دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 01:43 AM
عطية الامير حسين عطية الامير حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 175
افتراضي

المجموعة الأولى:
ج1: أنواع مسائل الإيمان بالقرآن:-
1-مسائل اعتقادية :وهى مايجب اعتقاده فى القران ،وأصل ذلك ما يجب اعتقاده بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق ،أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ،ومسائل الاعتقاد فى القرآن ثلاثة أمور:
1-معرفة القول الحق فى مسائل الاعتقاد فى القرآن،بما دلت عليه نصوص الكتاب واسنة وإجماع السلف الصالح.
2-تقرير الاستدال لهذه المسائل .
3-معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة فى مسائل اعتقاد فى القرآن

2- المسائل السلوكية (المتعلقة بالإيمان بالقرآن):وهى التى تعتنى بالمواعظ القرآنية وحسن الاستجابة لله تعالى ،والاهتداء بما بين الله عزوجل فى القرآن من الهدىنوعلم السلوك يعنى بأصلين :
الاصل الاول :البصائر والبينات ،قال تعالى (قد جائكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمى فعليها وما أنا عليكم بحفيظ)
الاصل الثانى :اتباع الهوى قال تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهك الله ويعلنهم اللاعنون)
ج 2:عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى:
1-أن القرآن كلام الله حقيقة لاكلام غيره.
2-منه بدأ واليه بعود,
3-القروآن حروفه ومعانيه من الله تعالى.
4-القرآن ليس بمخلوق لانه كلام الله ،ومن زعم بأنه مخلوق فهو كافر.
5-أن جبريل سمع القرآن من الله ،والنبى سمعه من جبريل ،والصحابه سمعوه من النبى صلى الله عليه وسلم.
6- كل حرف منه قد تكلم الله به باللسان العربى .
7- من ادعى قرآن غيره فهو كافر بالله تعالى.
8-أن الذى بين الدفتين فى المصاحف هو القرآن محفوظ فى السطر وفى الصدور.

ج 3:نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أول من أحدث القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم ،وقد قتله خالد القسرى عام124ه يوم الاضحىنثم أخذ المقالة الجهم بن صفوان واشتهرت عنه ولم يكن له أتباع لهم شأن فى زمانه ،وانما بقيت مقالاته حتى تلقفها بعض أهل الكلام وانتشر وسط الناس ،وكان من أعظم من أدخله على الامه إنكار الاسماء والصفات ،وانكار علو الله ،والقول بخلق القرآن ،والجبر ،والارجاء الغاليان ،وقد كفره العلماء فى عصره ،فقتله الأمير سلم بن الاحوز المازنى سنة 128،ثم ظهر بعدها بشر بن غياث المريسى كان منشغلا بالفقه وأقبل على علم الكلام وافتتن به ،ثم لما آلت الى المأمون الخلافه سنة 198ه افتتن بعلم الكلام وفى سنة 218ه عزم المأمون على امتحان العلماء فى القول بخلق القرآن .

ج4 :اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول:موقف الجهمية المتسترة باللفظ وهم الذين يقولون بخلق القرآن،ويتسترون باللفظ ،وهم نظيرة الجهمية المتسترة بالوقف.قال عبدالله بن الإمام أحمد سمعت أبى يقول :(كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمى )
الموقف الثانى:قال الشراك إن القرآن كلام الله فإذا تلفظنا به صار مخلوقا وهذا يعود الى صريح قول الجهمية.
الموقف الثالث:موقف داوود بن على خلف الأصبهانى الظاهرى رد القياس وادعى الاستغناء عنه بالظاهر واشتهر عنه أنه قال القرآن محدث وكلمة الاحداث عند المعتزلة تعنى الخلق .
الموقف الرابع:موقف الجمهور أهل الحديث كالامام احمد واسحاق والبخارى فهولاء منعو الكلام فى اللفظ مطلقا لالتباسه وبدعو الفريقين :من قال :لفظى بالقرآن مخلوق ،ومن قال :لفظى بالقرآن غير مخلوق وبينو أن أفعال العباد مخلوقة .
ج5:سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟
أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية ،فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة ،وتمكن من رد بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم فغره ذلك ،وصنف الكتب فى الرد على المعتزلة ،واشتهرت ردوده على المعتزلة ،فظن أنه نصر السنة ،وتبعه على طريقتة بعض الناس وسلك طريقة المتكلمين وسلم للمعتزلة فى بعض اصولهم الفاسدة قال ابن تيمية (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتد لفساد أصل الكلام المحث الذى ابتدعوه فى دين الاسلام بل وافقهم عليه)وافقهم على مبدأ امتناع حلول الحوادث به جل وعلاوتفسيرهم لهم بقتضى نفى كلام الله تعالى .

ما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أنكر أئمة ابن كلاب طريقته المبتدعة ،وما أحدث من الاقوال ،وحذروا منه ومن طريقته.قال ابن خزيمة (كان احمد بن حنبل من أشد الناس على بن كلاب وعلى اصحابه مثل الحارث وغيره)وكان ابن خزيمة من أشد العلماء على الكلابية ،واكثرهم تحذيرا وردا عليهم .

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 01:51 AM
زياد نور الدين السديري زياد نور الدين السديري غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 74
افتراضي مجلس المذاكرة التّاسع: مسائل الإيمان بالقرآن

بسم الله الرّحمان الرّحيم.

المجموعة الأولى:

س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
تنقسم مسائل الإيمان بالقرآن إلى نوعين أساسيّين لا يسع طالب العلم جهلها، مسائل إعتقاديّة و أخرى سلوكيّة.
فأمّا المسائل الإعتقاديّة فهي التي تهتمّ بما يجب على المسلم اعتقاده في القرآن. فهو كلام الله نطق به حقيقة و ما هو بمخلوق. أنزله الله على عبده و نبيّه محمّد صلّى الله عليه و سلّم ليخرج به النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذنه، و مصدّقا لما قبله من الكتب و ناسخا لها ومهيمنا عليها، فقد قال سبحانه: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" المائدة 48. هذا ويجب على المسلم أن يعتقد أنّ الإيمان بالقرآن واجب، وأنّه بدأ من الله و إليه يرفع و يعود. و عليه أن يحلّ حلاله و يحرّم حرامه و يعمل بمحكمه و يؤمن بمتشابهه و يردّه إلى المحكم منه و ألاّ يقول فيه بغير علم. كما يجب عليه التّصديق بكلّ ما أخبر به الله عزّ و جلّ و نبيُّه صلّى الله عليه و سلّم عن القرآن. وهذه المسائل الاعتقادية لا تعدو أن تكون أحد أمرين، إمّا أحكام، و نقصد بذلك الحكم على القول بالوجوب و التّحريم و البدعة و ما إلى ذلك، و إمّا آداب، أي آداب بحث المسائل الاعتقادية، و منها ذكرا لا حصرا عدم مخالفة النّصوص و اتباع منهج السّلف في الاستدلال. هذا وتجدر الإشارة إلى أنّه على طالب العلم معرفة ثلاثة أمور في بحثه لهذه المسائل، ألا وهي معرفة القول الحقّ و معرفة أدلّته و معرفة أقوال المخالفين حتّى يتسنّى له الرد عليهم و معرفة كيفية معاملتهم.
و أمّا المسائل السّلوكية فهي المسائل التي يعنى فيها بالإنتفاع بمواعظ القرآن الكريم والإمتثال لما أمر الله به و الانتهاء عمّا نهى عنه. و تنقسم المسائل السّلوكية بدورها إلى ثلاثة أنواع، مسائل سلوكيّة اعتقاديّة و مسائل قوليّة و مسائل فعليّة. و لا بد للباحث في المسائل السّلوكية من معرفة أصول علم السّلوك، و له أصلان، أوّلهما البصائر و البيّنات لقوله تعالى:"هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ" وقوله "أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ".أمّا الأصل الثّاني فهو اتباع الهدى أي الطّاعة و الإمتثال. و هذان الأصلان متكاملان لا ينفصلان، فالبصائر و البينات ثمرة التفكّر في كتاب الله و الامتثال يورّث اكتمال السلوك بالعلم والعمل.

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة كلام الله تعالى.
قد تواترت الأدلّة القاطعة و البراهين السّاطعة من القرآن و السّنة في إثبات صفة الكلام لله عزّ و جلّ. فقد قال تعالى "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ" وقال تعالى" وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" وقال تعالى "وَ لَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ". و هذه أدلّة صريحة من القرآن على تكلّم الله سبحانه. ومن السّنّة أدلّة كثيرة كذلك نذكر منها ما أخرجه البخاريّ و مسلم عن عديّ بن حاتم رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلّمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلّا ما قدّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلّا ما قدّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلّا النّار تلقاء وجهه، فاتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة"، وفي رواية في صحيح البخاريّ، "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه". و نذكر كذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال :"إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجدا، ثم يرفعون رؤوسهم فيقولون: ماذا قال ربكم؟ فيقال: قال "الحق وهو العلي الكبير". وهذا الحديث علقه البخاري في صحيحه، ووصله في كتاب خلق أفعال العباد، ورواه أيضاً أبو داوود وأبو سعيد الدارمي ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم بإسناد صحيح.
وفي كلّ ماتقدّم من الأدلّة ما يكفي لاقتناع العاقل بإثبات صفة الكلام لله عزّ وجلّ. وهي صفة ذاتيّة في الأصل و فعليّة في آحاد الكلام. والقرآن كلام الله نطق به حقيقة بلسان عربيّ مبين و هو غير مخلوق لأنه كلامه وصفته سبحانه وصفاة الله إنّما هي أزليّة غير مخلوقة.

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
بدأت فتنة القول بخلق القرآن مع شخص يدعى الجعد بن درهم. فهو أوّل من قال أنّ القرآن مخلوق وأنكر أنّ الله اتّخذ إبراهيم خليلا و أنّه كلّم موسى تكليما، سبحان الله عمّا قال هذا الجاهل علوّا كبيرا. وقد قُتل غير مأسوف عليه سنة 124ه، إذ نحره حاكم العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسريّ يوم الأضحى. فقد روى البخاريّ و أبو سعيد الدّارميّ و اللّالكائي وغيرهم عن حبيب بن أبي حبيب قال: "شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط، في يوم أضحى، وقال: ارجعوا فضحّوا تقبّل الله منكم، فإنّي مضحّ بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتّخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلّم موسى تكليما، تعالى الله عمّا يقول الجعد بن درهم علوّا كبيرا، ثم نزل فذبحه". ثمّ أخذ مقالته من بعده الجهم بن صفوان واشتهر بها و أنكر الأسماء و الصّفاة كان صاحب بدع كفّره العلماء في عصره بسببها و لم يكن له أتباع يذكرون إلّا أن مقالته لاقت صدى عند المتكلّمين. قتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128ه. بعد فترة من الزّمن ظهر بشر بن غياث المريسيّ و كان خطيبا مفوّها و كان مفتتنا بعلم الكلام، فوقع في قلبه القول بخلق القرآن فدعا إليه، فتوعّده الخليفة هارون الرّشيد بالقتل فتوارى عن الأنظار حتى مات الرشيد سنة 193ه رحمه الله فظهر بعدها و استأنف دعوته الخبيثة، فحذّر منه العلماء و طلبة العلم إلاّ أنّهم اعتمدوا على عنايتهم بالأدب و الكتابة و لباقة اللّسان فتسلّلوا بذلك إلى مجالس الأمراء وبدأت المحنة إذّاك مع تولّي المأمون للخلافة سنة 198ه و لا حول ولا قوّة إلّا بالله.

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ:
اختلفت مواقف النّاس في مسألة اللّفظ إختلافا كثيرا، و فيما يلي أبرزها:
الموقف الأوّل: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ. وهؤلاء لبّسوا على العامّة لأنّ مقالتهم أقلّ شناعة من غيرها و أقرب إلى قبول النّاس لها فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن. وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ، و قد روي عن الإمام أحمد أنّه حذّر من اللّفظية و عدّهم من الجهمية. وأبرز هؤلاء بشر بن غياث المرّيسي ثمّ خَلَفَهُ حسين الكرابيسيّ و كلاهما شرّ من الآخر.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية. وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشّام يقال له الشرّاك زعم أنّ القرآن كلام الله، فإذا تلفّظنا به صار مخلوقاً، وهذا قول الجهمية. و من أبرزهم أيضا عبد الكريم الصّوفي المسمّى "عبدك" وهو من أهل العراق وكان صاحب بدعة.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني (ت 270هـ)، و هو رأس أهل الظّاهر وإمامهم، أخذ مقالته في اللّفظ عن الكرابيسي، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن، ذلك أنّ له في القرآن قولا لم يسبقه إليه أحد، فقال: أمّا الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق. تعالى الله عمّا قال علوّا كبيرا. وقد هجره الإمام أحمد رحمه الله و حذّر النّاس منه ومن قوله.
الموقف الرّابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القرّاء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران. وكلّ أقوالهم باطلة.
الموقف الخامس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثّر بطريقته كأبي بكر الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء قالوا إنّ معنى اللّفظ الطّرحُ والرّميُ، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن. قال ابن تيمية رحمه الله: والمنتصرون للسّنة من أهل الكلام والفقه كالأشعري والقاضي أبي بكر و القاضي أبي يعلى وغيرهم يوافقون أحمد على الإنكار على الطائفتين على من يقول لفظي بالقرآن مخلوق وعلى من يقول لفظي بالقرآن غير مخلوق، ولكن يجعلون سبب الكراهة كون القرآن لا يلفظ، لأن اللفظ الطرح والرمي. ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك.
الموقف السّادس: موقف طائفة من أهل الحديث صرّحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق. فصار طائفة منهم يقولون: لفظنا بالقرآن غير مخلوق ومرادهم أن القرآن المسموع غير مخلوق، وليس مرادهم صوت العبد. وفي أتباع هؤلاء من قد يدخل صوت العبد أو فعله في ذلك أو يقف فيه. وهذا ما جعل بعض الأئمة يقولون: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة، رداً لهؤلاء، كما فعل البخاري ومحمد بن نصر المروزي وغيرهما من أهل العلم والسنة. و قد ذَكر شيخ الإسلام ابن تيمية فيمن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق : محمد بن يحيى الذّهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمّد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السّجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السّجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
الموقف السّابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وعدد من أهل الحديث.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه، وبدّعوا الفريقين، من قال لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق. واشتدّوا على من قال لفظي بالقرآن مخلوق خشية التسلّل بها إلى القول بخلق القرآن. وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة. فقد قال إسحاق بن حنبلٍ: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع، فقد نهى أبو عبد اللّه عن هذا، وغضب منه، وقال: "ما سمعت عالمًا قال هذا! أدركت العلماء مثل: هشيمٍ، وأبي بكر بن عيّاشٍ، وسفيان بن عيينة، فما سمعتهم قالوا هذا".

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
كان العلماء و الأئمّة من أهل السنّة و الجماعة يردّون على شبهات المعتزلة بالكتاب و السنّة دون اللّجوء إلى علم الكلام. إلّا أنه قد ظهر على عهد الإمام أحمد رحمه الله طــائــفة من النّاس أرادوا الرّد على المعتزلة و الإنتصار للسنّة بالحجج المنطقية والطّرق الكلاميّة فانحرفوا بذلك عن المنهج الصّحيح و وقعوا في البدعة. من هؤلاء عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري (ت 243هـ) الذي أراد أن يرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية، فأدّى به ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من بيان بطلان بعض قولهم وأفحم بعض رموزهم فاغترّ بذلك و ظنّ أنّه نصر السنة. إلّا أنّه و لضعف بضاعته في علوم أهل السنّة، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة ببعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنّة وقول المعتزلة، فخرج بقول محدث في القرآن، وهو أنّه القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل إلى آخر ما قال. وهذا كلّه بسبب أنّه التزم هذا الأصل الذي أصّلوه وهو باطل.
و قد ردّ أهل السنة على ابن كلاب و أنكروا عليه قوله وبيّنوا بطلانه و حذّروا منه. فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث المحاسبي وغيره. وكان ابن خزيمة و شيخ الإسلام بن تيمية من أشد النّاس على الكلابية و أكثرهم تحذيرا منهم.


هذا والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 02:02 AM
محمد عبدالوهاب محمد عبدالوهاب غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 29
افتراضي إجابة أسئلة المجموعة الثانية من مجلس المذاكرة التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:


1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟

يتحقق الإيمان بالقرآن بـ: الاعتقاد والقول والعمل .
والإيمان الإعتقادي: وذلك بالتصديق بأنه كلام الله تعالى ، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وأن كل مافيه حق لا يأتيه الباطل ، محفوظ ، قيم ، يهدي إلى الصراط المستقيم .
والإيمان القولي :وذلك بأن يقول مايدل على إيمانه به ، وتصديقه بما أنزل الله ، ومن ذلك تلاوة القرآن تصديقا وتعبدا .
والإيمان العملي :هو اتباع هدى القرآن ، بفعل أوامره واجتناب نواهيه .
فمن جمع هذه الثلاثة فهو مؤمن بالقرآن الكريم ، وأعد الله له لذلك أجرا عظيما، قال تعالى : (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا )


2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.

1/أعظم هاد للمؤمن بربه عز وجل ، ويرشده ويعرفه بأسمائه وصفاته ، ويعرفه بوعده ووعيده ، وحكمته بخلقه وتشريعه ، وكيف يتقرب لله وينجو من سخطه وأليم عقابه .
2/يهدي المؤمن في جميع شؤونه للتي هي أقوم ، فما من حالة من أحوال المؤمن إلا ولها هدي ، قال الله تعالى :(وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين ) .
3/أنها تحمل المؤمن على التعبد لله بتلاوته والتفكر والتدبر ، وكثرة تلاوته تخلصه من كيد الشيطان وتقربه للرحمن ، قال تعالى :(وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا )
4/تزيد المؤمن يقينا وبصيرة وعلما ومعرفة في الجانب العلمي .
5/يورثه الاستقامة والتقوى وصلاح الباطن في الجانب العملي .



3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.

المعتزلة :كلام الله تعالى وهو مخلوق .
الأشاعرة :ليس مخلوقا ، وليس كلام الله ، وإنما هو عبارة عبر عنها جبريل عليه السلام عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى .
وكلا القولين باطل ، وإنما القرآن تكلم الله به ، بكلام سمعه منه جبريل عليه السلام ، فبلغه بحروفه للنبي صلى الله عليه وسلم .


4: بيّن خطر فتنة اللفظية.

هذه الفتنة ظهرت بعد فتنة الوقف بالقرآن ، فإن الناس كانوا بحاجة إلى توضيح لازيادة تلبيس وتوهيم .
و هذه الكلمة تحتمل عدة وجوه ، وكل فرقة تتأولها على ماتريد .
فكان الجهمية والفرق الأخرى المخالفة يتسترون بها ، لأنها كانت أخف على العامة وقد فرحوا بها فرحا شديدا .


5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟

كان أبوالحسن الأشعري رحمه الله معتزليا حتى الأربعين من عمره ، ثم أعلن توبته من الاعتزال والتزامه مذهب السنة ، وقد كان رحمه الله متبحرا في علم الكلام ، ولقربه من علم الكلام انتهج نهج ابن كلاب ، وقد كان رحمه الله بصيرا بأقوال المعتزلة وتناقضتاهم ، واجتهد في الرد على المعتزلة ومناظرتهم وإفحامه لكبرائهم بالطرق الكلامية والحجج العقلية .
أما عن موقف أهل السنة منه :
فقد اختلفوا فيه ؛ فمنهم من قال أنه رجع رجوعا صحيحا إلى أهل السنة ، ومنهم من قال أن رجوعه كان رجوعا مجملا ولم يكن في تفاصيل الاعتقاد رحمه الله تعالى .

والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

وكتبه : محمد عبدالوهاب العربي .

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 02:16 AM
أم عبدالعزيز بنت عبدالله أم عبدالعزيز بنت عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 63
افتراضي

س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
النوع الأول: مسائل اعتقادية.
وهي المسائل التي تبحث في كتب الاعتقاد، وتعنى بما يجب اعتقاده في القرآن، وأصل ذلك الإيمان بأنّ القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق، أنزله على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّه مهيمن على ما قبله من الكتب وناسخ لها، وأن القرآن بدأ من الله عز وجل وإليه يعود، وأن يؤمن بما أخبر الله به عن القرآن وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعتقد وجوب الإيمان بالقرآن، ويحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويعمل بمحكمه ويردّ متشابهه إلى محكمه، ويكل ما لا يعلمه إلى عالمه.
*وماذكر في كتب الأعتقاد في أبواب الأيمان من مسائل يمكن تقسيمه إلى :-
1/معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة رحمهم الله، وذلك حتى يصحح عقيدته في القرآن، يكون معتقده صحيحا في القرآن مبنيا على الدليل الصحيح والحجة الصحيحة.
*
2/تقرير الاستدلال لهذه المسائل -وهذه مرتبة يمتاز بها طالب العلم عن العامي- بأن يعرف أدلتها ومآخذ الاستدلال، ويعرف ما تحسن به معرفته من الأدلة والآثار؛ حتى يمكنه أن يدعو إلى الحق في هذه المسائل متى احتيج إليه في ذلك.

3/معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن، ويعرف مراتبهم ودرجات مخالفاتهم، ويعرف أصول شبهاتهم؛ ويعرف حجج أهل السنة في الردّ عليهم.

*النوع الثاني :المسائل السلوكية
وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بين الله عز وجل في القرآن من الهدى، وعقل أمثاله، والتبصّر بها والتذكر، والتفكر فيها والتدبر، وفعل ما أرشد الله إليه، واجتناب ما نهى الله عنه.
*الأصل الأول: البصائر والبينات، وهي التي يسميها بعض من كتب في علم السلوك: المعارف والحقائق، واسمها في النصوص: البصائر والبيّنات، وهو اسم أشمل وأعمّ مما يذكرونه في أبواب المعارف والحقائق.*
قال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ .
**فالأصل الأول وهو البصائر والبينات قائمه على العلم وتثمر اليقين .
**الأصل الثانيوهو اتباع الهدى، ويعنى بالجانب العملي وهو الطاعة والامتثال، فيأتي ما يؤمر به، ويجتنب ما ينهى عنه، ويفعل ما يوعظ به.*
وهو قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى.
*
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)}
وهذه الآية جمعت أصلي علم السلوك: البينات والهدى فالناس بحاجة إلى البينات وبحاجة إلى اتباع الهدى، الأول جانب علمي مثمر لليقين والثاني جانب عملي مثمر للاستقامة والتقوى.
**لابدأن يكون السلوك مبني على اعتقاد صحيح حتى نسلم من الوقوع في البدع .
-*********
*س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.؟
إثبات صفة الكلام لله تعالى لأن القرآن كلام الله .
والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح
الأدله من القرآن:-*
قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}،
*قال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}،
*قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}،
وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}،
*قال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}،
*قال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}،
وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}،
*قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}.
الأدله من السنة:-
*منها: حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
*****أن الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء، وهو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى.*
وكلام الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء) انتهى كلامه رحمه الله.
وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي.
صفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا.
*****************
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.؟
أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو (الجعد بن درهم )
ثم(الجهم بن صفوان )
ثم (بشربن غياث المريسي )
وذلك قبل عهد المأمون*
قال أبو القاسم اللالكاني (لاخلاف بين الأمه أن أول من قال القرآن مخلوق جعدبن درهم )
وهو من قال وزعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما*
وقد قتله أميرالعراق في زمانه خالد بن عبدالله القسري عام 124يوم عيد الأضحى .
-ثم سار على نهجه (الجهم بن صفوان )
ولم يكن الجهم من أهل العلم ولم يكن يهتم بالحديث والآثار وإنما رجل أوتي ذكاء ولسانآ بارعآ وتفننآ بالكلام وحظي بتقريب الأمراء فأصبح كاتبآ عندهم لكنه لم يكن له أتباع في زمانه وبقيت مقالاته وكان من أعظم ماأدخله على الأمه إنكار الأسماء والصفات*
*وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر، والإرجاء الغاليان، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ.
-ثم ظهر بعدهما بمدّة( بشر بن غياث المريسي،) وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛ أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وناظر الشافعيّ في مسائل، وكان مع أخذه عن هؤلاء العلماء يسيء الأدب ويشغّب، وأقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيباً مفوَّها، ومجادلاً مشاغباًوكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.
*فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً؛ حتى حذرهم طلاب العلم.*
لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات.
*س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ؟*
مسألة اللفظ من المسائل التي كان لها ذيوع وانتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون، وقد اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل:*
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.*
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
*الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة.
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
*الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.*
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.*
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.*
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: (كان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال: مخلوق أو غير مخلوق).
************
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟*
لأنه خالف منهج أهل السنة في الرد على المعتزلة واتخذ منهج آخر بالحجج المنطقية والطرق الكلامية فوقع فيما حذر منه في البدع والأقوال المحدثة فأهل السنة لم يحاجواالمعتزلة إلا بالكتاب والسنة .
ولقد أنكرأهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة وماأحدث من الأقوال وحذروا منه*
قال ابن خزيمة (كان أحمدبن حنبل من أشد الناس على عبدالله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره ).*

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 03:56 AM
عُهود متعب عُهود متعب غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 48
Post

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: مسائل اعتقادية.
النوع الثاني: مسائل سلوكية .

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى؟
أن كلام الله صفة من صفاته، لم يزال الله متكلما إذا شاء، بمشيئته وقدرته متى شاء وكيف شاء .
وأن الله يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء .
وكلامه لا يشبه كلام المخلوقين وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي.
وصفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا .

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون؟
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو "الجعد بن درهم" ثم أخذ هذه المقالة "الجهم بن صفوان" واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهل الكلام وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة .
ثم ظهر بعدهما بمدّة "بشر بن غياث المريسي"، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء، وبعدها أقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيباً مفوَّها، ومجادلاً مشاغباً.
وكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً؛ حتى حذرهم طلاب العلم.
لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات.


س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ؟
اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً كلٌّ يفهمها بفهم ويتأوّلها بتأوّل ويبني موقفه على ما فهم وتأوّل:
- الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
- الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
- الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري، رأس أهل الظاهر وإمامهم، وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فإنّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه: قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق؛ ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جلوعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
وهذه الكلمة "محدث" واردة في القرآن في قوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربّهم محدَث إلا كانوا عنه معرضين}، لكنّها ليست على المعنى الذي أراده المعتزلة من أنّه مخلوق، ولكنّ الله يحدث من أمره ما يشاء؛ فيكون حديثا أي جديداً عند إنزاله أو وقوعه.
- الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
- الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة، وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما كان عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
- الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
- الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وهذه الأقوال حكاها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض الطوائف، وحكى أقوالاً أخرى نحوها في البطلان .

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
ابن كلاب من الأقوام الذين أرادوا الردّ على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.

وَقَد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 04:56 AM
منال صنهات الحربي منال صنهات الحربي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 84
افتراضي


إجابة المجموعة الثانية:

س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
الإيمان بالقرآن على ثلاثةأنواع :
1- الإيمان الاعتقادي بالقرآن: بأن يصدق بأن كلام الله منزل على رسوله بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .
2- الإيمان القولي: أن يقول ما يدل على إيمانه بالقرآن و من ذلك تلاوة القرآن الكريم .
3- الإيمان الفعلي: هو إتباع هدي القرآن الكريم بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه
_____________________________________________
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
فضائل الايمان الكريم عديدة و عظيمة منها :
الفضل الأول: أن الإيمان بالكريم يعتبر أعظم هاد للمؤمن وأنه يعرفه بأسمائه وصفاته و آثاره في أوامره .
الفضل الثاني : أن تحمل المؤمن على تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكر لله عز وجل عبادة و سكينة و طمأنينة و يهديه إلى ربه .
الفضل الثالث: فيه تسليه و مواعظ المذكرة و الآيات البينة و الهدايات الجليلة .
الفضل الرابع : استخراج العلوم و المعارف و النور و أنه الشفاء لما في الصدور .
الفضل الخامس : يتعلم العبد كيف ينجو من كيد الشيطان و حبائله .
الفضل السادس : أن يحمل المؤمن على طاعة الله تعالى .
فكل تلك الفضائل لا ينالها إلا من آمن بالقرآن و على قدر ايمان العبد بالقرآن يكون نصيبه .
_______________________________________________________________________
س3: بيّن الفرق بينقول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
الفرق بين أن المعتزلة يقولون إن القرآن كلام الله تعالى ، و لكنه مخلوق، أما الأشاعرة يقولون إن القرآن غير مخلوق و ليس كلام الله تعالى .
________________________________________________________________________
س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
أن هذه الفتنه ظهرت بعد فتنة الوقف بالقرآن ، و كانت فتنتها أعظم ،فإن الناس كانوابحاجه إلى توضيح لا زيادة تلبيس و توهيم ، و لأن هذه الكلمة تحتمل عدة وجوه ،وكل فرقه تتأولها على ما تريد ، فكانوا الجهميه والفرق المخالفه يتسترون بها لأن كانت أخف على العامه وفرحوا بها فرحا شديدا و الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة المشتبهة ،لما فيه من لبس الحق بالباطل

________________________________________________
س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
أنه كان معتزلياً حتى الأربعين من عمره ، ثم أعلن توبته من هو التزامه مذهب السنه ، كان متبحرا في علم الكلام ولقربه من علم الكلام انتهج نهجا بن كلاب كان بصيرا بأقوال المعتزله و تناقضاتهم ،واجتهد في الرد على المعتزل هو مناظرتهم وإفحامه لكبرائهم بالطرق الكلامية و الحجج العقليه .
موقف أهل السنه منه : اختلف أهل السنة في شأن أبي موسى الأشعري بعد أن ألف كتابة " الإنابة" الذي رجع فيه الطريقة الكلامية .
فالقول الأول: من أهل السنة من قال إنه رجع رجوعاً صحيحاً إلى مذهب أهل السنة.
والقول الثاني: من أهل السنة من قال أنّ رجوعه كان رجوعاً مجملاً لم يخل من أخطاء في تفاصيل مسائل الاعتقاد.
ولكن كما قال أهل العلم أن أتباعه بقوا على طريقة الكلامية وأنتج أنواعا من الأقوال الفاسدة المحدثة ووقع فتن العظيمة بسببهم.



رد مع اقتباس
  #32  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 06:00 AM
وصال إبراهيم وصال إبراهيم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 140
افتراضي

~ المجموعة الرابعة

س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

قال الله -عز وجلّ- : {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرا كبيراً} [سورة الإسراء: 9].

فغاية ما يكون من الاهتداء بالقرآن، أن يكون خلق الإنسان موافقاً لما بينّه فيه -جل في علاه- وهدى إليه قولاً وعملاً واعتقاداً ، متأسياً برسوله ومصطفاه -صلى الله عليه وسلم- الذي كان خلقه القرآن.

ولا يتحقق الاهتداء بالقرآن إلا بأربع:
1- تصديقِ أخباره: كلما كان العبد المؤمن أحسن تصديقاً كان اهتداؤه بالقرآن أحسن؛ وهذا التصديق الحسن ينال به العبد المؤمن درجة الإحسان من وجهين، والدليل قوله -تعالى-: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)} [سورة الزمر]، أن سماه الله محسناً وأنه -سبحانه- يكفر عنه سيئاته، ومن كفر الله -جّل في علاه- عنه سيئاته فهو من أهل الإحسان.
ومن ثمرات هذا التصديق الحسن : اليقين والكفاية من الله -جلّ وعلا- والرغبة والرهبة، فمن أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً، وحصل من البصائر والبينات ما يزيد في علمه واتباعه للهدى، فيصلح قلبه وتزكو نفسه، ويذهب همه وغمه.
2- وعقلِ أمثاله: ضرب الله -جلّ في علاه- في القرآن من جميع الأمثال، فمن وعاها وعقلها وفقه مقاصدها وعمل بمقتضاها وتذكر واعتبر فقد اهتدى، قال -جلّ وعلا- : {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [سورة الزمر: 27]، وقال -سبحانه- : {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)} [سورة العنكبوت]. ومنها -أي الأمثال- الصريحة التي يصرح فيها بلفظ المثل كقوله -تعالى-: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)} [سورة الكهف]، ومنها الكامنة التي تفيد معنى المثل بدون تصريح بلفظه.
ومن ثمرات عقل الأمثال: التنبيه على العلل والنظائر، والإرشاد إلى أهدى السبل والتبصير بالعواقب والمآلات والتصديق الحسن واليقين والرغبة والرهبة والخشية فتزكو النفس وتطهر، وتصلح الأعمال وتحسن العاقبة.
3-4/ وامتثال أوامره واجتناب نواهيه: فمن فعل المأمور وانتهى عن المحذور وعمل بإرشادات القرآن فإنه يهدى بطاعته وإيمانه، وكلما ازداد طاعة وإيماناً به زادت هدايته.
قال -تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} [سورة النساء].

-----------
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟

قبل حدوث فتنة خلق القرآن كان العلماء يصرحون بأن القرآن كلام الله -عز وجلّ-، لكن مع الفتنة حيث تكلم أهل الأهواء وفتنوا العامّة وبعض الولاة والقضاة وقالوا بأن القرآن مخلوق كان من الواجب التصريح والإبانة والرد عليهم بأنه غير مخلوق ومن توقف في القرآن وسكت سموه واقفياً.

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
هو خشيته من أي يتبع العامّة القول بأنّ القرآن مخلوق فيفتن النّاس وبن خلفهم.

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 06:28 AM
وصال إبراهيم وصال إبراهيم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 140
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




~ المجموعة الرابعة

س1: كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟

قال الله -عز وجلّ- : {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرا كبيراً} [سورة الإسراء: 9].

فغاية ما يكون من الاهتداء بالقرآن، أن يكون خلق الإنسان موافقاً لما بينّه فيه -جل في علاه- وهدى إليه قولاً وعملاً واعتقاداً ، متأسياً برسوله ومصطفاه -صلى الله عليه وسلم- الذي كان خلقه القرآن.

ولا يتحقق الاهتداء بالقرآن إلا بأربع:
1- تصديقِ أخباره: كلما كان العبد المؤمن أحسن تصديقاً كان اهتداؤه بالقرآن أحسن؛ وهذا التصديق الحسن ينال به العبد المؤمن درجة الإحسان من وجهين، والدليل قوله -تعالى-: {
وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)} [سورة الزمر]، أن سماه الله محسناً وأنه -سبحانه- يكفر عنه سيئاته، ومن كفر الله -جّل في علاه- عنه سيئاته فهو من أهل الإحسان.
ومن ثمرات هذا التصديق الحسن : اليقين والكفاية من الله -جلّ وعلا- والرغبة والرهبة، فمن أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً، وحصل من البصائر والبينات ما يزيد في علمه واتباعه للهدى، فيصلح قلبه وتزكو نفسه، ويذهب همه وغمه.

2- وعقلِ أمثاله:

ضرب الله -جلّ في علاه- في القرآن من جميع الأمثال، فمن وعاها وعقلها وفقه مقاصدها وعمل بمقتضاها وتذكر واعتبر فقد اهتدى، قال -جلّ وعلا- :
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [سورة الزمر: 27]، وقال -سبحانه- : { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)} [سورة العنكبوت].

ومن ثمرات عقل الأمثال: التنبيه على العلل والنظائر، والإرشاد إلى أهدى السبل والتبصير بالعواقب والمآلات والتصديق الحسن واليقين والرغبة والرهبة والخشية فتزكو النفس وتطهر، وتصلح الأعمال وتحسن العاقبة.


ومنها -أي الأمثال- الصريحة التي يصرح فيها بلفظ المثل كقوله -تعالى-: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)} [سورة الكهف]، ومنها الكامنة التي تفيد معنى المثل بدون تصريح بلفظه.

3-4/ وامتثال أوامره واجتناب نواهيه: فمن فعل المأمور وانتهى عن المحذور وعمل بإرشادات القرآن فإنه يهدى بطاعته وإيمانه، وكلما ازداد طاعة وإيماناً به زادت هدايته.
قال -تعالى: {
وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67)
وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} [سورة النساء].

-----------
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟

قبل حدوث فتنة خلق القرآن كان العلماء يصرحون بأن القرآن كلام الله -عز وجلّ-، لكن مع الفتنة
حيث تكلم أهل الأهواء وفتنوا العامّة وبعض الولاة والقضاة وقالوا بأن القرآن مخلوق كان من الواجب التصريح والإبانة والرد عليهم بأنه غير مخلوق ومن توقف في القرآن وسكت سموه واقفياً.

س3: ما سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن.
هو خشيته من أي يتبع العامّة القول بأنّ القرآن مخلوق فيفتن النّاس ومن خلفهم.

س4: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟

معناه أن يقال القرآن كلام الله ويقفون، فلا يقولون: مخلوق ولا غير مخلوق والقائلون بهذا القول هم الواقفة وهم على ثلاثة أصناف: طائفة من الجهمية، الذين يقفون شكاً وتردداً، وطائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف واخطأووا في ذلك.

وسبب وقوف الصنف الثالث وهم أهل الحديث وقد اخطأووا، أنهم رأوا أنّ القول بخلق القرآن قول محدث، واختاروا أن يبقوا على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فكانوا يقولون أنّ القرآن كلام الله ويسكتونولذلك أنكر عليهم كبار الأئمة وهجروهم.

س5: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.

لما وجد البخاري -رحمه الله- في بلده بخارى كثرة المخالفين له؛ انتقل للإقامة في نيسابور.
وبعد قدومه بأيّام اجتمع عليه النّاس فحسده بعض المشايخ فأرادوا أن يفتنوه فأرسلوا إليه من يمتحنوه في مجلسه، فقام رجل فسأله هل القرآن مخلوق أو غير مخلوق- وكرر عليه السؤال -وقد جعل على نفسه أن لا يتكلم في هذه المسألة لما أصاب الإمام أحمد -رحمه الله- من محنة-، فرد عليه قائلاً: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة فضجوا ونقلوا مقالته على غير وجهها.
ولقد ابتلي -رحمه الله- في هذه المحنة واشتدوا في أذيته، وكذبوا عليه في ذلك.
وقد ردّ البخاري وبيّن الحقّ في هذه المسألة في كتابه "خلق أفعال العباد" بياناً شافياً وقال
القرآن كلام الله غير مخلوق.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 07:05 AM
وصال إبراهيم وصال إبراهيم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 140
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرجو اعتماد المشاركة الثانية بارك الله فيكم لمشكل عندي بالمتصفح وتنسيق الكتابة فأتأخر كثيراً في إعادة التنسيق والنسخ من متصفح لآخر ولا أستطيع حذف المشاركة الأولى وجزاكم الله عنا خيراً.

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 09:02 AM
نضال مشهود نضال مشهود غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 58
افتراضي

اقتباس:
مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
المجموعة الثالثة:

س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
ج: لمعرفة مسائل الإيمان بالقرآن أهمية قصوى، إذ بها يتبين للطالب مقومات الإيمان بالقرآن ومتطلباته، ويتضح له بها نواقض هذا الإيمان وقوادحه، ولا يتم للطالب سعيه في تحقيق الإيمان بالقرآن وحفظه من الأباطيل والنقصان إلا بمعرفة هذين الأمرين. وذلك علاوة على أن الطالب بمعرفته مسائل الإيمان سيتعرف على مباحث العلماء في هذا الباب العظيم ومدار كلامهم فيه اتفاقا واختلافا، ويتعرف بها كذلك مخالفات الناس فس هذه المسائل ومراتب هذه المخالفات وأحوال أصحابها وأحكامهم.
ويحقق طالب العلم هذه المعرفة بأن يتعرف على تفاصيل هذه المسائل، سواء كانت منها ما يتعلق بالاعتقاد أم ما يتعلق منها بالسلوك. فعلى الطالب في المسائل الاعتقادية أن يعتني بتعلم القول الحق في أمر القرآن كما دلت عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح، ثم عليه أن يدرس دلائل هذه العقيدة وحججها العقلية والنقلية، ويتعرف كذلك على الأقوال المخالفة للعقيدة الصحيحة في القرآن وأصحابها مع إتقان الرد على شبهاتهم مجملا ومفصلا.

س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
ج: اعتقد أهل السنة والجماعة في القرآن أنه كلام الله تعالى لا كلام غيره، تكلم الله عز وجل بكل حرف منه حقيقة باللسان العربي المبين، فسمعه منه جبريل عليه السلام وسمع من جبريل نبينا محمد صلى الله عليه سلم وسمع منه الصحابة رضي الله عنهم ثم نقل إلينا نقلا متواترا. واعتقدوا أن القرآن حروفه ومعانيه جميعا من الله، فهو ليس بمخلوق، ومن زعم أنه مخلوق فقد كفر. واعتقدوا أن هذا الكلام الذي بين الدفتين وما في صدور الحافظين هو القرآن، فكونه محفوظا في الصدور ومسطورا في المصاحف لا يخرجه عن أن يكون قرآنا وكلام الله، لأن الكلام ينسب إلى من قاله مبتدئا لا إلى من تلاه مبلِّغا مؤديا. فالقرآن كلام الله منه بدأ قولا وإليه يعود في آخر الزمان برفع ذلك من السطور والصدور كما صح في الحديث، والله أعلم.

س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم.
ج:
- عفان بن مسلم شيخ الإمام أحمد بن حنبل، أول من امتحن فيه من أهل الحديث، هُدِّد بقطع رزقه من الخلافة، فرد عليهم بقول الله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}.
- جماعة من أهل الحديث: يحيى بن معين، وزهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود، وغيرهم. أمر المأمون بإحضارهم إليه خارج بلدانهم فخافوا معارضته فأجابوا فأطلقوا.
- هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري. امتحنهم ولي دمشق إسحاق بن يحيى بن معاذ بأمر المأمون امتحانا خفيفا، فأجابوا فيه خلا أحمد بن ابي الحواري الذي لا يزيد عن قوله: «ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق».
- أبو مسهر عبد الأعلى الغسّاني قاضي دمشق وشيخ من شيوخ الإمام أحمد. أُدخِل على المأمون فرفض الاستجابة، ثم هدده المأمون بالقتل فأجاب مُكْرَهًا، فأمر المامون بحبسه في بغداد إلى أن مات بعد الحبس في مدة يسيرة.
- الإمام المبجل أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي (الملقّب بِسَجّادة)، مع جماعة من أهل الحديث. فأجاب في هذه المحنة القواريري وسجادة على الإكراه, وبقي الإمام أحمد ومحمد بن نوح صامدين بالحق. فأمر المامون بإحضارهما إلىه في طرسوس لكن دعا عليه الإمام أحمد فهلك قبل أن يراه. وبقي الإمام أحمد صامدا في الحبس والمناظرات فيما بعد هلاك المأمون. وأُمر في عهد الواثق بأن يعتزل الناس، فاختفى وامتنع من التحديث إلى أن فرج الله عنه في خلافة جعفر المتوكل على الله.
- أبو نعيم الفضل بن دكين بالكوفة، والعباس بن عبد العظيم العنبري وعلي بن المديني بالبصرة. امتحنوا في عهد المعتصم خليفة المأمون.
- يوسف بن يحيى البويطي، مفتي مصر وتلميذ الشافعي. أمر الواثق ابن المعتصم وخليفته بامتحانه، فأبى أن يجيب، فحُمِل إلى بغداد مقيدا بالحديد وترك في السجن إلى أن توفي رحمه الله.
- الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي، من شيوخ البخاري ومسلم. ممن حبس في المحنة بعهد الواثق.
- وفي شعبان هذه السنة أُحضر
- أحمد بن نصر الخزاعي إلى مجلس الواثق، أحضر إلى الواثق فامتحنه، فرفض الإجابة، فقتله الواثق بنفسه. ثم عُلِّق رأسُه رحمه الله في بغداد وصُلِب جسدُه في سامرا، وبقي مصلوباً ست سنين إلى أن جُمعا ودفنه أهله.
- شيخ من أهل الشام يقال إنه عبد الله بن محمّد بن إسحاق الأذرميّ الأذني. جيء به ليُمتحن بحضرة الواثق، وقد أحضر الواثق ابنه المهتدي، ثم أمر بالمناظرة بين هذا الشيخ وبين ابن أبي دؤاد، فغلبه الشيخ الأذني، ففرج عنه الواثق. (فقيل إن الواثق رجع عن المحنة منذئذ، ورجع عنها ابن المهتدي)
- الحارث بن مسكين المصري، المحدّث الفقيه شيخ أبي داوود والنسائي، كان المأمون حمله إلى بغداد وسجنه في المحنة فلم يجب فبقي محبوسا بضع عشرة سنة إلى عهد المتوكل على الله ففرج عنه.

س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
ج: الواقفة على أصناف:
- فمنهم الجهمية المتسترون بالوقف كابن الثلجي وأحمد بن المعذّل العبدي، وحكمهم حكم الجهمية القائلين بخلق القرآن، بل فتنتهم على العامّة أشدّ من فتنة الجهمية المصرِّحين.
- ومنهم الواقفة شكًّا وتردُّدًا، فهؤلاء لم يؤمنوا بحقيقة القرآن، إلا أنَّ الجاهل العامي منهم قد يُعذر لجهله مع الأمر له بالتعلم والاسترشاد. فأما من قامت عليه الحجة منهم وبقي شاكًّا وواقفًا فحكم على مثله بالكفر، لأن الشك مناف للإيمان.
- ومنهم من توقف في القول بما عليه أئمة أهل السنة من أن القرآن غير مخلوق لظنهم أن هذا القول محدث والخوض فيه بالتصريح منكر. فهم لا يعتقدون أن القرآن مخلوق ولا يشك في بطلان خلق القرآن، لكنهم اختاروا أن لا يصرح بأنه غير مخلوق. وحكم هذا الصنف من الواقفة أنهم مخطئون في اجتهادهم هذا فلا يقرون عليه، بل قد يؤمر بهجرانهم خوفا على انفتاح الشر على العوام. والله أعلم.

س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
ج: سبب الاختلاف أن كلمة "اللفظ" (وكذا: "التلاوة" و"القراءة") في هذا السياق كلمة مجملة مشتركة قد توقع الناس في التباس. فإن هذه الكلمات قد يراد بها المصدر (أي: عملية التلفظ والتلاوة والقراءة)، وقد يراد به المفعول (أي: الملفوظ والمتلو والمقروء).
فمن أراد بقوله "لفظي بالقرآن" معنى المصدرية (أي حركته وعمله في التلفُّظ) فقال إنه مخلوق، فقد أصاب المعنى لأن أفعال العباد مخلوقة. وكذلك من أراد بقوله "لفظي بالقرآن" معنى المفعولية (أي ما تلفظه من حروف القرآن وكلماته) فقال إنه غير مخلوق فقد اصاب المعنى لأن القرآن وكلام الله غير مخلوق. لكن كل من الرجلين هنا قد عبَّر عن معنى صحيح بعبارة مجملة ملتبسة، فأدى إلى اختلاف العامة في الأفهام وانفتح بذلك باب من بدع الجهمية، إذ أنه قد يقول قائل إن لفظه بالقرآن مخلوق وأراد به معنى المفعولية فوافق عقيدة الجهمية في الباطن، أو وافقها قلبا وقالبا.

هذا، والله تعالى أعلم.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 02:51 PM
احمد وسيم احمد وسيم غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 54
افتراضي

المجموعة الرابعة:
الإجابة على السؤال الأول
:
كيف يكون الاهتداء بالقرآن؟:
الاهتداء بالقرآن يكون، بتصديق اخباره، وعقل أمثاله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.
تصديق الأخبار: التصديق الحسن هو الذي لا يكون معه شكّ ولا تردد، ويثمر في قلب صاحبه اليقين وصدق الرغبة والرهبة. وهو من أعظم النعم؛ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه: "سلوا الله العفو والعافية فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية" فتقديم اليقين على العافية يدل على أنه من أعظم النعم.
ويحصل بالتصديق الحسن من البصائر والبينات ما ترفع درجته وتزيد علمه، ويحقق صدق الرغبة والرهبة الإقبال على اتباع الهدى؛ فيكمل أصلي علم السلوك المتعلق بالإيمان بالقرآن، وهما: البصائر والبينات، واتباع الهدى. وبذلك يتم صلاح القلب الموجب لصلاح سائر الجسد.
والتصديق الحسن يجلب اليقين إلى قلوب المؤمنين، وهو السبيل إلى الاهتداء بالقرآن والانتفاع به؛ فكلما كان العبد أكمل تصديقا، كان اهتداءه من القرآن أكثر.
قال الله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35)}
فالتصديق الحسن يرتقي بصاحبه إلى درجة الإحسان؛ وذلك من وجهين:
أحدهما: سماه الله محسنا: {ذلك جزاء المحسنين}
والثاني: وعد الله عليه بتكفير السيئات، ومن ليس له سيئات، لم تبق معه إلا الحسنات، فيكون بذلك من أهل الإحسان.
ومن ثمرات هذا التصديق، أن الله يكفي عبده؛ قال الله تعالى بعد الآيات المذكورة: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}.
فمن حصلت له الكفاية من الله فقد هدي ووقي، وكتب له الأمن.
عقل الأمثال: ليس المقصود من إيراد الأمثلة في كلام الله عز وجل مجرد فهمها، بمعرفة معاني مفرداتها، بل المقصود عقلها، وفقه مقاصدها، ومعرفة المراد منها، والانتفاع بها بفعل ما أرشدت إليه؛ ومن ثم يحصل الاهتداء بها؛ فلا بد لعقل الأمثال من اتباع الهدي الذي بينه الله عز وجل بها.
قال الله عز وجل: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وقد أخبر اللّه سبحانه أنّه ضرب الأمثال لعباده في غير موضعٍ من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عباده إلى تعقّلها، والتّفكر فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها).
والأمثال قسمها العلماء إلى قسمين:
أحدهما: الأمثال الصريحة، هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل، مثل قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
والثاني: الأمثال الكامنة هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه. كما يكون في قصص القرآن، فإنها تحتوي على مقصد وعمل وجزاء، فهذا مثل؛ فمن فعل فعل أولئك ينال مثل جزاءهم، حسنا كان أو سيئا.
وتحصل للمؤمنين بأمثال القرآن، من المعارف والأحوال، والتنبيه على العلل والنظائر، والإرشاد إلى أحسن السبل وأيسرها، والتبصير بالعواقب والمآلات، ما لا يحصل بكثير من وسائل التعليم؛ فإنها تقرب المعاني الكثير بألفاظ موجزة يسيرة، يسهل عقلها واعتبارها. وبالتأمل والاعتبار يبرز كثير المعاني الخفية، وحكم الأمر والتقدير، ويتصر بها المؤمن ويفقه مقاصدها ويعرف إرشادها، وبالتالي تورث من المعرفة واليقين والإنابة ما تحصل بها زكاة نفسه وصلاح عمله وحسن عاقبته بإذن الله تعالى.
فعقل الأمثال من أعظم أسباب الاهتداء بالقرآن؛ وهو معنى واسع جداً؛ لأن الله قد ضرب في القرآن من كلّ مثل؛ فما من أمر من أمور الدين يحتاجها المؤمن إلا وفي القرآن من الأمثال المضروبة المبيّنة للهدى فيها ما يكفي ويشفي. قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
امتثال أوامره واجتناب نواهيه: قد أمر الله تعالى في القرآن بما فيه الخير والصلاح، ونهى عما فيه الشر والفساد، فمن أطاع الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه فقد اهتدى. ولا يزال العبد يزداد من الهداية كلما ازداد طاعة لله وإيمانا به حتى يكتب في المهديين. كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9)}
وكثيرا ما جاء الإيمان في القرآن مقترنا بعمل الصالحات، وهو يتضمن فعل المأمور وترك المنهي عنه، وهما قوام الموعظة؛ فإنّ الموعظة ترغيب وترهيب، فيها أمر وفيها نهي.
وترك المنهيّ عنه ، ففعل الطاعات والكفّ عن المحرّمات من أعظم أسباب وقاية العذاب والسلامة من الضلال؛ كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ }
وقال تعالى:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
الإجابة على السؤال الثاني:
سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق:
كان السلف يكتفون قبل حدوث فتنة خلق القرآن بقولهم: القرآن كلام الله، لكن بعد حدوث فتنة القول بخلق القرآن صرّحوا ببيان أنه غير مخلوق.
ومن توقّف في القرآن هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ سموه واقفيّا شاكّاً في حقيقة القرآن؛ لأنه يجب الأعتقاد بأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته وصفات الله لا تكون مخلوقة.

قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟
فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!، أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامة بذلك وفتنوا بعض الولاة والقضاة بذلك فوجب التصريح بأن القرآن كلام الله غير مخلوق.

قال ابن تيمية رحمه الله:
(لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ).


الإجابة على السؤال الثالث
:
سبب إصرار الإمام أحمد على عدم الترخّص بعذر الإكراه في محنة القول بخلق القرآن:
كان الإمام أحمد رحمه الله رأس المحدثين في عصره وقدوة للناس، ينتظر قوله في هذه المحنة خلق كثير، فلولا ثباته لضل الكثيرين.
قال رحمه الله لعمه{ ياعمّ! إذا أجاب العالِم تقيّةً والجاهل يجهل فمتى يتبيّن الحق؟}
ودخل عليه في حبسه في الرقّة أبو العبّاس الرقي، ومعه بعض أهل الحديث؛ فجعلوا يذكّرونه ما يُروى في التقية من الأحاديث؛ فقال أحمد: (وكيف تصنعون بحديث خبّاب: "إنّ من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار، ثمّ لا يصدّه ذلك عن دينه")
قال: فيئسنا منه
قال الإمام أحمد: (ما رأيت أحداً على حداثة سنّه أقوم بأمر الله من محمّد بن نوح، وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير.
قال لي ذات يوم وأنا معه جالس: يا أبا عبد الله! .. اللهَ اللهَ؛ إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك؛ إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك، أنت رجلٌ يُقتدى بك، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتّق الله واثبت لأمر الله
).
قال: (فتعجّبت من تقويته ومن موعظته إياي
).
وإنما أراد ممتحنو
الإمام أحمد بمحنته أن يجيب؛ لأنه كان رأس أهل الحديث فإذا أجاب طمعوا أن يجيبه الناس.
فكان رحمه الله يرى أنه لابد من الصمود أمام هذه الفتنة، لأنه لو أخذ كل عالم بالتقية فمن ينصر الدين والسنة. ولأن عامة الناس ينظرون الى العلماء ويقتدون بهم ويقولون بقولهم فلو لم يثبت لاحتار الناس فى أمرهم ولوقعوا جميعا في البدعة.
قال عليّ بن المديني: (إن الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة.(

الإجابة على السؤال الرابع
:
معنى الوقف في القرآن:
معنى الوقف في القرآن، هو أن يقول الرجل: القرآن كلام الله ويقف؛ فلا يصرح بأنه غير مخلوق.
ويتضمن الوقف ثلاثة مواقف:
(1) موقف المتسترة بالوقف من الجمهمية؛ وهم الذين يعتقدون أن القرآن مخلوق، إلا أنهم رؤوا الوقف أسهل للقبول عند العامة، فتستروا به.
(2) موقف الذين يقفون شكا وترددا.
(3) موقف بعض أهل الحديث، فإنهم لا يعتقدون أن القرآن مخلوق، وينكرون على من قال ذلك، لكنهم أيضا لم يصرحوا بأنه غير مخلوق.
سبب وقوف بعض أهل الحديث: رأوا أن القول بخلق القرآن قول محدث. فابتعدوا أن يقولوا إنّه مخلوق، أو إنّه غير مخلوق، فظنوا أنهم بذلك يبقون على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فهم يقولون: القرآن كلام الله، ولا يزيدون على ذلك.وظنوا أنّ الكلام في هذه المسألة كلَّه من الخوض المنهي، وليس الأمر كما ظنّوا.
وكان هذا اجتهاد منهم أخطؤوا فيه رحمهم الله؛ فإنّ كلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله ليست مخلوقة، ولو كانت المسألة لم يُتكلّم فيها بالباطل ويُمتحن الناسُ فيها لكان يسعهم السكوت؛ فأمّا مع ما حصل من الفتنة وحاجة الناس إلى البيان، وكثرة تلبيس الجهمية؛ فلا بدّ من التصريح بردّ باطلهم،


الإجابة على السؤال الخامس:

سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله وموقفه من مسألة اللفظ:
ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء: [أن الإمام البخاري لما قدم نيسابور] قال [لأصحابه] محمد بن يحيى [لأصحابه]: لا تسألوه عن شي من الكلام فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن فيه، وقع بيننا وبينه ثم شمت بنا كل حروري وكل رافضي، وكل جهمي وكل مرجئ بخراسان.
قال الإمام مسلم: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل حتى امتلأ السطح والدار فلما كان اليوم الثاني، أو الثالث قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن.
فقال: أفعالنا مخلوقة، وألفاظنا من أفعالنا فوقع بينهم اختلاف.
فقال بعض الناس: قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وقال بعضهم: لم يقل حتى تواثبوا؛ فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم).

وقال ابن عدي: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه، واجتماعهم عليه؛ فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول: اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن مخلوق هو أم غير مخلوق؟
فأعرض عنه البخاري، ولم يجبه فقال الرجل: يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري، وقال: القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله
.
ونقل
كلامه على غير وجهه إلى قاضي نيسابور محمد بن يحيى الذهلي؛ فقال في مجلسه فيما قال: (من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه).
وقال محمد بن شاذل يقول: (لما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري دخلت على البخاري فقلت: يا أبا عبد الله أيش الحيلة لنا فيما بينك وبين محمد بن يحيى كل من يختلف إليك يطرد؟
فقال: كم يعتري محمد بن يحيى الحسد في العلم، والعلم رزق الله يعطيه من يشاء
.
فقلت: هذه المسألة التي تحكى عنك؟
قال: (يا بني هذه مسألة مشؤومة رأيت أحمد بن حنبل، وما ناله في هذه المسألة وجعلت على نفسي أن لا أتكلم فيها
).
قال الذهبي: (المسألة هي أن اللفظ مخلوق، سئل عنها البخاري فوقف فيها فلما وقف، واحتج بأن أفعالنا مخلوقة واستدل لذلك فهم منه الذهلي أنه يوجه مسألة اللفظ فتكلم فيه، وأخذه بلازم قوله هو).
فهذا كان سبب محنة الإمام البخاري، فقد أشيع عنه زورا أنه يقول باللفظ. والسبب وراء ذلك حسد بعض أقرانه.
أما موقفه فكان رحمه الله صريحا في موقفه بموافقة أهل السنة والجماعة. وهو القائل: " من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة، أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقل هذه المقالة إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة."
وقد بين الحق والصواب في كتابه "خلق أفعال العباد".
فقال: (حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله عز وجل: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}).
وقال البخاري أيضاً: (جميع القرآن هو قوله [تعالى]، والقول صفة القائل موصوف به فالقرآن قول الله عز وجل، والقراءة والكتابة والحفظ للقرآن هو فعل الخلق لقوله:
{فاقرءوا ما تيسر منه}والقراءة فعل الخلق).
وقال أيضا رحمه الله: (فأما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقةمذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم)


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 4 جمادى الآخرة 1437هـ/13-03-2016م, 11:26 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي اجابة عن المجموعة الرابعة

اجابة عن المجموعة الرابعة
س1 : كيف يكون الاهتداء بالقران ؟
الاهتداء بالقران يكون ب :
1-تصديق أخباره قال تعالي : " والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون . لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين . ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ..... "
فالتصديق الحسن يبلغ بصاحبه مرتبة الاحسان ويكفر سيئاته ويكفيه
ومن أوتي التصديق الحسن المثمر لليقين فقد أوتي أعظم نعمة كما جاء في قول أبي بكر الصديق "فان الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئا "
وتلاوة القران أعظم أسباب صلاح القلب وتزكية النفس وذهاب الهم
2- عقل الأمثال
معني عقلها :وعاها وفهم مقاصدها وفطن لما أرشد الله تعالي فيها لا فهم مفراداتها وحسب قال تعالي "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون "
والامثال في القران اما صريحة صرح فيها بلفظ المثل كقوله تعالي "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ...."
واما كامنة تفيد المثل من غير تصريح بلفظ المثل كسورة المسد
والأمثال تفيد المؤمن من المعارف والأحوال والتنبيه علي العلل والنظائر والارشاد الي أحسن السبل والتبصير بالعواقب والمالات
لأنها تقرب المعاني الكثيرة بألفاظ موجزة يسهل تصورهاواعتبارها
فتثمر المعرفة الحسنة والتصديق الحسن والخشية الانابة مما يحصل به تزكية النفس
فعقل الامثال ليس مجرد معرفة البينات بل عقلها والتفكر والاعتبار بها
3،4- فعل الاوامر واجتناب النواهي
فقد أمر الله بما فيه الخير والصلاح ونهي عما فيه الشر والفساد فمن اطلع اوامره واجتنب نواهيه فقد اهتدي قال تعالي :"ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم "
وقال تعالي "قل أطيعوا الله والرسول .. "
وقال تعالي : "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم "
س2: ما سبب تصريح أهل السنة بأن القران غير مخلوق ؟
كان أهل السنة قبل القول بخلق القرات يقولون القران كلام الله ويسكتون فلما وقعت الفتنة صرحوا بذلك ومن توقف سموه واقفي شاك
لأنه يجب الاعتقاد أن القران كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وصفاته تعالي لا تكون مخلوقة
قاال الامام أحمد :لولا ما وقع فيه الناس كان يسع السكوت
فطالما وقعت الفتنة وجب التصريح
س3: ما سبب اصرار الامام احمد علي عدم الترخص بعذر الاكراه في القول بخلق القران ؟
قال الامام : "اذا سكت العالم تقية والجاهل يجهل فمتي يعرف الناس الحق "
وقال لمن احتج عليه بقوله تعالي " ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة " قال وكيف بحديث خباب عن النبي (صلي الله عليه وسلم )انه كان فيمن قبلكم يؤتي بالرجل فينشر بالمنشار ما يرده ذلك عن دينه " أو كما قال صلي الله عليه وسلم
وأنكر علي المحدثين الذين جاروا المأمون في الفتنة واعتبرهم أول من ثلم هذه الثلمة وأفسد الأمر
س4: ما معني الوقف في القران ؟وما سبب وقوف يعض أهل الحديث ؟
معني الوقف في القران .. يعني يقولون القران كلام الله ويقفون فلا يقولون القران مخلوق او غير مخلوق
سبب وقوف بعض أهل الحديث : هم ينكرون بالفعل كون القران مخلوق لكنهم يقولون بان قول القران غير مخلوق قول محدث لم يقل به السلف قبلهم فنقف فيه ونبقي علي ما كان عليه السلف قبل القول بخلق القران
وأخطؤوا في ذلك لان العامة كانوا أكثر قبولا للوقف من القول بخلق القران فكانوا عونا للجهمية والمشككة من غير قصد منهم
لذلك أنكر المام عليهم وشدد عليهم وامر بهجرهم
لانه اذا أثيرت الشبهة وعمت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيلها

س5: ما سبب محنة الامام البخاري ؟ وبين موقفه من مسألة اللفظ .
سبب محنة الامام البخاري هو الاختلاف في مسألة اللفظ
فان طائفة من أصحاب الحديث صرحوا بأن اللفظ بالقران غير مخلوق يريدون أن القران غير مخلوق لكنهم أخطؤوا في استعمال العبارة منهم محمد بن يحيي الذهلي شيخ الامام البخاري
فانه لما نزل الامام سمرقند استقبله أهلها أحسن استقبال وأكرمه الذهلي أيما اكرام ثم ان قوما حسدوه علي ذلك حتي سأله بعض الناس في مجلسه عن قوله في القران فقال القران كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة
فأعلن الذهلي في مجلسه ان لا يذهب اليه احد وانه يقول باللفظ فتركه عامة الناس الا مسلم بن الحجاج ونفر قليل
وترك سمرقند الي بخاري علي الرغم من كرهه للمكث فيها لكثره المخالفين لكن الذهلي ارسل لقاضيها فارسل له بالخروج .. او انه طلبه في مجلس خاص ليعلم ابناءه فرفض البخاري اكراما للعلم وانه يؤتي ولا يأتي ثم ذهب الي خرتنك وكان بها بعض قرابته وبها توفي ليلة الفطر سنة 256
رأي الامام البخاري في مسألة اللفظ
أن القران كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة لكنه مع أصحاب الحديث كرهوا القول باللفظ سواء مخلوق او غير مخلوق لانه من الالفاظ المشكلة المبهمة المحدثة فهي تزيد الامر التباسا ولا فائدة من ورائها
ونقل قول الامام احمد بدقة مذهبه واستدل له بحديث "انما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وانما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تضربوا بعضه بعضا فما علمتم منه فقولوا وما لا فكلوه الي عالمه "

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 5 جمادى الآخرة 1437هـ/14-03-2016م, 01:32 AM
كريمة زيد كريمة زيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: حيثما زرعك الله أثمر
المشاركات: 95
افتراضي مجلس الأسبوع7/المج1

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي وأستعين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
*************************************************
هذه إجابات عن أسئلة المجموعة الأولى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
تنقسم مسائل الإيمان بالقرآن إلى قسمين:
القسم الأول: المسائل الاعتقادية
وتُعني بما يجب اعتقاده في القرآن، وأصل ذلك، الإيمان بـأن القرآن:
- كلام الله، منزّل غير مخلوق، أنزله على نبيه ممد صلى الله عليه وسلّم.
- مهيمن على ما قبله وناسخ لها
- بدأ من الله عز وجل ويعود إليه.
مع الإيمان:
-بما أخبر الله ورسوله عن القرآن.
- بوجوب الإيمان بالقرآن وتحليل حلاله وتحريم حرامه والعمل بمحكمه ورد المتشابه إلى المحكم.
والمسائل الاعتقادية تنقسم إلى نوعين:
1- أحكام:وتتمثل في ذكر حكم القول، هل هو واجب ـو بدعة وما حكم مخالفه: بدعة مفسّقة أو بدعة مكفّرة.
2- آداب:وتتمثل في قول ما دلّت عليه نصوص الكتاب والسنة وما أثر عن السلف، وأن تتم الدراسة وفق منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال، مع الحذر من البدع والمراء والتنازع في القرآن وضرب بعضه ببعض، وعدم التكلف.
القسم الثاني: المسائل السلوكية
ويُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بين الله عز وجل في القرآن من الهدى، وعقل أمثاله، والتبصّر بها والتذكر، والتفكر فيها والتدبر، وفعل ما أرشد الله إليه، واجتناب ما نهى الله عنه.
وتنقسم إلى 3 أنواع:
1- مسائل اعتقادية
2- مسائل قولية
3- مسائل عملية
وعلم السلوك يعنى بأصلين مهمّين لابد من الجمع بينهما وهما:
* البصائر والبينات: وهي قائمة على العلم وتورث اليقين
* اتباع الهدى: وهو قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى.
وفي ما يلي رسم ملخّص لكل ما سبق:

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أهل السنة والجماعة يثبتون صفة الكلام للمولى عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته سبحانه، دون تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل، فالأدلّة قاطعة في إثبات أن المولى عز وجل يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء، وكلامه سبحانه صفة من صفاته، لم يزل متكلما إذا شاء، متى شاء وكيفما شاء سبحانه أي أن صفة الكلام صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا.
ويقول شيخ الاسلام بن تيمية إثباتا لعقيدة أهل السنة والجماعة:
(قال أئمة السنة: لم يزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء) انتهى كلامه رحمه الله.

••ونورد من الأدلة، على إثبات الكلام للمولى عز وجل، ما يلي-وغيرها كثير-••
قال الله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}
وقال تعالى:{وكلم الله موسى تكليما}
وقال تعالى:{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}
وقال تعالى:{يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}

••بعض الأدلة على أن كلامه سبحانه لا يشبه كلام المخلوقين ويحيط به أحد علما ولا تنفد ولا تنقضي••
قال الله تعالى:{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا }
وقال تعالى:{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
يمكن تقسيمها إلى ثلاث مراحل كما يلي:
المرحلة الأولى: أول نشأة البدعة/مع الجعد بن درهم
أول من ابتدع بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم وقد قتله، بسبب كفره بهذه البدعة، أمير العراق خالد بن عبد الله القسري سنة 124 هـ وكان ذلك في يوم الأضحى.
المرحلة الثانية: وراثة البدعة وكتابة المقالات فيها/ مع جهم بن صفوان
ثم أخذ عنه هذه المقالة المبتدعة: الجهم بن صفوان، وهو رجل فصيح اللسان لكن لك يعرف بعلم ولا بفقه، فكتب فيها مقالات نشرها لكنها لم تحظى بشأن ولا بإصغاء وقبول في عصره إنما ورثها عنه بعض أهل الكلام وفتنوا الناس بها في فترة لاحقة، أما في زمانه فقد وقع تكفيره وقتله من قبل الأمير سلم بن الأحوز سنة 128 هـ
المرحلة الثالثة: بداية تسرّب البدعة ووصولها للحكام والولاة/ مع بشر المريسي وأتباعه
بعد موت بن صفوان، ظهر بشر بن غياث المريسي، الذي اشتغل في الفقه في بداية أمره ثم ما فتئ أن اشتغل بعلم الكلام فافتتن به وتلقّى مقالات جهم بن صفوان فتبنى بدعة القول بخلق القرآن ودعا إليها فمقته أهل العلم وكفروه وحذّروا منه كما توعده هارون الرشيد بالقتل مما جعله يتخفّى وما أظهر مقالاته وما جاهر بها إلا بعد موت الرشيد سنة 193 هـ. ثم تسلّل وأتباعه إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات فكان ذلك أوّل ثغر تسّربت من خلاله هذه البدعة.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلفت مواقف الناس اختلافاً كثيراً في مسألة اللفظ، وفي ما يلي ملخص بأبرز المواقف:
الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث:موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن إذ قال : (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق). واشتهر عنه أنه قال : (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق.
ولمّا حدثت فتنة اللفظ كان ممن تكلّم بها داوود الظاهري؛ وقال: (لفظي بالقرآن مخلوق)
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم.
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة.
الموقف الخامس:موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
وحصل في الأمر التباس عليهم.
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن داوود المصيصي قاضي أهل الثغر وهو شيخ أبي داوود السجستاني صاحب السنن، وابن منده ، وأبو نصر السجزي، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو العلاء الهمذاني.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
ثم هؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت. ومنهم من يقر بذلك.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
واختلفوا في تفصيل ذلك على أقوال:
فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ في العبد.
وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.
وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.
وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
وهذه الأقوال كلها مبتدعة وباطلة.
وقريب من هؤلاء طائفة زعمت أن كلام الله بعينه في المصحف؛ وقد ردّ عليهم البخاري في كتابه خلق أفعال العباد.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعة ابن كلاب:
- انتشار مذهب الاعتزال والسعي إلى الرّد عليهم بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّى ذلك بابن كلاب إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة.
- اغتراره بنجاحه في بعض ردوده على المعتزلة وتمكنه من بيان فساد بعض أقوالهم – اهتمامه بتصنيف الكتب في الردّ على المعتزلة، واجتهاده في الرّد عليهم وإفحامه لبعض كبرائهم، وانقطاعهم عند مناظرته، ظنّا منه أنه بذلك ينصر السنة،
- تقصيره في معرفة السنّة وعلوم أهلها وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة ببعض أصولهم الفاسدة مما أدّى به إلى الخروج بقول محدث في القرآن، فلا هو نصر السّنة ولا وقف على أقوال المعتزلة بل تعدّاهم إلى إحداث بدعة جديدة.
موقف أئمة أهل السنة منه:
أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذا والله أعلم، وأستغفر الله

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 5 جمادى الآخرة 1437هـ/14-03-2016م, 01:34 AM
مريم يوسف عمر مريم يوسف عمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 83
افتراضي إجابتي على أسئلة المجموعة الأولى

س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
قسمت مسائل الإيمان في القرآن إلى نوعين:
الأول: مسائل الاعتقاد في القرآن الكريم.
وتتضمن مسائل الاعتقاد في القرآن الكريم المسائل التي تعنى بما يجب اعتقاده بالقرآن الكريم و أنه أنزله جل وعلا على رسوله الكريم وشرعه للمسلمين ليخرهم من لظلمات إلى النور. و يتضمن الإيمان بالله تعالى وبرسوله الكريم وكتابه العظيم و ما شرع فيه من آيات و أحكام وحلاله وحرامه و أوامره و نواهيه. والعمل بأحكامه و رد الشبهات عنه.
وقسمت مسائل الاعتقاد بالقرآن إلى مسائل الأحكام في الاعتقاد ووجوبها وبدعيةِ بعضها و مسائل الآداب في بحث هذه المسائل كدلالات النص القرآني و آثار أهل السلف فيه وطريقة تلقي هذه المسائل ودراستها وتحليلها .
الثاني: مسائل السلوك في القرآن الكريم.
وتتضمن الجانب العملي و السلوكي مع مسائل القرآن من تدبر و تفكر و اتباع ارشادته و اجتناب نواهيه، وكيفية الانتفاع بمواعظ القرآن وأخذ العبر منها.
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلامالله تعالى.
تتلخص عقيدة أهل السنّة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى أنها ثابته وحقيقه. وأن الله جل وعلى يتكلم بما يشاء وحيث يشاء، و لا يسمع حرفه وصوته إلا من يشاء، و هو المتكلم في القرآن و التوراة و الإنجيل وكل الكتب السماوية .
إذ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (قال أئمة السنة: لميزل الله متكلماً كيف شاء وبما شاء).
وقد دللت الأدلة من الكتاب و السنة بوضوح على صفة الكلام لله جل وعلا.
1- من الآيات التي دللت على صفة الكلام لله تعالى:
قال تعالى: (كلم الله موسىتكليما).
وقال تعالى: (يا موسى إني اصطفيتك على الناسبرسالاتي وبكلامي)
وقال تعالى: (وناداهما ربهما ألم أنهكما عنتلكما الشجرة)
وهنالك الكثيرمن الأدلة الأخرى ما يدل بصريح العبارة ووضوحها على صفة الكلام لله تعالى.
2- ومن الأحاديث:
1. حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمنمنه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلايرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة»متفق عليه.
2. قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كانأحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.
س3: اعرض بإيجاز نشأةالقول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
في يوم الأضحى من عاد 124هـ قُتِلَ أول من أحدث بدعة القول في خلق القرآن، وهو الجعد بن درهم . فقد قتله أمير العراق خالد بن عبدالله القسري وقال: «ارجعوافضحوا تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيمخليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله علوا كبيرا عما يقول الجعد بن درهم، ثمنزل فذبحه» رواه البخاري
ثم عاد الجهم بن صفوان، يقول المقولة من جديد وينشرها في كتاباته ومقالاته إذ كان صاحب لسان فصيح وأسلوب بليغ. فعرفت عنه واشتهر بها. حتى تناقلها بعض الناس وفتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة، و أدخل على الأمة إنكار علوِ الله، والأسماء والصفات. فكفره العلماء و قتله الأمير سلم بن الأحوز سنة 128هـ ,
قال بكيربن معروف: (رأيت سلم بن الأحوز حين ضرب عنق الجهم فاسودّ وجهه). رواهاللالكائي.
ثم ظهربشر بن غياث المريسي، وهو رجل قال فيه الإمام أحمد: ( ما كان صاحب حججٍ، بل صاحبخطبٍ) . كان رجل أخذ الفقه عن العلماء إلا أنه أقبل يسيء الكلم وينقله و نشر فيه الفتن بين الناس. فتوعد هارون الرشيد بقتله فكان متخفياً، إلى أن توفي الرشيد، أظهر مقالةً دعا فيها إلى الضلالة وادعى أن القرآن مخلوق. فوصلت أقواله إلا الملوك و الأمراء و انتشرت الضلالة والفتن وقامت فتنة خلق القرآن على يد المعتزلة إذ كان بشر بن غياث من رؤوسها(219هـ).


س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
اختلافالمواقف في مسألة اللفظ:
اختلفت مواقف الناس من مسألة اللفظ في القرآن. فكان كلٌ يفهمها بفهم و يأولها بتأوله الخاص و يبني موقفه على فهمه. وتتلخص المواقف بالآتي:
الموقف الأول:
موقف الجهمية المتستّرة باللفظ - نسبة للجهم بن صفوان - وهم الذين يقولونبخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ.
وهم من قال فيهم عبدالله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: (كلُّ من يقصد إلى القرآنبلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي).
وقال أيضا: قلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآنمخلوقٌ.
فقال: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهوكلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث»
الموقف الثاني: موقف طائفةٌ من الناس تأثرت في قوال الجهمية فخاضت في علم الكلام، كان على رأسهم رجل من الشام يسمى: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلامالله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عندالتحقيق.
قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّالشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوتهمخلوقةٌ.
قال: (قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍبعينه).
وذكر منهم الإمام أحمد شخص يلقب ب "عَبْدَك" كان صاحب كلام وتصوف و اشتهر عنه بدعٌ كثيرة؛ بدعة الملامية، ومنها بدعة التحريم المطلق، كان يزعم أن كل ما في الدنيا حرام،ولا يحلّ منها إلا القوت، وخلط التصوّف بالتشيّع، وتوفي بغداد سنة (210ه.
الموقف الثالث: موقف رجل يدعى داوود بنعليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري. كان حاد الذكاء قوي البيان ، كان مولعاً بكتب الشافعيّ فيأوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى فحصّل علماً كثيراً. قال عنه أبوزرعة الرازي: ( لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع بماعنده من البيان والآلة، ولكنه تعدَّى) .
وهو من أصحاب حسين الكرابيسي، وعنه أخذ مقالته في اللفظ،إنَّ له قولاً في القرآن لم يسبق إليه.
قال: أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هو بين الناس: فمخلوق).(ت:270هـ)
واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عندالمعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكنولمّا حدثت فتنة اللفظ كان ممن تكلّم بها داوود الظاهري؛وقال: (لفظي بالقرآن مخلوق.
الموقف الرابع:
موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بنراهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوامن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
قال أبو إسحاق الهاشميّ: سألت أبا عبد اللّه أحمد بنحنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍبألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليسبمخلوقٍ ".
ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حينقاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منهمخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه»ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره).
الموقف الخامس: موقف طائفة منأهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق،وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة..
فاختلط عليهم القول فنسبه بعضهم خطئاً إلى الإمام أحمد. وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي، وآخرون. وقد ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابنتيمية.
وهؤلاء :
1. يقولون إنالقرآن غير مخلوق.
2. وإن أفعال العباد مخلوقة.
لكنّهم أخطؤوافي إطلاق القول بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق.
وظنوا أنّهم بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غيرمخلوقة) يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهلالسنة منه؟
وصلت حدية الأمور و الردود بين أهل السنة والمعتزلة إلى أعلى الحدود، وأصبح أهل السنة يردون على المعتزلة وأصحاب الفتن بالقرآن والسنة ولا يخوضون في الرد بالكلام تجنباً للوقوع في أي خطأ. فسلموا من الكثير من الفتن.
ولكن نشأ أقوام أرادوا الردّ على المعتزلة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية؛ فخاضوا فيما نهاهم عنه أهل العلم؛ ووقعوا في بدع أخرى، وجرى بسببهما محن ومواقف كثيرة ، وظهرت نحل وأهواء لم تكن تعرف من قبل مثل بدعة ابن كلاب
إذ كان لابن كلاب طريقة كلام ذكية بارعة، استطاع باستخدامها مجادلة المعتزلة و قطع الكلام عليهم ورد كلامهم ومحاججتهم. فمن كلّمه وناقشه لم يقدر أن يكمل النقاش. فصنف كتباً في الرد على المعتزلة و اجتهد ذلك جداَ. إلا أن أقواله أعجبت البعض وذاع صيته واشتهر بها . فأعجبوا بطريقته وتبنوها ففتنوا بها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه) .
وقد أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته ،وما ذكره من أقوال، وحذّروا من طريقته
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره) . وكان إمام الأئمّة ابن خزيمة (ت:311هـ) من أشدّ العلماء على الكلابية، وأكثرهمتحذيراً منهم، وردّا عليهم

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 5 جمادى الآخرة 1437هـ/14-03-2016م, 07:09 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي جواب الأسئلة من المجموعة الثالثة

المجموعة الثالثة:

س1:بيِّن أهمية معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يُحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
معرفة مسائل الإيمان بالقرآن من الأهمية بمكان؛ لأنها تبيِّن ما يتحقق به الإيمان بالقرآن، وما يقدح في ذلك، وما هي المسائل التي يبحثها العلماء في هذا الباب، وما هي مراتب المخالفة لذلك، وما هي درجات المخالفين وأحكامهم.
ويحقق طالب العلم هذه المعرفة فيما يتعلق بمسائل القرآن الاعتقادية بمعرفة ما يلي:
- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد، بما دلَّت عليه نصوص القرآن والسنَّة، وبما أجمع عليه سلف الأمة –رحمهم الله-، حتى يكون معتقده في القرآن صحيحاً مبنيّاً على الدليل والحجة الصحيحة.
- معرفة مآخذ الاستدلال من الأدلة، وما تحسن معرفته من الأدلة والآثار، حتى يمكنه أن يدعو إلى الحق في هذه المسائل متى احتيج إليه في ذلك.
- معرفة أقوال المخالفين في هذا الباب، ومراتبهم ودرجات مخالفتهم، ومعرفة أصول شبههم وحجج أهل السنة في الردِّ عليهم، ومنهجهم في معاملتهم، حتى يتبيَّن له أصول الرد على المخالفين في هذا الباب.
س2:لخِّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
خلاصة عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن يمكن إجماله فيما يلي:
- أن القرآن كلام الله –تعالى- حقيقة لا كلام غيره.
- أن القرآن من الله بدأ أي -نزل من الله-، وإلى الله يعود –أي يرفع آخر الزمان-.
- أن القرآن حروفه ومعانيه من الله –تعالى-.
- أن القرآن ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله -تعالى-.
- من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر.
- القرآن سمعه جبريل من الله -تعالى-، وسمعه النبي -صلى الله عليه وسلم- من جبريل، وسمعه الصحابة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم نُقِل إلينا متواتراً.
- أن هذا الذي بين الدفتين في المصاحف هو القرآن، محفوظ في السطور، وفي الصدور.
- أن كل حرف من القرآن قد تكلَّم الله به حقيقة.
- أن القرآن بلسان عربيٍّ مبين، تكلَّم الله به باللسان العربي.
- أن من ادعى وجود قرآن غيره، فهو كافر بالله -تعالى-.
س3:عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن، مبيِّناّ أنواع الأذى الذي لحق بهم.
اُمتُحن بالقول بخلق القرآن نفر كثير من أهل الحديث، وعُذِّبوا وأوذوا في ذلك أذى كثيراً، فكان منهم من ثبَّته الله، ومنهم من ترخص بالإكراه، وفيما يلي ذكر جماعة من أولئك الأخيار وما جرى عليهم من المحن:
· عثمان بن مسلم الصفار شيخ الإمام أحمد: اُمتُحن وهُدِّد بقطع ما يجري عليه من بيت المال، فثبت ولم يُجِب، وهو أوَّل من امتحن.
· جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود: أُحضروا إلى المأمون في بلده، فامتُحنوا عنده فهابوا وأجابوا، فأُطلِقوا.
· المحدثون في دمشق: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان: اُمتُحنوا عند والي دمشق امتحاناً يسيراً فأجابوا.
· الناسك العابد أحمد بن أبي الحواري: امتحنه والي دمشق فترفق به، فأبى أن يجيبه، فسجنه، ثم أُتي بصبيانه وامرأته فبكوا عنده فأجاب بأن ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق.
· أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني قاضي دمشق، ومن شيوخ الإمام أحمد: اُمتُحن عند المأمون، ورُهِّب بالقتل، فأبى أن يجيب، وجادله المأمون فلم يجبه إلى ما قال، ثم أُتي بالسيف فأجاب مترخِّصاً بالإكراه، ثم حبس حتى مات.
· جماعة من أهل الحديث منهم عبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقب بسجادة: اُمتُحنوا في عند أمير بغداد، فأجابوا ترخصاً بالإكراه، إلا القواريري وسجادة، فحُبسا وقُيِّدا، ثم دُعيا فأجابا ترخصاً بالإكراه.
· محمد بن نوح العجلي من أهل الحديث: اُمتُحن عند أمير بغداد فلم يُجب فحُبس وقُيِّد ، ثم حُمل إلى المأمون مقيّداً، وبعد موت المأمون أعيد إلى بغداد مقيَّداً ليحبس فيها وفي الطريق مرض مرضاً شديداً فمات وهو مقيَّد.
· الإمام أحمد بن حنبل: اُمتُحن في عهد خليفتين المأمون والمعتصم:
- في عهد المأمون: امتحنه الأمير إسحاق بن إبراهيم، فلم يجبه، فقُيِّد وحُبِس، ثم أمر المأمون بنقله مقيَّداً إليه في الرقّة، فحُبِس فيها، وتوعَّده المأمون بالقتل إن لم يجبه، لولا أنَّ الله كفاه إيَّاه، إذ مات المأمون قبل أن يرَاه.
- في عهد المعتصم: حُمل الإمام أحمد مقيَّداً إلى بغداد، ليُحبس فيها، وقد مرض مرضاً شديداً، نُقِّل في عدة محابس، ثم نوظر مراراً، فظهرت حجته، ثم زيدت عليه القيود، ثم ناظره ابن أبي دؤاد مع في خمسين من المعتزلة، فأظهر الله قوله عليهم، فلما طالت المناظرة، وانقطعت حجج المعتزلة أمروا بقتله بعد أن كفروه واستحلّوا دمه، ثم بدا لهم أن يعتاضوا عن قتله بالضرب تلو الضرب؛ ليكون أشد في تعذيبه، ولعله يرجع عن قوله من شدة الألم، فقام الجلادون عليه، يضربونه الواحد تلو الآخر حتى أغمي على الإمام مراراً، ثم سُحب، وكُبَّ على وجهه، وداسوه، ثم أمر المعتصم بتخلية سبيله بعد أن ندم مما فعل به.
· أبو نعيم الفضل بن دكين: امتحنه والي الكوفي فأبى أن يجيبه فطُعن في عنقه فمات من جراحته.
· العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني: اُمتُحنا فلم يُجيبا، فأما العباس فأُقيم وضُرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه فأجاب كذلك.
· أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي عالم مصر ومفتيها، تلميذ الشافعي: امتحنه والي مصر فأبى أن يجيب، فحمل إلى بغداد وفي عنقه غلّ، وفي رجليه قيد، وبينهما سلسلة فيها لبنة وزنها أربعون رطلاً، فأبى أن يجيب، وسجن حتى مات في قيوده.
· المحدث محمود بن غيلان المروزي من شيوخ البخاري ومسلم: حبس لعدم قوله بخلق القرآن.
· أسرى المسلمين لدى الروم لما فاداهم الواثق: اُمتُحنوا فمن أجب أُعطي دينارين، وخُلِّي عنه، ومن امتنع أُبقي في الأسر.
· الأئمة والمؤذنون: اُمتُحنوا فسُجن من لم يجب.
· أحمد بن نصر الخزاعي: امتحنه الواثق فأبى أن يجيب فكُفِّر واُستُحِلَّ دمه، ورُبط بحبل فضربه الواثق على عاتقه ثم على رأسه ثم طعنه، فخرَّ صريعاً، ثم عُلِّق رأسه وصُلِب جسده.
· المحدِّث فضل بن نوح الأنماطي: ضُرب؛ إذ لم يقل بخلق القرآن، وفُرِّق بينه وبين امرأته.
· أبو عبد الرحمن، عبد الله بن محمَّد بن إسحاق الأذرمي، شيخ من أهل الشام من بلدة أذنه: اُمتُحن بحضرة الواثق، فقُيِّد، وناظره ابن أبي دؤاد، فانقطع، وظهرت حجة الشيخ، وأقرَّه الواثق على قوله، ثمَّ أُطلقه، ولم يمتحن بعده أحداً.
س4:ما حكم من وقف في القرآن؟
الواقفون في القرآن ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: طائفة من الجهمية يتسترون بالوقف، وهم في حقيقة أمرهم يقولون بخلق القرآن، وهؤلاء أشد فتنة وشرًّا من الجهمية الذين يصرحون بالقول بخلق القرآن، وقد حكم الإمام أحمد وغيره بتكفيرهم، وعلامة هذا الصنف كونهم من أهل الكلام.
الصنف الثاني: الواقفون شكّاً وتردُّداً، فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق؛ لشكِّهم في ذلك، فهؤلاء لم يؤمنوا حقيقةً بكلام الله تعالى؛ لأن الإيمان يقتضي التصديق، والشكُّ منافٍ للتصديق الواجب، فالشاكُّ ليس بمؤمن، وقد حكم الأئمة بتكفير من هذه حاله، لكن إن كان الواحد منهم جاهلاً ليس بعالم، فالواجب عليه أن يتعلم ويسأل حتى يتبيَّن الحق ويزول جهله، فإن قبل واتبع الحق قُبل منه، وإن أبى بعد قيام الحجة عليه حكم بكفره.
الصنف الثالث: طائفة من أهل الحديث قالوا بالوقف مع اعتقادهم بأنه غير مخلوق، وقالوا: لا نقول إنه مخلوق، ولا إنه غير مخلوق، اجتهاداً منهم وظناً بأن هذا قول محدث فلا يُتكلَّم فيه، وهؤلاء أنكر عليهم الأئمة سكوتهم وتوقفهم بعد ما وقع في الناس من فتنة، إذ أنه لا يسعهم السكوت حينئذٍ عن التصريح بالحق، بل يجب عليهم الكلام لتزول الشبهة واللبس عن عامة الناس، ولئلا يكون سكوتهم توطئة لأصحاب الأهواء، وقد كان الإمام أحمد يشتد عليهم بالإنكار، بل يأمر بهجرهم وعدم الكتابة عنهم.
س5:بيِّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ أنها مسألة غامضة تتوقف على مراد القائل، ويدخلها التأوُّل، إذ أن كلّاً من هذه الألفاظ: القول واللفظ والتلاوة ألفاظ مجملة مشتركة تأتي اسماً، وتأتي مصدراً، فقد تُطلق ويراد بها الاسم بمعنى المفعول: أي الملفوظ والمتلو والمقول، وحينئذ يكون إطلاق الخلقية موافقة لقول الجهمية بخلق القرآن، وقد تطلق ويراد بها المصدر أي التلفظ والقول والتلاوة، وحينئذ يكون إطلاق الخلقية مراداً به فعل العبد لا القرآن. فكان كل واحد من إطلاق الخلقية وعدمها على اللفظ موهماً؛ لأنها عبارة حمَّالة وجوه، ولا يُتبيَّن المراد بها، ولهذا نهى الأئمة عن هذه المسألة.
وهذا شأن الألفاظ المبتدعة المشتبهة فإن إطلاقها يورث لبس الحق بالباطل، ويوقع في الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة؛ فإن ما كان مأثوراً حصلت له الألفة، وما كان معروفاً حصلت به المعرفة، وما كان بضدِّ ذلك ظهر به الجفاء الأهواء.

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 5 جمادى الآخرة 1437هـ/14-03-2016م, 07:42 PM
عبد الرحمن فكري عبد الرحمن فكري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 53
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بم يتحقق الإيمان بالقرآن؟
ج1: يتحقق الإيمان بالقرآن إذا آمن العبد بالأمور التالية:
1- الإيمان بأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، كما قال الله عز وجل : (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) .
2- الإيمان بأنه نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام ، كما قال الله عز وجل : (نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين) .
3- الإيمان بأن القرآن مهيمن على الكتب السابقة يشهد بما فيها من الحق ويحكم على ما حرف منها بالبطلان ، وهو ناسخ لها ، كما قال الله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) .
4- الإيمان بما أخبر الله به في القرآن وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى : (ومن أصدق من الله حديثا) ، (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) .
5- أن يقر بوجوب الإيمان بالقرآن ، ويحل حلاله ويحرم حرامه ، ويرد محكمه إلى متشابهه .
س2: بيّن فضل الإيمان بالقرآن.
ج2: فضائل الإيمان بالقرآن :
1- التعرف على الله عز وجل ، وأسمائه وصفاته ، ومعرفة محابه ومساخطه .
2- الهداية للطريقة المثلى التي يتعامل بها المسلم في حياته ، قال الله تعالى : (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) .
3- يدفع المؤمن إلى تلاوة القرآن الذي هو أعظم الذكر ، ولكن حتى تكون التلاوة نافعة فلا بد من حضور القلب ، وإصغاء السمع ، كما قال تعالى : (إنفي ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) .

س3: بيّن الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
قول المعتزلة في القرآن : زعموا أن كلام الله مخلوق منفصل عن الله ، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق.
قول الأشاعرة في القرآن : قالوا بأنه المعنى النفسي القائم بالله سبحانه ، وأنه قديم بقدم الله تعالى ، وليس بحرف ولا صوت ، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ، ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل .
فالمعتزلة قالوا بأن القرآن كلام الله ، ولكنه مخلوق .
والأشاعرة يقولون : إنه كلام الله غير مخلوق ، ولكن على المجاز لا الحقيقة ، فهو ما عبر به جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله .

س4: بيّن خطر فتنة اللفظية.
جاءت فتنة اللفظية بعد فتنة الوقف ، فكانت أخطر وأعظم منها ، لأنها استمرت قرونا طويلة .
وأول من تكلم بهذه الفتنة هو أبو الحسن الكرابيسي ، وقد أثارت فتنة عظيمة لأن الناس كانوا ساعتها في حاجة إلى بيان الحق ، لا إلى من يلبس عيهم ويوقعهم في حيرة أكثر .
وإنما حال اللفظية وخطورتهم ، كحال المنافقين الذين يظهروا الإسلام ويبطنوا الكفر ، فنرى أن فريقا منهم يقولون بأن القرآن مخلوق ، لكنهم تستروا باللفظ لأنه أقل في الإنكار ، وأكثر قبولا لدى الناس .
قال عبد الله بن الإمام أحمد : سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» .

س5: ما سبب شهرة أبي الحسن الأشعري؟ وما موقف أهل السنة منه؟
سبب شهرة أبي الحسن الأشعري أنه بدأ حياته معتزليا ، حتى بلغ سن الأربعين ، وتبين له تناقضات المعتزلة ، وانحرافاتهم وتلبيسهم على الناس ، فبدأ يرد عليهم ، وانتهج منهج ابن كلاب ، فزاد عليه في أمور ، وانتقضه في أمور أخرى ، حتى ألف في آخر حياته كتاب الإبانة ، وذكر أنه رجع إلى قول أهل السنة ، وما عليه الإمام أحمد رحمه الله .
وأهل السنة مختلفون في موقفهم من الأشعري ، فمنهم من قال إنه رجع فعلا إلى مذهب أهل السنة ، ومنهم من قال إنه رجع رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء .

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 6 جمادى الآخرة 1437هـ/15-03-2016م, 02:48 PM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي

إجابة المجلس التاسع: مجلس مذاكرة دورة مسائل الإيمان بالقرآن:

المجموعة الأولى :
س1- بين أنواع مسائل الايمان بالقرءان ؟
تنقسم مسائل الإيمان بالقرآن إلى نوعين :
1- ا عتقادية.
2- سلوكية.
وبيان ذلك :
1-المسائل الاعتقادية : هي المسائل التي تعنى بـما يجب اعتقاده في القرآن.
وتنقسم إلى : - أحكام عقدية : أي حكم القول هل هو واجب الاعتقاد ام بدعة وما حكم مخالفه هل بدعة مفسقة أم مكفرة .
- وآداب بحث مسائل الاعتقاد.
وعلى طالب العلم بالتفسير أن يهتم بمعرفة ثلاثة أمور لكل مسألة عقدية وهي :
1-معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وبما أجمع عليه السلف الصالح .
2-تقرير الاستدلال لهذه المسائل.
3-معرفة أقوال المخالفين في هذه المسائل ، ودرجة مخالفتهم ، وأصول شبهاتهم ، وحجج أهل السنة في الرد عليهم ، ومنهجهم في معاملتهم بشكل وسط بين المغالاة والتفريط .فمن أحسن ذلك فأنه يتبين له أصول الرد على المخالفين فى هذه المسائل حيث أن أهل البدع يتوارثونه بعضهم غن بعض .
2- المسائل السلوكية :
وهي المسائل التي تُعنى بالانتفاع بالقرآن والاهتداء به، وحسن الأستجابة وتدخل في مسائل الإيمان بالقرآن لأن الإيمان اعتقاد وقول وعمل ، والمسائل السلوكية منها مسائل اعتقادية ومسائل قولية وعملية.
- ويعتنى علم السلوك بأمرين :
1- البصائر والبينات : وتقوم على العلم وتثمر اليقين.
وقد سمى الله عز وجل القرآن بالبصائر والبينات فقال : (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ )
وقال :(أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ)
2-اتباع الهدى ويعنى بالجانب العملى وهو الطاعة والمتثال فيأتى ما يؤمر به ويجتنب ما ينهى عنه ويفعل ما يعظ به ويقوم على الإرادة والعزيمة ويثمر الاستقامة والتقوى.
والأصل الأول حجة على من خالف في الأصل الثاني لأن من كان على بينة ثم لم يتبع الهدى كان هذا العلم حجة عليه فلابد من الجمع بين الأمرين .
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (159)
______________________________________________________

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى ؟.
1- أهل السنة والجماعة يثبتون صفة الكلام لله عز وجل من غير تشبية ولا تكييف ولا تعطيل ، كما أثبتها الله عز وجل لنفسه في كتابه ، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم.
والدليل على ذلك :
من القرآن قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما)، وقال تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه)
و قالت عائشة رضى الله عنها فى حادثة الافك (ولشأنى فى نفسى أحقر من أن يتكلم الله فى بأمر يتلى ) متفق عليه
2- وأن صفة الكلام صفة ذاتية له بأعتبار نوعها فلم يزل الله متكلمًا متى شاء وكيف شاء ، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه. فإذا تكلم فهذه صفة فعلية وأصل الكلام ونوعه صفة ذاتية .
3- وأن التوراة والإنجيل والقرآن من كلام الله حقيقة ، تكلم بهم بحرف وصوت. يسمعه من يشاء .
والدليل على أن القرآن كلام الله :
قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ).
والمقصود بكلام الله في الآية القرآن.
4-وان كلام الله لا يشبه كلام المخلوقين وكلمات الله لا تنفد
قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
___________________________________________________
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون؟.
نشأة القول بخلق القرآن :-
1- الجعد بن درهم : عام 124 ه
أول من قال بخلق القرآن قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري ذبحا يوم عيد الأضحى ، وقال: (ارجعوا فضحوا تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد بن درهم)
2-جهم بن صفوان عام: 128 ه
جهم بن صفوان لم يكن ذا علم ولم يكن له عناية بالاحاديث والاثار لكن كان ذا فصاحة ولسان بارع وجدل ومراء أخذ القول بخلق القرآن عن الجعد ابن درهم.وبحكم كونه كاتبا لبعض الامراء ساعده ذلك على نشر قوله وكفره علماء عصره و لم يتبع الجهم في زمانه خلق كثير لكن انتشرت مقالاته من بعده.
قتل الأمير سلم ابن الأحوز المازني جهم بن صفوان.
3- بشر بن غياث المريسي : عام 218 هـ
افتتن بعلم الكلام وكان خطيبا مفوها ومجادلا وقال بخلق القرآن لكنه لم يكن يجرؤ على إعلان هذه المقالة خوفًا من هارون الرشيد إذ توعده بالقتل ، فتستر منه ، وقد كفر العلماء بشرا ودعوا إلى قتله.
أظهر بدعته بالقول بخلق القرآن ودعا إليها بعد موت هارون الرشيد سنة 193 هـ وتولي المأمون للخلافة وتقريبه لعلماء المعتزلة وقوله بخلق القرآن.وتسلل بشر وأصحابه إلى الحكام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب و المكاتبات .
__________________________________________________________

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ؟.
اختلف العلماء في مسألة اللفظ اختلافا كبيرًا وذلك لأن كلمة اللفظ تحتمل معنيين :
الأول : الملفوظ أى : " لفظي بالقرآن مخلوق " أن القرآن مخلوق ويوافق بذلك رأي الجهمية.
الثاني : التلفظ أى : فعل التلفظ وحركة اللسان ، وهذه مخلوقة لأن أفعال العباد مخلوقة. .
واختلفت المواقف بالنسبة لمسألة اللفظ :
1- : جهمية فرحوا بمقولة حسين الكرابيسي بأن اللفظ بالقرآن مخلوق و تستروا في اللفظ ليشككوا الناس ويلبسوا عليهم حتى يقولوا بخلق القرآن من خلال القول باللفظ.
2- :قوم تأثروا بعلم الكلام وببعض أقوال الجهمية وإن كانوا هم ليسوا جهمية في الأصل ، وعلى رأسهم : الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً
3- : قول داوود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري ، أخذ مسألة اللفظ عن الكربيسي وتأولها بقول :
"
أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق ، وأما الذي هو بين الناس فمخلوق "
وقال أيضًا : " القرآن محدث " يريدُ بالإحداث - على قول المعتزلة - أنه مخلوق
4- : موقف جمهور أهل الحديث مثل الإمام أحمد :
منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
5-: موقف جماعة من أهل الحديث قالوا بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق ، وهم يعتقدون بأن : القرآن غير مخلوق ، وأن أفعال العباد مخلوقة ، وأرادوا بذلك أن يقطعوا على الجهمية أقوالهم ، لكن أخطأوا التعبير.
6-: موقف أبي الحسن الأشعري وأتباعه ؛ وهؤلا يوافقون الإمام أحمد على الإنكار على من يقول لفظي بخلق القرآن ، ومن يقول : لفظي بالقرآن غير مخلوق ، إلا أنهم فهموا من إنكار الإمام أحمد أنه أنكر لأن كلمة اللفظ تعني الطرح والإلقاء وهذا لايليق أن نصف القرآن به ؛ وحملهم هذا على ابتداع أراء أخرى في القرآن.
7-: طائفة تقول بأن ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة ، وهم على أنواع :
منهم من يقول : إن صوت الربّ حلّ في العبد.وقال آخرون: ظهر فيه ولم يحلّ فيه.وقال آخرون: لا نقول ظهر ولا حلّ.وقال آخرون: الصوت المسموع قديم غير مخلوق.وقال آخرون: يسمع منه صوتان مخلوق وغير مخلوق.
احتجوا بقول الله تعالى : (فأجره حتى يسمع كلام الله)فأولوها على أن صوت القارئ هو كلام الله وكلام الله غير مخلوق.
ورد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله :
فإن سماع كلام الله بل وسماع كل كلام يكون تارة من المتكلم به بلا واسطة الرسول المبلغ له
والدليل قال تعالى: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء)، ومن قال: إن الله كلمنا بالقرآن كما كلم موسى بن عمران، أو إنا نسمع كلامه كما سمعه موسى بن عمران، فهو من أعظم الناس جهلا وضلالا)

______________________________________________________

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد ابن كلاب أن يرد على المعتزلة قولهم بأن القرآن مخلوق بمنطقهم وحجتهم وينتصر لأهل السنة ، لكنه انتهج طريقة المتكلمين وقصر فى معرفة أصول أهل السنة ؛ فأدى ذلك إلى التسليم بأصول المعتزلة بأن الله عز وجل يمتنع حلول الحوادث به جل وعلا ، وبذلك نفى الصفات الفعلية التي تتعلق بالمشيئة ومنها صفة الكلام ، وانتهى إلى أن القرآن هو حكاية المعنى النفسي القديم القائم بالله - عز وجل - ، فأتى بقول جديد لا هو إلى المعتزلة ولا هو إلى أهل السنة.
فهو يرى أن القرآن غير مخلوق ، لكنه نفى صفة الكلام عن الله عز وجل ونفى أن يكون الله عز وجل تكلم بالقرآن.وموقف أئمة أهل السنة منه :
ردوا عليه بدعته وأمروا بهجره وحذروا من مقالته تحذيرا شديدا
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)
__________________________________________________

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 6 جمادى الآخرة 1437هـ/15-03-2016م, 07:17 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


تقويم مجلس محاضرة مسائل الإيمان بالقرآن
لفضيلة الشيخ: عبدالعزيز الداخل حفظه الله

الطلاب الأفاضل ..
الطالبات الفضليات...
بارك الله فيكم ونفعكم بهذا العلم وبلغكم ثمرة جهودكم.
أحسنتىم في هذا المجلس، وإليكم بعض التنبيهات الهامّة التي لابد من الوقوف عليها:


أولا: ما يتعلّق بالنسخ الحرفي للإجابات.
لوحظ أن الغالب منكم اعتمد على نسخ الإجابة من المحاضرة، باستثناء عدد قليل منكم قد صاغ الإجابة بأسلوبه، وننبه على أنه إذا استصعب عليكم التعبير بعبارات جيدة في بادئ الأمر، فإن هذا سيزول بإذن الله مع الصبر والممارسة شيئا فشيئا، فمن أهداف إعداد المفسر صقل مهارته في الصياغة والتعبير، وإن ظل التعبير معتمدا على النسخ فإن أسلوبه في التعبير والكتابة سيضعف كثيرا، وهذا للأسف يظهر جليا في الاختبارات وهو التفاوت الكبير بين جواب الطالب في مجلس المذاكرة وجوابه في الاختبار، نسأل الله المولى القدير أن يفتح لكم فتوح العارفين وأن يرزقكم البركة والتيسير.

ثانيا: ما يتعلّق بإيراد الأدلة على الإجابة.
منكم من قصّر في الاستدلال على الجواب، ومنكم من أكثر من إيراد الأدلة، والصحيح أنه إذا كثرت الأدلة جدا فإنه يكتفى بأهمها في الجواب وأقربها دلالة على المسألة.


المجموعة الأولى:
التعليقات:
س2:التبس على البعض منكم المطلوب في هذا السؤال ، فَذَكر عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن ،والمطلوب ذكر عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى .
والإجابة هي:

"صفة الكلام صفة ثابتة لله عزوجل ؛كلاما على الحقيقة ؛ يتكلم بحرف وصوت ؛ بمشيئته وقدرته ؛ بما يليق بجلاله وعظمته ؛لا يشبه كلام المخلوقين ؛ ولا يحيط بها أحد من خلقه ؛ لا تنفد ولا تنقضي ؛ قال تعالى :"قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا" ؛ولايزال متكلما كيف شاء ومتى شاء ؛ ويسمعه من يشاء؛ أثبتها تعالى لنفسه في كتابه ؛كما أثبتها له نبيه صلى الله عليه وسلم .

وهذه الصفة : ذاتية من حيث أنه جل وعلا لا يزال متكلما إذا شاء ؛وفيها رد على أهل البدع.
وأيضا صفة فعلية ؛ وهذا في آحاد فعله ،كونه جل وعلا يتكلم كيف شاء ومتى شاء.

ومن الأدلة على ثبوتها من الكتاب :
- قوله تعالى :" وكلّم الله موسى تكليما "
- وقوله تعالى:" تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله "
- وقوله تعالى :"ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه"

ومن الأدلة على ثبوتها من السنة :
- قول عائشة رضي الله عنها في حديث قصة الإفك " ...ولَشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلَّم الله فيَّ بأمرٍ يتلى ...". متفق عليه
- وحديث عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم:" ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله ،ليس بينه وبينه ترجمان..."


نثني على الطالبات : فداء حسين #14/ وهبة سيد #20/ في شمول الإجابة وإحسان الصياغة.
ونشيد بالطالبة كريمة زيد
#38 في الصياغة والتنسيق، ونوصيكم بالاستفادة منها.

نتائج التقويم :

* فداء حسين:أ+ #14
تميزتِ حقا بإجابتك ، بارك الله فيكِ ونفع بك .
س1: لو أتيتِ ببيان ما يتعلق بمسائل الاعتقاد من الأحكام والآداب لكان أكمل.


*هبة سيد:أ+ #20
أحسنتِ بارك الله فيكِ، ونثني على حسن صياغتك للإجابة.


*إشراقة جيلي:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- س1: أحسنتِ بذكر الأدلة على المسائل السلوكية .

-س4: من الأفضل محاولة صياغة الإجابة .
- الأفضل التخفيف من استعمال الألوان في التنسيق .

* منى عبدالله حسن :ب

أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س1: الإجابة مختصرة تحتاج لبيان كل نوع.
س2: كذلك الإجابة هنا تحتاج للاستدلال لإتمامها.
س4:المواقف سبعة، فقد فاتكِ موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ، وموقف
من زعم أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وأن السماع لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله كسماع موسى بن عمران.

* رقية عبدالله:ج
بارك الله فيكِ.
- غلب الاختصار على إجاباتك، وتحتاج لكثير من البيان والاستدلال، ونوصيكِ بمراجعة إجابة زميلاتك.

* محمد عبد الرزاق جمعة:ج+
أحسنت بارك الله فيك.
س1: لو أتيت بشيء من التوضيح على أقسام المسائل الاعتقادية المتعلقة بالأحكام والآداب .
س2:لعله اختلط عليك المطلوب ، وهو عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام لله تعالى، وما ذكرت هو اعتقادنا في القرآن، نرجو الاطلاع على التعليقات.
س3: الموقف الأول : استشهدت على أصحاب هذا الموقف بكلام لم تذكري من صاحبه.
وقد غفلت عن القولين الأخيرين.
س5: موقف أهل السنة : الإنكار
على طريقة ابن كلاب المبتدعة و التحذير منه .

*عبيد خميس عبيد:ج+
أحسنت بارك الله فيك.
س1: ا
لأفضل بيان ما يتضمنه كل نوع من أنواع مسائل الإيمان بالقرآن.
- نرجو الحرص على الصياغة بأسلوبك قدر الإمكان .

*زينب الجريدي:ج+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س1: أحسنتِ ولو استدللتِ على الأصول التي تبحثها مسائل علم السلوك لكان أتمّ .
س2: المطلوب من السؤال ذكر عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة صفة كلام الله تعالى ، وليس مسألة الاعتقاد في القرآن ، نرجو مراجعة التعليقات.
س5: أحسنتِ لكنكِ لم تأتِ على السبب، وهو
إرادته الردّ على المعتزلة و الانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية و الطرق الكلامية فخاض فيما نهاه عنه أهل العلم فأداه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وبسبب تقصيره في معرفة السنة و علوم أهلها و سلوكه طريقة المتكلمين خرج بقول بين أهل السنة و قول المعتزلة، وأحدث أقوالا لم تكن تعرف في الأمة، لذلك كان لابد لسلف الأمة من التصدي لهذه الطريقة وإنكارها والتحذير منها.

*هيا الناصر:ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
إجابتك مختصرة وتحتاج لبيان أكثر، لكن نثني على حرصك على الصياغة بأسلوبك.
* منال أنور محمود:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

* عطية الأمير حسين:ب
أحسنت بارك الله فيك.

س2: المطلوب من السؤال ذكر عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة صفة كلام الله تعالى ، وليس مسألة الاعتقاد بالقرآن ، نرجو مراجعة التعليق.
س4:أين بيان باقي المواقف؟

*زياد نور الدين السديري:أ
أحسنت بارك الله فيك.
س1:
الأفضل أن تنظم الإجابة أكثر.
س2: فاتتك مسائل مهمة في هذا الباب كــ:

-أن الله تعالى يتكلم بحرف و صوت يُسمعه من يشاء، و أنه تعالى المتكلم بالتوارة و الإنجيل و القرآن .
-وأن كلامه تعالى صفة من صفاته، لم يزل الله متكلما إذا شاء ،يتكلم بمشيئته و قدرته متى شاء، و كيف يشاء.
-وأن كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي.
س3: نثني على صياغتك.

* أم عبدالعزيز بنت عبدالله.ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س1: ما ذكر في كتب الاعتقاد ينقسم لأحكام وآداب ، وما ذكرتِ إنما هي الأمور التي يحتاجها طالب علم التفسير في مسائل الاعتقاد.

س4: فاتتكِ باقي المواقف.
نوصيكِ بالحرص على الصياغة بأسلوبك ، بارك الله فيكِ.

* عهود متعب :ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س1: ا
لإجابة مختصرة .
س2: أحسنتِ ومن الأفضل الإتيان بالاستدلال.

*كريمة زيد:#38 أ
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ ونثني على اجتهادك رغم تأخرك عن موعد التسليم.

*مريم يوسف عمر : ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

*هدى محمد صبري:ب
بارك الله فيكِ



المجموعة الثانية:
التعليقات:
س3:الفرق بين قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن.
المعتزلة :لا يثبتون صفات الله تعالى، فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم ؛خلق كلاماً في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق.
أما الأشاعرة :فزعموا أن القرآن غير مخلوق، وليس كلام الله حقيقة ، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل.

س4: خطر فتنة اللفظية :
إضافة لما ذكرتم ،نوضح ما غفل عنه بعضكم وهو أن هذه الفتنة
،تتلبس بين أمرين ؛ ففي قول القائل: لفظي بالقرآن مخلوق ؛ قد يريد به:
1- ملفوظه وهو كلام الله الذي تلفّظ به فيكون موافقاً للجهمية الذين يقولون بخلق القرآن.
2-وقد يريد به فعلَ العبد الذي هو القراءة والتلفّظ بالقرآن؛ لأنَّ اللفظ في اللغة يأتي اسماً ومصدراً؛ فالاسم بمعنى المفعول أي الملفوظ، والمصدر هو التلفظ.
ويتفرّع على هذين الاحتمالين احتمالات أخرى، ولذلك اختلف الناس في تأويل قول القائل: "لفظي بالقرآن مخلوق" إلى أقوال عدة.

نتائج التقييم:
* مها الحربي:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س4: أحسنتِ، لكن تحتاج الإجابة ل
توضيح أكثر ،من حيث صاحب الفتنة وكيف كان التلبيس على الناس من خلال اللفظ .
انتبهي للأخطاء الكتابية ونخص بالذكر التمييز بين التاء المربوطة والهاء.

*حليمة محمد أحمد:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س4: أحسنتِ ، نوصيكِ بمراجعة الملحوظة حول هذا السؤال.

* عبد الكريم العتيبي:ب+
أحسنت بارك الله فيك.
س4: الإجابة مختصرة .
نوصيك بالعناية بهمزة القطع.

*سميرة بيبي سال:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س2: أين الاستدلال على الفضائل.
س3:لم يختلف الأشاعرة على أقوال بل هو قول واحد وهو :
أن القرآن غير مخلوق ولكنّه ليس كلام الله على الحقيقة ؛بل هو عبارة عن كلام الله الذي عبر به جبريل عليه السلام عن المعنى النفسي القائم بالله.
أمّا القول الثاني الذي ذكرتِ وهو: أنّ منهم من يقول أن القرآن كلام الله مجاز لا حقيقة بل هو حكاية عن كلام الله، هو قول الكلابيّة .

* نايف النجم:أ
أحسنت بارك الله فيك.
س4: أحسنت، والأفضل الاقتصار مع شمول المضمون.

*أفراح محسن العرابي:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

*محمد بن عبد الوهاب:ب+
أحسنت بارك الله فيك.
س4:نوصي بمراجعة الملحوظة حول هذا السؤال.

*منال صنهات الحربي :ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س3: الإجابة مختصرة .
س4: أحسنتِ ،لكن تحتاج الإجابة لإتمام كما وضّحنا في التعليقات.

* عبدالرحمن فكري:ج+
أحسنت بارك الله فيك.







المجموعة الثالثة:
التعليقات:
نوصي بمراجعة إجابة الطالب نضال مشهود #35 فقد تميّز بإجابته.
وكذلك الطالبة لولوة الحمدان
#40 فقد أحسنت جدا ،ونخص بالذكر إجابتها على السؤال الثالث .

س4:ما حكم من وقف في القرآن:

الواقفة على ثلاثة أصناف لكل منهم حكمه :
الصنف الأول: الواقفة الجهمية ، وهم جهمية يقولون بخلق القرآن ، لكنهم تستروا في الوقف لأن القول بالوقف أقرب إلى العامة من القول بخلق القرآن ، وعلامتهم أنهم يحسنون الكلام والجدال.
والصنف الثاني: الواقفة الشاكة ، وهو قومٌ توقفوا شكًا ؛ فترددوا بين الأمرين أن القرآن غير مخلوق ، أو قول الجهمية بأنه مخلوق ، وهؤلاء يُعلّمون وتقام عليهم الحجة فإن أصروا على موقفهم حُكم عليهم بالكفر لشكهم في الله.
والصنف الثالث: جماعة من أهل الحديث قالوا بأن قول : القرآن غير مخلوق لم يكن على عهد الصحابة والتابعين ، واعتبروا أن الخوض في هذه المسألة من الكلام المنهي عنه ، فوقفوا عن هذا القول ، وهم في حقيقة الأمر يؤمنون بأن القرآن غير مخلوق ولا يوافقون على رأي الجهمية ، لكنهم أخطأوا في تأويلهم هذا.

نتائج التقييم:
* مروة كامل:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س2: بيّن فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى عقيدة أهل السنة والجماعة في عشر جمل وأوصى بضبطها ، ذكرتِ غالبها وغفلتِ عن تتمّتها ، فنوصيكِ بمراجعتها .
س3: لو نظمتِ الإجابة أكثر.
س4: أحسنتِ.

*غيمصوري جواهر الحسن:أ
أحسنت بارك الله فيك.
س5: تحتاج الإجابة لمزيد من البيان، فنقول :

-لأن كلمة لفظي بالقرآن
تطلق ويراد بها المصدر: فيكون المعنى خاص بما فعل القارئ وصوته ، وهذا مخلوق .
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: صحيح.

-وتطلق ويراد بها المفعول: فيكون المعنى حاصل للكلام الملفوظ، هذا ليس بمخلوق؛ لأنه كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.
وعليه يكون معنى لفظي بالقرآن مخلوق: باطل والقول به كفر.
وهذا الاختلاف سبب من اللبس على العامة ما افتتنوا به ،لذلك كان لابد من موقف حاسم لأئمة السنة وذلك بمنعه.

* نضال مشهود: أ
أحسنت بارك الله فيك.

* لولوة الحمدان:أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ.




المجموعة الرابعة:

* عباز محمد:أ+ #12
أحسنت جدا بارك الله فيك ونفع بك.
* ولاء محمد عثمان:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س3:أحسنتِ، لكن حاولي الاستعانة بأسلوبك في الإجابة، ولو كان بادئ الأمر صعبا ،لأننا نهدف لتحسينه وتطويره
.

* رقية إبراهيم عبد البديع.ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
احرصي بارك الله فيك على الصياغة بأسلوبك.

* مها محمد:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س1: الأفضل الصياغة قدر الإمكان.
س4: من وقف شاكا أو مترددا يُعلم ،فإن أصرّ يحكم عليه بكفره.

* وصال إبراهيم:ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
س3: فاتكِ ذكر أحد أقواله المؤيدة لعدم الترخص بعذر الإكراه في محنة خلق القرآن.
س4:
اختصرتِ في بيان أصناف الواقفة .

* أحمد وسيم:ب
أحسنت بارك الله فيك
.

* فاطمة أحمد صابر:ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ.




المجموعة الخامسة:
* محمد شمس الدين فريد:أ+ #22
أحسنت جدا بارك الله فيك ، ونفع بك.
س1:أحسنت، ولا يشترط إيراد جميع ا
لأدلة .
س3: أحسنت بارك الله فيك.

- تم المجلس التاسع بفضل الله -
-بارك الله فيكم جميعا وسدد خطاكم -

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 6 جمادى الآخرة 1437هـ/15-03-2016م, 10:06 PM
جهاد بنت محمود الشبراوي جهاد بنت محمود الشبراوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 67
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


إجابة المجموعة الأولى في المجلس التاسع




س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
تقسّم مسائل الإيمان بالقرآن إلى قسمين كبيرين:
القسم الأول: المسائل الاعتقادية: وهي المسائل التي تعنى بما يجب اعتقاده في كتاب الله، ويبحثها علماء العقيدة، ولها أصول وتحت هذه الأصول مباحث وتفريعات كثيرة، فمنها: أن القرآن كلام الله تعالى منزّل غير مخلوق، أنزله على نبيّه صلى الله عليه وسلم هدى لله؛ ليخرجهم من الظّلمات إلى النور بإذن ربّهم، وأن القرآن ناسخ لما قبله من الكتب السّماويّة، ويؤمن بمحكمه ويرد متشابهه إليه، ويصدّق أخباره، ويحلّ حلاله ويحرّم حرامه، إلى غير ذلك من المسائل.
ويمكن تقسيم المسائل التي يذكرها العلماء في كتب الاعتقاد إلى قسمين:
أ/ الأحكام: وهي حكم هذا القول، من حيث وجوب اعتقاده، أو بدعيّة القول به، ونحو ذلك.
ب/ الآداب: وهي آداب البحث في مائل الاعتقاد، وخلاصتها أن يستند القول إلى دليل من الكتاب والسّنة، وتبحث مسائل الاعتقاد على فهم السّلف الصالح أهل السنة والجماعة، وأن يبتعد عن الخوض فيها بغير علم، والمراء والنزاع، وأن يحذر طرق المبتدعة وأساليبهم، إلى غير ذلك.
القسم الثاني: المسائل السّلوكيّة: وهي المسائل التي تبحث في الانتفاع بمواعظ القرآن، والاستجابة لأمر الله تعالى، والاهتداء بهديه، وترك ما نهى عنه، وفعل ما أمر وأرشد إليه، ومنها مسائل اعتقادية، وقولية، وفعليّة، وغلب على علماء الاعتقاد اعتناءهم بالجانب العقدي، وعلماء السلوك اعتنوا بكيفية الانتفاع بالقرآن وتدبره وتطبيقه والعمل به.
ويمكن ردّها إلى أصلين أساسيّين:
أ/ الأصل الأول: البصائر والبيّنات: وهي مواعظ القرآن وأحكامه وآدابه وعلومه، فهو أصل يقوم على العلم ويثمر اليقين، بأن يتعلّم الإنسان ذلك ويصدّقه ويتيقّنه.
قال تعالى: "قد جاءكم بصائر من ربّكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها"
وقال سبحانه: "فقد جاءكم بيّنة من ربّكم وهُدى ورحمة".
ب/ الأصل الثاني: اتباع الهدى: وهو العمل بما علم المرء من أحكام القرآن، فهو الجانب العملي الفعلي، بأن يتّبع ما جاء في كتاب الله، ويأتمر بأمره وينتهي عن نهيه، قال تعالى: "اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم"، فهو أصل قائم على الإرادة والعزيمة، ومثمر للاستقامة والتقوى.
وهما أصلان مهمّان واجبان لا ينفك أحد منهما عن الآخر، فالإنسان لا يستطيع أن يعمل بغير علم، وإذا علم وجب عليه العمل بما علم.
وقد جُمع الأصلان في هذه الآية: "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللّاعنون".




س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
أهل السّنة والجماعة يثبتون صفة الكلام لله تعالى بما يليق به سُبحانه، وذلك بأدلة كثيرة من الكتاب والسّنة، فمن ذلك:
١/ قوله تعالى: "ولما جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربّه".
٢/ قوله تعالى: "وكلّم اللهُ موسى تكليمًا".
٣/ قوله تعالى: "يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي".
٤/ قوله تعالى: "تلك الرّسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلّم الله".
٥/ قول النّبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربّه ليس بينه وبينه ترجمان ...".
٦/ قول عائشة رضي الله عنها: "ولشأني عند نفسي أحقر من أن يتكلّم الله فيّ بأمرٍ يُتلى.." وغيرها.
وكلام الله سبحانه وتعالى بحرف وصوت يسمعه من يشاء، وهو سبحانه لا يزال متكلّما بما يشاء، متى شاء.
وكلامه سبحانه لا يشبه كلام المخلوقين، ولا يحيط بكلامه أحدٌ من خلقه، ولا تنفد كلماته ولا تنتهي، قال تعالى: "قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا".
وصفة الكلام لله تعالى ذاتية باعتبار نوعها، فعليّة باعتبار آحاد كلام الله تعالى.
أي أنها صفة من صفات الله الثابتة له، وفي هذا ردّ على المبتدعة، أي لم يزل الله سبحانه متكلمًا إذا شاء.
وهي صفة فعليّة باعتبار آحاد الكلام، فهو سبحانه يتكلّم متى شاء وبما شاء، فإذا تكلّم فهذه صفة فعليّة، وهي في أصلها ونوعها ذاتية.

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أ/ أول من قال بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وقد قتله الوالي آنذاك، ضحّى به في يوم عيد الأضحى، قال للناس: "اذهبوا فضحّوا فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخد إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليمًا، تعالى الله عما يقول علوًا كبيرًا" ثم نزل وذبحه.
ب/ ثم أخذ هذه المقالة عنه الجهم بن صفوان -ويقال أنّه حفيده الجهم-، وقال بخلق القرآن، ولم يكن له أتباع ذووا شأن في زمانه، ولم يكن هو صاحب علم ولا يجالس العلماء، وإنما كان صاحب لسان فصيح وذكاء وذو بيان وجدل ومراء، وأدخل على الناس فتنًا كثيرة، منها القول بخلق القرآن، وإنكار الأسماء والصفات، والقول بالجبر والإرجاء، وكفّره العلماء، وقتله الأمير أيضًا آنذاك.
ج/ ثم ظهر بعده بشر المريسي، ولم يعاصر الجهم، ولكنه أخذ مقالته من أتباعه وقال بها، وكان في بادئ أمره فقيهًا منشغلاً بالفقه، وأخذ عن كبار الفقهاء كأبي يوسف وابن عيينة، ومع ذلك كان يسيء الأدب مع العلماء، ثم أقبل على علم الكلام وافتتن به، وقال بخلق القرآن، وكان متخفيًا في عهد هارون الرّشيد لما بلغه أن هارون توعّد بقتله، ثم بعد وفاة الرشيد ظهر وقال قوله ودعا إليه.
هذه خلاصة نشأة هذه البدعة قبل أن تؤول الخلافة للمأمون.


س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
١/ الموقف الأول: موقف الجهميّة المتستّرة باللفظ، فهم يعتقدون أن القرآن مخلوق، ولكن لا يصرّحون بذلك في قولهم، بل يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق، وهذه مقالة الكرابيسيّ، فهو أول من قال بها.
وفرحوا بظهور هذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة وأقرب للقبول من العامة، وتسهل بعد ذلك التصريح بالقول بخلق القرآن.
وحذّر الإمام أحمد وعلماء السنة منهم، وكانوا يعدونهم جهمية؛ لاعتقادهم بخلق القرآن وإن كانوا يتستّرون بهذه المقالة.
٢/ الموقف الثاني: موقف من تأثر بطريقة الجهميّة وقولهم، وخاضوا في علم الكلام، فكانوا يقولون: القرآن كلام الله، فإذا تلفظنا به صار مخلوقًا، أو فإذا تلوناه فتلاوتنا له مخلوقة، والشّرّاك على رأس من قال بذلك.
وقد شنّع الإمام أحمد هذا القول لما بلغه، وقال هو عين قول الجهميّة، وحذّر من الشّراك وكلامه واتّباعه، وقال بأن خاله هو عبد الكريم الصوفي، ويلقّب بـ "عبدك"، وهو أوّل من سمي صوفيًا في بغداد، وكان صاحب كلام وبدع، وجمع بين التشيّع والتّصوف.
٣/ الموقف الثالث: موقف أبي داوود الأصبهاني الظاهري، إمام أهل الظاهر، وكان قد اشتغل بالفقه وانكبّ على كتب الشافعي، وله كتب كثيرة في الحديث، لكنه أنكر القياس وقال يكتفى عنه بالظاهر، وكان صديق الكرابيسيّ، وعنه أخذ القول باللفظ، ولكن تأوله بمذهبه في القرآن، فقد كان له قول لم يقل به أحدٌ قبله، وهو: أن القرآن مُحدَث، وأن القرآن الذي في اللوح المحفوظ ليس بمخلوق والذي بين الناس مخلوق.
وهذا التفصيل لم يسبقه إليه أحد، وكلمة "مُحدث" عند المعتزلة تعني: مخلوق.
ولما بلغ الإمام أحمد مقولتَه تلك هجره وأمر بهجره، ولم يقبل مقابلته.
٤/ الموقف الرابع: موقف أهل الحديث كالإمام أحمد والبخاري وابن راهويه وأبي ثور وغيرهم، فهؤلاء منعوا القول باللفظ مطلقًا؛ لالتباسه، وبدّعوا الفريقين: من قال لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق، وقال أحد علماء الحديث: "من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع"
وبيّنوا الحق في المسألتين: أن القرآن كلام الله منزّلٌ غير مخلوق، وأن أفعال العباد وأصواتهم وأقوالهم مخلوقة.
٥/ الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث قالوا: أن ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة، يريدون بذلك أن القرآن غير مخلوق، فمعتقدهم صحيح سليم فهم يقولون أن القرآن غير مخلوق وأن أفعال العباد مخلوقة، لكنهم أخطؤوا في استعمال هذه العبارة، ومنهم محمد بن يحيى شيخ البخاري وأبو حاتم الرازي وغيرهما.
وقد ظنوا بذلك أنهم يقطعون الطريق على الجهمية في القول بخلق القرآن، ومنهم من نسب هذا القول لأئمة الحديث كأبي طالب نسبه للإمام أحمد فغضب منه الإمام أحمد حتى تراجع عن نسبته له.
لكن كبار الأئمة بيّنوا الحق وفهموا مقصد هؤلاء، فقالوا: أفعال العباد وأصواتهم مخلوقة.
٦/ الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري ومن تابعه، فإنهم لا يقولون بخلق القرآن، ويوافقون الإمام أحمد في إنكاره على القائلين بأن لفظنا بالقرآن مخلوق، والقائلين بأن لفظنا بالقرآن غير مخلوق، ولكنهم يقولون أن سبب إنكار أحمد على هؤلاء أن معنى اللّفظ في اللغة: الطرح والرّمي، وهذا لا يليق بالقرآن، فقولهم فقط في سبب الكراهة.
ومنهم من ينكر تكلّم الله بصوت ومنهم من يقرّ بذلك.
٧/ الموقف السّابع: موقف من قال أن ألفاظ القراء للقرآن غير مخلوقة، وأنهم يسمعون كلام الله من الله، فسماعهم من القراء سماع من الله مباشرة، واختلفوا في كيفية ذلك على عدة أقوال، منها: أن صوت الله يحل في عبده، أو أنه ظهر ولم يحل فيه، أو أننا لانقول ظهر ولا حل، أو أن الصوت قديم غير مخلوق، وغيرها من الأقوال الفاسدة، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية فسادها وبدعيّتها، وأخبر أن من قال بأن لفظه بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع، وأن هذه الأقوال لم ترد عن السّلف ولم يقل بها أحد، وإنما قال بها هؤلاء بسبب اشتراك الألفاظ وإجمالها.
ومن المعلوم بالضرورة بطلان هذا القول وما شابهه، فإن المسلمين يقرؤون كلام الله، ولا يقول أحد أنه سمعه من الله سماعًا مباشرًا كسماع موسى عليه السّلام ربّه حين كلّمه، ومن قال ذلك فهو ضال.
فأصوات العباد وتلاوتهم للقرآن وكتابتهم له في المصاحف
هذا كله مخلوق؛ لأنه داخل تحت أفعالهم.
والحق في هذه الأقوال كلها هو ما عليه أهل السنة والجماعة: أن القرآن منزّل غير مخلوق، وأن أفعال العباد مخلوقة.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعته: أنّه أراد الرّد على المعتزلة لكن بخلاف طريقة أهل السّنة والجماعة، فلم يردّ عليهم بالكتاب والسّنة، وإنما بطريق مبتدعة بعلم الكلام والمنطق والجدل، أي بنفس طريقتهم، فلم يرُم الحقّ والصّواب، بل حاد عنه، وأنشأ أقوالاً محدثة لم يقلها أيّ من الطّرفين أهل السنة ولا المعتزلة والجهميّة، فضلّ وأضلّ.
وقد تمكّن من رد بعض شبههم بعلم الكلام، فأعجب بذلك واتّبعه ناس أعجبوا بكلامه وردوده على المعتزلة وإبطال أقوالهم وافتتنوا به.
لكنه بردوده هذه لم ينهج طريقة السّلف ولا سلم من الخطأ، بل لقد وافق المعتزلة على أصولهم الفاسدة، وسلّم بأصلهم القائل بامتناع حلول الحوادث في الله عز وجل، وهذا القول عندهم يفضي إلى نفي صفة الكلام عن الله تعالى، وجميع صفاته الفعلية المتعلّقة بالمشيئة والقدرة.
فكان قوله في القرآن اعتمادًا على هذا الأصل الفاسد أن قال: أن القرآن كلام قائم بذات الرب لا يتجزأ ولا يتفاضل ولا يتباعض، إلى آخر كلامه.
فأهل السنة أثبتوا صفات الله سبحانه الذاتية والفعلية المتعلقة بمشيئته بما يليق بجلاله وعظمته، والمعتزلة نفوا ذلك وذلك، وابن كلاب أثبت الصفات الذاتية ونفى الصفات الفعلية التي تتعلق بقدرته ومشيئته.
وموقف أهل السّنة منه: أنهم أنكروا عليه قوله، وحذّروا منه ومن طريقته.




والله تعالى أعلم، والحمد لله ربّ العالمين.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 6 جمادى الآخرة 1437هـ/15-03-2016م, 11:56 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

كما قال صلى الله عليه وسلم: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فنقدر للقائمين على هذا المنتدى الجهد المبذول لتعليمنا و نفْعِنا بما علّمكم الله و نعلم أن ما تبذلونه من جهد قد يؤثر على مسؤولياتكم الشخصية، و أقول من باب ذكر نعمة الله أني ازددت ثباتا على الدين بفضل الله ثم بكم، و كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا . فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ ) فأقول لكم إخواني جزاكم الله خيرا .

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 7 جمادى الآخرة 1437هـ/16-03-2016م, 03:39 AM
ولاء وجدي ولاء وجدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 87
افتراضي المجلس التاسع :-مجلس مذاكرة دورة مسائل الايمان بالقران

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
النوع الأول:-مسائل اعتقاديه:- و هي المسائل التي تعني بما يجب اعتقاده في القران و اصل ذلك الايمان بان القران كلام الله تعالي غير مخلوق انزله الله علي نبيه محمد صلي الله عليه و سلم و انه من الله و سيعود الي الله و انه مهيمن علي ما قبله و ناسخ لها و ان يحل حلاله و يحرم حرامه و من أبواب الايمان بالقران الاحكام و الاداب و الاحكام يقصد بها احكام عقديه و حكم القول هل هو بدعه او واجب الاعتقاد و الاداب تشمل اداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقه بالقران ان يدرس القران علي نهج اهل السنه و الجماعه.
النوع الثاني:-مسائل سلوكيه:-هي المسائل التي تعني فيها بالاانتفاع بمواعظ القران و التعرف علي قصص القران و عقل امثاله و التدبر بالحكم التي يضربها الله لنا و الامتثال لما امر الله به و البعد عن ما نهي الله عنه.
و يهتم علم السلوك بأصلين الأصل الأول البصائر و البينات و الحقائق و هو قائم علي العلم و يثمر اليقين و الأصل الثاني اتباعع الهدي قائم علي الاراده و العزيمه و يثمر التقوي و الاستقامه.

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
اصل مسائل الايمان بالقران هو التصديق بان القران كلام الله تعالي و اثبات صفه الكلام لله و في السنه ادله علي تكلم الله تعالي :-
حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه و سلم ((ما منكم من احد الا سيكلمه الله ليس بينه و بينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يري الا ما قدم و ينظر اشام منه فلا يري الا ما قدم و يينظر بين يد يه فلا يري الا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار و لو بشق تمره)) متفق عليه.
و كلام الله تعالي صففه من صفاته لم يزل الله متكلما اذا شاء يتكلم بمشيئته و قدرته متي شاء و كيف شاء و تكلم الله صفه فعليه و اصل الكلام و نوعه صفه ذاتيه.

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
اول من احدث بدعه القول بخلق القران هو الجعد بن درهم و قد قتله امير العراق خالد بن عبدالله القسري عام 124ه يوم الأضحي و قال أبو القاسم (لا خلاف بين الامه ان اول من قال ان القران مخلوق هو جعد بن درهم) ثم أخذ هذه المقالة الجهم بن صفوان و لم يكن من اهل العلم و لكن كان يملك الدهاء و الذكاء في الكلام و قد ذكر ان الجعد بن درهم هو جد الجهم بن صفوان وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماء والصفات، وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن بشر بن غياث المريسي و كان اول الامر منشغل بالفقه حتي عده بعضهم من كبار الفقهاء و كان يسئ الادب عند مناظره العلماء وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد سنة 193هـ.

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
الموقف الأول :- موقف الجهميه المتسترة باللفظ و هم الذين يقولون بخلق القران و يتسترون باللفظ و هم نظير الجهميه المتسترة بالوقف.
الموقف الثاني:-الشراك قال ان القران كلام الله فان تلفظ به صار مخلوقا .
الموقف الثالث :-موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) راس اهل الظاهر و امامهم وكان مولعاً بكتب الشافعيّ و قال ان الذي في اللوح المحفوظ ليس مخلوق و الذي بين يدي الناس مخلوق.
الموقف الرابع:-موقف جمهور اهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة منعوا الكلام في اللفظ مطلقا للالتباسه و بدعوا الفريقين من قال لفظي بالقران مخلوق و من قال لفظي بالقران غير مخلوق.
القول الخامس:-موقف طائفه من اهل الحديث صرحوا بان اللفظ بالقران غير مخلوق و أفعال العباد مخلوقه و قد اخطؤوا في استعمال هذه العباره.
القول السادس:-موقف ابن الحسن الاشعري و بعض اتباعه و من تأثر بطريقته كابي بكر بن طيب الباقلاي و القاضي ابن يعلي هؤلاء فهموا من مساله اللفظ معني اخر و قالوا ان اللفظ معناه الطرح او الرمي و هذا غير لائق ان يقال في حق القران.
القول السابع:-قالوا أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ و ان سماعهم للقارئ كانهم سمعه من الله مباشرا و اختلفوا فيتفصيل ذلك علي اقوال :-1-ان صوت الرب حل في العبد.
2-ظهر فيه و لم يحل فيه
3-لا نقول ظهر و لا حل.
4-الصوت المسموع قديم غير مخلوق.
5-يسمع منه صوتان مخلوق و غير مخلوق.

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
أراد أبا محمد عبدالله سعيد ابن كلاب ان يرد علي المعتزله و بالفعل تمكن من الرد علي بعض قولهم و بيان فساده و لكن بسبب تقصيره في معرفه السنه و علوم أهلها قد خرج بقول بين اهل السنه و المعتزله و احدث اقوالا لم تعرف في الامه و قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وابن كلاب لما رد على الجهمية لم يهتدِ لفساد أصل الكلام المحدث الذي ابتدعوه في دين الإسلام بل وافقهم عليه)
لذلك خرج بن كلاب بقول محدث في القران و هو ان القران حكايه عن المعني القديم القائم بالله تعالي و انه ليسبحرف و لا صوت و لا يتجزأ و لا يتباعض و انكر اهل السنه علي ابن كلاب طريقته المبدعه و ما احدث من الأقوالو حذروا من طريقته.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 7 جمادى الآخرة 1437هـ/16-03-2016م, 10:15 AM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

جزاكم الله خيرا على مجهودكم المبارك وحرصكم علينا . لكم استفيد منكم كثيرا . وأكبر بمجهودكم , صراحة لا أعرف كيف أعبر عن شكرى لكم سوى دعائى لكم بالجنة

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 7 جمادى الآخرة 1437هـ/16-03-2016م, 12:32 PM
نجلاء علي نجلاء علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 82
افتراضي

س1: بيّن أهميّة معرفة مسائل الإيمان بالقرآن، وكيف يحقق طالب العلم هذه المعرفة؟
- من أعظم سبل الهداية إلى الله عز وجل , ومعرفة أسمائه وصفاته, ووعده ووعيده وكيف يتقرب إلى مولاه ويحظى بمحبته ورحمته ورضاه وثوابه وكيف ينجو من عذاب ربه وغضبه , ولاتتحقق هذه الرحمة إلا بالانتفاع بالقران, فالقران هداية للمؤمن ومنهج حياته في جميع شؤونه. والإيمان بالقران يدفع المؤمن لتلاوته التي يثاب عليها وتزيده سكينة واطمئنانا وبصيرة وعلما وتقوى وتورثه الاستقامة والبصيرة وصلاح الظاهر والباطن وتخلصه من حبائل الشيطان. والتلاوة المجردة لاتفيدالمؤمن إلا بالانتفاع بمافيه من المواعظ والآيات والقصص والأمثال وشفاء الصدور , ويحظى المؤمن بالفضائل على قدر الإيمان بالقران.
- وطالب العلم يحقق هذه المعرفة بملازمة تلاوته والتفكر والتدبر في آيات الله ومعانيها وتفسيرها وربطها بواقعه ويجعل القران مرجعا له في جميع شؤون حياته ويتعظ بالقصص والأمثال المذكورة في القران ويسأل الله عز وجل أن يهديه للانتفاع بالقران ليزيد إيمانه ويتقرب إلى الله بطاعته وينتهي عن زواجره ويتخلق بأخلاقه.

س2: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
- القران كلام الله تعالى حقيقة حروفه ومعانيه من الله ,منه بدأ وإليه يعود , غير مخلوق, أنزل بلغة عربية , سمعه جبريل عليه السلام من الله وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ومن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة إلى أن وصل إلينا بالتواتر, ومن ادعى وجود غيره فهو كافر, وهو القران الذي بين أيدينا المحفوظ في الصدور وسيرفع في آخر الزمان من الصدور.

س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة الخلق بالقرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم

الكثير من العلماء تعرضوا لابتلاءات فمنهم : - عفّان بن مسلم شيخ الامام أحمد دعي إلى القول بخلق القران وعندما ذكِّر بأن المعونة ستقطع عنه التي من بيت المال فقال: (وفي السماء رزقكم وماتوعدون).
-أبو مسهر عبد الأعلى الغسّاني ناظره المأمون للقول بخلق القران فحاججهم أن ذلك ليس من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة وعندما هدَّد بالسيف أجاب مكرها فأمر بحبسه حتى مات وشيعه الكثير.

أيضا ممن امتحن :- الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح وعبيد الله القواريري والحسن بن حماد الحضرمي ,أجابوا إكراها عدا الإمام أحمد ومحمد بن نوح حبسا وقيدا وقد مات محمد بن نوح في الحبس وكان شابا ورعا قويا في أمر الله كما وصفه الإمام أحمد ووعظ الإمام أحمد بأن يثبت على رأيه .
أما الإمام أحمد قد قيل له في الرقة بالقول بخلق القران وجماعة من أهل الحديث ذكّروه بأحاديث التقية فقال ويحكم وماتقولون في حديث خباب إن من كان من قبلكم لينشر أحدهم بالمنشار فما يصده ذلك عن دين الله .
وكان المأمون قد توعد بسيفه لئن رأى الإمام أحمد ليقطعنه إربا فدعا الإمام أحمد( سيدي غر هذا الفاجر حلمك وقتل أولياؤك وإن كان هذا القران كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤونته فسمع صيحة بخبر موت المأمون.
وقد عذب بالسوط في زمن المعتصم حتى أغمي عليه من شدة الضرب والسوط وعندما أتي إليه بسقيا رفض وقال )لي ولهم موقف بين يدي الله عزّ وجل( فبلغ المعتصم فخاف وأخرجه من السجن وأحسن إليه وعفا عنه الإمام أحمد ثم قيد وحبس مرة أخرى في زمن الواثق إلى زمن المتوكل انكشفت المحنة عن أهل السنة وخلي سبيل العلماء

وممن امتحن كذلك - أبو نعيم الفضل بن دكين فقد كسر صدره وقطعت عنقه.
تلك الابتلاءات التي لحقت بأولئك الأئمة وغيرهم ممن قالوا بأن القران غير مخلوق وثبتوا على ذلك ولاقوا مالاقوا من الأذى فمنهم من حبس ومنهم من منع عن الفتوى وعن الحديث ومن هم من عزل عن منصبه ومنهم من قطع عنه المقرر له من بيت المال ومنهم ومنهم من ضرب من عذب السياط و كانت ردودهم ومحاجتهم من الكتاب والسنة وليس من الكلام. ومن أكبر المعتزلة الداعي إلى الفتنة بالقول بخلق القران وعينوه قاضي : أحمد بن أبي داؤود وقد كان سببا في حبس وتعذيب الكثير من العلماء حتى أصيب بالفالج آخر حياته وسحبت منه أموال طائلة.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره.



س4: ما حكم من وقف في القرآن؟
فرّق الإمام أحمد رحمه الله بين الواقف الجهمي والواقف العامّي.
فالعامّيّ الذين لم يدخل في علم الكلام ؛ يبيّن له الحقّ ويعلَّم، ويجب عليه الإيمان والتصديق بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة.
فإن قبل واتبع الحقّ قبل منه، وإن أبى أو بقي شاكّاً بعد أن قامت الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.

س5: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.

لأنها تعتمد على مراد قائلها، والتأويل فيها.
ولفظ: التلاوة، والقراءة، واللفظ مجمل مشترك: ويقصد به المصدر، ويقصد به المفعول.
فمن قال: اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معنى كلامه أن الحركة ليست هي الكلام المسموع، وهذا صحيح.
ومن قال اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفسه المقول وأراد باللفظ والقول المصدر، صار مراده أن اللفظ والقول هو الكلام المقول الملفوظ وهذا صحيح.
فمن قال: اللفظ بالقرآن، أو التلاوة، مخلوقة ، وذلك هو كلام الله تعالى.
وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعنى صحيحاً
و إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره.

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 8 جمادى الآخرة 1437هـ/17-03-2016م, 07:39 PM
أسماء عامر أسماء عامر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 51
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
على نوعين:
1-مسائل اعتقادية:
هي المسائل التي تُعنى بما يجب اعتقاده في القرآن, وهو أن يؤمن بأن القرآن منزل غير مخلوق، أنزله على نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- ليعلم الناس أمور دينهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن القرآن ناسخ لما قبله من الكتب ومهيمن عليها.
وطلاب العلم يحتاجون في مسائل الاعتقاد إلى ثلاثة أمور:
1- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القرآن، بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة والإجماع.
2- تقرير الاستدلال لهذه المسائل.
3- معرفة أقوال المخالفين لأهل السنة في مسائل الاعتقاد في القرآن.
2-مسائل سلوكية
وهي المسائل التي تُعنى بالمواعظ والانتفاع بها، واستجابة القلب لها، وفهم أمثال القرآن، والتبصر بها والتفكر والتأمل.
وعلم السلوك يُعنى بأصلين مهمين:
الأصل الأول: البصائر والبينات، وهي قائمة على العلم، وتثمر اليقين.
والأصل الثاني وهو اتباع الهدى، وهو قائم على الإرادة والعزيمة ومثمر للاستقامة والتقوى

س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
"صفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا"
معنى ذلك أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وهذا رد على بعض أهل البدع، أي لم يزل متصفاً بها، فأصل الكلام ونوعه صفة ذاتية، وصفة فعلية؛ أي أنه سبحانه يتكلم متى شاء وكيف يشاء، فإذا تكلم فهذه صفة فعلية.
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري، ثم ظهر بعده الجهم بن صفوان وقد أخذ مقالته، ولم يكن الجهم ذا علم ولا هو من أهل الحديث والآثار، بل كان ممن أوتي ذكاءا ولسانا فصيحا وتفننا في الكلام وذا جدال ومراء, وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماء والصفات، وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر، والإرجاء الغاليان، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني، ثم ظهر بعدهما بشر بن غياث المريسي، وكان في بداية أمره مشتغلا بعلم الفقه حتى عده بعضهم من كبار الفقهاء، وكان مع ذلك يسيء الأدب ويشغب، وأقبل على علم الكلام، وكان خطيبا ذا لسان فصيح وتفنن في الجدال، وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت الرشيد، فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً مستفيضاً،
لكنّهم تقربوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المقالات.

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.

الموقف الأول: موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية، ومن هؤلاء –رجل من أهل الشام- يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق.
الموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري، رأس أهل الظاهر وإمامهم.
الموقف الرابع: موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة، وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد، وأنّ الإمام أحمد أنكر وتغيّظ على من نسب ذلك له، لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم.
الموقف السادس: موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ واعتقدوا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهوره: أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدة، وتمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وظن أنه انتصر للسنة، وبسبب قصوره في علم السنة ومعرفة أهلها والاجتهاد في ذلك وسلوك طريقة المتكلمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة.
موقف أئمة أهل السنة منه: أنكروا عليه، وحذروا منه ومن طريقته المبتدعة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 10 جمادى الآخرة 1437هـ/19-03-2016م, 11:29 PM
صفاء بنت عبد الله بن الطاهر الجبالي صفاء بنت عبد الله بن الطاهر الجبالي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 36
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن :
مسائل الايمان بالقران على نوعين :
1- النوع الاول مسائل اعتقادية : و هي المسائل اللتي تعنى بما يجب اعتقاده في القران و اصل ذلك الاعتقاد بان القران هو كلام الله تعالى منزل و غير مخلوق منزل على قلب نبيه محمد صلى الله عليه و سلم الناسخ ما قبله من الكتب و ان القران بدا من الله تعالى و يعود اليه و ان يؤمن بالاخبار الواردة فيه و يحل حلاله و يحرم حرامه و يعمل بمحكمه و يرد متشابهه الى محكمه و يوكل ما لا يعلمه الى عالمه .
و مسالة الايمان بالقران في كتب الاعتقاد تنقسم الى قسمين :
1 - احكام عقدية
2 - الاداب
اما المسائل الاعتقادية فنحتاج الى ثلاثة امور :
- معرفة القول الحق في مسائل الاعتقاد في القران بما دلت عليه نصوص الكتاب و السنة و ما اجمع عليه سلف الامة رحمهم الله تعالى و ذلك ليصحح عقيدته في القران
- تقرير الاستدلال لهذه المسائل بان يعرف ادلتها و ماخذ الاستدلال و يعرف ما تحسن به معرفته من الادلة و الاثار حتى يمكنه ان يدعو الى الحق في هذه المسائل متى احتيج الى ذلك
- معرفة اقوال المخالفين لاهل السنة في مسائل الاعتقاد في القران و يعرف مراتبهم و درجات مخالفاتهم و يغرف اصول شبهاتهم و يعرف حجج اهل السنة في الرد عليهم و منهجهم في معاملتهم فيحسن تقرير مسائل الاعتقاد بادلتها
2 - النوع الثاني المسائل السلوكية المتعلقة بالايمان بالقران :
و هي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بين الله عز وجل في القرآن من الهدى، وعقل أمثاله، والتبصّر بها والتذكر، والتفكر فيها والتدبر، وفعل ما أرشد الله إليه، واجتناب ما نهى الله عنه. وهي المسائل التي يُعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن وحسن الاستجابة لله تعالى والاهتداء بما بين الله عز وجل في القرآن من الهدى، وعقل أمثاله، والتبصّر بها والتذكر، والتفكر فيها والتدبر، وفعل ما أرشد الله إليه، واجتناب ما نهى الله عنه .
وهذه المسائل هي داخلة في اسم الإيمان بالقرآن فإن الإيمان: قول وعمل واعتقاد، ومسائل السلوك منها مسائل منها مسائل اعتقادية ومسائل قولية ومسائل عملية، لكن غلب على العلماء في كتب الاعتقاد بحث نوع من أنواع المسائل والرد على المخالفين فيه وهو البحث العقدي وما يجب اعتقاده في القرآن والقول الصحيح في القرآن، وعلماء السلوك اعتنوا بالجانب العملي والجانب المعرفي المتعلق بالحقائق والمتعلق بالعمل فاعتنوا بذلك، واعتنوا بطرق الانتفاع بمواعظ القرآن .

و علم السلوك يعنى باصلين :
الاصل الاول : البصائر و البينات .
الاصل الثاني : و هو اتباع الهدى و يعنى بالجانب العملي و هو الطاعة و الامتثال













س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى :
- اهل السنة و الجماعة يثبتون صفة الكلام لله تعالى لان القران هو كلام الله تعالى و القران فيه ادلة على تكلم الله تعالى :

قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}، وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}، وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}، وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}، وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}، وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}، وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}
و هناك ادلة كثيرة من السنة على اثبات صفة الكلام لله تعالى منها :
- حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه».
- قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه.

===== فدلت الادلة و النصوص على ان الله تعالى يتكلم بحرف و صوت يسمعه من يشاء و هو تعالى المتكام بالتوراة و الانجيل و القران
و كلام الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي
- و صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها معنى ذلك أن الله تعالى لم يزل متكلما إذا شاء وهذا رد على بعض أهل البدع، أي لم يزل متصفاً بها . .
- و صفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا
يتكلم متى شاء وكيف يشاء .

س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون :
أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى
ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهل الكلام ففتحوا بها على الأمّة أبواباً من الفتن العظيمة، ولم يكن الجهمُ من أهل العلم وإنما كان رجلاً قد أوتي ذكاء ولساناً بارعاً وتفننا في الكلاموكان كاتباً لبعض الأمراء في عصره؛ فانتشرت مقالاته، وكان من أعظم ما أدخله على الأمّة إنكار الأسماء والصفات، وإنكار علوّ الله، والقول بخلق القرآن، والجبر، والإرجاء الغاليان، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ .
ثم ظهر بعدهما بمدّة بشر بن غياث المريسي، وكان في أوّل أمره مشتغلا بالفقه حتى عدّه بعضهم من كبار الفقهاء؛ أخذ عن القاضي أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، وناظر الشافعيّ في مسائل، وكان مع أخذه عن هؤلاء العلماء يسيء الأدب ويشغّب، وأقبل على علم الكلام، وافتتن به، وكان خطيباً مفوَّها، ومجادلاً مشاغباً .
=====
فكان تحذير أئمة أهل السنة من بشر المريسي وأصحابه ظاهراً حتى حذرهم طلاب العلم
لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات .

س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ :
أوّل من أشعل فتنة اللفظية: حسين بن علي الكرابيسي ، وكان رجلاً قد أوتي سعة في العلم ؛ فحصّل علماً كثيراً، وصنّف مصنّفات كثيرة، وكان له أصحاب وأتباع ؛ لكنّه وقع في سقطات مردية، تدلّ على ضعف إدراكه للمقاصد الشرعية، وضعف السعي في تحقيق المصالح ودرء المفاسد
فحذّر منه الإمام أحمد، ونهى عن الإخذ عنه؛ فبلغ ذلك الكرابيسيَّ فغضب وتنمّر، وقال: لأقولنَّ مقالة حتى يقول ابن حنبلٍ بخلافها فيكفر؛ فقال: لفظي بالقرآن مخلوق .
===== فمسألة اللفظ من المسائل التي كان لها انتشار كبير في عصر الإمام أحمد وبعده بقرون و اختلفت الناس على مواقف :
الموقف الأول : موقف الجهمية المتستّرة باللفظ، وهم الذين يقولون بخلق القرآن، ويتستَّرون باللفظ، وهم نظير الجهمية المتسترة بالوقف.
وهؤلاء فرحوا بهذه المقالة؛ لأنها أخف شناعة عليهم عند العامّة، ولأنّها أقرب إلى قبول الناس لها؛ فإذا قبلوها كانوا أقرب إلى قبول التصريح بخلق القرآن
وهؤلاء كانوا من أكثر من أشاع مسألة اللفظ؛ وكثرت الروايات عن الإمام أحمد في التحذير من اللفظية وتسميتهم بالجهمية؛ يقصد بهم من يقول بخلق القرآن، ويتستّر باللفظ.
قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: « كلُّ من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق؛ فهو جهمي »
وقال أيضاً: سمعت أبي يقول: « من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآن، فهو كافر » .
الموقف الثاني : موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق .
الموقف الثالث : موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم، وكان رجلاً قد أوتي ذكاءً حادّاً وقوّة بيان وتصرّفاً في الاستدلال، وكان مولعاً بكتب الشافعيّ في أوّل عمره؛ معتنيا بجمع الأقوال ومعرفة الخلاف حتى حصّل علماً كثيراً، ثم ردّ القياس وادّعى الاستغناء عنه بالظاهر، وصنّف كتباً كثيرة .
الموقف الرابع : موقف جمهور أهل الحديث كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة.
فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظ مطلقاً لالتباسه؛ وبدّعوا الفريقين: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق.
واشتدّوا على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن، وقد جرى من المحنة في القول بخلق القرآن ما جرى فكانوا شديدي الحذر من حيل الجهمية وتلبيسهم
وبيّنوا أنّ أفعال العباد مخلوقة .
الموقف الخامس : موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة
وحصل في الأمر التباس عليهم؛ حتى إنّ منهم من نسب ذلك إلى الإمام أحمد كما تقدّم عن أبي طالب وأنّ الإمام أحمد أنكر عليه وتغيّظ عليه وأنّه رجع عن ذلك؛ لكن بقي على ذلك بعض أصحاب الإمام أحمد، ثم قال بهذا القول بعض أتباعهم
وممن نُسب إليه التصريح بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري وقاضي نيسابور في زمانه، وأبو حاتم الرازي و غيرهم .
الموقف السادس : موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني، والقاضي أبي يعلى.
وهؤلاء فهموا من مسألة اللفظ معنى آخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرح والرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن .
الموقف السابع: موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة؛ وزعموا أن سماعهم لقراءة القارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كما سمعه موسى بن عمران .

س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
سبب ظهور بدعة ابن كلابانه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية وحججهم الكلامية؛ فأدّاه ذلك إلى التسليم لهم ببعض أصولهم الفاسدةوكان بسبب تقصيره في معرفة السنة وعلوم أهلها، وسلوكه طريقة المتكلّمين، وتسليمه للمعتزلة بعض أصولهم الفاسدة قد خرج بقول بين قول أهل السنة وقول المعتزلة، وأحدث أقوالاً لم تكن تعرف في الأمّة .
موقف أئمة أهل السنة منه أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته
قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)
وكذلك كان إمام الأئمّة ابن خزيمة (ت:311هـ) من أشدّ العلماء على الكلابية، وأكثرهم تحذيراً منهم، وردّا عليهم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir