دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 04:22 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير جزء قد سمع

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
2. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
3. بيّن
معنى الفيء وحكمه.
4. استدلّ على
بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.

المجموعة الثانية:
1
. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

2. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.
3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.
4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.

المجموعة الثالثة:
1
. حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
2. فسّر قوله تعالى: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
3. بيّن سبب نزول سورة المجادلة.

4. استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.


المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في
سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.
2. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
3. بيّن
معنى الظهار وحكمه.
4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 10:42 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الأولى

المجموعة الأولى
حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
ورد في أسباب نزولها قولان ذكرهما ابن كثير
نزلت في اليهود .وهو قول ابن أبي نجيح عن مجاهد ؛وهو قول مقاتل ابن حيان
قال مقاتل بن حيّان: كان بين النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين اليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مرّ بهم رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جلسوا يتناجون بينهم، حتّى يظنّ المؤمن أنّهم يتناجون بقتله-أو: بما يكره المؤمن-فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم. فنهاهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن النّجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النّجوى، فأنزل اللّه:{ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه}.
-
نزلت في المؤمنين
عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا نتناوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، نبيت عنده؛ يطرقه من اللّيل أمرٌ وتبدو له حاجةٌ. فلمّا كانت ذات ليلةٍ كثر أهل النّوب والمحتسبون حتّى كنّا أنديةً نتحدّث، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "ما هذا النّجوى؟ ألم تنهوا عن النّجوى؟ ". قلنا: تبنا إلى اللّه يا رسول اللّه، إنّا كنا في ذكر المسيح، فرقا منه. فقال: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه؟ ". قلنا: بلى يا رسول اللّه. قال: "الشّرك الخفيّ، أن يقوم الرّجل يعمل لمكان رجلٍ". رواه ابن أببي حاتم
وقال ابن كثير هذا إسنادٌ غريبٌ، وفيه بعض الضّعفاء.

2.
فسّر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ }يخبر الله تعالى عن الذين شاقوا الله ورسوله و جعلوا شرعه ودينه في حد وهم في حد آخر ؛واختاروا لأنفسهم حدودا غير ما حده الله ورسوله، أنهم {كبتوا}أهينوا ولعنوا وأخزوا، كما {كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} كما فعل بمن أشبههم ممّن قبلهم
(وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ) وكيف يفعلون ذلك وقد أقمنا دلائل واضحات تبين معالم الشريعة وتوضح حدودها، وتفصل أحكامها وتبين سرّ تشريعها؛فليس لهم حجة على الله ؛فإن الله قد قامت حجته البالغة على الخلق.
(وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) وللجاحدين بتلك الآيات المتكبرين عن الإيمان بها؛ والانقياد والخضوع لها؛ عذاب يذلهم ويخزيهم و يذهب بعزهم وكبريائهم.
3. بيّني معنى الفيء وحكمه.
وتعريف الفيء : هو ما أخذ من مال الكفار بحق، من غير قتال، ولا إيجاف خيل ولا ركاب.
، كمال بني النّضير ، الذي فروا وتركوه خوفا من المسلمين، وسمي فيئا، لأنه رجع من الكفار الذين هم غير مستحقين له، إلى المسلمين الذين لهم الحق الأوفر فيه.
حكم الفيء: أنه يقسم خمسة أقسام كما بينته الآية الكريمة
{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}
وهذا حكم عام؛سواءٌ كانَ في وقْتِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم أو بَعدَه على مَن تَوَلَّى مِن بعدِه مِن أُمَّتِه.
والفَيْءُ يُقَسَّمُ خَمْسَةَ أقسامٍ
1الخمس الأول:للهِ ولرسولِه يُصْرَفُ في مصالِحِ المُسلمِينَ العامَّةِ.
الخمس الثاني : .لذَوِي القُرْبَى، وهم بنو هاشِمٍ وبنو الْمُطَّلِبِ؛ حيثُ كانوا، يُسَوَّى فيه بينَ ذُكورِهم وإِناثِهم.؛ وقد جعل لهم حقا في الفيء لانهم قد مُنِعُوا مِن الصدَقَةِ.
.
الخمس الثالث :خُمُسٌ لفُقراءِ اليَتامَى، وهم مَن لا أبَ له ولم يَبْلُغْ.
الخمس الرابع :للمَساكِينِ.
الخمس الخامس: لأبناءِ السبيلِ، وهم الغُرَباءُ المُنقَطَعُ بهم في غيرِ أوطانِهم.
الحكمة من تقسيم الفيء
وإنَّمَا قَدَّرَ اللَّهُ هذا التقديرَ وحَصَرَ الفَيْءَ في هؤلاءِ الْمُعَيَّنِينَ لئلا يأخذه الأغنياء ويتداولوه فيما بينهم، ويتكاثروا به، كما كان ذلك دأبهم فى الجاهلية، ولا يصيب الفقراء من ذلك شىء.

ِ
4.
استدلّ عل بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.
دليله قوله تعالى (مِنْ نِسائِهِمْ) .
.
وجه الدلالة..أن المرأة قبل أن يتزوجها الرجل .لَيْسَتْ مِنْ نِسَائِهِ
وأيضا قياسا على الطلاق.فكما أنه لا يصح طلاقها سواء كان طلاقا معلقا أو غيره كذلك لا يصح الظهار منها .
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 محرم 1438هـ/6-10-2016م, 11:19 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي المجموعة الرابعة

المجموعة الرابعة:
1.
حرّر القول فيسبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية
. نزلت في اليهود
عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه:{وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. رواه ابن أبي حاتم
. عن عبد اللّه بن عمرٍو؛ أنّ اليهود كانوا يقولون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: سامٌ عليك، ثمّ يقولون في أنفسهم:{لولا يعذّبنا اللّه بما نقول}؟، فنزلت هذه الآية:{وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير}..رواه الإمام أحمد . قال ابن كثير إسنادٌ حسن ولم يخرجوه

2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَفَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} يخاطب الله تعالى عباده المؤمنين الراغبين في مناجاة الرسول؛ومساراته بالكلام ؛ والتفرد معه بالحديث أن يقدموا بين يدي نجواهم صدقة؛ فإن تلك الصدقة {خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ؛}لما فيها من منافع جمة؛ من ذلك أنه يحصل بها تعظيم الرسول و تعظيم مناجاته ؛ التخفيف على الرسول لما يحصل له من المشقة من كثرة مناجاته ؛ تأديب للمؤمنين وتعليمهم.؛ حصول التزكية للنفوس وتطهيرها من الجشع في جمع المال وحب ادخاره، ؛بها نفع كثير من الفقراء بتلك الصدقات ؛ تمييز المنافق من المؤمن.

(فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي فإن لم تجدوا الصدقة أيها الفقراء وعجزتم عن ذلك فالله قد رخص لكم في المناجاة بلا تقديم لها.فالحكم خاص بمن وجد الصدقة أما، الذي لا يَجِدُ الصدَقَةَ؛ فإنَّ اللَّهَ لم يُضَيِّقْ عليهِ الأمْر.
{أأشفقتم} أأخفتم{ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}من استمرار حكم تقديم الصدقة بين منجاة الرسول ؛ فيلحقكم به الفقر والعيلة.
{فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا }ما أُمِرْتُمْ به مِن الصدَقَةِ بينَ يَدَيِ النَّجْوَى؛ لثِقَلِها عليكم.
{ ..وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ.} بأنْ رَخَّصَ لكُم في الترْكِ.
{ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ }أي ؛أدوا الصلاة ؛وقوّموها بأدائها على أكمل الوجوه بالإتيان بأركانها وشروطها وسننها
{ وَآَتُوا الزَّكَاةَ}أعطوا زكاة أموالكم المفروضة إلى مستحقيها ؛ لما فيها من تطهير النفوس وإزالة الشح عن القلوب
{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فيما تؤمرون به من الفرائض و الواجبات بالامتثال والطاعة والانقياد ؛ وما تنهون عنه من المحرمات والموبقات باجتنابه والابتعاد عنه
وقفوا عند حدود الشرع و لا تعتدوها
والعبرة في ذلك على الإخلاص و الإحسان لهذا قال{ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }هو محيط بنواياكم وأعمالكم، ومجازيكم بما قدمتم لأنفسكم من خير أو شر
وهذه الآية نسخت حكم تقديم الصدقة قبل مناجاة الرسول.
. قال عكرمة والحسن البصريّ :{فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}نسختها الآية الّتي بعدها{أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}إلى آخرها
وعن قتادة:{إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}إنّها منسوخةٌ: ما كانت إلّا ساعةً من نهارٍ.
وقيل إنه لم يعمل بها أحد إلا علي رضي الله عنه


3.
بيّنمعنى الظهار وحكمه.
تعريف الظهار
أصل الظّهار مشتقٌّ من الظّهر. وهو أن يقول الرجل لزوجته أنت على كظهر أمي
ذلك أن الرجل في الجاهلية كان يغضب على امرأته لأمر من الأمور ثم يقول: أنت عليَّ كظهر أمي فتطلق منه.
فلما جاء الإسلام أنقذ المرأة من هذا الحرج، وبيَّن أن الظهار منكر من القول وزور؛ لأنه قائم على غير أصل، فالزوجة ليست أماً حتى تكون محرمة كالأم، وأبطل هذا الحكم.؛وجعل الظهار محرِّماً للمرأة حتى يكفِّر زوجها عمَّا حصل منه كفارة الظهار.

حكم الظهار
1حكم الظهار: حرام، وقد ذم الله المظاهرين؛ ووصف مقولتهم تلك بأنها منكرا وزورا
بقوله:{ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)}[المجادلة/2].
2-- إذا ظاهر الرجل من امرأته وأراد أن يطأها حَرُم عليه وطؤها حتى يكفر كفارة الظهار وهى ؛ تحرير رقبة ؛فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ؛ فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.

الدليل قوله تعالى {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
وجه الدلالة":... الآيتين فيها مدح للمهاجرين والأنصار والثناء عليهم
بخصال حميدة .وأنهم حازوا من الفضل و السوابق و المناقب ما جعلهم يسبقوا من بعدهم و يدركوا من قبلهم .
الله أعلم

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 6 محرم 1438هـ/7-10-2016م, 12:40 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
المجادلة، والحشر (من أولها حتىآية 10)

المجموعةالأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}الآية.
ج1: جاء في سبب نزول هذه الآية: أنه كان بين النبي صلى الله عليه وسلم واليهود موادعة، فكان اليهود إذا مر بهم الرجل من المؤمنين تناجوا فيما بينهم، حتى يظن المؤمن أنهم يريدون به سوء، من قتل ونحوه، وكان المؤمن إذا رأى ذلك، تحاشى مجالسهم وابتعد عنها، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينقادوا لأمره وخالفوه، فنزل قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). ذكره ابن كثير والأشقر.

_وجاء عن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نبيت عنده، يطرق من الليل أمر، وتبدو له حاجة. فلما كان ذات ليلة كثر أهل النوبة والمحتسبون حتى كنا أندية نتحدث، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما هذا النجوى؟ ألم تنهوا عن النجوى؟). قالوا: تبنا إلى الله يا رسول الله، إنا كنا في ذكر المسيح، فرقا منه. فقال:(ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه؟). قلنا بلى يا رسول الله. قال:(الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل). قال ابن كثير إسناد غريب.


2.
فسّر قولهتعالى: {إِنَّ الَّذِينَيُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْوَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُاللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
ج2: قال تعالى:(إَنَّ الَّذِينَيُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْوَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)في هذه الآية يخبر تعالى عن أقوام يحادون الله ورسوله، وأصل المحادة: المشاقة والمخالفة والمعاداة، فهؤلاء لما شاقوا الله ورسوله، مخالفين شرع ربهم معرضين عما جاء به رسوله، أذلهم الله وأخزاهم وأهانهم في الدنيا، وهذا شأن ومصير كل من رد أمره، وعصى رسوله، وليس ذلك فحسب، بل إن في الآخرة لهم عذاب يهينهم جزاء على استكبارهم وعدم انقيادهم وخضوعهم لما جاءهم من الآيات البينات الواضحات. (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُاللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) سيعلم هؤلاء الكفار حين يجمع الله الخلق جميعا في صعيد واحد للحساب والجزاء، وذلك يوم القيامة، فيخبرهم ويطلعهم على ما عملوه في الدنيا من خير وشر، كله في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، وهو العليم سبحانه بخلقه قبل أن يخلقهم، فقد أحصى الله سبحانه كل أعمالهم في اللوح المحفوظ، وحفظه الملائكة الكرام، فإن كانوا قد نسوه وغاب عنهم، فالله سبحانه لا يخفى عليه شيء من أمر خلقه، مطلع عليهم في كل أحوالهم.

3.
بيّنمعنى الفيءوحكمه.
ج3: الفيء:هو كل مال أُخذ من الكفار بحق من غير قتال، أو تكلف ومعاناة وتعب، فلم تُسرج له الخيول، أو تركب فيه الإبل.مثاله: أموال بني النضير، التي أخذت بدون قتال.
حكمه: قسم الله الفيء خمسة أقسام، وهذا التقسيم لما كان في الفيء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده. قال تعالى:(مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىفَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِالسَّبِيلِ).
الأول:لله ولرسوله. فيصرف هذا في مصالح المؤمنين العامة. وقد كان قسمة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، يجعلها نفقة وقوت سنة، لأهل بيته.
الثاني:ذوو القربي، وهم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء _بنو هاشم، وبنو المطلب_ وذلك لما اختصوا به بنو هاشم بأنهم لا يقبلون الصدقة، فكان في الفيء عونا لهم. وبنو المطلب لنصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والإسلام. قال عليه الصلاة والسلام:(إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام).
الثالث:اليتامى الفقراء. وهم الذين فقدوا آبائهم ولم يبلغوا.
الرابع:المساكين. وهم فقراء المسلمين الذين لا يجدون قوت يومهم.
الخامس:ابن السبيل. المتغربين عن أوطانهم، وقد انقطعت بهم السبل.

4 : استدلّعلى[font="&amp] [/font]بطلان المظاهرة من[font="&amp] [/font]المرأة قبل[font="&amp] [/font]الزواج[font="&amp].[/font]
ج4: قال السعدي: في بيان قوله تعالى:(الذين يظاهرون منكم من نساءهم)، إذا ظاهر الرجل من زوجته. وقال الأشقر: والمظاهرة أن يقول الرجل لزوجته: ...
فدل ذلك على أن الظهار لا يقع إلا على الزوجة.
_والظهار كان في الجاهلية طلاقا، فجاء الإسلام، فجعل فيه الكفارة، ولا يقع الطلاق إلا على المتزوجة.
_والظهار يكون للتحريم، فإذا كان قبل الزواج، فليس هناك حلال حتى يقع التحريم.
فدل ما سبق على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج. والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 محرم 1438هـ/7-10-2016م, 01:07 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
المجادلة، والحشر (من أولها حتىآية 10)

المجموعةالأولى:
1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى}الآية.
ج1: جاء في سبب نزول هذه الآية: أنه كان بين النبي صلى الله عليه وسلم واليهود موادعة، فكان اليهود إذا مر بهم الرجل من المؤمنين تناجوا فيما بينهم، حتى يظن المؤمن أنهم يريدون به سوء، من قتل ونحوه، وكان المؤمن إذا رأى ذلك، تحاشى مجالسهم وابتعد عنها، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن النجوى فلم ينقادوا لأمره وخالفوه، فنزل قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). ذكره ابن كثير والأشقر.

_وجاء عن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نبيت عنده، يطرق من الليل أمر، وتبدو له حاجة. فلما كان ذات ليلة كثر أهل النوبة والمحتسبون حتى كنا أندية نتحدث، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما هذا النجوى؟ ألم تنهوا عن النجوى؟). قالوا: تبنا إلى الله يا رسول الله، إنا كنا في ذكر المسيح، فرقا منه. فقال:(ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه؟). قلنا بلى يا رسول الله. قال:(الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل). قال ابن كثير إسناد غريب.


2.
فسّر قولهتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
ج2: قال تعالى:(إَنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)في هذه الآية يخبر تعالى عن أقوام يحادون الله ورسوله، وأصل المحادة: المشاقة والمخالفة والمعاداة، فهؤلاء لما شاقوا الله ورسوله، مخالفين شرع ربهم معرضين عما جاء به رسوله، أذلهم الله وأخزاهم وأهانهم في الدنيا، وهذا شأن ومصير كل من رد أمره، وعصى رسوله، وليس ذلك فحسب، بل إن في الآخرة لهم عذاب يهينهم جزاء على استكبارهم وعدم انقيادهم وخضوعهم لما جاءهم من الآيات البينات الواضحات. (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) سيعلم هؤلاء الكفار حين يجمع الله الخلق جميعا في صعيد واحد للحساب والجزاء، وذلك يوم القيامة، فيخبرهم ويطلعهم على ما عملوه في الدنيا من خير وشر، كله في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، وهو العليم سبحانه بخلقه قبل أن يخلقهم، فقد أحصى سبحانه كل أعمالهم في اللوح المحفوظ، وحفظه الملائكة الكرام، فإن كانوا قد نسوه وغاب عنهم، فالله سبحانه لا يخفى عليه شيء من أمر خلقه، مطلع عليهم في كل أحوالهم.

3.
بيّن معنى الفيء وحكمه.
ج3: الفيء:هو كل مال أُخذ من الكفار بحق من غير قتال، أو تكلف ومعاناة وتعب، فلم تُسرج له الخيول، أو تركب فيه الإبل.مثاله: أموال بني النضير، التي أخذت بدون قتال.
حكمه: قسم الله الفيء خمسة أقسام، وهذا التقسيم لما كان في الفيء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولأمته من بعده. قال تعالى:(مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ).
الأول:لله ولرسوله. فيصرف هذا في مصالح المؤمنين العامة. وقد كان قسمة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، يجعلها نفقة وقوت سنة، لأهل بيته.
الثاني:ذوو القربى، وهم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء _بنو هاشم، وبنو المطلب_ وذلك لما اختصوا به بنو هاشم بأنهم لا يقبلون الصدقة، فكان في الفيء عونا لهم. وبنو المطلب لنصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والإسلام. قال عليه الصلاة والسلام:(إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام).
الثالث:اليتامى الفقراء. وهم الذين فقدوا آبائهم ولم يبلغوا.
الرابع: المساكين. وهم فقراء المسلمين الذين لا يجدون قوت يومهم.
الخامس:ابن السبيل. المتغربين عن أوطانهم، وقد انقطعت بهم السبل.

4 : استدلّعلى[font="&amp] [/font]بطلان المظاهرة من[font="&amp] [/font]المرأة قبل[font="&amp] [/font]الزواج[font="&amp].[/font]
ج4: قال السعدي: في بيان قوله تعالى:(الذين يظاهرون منكم من نساءهم)، إذا ظاهر الرجل من زوجته. وقال الأشقر: والمظاهرة أن يقول الرجل لزوجته: ...
فدل ذلك على أن الظهار لا يقع إلا على الزوجة.
_والظهار كان الجاهلية طلاقا، فجاء الإسلام، فجعل فيها الكفارة، ولا يقع الطلاق إلا على المتزوجة.
_والظهار يكون للتحريم، فإذا كان قبل الزواج، فليس هناك حلال حتى يقع التحريم.

فدل ما سبق على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 محرم 1438هـ/7-10-2016م, 04:11 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي

المجموعة الثانية:
1- حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
القول الأول:
المراد أن يعود في لفظ الظهار فيكرره. اختيار بن حزم وقول داود،و بكير ابن الأشج والفراء، وفرقة من أهل الكلام ذكره ابن كثير.
القول الثاني:
أن يعود إلى الظهار بعد تحريمه فمتى ظاهر الرجل من امرأته فلا تحل له إلا بعد الكفارة.ذكره ابن كثير عن أبو حنيفة والليث بن سعد.
القول الثالث:
أن يمسكها زوجة بعد الظهار مع القدرة على الطلاق.ذكره ابن كثير عن الشافعي ومالك.
القول الرابع:
العزم على جماع من ظاهر منها. ذكره ابن كثير عن ابن حنبل ومالك وسعيد بن جبير وذكره السعدي والأشقر.
واستدل له السعدي بأن الله تعالى ذكر أن الكفارة تكون قبل المسيس أي بمجرد العزم تجب الكفارة.
القول الخامس:
أن يعود إلى جماع من ظاهر منها. ذكره ابن كثير عن ابن حنبل ومالك والحسن البصري وذكره السعدي.
واستدل له السعدي بأن الله تعالى قال:{ ثمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} وما قالوا إنما هو الوطء.
وقد أبطل ابن كثير القول الأول.
2- فسّر قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
يؤدب الله تعالى عباده المؤمنين فيأمرهم إذا تناجوا ألا يتناجوا بإثم أو عدوان أومعصية للرسول صلى الله عليه وسلم كما يفعل المنافقين والكفار بل تكون نجواهم بالبر والخير والتقوى وترك المعصية فالله يعلم ما يخفون وما يعلنون وسيرجعون إليه فيجازيهم بأعمالهم.
(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
إنما النجوى وهي المسارة التي يتوهم المؤمن بها السوء فتحزنه من الشيطان ومن تزيينه، ليحزن الذين ءامنوا ويدخل عليهم الهم ،وعلى المؤمن أن يتوكل على الله ويعلم أنه لن يصيبه شئ إلا بإذن الله وأن الله يدافع عن الذين ءامنوا فيفوض أمره إلى الله ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإن كيده ضعيف.
3- بيّن سبب نزول سورة الحشر.
نزلت السورة في بني النضير وهم من اليهود الذين سكنوا المدينة المنورة وقت فتن بني إسرائيل ، وعندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة هادنهم مع من هادن من طوائف اليهود ثم غدروا به بعدما عاهدهم وأصبحوا مع المشركين ضد النبي صلى الله عليه وسلم، فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأجبرهم على الجلاء فرضخوا وكان هذا الحشر الأول لليهود من المدينة.
4- استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار
في سورة المجادلة جاء الأمر بتحرير الرقبة مطلق واستدل العلماء على أن الرقبة المعتقة يشترط فيها الإيمان بتقييد تحرير الرقبة في آية القتل بأن تكون رقبة مؤمنة.
قال تعالى في سورة النساء: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 07:00 AM
محمد حسين داود محمد حسين داود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 127
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
المراد بأول الحشر:
مِن المدينةِ )مِن دِيارِهم وأَوطانِهم((الكلبى) ك س ش
وعن ابن عبّاسٍ: أن الحشر كان من المدينة إلى أرض الشّام
وآخِرُ حشْرٍ
1- إجلاءُ عمرَ لهم )الكلبى) س ش
2- هو حشْرُ جميعِ الناسِ إلى أرضِ الْمَحْشَرِ(الكلبى) ش
3- أَجْلاَهُم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مِن خَيْبَرَ س ك
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ}
هذا أَدَبٌ مِن اللَّهِ لعِبادِه المُؤْمنِينَ إذا اجْتَمَعُوا في مَجْلِسٍ مِن مَجالِسِ مُجتمعاتِهم، واحتاجَ بعضُهم أو بعضُ القادمِينَ عليهم للتَّفَسُّحِ له في الْمَجْلِسِ ك س ش
فأمَرَهم اللهُ سُبحانَه بالتَّوْسِعَةِ في الْمَجْلِسِ وعدَمِ التضايُقِ فيه.ك س ش
سبب الأمر بالتفسح:كانوا يَتنافسونَ في مَجْلِسِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأُمِرُوا أنْ يُفْسِحَ بعضُهم لبعضٍ. ك ش
قراءة :{في المجلس}ك
المراد بالمجالس : سواءٌ كان مَجْلِسًا اجتَمَعَ فيه المسلمونَ للخيرِ والأَجْرِ ك ش مجالس الذكر - يوم الجمعة – مجالس الحرب ك
{فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُلَكُمْ}فأمَرَهم اللهُ سُبحانَه بالتَّوْسِعَةِ في الْمَجْلِسِ وعدَمِ التضايُقِ فيه.
متعلق الفسح:يُوَسِّعِ اللهُ لكم في الجنَّةِ ك ش
وذلك أنّ الجزاء من جنس العمل ك س
{وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا}أي: ارْتَفِعُوا وتَنَحَّوْا عن مَجالِسِكم
سبب النشوز :لحاجةٍ تَعْرِضُ س - ليَجْلِسَ فيها أهْلُ الفَضْلِ في الدِّينِ، وأهْلُ العلْمِ باللهِ فلْيَقُومُوا ش – للقتال ك – للخير ك – الصلاة ك
{فَانْشُزُوا}
حكم القيام للوارد ك ش
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
فضل جمع الإيمان مع العمل و تخصيصهم: برفع الدرجات س ش
المقصود بالدرجات: دَرجاتٍ عاليةً في الكَرامةِ في الدنيا والثوابِ في الآخِرةِ، ك ش
{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
متعلق خبير :خبيرٌ بمن يستحقّ ذلك وبمن لا يستحقّه. ك -فيُجازِي كُلَّ عامِلٍ بعَمَلِه؛ إنْ خيراً فخيرٌ، وإنْ شَرًّا فشَرٌّ س
3. بيّن سبب نزول سورة المجادلة.
نَزَلَتْ رجُلٍ مِن الأنصارِ اشْتَكَتْهُ زَوجتُه إلى اللَّهِ وجَادَلَتْهُ إلى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، لَمَّا حَرَّمَها على نفْسِه بعدَ الصُّحْبَةِ الطويلةِ والأولادِ، وكانَ هو رَجُلاً شيخاً كبيراً، فَشَكَتْ حالَها وحالَه إلى اللَّهِ وإلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وكَرَّرَتْ ذلك، وأَبْدَتْ فيه وأعادَتْ، فقالَ تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}).
و قيل هما خويلة بنت ثعلبة تشتكى أوس بن الصّامت
4. استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 01:21 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الثالثة:

السؤال الأول :
حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
- قال تعالى: ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر )
وذلك في الإشارة إلى يهود بني النضير إذ نقضوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم بإجلائهم من المدينة ،حيث أجلوا إلى الشام ، وقسم منهم إلى خَيْبَر
والخلاف في المراد بأول الحشر وآخره هو خلاف في المقصود بالحشر نفسه . هل هو حشر الآخرة أم هو الحشر بمعنى الجلاء ...
🔹فأول الحشر يحتمل المراد بها أحد أمرين :
1- الأول : أن إجلاءهم - وقد كان إلى الشام وهي أرض المحشر والمنشر - ... فإجلاؤهم إلى أرض المحشر هو أول حشر الناس ، والنَّاس بعدهم لاحقون ... فالحشر هنا هو الحشر الذي بعده ما بعده من أمور الآخرة فكأنهم هم أول من حشر هناك بإجلائهم إلى أرض المحشر ...
حاصل ما ذكره ابن كثير
واستدل عليه بما رواه عكرمة عن ابن عباس قال :
- من شكّ في أن أرض المحشر هاهنا -يعني الشّام فليتل هذه الآية: {هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر} قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر". رواه ابن أبي حاتم

- وعن الحسن قال: لمّا أجلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بني النّضير، قال: "هذا أوّل الحشر، وأنا على الأثر". رواه ابن جريرٍ .

2- الثاني : أن هذا الإجلاء والإخراج لليهود من المدينة هو أول حشر وإخراج لهم وكان على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وسيكون لهم إجلاء آخر بدلالة الآية ، فقد سمت هذا الجلاء أول الحشر فلا بد أن له آخر ... وقد وقع لهم جلاء ثان من خَيْبَر ... ثم آخر حين لم يبق منهم يهودي في جزيرة العرب ...
ذكر ذلك السعدي ووافقه الأشقر فالحشر هنا بمعنى الجلاء

🔹 وقالوا في آخر الحشر :
1- أنه إخراج عمر بن الخطاب لآخر اليهود من جزيرة العرب ... ذكر ذلك السعدي ووافقه الأشقر
واستدل الأشقر بقول الكلبي فقال :
قالَ الكلبيُّ: كانوا أوَّلَ مَن أُجْلِيَ مِن أهلِ الكتابِ مِن جَزيرةِ العرَبِ، ثم أُجْلِيَ آخِرُهم في زمَنِ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ، فكانَ جَلاؤُهم أوَّلَ حشْرٍ مِن المدينةِ، وآخِرُ حشْرٍ إجلاءُ عمرَ لهم،

2- وقيل : آخِرُ الحشْرِ هو حشْرُ جميعِ الناسِ إلى أرضِ الْمَحْشَرِ, ذكره الأشقر ...

والقولان في أول الحشر وكذلك في آخره واردان تحتملها الآية والله أعلم .

السؤال الثاني :
فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.

هذه الآية تعلم المسلمين أدبا من آداب المجالس ...

🔹سبب نزولها :
- وقال قتادة فيها أنها نزلت في مجالس الذكر حيث كانوا يضنون بمجالسهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يفسحوا بعضهم لبعض

- وقال مقاتل أنها نزلت يوم جمعة ورسول الله في الصفة ، وجاءه من البدريين من المهاجرين والأنصار وقد سبقوا إلى المجالس فسلموا وبقوا قياما ينتظرون أن يفسح لهم ،... فشق على رسول الله أن لم يفسح لهم فقال : قم يا فلان وأنت يا فلان .. وأقام من المجلس بعدد البدريين ليكونوا قريبين منه .. فعرف رسول الله الكراهة في وجوه من أقيم من مجلسه فقال ( رحم الله رجلا فسح لأخيه ) ونزلت الآية ...

🔹تفسيرها :
- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا )
أمر الله تعالى المؤمنين إذا جلسوا في مجالس الذكر أوالعلم أو الحرب أو أي مجلس من مجالسهم أن يتحلوا بأدب من أرفع آدابه وهو التوسعة .. سواء كان هذا بينهم فيفسحوا ويوسعوا على بعض ... أو لقادم على المجلس أن يفسح ويوسع له المجال ليجلس ...
وبين لهم رسول الله في ذلك أن كل جالس يبقى في مكانه ومجلسه فهو أحق به ، ولكن ليفسح لأخيه ... فقال ( لا يقم الرجل ُ الرجل ٓ من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن افسحوا وتوسعوا )
وهذا رسول الله وهو من هو كان يجلس حيث ينتهي به مجلسه فلا يقيم أحدا ليأخذ مكانه .. وكانوا تأدبا معه يليه أهل العلم والفضل الأفضل فالأفضل كما أمرهم ...

- يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ :
ثم بين الله لهم أن الجزاء من جنس العمل ... فمن أفسح لأخيه أفسح الله له مكانا في الجنة ... فكما قال لهم صلى الله عليه وسلم ( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ) ...
وكذلك في المجالس من أفسح يفسح له ... في الدنيا فسيسر الله له من يفسح له ، وفِي الآخرة ...

- وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا :
النشوز من الارتفاع ...
فالله يأمر عباده أن إذا طلب منهم نهوض وقيام لأي خير فليجيبوا ... كالقيام إلى صلاة أو قتال أوغيرها ...
وإذا طلب منهم النهوض والقيام من المجالس لحاجة أو مصلحة أو تقديم ذي علم ومكانة فليقوموا ... وإذا طلب منهم فُض المجالس فلينهضوا ولا يبطئوا ...

- يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
ثم بين لهم تعالى فيم يكون الخير والتفضيل عند رب العالمين ... فليس بذلك الأهمية أين ينتهي بك المجلس .. وليس مهما قام لك الناس أو لم يقوموا ... فميزان الله في رفع المراتب ليس هذا ... وإنما كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يرفع بهذا الكتاب قوما ويضع آخرين )
فالمكانة والمنزلة العالية الذين يستحق أصحابها أن يرفع الله مكانتهم ويزيدهم هم أصلحهم إيمانا وأعلاهم علما ... فهؤلاء يرفعهم الله تعالى درجات ... وجاءت درجات نكرة لتدل على عظم المنزلة وشدة الرفعة ... فليست درجات محددة وإنما درجات من المكانة والفضل والثواب ما شاء الله لهم ... وذلك في الدنيا والآخرة .. ففي الدنيا صاحب العلم مع الإيمان له هيبة وفضل ومكانة ويتقاطر إليه الناس من كل مكان ... وفِي الآخرة درجات عند الله ورضوان ...

- واللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
ثم ختم الله تعالى قوله بأنه خبير بأولئك ... أهل العلم والإيمان ... ومن يستحق الدرجات والمكانة ومن لا يستحقها ... خبير بأعمالكم فيجازيكم بها خيرا أو شرا ... خبير بحقيقة مكاناتكم .... فاعملوا فالله خبير بعملكم كله ...

السؤال الثالث :
بيّن سبب نزول سورة المجادلة.
🔹سبب نزول سورة المجادلة :
نزلت سورة المجادلة في خولة بنت ثعلبة إذ ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت ( والظهار هو أن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي ، فيحرمها على نفسه )
وكان ظهار الجاهلية طلاق ... فأشفقت على نفسها وعلى زوجها إذ هو كبير مسن يحتاج إلى من يخدمه ...وهي أفنت شبابها بصحبته وفِي خدمته ، فشكته إلى رسول الله ... وأخبرته بأمرها وأمره ، ورسول الله يقول لها : ما أراك إلا قد حرمت عليه ، وهي تراجعه وتجادله حتى أنزل الله الآيات ...

- عن عروة، عن عائشة، أنّها قالت: تبارك الّذي أوعى سمعه كلّ شيءٍ، إنّي لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى عليّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهي تقول: يا رسول اللّه، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتّى إذا كبرت سنّي، وانقطع ولدي، ظاهر منّي، اللّهمّ إنّي أشكو إليك. قالت: فما برحت حتّى نزل جبريل بهذه الآية: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها} وقال وزوجها أوس بن الصّامت). رواه ابن أبي حاتم ...

- عن ابن عبد اللّه بن سلام، عن خويلة بنت ثعلبة قالت: فيّ-واللّه-وفي أوس بن الصّامت أنزل اللّه صدر سورة "المجادلة"، قالت: كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه، قالت: فدخل عليّ يومًا فراجعته بشيءٍ فغضب فقال: أنت عليّ كظهر أمّي. قالت: ثمّ خرج فجلس في نادي قومه ساعةً، ثمّ دخل عليّ فإذا هو يريدني عن نفسي. قالت: قلت: كلّا والّذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت، حتّى يحكم اللّه ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني وامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشّيخ الضّعيف، فألقيته عنّي، قالت: ثمّ خرجت إلى بعض جاراتي، فاستعرت منها ثيابًا، ثمّ خرجت حتّى جئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه. قالت: فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يا خويلة ابن عمّك شيخٌ كبيرٌ، فاتّقي اللّه فيه". قالت: فواللّه ما برحت حتّى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما كان يتغشّاه، ثمّ سرّي عنه، فقال لي: "يا خويلة قد أنزل اللّه فيك وفي صاحبك". ثمّ قرأ عليّ: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} إلى قوله: {وللكافرين عذابٌ أليمٌ} قالت: فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "مريه فليعتق رقبةً". قالت: فقلت يا رسول اللّه، ما عنده ما يعتق. قال: "فليصم شهرين متتابعين". قالت: فقلت: واللّه إنّه شيخٌ كبيرٌ، ما به من صيامٍ. قال: "فليطعم ستّين مسكينًا وسقًا من تمر". قالت: فقلت: يا رسول اللّه، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "فإنّا سنعينه بعرقٍ من تمرٍ". قالت: فقلت: يا رسول اللّه، وأنا سأعينه بعرقٍ آخر، قال: "فقد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدّقي به عنه، ثمّ استوصي بابن عمّك خيرًا". قالت: ففعلت.
رواه الإمام أحمد .


السؤال الرابع :
استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

🔹وردت في آيات سورة المجادلة والحشر عدد من الآيات بدلالة صريحة وأمر صريح على طاعة رسول الله أو أمر في ثنايا الأحداث دال على الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذم من يخالفه بل ووعيده ... من ذلك :

- قوله تعالى : (( وما آتَاكُم الرسول فَخُذُوه وما نَهَاكُم عنه فَانتَهُوا )) الحشر
- قال السعدي تعليقا على هذه الآية :
ولذلكَ أمَرَ اللَّهُ بالقاعِدَةِ الكُلِّيَّةِ والأصْلِ العامِّ، فقالَ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. وهذا شامِلٌ لأُصولِ الدِّينِ وفُروعِه؛ ظاهِرِه وباطِنِه، وأنَّ ما جاءَ بهِ الرسولُ يَتعيَّنُ على العِبادِ الأخْذُ به واتِّباعُه، ولا تَحِلُّ مُخالَفَتُه.
وأنَّ نَصَّ الرسولِ على حُكْمِ الشيءِ كنَصِّ اللَّهِ تعالى، لا رُخْصَةَ لأحَدٍ ولا عُذْرَ له في تَرْكِه، ولا يَجُوزُ تَقديمُ قولِ أحَدٍ على قولِهِ.

- قوله تعالى: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) المجادلة
- فهذا أمر صريح بطاعة الله ورسوله ... وربط الله طاعة رسوله بطاعته ليدل على وجوبها وضرورة التزامها ...

- وكذلك في الإفساح في المجلس ... ( فافسحوا ) ( وإذا قيل لكم انشزوا فانشزوا ) وذلك كما ورد أنه كان أمرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم ...

- وكذلك في بيان ماهي النجوى بين المؤمنين وما ينهى عنه قال ( إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول )
- فنهاهم أن يتناجوا فيما فيه معصية لرسوله صلى الله عليه وسلم
-
- (( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين )
- (( إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم )

وفِي هاتين الآيتين ذم الله من حاد الله ورسوله وشدد لهم الوعيد ... والمحايدة هي المخالفة ... بل وقال تعالى( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) فنفى إمكانية حصول المودة من مؤمن لمن يحاد الله ورسوله ويخالفه ...

- (( ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ، ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ))
- وبين هنا أن جلاء بَنِي النضير كان بسبب مشاقتهم ومعاندتهم لله ورسوله ...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 03:34 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة

تنسيق الاجابة :
1. حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
القول الأول:
المعنى لأول موضع الحشر وهو الشام، وذلك أن أكثر بني النضير خرجوا إلى الشام وهو مروي عن عكرمة عن ابن عباس و ذكره الطبري وابن كثير
واخر الحشر اما القيام من القبور لدلالة الحديث (هذا أوّل الحشر، وأنا على الأثر) ذكره ابن كثير
أو حشْرُ جميعِ الناسِ إلى أرضِ الْمَحْشَر ذكره الاشقر
الدليل على هذا القول :
عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: من شكّ في أن أرض المحشر هاهنا -يعني الشّام فليتل هذه الآية: {هو الّذي أخرج الّذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأوّل الحشر} قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر".
والدليل على أن آخر الحشر القيام من القبور ماروي عن الحسن قال: لمّا أجلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بني النّضير، قال: "هذا أوّل الحشر، وأنا على الأثر"
القول الثاني:
أن المراد الحشر في الدنيا الذي هو الجلاء والإخراج، وأول الحشر اخراجهم من حصونهم على يَدِ رسولِه محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فجَلَوْا إلى خَيْبَرَ
وآخر الحشر حين أَجْلاَهُم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مِن خَيْبَرَ، ثم عُمَرُ رَضِيَ اللَّه عنه أخْرَجَ بَقِيَّتَهم منها هذا القول مروي عن الكلبي وذكره السعدي والأشقر
القول الراجح:
القول الأول قول قوي وجيه ذكره الطبري ولم يذكر غيره فدل على ترجيحه له وذكره ابن كثير ولم يذكر غير ه فدل على ترجيحه له ،وعليه دليل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
القول الثاني تحتمله الآية وذهب إليه السعدي والأشقر
والله أعلم بالصواب.
2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
سبب نزول الآية :
· قال قتادة: نزلت هذه الآية في مجالس الذّكر، وذلك أنّهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلًا ضنّوا بمجالسهم عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأمرهم اللّه أن يفسح بعضهم لبعض.

· قال مقاتل ابن حيّان: أنزلت هذه الآية يوم جمعة وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يومئذٍ في الصّفّة، وفي المكان ضيقٌ، وكان يكرم أهل بدرٍ من المهاجرين والأنصار، فجاء ناسٌ من أهل بدرٍ وقد سبقوا إلى المجالس، فقاموا حيال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة اللّه وبركاته. فردّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ سلّموا على القوم بعد ذلك، فردّوا عليهم، فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسّع لهم، فعرف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما يحملهم على القيام، فلم يفسح لهم، فشقّ ذلك على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار، من غير أهل بدرٍ: "قم يا فلان، وأنت يا فلان". فلم يزل يقيمهم بعدّة النّفر الّذين هم قيامٌ بين يديه من المهاجرين والأنصار من أهل بدرٍ، فشقّ ذلك على من أقيم من مجلسه، وعرف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الكراهة في وجوههم، فقال المنافقون: ألستم تزعمون أنّ صاحبكم هذا يعدل بين النّاس؟ واللّه ما رأيناه قبل عدل على هؤلاء، إنّ قومًا أخذوا مجالسهم وأحبّوا القرب لنبيّهم، فأقامهم وأجلس من أبطأ عنه. فبلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "رحم اللّه رجلًا فسح لأخيه". فجعلوا يقومون بعد ذلك سراعًا، فتفسّح القوم لإخوانهم، ونزلت هذه الآية يوم الجمعة. رواه بن أبي حاتمٍ.

تفسير الآية :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ)
ينادي الله عباده المؤمنين ويؤدبهم ويعلمهم بما ينبغي لهم إذا اجتمعوا في مجلس من المجالس سواء كان مجلس ذكر أو مجلس جمعة كما ذكر في سبب نزول الآية أو مجلس حرب والأمر عام في كل مجلس اجتمع المؤمنون فيه للخير ،ومن الآداب التوسع في المجالس وعدم التضايق فيه وفي التوسع مصلحة لأخيه من غير ضرر عليه وكلُّ واحدٍ أحَقُّ بِمَكانِه الذي يَسْبِقُ إليه، ولكنْ يُوَسِّعُ لأَخِيهِ عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنه قالَ: ((لاَ يُقِمِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِن مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسْ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا)) ،فرغبهم الله بالتفسح في المجالس ووعدهم بأن يفسح لهم قيل :في الجنة ،والأمر عام لأن الله لم يخصص و لدلالة الأحاديث الصحيحة على أن الجزاء من جنس العمل وأن العبد يجازى في الدنيا قبل الآخرة كما جاء في الحديث الصّحيح: (من بنى للّه مسجدًا بنى اللّه له بيتًا في الجنّة) وفي الحديث الآخر(ومن يسّر على معسر يسّر اللّه عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره اللّه في الدّنيا والآخرة واللّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)

(وإذا قيل انشزوا فانشزوا)

قيل : انهضوا للقتال، وقيل :إذا دعيتم إلى الصّلاة فارتفعوا إليها ،وقيل :هي في الانصراف من منزل النبي صلى الله عليه وسلم ،وقيل:إذا طُلِبَ مِن بعضِ الجالسينَ في المجلِسِ أنْ يَنهَضُوا مِن أَماكنِهم ليَجْلِسَ فيها أهْلُ الفَضْلِ في الدِّينِ، وأهْلُ العلْمِ باللهِ فلْيَقُومُوا ويجمع هذه الأقوال كلها :إذا دعيتم إلى خيرٍ فأجيبوا ،فلاتعارض بينها

(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)


ومن تأدب بآداب المجلس ففسح لأخيه وأرتفع إذا أمر رفعه الله درجات عالية في الدنيا والآخرة وجازاه في الدّنيا والآخرة، ومن تواضع لأمر اللّه رفع اللّه قدره ،والله يرفع أهل الايمان درجات بإيمانهم وأهل العلم درجات بعلمهم فمن جمع بينهما رفع درجات عظيمة لأيمانه ولعلمه ويتضح بهذه الآية فضيلة أهل الإيمان وفضيلة أهل العلم العاملين به

(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
وذكر علمه وخبرته في نهاية الآية دليل على المجازاة لكل عامل بما عمل فيجازي من أحسن وحسنت نيته كل خير ويجازي المسيء بما يستحق لكمال علمه وخبرته .

1. بيّن سبب نزول سورة المجادلة.
ذكر ابن كثير في سبب نزول السورة سببين ورجح هذا السبب الذي رواه الامام أحمد :
*عن ابن عبد اللّه بن سلام، عن خويلة بنت ثعلبة قالت: فيّ-واللّه-وفي أوس بن الصّامت أنزل اللّه صدر سورة "المجادلة"، قالت: كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه، قالت: فدخل عليّ يومًا فراجعته بشيءٍ فغضب فقال: أنت عليّ كظهر أمّي. قالت: ثمّ خرج فجلس في نادي قومه ساعةً، ثمّ دخل عليّ فإذا هو يريدني عن نفسي. قالت: قلت: كلّا والّذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إليّ وقد قلت ما قلت، حتّى يحكم اللّه ورسوله فينا بحكمه. قالت: فواثبني وامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشّيخ الضّعيف، فألقيته عنّي، قالت: ثمّ خرجت إلى بعض جاراتي، فاستعرت منها ثيابًا، ثمّ خرجت حتّى جئت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه. قالت: فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "يا خويلة ابن عمّك شيخٌ كبيرٌ، فاتّقي اللّه فيه". قالت: فواللّه ما برحت حتّى نزل فيّ القرآن، فتغشّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما كان يتغشّاه، ثمّ سرّي عنه، فقال لي: "يا خويلة قد أنزل اللّه فيك وفي صاحبك". ثمّ قرأ عليّ: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} إلى قوله: {وللكافرين عذابٌ أليمٌ} قالت: فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "مريه فليعتق رقبةً". قالت: فقلت يا رسول اللّه، ما عنده ما يعتق. قال: "فليصم شهرين متتابعين". قالت: فقلت: واللّه إنّه شيخٌ كبيرٌ، ما به من صيامٍ. قال: "فليطعم ستّين مسكينًا وسقًا من تمر". قالت: فقلت: يا رسول اللّه، ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "فإنّا سنعينه بعرقٍ من تمرٍ". قالت: فقلت: يا رسول اللّه، وأنا سأعينه بعرقٍ آخر، قال: "فقد أصبت وأحسنت، فاذهبي فتصدّقي به عنه، ثمّ استوصي بابن عمّك خيرًا". قالت: ففعلت.
رواه أحمد و أبو داود في كتاب الطّلاق من سننه من طريقين، عن محمّد بن إسحاق بن يسارٍ
قال ابن كثير بعد إيراده لسبب النزول :هذا هو الصّحيح في سبب نزول صدر هذه السّورة، فأمّا حديث سلمة بن صخر فليس فيه أنّه كان سبب النّزول.
2. استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13) سورة المجادلة
وجه الدلالة :
ظاهر من الآية قال السعدي:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}. وهذا أَشْمَلُ ما يَكُونُ مِن الأوامِرِ، فيَدْخُلُ في ذلكَ طاعةُ اللَّهِ وطاعةُ رسولِه بامتثالِ أوامرِهما واجتنابِ نَواهِيهِما وتَصديقِ ما أَخْبَرَا به، والوقوفِ عندَ حُدودِ الشرْعِ.
قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)سورة الحشر
وجه الدلالة :
أمر الله بطاعة الرسول وذلك بأخذ ما اتانا الرسول والانتهاء عما نهى عنه قال السعدي :{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. وهذا شامِلٌ لأُصولِ الدِّينِ وفُروعِه؛ ظاهِرِه وباطِنِه، وأنَّ ما جاءَ بهِ الرسولُ يَتعيَّنُ على العِبادِ الأخْذُ به واتِّباعُه، ولا تَحِلُّ مُخالَفَتُه.
وأنَّ نَصَّ الرسولِ على حُكْمِ الشيءِ كنَصِّ اللَّهِ تعالى، لا رُخْصَةَ لأحَدٍ ولا عُذْرَ له في تَرْكِه، ولا يَجُوزُ تَقديمُ قولِ أحَدٍ على قولِهِ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 08:11 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي مجلس مذاكرة سورتي المجادلة و الحشر

المجموعة الرابعة:

1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.

المعنى أنهم يسيئون الأدب في تحيتهم للرسول صل الله عليه و سلم؛ ذكره السعدي في تفسيره.

القول الأول : نزلت في اليهود إذا كانوا يقولون للرسول صل الله عليه و سلم إذا جاءوه ليسلموا عليه: " السام عليكم" و كان الرسول صل الله عليه و سلم يرد عليهم بقوله:" و عليكم".و في الحديث عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام و [اللعنة] قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه} وفي روايةٍ في الصّحيح أنّها قالت لهم: عليكم السّام والذّام واللّعنة. وأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّه يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا". و قد ذكرها ابن كثير في تفسيره و الأشقر و ذكره السعدي. في قول من الأقوال.

القول الثاني : أنها نزلت في المنافقين؛قال به ابن عباس و ذكره ابن كثير في تفسيره.وكذلك السعدي أيضا.

2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)

• قال الله تعالى مخاطبا المؤمنين إذا أرادوا مساررة الرسول صل الله عليه و سلم بحديث بينهما، أن يقدموا صدقة و علل الله هذ بقوله:" ذلك خير لكم و أطهر" ، أي أطهر لأنفسكم و تزكية لهذه المكانه العظيمة بحديث الرسول صل الله علليه و سلم.و صار هذا الميزان يزن به من كان حريصا على العلم و الخير و أيضا على الحفاظ على قيمة الوقت و عدم هدر و قت الرسول صل الله عليه و سلم فيما لا ينفع. ونتيجة ذلك امتنع أهل الباطل و النفاق ؛ و هناك من امتنع من هو على إيمان صادق و لكنه قليل المال ليس عنده ما يتصدق به و لذلك نزل قوله تعالى: فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم".و نسخت الآية حكما بعد ذلك و بقيت تلاوتها لبيان رحمة الله بعباده و عظمة مكانة الرسول صل الله عليه، و احتراما لوقته.

أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة
.

• أي أخفتم من استمرار الصدقة؟ و أشفقتم من عدم التمكن من التصدق؛ و لم يعمل بهذه الآية إلا علي ابن أبي طالب ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره، ثم نسخت الآية بقوله تعالى:" فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" نسخ حكم الصدقة و لكن بقي تعظيم و طاعة الرسول صل الله عليه و سلم.

3. بيّن معنى الظهار وحكمه.

• قال سعيد ابن جبيرٍ: كان الإيلاء والظّهار من طلاق الجاهليّة، فوقّت اللّه الإيلاء أربعة أشهرٍ، وجعل في الظهار الكفارة. رواه بن أبي حاتمٍ، بنحوه.و الخطاب موجه للمؤمنين و لذلك جعل الله كفارة ذلك تحرير رقبة قبل أن يطأها ؛ فإن لم يجد فصيام شهريين متتابعين من قبل أن يتماسا و في هذا غلظة و تشديد لشناعة ما فعل الزوج و تأديب له حتى لا يفعل ذلك. فإن لم يجد فإطعام ستين مسكين و في كل ذلك غلظة للتأني و الحفاظ على الزوجة و تكريما لمشاعرها.

4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.

لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 08:14 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

المجموعة الرابعة

1) حرّر القول فيسبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية
ذكر المفسرون قولان في سبب نزول الآية :
1. المنافقون ، الذين يظهرون الإيمان ويخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم بخطاب يوهم أنهم يريدون خيرا وهم كاذبون . ذكره السعدي.
2. اليهود ، إذا جاؤوا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا :السام عليك ، يقصدون السلام بالظاهر وهم يريدون الموت بالباطن . ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
واستدل ابن كثير
1. برواية عن عائشة قالت: دخل علي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه: { وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه }. رواه ابن أبي حاتم
وفي روايةٍ في الصّحيح أنّها قالت لهم: عليكم السّام والذّام واللّعنة. وأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّه يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا"

2. عن أنس بن مالكٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بينما هو جالسٌ مع أصحابه، إذ أتى عليهم يهوديٌّ فسلّم عليهم، فردّوا عليه، فقال نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "هل تدرون ما قال؟ ". قالوا: سلّم يا رسول اللّه. قال: "بل قال: سامٌ عليكم، أي: تسامون دينكم". قال رسول اللّه: "ردّوه". فردّوه عليه. فقال نبيّ اللّه: "أقلت: سامٌ عليكم؟ ". قال: نعم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا سلّم عليكم أحدٌ من أهل الكتاب فقولوا: عليك" أي: عليك ما قلت . رواه ابن جرير ، وأصل الحديث مخرّجٌ في الصحيح، وهو عن عائشة، بنحوه

3. وعن عبد اللّه بن عمرٍو؛ أنّ اليهود كانوا يقولون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: سامٌ عليك، ثمّ يقولون في أنفسهم: { لولا يعذّبنا اللّه بما نقول}؟، فنزلت هذه الآية{ وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير } .رواه الإمام أحمد

4. عن بن عبّاسٍ: {وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه} قال: كان المنافقون يقولون لرسول اللّه إذا حيّوه: "سامٌ عليك"، قال اللّه: {حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير } قاله العوفي

2) فسّر قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَفَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة }يخاطب الله عباده المؤمنين آمرا إياهم من يريد أن يُسر للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم حديثا أن يقدم صدقة وبذلك توقف أهل الباطل والضلال عن مناجاته { ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ } فهذه الصدقة أوجدها الله تزكية للمناجي كما إنها تطهره وتؤهله أن يتقدم بها بين يديه عليه الصلاة والسلام ، فينالوا بذلك الطهارة والخير والثواب العظيم ، التي من جملتها تعلمهم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم واحترامهم وتعظيمهم له ، بعدم كثرة الكلام والمناجاة معه ، فيبقى الأمر للحريصين على العلم فلا يشق عليه { فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا } فإن لم تستطيعوا تقديم الصدقة لعدم توفرها لكثير منكم فلن يشق الله ويضيق عليكم { فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } بل عفا الله وسامح لمن ليس لديه القدره على دفعها وأباح له المناجاة بدون صدقة .

{ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ }أي هل خفتم الفقر والحاجة من تقديمكم للصدقة ؟ وقد كان هذا الأمر لعشر ليال ثم نسخ لما رأى الله تعالى أن في تقديم الصدقة عند كل مناجاة مشقة عليهم ، فخفف عنهم الأمر بترك الصدقة مع بقاء تعظيمهم واحترامهم للنبي صلى الله عليه وسلم فلم ينسخ ، إذ المقصود هو الأدب معه عليه الصلاة والسلام ، { فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا } بتقديم الصدقة { وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ } وعفا الله عنكم { فَأَقِيمُوا } أي عليكم بأداء الفرائض الكبيرة المقصودة وهي { الصَّلَاةَ }بكامل أركانها وشروطها وجميع حدودها ، وهي العبادة البدنية والتي هي حق لله { وَآَتُوا الزَّكَاةَ } وأدوا الزكوات الواجبة عليكم في أموالكم لمستحقينها ، وهذه هي العبادة البدنية التي هي حق للعباد ، فيكون بذلك قد قام بأم العبادات على الوجه الشرعي الذي يرضاه الله ، ثم قال{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ }فيدخل بذلك الإمتثال لجميع الأوامر والابتعاد عن جميع النواهي التي أمر بها الله ورسوله وتصديق ما أخبرا به ، فيكون العمل خالصا لوجهه تعالى متبعا لسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ،{ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون } فيعلم الله تعالى النيات من وراء هذه الأعمال فلا يخفى عليه شيء ،فيجازيهم كل بما نوى وأسر في صدره .

3) بيّن معنى الظهار وحكمه.
تعريف الظهار
الظهار لغة : مشتق من الظهر، وهي قول الرجل لزوجته : أنت علي كظهر أمي، أو غيرها من المحارم، أو أنت عليّ حرام أو نظير ذلك من الألفاظ وهذا من فعل الجاهلية ويعتبر طلاقا.
الظهار شرعا : هي قول الرجل لزوجته في سائر أعضاء الجسم قياسا على الظهر .

حكم الظهار :
حرم الله الظهار على الأمة المحمدية ورخص لها بأن جعل فيه كفارة، ولم يجعله طلاقا كما كان في الجاهلية ، وبين بأن الظهار منكر من القول وزورا ، واستدل الجمهور بقوله تعالى {من نسائهم} على أن الأمَة لا ظهار منها، ولا تدخل في هذا الخطاب.
اختلف العلماء في معنى العود في قوله : { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} إلا إنه في جميع الأقوال فلا يجوز للمظاهر الوطء حتى يكفّر :
1. بتحرير رقبة مؤمنة ، قال تعالى : {فتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} وقد قيدت بأن تكون مؤمنة من ذكر أو أنثى كما جاء في آية القتل.
2. أو صيام شهرين متتابعين ، شريطة أنه لم يجد رقبة يعتقها أو لم يجد ثمنها . قال تعالى : { فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ }
3. أو إطعام ستين مسيكينا لمن لم يستطع الصيام ، من قوت البلد أو مما يجزي في الفطرة ، قال تعالى : {فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً}


4) استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
الدليل قوله تعالى : { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(9) }
وجه الدلالة : مدح الله المهاجرين والأنصار وأثنى عليهم ، وكانت لهم من المناقب ما جعلهم يتصدرون من كان قبلهم ومن جاء بعدهم ، فالمهاجرون هم الذين صدقوا الله بأقوالهم وأفعالهم وتركوا ديارهم وأموالهم وخالفوا قومهم ابتغاء مرضات الله ، والأنصار الذين آمنوا بالله ورسوله ، وأحسنوا وأحبوا المهاجرين فأشركوهم أموالهم وديارهم ، وقلوبهم خالية من الحقد والحسد مما غنم به المهاجرين من الفي .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 08:40 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي:
🔶المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10)

أجب على إحدى المجموعات التالية:
🔶 المجموعة الأولى:
📌1. حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى} الآية.
1- في اليهود ...ذكره مجاهد ، و كذا مقاتل بن حيّان ،و زاد : كان النبي صلى الله عليه و سلم و بين اليهود مواعدة ، و كانوا إذا مرّ بهم رجل من أصحاب النبيّ جلسوا يتناجون بينهم ، حتّى يظن المؤمن أنّهم يتناجون بقتله - أو :بما يكره المؤمن -فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم ، فترك طريقه عليهم .
فنهاهم النبيّ عن النّجوى ، فلم ينتهوا و عادوا إلى النجوى ، فأنزل الله :{ ألم تر إلى الّذين نهوا عن النّجوى ثمّ يعودون لما نهوا عنه }
2- روي عن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا نتناوب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، أي نبيت عنده ؛ يطرقه من اللّيل أمرٌ و تبدو له حاجةٌ .
فلما كانت ذات ليلة كثر أهل النّوب و المحتسبون حتّى كنّا أنديةً نتحدّث ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : (( ما هذا النجوى؟ ألم تنهوا عن النجوى؟)) قلنا : تبنا إلى الله يا رسول الله ، إنا كنا في ذكر المسيح ، فرقًا منه .فقال : (( ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي منه ؟ )) قلنا : بلى يا رسول الله . قال :(( الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل يعمل لمكان رجل )) رواه ابن أبي حاتم
* قال عنه ابن كثير : إسناده غريب ، وفيه بعض الضعفاء .
فالصحيح في سبب النزول هو الأول ، أي في اليهود و قد ذكره الأشقر أيضًا . و الله أعلم

📌2. فسّر قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} المجادلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
يخبر تعالى عمّن شاقّوا الله و رسوله و عاندوا شرعه
{ إن الّذين يحادّون الله و رسوله } أي : الذين خالفوا و عصوا و عادوا الله و رسوله خصوصًا في الأمور العظام ، كمحادّة الله و رسوله بالكفر ، و معاداة أولياء الله { كبتوا كما كبت الّذين من قبلهم} أي : أهينوا و لعنوا و أخزوا و أذلوا كما فعل بمن أشبههم ممّن قبلهم ، و استحقوا ذلك لأنه تعالى :
{ و قد أنزلنا آياتٍ بيّنات } أي : أنزل آيات واضحاتٍ لا يخالفها و لا يعاندها إلا كافر فاجر مكابر ، فليس لهم حجّة على الله ، فقد أقام حججه البالغة على خلقه ، و أنزل من الآيات البيّنات و البراهين ما يبين الحقائق و يوضح المقاصد ، فمن اتبعها و عمل عليها ، فهو من المهتدين الفائزين ، { و للكافرين } بها
{ عذابٌ مهين } يذلهم و يهينهم في مقابلة ما استكبروا عن آيات الله ، و عن اتباع شرع الله ، و الانقياد له ، و الخضوع لدينه .
ثم يذكّرهم الله عزّ و جلّ بذلك اليوم العظيم الذي يقفون فيه بين يديه لعلهم يعودون إلى الله و طاعة وسوله :{ يوم يبعثهم الله جميعًا } و ذلك يوم القيامة ، يجمع الله الأوّلين و الآخرين في صعيد واحد ، مجتمعين في حالة واحدة ، لم يبق منهم أحدٌ لم يبعث
{ فينبّئهم بما عملوا } أي يخبرهم بما صنعوا من خير و شرّ في الدنيا لتكميل الحجّة عليهم
{ أحصاه الله و نسوه } أي ضبطه الله و حفظه عليهم
لأنه علم ذلك ، و كتبه في اللوح المحفوظ ، و أمر الملائكة الكرام الحفظة بكتابته ، فلم يفت منه شيء
و هم لم يحفظوه بل نسوا ما عملوه ، ولكن وجدوه حاضرًا مكتوبًا في صحائفهم
{ و الله على كلّ شيءٍ شهيد} لا يغيب عنه شيء
شاهد على الظواهر و السرائر ، و الخبايا و الخفايا
مطّلعٌ و ناظر ، لا يخفى عليه شيء ، و لا ينسى شيء


📌3. بيّن معنى الفيء وحكمه
✨معنى الفئ : هو ما أخذ من من مال الكفّار بحقٍّ من غير قتال ؛ كالمال الذي فرّوا و تركوه خوفًا من المسلمين .
✨حكمه : عام كما ذكره تعالى :{ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى } عُمومًا ، سواءٌ كان في وقت الرسول أو بعده على من تولّى من بعده من أمّته ، { فللّه و للرّسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل } و هي نظير الآية التي في سورة الأنفال :
{ و اعلموا أنّما غنمتم من شيءٍ فأنّ لله خمسه و للرّسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل }
✨ فهذا الفئ يقسم خمسة أقسام :
-{ و للرّسول} يكون ملكًا له ، ثم في مصالح المسلمين
- { و لذي القربى} و هم بنو هاشم و بنو المطلب ، أي
لفقرائهم ؛ لأنهم قد منعوا من الصدقة ، فجعل لهم حقًّا في الفيء
- { و اليتامى} و هم الصغار الذين مات آباؤهم قبل أن يدخلوا مرحلة البلوغ
- { و المساكين} الفقراء
- { و ابن السبيل } الغريب الذي نفدت نفقته .

📌 4. استدلّ على بطلان المظاهرة من المرأة قبل الزواج.
قوله تعالى :
﴿وَالَّذينَ يُظاهِرونَ مِن نِسائِهِم ثُمَّ يَعودونَ لِما قالوا فَتَحريرُ رَقَبَةٍ مِن قَبلِ أَن يَتَماسّا ذلِكُم توعَظونَ بِهِ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ﴾ [المجادلة: } 3]
وجه الدلالة : { من نسائهم} فالظهار مختص بتحريم الزوجة ، فلا يصح الظهار من امرأة قبل أن يتزوجها لأنها لا تدخل في نسائه وقت الظهار ، كما لا يصحّ طلاقها ؛ سواء نجز ذلك أو علقه . ذكره السعدي

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 10:49 PM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجلس التاسع: سورتي المجادلة والحشر

الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf المجلس 9.pdf‏ (236.1 كيلوبايت, المشاهدات 2)
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 7 محرم 1438هـ/8-10-2016م, 10:50 PM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الثانية :

🔼1. حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.

اختلف في المراد بالعود، فقيل:
▫ أن المراد العود إلى الظهار⬅ قد يكون المراد العود له بعد تحريمه، ورفع ما كان عليه أمر الجاهلية.
قاله أبو حنيفة، وذهب إليه أصحابه، والليث بن سعد، ذكره ابن كثير.
⬅ وقد يكون المراد تكرار لفظه.
وهو اختيار ابن حزم، وقول داوود، وحكاه ابن عبد البر عن بكير بن الأشجّ والفراء، وفرقة من أهل الكلام.
قال ابن كثير: وهذا القول باطل.

▫ أن العود: إرادة الجماع والعزم عليه، فلا تحل له حتى يكفر بهذه الكفارة.
والدليل: أن الله تعالى ذكر في الكفارة أنها تكون قبل المسيس، وذلك إنما يكون بمجرد العزم.
حكي هذا القول عن مالك، وقاله أحمد بن حنبل، ذكره ابن كثير. وذكره السّعْدِيُّ والأشقر.

▫ أن المراد: حقيقة الوطء. أي: الغشيان في الفرج.
فيكون العود: للجماع الذي حرموه على أنفسهم.
والدليل: قوله تعالى: (ثم يعودون لما قالوا) والذي قالوا إنما هو الوطء.
وكان الحسن البصري لا يرى بأسا أن يغشى فيما دون الفرج قبل أن يكفر.
وهذا القول روي عن سعيد بن جبير، وحكم عن مالك، وقاله الحسن البصري وأحمد بن حنبل، وذكره ابن كثير. وذكره السّعْدِيُّ.

▫ أن يمسكها زوجها بعد الظهار زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق.
حكي عن مالك وقاله الشافعي، ذكره ابن كثير. وذكره الأَشْقَر.


🔼2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.

هذه الآيات فيها أمر بما يؤدب الله به عباده المؤمنين (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم) والمناجاة: المسارة (فلا ) نهي (فلا تتناول بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول) كما يتناجى به الجهلة من كفرة أهل الكتاب ومن مالأهم على ضلالهم من المنافقين (وتناجوا بالبر والتقوى) أي: بالطاعة وترك المعصية (واتقوا الله الذي إليه تحشرون) فيخبركم بجميع أعمالكم وأقوالكم التي أحصاها عليكم، وسيجزيكم بها.
(إنما النجوى) أي: تناجي أعداء المؤمنين بالإثم والعدوان والمكر والخديعة (من الشيطان) عن تسويله وتزيينه (ليحزن الذين آمنوا) ليسوءهم. هذا غاية المكر ومقصوده، وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله (وعلى الله) وحده (فليتوكل المؤمنون) أي: يكلون أمرهم، ويفوضونه، فمن توكل على الله كفاه.




🔼3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.


سبب نزول سورة الحشر/ غزة بني النضير (وهم أشد القبائل الثلاث بأسا وأكثرهم غنى)
قال ابن إسحاق: ونزل في بني النضير سورة الحشر بأسرها.
وهم طائفة كبيرة من اليهود في جانب المدينة وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر إلى المدينة كفروا به في جملة من كفر من اليهود.
قال ابن عباس والزهري وغير واحد: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لما قدم المدينة هادنهم وأعطاهم عهدا وذمة، على ألا يقاتلهم ولا يقاتلوه.
وذكر أصحاب المغازي والسير: أنه لما قتل أصحاب بئر معونة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا سبعين ، وأفلت منهم عمرو بن أمية الضمري، فلما كان في أثناء الطريق راجعا إلى المدينة قتل رجلين من بني عامر، وكان معهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمان لم يعلم به عمرو فلما رجع أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد قتلت رجلين لأدينهما) فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ليعينوه في الدية. فقالوا: نفعل يا أبا القاسم، اجلس ههنا حتى نقضي حاجتك.
فآمنوا على قتله، ونهاهم سلام بن مشكم عن ذلك وقال: والله ليخبرن بما هممتم به، وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه.
وجاءَ لوحي بما هموا به، فنهض مسرعا، فتوجه إلى المدينة، ولحقه أصحابه، فأخبرهم بما همت به يهود.
وبعث إليهم أن اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها -كما فعل ببني قريظة- وقد أجلتكم عشرا؛ فمن وجدت بعد ذلك ضربت عنقه.
فأقاموا أياما يتجهزون، وأرسل إليهم المنافق ابن أبي: أن لا تخرجوا من دياركم؛ فإن معي ألفين يدخلون معكم حصونكم فيموتون دونكم.
ومع رئيسهم، وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك.
فحاصرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وخانهم ابن أبي، واعتزلتهم قريظة، وحلفاؤهم من غطفان.
فأنزلهم صلى الله عليه وسلم على أن يخرجوا منها بنفوسهم وذراريهم، وأن لهم ما حملت إبلهم إلا السلاح.
قال ابن إسحاق: فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه، فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به. فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام، وخلوا الأموال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت لرسول الله خاصة يضعها حيث شاء.

هذا حاصل قصتهم التي نزلت فيها سورة الحشر.


🔼4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.

قال تعالى: (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا)

الرقبة هنا مطلقة غير مقيدة بالإيمان، وفي كفارة القتل مقيدة بالإيمان.
والموجب هنا وهناك واحد وهو : عتق الرقبة. فحمل الشافعي رحمه الله ما أطلق هاهنا على ما قيد هناك.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 01:14 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1.
حرّر القول في سبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية.
جاءت ثلاث روايات في ذلك:
الأولى: ما رواه مسروق عن عائشة أنها قالت:"دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم"، فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش والتفحش". قلت: ألا تسمعهم يقولون السام عليك؟" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أو ما سمعت أقول وعليكم؟" فأنزل الله {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله}
الثانية:عن قتادة عن أنس بن مالك: أن رسول الله بينما هو جالس مع أصحابه، إذ أتي عليهم يهودي فسلم عليهم، فردوا عليه، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون ما قال؟"، قالوا سلم يا رسول الله. قال:" بل قال: سام عليكم، أي تسامون دينكم". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ردّوه"، فردّوه عليه، فقال نبي الله:" أقلت: سام عليكم؟"، قال: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: عليك" أي: عليك ما قلت.
الثالثة: ما رواه العوفي عن ابن عباس أنه ذكر أن هذه الآية نزلت في المنافقين، فكانوا يقولون لرسول الله : سام عليك.

2.
فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
معنى {ناجيتم الرسول} أي ساررتوه فيما بينه وبينكم
معنى {خير لكم وأطهر} أي يكثر خيركم وأجركم
معنى {أشفقتم} أي خفتم
في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ} يأمر الله تعالى المؤمنين بالصدقة أمام مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا منافع منها: أن هذا فيه تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها: أنه أيضا فيه تأديب للمؤمنين ،تعليم لهم ،طهرة لهم وزيادة في أجرهم، ومنها: أنه ينكف بذلك عن رسول الله من كان يكثر الحديث من غير فائدة فلا يقدم على حديث رسول الله إلا من كان حريصا على العلم والخير؛ فكان هذا الحكم من باب المشروع لغيره لا المشروع لنفسه. ومما قيل في هذه الآية أنها نزلت ساعة من نهار ثم نسخت، وقيل أيضا أن نزلت عشر ليال ثم نسخت، ولم يعمل بها إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ كان عنده درهم فرصفه عشرة دراهم يتصدق بدرهم كلما أراد أن يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم نسخت هذه الآية بقوله تعالى{فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)}فخفف الله على هذه الأمة وبقي لزاما على كل مسلم أن يقيم الصلاة بشروطها وأركانها وجميع حدودها ويؤدي الزكاة المفروضة إلى مستحقيها؛ وهاتان العبادتان هما أم العبادات القلبية والبدنية فمن قام بهما على الوجه الشرعي فقد قام بحقوق الله وحقوق العباد. وأمر الله تعالى المؤمنين بلزوم طاعته وطاعة رسوله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي والوقوف عند الحدود وتصديق الأخبار.

3.
بيّن معنى الظهار وحكمه.
الظهار: أصل الظّهار مشتقٌّ من الظّهر، وذلك أنّ الجاهليّة كانوا إذا تظاهر أحدٌ من امرأته قال لها: أنت عليّ كظهر أمّي فهو ينوي بقوله هذا تحريم زوجه عليه كتحريم أمه عليه، ثمّ في الشّرع كان الظّهار في سائر الأعضاء قياسًا على الظّهر، وكان الظّهار عند الجاهليّة طلاقًا، فرخّص اللّه لهذه الأمّة وجعل فيه كفّارةً، ولم يجعله طلاقًا كما كانوا يعتمدونه في جاهليّتهم. هكذا قال غير واحدٍ من السّلف.
حكمه: حرام وفيه كفارة.
كفارته: عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا.

4.
استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
في سورة الحشر:
في فضل المهاجرين: جاء قوله تعالى{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)}
في فضل الأنصار: جاء قوله تعالى{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)}
في سورة المجادلة: قال تعالىلَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)
وفي هذه الآية إشارة إلى فضلهم لأنهم كانوا لا يؤثرون أحد على حب الله ورسوله، فكان الرجل المؤمن منهم إذا ألتقى في القتال بأبوه الكافر أو أخوه الكافر قتله.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 محرم 1438هـ/9-10-2016م, 03:54 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعةالثانية:
1.
حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لماقالوا}.
ق1: أن يعود إلى لفظ الظّهار فيكرّره، وهذا القول باطلٌ، وهواختيار بن حزمٍ وقول داود، وحكاه أبو عمر بن عبد البر عن بكير ابن الأشجّ والفرّاء،وفرقةٍ من أهل الكلام. ذكره ابن كثير .
ق2: أن يمسكها بعد الظّهار زمانًا يمكنه أن يطلّق فيهفلا يطلّق.وهو قول الشافعي ذكره ابن كثير .
ق3: أن يعود إلى الجماع أو يعزم عليه فلا تحلّ لهحتّى يكفّر بهذه الكفّارة. قاله أحمد بن حنبلٍ , ذكره ابن كثير ومن قال بهذا القول أراد أن العود يحصل بأحد اثنين إما العزم على الوطء أو بالجماع نفسه .
ق4 : العزم على الجماع . روي عن مالك ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر ومن قال به أراد أن العود يحصل بمجرد العزم .
ق5: حقيقة الوطء . رواية عن مالك ذكره ابن كثير , والسعدي.
وعنسعيد بن جبيرٍ: {ثمّ يعودون لما قالوا}يعني: يريدون أن يعودوا في الجماع الّذي حرّموه علىأنفسهم.
وقالالحسن البصريّ: يعني الغشيان في الفرج.
ق5: إمساك الزوجة .روي عن مالك .ذكره ابن كثير .
ق6: أن يعود إلى الظّهار بعد تحريمه، ورفع ما كان عليهأمر الجاهليّة، فمتى تظاهر الرّجل من امرأته فقد حرّمها تحريمًا لا يرفعه إلّاالكفّارة. قاله أبو حنيفة وإليه ذهب أصحابه، واللّيث بن سعد ذكره ابن كثير .

2. فسّر قوله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِوَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9
نزلت آيات النجوى في اليهودُ فكان إذا مَرَّ بهم الرجُلُ مِن المؤمنينَ، تنَاجَوْا بينَهم حتى يَظُنَّالمؤمنُ شَرًّا، فنَهاهم اللهُ فلم يَنتَهُوا فنزلت الآية السابقة لهذه الآية وتلتها هذه الآيات .
وهنا ينهى الله تعالى عباده أن يكونوا كالكفار في نجواهم الذين يتحدثون فيما بينهم بالإثم والاعتداء والمعصية فيخشاهم المؤمنين , ويأمرهم أن يتناجوا بالطاعة وتقوى الله بترك المعاصي لأنه إليه مرجعهم وسيجازيهم على أعمالهم.
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَالشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّابِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10المجادلة
يخبر تعالى أن هذه النجوى التي تكون بالإثم والعدوان والمعصية إنما هي من فعل الشيطان وتسويله وتزيينه ليحزن بها الذين آمنوا ويسوءهم بهاوكتب الله أن الشيطان لن يضر المؤمنين شيئا ولن تضرهم النجوى بشيء إلا أن يأذن الله لذلك أمرهم أن يتوكلوا عليه وحده ويفوضوا إليه أمورهم فهو كافيهم .

3. بين
سبب نزول سورة الحشر
نزلت هذه السورة في يهود بني النضير إذ كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم صلحا ألا يقاتلوه فجاء مرة يطلب عونهم في دية فقالوا نعينك يا أبا القاسم ثم خلا بعضهم إلى بعض وهموا أن يقتلوه بأن يلقوا عليه صخرة من فوق جدار كان يستند عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي مخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدرهم فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمرأصحابه بالتهيؤ لقتالهم ثم نصره الله عليهم ونزلت الآيات في ذلك.
قال محمّد بن إسحاق بن يسارٍ في كتابه السّيرة: خرج رسول اللّه إلى بني النّضير، يستعينهم في دية ذينك القتيلينمن بني عامرٍ، اللّذين قتل عمرو بن أميّة الضّمريّ؛ للجوار الّذي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عقد لهما، فيما حدّثني يزيد بن رومان، وكان بين بني النّضيروبني عامرٍ عقد وحلفٌ. فلمّا أتاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يستعينهم فيدية ذينك القتيلين قالوا: نعم، يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت، ممّا استعنت بناعليه. ثمّ خلا بعضهم ببعضٍ فقالوا: إنّكم لن تجدوا الرّجل على مثل حاله هذه -ورسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى جنب جدارٍ من بيوتهم-فمن رجلٌ يعلو على هذا البيت،فيلقي عليه صخرةً، فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعبٍ أحدهم، فقال: أنالذلك، فصعد ليلقي عليه صخرةً كما قال، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في نفرٍمن أصحابه، فيهم أبو بكرٍ وعمر وعليٌّ، رضي اللّه عنهم. فأتى رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم الخبر من السّماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعًا إلى المدينة، فلمّااستلبث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أصحابه قاموا في طلبه فلقوا رجلًا مقبلًا منالمدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلًا المدينة. فأقبل أصحاب رسول اللّه صلّىاللّه عليه وسلّم حتّى انتهوا إليه، فأخبرهم الخبر بما كانت يهود أرادت من الغدر به

4.
استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقةفي كفّارة الظهار
في سورة المجادلة ذكرت الرقبة مطلقة ولم تقيد بالإيمان إلا أن العلماء حملوها على آية القتل (ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ) لاتحاد الموجب .

والله تعالى أعلم .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 9 محرم 1438هـ/10-10-2016م, 12:12 PM
أحمد الشواف أحمد الشواف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 133
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.

ج/
في المسألة قولين:
1) قيل أن المراد بأول الحشر هو أول حشر إلى أرض المحشر ، وأن آخر الحشر هو حشر جميع الناس إلى أرض المحشر ، وقد روي عن الحسن أنه قال: لما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ، قال : "هذا أول الحشر ، وأنا على الأثر" ، ذكره ابن كثير والأشقر وهو الراجح.
2) قيل أن أول الحشر أنهم كانوا أول من أجلي من أهل الكتاب من جزيرة العرب فكان جلاءهم أول حشر من المدينة ، وأما أخر الحشر أنه أجلي آخرهم في زمن عمر بن الخطاب فكان آخر حشر لهم إجلاء عمر لهم ، قاله الكلبي ، وذكره الأشقر.

2. فسّر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)}.
ج/
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا) يقول تعالى مخاطباً عباده المؤمنين ومؤدباً لهم .
(إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا) : نزلت في مجالس الذكر حيث كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلًا ضنوا بمجالسهم عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فجاء الأمر أن يفسح بعضهم لبعض تأدباً مع إخوانهم. وهي عامة لمجالس الذكر أو الحرب أو الجمعة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لا يقم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا) .
(يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ) : فالجزاء من جنس العمل فمن وسع لأخيه وسع الله عليه ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (رحم الله رجلاً فسح لأخيه).
(وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا) : أي إذا دعيتم إلى خير فأجيبوا ، وقيل إذا أمرتم أن ترتفعوا عن مجالسكم فارتفعوا ، وقيل إذا دعيتم إلى الصلاة فارتفعوا إليها.
( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) : أي أن قيامكم أو تفسحكم لا يعد منقصة لكم بل هو رفعة عند الله عز وجل ، وقيل أن أهل العلم لهم رفعة في الدنيا والآخرة فيرتفعون في المجالس بذلك.
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) أي خبير بأعمالكم فيجازيكم بالثواب على أعمالكم.

3. بيّن سبب نزول سورة المجادلة.
ج/ سبب نزولها أن خولة بنت ثعلبة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها أوس بن الصامت وهو أخو عبادة بن الصامت فاشتكت له أن زوجها تزوجها وبعد أن نثرت له ما في بطنها وصارت إمرأة كبيرة فإنها راجعته في أمر من الأمور فغضب وظاهرها بقوله أنت علي كظهر أمي ، ثم أنه أراد أن يراجعها فدفعته كما تدفع المرأة المسن الضعيف وجاءت تشكي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشتكي إلى الله فأنزل الله هذه الآية وفيها تحريم الظهار وبيان كفارته.

4. استدلّ على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى في سورة الحشر : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)

والله أعلم وجزاكم الله خيراً ،،

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10 محرم 1438هـ/11-10-2016م, 12:32 AM
هيئة التصحيح 12 هيئة التصحيح 12 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 2,147
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورتي: المجادلة، والحشر (من أولها حتى آية 10)

أحسنتم جميعا بارك الله فيكم ونفع بكم.


المجموعة الأولى:
3. بيّن معنى الفيء وحكمه.
بالنسبة للسؤال الخاص بمعنى الفيء وحكمه؛ فحكمه كما ذكر المفسّرون أنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم يقسمه كيف يشاء على المسلمين في وجوه البر والمصالح التي بينها الله تعالى في قوله: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ….}، وللإمام أن يقسّم الفيء وينوع مصارفه وفق ما تقتضيه مصلحة المؤمنين.
عقيلة زيان(أ)
س1: وذكر سبب النزول الأول الأشقر أيضا.
س2: لم تفسري الآية السادسة.
سناء بنت عثمان(أ+)
ــ لا تكرري الإجابة على مجموعة أجيب عنها من قبل إلا بعد استيفاء جميع المجموعات.
مريم أحمد أحمد حجازي(أ+)
ــ احرصي أكثر على التعبير بأسلوبك.

المجموعة الثانية:
رضوى محمود(أ+)
منيرة جابر الخالدي(أ+)

ــ انتبهي للأخطاء الإملائية، خصوصا في الآيات القرآنية.
ندى علي(أ+)
س1: قد كررتِ القول الثاني، كما أنكِ لم تذكري ما استدل به الأشقر على الأقوال التي ذكرها.

المجموعة الثالثة:
س1: حرّر القول في المراد بأول الحشر وآخره.
خلاصة القول في هذا السؤال كالتالي:
1ـ المراد بأول الحشر: هو حشر اليهود إلى أرض المحشر ـ أرض الشام ـ فيكون آخر الحشر على هذا القول، هو حشر جميع الناس يوم القيامة إلى أرض الشام التي هي أرض المحشر.
2ـ المراد بأول الحشر: أول حشر لليهود من المدينة؛ أي: أول إجلاء لهم من المدينة؛ سواء في ذلك من أجلي منهم إلى أرض الشام، ومن أجلي منهم إلى أرض خيبر، ويكون آخر الحشر على هذا المعنى هو: إجلاء عمر لما تبقى منهم.
محمد حسين داود(أ)
س3: يحسن بك ذكر الحديث الذي رواه أحمد في سبب النزول، والإشارة إلى أن: حديث سلمة بن صخر لم يذكر فيه أنّه كان سبب النّزول.
س4: يحسن بك ذكر الدليل الآخر أيضا من سورة الحشر.
هناء محمد علي(أ+)
يحسن بكِ الإشارة إلى أن: حديث سلمة بن صخر لم يذكر فيه أنّه كان سبب النّزول.
منى محمد مدني(أ+)
أحمد الشواف(أ)

س3: يحسن بك ذكر الحديث الذي رواه أحمد في سبب النزول، والإشارة إلى أن: حديث سلمة بن صخر لم يذكر فيه أنّه كان سبب النّزول.
س4: يحسن بك ذكر الدليل الآخر أيضا من سورة الحشر.
ــ تم خصم نصف درجة للتأخر.

المجموعة الرابعة:
3. بيّن معنى الظهار وحكمه.
تراجع إجابة الأخت فاطمة محمود صالح، مع مراعاة تعليقي عليها.
رشا نصر زيدان(أ)
س3: جواب مختصر.
فاطمة محمود صالح(أ+)
س3: قولك: “إلا إنه في جميع الأقوال فلا يجوز للمظاهر الوطء حتى يكفّر” لا يصدق على القول بأن معنى العود: هو الوطء في الفرج؛ لأن الكفارة على هذا القول تكون بعد الوطء في الفرج.
والعبارة الصحيحة أن تقولي: وعلى كل الأقوال فإذا وجد العود فإن كفارة هذا التحريم هي: …
إسراء خليفة(أ)
س1: الأفضل ذكر الأقوال والاستدلال على كل قول بالأحاديث الذي رويت فيه؛ فنقول ذكر في المسألة قولان:
القول الأول: اليهود ودل عليه….
القول الثاني: المنافقون ودل عليه…
س3: جواب مختصر.
وفقكم الله وسدد خطاكم

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 3 صفر 1438هـ/3-11-2016م, 08:51 PM
حنان بدوي حنان بدوي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: إسكندرية - مصر
المشاركات: 392
افتراضي

المجموعة الثانية:
1.
حرّر القول في معنى العود في قوله تعالى: {ثم يعودون لما قالوا}.
اختلف السلف والأئمة والمفسرون في معنى العود هنا على أقوال :
القول الأول : العود إلى الجماع . رواه ابن كثير عن سعيد بن جبير وأحمد بن حنبل ومالك كما ذكره السعدى .واستدل له السعدى بقوله : {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا}، وقال أن : الذي قالوا إِنَّما هو الوَطْءُ والجماع
وقد نقل ابن كثير تفصيل الحسن البصرى حيث قال : يعني الغشيان في الفرج.
القول الثانى : العود إلى مجرد العزم على الجماع ... ذكره ابن كثير عن الإمام أحمد بن حنبل والإمام مالك كما ذكره السعدى والأشقر . واستدل له السعدى بأنَّ اللَّهَ تعالى ذَكَرَ في الكَفَّارَةِ أنَّها تَكونُ قبلَ الْمَسِيسِ، وذلكَ إنَّما يكونُ بِمُجَرَّدِ العَزْمِ.
القول الثالث : أن يمسكها بعد الظهار زوجة فلا يطلقها مع قدرته على الطلاق ...نقله ابن كثير عن الشافعى ومالك كما ذكره الأشقر.
القول الرابع : هو أن يعود إلى الظّهار بعد تحريمه .. نقله ابن كثير عن أبى حنيفة وأصحابه .
القول الخامس: العود هو أن يعود إلى لفظ الظّهار فيكرّره ... ذكر عن بن حزمٍ و داود، وحكاه أبو عمر بن عبد البر عن بكير ابن الأشجّ والفرّاء، وفرقةٍ من أهل الكلام. ونقله عنهم ابن كثير.وردّه وقال أنه قول باطل.
نقل المفسرون أقوال الأئمة والسلف ولم يرجحوا أي منها ولكن على ما يبدوا أن أدلة الأقوال الثلاثة الأولى أقوى .والله أعلم


2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9)إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)} المجادلة.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) : كان اليهود والنصارى والمنافقين يتناجون فيما بينهم بالكفر والمعصية والإثم والعدوان . والتناجى : هو التكلم مع الغير سراً (المسارة )، فخاطب رب العزة سبحانه عباده المؤمنين مؤدباً لهم ومبيناً لهم ما يباح التناجى فيه ألا وهو البر والتقوى أي : الطاعة وترك المعاصى واتقاء غضب الله وعذابه فهو سبحانه يحشرهم جميعاً فيجازيهم بأعمالهم يوم القيامة .
إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10)}: النجوى المرادة هنا ؛ هي نجوى أعداء الله بالإثم والعدوان والمكر وإرادة السؤ بالرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، وإنما يصدر ذلك عنهم من تسويل الشيطان وتزيينه لهم ليحصل به حزن المؤمنين من توهمهم بضررهم المحتمل وقوعه من نجوى أعدائهم ، ولكن يمكر المشركون ويمكر الله فلا يصيب المؤمنين شيئا ولا يضرهم إلا باذن الله ، فقد وعدهم الله تعالى النصر والكفاية فهو وليهم سبحانه ووكيلهم ، ومن توكل عليه كفاه وأحسبه ومن استعاذ به أعاذه وحماه وقد ورد في الصحيحين وغيرُهما عن ابنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ((إِذَا كُنتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ))


3. بيّن سبب نزول سورة الحشر.
نزلت سورة الحشر في بنى النضير ، وهم رَهْطٌ مِن اليهودِ مِن ذُرِّيَّةِ هارونَ، نَزلوا المدينةَ في فِتَنِ بني إسرائيلَ، فغَدَرُوا بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ أنْ عاهَدُوه، وصارُوا عليه مع المشْرِكينَ، فحاصَرَهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى رَضُوا بالجَلاءِ.


4. استدلّ على شرط الإيمان في الرقبة المعتقة في كفّارة الظهار.
قوله: " فتحرير رقبةٍ ":أي: فإعتاق رقبةٍ كاملةٍ من قبل أن يتماسّا
فهنا الرّقبة مطلقة غير مقيّدةٍ بالإيمان ، وفي كفّارة القتل مقيّدةٌ بالإيمان
فحمل الشّافعيّ ، رحمه اللّه ؛ ما أطلق هنا على ما قيّد هناك لاتّحاد الموجب ، وهو عتق الرّقبة، واستدل على ذلك بما رواه مسلمٌ عن معاوية بن الحكم السّلميّ، في قصّة الجارية السّوداء، وأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "أعتقها فإنّها مؤمنةٌ".

اعتذر عن التأخير فقد كان لظروف قهرية .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir