دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1438هـ/16-03-2017م, 02:50 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير قد سمع

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.



1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:

أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.


المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:

أ: علّة تحريم موالاة الكفار.

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
2. حرّر القول في:

سبب
نزول سورة الصف.
3.
فسّر قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.


المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله:
{لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
2. حرر
القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.
ب: عظمة القرآن.

2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.

3. فسّر قوله تعالى:

{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1438هـ/17-03-2017م, 09:22 PM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- أن الشيطان عدو للإنسان و عداوته مستمرة طول الحياة يزين الباطل ولن يتوقف كيده إلا بكفر بنى آدم فينبغي الحذر منه و الاستعاذة الدائمة لصرف كيده عن الإنسان .
الدليل (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ).
2- إن الشيطان يعد لوقوع الإنسان في المعصية فيتبرأ منه فليس له القدرة على دفع العذاب فالحذر الحذر من تزينه
.الدليل:( فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ)
3- كفى بالمرء زاجرا أن الجزاء اجتماع الشيطان و من أطاعه في النار و هذا حال لو بقي في الذاكرة لأصبح الإنسان ينتبه لشراك الشيطان فيبذل كل جهده للنجاة منها .
الدليل:(فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
قبل الرسول صلى الله عليه و سلم عذر حاطب بن أبي بلتعة و قبل عذره حينما سأله فصدقه القول الشاهد(.فقال: "صدق، لا تقولوا له إلّا خيرًا".) و ذكر عذره و كانت فضيلته أنه شهد بدرا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنه شهد بدرا ما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ).
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
- المؤمن ينصر الله في جميع أحواله بأقواله و أفعاله و نفسه و ماله و ذلك بالقيام بدين الله و الحرص على تنفيذه .
- من نصر دين الله تعلم كتاب الله و سنة رسوله و تعليمه و الحث على ذلك و كذلك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
نهى الله المؤمنين عن موالاة اليهود و النصارى و سائر الكفار ممن غضب الله عليه و قد يأسوا من ثواب الأخرة و نعيمها في حكم الله عز و جل . ذكره ابن كثير .
و جاء في (( كما يئس الكفار من أصحاب القبور )) : أقوال : -
1- كما يأس الكفار الأحياء من قراباتهم الذين في القبور أن يجتمعوا بهم لأنهم لا يعتقدون بعثا و لا نشورا .قول العوضي و الحسن البصري و قتادة عن ابن عباس رضي الله عنهم ذكره بن كثيرو قاله بن جرير وبه قال و السعدي و الأشقر .
2- القول الثاني : كما يأس الكفار الذين هم في القبور من كل خير حين عاين ثوابه و هو قول الأعمش عن ابن مسعود رضي الله عنه و كذا قول مجاهد و عكرمة و مقاتل و اختاره بن جرير . ذكره ابن كثير و بنحوه قال السعدي.
3. فسّر قوله تعالى:
}
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
أخبر الله سبحانه و تعالى بأنه ( هو الله الذي لا إله إلا هو ) فلا رب غيره و لا إله سواه و ذلك لكماله سبحانه و تدبيره العام و إحسانه الشامل فكل إله غيره باطل لا يستحق العبادة لنقصه و عجزه ثم وصف نفسه تعالى بعموم العلم الشامل لما غاب عن الخلق ( عالم الغيب و الشهادة ) و عموم رحمة الله التي وسعت كل شئ سواء رحمته العامة بالخلائق أو رحمته الخاصة بعباده المؤمنين ( الرحمن الرحيم ) مثل قوله تعالى ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) ثم قرر للتأكيد و التقرير ذكر عموم إلهيته و انفراده بها فقال سبحانه ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك ) أي المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ( القدوس ) المنزه من كل نقص و عيب . ( السلام) السالم من كل عيب و نقص و قيل الذي سلم الخلق من ظلمه (المؤمن ) الذي صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به و المصدق لرسله و أنبيائه بما جاءوا به (المهيمن ) الرقيب على خلقه بأعمالهم مثل قوله تعالى ( ثم الله شهيد على ما يفعلون ) ( العزيز ) الذي قد عزّ كل شئ فقهره و غلب الأشياء و خضع له كل شئ الذي لا تليق الجبرية إلا له و لا التكبر إلا لعظمته كما جاء في الحديث ( العظمة إزاري و الكبرياء ردائي فمن نازعني واحدة منهما عذبته ) ( الجبار ) المصلح لأمور خلقه المتصرف بما فيها صلاحهم يجبر الكثير و يغني الفقير و قيل جبروت الله عظمته ( المتكبر ) الذي له الكبرياء و العظمة المتنزه عن كل العيوب و الظلم و الجور ثم نزه تنزيه عام عن كل ما وصفه به من أشرك به و عانده فقال سبحانه (سبحان الله عما يشركون ).
( هو الله الخالق البارئ المصور) الخلق هو التقدير و البراء هو الفري كما قال الشّاعر يمدح آخر (ولأنت تفري ما خلقت = وبعض القوم يخلق ثمّ لا يفري...أي أنت تنفذ ماخلقت أى قدرت) و هو تنفيذ و إبراز ما قدّره و قررّه إلى الوجود على الصورة التي يريدها و كل ما تعلق بالخلق و التدبير و التقدير انفرد الله به سبحانه (له الأسماء الحسنى) له الأسماء التى لايحصيها ولايعلمها إلا هو وهي كلها حسنى أى صفات كمال لانقص فيها بأي وجه من الوجوه ومن حسنها أن الله يحبها ويحب من عباده أن يدعوه بها(يسبح له من فى السموات والأرض) ومن كماله فإن جميع من فى السموات والأرض مفتقرون إليه يسبحون بحمده وينزهونه مثل قوله تعالى(تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن)وهو سبحانه(العزيز الحكيم) الذى لايريد شيئا إلا يكون ولايكون شيئا إلا لحكمة ومصلحة .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 جمادى الآخرة 1438هـ/17-03-2017م, 10:21 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1/قال تعالى : (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ) الحذر من السماع لأهل الباطل ، فإنهم لايزالون يزينون باطلهم حتى يغوون أهل الحق قال تعالى : (ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم )ال عمران
2/ احذر من أن يكون العبد آمرا لمنكر حتى وإن لم يفعله فهو بمثابة الفاعل قال تعالى :( فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا)
3/قال تعالى : (فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) الحرص على صحبة الأخيار، فإن الإخلاء يوم القيامة كلهم أعداء يتبرأ بعضهم من بعض إلا المتقين قال تعالى :( لْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67))الزخرف

المجموعة الثانية:
1. بيّن ما يلي:
أ: علّة تحريم موالاة الكفار.
لعدة أسباب :
1/لأن العدو لايبقي من مجهودة شيئا في إلحاق الضرر بعدوه .
2/لابد بعد المودة من حصول النصرة والموالاة للكفار ،فبذلك يخرج العبد من الإيمان يصير من أهل الكفر
3/لأنهم شاقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
1/تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم فيما لاقى من قومة وأمر له بالصبر
2/نهي للمؤمنين في أن يوصلوا الأذى للنبي صلى الله عليه وسلم
3/فيها دلالة أن الله ليس بظلام للعبيد في إضلالهم فإن ضلالهم بسببهم

2. حرّر القول في:
سبب نزول سورة الصف.
عن عبد اللّه بن سلامٍ قال: تذاكرنا: أيّكم يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيسأله: أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه؟ فلم يقم أحدٌ منّا، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلينا رجلًا فجمعنا فقرأ علينا هذه السّورة، يعني سورة الصّفّ كلّها. هكذا رواه الإمام أحمد

. فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)} الصف.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) ):في هذه الآيه دلالة وإرشاد من أرحم الراحمين لعبادة المؤمنين لأععظم تجارة يحصل به النجاة من العذاب الأليم والفوز بالنعيم
(تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) ):هذه التجاره هي الإيمان التام هو التصديق الجازم بما أمر الله به المستلزم لأعمال الجوارح التي من أجلها الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال والنصرة لدينه ،فإن فيه الخير الدنيوي(النصر على الأعداء والعزه وانشراح الصدر والرزق الواسع )والخير الآخروي بالفوز بالثواب العظيم
(يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) ):من فعل ما أمر الله به من الإيمان والجهاد في سبيله غفر الله له ذنوبه ويشمل الصغائر والكبائر ،وأخله الجنات التي من تحت مساكنها وغرفها أنهار تجري (أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى) والمساكن الطيبه العاليه وكل هذا النعيم دائم غير منقطع .
(وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) ):زيادة على هذا النعيم الأخروي فإن هناك نعيم معجل في الدنيا وهو نصركم من الله الذي فيه العز والرزق الواسع

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 01:04 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي

استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- شبّه الله حال الشيطان بالمنافقين فقال ((كمثل الشيطان)) ليورث في النفوس الطيبة تربية عالية هو الحرص على الإبتعاد من النّفاق وتخليص الأعمال والأخلاق من خصاله .
2- يجب على المؤمن أن يكون يقظا لبقا حتى يعرف بذلك مكايد الشيطان ومكامن خ حطره حتى لا يقع فريسة له .
3- علم من سياق الآيات أنّ غاية ما يتمناه الشيطان هو كفر بني آدم وإن كان هو بعينه لا يكون مع الكافر في حقيقة الأمر , فيعلم بذلك خبثه وخطورته , كما يتبيّن في نفس الوقت نعمة الإسلام إذ وضّح حال الشيطان في القرآن ليتبصّر به كلّ مؤمن صادق الإيمان .
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
قبل النبي صلى الله عليه وسلّم عذر حاطب رضي الله عنه , لما تبين له أنه فعل ذلك مصانعة لقريش لأجل ما كان له عندهم من الأموال والأولاد وقد قال الله تعالى (( لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلاّ أن تتّقوا منهم تقاة ويحذّركم الله نفسه .. ))
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرة الله بالقيام بدينه قولا وفعلا والحرص على تنفيذه على الغير , وجهاد من عانده ونابذه بالأبدان والأموال , ونصرة الباطل بما يزعمه من العلم , وردّ الحقّ بدحض حجّته , وإقامة الحجّة عليه والتّحذير منه , ومنه كذلك تعليم القرآن والسّنّة والحثّ عليهما والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر , حاصل كلام ك س
2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
جاء في البيان المراد من الذين يئسوا في الآيات أقوال على حسب ما نسرده في النقاط الآتية :
القول الأوّل : يئس كفار الأحياء أن يجتمعوا بكفار الأموات من الأقارب وغيرهم بعد مدي هذه المدّة الطويلة, فانقطع بذلك رجائهم من الإجتماع بهم وخاصة بعد ما أنكاروا البعث بعد الموت
قال بهذا القول ابن عباس والحسن البصري وقتادة والضحاك قال بن كثير : رواهنّ ابن جرير , ك س
. القول الثاني : أي كما يئس الكفاّر الذين هم في القبور من كلّ خير وهو قول بن مسعود رضي الله عنه وقتادة وأبي الضّحى ومجاهد , ومقاتل ,وهو اختيار بن جرير ك س .

3. فسّر قوله تعالى:
))هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ))
أخبر تعالى أنّه الذي لا معبود سواه وأنّ كلّ ما يعبد من دونه باطل وهو عالم الغيب والشّهادة يعلم جميع الكائنات المشاهدة والغائبة لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو ذو الرحمة الشاملة لجميع المخلوقات رحمان الدّنيا والآخرة ورحيمهما , ك س
(22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السّلام ))
فهو المالك لجميع الأشياء المتصرّف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة (( القدّوس)) الطّاهر وقال مجاهد : المبارك وهو المالك للعالم العلوّ والعالم السّفلي المقدّس الطاهر من كل عيب منزّه عن كلّ نقص .
(( الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ))
((المؤمن )) عن ابن عبّاس أي أمّن خلقه من أن يظلمهم وقيل صدّق المؤمنين في إيمانهم وهو المصّدق لرسله وأنبيائه بما جاؤوا به بالآيات البيّنات . والمهيمن الرقيب عليهم كما قال تعالى (( ثمّ الله شهيد على ما تعملون )) وهو العزيز الذي قد عزّكلّ شيء فقهره الجبّار الذي لا تليق الجبرية إلاّ له ولا التكبّر إلاّ لعظمته قهر جميع العباد وأذعن له سائر الخلق ويجبر الكسير ويغني بفضله الفقير , ((المتكبّر)) له الكبرياء والعظمة المتنزّه عن جميع العيوب والظلم وهو المنزّه عن كلّ ما وصفه به من أشرك به وعانده . ك س ش
(23)(( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ))
هو الذي إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون على الصّفة التي يريد والصّورة التي يريد والصّورة التي يختار فهو الخالق لجميع المخلوقات المقدّر لها , وهذه الأسماء : الخالق , البارئ , المصوّر , متعلّقة بالخلق والتّقدير , وأنّ ذلك كلّه قد انفرد الله به لم يشاركه فيه مشارك . ك س ش
((لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى))
ففي الحديث (( إنّ لله تسعة وتسعين اسما مائة إلاّ واحدا من أخصاها دخل الجنة))
فله الأسماء الكثيرة جدا , التي لا يحصيها ولا يعلمها احد إلاّ هو مع ذلك فكلها حسنى أي صفات كمال تدل على أكمل الصّفات وأعظمها لا نقص بشيء منها بوجه من الوجوه فهو سبحانه يحبها ويحب من عباده أن يدعوه بها .
((يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (24)} الحشر.
من فضائل هذه الآيات :
عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : (( من قال حين يصبح ثلاث مرّات : أعوذ بالله السّميع العليم من الشيطان الرّجيم ثمّ قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر , وكل الله به سبعين ألف ملك يصلّون عليه حتى يمسي , وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا , ومن قالها حين يمسىي كان بتلك المنزلة ))
والعزيز الحكيم أي : الذي لا يرام جنابه الحكيم في شرعه وقدره فهو الذي لا يريد شيئا إلاّ يكون ولا يكون شيئا إلاّ لحكمة ومصلحة ك س

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 01:17 AM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى


1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر

-على المسلم أن يحرص على صحبة الصالحين؛ لأن صحبتهم هي الأبدية بخلاف من عداهم فإن صحبتهم ضلال في الدنيا وخذلان في الآخرة.
وجه الدلالة: من قوله :(فلما كفر قال إني بريء منك..) فتنكر الشيطان ، وتجلى غدره بصاحبه في الآخرة بتبرؤه منه، قال تعالى :(إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا).
- على المرء أن يلاحظ عمله، وأن يصوبه ويحسنه ما أمكن؛ لأنه سيجازى جزاء عادلًا في الآخرة .
وجه الدلالة: من قوله تعالى:(..فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)، فجعل النار جزاء لمن كفر به ولم يحسن العمل واتبع داعي الشيطان.
- الحذر كل الحذر من وساوس الشيطان فإنه لا يفتأ، يوسوس لعباد الله، فمن سلم منه نجا ومن اتبعه ضل وغوى .
وجه الدلالة: أن الشيطان أمر العبد بالكفر، انصاع له، فحظي بأسوأ عاقبة وهي الخلود في النار.

المجموعة الثالثة:
. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
روى الإمام أحمد بسنده عن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: صناب وأقطٌ وسمنٌ، وهي مشركةٌ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديّتها، وأن تدخلها بيتها. ذكره ابن كثير
ب: أبرز صفات المنافقين مما درست
1- صفة الكذب هي أبرز صفات المنافقين سواء مع المسلمين، أو مع من على شاكلتهم من الكفار من أهل الكتاب
2- أن صداقتهم ونصرتهم صداقة وهمية تتلاشى وتتكشف عند الشدائد.
3- ومن الصفات المشتركة بينهم وبين اليهود :
- الجبن والضعف والهلع؛ لدرجة أنهم لا يقوون على قتال المسلمين مواجهة ًإلا حالة كونهم مجتمعين ومحصنين بالحصون المنيعة.
- شدة العداوة والفرقة بينهم، حتى مع كونهم مجتمعين في الظاهر .

حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
في المراد بقوله :( الذين من قبلهم)
الأول: كفّار قريشٍ يوم بدرٍ قال به .مجاهدٌ، والسّدّيّ، ومقاتل نقله عنهم ابن كثير وبه قال السعدي والأشقر
الثاني: يهود بني قينقاع. قال به ابن عباس و قتادة، ومحمد ابن إسحاق. وهو ما رجحه ابن كثير ؛ لأن يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم من قبل .

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }
قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) )
في الآية استفهام تقريري أي لا يوجد من هو أعظم ظلما ممن يفتري على الله الكذب بنسبة الولد والشريك له سبحانه، مع كونه يُدعى إلى خلاف ذلك من التوحيد وإخلاص الدين لله تعالى، وقد قُدم له كل برهان وأُبرزت له كل حجة، قال تعالى: ( إن الشرك لظلم عظيم) ، والظلم وضع الشيء في غير محله، وهذا حال المشرك الذي يصرف العبادة والتعظيم لمن ليس أهلا لها، ولذلك كان جديرًا بالطمس على قلبه حيث قال الله:(والله لا يهدي القوم الظالمين) لأنهم استمرؤا الظلم، فلم يستمعوا لبرهان ولم تزجرهم موعظة، والمعنى أن الله لا يهديهم ما داموا على ظلمهم ، فإن تابوا ورجعوا استحقوا الهداية.
وقوله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) )
في الآية تصوير بديع لحال من يكيد لدين الله، ويسعى جاهدًا صد الناس عنه بحال من يريد أن يطفئ شعاع الشمس بفيه ، هيهات أن يؤثر فيه، فضلًا عما سيناله من الوصف بالسفه وقلة العقل، وكذلك كل كائد لدين الله لن يتمكن من أن يناله بسوء ؛ بل على العكس فإن كيد الكائدين لن يزيده إلا قوة وغلبة وانتشارًا لأن الله قد كتب أزلًا البقاء لدينه حتى تقوم الساعة . وعبر بالجملة الإسمية هنا ( والله متم )للدلالة على الثبوت والاستمرار.
وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) )
بين في الله تعالى في هذه الآية الشريفة سبب ما كتب وقدر من الظهور والتمكين لدينه، وذلك أنه هدى وحق محض أُرسل به محمد صلى الله عليه وسلم مشتملًا على العلم النافع المؤيد بالبرهان الدال على العمل الصالح الذي تحصل به النجاة في الدنيا ثم الآخرة ، وهذا أكبر دليل على كونه من عند الله؛ لأنه اشتمل على كل ما يصلح العباد في معاشهم ومعادهم، ولذلك فسيستمر له الظهور والتمكين رغمًا عن أنوف الكافرين وكره المشركين..

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 10:26 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير قد سمع

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
سبب نزول الآية :
روى عن الإمام أحمد : أن قتيلة بنت عبد العزى وهى أم أسماء بنت أبى بكر قدمت إليها وهى راغبة وكانت مشركة فى عهد قريش لما عاهدوا فسألت النبى أفأصلها قال صلى الله عليه وسلم :نعم صلى أمك .
وفى رواية أخرى للامام أحمد عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه : قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر بهدايا: صناب وأقط وسمن وهي مشركة فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها فسألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل اللّه عز وجل) لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدين ( إلى آخر الآية فأمرها أن تقبل هديتها وأن تدخلها بيتها.
وهكذا رواه ابن جرير وابن أبي حاتم
والآية الكريمة لم تنهى عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلون المؤمنين في الدين كالنساء والضعفة.
_______________________________________
ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
1- الكذب: وقد أثبت الله كذبهم فى قوله تعالى : (والله يشهد إنهم لكاذبون ).
عندما وعدوا إخوانهم من أهل الكتاب أن يخرجوا ويقاتلوا وأن ينصرونهم بموالاتهم على المؤمنين ثم خذلوهم .
2- الخيانة :لم يخرجوا مع من أخرج من اليهود وهم بنو النضير ومن معهم ولم ينصروا من قوتل من اليهود وهم بنى قربظة وأهل خيبر . قال تعالى :(لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ)
3- الجُبن وعدم الشجاعة فى القتال :
تمثل فى عدم الصبر على القتال كما قال تعالى : (وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ)
وعدم القدرة على مواجهة جيش الإسلام بالمبارزة ويكونون إما واء جدر أو فى حصون ليدفعوا عنهم الخطر . (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ)
4- قلوبهم متشتتة متباغضة : إجتماعهم فى الظاهر مع تخالف قلوبهم وأهوائهم وآراءهم فى الباطن (تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتّى)

5-يزينون الكفر لغيرهم من أهل الكتاب فهم شياطين على الأرض وخطرهم على المسلمين أشد من خطر الكفار: لذلك قال تعالى فيهم :(كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15) كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ )
______________________________________________________
2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.
- كفار قريش يوم بدر : وهو قول مجاهد والسدى ومقاتل بن حيان ذكره عنهم بن كثير وكذلك ذكره السعدى والاشقر
- يهود بنى قينقاع : وهو قول بن عباس وقتادة ومحمد بن اسحاق ذكره عنهم بن كثير .
ورجح بن كثير القول الثانى وقال :( هذا القول أشبه بالصواب فإن يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا ) .
أما غزوة بدر فقد كانت قبل غزوة بني النضير بستة أشهر . والله أعلم
________________________________________________________
3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

بعد أن أخبر تعالى عن عناد بنى اسرائيل لعيسى بن مريم وما جاء به من الأدلة على صدقه وما جاء به من البشارات بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالأدلة الواضحة التى بشر بها عيسى والتى تدل على أنه هو رسول الله حقا أتهموه بالسحر وهذا حال جميع المعاندين للحق المكذبين له وهل فى الافتراء أعظم من هذا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ثم يخبر تعالى أنه لا أحد أظلم ممن يفترى الكذب على الله ويجعل له شركاء وقد انقطعت حجته وهو يُدعى إلى الاسلام خير الأديان وأشرفها دين التوحيد والاخلاص لله تعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) وأن حالهم فى محاولتهم رد الحق بالباطل وكبت الاسلام ومحاولتهم الفاسدة لمنع هدايته كحال من يريد إطفاء شعاع الشمس بنفخ من فمه وهذا لا يعقل فكما أن هذا مستحيل فذاك مستحيل فالله تعالى تكفل بنصر دينه وإظهار نوره فى الآفاق وإعلائه على غيره ومهما حاول الكفار من بذل جودهم لاطفاء نوره فإنهم مغلوبون ومحاولاتهم لا تدل إلا على نقص عقولهم (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )
ثم ذكر تعالى سبب الظهور والانتصار للدين الاسلامى فما بعث به النبى من الهدى الذى يهدى إلى الله تعالى وإلى دار كرامته ويهدى إلى خيرالأخلاق وأحسن الأعمال ويهدى إلى مصالح الدنيا والآخرة والدين الحق الذى لا خلل فيه ولانقص ولا عيب باق بأمر الله تعالى ما بقى الدهر عال على جميع الاديان بالحجة والبرهان كائن لا محالة مهما كره وجحدالمشركون .
________________________________________________________





رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 10:51 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي

تابع إجابة المجلس الثامن

عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

1- أن نعلم أن الدنيا فانية وأن مردنا إلى الله عزوجل للحساب والجزاء فلا نلتفت لزينتها وشهواتها ونترك العواقب فالاخرة خير وأبقى .
)
فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا)
2- الالتجاء لله عزوجل والتحصن به من كيد الشيطان فإنه يغوينا فى الدنيا وأول من يتبرأ منا يوم القيامة (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
3- أن الله عزوجل لا يظلم أحد ولكن نحن من نظلم أنفسنا بارتكاب المعاصى والآثام وعدم طاعة الله عزوجل فيما أمرنا به فالله تعالى حكم عدل نسأله سبحانه أن يعاملنا بفضله وييسر حسابنا ويعفو عنا .( وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ) .
____________________________________

باقى الإجابة فى المشاركة رقم 6 وأعتذر عن هذا الخطأ الغير مقصود

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 12:35 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب على السؤال العام:
الفوائد السلوكية من قوله تعالى:(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17))

- على العبد ألا يستجيب لأوامر الشيطان لأنه بمجرد ما يسقط في الهاوية يتركه و يتبرأ منه، قال تعالى:{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ}.
- من نعم الله علينا أن حذرنا و خوفنا من اتباع الشيطان و الانقياد له، فهذه نعمة من الله تستوجب شكره و حبه، قال تعالى:{ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا}.
- على العبد أن يتجنب ظلم نفسه أو ظلم غيره فإن العاقبة ستكون وخيمة، قال تعالى:{ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.

الجواب على المجموعة الأولى

الجواب الأول:

بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.

صنيع حاطب رضي الله عنه هو من صور الموالاة العملية للكفار، و بفعله ذلك لم يرتد عن الإسلام بدليل أنه لما أراد عمر بن الخطاب أن يضرب عنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه قد شهد بدرا)، معنى ذلك أنه لو كان مرتدا عن الإسلام لبطل عمله، و لبطل شهوده بدرا. و إنه لما كاتب المشركين يخبرهم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم علم أن كتابه لن يضر المسلمين لأن الله تعالى ناصر دينه و رسوله.
و السبب الذي حمله رضي الله عنه على هذا الفعل هو خوفه على قرابته في قريش، لأن المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، أما حاطب فلم يكن له يد هنالك فطمع من صنيعه أن يحمي قرابته و ماله في مكة.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
نصرة الله تعالى تكون:
- بنصر دينه وشريعته ونبيه الذى أرسله بالهدى.
- و بالاستجابة لله و لرسوله بالقول و الفعل.
- و بمجاهدة أعداء الله تعالى بالنفس و المال.
- و بتعلم الحق المتمثل في كتاب الله و سنة رسوله و تعليمه للغير و دعوتهم إليه (الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر).

الجواب الثاني:
حرّر القول في:تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}.

ينهى الله تعالى عباده المؤمنين من موالاة من استحقوا غضب الله، و اختلف أهل العلم فيهم:
فقيل: هم اليهود خاصة كما ذكر الأشقر.
و قيل: هم سائر الكفار و يشمل ذلك اليهود و النصارى و غيرهم، كما اختار هذا القول ابن كثير و السعدي، لأن سبب غضب الله تعالى على خلقه هو الكفر، فكل من اتصف بهذه الصفة تشمله هذه الآية دون تخصيص.

وقوله: {كما يئس الكفّار من أصحاب القبور} فقد اختلف في المراد بالكفار على قولين:
الأول: هم الأحياء من الكفار قد يئسوا من اجتماعهم مجددا مع أهليهم المقبورين لأنهم لا يعتقدون بعثا و لا نشورا، قاله ابن عباس و قتادة و الضحاك و الحسن كما روى ابن جرير، و ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
الثاني: هم الأموات من الكفار المقبورين قد يئسوا من الآخرة و ثوابها، لأنهم يرون مقاعدهم من النار، قاله ابن مسعود و مجاهد، وعكرمة، ومقاتل، وابن زيد، والكلبيّ، ومنصور، ذكره ابن كثير و السعدي.
و قد اختار ابن جرير القول الثاني كما نقل ذلك ابن كثير.

الجواب الثالث:

يخبر الله تعالى عباده عن نفسه و يثني عليها، و يعرفهم بذاته، و يطلعهم على بعض أسمائه و صفاته، فقال سبحانه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} أي لا معبود بحق يستحق العبادة إلا الله تعالى، و لا أحد يستحق الخضوع و الخشوع له إلا الله تبارك و تعالى، لأنه عليم بكل شيء، فلا يخفى عليه شيء من أحوال خلقه سواء ما ظهر منها لنا أو ما غاب عنا، و هو {الرحمن} المتصف بالرحمة التي وسعت كل شيء {الرحيم} فرحمته تتعدى إلى المخلوقين،{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} و من أسمائه أيضا التي يستحق من أجلها أن يعبد أنه هو {الْمَلِكُ} أي: المالك للسموات و الأرض و من فيهن، المتصرف في ملكه و المدبر لشؤون خلقه كيف شاء و بما شاء و وقت ما يشاء، {لا يسأل عما يفعل و هم يسألون} {الْقُدُّوسُ} الطاهر من كل عيب، المعظم المبارك بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله {السَّلَامُ} السالم من كل نقص و آفة، و الذي سلِم خلقُه من أن يظلمهم {الْمُؤْمِنُ} هذا الاسم يدل على معنيين: يدل على معنى الأمن، ويدل على معنى التصديق، فهو سبحانه قد أمَّن الخلق من أن يظلمهم، و هو مصدق لرسله بالآيات و المعجزات، و مصدق لعباده المؤمنين بإيمانهم به و بما وعدهم من الثواب {الْمُهَيْمِنُ} الشهيد الرقيب على عباده بأعمالهم، و هو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم وهم تحت قدرته وتصرفه وتدبيره {الْعَزِيزُ} الغالب الذي لا يُغلب، و القاهر الذي لا يقهر، فلا ينال مقامه أحد لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه {الْجَبَّارُ} العظيم القدرة، القاهر فوق عباده، الذي لا تطاق سطوته، و قيل هو المصلح أمور خلقه، فيجبر الفقراء فيغنيهم، و يجبر المرضى فيعافيهم، و يجبر القلوب المنكسرة فيهديها... {الْمُتَكَبِّرُ} الذي تكبر عن كل سوء، وقيل: المتعظم عما لا يليق به، و صفة التكبر في حق الله تعالى هي صفة مدح و ثناء {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي تنزه الله تعالى و تقدس عن كل عيب نسبه المشركون لربهم {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} أي هذا المعبود المستحق للعبادة وحده هو الخالق لكل شيء، المقدر لوجوده {الْبَارِئُ} المبدع المخترع للأشياء، والموجد لها من بعد العدم {الْمُصَوِّرُ} أي: هو الذي يعطي كل مخلوق صورته اللائقة به، و على الهيئة و الشكل الذي يريده الله تعالى {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} أي له الأسماء الكثيرة البالغة في الحسن، فهي من أحسن الأسماء لدلالتها على أكمل الصفات و أعظمها و على أفضل المعانى و أحسنها {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي ينزهه كل مخلوق في السموات و الأرض عن كل عيب و نقص لحاجتهم و لافتقارهم إليه {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} و هو سبحانه الغالب الذي يفعل ما يشاء، و لا يكون فعله للشيء إلا مقترنا بالحكمة، فيضع الشيء في موضعه اللائق به.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 02:57 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

المجموعة الأولى

السؤال الأول :
الفوائد السلوكية:
1- انتبه من تحريض الآخرين لك على معصية الله وتزيينهم الأمر لك ، وبعضهم قد يُبدى لك مساعدته ومساندته إن أطعته . اعلم أنك ستحاسب وحدك ولن ينفعك أحد مهما أقسم لك على مساندته لك إن أطعته فهؤلاء هم شياطين الإنس يزينوا لك المعصية ويتخلوا عنك عند أول حاجة إليهم .
قال تعالى " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك "
2- احرص على مراقبة الله والخوف منه مهما خلوت ومهما أمنت نفسك من الخلق ،فخوفك من الله تعالى سيقيك من المخالفات ويحفظك من وسوسة الشياطين ، فتكون دائما على بصيرة وهدى من أمرك . قال تعالى " إنى أخاف الله رب العالمين ".
3- لا تزين لأحد معصية مهما صغرت سواء كذبة أو خيانة أو عقوق أو أى أمر يغضب ربك ولا تهون عليه أمرها لأن الآمر والفاعل لهما نصيب من الإثم والعقوبة . قال تعالى " فكان عاقبتهما أنهما فى النار خالدين فيها ."
4- لا تظلم نفسك وتعينها على مخالفة أمر ربها فتكون سببا فى هلاكها، فجزاء الظالمين الخلود فى النار والعياذ بالله ومن أقبح الظلم ظلم الإنسان لنفسه بمعصية ربه بعد أن بلغه العلم . قال تعالى " فكان عاقبتهما أنهما فى النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ."
5- لا تثق فى مناصرة أى أحد لك سوى الله فإن كنت فى طريقك لله وزين أحدهم لك سواه وحرضك وزعم أنه سيؤويك ويعزرك فتيقن أنه أول من يتخلى عنك . قال تعالى " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك "




الجواب الأول :

1- سبب قبول النبى عليه الصلاة والسلام عذر حاطب بن أبى بلتعة رضى الله عنه:
عندما عزم النبى عليه الصلاة والسلام على فتح مكة أسر الخبر لبعض أصحابه ودعا ربه أن يعم على أهل مكة الخبر ، وأمر المسلمين أن يتجهزوا لذلك . فكتب حاطب بن أبى بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم فيه بما نوى عليه النبى عليه الصلاة والسلام ، وأرسله إليهم مع امرأة وجعل لها جعلا مقابل إيصالها الكتاب إليهم . وقد أعلم الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بخبر كتاب بن أبى بلتعة . فأرسل النبى عليه الصلاة والسلام عليا رضى الله عنه ومعه الزبير والمقداد لإحضار الكتاب من المرأة وأخبرهم بمكانها ؛ وفعلا أَتَوا بالكتاب إلى النبى عليه الصلاة والسلام .
وواجه النبى صلى الله عيه وسلم حاطب بن أبى بلتعة بالكتاب وسأله عن السبب الذى حمله على مثل هذا التصرف .
فأجاب حاطب : بأنه فعلا مؤمن بالله تعالى ومؤمن بنبيه عليه الصلاة والسلام ولكنه أراد أن يصانع قريشا ويتخذ فيهم يدا حتى يحموا قرابته فى مكة وخاصة أنه ليس من أهل مكة وهاجر مع النبى عليه الصلاة والسلام وله بمكة أولاد وأموال . أما باقى المهاجرين فلهم نسب فى مكة يحمون أهليهم هناك .
وطبعا غضب عمر بن الخطاب وهمّ بضرب عنق حاطب فمنعه النبى عليه الصلاة والسلام وقال له : إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
المهم سبب قبول النبى لعذر حاطب رضى الله عنه : أنه الحامل له على هذا الفعل ليس كفرا ولا خيانة ولكن محاولة منه لمصانعة قريش وقال تعالى فى سورة آل عمران " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة ...."
ونزلت الآيات من سورة الممتحنة تحرم موالاة الكافرين والتودد إليهم بأى شىء لأنهم أعداء لله ورسوله ولن تجدى معهم المودة لأنهم يكنون البغض والعداء والكراهية فى قلوبهم .

2- قال تعالى " يـأيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصارى إلى الله ...."
ونصرة الله تعالى تكون بالقول والعمل وبالجهاد فى سبيله بالمال والنفس وبذل كل نفيس لإعلاء دين الله تعالى ، ويدخل فى ذلك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وتعلم كتاب الله تعالى وفهمه وتعلم سنة نبيه عليه الصلاة والسلام للرد على حجج المبطلين وادعاءات المبتدعين والمنحرفين لبيان الحق الواضح المبين ، وإزالة الشبه التى نسجها المغرضون لإضلال العوام من المسلمين .

الجواب الثانى :
قال تعالى " يـأيها الذين ءامنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور "
ينهى تعالى المؤمنين عن موالاة الكفار عموما . قاله ابن كثير والسعدى والأشقر
وقيل المراد اليهود خاصة . قاله الأشقر
وقيل اليهود والنصارى قاله ابن كثير .
والمراد بالقوم الذين غضب الله عليهم هم جميع طوائف الكافرين . قاله ابن كثير والسعدى والأشقر .

" قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ":
ورد فيها قولان :
الأول : أى قد يئس الكفار الأحياء أن يجتمعوا بقرابتهم من الكافرين الأموات لعدم اعتقادهم فى البعث والنشوروعدم إيمانهم به .
قاله ابن عباس والحسن البصرى وقتادة والضحاك وذكره ابن كثير وقاله السعدى والأشقر..
الثانى : أى يئس الكفار فى الآخرة بعد معاينتهم لما لهم من الخزى والهلاك وبعد علمهم علم اليقين ما ينتظرهم من عذاب مقيم أنه لا نجاة لهم ولا منجى.
قاله ابن مسعود ومجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبى ومنصور وذكره ابن كثير قاله السعدى والأشقر .
الترجيح : اختار ابن جرير القول الثانى وكذا قاله السعدى .

الجواب الثالث :

قال تعالى :" هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم "
يخبر جل جلاله عن نفسه الكريمة بأنه هو الإله المعبود بحق وكل مايعبد من دونه فهو باطل لا يستحق العبادة لعجزه التام ونقصه ، أما الله عزوجل فله الأسماء الحسنى والصفات العلى وله الكمال والتمام فى كل ما يوصف به وقد ذكر فى هذه الآيات بعضا من أسمائه الحسنى . فهو تعالى وسع علمه كل شىء لا يخفى عنه شىء فى الأرض ولا فى السماء مهما دق وتناهى فى الصغر . سبحانه وتعالى يعلم كل الغيبيات بل حتى الشواهد التى نراها بأعيننا لا يعلم حقيقتها إلا خالقها تعالى فيعلم سرها ومنتهاها . وهو جل جلاله رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ؛ فقد وسعت رحمته كل شىء ، حتى أن ما نتراحم به فى الدنيا بين أنفسنا ورحمة الأم بولدها ورحمة الناس والحيوانات ببعضهم ما هى إلا جزء من مائة جزء من الرحمة . فقد اختزن تعالى لنفسه الكريمة تسع وتسعون جزءا من الرحمة وأهل الأرض جميعا يتراحمون فيما بينهم بجزء واحد فلك أن تتخيل مدى رحمته جل جلاله . قال تعالى " ورحمتى وسعت كل شىء ." سورة الأعراف
قال تعالى " هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون "
كرر تعالى قوله بأنه هو الله الذى لا إله إلا هو للتأكيد والتقرير .
الملك : فهو تعالى المالك لكل شىء فى العالم العلوى والسفلى بكل ما فيهما ملك له تعالى يتصرف فيهما كيف يشاء ومتى يشاء .
القدوس : هو سبحانه الطاهر المبارك كثير الخير والبركة تقدسه الملائكة الكرام .
السلام : لأنه تعالى منزه عن كل نقص وسالم من أى عيب . فله الكمال التام فى كل صفاته وأسمائه الحسنى .
المؤمن : هقد أمّن كل خلقه من ظلمه " ولا يظلم ربك أحدا "
وقيل أنه تعالى هو المؤمن لأنه صدق رسله وأنبياءه بالآيات البينات وبإظهار المعجزات .
المهيمن : فهو تعالى شهيد على عباده ورقيب عليهم كما قال تعالى " ثم الله شهيد على ما يفعلون "
العزيز : الذى قهر كل شىء ؛ فكل أحد وكل شىء خاضع لجلاله منقاد له لا يغالبه أحد ولا يمكن أن يمانعه أحد بل كل شىء ذل وانقاد لعزته التى لا ترام .
الجبار : وهى صفة جلال وجمال فى نفس الوقت . فهو الجبار الذى لا تطاق سطوته والذى خضع له كل شىء .وأيضا سبحانه الجبار الذى يجبر الكسير ويغنى الفقير من فضله ويجبر القلوب ، ويجبر خلقه على ما يشاء سبحانه.
المتكبر: ففى الصحيح " العظمة إزارى والكبرياء ردائى فمن نازعنى واحدا منهما عذبته ". فهو المتكبر عن كل سوء وعن كل نقص والكبرياء فى حق الله تعالى مدح وتعظيم . وفى صفات المخلوقين ذم .
قال تعالى " سبحان الله عما يشركون "
أى تنزه عز وجل كل ما يصفه به المشركون ، وتقدس تعالى عن أن نقص وعيب .
قال تعالى " هو الله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم "
الخالق البارىء المصور : أى أنه جل جلاله هو الذى قدر ونفذ ما قدره وأخرجه على الصورة التى أرادها وركبه كيفما أراد وعلى الصفة التى شاءها قال تعالى " فى أى صورة ما شاء ركبك ". وليس كل من يقدر شيئا يستطيع أن ينفذه .لكن الله عز وجل هو الخالق وفاطر كل شىء وبارءه ومصوره على الصورة والهيئة التى أرادها لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء.
قال تعالى " له الأسماء الحسنى " فكل أسمائه حسنى تدل على كماله عز وجل ومن حسنها أنه تعالى أحبها وحث عباده على أن يدعوه بها كما قال تعالى " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "
ومن حاول فهم أسماء الله الحسنى وفهم معانيها لأيقن يقينا فوق يقين أنه يعامل رب عظيم رحيم جليل يعطى فيدهش ويمنع لحكمة فيمنح ويلطف ويعفو ويعز ويكرم سبحانه من إله كريم من أخلص له عاين من واسع فضله وكرمه ملا يستوعبه عقل من توفيق وتيسير وهداية نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يعلمنا من لدنه علما ويرزقنا إخلاصا لجلاله يبلغنا به رضاه ويدخلنا به جنته.
قال تعالى " يسبح له ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم "
كل ما ومن فى السموات والأرض يسبحون بحمد ربهم بلسان الحال أو المقال لأنه تعالى هو العزيز القاهر الذى لا يغالب وهو الحكيم فى شرعه وقدره . قال تعالى " وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم "

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 03:25 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

. عامّ لجميع الطلاب (
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

الفائدة الأولى:
ضرورة التنبه إلى خداع وكذب الكافرين وإخوانهم من أوليائهم المنافقين؛ فإنهم لا يفترون عن إغواء المؤمين مثلهم كمثل الشيطان الرجيم.
تستفاد من تشبيه الله تعالى لخداع المنافقين بخداع الشيطان بجامع أن كلًّا منهما يورد المرء المهالك.
الفائدة الثانية:
يجب على المسلم أن يكون دائما حذرا من مداخل الشيطان وخطواته؛ فإنه يسلك بالمرء سبل الغواية مكتفيا منه بالمعصية ابتاداء، ولا يهنأ باله حتى يصل به إلى الكفر بالله تعالى انتهاء.
يستفاد ذلك من القصة التي أوردها ابن كثير كمثال على ذلك المثل الذي ضربه الله تعالى وفيه أنه بدأ بإغواء الراهب بالخلوة بأجنبية ولم يزل به حتى جعله يكفر بالله تعالى، وفيه قوله تعالى: "كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر".

الفائدة الثالثة:
سنة الله تعالى في خلقه وكونه لا تتبدل ولا تتغير، وسعي المؤمن في فهم سننه تعالى وإدراك عواقب الأمور= عصمةٌ له من الوقوع في الزلل، فمن أدرك أن الشيطان يسعى في غواية الإنسان، وأنه يتبرأ منه في الدنيا والآخرة، وأن انخداعَ العبد من الشيطان لن يكون مبررا له يوم القيامة يحميه من عذاب الله تعالى الذي أقام الحجة وأبان المحجة بإرسال الرسل وإنزال الكتب؛ من أدرك كل هذا عصم بعصمة الله تعالى من الشيطان وشَرَكه.
يستفاد هذا من قوله تعالى: "فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدَين فيها، وذلك جزاء الظالمين".

المجموعة الرابعة:
1.
بيّن ما يلي:
أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم"
(ولتنظر نفس ماقدمت لغد) أمرٌ من سبحانه للمؤمنين بأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا وينظروا في أعمالهم التي قدموها ليوم القيامة.
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) جعل تعالى جزاء من نسي الله وغفل عن المعاد من جنس عمله، حيث إنه تعالى ينسيه نفسه؛ فلا يسعى في ما يعود عليها بالخير وينجيجيها من عذاب الله تعالى.
ب: عظمة القرآن.
قال تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"
يبين الله تعالى عظمة هذا الكتاب العظيم بمثال بليغ حاصله نه تعالى لو أنزل القرآن على جبل بحيث يعقله الجبل ويفهمه؛ لخشع هذا الجبل وتصدع من خشية الله تعالى العظيم الجليل، فكيف يليق بالجنس البشري العاقل أن يكون حالُ أغلبه الإعراضَ عن عظمة القرآن وتركَ الاهتداء بهدايته؟!!
2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.
القول الأول: أي لا تعذِّبنا بأيديهم، ولا بعذاب من عندك؛ فيقولوا: لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا. ذكره ابن كثير عن مجاهد والضحاك، وذكره الأشقر.
القول الثاني: أي لا تظهرهم علينا فيفتتنوا بذلك معتقدين أن الحق الذي هم عليه هو سبب ظهورهم. ذكره ابن كثير عن قتادة وذكر أنه اختيار الطبري، وذكره السعدي.
القول الثالث: لا تسلطهم علينا فيفتنونا.</span>ذكره ابن كثير عن ابن عباس، وذكره السعدي.
ويمكن حمل الآية على جميع الأقول؛ لأن معنى الفتنة يحتمل كل ما ذكر، فهو من قبيل اختلاف التنوع.
3.
فسّر قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.
هذه الآية نزلت بعد صلح الديبية وما حصل فيه من اتفاق على إرجاع المؤمنين من قريش إلى أهليهم إذا هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخصصت هذه الآية ما جاءت به المعاهدة لتجعلها خاصة بالذكور دون الإناث، فقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن" فكما أنهم بموجب المعاهدة يردون المؤمن إذا جاء مهاجرا، فإنهم يمتحنون المؤمنة إذا جاءت مهاجرة، فيستحلفونها ويستجوبونها بما يظهر به غرضهن من الهجرة، أهو الإسلام وحب الله ورسوله، أم رغبة في زوج أم عن زوج أم نيل عرض من أعراض الدنيا؟
ثم يؤكد تعالى: "الله أعلم بإيمانهن" فهو سبحانه العليم بذات الصدور الخبير ببواطن الأمور، ولكن البشر مأمورين بالعمل بما يظهر لهم ويستدلون عليه بالأسباب الدنيوية، أما حقيقة ما عليه الأمر في نفسه، فهذا لا يعلمه إلا الله ويحاسب عليه العباد يوم القيامة.
"فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار، لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن" فإذا حصل لكم العلم المبني على الاجتهاد وغالب الظن بأن تلك المهاجرة بعينها خرجت رغبة في الله ورسوله؛ فلا يجوز لكم إعادتها إلى زوجها الكافر؛ حيث إنه لا يحل لها ولا هي تحل له؛ لأن المؤمنة لا يجوز لها بحال أن تبقى زوجة لكافر وذلك يكون بمجرد إسلامها، وهذه الآية هي التي حرمت المسلمات على المشركين.
"وآتوهم ما أنفقوا" وهذا من حرص الإسلام على أداء الحقوق؛ فإن الزوج المشرك يمنع من أخذ زوجته ويعطى ما أنفقه عليها من مهر.
"ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن"
يعني: يجوز لكم الزواج بهن إذا دفعتم إليهن المهور، بشرط انقضاء العدة ووجود الولي وغير ذلك من شروط النكاح.
"ولا تمسكوا بعصو الكوافر" حكم خاص بالمشركات دون الكتابيات أنه لا يجوز نكاحها ابتداء أو استمرار نكاحها من بعد نسخ الجواز الحاصل بهذه الآية، وقد ورد أن عمر رضي الله عنه طلق زوجة مشركة بعد نزول هذه الآية.
"واسألوا ما أنفقتم" أي اطلبوا مهور نسائكم إذا ارتددن.
"وليسألوا ما أنفقوا" أي إن للمشركين مطالبة المؤمنين بماأنفقوه على زوجاتهم اللاتي أسلمن وهاجرن إلى المسلمين.
"ذلكم حكم الله يحكم بينكم" إما أن المراد به حكم الستثناء النساء من المعاهدة بعدم إرجاعهن إن تبين إيمانهن وما تضمنه ذلك الحكم، أو أنه يعود على حكم إرجاع المهور من الجانبين خاصة.
"والله عليم حكيم" أي عليم بما يصلح عباده حكيم في ذلك.

"وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا" أي ارتدت زوجة المؤمن وذهبت للكافرين، ورفض الكفار الانصياع للأمر الإلهي بإرجاع المهر إلى الزوج المؤمن؛ ففي هذه الحالة يعطى ذلك الزوج ما أنفق إما من الغنائم إذا حصلت الحرب أو من الفيء بدون حرب، أو استيفائها من الحقوق التي للكفار عند المؤمنين من مهور المؤمنات المهاجرات.
"واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون" احذروا التعرض لما يوجب عليكم العقوبة.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 05:40 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي


1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

1- ضرورة التحصن بالعلم, لأن الباطل عادة يأتي مزينا ببعض الحق, ليقذف الشبهات في قلب المسلم, وهذا يقع فيه أغلب الناس إلا من رحم ربي وحصنه بالعلم الصحيح, وهذا يؤخذ من قوله تعالى:"إني أخاف الله رب العالمين", فالشيطان وأعوانه من الإنس, يلبسون ثياب الصالحين الناصحين, وإن فقد المسلم العلم, وقع في حبالهم.
2- أهمية الصحبة الصالحة, فحتى لو لم تغير الإنسان, فهو على الأقل محاطا بسور منيع ينصحه ويبين له, ويأمره بخير, ويحفظ عليه وقته, ولا يعدم الخروج منهم بفائدة, وهذا من قوله تعالى:"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر", ودلالة الآية واضحة على شؤم صاحب السوء الذي لا يأمر إلا بشر, فوجب الاحتياط والحذر عند اختيار الصاحب.
3- المتسبب بالإثم والمباشر له سواء في استحقاقهما الذنب والعقوبة, فليحذر المسلم من كلمة يقولها أو يكتبها, أو يعيد أرسالها, يشيع فيها الفاحشة بين المسلمين, وينشر بها المنكرات, ولو لم يباشر هو ذات الفعل, وهذا من قوله تعالى:"إذ قال للإنسان اكفر", وقوله:"فكان عاقبتهما أنهما في النار".

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.

نزلت هذه الآية لما حضرت والدة أسماء بنت أبي بكر (قتيلة بنت عبد العزى), وقد كانت مشركة, حضرت لزيارة ابنتها لما عاهدت قريش المسلمين في صلح الحديبية, وأحضرت معها بعض الهدايا من: صناب وأقط وسمن, فرفضت اسماء رضي الله عنها, أن تستقبل والدتها في بيتها, أو أن تقبل الهدايا منها حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فذهبت إليه وقالت:إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: "نعم، صلي أمك", وأنزل الله تعالى على نبيه:"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقلتلوكم في الدين", الآية.

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
أبرز صفات المنافقين:
1- الكذب, فلما خالف ظاهرهم باطنهم في مسألة الإيمان, هان عليهم الكذب في غيره من الأمور, كما قال تعالى عنهم:"والله يشهد إنهم لكاذبون".
2- الجبن, استولى الخوف على قلوبهم, فهم دائما هلعين جزعين, كما قال الله فيهم:"لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر"وقال: "ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون".
3- نقض العهود والمواثيق, وإخلاف الوعود, كما قال تعالى فيهم:"ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لأخوانهم الذين كفروا لئن أخرجتم لنخرجن معكم"......إلى قوله: "لئن أخرجوا لا يخرجون معهم...الآية".
4- عدم تعظيم الله وخشيته, بل يخافون من الناس والموت أكثر من خشيتهم لله, كما قال تعالى فيهم:"لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله".
5- الجهل المركب, فهم جاهلون بربهم سبحانه, جاهلون بحقائق الأمور وعواقبها, لذلك وقعوا فيما وقعوا فيه من كفر ونفاق, لذلك قال الله عنهم:"ذلك بأنهم قوم لا يفقهون".
6- مختلفون فيما بينهم أشد الاختلاف, والعداوة تفشت بينهم, مع أن ظاهرهم الائتلاف والاتفاق, لذا قال تعالى عنهم:"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".
7- لا عقل رشد لديهم, لذلك آثروا العاجلة الفانية على الآخرة الباقية, وأعرضوا عما فيه صلاح دنياهم وأخراهم, قال تعالى عنهم:"ذلك بأنهم قوم لا يعقلون".

2. حرر القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.

ورد في المراد ب"الذين من قبلهم", قولان متباعدان:
الأول: وهو قول ابن عباس, حيث قال في قوله تعالى:"كمثل الذين من قبلهم" يعني: يهود بني قينقاع, وقاله قتادة, ومحمد بن إسحاق, ورجحه ابن كثير وقال: وهذا القول أشبه بالصواب, فإن يهود بني قينقاع كان الرسول عليه الصلاة والسلام, قد أجلاهم قبل هذا.
الثاني: إن المراد بهم كفار قريش, أي كما أصابهم يوم بدر, وهو قول مجاهد، والسدي، ومقاتل, ذكره ابن كثير, وهو قول السعدي والأشقر.

والراجح والله أعلم أن الآية عامة, ويمكن حملها على كلا القولين, وهو من التفسير بالمثال, فما حدث لكفار قريش يوم بدر لما غرتهم أنفسهم وظنوا أنهم منتصرين على الرسول عليه الصلاة والسلام, والمسلمين, فأذلهم الله وخذلهم, وقتل المسلمون صناديدهم, وأسروا من أسروا منهم, فذاقوا وبال أمرهم.
كذلك ما حدث ليهود بني قينقاع من ذل وهوان وإجلاء لهم عن بيوتهم, ووقوع حصونهم في أيدي رسول الله والمسلمين, فالجميع عبرة لمن أراد الاعتبار, ولا إشكال في حمل الآية على كلا القولين لعموم لفظها.


3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا وهو يدعى إلى الإسلام": بعد أن بين الله تعالى حال موسى وعيسى عليهما السلام, في دعوة قومهما, وبين بأن الحجة نزلت على الناس بما أرسل به الرسل, ذكر سبحانه وتعالى: أن لا أحد أظلم ممن يفتري الكذب على الله, ويجعل معه أندادا, وهو يدعى إلى التسليم والتوحيد والإخلاص لله تعالى, والدخول في دينه الذي هو أشرف الأديان, فمثل هذا لا حجة له ولا عذر, فدعوة الرسل واضحة بينة, وهم أصدق الناس, فما كانوا ليصدقوا مع الناس ويكذبوا على ربهم!
"والله لا يهدي القوم الظامين": وهم المصرون على ما هم عليه من كفر, والذي هو أعظم أنواع الظلم, فلا تنفع معهم موعظة, ولا تزجرهم عما هم فيه من عتو وغرور, بل يحاربون دين الله, ويحاربون المسلمين, لذلك هم أبعد الناس عن هداية الله لهم, كما قال تعالى:"فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم", لذلك فضحهم بقوله:
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم": فهم يحاولون أن يدفعوا الحق بالباطل بما ينشروه بين الناس من مقالات فاسدة مزينة ببعض الحق, ليثيروا بها الشبهات, وهيهات يفعلوا, فحالهم كحال من يريد أن يطفئ نور الشمس الساطع البين بمجرد النفخ عليه من فيه, وهذا محال عظيم, فالله فضحهم, وهم لا يخفون على صاحب البصيرة.
"والله متم نوره ولو كره الكافرون": وقد تكفل الله بنصر دينه, وحفظ كتابه, ليعلي به الحق ويزهق الباطل, ويظهر نوره في شتى الأقطار, ولو كره الكافرون ذلك, وحاربوه, وبذلوا ما في وسهم لمحاربته, فإنهم مدحورون مخذولون.
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق": وهنا بيبن الله سبحانه وتعالى, كون هذا الدين ظاهر منصور على مر العصور, إما بالسيف والبنان, أو بالحجة والبرهان, فقد أرسل الله سبحانه وتعالى, نبيه بالعلم النافع والعمل الصالح: العلم النافع الذي يهدي العبد إلى ربه, ويهديه إلى صالح الأعمال, ويهديه إلى أحسن الأخلاق, ويهديه إلى مصالح الدنيا والآخرة, وإلى دار الخلد, مستراح المؤمن بعد ضنك الدنيا وكبدها.
وأرسله ب"دين الحق", وهو الدين الذي يتعبد المسلم به لربه, وهو العمل الصالح ثمرة العلم النافع, وهذا الدين حق وصدق, لا نقص فيه ولا خلل, بل ما فيه من أوامر ونواهي فيها صلاح الدنيا والدين, وفيه غذاء القلوب والأرواح, وهذا من أكبر البراهين على صدق هذه الرسالة, لذلك دين الله ظاهر ومهيمن على سائر الأديان, لأنه صالح لكل زمان ومكان لمن تفكر فيه وتدبر, ولو كره المشركون الكافرون ذلك, وحاولوا محاربته, فإن ظهوره كائن لا محالة.
أما المنتسبون إليه: فنصرهم مرهون بتمسكهم به, كما قال تعالى:"ولينصرن الله من ينصره", أما إن تركوه واستبدلوه, سلط الله عليهم الأعداء, واستبدلهم بخير منهم.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 08:11 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

- استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
حريٌّ بالمؤمن أن يحذر مما حذَّر الله منه، فإن الله تعالى حذَّر عباده من الشيطان وخطواته، وبيَّن شدة عداوته، وسمَّاه بالغرور، فأخلِق بالمؤمن أن يحذر من الاغترار بحبائله ومصائده! ودلالة الآيتين على هذا المعنى ظاهرة في خبر الله تعالى عن خذلان الشيطان للإنسان أحوج ما يكون.
- ما أولى أن ينظر المرء في عواقب الأمور وما تؤول إليه أعماله، فإن هذا ديدن الأكياس ذوي البصائر والنهى، ومن تأمل عواقب الأمور أوشك أن ينجو من مغباتها وسوء ما تصير إليه، ومن اقتحم في الموبقات ومضى قدماً في المهلكات باء بالخسران وذاق حسرات العواقب، كما أخبر تعالى: (فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين).
- ما أشد حسرات أولاء الذين يبيعون دينهم ويتنازلون عن أعظم شيء وأنفسه إذا عاينوا الجزاء وتقشعت عنهم غيوم الغفلة والغرور (فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين. فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها).

المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لما اعتذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه بعذره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عذره وصدَّقه فيما أخبر به عن فعله من أنه لم يكن كفراً ولا ارتداداً ولا تبديلاً لدين الإسلام، وإنما فعله ليكون له في قريش يداً يحمون بها قرابته بمكة، وكان سبب قبول النبي عليه الصلاة والسلام عذر حاطب رضي الله عنه – مع صدقه فيه – كونه قد شهد بدراً، وهذا عمل جليل وسابقة في الإسلام، رجا النبي صلى الله عليه وسلم لأهلها أن يكون الله قد اطلع إليهم فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
أمر الله تعالى المؤمنين أن يكونوا أنصار الله في جميع أحوالهم بأقوالهم وأفعالهم وأنفسهم وأموالهم، وذلك بالقيام بدين الله وامتثال شرعه، ودعوة الغير إليه، والذود عنه، فمن عانده ونابذه جاهدوه بالأبدان والأموال، ومن لبَّس الحق بالباطل وردَّ الحق دحضوا شبهته وأقاموا الحجة عليه، فالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ركائز نصرة الدين.
ومن أعظم ما تتحقق به هذه النصرة القيام بالعلم الشرعي بتعلُّم وتعليم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحث على ذلك، ومساعدة الناس على تحصيله وتحبيبه إليهم، فالقائم بالعلم قائم بالجهاد ونصرة دين الله تعالى.
2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
هذه الآية في نهي المؤمنين عن موالاة الكفار، وكما بُدئت هذه السورة بهذا النهي خُتمت به. وقد ذكر الله الكفار هنا بوصفهم بأنهم قوم غضب الله عليهم، ثم وصفهم سبحانه بقوله: (قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور)، وفي معنى ذلك قولان عند المفسرين:
أحدهما: أن المراد أن هؤلاء الكفار قد حرموا من خير الآخرة ويئسوا من ثوابها ونعيمها في حكم الله فليس لهم منها نصيب، كما يئس الكفار الذين هم في القبور حين أفضوا إلى الدار الآخرة وشاهدوا حقيقة الأمر وعلموا علم اليقين أنهم لا نصيب لهم منها. روي هذا المعنى عن ابن مسعود، وهو قول مجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور كما ذكر ابن كثير، واختار هذا القول ابن جرير، وهو ظاهر اختيار السعدي.
الآخر: أن المراد أن هؤلاء الكفار قد أنكروا الآخرة فلا يوقنون بها البتة بسبب كفرهم فقد يئسوا منها كيأسِ الكفار الأحياء من الأموات أن يرجعوا إليهم فيجتمعوا بهم أو يبعثهم الله عز وجل، فهم لا يعتقدون بعثاً ولا نشوراً، فقد انقطع رجاؤهم منهم لاعتقادهم هذا، روي هذا المعنى عن ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك كما ذكر ابن كثير، وذكر هذا القول السعدي وجهاً في معنى الآية، وبه قال الأشقر.
3. فسّر قوله تعالى:
{
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
أخبر الله تعالى أنه (الله) المألوه المعبود المستحق لإفراده بالعبادة (الذي لا إله إلا هو) فلا إله للوجود سواه، ولا رب غيره؛ وذلك لكماله العظيم وإحسانه الشامل وتدبيره العام، فكل ما يعبد من دونه فباطل لا يستحق من العبادة مثقال ذرة؛ لأنه فقير عاجز لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً.
(عالم الغيب والشهادة) أي يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنَّا، فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، من جليل وحقير وصغير وكبير حتى الذر في الظلمات.
(هو الرحمن الرحيم) بعد أن وصف نفسه سبحانه بعموم علمه، وصف نفسه بعموم رحمته التي وسعت كل شيء وعمَّت كل حي، فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء)، وقال تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة).
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
ثم كرر ذكر عموم إلهيته وانفراده بها للتقرير والتأكيد، فقال – عزَّ من قائل -: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك) أي المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها بلا ممانعة ولا مدافعة، فالعالم العلوي والسفلي وأهله الجميع مماليك لله فقراء مدبرون.
(القدوس) أي المقدَّس الممجد المعَظَّم في أوصافه وجلاله، الطاهر المبارك الذي تقدِّسه الملائكة الكرام.
(السلام) أي من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.
(المؤمن) أي المصدق لرسله وأنبيائه بما جاؤوا به بالآيات البينات والبراهين القاطعات والحجج الواضحات، الذي صدَّق عباده المؤمنين في إيمانهم به، وأمَّن خلقه من أن يظلمهم.
(المهيمن) أي الشهيد على عباده بأعمالهم الرقيب عليهم، كما قال تعالى: (والله على كل شيء شهيد).
(العزيز) الذي عزَّ كل شيء فقهره وغلب الأشياء فلا يُنال جنابه ولا يُغالب ولا يُمانع، قد خضع له كل شيء لعزَّته وعظمته وجبروته وكبريائه، ولهذا قال: (الجبار المتكبر) أي الذي لا تليق الجبرية إلا له ولا التكبر إلا لعظمته، كما في الحديث الإلهي: "العظمة إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته".
فالجبار هو الذي قهر جميع العباد وأذعن له سائر الخلق الذي لا تُطاق سطوته سبحانه، وهو الجبار المصلح أمور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم الذي يجبر الكسير ويغني الفقير.
والمتكبر هو الذي تكبَّر عن كل سوء وكل نقص، وتعظَّم عما لا يليق به، المتنزه عن جميع العيوب والظلم والجور، فالكبرياء في حق الله تعالى كمال ومدح، وفي حق المخلوق نقص وذم.
ثم قال تعالى: (سبحان الله عما يشركون) وهذا تنزيه عام عن كل ما وصفه به من أشرك به وحادَّه وعانده.
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
(هُوَ اللَّهُ الخالق) للمخلوقات أي المقدر للأشياء على مقتضى إرادته ومشيئته. (البارئ) للمبروءات أي المنشئ المخترع للأشياء الموجد لها، والبرء هو التنفيذ وإبراز ما قدَّره وقرَّره إلى الوجود، وليس أحد إذا قدَّر شيئاً يقدر على إيجاده إلا الله الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار ولهذا قال: (المصور) أي الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها فهو المصوِّر للمصوَّرات المركب لها على هيئات مختلفة، كما قال تعالى: (في أيِّ صورة ما شاء ركبك).
(له الأسماء الحسنى) أي له الأسماء الكثيرة جداً التي لا يحصيها ولا يعلمها إلا هو، وكلها حسنى دالة على أكمل الصفات وأعظمها، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، ولحسنها أحب الله من عباده أن يدعوه ويسألوه بها كما قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه به) وحريٌّ بكل مؤمن أن يحبها ويثني على الله بها، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر".
(يسبح له ما في السماوات والأرض) لما بيَّن الله تعالى كماله وأن له الأسماء الحسنى أخبر أن من كماله أن جميع من في السماوات والأرض مفتقرون له على الدوام يسبحون بحمده بلسان الحال أو المقال، ويسألونه حوائجهم فيعطيهم من فضله وكرمه.
(وهو العزيز الحكيم) الذي لا يُرام جنابه ولا يريد شيئاً إلا ويكون، ولا يكون شيءٌ إلا لحكمة ومصلحة.
فهذه آيات كريمات قد اشتملت على كثير من أسماء الله الحسنى وأوصافه العلى عظيمة الشأن بديعة البرهان، وقد ورد في فضلها ما أخرجه الإمام أحمد عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ثم قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكَّل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة". رواه الترمذي وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 12:29 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة السؤال الأول:
(عامّ لجميع الطلاب)
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17))الحشر.
1- هدف الشيطان الأساسي في إغوائه لابن آدم هو أن يصل به إلى الكفر ليكون معه في قعر جهنم ، فعلى الإنسان أن يعرف هذه الحقيقة ، ولا تغيب عنه ؛ ويحذر من الشيطان وخطواته . ووجه الدلالة على ذلك : قوله تعالى: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ).
2- مصير من يطع الشيطان ويتبعه أن يكفر فيخلد في جهنم ، فلابد من أن يخاف العبد من ذلك ، فالمعاصي بريد الكفر وهي في ذاتها ليست هدفاً للشيطان ولكنها توصله لهدفه ، فلنحذر من طاعة الشيطان ونعتصم ونعوذ بالله منه. ووجه الدلالة على ذلك : من قوله تعالى : ( فلما كفر قال إني بريء منك ) .
3- النار والخلود فيها عقوبة الظالمين الذين وضعوا العبادة في غير موضعها، فعبدوا غير الله وهذا جزاء كل ظالم ، والشرك أظلم الظلم ، فمهما كان توحيد العبد لابد من الخوف والحذر من الشرك ، والاعتصام بالله وحده أن يختم لنا بالتوحيد الخالص والقلب السليم. ووجه الدلالة من قوله تعالى: ( وذلك جزاء الظالمين) .

المجموعة الأولى:
إجابة السؤال الأول:بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
1- لأن ما فعله حاطب لم يكن شكاً ولا نفاقاً ، بل كان مؤمنا ًبالله ورسوله ، وأراد أن تكون له يد عند القوم في مكة يدفع الله بها عن أهله وماله ، لأن أصحاب النبي كلهم كان لهم في مكة عشيرة يدفع الله بها عن أهلهم ومالهم إلا هو.
2- ولأنه من أهل بدر ، وهذه منقبة عظيمة له ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لعلّ اللّه قد اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة -أو: قد غفرت لكم".

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
1- نصرة الله تكون بنصرة دينه بالأقوالِ والأفعالِ، وذلكَ بالقيامِ بدِينِ اللَّهِ والاستجابة لله ولرسوله .
2- نصرة الله تكون بجِهادِ مَن عانَدَ الله ونابَذَه بالأبدانِ والأموالِ، وجهاد َمن نَصَرَ الباطلَ بالعلْمِ والجهد والمال، وجهاد من رَدَّ الحقَّ بدَحْضِ حُجَّتِه، وإقامةِ الْحُجَّةِ عليه والتحذيرِ منه.

3- ونصر الله يكون بتَعَلُّمُ كتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسولِه، وتَعليمُهما والحثُّ على ذلك، والأمرُ بالمعروفِ والنَّهْيُ عن الْمُنْكَرِ.

إجابة السؤال الثاني حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
معنى الآية :
( يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماًغضب الله عليهم ) يعني: يا أيها المؤمنون لا تتخذوا اليهود والنّصارى وسائر الكفّار، ممّن غضب اللّه عليه ، ولعنه واستحقّ الطرد والإبعاد ؛ أولياء تركنون إليهم ، وقيل المقصود اليهود خاصة لأن الغضب من أخص صفاتهم ، لكن كل من كفر وجحد شريعة الله فله نصيب من غضب الله بقدر منزلته.
(قد يأسوا من الآخرة) أي تحقق يأسهم من ثوابها ونعيمها .
(كما يأس الكفار من أصحاب القبور) ، وهنا اختلف المفسرون على قولان.
القول الأول:
المعنى كما يئس الكفار الأحياء من بعث أصحاب القبور من قراباتهم الذين في القبور وأن يجتمعوا بهم بعد ذلك ، لأنهم لا يعتقدون بعثاً ولا نشوراً بعد الموت ، قاله ابن عباس والحسن البصري وقتادة والضحاك ، وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني:المعنى كما يئس الكفار الذين ماتوا على الكفر ودفنوا في القبور من ثواب الآخرة ومن كل خير ،بعدما عاينوا في القبور أعمالهم السيئة ومصيرهم السيء، وهو قول مجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور واختاره ابن جرير رحمه الله ، وذكره ابن كثير والسعدي .
الراجح:
لا مانع من حمل الآية على المعنيين ، وبهما يجتمع معنى كفرهم وشدة يأسهم من الآخرة .

إجابة السؤال الثالث:فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر

.
(هو الله) تكلم الله عن نفسه بضمير الغيبة تعظيماً لنفسه لأنه هو العظيم على الحقيقة، (الله) أي: المألوه المعبود بحق محبة وتعظيماً .
(الذي لا إله إلا هو) أي: الذي لامعبود بحق سواه، ولا رب غيره، ولا إله للوجود سواه.
( عالم الغيب والشهادة) يعلم ما غاب عن الخلق وما يشاهدونه، فلا يخفى عليه شيء .
(هو الرحمن الرحيم) له الرحمة الواسعة صفة ذاتية لازمة له ؛ وصفة فعلية يوصلها إلى من يشاء من خلقه ، فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، وقد قال تعالى:( ورحمتي وسعت كل شيء) .
( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك ) كرر ذكر عموم ألوهيته وانفراده بها للتأكيد والتقرير. (الملك )أي: المالك لكل شيء ؛ فهو مالك الكون كله المتصرف فيه بحكمته ؛ بلا ممانعة ولا مدافعة .
(القدوس) الطاهر من كل نقص وعيب ، الممجَّد ، (السلام) السالم من كل نقص وعيب ، فهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، والذي سلم خلقه من ظلمه.
( المؤمن) الذي أمن خلقه من أن يظلمهم ، والمصدق لأنبيائه ورسله بما جاؤوا به بالآيات البينات والبراهين القاطعات ، والذي صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به .
(المهيمن) أي الشهيد فيكون كقوله تعالى:( والله على كل شيء شهيد) ، وقيل المهيمن : الرقيب والحفيظ .
(العزيز) الذي قهر وغلب الأشياء كلها ؛ فهو صاحب العزة التامة بأنواعها عزة القوة والامتناع والغلبة .
( الجبار) الذي جبر وقهر خلقه على ما يشاء ، وأذعن له سائر الخلق ، والذي يجبر الكسير والمصاب ويصلح أمور خلقه .
(المتكبر) ذو الكبرياء والعظمة قال تعالى في الحديث القدسي: ( العظمة إزاري والكبرياء ردائي ، فمن نازعني واحداً منها عذبته ) .
(سبحان الله عما يشركون) أي: تنزه الله عز وجل عما يشركون معه من الشركاء.
(هو الله الخالق) أي: المبدع االمقدر لما يوجده ، الذي خلق الخلق بغير مثال سابق .
(البارئ) الذي برأ الخلق ؛ والبرء هو الفري والتنفيذ ، وإبراز ما قدره إلى الوجود ، وليس كل من رتب شيئاً يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله .
(المصور) أي: الذي ينفذ ما يريد إيجاده شيئاً على الصفة التي يريدها ، والصورة التي يختارها، مثل قوله (في أي صورة ما شاء ركبك) .
(له الأسماء الحسنى ) أي: له عز وجل الأسماء الحسنى ، البالغة في الحسن منتهاه ، لأنها حسنى في ألفاظها ومعانيها ودلالاتها وآثارها وحقائقها ، والتي لايحصيها ولا يعلمها أحد إلا هو ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن لله تسعة وتسعين اسماً ، مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة) ، ولكنها ليست محصورة في التسعة والتسعين كما قال أهل العلم.
(يسبح له ما في السموات والأرض) أي: يسبح له جميع من في السموات والأرض من مخلوقات ، من الملائكة والإنس والجن والحيوانات والنباتات والجمادات وسائر المخلوقات ، قال تعالى:( وإن من شيء إلا يسبح بحمده) .
( وهو العزيز الحكيم) أي : ذو العزة التامة الذي لا يرام جنابه ، والحكيم في قدره وشرعه.
---------

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 12:46 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

المجموعة الرابعة:
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1/"كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ":ليحذر المؤمن من تتبع خطوات الشيطان و لتكن له -قصة الراهب الذي استدرجه الشيطان خطوة خطوة حتى مات و هو على الكفر- عبرة و ذكرى، إذ أن هدف الشيطان أن يرد المؤمن كافرا بعد إيمانه و لكن يستدرجه خطوة خطوة.
2/"إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ"/قول الشيطان:إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ: إذ لو أنه صادق في خوفه لما كان يضل المؤمنين و يغويهم، فالمعول في الإيمان هو اعتقاد القلب و القول و العمل و ليس الادعاء بالقول دون عقد بالقلب و عمل بذلك القول.
3/"فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ":الشيطان و من اتبعه من الكفار و المشركين لهم الخلود في النار و العياذ بالله بعكس المؤمنين فهم خالدون في النعيم، فليعمل المؤمن على دار الخلود و ليترك هذه الدار الفانية التي لا تسوى عند الله جناح بعوضة.

1. بيّن ما يلي:
أ: أهمية محاسبة النفس، وعاقبة من غفل عنها.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
ب: عظمة القرآن.
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) }
2. حرّر القول في:
معنى الفتنة في قوله تعالى: {ربنا لا تجعنا فتنة للذين كفروا} الآية.
الفتنة قيل في معناها:
- لا تعذبنا بأيديهم و لا بعذاب من عندك و هو قول مجاهد و الضحاك و أـورد هذا القول السعدي و الأشقر.
-لا تظهرهم علينا فيفتنوننا و هو قول قتادة، و اختاره بن جرير.
-لا تسلطهم علينا فيفتنوننا قول أبي طلحة عن بن عباس.
3. فسّر قوله تعالى:
{ِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)} الممتحنة.

سبب نزول هذه الآية هو أنه لما كان صلح الحديبية الذي وقع بين الرسول صلى الله عليه و سلم و بين كفار قريش فكان مما فيه أنه "لا يأتيك منا رجل و إن كان على دين الإسلام إلا رددته إلينا أي إلى الكفار"، فاستثنى الله تعالى بذلك النساء اللواتي هاجرن بنزول هذه الآية الكريمة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ(امتحنوهن أي اختبروهن لتعلموا صدق إيمانهن، فقيل:"كنَّ يُستَحْلَفْنَ باللهِ ما خَرَجْنَ مِن بُغْضِ زَوجٍ، ولا رَغبةً مِن أرضٍ إلى أرْضٍ، ولا لالتماسِ دُنيا؛ بل حُبًّا للهِ ولرسولِه ورَغبةً في دِينِه".
فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ : أي فإن حلفن لكم و التمستم منهن الصدق فلا ترجعوهن إلى أزواجهن الكفار،
لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ: أن المؤمنة لا تحل للكافر و الكافر لا يحل للمؤمنة.
آَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا:ردوا الصداق إلى أزواجهن الكفار عوضا عن أزواجهن.
لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ: أي يجوز لكم أن تتزوجوهن إذا دفعتم لهن أجورهن من مهر و نفقة و آداء شروط الزواج من انقضاء عدة و شهود ولي و غير ذلك.
وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ:وهذه الآية نسخت ما كان قبلها من حكم بأن الكافرة تتزوج المسلم و الكافر يتزوج المسلمة، فطلق يومها عمر بن الخطاب زوجتين عنده كافرتين، وهذا خاص بالكوافر المشركات و ليس الكافرات من أهل الكتاب.
وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا: طالبوا بمهور أزواجكم اللاتي يذهبن إلى الكفار، وليطالبوا بمهور أزواجهم اللاتي هاجرن للمسلمين.
ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ: جميع هذه الأحكام حكم بها الله عز و جل، من استثناء النساء من صلح الحديبية و من ارجاع المهور للأزواج و من تزوج المسلمات و تحريم نكاح الكافرة و غير ذلك من الأحكام إنما حكم بها الله العليم بما يصلح به عباده، حكيم أي بليغ الحكمة في أقواله و أفعاله.
وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا: أي إذا ارتدت المسلمة و رجعت إلى الكفار، و لم يرد الكفار لزوجها حقه من مهرها، وجب على المسلمين إذا غنموا غنيمة أن يعطوه منها بقدر مهرها، فعاقبتم أي أصبتم من المشركين غنيمة.
و اتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون: أي الزموا التقوى و احذروا مما يوجب عقاب الله و سخطه.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 03:46 AM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.


1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1/ ضرب الأمثال في القرآن الكريم في غاية الأهمية فيجب على قارئ القرآن أن ينتبه للأمثال ويعتبر بها {كمثل الشيطان}.
2/ يجب على المؤمن الفطن أن يتخذ الشيطان عدوًا لأنه سيأتي يوم ويتبرأ الشيطان من الإنسان { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.
3/ إذا عرف الإنسان عاقبة متابعة الشيطان وتأمل فيها فحري به أن يتجنبها ويعمل بضدها {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأنه لم يفعل ما فعله ارتدادًا عن دينه، ولا رضًى بالكفر بعد الإسلام، إنما هو مصانعةً لقريش لأجل ما كان عندهم من الأموال والأولاد.
وقال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب "لعلّ اللّه قد اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة -أو: قد غفرت لكم".

×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرة الله في جميع الأحوال بالأقوال والأفعال والأنفس والأموال، والاستجابة الكاملة لله ولرسوله، بالقيام بدين الله والحرص على تنفيذه والجهاد في سبيله بالأموال والأبدان،وبالدعوة إلى دين الله والصبر على الأذى فيه.
×××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
فيها قولان:

القول الأول: {كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} كما يئس الكفّار الأحياء من قراباتهم الّذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك؛ لأنّهم لا يعتقدون بعثًا ولا نشورًا، فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدونه، وهذا قول بن عباس والحسن البصري وقتادة والضحاك. ذكره بن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: معناه كما يئس الكفّار الّذين هم في القبور من كلّ خيرٍ، قاله مجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبي ومنصور وهو اختيار بن جرير.
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.


{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أخبر الله عزّوجل أنّه لا إله إلا هو أي لا إله غيره ولا ربّ سواه وذلك لكمله العظيم وإحسانه الشامل وتدبيره العام، فكل ما يعبد من دونه فهو باطل.
{عالم الغيب والشهادة} يعلم جميع الأشياء المشاهدة لنا والغائبة عنّا فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء حتى الذر في الظلمات.
{ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء، {ورحمتي وسعت كل شيء}.

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ} أي المالك لجميع الأشياء المتصرف فيها، وهو المالك لجميع الممالك.
{الْقُدُّوسُ} الطاهر المبارك اذي تقدسه الملائكة
{السَّلَام} السالم من كل نقص المنزه عن كل عيب.
{الْمُؤْمِنُ} أمّن خلقه من أن يظلمهم، مصدق لرسله وأنبيائه بما جاءوا به من الآيات.
{الْمُهَيْمِنُ} الشاهد على خلقه الرقيب عليهم.
{الْعَزِيز} القاهر الذي قهر كل شيء فغلبه.
{الْجَبَّارُ} الذي جبر خلقه على ما يشاء، يجبر الكسير ويغني الفقير.
{الْمُتَكَبِّرُ} الذي له الكبرياء والعظمة .والذي تكبر عن كل سوء وكل نقص وهي صفة مدح في حق الله تعالى وصفة ذم في حق المخلوقين.
{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} وهذا تنزيه عام كن كل ما وصفه به من أشرك به وعانده.
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} لجميع المخلوقات والمقدر للأشياء على مقتضى إرادته ومشيئته.
{الْبَارِئُ} المنشيء المخترع للأشياء الموجد لها.
{الْمُصَوِّرُ} ينفذ مايريد إيجاده على الصفة التي يريدها.
{لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} أي له الأسماء الكثير التي لا يحصيها إلا هو ومع ذلك فكلها حسنى، أي صفات كمال، عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للّه تعالى تسعةً وتسعين اسمًا، مائةٌ إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحبّ الوتر".
{يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}جميع من في السموات والأرض مفتقرون إليه ينزهونه بلسان الحال والمقال.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ} فلا يرام جنابه
{الْحَكِيمُ} في شرعه وقدره.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 06:48 AM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

إجابة السؤال العام:
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)
1_ الحذر من اتباع خطوات الشيطان وعدم الاستجابة لوسوسته وتزيينه للباطل وإظهاره بصورة الحق ويدل على ذلك القصة التي أوردها ابن كثير عند تفسيره للآية.

2_ عدم الاغترار بكلام رفقاء السوء الذين يدفعون بالمسلم لفعل الشر ويشجعونه عليه بتكفلهم بعواقبه ثم ينسونه عند ذلك ،ويدل على هذا فعل الشيطان مع الإنسان الذي ذكره الله بقوله( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين).

3_يجب على المؤمن عند إقدامه على فعل المعصية أن يتذكر هذه الآية( فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِين)وكيف أنه سيحاسب وحده ولن ينفعه ندم ولا اعتذار بوسوسة الشيطان له.

المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لأن الدافع لفعله ليس محبة للكافرين ومودة لهم بل كان مؤمنا محبا لله ورسوله ولكن مادفعه لفعل مافعل أنه رغب أن يكون له يد عند المشركين فيحمون بذلك أهله وماله.

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
تكون نصرة الله عزوجل أولا بتعلم كتابه ودينه وتطبيقه والإلتزام بدعوته بفعل ما أمر وترك مانهى عنه،وتكون النصرة أيضا بتعليم هذا الدين والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاجة من عانده،ثم تكون نصرته بمقاتلة من لم يستجب له ولم يؤمن به ومجاهدتهم بالنفس والمال.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ):
ينهى الله عز وجل المؤمنين عن موالاة الكفار أيا كانوا يهودا أو نصار أو غيرهم الذين غضب الله عليهم بسبب كفرهم،وهذا الجزء من الآية لاخلاف في تفسيره .

(قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَة):ذكر المفسرون فيها قولان:
1_أن الكفار الذين نهى الله عن موالاتهم قد يئسوا من ثواب الآخرة فلا نصيب لهم فيها.ذكره ابن كثير والسعدي.

2_أن الكفار قد أنكروا وقوع يوم القيامة فلا يستغرب وقوعهم في المعاصي والإقدام عليها ذكره السعدي والأشقر.

(كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ):ورد في تفسيرها قولان:
1_أن الكفار الأحياء قد يئسوا من عودة من مات منهم أو لقائهم أو من بعثهم قاله الحسن البصري وابن عباس والضحاك ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر

2_ أن الكفار الذين ماتوا قد يئسوا من كل خير قاله ابن مسعود ومجاهد وعكرمة ومقاتل وابن زيد والكلبيّ ومنصورٍ ذكره ابن كثير.ورجحه ابن كثير



3_ فسّر قوله تعالى:{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
هذه الآيات اشتملت على ذكر مجموعة من أسماء الله وصفاته العلى:
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ):وصف الله عزوجل نفسه بأنه المألوه المعبود وأنه لا إله غيره فكل ماعبد من دونه فهو باطل.

( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ):من صفاته عزوجل أنه يعلم كل شيء مانشاهده ومايغيب عنا فهو لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

( هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم):وصف الله عز وجل نفسه بأنه الرحمن الرحيم فهو رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما وسعت رحمته كل شىء كما قال تعالى(ورحمتي وسعت كل شيء).

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )كرر الله عزوجل ذكر انفراده بالألوهيه تأكيدا لها..

( الْمَلِك)أي المتصرف بجميع المخلوقات المالك لها فكل شيء تحت سلطانه يتصرف به كما شاء ويدبره على ما أراد.

( الْقُدُّوسُ):ذكر المفسرون له ثلاثة معان:
1_الطاهر من كل عيب المنزه عن كل نقص قاله وهب بن منبه ذكره ابن كثير وذكره السعدي والأشقر
2_المبارك قاله مجاهد وقتادة ذكره ابن كثير
3_ الذي تقدسه الملائكة قاله ابن جريج ذكره ابن كثير

(السَّلَامُ): له معنيان:
1_السالم من كل نقص وعيب ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2_الذي سلم الناس من ظلمه ذكره الأشقر.

(الْمُؤْمِنُ)له ثلاثة معان:
1_الذي أمن عباده من أن يظلمهم قاله ابن عباس ذكره ابن كثير والأشقر.

2_ صدّق عباده المؤمنين في إيمانهم به قاله ابن زيد ذكره ابن كثير

3_المصدق رسله وأنبيائه بما جاؤوا به بالبراهين والمعجزات ذكره السعدي والأشقر.

(الْمُهَيْمِنُ):من صفاته عز وجل أنه شهيد على عباده رقيب عليهم وذلك كقوله(والله على كل شيء شهيد).

(الْعَزِيزُ):أي الذي قهر كل شيء وغلبه فلا يغلبه شيء سبحانه.

(الْجَبَّارُ):أي الذي قهر كل شىء وجبره على ما أراد ،وهو الذي يجبر كسر الضعيف والمظلوم ويصلح شؤون عباده.

( الْمُتَكَبِّرُ): من صفات الله عزوجل أن له الكبرياء والعظمة فهو متكبر عن كل عيب وعن الظلم والجور،ولاتليق هذه الصفة إلا بالله عزوجل كما في الصّحيح: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذّبته"،وهي صفة مدح لله عزوجل أما بالنسبة للمخلوق فهي صفة ذم.

(سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ):ينزه الله عزوجل نفسه عن كل ماوصفه به عباده المشركون.

(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ )وصف الله نفسه بأنه الخالق والخلق هو التقدير فهو يقدر المقادير على ماأراد سبحانه.

(الْبَارِئُ) البراء هو الفري ويعني التنفيذ فهو عزوجل يبرز ويوجد ماقدره،وهذا له وحده فهو إذا أراد شيئا قال له كن فيكون بخلاف المخلوقين الذين قد يقدرون شيئا لكن لا يقدرون على إيجاده لضعفهم.

(الْمُصَوِّرُ ):من كمال قدرته عزوجل أنه يوجد الشيء على الصورة التي أراد كقوله(في أي صورة ماشاء ركبك)

(لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ):أي لله عزوجل أسماءا كثيرة لايمكن عدها لا يعلمها إلا هو سبحانه كما في الصّحيحين عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للّه تعالى تسعةً وتسعين اسمًا، مائةٌ إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحبّ الوتر".
وهي مع ذلك كلها حسنى بالغة في الحسن منتهاه فهي تدل على كماله عزوجل.

(يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ):من كماله سبحانه أن كل من في السماوات والأرض يسبحون بحمده وينزهونه عن النقائص وهم أيضا محتاجون ومفتقرون إليه.

(وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم):الذي لايريد شيئا إلا قال له كن فيكون ولا يقدر شيئا ويوجده إلا لحكمة.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 21 جمادى الآخرة 1438هـ/19-03-2017م, 11:10 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.

1- مهما ظلم الظالمون ومهما طغى الطغاة ومهما عصى العصاة فهم عبيد لله ولو كانوا كفارا
2- الشيطان لما عصى ربه وعلم أن مصيره النار فعمل على أن يأخذ معه لهذه النار أكبر عدد من المؤمنين وأن يكون هو السبب فى كفرهم
3- الدعاة للمعصية أسوأ من العصاة فالعاصي ضرره غير متعد أما الدعاة للمعصية فضررهم متعد لغيرهم ممن صدقهم وأستمع لهم

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه للأسباب التالية:
1- لأنه لم يعهد عليه خيانة ولا نفاقا.
2- لأنه عذره فيما قدم من أسباب لما فعل.
3- لأنه ممن قاتل مع المسلمين في بدر.
والدليل على ما سبق: قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن عمرو إنّ عبيد اللّه بن أبي رافعٍ أخبره: أنّه سمع عليًّا، رضي اللّه عنه، يقول: بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنا والزّبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخٍ، فإنّ بها ظعينة معها كتابٌ، فخذوه منها". فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتّى أتينا الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتابٌ. قلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لنلقين الثّياب. قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناسٍ من المشركين بمكّة، يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يا حاطب، ما هذا؟ ". قال: لا تعجل عليّ، إنّي كنت امرأً ملصقًا في قريشٍ، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قراباتٌ يحمون أهليهم بمكّة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النّسب فيهم أن أتّخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّه صدقكم". فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنّه قد شهد بدرًا، ما يدريك لعلّ اللّه اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
قال المفسرون في كيفية نصرة الله:
1- قال بن كثير: أن يكونوا أنصار اللّه في جميع أحوالهم، بأقوالهم وأفعالهم وأنفسهم وأموالهم، وأن يستجيبوا للّه ولرسوله، كما استجاب الحواريّون لعيسى
2- قال السعدي: أيْ: بالأقوالِ والأفعالِ، وذلكَ بالقيامِ بدِينِ اللَّهِ، والحِرْصِ على تَنفيذِه على الغَيْرِ، وجِهادِ مَن عانَدَه ونابَذَه بالأبدانِ والأموالِ، ومَن نَصَرَ الباطلَ بما يَزْعُمُه مِن العلْمِ، ورَدَّ الحقَّ بدَحْضِ حُجَّتِه، وإقامةِ الْحُجَّةِ عليه والتحذيرِ منه.
ومِن نَصْرِ دِينِ اللَّهِ تَعَلُّمُ كتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسولِه، وتَعليمُه والحثُّ على ذلك، والأمرُ بالمعروفِ والنَّهْيُ عن الْمُنْكَر
3- قال الأشقر: أيْ: دُومُوا على ما أنتم عليه مِن نُصرةِ الدِّينِ.
ومن خلال هذه الأقوال يتبين لنا أن نصرة الله تكون قولا وفعلا بحسب استطاعة العبد وخاصة ما يتعلق بدين الله الذي ارتضاه لعباده.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
أولا: آراء المفسرين في تفسير قوله تعالى: (قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ):
1- هم اليهود والنصارى وسائر الكفار ممن غضب الله عليه ولعنه واستحق من الله الطرد والإبعاد ذكره بن كثير
2- إِنَّما غَضِبَ عليهم لكُفْرِهم، وهذا شامِلٌ لجميعِ أصنافِ الكُفَّارِ. ذكره السعدي
3- هم جميعُ طوائفِ الكفْرِ، وقيلَ: اليهودُ خاصَّةً. ذكره الأشقر

ثانيا: آراء المفسرين في تفسير قوله تعالى: (قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ):
1- أي: من ثواب الآخرة ونعيمها في حكم اللّه عزّ وجلّ ذكره بن كثير
2- أيْ: قدْ حُرِمُوا مِن خَيْرِ الآخرةِ، فليسَ لهم منها نَصيبٌ، فاحْذَرُوا أنْ تَتَوَلَّوْهُم فتُوَافِقُوهم على شَرِّهم وشِرْكِهم، فتُحْرَمُوا خَيْرَ الآخِرَةِ كما حُرِمُوا. ذكره السعدي
3- أيْ: إنهم لا يُوقِنونَ بالآخرةِ ألْبَتَّةَ بسببِ كُفْرِهم. ذكره الأشقر

ثالثا: آراء المفسرين في تفسير قوله تعالى: (كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ):
1- كما يئس الكفّار الأحياء من قراباتهم الّذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك؛ لأنّهم لا يعتقدون بعثًا ولا نشورًا، فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدون ذكره بن كثير
2- قال العوفي: يعني من مات من الّذين كفروا فقد يئس الأحياء من الّذين كفروا أن يرجعوا إليهم أو يبعثهم اللّه عزّ وجلّ. رواه بن جرير وذكره بن كثير
3- قال الحسن البصري: الكفّار الأحياء قد يئسوا من الأموات. رواه جرير وذكره بن كثير
4- قال قتادة والضحاك: كما يئس الكفّار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الّذين ماتوا. رواه جرير وذكره بن كثير
5- كما يئس الكفّار الّذين هم في القبور من كلّ خيرٍ. ذكره بن كثير
6- قال بن مسعود: كما يئس هذا الكافر إذا مات وعاين ثوابه واطّلع عليه. ذكره بن كثير وقال: وهذا قول مجاهدٍ، وعكرمة، ومقاتلٍ، وابن زيدٍ، والكلبيّ، ومنصورٍ. وهو اختيار ابن جريرٍ
7- حينَ أَفْضَوْا إلى الدارِ الآخِرَةِ وشَاهَدُوا حَقيقةَ الأمْرِ، وعَلِمُوا عِلْمَ اليَقينِ أنَّهم لا نَصِيبَ لهم منها. ذكره السعدي
8- قدْ يَئِسُوا مِن الآخرةِ؛ أيْ: قدْ أَنْكَرُوها وكَفَرُوا بها؛ فلا يُسْتَغْرَبُ حينَئذٍ مِنهم الإقدامُ على مَساخِطِ اللَّهِ ومُوجِباتِ عَذابِه، وإِياسُهم مِن الآخرةِ كما يَئِسَ الكُفَّارُ الْمُنْكرونَ للبَعْثِ في الدنيا مِن رُجوعِ أصحابِ القُبورِ إلى اللَّهِ تعالى. ذكره السعدي
9- أيْ: كيَأْسِهم مِن بَعْثِ مَوتَاهم لاعتقادِهم عَدَمَ البعْثِ. ذكره الأشقر


فسّر قوله تعالى:
{
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
يقول المولى عز وجل عن نفسه أنه هو الله الواحد الأحد الذي يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنّا فلا يخفى عليه شيءٌ في الأرض، ولا في السّماء من جليلٍ وحقيرٍ وصغيرٍ وكبيرٍ، حتّى الذّرّ في الظّلمات فعلمه شامِلِ لِمَا غابَ عن الخَلْقِ وما يُشاهِدُونَه, عالِمُ ما غابَ عن الإحساسِ, وما حَضَرَ فهو مَرْئِيٌّ بالعُيونِ. ووصف الله نفسه بأنه ذو الرّحمة الواسعة الشّاملة لجميع المخلوقات، فهو رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما برَحمتِه، التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، ووَصَلَتْ إلى كلِّ حَيٍّ
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

المالك لجميع الأشياء المتصرّف فيها بلا ممانعةٍ ولا مدافعةٍ.الْقُدُّوسُ أي الطاهر المبارك الذي تقدسه الملائكة، وقيل المعظم المقدس الممجد. السَّلَامُ أي السالم من جميع العيوب والنّقائص؛ بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله، الْمُؤْمِنُ أي الذي أمّن خلقه من أن يظلمهم، وقيل الْمُصَدِّقُ لرُسُلِه وأنبيائِه بما جَاؤُوا به بالآياتِ البَيِّنَاتِ والبَراهِينِ القاطعاتِ والْحُجَجِ الواضحاتِ. الْمُهَيْمِنُ أي الشّاهد على خلقه بأعمالهم، وهو رقيبٌ عليهم، الْعَزِيزُ أي الّذي قد عزّ كلّ شيءٍ فقهره، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه؛ لعزّته وعظمته وجبروته وكبريائه، الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الّذي لا تليق الجبرّية إلّا له، ولا التّكبّر إلّا لعظمته فالكبرياء لله مدح وللعباد ذم. ثم ذكر الله تنزيه نفسه تَنْزِيها عاما عن كلِّ ما وَصَفَه به مَن أشْرَكَ به وعانَدَه.

(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
هو الخالق المقدر للمقادير البارئ المنفذ المخترع لكل ما قدر وقرر فإذا أراد شيئا يقول له كن فيكون على الصفة والصورة التي قدرها وأرادها فله الأسماءُ التي لا يُحْصِيهَا ولا يَعْلَمُها أحَدٌ إلاَّ هو، فكُلُّها حُسْنَى؛ صِفاتُ كَمالٍ ومِن حُسْنِهَا أنَّ اللَّهَ يُحِبُّها ويُحِبُّ مَن يُحِبُّها، ويُحِبُّ مِن عِبادِه أنْ يَدْعُوهُ ويَسْأَلُوه بها وجَمِيعَ مَن في السماواتِ والأرضِ مُفتَقِرُونَ إليه على الدوامِ، يُسَبِّحونَ بحَمْدِه، ويَسأَلُونَه حَوائِجَهم، فيُعْطِيهم مِن فَضْلِه وكَرَمِه ما تَقْتَضِيهِ رَحمتُه وحِكمتُه.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 22 جمادى الآخرة 1438هـ/20-03-2017م, 12:18 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثانية

. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- كل نفس بما كسبت رهينة فمن زين للإنسان أو أغواه من شياطين الإنس والجن مهما حرضه فهو المسئول عن نفسه فينبغي على العبد ان يكون فطنا وأن تكون خشية الله هي المحركة له " فلما كفر قال إني بريء منك "
2- أن القول بلا عمل لا وزن له في الجزاء فقد صرح الشيطان بخوفه من الله وربوبيته له لكن ذلك لا يفيده شيئا في الآخرة فالمؤمن يصدق بقلبه وجوارحه
3- عاقبة الكفر الخلود في النار وهو عين ظلم الإنسان لنفسه قال تعالى " فلما كفر ... فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين "والتسلح بالإيمان هو عدة المسلم للنجاة من النار
المجموعة الثانية:

1. بيّن ما يلي:

أ: علّة تحريم موالاة الكفار.
قال تعالى " وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم "
بين الله تعالى علة تحريم موالاة الكفار
1- الكفر
بالله ورسوله
2- إخراجهم الرسول (صلى الله عليه وسلم والمؤمنون ليس لسبب إلا لإيمانهم بالله فقط

_____________________________
ب: مقاصد نزول قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} الصف.
1- إخبار من الله تعالى عن سيدنا موسى وحاله في دعوته لقومه
2- تسلية للنبي (صلى الله عليه وسلم ) فيما أصابه من الكفار وقد قال عليه السلام " رحمة الله على موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر "
3- نهي للمؤمنين عن أن ينالوا من النبي أو يخالفوا أمره كما في سورة الأحزاب " ياأيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى ..........."
____________________________

2. حرّر القول في:

سبب
نزول سورة الصف.
روى الإمام أحمد
عن عبد اللّه بن سلامٍ قال: تذاكرنا: أيّكم يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيسأله: أيّ الأعمال أحبّ إلى اللّه؟ فلم يقم أحدٌ منّا، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلينا رجلًا فجمعنا فقرأ علينا هذه السّورة، يعني سورة الصّفّ كلّها.
وروى ابن أبي حاتم
عن عبد اللّه بن سلامٍ. أنّ أناسًا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قالوا: لو أرسلنا إلى رسول اللّه نسأله عن أحبّ الأعمال إلى اللّه عزّ وجلّ؟ فلم يذهب إليه أحدٌ منّا، وهبنا أن نسأله عن ذلك، قال: فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أولئك النّفر رجلًا رجلًا حتّى جمعهم، ونزلت فيهم هذه السّورة: (سبّح) الصّفّ قال عبد اللّه بن سلامٍ: فقرأها علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كلّها. قال أبو سلمة: وقرأها علينا عبد اللّه بن سلامٍ كلّها، قال يحيى بن أبي كثيرٍ وقرأها علينا أبو سلمة كلّها. قال الأوزاعيّ: وقرأها علينا يحيى بن أبي كثيرٍ كلّها. قال أبي: وقرأها علينا الأوزاعيّ كلّها . (فهو حديث مسلسل بالقراءة )
وفي رواية أنه كان فيهم عبدالله بن رواحة في قوم من الأنصار
_________________________
3.
فسّر قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13)}
يرشد الله تعالى المؤمنين لأعظم عمل وذلك بعدما اجتمع بعض المسلمون ومنهم عبدالله بن سلام وودوا لو يسألون النبي عن أحب الأعمال إلى الله وقد شبهها الله بالتجارة لأنهم يربحون في هذا العمل كما يربحون في التجارة وبدأ الآية بأسلوب التحضيض للترغيب فيه فقال " يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم "
ثم فسر التجارة ببيان البضاعة فقال " تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون "
فبدأ بالإيمان الذي هو التصديق الجازم بما أمر الله بالتصديق به المستلزم لأعمال الجوارح
ثم بالجهاد وهو بذل النفوس والمهج لمصادمة أعدااء الإسلام بشرط قصد نصر دين الله وإعلاء كلمته
وكما يكون بالنفس يكون بالمال أيضا ثم يختم الله تعالى العليم بعباده الآية بقوله " ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " فهو الأفضل وهو ما اختاره الله لعباده
ثم ذكر تعالى الثمن بعد ذكره البضاعة في أربح تجارة فقال " يغفر لكم ذنوبكم " يغفر كل الذنوب صغائرها وكبائرها " ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها" كما سيخلدكم في الجنات تجري من تحت قصورها ومساكنها وأشجارها أنهار من ماء غير آسن وأخرى من لبن وأخرى من عسل مصفى ومن خمر جنات فيها من كل الثمرات وفيها حيث لا فناء كما لكم " ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم " هذا الفوز العظيم الذي ينبغي السعي إليه
ليس هذا فحسب ليس الجزاء أخرويا فقط بل في الدنيا ينعم عليكم بما تحبونه فيها " وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب" تتسع به دائرة الإسلام وأعظمه فتح مكة وكذلك فتح فارس والروم منه " وبشر المؤمنين " المجاهدون وكذلك غير المجاهدين اذا ما قام به غيرهم يعطي الله الكل بحسب إيمانه فسبحان من يعطي جزيلا ويشكر القليل من عباده

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 22 جمادى الآخرة 1438هـ/20-03-2017م, 01:22 AM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة القسم الثاني من جزء قد سمع

1. (عامّ لجميع الطلاب.
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17))} الحشر.
إجابة السؤال الأول:
من الفوائد السلوكية في الآيات:
1) الشيطان هو عدو الإنسان اللدود واتخاذه عدوا هي عبادة واجبه أمر الله بها وسلاحه الفتاك هو تزيين المعاصي والذنوب وتسويلها للإنسان ثم التبرؤ منه إذا وقع فيها ؛ فلابد أن يكون المؤمن كيِّسُ فطِن و يأخذ حذره ويستعيذ بالله من وسوسته ويلجأ ويعتصم بالله من شروره...وهذا مستفاد من قوله { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}
2) عندما يعصي الإنسان ربه ويُطيع شيطانه ، فلن يُغني عنه شئ من عقاب ربه وسيتبرأ منه كل من حثَّه ووسوس له بالمعاصي من شياطين الإنس والجن ؛ فحريٌّ بالمؤمن أن يحرص على تطهير نفسه بالتوبه والإنابة إلى الله دائما قبل أن يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ....مستفاد من قوله : { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ}.
3) حتى الشيطان يعترف بربوبية الله تعالىفي قوله : { إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}ولكن لم ينفعه ذلك لأنه أشرك معه غيره في ألوهيته واستكبر عن أوامر الله ورفض السجود لآدم عندما أمره الله بذلك ؛ فلابد للمؤمن أن يحرص على تنقية توحيده لله من أي شائبة رياء أو شرك خفي أو شرك أصغر وأن يحقق جميع أنواع التوحيد لله وحده.
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
ج أ/ لأنه اعتذر بعذرٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم فصدّقه فيه و كان ممن شهدوا غزوة بدر ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تعجل عليّ، إنّي كنت امرأً ملصقًا في قريشٍ، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قراباتٌ يحمون أهليهم بمكّة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النّسب فيهم أن أتّخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني ولا رضى بالكفر بعد الإسلام" فقَبِل رسول الله عذره وصدقه ، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّه قد شهد بدرًا، ما يدريك لعلّ اللّه اطّلع إلى أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
ج ب / تكون نصرة الله :
- بالأقوالِ والأفعالِ، وذلكَ بالقيامِ بدِينِ اللَّهِ، والحِرْصِ على تَنفيذِه على الغَيْرِ، وجِهادِ مَن عانَدَه ونابَذَه بالأبدانِ والأموالِ، ومَن نَصَرَ الباطلَ بما يَزْعُمُه مِن العلْمِ، ورَدَّ الحقَّ بدَحْضِ حُجَّتِه، وإقامةِ الْحُجَّةِ عليه والتحذيرِ منه.
- ومِن نَصْرِ دِينِ اللَّهِ تَعَلُّمُ كتابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسولِه، وتَعليمُه والحثُّ على ذلك،
- والأمرُ بالمعروفِ والنَّهْيُ عن الْمُنْكَرِ، والتأسي في ذلك بمن سبق من الصالحين كما قال تعالى : { كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إلى اللَّهِ..}أي: انْصُرُوا دِينَ اللهِ مِثلَ نُصرةِ الْحَوَارِيِّينَ لَمَّا قالَ لهم عيسى: {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ}فقالوا: {نَحْنُ أَنصَارُ اللهِ} ؛ فأنتم يا أُمَّةَ محمَّدٍ, كونوا أَنصارَ اللَّهِ ودُعاةَ دِينِه؛ يَنْصُرْكم اللَّهُ كما نَصَرَ مَن قَبْلَكم، ويُظْهِرْكم على عَدُوِّكُم.

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
ج/ -{كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)}
- فيها قولان:
- القول الأول: المعنى :كما يئس الكفّار الأحياء من قراباتهم الّذين في القبور أن يجتمعوا بهم بعد ذلك؛ لأنّهم لا يعتقدون بعثًا ولا نشورًا، فقد انقطع رجاؤهم منهم فيما يعتقدونه....قاله العوفي عن ابن عباس والحسن البصري وقتادة والضحاك وابن جرير وذكره عنهم ابن كثير وبمثله قال السعدي والأشقر.
- القول الثاني:معناه: كما يئس الكفّار الّذين هم في القبور من كلّ خيرٍ ؛ حينَ أَفْضَوْا إلى الدارِ الآخِرَةِ وشَاهَدُوا حَقيقةَ الأمْرِ، وعَلِمُوا عِلْمَ اليَقينِ أنَّهم لا نَصِيبَ لهم منها.
.....هذا حاصل قول الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن ابن مسعودٍ و قول مجاهدٍ، وعكرمة، ومقاتلٍ، وابن زيدٍ، والكلبيّ، ومنصورٍ. وهو اختيار ابن جريرٍ وذكره عنهم ابن كثير والسعدي.

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
ج/ تفسير الآيات:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)}
أي هو تعالى الذي لا إله إلا هو ولا رب سواه ولا معبود بحق غيره ، وكلُّ إلهٍ غيرُه فإنَّه بَاطِلٌ، لا يَستحِقُّ مِن العِبادةِ مِثقالَ ذَرَّةٍ؛ لأنَّه فَقيرٌ عاجِزٌ ناقِصٌ، لا يَمْلِكُ لنفْسِه ولا لغيرِه شيئاً { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} أي هو العالم لجميع ما هو مُشاهد للخلائق وما هو غائب عنها ، المحيط علمه ؛ فلا يخفى عليه شيءٌ في الأرض، ولا في السّماء من جليلٍ وحقيرٍ وصغيرٍ وكبيرٍ، حتّى الذّرّ في الظّلمات { الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)}أي أنّه ذو الرّحمة الواسعة الشّاملة لجميع المخلوقات التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، ووَصَلَتْ إلى كلِّ حَيٍّ؛ فهو رحمن الدّنيا والآخرة ورحيمهما،كما قال تعالى: {ورحمتي وسعت كلّ شيءٍ} [الأعراف: 156]، وقال {كتب ربّكم على نفسه الرّحمة}.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)}
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ} التكرار للتأكيد والتقرير ، فكررَ ذِكْرَ عُمومِ إلَهِيَّتِه وانفرادِه بها، وأنَّه المالِكُ لجميعِ الْمَمالِكِ، فالعالَمُ العُلْوِيُّ والسُّفْلِيُّ وأهلُه، الجميعُ مَماليكُ للهِ، فُقراءُ مُدَبَّرُونَ.
{ القدوس}أي: الْمُقَدَّسُ السالِمُ مِن كلِّ عَيْبٍ وآفَةٍ ونَقْصٍ، المُعظَّمُ الْمُمَجَّدُ؛ لأنَّ القُدُّوسَ يَدُلُّ على التَّنزِيهِ مِن كلِّ نقْصٍ، والتعظيمِ للهِ في أوصافِه وجَلالِه.، وقال وهب بن منبّهٍ: أي الطّاهر. وقال مجاهدٌ، وقتادة: أي المبارك: وقال ابن جريجٍ: تقدّسه الملائكة الكرام.
{ السلام } أي: من جميع العيوب والنّقائص؛ بكماله في ذاته وصفاته وأفعاله ، وقيلَ: معناه: الذي سَلِمَ الخلْقُ مِن ظُلْمِه.
{ المؤمن} أي: الْمُصَدِّقُ لرُسُلِه وأنبيائِه بما جَاؤُوا به بالآياتِ البَيِّنَاتِ والبَراهِينِ القاطعاتِ والْحُجَجِ الواضحاتِ ، وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: [أي] أمّن خلقه من أن يظلمهم. وقال قتادة: أمّن بقوله: إنّه حقٌّ. وقال ابن زيدٍ: صدّق عباده المؤمنين في إيمانهم به.
{ المهيمن} أي الشّاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى: هو رقيبٌ عليهم، كقوله: { واللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} ....قاله ابن عباس وغير واحد.
{ العزيز} القاهِرُ الغالبُ غيرُ المغلوبِ ولا يُمانَعُ، بل قدْ قَهَرَ كلَّ شيءٍ، وخَضَعَ له كلُّ شيءٍ.
{ الجبّار} جَبروتُ اللهِ عَظمتُه، أي الذي لا تليق الجبرية إلا له ، وقال قتادة: الجبّار: الّذي جبر خلقه على ما يشاء ، وقيلَ: الْجَبَّارُ الذي لا تُطاقُ سَطْوَتُه ، وقال ابن جريرٍ: الجبّار: المصلح أمور خلقه، المتصرّف فيهم بما فيه صلاحهم ، ومن معانيه: الذي يَجْبُرُ الكَسِيرَ، ويُغنِي الفَقِيرَ.
{ المتكبر } أي: الذي تَكَبَّرَ عن كلِّ نقْصٍ، الْمُتَنَزِّهُ عن جميعِ العُيوبِ والظُّلْمِ والْجَوْرِ، وتَعَظَّمَ عما لا يَلِيقُ به. والكِبرياءُ في صفاتِ اللهِ مَدْحٌ، وفي صِفاتِ المخلوقينَ ذَمٌّ ؛ كما تقدّم في الصّحيح: "العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذّبته".
{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}وهذا تَنْزِيهٌ عامٌّ عن كلِّ ما وَصَفَه به مَن أشْرَكَ به وعانَدَه.
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}
{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ} الخلق : هو التقدير لجميعِ المَخْلوقاتِأي: الْمُقَدِّرُ للأشياءِ على مُقتضَى إرادتِه ومَشيئتِه.
{ البارئ}والبراء: هو الفري، وهو التّنفيذ وإبراز ما قدّره وقرّره إلى الوجود، وليس كلّ من قدّر شيئًا ورتّبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى اللّه ، فهو الْمُنْشِئُ المختَرِعُ للأشياءِ الْمُوجِدُ لها ، ومنه يُقال: قدّر الجلّاد ثمّ فرى، أي: قطع على ما قدّره بحسب ما يريده و منه قول الشاعر مادحا آخر :
ولأنت تفري ما خلقت = وبعض القوم يخلق ثمّ لا يفري..
{ المصور} أي: الّذي ينفّذ ما يريد إيجاده على الصّفة التي يريدها، المركِّبُ للصور على هَيْئَاتٍ مُختَلِفَةٍ.
{ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }أيْ: له الأسماءُ الكثيرةُ جِدًّا، التي لا يُحْصِيهَا ولا يَعْلَمُها أحَدٌ إلاَّ هو، ومعَ ذلك فكُلُّها حُسْنَى؛ أيْ: صِفاتُ كَمالٍ، بل تَدُلُّ على أكْمَلِ الصفاتِ وأعظَمِها، لا نقْصَ في شيءٍ منها بوَجْهٍ مِن الوُجوهِ ، كما جاء في الحديث: المرويّ في الصّحيحين عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ للّه تعالى تسعةً وتسعين اسمًا، مائةٌ إلّا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحبّ الوتر".

{ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }ومِن كَمالِه وأنَّ له الأسماءَ الْحُسْنَى والصِّفاتِ العُلْيَا أنَّ جَمِيعَ مَن في السماواتِ والأرضِ مُفتَقِرُونَ إليه على الدوامِ، يُسَبِّحونَ بحَمْدِه، ويَسأَلُونَه حَوائِجَهم وهذا كقوله تعالى : { تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا}.
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} {وهو العزيز}أي: فلا يرام جنابه ، الذي لا يُريدُ شَيئاً إلاَّ ويَكُونُ ، { الْحَكِيمُ}في شرعه وقدره ؛ فلا يكون شيئا إلا لحكمة ومصلحة.
- وهذه الآيات لها فضل ورد في حديث الإمام أحمد : ، عن معقل بن يسارٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من قال حين يصبح ثلاث مرّاتٍ: أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، ثمّ قرأ ثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر، وكّل اللّه به سبعين ألف ملكٍ يصلّون عليه حتّى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة".






رد مع اقتباس
  #20  
قديم 22 جمادى الآخرة 1438هـ/20-03-2017م, 09:29 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور:
الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.


أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.

المجموعة الأولى:

ج2: معنى قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولّوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}.
قد تناول المفسّرون في تفسير هذه الآية عدّة مسائل مترابطة، لابد من تحديدها وفهمها حتى يمكننا الخروج بما قصد إليه كل مفسّر في تفسير الآية.
فأولها: المراد بالقوم الذين غضب الله عليهم.
وثانيها: معنى يأسهم من الآخرة.
وثالثها: معنى يأس الكفار من أصحاب القبور.
ورابعها: المستفاد من التشبيه.

وبعد ضبط هذه المسائل يمكننا في النهاية حصر كلام المفسّرين الثلاثة في تفسير الآية.
والهدف من هذا العرض أن نسير بهدوء وتدرّج في فهم كلام المفسّرين في الآية من خلال ضبط جميع مسائلها.

1: منال أنور أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: هناك معنى آخر في الآية ذكره السعدي والأشقر، وهو أن اليأس من الآخرة معناه عدم اعتقاد وقوعها كاعتقاد الكفار عدم بعث موتاهم، وأورد الأشقر قولا آخر في المراد بالذين غضب الله عليهم أنهم اليهود.
وأثني على اجتهادك، وأوصيك أن تكون أجوبتك أكثر تفصيلا حيث يلاحظ عليها الاختصار في بعض المواضع.

2: غيمصوري جواهر الحسن ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: اقتصرت على تفسير شطر الآية الأخير دون بقية المسائل.

3: عباز محمد أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: فاتك بيان مسألة معنى يأسهم من الآخرة في القول الثاني للسعدي وقول الأشقر.

4: مروة كامل ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: الكفار الذين نهى الله المؤمنين عن موالاتهم هم من وصفهم بقوم غضب الله عليهم على اختلاف بين المفسّرين في تعيينهم بين قائل بأنهم جميع طوائف الكفار وبين من قال هم اليهود خاصّة.
وقد فاتك بيان معنى يأسهم من الآخرة، وللسعدي فيها قولان.

5: لولوة الحمدان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: اقتصر ابن كثير في معنى يأسهم من الآخرة على أنه يأس من ثوابها ونعيمها ولم يذكر إنكارهم لوقوعها صراحة وإن كان محتملا بحسب القوم المغضوب عليهم، فاليهود والنصارى غير منكرين للآخرة وإن كانوا آيسون منها لكفرهم.

6: مها محمد أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: ذكر السعدي قولا ثانيا في معنى يأسهم من الآخرة وهو كفرهم بوقوعها.

7: إشراقة جيلي محمد ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: اقتصرت على تحرير القول في تفسير شطر الآية الثاني فقط.

8: بيان الضعيان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: أحسنت جدا -بارك الله فيك- وقد ذكر الأشقر قولا ثانيا في المراد بالذين غضب الله عليهم وهو أنهم اليهود خاصّة، وأن الآية نازلة فيهم.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

9: محمد عبد الرازق جمعة ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- من المهمّ الاستدلال على الفوائد حتى يكون الاستخراج صحيحا، لأن الفائدة قد تكون صحيحة في نفسها لكن الآية لا تدلّ عليها.
ج2: لا نقول آراء المفسّرين في تفسير كذا، حتى لا ينصرف الذهن للتفسير بالرأي، بل نقول أقوالهم في تفسير كذا.
وقد أحسنت جدا في استخلاص المسائل الثلاثة ولكن توجد ملاحظة عامّة على أدائك في هذا السؤال عموما وهي أنك لا تجمع بين الأقوال المتّفقة، بل تسردها جميعا، فتذكر في المسألة الواحدة أقوال كثيرة وحاصلها قولان فقط أو ثلاثة، ولعلك تراجع تطبيقات تحرير أقوال المفسّرين في دروة مهارات التلخيص التي سبق لكم دراستها في المستوى الأول للفائدة، وفقك الله.
- خصمت نصف درجة على التأخير.

10: إيمان شريف ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: اقتصرت على تفسير شطر الآية الأخير فقط.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:

11: مها الحربي ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: ذكر ابن كثير عدّة أسباب لنزول السورة في تفسيره لأولها.

12: فاطمة صابر ج
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: إخراجهم الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على عداوتهم، لذلك نقول إنه لا يعقل أن يوالي المسلم عدوّه الذي يتربّص به الشرّ.

ج2: ذكر ابن كثير عدّة أسباب لنزول السورة في تفسيره لأولها.
- خصمت نصف درجة على التأخير.



المجموعة الثالثة:
13: حليمة محمد أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: أحسنت، واحرصي من الآن -إن شاء الله- على الاستدلال دوما، فإنه نصف الجواب.

14: هدى محمد صبري أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

15: فداء حسين أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: اذكري سبب النزول مسندا.


المجموعة الرابعة:
ج2: الأقوال في معنى "الفتنة" في قوله تعالى: {ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا}.
"الفتنة" مصدر، قد تأتي بمعنى الفاعل وبمعنى المفعول، وعليه ينحصر معنى الآية في قولين -بحسب ما ذكره المفسّرون الثلاثة- :
الأول: أن تكون "فتنة" بمعنى "مفتونين"، ومعنى الآية: ربنا لا تسلّط علينا الكفار فيفتنونا عن ديننا ويمنعونا من إقامة شعائره، وهذا معنى قول ابن عباس الذي ذكره عنه ابن كثير، وذكره السعدي.
الثاني: أن تكون "فتنة" بمعنى "فاتنين" والمعنى: ربنا لا تسلّط علينا الكفار ولا تسلّط علينا عذابا من عندك فنكون بذلك فاتنين للذين كفروا، فإنهم لما يرون ما حلّ بنا من العذاب والهزيمة يقولون لو كان هؤلاء على الحقّ ما أصابهم هذا، فيصدّهم ذلك عن الإسلام ويغترّوا بما هم عليه من الباطل ويظنّون أنه الحقّ وربما جرّأهم ذلك على المؤمنين، وهذا حاصل قول مجاهد والضحّاك وقتادة الذي نقله عنهم ابن كثير، وأشار إليه السعدي والأشقر.
ولعل القول الأول أنسب للسياق لأن المقام مقام دعاء للمؤمنين.

16: محمد شمس الدين فريد أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: لم تبيّن بدقّة أهمية محاسبة النفس بل اقتصرت على الاستدلال عليها، وقد أجاد في بيانها السعدي -رحمه الله- فلعلك تراجع كلامه.
ج3: أحسنت التفسير -بارك الله فيك- ولو أشرت إلى سبب نزول الآية ولو بإيجاز لكان أكمل.

17: زينب الجريدي ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: المطلوب بيان هذه المسائل بشيء من الشرح والإيضاح وليس السؤال فقط عن الدليل، فانتبهي جيدا لرأس السؤال.
ج2: قول قتادة: "فيفتتنوا بذلك"، والسعدي -رحمه الله- أشار إلى القولين في تفسيره للآية وفصّل، ولعلك تراجعين التحرير أعلاه.
ج3: في قوله تعالى: "فعاقبتم" قولان، وعليه فإما أن يعطى الزوج المؤمن مما غنمه المؤمنون تعويضا عن مهره الذي لم يردّه الكفار إليه، وإما أن يعطى من نفقة الكافر التي أتت زوجته مؤمنة عوضا عما فقده، يعني واحدة بواحدة.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 28 جمادى الآخرة 1438هـ/26-03-2017م, 12:43 AM
مريم عادل المقبل مريم عادل المقبل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 59
افتراضي

. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17))

1/ان الشياطين لاهم لهم الا غواية المرء وإخراجه من الايمان الى الكفر ومن الرشد الى الضلال ثم يتبرأون منه «كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك »
2/لافرق بين الداعي والمدعو والتابع والمتبوع ان كان كلاهما عالما عاقلا مختارا للكفر والعصيان فكلاهما في العذاب سواء «فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها »
3/شبه الله حال الكافرين ووسوستهم لأقوامهم بحال شيطان مع الإنسان .. فدل أن شياطين الإنس والجن سواء في هدف الغواية للانسان .. «كمثل الشيطان اذ قال للإنسان اكفر»

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.
لصدقه ، ولاقراره انه انما فعل ما فعل مصانعة منه لكفار قريش لما له عندهم من المال والولد ، وعفى الله عنه لانه ممن شهد بدرا ..

ب: كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)} الصف.
نصرة الله بالايمان به والعمل الصالح الذي يرضيه ،والجهاد في سبيله والدفاع عن دينة ، وتكون بتحكيم الشرع في النقس والغير ، وتكون بتعلم العلم وتعليمه ، وبتعلم كتابه والعناية به .

2. حرّر القول في:
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)} الممتحنة.
القوم الذين غضب الله عليهم هم اليهود وقيل مشركي مكة ..
معنى يئسوا من الاخرة :
قيل معناه انهم يئسوا من الآخرة كيأسهم رجعة ولقاء من فقدوا من احبابهم واهلهم من المشركين لأنهم لا يؤمنون بها ولا بالبعث والنشور بعد الموت ..
وقيل ان المراد قد يئسوا هؤلاء المغضوب عليهم من الآخرة والنجاة فيها كما يئس من ذلك من سبقهم ولاقى عذابه فيئس من النجاة والفلاح .

3. فسّر قوله تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22)يعرف الله بذاته الغنية عن التعريف ويقول انه هو
الله الاله المالوه الذي لا يعبد سواه بحق الذي لا اله يستحق العبودية سواه وهو
عالم الغيب والشهادة /العليم الذي لا تخفى عليه السرائر ولا العلانية ، ولا يخفى عليه شي في الارض ولا في السماء. من امر عباده جميعا ..
الرحمن/الذي وسعت رحمته كل شيء
الرحيم /بعباده جميعا وبالمؤمنين خاصه

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)هو الذي لا اله سواه
الملك / الذي يملك جميع الكون ومافيه ،والمالك لجميع الامر ومدبره
القدوس/المقدس وقيل الطاهر المنزه عن كل عيب ونقص ..الذي يقدس عباده المؤمنين بطاعته وتوحيده السلام /الذي يعم بالسلامة والعافية خلقه ،السلام في نفسه ومع خلقه
المؤمن/الذي يأمنه عباده المؤمنين ويؤمنهم من كل فزع وخوف في الدنيا والآخره .
المهيمن/الذي له السلطة والهيمنة على كل خلقه وعباده فلا شيء يكون الا بإرادته وحكمه .
العزيز/الغالب ذو القهر والغلبة ، الذي لا يُقهر .
الجبار/ذو الجبروت الذي لا يقهر ، والذي لا يدانيه جبروب وهو الجبار الذي يقصم اعدائه والجبار الذي يجبر كسر اوليائه .
المتكبر/الكبير المتعالي فوق كل شيء فهو المتكبر فوق كل كبير والمتعالي فوق الجميع .
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} الحشر.
الخالق /الذي أنشأ الخلق قدره بقدرته واوجده من العدم
البارئ/الذي برأ واوجد خلقه ابتداء
المصور /الذي خلق كل شيء على صورته بعد ان برأه ، له الأسماء البالغة في الحسن والكمال والجلال ، يقدسه وينزهه جميع خلقه في السماوات وفي الارض وفي العالم السفلي والعلوي وهو المستحق لذلك وحده لا شريك له ، فهو ذو العزة والحكمة البالغة ..
الحكيم /ذو الحكمة البالغه والتدبير الذي لا يعجزه ولا يغيب عنه شيء في الارض ولا في السماء وكل شيء عنده بحكمة وقدر ..

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 6 رجب 1438هـ/2-04-2017م, 01:21 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج ثلاث فوائد سلوكية وبين وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:

(
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر.
1- لا يغرن المرء تسويل الشيطان الخطايا وتزيينه المعاصي والشهوات؛ فإنه -إن أطاعه- متبرئ منه لا محالة.
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)

2- على المرء أن يخاف من الله خوفا ينفعه؛ وذلك بالإيمان والتقوى، فإن الشيطان يخاف من ربه عز وجل ولا يجديه ذلك؛ لكفره وعصيانه. (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
3- لا تغرنك صحبة السوء وأمرهم بالكفر والعصيان، وترك الإيمان والإحسان؛ فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وإنهم إن تعاونوا على الكفر والعصيان فهم مجتمعون في النار -والعياذ بالله إن لم يؤمنوا ويتوبوا- . (فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ)

المجموعة الثالثة:
1. بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله:
{لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
ما رواه ابن كثير بسنده عن عبد اللّه بن الزّبير قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: صناب وأقطٌ وسمنٌ، وهي مشركةٌ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديّتها، وأن تدخلها بيتها. وزاد ابن أبي حاتمٍ: "في المدّة الّتي كانت بين قريشٍ، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم".

ب: أبرز صفات المنافقين مما درست.
1- موالاة الكفار ومناصرتهم على المسلمين. (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
2- جبنهم وخورهم وكذبهم في دعاويهم. (لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ)
3- خوفهم من الناس مع عدم خشيتهم لله. (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ)

2. حرر
القول في:
المراد بـ "الذين من قبلهم"، في قوله تعالى: {كمثل الّذين من قبلهم قريبًا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذابٌ أليمٌ}.

1- أنهم كفّار قريشٍ يوم بدرٍ. قاله مجاهد والسدي ومقاتل بن حيان. وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2- أنهم يهود بني قينقاع. قاله ابن عباس وقتادة، ومحمد ابن إسحاق. ذكره ابن كثير، وقال: وهذا القول أشبه بالصّواب، فإنّ يهود بني قينقاع كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أجلاهم قبل هذا.

3. فسّر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) }

بعد أن ذكر الله تعالى زيغ بني إسرائيل عن الحق بعد إذ تبين لهم، ونكولهم عن الإيمان بنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، قال:

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) بأن جعل لله أندادا أو كذب بالحق لما جاءه، فلا أحد أظلم ممن هذا حاله ووصفه.
( وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ ) حالة كونه قد انقطعت معذرته وقامت عليه الحجج والبراهين القاطعة، فهذا من أعظم الظلم، كما قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم).
(وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) فظلمهم وكفرهم حاجز لهم عن الهداية، فقد آثروا الكفر على الهدى بعد ما تبين لهم.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) مثلهم في محاربتهم للدين كمثل من ينفخ عين الشمس ليطفئ نورها فسينقطع نفخه والضوء ساطع لم يؤثر فيه شيئا، فهذه الاستعارة تبين لنا مدى جهلهم وجرأتهم ونقص عقولهم، كما تبين مآلهم وعاقبة سعيهم وهو الخزي والخسران والخذلان.
(وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) فدين الله ظاهر أبدا؛ مهما حاربوه وبذلوا للصد عن سبيله، فإن نور الله لا يطفئه حقد حاقد وبغي باغ.
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى) فقد اشتمل الإسلام على كل حق وخير للعالمين؛ فجاء بالعلم النافع والعمل الصالح الموصل إلى كل خير في الدنيا والآخرة.
(وَدِينِ الْحَقِّ) وهو الدين الذي يدان به لرب العالمين، فأوامره وشرائعه كلها حق وصدق، فلم يأمرنا إلا بكل خير ولم ينهنا إلا عن كل شر، وهذا هو أتم دليل على كونه من عند الله، وكونه دين الله الذي لا يرضى لعباده سواه.
(لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) } فدين الله ظاهر لا محالة بالحجة والبرهان وبالسيف والسنان، ولو كره المشركون ذلك فإنه كائن لا محالة.
أما الإسلام فهذا وصفه الملازم له،، وأما أتباعه فما قاموا به واستمسكوا بعراه فإنهم منصورون، أما وإن وهنوا وتركوا اتباعه فإنهم يصيرون إلى الهوان والله المستعان.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 6 صفر 1439هـ/26-10-2017م, 03:15 PM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


تتمة تقويم مجلس مذاكرة تفسير سور: الحشر [من آية 11 حتى نهايتها]، والممتحنة، والصف.



مريم عادل المقبل
د
جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ.

-في السؤال العام: يُنتبه للتفريق بين الفائدة العامة والفائدة السلوكية، فالفائدة السلوكية تتعلق بسلوك العبد سواء كان في اعتقاده أوأفعال جوارحه، ، ولو صغت الفائدة الأخيرة بطريقة أخرى لكانت الجملة أكثر بيانا للفائدة السلوكية، مثل: ( الحذر من شياطين الانس والجن على حد سواء فقد شبه الله تعالى.... الخ ).
ج1:أ- ولأنه لم يفعل ذلك عن كفر أو شك في دين الله.
ج2: فسرت نصف الآية الأول فقط وفاتك تفسير نصفها الثاني ، مع ضرورة تحرير الأقوال كما تعودنا.
- خصمت نصف درجة للتأخير.



رقية إبراهيم عبد البديع أ
جزاك الله خيرا وأثني على اجتهادك
- أوصيك أن تكون أجوبتك
فيما يستقبل أكثر تفصيلا، حيث يلاحظ عليها بعض الاختصار.
-
خصمت نصف درجة للتأخير.



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir