المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول فيسبب نزول قوله تعالى: {وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآية
. نزلت في اليهود
عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم. فقالت عائشة: وعليكم السام واللعنة قالت: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا عائشة، إنّ اللّه لا يحبّ الفحش ولا التّفحّش". قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟ فقال رسول الله: "أو ما سمعت أقول وعليكم؟ ". فأنزل اللّه:{وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه}. رواه ابن أبي حاتم
. عن عبد اللّه بن عمرٍو؛ أنّ اليهود كانوا يقولون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: سامٌ عليك، ثمّ يقولون في أنفسهم:{لولا يعذّبنا اللّه بما نقول}؟، فنزلت هذه الآية:{وإذا جاءوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه ويقولون في أنفسهم لولا يعذّبنا اللّه بما نقول حسبهم جهنّم يصلونها فبئس المصير}..رواه الإمام أحمد . قال ابن كثير إسنادٌ حسن ولم يخرجوه
2. فسّر قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)} المجادلة.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَفَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} يخاطب الله تعالى عباده المؤمنين الراغبين في مناجاة الرسول؛ومساراته بالكلام ؛ والتفرد معه بالحديث أن يقدموا بين يدي نجواهم صدقة؛ فإن تلك الصدقة {خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ؛}لما فيها من منافع جمة؛ من ذلك أنه يحصل بها تعظيم الرسول و تعظيم مناجاته ؛ التخفيف على الرسول لما يحصل له من المشقة من كثرة مناجاته ؛ تأديب للمؤمنين وتعليمهم.؛ حصول التزكية للنفوس وتطهيرها من الجشع في جمع المال وحب ادخاره، ؛بها نفع كثير من الفقراء بتلك الصدقات ؛ تمييز المنافق من المؤمن.
(فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي فإن لم تجدوا الصدقة أيها الفقراء وعجزتم عن ذلك فالله قد رخص لكم في المناجاة بلا تقديم لها.فالحكم خاص بمن وجد الصدقة أما، الذي لا يَجِدُ الصدَقَةَ؛ فإنَّ اللَّهَ لم يُضَيِّقْ عليهِ الأمْر.
{أأشفقتم} أأخفتم{ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}من استمرار حكم تقديم الصدقة بين منجاة الرسول ؛ فيلحقكم به الفقر والعيلة.
{فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا }ما أُمِرْتُمْ به مِن الصدَقَةِ بينَ يَدَيِ النَّجْوَى؛ لثِقَلِها عليكم.
{ ..وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ.} بأنْ رَخَّصَ لكُم في الترْكِ.
{ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ }أي ؛أدوا الصلاة ؛وقوّموها بأدائها على أكمل الوجوه بالإتيان بأركانها وشروطها وسننها
{ وَآَتُوا الزَّكَاةَ}أعطوا زكاة أموالكم المفروضة إلى مستحقيها ؛ لما فيها من تطهير النفوس وإزالة الشح عن القلوب
{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فيما تؤمرون به من الفرائض و الواجبات بالامتثال والطاعة والانقياد ؛ وما تنهون عنه من المحرمات والموبقات باجتنابه والابتعاد عنه
وقفوا عند حدود الشرع و لا تعتدوها
والعبرة في ذلك على الإخلاص و الإحسان لهذا قال{ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }هو محيط بنواياكم وأعمالكم، ومجازيكم بما قدمتم لأنفسكم من خير أو شر
وهذه الآية نسخت حكم تقديم الصدقة قبل مناجاة الرسول.
. قال عكرمة والحسن البصريّ :{فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}نسختها الآية الّتي بعدها{أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}إلى آخرها
وعن قتادة:{إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}إنّها منسوخةٌ: ما كانت إلّا ساعةً من نهارٍ.
وقيل إنه لم يعمل بها أحد إلا علي رضي الله عنه
3. بيّنمعنى الظهار وحكمه.
تعريف الظهار
أصل الظّهار مشتقٌّ من الظّهر. وهو أن يقول الرجل لزوجته أنت على كظهر أمي
ذلك أن الرجل في الجاهلية كان يغضب على امرأته لأمر من الأمور ثم يقول: أنت عليَّ كظهر أمي فتطلق منه.
فلما جاء الإسلام أنقذ المرأة من هذا الحرج، وبيَّن أن الظهار منكر من القول وزور؛ لأنه قائم على غير أصل، فالزوجة ليست أماً حتى تكون محرمة كالأم، وأبطل هذا الحكم.؛وجعل الظهار محرِّماً للمرأة حتى يكفِّر زوجها عمَّا حصل منه كفارة الظهار.
حكم الظهار
1حكم الظهار: حرام، وقد ذم الله المظاهرين؛ ووصف مقولتهم تلك بأنها منكرا وزورا
بقوله:{ الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)}[المجادلة/2].
2-- إذا ظاهر الرجل من امرأته وأراد أن يطأها حَرُم عليه وطؤها حتى يكفر كفارة الظهار وهى ؛ تحرير رقبة ؛فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ؛ فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.
4. استدلّ على فضل المهاجرين والأنصار.
الدليل قوله تعالى {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) }
وجه الدلالة":... الآيتين فيها مدح للمهاجرين والأنصار والثناء عليهم
بخصال حميدة .وأنهم حازوا من الفضل و السوابق و المناقب ما جعلهم يسبقوا من بعدهم و يدركوا من قبلهم .
الله أعلم