دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1438هـ/26-07-2017م, 01:30 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب التوحيد

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم:
الرقى:
س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التولة:
تقليد الوتر:
س2: ما حكم تعليق التمائم من القرآن؟
س3: فصّل القول في أحكام الرقى.
س4: بيّن فضل تخليص الناس من التعلّق بغير الله تعالى.
س5: ما معنى التبرّك؟ وما هي أنواعه وأحكامه؟
س6: بيّن خطر دخول العبد في الشرك من باب التبرّك.
س7: فصّل القول في حكم الذبح لغير الله تعالى.
س8: بيّن خطر مشابهة المشركين وموافقتهم في أعيادهم.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ذو القعدة 1438هـ/26-07-2017م, 09:13 AM
ناصر بن مبارك آل مسن ناصر بن مبارك آل مسن غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 335
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب عن المجموعة الثانية
ج1 التولة نوع من السحر وهو شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة لزوجها والرجل لامرأته وهو شرك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك
وكان شركا لما فيه من الاستعانة بالجن والتعلق بهم وفيه تعاويذ شركية

تقليد الوتر هو وتر القوس إذا اخلولق علقوه على أنعامهم دفعا للعين بزعمهم وهذا شرك أكبر إن تعلق القلب به واعتقد الناس أنه هو أي الوتر من يدفع الضر عنهم ويكون شركا أصغر إن اعتقدوا أنه سبب لأن الله لم يجعله سببا شرعيا ولا قدريا
والدليل على ذلك أن أبا بشير الأنصاري رضي الله عنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
وقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك
وتقليد الوتر من التمائم

ج2 اختلف العلماء في تعليق التمائم من القرآن على قولين
الأول أجاز تعليق التمائم من القرآن وحمل النهي عنه على التمائم الشركية
الثاني حرم التعليق ولو من القرآن وذلك لأمور
الأول عموم النهي في ذلك ولا مخصص له كمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك
فهذا عام خص منه الرقى فرخص فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا
أما التمائم والتولة لم يأت مخصص لهما فبقيا على عموم النهي فيها
الثاني سدا لذريعة الشرك فقد يعلق الناس تمائم من القرآن ثم إذا طال عليهم العهد علقوا القرآن ومعه كلام استحسنوه ثم يعلقون كلاما شركيا اتباعا للشيطان وخطواته في إغواء بني آدم وصدهم عن ذكر الله
الثالث أنه يضعف الإنكار على من علق الشرك لظن المنكر أنه علق شيئا من القرآن أو إذا أنكر عليه زعم أنه من القرآن ليتخلص من الناصح فيفشو الشرك وينتشر دون نكير مع شدة إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على من علق حلقة من صفر من الواهنة والسلف رحمهم الله كانوا يتلفون التميمة مباشرة لشدة خطرها فالأمر عظيم
الرابع أن الذي علق شيئا من القرآن قد يكون في مكان أو حال لا يسوغ معه صحبة هذا الشيء الذي تعلقه وهو مكتوب فيه كلام الله

ج3 الرقى هي أدعية وألفاظ تقرأ على المريض بقصد الشفاء
والرقى لها تأثير عضوي ونفسي
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها كما في قوله إن الرقى والتمائم والتولة شرك
لكن رخص في الرقى التي لا يكون فيها شرك فقال صلى الله عليه وسلم اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا
وأجمع العلماء على أن الرقى التي تلزم هذه الأمور الثلاثة فهي جائزة وربما تكون مشروعة وهي
1 أن تكون الرقية بالقرآن أو بالسنة أو بأسماء الله وصفاته
2 أن تكون بلسان عربي مفهوم المعنى ولا يكون فيها مجهول الاسم أو المعنى
3 أن يعتقد أنها لا تنفع بنفسها بل الله هو الشافي وإنما هي سبب شرعي جعله الله رحمة بعباده وحكمة منه وفضل
والرقى الشركية ما كان فيها استعانة بالمخلوقين من جن وغيرهم أو كان فيها كلاما غير مفهوم أو اعتقد أنها تنفع بنفسها فهذا هو المنهي عنه
وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ورقاه جبريل عليه السلام وعائشة رضي الله عنها
وأما ما جاء في صفات الذين يدخلون الجنة بلا حساب أنهم لا يسترقون يعني لا يطلبونها ابتداء لأن في طلب الرقية من الغير فيه نوع تعلق أما إذا رقي الإنسان دون طلب فلا بأس لما تقدم من فعله صلى الله عليه وسلم والراقي محسن لأخيه المسلم

ج4 عن سعيد بن جبير رحمه الله قال من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة
وهذا الحديث في حكم المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا الخبر لا يعرف بالرأي
ومعناه أن من خلص إنسان من التعلق بغير الله كان له مثل أجر من أعتق رقبة لأنه أعتق أخاه من الخسران المبين في الدنيا والآخرة فخسارة الدنيا حاصلة لتخلي الله عنه ويكله لما تعلق به كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم من تعلق شيئا وكل إليه
وخسارة الآخرة دخوله النار لأنه قد أشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الرقى والتمائم والتولة شرك
والشرك موجب للدخول في النار والله لا يغفر للمشرك حتى يتوب من الشرك قبل موته قال سبحانه
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء

ج5 البركة مأخوذة من البروك وهو اللزوم والثبات أو من البركة وهو مجتمع الماء وكثرته
والتبرك طلب الخير وكثرته ودوامه ولزومه وثباته
ولا تطلب البركة إلا من الله وحده فهو الذي يبارك من يشاء من خلقه قال سبحانه
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير
وقال سبحانه مخبرا عن نبيه
وجعلني مباركا
والبركة التي جعلها الله في خلقه على قسمين
القسم الأول ما كان من مباركة الله بعض الأماكن أو الأزمنة
فبركة المكان مثل بيت الله الحرام يعني لزوم الخير فيه وهذه البركة ليست ذاتية ولا تنتقل إنما هي معنى جعله الله لهذا المكان ترغيبا فيه فلا يجوز التمسح به ولا من مات فيه يكون مباركا
والبركة في الأزمنة يعني بحصول الخير والأجر الكثير فيها فضلا من الله ورحمة منه فعلينا التعرض لمثل هذه الأوقات بالعمل الصالح لننال بركتها التي جعل الله فيها كرمضان وثلث الليل الآخر
والقسم الثاني ما كان في بني آدم وهي على نوعين
النوع الأول هو من كانت بركته ذاتية أي في جسده مثل بقية وضوئه وبركته معنوية بالعمل الصالح فهذا خاص بالأنبياء عليهم السلام ولا يكون لغيرهم
النوع الثاني من بركته بركة عمل وإيمان تزيد كل ما زاد إيمانه وعمله الصالح والبركة به تكون بالاقتداء به ولا يفعل معه كما يفعل مع الأنبياء لأن الصحابة لم ينقل عنهم أنهم كانوا يتبركون بجسد غير النبي صلى الله عليه وسلم مع علمهم بفضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فكيف بمن دونهما

ج6 قد يتبرك الإنسان بشيء ويعظمه مما يجعله يتعلق به نوع تعلق ويظن أنه سبب للنفع أو للضر أو يظن أن هذا الشيء هو الذي يضر وينفع نعوذ بالله ولهذا أدلة كثيرة أذكر منها
1 أن المشركين عظموا الرجل الصالح الذي كان يلت للحجاج السويق حتى آل بهم الأمر لعبادته وعبادة الصخرة التي كانت مكانه كما قال سبحانه منكرا عليهم
أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى
وذلك على قراءة من شدد التاء في اللات
2 أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لما طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا حدثاء عهد بالإسلام أن يجعل لهم ذات أنواط كما للمشركين فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال قلتم مثل ما قال قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة
مع أنهم قالوا ذلك لا ليعبدوها بل ليعظموها ويلازموها ويعكفون عندها كما يفعل المشركون فشبه طلبهم بطلب من أراد عبادة الأشجار لأن الشيطان سيغويهم ليعبدوها في قابل الأيام


ج7 من سمى الله وذبح لأضيافه ولم يقصد بها التقرب بل قصد إكرام أضيافه فهذا مأذون فيه شرعا ومن الإحسان للضيف إن لم يكن فيه إسراف لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
ومن سمى الله وذبح للقادم تعظيما له وأراق الدم لا يقصد تقربا ولا إكراما بالأكل بل إراقة الدم تعظيما فهذا محرم ولا يجوز لأن الدم لا يراق إلا لله وسدا لذريعة الشرك
ومن ذبح تقربا لغير الله فهو مشرك ولو سمى الله على ذبيحته لأنها عبادة لا يجوز صرفها إلا لله وحده كما قال سبحانه
فصل لربك وانحر
أي وانحر مخلصا لله كما أنك تصلي لله

ج8 مشابهة المشركين في أعيادهم خطير لذا لما نذر أحد الصحابة رضي الله عنه أن يذبح ببوانة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المكان هل كان فيه عيد من أعيادهم أو هو مكان يذبح فيه لغير الله فلما قالوا لا قال فأوف بنذرك فالفاء مترتبة على هذا الجواب ولو كان فيه ما ذكر لم يجز الوفاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا وفاء لنذر فيه معصية لله
والمشابهة في الظاهر تؤدي للمشابهة في الباطن كما قاله العلماء وتؤدي لتكثير سواد المشركين وتشد من عزمهم ويكون ذريعة لانتشار الشرك

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 4 ذو القعدة 1438هـ/27-07-2017م, 12:48 AM
سلوى عبدالله عبدالعزيز سلوى عبدالله عبدالعزيز غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 726
افتراضي

المجلس الثامن | كتاب التوحيد | القسم الثالث
س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: شيء يعلق على الأولاد عن العين . وقالَ الخَلْخَالِيُّ: (التَّمَائِمُ: جَمْعُ تَمِيمَةٍ، وهي مَا يُعَلَّقُ بأعْنَاقِ الصِّبْيَانِ مِن خَرَزَاتٍ وعِظَامٍ لِدَفْعِ العينِ ) .
حكمها : منهي عنها ، وقد نهى عنها كثير من الصحابة والتابعين ومنهم ابن مسعود رضي الله عنه .
الدليل : عن أبي بَشِيرٍ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّهُ كانَ مَعَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَأَرْسَلَ رَسُولاً: ((أَنْ لا يَبْقَيَنَّ في رَقَبَةِ بَعيرٍ قِلادَةٌ مِنْ وَتَرٍ أَوْ قِلادَةٌ إِلاَّ قُطِعَتْ)) ).
هذا الحديثُ في (الصَّحِيحَيْنِ ) .
أما إذا كان المعلق من القران فرخص به بعض السلف ، وبعضهم لم يرخص فيه ،ويجعله من المنهي عنه ، ومنهم ابن مسعود رضي الله عنه ، والعلماء من بعد الصحابة والتابعين ،فمن بعدهم اختلفوا في جواز تعليق التمائم التي من القران وأسماء الله وصفاته ، فقالت طائفة : يجوز ذلك ، وهو قول عبدالله بن عمرو بن العاص .، ووطائفة قالت : لا يجوز وقال به كثير من الصحابة والتابعين وكذلك العلماء المتأخرون . وقد رجح هذا القول وذلك من ثلاث وجوه :
١- عموم النهي لامخصوص العموم .
٢- سد الذريعة ، فإنه يفضي إى تعليق ما ليس كذلك
٣- أنه إذا علق فلا بد أن يمتهنه المعلق بحمله معه في حال قضاء الحاجة أو الاستنجاء ونحو ذلك .

وقد ذكر الشيخ عبدالرحمن السعدي في حكم التمائم بقوله :
{ فمِنْها: ما هو شِرْكٌ أكْبَرُ، كالتي تَشْتَمِلُ على الاستغاثَةِ بالشياطينِ أو غَيْرِهم مِن المَخْلُوقينَ. فالاسْتِغاثَةُ بغَيْرِ اللهِ فيما لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلاَّ اللهُ شِرْكٌ .
ومِنْها: ما هو مُحَرَّمٌ، كالتي فيها أسماءٌ لا يُفْهَمُ مَعْناها؛ لأنَّها تَجُرُّ إلى الشرْكِ.
وأمَّا التعاليقُ التي فيها قرآنٌ أو أحاديثُ نبويةٌ أو أدْعِيةٌ طَيِّبَةٌ مُحْتَرَمَةٌ
فالأَوْلَى تَرْكُها؛ لِعَدَمِ ورُودِها عنِ الشارعِ، ولِكوْنِها يُتَوَسَّلُ بِها إلى غَيْرِها من المحرَّمِ، ولأَنَّ الغالبَ عَلَى متعلِّقِها أنَّه لاَ يَحْتَرِمُها ويَدْخلُ بِها المَواضِعَ القَذِرَةَ } . انتهى كلامه .

الرقى: هي التي تسمى العزائم .
حكمها : رخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك من العين والحمة ، ولكن يشترط أن تكون خالية من الشرك . وقد ذكر العلماء أنه حسن جائز أو مستحب ،
الدليل : قال صلى الله عليه وسلم : ((اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا)) .
وقد ذكر الشيخ عبدالرحمن السعدي في حكم الرقى بقوله :
فإنَّها مَنْدُوبَةٌ في حَقِّ الرَّاقِي؛لأَِنَّها مِن بابِ الإِحسانِ، ولِمَا فيها من النفعِ، وهي جائزةٌ في حقِّ المَرْقِيِّ، إِلاَّ أنَّه لاَ يَنْبغِي له أنْ يَبْتَدِئَ بطَلَبِها، فإنَّ مِن كَمَالِ تَوَكُّلِ العبدِ وقوةِ يقينِه أنْ لاَ يَسْأَلَ أحدًا مِن الخَلْقِ لا رقيةً ولا غيرَها، بَلْ يَنْبَغِي إذا سَأَلَ أحدًا أنْ يَدْعُوَ له أنْ يَلْحَظَ مَصْلَحَةَ الداعِي والإِحسانَ إليه بتَسَبُّبِهِ لهذِه العُبُودِيَّةِ له معَ مَصْلَحَةِ نَفْسِهِ، وهذا من أسرارِ تحقيقِ التوحيدِ ومعانِيه البديعةِ التي لا يُوَفَّقُ للتَّفَقُّهِ فيها والعَمَلِ بِها إلاَّ الكُمَّلُ مِن العبادِ.
وإنْ كانت الرُّقْيةُ يُدعَى بِها غَيْرُ اللهِ ويُطْلَبُ الشِّفاءُ من غَيْرِه:
فهذا هو الشرْكُ الأكبرُ؛لأنَّه دُعاءٌ واسْتِغاثَةٌ بِغَيْرِ اللهِ.
فافْهَمْ هذَا التَّفْصِيلَ، وإيَّاكَ أنْ تَحْكُمَ عَلَى الرُّقَى بِحُكْمٍ واحدٍ معَ تَفَاوُتِها في أسبابِها وغاياتِها } .


س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
لا تجوز رقية الكافر للمسلم ، لأن الكافر مشرك بالله ، والمسلم موحد لله ، وقد بين العلماء للناس أن الرقية لا بد أن تتوفر فيها الشروط الثلاث التالية وقد أجمع عليها :
الأول: أن تكون بالقرآن أو بأسماء الله أو بصفاته ، وقد أدخل العلماء السنة النبوية .
الثاني: أن تكون بالكلام العربي، بلسان عربي معلوم يُعْلَم معناه.
والثالث: ألاّ يعتقد أنها تنفع بنفسها، بل الله جل وعلا هو الذي ينفع بالرقى).

س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
{ من تعلق شيئا وكل إليه } ، التعلق بغير الله له اضراره العظيمة على الفرد والمجتمع . وذلك لأن التعلق يكون بالقلب ، ويكون بالفعل ، ويكون بهما جميعاً ، فإذا تعلق الانسان بغير الله وكله الله اليه ، أي : الشيء الذي تعلق به ، هذا المخلوق الضعيف الذي لا ينفع ولا يضر إلا بأمر الله تعالى ،ومن تعلق بغيره أو سكن إلى علمه وعقله ودوائه وتمائمه ، واعتمد على حوله وقوته ، وكله الله إلى ذلك وخذله ، وهذا معروف بالنصوص والتجارب ، فيجب التلعق بالله تعالى الذي بيده الأمر كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، وإنزال الحوائج بالله ، وتفويض الأمر لله ، فبذلك يكفيه الله كل مؤنة ، ويقرب له كل بعيد ، وييسر له كل عسير ، قال تعالى :{ ومن يتوكل على الله فهو حسبه } ، ويكفي أن نعلم أن التعلق بغير الله من عمل الشيطان ، ونعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم يترك لنا خير إلا دلنا عليه ، ولا شر إلا حذرنا منه ، وقد شرع لنا كثير من الادعية والاذكار التي تغنينا عن غيره ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : { إذهب الباس رب الناس وأشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً } . رواه ابن ماجة وابن حبان والحاكم .

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
التبرك: طلب البركة ، وكثرة الخير.
وتنقسم إلى قسمين : 
القسم الأول : تبرك مشروع وله أنواع منها :
١ ـ التبرك بالأقوال والأفعال :
ـ بالأقوال : كقراءة القرآن فمن بركته أن الحرف الواحد بعشر حسنات ، وأنه شفاء للناس وهدى ورحمة .
ـ بالأفعال : طلب العلم وتعلمه ؛ فمن بركته : الرفعة في الدنيا والآخرة .
٢ ـ التبرك بالأمكنة : هناك أمكنة معينة جعل الله فيها البركة إذا تحقق في العمل الإخلاص والمتابعة .
فمن هذه الأمكنة :
ـ المساجد : وأعظمها المساجد الثلاثة ـ الحرم المكي ، والمدني ، والأقصى ـ والتماس البركة فيها إنما يكون بأداء الصلاة فيها ، والاعتكاف ، وحضور حلق العلم ، ولا يكون بالتمسح بجدرانها أو ترابها مما هو ممنوع .
ـ مكة والمدينة والشام : قال - صلى الله عليه وسلم - : " إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها ، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا إبراهيم لأهل مكة " رواه مسلم.
وقال - صلى الله عليه وسلم - : " طوبى لأهل الشام . فقلنا : لأي شيء ذاك ؟ فقال : لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه " رواه أحمد والحاكم وصححه على شرطهما .
فمن سكن مكة والمدينة طلبا لما فيها من البركة التي أخبر عنها النبي r فقد وفق إلى خير كثير ، بخلاف ما لو طلب التبرك بالتمسح بترابها وجدرانها وأشجارها وغير ذلك مما لم يرد به الشرع، فإنه بدعة.
ـ المشاعر المقدسة : كعرفة ومزدلفة ومنى ؛ فهي أماكن مباركة لما في الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم بالحصول فيها في الأوقات المشروعة من غفران الذنوب وحصول الأجر الكبير .
٣ ـ التبرك بالأزمنة : هناك أزمنة خصها الشرع بزيادة فضل وبركة ، مثل :
ـ شهر رمضان : لما فيه من صيامه من غفران الذنوب ، وزيادة رزق المؤمن وغير ذلك .
ـ ليلة القدر : والتي هي خير من ألف شهر .
ـ عشر من ذي الحجة .
ـ يوم الجمعة .
ـ الثلث الأخير من الليل .
٤ ـ التبرك بالأطعمة : من الأطعمة التي تلتمس فيها البركة :
ـ زيت الزيتون فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " كلوا الزيت وادهنوا به ؛ فإنه من شجرة مباركة " رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
ـ اللبن : لحديث عائشة : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتي بلبن قال : كم في البيت بركة أو بركتين " رواه أحمد .
ـ الحبة السوداء : فهي شفاء من كل داء إلا السام كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - .
ـ ماء زمزم : فإنها مباركة ، إنها طعام طعم .
٥ ـ التبرك بالحيوانات : من الحيوانات التي تلتمس فيها البركة :
ـ الخيل : فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة " رواه البخاري .
٦ ـ التبرك بالأشجار : من الأشجار التي تلتمس فيها البركة :
ـ النخل : فقد قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم " رواه البخاري .
٧ ـ التبرك بالأنبياء - عليهم السلام - : كالتبرك بعرقهم أو شعرهم أو ريقهم أو التمسح بهم ، فهذا جائز لأن الله تعالى جعل أجسادهم مباركة وثبت أن الصحابة فعلوه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيأتي الكلام عليه .
فهذه الأشياء تلتمس منها البركة حسب ما جاء عن الشارع ، ولا يتعدى بها الوجه المشروع والمباح .
القسم الثاني : التبرك الباطل .
وهي على قسمين :
القسم الأول : شرك أكبر : وذلك إذا طلب بركتها معتقدا أن هذا الشجر أو الحجر أو القبر إذا تمسح به أو تمرغ عليه أو التصق به يتوسط له عند الله فهذا اتخذه إله مع الله تعالى .
القسم الثاني : شرك أصغر : إذا كان هذا التبرك بنثر التراب عليه أو إلصاق الجسم بذلك أو التبرك بعين ونحوها جعله سببا لحصول البركة بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله ، كمن يلبس التميمة ونحوها .
١ ـ التبرك بالأمكنة المباركة على غير ما ورد في الشرع ؛ كتقبيل أبواب المساجد ، والتمسح بأعتابها والاستشفاء برتبتها ، ومثل ذلك : التمسح بجدران الكعبة ، أو مقام إبراهيم وغير ذلك .

٢ ـ ومن ذلك أيضا الذهاب إلى القبور لا لقصد الزيارة ، وإنما لقصد الدعاء عندها لأجل بركتها واعتقاد أن الدعاء عندها أفضل .
٣ ـ ومن ذلك : التبرك بالأماكن التي جلس فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - كغار حراء أو ثور أو موضع مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو موضع بيعة العقبة أو نحوها.

٤ ومن ذلك التبرك بالأماكن التي صلى فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - اتفاقا كأن يكون في سفر ونحو ذلك ، ولم يقصد تخصيصها بالصلاة فيها ؛ فإنه لا يشرع تتبعها والتقرب إلى الله – تعالى - بالصلاة فيها ؛ لأنها لم تكن مقصودة لذاتها .
كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان ، فبصلون عندها ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فأوعدهم فيها وأمر بقطعها " .
٥ ـ ومن ذلك : تخصيص أزمنة معينة بنوع من التعظيم والاحتفالات والعبادات ؛ كيوم مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ويوم الإسراء والمعراج ، ويوم الهجرة ، ويوم بدر ، وفتح مكة ، وغير ذلك ؛ فالتبرك بالأزمنة على هذا النحو من البدع .
٦ ـ ومن ذلك : التبرك بالأحجار والأشجار ونحوها ؛ فيصلون عندها أو يأخذون ورقها أو يحتفظون بأحجار من مكة أو المدينة أو غيرهما أو شيء من أجزاء المساجد ، والاحتفاظ بهذه الأشياء للتبرك فكل هذا من التبرك الممنوع . كما في حديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - الذي ذكره المصنف .
٧ ـ ومن ذلك : التبرك بذوات الصالحين وآثارهم ؛ فلم يؤثر عن أحد من الناس أنه تبرك بوضوء أبي بكر أو عرقه أو ثيابه أو ريقه أو غير ذلك ، ولا عمر ولا عثمان ولا علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - ، وإنما كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتبركون بوضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - وجسمه وعرقه وريقه وشعره وملابسه ، وهذا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يقاس عليه أحد من الصالحين ، ولو كانوا الخلفاء الراشدين أو العشرة المبشرين ، فضلا عن غيرهم ؛ لأن التبرك عبادة مبناها على التوقيف والاتباع .


س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
قولِه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْري وَثَنًا يُعْبَدُ)).
وفي هذه جملة مِن الفَوَائِدِ:
١- أن الاعتبار بالأحكام يكون بالمعاني لا بالأسماء ، ولهذا جعل النبي صلى الله طلبهم ، كطلبِ بني اسرائيل ، ولم يلتفت إلى كونهم سموها ذات أنواط .
٢- أنَّ ما يَفْعَلُه مَنْ يَعْتَقِدُ في الأَشْجارِ والقُبورِ والأَحْجَارِ؛ مِن التَّبَرُّكِ بها، والعُكُوفِ عندَها، والذَّبْحِ لها، هو الشِّركُ.
٣-النَّهْيُ عَن التَّشَبُّهِ بأَهْلِ الجاهِلِيَّةِ ، وأَهْلِ الكِتابِ فيمَا كانُوا يَفْعَلُونه، إلاَّ ما دَلَّ الدَّليلُ على أَنَّهُ مِن شَرِيعةِ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٤- قولُه: ((لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)) ، أي : طرقهم ومناهجهم وفيه عَلَمٌ مِن أَعْلامِ النُّبوَّةِ، مِن حيث إنَّه وَقَع كَمَا أَخْبَرَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٥- أن طلب الصحابة من الرسول صلى الله عليه وسلم للأنواط ، وذلك للتبرك وليس للعبادة . فدل ذلك على أن التبرك بالأحجار والأشجار وغيرها ؛ محرم .
٦- أن لا نغتر بعمل الناس ، قد يكون من جهل ، وانحراف في العقيدة ، فالعبرة بالدليل من الكتاب والسنة .

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
يرد عليهم بـ :
١- كان فعل الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم في التبرك ببعض من أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وظن البعض أن بقية الصالحين يجوز التبرك بهم ،
وهذا لا يجوز ، لأنه لا يجوز مقارنة النبي صلى الله عليه وسلم بغيره من البشر ، وإن مثل هذه الأفعال خاصة بالنبي ولا يجوز القياس ، وللرسول صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لا يصلح أن يشاركه فيها أحد ، فلا يجوز لمقارنة فضلاً عن المساواة في الفضل والبركة .
٢- وكذلك أن الصلاح لا يتحقق إلا بصلاح القلب ، وهذا الأمر لا يمكن أن يطلع عليه إلا الله تعالى ، وإن ظننا صلاح الشخص ؛ فلا نأمن أن نختم له بسوء خاتمة ، فلا يكون أهلاً للتبرك بآثاره .
٣- لم يكن من فعل الصحابة مع غيرهم ، لا في حياتهم ولا بعد موتهم ، ولو كان خيراً سبقونا إليه ، لم يفعلوه مع أبو بكر الصديق ، وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب ونحوهم ، رضي الله عنهم وأرضاهم ، وهم من الذين شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة ، وكذلك التابعون مثل سعيد بن المسيب ، وعلي بن الحسين ، وأنيس القرني والحسن البصري ونحوهم ، ممن يقطع بصلاحهم ، دل ذلك على أن التبرك مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم .
٤- أن التبرك بالصالحين لا يؤمن أن يفتن هذا الصالح ويعجب بنفسه ، فيورثه العجب والكبر والرياء فيكون فيذهب عمله هباءً منثوراً .
٥- أن لا نغتر بعمل الناس ، قد يكون عن جهل ، فالعبرة بالدليل من الشرع .

س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
أهل الكتاب هم اليهود والنصارى ، يجوز أكل ذبائحهم ، لقوله تعالى :{ وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم } .

س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
لا يجوز الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله تعالى ، وذلك لأنه أسس على معصية الله والشرك به ، فقد منع الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم من الصلاة في المسجد المؤسس على المقاصد الخبيثة مع أنه لا يقوم فيه إلا لله ، فقياساً عليه المواضع المعدة للذبح لغير الله لا يذبح فيها الموحد لله
وفي الحديث رواه أبو داود ، أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني نذرت أن أذبح بمكان كذا وكذا ( مكان كان يذبح فيه آهل الجاهلية ) ، قال : ( الصنم ؟ ) ، فقالت : لاا ، قال : ( لوثن ؟ ) ، فقالت : لا ، قال : ( أوف بعهدك ) .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 ذو القعدة 1438هـ/28-07-2017م, 10:49 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: جمع تميمة، تعلق على البشر أو الدواب, وليس لها شكلا معينا, بل التمائم اسم يعم كل ما يعلق لدفع العين, لاتقاء الضرر، أو لجلب خير نفسي.
حكم التمائم:
1- منها ما هو مجمع على تحريمه ودخوله في الشرك, وقد قال عليه الصلاة والسلام:"إن الرقى والتمائم والتولة شرك", و أرسل رسولا: "أن لا يبقين في عنق بعير قلادة من وتر أو قال: قلادة إلا قطعت", وقال عليه الصلاة والسلام:"من تعلق شيئا وكل إليه", وهذا النوع على ثلاث درجات:
الأولى: ما يكون منها شركا اكبرا مخرج من الملة, وهذا إن علقها معتقدا جلبها النفع أو دفعها الضر استقلالا, أو ما كان فيها استغاثة بالشياطين أو الأولياء.
الثانية: ما يكون منها شركا أصغرا, وهذا إن اعتقد بأنها سببا من الأسباب, وإن الله هو النافع الضار, فهذا شرك في الأسباب لأن الله لم يجعلها سببا لا شرعا ولا قدرا.
الثالثة: ما يكون تعليقها من باب الزينة من غير أن يصاحب تعليقها اعتقادا من اي نوع, فهذا محرم لأنه فيه مشابهة المشركين, وقد قال عليه الصلاة والسلام:"من تشبه بقوم فهو منهم", كما إنه ذريعة موصلة للشرك الأكبر إن داوم على تعليقها وزين له الشيطان نفعها أو دفعها للضر عنه.

2- من التمائم ما اختلف السلف في حكمه, وهو ما كان من القرآن الكريم أو الأدعية المأثورة, فاختلف فيه على قولين:
الأول: من قال بجواز تعليق التمائم من القرآن استدلالا بقوله تعالى:"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين", واللفظ عام لم يخصص طريقة معينة للاستشفاء فيه, فيدخل في هذا استخدامه استخداما حسيا, وتعليقه تمائم لشفاء البدن أو الروح, وحملوا الحديث على التمائم الشركية لا التي من القرآن, وهو قول عمرو بن العاص, وظاهر ما روي عن عائشة, وقول أحمد بن الباقرو ورواية عن أحمد.
القول الثاني وهو الأصح: عدم جواز ذلك, وهو قول ابن مسعود واصحابه, وابن عباسو وظاهر قول حذيفة, وقال به جماعة من التابعين, وذلك للدليل والتعليل:
- فالدليل: إن النهي عن التمائم جاء عاما, "إن الرقى والتمائم والتولة شرك",ولفظ "التمائم" جمع محلى بأل الإستغرقية فتعم جميع التمائم, ولا يوجد دليل يخصص هذا العموم, كما إن الصفة التي وردت للاستشفاء بالقرآن هي القراءة, ولم يرد في تعليقه كتميمة دليل من القرآن او السنة, أو من فعل الصحابة رضوان الله عليهم.
أما التعليل:
- فلأن في منع تعليقه سدا للذريعة, فمن يرى التميمة على شخص لا يدري أهي من القرآن أم غيره, والناس كأسراب القطا يقلد بعضها بعضا.
- قد يتعلق بها قلب الشخص الذي علقها, فيعتقد فيها اعتقادا خاصا بها من جلب الفع أو دفع الضر استقلالا.
- فيه امتهان لكلام الله, فيدخل فيه الشخص أماكن النجاسة, أو قد يفعل أمورا تنافي قدسية القرآن, كالغيبة مثلا.
- قد يصل إليها من النجاسات التي تصيب الصبيان إن علقت عليهم, أو نجاسات البالغين بشكل عام إن هم فرطوا في المحافظة عليها.
- قد يستغنى بها الشخص عن قراءة القرآن والاستشفاء به على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام, وهذا من أسو ما يكون.
فعلى هذا يكون الحكم المنع بالنسبة لجميع التمائم..

أما الرقى: فهي: جمع رقية، وتعني القراءة، وهي التي يقال لها العزائم, وحقيقتها: أنها أدعية وألفاظ تقال أو تتلى ثم ينفث بها.
وهي نوعان:
الأول: ما هو جائز مشروع, لقوله عليه الصلاة والسلام:"اعرضوا عليَّ رُقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك", وقوله في حديث اللديغ عن الفاتحة:"وما أدراك إنها رقية", وهي من باب الإحسان, وجائزة في حق المرقي, فقد رقى الرسول عليه الصلاة والسلام, ورقته عائشة رضي الله عنها, إلا إنه لا يندب للعبد أن يسعى لطلبها, لما فيها من تعلق القلب بالراقي. فطلبها ينافي كمال التوحيد المستحب. وهذا النوع من الرقى يشترط فيه شروط ثلاثة:
1- أن تكون بالقرآن أو بما ثبت في السنة الصحيحة, أو بأسماء الله أو بصفاته.
2- أن تكون بالكلام العربي المفهوم معناه.
3- ألا يعتقد بأنها تنفع بنفسها، بل يتيقن قلبه بأنها مجرد سبب وبأن الشافي هو الله سبحانه.
الثاني: ما هو شرك:
- قد يكون أكبر إن كان فيه استغاثة بغير الله, أو دعاء غيره من الشياطين والأولياء, أو صرف عبادة لغير الله.
- وقد يكون الشرك اصغرا إن تعلق قلب المرقي بالرقية أو بالراقي, واعتمد عليها مع اعتقاده بأنها سبب وبأن الله هو الشافي سبحانه, وذلك لأن هذا ينافي كمال التوحيد الواجب.

س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
تجوز رقية الكافر من أهل الكتاب للمسلم ما لم تكن شركا وكانت بأسماء الله سبحانه وتعالى, أو بصفاته, أو بأدعية يسأل فيها الله تعالى, ودليله: حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه, قالت: إن عبد الله رأى في عنقي خيطا ، فقال : ما هذا ؟ فقلت : خيط رقي لي فيه قالت : فأخذه فقطعه ، ثم قال : أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول : " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " فقلت : لم تقول هكذا ؟ لقد كانت عيني تقذف ، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي ، فإذا رقاها سكنت ، فقال عبد الله : إنما ذلك عمل الشيطان ، كان ينخسها بيده ، فإذا رقي كف عنها ، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول : " اذهب البأس ، رب الناس واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ". رواه أبو داود .
فلو كان غير جائز لنهاها رضي الله عنه عن الذهاب إلى اليهودي الذي رقاها, ولبين لها عدم جواز ذلك.

س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
التعلق بغير الله سبحانه وتعالى, قد يوصل العبد إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة, وهذا إن تعلق بما يستحيل أن يكون له أثر, كالتعلق بأصحاب القبور وسؤال الأولياء والاستغاثة بهم كما قال تعالى:"ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون", فهذا شابه المشركين فهو في حكمهم.
وقد يدخل صاحبه في الشرك الأصغر إن تعلق قلبه بسبب شرعي أو كوني, لأن هذا ينافي كمال التوحيد الواجب من تعلق القلب بالله وحده, وينافي يقين العبد أن السبب لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله وقدرته, فالأولى أن يصرف قلبه إلى مسبب الأسباب سبحانه وتعالى.
وقد قال عليه الصلاة والسلام:"من تعلق شيئا وكل إليه", فكيف يكون حال عبد وكله الله إلى عبد مثله, أو إلى خيط أو خرزة أو غير ذلك مما لا يملك ضرا ولا نفعا!! فهذا مصيره إلى الخذلان والخسارة في الدنيا والآخرة إن هو بقي على حاله هذه.
فيكون مشتتا, ضعيفا, يجري وراء الأسباب, لا يدرك لذة التوكل على الله سبحانه, ولا يدري معنى استقرار القلب وسكونه بيقين إلى خالقه, حيث يجعل الله في قلبه الرضا, فلا يجزع ولا يتسخط.
لذلك كان من كمل توحيدهم الكمال المستحب, يتجنبون ما كان فيه ذريعة لتعلق القلب بغير الله, وما كان فيه خدش لكمال توكلهم على خالقهم, فجاء في وصفهم في حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب بأنهم:"لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون", وهذا كان من كمال توكلهم على الله وتفويضهم جميع الأمور إليه سبحانه.
وقد قال تعالى:"ومن يتوكل على الله فهو حسبه".

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
التبرك:طلب الخير الكثير، وطلب ثباته، وطلب لزومه.
وقد دلت النصوص على أن الله هو الذي يبارك، قال تعالى:"تبارك الذي نزل الفرقان على عبده", وقال:"وجعلني مباركاً", فلا يجوز لأحد أن ينسب حصول البركة من غير الله تعالى, لأنه سبحانه هو الذي بيده الملك والأمر.
والتبرك أقسام:
1- التبرك المشروع:
دلت النصوص على أن الله تعالى, خص بعض الأزمنة وبعض الأمكنة وبعض الذوات ببركة خاصة, قال تعالى في المسجد الأقصى:"الذي باركنا حوله"وهذا مثال لما بارك الله من أمكنة, وهي مباركة من جهة ما يحصل فيها من عبادات يحبها الله تعالى, فيحصل للعبد الثواب والخير الكثير.
وبركة الأزمنة: كبركة شهر رمضان, وبركة ليلة القدر, قال تعالى:"ليلة القدر خير من ألف شهر" فالبركة من جهة ما يحصل من مضاعفة الثواب وفضل العبادة في هذا الوقت .
- البركة التي وضعها الله في بني آدم: منها ما هو بركة ذاتية, ومنها ما هي بركة معنوية:
فالبركة الذاتية يختص بها الأنبياء فقط, فقد جعل الله تعالى أجسادهم مباركة, فلو تبرك أحد بجسد نبي بالتمسح به, أو بأخذ عرقه, أو ماء وضوئه, أو غيره, لجاز لهم ذلك, وقد ثبت بأن الصحابة رضوان الله عليهم, كانوا يتبركون بماء وضوء النبي عليه الصلاة والسلام, وعرقه, وهذا خاص بالأنبياء فقط, ولا يجوز لأحد أن يدعي المماثلة لهم في هذا, ولم يرد على أن الصحابة تبركوا بأبي بكر رضي الله عنه, مع عظم فضله, فعدم جواز التبرك بمن بعده يكون من باب أولى.
أما قول أسيد بن خضير:"ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر" فليس المقصود منها البركة الذاتية, بل هي بركة العمل الصالح, وقد قال عليه الصلاة والسلام:"إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم" فدل هذا على أن المؤمن فيه بركة, وهذا بسبب ما قام في قلبه من توحيد, وإيمان, وتعظيم لله, ودعوة إليه, وما يعمله من عمل صالح.
فهذا النوع من البركة لا ينتقل , فيكون طريق التبرك بهم: الأخذ من علمهم, والاقتداء بهم, أما التمسح بهم واعتقاد بركتهم الذاتية, فلا يجوز.

2- التبرك المحرم:
- التبرك المحرم قد يكون شركا أكبرا, وهذا إن قصد مكانا, أو قبرا, أو شجر أوحجر, أو شخصا, طالبا بركتها, فتمرغ بها, أو التصق بها معتقدا بأنها تقربه إلى الله, وبأنها واسطة بينه وبين الله تعالى, فهذا قد وقع في قلبه تعظيم هذا الشيء, لذلك عكف عنده ولازمه تقربا ورجاء ورهبة ومحبة, وطلب بركته تقربا لله عز وجل, وهذه الأفعال جميعها من أنواع العبادات التي لا تصرف إلا لله عز وجل, وهذا هو عين ما كان يفعله أهل الجاهلية الذين بعث الرسول عليه الصلاة والسلام إليهم, حيث جعلوا لله أندادا صرفوا لهم عبادات لا يجوز صرفها إلا لله, قال تعالى:"والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى", وقال " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون".
- وقد يكون التبرك شركا أصغر: إذا فعل ما فعل اعتقادا منه بأن هذا سببا لحصول البركة, كان يتمسح بجدار المكان أو ينثر ترابه عليه طلبا لحصول البركة لا اعتقادا بأنها توصل لله, فهذا لم يصرف عبادة لغير الله وإنما جعل ما ليس سببا سببا, كمن تقلد التميمة سببا لدفع العين دون اعتقاد نفعها أو ضرها استقلالا, وهذا كطلب الصحابة رضوان الله عليهم من الرسول عليه الصلاة والسلام بقولهم:"اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط", فهم أرادوا جعلها سببا لحصول البركة لا إنهم أرادوا صرف عبادة لها, وظنوا بأن هذا محبوبا لله عز وجل, فوقعوا في الشرك الأصغر, لذلك لم يأمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بتجديد إسلامهم.

س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
- أهمية العلم, فإنما وقع هذا من الصحابة رضوان الله عليهم, كان بسبب عدم إحاطتهم بحكم المسألة.
- قبح مشابهة المشركين, لذلك كان التشبه بهم محرم.
- الرفق في الدعوة, وعذر الجاهل, وتعليمه ما يحتاجه مما لا يسع المسلم جهله.
- ضرورة تعلم التوحيد تفصيلا لا إجمالا, وهذا ما فيه نجاة العبد من النار.
- ضرورة معرفة ما هو الشرك, بأنواعه وتفاصيله, حتى يسلم الموحد من الوقوع فيه.
- قوله عليه الصلاة والسلام:"لتركبن سنن من كان قبلكم" فيه تحذير لأمته حتى يجتنبوا تقليد اليهود والنصارى, ويقع بغضهم في قلوب المسلمين من قبح ما وقعوا فيه من الشرك.
- عدم العجب والأمن على النفس من الوقوع في الشرك, فالصحابة رضوان الله عليهم, طلبوا لأنفسهم "ذات أنواط", فوقوع غيرهم فيه من باب أولى.
- إذا وفق الله عبدا للتوبة والهداية, فعليه أن يلزم صحبة الصالحين, فهي تعين على التخلص مما كان عليه من معتقدات فاسدة لا يعلم مدى فسادها.

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
من أجاز التبرك بآثار الصالحين, استدل بفعل الصحابة رضوان الله عليهم مع النبي عليه الصلاة والسلام, وتبركهم بريقه, وعرقه, وغير ذلك, فقاس باقي الصالحين على النبي عليه الصلاة والسلام, وهذا خطأ لعدة أسباب منها:
1- بركة النبي عليه الصلاة والسلام, ذاتية ولا يساويه أحد في هذا الفضل ولا حتى يقاربه, فلا يقاس غيره عليه.
2- التيقن بصلاح شخص أمر متعذر, فالصلاح مكانه القلب, والجزم بصلاح عبد لا بد فيه من نص, كمن رضي الله عنه في القرآن من المهاجرين والأنصار, أو من شهد لهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة, أو من شهدت لهم الأمة بالصلاح من الأئمة في القرون الفضلى, أما غيرهم فغاية الأمر أن يظن بهم خيرا.
3- لو شهدنا لشخص بالصلاح حال حياته, فلا نجزم بأن يختم له بخاتمة حسنة.
4- لم يكن هذا فعل الصحابة رضوان الله عليهم, ولنا فيهم قدوة حسنة, فلم يتبركوا بغير النبي عليه الصلاة والسلام, وقد كان فيهم أفضل هه الأمة بعد نبيها, ولا فعله من بعدهم مع من أجمعت الأمة على صلاحهم: كالحسن البصري, أو أويس القرني, فدل هذا على خصوصية النبي عليه الصلاة والسلام, بالنسبة لهذا الأمر.
5- قد يكون هذا كالمدح في الوجه الذي نهى النبي عليه الصلاة والسلام, عنه, فيجلب على المتبرك به العجب والغرور والرياء, فيفسد عمله.

س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
قال تعالى:" وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم", فالأصل في ذبائح أهل الكتاب الحل:
- فإن ذكروا اسم الله عليها: فهذا لا إشكال في حله.
- وإن ذكروا اسم المسيح أو الصليب عند الذبح وذبحوها تقربا وعبادة لهم, فهذا أيضا لا خلاف في تحريمه, قال تعالى:"وما أهل به لغير الله", وقد قال شيخ الإسلام في الآية:" الظاهر أنه ما ذبح لغير الله ، مثل أن يقال : هذا ذبيحة لكذا...وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبح للحم وقال فيه باسم المسيح ونحوه ، كما أن ما ذبحناه متقربين به إلى الله كان أزكى وأعظم مما ذبحناه للحم وقلنا عليه باسم الله ، فإذا حرم ما قيل فيه باسم المسيح أو الزهرة فلأن يحرم ما قيل فيه لأجل المسيح أو الزهرة أو قصد به ذلك أولى ، فإن العبادة لغير الله أعظم كفرا من الاستعانة بغير الله".
وقال عليه الصلاة والسلام:" لعن الله من ذبح لغير الله " قال النووي : المراد أن يذبح باسم غير اسم الله كمن ذبح للصنم أو للصليب أو لموسى أو لعيسى أو للكعبة أو نحو ذلك ، فكل هذا حرام ولا تحل هذه الذبيحة سواء كان الذابح مسلما أو يهوديا أو نصرانيا كما نص على ذلك الشافعي ، وأصحابه, فإن قصد الذابح مع ذلك تعظيم المذبوح له وكان غير الله تعالى والعبادة له كان ذلك كفرا ، فإن كان الذابح مسلما قبل ذلك صار بالذبح مرتدا انتهى .
- أما ما ذبح للحم وذكر اسم غير الله عليه, كاسم المسيح أو مريم عليهما السلام, فقد اختلف العلماء فيه:
فالقول الأول: جواز الأكل منه, قال ابن عباس : قال الله تعالى : ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ، ثم استثنى فقال : وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم" يعني ذبيحة اليهودي والنصراني ; وإن كان النصراني يقول عند الذبح : باسم المسيح, واليهودي يقول : باسم عزير ; وذلك لأنهم يذبحون على الملة .
وقال عطاء : كل من ذبيحة النصراني وإن قال باسم المسيح ; لأن الله جل وعز قد أباح ذبائحهم ، وقد علم ما يقولون ، وهو قول القاسم بن مخيمرة, والزهري, وربيعة, والشعبي, ومكحول, وروي عن أبي الدرداء, وعبادة بن الصامت .
القول الثاني: عدم جواز الأكل منها, وقال بهذا من الصحابة علي وعائشة وابن عمر, وهو قول طاوس والحسن لقوله تعالى:" ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق" ، والتحريم ظاهر قول شيخ الإسلام, ووافقه عليه طائفة من العلماء.
وهذا كله فيما لو عُلم حال الذبيحة وحال الذابح.
أما لو لم يعلم ماذا ذكر عليها, فلا يبحث, والأصل في ذبائحهم الحل.

س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
يحرم الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله تعالى, لما جاء في حديث الرجل الذي نذر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلا ببوانة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم.
فأجاز له الرسول عليه الصلاة والسلام, أن يوفي بنذره بعد أن تأكد من الرجل بأن المكان لم يكن محلا للأوثان ولا لإقامة أعياد الكفار, فدل هذا على أنه لو وجد هذا المانع في المكان, لما جاز له الوفاء بنذره.
وقوله عليه الصلاة والسلام:"فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله" دليل على أن الذبح في مكان كان يعظم فيه غير الله, وكان يذبح فيه لغير الله: معصية لا يجوز الوفاء بها, وإنما كان ذلك سدا للذريعة, ومنعا من مشابهة المشركين, فلو ذبح المسلم ذبيحة في مكان يذبح فيه لغير الله فقد شابههم في ظاهر الفعل, وهذا يؤدي إلى عدة مفاسد:
- موافقتهم الظاهرة تؤدي ولو بعد حين إلى الموافقة الباطنة.
- التلبيس على الناس, وقد يجر هذا إلى تقليده وتعظيم هذا المحل.
.- سوء الظن به من قبل الموحدين.
لذلك قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام, في مسألة مسجد ضرار:"لا تقم فيه أبدا", لأن صلاة المنافقين تشبه صلاة غيرهم من المؤمنين, وصلاة النبي عليه الصلاة والسلام, فيه, قد تجر إلى تعظيمه, وموافقة البعض للمنافقين فيما يبطنونه من كفر وخبث وحقد على المؤمنين, وفيما يخططونه من إلحاق الأذية بهم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ذو القعدة 1438هـ/29-07-2017م, 02:31 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:

التمائم: جمع تميمة, وهي ما يعلق على الأولاد من خرزات وعظام ونحو ذلك لدفع العين .
أحكامها:
1- شرك أكبر :
*- عند الاعتقاد بأنها تجلب الخير وتدفع الضر بذاتها استقلالا, من دون الله.
*- إذا اشتملت الاستغاثة بغير الله ,على ما يقدر عليه أحدا إلا الله, كالشياطين وغيرهم من المخلوقين, (الاستغاثة فيما لا يقدر عليه غير الله شرك).

2-شرك أصغر :عند الاعتقاد بأنها سببا من الأسباب , في جلب الخير أو دفع الضر , فالله لم يجعلها سببا لا شرعا ولا قدرا.
قال صلى الله عليه وسلم:" إن الرقى والتمائم والتولة شرك".

3-محرم:
*- كالتي فيها أسماء لا يفهم معناها؛ لأنها ذريعة إلى الشرك.
*- تعليقها للزينة, مع اعتقاده بأنها سببا لجلب الخير أو دفع الضر, لكن التحريم, لأجل مشابهته من يشرك الشرك الأصغر.
قد قال عليه الصلاة والسلام: " من تشبه بقوم فهو منهم".
4- خلاف بين العلماء بين الجواز وعدم الجواز:
(التمائم من القرآن أو الأحاديث النبوية أو الأدعية الطيبة المحترمة).
الجواز : وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره, وحملوا الحديث "إن الرقى والتمائم والتولة شرك", على التمائم الشركية، أما التي فيها القرآن وأسماء الله وصفاته , كالرقية بذلك.
عدم الجواز: وهو قول ابن مسعود وابن عباس, واحتجوا بهذا الحديث " إن الرقى والتمائم والتولة شرك" وما في معناه، وإن ظاهره العموم، لم يفرق بين التي في القرآن وغيرها، بخلاف الرقى فقد فرق فيها.
وقد رجح الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ ( التحريم) لأوجه ثلاثة:
- عموم النهي في قوله صلى الله عليه وسلم :"إن الرقى والتمائم والتولة شرك" ولا مخصص للعموم.
- سد الذريعة. وقد ذكره أيضا الشيخ صالح آل الشيخ.
- قد يتعرض ما علق للامتهان حال حمله معه وقت قضاء الحاجة والاستنجاء.
وذكر الشيخ صالح آل الشيخ :
- أنه سيشتبه علينا الأمر أهي تميمة شركية أو من القرآن؟

الرقى: أنها أدعية وألفاظ تُقال أو تُتلى ثم يُنْفث بها.
1- شرك أكبر :
- إذا كان دعاء أو استعانة أو استغاثة أو الاستعاذة بها بغير الله, كما هو حال أهل الجاهلية أنها تدفع عنهم الآفات بمعونة الجن.
- اعتقاد المرقي أنها مؤثرة بذاتها استقلالا.

قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الرقى والتمائم والتولة شرك".
2- أجمع العلماء على جوازها إذا توافرت ثلاثة شروط:
1- أن يكون بكلام الله أو وأسمائه الحسنى وصفاته العليا, أو ما ثبت في السنة, أو أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
(إذا تخلف هذا الشرط ففي جوازه خلاف بين العلماء).

2-أن يكون باللسان العربي , وبما يعرف معناه.
( إذا تخلف هذا الشرط , ففي جوازه خلاف بين العلماء).

3-الاعتقاد بأن الرقية لا تؤثر بذاتها استقلالا, بل بتقدير الله.
وهذا شرط متفق عليه.

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
"اعرضوا عليَّ رُقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك".

فالرقية المسموح بها تكون مندوبة بحق الراقي – وجائزة بحق المرقي .


س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟

اختلف الفقهاء في جواز رقية الكافر للمسلم:
- فذهب الحنفية والإمام الشافعي، وهو رواية عن مالك إلى‏:‏ جواز ذلك. لما روي في موطأ مالك‏:‏ أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على عائشة رضي الله تعالى عنها وهي تشتكي، ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر‏:‏ ارقيها بكتاب اللّه‏.‏
- ذهب الإمام مالك إلى كراهة ذلك , وفي رواية أخرى عنه أنه قال‏:‏ أكره رقى أهل الكتاب، ولا أحبه، لأننا لا نعلم هل يرقون بكتاب اللّه، أو بالمكروه الذي يضاهي السحر‏.‏


س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى

قال عليه الصلاة والسلام :" من تعلق شيئا وكل إليه".
تعلق القلب بغير الله , من أعظم مفسداته على الإطلاق,فإذا تعلق بغير الله, وكله الله لذلك وخذله , وتملكته الخسارة من جميع الجهات .


س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.

التبرك:هو طلب الخير الكثير، وطلب ثباته، وطلب لزومه.
والبركة من الله وحده جلا جلاله , فهو الذي يبارك , ولا يوجد أحد من خلقه يبارك أحدا ,فقد جعل تعالى بركته بالأشياء :
- الأماكن والأزمنة.
- بني آدم.
وينقسم التبرك إلى قسمين:
1- تبرك مشروع: هو التبرك بما ورد به الشرع لأن التبرك أمر توقيفي.
- التبرك بالأمكنة:فقد بارك الله ببعض الأماكن , كالحرم المكي أو المدني ونحو ذك , بمضاعفة الأجر للمتعبد وما يحصل له من الأمن { ومن دخله كان ءامنا}, فبركتها بركة لازمة معنوية غير منتقلة أو متعدية. وبناء عليه فاستلام الحجر الأسود أو الركن اليماني المباركين يكون ذلك للعبادة وللاتباع , لا أن تنتقل البركة إلى بدن المستلم , فبركتهما لازمة معنوية لا تنتقل .
- التبرك بالأزمنة : هناك أزمنة خصها الشرع بزيادة فضل وبركة ، مثل :
عشر من ذي الحجة ,يوم الجمعة,الثلث الأخير من الليل,و ليلة القدر : والتي هي خير من ألف شهر,وشهر رمضان : لما فيه من صيامه من غفران الذنوب ، وزيادة رزق المؤمن.
- البركة المنوطة ببني آدم:بركة الأنبياء , وهي بركة ذاتية متعدية , فقد تبرك الصحابة بفضل وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ونخامته, وبشعره , وبعرقه,وتبركهم بالماء إذا غمس به يده.
أما بركة غير الأنبياء من الصالحين ومن هم أفضل هذه الأمة كأبي الصديق وعمر بن الخطاب ,ليست بركة ذات تنتقل , إنما هي بركة عمل, وذلك يكون بالاقتداء بهم في صلاحهم وتقواهم وورعهم وهداهم وعبادتهم والاستفادة من علمهم, فهي


2- التبرك الممنوع:
التبرك على غير ما ورد في الشرع, ويكون ذلك بالتبرك بالأمكنة المباركة أو التمسح بالصالحين,أو بالأشجار و الأحجار القبور .
- شرك أكبر : الاعتقاد بأن التبرك بها وسيلة إلى الله.
- شرك أصغر : الاعتقاد بأنها سببا لحصول البركة , دون الاعتقاد أنها وسيلة إلى الله.



س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.

- أهمية تعلم التوحيد حتى يتجنب العبد الوقوع بالشرك بأنواعه حال جهله بذلك.
- الذي يوقع كثيرا من الناس في الضلال هو ,أنهم يجهلون التوحيد الصحيح ويجهلون الشرك .
- أن المنكر الحاصل في هذه القصة ليس في عكوف قوم وإشراكهم عند هذه الشجرة بالفعل، وإنما كان في قول من قال: "اجعل لنا ذات أنواط ..". وهذا قد أنكره النبي صلى الله عليه وسلم، وبين ما فيه من الانحراف والخطأ.
- النهي عن التشبه بأهل الجاهلية من أهل الكتاب والمشركين.
- أن من علامات النبوة ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من تتبع سنن اليهود والنصارى.


س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟

- لايجوز أن يقاس أحدا على النبي صلى الله عليه وسلم بالمساواة والمقاربة , لما امتاز به من الخصائص, كالفضل والبركة .
- أنه لم يثبت عن السابقين الأولين من الصحابة ومن بعدهم أنهم كانوا يتبركون بآثار الصالحين ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه, فهم أفضل هذه الأمة , ومنهم من بشر بالجنة.
- أن الصلاح أمر قلبي ,ولا يمكننا الاطلاع عليه , إلا ما ثبت بالنص , كالصحابة الذين أثنى الله عليهم ورسوله، أو من اجتمعت الأمة على الشهادة لهم بالصلاح.
- لو ظننا صلاح شخص, فلا نأمن بما سيختم له أفعاله, فالعبرة بالخواتيم.
- سيكون ذلك ذريعة لفتنته , فيورثه العجب والكبر والرياء,


س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟

1- يجوز أكل ذبائح أهل الكتاب، إذا ذكر اسم الله عليها, لقوله تعالى: { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم}.
2- وأما إذا علم أنها ذبحت باسم المسيح أو غيره فاختلف العلماء على قولين:

- يحرم أكلها، وهذا اختيار ابن تيمية مستدلا بقوله تعالى: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه}.
- يجوز أكلها, وهو اختيار القرطبي, مستدلا بقوله تعالى :{ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه} فاستثنى الله تعالى{وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم }.وإن كان أهل النصارى يقولون عند الذبح:"باسم المسيح".واليهود يقولون:"بسم عزير".


س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟

يحرم الذبح بمكان يذبح فيه لغير الله تعالى, لما فيه من مشابهة المشركين في أعمالهم, .
وسدا لذريعة الشرك بالله جل وعلا.
ودليل ذلك حديث ثابت بن الضحاك قال : نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة , فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟" قالوا: لا . قال : "هل كان فيها عيد من أعيادهم ؟" قالوا : لا . فقال للرجل : "أوف بنذرك فإنه لا وفاء بنذر في معصية ولا فيما لا يملكه ابن آدم".

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 ذو القعدة 1438هـ/4-08-2017م, 12:45 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من التوحيد


تقويم المجموعة الأولى:
1. سلوى عبد الله عبد العزيز (ب+)
[أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: عند ذكر الحكم لا نقول منهي عنه؛ لأن الشرك الأكبر منهي عنه، وكذلك الشرك الأصغر والمعاصي، ولا تنسخي نقولا، ولكن فصلي الحكم من خلال فهمك للدرس، س2: انظري الفائدة، س7،8: انظري إجابة الأخت فداء، وانتبهي للأخطاء الإملائية]
2. فداء حسين (أ+)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س2: المسألة فيها خلاف، س6: إذا نوضح أنه لا يجوز التبرك بذواتهم ولكن يجوز التبرك بعلمهم والاقتداء بهم، وانتبهي لبعض الأخطاء الإملائية]
3. ناديا عبده (أ)
[
أحسنتِ بارك الله فيكِ، س1: وقد تكون الرقى شرك أصغر، س3: الإجابة مختصرة، س6: ولكن يجوز التبرك بعلمهم والاقتداء بهم، س7: لمزيد فائدة اطلعي على إجابة الأخت فداء]

إجابة السؤال الثاني:
- قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله (وللفائدة العلمية: فإنّ رقية الكافر للمسلم فيها خلاف على قولين:
القول الأول: أنها لا تجوز، وهو رواية عن الإمام مالك؛ سدّاً لذريعة توسّع الناس في ذلك فيرقونهم الكفار برقى فيها شرك، والغالب على من يطلب الاسترقاء الجهل والضعف.
والقول الثاني: أنها جائزة، وهو قول الشافعي رحمه الله، واستدلّ بما روته عمرة عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر الصديق
رضي الله عنه دخل على عائشة وهي تشتكي، ويهودية ترقيها؛ فقال أبو بكر: ارقيها بكتاب الله). رواه مالك في الموطأ، وابن أبي شيبة وابن جرير وغيرهم.
قال ابن حبان: (ارقيها بكتاب الله) أي بحكم الله وما أذن به، كما في الحديث الصحيح: (ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله).
وقد قال الربيع بن سليمان للشافعي: فإنا نكره رقية أهل الكتاب.
فقال الشافعي: (ولمَ؟ وأنتم تروون هذا عن أبي بكر، ولا أعلمكم تروون عن غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خلافه؟!! وقد أحلّ الله جلّ ذكره طعام أهل الكتاب ونساءهم وأحسب الرقية إذا رقوا بكتاب الله مثل هذا أو أخف).

والراجح أنّ الأصل هو الجواز لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً) ولقول أبي بكر وعمل عائشة رضي الله عنها؛ فإذا عُرف عن الراقي أنه لا يرقي بما فيه شرك، وكانت رقيته بكلام معقول المعنى لا محذور فيه، وكان معروفاً بالأمانة في عمله فلا حرج من رقيته؛ إلا أن يُرى منه ما يستوجب منعه من وجه آخر
).

تقويم المجموعة الثانية:
1. ناصر بن مبارك آل مسن (أ)
[
أحسنت بارك الله فيك، س7: وهناك حالات لم تذكرها وهي التسمية بغير اسم الله لله، والتسمية بغير اسم الله لغير الله، س8: يحتاج لمزيد من التفصيل، وانتبه للأخطاء الإملائية]

وفقكم الله لما يحب ويرضى

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 3 ذو الحجة 1438هـ/25-08-2017م, 01:55 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب التوحيد

المجموعة الأولى:

س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: جمع تميمة وهي شيء يعلق على الأولاد لدفع العين وهذا منهي عنه لأنه لا دافع للعين إلا الله
واختلف العلماء في حكم تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته
فمنهم من قال أن ذلك يجوز وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وهو ظاهر اختيار بن القيم واستدلوا بحديث عائشة
ومنهم من قال أن ذلك لا يجوز وهو قول بن مسعود وبن عباس وحذيفة وعقبة بن عامر وجماعة من التابعين وأحمد في رواية اختارها كثير من أصحابه وقالوا أن ظاهر الحديث العموم ولم يفرق بين ما فيها قرآن أم لا واستدلوا بحديث (من تعلق شيئا وكل إليه) وعن بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)


الرقى: هي التي تسمى العذائم وخص منه الدليل ما خلا من الشرك أما غير ذلك فهو لا يجوز فقد روى عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: (اعرضوا علي رقاكم فلا بأس بالرقى ما لم يكن شركا) وعن أنس رضي الله عنه قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة

س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
روى أحمد وأبو داود عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود أن عبد الله بن مسعود (رأى في عنقي خيطا فقال: ما هذا؟ فقلت: خيط رقي لي فيه. قالت: فقطعه ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء من الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)
فقلت: لم تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها فإذا رقاها سكنت.
فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان ينحسها بيده فإذا رقيتيها كف عنها فسكنت إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أذهب البأس وأشف أنت الشافي شفاء لا يغادر سقما)
ومن هذا الحديث نجد أن رقية الكافر للمسلم من عمل الشيطان ولا يجوز ذلك وعلى حسب وصف عبد الله بن مسعود فهي من الشرك

س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
التعلق يكون إما بالقلب وإما بالفعل وإما بهما جميعا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق شيئا وكل إليه) أي: من تعلق شيئا بقلبه أو تعلق بقلبه وفعله (وكل إليه) أي: وكله الله إلى ذلك الشيء. فمن تعلق بغير الله أو سكن لعلمه ودوائه وتمائمه واعتمد على حوله وقوته وكله الله إلى ذلك وخذله. أما من تعلقت نفسه بالله وأنزل حوائجه بالله والتجأ إليه وفوض أمره كله إليه كفاه الله كل مئونة وقرب إليه كل بعيد ويسر له كل عسير.

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
التبرك من البركة وهو طلب البركة ورجاؤها واعتقادها وهناك تبرك مباح وتبرك محرم وقد يؤدي بصاحبه إلى الشرك الأكبر
فمن أدعى من بعض المتأخرين أن التبرك بالصالحين جائز فنرد عليهم أنه ممنوع من وجوه
- أن الصحابة لم يفعلوا ذلك مع أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته
- أن ذلك لو كان خيرا لسبقونا إليه مع من شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة
- لا يجوز القياس في ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
- أن في المنع من ذلك سد للذرائع
وهناك من يتبرك بالأماكن أو الأشجار أو الأحجار وذلك كله لا يجوز وهو من الشرك الأكبر على عكس استلام الحجر الأسود فهو عبودية لله وتعظيم له وخضوع لعظمته

س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
مما استفدناه من قصة ذات أنواط:
- عدم التشبه بالمشركين حتى فيما يتبركون به لأن ذلك يعتبر من الشرك
- التكبير عند التعجب أو ذكر الشرك جائز كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله أكبر)
- توقع المنفعة من أي شيء غير الله حتى لو لم يعبد يعتبر شركا
- الاحتراز من تزيين الشيطان لنا الوقوع في التبرك وانتظار النفع من أي شيء أو أي شخص إلا الله
- الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء فلم يهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سموا الشجرة ذات أنواط فالشرك شرك مهما كان أسمه
- من فعل الشرك جهلا ليس بكافر حتى ينهى فإن انتهى فلا يكفر
- الشرك لابد أن يقع في هذه الأمة وعلينا الحذر من الوقوع في ذلك
- وجوب سد الذرائع حتى لا نقع فيما يغضب الله ولو جهلا
- جواز الغضب عند التعليم فيما فيه شرك بالله

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
للرد على من زعم أن التبرك بآثار الصالحين مستحب يكون ذلك من وجوه:
- أن الصحابة لم يفعلوا ذلك مع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته
- أن ذلك لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة على الأقل مع من شهد لهم رسول الله بدخول الجنة
- سد الذرائع أمر واجب لأن فتح هذا الباب سيؤدي إلى الشرك

س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
قال تعالى: (وطعام اللذين أوتوا الكتاب حل لكم) وهذا يدل على إباحة أكل ذبائح أهل الكتاب حتى لو قالوا قول شرك وهم يذبحونها فالله قد أباحها لنا وهو يعلم ما يقولون

س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
عن ثابت بن الضحاك رضى الله عنه قال: نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟) قال: لا قال: (هل كان فيها عيد من أعيادهم؟) قال: لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم)
ومن هنا نجد أن الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله غير جائز حيث أنه تحرم أي طاعة في مكان يعصى فيه الله وكما هو الحال مع مسجد ضرار فقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقم فيه أبدا)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 ذو الحجة 1438هـ/9-09-2017م, 04:08 AM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الرازق جمعة مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب التوحيد
المجموعة الأولى:

س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: جمع تميمة وهي شيء يعلق على الأولاد[اسم عام لكل ما يعلق على البشر والدواب لدفع العين] لدفع العين وهذا منهي عنه لأنه لا دافع للعين إلا الله
واختلف العلماء في حكم تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته
فمنهم من قال أن ذلك يجوز وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وهو ظاهر اختيار بن القيم واستدلوا بحديث عائشة
ومنهم من قال أن ذلك لا يجوز وهو قول بن مسعود وبن عباس وحذيفة وعقبة بن عامر وجماعة من التابعين وأحمد في رواية اختارها كثير من أصحابه وقالوا أن ظاهر الحديث العموم ولم يفرق بين ما فيها قرآن أم لا واستدلوا بحديث (من تعلق شيئا وكل إليه) وعن بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) [أين الحكم إن لم تكن من القرآن؟]


الرقى: هي التي تسمى العذائم وخص منه الدليل ما خلا من الشرك أما غير ذلك فهو لا يجوز فقد روى عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: (اعرضوا علي رقاكم فلا بأس بالرقى ما لم يكن شركا) وعن أنس رضي الله عنه قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمة والنملة
[إجابة السؤال مختصرة جدا]
س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
روى أحمد وأبو داود عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود أن عبد الله بن مسعود (رأى في عنقي خيطا فقال: ما هذا؟ فقلت: خيط رقي لي فيه. قالت: فقطعه ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء من الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)
فقلت: لم تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها فإذا رقاها سكنت.
فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان ينحسها بيده فإذا رقيتيها كف عنها فسكنت إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أذهب البأس وأشف أنت الشافي شفاء لا يغادر سقما)
ومن هذا الحديث نجد أن رقية الكافر للمسلم من عمل الشيطان ولا يجوز ذلك وعلى حسب وصف عبد الله بن مسعود فهي من الشرك
[انظر التعليق العام]
س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
التعلق يكون إما بالقلب وإما بالفعل وإما بهما جميعا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تعلق شيئا وكل إليه) أي: من تعلق شيئا بقلبه أو تعلق بقلبه وفعله (وكل إليه) أي: وكله الله إلى ذلك الشيء. فمن تعلق بغير الله أو سكن لعلمه ودوائه وتمائمه واعتمد على حوله وقوته وكله الله إلى ذلك وخذله. أما من تعلقت نفسه بالله وأنزل حوائجه بالله والتجأ إليه وفوض أمره كله إليه كفاه الله كل مئونة وقرب إليه كل بعيد ويسر له كل عسير.

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
التبرك من البركة وهو طلب البركة ورجاؤها واعتقادها وهناك تبرك مباح وتبرك محرم وقد يؤدي بصاحبه إلى الشرك الأكبر
فمن أدعى من بعض المتأخرين أن التبرك بالصالحين جائز فنرد عليهم أنه ممنوع من وجوه
- أن الصحابة لم يفعلوا ذلك مع أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته
- أن ذلك لو كان خيرا لسبقونا إليه مع من شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة
- لا يجوز القياس في ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
- أن في المنع من ذلك سد للذرائع
وهناك من يتبرك بالأماكن أو الأشجار أو الأحجار وذلك كله لا يجوز وهو من الشرك الأكبر على عكس استلام الحجر الأسود فهو عبودية لله وتعظيم له وخضوع لعظمته [الإجابة مختصرة، فلابد أن نبين كل قسم من الأقسام]

س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
مما استفدناه من قصة ذات أنواط:
- عدم التشبه بالمشركين حتى فيما يتبركون به لأن ذلك يعتبر من الشرك
- التكبير عند التعجب أو ذكر الشرك جائز كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الله أكبر)
- توقع المنفعة من أي شيء غير الله حتى لو لم يعبد يعتبر شركا [الصياغة لا تكون هكذا، نقول النفع]
- الاحتراز من تزيين الشيطان لنا الوقوع في التبرك وانتظار النفع من أي شيء أو أي شخص إلا الله
- الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء فلم يهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سموا الشجرة ذات أنواط فالشرك شرك مهما كان أسمه
- من فعل الشرك جهلا ليس بكافر حتى ينهى فإن انتهى فلا يكفر
- الشرك لابد أن يقع في هذه الأمة وعلينا الحذر من الوقوع في ذلك
- وجوب سد الذرائع حتى لا نقع فيما يغضب الله ولو جهلا
- جواز الغضب عند التعليم فيما فيه شرك بالله

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
للرد على من زعم أن التبرك بآثار الصالحين مستحب يكون ذلك من وجوه:
- أن الصحابة لم يفعلوا ذلك مع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته
- أن ذلك لو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة على الأقل مع من شهد لهم رسول الله بدخول الجنة
- سد الذرائع أمر واجب لأن فتح هذا الباب سيؤدي إلى الشرك

س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
قال تعالى: (وطعام اللذين أوتوا الكتاب حل لكم) وهذا يدل على إباحة أكل ذبائح أهل الكتاب حتى لو قالوا قول شرك وهم يذبحونها فالله قد أباحها لنا وهو يعلم ما يقولون [من قال بهذا؟ إذا سمعت أحدهم يسمي باسم المسيح وهو يذبح فلا يجوز لك أكلها]

س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
عن ثابت بن الضحاك رضى الله عنه قال: نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟) قال: لا قال: (هل كان فيها عيد من أعيادهم؟) قال: لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم)
ومن هنا نجد أن الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله غير جائز حيث أنه تحرم أي طاعة في مكان يعصى فيه الله وكما هو الحال مع مسجد ضرار فقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقم فيه أبدا)
بارك الله فيك، الإجابات مختصرة وكل سؤال يحتاج إلى شيء من التفصيل، فاطلع على إجابة باقي الطلاب للفائدة.
التقدير: (ج)

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 07:53 PM
حسن محمد حجي حسن محمد حجي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 316
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: جمع تميمة، وهي شيء يعلق على الأولاد من العين.
الرقى: جمع رقية، وهي أدعية وألفاظ تقال أو تتلى ثم ينفث بها.

س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
هي شرك، كما سماها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما رأى في عنق امرأته زينب خيطا وأخبرله أن يهودي كان يقرأ لها فيه فأخذه ثم قطعه وقال أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، واسلدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، وذلك حتى ألا يتعلق المسلم بكافر ويؤثر ذلك في عقيدته ففي النهي عنه سد لذريعة التعلق بالكفار وحب دينهم.

س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
روى عبد الله بن عكيم مرفوعا: (من تعلق شيئا وكل إليه)
وهذه مصيبة عظيمة لأنه من المعلوم أن من تعلق بالله تعلقا صادقا كفاه الله كل شيء لأن الله على كل شيء قدير فالخلق خلقه والأمر أمره ولا ينفذ شيء من سلطانه، وأما من تعلق بمخلوق فقد هلك كل الهلاك فهو مخلوق مثله لا يملك من الأمر شيء فهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف بغيره كائنا من كان هذا المخلوق فما بالك من تعلق بخيط أو نحوه، فقد سقط عقله ودينه.

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
تفصيها كما يلي :
1- إما بركة أماكن وأزمنة، فهذه بركه لازم لها لا تنتقل منها بالتمسح بها كبركة الكعبة وحول بيت المقدس أو الأزمنه كشهر رمضان فهذه مباركة لأنها أماكن وأوقات عبادت فهي مباركه تشجيعا لمن فيها على العبادة وليلزمها أهلها والأزمنه يجتهد فيها الناسلمضاعفة الأجر.
2- وإما بركة بني آدم، فبركة بني آدم إن كانوا أنبياء ورسل فهم مباركين في أبدانهم ولا بأس في التبرك بآثارهم لأنه ثابت في السنة وأما الصحابة والعلماء والصالحين فلا يجوز التبرك بهم فلم يتبرك أحد بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته وعلى رأسهم أبو بكر وعمر، وإنما بركتهم في الإقتداء بهم فيما وافق الشرع .

س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
يستفاد منه ما يلي:
1- أن العكوف عند ذات أنواط أو غيرها من قبر وحجر وما شابهه مع تعظيم وطلب بركة شرك.
2- أن الصحابه بطلبهم ذلك وقعوا في الشرك الأصغر ولذلك لم يطالبهم بتجديد إسلامهم.
3- أن الشرك قسمين أكبر وأصغر لأنهم لو فعلوا واعتقدوا في الشجرة النفع والبركة وعظموها لكان شركا أكبر.
4- خطر الشرك والحرص والتحرز منه لأنه لا أمان له فقد وقع فيه بعض الصحابة.
5- جواز غضب المعلم ونهره للمتعلم بحسب خطر الخطأ والحاجه إلى ذلك.
6- أن من وقع في الشرك بعض الصحابة حديثي العهد بكفر وهذا يدل على أن غيرهم يعلم أنها شرك.
7- وجوب النهي عن المنكر عند الحاجه والإستطاعة بطريقه تناسبه.

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
لم يثبن أن أحدا تبرك بآثار خير هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهم أصحابه وعلى رأسهم المبشرين بالجنة وأنما ثبت التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما خصه الله به دون غيره من أمته كما في تعدد زوجاته وغير ذلك، فأما غيرهم فلا يجوز من باب أولى، وسدا لذريعة الشرك التي انتشرت في هذا الزمن وفي سالف الأمم من المغالاة في الصالحين والإنتهاء بعبادتهم والشرك بالله العظيم.

س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
جائز أحله الله في كتابه قال تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم)، وأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستقصل ولم يسأل أسموا أم لاء.

س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
هو محرم لا يجوز، لحديث نذر رجل أن يذبح إبل ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم:(هل كان فيها وثنا من أوثات الجاهلية يعبد) قالوا :لا .............الى أن قال: (أوف بنذرك). فهو محرم لأنه وسيلة إلى الشرك.
تمت بحمد الله.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 محرم 1439هـ/10-10-2017م, 08:17 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد حجي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى:
س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: جمع تميمة، وهي شيء يعلق على الأولاد من العين.
الرقى: جمع رقية، وهي أدعية وألفاظ تقال أو تتلى ثم ينفث بها.
[أين الأحكام؟]
س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
هي شرك، كما سماها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما رأى في عنق امرأته زينب خيطا وأخبرله أن يهودي كان يقرأ لها فيه فأخذه ثم قطعه وقال أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، واسلدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، وذلك حتى ألا يتعلق المسلم بكافر ويؤثر ذلك في عقيدته ففي النهي عنه سد لذريعة التعلق بالكفار وحب دينهم.[المسألة فيها خلاف انظر التعليق العام]

س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
روى عبد الله بن عكيم مرفوعا: (من تعلق شيئا وكل إليه)
وهذه مصيبة عظيمة لأنه من المعلوم أن من تعلق بالله تعلقا صادقا كفاه الله كل شيء لأن الله على كل شيء قدير فالخلق خلقه والأمر أمره ولا ينفذ شيء من سلطانه، وأما من تعلق بمخلوق فقد هلك كل الهلاك فهو مخلوق مثله لا يملك من الأمر شيء فهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف بغيره كائنا من كان هذا المخلوق فما بالك من تعلق بخيط أو نحوه، فقد سقط عقله ودينه.

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
تفصيها كما يلي : [تحدثت عن التبرك المشروع ولم تشر إلى التبرك الغير مشروع]
1- إما بركة أماكن وأزمنة، فهذه بركه لازم لها لا تنتقل منها بالتمسح بها كبركة الكعبة وحول بيت المقدس أو الأزمنه كشهر رمضان فهذه مباركة لأنها أماكن وأوقات عبادت فهي مباركه تشجيعا لمن فيها على العبادة وليلزمها أهلها والأزمنه يجتهد فيها الناسلمضاعفة الأجر.
2- وإما بركة بني آدم، فبركة بني آدم إن كانوا أنبياء ورسل فهم مباركين في أبدانهم ولا بأس في التبرك بآثارهم لأنه ثابت في السنة وأما الصحابة والعلماء والصالحين فلا يجوز التبرك بهم فلم يتبرك أحد بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته وعلى رأسهم أبو بكر وعمر، وإنما بركتهم في الإقتداء بهم فيما وافق الشرع .

س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
يستفاد منه ما يلي:
1- أن العكوف عند ذات أنواط أو غيرها من قبر وحجر وما شابهه مع تعظيم وطلب بركة شرك.
2- أن الصحابه بطلبهم ذلك وقعوا في الشرك الأصغر ولذلك لم يطالبهم بتجديد إسلامهم.
3- أن الشرك قسمين أكبر وأصغر لأنهم لو فعلوا واعتقدوا في الشجرة النفع والبركة وعظموها لكان شركا أكبر.
4- خطر الشرك والحرص والتحرز منه لأنه لا أمان له فقد وقع فيه بعض الصحابة.
5- جواز غضب المعلم ونهره للمتعلم بحسب خطر الخطأ والحاجه إلى ذلك.
6- أن من وقع في الشرك بعض الصحابة حديثي العهد بكفر وهذا يدل على أن غيرهم يعلم أنها شرك.
7- وجوب النهي عن المنكر عند الحاجه والإستطاعة بطريقه تناسبه.

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
لم يثبن أن أحدا تبرك بآثار خير هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهم أصحابه وعلى رأسهم المبشرين بالجنة وأنما ثبت التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما خصه الله به دون غيره من أمته كما في تعدد زوجاته وغير ذلك، فأما غيرهم فلا يجوز من باب أولى، وسدا لذريعة الشرك التي انتشرت في هذا الزمن وفي سالف الأمم من المغالاة في الصالحين والإنتهاء بعبادتهم والشرك بالله العظيم.
[التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم هذا في حال حياته فقط]
س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
جائز أحله الله في كتابه قال تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم)، وأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستقصل ولم يسأل أسموا أم لاء.[الأصل في حكمها الجواز كما ذكرت ولكن المسألة فيها تفصيل؛ فماذا لو رأيت أحدهم وهو يذبح يقول باسم المسيح؟ انظر إجابة الأخت فداء]

س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
هو محرم لا يجوز، لحديث نذر رجل أن يذبح إبل ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال صلى الله عليه وسلم:(هل كان فيها وثنا من أوثات الجاهلية يعبد) قالوا :لا .............الى أن قال: (أوف بنذرك). فهو محرم لأنه وسيلة إلى الشرك.
تمت بحمد الله.

التقدير: (ب+).
تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 11 ربيع الأول 1439هـ/29-11-2017م, 01:47 AM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي

المجموعة الأولى:

س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: جمع تميمة، وهي تجمع كل ما يُعلق، أو يتخذ مما يراد منه تتميم أمر الخير للعبد، أو دفع الضرر عنه، بحيث يعتقد فيه أنه سبب، وإجمالا هي مما لم يجعلها الله سببا، لا شرعا ولا قدرا.
التمائم منهي عنها، ويختلف حكمها من صنف لآخر؛ فإن اشتملت على استغاثة بغير الله فذلك شرك أكبر. وإن اعتقد فيها سببا للمقصود فهذا شرك أصغر، وإن علقها ولم يعتقد فيها فإنه ارتكب محرما حيث تشبه بالمشركين، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).
ودلالة قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت)) ظاهرة في النهي عن التمائم، وأن هذا النوع يجب قطعه.
ويستثنى من حكم التمائم ما كان منها من القرآن أو الأحاديث والأدعية الطيبة، فاختلف فيها أهل العلم: فذهب بعضهم إلى أفضلية تركها لعدم ورود دليل على اتخاذها، ولأنها تهان بدخول الخلاء وغيره. وذهب آخرون على أن اتخاذهل يحرمم على الصحيح.
الرقى: جمع رقية، وقد كانت معروفة عند العرب، وهي عبارة عن أدعية وألفاظ تقال أو تتلى ثم ينفث بها.
وحكم الرقية الجواز بثلاثة شروط أجمع عليها أهل العلم:
الأول: أن تكون بالقرآن أو بأسماء الله أو بصفاته.
الثاني: أن تكون بالكلام العربي، بلسان عربي معلوم يعلم معناه.
والثالث: ألا يعتقد أنها تنفع بنفسها، بل هي سبب والله عز وجل هو الذي ينفع بها.
فإن غاب شرط من تلك الشروط أصبحت محرمة، بل وقد تصل للشرك الأصغر والأكبر. وهي مستحبة للراقي وجائزة للمرقي ويستحب له عدم طلبها.
قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك))، فدل على المنع من الرقى كلها إلا ما لم يكن شركا كما في قوله: ((لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك))

س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
يشترط في الراقي أن يكون مسلماً صالحاً سليم المعتقد، ولا يجوز أخذ الرقية على يد كافر، لأنه لا يؤمن استعماله طلاسما أو سحرا أو شركا أو غير ذلك، كما لا يؤمن ضرره على المسلم.
وقد رخص بعض أهل العلم في رقية الكتابي للمسلم إذا رقاه بذكر الله أو بما في كتابهم مما لا شرك فيه . فقد قال الحافظ ابن حجر: "وقال الربيع : سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس أن يرقى بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله. قلت : أيرقى أهل الكتاب المسلمين؟ قال : نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله". وفي الموطأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقي عائشة : "ارقيها بكتاب الله".
وقال المازري: "اختُلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه".

س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَعلَّق شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ))، والتعلق يكون بالقلب أو بالفعل أو بكليهما. ولذلك فإن من ضعف توكله على الله وتعلق بغيره فإن الله يكله إلى مُتعلقه، فيخذل ولا يحصل على المقصود المراد، كما لا يفوز برضا الله تعالى وكفايته وعنايته التي تحيط بمن توكل عليه، كما قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}. ثم أن هذا التعلق يؤدي بصاحبه إلى الشرك بالله، فإن حصل ذلك فتلك خسارة ما أعظمها من خسارة.
وعن عطاء الخراساني قال: (لَقِيتُ وَهْبَ بنَ مُنَبِّهٍ وهو يَطُوفُ بالبيتِ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا أَحْفَظُه عنك في مَقَامِي هذا، وَأَوْجِزْ.
قال: نَعَمْ، أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إلى دَاودَ: ((يَادَاودُ، أَمَا وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي لا يَعْتَصِمُ بي عَبْدٌ مِن عِبادِي دُونَ خَلْقِي، أَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ، فَتَكِيدُه السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ ومَنْ فِيهِنَّ والأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ إِلاَّ جَعَلْتُ لَه مِن بَيْنِهِنَّ مَخْرَجًا، أَمَا وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي لاَ يَعْتَصِمُ عَبْدٌ مِن عِبَادِي بِمَخْلُوقٍ دُونِي، أَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ، إِلاَّ قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاءِ مِنْ يَدِهِ وَأَسَخْتُ الأَرْضَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ثُمَّ لاَ أُبَالِي بَأَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ)). فدل على غضب الله تعالى على من تعلق واعتصم بغيره.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((يا رُوَيفِعُ، لَعَلَّ الحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا أَوِ اسْتَنْجَى بِرجِيعِ دَابَّةٍ أَو عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ))، فدل على خطورة تعليق التمائم، وهو الفعل الذي تولد عن تعلق القلب بغير الله تعالى.

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
دلّت النصوص الشرعية على أن البركة جعلها الله جل وعلا متعلقة بعدة أشياء:
- إما أن تكون متعلقة بأمكنة أو بأزمنة. ومعنى كونها مباركة هو أن جعل فيها الخير الدائم؛ ليكون ذلك أدعى لأهلها الذين دعوا إليها أن يلازموها.
وهذا لا يجوز معه التمسح بأرضها، أو بحيطانها، فهذه بركة لازمة لا تنتقل بالذات، وإنما الأرض مباركة من جهة المعنى. ومن أمثلة تلك الأماكن بيت الله الحرام الذي جعل الله فيه بركة العبادة، وكما حول بيت المقدس كما قال تعالى: {الذي باركنا حوله} والأرض المباركة، ونحو ذلك.
والعلماء قد اتفقوا على عدم جواز التبرك بالأشجار والأحجار والقبور وغيرها، إذ أن هذا مما يؤدي إلى دعائها وعبادتها وهو الشرك الأكبر بعينه.
وأما الأزمنة: فمعنى كون الزمان مباركاً مثل شهر رمضان، أو بعض أيام الله الفاضلة، يعني: أن من تعبّد فيها وفعل الخير فيها؛ فإنه يناله من كثرة الثواب ما لا يناله في غير ذلك الزمان.
- وإما أن تكون تلك الأشياء من بني آدم. وهذه البركة المنوطة ببني آدم هي بركة ذاتية أيضا، جعلها الله تعالى فيمن آمن، وسادة المؤمنين هم الأنبياء والرسل، ولذلك فإن أجساد الأنبياء فيها بركة ذاتية، ويمكن نقل أثر هذه البركة، أو نقل البركة والفضل والخير من أجسادهم إلى غيرهم، وهذا مخصوص بالأنبياء والرسل. فالله قد جعل جسد آدم مباركاً، وجعل جسد إبراهيم ونوح وعيسى وموسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام، جعل أجسادهم مباركة، بمعنى أنه لو تبرك أحد من أقوامهم بأجسادهم بالتمسح بها أو بأخذ عرقها أو بالتبرك ببعض الشعر، فهذا جائز؛ لأن الله جعل أجسادهم مباركة. وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم جسده أيضاً جسد مبارك؛ ولهذا جاء في الأدلة في السنة أن الصحابة كانوا يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، وإذا توضأ اقتتلوا على وَضوئه، وهكذا في أشياء شتى.
أما غيرهم فلم يرد دليل على أن أي من أصحاب الأنبياء له بركة ذاتية، حتى أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر، فقد ثبت أن الصحابة والتابعين لم يكونوا يتبركون بأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، بجنس تبركهم بالنبي صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك أن بركتهم إنما هي بركة عمل، ليست بركة ذات تنتقل، كما هي بركة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء في الحديث: ((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)) فدل هذا على أن في كل مسلم بركة، ولكنها ليست بركة ذات، وإنما هي بركة عمل، بركة ما معه من الإسلام والإيمان، وما في قلبه من الإيقان والتعظيم لله جل وعلا، والإجلال له، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، وهي لا تنتقل، ويكون التبرك بأهل الإيمان بالاقتداء بهم في صلاحهم، ولا يجوز أن يتبرك بهم بمعنى أن يتمسح بهم، أو يتبرك بريقهم؛ لأن أفضل الخلق من هذه الأمة لم يفعلوا ذلك مع خير هذه الأمة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وأما ما كان من فعل المشركين بالتوجه إلى الصنم والقبور والأوثان والشجر والبقاع المختلفة، فكل هذه التبركات تعد شركا بالله، وهي على درجات:
- تكون شركا أكبر إذا طلب بركتها معتقداً أن هذا الشجر، أو الحجر، أو القبر إذا تمسح به، أو تمرغ عليه، أو التصق به يتوسط له عند الله، إذا اعتقد فيه أنه وسيلة إلى الله، فهذا اتخاذ إله مع الله جل وعلا، وشرك أكبر، وهذا هو الذي كان يزعمه أهل الجاهلية بالأشجار والأحجار التي يعبدونها، وبالقبور التي يتبركون بها.
- وتكون شركا أصغر إذا كان هذا التبرك بنثر تراب عليه أو إلصاق الجسم به، معتقدا كونه سبباً لحصول البركة بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله.

س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
1- أن الصحابة لما قالوا وطلبوا القيام بفعل يعد شركا أكبر، دون فعل صار قولهم شركاً أصغر؛ لأنه كان فيه نوع تعلق بغير الله جل وعلا.
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبلَكُم)) أي: طَرِيقَهم، وهذا خبر صحيح قد وقع، وفي ذلك علم من أعلام النبوة.
3- أن المنتقل من الباطل الذي اعتاد عليه لا ينبغي أن يأمن من وجود بقية من تلك العادة.
4- دل الحديث أن صرف عبادة التعظيم والعكوف والتبرك لغير الله هو من الشرك.
5- ينبغي الخوف من الشرك، وتعلم أنواعه ليتوقاه العبد، وتعلم التوحيد ليطبقه، فإن من هم أفضل وأشرف منا وقعوا في الشرك وكان قصدهم التقرب إلى الله.
6- كان النبي يكبر ويسبح إذا تعجب تعظيما لله وتنزيها له مما لا يليق به.
7- اختلاف المسميات لا يعني اختلاف المسألة، فإن النبي شبه سؤال الصحابة بسؤال بني إسرائيل لتشابه الجوهر ولو اختلف اللفظ.
8- أهمية الحذر من خطوات الشيطان الموصلة إلى الشرك بالله تعالى، فقد عم الابتلاء في الدول الإسلامية باتخاذ الناس أماكن يتوهمون لها فضلا معينا، فيعظمونها تقربا إلى الله عز وجل، ثم يرجون نفعها لهم، وهكذا حتى يجعلوها لله شريكا.
9- عدم جواز التشبه بأهل الكتاب إلا فيما دل الدليل على كونه من شريعة محمد عليه الصلاة والسلام.
10- العلم بأن ما ذم الله به اليهود والنصارى، فينبغي لنا أن نحذره.

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
جعل الله تعالى البركة المنوطة ببني آدم بركة ذاتية، خص الله تعالى بها من آمن، وسادة المؤمنين هم الأنبياء والرسل، ولذلك فإن أجساد الأنبياء فيها بركة ذاتية، ويمكن نقل أثر هذه البركة، أو نقل البركة والفضل والخير من أجسادهم إلى غيرهم، وهذا مخصوص بالأنبياء والرسل. بمعنى أنه لو تبرك أحد من أقوامهم بأجسادهم بالتمسح بها أو بأخذ عرقها أو بالتبرك ببعض الشعر، فهذا جائز؛ لأن الله جعل أجسادهم مباركة. وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم جسده أيضاً جسد مبارك؛ ولهذا جاء في الأدلة في السنة أن الصحابة كانوا يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، وإذا توضأ اقتتلوا على وَضوئه، ولا يجوز أن يقاس على رسول الله أحد من الصالحين، فإن النبي حال حياته كانت له خصائص كثيرة لا يشاركه فيها غيره.
ولم يرد دليل على أن أي من أصحاب الأنبياء له بركة ذاتية، حتى أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر، فقد ثبت أن الصحابة والتابعين لم يكونوا يتبركون بأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، بجنس تبركهم بالنبي صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك أن بركتهم إنما هي بركة عمل، ليست بركة ذات تنتقل، كما هي بركة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء في الحديث: ((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)) فدل هذا على أن في كل مسلم بركة، ولكنها ليست بركة ذات، وإنما هي بركة عمل، بركة ما معه من الإسلام والإيمان، وما في قلبه من الإيقان والتعظيم لله جل وعلا، والإجلال له، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، وهي لا تنتقل، ويكون التبرك بأهل الإيمان بالاقتداء بهم في صلاحهم، ولا يجوز أن يتبرك بهم بمعنى أن يتمسح بهم، أو يتبرك بآثارهم؛ لأن أفضل الخلق من هذه الأمة لم يفعلوا ذلك مع خير هذه الأمة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. وبالتالي فإن من فعل ذلك فقد قام ببدعة مردودة عليه.
لذا وجبت مواجهة هذا الزعم وإبطاله، سدا لذريعة الشرك بالله تعالى.

س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
قال شيخ الإسلام في قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ}، أن ظاهره: (أَنَّهُ ما ذُبِحَ لِغَيْرِ اللهِ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: هَذا ذَبِيحَةٌ لِكَذا). وهذا النوع من ذبائح أهل الكتاب أو غيرهم - وسواء تلفظ به من يباشر الذبح أو قصده بلا تلفظ - محرم أكله. وأما ذبيحة أهل الكتاب التي ذبحت بقصد اللحم وذكر اسم المسيح أو عزير عليها، ففي حكمها خلاف. فهي محرمة عند شيخ الإسلام وبعض أهل العلم. وذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} أن قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ} مستثنى منها. فدل ذلك على أنه يرى أن ذبيحة اليهودي والنصراني جائزة، وإن ذكروا اسم المسيح وعزير عليها. ثم ذكر قول عطاء: (كُلْ مِن ذَبِيحَةِ النَّصْرَانِيِّ وإِنْ قَالَ: بِسْمِ المَسِيحِ؛ لأِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَبَاحَ ذَبَائِحَهُم وَقَدْ عَلِمَ ما يَقُولُونَ)، وذكر مثله عن بعض جمع من الصحابة والتابعين.

س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
لا يجوز الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله، والدليل هو ما جاء بالحديث لما نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الجاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟)). قالوا: لا، قال: ((فَهَلْ كَانَ فِيها عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟)). قالوا: لا. فقال: ((أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لا وَفَاءَ لِنَذْرٍ في مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابنُ آدَمَ))
فقوله صلى الله عليه وسلم: ((أَوْفِ بِنَذْرِكَ)) يقتضي – كما قال شيخ الإسلام - أن كون البقعة مكانا لعيدهم فيذبحون فيها مانع من الذبح ولو نذره.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11 ربيع الأول 1439هـ/29-11-2017م, 11:48 PM
هيئة التصحيح 4 هيئة التصحيح 4 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 8,801
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:

س1: بيّن معاني ما يلي مع بيان أحكامها بالدليل:
التمائم: جمع تميمة، وهي تجمع كل ما يُعلق، أو يتخذ مما يراد منه تتميم أمر الخير للعبد، أو دفع الضرر عنه، بحيث يعتقد فيه أنه سبب، وإجمالا هي مما لم يجعلها الله سببا، لا شرعا ولا قدرا.
التمائم منهي عنها، ويختلف حكمها من صنف لآخر؛ فإن اشتملت على استغاثة بغير الله فذلك شرك أكبر. وإن اعتقد فيها سببا للمقصود فهذا شرك أصغر، وإن علقها ولم يعتقد فيها فإنه ارتكب محرما حيث تشبه بالمشركين، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).
ودلالة قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت)) ظاهرة في النهي عن التمائم، وأن هذا النوع يجب قطعه.
ويستثنى من حكم التمائم ما كان منها من القرآن أو الأحاديث والأدعية الطيبة، فاختلف فيها أهل العلم: فذهب بعضهم إلى أفضلية تركها لعدم ورود دليل على اتخاذها، ولأنها تهان بدخول الخلاء وغيره. وذهب آخرون على أن اتخاذهل يحرمم على الصحيح.
الرقى: جمع رقية، وقد كانت معروفة عند العرب، وهي عبارة عن أدعية وألفاظ تقال أو تتلى ثم ينفث بها.
وحكم الرقية الجواز بثلاثة شروط أجمع عليها أهل العلم:
الأول: أن تكون بالقرآن أو بأسماء الله أو بصفاته.
الثاني: أن تكون بالكلام العربي، بلسان عربي معلوم يعلم معناه.
والثالث: ألا يعتقد أنها تنفع بنفسها، بل هي سبب والله عز وجل هو الذي ينفع بها.
فإن غاب شرط من تلك الشروط أصبحت محرمة، بل وقد تصل للشرك الأصغر والأكبر. وهي مستحبة للراقي وجائزة للمرقي ويستحب له عدم طلبها.
قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك))، فدل على المنع من الرقى كلها إلا ما لم يكن شركا كما في قوله: ((لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك))
[ولمزيد فائدة انظر إجابة الأخت فداء لهذا السؤال]
س2: ما حكم رقية الكافر للمسلم؟
يشترط في الراقي أن يكون مسلماً صالحاً سليم المعتقد، ولا يجوز أخذ الرقية على يد كافر، لأنه لا يؤمن استعماله طلاسما أو سحرا أو شركا أو غير ذلك، كما لا يؤمن ضرره على المسلم.
وقد رخص بعض أهل العلم في رقية الكتابي للمسلم إذا رقاه بذكر الله أو بما في كتابهم مما لا شرك فيه . فقد قال الحافظ ابن حجر: "وقال الربيع : سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس أن يرقى بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله. قلت : أيرقى أهل الكتاب المسلمين؟ قال : نعم، إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وبذكر الله". وفي الموطأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقي عائشة : "ارقيها بكتاب الله".
وقال المازري: "اختُلف في استرقاء أهل الكتاب فأجازها قوم وكرهها مالك لئلا يكون مما بدلوه".
[ولمزيد فائدة انظر التعليق العام]
س3: بيّن خطر التعلّق بغير الله تعالى.
قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَعلَّق شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ))، والتعلق يكون بالقلب أو بالفعل أو بكليهما. ولذلك فإن من ضعف توكله على الله وتعلق بغيره فإن الله يكله إلى مُتعلقه، فيخذل ولا يحصل على المقصود المراد، كما لا يفوز برضا الله تعالى وكفايته وعنايته التي تحيط بمن توكل عليه، كما قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}. ثم أن هذا التعلق يؤدي بصاحبه إلى الشرك بالله، فإن حصل ذلك فتلك خسارة ما أعظمها من خسارة.
وعن عطاء الخراساني قال: (لَقِيتُ وَهْبَ بنَ مُنَبِّهٍ وهو يَطُوفُ بالبيتِ فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي حَدِيثًا أَحْفَظُه عنك في مَقَامِي هذا، وَأَوْجِزْ.
قال: نَعَمْ، أَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إلى دَاودَ: ((يَادَاودُ، أَمَا وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي لا يَعْتَصِمُ بي عَبْدٌ مِن عِبادِي دُونَ خَلْقِي، أَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ، فَتَكِيدُه السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ ومَنْ فِيهِنَّ والأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَنْ فِيهِنَّ إِلاَّ جَعَلْتُ لَه مِن بَيْنِهِنَّ مَخْرَجًا، أَمَا وَعِزَّتِي وَعَظَمَتِي لاَ يَعْتَصِمُ عَبْدٌ مِن عِبَادِي بِمَخْلُوقٍ دُونِي، أَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِهِ، إِلاَّ قَطَعْتُ أَسْبَابَ السَّمَاءِ مِنْ يَدِهِ وَأَسَخْتُ الأَرْضَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ثُمَّ لاَ أُبَالِي بَأَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ)). فدل على غضب الله تعالى على من تعلق واعتصم بغيره.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((يا رُوَيفِعُ، لَعَلَّ الحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّ مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا أَوِ اسْتَنْجَى بِرجِيعِ دَابَّةٍ أَو عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ))، فدل على خطورة تعليق التمائم، وهو الفعل الذي تولد عن تعلق القلب بغير الله تعالى.

س4: فصّل القول في أحكام التبرّك.
دلّت النصوص الشرعية على أن البركة جعلها الله جل وعلا متعلقة بعدة أشياء:
- إما أن تكون متعلقة بأمكنة أو بأزمنة. ومعنى كونها مباركة هو أن جعل فيها الخير الدائم؛ ليكون ذلك أدعى لأهلها الذين دعوا إليها أن يلازموها.
وهذا لا يجوز معه التمسح بأرضها، أو بحيطانها، فهذه بركة لازمة لا تنتقل بالذات، وإنما الأرض مباركة من جهة المعنى. ومن أمثلة تلك الأماكن بيت الله الحرام الذي جعل الله فيه بركة العبادة، وكما حول بيت المقدس كما قال تعالى: {الذي باركنا حوله} والأرض المباركة، ونحو ذلك.
والعلماء قد اتفقوا على عدم جواز التبرك بالأشجار والأحجار والقبور وغيرها، إذ أن هذا مما يؤدي إلى دعائها وعبادتها وهو الشرك الأكبر بعينه.
وأما الأزمنة: فمعنى كون الزمان مباركاً مثل شهر رمضان، أو بعض أيام الله الفاضلة، يعني: أن من تعبّد فيها وفعل الخير فيها؛ فإنه يناله من كثرة الثواب ما لا يناله في غير ذلك الزمان.
- وإما أن تكون تلك الأشياء من بني آدم. وهذه البركة المنوطة ببني آدم هي بركة ذاتية أيضا، جعلها الله تعالى فيمن آمن، وسادة المؤمنين هم الأنبياء والرسل، ولذلك فإن أجساد الأنبياء فيها بركة ذاتية، ويمكن نقل أثر هذه البركة، أو نقل البركة والفضل والخير من أجسادهم إلى غيرهم، وهذا مخصوص بالأنبياء والرسل. فالله قد جعل جسد آدم مباركاً، وجعل جسد إبراهيم ونوح وعيسى وموسى عليهم جميعاً الصلاة والسلام، جعل أجسادهم مباركة، بمعنى أنه لو تبرك أحد من أقوامهم بأجسادهم بالتمسح بها أو بأخذ عرقها أو بالتبرك ببعض الشعر، فهذا جائز؛ لأن الله جعل أجسادهم مباركة. وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم جسده أيضاً جسد مبارك؛ ولهذا جاء في الأدلة في السنة أن الصحابة كانوا يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، وإذا توضأ اقتتلوا على وَضوئه، وهكذا في أشياء شتى.
أما غيرهم فلم يرد دليل على أن أي من أصحاب الأنبياء له بركة ذاتية، حتى أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر، فقد ثبت أن الصحابة والتابعين لم يكونوا يتبركون بأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، بجنس تبركهم بالنبي صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك أن بركتهم إنما هي بركة عمل، ليست بركة ذات تنتقل، كما هي بركة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء في الحديث: ((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)) فدل هذا على أن في كل مسلم بركة، ولكنها ليست بركة ذات، وإنما هي بركة عمل، بركة ما معه من الإسلام والإيمان، وما في قلبه من الإيقان والتعظيم لله جل وعلا، والإجلال له، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، وهي لا تنتقل، ويكون التبرك بأهل الإيمان بالاقتداء بهم في صلاحهم، ولا يجوز أن يتبرك بهم بمعنى أن يتمسح بهم، أو يتبرك بريقهم؛ لأن أفضل الخلق من هذه الأمة لم يفعلوا ذلك مع خير هذه الأمة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وأما ما كان من فعل المشركين بالتوجه إلى الصنم والقبور والأوثان والشجر والبقاع المختلفة، فكل هذه التبركات تعد شركا بالله، وهي على درجات:
- تكون شركا أكبر إذا طلب بركتها معتقداً أن هذا الشجر، أو الحجر، أو القبر إذا تمسح به، أو تمرغ عليه، أو التصق به يتوسط له عند الله، إذا اعتقد فيه أنه وسيلة إلى الله، فهذا اتخاذ إله مع الله جل وعلا، وشرك أكبر، وهذا هو الذي كان يزعمه أهل الجاهلية بالأشجار والأحجار التي يعبدونها، وبالقبور التي يتبركون بها.
- وتكون شركا أصغر إذا كان هذا التبرك بنثر تراب عليه أو إلصاق الجسم به، معتقدا كونه سبباً لحصول البركة بدون اعتقاد أنه يوصل إلى الله.

س5: اذكر ما استفدته من قصّة ذات أنواط.
1- أن الصحابة لما قالوا وطلبوا القيام بفعل يعد شركا أكبر، دون فعل صار قولهم شركاً أصغر؛ لأنه كان فيه نوع تعلق بغير الله جل وعلا.
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبلَكُم)) أي: طَرِيقَهم، وهذا خبر صحيح قد وقع، وفي ذلك علم من أعلام النبوة.
3- أن المنتقل من الباطل الذي اعتاد عليه لا ينبغي أن يأمن من وجود بقية من تلك العادة.
4- دل الحديث أن صرف عبادة التعظيم والعكوف والتبرك لغير الله هو من الشرك.
5- ينبغي الخوف من الشرك، وتعلم أنواعه ليتوقاه العبد، وتعلم التوحيد ليطبقه، فإن من هم أفضل وأشرف منا وقعوا في الشرك وكان قصدهم التقرب إلى الله.
6- كان النبي يكبر ويسبح إذا تعجب تعظيما لله وتنزيها له مما لا يليق به.
7- اختلاف المسميات لا يعني اختلاف المسألة، فإن النبي شبه سؤال الصحابة بسؤال بني إسرائيل لتشابه الجوهر ولو اختلف اللفظ.
8- أهمية الحذر من خطوات الشيطان الموصلة إلى الشرك بالله تعالى، فقد عم الابتلاء في الدول الإسلامية باتخاذ الناس أماكن يتوهمون لها فضلا معينا، فيعظمونها تقربا إلى الله عز وجل، ثم يرجون نفعها لهم، وهكذا حتى يجعلوها لله شريكا.
9- عدم جواز التشبه بأهل الكتاب إلا فيما دل الدليل على كونه من شريعة محمد عليه الصلاة والسلام.
10- العلم بأن ما ذم الله به اليهود والنصارى، فينبغي لنا أن نحذره.

س6: كيف تردّ على من زعم أن التبرّك بآثار الصالحين مستحب؟
جعل الله تعالى البركة المنوطة ببني آدم بركة ذاتية، خص الله تعالى بها من آمن، وسادة المؤمنين هم الأنبياء والرسل، ولذلك فإن أجساد الأنبياء فيها بركة ذاتية، ويمكن نقل أثر هذه البركة، أو نقل البركة والفضل والخير من أجسادهم إلى غيرهم، وهذا مخصوص بالأنبياء والرسل. بمعنى أنه لو تبرك أحد من أقوامهم بأجسادهم بالتمسح بها أو بأخذ عرقها أو بالتبرك ببعض الشعر، فهذا جائز؛ لأن الله جعل أجسادهم مباركة. وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم جسده أيضاً جسد مبارك؛ ولهذا جاء في الأدلة في السنة أن الصحابة كانوا يتبركون بعرقه، يتبركون بشعره، وإذا توضأ اقتتلوا على وَضوئه، ولا يجوز أن يقاس على رسول الله أحد من الصالحين، فإن النبي حال حياته كانت له خصائص كثيرة لا يشاركه فيها غيره.
ولم يرد دليل على أن أي من أصحاب الأنبياء له بركة ذاتية، حتى أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر، فقد ثبت أن الصحابة والتابعين لم يكونوا يتبركون بأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، بجنس تبركهم بالنبي صلى الله عليه وسلم. فدل ذلك أن بركتهم إنما هي بركة عمل، ليست بركة ذات تنتقل، كما هي بركة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء في الحديث: ((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)) فدل هذا على أن في كل مسلم بركة، ولكنها ليست بركة ذات، وإنما هي بركة عمل، بركة ما معه من الإسلام والإيمان، وما في قلبه من الإيقان والتعظيم لله جل وعلا، والإجلال له، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم، وهي لا تنتقل، ويكون التبرك بأهل الإيمان بالاقتداء بهم في صلاحهم، ولا يجوز أن يتبرك بهم بمعنى أن يتمسح بهم، أو يتبرك بآثارهم؛ لأن أفضل الخلق من هذه الأمة لم يفعلوا ذلك مع خير هذه الأمة أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. وبالتالي فإن من فعل ذلك فقد قام ببدعة مردودة عليه.
لذا وجبت مواجهة هذا الزعم وإبطاله، سدا لذريعة الشرك بالله تعالى.

س7: ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب؟
قال شيخ الإسلام في قوله تعالى: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ}، أن ظاهره: (أَنَّهُ ما ذُبِحَ لِغَيْرِ اللهِ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: هَذا ذَبِيحَةٌ لِكَذا). وهذا النوع من ذبائح أهل الكتاب أو غيرهم - وسواء تلفظ به من يباشر الذبح أو قصده بلا تلفظ - محرم أكله. وأما ذبيحة أهل الكتاب التي ذبحت بقصد اللحم وذكر اسم المسيح أو عزير عليها، ففي حكمها خلاف. فهي محرمة عند شيخ الإسلام وبعض أهل العلم. وذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} أن قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ} مستثنى منها. فدل ذلك على أنه يرى أن ذبيحة اليهودي والنصراني جائزة، وإن ذكروا اسم المسيح وعزير عليها. ثم ذكر قول عطاء: (كُلْ مِن ذَبِيحَةِ النَّصْرَانِيِّ وإِنْ قَالَ: بِسْمِ المَسِيحِ؛ لأِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَبَاحَ ذَبَائِحَهُم وَقَدْ عَلِمَ ما يَقُولُونَ)، وذكر مثله عن بعض جمع من الصحابة والتابعين.
[انظر إجابة الأخت فداء لهذا السؤال]
س8: ما حكم الذبح في مكان يُذبح فيه لغير الله تعالى؟
لا يجوز الذبح في مكان يذبح فيه لغير الله، والدليل هو ما جاء بالحديث لما نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الجاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟)). قالوا: لا، قال: ((فَهَلْ كَانَ فِيها عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟)). قالوا: لا. فقال: ((أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لا وَفَاءَ لِنَذْرٍ في مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلا فِيمَا لا يَمْلِكُ ابنُ آدَمَ))
فقوله صلى الله عليه وسلم: ((أَوْفِ بِنَذْرِكَ)) يقتضي – كما قال شيخ الإسلام - أن كون البقعة مكانا لعيدهم فيذبحون فيها مانع من الذبح ولو نذره.
التقدير: (أ).
تم خصم درجة لتأخر أداء الواجب.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir