداً.
3. وحديث أبيّ بن كعب مرفوعاً: «من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم». رواه ابن مردويه في تفسيره كما في الإسعاف، وابن الجوزي في الموضوعات،
من طرق عن أبيّ بن كعب، وهو جزء من الحديث الموضوع.
ورواه الواحدي في الوسيط من وجه آخر من حديث أبي أمامة.

2: سورة النساء
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1-التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغترّ بها، وهذه من شأن الحذّاق من أهل الحديث، وروى ابن الأبّار عن يحيى بن معين أنه قال: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نَضِجا!).
يريد أنّه انتفع بما كتبه عنهم فعرف به علل بعض المرويات المنكرة، وسبب نكارتها.
2- جمع الطرق لتقوية بتعدد الطرق والشواهد؛ فقد يقف المرء على حديث في إسناده رجل يضعّف في الحديث لضعف ضبطه أو فيه انقطاع يسير؛ فإذا تعددت طرق هذا الحديث أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
3- رصد ما روي في هذا الباب، ليستفيد منه أهل العلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.


س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.

لا، لانه قد يروى بإسناد آخر صحيح.
مثال:
«اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن»
من رواية مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً.
حكم الألباني في السلسلة الضعيفة: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».

والصواب أنه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
وكلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ السابق، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة».
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.



س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
قد يكون الضعف راجع الى الاسناد او الى المتن او كلاهما ومنها:
1-المراسيل : وهو انقطاع في الاسناد ، ويعرف المرسل بانه ماسنده التابعي ، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات
ويتفاوت حكم العلماء فيها :
1- تضعيفها مطلقا.
2- قبولها بشروط ،منها:
1-أن يكون المرسِل من كبار التابعين.
2- وأن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة.
3- أن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية، وأن يكون الحديث الذي أرسله غير منكر المتن.
2- الانقطاع في السند، ومعرفته بما يلي:
1- معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
2- تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه.
3-أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه.
4- نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.

3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
ومن أمثلته: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم.
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
4-الخطأ في الإسناد
مثاله:حديث: «إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان»رواه الطبراني في الكبير.
أخطأ في إسناده هدبة بن خالد، وليس هو من حديث شداد بن أوس،فلا تصح روايته من حديث شداد بن أوس.


5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
مثاله حديث: «البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة، ويس قلب القرآن، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم».
فشيخ سليمان التيمي مجهول العين لمّ يُسَمَّ، وكذلك أبوه .

وحديث: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض».
رواه عبد الله بن قيس وهو مجهول الحال.

6- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
مثاله: « من قرأ القرآن واستظهره، فأحل حلاله، وحرم حرامه أدخله الله به الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار ».
من رواية حفص بن سليمان وهو إمام في القراءة متروك الحديث لكثرة خطئه فيه.

7-منكر المتن
ضعف الإسناد يدل على سبب نكارة المتن.
لكن ربما روي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذه الحالة:
1- إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف.
2- وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد التي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.


8- الضعيف الذي لا أصل له.
مثاله: (روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سورة المائدة تدعى في ملكوت الله: المنقذة، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه».
وهو لا أصل له.

9- الموضوع
هو ما كان من رواية الكذّابين. مثاله الحديث الطويل المروي في فضائل السّور .
قيل لأبي عصمة من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟
فقال: «إني قد رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة».

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.

هو دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصةوهو بابٌ واسع، وقد ذكر العلماء جملة من الأمثلة التي تدلّ اللبيب على ما ورائها.


س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

هو أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
مثال:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
- وذكر ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}.
فدلالة المناسبة ظاهرة؛ فالأرض والجسد من خلق الله تعالى، ومن قدر على تلك الآية العظيمة من تصريف ماء الطوفان العظيم لا يعجزه أن يشفي المرعوف من رعافه.
وهذا التوسّل إذا صدر من قلب مؤمنٍ موقنٍ متوكّلٍ على الله مفتقرٍ إليه نفع بإذن الله.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20 شعبان 1441هـ/13-04-2020م, 03:24 PM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

- الأدلة التي نصت على تفاضل بعض الايات عن بعضها صريحة وصحيحه ، ومن ذلك أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين»
فهنا نص النبي ﷺ على أفضلية سورة الفاتحة وذلك لا يعني نقص المفضول وإنما كلها في درجة عالية من الحسن ولكن هناك تفاضل بينها
وكون سورة الفاتحة ركن من اركان الصلاة فلاشك أن ذلك عائد إلى عظيم مافيها وفضله
قال شيخ الإسلام : «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف» فهذا ما نُقل عنهم
- ومن أقوال من انكر التفاضل قول ابن حبان أن أفضل القرآن نعني به أفضل القرآن لك لان كلام الله يستحيل فيه التفاضل ( نقول له أن التفاضل لايلزم من نقص المفضول ونقضه ولا يعني قلة حسنه وإنما كلهم في مرتبة عالية من الحسن )
- ويروى عن الامام مالك نهيه عن التفضيل فنقول (النهي عن التفضيل بين سور القرآن؛ فهو محمول – إن صحّ عنه – على النهي عن التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه.)

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

- هي أعظم القرآن ، كما جاء عن ابي سعيد بن المعلى أن الببي قال :« لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»
- بكل جملة طلبية فيها عطاء وفي بقيته ذكر لقول الملك حينما نزل بها : (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
- وأنها رقية وشفاء لمن يقرأ بها وهي أحق ما يتخذ عليه اجراً من الرقى لقول النبي لمن ارقى بها : : « أما علمت أنها رقية، اقسموها واضربوا لي معكم بسهم ».وفي حديث عامر بن شراحيل (فرقيته بفاتحة الكتاب، فبرأ، فأعطوني مائة شاة).
- انها ركن من أركان الصلاة ومن لم يأتِ بها فصلاته خداج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه

2: سورة البقرة.
- مقدمة في القران بعد الفاتحه لتقدم النبي إياها في القيام
- وهي تظل صاحبها يوم القيامة بأن تأتي على شكل غمامة من فوقه لقول النبي "اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان"
- بأخذها تطرح البركة لصاحبها ومن تركها هي عليه حسره وتحفظ تاليها من السحر «اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»
- تحفظ البيوت من أن تسكنها الشياطين وتنفرهم «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»
- فيها أفضل آية في كتاب الله وهي آية الكرسي
- وفيها آيتين في آخرها من قرأها كفتاه في ليلته

3. خواتيم سورة البقرة.
- من فضلها أنها نزلت مع ملكين لم ينزلا إلى الأرض قط وسماها نوراً (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
- تكفي صاحبها ليلته وتحفظه «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»
- انها مما اعطي النبي لم يسبقه بها نبي «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي»

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

- عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».وهو ضعيف لانقطاع السند فسعيد لم يدرك عمر
- ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» سبب ضعفه لوجود ابن لهيعه وهو ضعيف الحديث
- عن طلحة بن زيد، عن يزيد بن سنان، عن يزيد بن جابر الدمشقي، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى الله عليه، وملائكته حتى تغيب الشمس» لان في سنده طلحه بن زيد وهو راوٍ متهم بالكذب لذا فهذا خبر موضوع

2: سورة النساء
- عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».وهو ضعيف لانقطاع السند فسعيد لم يدرك عمر
- عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» فيه عبدالله بن قيس وهو مجهول الحال
- سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» فيه سلام بن سليمان قال عنه ابن معين ليس حديثه بشيء فرد حديثه

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
- للتنبيه على أنها ضعيفه ولبيان أسباب ضعفها
- لجمع طرق الاحاديث التي من الممكن أن تتقوى بمجموعها فتجمع شواهدها ومتابعاتها فترتقي لمرتبة الحسن فتقبل
- جُمعت في مصنفات مستقله ليسهل الوصول اليها لدراستها وتمحيصها

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا لا يقتضي ضعف المتن لأنه قد يأتي من طريق آخر أقوى منه واو يساويه فيتقوى به
مثال ذلك : حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن»
أورده الالباني في السلسلة الضعيفة وقال ضعيف جدًا ، لان فيه مسلمة بن علي قال عنه ابن حجر في التقريب: متروك
والصحيح ان هذا الخبر ليس مرفوعًا الى النبي وانما موقوف على ابي امامه وومن رواه عنه شرحبيل بن مسلم وهو ثقة ثبت ، فهذا طريق آخر صحيح اقتضى قبول متنه

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
- المراسيل وهي ما اسنده التابعي الى النبي ، فهذا انقطاع في السند يقتضي ضعفه
- انقطاع السند عمومًا سواء في بدايته او آخره او وسطه
- الرواية بالمعنى المغير للفظ
- الخطأ في الاسناد
- جهالة الراوي سواء جهالة حاله او عينه
- وجود راوٍ متروك في سنده
- نكارة المتن التي يرجع السبب فيها غالبًا الى علة في الاسناد
- الضعيف الذي لا اصل له
- الموضوع المكذوب

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
- ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة ، رغم اختلاف التسمية في السابق الا ان المغزى نفسه ويدخل في ذلك ما تميزت به بعض السور والايات فهذه من خصائصها والتأثير الاعجازي بشتى صوره تعتبر من خصائصه

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
- من ناحية التجارب التي ثبتت من الصحابة انها مما تعلموه من النبي او مما فعلوه اجتهادًا بالاستناد الى اصل شرعي فلا بأس من ذلك
- اما مزاعم الصوفيه وتلفيق القصص على الصالحين وانها من تجاربهم فهذا مما يحذر منه ولا ينبغي الاخذ به

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 شعبان 1441هـ/15-04-2020م, 09:36 AM
محمد أحمد صخر محمد أحمد صخر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
الدولة: جمهورية مصر العربية- محافظة الغربية - مدينة سمنود
المشاركات: 177
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
المجموعة الثانية


دلل على تفاضل سور القرآن ؟
تنوعت دلائل تفاضل سُوَر وآيات القرآن الكريم ، وأنّها وإِنْ كانت كلّها في الذروة العليا منْ حسن البيان والإحكام ، مكرَّمة عنْ كلّ وصفِ نقصٍ وضعفٍ واختلافٍ ؛ إلا أنها ليست على درجةٍ واحدةٍ في الفَضْلِ :
فبعضها أعظم منْ بعضٍ : كما ثبت عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه ؛ حيث قال : قال رسول الله ﷺ : « يا أبا المنذر ، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ » ، قال : قلت : الله ورسوله أعلم. قال : « يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ » ، قال : قلت : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم }. قال : فضرب في صدري ، وقال : « والله ليهنك العلم أبا المنذر ».
وبعضها أحبّ إلى الله منْ بعضٍ : فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله ﷺ وهو راكب ، فوضعت يدي على قدمه ، فقلت : أقرئني سورة هود أو سورة يوسف ، فقال : « يا عقبة ، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق ؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها ، فإنِ استطعت أنْ لا تفوتك فافعل ».
ولبعضها خواصّ اختصّها الله بها : ومن ذلك ما ورد من خصائص لسورة الفاتحة ، ولآية الكرسي ، ولآخر آيتين من البقرة ، والمعوّذتين ، وسورة الإخلاص وأنّها تعدل ثلث القرآن.

بيّن بإيجازٍ فضائل ما يلي :
آية الكرسي :

لآية الكرسي فضائل ثبت منها : أنها أعظَمَ آية في كتاب الله ، وان لها فضلا لمن تلاها عند النوم ، فإنه من قرأها إذا أوي إلى فراشه فلن يزال عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، ولها فضل عند تلاوتها دبر كل صلاة مكتوبة ؛ فمن قراها لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يَمُوتُ.
سورة آل عمران :
من فضائل سورة آل عمرَان مع سورة البقرة :
انهما الزهراوين.
وأنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان ، أو فرقين من طير صواف ، تظلان صاحبهما يوم القيامة ، وتحتاجان عنه.
وأنهما مع سورة طه ؛ بهم اسم الله الأعظم ، الذي اذا دعي به أجاب وأعطي.
وأنهما - كما ذكر أَنَس بن مالك رضي الله عنه - : كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا.
سورة النساء :
من فضائل سورة النِّساءِ :
أنها من السّبع الْمَثانِي التي امتنَّ الله عز وجل بهم علي عباده.
وأنها من السبع التي من أخذها فهو حبر ، لما بها من فرائض.
ما ورد عن جمع من الصحابة من الوصية بتعلمها ، لما بها من الفرائض.
انها محبِّرة ، أي : مزيِّنة ، أي أنها زينة وجمال لصاحبها.

اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية ، مع بيان سبب الحكم بضعفها :
سورة الفاتحة :

الحديث الأول - حديث العلاء بن المسيّب ، عن فضيل بن عمرٍو ، عن علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه ؛ أنّه سئل عن فاتحة الكتاب ، فقال : ثنا نبيّ اللّه ﷺ ، ثمّ تغيّر لونه ، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ ﷺ ، ثمّ قال : أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش.
حديث ضعيف لانقطاع إسناده ؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.
الحديث الثاني - حديث الوليد بن جميل ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة ، عن النبيِّ ﷺ قال : « أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش ، لم ينزل منهن شيء غيرهن : أم الكتاب ، فإنه يقول : { وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } ، وآية الكرسي ، وسورة البقرة ، والكوثر ».
الوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث ، قال فيه أبو حاتم الرازي : شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة ، وقد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.
الحديث الثالث - حديث عبيد الله بن أبي حميد ، عن أبي المليح ، عن معقل بن يسار ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « اعملوا بالقرآن ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه ، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم من بعدي ، كما يخبرونكم به ، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور ، وما أوتي النبيون من ربكم ، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان ، فإنه شافع مشفع ، وماحل مصدق ، ألا وإنَّ لكل آيةٍ منه نوراً يوم القيامة ، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش ، والمفصل نافلة ».
عبيد الله بن أبي حميد الهذلي قال فيه البخاري : منكر الحديث ، وقال أيضاً : يروي عن أبي المليح عجائب. وقال الإمام أحمد : ترك الناس حديثه. وقال النسائي : ليس بثقة.
سورة البقرة :
الحديث الأول - حديث عبيد الله بن أبي حميد ، عن أبي المليح ، عن معقل بن يسار ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « اعملوا بالقرآن ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه » الحديث ، وفيه : « ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش ، والمفصل نافلة ».
عبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
الحديث الثاني - حديث معاوية بن صالح ، أن أبا الزاهرية ، حدثه عن جبير بن نفير ، قال : قال رسول الله ﷺ : « إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش ؛ فتعلموهما ، وعلموهما نساءكم وأبناءكم ، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء ».
حديث مرسل ، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
الحديث الثالث - حديث حكيم بن جبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : « لكلِّ شَيْءٍ سنام ، وإنَّ سنام القرآن سورة البقرة ، وفيها آية هي سيدة آي القرآن ، هي آية الكرسي ».
حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.

ما هي شروط صحّة الحديث ؟
شروط صحة الحديث ، تنقسم إلي : شروط صحة الإسناد ، وشروط صحة المتن.
أولاً : شروط صحة الإسناد ، وهي ثلاثة أمور :
1 - الأمر الأول : أنْ يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم ؛ والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين : الأولى : الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم. والثانية : الذين لا تُقبل مرويّاتهم مطلقاً ، ولا يعتبر بها ، وهم متروكو الحديث.
2 - الأمر الثاني : أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع ؛ فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
3 - الأمر الثالث : انتفاء العلّة القادحة في صحّة الإسناد ؛ كالمخالفة ، والتدليس ، والاضطراب :
ثانياً : شروط صحة المتن ، وهي أمران :
1- الأمر الأول : صحّة الإسناد إليه.
2 - الأمر الثاني : انتفاء العلّة القادحة في المتن ؛ كالمخالفة ، والنكارة ، والاضطراب ، والرواية بالمعنى المخلّ ، والتصحيف والتحريف ، وغيرها.

بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن :
المرويّات في فضائل القرآن الكريم على خمس درجات :
1 - الدرجة الأولى : المرويّات الصحيحة لذاتها : التي ثبتت بإسنادٍ صحيحٍ من غير شذوذ ولا علّة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
2 - الدرجة الثانية : المرويات الصحيحة لغيرها : التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق ، ويكون المتن سالماً من العلّة القادحة.
3 - الدرجة الثالثة : المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً : التي يكون متنُها غيرَ منكر منْ جهةِ المعنى ، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية لو وُجدت.
4 - الدرجة الرابعة : المرويات الواهية : التي يكون في إسنادها ضعف شديد ، أو يكون متنها منكراً مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
5 - الدرجة الخامسة : المرويّات الموضوعة : التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.

بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن :
هذا الحديث موضوع مكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه.
أولاً : ذكر أسنانيد الحديث :
رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في فضائل القرآن له ، كما في الموضوعات لابن الجوزي ، من طريق مخلد بن عبد الواحد عن علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليمٍ ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن أبي أمامة ، عن أبيّ بن كعبٍ عن النبيِّ ﷺ ، به مفرّقاً على السور.
ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
ثانياً : ذكر أقوال أهل العلم في الحديث :
قال ابن الجوزي رحمه الله : وهذا حديثُ فضائل السّور مصنوعٌ بلا شكّ ، وفي إسناد الطّريق الأول بزيع ، قال الدّارقطنيّ : متروك. وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد ، قال ابن حبان : منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عنْ علّي بن زيد ، قال أحمد وابن معين : علّي بن زيد ليس بشيءٍ ، وأيضًا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع ؛ فإنّه قد استنفذ السّور ، وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلامٍ ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول. اهـ.
وقال الحافظ العراقي : كلّ منْ أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره ؛ كالواحدي والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك ؛ لكن منْ أبرز إسناده منهم ؛ كالثعلبي والواحدي فهو أبسط لعذره ، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده ، وإِنْ كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه ، وأما من لم يبرز سنده وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش ؛ كالزمخشري. اهـ.

عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن ، مع التمثيل بمثالٍ واحدٍ لكلّ دلالةٍ :
1 - الدلالة الأولى : دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثيرِ بعض السور والآيات في أحوالٍ مخصوصةٍ :
من ذلك : قول الله تعالى في شأنِ يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت : { فنادى في الظلمات أنْ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت منَ الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين } ، وقال تعالى : { فلولا أنه كان منَ المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } ؛ فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاةِ من الغمّ والكرب ، ودلّ قوله تعالى : { وكذلك ننجي المؤمنين } على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام ، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.
ومما يدلّ على صحّة استنباط هذا المعنى ؛ ما رواه الإمام أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما من طريق إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده عن النبيِّ ﷺ أنه قال : « دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } ، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له ».
2 - الدلالة الثانية : ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم :
من ذلك : ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات ، والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد ، قال : حدثنا عكرمة - يعني ابن عمار - قال : وحدثنا أبو زميل ، قال : سألت ابن عباس ، فقلت : ما شيء أجده في صدري ؟ قال : ما هو ؟ قلت: والله ما أتكلم به ، قال : فقال لي : أشيء من شك ؟ قال : وضحك ، قال : ما نجا من ذلك أحد ، قال : حتى أنزل الله عز وجل : { فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك } الآية ، قال فقال لي : إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }. وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة ، ومن أهل العلم من يعمل بما كان فيه ضعف يسير ومتنه غير منكر.
3 - الدلالة الثالثة : ما ثبت عنِ الصالحين منَ التابعين وتابعيهم :
من ذلك : ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص ، عن أبي سنان الشيباني ، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال : من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن : أربع آيات من { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } ، وآية الكرسي ، والثلاث آيات من آخرها.
4 - الدلالة الرابعة : الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة :
من ذلك : ما ذكره ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف : { وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر }. قال : وسمعته يقول : كتبتها لغير واحدٍ فبرأ. وقال : لا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ، فإنَّ الدم نجس ، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى.

بيّن خطر الغلو في بابِ خواصِّ القرآن :
الغلو في الشئ يؤدي إلي فسادٍ كبيرٍ ، وضلالٍ مبينٍ ، وانحلالٍ منَ الدين والعياذ بالله.
ومن ذلك الغلو : ما ابتدعه بعضُ الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن.
فقد أدخلوا على الأمّةِ منْ هذا الباب شرّا عظيماً ، وبلاءً وفتنةً ضلّ بها طوائف منْ أتباع الطُّرُق والعامّة المخدوعين بضلالاتهم ؛ فلبسوا الحق بالباطل ، وموّهوا على الجهّال والعامّة ، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن.
فكان منهم منْ يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها ، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء ، ويجلب السعد ، ويحفظ من العين والعدوّ ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل.
ومنهم من ضمن كتبه في السحر ؛ ما ادعي أنه من خواص القرآن ، كابن عربي الطائي ، والشاذلي.
ومنهم من كذب علي الصالحين ، فيذكر تجارب مزعومة ، ودعاوى متوهّمة.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 شعبان 1441هـ/15-04-2020م, 10:55 AM
جيهان أدهم جيهان أدهم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 170
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
للرد عليهم، يلزمنا أن نذكر من أنكروا تفاضل سور القرآن وحججهم:
ومن الذين أنكروا تفاضل سور القرآن:
- ابن حبان صاحب الصحيح، وكره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها.
- مكّي بن أبي طالب القيسي
- ونُسِبَ هذا القول إلى أبي الحسن الأشعري وأبي بكر محمد بن الطيّب الباقلاني وهو من كبار الأشاعرة
حجتهم:
1- أن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أن أسماءه لا تتفاضل.
2- لأن مقتضى الأفضل نقص المفضول عنه، والذاتية في الكلّ واحدة، وكلام الله حقيقة واحدة، لا نقص فيه.

نقول لهم:
أولا: مخالفة دلالة الأدلة الصحيحة، وللمأثور عن السلف الصالح من القول بمقتضى أدلة التفاضل في القرآن
قال ابن تيمية: "والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة".
نستدل على هذا المعنى بالأدلة التالية:
الأدلة من القرآن:
- قال تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
- قال تعالى:{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات{.
- قال تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم{.
الأدلة من السنة:
- ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: أن: {قل هو الله أحد}تعدل ثلث القرآن، وذلك أن القرآن: إما خبر، وإما إنشاء، والخبر: إما خبر عن الخالق، وإما عن المخلوق؛ فثلثه قصص، وثلثه أمر، وثلثه توحيد، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
-وعن أبي سعيد بن المعلَّى، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم{.
ثم قال: «لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال:{الحمد لله رب العالمين}هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
-وعن أنس بن مالك قال: كان النبي: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ، فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن»قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».
-وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله: ((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم{.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
-وعن عقبة بن عامر قال: أتيت الرسول وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»
ومن الأثر:
- قال ابن تيمية: "حروف القرآن تتفاضل لتفاضل المعاني وغير ذلك؛ فحروف الفاتحة له بكل حرف منها حسنة أعظم من حسنات حروف من{تبت يدا أبي لهب}"

فهذه الأدلة: تدلّ بوضوح على أنّ بعض الآيات والسور أفضل وأحبّ إلى الله من غيرها، فسور القرآن وآياته ليست على درجة واحدة من الفضل، فبعضها أعظم من بعض، وذلك لعظمة معانيها ودلائلها وكثرتها وما تقتضيه من عبادات تقوم في قلب التقارئ لها، وتبعا لذلك يحصل التفاضل في أجر التلاوة،
ثانيا: فضل الله القرآن على سائر كتبه المنزّلة، وجعل له فضلاً بتلاوته وحفظه على سائر ما أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من كلامه الذي ليس في القرآن، فتفاضل سور القرآن وآياته كذلك.
ثالثا: أن التفاضل جاء من جهة المتكلَّم فيه، كما ذكر ابن تيمية: أن القرآن؛ إما خبر، وإما إنشاء، والخبر: إما خبر عن الخالق، وإما عن المخلوق؛ فثلثه قصص، وثلثه أمر، وثلثه توحيد، فكلام الله الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد،
رابعا: أن التفاضل يكون من جهة أنه خير للعباد وأنفع، فلزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، كما ذكر ابن تيمية.
خامسا: التنبيه على أن التفاضل هنا لا يعني تنقص المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
سورة الفاتحة.
ورد في فضلها أحاديث كثيرة دلَّت على أنّهم أعظم سور القرآن، وأنّها أفضل القرآن، وأنّها خير سورة في القرآن، وأنّها أمّ القرآن أي أصله وجامعة معانيه، وأنّه ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه، وأنّها رقية نافعة، وأن الصلاة لا تتمّ إلا بها.

1- أعظم سورة في القرآن،لحديث أبي سعيد بن المعلَّى،قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم{.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين{«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
2- لم ينزل في التوراة ولا الزبور ولا الإنجيل مثلها، لحديث أبي بن كعب،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ».رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
3-أنها أفضل القرآن، لحديث أنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
4-أنها دعاء مستجاب ونور من الله،لحديث ابن عباس رضي الله عنهما،قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته
5-أنها رقية، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..{؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما»فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم).
6-أنها لا تصح الصلاة إلا بها، لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
7- أنها لا تتم الصلاة إلا بها، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» ثلاثا غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: «اقرأ بها في نفسك»؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:{الحمد لله رب العالمين{،قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال:{الرحمن الرحيم{ ،قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:{مالك يوم الدين{،قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين{قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال:{اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين{ قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).

2: سورة البقرة.
أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب
1- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدمها في القيام، فقدّمت في المصحف لذلك، وهذا من دلائل شرف قدرها.
2- سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، لحديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران)).
3- أنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه، للحديث السابق في تتمته: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما)).
4- أنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، لحديث: ((اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)).
5- أنّ تلاوتها تنفّر الشياطين، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)).
6- تعظيم شأن من حفظها عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند أصحابه، لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا"، لأنَّهم كانوا يتعلّمون ما فيها من العلم والعمل والإيمان -حتى أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مكث على سورة البقرة، ثماني سنين يتعلَّمها- ومن ذلك:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا كان يوم حنين وتولّى من تولّى، خص أصحاب سورة البقرة بالدعوة، فعادوا عوداً سريعاً لعِظَم الأمانة التي تحمَّلوها بهذه السورة.
ولذلك جعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة".
- أنها تضمّنت أعظم آية في القرآن، وهي آية الكرسي التي صحّ في فضلها وعظيم ثواب تلاوتها جملة من الأحاديث، وصحّ أنّ المؤمن يُحفظ بها من كيد الشياطين.
- أن خواتيمها صح فيها عدد من الأحاديث التي دلّت على جلالة قدرها عند الله عزّ وجل، وعظيم ثواب تلاوتها، وأنّها مما ادّخره الله تعالى لهذه الأمّة، وفضّلها به على غيرها من الأمم.

3. خواتيم سورة البقرة.
صح خواتيم سورة البقرة عدد من الأحاديث التي دلّت على جلالة قدرها عند الله عزّ وجل، وعظيم ثواب تلاوتها، وأنّها مما ادّخره الله تعالى لهذه الأمّة، وفضّلها به على غيرها من الأمم، منها:
1-أنهما نورين لم يؤتهما نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما،قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)أخرجه مسلم في صحيحه.

2-أنهما كفاية لمن قرأهما في ليلة، من حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه»وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه))وهذا الحديث متفق عليه

3-أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطيهما خاصة، لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،قال: ((لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها))
قال: {إذ يغشى السدرة ما يغشى}:قال: ((فَرَاشٌ من ذهب))
قال: "فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات"، أخرجه مسلم في صحيحه.

4-أنهما لا تقرآن في دار ثلاث ليلال، فيقربها شيطان، لحديث النعمان بن بشير،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان» رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي والترمذي وابن الضريس في فضائل القرآن، والنسائي في الكبرى والبزار وابن حبان والطبراني والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان كلهم من طريق الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة الجرمي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، وصححه أبو زرعة الرازي.

5-أنهما كنز من تحت العرش، لحديث أبي ذر رضي الله عنهقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي)).

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة آل عمران
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
سبب ضعفه: أنمظاهر منكر الحديث، كما ذكر البخاري. فهوحديث موضوع.
2- حديث أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه((من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح))، قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه، رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورجاله أئمّة كبار.
سبب ضعفه: أن سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد الجرشي، فهومرسل لانقطاع السند.
3- يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: ((من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين)).رواه أبو عبيد في فضائل القرآن،
سبب ضعفه: أن سعيد بن جبير لم يدرك عمر، فهومرسل لانقطاع السند.

2:
سورة النساء
1- حديث يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: ((من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين))رواه أبو عبيد في فضائل القرآن،
سبب ضعفه: أن سعيد بن جبير لم يدرك عمر، فهومرسل لانقطاع السند.
2- حديث أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: ((من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض))رواه ابن أبي شيبة
سبب ضعفه: أن أحد رواته (عبد الله بن قيس) مجهول الحالوهذا يضعف سنده.
3- حديث سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم)).رواه الثعلبي والواحدي.
سبب ضعفه: أن سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء، فهو حديث موضوع لضعف السند

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
وقد اعتنى العلماء بجمع الضعيف من المرويات لثلاث فوائد:
الأولى:التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغترّ بها، فيشيع الكذب على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال يحي بن معين للإمام أحمد، عندما أنكر عليه كتابة صحيفة معمر عن أبان عن أنس، وهو يعلم ضعفها، فقال: "رحمك الله يا أبا عبد الله! أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ إنسان بعده فيجعل أبان ثابتا ويرويها عن معمر، عن ثابت، عن أنس، فأقول له: كذبت إنما هو عن معمر، عن أبان لا عن ثابت|.

والثاني:جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد؛ كالأحاديث التي في إسنادها رجل يضعّف في الحديث لضعف ضبطه أو فيه انقطاع يسير؛ فإذا تعددت طرق هذا الحديث أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
والثالث:جمع المرويات الضعيفة وتصنيفها على الأبواب أو المسانيد وحفظها من الضياع، مع عزوها إلى مصادرها، وذلك ليسهل وصول أهل الحديث إليها، وليستفيد منها أهل العلم؛ بالدراسة والتمحيص.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً ؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح فيعضده.
الأمثلة:
1- حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: ((اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن)).
ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة،والسبب: ضعف السند، لوجود مسلمة بن علي الخشني وهو متروك الحديث، لأنه انفرد برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: "اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن".
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة (الصحابي): شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
-فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
- وأما سليم بن عامر الخبائري فروى عنه هذا الأثر معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
- وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله:((ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة))
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة (وهي المرويات عن نفس الصحابي)، فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.

وبهذا المثال يتبين:
1- أن ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً لأنه قد يصحّ من طريق آخر يعضدع.
2- أنّ الموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا صحّ عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
أنواع المرويات الضعيفة
الضعفُ له أنواع وأسباب عائدة إلى الإسناد أو إلى المتن أو إليهما معاً، ومن تلك الأنواع:
النوع الأول:الإرسال، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد (إسناد الحديث عن صحابي آخر) والمتابعات (إسناد الحديث عن نفس الصحابي).
والمراسيل على أنواع ودرجات: فمن أهل العلم من يضعّفها مطلقاً، ومنهم من يقبلها بشروط مجتمعة:
1- أن يكون المرسِل من كبار التابعين،
2- أن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة،
3- أن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية،
4- أن يكون الحديث الذي أرسله غير منكر المتن.

والنوع الثاني:الانقطاع في السند، وهو أعمّ مما قبله، ويعرف الانقطاع بأمور:
-منها: معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عن، ليتبين عدم سماعه منه.
-ومنها:تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرّح الضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس.
-ومنها :أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً، كما ذكر الشعبي أنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين، وقد صحبه ثمانية أشهر.
-ومنها: نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.

النوع الثالث:المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.

النوع الرابع:الخطأ في الإسناد

النوع الخامس: المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.

النوع السابع: منكر المتن
ونكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد، وما كان كذلك فأمره بيّن؛ لأن ضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن.
لكن ربما روي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذه الحالة:
-
إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكر يصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف.
-
وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسناد التي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.

النوع الثامن:الضعيف الذي لا أصل له؛ وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.

النوع التاسع:الموضوع
وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.
ومن أشهر الموضوعات في فضائل القرآن: الحديث الطويل المكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل القرآن سورة سورة.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة،

وهي تسمية اصطلاحية متأخرة أطلقها بعض العلماء، ولم تكن معروفة عند السلف الصالح وإن كان قد جرى في زمانهم بعض ما يدخل في هذا المعنى.
ولا مشاحّة في الاصطلاح إذا كان له معنى معقول، ولم يُستعمل فيما يخالف هدى الشريعة.
استعمل العلماء كلمة "خواصّ القرآن" لمعاني متعددة:
1- تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب... وهو المراد هنا
2- ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
3- التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يجوز الأخذ بما يحكى من تجارب في خواص القرآن على أن تجتمع فيها الشروط التالية:
1- أن يكون ثبت نفعها بالأدلة الصحيحة، وانتفع كثير من الناس بها.
2- أن تكون سالمة من الشرك.
وقد قال ابن القيّم رحمه الله في معرض الحديث عن الفاتحة كرقية: (ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصّ ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين، الذي فَضْلُه على كلِّ كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، والنور الهادي، والرحمة العامة الذي لو أنزل على جبل؛ لتصدع من عظمته وجلالته.
قال تعالى: {
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، و" من " هاهنا لبيان الجنس لا للتبعيض، هذا أصح القولين كقوله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما}وكلهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وكقوله: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان}والأوثان كلها رجس.
فما الظنّ بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن، ولا في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور مثلها؟!!...).

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 شعبان 1441هـ/15-04-2020م, 02:31 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة فضائل القرآن
( القسم الثاني )


أحسنتم بارك الله فيكم، مما ينبغي التنبه له حال الإجابة ضرورة تنظيمها بشكل جيد، وقد أحسن أغلبكم في ذلك نفع الله بكم.
فإذا كانت إجابات هذا المجلس لا يتاح فيها التصرف في أصل الدرس كثيرًا فإن هذا لا يمنع من ظهور أسلوب الطالب وشخصيته في التعبير ،
ومن ذلك عدم عرض إجابته كفقرة كاملة دون تصنيف، وسنعطي أمثلة لذلك حتى يتبين المقصود إن شاء الله :

السؤال الثاني :
في عرض الأحاديث الدالة على فضل السور الأكمل وضع عنوان للفضيلة المذكورة كهذا الحديث في فضل البقرة وآل عمران :
" تقدم صاحبها يوم القيامة"
-
ودليل ذلك : حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران"

السؤال الخامس للمجموعة الثانية :
يمكن للطالب عرض درجات المرويات كالتالي :
-
الدرجة الأولى: الصحيحة لذاتها
-
ضابطها : ثابتة الإسناد صحيحة،خالية من الشذوذ والعلّة القادحة في الإسناد والمتن.
-
الحكم عليها : يحتج بها.

وهكذا باقي الدرجات.

المجموعة الأولى:

السؤال الأول:
كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
الإجابة الصحيحة على هذا السؤال تكون من خلال محورين :

الأول : بيان من أنكر تفاضل سور القرآن وأدلتهم على ذلك:( فيعرض أسماء من أنكر أولًا ثم أدلتهم ).
الثاني: الرد عليهم ببيان من قال بتفاضل سور وآيات القرآن وأدلتهم على ذلك: ( فيعرض أسماء من قال بالتفاضل أولًا ثم أدلتهم النقلية والعقلية وبيان عقيدة المخالفين ومنشأ قولهم ) .
وغالب الإجابات تركز على احدى المحورين أو تختصر فيهما.

السؤال الثامن :
بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
لايؤخذ بكل ما حكي من التجارب في خواصّ القرآن، بل لابد من التثبّت من عدة أمور :
- عدم مخالفتها للشريعة.
- ألا يكون فيها شرك أو ما قد يفضي إليه مثل الرقى التي لايعقل معناها.
- أن تكون مناسبة الآيات لحال الرقية ظاهرة وأن تخلو من الغلوّ والمبالغة.
- أن يكون مبناها على الافتقار إلى الله والتوسل إليه بأسمائه وصفاته.
وقد أجاب البعض بعرض دلائل معرفة خواص القرآن وهذا جيد ولكن ينبغي التفطن لتلك الأمور للحكم على كل ما يستجد في هذا الشأن.



التقويم:



المجموعة الأولى:


1: فروخ الأكبروف أ+
أحسنت بارك الله فيك.
ينظر الملاحظات أعلاه.


2: براء القوقا أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س1: ينظر الملاحظات أعلاه.



3: رولا بدوي أ+
أحسنتِ وأجدتِ نفع الله بكِ.
س7: لم يكن يلزمك ذكر دلائل معرفة الخواص.


4: عطاء طلعت أ+
أحسنتِ وأجدتِ نفع الله بكِ.



5: سعاد مختار أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س2: فاتك أدلة بعض ما ذكرتِ من فضائل.
س8/1: ينظر الملاحظات أعلاه.



6: رفعة القحطاني أ
أحسنت بارك الله فيك.
س1: كان يلزمك الرد على كل حجة أوردتها عن المنكرين.
س7: فاتك ذكر المعاني الأخرى.
س8/2: ينظر الملاحظات أعلاه.


7: سارة المري أ+
أحسنتِ وأجدتِ نفع الله بكِ.
س8/1: ينظر الملاحظات أعلاه.


8: جيهان أدهم أ+
أحسنتِ وأجدتِ نفع الله بكِ.



المجموعة الثانية:


1: إيمان جلال أ+
أحسنتِ وأجدتِ نفع الله بكِ.


2: هنادي الفحماوي أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ، ينظر الملاحظات أعلاه.
3: فاتك حكم الاحتجاج بتلك المرويات وهو من تمام الإجابة.
6: لو نظمت جوابك وبينتِ ضعفه من حيث " الإسناد أولًا ، ثم المتن".




3: فردوس الحداد أ+
أحسنتِ وأجدتِ بارك الله فيكِ.


4: عبير الغامدي أ+
أحسنتِ وأجدتِ بارك الله فيكِ.
2:لعلك قصدتِ" سبب لحفظه في نومه".


5: محمد أحمد صخر أ
أحسنت بارك الله فيك.
س1: فاتك ذكر الأدلة من القرآن.
3: فاتك حكم الاحتجاج بتلك المرويات وهو من تمام الإجابة.



- وفقكم الله وسددكم -

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 4 ذو القعدة 1441هـ/24-06-2020م, 02:06 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
- حديث عن أبي سعيد بن المعلى، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعملنك سورة هي أعظم سور القرآن .... ((الحمد لله رب العالمين)) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" رواه البخاري في صحيحه.
- قال تعالى: (( ولقد ءاتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم))


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1.حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» .... قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه
2. حديث أبو هريرة إذ جاءه الشيطان ليلا بهيئة رجل ثم قال له: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»"
3. حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» . كثر ما أعلَّ به هذا الحديث تفرّد محمّد بن حمير به، وقد وروى له البخاري في صحيحه حديثين توبع عليهما.
وله ما يؤيّده من حيث المعنى؛ فإنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلّها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونوراً يوم القيامة.
والثاني: صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين.
2: سورة آل عمران.
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...»
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)
4. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» والحديث بمجموع الطرق حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
5. وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة». قال أبو محمد الدارمي: (محبرة: مزينة).
6. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)7. وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل). وهذا إسناد حسن.
3: سورة النساء
1. قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، صحّ ذلك عنه ، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2.
وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر».
3. وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
4.
وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» وهذا إسناد صحيح.
5.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
6.
وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
.7عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
- حديث الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والانجيل والزبور والفرقان". سبب الضعف: الحديث مرسل .
- حديث عبدالملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء" . سبب الضعف: الحديث مرسل.
- حديث تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن سفيان بن عيينة :" أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض" ، سبب الضعف: محمد بن خلاد مختلف فيه، اخترق كتبه فصار يحدث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه. وهذا الحديث رواه البخاري بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" فلعل محمد روى الحديث بالمعنى فأخطأ به.
2: سورة البقرة
- حديث هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن أشعث بن عبدالرحمن عن أبي قلاية عن أبي أسماء عن شداد بن أوس، قال : قال رسول الله : " إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بها سورة البقرة، لا يقرأ في الدار ثلاث ليال فيقربها شيطان" . سبب الضعف: أخطأ هدبة في إسناده إلى شداد بن أوس، والصحيح هو عن النعمان بن بشير، فقد ورد الحديث من طرق أخرى عن النعمان بن بشير .
- حديث رواه معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " البقرة سنام القرآن ودروته...". سبب الضعف: لجهالة عين اثنين من رواة الحديث (رجل عن أبيه) مجهولين العين.
- وحديث الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر".سبب الضعف: والوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث، قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.وقد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.


س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
- الحديث لا يحكم بصحته إلا إذا ثبت اسناده ومتنه . وصحة الإسناد لا يتحقق إلا بثلاثة أمور :
1. أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم ، والذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
* أن يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق ، وهؤلاء لا يطرح حديثم جملة ولا يقبل مطلقاً بل يعتبر حديثهم إذا جاء من طريق آخر صحيح أو حسن.
* متركو الحديث -وهم الذين يتساهلون في الرواية عن الواهين وكثرة أخطاءهم- والمتهمين بالكذب والوضع ، وهؤلاء لا تقبل مروياتهم مطلقا ولا يعتبر بها.
2. أن يكون الإسناد متصلاً غير منقطع.
3. انتفاء العلة القادحة في صحة الاسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب.
- أما صحة المتن فلا يتحقق إلا بأمرين هما:
1. صحة الإسناد إليه.
2. انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
-الدرجة الأولى: المرويات الصحيحة لذاتها، اسنادها ومتنها صحيح من غير علة قادحة ولا شذوذ.
- الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، فيها بعض الضعف في الإسناد القابل للجبر بالشواهد وتعدد الطرق، ومتنها صحيح.
- الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفا محتملا، الاسناد فيه ضعف قابل للتقوية وليس في متنها نكارة من جهة المعنى.
-الدرجة الرابعة: المرويات الواهية التي في اسنادها ضعف شديد أو في متنها نكارة مخالفة للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
-الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة لا أصل لها.


س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو من أشهر الأحاديث الموضوعة في فضائل القرآن المكذوب على أبّي بن كعب رضي الله عنه، وقد جاء الحديث من طريقين فقط، وفي اسناد الحديث من الطريق الأول بزيغ هو متروك الحديث، ومن الطريق الثاني مخلد بن عبدالواحد وهو منكر الحديث جدا، قال ابن الجوزي: ومما يدل على أن الحديث مصنوع أنه قد استنفذ السور وذكر كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك لا يناسب كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
- الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة. مثال: (( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)) وقال تعالى: (( فلو لا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)) فتبين بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب. ويدعم هذا الاستنباط قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ... فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له" رواه أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما.
- الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم، مثال: ما رواه أبو داوود والبيهقي من طريق النضر بن محمد قال حدثنا عكرمة قال حدثنا أبو زميل قال سألت ابن عباس فقلت : ما شيء أجده في صدري؟ ... فقال لي: أشيء من شك؟ ... فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم))" وقد حسنه الألباني في السلسة الصحيحة.
- الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم. مثال: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص عن أبي سنان الشيباني عن المغيرة بن سبيع العجلي قال: " من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات (( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)) وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها " والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه والإسناد إليه صحيح.
- الدلالة الرابعة : الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة. مثال: أن أحمد بن حنبل ورده أن صاحبه أصابته حمى، فكتب إليه رقعة فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله (( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين)) اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك إله الحق آمين." هذه الرقية فيها التوسل إلى الله تعالى بقدرته الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم، أن يذهب عن المحموم حرارة الحمى.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
رغم ما ذكرناه أن لخواص القرآن دلالات تدل على صحته ، إلا أنه يجب علينا التنبيه من الغلو في هذا الباب، فإن المغالاة فيه يقود صاحبه إلى الفساد والضلال المبين وانحلال من الدين والعياذ بالله، ومن ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية من الغلاة في خواص القرآن في الدعاوي والضلالات وألفوا فيها الكتب مثل: "كتاب خواص القرآن الحكيم لمحمد بن أحمد التميمي" وغيره، ومنهم من أدخل السحر في هذا الباب تحت غطاء خواص القرآن، فعلى طالب العلم أن يحذر عند التطرق إلى هذا الباب من صنفين هما:
- صنف حقيقته سحر وتقرب إلى الشيطان بأعمال بدعية.
- صنف دعاوي مجردة وكذب على الصالحين.
وقد كتب في هذا الباب من غير الصوفية من خلط فيها وأساء وجمع فيها من الضعيف والصحيح والباطل المكذوب ومنهم من يأتي بدعاوي منكرة ، فلينتبه طالب العلم وليحذر مما يُكتب باسم خواص القرآن وحقيقته لغو وتضليل أو سحر وتدجيل.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 ذو القعدة 1441هـ/29-06-2020م, 07:37 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أفراح قلندة مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
- حديث عن أبي سعيد بن المعلى، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعملنك سورة هي أعظم سور القرآن .... ((الحمد لله رب العالمين)) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته" رواه البخاري في صحيحه.
- قال تعالى: (( ولقد ءاتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم))
عند ذكر الأدلة يقدم الدليل من القرآن على السنة، ويجب التفصيل في المراد بها بأسلوبك.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1.حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» .... قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم في صحيحه
2. حديث أبو هريرة إذ جاءه الشيطان ليلا بهيئة رجل ثم قال له: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»"
3. حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» . كثر ما أعلَّ به هذا الحديث تفرّد محمّد بن حمير به، وقد وروى له البخاري في صحيحه حديثين توبع عليهما.
وله ما يؤيّده من حيث المعنى؛ فإنّ قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كلّ صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلّها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونوراً يوم القيامة.
والثاني: صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
ومن صحّت له هذه المقامات الثلاث: المحافظة على الصلوات، وصحّة الإيمان، وكثرة الذكر كان من خيار عباد الله المؤمنين.
2: سورة آل عمران.
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...»
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)
4. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه» والحديث بمجموع الطرق حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
5. وقال عبد الله بن مسعود: «من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة». قال أبو محمد الدارمي: (محبرة: مزينة).
6. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)7. وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل). وهذا إسناد حسن.
3: سورة النساء
1. قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، صحّ ذلك عنه ، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
2.
وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر».
3. وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
4.
وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» وهذا إسناد صحيح.
5.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
6.
وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
.7عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله: إن في القرآن لآيتين ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له؛ فسألوه عنهما، فلم يخبرهم؛ فقال علقمة والأسود أحدهما لصاحبه: قم بنا، فقاما إلى المنزل، فأخذا المصحف، فتصفحا) البقرة، فقالا: ما رأيناهما، ثم أخذا في النساء حتى انتهيا إلى هذه الآية: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدِ الله غفوراً رحيما} ، فقالا: هذه واحدة.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
- حديث الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والانجيل والزبور والفرقان". سبب الضعف: الحديث مرسل .
- حديث عبدالملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء" . سبب الضعف: الحديث مرسل.
- حديث تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن سفيان بن عيينة :" أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض" ، سبب الضعف: محمد بن خلاد مختلف فيه، اخترق كتبه فصار يحدث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه. وهذا الحديث رواه البخاري بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" فلعل محمد روى الحديث بالمعنى فأخطأ به.
2: سورة البقرة
- حديث هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن أشعث بن عبدالرحمن عن أبي قلاية عن أبي أسماء عن شداد بن أوس، قال : قال رسول الله : " إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام وأنزل فيه آيتين ختم بها سورة البقرة، لا يقرأ في الدار ثلاث ليال فيقربها شيطان" . سبب الضعف: أخطأ هدبة في إسناده إلى شداد بن أوس، والصحيح هو عن النعمان بن بشير، فقد ورد الحديث من طرق أخرى عن النعمان بن بشير .
- حديث رواه معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن أبيه عن معقل بن يسار عن الرسول صلى الله عليه وسلم: " البقرة سنام القرآن ودروته...". سبب الضعف: لجهالة عين اثنين من رواة الحديث (رجل عن أبيه) مجهولين العين.
- وحديث الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر".سبب الضعف: والوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث، قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.وقد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.


س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
- الحديث لا يحكم بصحته إلا إذا ثبت اسناده ومتنه . وصحة الإسناد لا يتحقق إلا بثلاثة أمور :
1. أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم ، والذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
* أن يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق ، وهؤلاء لا يطرح حديثم جملة ولا يقبل مطلقاً بل يعتبر حديثهم إذا جاء من طريق آخر صحيح أو حسن.
* متركو الحديث -وهم الذين يتساهلون في الرواية عن الواهين وكثرة أخطاءهم- والمتهمين بالكذب والوضع ، وهؤلاء لا تقبل مروياتهم مطلقا ولا يعتبر بها.
2. أن يكون الإسناد متصلاً غير منقطع.
3. انتفاء العلة القادحة في صحة الاسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب.
- أما صحة المتن فلا يتحقق إلا بأمرين هما:
1. صحة الإسناد إليه.
2. انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
-الدرجة الأولى: المرويات الصحيحة لذاتها، اسنادها ومتنها صحيح من غير علة قادحة ولا شذوذ.
- الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، فيها بعض الضعف في الإسناد القابل للجبر بالشواهد وتعدد الطرق، ومتنها صحيح.
- الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفا محتملا، الاسناد فيه ضعف قابل للتقوية وليس في متنها نكارة من جهة المعنى.
-الدرجة الرابعة: المرويات الواهية التي في اسنادها ضعف شديد أو في متنها نكارة مخالفة للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
-الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة لا أصل لها.
فاتك حكم الاحتجاج بتلك المرويات وهو من تمام الإجابة.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو من أشهر الأحاديث الموضوعة في فضائل القرآن المكذوب على أبّي بن كعب رضي الله عنه، وقد جاء الحديث من طريقين فقط، وفي اسناد الحديث من الطريق الأول بزيغ هو متروك الحديث، ومن الطريق الثاني مخلد بن عبدالواحد وهو منكر الحديث جدا، قال ابن الجوزي: ومما يدل على أن الحديث مصنوع أنه قد استنفذ السور وذكر كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك لا يناسب كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
- الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة. مثال: (( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين* فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)) وقال تعالى: (( فلو لا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)) فتبين بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب. ويدعم هذا الاستنباط قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ... فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له" رواه أحمد في مسنده والنسائي في سننه وغيرهما.
- الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم، مثال: ما رواه أبو داوود والبيهقي من طريق النضر بن محمد قال حدثنا عكرمة قال حدثنا أبو زميل قال سألت ابن عباس فقلت : ما شيء أجده في صدري؟ ... فقال لي: أشيء من شك؟ ... فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم))" وقد حسنه الألباني في السلسة الصحيحة.
- الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم. مثال: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص عن أبي سنان الشيباني عن المغيرة بن سبيع العجلي قال: " من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات (( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)) وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها " والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه والإسناد إليه صحيح.
- الدلالة الرابعة : الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة. مثال: أن أحمد بن حنبل ورده أن صاحبه أصابته حمى، فكتب إليه رقعة فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله (( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم* وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين)) اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك إله الحق آمين." هذه الرقية فيها التوسل إلى الله تعالى بقدرته الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم، أن يذهب عن المحموم حرارة الحمى.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
رغم ما ذكرناه أن لخواص القرآن دلالات تدل على صحته ، إلا أنه يجب علينا التنبيه من الغلو في هذا الباب، فإن المغالاة فيه يقود صاحبه إلى الفساد والضلال المبين وانحلال من الدين والعياذ بالله، ومن ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية من الغلاة في خواص القرآن في الدعاوي والضلالات وألفوا فيها الكتب مثل: "كتاب خواص القرآن الحكيم لمحمد بن أحمد التميمي" وغيره، ومنهم من أدخل السحر في هذا الباب تحت غطاء خواص القرآن، فعلى طالب العلم أن يحذر عند التطرق إلى هذا الباب من صنفين هما:
- صنف حقيقته سحر وتقرب إلى الشيطان بأعمال بدعية.
- صنف دعاوي مجردة وكذب على الصالحين.
وقد كتب في هذا الباب من غير الصوفية من خلط فيها وأساء وجمع فيها من الضعيف والصحيح والباطل المكذوب ومنهم من يأتي بدعاوي منكرة ، فلينتبه طالب العلم وليحذر مما يُكتب باسم خواص القرآن وحقيقته لغو وتضليل أو سحر وتدجيل.
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
التقييم: ب+
ينظر ملاحظات التصحيح هنا للفائدة #15
خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 17 ذو الحجة 1441هـ/6-08-2020م, 11:12 PM
عبد العزيز صالح بلا عبد العزيز صالح بلا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 115
افتراضي

المجموعة الأولى:*
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
إن كل من قرأ القرآن والسنة،سيرى فيهما جليا أن بعض السور أفضل من بعض،وأن بعض الآيات أفضل من بعض،وهذه الحجج من القرآن والسنة لا ينبغي تأويلها عن ظاهرها،فهي صريحة وواضحة،منها:
-من القرآن الكريم قوله تعالى:{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.البقرة
وقوله تعالى:*{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.*آل عمران
وقوله تعالى :*{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.الحجر
-أما من السنة :
1-حديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،وفيه:أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:«لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له:*«ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال:*{الحمد لله رب العالمين}*«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2-عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:*«ألا أخبرك بأفضل القرآن»*قال:*«فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».*رواه النسائي والحاكم وابن حبان.
3-وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.*
قال:*«يا أبا*المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت:*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال:*«والله ليهنك العلم، أبا المنذر».*رواه*مسلم.
4-وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال:*«يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»*رواه النسائي في السنن الكبرى وابن*حبان.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:*
1: سورة الفاتحة.
إن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن،وما أنزل في الكتب السابقة أفضل منها،وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم،وأن الصلاة لا تتم إلا بها،وأنها رقية تنفع من رقى بها بإذن الله.
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها منها:
1-وردفي حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:«لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له:*«ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال:*{الحمد لله رب العالمين}*«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».*رواه*البخاري.
2-وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب،*قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »*
قلت: بلى.*
قال:*« فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »*
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!*
قال:*« فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال:*« هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ».*رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
3-وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه*أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»*متفق عليه.
2: سورة البقرة.
قد*دلّت الأحاديث الصحيحة على أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه، وأنّ أخذها بركة، ولا تستطيعها البطلة.
-وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدأ بها في قيامه،فقدّمت في المصحف بعد الفاتحة،وهذا يدل على شرفها وعظم قدرها.
-وهي أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب.
-وكان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام،يعظمون هذه السورة-أي البقرة-وكان من حفظها منهم جَدَّ في أعينهم، وعَظُمَ شأنُه؛ لأنَّهم كانوا يتعلّمون ما فيها من العلم والعمل والإيمان.
-وفي يوم حنين حِين تولى من تولّى خصّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب سورة البقرة بالدعوة فعادوا عوداً سريعاً لعِظَم الأمانة التي تحمَّلوها بهذه السورة. -وجعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة".*
-وسورة البقرة تتضمن أعظم آية في القرآن الكريم،وهي آية الكرسي كما صح بذلك الأحاديث النبوية الصحيحة.
3. خواتيم سورة البقرة
وردت أحاديث كثيرة في فضل خواتيم سورة البقرة منها:
1-حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه»*وفي لفظ:*«من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه».الحديث متفق عليه
2-وفي حديث الإسراء والمعراج،لما كان الرسول بالسدرة المنتهى في السماء السادسة،من حديث ابن مسعود:« فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات ».رواه مسلم.
3-وحديث النعمان بن بشير،*أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي والترمذي وغيرهم.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

1-يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:*«تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة».*رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر
2-ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال:*«من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة»*رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث
3-حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:*«ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.*
وليث ضعيف الحديث.
2: سورة النساء
*يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:*«من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.*
2.*عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال:*«من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»*رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:*«من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم»*).*رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة
1-تساهل بعض الوعاظ والقصاص في الرواية عن بعض المتهمين وشديدي الضعف،مما دعى الحاجة إلى بيان ما رواه هؤلاء.
2-تساهل بعض المصنفين في الأخذ عن الضعفاء والرواية عنهم بنيّة جمع أحاديث الفضائل،ولا يهتمون بانتقاء الغث من السمين،فمن هنا وجب على علماء الحديث أن يبينوا تلك المرويات الضعيفة والموضوعة ويصنّفوها في كتب مستقلّة ليتيسر الوصول إليها.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.*
ضعف الإسناد لا يقتضي ضعف المتن مطلقا،لأنه يمكن أن يكون الحديث قد روي من طريق آخر،فيكون شاهدا للحديث الذي في إسناده ضعف.مثل 1-حديث عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:*«في هاتين الآيتين*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*إن فيهما اسم الله الأعظم».*رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.*
وعبيد الله وشهر ضعيفان.*
لكن له شاهد من حديث أبيأمامة عند ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير.
2-وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:*«أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.*
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.*
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ:*«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.*
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
الدرجة*الأولى:
فما كان يروى في هذه الدرجة من الأحاديث،أجاز بعض العلماء روايته والتحديث به،وحتى يرى البعض العمل بتلك المرويات.وذلك لأن الضعف فيها محتملا للتقوية،لعدم وجود راوٍ متّهم أو شديد الضعف في إسنادها، أو لكونها من المراسيل الجياد، أو الانقطاع فيها مظنون، ويكون معناها غير منكر في نفسه ولا مخالف للأحاديث الصحيحة.
الدرجة الثانية:
المرويات التي في إسنادها ضعف شديد،وما تضمنته له أصل في الشريعة،وربما كان في بعضها ما يتوقّف فيه،وهو ، وهو أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب،لتساهل بعض المصنّفين في رواية ذلك.
الدرجة الثالثة:
المرويات الضعيفة التي في معناها ما ينكر؛ إما لتضمّنها خطأ في نفسها أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة الثابتة، سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقارباً؛ لأنّ النكارة علّة كافية في ردّ المرويات.
الدرجة الرابعة:
المرويات الموضوعة التى يظهر فيها أمارات الوضع جليا لمن يميز ذلك.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
إن كلمة "خواص القرآن" يستعملها العلماء لعدة معاني:
منها:هو الانتفاع والتأثير الحاصل من بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.وهذا المعنى هو الغالب ضمن هذه التعريفات.
ومنها:*ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
ومنها:التأثير الإعجازي للقرآن،والذين لهم*العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه،هم الذين يميلون إلى هذا المعنى.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
كل ما حكي في هذا الباب إن لم يخالف الشرع فهو جائز لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ،لكن ينبغي التّنبّه على ما يأخذه الصوفية من هذا الجانب ويكتبون حول الكتب،وبعض ذلك يُرى فيه أثر الغلوّ جليّا وحتى بعضها تكون دعاوى مزعومة وعظائم سحرية.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 ذو الحجة 1441هـ/7-08-2020م, 11:16 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز صالح بلا مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:*
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
إن كل من قرأ القرآن والسنة،سيرى فيهما جليا أن بعض السور أفضل من بعض،وأن بعض الآيات أفضل من بعض،وهذه الحجج من القرآن والسنة لا ينبغي تأويلها عن ظاهرها،فهي صريحة وواضحة،منها:
-من القرآن الكريم قوله تعالى:{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.البقرة
وقوله تعالى:*{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.*آل عمران
وقوله تعالى :*{ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.الحجر
-أما من السنة :
1-حديث الذي رواه البخاري عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،وفيه:أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:«لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له:*«ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال:*{الحمد لله رب العالمين}*«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».
2-عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:*«ألا أخبرك بأفضل القرآن»*قال:*«فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».*رواه النسائي والحاكم وابن حبان.
3-وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.*
قال:*«يا أبا*المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت:*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال:*«والله ليهنك العلم، أبا المنذر».*رواه*مسلم.
4-وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال:*«يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»*رواه النسائي في السنن الكبرى وابن*حبان.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:*
1: سورة الفاتحة.
إن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن،وما أنزل في الكتب السابقة أفضل منها،وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم،وأن الصلاة لا تتم إلا بها،وأنها رقية تنفع من رقى بها بإذن الله.
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضلها منها:
1-وردفي حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له:«لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له:*«ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال:*{الحمد لله رب العالمين}*«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته».*رواه*البخاري.
2-وحديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب،*قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*« ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »*
قلت: بلى.*
قال:*« فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »*
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!*
قال:*« فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال:*« هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ».*رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
3-وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه*أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:*«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»*متفق عليه.
2: سورة البقرة.
قد*دلّت الأحاديث الصحيحة على أنّ سورة البقرة تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه، وأنّ أخذها بركة، ولا تستطيعها البطلة.
-وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبدأ بها في قيامه،فقدّمت في المصحف بعد الفاتحة،وهذا يدل على شرفها وعظم قدرها.
-وهي أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب.
-وكان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام،يعظمون هذه السورة-أي البقرة-وكان من حفظها منهم جَدَّ في أعينهم، وعَظُمَ شأنُه؛ لأنَّهم كانوا يتعلّمون ما فيها من العلم والعمل والإيمان.
-وفي يوم حنين حِين تولى من تولّى خصّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب سورة البقرة بالدعوة فعادوا عوداً سريعاً لعِظَم الأمانة التي تحمَّلوها بهذه السورة. -وجعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة".*
-وسورة البقرة تتضمن أعظم آية في القرآن الكريم،وهي آية الكرسي كما صح بذلك الأحاديث النبوية الصحيحة.
3. خواتيم سورة البقرة
وردت أحاديث كثيرة في فضل خواتيم سورة البقرة منها:
1-حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*«الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه»*وفي لفظ:*«من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه».الحديث متفق عليه
2-وفي حديث الإسراء والمعراج،لما كان الرسول بالسدرة المنتهى في السماء السادسة،من حديث ابن مسعود:« فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات ».رواه مسلم.
3-وحديث النعمان بن بشير،*أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان»*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي والترمذي وغيرهم.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

1-يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:*«تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة».*رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر
2-ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال:*«من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة»*رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث
3-حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:*«ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.*
وليث ضعيف الحديث.
2: سورة النساء
*يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:*«من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».*رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.*
2.*عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال:*«من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»*رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم:*«من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم»*).*رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة
1-تساهل بعض الوعاظ والقصاص في الرواية عن بعض المتهمين وشديدي الضعف،مما دعى الحاجة إلى بيان ما رواه هؤلاء.
2-تساهل بعض المصنفين في الأخذ عن الضعفاء والرواية عنهم بنيّة جمع أحاديث الفضائل،ولا يهتمون بانتقاء الغث من السمين،فمن هنا وجب على علماء الحديث أن يبينوا تلك المرويات الضعيفة والموضوعة ويصنّفوها في كتب مستقلّة ليتيسر الوصول إليها.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.*
ضعف الإسناد لا يقتضي ضعف المتن مطلقا،لأنه يمكن أن يكون الحديث قد روي من طريق آخر،فيكون شاهدا للحديث الذي في إسناده ضعف.مثل 1-حديث عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:*«في هاتين الآيتين*{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}*إن فيهما اسم الله الأعظم».*رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.*
وعبيد الله وشهر ضعيفان.*
لكن له شاهد من حديث أبيأمامة عند ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير.
2-وحديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:*«أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض»
رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.*
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه.*
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ:*«لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.*
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
الدرجة*الأولى:
فما كان يروى في هذه الدرجة من الأحاديث،أجاز بعض العلماء روايته والتحديث به،وحتى يرى البعض العمل بتلك المرويات.وذلك لأن الضعف فيها محتملا للتقوية،لعدم وجود راوٍ متّهم أو شديد الضعف في إسنادها، أو لكونها من المراسيل الجياد، أو الانقطاع فيها مظنون، ويكون معناها غير منكر في نفسه ولا مخالف للأحاديث الصحيحة.
الدرجة الثانية:
المرويات التي في إسنادها ضعف شديد،وما تضمنته له أصل في الشريعة،وربما كان في بعضها ما يتوقّف فيه،وهو ، وهو أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب،لتساهل بعض المصنّفين في رواية ذلك.
الدرجة الثالثة:
المرويات الضعيفة التي في معناها ما ينكر؛ إما لتضمّنها خطأ في نفسها أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة الثابتة، سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقارباً؛ لأنّ النكارة علّة كافية في ردّ المرويات.
الدرجة الرابعة:
المرويات الموضوعة التى يظهر فيها أمارات الوضع جليا لمن يميز ذلك.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
إن كلمة "خواص القرآن" يستعملها العلماء لعدة معاني:
منها:هو الانتفاع والتأثير الحاصل من بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.وهذا المعنى هو الغالب ضمن هذه التعريفات.
ومنها:*ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
ومنها:التأثير الإعجازي للقرآن،والذين لهم*العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه،هم الذين يميلون إلى هذا المعنى.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
كل ما حكي في هذا الباب إن لم يخالف الشرع فهو جائز لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ،لكن ينبغي التّنبّه على ما يأخذه الصوفية من هذا الجانب ويكتبون حول الكتب،وبعض ذلك يُرى فيه أثر الغلوّ جليّا وحتى بعضها تكون دعاوى مزعومة وعظائم سحرية.
أحسنت سددك الله وبارك فيك.
لهيئة التصحيح تعليق مهم على إجابة أسئلة هذه المجموعة فأوصيك بالاستفادة منها وفقك الله وأخص بالذكر طريقة بيان بعض فضائل السور.
الدرجة:أ


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 20 ذو الحجة 1441هـ/9-08-2020م, 07:26 PM
مها كمال مها كمال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 80
افتراضي

Maha Kamal:
المجموعة الثانية
س1- الدليل على تفاضل سور القرءان :
قال تعالى :(ما ننسخ من ايه او ننسها نأت بخير منها أو ننسها )
وقال تعالى :(ولقد ءاتيناك سبعا من المثانى والقرءان العظيم )
وعن أنس رضى الله عنه قال :كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال :الا أعلمك بأفضل القرءان .قال:(فتلا عليه الحمد لله رب العالمين ).
س2-1-فضل آية الكرسي :
انها اعظم ايه فى القرءان
عن أبى بن كعب قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا المنذر اتدرى اى أية من كتاب الله معك اعظم؟قال :قلت :(الله لا اله الا هو الحى القيوم ).قال :فضرب فى صدرى وقال:(والله ليهنك العلم أبا المنذر ).
*من قرأها عند النوم لا يزال عليه حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح.
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:وكلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فاتانى أن فجعل يحثو من الطعام فاخذته.فقلت لارفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -فذكر الحديث -فقال :إذا اويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا بقربك الشيطان حتى تصبح؛فقال النبى صلى الله عليه وسلم :(صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )
*حديث ابى إمامة الباهلى قال :قال صلى الله عليه وسلم :(من قرأ اية الكرسي فى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.

2-فضل سورة أل عمران :

*
عن النواس بن سمعان رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(يؤتى بالقرءان يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة أل عمران وضرب لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال:(كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبها )
*حديث ابى إمامة رضى الله عنه مرفوعا :(اسم الله الأعظم الذى اذا دعى به أجاب فى ثلاثة سور :فى البقرة وال عمران وطه)
*وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه من قرأ ال عمران فهو غنى والنساء محبرة ).
فضل سورة النساء:
*قال تعالى :(ولقد أتيناك سبعا من المثانى والقرءان العظيم).قال ابن عباس :هى السبع الطوال.
*وحديث عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم :(من أخذ السبع فهو حبر)
*وقال حارثة بن مضرب :كتب إلينا عمر أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور )

س3-
الاحاديث الضعيفة فى فضل سورة الفاتحة :
1-حديث سليم بن مسلم.عن الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكان له صحبة قال :كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد ويقرا بام القرءان فقام النبى صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها ثم قال:مافى القرءان مثلها.)رواه الطبراني فى الأوسط.وقال:(لا يروى هذا الحديث عن أبى زيد بن عمرو إلا بهذا الإسناد. تفرد به سليم بن مسلم
سبب ضعف الحديث:الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمى ودينار زوج أمه متروك الحديث.وقد صح ما يغنى عنه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(والذى نفسي بيده ما أنزل الله فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها أنها السبع من المثانى).
*حديث سليمان بن احمد الواسطى عن على بن الحسن الاحول عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من قرأ ام القرءان وقل هو الله احد فكانما قرأ ثلث القرءان )
سبب ضعف الحديث :سليمان بن احمد الواسطى متروك الحديث.
*حديث أنس بن مالك رضى الله عنه مرفوعا :(إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله احد فقد امنت من كل شئ الا الموت ) .رواه البزار من طريق غسان بن عبيد الموصلى عن أبى عمران الجونى عن أنس .وغسان ضعيف الحديث.
الاحاديث الضعيفة فى سورة البقرة :
*
حديث حكيم بن جبير عن أبى صالح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :قال صلى الله عليه وسلم :لكل شئ سنام وان سنام القرءان سورة البقرة وفيها أية هى سيدة اى القرءان هى آية الكرسي ).رواه عبد الرزاق والحميدى وسعيد بن منصور والترمذى والحاكم والبيهقي فى شعب الإيمان
وحكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه فى التشيع
*حديث خالد بن سعيد المدنى عن أبى حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أن لكل شئ سنام وسنام القرءان البقرة من قرأها فى بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ايام ) رواه أبو بعلى فى مسنده والعقيلى فى الضعفاء وابن حبان والطبرانى فى الكبير والبيهقي فى شعب الإيمان.
قال العقيلى:خالد بن سعيد المدينى عن أبى حازم ولا يتابع على حديثه)
*حديث ابن مسعود رضى الله عنه مرفوعا :(ما حبب الله أمرا قام فى جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران )رواه الطبراني فى الأوسط وأبو نعيم فى الحلبة من طريق ليث بن أبى سليم عن الشعبى عن مسروق عن ابن مسعود به .
وليث ضعيف الحديث.

س4-شروط صحة الحديث :
لا يحكم بصحة الحديث إلا إذا صح متنه وإسناده.
وصحة الإسناد لا تتحقق إلا بثلاثة أمور:
الأمر الأول:أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم. والذين لا تقبل روايتهم على درجتين :
الدرجة الأولى :أن يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق فهؤلاء لا يترك حديثهم جملة ولا يقبل حديثهم جملة بل يعتبر حديثهم فإذا ورد من طرق أخرى وكان له شواهد يحكم بصحته لانتفاء علة ضعف الضبط.
الدرجة الثانية :لا تقبل روايتهم مطلقا ولا يعتبر بها وهم متروكو الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب .
الأمر الثانى :أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
الأمر الثالث :انتفاء العلة القادحة فى صحة الإسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب
وصحة المتن لا تتحقق إلا بامرين:
الأمر الأول :صحة الإسناد إليه
الأمر الثانى :انتفاء العلة القادحة فى المتن كالمخالفة والنكارة والتحريف وغيرها .
س5-درجات المرويات فى فضائل القرءان :
المقصود بالمرويات هو كل ما يروى بالاسانيد المرفوعة إلى النبى صلى الله عليه وسلم والمرسلة عنه والآثار التى تروى عن الصحابة والتابعين وهى على خمس درجات ؛
صالدرجة الأولى :المرويات الصحيحة لذاتها .وهى التى ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة فى المتن ولا الإسناد.
الدرجة الثانية :مرويات صحيحة لغيرها وهى التى يكون فى اسانيدها بعض الضعف الذى يجبر بالشواهد وتعدد الطرق ويكون المتن سالما من العلة القادحة.
الدرجة الثالثة :المرويات الضعيفة ضعفا محتملا وهى التى يكون متنها غير منكر من جهة المعنى وفى الإسناد ضعف قابل للتقوية لو وجدت.
الدرجة الرابعة :المرويات الواهية وهى التى تكون فى إسنادها ضعف شديد أو يكون متنها منكر مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
المرويات الموضوعة :وهى التى يتبين أنها مكذوبة مختلفة .
فمرويات الدرجة الأولى والثانية يحتج بهما.
ومرويات الدرجة الثالثة فمن أهل العلم من يحتج بها فى الفضائل والرفاق والاخبار ومنهم من يستأنس به ولا يحتج بها ومنهم من يذكرها لفائدة كان يكون المتن حسنا جامعا أو بينبع على ضعفه مع شهرته.
ومرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر الا لبيان ضعفها والتنبيه على عللهاوقد يرويها بعض المحدثين لفواىد عارضة.
وأما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحل روايتها الا على النبيين وقد ورد الوعيد الشديد فى التحديث بما هو مكذوب على النبى صلى الله عليه وسلم.

س6-حال الحديث الطويل المروى عن أبى بن كعب فى فضائل القرءان :
هو من اشهر الموضوعات فى فضائل القرءان وهو مكذوب على أبى بن كعب رضى الله عنه .
وقد رواه أبو بكر بن أبى داوود السجستانى فى (فضائل القرءان ) وفى الموضوعات لابن الجوزي .
رواه ابن مردوية من طريق مخلد بن عبد الواحد .
رواه الثعلبى والواحد فى تفاسيرهم

ورواه العقيلى من طريق بزيع بن حسان ؛
وقال ابن الجوزي :هذا حديث مصنوع بلا شك .وفى إسناد الطريق الاول بزيع قال الدارقطتى :متروك
وفى الطريق الثانى مخلد ابن عبد الواحد .قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
ومن حيث المتن يدل أيضا على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ كل السور وذكر فى كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك لا يناسب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
س7-دلائل معرفة خواص القرءان :
الدلالة الاولى :دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والايات فى أحوال مخصوصة.
مثال:٠قول الله تعالى فى شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت :(فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين )
فالايات تبين اثر التسبيح والتوحيد فى النجاة من الغم وهذا الأمر لا يختص بيونس عليه السلام فقط بل هو عام لكل المؤمنين.ومما يدل على صحة هذا الاستنباط حديث النبى صلى الله عليه وسلم:(دعوة ذى النون إذ هو فى بطن الحوت (لا اله الا انت انى كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها مسلم ربه فى شئ الا استجاب له )
الدلالة الثانية :ما ثبت عن الصحابة رضى الله عنهم .
مثال :مارواه ابن داوود والبيهقي فى (الدعوات ) قال حدثنا عكرمة .قال :وحدثنا أبو زميل قال :سألت ابن عباس فقلت :ما شئ اجده فى صدرى؟قال ماهو ؟قلت :والله ما اتكلم به قال :فقال لى:اشئفى شك ؟ قال :وضحك قال:ما نجا من ذلك أحد قال حتى أنزل الله عز وجل :(فإن كنت فى شك مما أنزلنا اليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) الآية ) فقال :إذا وجدت فى نفسك شئ فقل :(هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم )
الدلالة الثالثة :
ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم
مثال :ما رواه سعيد ابن منصور والدارمى عن المغيرة بن سبيع العجلى أنه قال :( من قرأ عند منامه ايات من البقرة لم ينس القرءان :اربع ايات من (والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ) وآية الكرسي .والثلاث ايات من آخرها )
الدلالة الرابعة :
الاجتهاد فى إدراك التناسب بين الآيات والاحوال المخصوصة .ومن ذلك أن يرقى الراقى كل حالة بما يناسبها من الآيات .
مثال :أن الإمام أحمد بلغه أن صاحبه المروذى اصابتهةحمى فكتب إليه رقعة فيها :(بسم الله الرحمن الرحيم ؛بسم الله ؛وبالله ؛محمد رسول الله ؛(قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم .وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين) الله رب جبراىيل وميكائيل واسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك اله الحق امين) فهذه الرقية فيها معنى التوسلىالى الله بقدرته ان يجعل النار بردا وسلاما على ابراهيم ان يذهب عن المحموم حرارة الحمى
س8-
خطر الغلو فى خواص القرءان :
يجب الحذر من الغلو فى خواص القرءان لأنه من الممكن ان يؤدى إلى فساد كبير وضلال. ومن ذلك ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية من دعاوى وضلالات وجداول ورسوم وتمائم وأحوال وسموا الأمور بغير اسمائها ووقعوا فى الشرك ولبسوا على الناس دينهم .وفتحوا على الأمة شرا عظيما وفتنة وبلاء من هذا الباب

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 1 محرم 1442هـ/19-08-2020م, 08:44 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها كمال مشاهدة المشاركة
maha kamal:
المجموعة الثانية
س1- الدليل على تفاضل سور القرءان :
قال تعالى :(ما ننسخ من ايه او ننسها نأت بخير منها أو ننسها )
وقال تعالى :(ولقد ءاتيناك سبعا من المثانى والقرءان العظيم )
وعن أنس رضى الله عنه قال :كان النبى صلى الله عليه وسلم فى مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبى صلى الله عليه وسلم فقال :الا أعلمك بأفضل القرءان .قال:(فتلا عليه الحمد لله رب العالمين ).
س2-1-فضل آية الكرسي :
انها اعظم ايه فى القرءان
عن أبى بن كعب قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا أبا المنذر اتدرى اى أية من كتاب الله معك اعظم؟قال :قلت :(الله لا اله الا هو الحى القيوم ).قال :فضرب فى صدرى وقال:(والله ليهنك العلم أبا المنذر ).
*من قرأها عند النوم لا يزال عليه حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح.
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:وكلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فاتانى أن فجعل يحثو من الطعام فاخذته.فقلت لارفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -فذكر الحديث -فقال :إذا اويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا بقربك الشيطان حتى تصبح؛فقال النبى صلى الله عليه وسلم :(صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )
*حديث ابى إمامة الباهلى قال :قال صلى الله عليه وسلم :(من قرأ اية الكرسي فى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.

2-فضل سورة أل عمران :

*
عن النواس بن سمعان رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(يؤتى بالقرءان يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة أل عمران وضرب لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال:(كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبها )
*حديث ابى إمامة رضى الله عنه مرفوعا :(اسم الله الأعظم الذى اذا دعى به أجاب فى ثلاثة سور :فى البقرة وال عمران وطه)
*وقال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه من قرأ ال عمران فهو غنى والنساء محبرة ).
فضل سورة النساء:
*قال تعالى :(ولقد أتيناك سبعا من المثانى والقرءان العظيم).قال ابن عباس :هى السبع الطوال.
*وحديث عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم :(من أخذ السبع فهو حبر)
*وقال حارثة بن مضرب :كتب إلينا عمر أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور )

س3-
الاحاديث الضعيفة فى فضل سورة الفاتحة :
1-حديث سليم بن مسلم.عن الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد وكان له صحبة قال :كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد ويقرا بام القرءان فقام النبى صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها ثم قال:مافى القرءان مثلها.)رواه الطبراني فى الأوسط.وقال:(لا يروى هذا الحديث عن أبى زيد بن عمرو إلا بهذا الإسناد. تفرد به سليم بن مسلم
سبب ضعف الحديث:الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمى ودينار زوج أمه متروك الحديث.وقد صح ما يغنى عنه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(والذى نفسي بيده ما أنزل الله فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها أنها السبع من المثانى).
*حديث سليمان بن احمد الواسطى عن على بن الحسن الاحول عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من قرأ ام القرءان وقل هو الله احد فكانما قرأ ثلث القرءان )
سبب ضعف الحديث :سليمان بن احمد الواسطى متروك الحديث.
*حديث أنس بن مالك رضى الله عنه مرفوعا :(إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله احد فقد امنت من كل شئ الا الموت ) .رواه البزار من طريق غسان بن عبيد الموصلى عن أبى عمران الجونى عن أنس .وغسان ضعيف الحديث.
الاحاديث الضعيفة فى سورة البقرة :
*
حديث حكيم بن جبير عن أبى صالح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :قال صلى الله عليه وسلم :لكل شئ سنام وان سنام القرءان سورة البقرة وفيها أية هى سيدة اى القرءان هى آية الكرسي ).رواه عبد الرزاق والحميدى وسعيد بن منصور والترمذى والحاكم والبيهقي فى شعب الإيمان
وحكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه فى التشيع
*حديث خالد بن سعيد المدنى عن أبى حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(أن لكل شئ سنام وسنام القرءان البقرة من قرأها فى بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ايام ) رواه أبو بعلى فى مسنده والعقيلى فى الضعفاء وابن حبان والطبرانى فى الكبير والبيهقي فى شعب الإيمان.
قال العقيلى:خالد بن سعيد المدينى عن أبى حازم ولا يتابع على حديثه)
*حديث ابن مسعود رضى الله عنه مرفوعا :(ما حبب الله أمرا قام فى جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران )رواه الطبراني فى الأوسط وأبو نعيم فى الحلبة من طريق ليث بن أبى سليم عن الشعبى عن مسروق عن ابن مسعود به .
وليث ضعيف الحديث.

س4-شروط صحة الحديث :
لا يحكم بصحة الحديث إلا إذا صح متنه وإسناده.
وصحة الإسناد لا تتحقق إلا بثلاثة أمور:
الأمر الأول:أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم. والذين لا تقبل روايتهم على درجتين :
الدرجة الأولى :أن يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم وهم أهل صدق فهؤلاء لا يترك حديثهم جملة ولا يقبل حديثهم جملة بل يعتبر حديثهم فإذا ورد من طرق أخرى وكان له شواهد يحكم بصحته لانتفاء علة ضعف الضبط.
الدرجة الثانية :لا تقبل روايتهم مطلقا ولا يعتبر بها وهم متروكو الحديث من الكذابين والمتهمين بالكذب .
الأمر الثانى :أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع فانقطاع الإسناد موجب لضعف الحديث.
الأمر الثالث :انتفاء العلة القادحة فى صحة الإسناد كالمخالفة والتدليس والاضطراب
وصحة المتن لا تتحقق إلا بامرين:
الأمر الأول :صحة الإسناد إليه
الأمر الثانى :انتفاء العلة القادحة فى المتن كالمخالفة والنكارة والتحريف وغيرها .
س5-درجات المرويات فى فضائل القرءان :
المقصود بالمرويات هو كل ما يروى بالاسانيد المرفوعة إلى النبى صلى الله عليه وسلم والمرسلة عنه والآثار التى تروى عن الصحابة والتابعين وهى على خمس درجات ؛
صالدرجة الأولى :المرويات الصحيحة لذاتها .وهى التى ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة فى المتن ولا الإسناد.
الدرجة الثانية :مرويات صحيحة لغيرها وهى التى يكون فى اسانيدها بعض الضعف الذى يجبر بالشواهد وتعدد الطرق ويكون المتن سالما من العلة القادحة.
الدرجة الثالثة :المرويات الضعيفة ضعفا محتملا وهى التى يكون متنها غير منكر من جهة المعنى وفى الإسناد ضعف قابل للتقوية لو وجدت.
الدرجة الرابعة :المرويات الواهية وهى التى تكون فى إسنادها ضعف شديد أو يكون متنها منكر مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
المرويات الموضوعة :وهى التى يتبين أنها مكذوبة مختلفة .
فمرويات الدرجة الأولى والثانية يحتج بهما.
ومرويات الدرجة الثالثة فمن أهل العلم من يحتج بها فى الفضائل والرفاق والاخبار ومنهم من يستأنس به ولا يحتج بها ومنهم من يذكرها لفائدة كان يكون المتن حسنا جامعا أو بينبع على ضعفه مع شهرته.
ومرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر الا لبيان ضعفها والتنبيه على عللهاوقد يرويها بعض المحدثين لفواىد عارضة.
وأما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحل روايتها الا على النبيين وقد ورد الوعيد الشديد فى التحديث بما هو مكذوب على النبى صلى الله عليه وسلم.

س6-حال الحديث الطويل المروى عن أبى بن كعب فى فضائل القرءان :
هو من اشهر الموضوعات فى فضائل القرءان وهو مكذوب على أبى بن كعب رضى الله عنه .
وقد رواه أبو بكر بن أبى داوود السجستانى فى (فضائل القرءان ) وفى الموضوعات لابن الجوزي .
رواه ابن مردوية من طريق مخلد بن عبد الواحد .
رواه الثعلبى والواحد فى تفاسيرهم

ورواه العقيلى من طريق بزيع بن حسان ؛
وقال ابن الجوزي :هذا حديث مصنوع بلا شك .وفى إسناد الطريق الاول بزيع قال الدارقطتى :متروك
وفى الطريق الثانى مخلد ابن عبد الواحد .قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
ومن حيث المتن يدل أيضا على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ كل السور وذكر فى كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك لا يناسب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
س7-دلائل معرفة خواص القرءان :
الدلالة الاولى :دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والايات فى أحوال مخصوصة.
مثال:0قول الله تعالى فى شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت :(فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين )
فالايات تبين اثر التسبيح والتوحيد فى النجاة من الغم وهذا الأمر لا يختص بيونس عليه السلام فقط بل هو عام لكل المؤمنين.ومما يدل على صحة هذا الاستنباط حديث النبى صلى الله عليه وسلم:(دعوة ذى النون إذ هو فى بطن الحوت (لا اله الا انت انى كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها مسلم ربه فى شئ الا استجاب له )
الدلالة الثانية :ما ثبت عن الصحابة رضى الله عنهم .
مثال :مارواه ابن داوود والبيهقي فى (الدعوات ) قال حدثنا عكرمة .قال :وحدثنا أبو زميل قال :سألت ابن عباس فقلت :ما شئ اجده فى صدرى؟قال ماهو ؟قلت :والله ما اتكلم به قال :فقال لى:اشئفى شك ؟ قال :وضحك قال:ما نجا من ذلك أحد قال حتى أنزل الله عز وجل :(فإن كنت فى شك مما أنزلنا اليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) الآية ) فقال :إذا وجدت فى نفسك شئ فقل :(هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم )
الدلالة الثالثة :
ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم
مثال :ما رواه سعيد ابن منصور والدارمى عن المغيرة بن سبيع العجلى أنه قال :( من قرأ عند منامه ايات من البقرة لم ينس القرءان :اربع ايات من (والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ) وآية الكرسي .والثلاث ايات من آخرها )
الدلالة الرابعة :
الاجتهاد فى إدراك التناسب بين الآيات والاحوال المخصوصة .ومن ذلك أن يرقى الراقى كل حالة بما يناسبها من الآيات .
مثال :أن الإمام أحمد بلغه أن صاحبه المروذى اصابتهةحمى فكتب إليه رقعة فيها :(بسم الله الرحمن الرحيم ؛بسم الله ؛وبالله ؛محمد رسول الله ؛(قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم .وارادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين) الله رب جبراىيل وميكائيل واسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك اله الحق امين) فهذه الرقية فيها معنى التوسلىالى الله بقدرته ان يجعل النار بردا وسلاما على ابراهيم ان يذهب عن المحموم حرارة الحمى
س8-
خطر الغلو فى خواص القرءان :
يجب الحذر من الغلو فى خواص القرءان لأنه من الممكن ان يؤدى إلى فساد كبير وضلال. ومن ذلك ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية من دعاوى وضلالات وجداول ورسوم وتمائم وأحوال وسموا الأمور بغير اسمائها ووقعوا فى الشرك ولبسوا على الناس دينهم .وفتحوا على الأمة شرا عظيما وفتنة وبلاء من هذا الباب
أحسنتِ بارك الله فيك.
يحسن ذكر الفضيلة ثم بيان الدليل وهذا من باب حسن التلخيص للإجابة ؛ فاعتني بذلك يا رعاك الله.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 5 محرم 1442هـ/23-08-2020م, 04:04 PM
عبير الجبير عبير الجبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 119
افتراضي

المجلس التاسع



المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

أنه ثبت فضل بعض الآيات والسور بأحاديث صحيحة وهذا يدل على أن بعض السور أو الآيات أفضل من بعض وكلها فاضلة، ولا يلزم منه انتقاص شيء من الآيات لوجود ما يفضلها.
وكل كلام الله تعالى فاضل.


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:

1: سورة الفاتحة.
1/ أعظم سور القرآن:
يدل عليه حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: أن رسول الله ﷺ قال له: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
2/ أنها شرط لصحة الصلاة: يدل عليه قوله ﷺ : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه.


2: سورة البقرة.

تحاج عن صاحبها يوم القيامة
ويدل عليه قوله ﷺ : «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».


3. خواتيم سورة البقرة.
قوله ﷺ: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه"

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:


1: سورة آل عمران
حديث أبي هريرة رضي الله عنه "أن النبي ﷺ كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة" وهو ضعيف قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
وحديث: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث.
وحديث: «ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» روي من طريق ليث وهو ضعيف الحديث.

2: سورة النساء
حديث: «من قرأ البقرة, وآل عمران, والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين» وروي بطريق آخر بلفظ "كتب من الحكماء" وسبب ضعفه الإنقطاع في الإسناد.
وحديث: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»سبب ضعفه أن راويه (عبدالله بن قيس) مجهول الحال.
وحديث: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» وسبب ضعفه أنه موضوع.


س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
لكي يفرقوا بين الحديث الصحيح والضعيف وينبهوا على ضعفه، ولجمع المرويات والطرق والشواهد في الحديث لاحتمال وجود طريق آخر صحيح له.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا، لأنه قد يروى بإسناد آخر صحيح، مثاله: حديث {اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن} ذكر الألباني في السلسة الضعيفة أنه ضعيف جدا.
ولكن هذا الحديث ورد بإسناد آخر صحيح، بلفظ: {اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن}

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1/ الإرسال
2/ الانقطاع في السند
3/ المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ
4/ الخطأ في الإسناد
5/ التي في اسنادها مجهول الحال أو العين
6/ الضعيف بسبب كون أحد رواته متروك الحديث
7/ منكر المتن
8/ الذي لا أصل له
9/ الموضوع.


س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
المراد هو ما تختص به بعض السور أو الآيات في أحوال معينة مثل الكرب والسكينة والشفاء ونحو ذلك.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
لا بأس بها من ناحية الدعاء والتوسل إلى الله تعالى بآيات تتناسب مع حال الداعي،
لا أن يعتقد أن لها فضلا خاصا.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 18 محرم 1442هـ/5-09-2020م, 01:54 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الجبير مشاهدة المشاركة
المجلس التاسع

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أنه ثبت فضل بعض الآيات والسور بأحاديث صحيحة وهذا يدل على أن بعض السور أو الآيات أفضل من بعض وكلها فاضلة، ولا يلزم منه انتقاص شيء من الآيات لوجود ما يفضلها.
وكل كلام الله تعالى فاضل.
وفقك الله :
الإجابة على سؤال بمثل هذه الأهمية لا يكون بالطريقة التي فعلت , بل نذكر أقوال المنكرين وحججهم , ثم نبين الردود عليهم وأدلة إثبات وقوع التفاضل بين سور القرآن .


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:

1: سورة الفاتحة.
1/ أعظم سور القرآن:
يدل عليه حديث أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: أن رسول الله ﷺ قال له: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري
2/ أنها شرط لصحة الصلاة: يدل عليه قوله ﷺ : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه.

2: سورة البقرة.
تحاج عن صاحبها يوم القيامة
ويدل عليه قوله ﷺ : «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».

3. خواتيم سورة البقرة.
قوله ﷺ: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه"
نذكر بداية جملة تجمع أهم فضائل السورة المعنية , ثم نذكر الأدلة


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
حديث أبي هريرة رضي الله عنه "أن النبي ﷺ كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة" وهو ضعيف قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
وحديث: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث.
وحديث: «ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» روي من طريق ليث وهو ضعيف الحديث.

2: سورة النساء
حديث: «من قرأ البقرة, وآل عمران, والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين» وروي بطريق آخر بلفظ "كتب من الحكماء" وسبب ضعفه الإنقطاع في الإسناد.
وحديث: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»سبب ضعفه أن راويه (عبدالله بن قيس) مجهول الحال.
وحديث: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» وسبب ضعفه أنه موضوع.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
لكي يفرقوا بين الحديث الصحيح والضعيف وينبهوا على ضعفه، ولجمع المرويات والطرق والشواهد في الحديث لاحتمال وجود طريق آخر صحيح له.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا، لأنه قد يروى بإسناد آخر صحيح، مثاله: حديث {اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن} ذكر الألباني في السلسة الضعيفة أنه ضعيف جدا.
ولكن هذا الحديث ورد بإسناد آخر صحيح، بلفظ: {اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف فإن الله لا يعذب قلبا وعى القرآن}

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1/ الإرسال
2/ الانقطاع في السند
3/ المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ
4/ الخطأ في الإسناد
5/ التي في اسنادها مجهول الحال أو العين
6/ الضعيف بسبب كون أحد رواته متروك الحديث
7/ منكر المتن
8/ الذي لا أصل له
9/ الموضوع.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
المراد هو ما تختص به بعض السور أو الآيات في أحوال معينة مثل الكرب والسكينة والشفاء ونحو ذلك.
الإجابة ناقصة

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
لا بأس بها من ناحية الدعاء والتوسل إلى الله تعالى بآيات تتناسب مع حال الداعي،
لا أن يعتقد أن لها فضلا خاصا.
الإجابة ناقصة
الإجابات يغلب عليها الاختصار الشديد المخل , ومثل هذه الطريقة في الإجابة لا يكون لها الأثر المرجو في مسألة زيادة التحصيل العملي وفهم تفاصيل المسائل
د+
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 15 ربيع الأول 1442هـ/31-10-2020م, 01:54 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أولا: بما جاء في الكتاب والسنة:
القرآن: قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو نُنسِها نأتِ بخير منها أو مثلها}
وقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم}
من السنة: ما ثبت في فضل بعض الآيات والسور على بعض:
منها ما جاء في فضل سورة الإخلاص:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن». رواه البخاري.
وما جاء في فضل المعوذتين من حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما: «ما تعوّذ الناس بأفضل منهما». رواه النسائي.
ثانيًا: الرد على حجة المخالفين:
- احتجّ المخالفون بأن التفاضل يعني الانتقاص من المفضول، وهذا غير مُلزم، فالقرآن كله فاضل، وكله الذروة العليا من حسن البيان والإحكام، مكرم عن كلّ وصف نقص وضعف واختلاف، لكن بعض السور أفضل من بعض؛ إما لأن موضوعها أفضل، مثلا الحديث عن أسماء الله وصفاته في سورة الإخلاص، ليس كالحديث عن جزاء أبي لهب في سورة المسد.
- حمل المخالفون أدلة تفاضل الآيات والسور مثل فضل آية الكرسي، وأنها أعظم آية في كتب الله، على أن المقصود عظم أجر القارئ
ولا شك أن عظم أجر القارئ إنما جاء من فضل الآيات، وإلا فما الذي يجعل لهذه الآية أجر أعظم من غيرها !
- احتج القرطبي والزركشي بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّ أسماءه لا تتفاضل، وهو احتجاج غير صحيح
لما ورد في الصحيح من السنة بتفاضل أسماء الله وصفاته
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"). رواه الإمام أحمد.
عن أبي هريرة، عن عائشة رضي الله عنهما، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الفراش؛ فالتمستُه فوقَعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك». رواه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي".رواه البخاري.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

-أعظم سورة في القرآن، عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
- رقية، بدليل حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه.
- لم ينزل في القرآن والإنجيل والتوراة والزبور مثلها:
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
- السبع المثاني والقرآن العظيم، للدليل السابق.
- اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بها أتاه الله بكل حرف منها، ومنه ما بها من دعاء :{ اهدنا الصراط المستقيم}
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه

2: سورة البقرة.
1. سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبها يوم القيامة:
- عن النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه أحمد ومسلم
2. أخذها بركة ولا تستطيعها البطلة أي السحرة:
في حديث أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». رواه أحمد مسلم.
3. الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم وأحمد
4. سنام القرآن سورة البقرة:
وأثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة... )) رواه الدارمي والطبراني في الكبير.
5. تعظيم الصحابة لمن حفظ سورة البقرة
- يوم حنين نادى العباس في الصحابة بأصحاب سورة البقرة، رواه الحميدي في مسنده والإمام أحمد.
- يوم مسيلمة كان شعار الصحابة، يا أصحاب سورة البقرة. رواه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة.
- قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) رواه أحمد.

3. خواتيم سورة البقرة.
1. اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
رواه مسلم في صحيحه.
- قول عبد الله بن مسعود: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
رواه مسلم في صحيحه.

2. من قرأها في ليلة كفتاه:
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» متفق عليه.
وحذف متعلق الكفاية يفيد العموم.
ومن هذه الكفاية، الكفاية من الشيطان.
وردت آثار اختُلف في صحتها من نزولها من كنزٍ تحت العرش.


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».
- جاء هذا الحديث من طريق من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
عند العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه.
- قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
2. يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة».
قال الشيخ عبد العزيز الداخل: رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.

3. عن أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».
قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه.
السبب، الانقطاع بين سعيد بن عبد العزيز (وُلد سنة 90 هـ) ويزيد، توفي سنة 80 هـ.

2: سورة النساء
1. عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
السبب: الانقطاع بين سعيد وعمر رضي الله عنه، فسعيد لم يدرك عمر.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه
السبب: عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3. سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي.
السبب: موضوع.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1. التنبيه على ضعفها لئلا يغتر بها، ومن ذلك ما فعله يحيى بن معين مع صحيفة معمر عن أبان عن أنس.
وكان يحيى يقول: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نَضِجا!).
يريد حتى يستطيع بيان ضعف المرويات، إن جاءت كذبًا بطريق ظاهره الصحة كأن يقول: معمر عن ثابت عن أنس، كذبًا.
2. من باب جمع الطرق، للاستعانة بها على تقوية الأحاديث التي تقبل ذلك، وبحاجة للاعتبار والشواهد.
3. رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره
ويعدون العزو للمصادر كافٍ لبيان ضعفه.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا ..
السبب: قد يكون الضعف يسيرًا مثل ضعف في الضبط، أو انقطاع يسير يجبر بتعدد الطرق.
أو قد يكون للمتن طريق آخر صحيح.
مثال:
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».
- رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة
- علة ضعفه: مسلمة بن علي الخشني متروك الحديث.
- والمتن يصح موقوفًا على أبي أمامة، وله حكم الرفع لأن مثله لا يمكن أن يقال بكلام الصحابة.
وجاء بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1. المرسل:
وهو ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلة ضعفه عدم معرفة الواسطة بين التابعي والنبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون تابعيًا أيضًا وضعيفًا.
فإن كان المرسل من تابعي كبير عُرف عنه أن لا يرسل إلا عن الثقات ولا يعرف عنه شذوذ في الرواية، فبعض العلماء يقبلون حديثه
2. الانقطاع في السند، وهو أعم مما قبله فقد يكون في أي موضع من الإسناد، ويعرف بتاريخ ولادة الراوي، ووفاة شيخه، وبتصريح الراوي بعدم السماع مثل تصريح الضحاك بعدم سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما، وبحصر مروياته عن شيخه مثل حصر الشعبي مروياته عن ابن عمر في حديثين، أو نص الائمة النقاد على الانقطاع.
3. المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
ومن أمثلته: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم، وفيه تحريف محمد بن خلاد وقد تفرد به لحديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
4. الخطأ في الإسناد، مثل نسبة حديث لصحابي غير الذي رواه.
5. المرويات التي فيها مجهول عين، كأن يقول رواه فلان عن رجل ... فلا يعرف اسم الرجل.
أو مجهول حال، مثل رواية أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض».
وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
6. الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث، مثل حفص بن سليمان متروك حديثه لكثرة خطئه.
7. الحديث الذي لا أصل له، إما لعدم وجود إسناد له، أو - عند المتقدمين - ليس له إسناد مخرجه صحيح.
8. منكر المتن، مثل الأثر المنسوب لعائشة رضي الله عنها في تخطئة كتاب المصاحف.
9. الموضوع، وهو من رواية الكذابين.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
تطلق على ثلاث أحوال:
الأول: تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
الثاني: ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
الثالث: التأثير الإعجازي للقرآن ومنه الإعجاز البياني.
وما قصده الشيخ في بيان فضل القرآن، النوع الأول.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يختلف الحكم بحسب ما استُخدم، فإن كان صحيحًا، كأن يكون استخدم رقية بالقرآن، أو بما لا شرك فيه، فهو صحيح يجوز الأخذ به.
- عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟
فقال: «اعرضوا عليَّ رُقاكم، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك». رواه مسلم.
- عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرُّقَى، قال: فعرضوها عليه، فقال: «ما أرى بأسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه».
- وأما حديث: (إن الرقى والتمائم والتولة من الشرك) فالتعريف في الرقى للعهد الذهني، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء المدينة كانت لهم رقى من الجاهلية فيها أمور شركية فنهى عنها.
فإن كانت الرقية من كتاب الله، يقصد به الراقي التوسل إلى الله عز وجل مخلصًا له وحده لا شريك له، فلا بأس
ومن ذلك:
قال أبو عبيد: (وقال ابن كثير: وقد جربناه أيضا في السرايا غير مرة، فأقوم في الساعة التي أريد. قال: وأبتدئ من قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين} إلى آخرها).
وقد نُسب فضل آخر سورة الكهف في هذا الأمر، لزر بن حبيش، ولم يثبت عنه.
أما إذا كانت الرقية فيها شرك، ورسومات وأمور غير معقولة، يخلطونها بالقرآن، ومن ذلك ما يفعله بعض الصوفية، فهي شركٌ محرم، وإن ادعوا نفعها.
أو ادعاء أمور كاذبة في خواص القرآن مثل:
ما ذُكر عن ابن منظور القيسي في خواصّ قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} أنه نسب إلى ابن الجوزي رحمه الله أن من خواصّها أنها تُقرأ عند شراء البطّيخ، فمن أراد ذلك فليقرأها سراً وهو يقلب البطيخ فإنه يرشد إلى طيب ما فيها، فإذا أراد أكلها قرأ عليها عند شقها بالسكين {فذبحوها وما كادوا يفعلون} فإنه يجدها طيبة إن شاء الله تعالى.
فهذا كذب بيّن على ابن الجوزيّ رحمه الله.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 15 جمادى الأولى 1442هـ/29-12-2020م, 12:02 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:

س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أولا: بما جاء في الكتاب والسنة:
القرآن: قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو نُنسِها نأتِ بخير منها أو مثلها}
وقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم}
من السنة: ما ثبت في فضل بعض الآيات والسور على بعض:
منها ما جاء في فضل سورة الإخلاص:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن». رواه البخاري.
وما جاء في فضل المعوذتين من حديث عبد الله بن خبيب رضي الله عنه:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما: «ما تعوّذ الناس بأفضل منهما». رواه النسائي.
ثانيًا: الرد على حجة المخالفين:
- احتجّ المخالفون بأن التفاضل يعني الانتقاص من المفضول، وهذا غير مُلزم، فالقرآن كله فاضل، وكله الذروة العليا من حسن البيان والإحكام، مكرم عن كلّ وصف نقص وضعف واختلاف، لكن بعض السور أفضل من بعض؛ إما لأن موضوعها أفضل، مثلا الحديث عن أسماء الله وصفاته في سورة الإخلاص، ليس كالحديث عن جزاء أبي لهب في سورة المسد.
- حمل المخالفون أدلة تفاضل الآيات والسور مثل فضل آية الكرسي، وأنها أعظم آية في كتب الله، على أن المقصود عظم أجر القارئ
ولا شك أن عظم أجر القارئ إنما جاء من فضل الآيات، وإلا فما الذي يجعل لهذه الآية أجر أعظم من غيرها !
- احتج القرطبي والزركشي بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّ أسماءه لا تتفاضل، وهو احتجاج غير صحيح
لما ورد في الصحيح من السنة بتفاضل أسماء الله وصفاته
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"). رواه الإمام أحمد.
عن أبي هريرة، عن عائشة رضي الله عنهما، قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً من الفراش؛ فالتمستُه فوقَعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك». رواه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي".رواه البخاري.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

-أعظم سورة في القرآن، عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
- رقية، بدليل حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه.
- لم ينزل في القرآن والإنجيل والتوراة والزبور مثلها:
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
قلت: بلى.
قال: « فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها »
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي!
قال: « فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ »
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد ». رواه الإمام أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
- السبع المثاني والقرآن العظيم، للدليل السابق.
- اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بها أتاه الله بكل حرف منها، ومنه ما بها من دعاء :{ اهدنا الصراط المستقيم}
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه

2: سورة البقرة.
1. سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبها يوم القيامة:
- عن النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه أحمد ومسلم
2. أخذها بركة ولا تستطيعها البطلة أي السحرة:
في حديث أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». رواه أحمد مسلم.
3. الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم وأحمد
4. سنام القرآن سورة البقرة:
وأثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة... )) رواه الدارمي والطبراني في الكبير.
5. تعظيم الصحابة لمن حفظ سورة البقرة
- يوم حنين نادى العباس في الصحابة بأصحاب سورة البقرة، رواه الحميدي في مسنده والإمام أحمد.
- يوم مسيلمة كان شعار الصحابة، يا أصحاب سورة البقرة. رواه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة.
- قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) رواه أحمد.

3. خواتيم سورة البقرة.
1. اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
رواه مسلم في صحيحه.
- قول عبد الله بن مسعود: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
رواه مسلم في صحيحه.

2. من قرأها في ليلة كفتاه:
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» متفق عليه.
وحذف متعلق الكفاية يفيد العموم.
ومن هذه الكفاية، الكفاية من الشيطان.
وردت آثار اختُلف في صحتها من نزولها من كنزٍ تحت العرش.


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».
- جاء هذا الحديث من طريق من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
عند العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه.
- قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
2. يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة».
قال الشيخ عبد العزيز الداخل: رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر.

3. عن أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».
قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه.
السبب، الانقطاع بين سعيد بن عبد العزيز (وُلد سنة 90 هـ) ويزيد، توفي سنة 80 هـ.

2: سورة النساء
1. عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
السبب: الانقطاع بين سعيد وعمر رضي الله عنه، فسعيد لم يدرك عمر.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه
السبب: عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3. سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي.
السبب: موضوع.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1. التنبيه على ضعفها لئلا يغتر بها، ومن ذلك ما فعله يحيى بن معين مع صحيفة معمر عن أبان عن أنس.
وكان يحيى يقول: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نَضِجا!).
يريد حتى يستطيع بيان ضعف المرويات، إن جاءت كذبًا بطريق ظاهره الصحة كأن يقول: معمر عن ثابت عن أنس، كذبًا.
2. من باب جمع الطرق، للاستعانة بها على تقوية الأحاديث التي تقبل ذلك، وبحاجة للاعتبار والشواهد.
3. رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره
ويعدون العزو للمصادر كافٍ لبيان ضعفه.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا ..
السبب: قد يكون الضعف يسيرًا مثل ضعف في الضبط، أو انقطاع يسير يجبر بتعدد الطرق.
أو قد يكون للمتن طريق آخر صحيح.
مثال:
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».
- رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة
- علة ضعفه: مسلمة بن علي الخشني متروك الحديث.
- والمتن يصح موقوفًا على أبي أمامة، وله حكم الرفع لأن مثله لا يمكن أن يقال بكلام الصحابة.
وجاء بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1. المرسل:
وهو ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلة ضعفه عدم معرفة الواسطة بين التابعي والنبي صلى الله عليه وسلم وقد يكون تابعيًا أيضًا وضعيفًا.
فإن كان المرسل من تابعي كبير عُرف عنه أن لا يرسل إلا عن الثقات ولا يعرف عنه شذوذ في الرواية، فبعض العلماء يقبلون حديثه
2. الانقطاع في السند، وهو أعم مما قبله فقد يكون في أي موضع من الإسناد، ويعرف بتاريخ ولادة الراوي، ووفاة شيخه، وبتصريح الراوي بعدم السماع مثل تصريح الضحاك بعدم سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما، وبحصر مروياته عن شيخه مثل حصر الشعبي مروياته عن ابن عمر في حديثين، أو نص الائمة النقاد على الانقطاع.
3. المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
ومن أمثلته: حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم، وفيه تحريف محمد بن خلاد وقد تفرد به لحديث: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
4. الخطأ في الإسناد، مثل نسبة حديث لصحابي غير الذي رواه.
5. المرويات التي فيها مجهول عين، كأن يقول رواه فلان عن رجل ... فلا يعرف اسم الرجل.
أو مجهول حال، مثل رواية أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض».
وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
6. الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث، مثل حفص بن سليمان متروك حديثه لكثرة خطئه.
7. الحديث الذي لا أصل له، إما لعدم وجود إسناد له، أو - عند المتقدمين - ليس له إسناد مخرجه صحيح.
8. منكر المتن، مثل الأثر المنسوب لعائشة رضي الله عنها في تخطئة كتاب المصاحف.
9. الموضوع، وهو من رواية الكذابين.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
تطلق على ثلاث أحوال:
الأول: تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
الثاني: ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
الثالث: التأثير الإعجازي للقرآن ومنه الإعجاز البياني.
وما قصده الشيخ في بيان فضل القرآن، النوع الأول.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يختلف الحكم بحسب ما استُخدم، فإن كان صحيحًا، كأن يكون استخدم رقية بالقرآن، أو بما لا شرك فيه، فهو صحيح يجوز الأخذ به.
- عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟
فقال: «اعرضوا عليَّ رُقاكم، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك». رواه مسلم.
- عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرُّقَى، قال: فعرضوها عليه، فقال: «ما أرى بأسا من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه».
- وأما حديث: (إن الرقى والتمائم والتولة من الشرك) فالتعريف في الرقى للعهد الذهني، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء المدينة كانت لهم رقى من الجاهلية فيها أمور شركية فنهى عنها.
فإن كانت الرقية من كتاب الله، يقصد به الراقي التوسل إلى الله عز وجل مخلصًا له وحده لا شريك له، فلا بأس
ومن ذلك:
قال أبو عبيد: (وقال ابن كثير: وقد جربناه أيضا في السرايا غير مرة، فأقوم في الساعة التي أريد. قال: وأبتدئ من قوله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين} إلى آخرها).
وقد نُسب فضل آخر سورة الكهف في هذا الأمر، لزر بن حبيش، ولم يثبت عنه.
أما إذا كانت الرقية فيها شرك، ورسومات وأمور غير معقولة، يخلطونها بالقرآن، ومن ذلك ما يفعله بعض الصوفية، فهي شركٌ محرم، وإن ادعوا نفعها.
أو وجد فيها تكلف واضح, فلم تظهر المناسبة بين الرقية وبين الغرض
أو ادعاء أمور كاذبة في خواص القرآن مثل:
ما ذُكر عن ابن منظور القيسي في خواصّ قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} أنه نسب إلى ابن الجوزي رحمه الله أن من خواصّها أنها تُقرأ عند شراء البطّيخ، فمن أراد ذلك فليقرأها سراً وهو يقلب البطيخ فإنه يرشد إلى طيب ما فيها، فإذا أراد أكلها قرأ عليها عند شقها بالسكين {فذبحوها وما كادوا يفعلون} فإنه يجدها طيبة إن شاء الله تعالى.
فهذا كذب بيّن على ابن الجوزيّ رحمه الله.
أحسنت نفع الله بك
أ
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir