س1: اذكر الأمور التي تكون بها زكاة العلم.
إن للعلم زكاة, يصل نفعها إلى العالم بعد موته,كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) وذكر منها (أو ولد صالح يدعو له). وتكون بأمور منها:
1-نشر العلم, فكما أن صاحب المال يتصدق بشيء من ماله, فكذلك العالم يتصدق بشيء من علمه, بل إن صدقة العلم أدوم, فرب مقولة لعالم ينتفع بها خلق كثير, ويظل نفعها ممتدا متوارثا من جيل إلى جيل, فلقد انتفع المسلمون بأحاديث أبى هريرة رضي الله عنه عبر التاريخ الإسلامي كله ولا يزالون. وكذلك فصدقة العلم أقل تكلفة ومؤنة.
2-العمل بالعلم؛ فالعمل به دعوة إليه, والناس يتأسون بالعالم وأعماله أكثر من تأثرهم بأقواله, وهذا بلا شك زكاة.
3-أن يصدع به ليصل إلى الناس واضحا سليما, وهذا من جملة نشره.
4-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عارف بهما, وبعد ذلك قائم بما يجب عليه نحو هذه المعرفة, يغلب جانب النفع ودفع الضرر كلما بدا له ذلك.
س2: بيّن متى يكون الجدل مذمومًا ومتى يكون محمودًا؟
الجدل : جدلان؛ جدل عقيم, وجدل بالتي هي أحسن, أو قل: جدلا بيزنطيا, وجدلا مفيدا, أو إن شئت فسمه: جدلا مذموما, وجدلا محمودا.
فأما الجدل المذموم فذلك الذي لا فائدة منه, وإنما مردوده التنطع في المسائل والغوص فيما لا نفع من ورائه, وهذا النوع من الجدل إنما هو ضئيل يصد عن السبيل, ولقد كان من هدي السلف رضوان الله عليهم الكف عنه, بل إن التوسع فيه من قلة الورع , وقد كان الحسن رضي الله عنه إذا سمع المتجادلين قال: (هؤلاء ملوا العبادة, وخف عليهم القول, وقل ورعهم, فتكلموا), فمتى لاحت تلك الصفات, فاعلم أنه الجدل المذموم , فدعه فلن يزيدك إلا قسوة في القلب, وبغضا للحق إذا غلبك خصمك.
وأما الجدل الذي غايته تحقيق الحق, ومبناه على السماحة والإذعان للصواب والعدل متى استبان, فذلك مما أمر الله به, قال الله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن), فإنما هو الجدل المحمود.
س3: ما سبب تحذير طالب العلم من التصدر قبل التأهل؟
التصدر قبل التأهل آفة في العلم والعمل, ومن تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه, لأن ذلك دليل على أمور:
1-إعجابه بنفسه, فقد تصدر ظانا أنه علم الأعلام.
2-عدم فقهه ومعرفته بالأمور, ولذك سهل على الناس أن يظهروا قصوره وعواره بمسائلهم.
3- إنه إذا تصدر قبل أن يتأهل، فلن يتورع في أن يقول على الله ما لا يعلم، لأن من كان قصده التصدير, فالغالب أنه لا يبالي أن يحطم العلم تحطيما وأن يجيب عن كل ما يسأل عنه.
4-أن التصدر إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق، لأنه يظن أنه إذا خضع لغيره، كان هذا دليلا على أنه ليس بأهل في العلم.
س4: ما المقصود بالإسرائيليات الجديدة؟ وهل هي أشد خطرا أم الإسرائيليات القديمة؟ ولماذا؟
الإسرائيليات الجديدة : هي تلك الأفكار الدخيلة التي دخلت على المسلمين بواسطة اليهود والنصارى، بما نفثوه في فكر كثير من الكتاب, منها ما يتعلق بالمعاملات، والعبادات، و ما يتعلق بأمور النكاح, كذلك ما يتعلق بحال النبي عليه الصلاة والسلام وتعدد الزوجات في حقه ، ومن الأفكار أيضا ما يتعلق بالخلافة والإمامة، كإمامة أبي بكر.
وهذه إنما هي أشدا وطئا وأعظم خطرا من الإسرائيليات القديمة, فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم شأنها, وبين الموقف منها, وعلى إثر ذلك نشر العلماء القول فيها, أما الإسرائليات الجديدة التي سكبت في الفكر الإسلامي في أعقاب الثورة الحضارية واتصال العالم, فهي شر محض, وبلاء متدفق, وقد غفل عنها بعض المسلمين, ورضي بها آخرون, فاحذر أن تقع فيهم.