دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 02:51 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم التاسع من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم التاسع من كتاب التوحيد

اختر باباً من الأبواب التالية وفهرس مسائله العلمية:
- باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
-
باب قول الله تعالى: {ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}

- باب قول الله تعالى: {فلما أتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون}
-
باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}

- باب لا يقال: السلام على الله
-
باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت

- باب لا يقول: عبدي وأمتي
-
باب لا يُرد من سأل بالله

- باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة
-
باب ما جاء في اللو


تعليمات:
1. يسجّل الطالب اختياره للدرس قبل الشروع في التلخيص.
2. يمنع تكرار الاختيار.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: الشمول [ اشتمال التلخيص على مسائل الدرس]
2: الترتيب. [ حسن ترتيب العناصر والمسائل]
3: التحرير العلمي.
[بأن تكون الكلام في تلخيص المسألة محرراً وافياً بالمطلوب]
4: الصياغة اللغوية. [ أن يكون الملخص سالماً من الأخطاء اللغوية والإملائية وركاكة العبارات وضعف الإنشاء]
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.




_________________


وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 ربيع الأول 1438هـ/8-12-2016م, 11:20 AM
الصورة الرمزية جٓنّات محمّد الطيِّب
جٓنّات محمّد الطيِّب جٓنّات محمّد الطيِّب غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: في دار الكبَد
المشاركات: 1,584
افتراضي

فهرسة مسائل باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 ربيع الأول 1438هـ/9-12-2016م, 12:00 AM
سعد بن فريح المشفي سعد بن فريح المشفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 376
افتراضي

باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 ربيع الأول 1438هـ/9-12-2016م, 10:03 PM
سعد بن فريح المشفي سعد بن فريح المشفي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 376
افتراضي

باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة

مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن تعظيم صفات الله الفعلية والذاتية من كمال التوحيد، وتعظيم صفاته يكون بأمور منها: ألا يسأل بوجه الله أو صفاته إلا المطالب العظيمة كالجنة، وتنزيهه عن المطالب الدنيوية الحقيرة.

• شرح الترجمة: (باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة):
- قوله (لا يُسأل):
هذا نفي متضمن النهي المؤكد، كأنه يقول: لا يَسأل أحد بوجه الله إلا الجنة. وعدل عن النهي إلى النفي لكي يتضمن النهي وحتى يبين أن هذا الأمر لا يسوغ وقوعه ممن يعظم الله جل جلاله.
- قوله (بوجه الله):
* الوجه في اللغة: ما يواجه به.
* وجه الله جل جلاله: صفة ذات من صفاته سبحانه، وهو غير الذات.
* إثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى:
تواترت الأدلة من الكتاب والسنة ومنها حديث الباب على إثبات الوجه لله سبحانه وتعالى، وهي صفة كمال، وسلبه غاية النقص والتشبيه بالناقصات.
* موقف أهل السنة والجماعة من الصفات:
الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، على ما يليق بعظمته وجلاله من غير تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل، لقوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
- قوله (إلا الجنة):
* تعريف الجنة: هي دار الكرامة التي أعدها الله جل جلاله للمكلفين من عباده الذين أجابوا رسله، ووحدوه وعملوا صالحاً، وهي أعظم مطلوب.

• شرح الحديث: (لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة):
- دلالة الحديث على الباب:
أن وجه الله جل جلاله يسأل به الجنة، وما كان وسيلة إلى الجنة، أو ما كان من جنس السؤال بالجنة، كالنجاة من النار ونحو ذلك.
- هل يُسأل بغير وجه الله من الصفات أو الأسماء؟
من كمال الأدب مع الله سبحانه وتعالى ألا يسأل بها إلا المطالب العظيمة، وأما المطالب الوضيعة فلا يتوسل إليها بصفات الله الجليلة العظيمة، بل يقال: اللهم أعطني كذا، اللهم أسألك كذا.
- الجمع بين حديث الباب وحديث: (أعوذ بنور وجهك ..):
أن ما ورد من الأحاديث من سؤال بوجه الله وبنور وجهه هو سؤال ما يقرب إلى الجنة، أو ما يمنعه من الأعمال التي تمنعه من الجنة، بخلاف ما يختص بالدنيا، فيكون بذلك قد سأل بوجه الله الجنة وما قرب إليها، كما في الحديث الصحيح: (اللهم إني أسألك الجنة، وما يقرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل). وعلى هذا فلا تعارض بين الأحاديث.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 ربيع الأول 1438هـ/9-12-2016م, 11:41 PM
الصورة الرمزية جٓنّات محمّد الطيِّب
جٓنّات محمّد الطيِّب جٓنّات محمّد الطيِّب غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: في دار الكبَد
المشاركات: 1,584
افتراضي

فهرسة مسائل باب (من هزل بشيء فيه ذكر الله والقرآن والرسول
اقتباس:
بابُ مَنْ هزَلَ بِشَيْءٍ فيهِ ذِكْرُ اللهِ أَو القُرآنِ أو الرَّسولِ

وقَوْلُ اللهِ تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أبِاللهِ وآيَاتِهِ ورسُولِهِ كُنْتُم تَستَهْزِئونَ}[التوبة:65].

عن ابنِ عُمَرَ ومحمدِ بنِ كعبٍ، وزيدِ بنِ أسلمَ، وقَتادةَ -دخَلَ حديثُ بَعْضِهِم في بَعْضِ-: أنَّهُ قالَ رجُلٌ في غَزْوَةِ تَبوك: مَا رَأَيْنا مِثْلَ قُرّائِنا هَؤلاءِ أرغَبَ بُطوناً، ولا أَكْذَبَ ألَسُناً، ولا أجْبَنَ عندَ اللِّقاءِ - يَعني الرسولَ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَصْحَابَهُ القُرَّاءَ فقالَ له عَوْفُ بنُ مالكٍ: كَذَبْتَ ولَكِنَّكَ مُنَافِقٌ، لأُخْبِرَنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
فَذَهبَ عوْفٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ فَوجَدَ القُرْآنَ قَدْ سَبَقَهُ.
فَجَاءَ ذَلَكَ الرَّجُلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ ارْتَحَلَ وَرَكِبَ ناقَتَهُ.
فقالَ: يا رَسُولَ اللهِ إنَّما كُنَّا نَخُوضُ ونَتَحَدَّثُ حَدِيثَ الرَّكْبِ نَقْطَعُ بِهِ عَناءَ الطَّرِيقِ، قالَ ابْنُ عُمَر: (كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ متعلِّقاً بِنِسْعَةِ ناقَةِ رَسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وإِنَّ الحِجَارةَ تَنْكُبُ رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّما كُنّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ، فيقولُ لَهُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم: {أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرتُمْ بعْدَ إيمَانِكُم} ما يَلْتَفِتُ إِليْهِ وما يَزيدُهُ عَلَيْهِ).

فيه مسائل:
الأُولى: -وهِيَ العَظِيمَةُ- أنَّ مَنْ هَزَلَ بِهَذا كافِرٌ.
الثانِيةُ: أنَّ هذا هُوَ تفسيرُ الآيةِ فِيمَنْ فَعَلَ ذلِكَ كائناً مَنْ كانَ.
الثالثةُ: الفرقُ بينَ النَّميمةِ والنَّصيحَةِ للهِ ولرسولِهِ.
الرَّابِعةُ: الفرقُ بينَ العفوِ الذي يُحِبُّهُ اللهُ وبينَ الغِلْظَةِ على أعداءِ اللهِ.
الخامِسَةُ: أنَّ مِنَ الاعتِذارِ ما لا يَنْبَغِي أنْ يُقْبَلَ.

العناصر
مناسبة الباب لكتاب التوحيد
بيان أهمية الباب
تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) الآية

-قول شيخ الإسلام في {قد كفرتم بعد إيمانكم}
شرح حديث ابن عمر (أنه قال رجل في غزوة تبوك...)
-معنى قوله: (دخل حديث بعضهم في بعض)
- بيان المراد بالقراء في قوله: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء)
- معنى قوله: (أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء)
- ما يستفاد من قول عوف: (كذبت؛ ولكنك منافق)
- ما يستفاد من قوله: (فوجد القرآن قد سبقه)
-ما يستفاد من قوله:( لا يلتفت إليه ولا يزيده)
-ذكر رواية أخرى في قصة الاستهزاء غير ما ذكر المصنف

شرح مسائل باب (من هزل بشيء من ذكر الله أو القرآن أو الرسول)
-أنواع الكفر
-حكم المستهزئ بالله وكتابه ورسوله
-ظوابط هامّة للحكم

فوائد من ترجمة الباب

التفصيل

مناسبة الباب لكتاب التوحيد
الهزل والاستهزاء بشيء فيه ذكر الله، أو القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم مناف لأصل التوحيد، وكفر مخرج من الملة لذا ترجم بها المصنّف بابه.

أهمية الباب
-الاستهزاء والهزل بالله وكتبه ورسله أشدّ من الكفر المجرد لأنّ فيه زيادةً على الكفر ازدراء واحتقار لأعظم ما يجب على العبد تعظيمه.
- قد يتساهل البعض في هذا الأمر ظنّا منهم أن الهزل لا يؤدي بصاحبه إلى الكفر وهذا جهل عظيم ، لذا وجب التنبيه عليه والتحذير منه.


تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) الآية
سبب النزول
نزلت في المنافقين الذين استهزؤوا برسول الله و أصحابه عند خروجهم إلى تبوك كما في حديث الباب و سيأتي، لذا ترجم بها المصنف بابه.

التفسير
-أي: المنافقين الذين تكلموا بكلمة الكفر استهزاء {لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}.
- هؤلاء يعتذرون بأنهم لم يقصدوا الاستهزاء والتكذيب إنما قصدوا الخوض في الحديث واللعب.
-وقوله: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} لم يعبأ باعتذارهم: إما لأنهم كانوا كاذبين فيه، وإما لأن الاستهزاء على وجه الخوض واللعب لا يكون صاحبه معذوراً،
فلذا كان الجواب مع ما قبله {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} ففي كلتا الحالتين لا يقبل اعتذاركم قد كفرتم.

قول شيخ الإسلام في:{قد كفرتم بعد إيمانكم
هؤلاء أظهروا الكفر قولا ولو أن قلوبهم استقر فيه الإيمان لمنعهم من أن يستهزؤوا بالله ورسوله فلا يصدر قول كهذا ممن شُرح صدره للإيمان، وهذا ينفي قول من قال أنه قول من غير اعتقاد كما في قوله تعالى:{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ}


شرح حديث ابن عمر (أنه قال رجل في غزوة تبوك...)

معنى قوله: (دخل حديث بعضهم في بعض)
قوله: «دخل حديث بعضهم في بعض» أي أن الحديث مجموع من رواياتهم.

بيان المراد بالقراء في قوله: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء)
القرّاء جمع قارئ، وهم عند السلف: الذين يقرؤون القرآن، ويعرفون معانيه،

معنى قوله: (أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء)
-يصفونهم بسعة البطون، أي كثرة الأكل وبالجبن وبالكذب وكذبوا ، فالصحابة هم أحسن الناس اقتصاداً في الأكل وغيره،
- بل المنافقون والكفّار أوسع بطوناً وأكثر أكلاً كما صحت بذلك الأحاديث :((إن المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء))
-وهم أشدّ الناس جبناً وأكذب خلق الله كما وصفهم بذلك في كتابه، وهذا القول صريح في الاستهزاء.

ما يستفاد من قول عوف: (كذبت؛ ولكنك منافق)
-آية المنافق الكذب.
-المبادرة في الإنكار والشدّة على المنافقين.
-جواز وصف الرجل بالنفاق إذا قال أو فعل ما يدل عليه.

ما يستفاد من قوله( لأخبرن رسول الله)
الفرق بين الغيبة والنميمة، والنصح لله ورسوله، فذكر أفعال المنافقين والفسّاق لولاة الأمور ليزجروهم ويقيموا عليهم أحكام الشريعة ليس من الغيبة والنميمة بل هو من النصح لله ورسوله ووليّ الأمر.

ما يستفاد من قوله: (فوجد القرآن قد سبقه)
أي جاء الوحي من الله بما قالوه، وفيه: دلالة على علم الله وقدرته وإلهيته، وأن محمداً عبده ورسوله.

ما يستفاد من قوله:( لا يلتفت إليه ولا يزيده)
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل اعتذاره ،فقد كفر بعد إيمانه.

رواية أخرى عن قصة المنافقين الذين نزلت فيهم الآية
ووردت القصة برواية عن ابن إسحَاق: (وَقَدْ كانَ جماعةٌ من المنافقينَ؛ منهم*وَدِيعَةُ بنُ ثابتٍ*أخو بَنِي*أُمَيَّةَ بنِ زيدِ بنِ عمرِو بنِ عَوْفٍ، وَرَجُلٌ منْ*أَشْجَعَ*حَلِيفٌ لِبَنِي*سَلِمَةَ*يُقَالُ لهُ:*مَخْشِيُّ بنُ حُمَيِّرٍ، يُشِيرُونَ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهوَ مُنْطَلِقٌ إلى تَبُوكَ .فَقَالَ بَعْضُهُم لبعضٍ: أَتَحْسَبُونَ جِلادَ بني الأصفرِ كقتالِ العربِ بعضِهِم بَعْضًا؟
واللهِ لَكَأَنَّا بِكُمْ غَدًا مُقَرَّنِينَ في الحبالِ؛ إِرْجَافًا وَتَرْهِيبًا للمؤمنينَ).*
فقالَ*مَخْشِيُّ بنُ حُمَيِّرٍ: (وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاضَى على أنْ يُضْرَبَ كلُّ رجلٍ مِنَّا مِائَةَ جَلْدَةٍ، وأنَّا نَتَفَلَّتُ أنْ يَنْزِلَ فينَا قُرْآنٌ لِمَقَالَتِكُم هذهِ، وقالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما بَلَغَنِي*لِعَمَّارِ بنِ ياسرٍ:*((أَدْرِكِ الْقَوْمَ؛ فَإِنَّهُمْ قَدِ احْتَرَقُوا، فَسَلْهُمْ).
فَإِنْ أنْكَرُوا فَقُلْ: بَلْ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا)) إلى آخر القصة
-وليس بين هذه الروايات تعارض فيحتمل أن المنافقين قالوا مقالات متفرقة جُمع في الآية الرد عليهم جميعا.


شرح مسائل باب (من هزل بشيء من ذكر الله أو القرآن أو الرسول.

أنواع الكفر
-كفرُ المعرِض: وهو كفر من أعرض بالكلية عن دين الله كما في قوله تعالى*: { بل أكثرهم لا يعلمون نالحق فهم معرضو
-كفر المعارِض: وهو كفر المحارب لله ورسوله القادح فيهما، المجادل بشتى أنواع الجدالات

حكم المستهزئ بشيء فيه ذكر الله وكتابه ورسوله
أجمع العلماء على أنّ المستهزئ بالله وكتابه ورسوله كافر كفرا مخرجا من الملة، ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء فهو داخل في النوع الثاني من الكفار -أي المعارضين -

ظوابط هامّة للحكم
-ظنُّ المستهزئ أنه لا يكفر باستهزائه بشيء فيه ذكر الله أو كتابه أورسوله عن غيرقصد مع علمه بأنه أتى محرما لا يغن عنه من الله شيئا ،
والدليل الشاهد للآية من الترجمة قوله تعالى:{لا تعتذروا قد كفرتم} وفعلهم هذا دليل على ضعف إيمانهم.

المستهزئ يعد كافرا كفرا مخرجا من الملة في حال استهزائه بالثلاثة المذكورة في الآية إجماعا، ولكن إذا كان الاستهزاء بغير ما ذكر في الآية فينظر:
أ: إذا كان راجعا للأمور الثلاثة فهو كافر كفر أكبر.
ب:إذا كان لا يرجع لإحدى الثلاث ففعله معصية وليس بكفر أكبر.
مثال:
رجل يستهزئ بمظهر رجل آخر ظاهره الاستقامة لا يريد بذلك الدين أصلا، فهذا لا يكفر مع أن ما فعله حرام ، لكن إذا تبيّن له أنّ الثاني مظهره إنما هو اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم واستمر في استهزائه، ففي هذه الحالة يرجع استهزاؤه إلى الاستهزاء بالرسول فيكون قد كفر كفرا أكبر.


فوائد من ترجمة الباب
-هؤلاء المنافقين قبل مقالتهم تلك أثبت لهم الإيمان وفيه أنّ الرجل قد يكفر بكلمة يقولهاأو عمل يعمله.
- حديث النفس خطره شديد فلولا استقرار تلك الإيرادات الفاسدة في القلب لما تلفظ بها اللسان.
- الفرق بين النميمة والغيبة والنصح لله ورسوله ووليّ الأمر.
- الخوف من النفاق الأكبر من سمات المؤمن؛ فقد قال*ابن أَبِي مُلَيْكَةَ:(أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ).
-عظم خطر جارحة اللسان فقد يكفر صاحبه بكلمة لا يلقي لها بالا ،كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((وإنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً يهوي بهافي النار سبعين خريفاً)، نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 ربيع الأول 1438هـ/10-12-2016م, 12:24 AM
صفاء الكنيدري صفاء الكنيدري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 728
افتراضي

- باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
-نسأل الله العون والتوفيق والسداد، وجزاكم الله عنّا خير الجزاء .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 ربيع الأول 1438هـ/10-12-2016م, 03:26 AM
منصور بن سراج الحارثي منصور بن سراج الحارثي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 503
افتراضي

- باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 ربيع الأول 1438هـ/15-12-2016م, 12:06 AM
منصور بن سراج الحارثي منصور بن سراج الحارثي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 503
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معنى قوله تعالى{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}
قوله تعالى{ولله الأسماء الحسنى}:
الأسماء الحسنى: هي الأسماء الحسنة البالغة في الحسن نهايته.
وأهل العلم إذا فسروا أسماء الله الحسنى إنما يكون للتقريب ليدلوا الناس على أصل المعنى، وأما المعنى بكماله فإنه لا يعلمه أحد إلا الله جل جلاله، ولهذا قل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه:"لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك".
والذي عليه أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات، إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلال الله وعظمته، إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، كما قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
بيان أسماء الله الحسنى من حيث الاقتران:
تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر، وذلك قدر زائد على مفرديهما، نحو: الغني الحميد، الغفور القدير، الحميد المجيد، وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن؛ فإن [الغني] صفة كمال و [الحمد] صفة كمال واجتماع [الغني] مع [الحمد] كمالٌ آخر، فله ثناء من غناه وثناء من حمده وثناء من اجتماعهما، وكذلك الغفور القدير، والحميد المجيد، والعزيز الحكيم.
بيان أسماء الله الحسنى توقيفية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحد، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر"، أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة، ورواه البخاري عن أبي اليمان عن أبي الزناد عن الأعرج عنه.
بيان الأسماء الحسنى غير محصورة بعدد معين:
ذكر ابن كثير في تفسيره، ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في تسعة وتسعين؛ بدليل ما رواه أحمد عن يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً".
فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟
فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. وقد أخرجه أبو حاتم وابن حبان في صحيحه.
بيان أن من الأسماء ما لا يكون حسناً إلا بقيد:
مثل: الصانع، والمتكلم، والمريد، والفعّال أو الفاعل، ونحو ذلك.
فهذه الأسماء لا تكون كمالاً إلا بقيد، في أن يكون متكلماً بما شاء إذا شاء بما تقتضيه الحكمة وتمام العدل فهذا يكون محموداً؛ ولهذا ليس من أسماء الله[المتكلم].
كذلك [الصانع]: قد يصنع الخير وقد يصنع غير ذلك، والله جل وعلا ليس من أسمائه الحسنى[الصانع] لاشتماله على هذا وهذا، فإذا أطلق من جهة الخبر فيُعني به ما يقيد بالمعنى الذي فيه كمال.
كذلك[فاعل] أو [فعّال]: فإن الفعّال قد يفعل أشياء لا توافق الحكمة وقد يفعل أشياء لا يريدها، بل هو مجبر عليها، والكمال أن يفعل ما يريد ولا يكون مجبراً، لكمال عزته وقهره، ولهذا قال الله جل وعلا عن نفسه:{فعّال لما يريد} لأن تقييد كونه فعالاً بما يريد هذا هو الكمال في أشياء كثيرة من ذلك معروفة في مباحث الأسماء والصفات.

قال تعالى:{فادعوه بها}:
أي: توسلوا إلى الله في طلب ما تريدون وأثنوا عليه بها.
الدعاء:
فسر: بالثناء والعبادة.
وفسر: بالسؤال والطلب.
والباء في قوله:{بها}، باء الوسيلة.
بيان أقسام أسماء الله الحسنى من جهة المعنى:
كل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه، فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى.
فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق، ولحصول رحمة ومغفرة فبسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب، ونحو ذلك.
ودعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته باستحضار معانيها تؤثر في القلوب وتملؤها بأجل المعارف.
فمثلاً:
• أسماء العظمة والكبرياء، والمجد والجلال والهيبة، تملأُ القلوب تعظيماً لله وإجلالً له.
• وأسماء الجمال، والبر، والإحسان، والرحمة، والجود، تملأُ القلب محبة لله وشوقاً له وحمداً وشكراً له.
• وأسماء العز، والحكمة، والعلم، والقدرة، تملأُ القلب خضوعاً لله وخشوعاً وانكساراً بين يديه.
• وأسماء العلم، والخبرة، والإحاطة، والمراقبة، والمشاهدة، تملأُ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، وحراسة للخواطر عن الأفكار الرديئة، والإرادات الفاسدة.
• وأسماء الغنى واللطف، تملأُ القلب افتقاراً واضطراراً إليه، والتفاتاً إليه كل وقت، وفي كل حال.
ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص، والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين.

قوله تعالى{وذروا الذين يلحدون في أسمائه}:
الإلحاد في أسماء الله هو: الميل بها عن مقصودها لفظاً أو معنىً، تصريحاً أو تأويلاً أو تحريفاً، وكل ذلك منافٍ للتوحيد والإيمان.
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس{يلحدون في أسمائه}: يشركون.
وعنه: سمّوا اللات من الإله، والعزى من العزيز.
وعن الأعمش:يدخلون فيها ما ليس منها.
وقال ابن جريج عن مجاهد{ وذروا الذين يلحدون في أسمائه}، قال: اشتقوا اللات من الله، واشتقوا العزى من العزيز.
وقال قتادة: يلحدون: يشركون.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الإلحاد: التكذيب.
مراتب الإلحاد:
• أن ينفي الملحد معاني أسماء الله الحسنى، كما تفعله الجهمية ومن تبعهم.
• تشبيهها بصفات المخلوقين، كما يفعله المشبهة من الرافضة وغيرهم.
• تسمية المخلوقين بها، كما يفعله المشركون حيث سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، فاشتقوا لها من أسماء الله الحسنى، فشبهوها بالله، ثم جعلوا لها من حقوق العباد ماهو من حقوق الله الخاصة.
• ومن الإلحاد في الأسماء والصفات، جعل الولد لله جل وعلا، ويضاف المخلوق إليه إضافة الولد إلى والده كحال النصارى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 ربيع الأول 1438هـ/15-12-2016م, 05:11 PM
صفاء الكنيدري صفاء الكنيدري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 728
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

فهرسة مسائل باب: (اللهم اغفر لي إن شئت)

العناصر:
-مناسبة الباب لكتاب التوحيد
-مناسبة النهي في قوله: "اللهم اغفر لي إن شئت" للتوحيد
-شرح ترجمة باب قوله: "اللهم اغفر لي إن شئت"
-معنى "اللهم اغفر لي"
-معنى: "إن شئت"
-شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " لا يقولن أحدكم: "اللهم اغفر لي إن شئت"
-المراد بقوله" "لا يقولن"
-حكم تعليق المشيئة في الدعاء
-سبب كون تعليق المشيئة في الدعاء محرم
-متى يشرع الاستثناء في الدعاء ومتى لا يشرع؟
-مسألة: هل قول القائل: "طهور إن شاء الله " داخل في عموم النهي؟
-بيان الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم من قول: "اللهم اغفر لي إن شئت"
- شرح قوله صلى الله عليه وسلم : "وليعزم المسألة فإن الله لا مكره له"
-المراد باللام في قوله: "وليعزم"
-معنى العزم
-معنى المسألة
-معنى: "لا مكره له"
-شرح حديث مسلم: "وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"
-معنى قوله: "وليعظم الرغبة"
-المراد باللام
-معنى الرغبة
-معنى: " فإن الله لا يتعاظمه شيء"



-التلخيص:
-مناسبة الباب لكتاب التوحيد
-ذكر الشيخ صالح العصيمي-حفظه الله-أن المناسبة من وجهين:
-الوجه الأول: من جهة الربوبية، فإن من أتى بما يُشعر أن الله له مكره، لم يقم بتمام الربوبية؛ لأن من تمام الربوبية أنه لا مكره له عز وجل، بل من تمامها أنه لا يسأل عما يفعل كما قال: {لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون} وأيضاً فيه نقص من جهة أن الله يتعاظم الأشياء التي يعطيها فهذا يكون قدح في جوده وكرمه جل جلاله.
-الوجه الثاني: من جهة العبد نفسه بأن يشعر أنه مستغن عن ربه تعالى وهذا بلا شك قدح في توحيده.

-مناسبة النهي في قوله: "اللهم اغفر لي إن شئت" للتوحيد
-المناسبة ظاهرة؛ لأن العبد فقير إلى ربه-جل وعلا- لا غنى له عنه طرفة عين، وهذه الكلمة أو اللفظة تشعر بأن العبد غير محتاج لمغفرته ورحمته وهذا بلا شك منافٍ لكمال التوحيد.
-فقوله: "إن شئت" فيه دليل على التكبر والإعراض عن الله عز وجل؛ لأن فيها إيهام بالاستغناء عن مغفرته ورحمته.

-شرح ترجمة باب قوله: "اللهم اغفر لي إن شئت"
-معنى "اللهم اغفر لي"
-أي: طلب المغفرة.
-والمغفرة تعني: ستر الذنب مع التجاوز عنه ؛ لأنها مشتقة من المغفر، وهو ما يستر به الرأس للوقاية من السهام.
-ويدل عليها قول الله عز وجل للعبد المؤمن حينما يخلو به ويقرره بذنوبه: (قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم)
-معنى: "إن شئت"
-تعليق للمشيئة؛ أي: إن شئت فاغفر لي، وإن لم تشأ فلا تغفر.

-شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه: " لا يقولن أحدكم: "اللهم اغفر لي إن شئت"
-المراد بقوله" "لا يقولن"
-المراد به: النهي؛ لأن لا، ناهية؛ بدليل جرم الفعل بعدها.
-حكم تعليق المشيئة في الدعاء
-تعليق المشيئة في الدعاء محرم ولا يجوز، ما عدا ما استثناه العلماء كالدعاء الذي ليس فيه تبرك .
-سبب كون تعليق المشيئة في الدعاء محرم
-السبب من ثلاثة وجوه:
-الوجه الأول:: أنه يشعر بأن الله له مكره على الشيء، وأن وراءه من يستطيع أن يمنعه، فكأن الداعي بهذه الكيفية يقول: أنا لا أكرهك، إن شئت فاغفر وإن شئت فلا تغفر.
-الوجه الثاني: أن قول القائل: "إن شئت" كأنه يرى أن الأمر عظيم على الله، فقد لا يشاؤه لكونه عظيم عنده.
-الوجه الثالث: أنه يشعر بأن الطالب مستغن عن الله، كأنه يقول: إن شئت فافعل، وإن شئت فلا تفعل فإنه لا يهمني.

-متى يشرع الاستثناء في الدعاء ومتى لا يشرع؟
-قال طائفة من العلماء يشرع الاستثناء في الدعاء الذي ليس فيه خطاب كقول القائل: (رحمه الله إن شاء الله، أو غفر الله له إن شاء الله) ؛ لأن التعليق هنا لا يدل على عدم الحاجة أو الاستغناء بل هو من باب التبرك ؛ لذلك يستثنى من النهي.
-أما الدعاء الذي لا يشرع فيه الاستثناء-أي الاشتراط والتعليق-هو المقيد بالخطاب كما في الحديث: "اللهم اغفر لي إن شئت"
-ولكن من باب الأدب أن لا يستعمل لفظ التعليق في الدعاء مطلقاً؛ لأن الله-عز وجل-لا مكره له.

-مسألة: هل قول القائل : "طهور إن شاء الله " داخل في عموم النهي؟
-لا يدخل في النهي؛ لأن هذا ليس دعاء، وإنما هو من جهة الخبر.
-وقال طائفة من أهل العلم ربما قوله يكون للبركة، فيكون من جهة التبرك كقوله -جل وعلا- مخبراً عن قول يوسف : {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}وهم قد دخلوا مصر؛ وكقوله جل وعلا: {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلِّقين رؤوسكم ومقصِّرين لا تخافون}).

-بيان الحكمة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم من قول: "اللهم اغفر لي إن شئت"
-قالَ الْقُرْطُبِيُّ: (إنَّما نهى الرسولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنْ هذا القولِ؛ لأنَّهُ يدُلُّ على فُتُورِ الرغبةِ، وقِلَّةِ الاهتمامِ بالمطلوبِ، وكأنَّ هذا القولَ يتضَمَّنُ أنَّ هذا المطلوبَ إنْ حَصَلَ وإلاَّ اسْتَغْنَى عنهُ، ومَنْ كانَ هذا حالَهُ لم يتحَقَّقْ منْ حالِهِ الافتقارُ والاضْطِرَارُ الذي هوَ رُوحُ عبادةِ الدعاءِ، وكانَ ذلكَ دليلاً على قِلَّةِ معرفتِهِ بذُنُوبِهِ، وبرحمةِ ربِّهِ، وأيضًا فإنَّهُ لا يكونُ مُوقِنًا بالإجابةِ، وقدْ قالَ عليهِ السلامُ:((ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ))).


- شرح قوله صلى الله عليه وسلم : "وليعزم المسألة فإن الله لا مكره له"
-المراد باللام في قوله: "وليعزم"
-اللام: لام الأمر.

-معنى العزم: أن لا يكون في تردد، بل يعزم بلا تردد ولا تعليق.
-معنى المسألة: أي: السؤال والطلب؛ أي: ليعزم في سؤاله، فلا يجعله متردداً بقوله: إن شئت ، بل يسأل سؤال عازم، محتاج، متذلل، مفتقر إلى ربه جل وعلا.
-معنى: "لا مكره له"
-هذا تعليل للنهي عن قول: "اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت"
-والمعنى: لا أحد يكرهه على ما يريد فيمنعه منه، أو ما لا يريد فيلزمه بفعله؛ لأن الأمر كله لله وحده، فلا أحد يكرهه؛ لتمام غناه، وتمام عزته، وقهره، وجبروته، وتمام كونه مقيتاً سبحانه وتعالى؛ وهذا من آثار الأسماء والصفات.
-وقالَ القرطبيُّ: (أيْ: لِيَجْزِمْ في طلِبَتِهِ، ويُحَقِّقْ رَغْبَتَهُ، ويتَيَقَّن الإجابةَ؛ فإنَّهُ إذا فعلَ ذلكَ دلَّ على علمِهِ بعظيمِ ما يطلبُ من المغفرةِ والرحمةِ، وعلى أنَّهُ مُفْتَقِرٌ إلى ما يَطْلُبُ مُضْطَرٌّ إليهِ.
وقدْ وعدَ اللهُ المُضْطَرَّ بالإجابةِ بقولِهِ: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }[النمل:62.


-شرح حديث مسلم: "وليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"
-معنى قوله: "وليعظم الرغبة"
-المراد باللام
-اللام للأمر؛ أي: يجب عليه أن يعظم المسألة والرغبة؛ لأن الله لا مكره له.
-معنى الرغبة: يعني: الحاجة التي يريد.
-وقيل الرغبة: السؤال والطلب بتكرار الدعاء والإلحاح فيه، والأول أظهر.

-معنى: " فإن الله لا يتعاظمه شيء"
: ليس شيء عنده يعظم وإن عظم في نفس المخلوق؛ لأن سائل المخلوق لا يسأله إلا ما يهون عليه بذله، بخلاف رب العالمين؛ فإن عطاءه كلام، {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} فسبحان من لا يقدر الخلق قدره، لا إله غيره، ولا رب سواه.


-الخلاصة:
-الواجب على العبد أن يظهر افتقاره إلى ربه فهو لا غنى له عنه طرفة عين؛ وهذا من كمال العبودية لله عز وجل كما قال تعالى: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله}
-مطالب الدين والدنيا كلها تطلب من الله جل وعلا فالواجب على العبد أن ينزل حاجته إلى ربه ولا يتعاظم مطلوبه وإن عظم في نفسه فالله جل وعلا لا يتعاظمه شيء والأمر كله إليه .
-أعظم مطلوب سؤال الله المغفرة والرحمة؛ فكان من الواجب على العبد إذا سأل ربه المغفرة والرحمة أن لا يعلق طلبه بالمشيئة؛ تعظيماً له سبحانه وتأدباً معه فهو وحده من يملكها ولا مكره له في أمره.

اللهم اغفر لنا، وتب علينا، وتجاوز عنا، وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 ربيع الأول 1438هـ/16-12-2016م, 12:11 AM
صفاء الكنيدري صفاء الكنيدري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 728
افتراضي

-تصحيح المسألة:
-حكم تعليق المشيئة في الدعاء
-تعليق المشيئة في الدعاء محرم ولا يجوز، ما عدا ما استثناه العلماء كالدعاء الذي ليس فيه تبرك .
الصواب: ليس فيه خطاب ولكن فيه تبرك.
سقط سهواً، نسأل الله المغفرة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 02:06 PM
البشير مصدق البشير مصدق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: تونس
المشاركات: 496
افتراضي

باب لا يقول: عبدي وأمتي

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 ربيع الأول 1438هـ/17-12-2016م, 04:38 PM
البشير مصدق البشير مصدق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: تونس
المشاركات: 496
افتراضي

باب لا يقول: عبدي وأمتي

- مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
هذا الباب يندرج في تعظيم ربوبية الله جل وعلا وأسمائه وصفاته، لأن تعظيم ذلك من كمال التوحيد. وتحقيق التوحيد لا يكون إلا بالاحتراس من الألفاظ التي فيها إساءة أدب مع ربوبية الله جل وعلا مع خلقه أو مع أسمائه وصفاته.

- النهي عن قول: "عبدي وأمتي" وقول: "أطعم ربك" وعلته:
* عبودية البشر لله جل وعلا عبودية حقيقية لأنه هو الرب، المتصرف، سيد الخلق، مدبر شؤونهم.
* قال الله تعالى:"إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا"
* قول الرجل لصديقه: "هذا عبدي أو هذه أمتي" فيه قلة أدب مع الله جل وعلا وفيه اهتضام عبودية الخلق لله جل وعلا.
* قول الرجل "أطعم ربك" فيه مس لجناب التوحيد.
* يقيد النهي عنها بتعبيد المكلف.

-حكم قول "عبدي وأمتي" أو "أطعم ربك":
* التحريم: ذهب كثير من أهل العلم أن هذا اللفظ لا يجوز قوله لأن النهي لم تصرفه قرينة عن الأصل.
* الكراهة: وذلك لأنه ينافي الأدب ولقوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام:" اذكرني عند ربك".

- الألفاظ الجائز قولها:
* فتاي، فتاتي، غلامي.
* إضافة الربوبية إلى غير المكلف لا بأس بها كرب البيت ورب الدار...
* السيادة بالإضافة لا بأس بها كسيدي.
* مولاي والنهي عنها في حديث مسلم شاذ من جهة اللفظ.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 15 جمادى الآخرة 1438هـ/13-03-2017م, 08:30 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع من كتاب التوحيد

أحسنتم جميعا بارك الله فيكم

1. سعد بن فريح المشفي (أ)
[أحسنت بارك الله فيك، * في شرح ترجمة الباب ذكر الشيخ صالح آل الشيخ صيغ تراجم أبواب كتاب التوحيد ومتابعته للبخاري في ذلك، * لماذا فصلت شرح الحديث إلى ترجمة وشرح؟ فجميع ما ذكرت يندرج تحت عنصر شرح الحديث، * لا داعي لذكرك لعنصر مناسبة الحديث فقد ذكرته في مناسبة الباب،
* فاتك عنصر الأقوال الواردة في المراد بحديث: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة)، ولعلك ترتب المسائل بعد دمجها تحت عنصر شرح الحديث]
2. جنات محمد الطيب (أ+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ]
3. منصور سراج الحارثي (ه)
[
أحسنت بارك الله فيك، * يحسن بنا ذكر العناصر أولا قبل الشروع في التفصيل، * نذكر أولا مناسبة الباب لكتاب التوحيد، * يلاحظ على فهرستك الاعتماد على النسخ من الدرس، ووضع عناوين دون ترتيب للمسائل مما يجعلك تغفل عن كثير من المسائل، وكذلك هناك مسائل تحتاج إلى فصل، فتبدأ أولا بعنصر تفسير قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى...} وتحته المسائل المتعلقة بأسماء الله، * بدأت بتعريف الأسماء الحسنى تحت أي عنصر؟ ثم ذكرت كلاما ليس مرتبطا بالتعريف ولكنه مسألة مستقلة، فلعلك تعيد فهرسة الدرس ثانية مع مراعاة ما ذكرنا وتلخص بأسلوبك دون الاعتماد على النسخ لتحقيق الفائدة]
4. صفاء الكنيدري (أ)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، وتم خصم درجة لتأخر أداء الواجب]
5. البشير مصدق (ه)
[
بارك الله فيك، فهرستك مختصرة وأغفلت فيها مسائل عدة ولعلك تعيد فهرسة الدرس، واجعل مدار المسائل على شرح حديث أبي هريرة]

وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 جمادى الآخرة 1438هـ/24-03-2017م, 11:01 PM
منصور بن سراج الحارثي منصور بن سراج الحارثي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
المشاركات: 503
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}.
العناصر:
مناسبة الباب لكتاب التوحيد.
معنى قوله تعالى:{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}.
مراتب الإلحاد.
حال أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات.
بيان أسماء الله الحسنى من حيث الاقتران.
بيان أسماء الله الحسنى توقيفية.
بيان الأسماء الحسنى غير محصورة بعدد معين.
بيان أن من الأسماء ما لا يكون حسناً إلا بقيد.
بيان أقسام أسماء الله الحسنى من جهة المعنى.
التلخيض:
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن من التوحيد وجوب تعظيم أسماء الله الحسنى، وأن من تعظيمها ألا يلحد فيها، ويدعى الله عز وجل بها.

معنى قوله تعالى:{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}:
قال تعالى:{ ولله الأسماء الحسنى} اللام في قوله{ولله} لا الاستحقاق، أي: الأسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته، مستحقة لله جل وعلا، والله مستحق لذلك.
والأسماء الحسنى: هي الأسماء الحسنة البالغة في الحسن نهايته.
وتفسير أهل العلم للأسماء الحسنى ليدلوا الناس على أصل المعنى، وأما المعنى بكماله فإنه لا يعلمه أحد إلا الله جل جلاله، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه:"لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك
{فادعوه بها} أي: إذا علمتم أن الله هو المستحق لذلك وآمنتم بذلك، فادعوه بها، وهذا أمر.
والمعنى: أي: توسلوا إلى الله في طلب ما تريدون وأثنوا عليه بها.
الدعاء:فسر بالثناء والعبادة.
وفسر بالسؤال والطلب.
والباء في قوله:{بها}، باء الوسيلة
{وذروا الذين يلحدون في أسمائه} وذروا: أي: اتركوا، ويعني: أن المسلم واجب عليه أن يبتعد عن حال الذين يلحدون في أسماء الله جل جلاله.
والإلحاد في أسماء الله هو: الميل بها عن مقصودها لفظاً أو معنىً، تصريحاً أو تأويلاً أو تحريفاً، وكل ذلك منافٍ للتوحيد والإيمان.
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس{يلحدون في أسمائه}: يشركون.
وعنه: سمّوا اللات من الإله، والعزى من العزيز.
وعن الأعمش:يدخلون فيها ما ليس منها.
وقال ابن جريج عن مجاهد{ وذروا الذين يلحدون في أسمائه}، قال: اشتقوا اللات من الله، واشتقوا العزى من العزيز.
وقال قتادة: يلحدون: يشركون.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الإلحاد: التكذيب.
مراتب الإلحاد:
• أن ينفي الملحد معاني أسماء الله الحسنى، كما تفعله الجهمية ومن تبعهم.
• تشبيهها بصفات المخلوقين، كما يفعله المشبهة من الرافضة وغيرهم.
• تسمية المخلوقين بها، كما يفعله المشركون حيث سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، فاشتقوا لها من أسماء الله الحسنى، فشبهوها بالله، ثم جعلوا لها من حقوق العباد ماهو من حقوق الله الخاصة.
• ومن الإلحاد في الأسماء والصفات، جعل الولد لله جل وعلا، ويضاف المخلوق إليه إضافة الولد إلى والده كحال النصارى
حال أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات:
الذي عليه أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات، إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلال الله وعظمته، إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، كما قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
بيان أسماء الله الحسنى من حيث الاقتران:
يحصل إذا اقترن وصفين أو اسمين مع بعضهم وفيه زيادة إذا أُفرد أحدهما عن الآخر، نحو: الغني الحميد، الغفور القدير، الحميد المجيد، وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء في القرآن؛ فإن [الغني] صفة كمال و [الحمد] صفة كمال واجتماع [الغني] مع [الحمد] كمالٌ آخر، فله ثناء من غناه وثناء من حمده وثناء من اجتماعهما، وكذلك الغفور القدير، والحميد المجيد، والعزيز الحكيم.
بيان أسماء الله الحسنى توقيفية:
وذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحد، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر"، أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة، ورواه البخاري عن أبي اليمان عن أبي الزناد عن الأعرج عنه.
بيان الأسماء الحسنى غير محصورة بعدد معين:
ذكر ابن كثير في تفسيره، ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في تسعة وتسعين؛ بدليل ما رواه أحمد عن يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً".
فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟
فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. وقد أخرجه أبو حاتم وابن حبان في صحيحه.
بيان أن من الأسماء ما لا يكون حسناً إلا بقيد:
مثل: الصانع، والمتكلم، والمريد، والفعّال أو الفاعل، ونحو ذلك.
فهذه الأسماء لا تكون كمالاً إلا بقيد، في أن يكون متكلماً بما شاء إذا شاء بما تقتضيه الحكمة وتمام العدل فهذا يكون محموداً؛ ولهذا ليس من أسماء الله[المتكلم].
كذلك [الصانع]: قد يصنع الخير وقد يصنع غير ذلك، والله جل وعلا ليس من أسمائه الحسنى[الصانع] لاشتماله على هذا وهذا، فإذا أطلق من جهة الخبر فيُعني به ما يقيد بالمعنى الذي فيه كمال.
كذلك[فاعل] أو [فعّال]: فإن الفعّال قد يفعل أشياء لا توافق الحكمة وقد يفعل أشياء لا يريدها، بل هو مجبر عليها، والكمال أن يفعل ما يريد ولا يكون مجبراً، لكمال عزته وقهره، ولهذا قال الله جل وعلا عن نفسه:{فعّال لما يريد} لأن تقييد كونه فعالاً بما يريد هذا هو الكمال في أشياء كثيرة من ذلك معروفة في مباحث الأسماء والصفات..
بيان أقسام أسماء الله الحسنى من جهة المعنى:
كل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه، فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى.
فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق، ولحصول رحمة ومغفرة فبسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب، ونحو ذلك.
ودعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته باستحضار معانيها تؤثر في القلوب وتملؤها بأجل المعارف.
فمثلاً:
• أسماء العظمة والكبرياء، والمجد والجلال والهيبة، تملأُ القلوب تعظيماً لله وإجلالً له.
• وأسماء الجمال، والبر، والإحسان، والرحمة، والجود، تملأُ القلب محبة لله وشوقاً له وحمداً وشكراً له.
• وأسماء العز، والحكمة، والعلم، والقدرة، تملأُ القلب خضوعاً لله وخشوعاً وانكساراً بين يديه.
• وأسماء العلم، والخبرة، والإحاطة، والمراقبة، والمشاهدة، تملأُ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، وحراسة للخواطر عن الأفكار الرديئة، والإرادات الفاسدة.
• وأسماء الغنى واللطف، تملأُ القلب افتقاراً واضطراراً إليه، والتفاتاً إليه كل وقت، وفي كل حال.
ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص، والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 1 رجب 1438هـ/28-03-2017م, 04:18 AM
البشير مصدق البشير مصدق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: تونس
المشاركات: 496
افتراضي

إعادة واجب القسم التاسع من كتاب التوحيد

باب لا يقول: عبدي وأمتي

العناصر:
- مناسبة الباب لكتاب التوحيد
- التفصيل في حكم قول: عبدي، وأمتي، ونحوه
- المراد بالنهي في قوله: (لا يقل أحدكم)
- بيان الحكمة في النهي عن قول: (أطعم ربك) ونحوه
- أقسام إضافة لفظ (الرب) إلى غير الله
- الجواب عن قول يوسف عليه السلام: (اذكرني عند ربك)
- الجواب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أن تلد الأمة ربها)
- الفرق بين (الرب) و(السيد)، والتفصيل في حكم إطلاق السيادة لغير الله
- المولى، وحكم كل قول "مولاي"
- الحكمة في النهي عن قول السيد لمملوكه: (عبدي، وأمتي)
- بيان أن من نهج الشارع أنه إذا نهى عن شيء أرشد إلى ما يقوم مقامه

التفصيل:
- مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
هذا الباب يندرج في تعظيم ربوبية الله جل وعلا وأسمائه وصفاته، لأن تعظيم ذلك من كمال التوحيد. وتحقيق التوحيد لا يكون إلا بالاحتراس من الألفاظ التي فيها إساءة أدب مع ربوبية الله جل وعلا مع خلقه أو مع أسمائه وصفاته.

- التفصيل في حكم قول: عبدي، وأمتي، ونحوه:
* التحريم: ذهب كثير من أهل العلم أن هذا اللفظ لا يجوز قوله لأن النهي في حديث أبي هريرة لم تصرفه قرينة عن الأصل.
* الكراهة: وذهب آخرون للحكم بالكراهة وذلك لأنه ينافي الأدب.

- المراد بالنهي في قوله: (لا يقل أحدكم):
المراد بالنهي في قوله "لا يقل أحدكم" هو النهي عن الأقوال التي فيها تشريك في اللفظ وإن لم يُقصد المعنى وذلك تحقيقا للتوحيد وسدا لذريعة الشرك.

- بيان الحكمة في النهي عن قول: (أطعم ربك) ونحوه:
* تحقيق عبودية البشر لله جل وعلا عبودية حقيقية لأنه هو الرب، المتصرف، سيد الخلق، مدبر شؤونهم.
* قال الله تعالى:"إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا"
* قول الرجل "أطعم ربك" فيه مس لجناب التوحيد.

- أقسام إضافة لفظ (الرب) إلى غير الله:
* إضافة الربوبية إلى غير المكلف لا بأس بها ك"رب البيت" و"رب المال" لأن حقيقة العبودية لا تتصور فيها.
* البيت والمال والمنزل ليست بأشياء مكلفة بالأمر والنهي.
* لا تنصرف الأذهان، أو يذهب القلب إلى أن ثمة نوع مِنْ عبودية هذه الأشياء لمن أضيفتْ إليه.
*هي إضافة مِلك وليس يحصل منها خضوعٌ أو تذلل.

- الجواب عن قول يوسف عليه السلام: (اذكرني عند ربك):
* جاء في القرآن من قول يوسف عليه السلام: {اذكرني عند ربِّك فأنساه الشيطان ذكرَ ربِّه فلبثَ في السجن بضع سنين}.
* قيل أنه جائز في شرع من قبلنا وقد ورد شرعنا بخلافه وهو الأظهر.
* وقيل أنه ورد لبيان الجواز والنهي للكراهة والأدب والتنزيه دون التحريم.

- الجواب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أن تلد الأمة ربها):
* ورد الحديث بلفظ التأنيث "ربتها" فيكون ليس من هذا الباب للتأنيث لأن إيهام المشاركة معدوم في الأنثى ويُحمل على الكراهة لها أيضا لورود الحديث بذلك دون الذكر، لأنه لم يرد فيه إلا النهي.
* يُقال وهو الأظهر أنه ليس في الحديث إلا وصفها بذلك دون دعاؤها وتسميتها به كما تقول "زيد فاضل" دون مناداته به.

- الفرق بين (الرب) و(السيد)، والتفصيل في حكم إطلاق السيادة لغير الله:
* "الرب" من أسماء الله إتفاقا.
* السيد من السؤدد والتقدم، ساد قوما أي تقدمهم. اختلف في "السيد" فقيل أنه من أسماء الله لحديث عبد الله بن الشخير: "السيد الله" وقيل ليس كذلك لعدم وروده في القرآن.
* السيادة بالإضافة لا بأس بها ك"سيدي" لأن للبشر سيادة تناسبه.

- المولى، وحكم كل قول "مولاي":
* المولى يأتي على معانٍ كثيرة.
* (مولاي) أجازه طائفة من أهل العلم بناءً على هذا الحديث؛ قال:"وليقل سيدي ومولاي".
* مولاي والنهي عنها في حديث مسلم شاذ من جهة اللفظ.
* الصحيح: جواز إطلاق لفظ (مولاي) هنا سيدي، مولاي، ونحو ذلك.

- الحكمة في النهي عن قول السيد لمملوكه: (عبدي، وأمتي)
* تحقيق العبودية لله جل وعلا ولو بالألفاظ.
* التأدب مع الله جل وعلا وفيه اهتضام عبودية الخلق لله جل وعلا.

- بيان أن من نهج الشارع أنه إذا نهى عن شيء أرشد إلى ما يقوم مقامه
* يقيد النهي عنها بتعبيد المكلف.
* بين الشارع الألفاظ الجائز قولها مثل: فتاي، فتاتي، غلامي.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10 شوال 1438هـ/4-07-2017م, 03:47 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور بن سراج الحارثي مشاهدة المشاركة
باب قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}.
العناصر:
مناسبة الباب لكتاب التوحيد.
معنى قوله تعالى:{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}.
مراتب الإلحاد.
حال أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات.
بيان أسماء الله الحسنى من حيث الاقتران.
بيان أسماء الله الحسنى توقيفية.
بيان الأسماء الحسنى غير محصورة بعدد معين.
بيان أن من الأسماء ما لا يكون حسناً إلا بقيد.
بيان أقسام أسماء الله الحسنى من جهة المعنى.
التلخيض:
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن من التوحيد وجوب تعظيم أسماء الله الحسنى، وأن من تعظيمها ألا يلحد فيها، ويدعى الله عز وجل بها.

معنى قوله تعالى:{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه}:
قال تعالى:{ ولله الأسماء الحسنى} اللام في قوله{ولله} لا الاستحقاق، أي: الأسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته، مستحقة لله جل وعلا، والله مستحق لذلك.
والأسماء الحسنى: هي الأسماء الحسنة البالغة في الحسن نهايته.
وتفسير أهل العلم للأسماء الحسنى ليدلوا الناس على أصل المعنى، وأما المعنى بكماله فإنه لا يعلمه أحد إلا الله جل جلاله، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه:"لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك
[جميع المسائل المتعلقة بالأسماء تدرجها هنا تحت معنى قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى...}]
{فادعوه بها} أي: إذا علمتم أن الله هو المستحق لذلك وآمنتم بذلك، فادعوه بها، وهذا أمر.
والمعنى: أي: توسلوا إلى الله في طلب ما تريدون وأثنوا عليه بها.
الدعاء:فسر بالثناء والعبادة.
وفسر بالسؤال والطلب.
[هذه مسألة وهي أنواع الدعاء بأسماء الله]
والباء في قوله:{بها}، باء الوسيلة
[مسألة أخرى]
{وذروا الذين يلحدون في أسمائه} وذروا: أي: اتركوا، ويعني: أن المسلم واجب عليه أن يبتعد عن حال الذين يلحدون في أسماء الله جل جلاله.
[هذه مسألة وهي معنى الإلحاد في أسماء الله وبيان مراتبه]
والإلحاد في أسماء الله هو: الميل بها عن مقصودها لفظاً أو معنىً، تصريحاً أو تأويلاً أو تحريفاً، وكل ذلك منافٍ للتوحيد والإيمان.
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس{يلحدون في أسمائه}: يشركون.
وعنه: سمّوا اللات من الإله، والعزى من العزيز.
وعن الأعمش:يدخلون فيها ما ليس منها.
وقال ابن جريج عن مجاهد{ وذروا الذين يلحدون في أسمائه}، قال: اشتقوا اللات من الله، واشتقوا العزى من العزيز.
وقال قتادة: يلحدون: يشركون.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الإلحاد: التكذيب.
مراتب الإلحاد: [أنواع الإلحاد في أسماء الله]
• أن ينفي الملحد معاني أسماء الله الحسنى، كما تفعله الجهمية ومن تبعهم.
• تشبيهها بصفات المخلوقين، كما يفعله المشبهة من الرافضة وغيرهم.
• تسمية المخلوقين بها، كما يفعله المشركون حيث سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، فاشتقوا لها من أسماء الله الحسنى، فشبهوها بالله، ثم جعلوا لها من حقوق العباد ماهو من حقوق الله الخاصة.
• ومن الإلحاد في الأسماء والصفات، جعل الولد لله جل وعلا، ويضاف المخلوق إليه إضافة الولد إلى والده كحال النصارى
[
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور بن سراج الحارثي مشاهدة المشاركة
ومن الإلحاد أيضا أن تؤول وتُصرف عن ظاهرها إلى معاني لا يجوز أن تُصرف إليها]
حال أهل السنة والجماعة في إثبات الأسماء والصفات:
الذي عليه أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات، إثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلال الله وعظمته، إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل، كما قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
بيان أسماء الله الحسنى من حيث الاقتران:
يحصل إذا اقترن وصفين أو اسمين مع بعضهم وفيه زيادة إذا أُفرد أحدهما عن الآخر، نحو: الغني الحميد، الغفور القدير، الحميد المجيد، وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء في القرآن؛ فإن [الغني] صفة كمال و [الحمد] صفة كمال واجتماع [الغني] مع [الحمد] كمالٌ آخر، فله ثناء من غناه وثناء من حمده وثناء من اجتماعهما، وكذلك الغفور القدير، والحميد المجيد، والعزيز الحكيم.
بيان أسماء الله الحسنى توقيفية:
وذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحد، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر"، أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة، ورواه البخاري عن أبي اليمان عن أبي الزناد عن الأعرج عنه.
بيان الأسماء الحسنى غير محصورة بعدد معين:
ذكر ابن كثير في تفسيره، ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في تسعة وتسعين؛ بدليل ما رواه أحمد عن يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سلمة الجهني، عن القاسم بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً".
فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟
فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. وقد أخرجه أبو حاتم وابن حبان في صحيحه.
بيان أن من الأسماء ما لا يكون حسناً إلا بقيد:
مثل: الصانع، والمتكلم، والمريد، والفعّال أو الفاعل، ونحو ذلك.
فهذه الأسماء لا تكون كمالاً إلا بقيد، في أن يكون متكلماً بما شاء إذا شاء بما تقتضيه الحكمة وتمام العدل فهذا يكون محموداً؛ ولهذا ليس من أسماء الله[المتكلم].
كذلك [الصانع]: قد يصنع الخير وقد يصنع غير ذلك، والله جل وعلا ليس من أسمائه الحسنى[الصانع] لاشتماله على هذا وهذا، فإذا أطلق من جهة الخبر فيُعني به ما يقيد بالمعنى الذي فيه كمال.
كذلك[فاعل] أو [فعّال]: فإن الفعّال قد يفعل أشياء لا توافق الحكمة وقد يفعل أشياء لا يريدها، بل هو مجبر عليها، والكمال أن يفعل ما يريد ولا يكون مجبراً، لكمال عزته وقهره، ولهذا قال الله جل وعلا عن نفسه:{فعّال لما يريد} لأن تقييد كونه فعالاً بما يريد هذا هو الكمال في أشياء كثيرة من ذلك معروفة في مباحث الأسماء والصفات..
بيان أقسام أسماء الله الحسنى من جهة المعنى:
كل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه، فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى.
فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق، ولحصول رحمة ومغفرة فبسمه الرحيم الرحمن البر الكريم العفو الغفور التواب، ونحو ذلك.
ودعاء الله تعالى بأسمائه وصفاته باستحضار معانيها تؤثر في القلوب وتملؤها بأجل المعارف.
فمثلاً:
• أسماء العظمة والكبرياء، والمجد والجلال والهيبة، تملأُ القلوب تعظيماً لله وإجلالً له. [لابد أن توضح ما هي أسماء العظمة والكبرياء]
• وأسماء الجمال، والبر، والإحسان، والرحمة، والجود، تملأُ القلب محبة لله وشوقاً له وحمداً وشكراً له.
• وأسماء العز، والحكمة، والعلم، والقدرة، تملأُ القلب خضوعاً لله وخشوعاً وانكساراً بين يديه.
• وأسماء العلم، والخبرة، والإحاطة، والمراقبة، والمشاهدة، تملأُ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات، وحراسة للخواطر عن الأفكار الرديئة، والإرادات الفاسدة.
• وأسماء الغنى واللطف، تملأُ القلب افتقاراً واضطراراً إليه، والتفاتاً إليه كل وقت، وفي كل حال.
ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص، والإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين.


التقدير: (ب+)

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10 شوال 1438هـ/4-07-2017م, 06:00 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البشير مصدق مشاهدة المشاركة
إعادة واجب القسم التاسع من كتاب التوحيد

باب لا يقول: عبدي وأمتي

العناصر:
- مناسبة الباب لكتاب التوحيد
- التفصيل في حكم قول: عبدي، وأمتي، ونحوه
- المراد بالنهي في قوله: (لا يقل أحدكم)
- بيان الحكمة في النهي عن قول: (أطعم ربك) ونحوه
- أقسام إضافة لفظ (الرب) إلى غير الله
- الجواب عن قول يوسف عليه السلام: (اذكرني عند ربك)
- الجواب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أن تلد الأمة ربها)
- الفرق بين (الرب) و(السيد)، والتفصيل في حكم إطلاق السيادة لغير الله
- المولى، وحكم كل قول "مولاي"
- الحكمة في النهي عن قول السيد لمملوكه: (عبدي، وأمتي)
- بيان أن من نهج الشارع أنه إذا نهى عن شيء أرشد إلى ما يقوم مقامه

التفصيل:
- مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
هذا الباب يندرج في تعظيم ربوبية الله جل وعلا وأسمائه وصفاته، لأن تعظيم ذلك من كمال التوحيد. وتحقيق التوحيد لا يكون إلا بالاحتراس من الألفاظ التي فيها إساءة أدب مع ربوبية الله جل وعلا مع خلقه أو مع أسمائه وصفاته. [وفيه دليل على حماية النبي صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد]

- التفصيل في حكم قول: عبدي، وأمتي، ونحوه:
* التحريم: ذهب كثير من أهل العلم أن هذا اللفظ لا يجوز قوله لأن النهي في حديث أبي هريرة لم تصرفه قرينة عن الأصل.
* الكراهة: وذهب آخرون للحكم بالكراهة وذلك لأنه ينافي الأدب.
[بارك الله فيك، نذكر حجة كل قول؛ فما حجة أصحاب القول الثاني]
- المراد بالنهي في قوله: (لا يقل أحدكم):
المراد بالنهي في قوله "لا يقل أحدكم" هو النهي عن الأقوال التي فيها تشريك في اللفظ وإن لم يُقصد المعنى وذلك تحقيقا للتوحيد وسدا لذريعة الشرك.
[بارك الله فيك، الذي سيقرأ التلخيص لن يفهم الآن من أين أتيت بقول: (أطعم ربك)، وقد لا يفهم أنها حديث، لذلك نقول: شرح حديث: (...) أولا، ثم إدراج المسائل تحته]
- بيان الحكمة في النهي عن قول: (أطعم ربك) ونحوه:
* تحقيق عبودية البشر لله جل وعلا عبودية حقيقية لأنه هو الرب، المتصرف، سيد الخلق، مدبر شؤونهم.
* قال الله تعالى:"إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا"
* قول الرجل "أطعم ربك" فيه مس لجناب التوحيد.

- أقسام إضافة لفظ (الرب) إلى غير الله:
* إضافة الربوبية إلى غير المكلف لا بأس بها ك"رب البيت" و"رب المال" لأن حقيقة العبودية لا تتصور فيها.
* البيت والمال والمنزل ليست بأشياء مكلفة بالأمر والنهي.
* لا تنصرف الأذهان، أو يذهب القلب إلى أن ثمة نوع مِنْ عبودية هذه الأشياء لمن أضيفتْ إليه.
*هي إضافة مِلك وليس يحصل منها خضوعٌ أو تذلل.
[لا تعتمد على أسلوب الشارح؛ بل صغ الإجابة بأسلوبك، وقلت أقسام إضافة....وذكرت قسما واحدا فقط، ويجب أن تذكر القسم الثاني وتوضح حكمه]

- الجواب عن قول يوسف عليه السلام: (اذكرني عند ربك):
* جاء في القرآن من قول يوسف عليه السلام: {اذكرني عند ربِّك فأنساه الشيطان ذكرَ ربِّه فلبثَ في السجن بضع سنين}.
* قيل أنه جائز في شرع من قبلنا وقد ورد شرعنا بخلافه وهو الأظهر.
* وقيل أنه ورد لبيان الجواز والنهي للكراهة والأدب والتنزيه دون التحريم.

- الجواب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أن تلد الأمة ربها):
* ورد الحديث بلفظ التأنيث "ربتها" فيكون ليس من هذا الباب للتأنيث لأن إيهام المشاركة معدوم في الأنثى ويُحمل على الكراهة لها أيضا لورود الحديث بذلك دون الذكر، لأنه لم يرد فيه إلا النهي.
* يُقال وهو الأظهر أنه ليس في الحديث إلا وصفها بذلك دون دعاؤها وتسميتها به كما تقول "زيد فاضل" دون مناداته به.

- الفرق بين (الرب) و(السيد)، والتفصيل في حكم إطلاق السيادة لغير الله:
* "الرب" من أسماء الله إتفاقا.
* السيد من السؤدد والتقدم، ساد قوما أي تقدمهم. اختلف في "السيد" فقيل أنه من أسماء الله لحديث عبد الله بن الشخير: "السيد الله" وقيل ليس كذلك لعدم وروده في القرآن.
* السيادة بالإضافة لا بأس بها ك"سيدي" لأن للبشر سيادة تناسبه.

- المولى، وحكم كل قول "مولاي":
* المولى يأتي على معانٍ كثيرة.
* (مولاي) أجازه طائفة من أهل العلم بناءً على هذا الحديث؛ قال:"وليقل سيدي ومولاي".
* مولاي والنهي عنها في حديث مسلم شاذ من جهة اللفظ. [نذكر الحديث]
* الصحيح: جواز إطلاق لفظ (مولاي) هنا سيدي، مولاي، ونحو ذلك.

- الحكمة في النهي عن قول السيد لمملوكه: (عبدي، وأمتي)
* تحقيق العبودية لله جل وعلا ولو بالألفاظ.
* التأدب مع الله جل وعلا وفيه اهتضام عبودية الخلق لله جل وعلا.

- بيان أن من نهج الشارع أنه إذا نهى عن شيء أرشد إلى ما يقوم مقامه
* يقيد النهي عنها بتعبيد المكلف.
* بين الشارع الألفاظ الجائز قولها مثل: فتاي، فتاتي، غلامي.

التقدير: (أ)

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir