دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1439هـ/15-02-2018م, 03:43 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة المرشد الوجيز

مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي


أجب على الأسئلة التالية:
1:
استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟

6:
تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1439هـ/16-02-2018م, 02:32 AM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخلص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
- المراد بتنزيل القرآن.
- فصل: في كيفية نزول القرآن.
- بيان ابتداء نزول القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان.
- بيان نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
- سبب نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
-زمن نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.
- مسألة: قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
- بيان نزول القرآن إلى الأرض منجما حسب الوقائع والأحداث.
- سبب نزول القرآن منجما إلى الأرض.
- فصل: أول ما نزل من القرآن.
- فصل آخر ما نزل من القرآن.
- فصل: في كتابة القرآن.
- فصل: في توقيف ترتيب الآيات عن رسول الله.
- ترخيص قراءة القرآن على سبعة أحرف.
- فصل: في معارضة جبريل القرآن على رسول الله.
- فصل: في النسخ وأنواعه وأمثلته.
- فصل: في تأليف المصحف.
- فصل: في الجمع وأنواعه ومراحله.
- فصل: فيمن جمع القرآن من الصحابة.
- بيان أن ما بين أيدينا من المصاحف هي القرآن الذي أنزله الله على رسوله من غير نقص ولا تغيير ولا تحريف.


2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
قيل في المراد بالأحرف السبعة أقوال ذكرها أبو شامة المقدسي نعرضها كالتالي:
1- أنها سبع لغات من لغات العرب, هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه نزل بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات، ومعانيها في هذا كله واحدة. قال بذلك أبو عبيد القاسم, واختاره الحافظ أبو العلاء.
ودليله: قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال"، وكذلك قول ابن سيرين: "إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل"، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.
وقد ضعفه الأهوازي وعلل, فقال: أن اللغات في القبائل كثير عددها.
2- أن الله أباح أن يقرأ القرآن على سبعة أحرف من لغات العرب ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد. نقله عن بعض الشيوخ ورجحه.
دليله: ما روي من صحيح مسلم عن أبي بن كعب أن رسول الله قال: "إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف..".
3- أن القرآن أنزل مرخصا للقارئ، وموسعا عليه أن يقرأه على سبعة أحرف، أي يقرأ بأي حرف شاء منها على البدل من صاحبه.
دليله: أنه قيل في الحديث: "على سبعة أحرف" وليس "أنزل القرآن سبعة أحرف" ليعلم أنه أريد به هذا المعنى، أي كأنه أنزل على هذا من الشرط، أو على هذا من الرخصة والتوسعة، وذلك لتسهل قراءته على الناس، ولو أخذوا بأن يقرءوه على حرف واحد لشق عليهم، ولكان ذلك داعية إلى الزهادة فيه وسببا للنفور عنه".
4- وقيل: أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد.
مثال ذلك: ما روي عن علي وابن عباس رضي الله عنهم، وهو ما قيل في معنى قوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} إنه جرى كالمثل في التعبير عن التكثير، لا حصرا في هذا العدد.
5- أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم. ذكره ابن عبدالبر.
دليله: حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
6- ذهب قوم إلى أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.
دليلهم: حديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
قال ابن عبد البر:"هذا حديث عند أهل العلم لم يثبت، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، وهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده، وقد رده قوم من أهل النظر، منهم أحمد بن أبي عمران فيما سمعه الطحاوي منه قال: من قال في تأويل السبعة الأحرف هذا القول فتأويله فاسد؛ لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
كما أبطل الأهوازي تفسير الأحرف بالأصناف؛ لأن أصناف القرآن أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
7- وقال بعضهم: معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، ونحو ذلك, ذكره الأهوازي والحافظ أبو العلاء ورجحاه, وروى الحافظ أن مالك بن أنس يذهب إلى هذا المعنى.
8- قال بعضهم: معنى ذلك سبعة معان في القراءة, مثل: أن يكون الحرف له معنى واحد، تختلف فيه قراءتان تخالفان بين نقطة ونقطة مثل {تعملون} و"يعملون", أو أن يكون المعنى واحدا وهو بلفظتين مختلفتين، مثل قوله تعالى: {فاسعوا} و"فامضوا", وغير ذلك. ذكره الأهوازي.
9- أن المراد اختلاف الصورة والمعنى، نحو: {وطلح منضود}، "وطلع منضود"، وقيل هما اسمان لشيء واحد، بمنزلة {العهن} و"الصوف"، و {الأثيم} و"الفاجر"، فيكون مما تختلف صورته في النطق والكتاب، ولا يختلف معناه. ذكره الأهوازي.
10- أن يكون الاختلاف في القراءتين، اختلافا في حروف الكلمة بما يغير معناها ولفظها من السماع، ولا يغير صورتها في الكتاب، نحو "ننشرها" و {ننشزها}. ذكره الأهوازي.
11- الاختلاف في بناء الكلمة بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها، نحو "البخل" و"البخل"، و"ميسرة"، و"ميسرة"، "يعكفون"، و{هل نجازي إلا الكفور} ". ذكره الأهوازي.
12- تغيير الصورة دون المعنى، نحو "العهن" و"الصوف"، و {صيحة} و"زقية"، {فومها} و"ثومها". ذكره الأهوازي.
13- اختلاف حركات الإعراب والبناء، بما يغير المعنى، والصورة واحدة، نحو "باعد، وباعد بين أسفارنا"، و"لقد علمت ما أنزل هؤلاء" بالضم والفتح". ذكره الأهوازي.
وهذه الطرق المذكورة في بيان وجود السبعة الأحرف في هذه القراءات المشهورة كلها ضعيفة؛ إذ لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا. ثم لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، فما الدليل على جعل ما ذكروه مما دخل في ضابطهم من جملة الأحرف السبعة دون ما لم يدخل في ضابطهم, فعلى هذا وبعد فرز الأقوال ومحاولة الجمع بينها وبعد تضعيف ما ضعف منها يكون المراد بالأحرف السبعة على قولين:
- أن يكون المراد بالأحرف السبعة اللغات السبع مع اتحاد صورة الكتابة.
- الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني كما سبق.


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
يقول أبو شامة: قد ظن جماعة ممن لا خبرة له بأصول هذا العلم أن قراءة هؤلاء الأئمة السبعة هي التي عبر عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))، فقراءة كل واحد من هؤلاء حرف من تلك الأحرف، ولقد أخطأ من نسب إلى ابن مجاهد أنه قال ذلك.
فعلى ذلك نقول ما قاله أبو محمد المكي: أن هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك.

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
قال أبو طاهر: أنه لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه.
وقد قال ابن العربي: أنه لما أرسل أمير المؤمنين المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش، فإن القرآن إنما نزل بلغتها ثم أذن رحمة من الله تعالى لكل طائفة من العرب أن تقرأ بلغتها على قدر استطاعتها، فلما صارت المصاحف في الآفاق غير مضبوطة ولا معجمة قرأها الناس فما أنفذوه منها نفذ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه".
"فلما أراد بعضهم أن يجمع ما شذ عن خط المصحف من الضبط جمعه على سبعة أوجه اقتداء بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))".


5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
كل قراءة اشتهرت فإنها مقبولة إن تحققت فيها هذه الشروط:
1- صحة الإسناد. 2- موافقتها خط المصحف. 3- عدم إنكارها من جهة العربية.
فإن اختلت أحد هذه الشروط فإن القراءة تصبح شاذة ضعيفة, والمأمور اجتناب ما خالف الإجماع من ذلك لا ما خالف شيئا من هذه الكتب المشهورة عند من لا خبرة له.


6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.

إنك حينما تقصد أمرا فإنك تتعرف على وسائل الوصول إليه قبل قصده, وإن المهتم بكتاب الله بحفظه أو تلاوته مقصده عظم الانتفاع به في الدنيا, والأجر في الآخرة, وعلى هذا فإننا نقول له وبلسان القرآن نفسه :"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته" و"الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته" وحق تلاوته باتباعه كما ذكر ذلك ابن عباس ومجاهد وعكرمة, فعلى ما ورد من أحاديث تشيد بحافظ القرآن وتاليه, إلا أن مقصد نزول القرآن هو فهمه وتدبره وتطبيقه, فهمك لهذا يوصلك لمقصدك, فإن مجرد القراءة إن لم يلازمها فهم وعمل فهي وبال على صاحبها, كما ورد أن قارئ القرآن قد يعذب ويكون حجة عليه إن لم ينتفع به, فوعيك لهذه الأمور تزيدك تدبرا لهذا الكتاب, وتفتح من بصيرتك على ما له الأولوية من فهم وتدبر وعمل على غيره, وقد ورد عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). فلو كانت العبرة بكم ختمت أو كم قرأت لما ذهب ليل رسول الله في آية وحدة, بل إن المقصد الانتفاع وحسن التدبر وتأمل الآي والخشوع معه.
وقد ورد عن الحسن البصري أنه قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.
ومعرفتك بثمار تدبر القرآن تزيد من همتك لذلك, فنقول أن من ثمار تدبر القرآن:
1- تحقيق المقصد الشرعي الأساسي من تنزيل القرآن :{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}.
2- نيل الأجر العظيم والثواب الجزيل, فإذا كانت قراءة الحرف الواحد بحسنة, والحسنة بعشر أمثالها, كما ورد ذلك عن رسول الله, فكيف بمن يقرأ ليعي ويعمل؟.
3- ترقيق القلب وتليينه, فإن هذا القرآن لو أنزل على جبل "لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله", فكيف بقلوبنا؟ لكن استرقاق القلب يستلزم تنظيفه الدوري بما يطهر القلوب, ومن ذلك تدبر القرآن واستيعاب معانيه.
4- فهم القرآن وتدبره فلاح في الآخرة, ونجاح في الدنيا, فإن المرء تنغلق عليه المسألة من مسائل الدنيا, فيجد انفتاحها في آية تدله على الحل الصحيح.
5- نيل السعادة, وذهاب الهم والغم, وذلك أن المرء يستشعر معية الله بكلامه, ويستشعر فضل الله وكرمه بتدبر هذه الآيات, مما يذهب عن القلب الحزن والهم, وقد ورد أنه بذكر الله تطمئن القلوب :"ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
6- الخروج ممن قال الله عنهم :"كالحمار يحمل أسفارا" فإن قارئ القرآن دون فهمه, لا فرق بينه وبين الحمار الذي يحمل كتبا لا يعيها.
7- الخروج ممن قال الله عنهم :"وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا", فمن أنواع هجر القرآن هجر معانيه والعمل بها.
ولتدبر القرآن وفهمه ثمرات كثيرة جليلة, نكتفي بما أوردنا منها, رزقنا الله حسن الاتباع, ومما تعلمنا وقرأنا الانتفاع, والحمدلله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 جمادى الآخرة 1439هـ/18-02-2018م, 01:01 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز
لأبي شامة المقدسي


أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

-مقدمة توضح مضمون الكتاب.
-الجمع بين نزول القرآن في رمضان، ونزوله في باقي الشهور.
-المعنى العام لحديث ابن عباس رضي الله عنهما.
-معنى قوله "رسلاً".
-معنى قوله "على مواقع النجوم".
-نزول صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والقرآن كان في رمضان.
-المقصود بإنزال القرآن في ليلة القدر.
-ذكر أدلة القول الأول في المراد بإنزال القرآن في ليلة القدر.
-ذكر أدلة القول الثاني في المراد بإنزال القرآن في ليلة القدر.
-ذكر أدلة القول الثالث في المراد بإنزال القرآن في ليلة القدر.
-قول آخر في الجمع بين نزول القرآن في رمضان ونزوله في غيره من الشهور.
-أول ما نزل من القرآن، وأين كان.
-الحكمة من إنزال القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا.
-الحكمة من إنزال القرآن مفرقاً على النبي صلى الله عليه وسلم.
-الأقوال في مدة نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
-كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن من جبريل عليه السلام ومعارضته في رمضان.
-آخر ما نزل علي النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن.
-النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة ما ينزل عليه من القرآن.
-كيفية ترتيب الآيات في السور.
-معرفة الصحابة لانتهاء السورة بنزول "بسم الله الرحمن الرحيم".
-ذكر حفظ جماعة من الصحابة للقرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ووصية النبي صلى الله عليه وسلم بأربعة منهم.
-ذكر القاضي وغيره لتأويلات سائغة في معنى الحصر في أن القرآن لم يجمعه إلا عدد محدد.
-ذكر أنواع النسخ التي وقعت في القرآن.
-القرآن الذي بين أيدينا هو القرآن الذي أنزله الله لأمة محمد.

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
ذكر المصنف في المراد بالأحرف السبعة أقوالاً:
== القول الأول : أن المراد بها سبع لغات من لغات العرب
ومن أدلة هذا القول ما جاء:
- عن ابن عباس قال: (نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن).
- وجاء عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما أنهما قالا: (نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب)
- وعن ابن عباس قال: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم)
واختار هذا القول جماعة منهم صاحب شرح السنة،
وقد اعترض على هذا القول كما ذكر المصنف البعض منهم الأهوازي بأمور منها:
- أن عمر بن الخطاب، وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ كل قوم بلغتهم، ذكر هذا الوجه ابن عبد البر.
- أن اللغات في القبائل كثير عددها، فكيف يقرأ النبي سبع لغات فقط فيخفف عن قوم دون قوم

== القول الثاني: أن المراد بها سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة، بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، قال بذلك سفيان بن عيينة، ومالك، وأبو جعفر الطحاوي، وابن وهب.
ومن أدلة هذا القول ما جاء:
- في حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال) :( أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
- حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
- جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب.
- ومنها حديث أبي جهيم الأنصاري:
"أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).

واختار هذا القول الحافظ أبو العلاء، وقال به أبو عبيد القاسم بن سلام، واختاره أيضاً أبو عمر ابن عبد البر وقال ": وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) سبع لغات. أ.ه.

== القول الثالث: أن المراد بها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، ومنها أمثال.

من أدلة هذا القول ما جاء:
- عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).

الرد على هذا القول:
من جهتين أحدهما من جهة الرواية والأخرى من جهة الدراية:
=فأما من جهة الرواية فإن:
- الحديث لم يثبت، أبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به، فهذا الحديث مجتمع على ضعفه من جهة إسناده.
=والأخر من جهة الدراية: فإنه إن صح الحديث فله تأويلات منها:
1/ أن معنى قوله: "سبعة أحرف": أي سبعة أوجه، وليس المراد به ما ورد في الحديث الآخر من نزول القرآن على سبعة أحرف، ذاك المراد به اللغات التي أبيحت القراءة عليها، ذكر هذا الوجه الأهوازي وأبو العلاء.
2/ أن قوله "زاجر وآمر" إلى آخره استئناف كلام آخر، أي هو كذلك، ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة، فالمراد به الأنواع التي نزل القرآن عليها في كل حرف من هذه الأحرف فإن السبعة المذكورة هي استئناف كلام آخر وليست هي تفسير للأحرف السبعة.
3/ أن يكون ذلك تفسيرًا لأبواب الكلام التي جاءت في القرآن الكريم، لا للأحرف.
ومما يقال هنا أنه:
- محال أن يكون الحرف من الأحرف السبعة حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله
- أن أصنافه أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك. وقد ذكر هذا الوجه الأهوازي

=وقد رجح المصنف كلام من قال بأن هذا القول في معنى الأحرف السبعة غير صحيح

== القول الرابع: أن المراد بها وجوه الاختلاف والتغاير في القراءة.
ويتفرع عن هذا القول اختلاف في تعداد أوجه التغاير
=فقال بعضهم هذه السبعة هي:
1/ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته،
2/ ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته،
3/ ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط،
4/ ما تتغير صورته ولا يتغير معناه،
5/ ما تتغير صورته ومعناه،
6/ التقديم والتأخير،
7/ والزيادة والنقصان،
قال به مكي، وابن عبد البر، وابن قتيبة، وابن شريح

=وقال بعضهم هي :
1/الجمع والتوحيد،
2/والتذكير والتأنيث،
3/والإعراب،
4/والتصريف،
5/والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها،
6/واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة،
7/ وتغيير اللفظ والنقط مع اتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، إلى قال به أبو طاهر بن أبي هاشم، ومالك بن أنس
وهو اختيار أبو علي الأهوازي، وذكره الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد، ونسبه إلى أبي طاهر بن أبي هاشم.

=وقال بعضهم هي:
1/ أن تختلف القراءة في نقطة ونقطتين ولا يختلف المعنى،
2/ أن يكون المعنى واحدا بلفظين مختلفين،
3/ أن تكون القراءتين مختلفتين في اللفظ متفرقتين في الموصوف،
4/ اختلاف الحركات بحسب اللغة في اللفظ الواحد،
5/ المهموز وغير المهموز،
6/ التخفيف والتثقيل،
7/ الاثبات والحذف.
ذكره أبو على الأهوازي، والحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد أيضاً، ونسبه إلى ابي العباس أحمد بن محمد بن واصل.

وذكر غيرهم ما يقرب من هذا في أوجه الاختلاف في القراءة.

الرد على هذا القول:
ضعف المصنف رحمه الله تعالى هذا القول للأسباب التالية:
1. لا دليل على تعيين ما عينه كل واحد منهم، ومن الممكن تعيين ما لم يعينوا.
2. لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط
3. كان الأولى حملها على سبعة أوجه من الأصول المطردة كصلة الميم، وهاء الضمير، والإدغام، والإظهار، والمد، والقصر وغير ذلك.
4. أن أحدا من السلف لم يذكر هذا القول.
5. هذا القول يرجع الاختلاف، إلى طريقة الكتابة، ومعلوم أن الرخصة كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم والعرب ليس لهم يومئذ كتاب يعتبرونه، ولا رسم يتعارفونه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وإن الشهر هكذا وهكذا))، وجعل يشير بأصابعه عد العرب".
هذا حاصل الوجوه التي جاءت في كلام القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن العوفي السرقسطي صاحب كتاب الدلائل والذي نقله المصنف.

الترجيح:
يفهم مما ذكره المصنف تضعيف القولين الثالث والرابع ، وميله إلى القولين الأول والثاني
ثم هو يقوي القول الثاني، وهو الذي يترجح عندي والله أعلم بالصواب.


3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
لا ليست القراءات السبع هي الأحرف السبعة وبيان ذلك في نقاط رئيسة وهي:
بيان خطأ من ظن أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة
إن من الخطأ ما ذهب إليه جماعة من أن القراءات السبع التي بين أيدينا الآن هي الأحرف السبعة التي جاءت في قول النبي ﷺ : "أنزل القرآن علي سبعة أحرف".(ذكره صاحب المرشد الوجيز وقريبا منه ما ذكره مكي وأبو علي الأهوازي)، وليس هو قولا للسف فلم يفسروا الحديث بالقراءت بل جاء عنهم أقوال سبق بيانها في إجابة السؤال السابق وليس من بينها أن المراد بها القراءات السبع.

== بيان ما يترتب علي قول من يقول أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة
- أن ما لم يقرأ به هؤلاء القراء السبعة فهو يجب تركه لأنهم قرأوا بالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.
- أن ما قرأ به الأئمة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف ولم يقرأ به السبعة فيجب تركه.
- ويجب أن لا تروي قراءة عن ثامن لأنهم استوعبوا الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن.
-أن المراء في القراءات السبع يكون كفرا، كما أن المراء في الأحرف السبعة كفراً، ولكن الواقع أنه في القراءات فليس في قول أحد من العلماء أنه كفر كالاختلاف في الهمز وعدمه.
ومثل هذا الاختلاف في النصب والرفع والتحريك والإسكان والهمز وتركه والتشديد والتخفيف والمد والقصر وإبدال حرف بحرف يوافق صورته فكل هذا لا يدخل في الحديث ويترتب علي ذلك أن المراء فيه بين القراء ليس كفراً في قول أحد من المسلمين.


4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.

ذكر أبو طاهر القاسم ابن هشام كلاماً في بيان سبب ذلك حاصله :

أن المصاحف كانت خالية من الشكل، والنقط وحصر الحروف المحتملة علي أحد الوجوه وكان الصحابة القراء متفرقون في الأمصار يأخذ عنهم الناس القرآن فلما أتاهم المصحف الإمام أثبتوا ما فيه وتركوا ما عندهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه". (وهذا مذكور عند مكي وأبو بكر ابن العربي أيضا )
وقال مكي في كلام له عن الإمام نافع:
"وهذا قالون ربيبه وأخص الناس به، وورش أشهر الناس المتحملين إليه اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف من قطع وهمز وتخفيف وإدغام وشبهه".
"ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش، وإنما ذلك لأن ورشا قرأ عليه بما تعلم في بلده فوافق ذلك رواية قرأها نافع على بعض أئمته فتركه على ذلك.
وكذلك ما قرأ عليه به قالون وغيره".


5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
حتى تكون القراءة مقبولة وصحيحة لابد من توفر ثلاثة شروط هي أن تكون القراءة:
1- موافقة لخط المصحف :
- والمقصود موافقة ما يرجع إلى زيادة الكلم ونقصانها وأما ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف، فلا اعتبار بذلك فإنه خولف بالإجماع كالصلاة والزكاة والحياة، فهي مرسومات بالواو ولم يقرأها أحد على لفظ الواو .
- من لم يبسمل بين السورتين لا تكون قراءته مخالفة لرسم المصحف ، لأنه يبسمل إذا ابتدأ كل سورة، فهو يرى أن البسملة إنما رسمت في أوائل السور .

2- صحة النقل فيها ولا يلزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة ( والجمهور على خلاف هذا الرأي واشترطوا التواتر):
- و يعبر عن صحة النقل بعض أهل العلم باجتماع العامة ويقصدون بالعامة أهل المدينة وأهل الكوفة أو أهل الحرمين.
- ولم يشترط أبو شامة التواتر في مثل إدغام أبي عمرو ونقل الحركة لورش وصلة ميم الجمع وهاء الكناية لابن كثير لتعذر إثبات تواتره من الإمام الذي قرأ به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها لم تنقل من النبي إلى ذلك الإمام إلا آحادا، إلا اليسير منها.

- وأما من قال أن القراءات السبع متواترة لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف فقد أبعد النعجة فالأحرف السبعة المراد بها ليس القراءات السبع كما سبق بيانه.


3- مجيئها على الفصيح من لغة العرب.

- واشترط أبو شامة أن يقرأ اللفظ على اللغة الفصحى من لغة قريش وما ناسبها حملا لقراءة النبي [صلى الله عليه وسلم] وأصحابه ، فإنهم كما كتبوه على لسان قريش، فكذا قراءتهم له.
أما ما نقل عن القراء السبعة مما صح فيه النقل مما يخالف لسان قريش فهو من بقايا الأحرف السبعة التي كانت القراءة مباحة عليها، على ما هو جائز في العربية، فصيحا كان أو دون ذلك وأما بعد كتابة المصاحف على اللفظ المنزل، فلا ينبغي قراءة ذلك اللفظ إلا على اللغة الفصحى من لغة قريش .

== وإذا اختل أحد هذه الشروط الثلاثة فإن القراءة تكون شاذة:
ولا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن.
والعمل الذي لم تزل عليه الأئمة الكبار القدوة في جميع الأمصار من الفقهاء والمحدثين وأئمة العربية توقير القرآن واجتناب الشاذ واتباع القراءة المشهورة ولزوم الطرق المعروفة في الصلاة وغيرها.
- قال مالك:"من قرأ في صلاته بقراءة ابن مسعود أو غيره من الصحابة مما يخالف المصحف، لم يصل وراءه".


6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
لقد كثر الاهتمام مؤخرا بتحسين الصوت وضبط المخارج والتجويد وهذا حسن ولكن الأهم منه هو فهم المعاني والتدبر للآيات والذي يأتي بالثمرة الحقيقية من إنزال الله لهذا الكتاب العظيم ألا وهي العمل به ولم أجد كلاما أفضل من نقل أقوال سلفنا الصالح في بيان أهمية العمل بالقرآن وأنها في المقدمة فمن ذلك ما جاء عن:
* عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.
* عن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}، قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
* عن أبي الزاهرية: أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه فقال: با أبا الدرداء، إن ابني هذا جمع القرآن، فقال: ((اللهم اغفر، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاعه)).
* وروي مرفوعا وموقوفا: ((اقرءوا القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرؤه)).
* عن الحسن: أن أولى الناس بالقرآن من اتبعه وإن لم يكن يقرؤه.
* عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام رسول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
* وعن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}، لم يزل يرددها حتى أصبح.
* عن هشام بن عروة عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {ووقانا عذاب السموم}، قال: وهي في الصلاة.

وقد قسم الحسن الناس في قراءة القرآن إلى ثلاثة أقسام هي :
. 1/ صنف اتخذوه بضاعة يتكسبون منه
2/ صنف أقاموا حروفه وأسقطوا حدوده .
3/ صنف استشعروا القرآن وتفهموه وتدبروه فهم أهل الله وخاصته.

فالكثير من الناس اشتغل بمخارج الحروف وبالغ في ذلك حتى يبقى دهرا يردد حرفا ليخرجه من مخرجه وهذا من تلبيس الشيطان واشغاله بالحروف عن تأمل آيات الله وفهمها والتأثر بها فهذا تجاوز وانشغال ممالاحاجة له
فالأولى أن يوفي الحرف حقه من دون إفراط أو تكلف ..

وانشد السخاوي قصيدة في التجويد يقول فيها:

لا تحسب التجويد مدا مفرطا أو مد ما لا مد فيه لوان
أو أن تشدد بعد مد همزة أو أن تلوك الحرف كالسكران
أو أن تفوه بهمزة متهوعا فيفر سامعها من الغثيان
للحرف ميزان، فلا تك طاغيا فيه، ولا تك مخسر الميزان
إلى آخر ما قال
نسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن لا يحرمنا من تدبر كتابه وتفهمه والعمل به، فنكون بذلك من الفائزين في الدارين

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 جمادى الآخرة 1439هـ/21-02-2018م, 04:21 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

- ذكر الأدلة في زمن نزول القرآن ، والجمع بينها .
وفيه مسألة : * الرد على من زعم نزوله في ليلة النصف من شعبان .
- ذكر الأقوال في كيفية نزول القرآن ،
وفيه مسألة : * معنى ( مواقع النجوم ) .
* ذكر أقوال العلماء في المقصود بالإنزال .
- معنى ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) .
وفيه مسائل : * معنى ( فرقناه )
* المراد بقوله تعالى ( على مكث )
* معنى قوله تعالى ( ونزلناه تنزيلا) .
* محلّ الإنزال .
- خلاصة الأقوال في كيفية إنزاله في ليلة القدر .
وفيه مسائل : * ذكر القولين الرئيسين في كيفية إنزاله في ليلة القدر
*
* السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا .
- زمان نزوله جملة إلى السماء الدنيا ، هل هو قبل البعثة أم بعدها .
- تحقيق القول في نزول قوله تعالى ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) من جملة القرآن ، و توجيه معناها .
- بيان الحِكَم من نزول القرآن إلى الأرض منجّما .
وفيه مسائل : * عود الضمير ( كذلك ) .
* معنى ( لنثبت به فؤادك ) .
- ذكر المدة بين نزول أول القرآن وآخره .
- ذكر طرق حفظ القرآن وبيانه ، الذي وُعد به النبي صلى الله عليه وسلم .
- بيان استمرار نزول الوحي إلى وقت وفاته .
- ذكر أول ما نزل من القرآن وآخره .
- بيان حفظ جماعة كثيرة من الصحابة لكل قطعة من القرآن .
- الترخيص بقراءة القرآن على سبعة أحرف .
- أمر النبي صلى الله عليه وسلم لكتاب الوحي بكتابته .
وفيه مسألة : * علم النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بانقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمن الرحيم .
- معارضة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن كل عام ، و معارضته مرتين في عام وفاته .
- ذكر من جمع القرآن من الصحابة .
وفيه مسائل : * ذكر من جمع القرآن من الأنصار .
* ذكر من جمع القرآن من المهاجرين .
* الأدلة على جمع عدد كبير من الصحابة للقرآن ، وأن ماورد من أسماء لايراد به الاستقصاء .
* ذكر التأويلات في سبب حصر جمع القرآن بعدد قليل من الصحابة .
- أنواع النسخ في القرآن ، مع ذكر أمثلتها
- مراحل جمع القرآن .
وفيه مسألة : * إثبات تلقي الأمة لجمع عثمان رضي الله عنه بالقبول ، وأنه ألّفه بالتلقي عن النبي صلى الله عليه وسلم .

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على عدة أقوال :
القول الأول : أنها سبع لغات من لغات العرب ، فبعضه بلغة قريش ، وبعضه بلغة هوازن ، وبعضه بلغة هذيل ، وبعضه بلغة أهل اليمن ، وهكذا ، ومعانيها في هذا كله واحدة ، وهو قول أبوعبيد القاسم بن سلام ، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني .
أدلتهم :
- ماروي من طريق إبراهيم بن سعد ، عن الزهري عن أنس بن مالك : أن عثمان رحمه الله تعالى قال للرهط القرشييين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف : ( ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم ) .
(والمقصود أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف ).
- قول ابن مسعود رضي الله عنه : ( إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين ، فاقرءوا كما علمتم ، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال ) ، وكذلك قول ابن سيرين : ( إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل ) ثم فسره ابن سيرين فقال : في قراءة ابن مسعود ( إن كانت إلا زقية واحدة ) ، وفي قرائتنا ( صيحة واحدة ) وعلى هذا سائر اللغات .
ونفى رحمه الله أن يكون الحرف الواحد يُقرأ على سبعة أوجه .
ثم اجتهدوا في تحديد اللغات التي نزل بها القرآن :
فقال بعضهم : نزل بلغة الكعبين ، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة ، روي عن قتادة عمن سمع ابن عباس يقول : نزل القرآن بلغة الكعبين ، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة ، قيل وكيف ذاك ؟ قال : لأن الدار واحدة ، أي أنهم جيران قريش فأخذوا بلغتهم .
وروي عن ابن عباس أنه نزل على سبع لغات ، منها خمس بلغة العجز من هوازن ، وهم أفصح العرب عليا هوازن .
وقيل أن هذا العدد للتوسعة لا للحصر ، ويدخل في هذا القائلين بأنه نزل على لغات العرب جميعها .
القول الثاني : أنه مشكل لايُدرى معناه ، لأن لفظ ( حرف ) يطلق في اللغة على عدة معان منها الكلمة المنظومة ، ومنها الجهة .
اعتراض ابن قتيبة على أصحاب القول الأول : قالوا بعدم جواز أن يكون في القرآن لغة تخالف لغة قريش ، لقوله تعالى : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ، إلاّ أن يُراد ماوافق من هذه اللغات لغة قريش .
الجواب عنه من عدة أوجه :
- أن يكون المراد بقوله تعالى : ( إلا بلسان قومه ) العرب كلهم ، وهو قول أيوب السختياني .
- أن الله تعالى أنزله بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب ، ثم أباح للعرب المخاطبين به أن يقرءوه بلغاتهم التي يستعملونها ، ولم يكلفهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم ، ولئلا تصيبهم الحمية وتأخذهم العزة فيمتنعوا عن الاستجابة .
- أن في قراءته على سبعة أحرف توسعة على العرب ولا ينبغي أن يوسع على قوم دون قوم ، فلم يكلف احد إلا قدر استطاعته .
اعتراض الأهوازي على أصحاب القول الأول :
هذا القول ضعيف لأن اللغات في القبائل كثير عددها .
الجواب عنه :
- يمكن أن يجاب عنه بقول القائلين أن العدد للتوسعة لا للحصر .

القول الثالث : أنها سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو أقبل وتعال وهلم ، وقال بعضهم أن هذه الأحرف في لغة واحدة .
أدلتهم :
- حديث أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
- حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
- حديث أبي جهيم الأنصاري: "أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).
- "وقد جاء عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه، كل هذه الحروف كان يقرأ بها أبي بن كعب، إلا أن مصحف عثمان الذي بأيدي الناس اليوم هو منها حرف واحد"
- وذكر ابن وهب في كتاب الترغيب من جامعه قال: قيل لمالك: أترى أن يقرأ بمثل ما قرأ به عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله" ؟ قال: ذلك جائز، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه))، مثل تعملون ويعملون، وقال مالك: لا أرى باختلافهم في مثل هذا بأسا"
اعتراضهم على أصحاب القول الأول :
- لو كانت سبع لغات لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر ، لأنه من كانت لغته شيئا قد جبل وطبع عليه لم ينكر عليه .
- أن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاما قرشي مكي وقد اختلفت قراءتهما ، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته ، كما محال أن يقرئ النبي صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته .
- أن الأحاديث الصحيحة تدل على أنها سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة .
القول الرابع : أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه .
دليلهم : احتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
وضعّفه ابن عبدالبر وقال لم يثبت ونقل الإجماع على تضعيفه .
الاعتراض على هذا القول :
- يستحيل أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله.
- أن أصناف القرآن أكثر من ذلك، منها الإخبار، والاستخبار على وجه التقرير والتقريع، ومنها الوعد، والوعيد، والخبر بما كان وبما يكون، والقصص، والمواعظ، والاحتجاج، والتوحيد، والثناء، وغير ذلك.
- وجه أبو شامة المقدسي هذا القول بأنه لم يقصد به الأحرف السبعة وإنما هو استئناف كلام آخر ، وأنه بيان للأصناف المنزلة بخلاف الإنجيل الذي هو مواعظ وأمثال .
القول الخامس : حاول بعض العلماء استخراج سبعة أحرف من القراءات المشهورة فذكروا منها :
ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته، مثل {هن أطهر لكم} , (أطهر لكم)، {ويضيق صدري} (ويضيق صدري) بالرفع والنصب فيهما، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، مثل (ربنا باعد بين أسفارنا) و {ربنا باعد بين أسفارنا}، ومنا ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، مثل (إلى العظام كيف ننشرها) بالراء والزاي، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، مثل {كالعهن المنفوش} و(كالصوف المنفوش)، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، مثل {وطلح منضود} "وطلع منضود". ومنها التقديم والتأخير، مثل {وجاءت سكرة الموت بالحق} "وجاء سكرة الحق بالموت"، ومنها الزيادة والنقصان، نحو "نعجة أنثى"، و"من تحتها" في آخر التوبة، و"هو الغني الحميد" في الحديد.
واستحسن هذا القول ابن عبد البر ، واعتمده مكي ، وعبر بعضهم بقوله سبعة معان في القراءة وذكر لها أوجها سبعة .
القول السادس : معنى ذلك هو الاختلاف الواقع في القرآن، يجمع ذلك سبعة أوجه: الجمع والتوحيد، كقوله تعالى: {وكتبه} "وكتابه"، والتذكير والتأنيث، كقوله تعالى: {لا يقبل} و"لا تقبل"، والإعراب، كقوله تعالى: "المجيد" و {المجيد}، والتصريف، كقوله تعالى: "يعرشون" و {يعرشون}، والأدوات التي يتغير الإعراب لتغيرها، كقوله تعالى: "ولكن الشياطين" {ولكن الشياطين}، واللغات، كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط بالتفاق الخط، كقوله تعالى: "ننشرها" و {ننشزها}، ونحو ذلك ، وهو قول الأهوازي .
القول السابع : أنها سبع لغات تتميز عن بعضها بالآتي : تحقيق الهمز وتخفيفه في القرآن كله، في مثل {يؤمنون}، و"مؤمنين"، {والنبيين}، و {النسيء}، و {الصابئين}، و {البرية}، و {سأل سائل}، وما أشبه ذلك، فتحقيقه وتخفيفه بمعنى واحد، و منه التفريق بين الهمز وتركه بين معنيين، في مثل {أو ننسها} من "النسيان" "أو ننسأها" من "التأخير"، ومثل {كوكب دري} و"دريء".
"ومنه إثبات الواو وحذفها في آخر الاسم المضمر، نحو: "ومنهمو أميون" .
"ومنه أن يكون باختلاف حركة وتسكينها، في مثل {غشاوة}، و"غشوة"، و {جبريل}، و {ميسرة}، و {البخل}، و {سخريا} ".
"ومنه أن يكون بتغيير حرف، نحو "ننشرها"، و"يقض الحق"، و {بضنين} ".
"ومنه أن يكون بالتشديد والتخفيف، نحو {يبشرهم}، و"يبشرهم".
"ومنه أن يكون بالمد والقصر، نحو "زكرياء" و {زكريا} ".
"ومنه أن يكون بزيادة حرف من "فعل" و"أفعل"، مثل (فاسر بأهلك)، و {نسقيكم} ، واختار هذا القاضي أبو بكر محمد بن الطيب .

الدراسة :
إذا استبعدنا القول الثاني الذي ينفي معرفة معناه ، لاستحالة أن يرد في الشرع وترد فيه الأحاديث ثم يكون مبهما غير معلوم ، بل الواجب تطلّب معناه ، وإذا استبعدنا القول الأخير كذلك لكونه غير مقصود به الأحرف السبعة ، لما ذكرنا من اعتراضات بينة ، يتبقى لدينا مايمكن جمعه تحت ثلاثة أقوال ، القول الأول والقول الثالث وهي: اللغات السبع مع اتحاد صورة الكتابة.
و الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعاني ، والأقوال المتفرقة التي ترجع إلى القول بأنها سبعة معانٍ في القراءة ، واختلف العلماء في عدها ، أما القول بأنها الإدغام والإظهار والإمالة والتفخيم والإشمام والإتمام والهمز والتليين وغير ذلك فهي من وجوه اللغات .
وذكر ابن شامة المقدسي خلاصة مايراه من أنهم رُخص لهم في إبدال ألفاظه بما يؤدي معناها، أو يقاربه من حرف واحد إلى سبعة أحرف ، لما ثبت في الحديث من تفسير ذلك بنحو: هلم، وتعال، على جواز إبداله باللفظ المرادف، ودلنا ما ثبت من جواز {غفورا رحيما} موضع {عزيزا حكيما} على الإبدال بما يدل على أصل المعنى دون المحافظة على اللفظ، فإن جميع ذلك ثناء على الله سبحانه ، و كذا إبدال اللفظ بمرادف له أو مقارب في أصل المعنى لمن لا يمكنه التلفظ به لأنه ليس من لغته ، وجعل هذا أولى من حمل جميع الأحرف السبعة على اللغات؛ إذ قد اختلفت قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما قرشي مكي، لغتهما واحدة .

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
القول الأول : أن جميع هذه القراءات المستعملة ترجع إلى حرف واحد، وهو حرف زيد بن ثابت ، وهو قول الأعمش و الطبري وغيرهم ، وأحد قولي القاضي أبو بكر بن الطيب .
القول الثاني : أن عثمان رضي الله عنه جمعهم على القراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات ، وهو أحد قولي القاضي أبو بكر بن الطيب .
القول الثالث : أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة .
الرد على هذا القول :
يلزم من هذا أن ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروك ، إذ قد أحاطوا بالأحرف السبعة فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة .
ويلزم من هذا القول أن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة .
ويلزم منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذا القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبع .

القول الرابع : أن ما نحن عليه في وقتنا هذا من هذه القراءات هو بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن ،استعملت لموافقتها المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة وترك ما سواها من الحروف السبعة لمخالفته لمرسوم خط المصحف .
وهو قول أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ ، وقول أبو محمد مكي والله أعلم .
والخلاصة أن الذي في أيدينا من القرآن هو ما في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون عليه.
والذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن ، وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف .
ثم إن أن الرواة عن الأئمة من القراء كثيرون في العدد ، ولا يمكن حصرهم بسبعة ، لكنما اقتصر العلماء على هؤلاء لثقته1م وأمانتهم ولما رأوه من مصلحة راجحة .

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
حين أرسل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه المصاحف إلى الأمصار الخمسة بعد أن كتبت بلغة قريش ، وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه ،
وكانت هذه المصاحف غير مضبوطة ولا معجمة ، فطلب الناس السماع فيما فيه وجهين ، ولما أراد بعضهم أن يجمع ما شذ عن خط المصحف من الضبط جمعه على سبعة أوجه اقتداء بقوله: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
1- ثبوت تلك القراءة بالنقل الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يلتزم فيه تواتر، بل تكفي الآحاد الصحيحة مع الاستفاضة .
2- وموافقة خط المصحف العثماني .
3- أن تجيء على الفصيح من لغة العرب .
فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة لا يجوز القراءة بها ، فينبغي اجتنابها واتباع ماتوافرت فيه شروط الصحة .
6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
إنّما نزل القرآن لأجل تدبّره ، وإقامة حدوده ، والائتمار بأمره والانتهاء عن نهيه ، والاعتبار بقصصه ، و عقل أمثاله ، فهو كلام ربّ العالمين ، ورسالته إلى خلقه ، من آمن به أفلح ، ومن عمل به أنجح ، لم ينزل لمجرد قراءته والتغني به ، وإنما جعلت القراءة وتحسين الصوت لأجل الادكار والخشية ، و قد كثرت الآيات الداعية فيه إلى النظر والتدبر والاعتبار ، وكثرت أقوال الصحابة ومن بعدهم في تقرير هذا المعنى ، والتحذير من الانشغال بكثرة التلاوة و المبالغة في إقامة الحروف مع إضاعة الحدود ، قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} ، و قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
أما ثمار التدبر فكثيرة ، منها : ظهور أثر ذلك على دلّه وسمته ، قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.
ومنها تعظيمه للقرآن ، واستغناؤه به عن سؤال الناس : قال تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) ، وقال الفضيل بن عياض: ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد من الخلق حاجة، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه".
ومنها أنه شفاء للقلوب من أدوائها ، قال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .
أمّا في الآخرة فهو مع السفرة الكرام البررة ، وهو في أمان الله وحفظه من أهوال القبر وأهوال يوم القيامة ، إذ يكون القرآن له حجيجا ، وهو في ظل البقرة وآل عمران يوم تدنو الشمس من الخلائق قدر ميل ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار يحل حلاله ويحرم حرامه خلطه الله بلحمه ودمه، وجعله رفيق السفرة الكرام البررة، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا)).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 جمادى الآخرة 1439هـ/24-02-2018م, 11:54 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية:
1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

1. إثبات أن ليلة القدر هي الليلة المباركة، وهي في رمضان وفيها نزل القرآن بالجمع بين الأدلة من كتاب الله.
2. الاستدلال على أن القرآن نزل في ليلة القدر وأنها في رمضان بالأحاديث وأقوال السلف.
3. ذكر معنى قوله: {يفرق فيها كل أمر حكيم}.
4. نفي القول بأن الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان، وما يترتب على ذلك من تبريرات لا تصح للأدلة الثابتة.
5. ذكر الأقوال في المقصود بإنزال القرآن في ليلة القدر، ومعنى قوله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.
6. الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا.
7. هل كان نزوله للسماء الدنيا قبل أو بعد النبوة؟ والحكمة من ذلك.
8. الأقوال في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
9. الحكمة من نزول القرآن منجما.
10. مدة نزول القرآن ومرجع الخلاف.
11. الأدلة على أن الله تكفل بتثبيت القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
12. استمرار الوحي حتى آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
13. أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل وأماكن نزوله.
14. نزول اليوم أكملت لكم دينكم في يوم عرفة.
15. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة القرآن، ويرشد الكتبة لوضع كل آية في موضعها.
16. معرفة النبي صلى الله عليه وسلم للفصل بين السور بنزول التسمية.
17. أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن في كل عام في رمضان مرة، وعارضه مرتين في العام الذي توفي فيه.
18. ذكر أسماء من جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن أوصى بأخذ القرآن عنهم.
19. أن من جمع القرآن من الصحابة أضعاف من ذكرت أسماؤهم، وتأويل معنى تخصيصهم.
20. ذكر أنواع النسخ والتمثيل له.
21. مراحل جمع القرآن.
22. ثبوت أن المصحف الذي بأيدينا هو من جمع عثمان رضي الله عنه نقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزد فيه ولم ينقص منه، وأنه نقل إلينا بالتواتر، وأنه نسخ منه بعض ما كان يتلى بأمر منه صلى الله عليه وسلم، وأن ترتيب آياته ثابت عنه صلى الله عليه وسلم، وترتيب سوره يحتمل أن يكون ثابتا عنه ويحتمل أن يكون باجتهاد من الصحابة على ما كانوا يسمعون منه صلى الله عليه وسلم وهذا أقرب، وأن الآيات لم ترتب على تاريخ النزول وإنما بأمر الرسول في مواضعها
23. أن كتبة الوحي كانوا قرابة خمسة وعشرين.



2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
هذه مسألة فيها خلاف كثير وكلام طويل
قال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف}؛ أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.
ونذكر هنا ما حرره صاحب الكتاب المقرر في هذه المسألة باختصار وتصرف:
القول الأول: أن المعنى سبع لغات من لغات العرب متفرقة في القرآن، وبعض الأحياء أسعد بها، وأكثر حظا فيها من بعض، مثال ذلك: في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة)، وفي قراءتنا: {صيحة واحدة}، فالمعنى فيهما واحد، وكلها من كلام الله نزل بها جبريل عليه السلام، وأن هذا من كرامة الله على الأمة حيث نزل كتابها على سبعة ألسن.
وهذا المعنى نقله أبو شامة عن أبو عبيد القاسم بن سلام وابن سيرين، وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، وصاحب شرح السنة، والقاسم بن ثابت السرقسطي، والطبري واستدل له ب:
- ((إن القرآن نزل على سبعة أحرف كل حرف منها شاف كاف))
- قول ابن مسعود رضي الله عنه: "إني سمعت القرأة فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال.
- عن ابن عباس يقول: نزل القرآن بلغة الكعبين، كعب بن قريش وكعب بن خزاعة قيل: وكيف ذاك؟ قال: لأن الدار واحدة.
قال أبو عبيد: يعني أن خزاعة جيران قريش فأخذوا بلغتهم.
- عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
- قول ابن مسعود: "إياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال، فإذا جحد هذان الرجلان كل واحد منهما ما قرأ صاحبه لم يؤمن أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر لهذا المعنى".

اعتراض:
ورد عل هذا القول اعتراض مفاده: عدم جواز نزول القرآن بغير لغة قريش لقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}
ويرد عليه بأن معنى بلسان قومه أي بلغة العرب كلهم.
القول الثاني: أن الله تعالى أنزل القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب، ثم أباح للعرب المخاطبين به المنزل عليهم أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها على اختلافهم في الألفاظ والإعراب، ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم، ولأن العربي إذا فارق لغته التي طبع عليها يدخل عليه الحمية من ذلك، وكان الأصل على ما عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الألفاظ والإعراب جميعا مع اتفاق المعنى، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل رجل منهم متمسك بما أجازه له صلى الله عليه وسلم، وعول المهاجرون والأنصار ومن تبعهم على العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام في العام الذي قبض فيه، وقد وصف أبو شامة هذا الكلام بأنه مستقيم حسن.

الفرق بين القولين:
أن الأول يقول بنزول هذه اللغات في القرآن من عند الله سبحانه، والثاني يقول إنه رخص لهم بقراءتها بالمعنى بحسب لغاتهم.
وفسر أصحاب القول الأول قول عثمان رضي الله عنه: "نزل القرآن بلغة قريش" أي على الأغلب لأن في القرآن همزات وقريش لا تهمز، أو أنه يقصد أول نزوله ثم سهل على الناس.

ما هي اللغات السبع المذكورة في القولين؟
قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ.
"لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال فقيل فيها:
1. سبع لغات من قريش حسب.
2. سبع لغات من لغات مضر.
3. خمس بلغة هوازن، وحرفان لسائر لغات العرب،)). وفي رواية عن ابن عباس)).
4. أنه كان يقرئ كل قوم بلغتهم لأن التوسعة للجميع، جاء عن علي وابن عباس "نزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب" وعن ابن عباس "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرئ الناس بلغة واحدة، فاشتد ذلك عليهم، فنزل جبريل فقال: يا محمد، أقرئ كل قوم بلغتهم، قال أبو شامة عن هذا القول أنه الحق.
5. أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد، كقوله تعالى: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}، ولأن التوسعة جاءت للجميع لا لقوم دون قوم.
6. قال أبو عبيد: المقصود سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن، وقيل: خمس لغات في أكناف هوازن: لسعيد وثقيف وكنانة وهذيل وقريش ولغتان على جميع ألسنة العرب. قال: وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون.

القول الثالث: إن معنى السبعة الأحرف سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، نقله أبو شامة عن سفيان بن عيينة وابن وهب وأبو جعفر الطحاوي واستدلوا ب:
- قوله صلى الله عليه وسلم: ((أقرئت القرآن فقلت: على حرف أو حرفين، فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك: على ثلاثة، فقلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ سبعة أحرف وليس منها إلا شاف كاف، غفورا رحيما، عليما حكيما، عزيزا حكيما، أي ذلك قلت فإنه كذلك)) -زاد بعضهم- ((ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
- وقوله: ((هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا، ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)).
- أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).
- عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {للذين آمنوا انظرونا}، مهلونا، أخرونا، أرجئونا، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}، مروا فيه، سعوا فيه

قال أصحاب هذا القول:
أن هذه الآثار كلها تدل على أنه لم يعن به سبع لغات.
واستدلوا بـ:
- أن الصحابة أنكروا على بعضهم في أول الأمر، كما حدث من عمر بن الخطاب حين أنكر على هشام بن حكيم وكلاهما قرشي مكي.
- وأن اللغات في العرب أكثر من سبع
وقالوا بأن السماح بالقراءة مع التوسعة في الألفاظ المتشابهة كان في أول الأمر لصعوبة القراءة بلفظ واحد مع كون العرب أمة أمية ثم نسخت هذه الرخصة وعاد الناس لحرف واحد، وأن مصحف عثمان على حرف واحد.

القول الرابع: أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه واستدلوا بـ:

قول ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
وقد ضعف ابن عبد البر هذا الحديث، ووصف تفسير الأحرف السبعة بهذا المعنى بأنه فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراما لا ما سواه، أو يكون حلالا لا ما سواه؛ لأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله، أو حرام كله، أو أمثال كله، وقال غيره بأن الأصناف أكثر من ذلك، ومن صحح الحديث قال بأن المراد به غير المراد بالأحرف السبعة المقصودة هنا، والله أعلم.



القول الخامس: أنها ما كان يقرأه الصحابة إلى خلافة عثمان من الزيادة، والألفاظ المرادفة، والتقديم، والتأخير، نحو (إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي)، (وجاءت سكرة الحق بالموت)، (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين)، (يأخذ كل سفينة صالحة غصبا)، (والعصر ونوائب الدهر)، (وله أخ أو أخت من أمه) فجمعهم عثمان على حرف واحد، وبقي من القراءات ما وافق المرسوم، فهو المعتبر، إلا حروفا يسيرة اختلف رسمها في مصاحف الأمصار، نحو (أوصى) و(وصى)، و {من يرتد} و(من يرتدد)، و(من تحتها) و(تحتها)، وكأنهم أسقطوا ما فهموا نسخه بالعرضة الأخيرة.

القول السادس: أنها أوجه القراءات، فمنها ما تتغير حركته ولا يتغير معناه ولا صورته، ومنها ما يتغير معناه ويزول بالإعراب ولا تتغير صورته، ومنها ما يتغير معناه بالحروف واختلافها باللفظ ولا تتغير صورته في الخط، ومنها ما تتغير صورته ولا يتغير معناه، ومنها ما تتغير صورته ومعناه، ومنها الزيادة والنقصان
قال ابن عبد البر: "وهذا وجه حسن من وجوه معنى الحديث، وفي كل وجه منها حروف كثيرة لا تحصى عددا، وهذا يدلك على قول العلماء أن ليس بأيدي الناس من الحروف السبعة التي نزل القرآن عليها، إلا حرف واحد، وهو صورة مصحف عثمان، وما دخل فيها يوافق صورته من الحركات واختلاف النقط من سائر الحروف".
واعتمد على هذه الأوجه مكي، وذكر أنه لا يقرأ من ذلك بما خالف خط المصحف، وقال:وهو قول ابن قتيبة، وابن شريح.

القول السابع: أن المقصود أوجه الاختلاف في القرآن، الجمع والتوحيد، والتذكير والتأنيت، والإعراب والتصريف، والأدوات التي تغير الإعراب، واللغات كالهمز وتركه، والفتح، والكسر، والإمالة، والتفخيم، وبين بين، والمد، والقصر، والإدغام، والإظهار، وتغيير اللفظ والنقط
اختاره أبو علي الأهوازي وقال عنه هو أعدل الأقوال وأقربها للصواب.

القول الثامن: أن المعنى سبعة معان في القراءة، وهي اختلاف نقطة أو نقطتين مع تماثل المعنى، أو اختلاف اللفظ مع تماثل المعنى، أو اختلاف اللفظ مع اتفاق الموصوف، أو اتفاق المعنى والهجاء مع اختلاف الحركات، أو وجود الهمز وعدمه لنفس اللفظ، أو التثقيل والتخفيف، أو الاثبات والحذف،

ترجيح صاحب الكتاب:
رجح صاحب الكتاب القول الثاني مستدلا بحديث أبي بن كعب بإسناد صحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجبريل عليه السلام: ((إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام، فقال: مرهم فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف)).
وقال إن معنى الحديث أنهم رخص لهم في إبدال ألفاظه بما يؤدي معناها، أو يقاربه من حرف واحد إلى سبعة أحرف، ولم يلزموا المحافظة على حرف واحد للأسباب التالية
- أنه نزل على أمة أمية لم يعتادوا الدرس والتكرار وحفظ الشيء على لفظه مع كبر أسنانهم واشتغالهم بالجهاد والمعاش.
- أن منهم من نشأ على لغة يصعب عليه الانتقال عنها إلى غيرها
- أنه ثبت في الحديث تفسير ذلك بنحو: هلم، وتعال، وهذا يدل على جواز إبداله باللفظ المرادف،
- أنه ثبت جواز {غفورا رحيما} موضع {عزيزا حكيما} على الإبدال بما يدل على أصل المعنى دون المحافظة على اللفظ.

ورد القول الأول بدلالة اختلاف قراءة عمر عن قراءة هشام بن حكيم، مع أن لغتهم واحدة.
ورد بقية الأقوال في أنه لم يحصل حصر جميع القراءات فيما ذكروه من الضوابط، وأن ما يتعلق بالكتابة منها غير سائغ لكون العرب في ذلك الزمان أمة أمية
وسبق تفسير الأبواب السبعة وأن المقصود بها غير المقصود هنا

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟

القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة، لأن القراءات المنسوبة للقراء السبع إنما اشتهرت بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم بوقت طويل، وقد أورد الكتاب توقعا لبعض لأسباب التي جعلت من اختار القراءات السبع يقتصر على هذا العدد رغم كثرة القراء

وإن كان السؤال: هل تشمل القراءات الحالية الأحرف السبعة أم لا
فتحرير هذه المسألة يرجع إلى مسألة هل المجموع في المصحف جميع الأحرف السبعة، أو حرف واحد منها؟؟
وفيه أقوال:
القول الأول: قول القاضي أبو بكر أن المجموع جميعها.
القول الثاني: قول الطبري أن المجموع حرف واحد منها.
القول الثالث قول الشاطبي: أن جمع أبو بكر شمل الجميع، وجمع عثمان اقتصر على حرف واحد.
وقد نقل أبو شامة عن أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ في "شرح الهداية
رأيه في هذه المسألة:
وملخصه أن القراءات الحالية هي بعض الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن
لأن الحروف السبعة تجري على ضربين:
1. الزيادة والنقص والإبدال والتقديم في الكلمات، فهذا الضرب متروك لا تجوز القراءة به
2. ما اختلف القراء فيه من إظهار، وإدغام، وروم، وإشمام، وقصر، ومد، وتخفيف، وشد وإبدال حركة بأخرى، وياء بتاء، وواو بفاء، وما أشبه ذلك من الاختلاف المتقارب
فهذا الضرب هو المستعمل في زماننا هذا، وهو الذي عليه خط مصاحف الأمصار، سوى ما وقع فيه من اختلاف في حروف يسيرة.

وذلك لأن القراءة بالأحرف السبعة ليست واجبة، قال تعالى: {فاقرأوا ما تيسر منه} والقراءات الموجودة الآن هي ما تيسر مما وافق رسم المصحف، وأجمعت عليه الأمة.

أما على رأي الطبري:
فهو كما تقدم أن جميع هذه القراءات المستعملة ترجع إلى حرف واحد، وهو حرف زيد بن ثابت".

أما على رأي القاضي أبو بكر بن الطيب:
فالذي منعه عثمان هو مالم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم تقم به الحجة، وما كان يقرأ من التأويل مع التنزيل، والأحرف السبعة باقية في المصحف ولا يعني ذلك أنها القراءات السبع.

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
ذكر صاحب الكتاب أسبابا لذلك هي:
- أن المصاحف التي أرسلها عثمان رضي الله عنه في الأمصار لم تكن مضبوطة ولا معجمة فقرأها الناس وما كان منها محتملا طلبوا فيه السماع .
- أن النواحي التي وجهت لها المصاحف كان فيها معلمون من الصحابة، فانتقلوا عما بأيديهم من المصاحف إلى المصاحف الموجهة إليهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه.
- ما قرر في السؤال السابق من أن القراءات السبع هي جزء من الأحرف السبعة التي احتملها رسم المصحف.
- أن الأصل في القراءة التلقي عن القراء مشافهة.

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
يجب أن تحقق القراءة ثلاثة شروط:
1. أن توافق اللغة العربية.
2. أن توافق الرسم العثماني.
3. أن يصح اسنادها.

ويجب اجتناب ما خالف هذه الشروط ومن قرأ بشيء مما خالفها جاهلا يعلم، فإن أصر يؤدب.

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن جده قال: افتتحت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما "سورة الطور" فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}. ذهبت إلى السوق في حاجة ثم رجعت، وهي تكررها: {ووقانا عذاب السموم}، قال: وهي في الصلاة.
وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
صحابة كرام، أخذوا العلم عن نبيهم عليه الصلاة والسلام، واقتدوا بفعله حين قام ليلة من الليالي يقرأ آية واحدة الليل كله، حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
وفقهوا معنى الاتباع في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}
وفهموا معنى التمهل والتؤدة بغرض الفهم في قوله: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
قرأوه ليفهموا، وليتدبروا..
قرأوه ليزيدهم إيمانا وخشية..
قرأوه ليعملوا بما جاء به..
مع عنايتهم بحروفه أقاموا حدوده، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واتعظوا بمواعظه، وآمنوا بأخباره
فكان لهم نصرا وعزة، ورحمة وهدى وبصائر، وبركات على دنياهم وآخرتهم، فعلوا به على كل الأمم، ونالوا به أعلى الدرجات
وما تسللت إليهم الهزيمة والوهن إلا لما أعرضوا عنه، وانشغلوا بدنياهم، فخسروا الدنيا والآخرة..
قال أبو شامة في المرشد الوجيز وهو يحث على الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن وترك التعمق فيه:" لم يبق لمعظم من طلب القرآن العزيز همة إلا في قوة حفظه وسرعة سرده وتحرير النطق بألفاظه والبحث عن مخارج حروفه والرغبة في حسن الصوت به".
وفي زماننا هذا صرنا نسأل الله أن يكثر في شبابنا من يعتني بحفظه واتقانه وحسن تلاوته، فالتدبر والفهم والعمل، بإذن الله يأتي مع كثرة التلاوة، ومصاحبة أهل القرآن ، ولعل المعلمين والمقرئين ودور التحفيظ والحلقات لا يغفلون عن تنبيه الحفاظ للغاية الكبرى من الحفظ والتلاوة، ولعل الله يطرح البركة في العلماء وطلبة العلم والمعتنين بعلم التدبر والتفسير، ويلهمهم تعليم ما تعلموه ونشره وابتكار المشاريع التي تصل بها معاني القرآن لأهل الإسلام في كافة البقاع وعلى اختلاف مستوياتهم وثقافتهم، فلا يعلم أحدنا أين تكون البركة، فلطلبة العلم حاجة، وللعامة حاجة، وللنساء حاجة، وللرجال حاجة، وللناشئة حاجات، وقد كثرت في هذا الزمان الوسائل وتنوعت، فمقال، ودرس، ومحاضرة، وفائدة، وتغريدة، وصورة، وتصميم، و.. ولا تنتهي الوسائل التي ينشر بها العلم ويفقه بها الناس في فهم كتاب الله وأهمية العناية بالتدبر والفهم والعمل ..
عسى الله أن يعيد للأمة رشدها ويهديها لتنهل من علوم كتاب ربها ما يتحقق لها به المراد
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25 جمادى الآخرة 1439هـ/12-03-2018م, 03:08 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

1: استخص عناصر الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
* نزول القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان جملة واحدة إلى السماء الدنيا وأدلة ذلك
* الحكمة من نزول القرآن منجماً وأسباب ذلك
* عدد سنوات النزول للقرآن
* معارضة جبريل القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم .
* زمان نزول القرآن إلى السماء الدنيا
* تفسير قوله تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
* وعد الله لنبيه بتحفيظه القرآن
* أكثر أيام لنزول الوحي
* أول ما نزل من القرآن
* آخر ما نزل من القرآن .
* ترتيب آيات القرآن ضمن سورها
* حفظ الصحابة للقرآن وكثرتهم
* الترخيص بقراءة القرآن على سبعة أحرف .
* ورود النسخ في القرآن وأنواعه
* علامة البسملة على انتهاء السورة
* كتابة القرآن
* تأويلات رواية ( أن القرآن لم يجمع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم )
* جمع أبي بكر وعثمان للقرآن
* الإجماع على مصحف عثمان أنه هو الذي أنزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

2: حرّر القول في المراد بالأحرف السبعة.
قيل فيها عدة أقوال منها على لغات قبائل العرب في جزيرة الحجاز ومنها على سبعة أبواب من فصول الكلام ومنها على عدة ابواب من الأمر والنهي ومثلها و الراجح أنها على لغات العرب كما يقول أبو جعفر الطحاوي: كانت هذه السبعة للناس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غيرها؛ لأنهم كانوا أميين، لا يكتبون إلا القليل منهم، فكان يشق على كل ذي لغة منهم أن يتحول إلى غيرها من اللغات، ولو رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقا، فكانوا كذلك، حتى كثر من يكتب منهم، وحتى عادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءوا بذلك على تحفظ ألفاظه، ولم يسعهم حينئذ أن يقرؤوا بخلافها، وبان بما ذكرنا أن تلك السبعة الأحرف إنما كانت في وقت خاص، لضرورة دعت إلى ذلك، ثم ارتفعت تلك الضرورة فارتفع حكم هذه السبعة الأحرف، وعاد ما يقرأ به القرآن إلى حرف واحد".
"قال أبو عمر: وهو الذي عليه الناس في مصاحفهم وقراءاتهم من بين سائر الحروف؛ لأن عثمان رضي الله عنه جمع المصاحف عليه". قال: "وهذا الذي عليه جماعة الفقهاء فيما يقطع عليه، وتجوز الصلاة به، وبالله العصمة والهدى".
فاتسقر الأمر على لغة قريش وبعا كتب مصحف عثمان رضي الله عنه ووزع في الأمصار

3: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟
الأحرف السبعة هي غير القراءات السبعة , فالقرءات السبعة هي أوجه قراءة بعض الكلمات لأنه لما خلت المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".
ويقرأ من القراءات ما وافق رسم المصحف واللغة العربية ونقل نقلا صحيحاً
والأحرف السبعة نسخت وبقي منها ما هو موجود في مصحف عثمان رضي الله عنه

4: بيّن سبب اختلاف القراء بعد ثبوت المرسوم في المصحف.
لأنه لما خلت المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون كأبي موسى بالبصرة وعلي وعبد الله بالكوفة وزيد وأبي بن كعب بالحجاز ومعاذ وأبي الدرداء بالشام، فانتقلوا عما بان لهم أنهم أمروا بالانتقال عنه مما كان بأيديهم، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه".

5: ما هي شروط قبول القراءة واعتبارها؟ وما حكم ما خالف هذه الشروط؟
ويقرأ من القراءات ما وافق رسم المصحف واللغة العربية ونقل نقلا صحيحاً
وما خالف ذلك يعتبر قراءة شاذة لا يجوز القراءة بها وإنما يستشهد بها في اللغة العربية فقط

6: تكلّم بإيجاز عن وجوب العناية بفهم القرآن وتدبّره، والثمرّة المتحصّلة من ذلك.
- يجب العناية بلفظ كلمات القرآن ومخارج الحروف والتجويد لأنها الأساس لفهم القرآن
- يجب وجوباً مؤكدا على من أراد فهم القرآن قراءة التفسير من كتب علماء التفسير المعتمدين الموثوقين حتى يقفف على مراد كلام الله ويفهمه ويتدبره .
- وجوب العمل بما يأمر به القرآن إذ هو المقصد الأكبر لنزول القرآن فما أنزله الله إلينا إلا ليكون دستورا نعيش به في حياتنا ووفقا لما يأمر به وينهى وهو رسول رب العالمين بين أيدينا .
- وجوب الدعوة به وإليه وتعلمه وتعليمه .
- وثمرة ذلك النجاح والفلاح في الدينا والآخرة , فلا سبيل إلى العلا بدونه

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 جمادى الآخرة 1439هـ/15-03-2018م, 09:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة كتاب المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي


تعليقات عامة:
أحسنتم جميعًا، زادكم الله علمًا وفضلا وهدىً.
س1:
- يُنصح بأن تكون العبارة المستعملة في كتابة العنصر واضحة تدل دلالة موجزة على ما تحتها والمقصد منه، فبدلا من قول : " تفسير قوله تعالى { كذلك لنثبت به فؤادك ..} " يقال : " الحكمة من نزول القرآن مفرقًا " لأن إيراد أبي شامة لتفسير الآية في كتابه ليس لغرض بيان التفسير وفقط وإنما لبيان أحوال نزول القرآن والحكمة من ذلك.
- كذلك يُنصح بإعادة ترتيب العناصر بما يجعلها متسلسلة ويدل على ترابطها، حتى وإن خالف ذلك ترتيب المصنف.
- المسائل المتعلقة بجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل : حفظ القرآن، وكتابته، وتأليفه، والقراء في عهد النبي، ومعارضة القرآن ... يمكن جمعها تحت مبحث " الجمع النبوي " أو " جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم " ذلك أن أبا شامة فصل هذه المرحلة عن جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق، وجمع عثمان، فجعل الآخرين في فصل واحد تحت عنوان " جمع الصحابة القرآن .." وقصدتُ بهذه الملحوظة توضيح المراحل الثلاثة لجمع القرآن.


نورة الأمير : ب
س1:
- لم يتضح المراد بقولكِ " المراد بتنزيل القرآن "، وأول ما ذكره أبو شامة يتعلق بزمن نزول القرآن والمسائل المتعلقة بنزول القرآن في ليلة القدر.
- يحسن أن نقول " المراد بنزول القرآن في ليلة القدر" أو " تحرير الخلاف في ... " ، لأن فيه أقوال منها ابتداء النزول.
- أرجو قراءة الملحوظات العامة.
س2:
- الذين قالوا بأن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات اختلفوا في تحديد هذه السبع، وتحديدكِ لها في القول الأول قد يُفهم منه أنها هذه دون غيرها.
أقوى اعتراض على هذا القول هو حديث
المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري في اختلاف عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم في القراءة واحتكامهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعلومٌ أن عمر وهشام كلاهما قرشيان، ولن يقرئهما النبي صلى الله عليه وسلم بلغة غير لغتهما والحديث صحيح.
- القول الثاني والثالث مما ذكرتِ ليس في بيان الخلاف.
- القول من 7 إلى 13 يجمعهم " اجتهاد العلماء في استخراج معنى الأحرف السبعة من القراءات الموجودة حاليًا " ، وقد اختصرتِ في بيان الأوجه السبعة على كل قول منها.
س3: أحسنت، ولكن من تمام الإجابة بيان الرد على من قال بذلك.
س5: ما هو مرجع قولكِ " هذه الكتب المشهورة ؟؟ "، يُرجى تجنب النسخ أثناء الإجابة خاصة نسخ ما لا يتضح مرجعه !
س6: أحسنتِ، وتميزتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وتعليقا على النقطة السادسة من الثمرات: لو قيدتِ الفهم - على الأقل فهم ما لابد على كل مسلم معرفته -؛ فإن الناس يتفاوتون في فهم القرآن تفاوتًا عظيمًا كل بحسب ما أوتيه الله من العلم.

علاء عبد الفتاح: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
س1:
صياغة العناصر بحاجة لتوضيح للدلالة على المقصود بها بحيث يتمكن القارئ من تكوين فكرة عامة عن التلخيص بقراءته للعناصر، مثلا : " المراد بمواقع النجوم "
المعنى العام لحديث بن عباس = غير معلوم للقارئ ما هو حديث ابن عباس المقصود، والأولى صياغة العنصر بما يدل عليه هذا الحديث ثم في التلخيص يوضع الحديث كدليل على المسألة.
س6: أحسنت، بارك الله فيك، لكن قصرت في بيان الثمرات المتحصلة من تدبر القرآن.


سارة المشري: ب+
س1: أرجو قراءة التعليق العام.
س2: بالنسبة لما ذكرتيه في الدراسة والترجيح، ينبغي التنويه على أن القول بأن الأحرف السبعة هي الألفاظ المترادفة والمتقاربة لا يعني أنهم كانوا يقولون اللفظ المقارب دون توقيف؛ فكما ذكر أبو شامة عن صاحب شرح السنة - بعد ما ذكر ترجيحه للقول بأن المراد بالأحرف السبعة اللغات - قال : "
"ولا يكون هذا الاختلاف داخلا تحت قوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} ؛ إذ ليس معنى هذه الحروف أن يقرأ كل فريق بما شاء مما يوافق لغته من غير توقيف، بل كل هذه الحروف منصوصة، وكلها كلام الله عز وجل، نزل بها الروح الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم، يدل عليه قوله عليه السلام: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف))، فجعل الأحرف كلها منزلة..."اهـ.
وبالنسبة للترجيح، ستكون - بإذن الله - دورة مخصصة في الأحرف السبعة لبيان تفصيل هذه الأقوال والراجح منها.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

ضحى الحقيل: ب+
س1: يُرجى قراءة التعليق العام.
س2: وضح أبو شامة القول الثاني مما ذكرتِ بقوله : "
قلت: وهذا كلام مستقيم حسن، وتتمته أن يقال:
أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: ((هون على أمتي...)) على ما سبق ذكره في أول الباب، فلما انتهى إلى سبعة وقف، وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه لا يحتاج من ألفاظه لفظة إلى أكثر من ذلك غالبا، والله أعلم"
ونقل في آخر هذا الباب عن صاحب شرح السنة ما مفاده أن هذا الاختلاف في الأحرف السبعة ليس من اجتهاد الناس من دون توقيف وإنما بهذا أنزل من عند الله عز وجل، وراجعي في ذلك التعليق على الأخت سارة المشري.
كذلك يتضح من الأحاديث الواردة في هذا الباب أن هذا الأحرف السبعة جميعها من عند الله عز وجل ويتضح ذلك من رد النبي صلى الله عليه وسلم على من جاؤوه يحتكمون إليه في اختلافهم في القراءة فيقول لكل منهم " هكذا أنزلت ".
وبالنسبة للترجيح، ستكون - بإذن الله - دورة مخصصة في الأحرف السبعة لبيان تفصيل هذه الأقوال والراجح منها.
س6: وددت لو فصّلت بذكر الثمرات وقد أحسنتِ بيانها في هذه العبارة "
فكان لهم نصرا وعزة، ورحمة وهدى وبصائر، وبركات على دنياهم وآخرتهم، فعلوا به على كل الأمم، ونالوا به أعلى الدرجات " ولو أفدتينا بتفصيل كل نقطة منها.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.

ماهر القسي: ج
بارك الله فيك، في إجابتك عمومًا اختصار شديد.
س1: يُرجى قراءة التعليق العام، وفي العنصر الأول مما ذكرت حصر للمراد في نزول القرآن في ليلة القدر في قول واحد والأولى أن يكون العنوان " تحرير الخلاف في المراد بإنزال القرآن في ليلة القدر"
س2: اختصرت كثيرًا في تحرير الخلاف وأرجو قراءة تحرير الإخوة والأخوات أعلاه خاصة الأخ علاء، والتعليق على الإخوة والأخوات.
س3: من تمام الإجابة بيان الرد على من قال بهذا القول وبيان بطلان قوله.
س6: ينقص إجابتك الاستشهاد بالأدلة من الكتاب والسنة.
- خُصمت نصف درجة للتأخير.


بارك الله فيكم ونفع بكم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir