دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1438هـ/4-05-2017م, 02:30 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق

مجالس مذاكرة تفسير المعوّذتين
مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق



اختر إحدى المجموعات التالية وأجب عليها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.


المجموعة الثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟
2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة.
4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
5:
اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.

المجموعة الثالثة:
1:
هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم؟
2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها؟

3: تكلّم عن أنواع الغواسق التي قد تغسق على الفرد والجماعة وسبيل العصمة منها.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
5
: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد.


المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.

4: حرّر القول في المراد بالحاسد.
5:
بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.

المجموعة الخامسة:
1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.

2
: حرّر القول في المراد بالغاسق.
3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟

4:
ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 شعبان 1438هـ/5-05-2017م, 08:53 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي


المجموعة الثالثة:
1: هل نزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليه وسلم
حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم صحيحة ،أما نزول المعوذتين بسببها ففيه خلاف.
روي عن أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيّان عن زيد بن الأرقم قال: (سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال :فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلاً من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل علياً فجاء به.
قال: فأمره أن يحلّ العُقد وتُقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحلّ حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما أُنشِطَ من عقال).
وهذا الحديث رجاله ثقات وتفرد أحمد بن يونس بذكر نزول المعوذتين والرقية بهما ،وهو ثقة ولكن خالفه جماعة من الأئمة الثقات رووا هذا الحديث بدون هذه الزيادة.
فقد حدث بهذا الحديث عن أبي معاوية: أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وهناد بن السري ولم يذكروا هذه الزيادة، وللحديث أربع طرق كلها ليس فيها ذكر هذه الزيادة.
فمن أهل العلم من حكم عليها بالشذوذ لمخالفة أحمد بن يونس بقية الرواة عن أبي معاوية ،ومنهم من صححها واعتبرها من باب زيادة الثقة كالألباني.

2: ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ما سواها
الفلق هو كل ما يفلق أي يشق فيخرج منه ما يفلق عنه ،ورب الفلق هو مدبر أمره والمتصرف فيه ،كفلق الصبح الذي يشق من جوف الليل المظلم فيشع بالنور على الأرض ،وكالنواة الصماء التي تفلق فتخرج النخلة بالخير والبركة قال تعالى: {الله فالق الحب والنوى} ،فلفظة الفلق تشمل معاني كثيرة فالجنين الذي في بطن أمه يشق الله له مخرج ليرى النور والحياة ، وناسب هذا المعنى من معاني الربوبية ما يستعاذ منه في سورة الفلق فالله الذي يفلق هذه الأمور العظيمة التي تتكرر كل يوم في أشياء لا تعد ولا تحصى قادر على أن يفرج الكرب ،ويجعل للمهموم مخرجا من همه ،ويعيذ المستجير من كل شر وسوء ،ومثال ذلك ما نعلمه من قصة موسى عليه السلام لما شق الله له ولمن معه من المؤمنين البحر لينجيهم من فرعون ومن معه .
وأيضا فإن الاستعاذة برب الفلق لها أثر عظيم في نفس المستعيذ، فالله يهدي عباده فيفلق لهم في ظلمات الضلال نور ليروا الحق ،كما يفلق في ظلمات الليل نور النهار ،ومما يحول بين العبد وبين رؤية الحق الغشاوة التي تجعل على بصره ولا يرى الحق حتى يفلق الله له تلك الغشاوة التي على بصره فيرى الحق ويسير آمنا مطمئنا على صراط مستقيم.
3: تكلّم عن أنواع الغواسق التي قد تغسق على الفرد والجماعة وسبيل العصمة منها
الغاسق له معنى عام كبير يقع على أشياء كثيرة متعددة ،فيقع على الأفق عامة، وذلك كما في غسق الليل ، ففي إقبال الليل فتن و شرور و أضرار عظيمة يحتاج العبد أن يحفظه الله منها ويصرفها عنه، وفي الصحيحين من حديث أسامةَ بنِ زيد رضي الله عنهما قال :(أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة ثم قال: هل ترون ما أرى؟ إني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر).
وقد يكون الغسق على الجماعة من الناس، فقد تصيبهم فتنة أو شر أو أمر يمنع عنهم الخير .
وقد يكون الغاسق على الواحد من الناس ،فيصيبه شر في جسده أو بعض أعضائه أو في روحه فيمنع عنه الخير ويحتاج إلى أن يفلق الله عنه هذا الشر ،ومثال ذلك أن القلب له سحابة كسحابة القمر إذا غشيته نسى ما شاء الله أن ينسى فإذا تجلت هذه السحابة ذكر ما كان نسيه ،وهو من أنواع الغسق ،وروي أن عمر سأل علياً : (ممَّ يذكر الرجل؟ ومم ينسى؟) ، قال علي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علت عليه سحابة فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء، وبينا الرجل يحدث إذ علته سحابة فنسي، إذ تجلت عنه فذكر).رواه الطبراني
وقد يطول أمد الغاسق وقد يقصر وقد يشتد ضرره وقد يخف بحسب ما يقدره الله.
وسبيل العصمة من تلك الشرور هو الإقبال على ذكر الله والاستعاذة من شر غاسق إذا وقب علمناه أو لم نعلمه والإنابة إلى الله تعالى، وإقبال القلب عليه جل وعلا، والالتجاء إليه وتلاوة القرآن وطاعة الله ،فأخطر شيء على العبد أن يعرض عن ذكر ربه فإذا تليت عليه آيات الله نفر منها .
4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميته بذلك؟
الحاسد هو الذي يتمنى زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء عليها،ولذلك فإن الحسد نوعان:
النوع الأول: تمني زوال النعمة.
النوع الثاني: تمني دوام البلاء.
قال ابن القيم في صاحب هذا النوع من الحسد: (فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة، بل يحبّ أن يبقى على حاله من جهله أو فقره أو ضعفه أو شتات قلبه عن الله، أو قلّة دينه، فهو يتمنّى دوام ما هو فيه من نقص وعيب).
ذكر بعض علماء اللغة أن لفظ الحسد أخذ من كلمة (حسدل) وهو القراد الذي يقشر الجلد ليمتص منه الدم ،فالحسد يقشر القلب كما يقشر الحسدل الجلد.
قال ابن الأعرابي (الحِسْدِلُ: القُرَادُ) قال: (ومنه أُخذ الحَسَد لأنه يَقْشِرُ القَلْب كما يَقْشر القُراد الجلد فيمتص دمه) ، وقد ذكره أبو منصور الأزهري وغيره.
ويكون للمعنى وجهان :
الوجه الأول: أن الحسد يلصق بقلب صاحبه كما يلصق القراد بالجلد، فيمتص دم صاحبه فيتنكد بذلك عيشه لما يجده من ضيق وهم في صدره.
الوجه الثاني: أن نفس الحاسد تتعلق بصاحب النعمة كتعلق القراد بالجلد فهو دائم التفكير فيه يريد أن يسلب النعمة كما يمتص القراد الدم.

5: تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاج الحسد
الأصل الأول: أن الحسد عمل قلبي فهو تمني زوال النعمة عن المحسود، والبعض نسبه للنفس، ولا تعارض فلا حياة للقلب بلا نفس التي هي الروح.
الأصل الثاني: الحسد فيه شر متعدي،ولذلك أمرنا بالتعوذ من شر حاسد إذا حسد.
الأصل الثالث: أن الحسد داء ولكل داء دواء، فالحاسد والمحسود يمكن أن يتعافيا إذا اتبعا هدى الله.
الأصل الرابع: أن من يبتلى بالحسد عليه أن يعلم أن ما أصابه إما ابتلاء أو عقوبة،والعقوبة فيها تكفير للمسلم فقد يكون حسد غيره فابتلاه الله بمن يحسده فعلى العبد ألا يزكي نفسه وألا يبالغ في حسن الظن بها،وعليه أن يستغفر ويتوب ويفعل الخيرات ليدفع عن نفسه العقوبة وأما إن كان ابتلاء له من الله فإن اتبع هدى الله كان ذلك رفعة لدرجاته .
الأصل الخامس: أن الحسد بلاء والعبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يصيبه ولا قدرة له على دفعه ولكن الله هو القادر على رفع البلاء عن عبده ولكن الذي على العبد أن يتبع هدى الله في هذا البلاء وأن يعرف ما يحب الله من عبده أن يفعله ،قال الله تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) .
الأصل السادس: التوسط بين الغلو والتفريط،فمن يهول يغفل عن التوكل على الله والرضا به والثقة في حفظه ،ومن يفرط ويتهاون في تحصين نفسه لم يأمن أن يصيبه بلاء وشر ،فعلى المسلم أن يتبع هدى الله ويتوكل عليه ويثق في حفظه.
الأصل السابع: الحسد من التأثيرات الروحية التي تنطلق من الأرواح فتصيب الأرواح في الأصل، وكما أن بعض الأجساد تكون أقوى من غيرها في تحملها ومناعتها ومقاومتها للأمراض،فإن بعض الأرواح أيضا أقوى من بعض فمنها من يقاوم ويمتلك طاقة وقوة يقاوم بها الآفات والأمراض ومنها ما هو ضعيف لا يتحمل فإذا أصابته أقل آفة تأثر بها فمثل هذا إذا أصابته العين والسحر كان أثرها فيه أسرع وأكبر إلا أن يحصن نفسه بالأذكار.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 شعبان 1438هـ/6-05-2017م, 09:32 PM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة سورة الفلق

المجموعة الأولى:

1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.

المراد بالمعوذتين هما سورة الفلق و سورة الناس؛ و تسميتهما بالمعوذتين مشهورة من عهد الرسول صل الله عليه وسلم فقد ورد في صحيح البخاري، من حديث عائشة رضي الله عنها:( كان رسول الله كان رسول الله صلى الله عليه سلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ{قل هو الله أحد} وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده).و هي خاصة بهذه الأمة حيث خصّ الله تعالى أمة محمد صل الله عليه وسلم دون الأمم الأخرى بالمعوذتين. حيث ثبت في صحيح مسلم حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).. ومن هذا يتضح أنها كرامة خاصة بنا. و هناك من الروايات ما دلّ على فضل سورة الفلق و تخصيصها بفضل قرائتها (قال: ((يا عقبة اقرأ بـ{قل أعوذ برب الفلق} فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها؛ فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل)) ).رواه النسائي.
و من هنا يتضح لنا:
•أن المعوذتين هي كرامة من الله تعالى لهذه الأمة لم ينزل مثلهم لا في التورات و لا في الإنجيل و لا في الزبور.
•أن الرسول صل الله عليه و سلم كان يتعوذ بها لأثرهما العظيم في تحصين نفسه من الجن و عين الإنسان؛ حيث أنه صل الله عليه و سلم كان يتعوذ من الجن و عين الإنسان،و عندما نزلتا تركا ما سواهما مما كان يتعوذ بهم.
•الرسول صل الله عليه و سلم كان يؤم الصحابة بهما و يوتر بهما، وعن عقبة بن عامر أيضاً قال: بينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ بـ(أعوذ برب الفلق) و(أعوذ برب الناس) ويقول: ((يا عقبة ، تعوَّذ بهما؛ فما تعوَّذ متعوِّذ بمثلهما)).

•قال: (وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة).

ومن أفضل الأوقات لقرائتهما عند الصباح و المساء و عند النوم، و عند الخوف الشديد، و لقد ورد هذا من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ووصية الرسول له.
و لذلك على كل مؤمن كيس أن يعظم كلام الله و ينساق وراء وصية الرسول صل الله عليه وسلم.

2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق} ؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

الخطاب إلى النبي صل الله عليه و سلم ولأمته من بعده من كل مؤمن يتبع الرسول صل الله عليه وسلم. فالعبرة بعموم اللفظ و ليس بخصوص السبب.
و الحكمة من إثبات{قل}:ورد إلينا القرآن بالتواتر و لقد تلقاه الرسول صل الله عليه و سلم عن جبريل عن رب العزة سبحانه و تعالى، و تعهد الله تعالى بحفظه. قفد ورد عن الرسول صل الله عليه و سلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه سأل الرسول صل الله عليه و سلم عن المعوذتين: فقال: "قيل لي فقلت". فلو حذفت كلمة (قل) من القرآن لأوهم ذلك استعاذة رب العزة سبحانه و تعالى، و هو منزه عن كل نقص؛ فالله تعالى يعيذ و لا يستعيذ.

3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.

الأستعاذة لغة: هي الالتجاء و الاعتصام و الإستجارة.
اصطلاحاً: هي طلب العصمة والألتجاء بالله تعالى من كل الشيطان ومما يخاف منه، و يخشى على النفس منه.

•شروط الاستعاذة:
الاستعاذة الصحيحة هي التي ينتفع بها المؤمن و هي التي يكون في صدق النية و الالتجاء إلى الله تعالى ، فهو التجاء القلب و ليس اللسان،فالله تعالى لا يستجيب للقلب الغافل. و هذا من الشروط النافعة؛و الشرط الآخر هو الاتباع لهدي الله تعالى و اتباع ما آمر و الانتهاء عما يبغضه الله.

4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.

القول الأول: المراد السواحر و السحرة، قال به حسن البصري ورواه الطبري.و هناك دلالة لفظية تدل على أن من السحرة ذكور و إناث.
القول الثاني: المراد به النساء السواحر، قال به زيد ابن اسلم ومقاتل.ولقد اشتهر عند المفسرين هذا القول.

و يوجد تخريجان لهذا القول:

التخريج الأول: أنه تفسير بالمثال، و هو من مسلك السلف في التفسير.ولكنه لا يقتضي الحصر للمعنى المراد به.و لذلك يدخل ذكور السحرة.

•التخريج الثاني: التأنيث خرج مخرج الغالب فالحكم هنا قائم على العلة المرادة و ليس عن صيغة الخطاب.كما قال تعالى:" و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة".فمن يرم رجلا عفيفاً بالزنى فإنه يجلد. و لكن خرج الخطاب على الغالب و على النساء لأنهن اكثر من يقذفن بالزنى، نسأل الله العفو العافية.
•فالنفث هو السحر بالإجماع.

و هناك تخريج ثالث و هو باطل؛ هو أن النفاثات هن بنات لبيد بن الأعصم، على قول أن سبب نزول السورة هو سحر هذا اليهودي المنافق للرسول صل الله عليه و سلم. ذكره النحاس و لم ينسب لأحد معروف.

•و قد رجح العلماء القول الثاني،على جمهور المفسرين.و لعل سبب هذا ادراج هذا التفسير عند ابن جرير و كذلك البخاري.

القول الثالث: النفوس النفاثات،أي من شر النفوس النفاثات ذكره الزمخشري و ابن القيم و محمد بن عبد الوهاب.وقد أبعده الشيخ.

القول الرابع: الجماعات التي تنفث، و التانيث لأجل لفظة الجماعة. ذكره الزمخشري. ويكون الجمع لأجل طوائف ما ينفث.وقد أقره الشيخ من جهة اللغة، و لكن لم ينص عليه من المفسرين المتقدمين.

و الخلاصة انه يجمع بين هذه الأقوال،وأن الإستعاذة تشمل كل صنوف الشر من هؤلاء.

5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.

حكم الحسد:
النهي عنه و التحذير منه. قال رسول الله صل الله عليه و سلم: لا تباغضوا و لا تحاسدوا ، ولا تدابروا ولا تقاطعوا وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخْوَاناً ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ)). رواه البخاري ومسلم.

أسبابه:
الإيمان والحسد لا يجتمعان في قلب المؤمن
و أصل الحسد هو: أولهما ازدراء المحسود، و الثاني إعجاب الحاسد بنفسه.ولذلك على كل مؤمن ألا يزدري أخيه ولا يحتقره فقد يكون على صلة بالله اكثر منه، فالله تعالى لم يطلعنا على خبايا القلوب،ولكنه ظاهر الناس الذي نحكم به عليهم.
و هناك أيضاً الجهل بإحسان الله تعالى و فضله على أخيه المسلم.ذكره البيهقي .

كيفية الحماية:

على المؤمن ان يتبع هدى الله و سنة الرسول صل الله عليه و سلم، و عليه بتزكية نفسه و الوقوف على قلبه و بيان نقاط الضعف التي قد ينفذ منها الشيطان، و هناك عدة أصول:
الأصل الأول: الحسد عمل قلبي، و هناك من ينسبه إلى النفس و لا تعارض، فعلى المسلم التزام كتاب الله تلاوة و تدبر ليحي قلبه؛فإنما الحسد يأتي من القلب الميت على القلب الغافل.
الأصل الثاني:التزام الاستعاذة فالحسد شر متعد و قد ينتج عنه شرور أخرى.
الأصل الثالث: اتباع هي الله؛فإنما الحسد داء و لكل داء دواء .
الأصل الرابع و الخامس: من يبتلى بالحسد عليه بتفقد أحواله فالحسد دائر بين كونه ابتلاء أو عقوبة، فقد يكون المحسود حسد أخ له، فهو تكفير له. و المؤمن أمره كله خير إن صبر و تيقن بقروب الفرج.
الأصل السادس: لا افراط و لا تفريط؛ فلا يغالي المؤمن بين تهويل شأن الحسد فيصاب بالوسواس القهري و الارتياب في الناس فيزيد تركيزه مع الخلق و ينسى حسن التوكل على الخالق. و لا يفرط فينسى نفسه و أهله من تحصينهم بالأذكار و الرقية الشرعية والصدقة،ويحرص على الإخلاص و الإتباغ=ع اللذان هما شرط صحة الإستعاذة.
الأصل السابع: الحسد يؤثر في الروح و النفس؛فكما هناك من الأجساد ما هي ضعيف تمرض من أدنى و أقل شئ،فكذلك الأرواح كلما كانت ضعيفة،كان الحسد أشد فتكاً بها.و لذلك على المؤمن أن يحصنها بالأذكار التي تخرج من القلب.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 شعبان 1438هـ/6-05-2017م, 10:01 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي

المجموعة الخامسة:

1: ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.
الفلق: لغة هو اسم لكل ما يشق فيخرج منه ما يشق عنه.
كفَلَقِ الصبح الذي ينشق من جوف الليل بعد اشتداد الظلمة؛
و الفلق فعل بمعنى مفعول فكل ما فلقه الله فهو فلق
وله معاني كثيرة متعددة حاصلها يرجع إلى الخلق و الأمر
فالخلق فلق. قال الزجاج : ومعنى الفلق الخلق:
قال اللَّه عزَّ وجلَّ: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ)
و (فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى).
وكذلك فلق الأرض بالنبات والسحاب بالمطر، وإذا تأملت الخلق تبين لك أن خلقه أكثره عن انفلاق.
فالفلق جميع المخلوقات وفلق الصبح من ذلك. اهـ
يشير بقوله رحمه الله تعالى " وفلق الصبح من ذلك" إلى ما ذهب إليه بعض أهل العلم من الاقتصار في تفسير الفلق بالصبح؛ فهو يقول أن الصبح هو من جملة الفلق الذي يفرق ؛ فهو داخل في المعنى العام .
فهو تفسير بالمثال لتوضيح الصورة وتقريبها للذهن لا لحصر معنى الفلق في الصبح.
وقال ابن القيم:(واعلمْ أنَّ الخلقَ كلَّه فَلَقٌ، وذلك أنَّ فَلَقًا فَعَلٌ بمعنى مَفعولٍ: كقَبَضٍ وسَلَبٍ وقَنَصٍ بمعنى مَقبوضٍ ومَسلوبٍ ومَقنوصٍ.
واللهُ - عزَّ وجَلَّ - فالِقُ الإصباحِ وفالقُ الحَبِّ والنَّوى وفالِقُ الأرضِ عن النباتِ، والجبالِ عن العُيونِ، والسَّحابِ عن المطَرِ، والأرحامِ عن الأَجِنَّةِ، والظلامِ عن الإصباحِ، ويُسَمَّى الصبْحُ الْمُتَصَدِّعُ عن الظُّلْمَةِ: فَلَقًا وفَرَقًا، يُقالُ: هو أبيضُ من فَرَقِ الصُّبْحَ وفَلَقِه."
فالله عزوجل فلق الأرض بالنبات ؛ وفلق السحاب بالمطر؛و فلق الجبال بالعيون ؛ وفلق الظلام بالنور ؛فلق الحب والنوى بالنبت ؛و فلق الليل بالإصباح؛و فلق الأرحام بالأجنة.
فمن آثار ربوبية الله تعالى للفلَق أنه يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ويخرج أولياءه المؤمنين من الظلمات إلى النور فيفلق عنهم الظلمات فيتجلى لهم الحق كما يتجلى الصبح بانفلاقه من ظلمة الليل.
وأمره أيضا فلق
ذكر بعض أهل العلم من أئمة اللغة كأبي منصور الأزهري وغيره أن من معاني الفلق في اللغة: بيان الحق بعد إشكاله، ومنشواهدهذا المعنى حديث عائشةأن النبي صلى الله عليه وسلم أوَّل ما بدئ به من أمر الوحي الرؤيا الصادقة في المنام فكان لا يرى رؤيا إلاجاءت مثل فلق الصبح.رواه البخاري.
أي: واضحة بيّنة كوضوح الصبح لا تلتبس عليه.
فبيان الحق للمؤمنين المتقين هو من آثار ربوبية الله تعالى للفلق.
ولا يتجلى الحق للعبد إلا أن يفلق الله له الحجاب الذي يحول بينه وبين رؤيته؛ فإذا فلق الله له الحجاب أبصر الحق وعرفه
قال تعالى في الحديث القدسي: ((يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم)).

فكما أنَّ في خَلْقِه فَلْقًا وفَرْقًا؛ فكذلك أمْرُه كلُّه فُرْقَانٌ يَفْرُقُ الحقَّ والباطلَ فيَفْرُقُ بينَ ظلامِ الباطلِ بالحَقِّ كما يفْرُقُ ظلامَ الليلِ بالإصباحِ، ولهذا سَمَّى كتابَه الفُرْقَانَ.

و سمى نَصْرَه فُرْقَانًا لتَضَمُّنِه الفَرْقَ بينَ أوليائِه وأَعدائِه، ومنه فَلْقُه البَحْرَ لموسى فَلْقًا وسَمَّاهُ، .
فالله يفرق به بين الحق و الباطل ؛ يفرق بين ظلومات الجهل إلي نور الحق و العلم ؛ ؛ فرقان في قلوب عباده المؤمنين يفرق به بين الحق و الباطل؛ يجعل لعباده فرقا يكشف به الحجب التي تحول دون معرفة الحق ؛فما حصل لبعاده المؤمنين من الهداية و السير على الطريق المستقيم ؛ و معرفة الحق ورؤيته ظاهرا واضحا جليا لا لبس فيه ؛ وعدم التخبط في ظلمات الجهل إلا من آثار رب الفلق.الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور.
و رب الفلقأي: مالكه ومدبر أمره والمتصرف فيه
مالكه والمتصرف فيه فلا يكون فَلْقٌ إلا بإذنه، ولا يخرج شيء من شيء إلا بإذنه.
وكل بلاء وشرٍّ يعرض للعبد فإنه لا ينجيه منه إلا ربُّ الفلق.
واثر ذلك على العبد
أنه إذا أيقن بهذا استراح من عناء كثير من جانب التعلق بالخلق وما يترتب على التعلق بهم من آثار سيئة كبيرة قد تفسد الدين والعقل والمروءة والخلق.
ومن جانب آخر تقتضي منه استشعار مسؤولية القيام بأمر الله كما يحب الله عز وجل، وأن فلاحه وسعادته وضمان أمره إنما هو بالقيام بأمر الله: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله}

2حرّر القول في المراد بالغاسق.

ورد في ذلك أقوال : فالغسق يطلق على الليل والقمر والكوكب و الثريا

1- الغاسق بالليل
هو قوله مجاهد وهو الذي عليه أكثر المفسرين
وذلك لقوله تعالى :{أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}
و دلوك الشمس: معناه :
زوالها ،وقيل:غروبها،وقيل:دنوّها للغروب.
ثلاثة أقوال وعليه يكون غسق اليل معناه أيضا ثلاثة أقوال.
1:أول ظلمته عند غروب الشمس،
2وأول العشاء عند غياب الشفق،
3 وحين اشتداد ظلمة الليل واجتماعها، وذلك نصف الليل.
وهذه الأقوال كلها صحيحة وهي تنتظم مواقيت الصلوات بَدْءًا وانتهاء سوى صلاة الفجر، فقال تعالى: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً}.
وذكر في علة تسمية الليل بالغاسق أمور
-: أن الليل مظلم وكل ما يظلم فهو غاسق وعليه معنى {من شر غاسق إذا وقب} أي من شر مظلم إذا وقب
الغاسق كل ما فيه ظلمة من الليل وغيره..وهو قول ابن جرير و ابن قتيبة و الأخفش وابن خالويه
- : أن الليل بارد فهو أبرد من النهار وهو قول الزجاج
والغاسق البارد ؛ و الغسق البرد ودليل هذا القول
قوله تعالى :
{هذا فليذوقوه حميم وغساق} وقوله تعالى { إلا حميما وغساقا}
والحميم: الحار والغساق البارد وأهل النار يعذبون بشدة الحرة شدة البرد
فكل بارد فهو غاسق سواء كان مظلم أو غير مظلم
-الغاسق الكوكب
2-تفسير الغاسق بالكوكب: و هو قوله مجاهد وزيد ابن اسلم

قال: زيد ابن أسلم :(كانت العرب تقول: الغاسق سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها). رواه ابن جرير
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (النجم الغاسق) رواه ابن جرير في تفسيره
قال ابن كثير: (وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم) ا.هـ.
3--الغاسق بالقمر
وحجة أصحاب هذا القول حديث عائشة رضى الله عنها أنها قالت
:(أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي فأرانيَ القمر حين طلع ؛ فقال:((تعوَّذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب))).رواه أحمد والنسائي
وفي رواية الترمذي والحاكم ك{(فأراني القمر حين طلع}
)
وقد أُشتُشكل هذا الحديث في معنى كون القمر غاسق فذكر في ذلك أقوال
قيل أن القمر آية من آيات اليل. و دليل ذلك قوله تعالى:{وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة}.
وهو مذهب إبراهيم الحربي في غريب الحديث والطحاوي وشيخ الإسلام ابن تيمية

وقيل :{ ومن شر غاسق إذا وقب}أي: القمر إذا خَسَف،وهؤلاء أرادوا أن القمر إذا خَسَف اسودَّ فيكون ذلك غسوقه لأنهم فهموا من معنى الغسوق الإظلام، والقمر إذا كسف أظلم، وهذا التعليل ذكره ابن قتيبة في غريب القرآن والبغوي في معالم التزيل.
وهو خطأ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشار إلى القمر لم يكن منكسفاً.


وقيل أن معنى الغاسق إذا وقب: القمر إذا ذهب ضوءه، وهو قول ابن خالويه قال: (وإنما يكون ذهابُ ضوئه أمارة لقيام الساعة}
4-الغاسق الذكر
وحجة هذا أقوال مارواه أبو المظفر السمعاني، عن أبي بكر النقاش المفسّر أنه روى في تفسير بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قالَ: {مِن شَرِّ غاسقٍ إذا وَقَبَ}: "مِن شرِّ الذَّكَرِ إذا دَخَلَ".
قالَ النَّقَّاشُ: فذَكَرْتُ ذلك لمحمَّدِ بن إسحاقَ ابن خُزيمةَ، وقلْتُ: هل يَجوزُ أن تُفَسِّرَ القرآنَ بهذا؟
قالَ: نعم , قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ مَنِيِّي)).

معنى الغسق لغة
قال الماوردي في تفسيره إذ قال: (أصل الغسق: الجريان بالضرر، مأخوذ من قولهم: غسقت القرحة إذا جرى صديدها).
وهذا المعنى مستنبط من إطلاق العرب لمعنى للفظ الغسق
فان العرب تقول غسق الجرح إذا سال صديده
غسَقت العين: إذا جرى دمعهابما يخالطه من قذى العين وغمصها ورمصها.
وغَسَقُ الطعامِ عند العرب هو: قُمَاشُه وما يكون فيه من أخلاط يسمونه غسقاً.
وتقول العرب: غَسَقَ اللبنُ إذا انصبَّ من الضرع.
وغسقت السماء إذا أمطرت وإذاأظلمت.
وقيل للحية غاسق إذا لدغت
وفي حديث عمر موقوفاً: (ولا تفطروا حتى يغسِقَ اللّيلُ على الظِّرابِ)أي: حتى تغشى ظلمةُ الليل الظرابَ وهي الجبال الصغار.
وكان الربيع بن خثيمٍ الثوري يقول لمؤذنه يوم الغيم: "أَغْسِقْ أَغْسِقْ"، أي: لا تؤذن للمغرب حتى تبدوَ ظلمةُ الليل.
تبين من ذلك أن الغسق ينتقل ويجري و ربما يتغشى وربما يكون فيه ما يكون من الأخلاط والآفات ولهذا كان هذا المعنى يقصد على جميع من قيل في المراد بالغاسق
فيحمل المعنى على العموم كما قال ابن جرير
: (الليلُ إذا دخل في ظلامه: غاسق، والنجم إذا أفل: غاسق، والقمر: غاسق إذا وقب، ولم يخصِّص بعضَ ذلك، بل عمَّ الأمرَ بذلك ، فكلُّ غاسق فإنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب) ا.هـ.
فالليل: يغسق إذا غطى بظلمته ويكون معه من الفتن والآفات والشرور ما يكون. وذلك كل ليلة ونحن نستعيذ بالله من شر غسوق الليل وما يكون فيه من الفتن و الآفات و الشرور.
-البرد كذلك يغسق لأنه يتغشى من يصيبه شيئا فشيئا ويدخل إلى أعضائه دخولا يكون معه شرور وآفات
-والجرح يغسق لأنه إذا سال بصديده قد كون معه غسوق مصحوب بأخلاط قد ترى وقد لا ترى وقد يكون أثرها محسوسا وقد يكون خفيا غير محسوس
-والسحر يغسق و الحسد يغسق والعين تغسق وسائر الشرور تغسق على الإنسان فيحصل بسبب ذلك من الضرر والأذى ما يحصل بما يأذن الله به.
-والقمر غاسق من جملة ما يغسق ولغسوقه شر لا نعلمه ولا ندركه بحواسنا؛ فطلوع الشمس وغروبُها بين قرني شيطان دليل على اقتران شرٍّ بطلوعها وغروبها لا ندركه، وإنما نعلم منه ما دلَّ عليه الدليل.
فكذلك اقتران طلوع القمر بشرّ لا نعلمه يكون له أثر على الخلق هو أمر من أمور الغيب نؤمن به ولا نتكلم في تعيينه ولا وصفه إلا بما دل عليه الدليل، وما ظهر لنا علمه.
من ذلك أن السحرة يتحينون لعمل سحر التمريض آخر الشهر لأجل ازدياد ظلمة القمر. فعلم من ذلك أن القمر غاسق، وفي وقوبه شر عظيم الله أعلم به.
-والثريا أيضا غاسق يقال أن الأسقام تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها
.
-والقلب له سحابة مثل سحابة القمر تتغشاه وهى نوع من أنواع الغاسق
فحصل مما سبق بيانه أن" غاسق" عام فالتنكير فيه لإرادة العموم من شر كل غاسق .
فالذي يغسق أشياء كثيرة. سواء علمناه أو لم نعلمه
قال ابن جرير: (كل غاسق فإنه صلى الله عليه وسلم كان يُؤمر بالاستعاذة من شرِّه إذا وقب).

3: ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟

{إذا حسد} أي: إذا فَعل هذا الفعل وهو الحسد؛ فإنه يضر بإذن الله تعالى. أما إذا لم يخرجها صاحبها فإنها لاتضر
وهذا كما يقال في المرأة: هي مرضع؛ أي إذا كان لها ولد في سِنّ الرَّضاع ، ولها ما ترضعه.ويقال: هي مرضعة، إذا كانت تُرضِع بالفعل.
فهذا يدل أن الحسد صفة كامنة في النفس ؛ فإذا بقيت في النفس و لم يخرجها صاحبها فلا شر و لا ضر حاصل منها كأن يكون لا يأبه للنعمة ؛ أو كان إذا رأى ما يعجبه من النعمة على غيره دعا للمنعم عليه بالبركة واستعاذ بالله من شر نفسه، فإن حسده لا يضره ولا يضر صاحب النعمة، فمن عامل نفسه بهذا فبإذن الله يوفق إلى معالجتها و إضعاف صفة الحسد ..واضمحلالها.
- أما إذا أخرجها صاحبها؛ كلما رأى ما يعجبه من نعم والخير حسد صاحبها فإن قوة الحسد تنموا وتعظم حتى يصير حسودا كثيرا . فيحصل بذلك الشر و الضر ما الله به عليه فتكون مؤثرة بإذن الله تعالى وهناك من يحمله الحسد على الكيد والبغي.

4:ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
فرق أهل العلم بين الغبطة والحسد بما فهم من كلام النبي
النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكم فهو يقضي بها ويعلّمها)). متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
فالغبطة هو أن يتمنّى الرجل مثل النعمة التي أعطيها أخوه المسلم من غير أن يتمنى زوالها عنه.
بخلاف الحسد هوان يتمنى زوال النعمة التي أعطيت لأخيه ؛ سواء تمنى أن تتنقل إليه أو لم يتمنى.

5: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.

- القصد في الدعاء هو جمع القلب و صدق اللجوء إلى الله وتصحيح العبادة؛ فعلى العبد أن يحرص في تحقيقها و وليحذر من غفلة القلب أثناء الدعاء
- الاهتمام بمعرفة معاني الأذكار و الأدعية ؛ لأن أثرها يكون بحسب قوة عقل المعني و استحضارها على القلب .
- الاهتمام بمعرفة وتعلم معاني أسماء الله وصفاته ؛ ومعرفة المناسبة التي بينها و بين الأحكام التي ترد معها.
- على العبد في دعاءه لربه أن يجتهد في اختار أسماء الله وصفاته ما يناسب مطلوبه و يقتضيه.
-العبد لا اختيار له في نوع البلاء الذي يقع عليه؛ الله يبتلي عبده بما شاء ومتى شاء و كيف شاء. وعلى العبد أن يتبع هدى الله حتى يرفع عنه البلاء و يصبر و لا يستعجل ؛ الله هو الذي يرفع عنه البلاء متى شاء و كيف شاء و بما شاء فهو الحكيم الخبير
-قوة التعلق بالله في كشف البلاء وقطع كل التعلقات بالعباد فإنهم لا ينفعون ولا يضرون لان الجميع ملك لله عزوجل
الخير كل الخير في إتباع شرع الله عزوجل من امتثال أوامره واجتناب نواهيه وإتباع هداه و إتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فبه يحصل الخير و يدفع الشر وتحل البركات و تزكوا النفوس؛ والشر كل الشر بترك إتباع هدى الله عزوجل واقتراف المعاصي و ترك الواجبات والطاعات..به تحل أنواع الشرور.والآفات والآلام

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11 شعبان 1438هـ/7-05-2017م, 01:40 AM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: ما الذي يمنع العبد من رؤية الحق؟ وما السبيل إلى إبصاره ومعرفته؟
🔹الأصل في الحق أنه واضح لمن هداه الله ونور بصره وبصيرته ... فالحق أبلج وله نور ... ولا يحجب العبد عن رؤيته والسير فيه إلا قواطع الدنيا وصوارفها من حجب وآفات ...
و أشد ما يحجب عن النفس رؤية الحق هي الشرور المعنوية من الجهل والضلال والهوى والذنوب التي ترين على القلب فلا يعود يميز بعدها حقا من باطل ... وهي من شرور الإمساك التي تمسك عن العبد ما ينفعه ...
فالجهل يعمي القلب عن رؤية الحق مع أنه قد يكون أمامه ، لكنه بجهله يعمى عنه ... بل ربما سلك سبل الضلال ظانا أنها سبل الحق والسلام ... ، والغي والضلال يعمي القلب شيئا فشيئا ... فلا يزال العبد يوغل في ضلاله ويسير فيه حتى يطبع على قلبه فلا يرى الحق حقا ولا الباطل باطلا والعياذ بالله ...
وكذلك الذنوب ترين على القلب حتى تخرجه من النور إلى الظلمات .... واتباع الهوى يزين لأتباعه ما تهواه النفس ، والحق ثقيل على النفوس وهواها ... فمتبع هواه أبعد ما يكون عن إبصار الحق ...
فهذه بعض الآفات التي تحجب العبد عن رؤية الحق فضلا عن اتباعه ...

🔹وأما السبيل إلى إبصاره ومعرفته فهو فلق هذه الحجب التي تحول بينه وبين ما ينفعه من الحق ... ولا فالق لتلك الحجب إلا الله رب الفلق ... فإنه لا يكشف حجاب عن حق إلا بإذنه ، ولا يهتدي مهتد إلا بإذنه ...
- وعلم العبد بهذا الأمر يجعله يلجأ لمن له الخلق والأمر ... لرب الفلق وحده ، وينفض يديه من الخلق كلهم فلا أحد يملك هدايته وضلاله إلا خالقه ... فيستعيذ به من كل تلك الشرور والآفات ... ويسأله أن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه ...

- ويعلم أنه حتى يكون أهلا لأن تفلق له تلك الحجب ... ويوفق لهداية الله وتأييده لا بد أن يكون قائما بأمر الله تعالى في نفسه وفيما حوله كما يحب الله ويرضى ...
- فيبدأ بإصلاح نفسه وقلبه ... فيخلص قلبه من كل الشوائب والصوارف والقواطع ... ويخلص عباداته القلبية ... فإذا صلح قلبه صلح سائر جسده ... وصلح عمله ...
- ويعمل على إصلاح عمله قدر استطاعته ... ويحرص على الاستقامة على أمر الله تعالى ... فإن من قام بأمر الله حق القيام تعهد الله له بالهداية والتأييد ...

2: اذكر أنواع الشرور، وكيفية التغلّب على كل نوع.
أمرنا الله تعالى في هذه السورة أن نتعوذ من الشرور ... فقال ( من شر ما خلق ) ... وهذا يشمل شر المخلوقات كلها ... فهي استعاذة من كل أنواع الشرور ...
وتقسم الشرور إلى نوعين رئيسين ... تحت كل نوع شرور كثيرة ..
🔹 وهذان النوعان هما :
1- شرور حجب وإمساك : وهي التي يحجب عن العبد ما ينفعه ويحتاج إليه بسببها ، فتقف هذه الشرور حائلا يمسك العبد ويمنعه من نيل ما يحتاجه أو ما ينفعه ... وذلك في الأمور الحسية والمعنوية ...

2- شرور هجوم واعتداء ... وهي التي تهجم على العبد وتعتدي عليه فتؤذيه وتسبب له الضرر من مرض أو غيره ... بل ربما قتلته ...

- وقد يجتمع النوعان في بعض أنواع الشرور وهي أشدها وأكثرها شرا ... وقد ينفرد الشر بنوع واحد من هذين النوعين ...

🔻وهذه الشرور تصيب روح العبد وجسده ...
أ . فأما الروح فقد يصيبها شر الحجب فيحجبها عن نور الهدى وعما ينفعها من الحق كشر الجهل والغي والضلال والهوى والذنوب وغيرها ...
أو شر الهجوم فيهجم عليها داعي الشهوة والزيغ والضلال فيلفتها عما كانت عليه من الحق والرسوخ والثبات

- والتغلب على هذا النوع من الشرور لذي يصيب الروح بعلاج تلك الآفات بالالتجاء إلى الله والقيام بأمره كما يحب ويرضى ، وبذل كل جهد مستطاع ليكون أهلا للهداية ونور الحق ... ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم )

ب- وأما البدن فقد تهجم على عضو من أعضائه آفة تصيبه فتمنع وتحجب عنه وصول ما ينفعه كالغذاء والدواء وأسباب الطاقة والقوة ... فإذا استمرت فيه أنهكته ...
وقد يكون شرا من خارجه يعتدي عليه فيؤذيه وينهكه ...

- والتغلب على هذا النوع من الشرور بالدعاء لله تعالى أن يكشف السوء ، إذ لا كاشف له إلا هو سبحانه ، ولا يفلق حجب الصحة عنه إلا رب الفلق ، ويكون ذلك مع التداوي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان شر الهاجم آفة من الآفات ... وبدفع هذا الأذى بكل ما أوتي من قوة ووسيلة إذا كان عدوا أو مؤذيا من خارجه ...
فإذا سلم كان الجسد سليما معافى من الآفات والأمراض كان مطية للروح ... وإن سلمت الروح من الحجب والصوارف وآفات القلوب وأمراضها كالعجب والحسد والغل والهوى والضلال والزيغ وغيرها كان العبد سليما معافى ... وليس ذلك إلا بإذن الله ...

3: وضّح أثر استحضار معاني المعوذتين في الرقية بهما.
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجانّ وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان؛ فلما نزلتا أخذ بهما ، وترك ما سواهما).رواه الترمذي وابن ماجة والنسائي

- هذا الحديث واحد من الأحاديث التي تبين ما للمعوذتين من أثر في الرقية بهما ... وذلك الأثر جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذهما ويترك ما سواهما ...
وهذا يدل على أن قوة التأثير في الرقية ليس مرتبطا بطولها وكثرتها ... وإنما بقوة معانيها وعقلها وفهمها ... واستحضار تلك المعاني عند الرقية بهما وإرادة التأثير بهما بإذن الله تعالى الذي لا يكشف السوء إلا هو ولا يمس الضر إلا بإذنه ....
فالرقية معنوية وتأثيرها معنوي يصل إلى الأمور الحسية بإذن الله ....

- فمن استحضر أنه عندما يستعيذ برب الفلق ورب الناس إنما يلجأ إلى الله مسلما له بربوبيته الكاملة موقنا يقينا لا ريب فيه أنه له الخلق والأمر ... وأنه ما من ضر يصيبه إلا بإذنه ... وما من سوء يكشف عنه إلا بإذنه ...
- وأنه سبحانه هو وحده كما فلق الحبة وأخرج منها النبت وفلق الصبح من الليل وفلق كل شيء حوله هو وحدة القادر على أن يفلق له طرقا للنجاة كما فلق لموسى البحر ( فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) ... من استحضر هذا المعنى علم أنه عاذ بمعاذ ... وأن من أمره بهذه الرقية لا بد ينجيه ويعيذه مما استعاذ منه ... فيستعيذ منه من كل الشرور وكل أنواعها ... روحية كانت أو جسدية ... تقع عليه من نفسه أو من خارجها ... فيستعيذ به من شر كل مخلوقاته ، ومن شر كل ما يقب عليه ، ومن شر كل من أراد به سوءا حسدا أو غلا أو نفثا ... فاستحضاره لهذه المعاني يجعل تأثير الرقية عليه أبلغ لما يصحبها من اليقين والتسليم ...
- وكذلك الاستعاذة برب الناس بربوبيته وملكه وألوهيته يجعل العبد يستشعر أن هذه الاستعاذة لا تصرف إلا لله وحده إذ لا رب ولا إله سواه ... ولا صارف لشر الوسواس الخناس إلا هو ... فذلك يملأ قلبه سكينة وطمأنينه وأمانا أنه في حمى الرحمن ... فلا يضره شيء إلا بإذن الله ...

- ولقوة معاني المعوذتين واستحضار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما كانوا يرقون بهما وتكفيانهم ... واليوم يرقي كثير من المسلمون برقى مطولة يظنون أن الأثر بطولها ... والحق أنه فاتهم استحضار معانيهما لأنهما لم تتركا شرا إلا تعوذ منه فيهما ....

4: حرّر القول في المراد بالحاسد.
الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء عليه ...
ومنه فالحاسد هو الشخص الذي يتمنى زوال النعمة عن غيره فيحسده على أي نعمة تحدث له أو نعمة يتمنى حدوثها ... ، أو يتمنى دوام بلاء له ...

🔺وأما المراد بالحاسد في الآية ففيه أقوال :
1- أن المراد عام في كل حاسد ... وهو رأي قتادة وعطاء الخراساني ونص عليه ابن جرير فقال : ( أُمِرَ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شر كل حاسد إذا حسد). ، وهو قول جمهور المفسرين ... وهو الأصوب ...
ويؤيده أن ( حاسد ) جاءت نكرة لتفيد العموم ...

2- أن المراد هم اليهود ... وهو قول عبد الرحمن بن زيد ومقاتل بن سليمان، واختاره البغوي في تفسيره، وأما في شرح السنة فاختار القول الأول.

3- المراد بالحاسد هو لبيد بن الأعصم لأنه هو الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم حسدا ... وهو قول الفراء وبعض المفسرين ...

والقول الأول هو أصحها وأعمها ... فاليهود وإن كانوا قد كادوا للمؤمنين حسدا وبغيا من أنفسهم ... بل كما قال تعالى ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم )
وقوله تعالى ( أم يحسدون الناس على ما ءاتاهم الله من فضله ) ...

فاليهود اتصفوا بالحسد للمؤمنين ... ولكن ليس في النص ما يدعو لتخصيص المعنى بهم ... فهم جزء ممن يحسد وغيرهم كثير
وكذلك لبيد بن الأعصم هوواحد من كثير ...
والأصوب حمل النص على عمومه ...
وكما قال شيخنا حفظه الله ( والقول الأول هو الأولى بالصواب؛ فقوله تعالى: {ومن شر حاسدٍ إذا حسد}؛ {حاسدٍ} هنا نكرة، والتنكير فيه لإرادة العموم، أي: ومن شر كل حاسدٍ.

5: بيّن الحكمة من تقييد الاستعاذة من شر الغاسق بــ (إذا) الظرفيّة.
أولا :
- الغاسق وقد اختلف المفسرون في معناه أيا كان
سواء كان الليل أو الكوكب كالقمر والثريا وغيرها أو كان كل ما يجري بالضرر على عموم معناه .... جاءت الاستعاذة به إذا وقب ...
- ووقب اختلف فيه أهو إذا أقبل أو إذا ذهب ، ولغة الدخول في الوقبة أو النقرة ...
ثانيا :
- وعلى هذا فالله أمرنا بالاستعاذة بالغاسق في ظرف معين ... وهو الاستعاذة به عند وقوبه ... إذ قيدالاستعاذة بإذا وقب ...
🔹والحكمة في ذلك أن الغاسق يكون شره عند وقوبه ... لذلك يستعاذ به في هذه الحالة ...
- فمثلا الليل ... إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بكف الصبيان أول دخوله أي وقوبه لما يحمله هذا الوقت من الشرور والآفات ...كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كفّوا صِبيانكم حتى تذهب فَحْمَةُ -أو فورة- العشاء ساعةَ تهبُّ الشياطين)). رواه البخاري

وهذا الكف لساعة من الزمن ... فالشر ليس في الليل بحد ذاته وإنما مقترن بوقوبه ...
وكذلك عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفوا صبيانكم عند فحمة العشاء، وإياكم والسَّمَرَ بعد هَدْأة الرِّجْل؛ فإنكم لا تدرون ما يبثُّ الله من خلقه؛ فأغلقوا الأبواب، وأطفئوا المصباح، وأَكْفِؤا الإناء، وأوكوا السقاء))

- وكذلك ترد على الإنسان الوساوس والخطرات .... لكنها لا تؤثر فيه إذا كان ذاكرا لله ... فإذا لها وسها كان هذا اللهو منه كالوقبة يلج منه الوسواس ... فيكون الشر منه عند وقوبه ...
- وكذلك الأمراض قد تعرض على الجسم الصحيح فلا تؤثر فيه لأنه قد وقى نفسه منه بعلاج أو غيره ... فإذا قصر في ذلك كان ذلك سببا لوقوبه وتأثيره فيه ...

🔺 مما سبق نتبين أن الحكمة من اقتران الاستعاذة بالغاسق ب( إذا ) الظرفية هو التنبيه أن شر الغاسق إنما يكون عند وقوبه فلذلك جاءت الاستعاذة به في هذه الحال ...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 شعبان 1438هـ/7-05-2017م, 05:23 AM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية



1: متى نزلت المعوذتان؟
نزلت المعوذتين في المدينة على الراجح من أقوال أهل العلم ،وقد ذكر في المسألة قولان
القول الأول:
أنها نزلت في المدينة
دليل القول :
الحديث الأول:
حديث عقبة بن عامر في صحيح مسلم وسنن النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس})).
وعقبة بن عامر الجهني ممن أسلم بعد الهجرة.
وقول النبي صلى الله عليه سلم له: ((أنزلت الليلة)) يدل على حداثة نزولها عند التحديث.
الحديث الثاني :
حديث أبي سعيد الخدري المتقدم آنفاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وترك ما سواهما.
وأبو سعيد الخدري رضي الله عنه من صغار الأنصار من لدات أنس بن مالك وعبد الله بن عمر قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو غلام.
القائلين بمدنية نزولهما :
الثعلبي وأبو عمرو الداني وأبو معشر الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم.
القول الثاني:
ذهب بعض المفسرين إلى أنهما مكيتان، وهو قول ضعيف لا يصح.
القائلين بمكية نزولهما:
الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور.
2: كيف تردّ على من أنكر حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
من الأحاديث التي كانت محل جدل عند البعض ، وأثيرت حولها العديد من الشبهات في القديم والحديث أحاديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مع أنها أحاديث صحيحة ثابتة ، بل في أعلى درجات الصحة ، ولا مطعن فيها بوجه من الوجوه ، فقد اتفق على إخراجها البخاري و مسلم ، ورواها غيرهما من أصحاب كتب الحديث كالإمام أحمد و ابن ماجه وغيرهم

روايات الحديث
روى البخاري و مسلم واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليَّ ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر ، قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه ، فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء ، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله ، أفلا استخرجته ؟ فقال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثوِّر على الناس فيه شراً ، فأمر بها فدفنت " .

وفي رواية للبخاري عن عائشة : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِر ، حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن - قال : سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا - ، وفي رواية قالت : مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي

الشبه التي أثيرت حول الحديث
ذكر الإمام ابن قتيبة رحمه الله في كتابه " تأويل مختلف الحديث " هذه الحديث من ضمن الأحاديث التي طعن فيها النظَّام وأمثاله من أئمة الاعتزال الذين لا يقيمون وزناً للأحاديث والسنن ، وزعم الجصاص أنه من وضع الملحدين ، وادعى أبو بكر الأصم أنه متروك ومخالف لنص القرآن .

ثم جاء بعض المعاصرين فتلقفوا هذه الآراء ، ورددوها تحت مسمى تحكيم العقل ، وطرح كل ما يتعارض مع مسلماته وثوابته ، ويمكن تلخيص الشبه المثارة حول الحديث في ثلاثة أمور .

الأول :أن الحديث وإن رواه البخاري و مسلم فهو حديث آحادي ، لا يؤخذ به في العقائد ، وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تأثير السحر في عقله ، عقيدة من العقائد ، فلا يؤخذ في إثبات ما يخالفها إلا باليقين كالحديث المتواتر ، ولا يكتفي في ذلك بالظن .

والثاني : أن الحديث يخالف القرآن الكريم الذي هو متواتر ويقيني ، في نفي السحر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فالقرآن نعى على المشركين ووبخهم على نسبتهم إثبات السحر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه :{ وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الفرقان 8 - 9) ، وقال جل وعلا : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الإسراء 47 - 48) .

الثالث :أنه لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله ، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه ، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه ، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة والبلاغ .
الرابع: مِنَ المعتزلة ومَن وافقهم في بعض أصولهم من ينكر هذه الحادثة لإنكاره حقيقة السحر أصلاً كما فعل ذلك الجصاص والنحاس، ونُقِل ذلك عن القاضي عبد الجبار وأبي بكر الأصم.
ومنهم من أعرض عن ذكرها في تفسيره كما فعل الزمخشري.
والماوردي حكى القولين وتوقف، وهو موافق للمعتزلة في بعض أصولهم.
ولا خلاف بين السلف في ثبوت هذه القصة ، كما أنه لا خلاف في أنها غير مؤثرة في تبليغه صلى الله عليه وسلم للرسالة.

الرد على الشبه
الرد على كونه من خبر الآحاد :
ما يتعلق بحجية أخبار الآحاد ، فإن الأدلة شاهدة من كتاب الله ، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال السلف ، بل وإجماعهم - كما نقله غير واحد كالشافعي و النووي و الآمدي وغيرهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، وقبول الاستدلال به في العقائد والعبادات على حد سواء ، وهي أدلة كثيرة لا تحصى ويكفي وجود هذه الأحاديث في الصحيحين للجزم بصحتها وثبوتها، وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقبول، وليست هي من الأحاديث المنتقدة حتى تستثنى من ذلك، وقد رُوِيت من طرق عدة في الصحيحين وغيرهما ، وعن غير واحد من الصحابة منهم : عائشة ، و ابن عباس ، و زيد بن أرقم - رضي الله عنهم- ، وغيرهم مما يبعد عنه احتمال الغلط أو السهو أو الكذب ، كما أثبتها واعترف بصحتها رواية ودراية كبار الأئمة الذي هم أرسخ قدمـًا في هذا الشأن ، وفي الجمع بين المعقول والمنقول كالإمام المازري و الخطابي ،و القاضي عياض ، والإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، والإمام ابن كثير ، والإمام ابن حجر وغيرهم ممن لا يحصيهم العدُّ ، فهل كل هؤلاء الأئمة فسدت عقولهم ، فلم يتفطنوا إلى ما تفطن إليه أصحاب العقول ؟! ، أم أنه التسليم والانقياد ، وتعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعدم معارضته برأي أو قياس .
الرد على من قال بمخالفته للقرآن :
أجاب أهل العلم عن إيراد المعتزلة بأن المسحور في هذه الآية المراد به الذي أصابه جنون بسبب السحر فخبَّله السحر وأذهب عقله، أمَّا الذي لم يؤثر السحر في عقله وإدراكه ومنطقه فغير مراد هنا ولا حجة لهم في المنع من تصديق قوله بسبب هذا السحر.
والسحر الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم غير مؤثر في عقله وتبليغه الرسالة بلا خلاف بين أهل العلم.
قال السهيلي (ت:581هـ): (الحديث ثابت خرَّجه أهل الصحيح ، ولا مطعن فيه من جهة النقل، ولا من جهة العقل، لأن العصمة إنما وجبت لهم في عقولهم وأديانهم، وأما أبدانهم فإنهم يُبتلون فيها، ويُخلَصُ إليهم بالجراحة والضرب والسموم والقتل، والأُخذة التي أُخِّذَها رسول الله صلى الله عليه من هذا الفنِّ ، إنما كانت في بعض جوارحه دون بعض) ا.هـ.
وقولهم أن الحديث مخالف للقرآن فهو دليل على سوء الفهم ، لأن المشركين لم يريدوا بقولهم :{إن تتبعون إلا رجلا مسحورا } أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُحر فترة يسيرة بحيث لم يتعلق سحره بأمور الرسالة والتبليغ ، ثم شفاه الله ، وإنما أرادوا بقولهم ذلك إثبات أن ما يصدُر عنه ما هو إلا خيال وجنون في كل ما يقول وما يفعل ، وفيما يأتي ويذر، وأنه ليس رسولاً ، وأن ما جاء به ليس من الوحي في شيء ، وإنما هو خيال مسحور ، فغرضهم إنكار رسالته - صلى الله عليه وسلم - ، وبالتالي فلا يلزمهم تصديقه ولا اتباعه .

ولا ريب أن الحال التي ذُكَرت في الحديث عروضها له - صلى الله عليه وسلم - لفترة خاصة ، ليست هي التي زعمها المشركون في شيء ، فلا يصح أن يؤخذ من تكذيب القرآن لما زعمه المشركون دليلاً على عدم ثبوت الحديث ، فنحن عندما نؤمن بما دل عليه الحديث لا نكون مصدقين للمشركين ولا موافقين لهم فيما أرادوا ، لأن الذي عناه الحديث غير الذي عناه أولئك الظالمون، وإذا ثبت ذلك لم يكن هناك تصديق ولا موافقة لهم .
الرد على القول بأنه ينافي عصمة النبوة :
وأما ادعائهم بأن هذا الحديث يتنافى مع عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرسالة والبلاغ فإن الذين صححوا حديث السحر كالبخاري و مسلم وغيرهما ، ومن جاء بعدهما من أهل العلم والشراح ، قالوا إن ما حدث للنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من جنس سائر الأمراض التي تعرض لجميع البشر ، وتتعلق بالجسم ولا تسلط لها على العقل أبداً ، وهو أمر يجوز على سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، قال القاضي عياض : " فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده ، وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده "

وقول عائشة : " أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله " إما أن يكون في أمور الدنيا لا في أمور الدين والرسالة ، وقياس أمور الوحي والرسالة على أمور الدنيا قياس مع الفارق ، فإنه بالنسبة لأمور الدين معصوم من الخطأ والتغير والتبدل لا يخالف في ذلك أحدٌ ، فللرسول - صلى الله عليه وسلم - اعتباران : اعتبار كونه بشرًا ، واعتبار كونه رسولاً ، فبالاعتبار الأول يجوز عليه ما يجوز على سائر البشر ، ومنه أن يُسحر ، وبالاعتبار الثاني لا يجوز ما يخل بالرسالة لقيام الدليل العقلي والنقلي على العصمة منه .
على أنه قد قال بعضهم : إنه لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله ، أن يجزم بفعله ذلك ، وإنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت .

وإما أن يكون ذلك التخيل في أمر خاص بينته الروايات الأخرى في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، هي رواية الإمام سفيان بن عيينة التي رواها عنه اثنان من كبار شيوخ البخاري الأول شيخه المُسْنَدي ، والثاني شيخه الإمام الحميدي ، وفيها تقول عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سحر حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهنَّ ، قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذلك " .
فهذه الرواية تبين ما في الرواية الأولى من إجمال ، وما هو هذا الشيء الذي كان يخيل إليه أنه فعله ولم يفعله ؟ ، قال القاضي عياض رحمه الله : " يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء ، فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود " .

وليس في الحديث أبداً ما يخل بعصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلق بالتبليغ والرسالة ، ولذلك قال الإمام المازري رحمه الله : " أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث - يريد حديث السحر - وزعموا أنه يحط منصب النبوة ، ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك باطل ، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرَّعوه من الشرائع ، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ، وأنه يوحى إليه ولم يوح إليه بشيء ، وهذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل.

وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يُخَيَّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين " ، قال : " وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن ، وهذا كثيرًا ما يقع تخيله للإنسان ، وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة "

ثم ما رأي المنكرين للحديث فيما ثبت في القرآن الكريم منسوباً إلى نبي الله موسى عليه السلام من أنه تخيل في حبال السحرة وعصيهم أنها حيات تسعى ، فهل ينكرون القرآن القطعي المتواتر ؟! وهل تخيله هذا أخل بمنصب الرسالة والتبليغ ؟! وإذا كان لا مناص لهم من التسليم بما جاء به القرآن الكريم ، فلم اعتبروا التخيل في حديث السحر منافيـًا للعصمة ؟! ولم يعتبروه في قصة موسى عليه السلام منافيـًا للعصمة ؟! .

لقد شاء الله سبحانه - وله الحكمة البالغة - أن يبتلي أنبياءه بشتى أنواع البلاء ليعلم الناس أنهم بشر مثلهم ، فلا يرفعوهم إلى درجة الألوهية ، وليزداد ثواب الأنبياء ، وتعظم منازلهم ودرجاتهم عند الله تعالى بما يلاقونه ويتحملونه في سبيل تبليغ رسالات الله ، وللإمام ابن القيم كلام حول هذا الموضوع نرى أن نختم به حديثنا ، حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر الأحاديث الدالة على سِحر النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث ، مُتَلقَّى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته ، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم ، وأنكروه أشد الإنكار ، وقابلوه بالتكذيب ، وصنف فيه بعضهم مصنفـًا منفردًا حمل فيه على هشام - يعني ابن عروة بن الزبير - ، وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال : غلط واشتبه عليه الأمر ، ولم يكن من هذا شيء ، قال : لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يُسْحَر ، فإنه تصديق لقول الكفار : {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }( الإسراء 47 ، الفرقان 8) .... قالوا : فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا ، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم ، وعصمتهم من الشياطين .

قال : وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم ، فإن هشامـًا من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحدٌ من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن ؟ ، وقد رواه غير هشام عن عائشة ، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة ، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن ، والحديث ، والتاريخ ، والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأيامه من المتكلمين ( ثم أخذ يذكر بعض الروايات في إثبات سحره - صلى الله عليه وسلم- ) . . . . . . إلى أن قال : والسحر الذي أصابه كان مرضـًا من الأمراض عارضـًا شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ، فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ، فقد أغمي عليه -- صلى الله عليه وسلم - في مرضه ، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ شِقه ( أي انخدش ) ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعةً في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ؛ فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس ، فليس ببدع أن يبتلى النبي - صلى الله عليه وسلم- من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه ، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد ، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك ، بل هذا من كمالهم ، وعلو درجاتهم عند الله "
3: بيّن درجات النّاس في الاستعاذة؟
الناس في الاستعاذة على درجات:
الدرجة الأولى:
الاستعاذة الباطلة، وهي الاستعاذة التي تخلَّف عنها أحد شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة
سواء كان ذلك بالشرك أو أن تكون الإستعاذة بدعية على غير نهج السنة
الدرجة الثانية:
الاستعاذة الناقصة، وهي استعاذة خلت من الشرك والبدعة، لكنها استعاذة ناقصة ضعيفة لما فيها من ضعف الالتجاء إلى الله، وضعف الاستعانة به،
والاستعاذةُ نوع من أنواع الدعاء وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )) والحديث حسَّنه الألبانيّ رحمه الله ،وكلما كان حضور القلب أقوى كلما كانت الإستعاذة أنفع بإذن الله وإذا ضعف حضور القلب ضعفت تأثيرها ولكنها تنفع صاحبها على حسب ماقام في قلبه
الدرجة الثالثة:
استعاذة المتقين، وهي الاستعاذة الصحيحة المتقبَّلة التي تنفع أصحابها بإذن الله، وهي التي تكون بالقلب والقول والعمل:
فأما تصحيح الاستعاذة بالقلب؛ فذلك بأن يكون في قلب صاحبها التجاء صادق إلى الله جل وعلا، فيؤمن بأنه لا يعيذه إلا الله، ويتوكل على الله وحده، ويحسن الظنَّ به، ويصبر على ما يصيبه حتى يفرج الله عنه، ولا ينقض استعاذته ولا يضعفها بالاستعجال وترك الدعاء أو التسخط والاعتراض.
وأما الاستعاذة بالقول؛ فتكون بذكر ما يشرع من التعويذات المأثورة، وما في معناها مما يصحّ شرعاً.
وأما الاستعاذة بالعمل؛ فتكون باتباع هدى الله جلَّ وعلا، ولا سيما في ما يتعلق بأمر الاستعاذة.
الدرجة الرابعة:
استعاذة المحسنين، وهي أعلى درجات الاستعاذة وأحسنها أثراً، وأصحاب هذه الدرجة هم ممن أوجبَ الله تعالى على نفسه أن يعيذهم إذا استعاذوه، وهم الذين حققوا صفات ولاية الله تعالى كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قال: [ من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه] )).

4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
المراد بشر الحاسد على نوعين:
النوع الأول:
شر نفسه وشر عينه، قال قتادة في تفسير قول الله تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد} قال: (من شرّ عينه ونفسه).
والفرق بين النفس والعين هنا أن العين: ما كان عن معاينة وحضور، فيصيبه بعينه بإذن الله فيؤثر فيه ذلك.
والنفس: هي تعلّق نفس الحاسد بالنعمة التي لدى المحسود فيؤثر فيها ذلك بإذن الله.
النوع الثاني:
ما ينشأ عن الحسد من الكيد والبغي وقول السوء بل ربما يصل الأمر ببعض الحسدة إلى استعمال السحر والعياذ بالله للإضرار بالمحسود؛ فهذا كله من شر الحاسد.
وهذا الشر قد يكون في حَجْب ما ينفع المحسود، وقد يكون في جَلْب ما يضرّه، وكل ذلك من الحسد.
والاستعاذة بالله من شر الحاسد تشتمل على هذه الأنواع كلها: من شر نفسه وعينه، ومن شر بغيه وكيده، ومن شر سعيه في صرف الخير أو جلب الضر.
أنواع الحاسدين
الحاسدون كثيرون، وقد أخبرنا الله بحسد بعضهم في كتابه الكريم وبين أصنافهم:
* إبليس وذريته من الشياطين.
* الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم
قال الله تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير}.
وقال تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)}.
وقد روى البخاري في الأدب في المفرد وإسحاق ابن راهوية من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين)).
وفي رواية لابن خزيمة: ((إن اليهود قوم حُسُد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين)).
والحسد ينقسم إلى قسمين :
فالحسد العام: هو حسد الكفار للمؤمنين، وحسد الشياطين لبني آدم، وحسد المنافقين، وحسد السحرة.
والحسد الخاص: هو الحسد الذي يكون على الشخص نفسه أو على طائفة بخصوصها.
وكلا النوعين فيهما شر يُستعاذ منه، لذلك ينبغي أن يستحضر المستعيذ الاستعاذة من الحسد كله عامّه وخاصه.

5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوب الغواسق.
الوقوب في اللغة : هو الدخول في الوقبة.
وأصل هذا اللفظ (الوقبة) يطلق على : النقرة التي تكون في الحَجَر أو الجَبَل يجتمع فيها الماء.
قال الراعي النميري:
وعينٍ كَمَاء الوَقْبِ أشرفَ فوقَها ..... حِجاجٌ كأرجاءِ الرَّكِيَّةِ غائِرُ
قال الأصمعي: (الوقب: النقرة في الجبل).
فهذا أشهر استعمالات هذا اللفظ عند العرب، ويطلقونه على غيرها ، بل كل نقرة تكون في حَجَرٍ أو عظم أو غيرهما يسمونها وقبة.
فالنقرة التي في كتف الإنسان تسمَّى وقبة، ووقب العين هو تجويف عظامها لأنه كالنقرة؛
وفي خبر سرية أبي عبيدةَ عامر بن الجراح في صحيح مسلم وغيره أنه أجلس ثلاثة عشر رجلاً من الصحابة في وَقْبِ عين الحوت، وقال جابر: (ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه القلالَ من الدهن).
والكُوَّة التي تكون في الجدار ونحوه تُسمَّى وقباً ، وجمعها أوقاب وهي النافذة في استعمالنا.
والمقصود أن الخرق المتسع الذي يكون في الجدار يسمَّى وقباً عند العرب.
المقصود بوقوب الغواسقكلُّ ما فُسِّرَ به الغاسق فله موضع يدخل فيه أو يدخل من خلاله هو وقبته التي يكون وقوبه فيها أو من خلالها.
*فالسحر الذي يتضرر به الإنسان له موضع يدخل فيه في جسد الإنسان وتتأثر به روحه
*العين
* الفتنة
وغيرها من الشرور لها مواضع تدخل إليها فتؤثر بذلك ولا سيما إذا تمكنت.
*الكلمة ربما دخلت موضعاً في قلب الإنسان فتمكنت منه فتأثر بها جداً .
قال طرفة بن العبد:
رأيتُ القوافي يتَّلِجْنَ موالِجاً ..... تَضَيَّقُ عنها أن تولَّجَها الإِبَر
*النفاق ينبت في القلب كاللمظة الصغيرة ثم يكبر ويزداد حتى يستوليَ على القلب كله إذا لم ينب العبد إلى ربه ويعمل من الصالحات ما يُذهبُ النفاق من القلب أو يضعفه.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 شعبان 1438هـ/7-05-2017م, 05:30 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعةالثانية:
1: متى نزلت المعوذتان؟
في المسألة خلاف في كونها مكية أو مدنية والصحيح أنها مدنية.
ويدل على ذلك : حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((ألم تر آيات أُنزلتِ الليلة لم ير مثلهنَّ قط؟! {قل أعوذ برب الفلق}و{قل أعوذ برب الناس})). رواه مسلم والنسائي .
ووجه الدلالة: أن عقبة بن عامر لم يسلم إلا بعد الهجرة، وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم (أنزلت الليلة) دل على حداثة نزولها.
ويدل على ذلك أيضا:حديث أبي سعيد الخدري (أن رسول الله صلى الله عليهوسلم كان يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذهما وتركما سواهما) .
ووجه الدلالة: أن أبا سعيد الخدري من صغار الأنصار وكان غلاما حينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة .

2: كيف تردّعلى من أنكر حادثة سحر النبي صلى اللهعليهوسلم؟
أن هذه الحادثة ثابتة بالأحاديث الصحيحة كما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَحَرَ رسولَ الله صلى الله عليهوسلم رجلٌ من بني زُريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليهوسلم يُخيَّل إليه أنَّه يفعل الشيءَ وما فعله حتى كان ذات ليلة وهو عندي لكنه دعاودعا ؛ ثم قال:(( يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيمااستفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي؛ فقال أحدهمالصاحبه: ما وجع الرجل؟
فقال: مطبوب. قال: من طبه؟قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟قال: في مشط ومشاطة وجُفّطلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟قال: في بئرذروان)).فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابهفجاء فقال:((يا عائشةكأنّ ماءهانقاعة الحناء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين)). قلت: يا رسول الله؛أفلا أستخرجه.قال: ((قد عافاني الله ؛ فكرهت أن أثوّر على الناس فيهشراً))فأمر بها فدفنت)رواه البخاري ومسلم وغيرهما من الأئمة وصححه أهل الحديث.
قال ابنالقيم: (اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث، ولم يتكلم فيه أحد منأهل الحديث بكلمة واحدة، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن والحديث والتاريخوالفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيامه من المتكلمين) ا.هـ.
وليس في إثبات الحادثة موافقة للكفار في قولهم (إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً) لأن المراد هنا من أصابه الجنون بسبب هذا السحر أما الرسول صلى الله عليه وسلم فسلم عقله من السحر فلم يؤثر في تبليغه.
ولا يخالف ذلك عصمته صلى الله عليه وسلم لأن العصمة وجبت في العقل والدين لا في الأبدان.
ولا خلاف عند السلف في ثبوت هذه الحادثة ولا خلاف في أنها لم تؤثر في تبليغه صلى الله عليه وسلم .

3: بيّن درجات النّاس فيالاستعاذة.
الناس في الاستعاذة على درجات :
الأولى : استعاذتهم باطلة : فهؤلاء تخلف في استعاذتهم أحد شرطي قبول العمل من الإخلاص والمتابعة فهم يشركون مع الله غيره في استعاذتهم فيتركهم الله وشركهم ، أو يبتدعون في استعاذتهم مالم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فترد .
والثانية : استعاذتهم ناقصة : وهذا النقص بسبب ضعف الالتجاء إلى الله وضعف الاستعانة به والتقصير في اتباع هداه والغفلة عند الاستعاذة وقد ورد النهي عن الغفلة في الدعاء والاستعاذة دعاء (إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل) حسنه الألباني ، وهذه الاستعاذة تنفعهم بعض الانتفاع.
والثالثة : استعاذتهم صحيحة نافعة بإذن الله وهم المتقون فاستعاذتهم تكون بالقلب والقول والعمل فيصدق القلب في الالتجاء ويصرف لله رجاؤه وتوكله ويحسن ظنه بربه ، ويستعيذ بالأدعية المأثورة بلسانه، ويتبع هدى الله في عمله .
والرابعة : استعاذتهم أنفع وسريعة الأثر ، فهؤلاء هم من حققوا صفات الولاية واستعاذوا الله بقلوبهم فعبدوا الله كأنهم يرونه فأوجب الله على نفسه أن يعيذهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: [ من عادى ليولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه،وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه؛ فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُبه، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألنيلأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه].
4: ما المراد بشرّ الحاسد؟ وما أنواع الحاسدين؟
شر الحاسد نوعان :
أحدهما : شر نفسه وعينه كما فسر قتادة قوله تعالى (ومن شر حاسد إذا حسد)بقوله "من شر عينه ونفسه"
والثاني: : ما ينشأ عن الحسد من البغي والكيد والقول السيء والإضرار به بصرف الخير أو جلب الضر.
وخالف في هذه المسألة المعتزلة لإنكارهم الإصابة بالعين أو النفس.
ففسروا شر الحاسد : بشر كيده وبغيه ولا يصح قصر المعنى على هذا ، وبشر إثمه وقبح حاله ورأيه ويبعد هذا لأن ضرره مقتصر على صاحبه غير متعد إلى غيره .

أما الحاسدون فهم أنواع ينقسمون بحسب أنواع الحسد :
الأول : حسد الكفار للمؤمنين والمنافقين والسحرة والشياطين لبني آدم .
والثاني: حسد خاص من بعض الأشخاص ويقع على شخص معين أو طائفة معينة .


5: اذكر معنى الوقوب في اللغة، والمقصود بوقوبالغواسق.
الوقوب في اللغة الدخول في الوقبة ، والوقبة النقرة في الجبل يجتمع فيها الماء أو الحجر قال الراعي النميري:
وعينٍ كَمَاء الوَقْبِ أشرفَ فوقَها.....حِجاجٌ كأرجاءِ الرَّكِيَّةِغائِرُ
وتطلق على غيرها فكل نقرة في حجر أو جبل أو عظم تسمى بذلك والنقرة في كتف الإنسان وتجويف العين والكوة في الجدار.

أما وقوب الغواسق فسواء فسر الغاسق بالليل أو الكواكب أو القمر أو الثريا أو غير ذلك فالمعنى دخول الغاسق في الموضع الذي يدخل من خلاله ويؤثر فيه .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 شعبان 1438هـ/8-05-2017م, 12:51 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

مجالس تفسير المعوّذتين
تقويم مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق


أحسنتم، بارك الله فيكم وأحسن إليكم.
وأسأل الله أن ينفعكم بهذه الدورة القيّمة، فكم نحتاجها ويحتاج إليها غيرنا في هذه الأوقات، فأوصيكم بها وبتكرار النظر فيها مرة بعد مرة، وألا تبخلوا بنشرها وتعليمها، لعل الله يجعلكم سببا في هداية أقوام بهاتين السورتين العظيمتين.


المجموعة الأولى:
1: رشا نصر زيدان أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج5: أسباب الحسد تكمن في اعتقاد الحاسد لأفضليته وازدرائه للمحسود، فيرى نفسه أولى بالإكرام منه، فإذا ما نال أخاه إحسان الله تعالى دونه اعتبر ذلك إساءة إليه فحسده وحقد عليه وربما حمله ذلك على البغي والكيد.
وحماية المؤمن نفسه من الوقوع في الحسد تكون بمعالجة هذه الأسباب:
فأولا: عليه أن يعرف قدر نفسه وأنه ليس هناك ما يبرّر أفضليّته على غيره، بل الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته.
وثانيا: ألا يعترض على قسمة الله لأخيه، وليعلم أن هذا لا يضرّه ولا يهينه، لأن ما عند الله واسع.
وثالثا: ألا يزدري أحدا ولا يحقر مخلوقا وليعلم أن لبعض الناس خفايا من الأعمال الصالحة قد لا يدركها كثير من الناس.
ورابعا: عليه أن يمرّن نفسه وأن يجاهدها إذا رأى عند غيره ما يعجبه أن يدعو له بالبركة وأن يستعيذ من شرّ نفسه ويسأل الله من فضله، فتضمحلّ صفة الحسد عنده شيئا فشيئا حتى نزول -بإذن الله- فيصبح قلبه سليما لا غلّ فيه لأحد.


المجموعة الثانية:
2: منى محمد مدني أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج5: وقوب الغواسق هو دخولها في المحلّ الذي تؤثّر فيه أو دخولها من خلاله.

3: ندى علي أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج5: وقوب الغواسق هو دخولها في المحلّ الذي تؤثّر فيه أو دخولها من خلاله.


المجموعة الثالثة:
4: رضوى محمود أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: من الغواسق التي تغسق على الروح -إضافة إلى ما ذكرت- السحر والحسد والعين، ومما يغسق على الجسد الأمراض والأسقام.


المجموعة الرابعة:
5: هناء محمد علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الخامسة:
6: عقيلة زيان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح
وجعلكم من أهله وخاصّته

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 شعبان 1438هـ/8-05-2017م, 08:18 PM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي

اختر إحدى المجموعات التالية وأجب عليها إجابة وافية:
🔶 المجموعة الأولى:

🔸1: بيّن المراد بالمعوذتين، وبيّن فضلهما بإيجاز.
🔺 المراد : سورة الإخلاص و الفلق و الناس
كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات ؛ فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه و أمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي).
و في صحيح البخاري و غيره من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات و ينفث.
🔺 فضلها :
إن للمعوذتين فضل عظيم ، و شأن رفيع ، و بركات كثيرة ، حريٌّ بنا أن لا نحرم نفسنا منها و سنذكر بعض فضائلها :
1- المعوذتان كرامة من الله تعالى لهذه الأمة ، لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور مثلهما
✨ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ؛ لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي :(( يا عقبة ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن ؟؟؟ لا يأتين عليك ليلة إلا قرأتهن فيها { قل هو الله أحد} و { قل أعوذ برب الفلق} و { قل أعوذ برب الناس} ))
قال عقبة : فما أتت علي ليلة إلا قرأتهنّ فيها ، و حقّ لي أن لا أدعهنّ و قد أمرني بهنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم . رواه أحمد و صححه الألباني
2- لم يقرأ بأبلغ منهما
✨في مسند الإمام أحمد و سنن النسائي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :( اتبعت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو راكبٌ فوضعت يدي على قدمه ؛ فقلت : أقرئني يا رسول الله سورة هود و سورة يوسف. فقال: (( لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من { قل أعوذ برب الفلق} و { قل أعوذ برب الناس} )).
3- خير سورتين قرأ بهما الناس
✨ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم :(( يا عقيب ! ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟))
قال : قلت بلى يا رسول الله
قال : فأقرأني { قل أعوذ بربّ الفلق } و { قل أعوذ بربّ الناس} . رواه أحمد و ابن خزيمة
4- ما تعوّذ متعوّذ بمثلهما
✨ عن عقبة بن عامر أيضًا قال : بينما أنا أسير مع رسول الله بين الجحفة و الأبواء إذ غشيتنا ريح و ظلمة شديدة؛ فجعل رسول الله يتعوذ ب( أعوذ برب الفلق) و ( أعوذ بربّ الناس) و يقول : (( يا عقبة ، تعوّذ بهما ؛ فما تعوّذ متعوّذ بمثلهما)).
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰
🔸2: لمن الخطاب في قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق}؟ وما الحكمة من إثبات {قل} في التلاوة؟

الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم أصالة و لكل مؤمن بالتبع .
الحكمة من إثباتها : أنها لو حذفت لأوهم ذلك استعاذة الرب جلّ و علا ، و هو متنزه عن ذلك ؛ فإن الله يعيذ و لا يستعيذ ، و إنما أمر عباده بالاستعاذة به.
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸3: بيّن معنى الاستعاذة، وشروط الاستعاذة الصحيحة.
🔺 معنى الاستعاذة : الإلتجاء و الاعتصام و الاستجارة بالله تعالى ، و حقيقتها : طلب الأمان مما يخاف منه .
🔺 شروط الاستعاذة الصحيحة :
أن يكون فيها صدق التجاء القلب إلى الله تعالى ، و اتباع هداه ، فيما يأمر به العبد و ينهاه، فإذا سلك العبد سبيل النجاة نجّاه الله .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸4: حرّر القول في المراد بالنفاثات في العقد.
اختلف المفسرون في المراد ب( النفاثات في العقد) على أقوال :
📌الأول : السواحر و السحرة .... قاله الحسن البصري رواه الطبري في تفسيره و صححه ابن حجر في فتح الباري .
و اللفظ يشمل الذكور و الإناث من السحرة
📌الثاني : النساء السواحر ... قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ثم قال به مقاتل بن سليمان و الفراء و أبو عبيدة ، ثم قال به البخاري في صحيحه ، ثمّ صدّر بع ابن جرير تفسيره للآية.
و اشتهر هذا القول شهرة كبيرة في كتب التفسير و شروح الحديث و كتب اللغة ، فأكثر العلماء إذا فيروا النفاثات قالوا : هنّ السواحر .
و هذا القول له تخريجان :
1- أنه تفسير بالمثال ، و هو من مسالك السلف في التفسير ، و لا يقتضي حصر المراد فيه .
2- أن التأنيث خرج مخرج الغالب ، فيتعلق الحكم بالعلة لا بصيغة الخطاب ، كما قال تعالى :{ و الذين يرمون المحصنات ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة}
المحصنات هنّ العفيفات متزوجات او غير متزوجات فاللفظ مؤنث { المحصنات} . ومن رمى رجلاً عفيفاً بالزنى فيجلد كذلك لأن علة الحكم واحدة وهي القذف بالزنا، لكن خرج الخطاب مخرج الغالب، لأن أكثر مايقذف النساء. وهذا التخريج ذكره إبن عثيمين رحمه الله في مواضع من دروسه وهو تخريج جيد معتبر .
فالنفث في العقد هنا المراد به : السحر بإجماع السلف والاستعاذة هنا تشمل سحر النساء وسحر الرجال .
🔸والمقصود أن القول الثاني وهو ان المراد بالنفاثات في العقد النساء السواحر هو قول جمهور المفسرين . ولعل سبب شهرة هذا القول أن ابن جرير صدره في تفسيره للآية وقبله البخاري في صحيحه فسّرَ النفاثات بالسواحر .
📌الثالث : المراد : النفوس النفاثات ... أول من ذكر هذا القول الزمخشري في الكشاف ، و ذكره من باب الاحتمال حيث قال :( النفاثات: النساء أو النفوس أو الجماعات السواحر اللاتي يعقدن عقدًا في خيوط و ينفثن عليها و يرقين ) .
ثم ذكره الرازي ، ثم ذكره عدد من المفسرين كأحد الأقوال التي قيلت في الآية ، و رجّحه ابن القيم في بدائع الفوائد و محمد بن عبد الوهاب في اختصاره لتفسير المعوذتين .
فيكون الموصوف هنا محذوفًا ، و التقدير : و من شر النفوس النفاثات .
و كون الأنفس الخبيثة و الأرواح الشريرة مؤثرة في انعقاد السحر حق لا يدفع ، لكن هل هذا هو المراد باللفظ ؟؟
الذي يظهر - و إن كان اللفظ مؤنثًا - لثلاثة أمور:
🔍1- أن هذا غير المتبادر إلى الذهن ، و قاد إليه الهروب من إشكال ورود اللفظ بصيغة المؤنث .
و لو كان متبادرًا إلى الذهن لوجد من المفسرين طيلة خمسة قرون قبل الزمخشري من تبادر هذا المعنى إلى ذهنه فقال به أو ذكره ، ثم أن الزمخشري ذكره احتمالاً فترقّى هذا القول بعد قرنين بأن رجّحه ابن القيم و عدّه القول المحقق ، و ابن القيم إمام له قدره في التفسير و العربية و الإمامة في الدين و لكن هذا القول لا تظهر صحته
🔍2- أن النفث في العقد هنا نظير الحسد من جهة أن التأثير فيهما من قبل الأنفس ، و مع ذلك ورد لفظ ( الحاسد) بصيغة المذكر ، و ورد النفث بصيغة المؤنث ، فيكون في هذا ما يلزم من التفريق بين المتماثلينز، و هو باطل .
🔍3- أن المعهود في خطاب الشرع إسناد الفعل للشخص لا للنفس ، و عند إرادة إسناده للنفس يصرح بذكر النفس كما في قوله تعالى :{ و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم} ، و قوله :{ إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس}
4- { النفاثات} الجماعات التي تنفث ، و التأنيث لأجل الجماعة مستعمل في اللغة صحيح ، و أوّل من ذكر هذا القول الزمخشري في تفسيره حيث قال :( النفاثات : النساء أو النفوس أو الجماعات السواحر)
فهو ذكر هذه الاحتمالات الثلاث لأنها هي المعاني التي يمكن أن يؤنث اللفظ لأجلها .
♦و لكن هذا القول فسّره الرازي تفسيرًا فيه بعد فقال : ( لأنه كلما كان اجتماع السحرة على العمل الواحد أكثر كان التأثير أشد) . و اشتهر هذا التعليل في كتب التفسير المتأخرة التي تنقل عن الرازي و الزمخشري . و لا ينكر أن اجتماع السحرة هلى العمل من أسباب قوّة تأثيره ، لكن كون هذا هو المراد بعيد لأنه يُخرج من إرادة عمل الفرد منهم و هو كثير جدًا ، و ما يجتمع عليه السحرة من العمل قليل جدًا مقابل ما ينفرد به كل ساحر .
و الأقرب منه أن يكون الجمع لأجل طوائف ما ينفث.
فالسحرة الرجال ينفثون و يعقدون
و السواحر النساء ينفثن و يعقدن
و سحرة الجن ينفثون و يعقدون
و الشياطين تنفث و تعقد كما صحّ في الحديث
بل بعض الحيوانات تنفث و يستخدمها بعض السحرة في أعمال السحر .
▪و هذهزالطوائف التي تنفث يصح جمعها على ( النفاثات) كما تقول : المخلوقات ، و الكائنات ....
🔹 و هذا القول الظاهر الظاهر صحته لغةً ، لكن لم ينص عليه المتقدمين في تفسير الآية ، لكن يغن عن النص على ذلك اجتماعهم على أن هذه الآية تشتمل على الاستعاذة من شرّ كل سحر نفث فيه و عقد
💭 و لا شك أن الاستعاذة من شر النفاثات في العقد تشمل الاستعاذة من شرّ كل ما ينفث و يعقد ، من سحرة الإنس ، و سحرة الجن ، و الشياطين .
⏪ الخلاصة : أن الاستعاذة من شر النفاثات في العقد تشمل الاستعاذة من شرور هؤلاء كلهم ، و في الآية دلالة على كثرة ما ينفث و يعقد ، و أن لذلك شرًا عظيمًا يستدعي الاستعاذة بالله منه .
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

🔸5: اذكر حكم الحسد، والأسباب التي تحمل عليه، وبيّن كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع فيها.
🔻حكم الحسد : محرم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :(( لا تباغضوا ، و لا تحاسدوا ، و لا تدابروا ..........)) الحديث ، متفق عليه
و في سنن النسائي و صحيح ابن حبان و غيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا :(( لا يجتمع في جوف عبد الإيمان و الحسد))
الإيمان المنفي هنا : الإيمان الواجب و ليس أصله
و قد نقل النووي إجماع الأمة على تحريم الحسد.
🔻الأسباب التي تحمل على الحسد :
1- ازدراء المحسود
2- إعجاب الحاسد بنفسه
قاله الشيخ عطية سالم
🔻كيف يحمي المؤمن نفسه من الوقوع في الحسد:
- بأنه إذا رأى ما يعجبه من النعمة على غيره دعا للمنعم عليه بالبركة و استعاذ بالله من شرّ نفسه
- كف النفس عن الحسد ، بالدعاء بالبركة و سؤال الله من فضله
- بان يعلم أن الله هو الحكيم الذي يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر ، و أنه إذا حسد غيره فقد كره قسمة الله تعالى و تصريفه الرزق بين عباده .
- بأن يعلم أن الحسد من أعظم الذنوب ، و أنه يقدح في التوحيد .
📍تأخرت في المجلس لظروف خارجة عن إرادتي و الله المستعان و لا حول و لا قوة لنا إلا به ، فاعذرونا جزاكم الله خيرًا

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 01:10 AM
سناء بنت عثمان سناء بنت عثمان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 286
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1: هلنزلت المعوّذتان بسبب حادثة سحر النبيّ صلى الله عليهوسلم؟
ج1: فيه خلاف بين أهل التفسير في نزول المعوذتين بسبب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان نزولهما مدنيا وحادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، لكن إثبات نزولها بسب حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف ولبس.
ومما يستدل به على نزول المعوذتين: الحديث الذيرواه عبد بن حميد والطحاوي من طريق أحمد بن يونس عن أبي معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن الأرقم قال:(سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود.
قال: فاشتكى فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين، قال: إن رجلا من اليهود سحرك، والسحر في بئر فلان.
قال: فأرسل عليا فجاء به.
قال: فأمره أن تحل العقد وتقرأ آية؛ فجعل يقرأ ويحل حتى قام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال).
_وهذا الحديث رجاله ثقات، لكن ذكر المعوذتين والرقية بهما هي من الزيادات التي تفرد بها أحمد بن يونس، وهو إمام ثقة، وخالفه في هذه الزيادة أئمة ثقات، فرووا هذا الحديث من الزيادة الواردة فيه.

2:
ما الحكمة من تخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق دون ماسواها؟
ج2: المتأمل في قرن الفلق بالرب وتخصيص الاستعاذة بربوبية الفلق يقف على عدد من الحكم فمن ذلك:
_ أن الانفلاق أثر من آثار ربوبية الله تعالى، فحين يعلم العبد أنه سبحانه كما يفلق الليل فيتجلى الصبح، ويفلق الحب فيخرج النبات ويفلق سائر مخلوقاته فيخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، كذلك يفلق الظلمات فيخرج أولياؤه المؤمنين منها، ويفلق الشر فيخرج الخير، فيكون لهذا أثرا عظيما يجده المستعيذ الصادق فيستعيذ بربه مستشعرا ذلك المعنى فيكون أدعى لقبول استعاذته.

_أن انفلاق الحق من الباطل والخير من الشر، إنما يظهر للعبد ويتجلى له حين يزيل الرب سبحانه الغشاوة عن عبده، فيتجلى لعبده المؤمن فيلتزم به ويسير على هدى من ربه، فلو لم يجليه الرب سبحانه وتعالى، لم كان له سبيل للوصول إليه، وهو من آثار ربوبية الله سبحانه.

_أن المؤمن إنما يمنعه من بيان الحق واتباعه، والباطل واجتنابه، هو معاصيه وابتعاده عن هدى ربه، فإن المعاصي والابتعاد عن الهدى ظلمات تحول بينه وبين الهداية وفعل الصواب بل وتحيط به كالغشاوة، فمن وفق لاتباع هدى ربه وشكر ذلك بالتزامه وطاعته فإن الرب سبحانه يفلق عنه تلك الغشاوة فيتجلى له الحق ويوفق للصواب في
أمره كله. فذلك كله أثر من آثار ربوبيته.

3: تكلّم عن أنواع الغواسق التي قد تغسق على الفردوالجماعة وسبيل العصمةمنها.
ج3: الغواسق التي تغسق على الفرد وعلى الجماعة كثيرة، فتكون كالغشاوة تحيط بها،
ويستدل لذلك مارواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في معرفة الصحابة قصة مجلس مذاكرة جمع عمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفيه أن عمر سأل عليا:(مم يذكر الرجل؟ ومم ينسى؟).
فقال علي:(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(ما من القلوب من قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علت عليه سحابة فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء، وبين الرجل يحدث إذ علته سحابة فنسي، إذ تجلت عنه فذكر). حسنه الألباني.
_وهذه الغواسق منها ما نعلمه، ومنها ما لا نعلمه وقد أمرنا الرب سبحانه وتعالى أن نستعيذ منها جميعها سواء في ذلك ما علمناها وما لم نعلمها.

أنواع الغواسق على الفرد: منها ما يكون على روحه، ومنها ما يكون على بعض أعضائه، ومنها ما يكون على سائر جسده، ومنها ما يكون معه الشرور التي تهجم عليه، ومنها ما تمنع عنه الأسباب التي تنفعه مما يحتاج إليه العبد، والغواسق تكون على الجماعة كذلك، فتحول بينهم وبين معرفة الحق واتباعه، أو تحجب عنهم ما ينفعهم مما يحتاجون إليه مثل النصر، أم تهجم عليهم مثل الخذلان أو المخالفة.

وسبيل العصمة من ذلك:
هو ذكر الله والتزام هدي الله واتباعه، فإن في قراءة المؤمن للأذكار بقلب حاضر منيب إلى ربه مستشعرا ما يقوله عصمة من الشيطان ووقاية من شروره، وبالمحافظة على ذلك والمداومة عليه يبلغ العبد منازل أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

4: ما هو الحسد؟ وما وجه تسميتهبذلك؟
ج4: الحسد في اللغة: مشتق من القَشْر. وهو القراد، قال ابن الأعرابي: الحسدل: القراد، وسمي بذلك لأنه يقشر الجلد فيمتص الدم، ومنه أخذ الحسد لأنه يقشر قلب صاحبه فيصبح حاله من الضيق والنكد.
أو بوجه آخر: أن نفس الحاسد تتعلق بنعمة المحسود تعلق القراد بالجلد فيصبح دائم التفكير فيه.
وصف وتشبيه دقيق بليغ يبين خطر الحسد وحال ما هو فيه من بلاء فنسأل الله السلامة والعافية. اللهم احفظ علينا قلوبنا ونفوسنا من أن نَحسِد أو نُحسَد.

وتعريفه في الشرع هو تمني زوال النعمة عن المحسود أو دوام البلاء فيه.


5:
تكلم بإيجاز عن أهم الأصول الواجب معرفتها في علاجالحسد.
الأصل الأول: أن الحسد عمل قلبي، وهو تمني زوال النعمة عن المحسود، والتمني عمل قلبي.
الأصل الثاني: أن الحسد شر متعد، فالحاسد يضر غيره كما يضر نفسه، لذا أمرنا بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد لأنه ينتج عنه شرور كثيرة والعاصم منها هو الله وحده.
الأصل الثالث: أن الحسد داء من الأدواء وآفة من الآفات، وما من داء إلا له دواء فليستعين المؤمن بربه ويسأله أن يبصره بالهدى في أمره كله حتى يصلح أمره وتحسن عاقبته.
الأصل الرابع: أن من ابتلي بالحسد فأثر في نفسه وبدنه، فكل ذلك بقضاء الله وقدره، وهو إما أن يكون في حقه كفارة لذنوبه، أو رفعة لدرجاته، فما من بلاء إلا كان بسبب ذنب، أو أن الله أراد أن يبلغه منزلة ما كان ليبلغها بعمله، فليزم العبد الاستغفار وليحسن الظن بربه.
الأصل الخامس: أن الحسد من البلاء، ولله سبحانه يبتلي العبد بما يشاء، وليس للعبد أن يدفع شيئا كتبه الله عليه، ولكن بتعرضه لنفحات ربه وإقباله عليه خاضعا ذليلا منكسرا سبب لرفع ما نزل به من بلاء.
الأصل السادس: على المؤمن أن يكون في وسط من حاله، فلا يغالي ويهول من شأن العين والحسد، فيقدح ذلك في توكله وثقته بحفظ الله لعباده وكفايته لهم، ولا يفرط فيهون من شأن العين والحسد والسحر فيكون عرضة للهلاك بإهمال نفسه وتعريضها للشرور.
الأصل السابع: أن الحسد من الأعمال والأفعال الروحية فتؤثر في الروح ويتأثر البدن تبعا لذلك، وقد يقل ذلك الأثر وقد يعظم، فكما أن الأبدان تسقم وتتألم كذلك الأرواح، فيعتني بحماية روحه ووقايتها كما يعتني بحماية بدنه ووقايته.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 شوال 1438هـ/11-07-2017م, 03:48 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سورة الفلق
المجموعة الخامسة


1) ما المقصود بالفلق؟ وضّح إجابتك بتفصيل مناسب.
الفلق: اسم لكل ما يُشق فيخرج منه ما شق عنه ، وهو فعل بمعنى مفعول فكل ما فلقه الله هو فلق ، كفلق الصبح الذي ينشق من جوف الليل بعد اشتداد الظلمة.
كما يفلق النوى الذي يخرج منه النخل ، قال الله تعالى{الله فالق الحب والنوى} ، وغيرها من الآيات التي يشهدها الناس في يومهم وليلتهم وطعامهم وأنفسهم التي فيها من العبرة والعظة ما أرشدنا الله إلى التفكر فيه.
فالفلق له معان كثيرة ومتعددة ترجع أكثرها إلى الخلق والأمر.
فمن أهل العلم من قال أن { الفلق}هو الصبح ، وهذا تفسير بالمثال لتوضيح الصورة وتقريبها للذهن إلا إنه لا يقتصر المعنى عليه؛فمن الممكن أن يدل اللفظ الواحد في لغة العرب على عدة معان فدل ذلك على معان كثيرة وعظيمة لمن تدبر وتفكر وأناب وتذكر، فالذي يَفْلِقُ الصبح بعد اشتدادِ الظلمة فيشعُّ منه النور، ويفلق الحبة فيخرج منها النبات الذي هو أصل الطعام وعماده ، ويفلق للأجنَّة في بطون أمهاتها مخرجاً فتخرج منه وتحيا بإذن الله : قادرٌ على أن يفلق لك مخرجاً من الشرور وإن أحاطت بك من كل جانب.
ولهذا من معاني تخصيص الاستعاذة بـ(رب الفلق) في هذه السورة واختيار هذه الربوبية الخاصة على ما سواها ، لحسن مناسبتها لما يستعاذ منه ، فالذي يفلق هذه الأمور العظيمة التي تتكرر كل يوم في صور شتى لا تعد ولا تحصى؛ لا يعجزه أن يفرج الكربات ويصرف الشر والسوء.
ويتبين هنا المناسبة بين وصف المستعاذ به والمستعاذ منه؛ فالله تعالى هو رب الفلق أي: مالكه والمتصرف فيه فلا يكون فَلْق إلا بإذنه، تعالى ولا يخرج شيء من شيء إلا بإذنه ، وكل بلاء وشر يصيب العبد فلا أحد ينجيه منه إلا رب الفلق؛ لأن العبد دائما يحتاج إلى أن يفلق عنه الشرور الذي تصيبه ليخرج سالما معافى ، ولا يملك ذلك إلا رب الفلق.

2) حرّر القول في المراد بالغاسق.
ذكر المفسرون أقوال في المراد بالغاسق منها :
القول الأول : أنه الليل ، قوله مجاهد وعليه أكثر المفسرين
قال تعالى { أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} إما أول الظلمة عند غروب الشمس ، أو عند غياب الشفق، أو في نصف الليل عند اشتداد الظلمة ، وهذه الأقوال كلها صحيحة ، والعلة في تسمية الليل بالغاسق :
1) أن الليل مظلم وكل ما يظلم فهو غاسق وعليه معنى {من شر غاسق إذا وقب} أي من شر مظلم إذا وقب ، فالغاسق كل ما فيه ظلمة سواء من الليل وغيره، قول ابن جرير و ابن قتيبة و الأخفش وابن خالويه
2) أن الليل أبرد من النهار، قول الزجاج ، والغسق البرد ، والغاسق البارد ، بدليل قوله تعالى { هذا فليذوقوه حميم وغساق} وقوله تعالى { إلا حميما وغساقا }
فالحميم هو الحار والغساق هو البارد ، وأهل النار يعذبون بشدة الحرة وشدة البرد
وعليه فكل بارد غاسق سواء كان مظلم أو غير مظلم.

القول الثاني :أنه الكوكب ، قوله مجاهد وزيد ابن اسلم
قال زيد ابن أسلم ) كانت العرب تقول: الغاسق سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها ) رواه ابن جرير

القول الثالث : أنه النجم ، (النجم الغاسق)مرفوعا عن أبي هريرة ، رواه ابن جرير في تفسيره ، وقد قال ابن كثير ( وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم)

القول الرابع : أنه القمر ، حجتهم حديث عائشة رضى الله عنها أنها قالت ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدِي فأرانيَ القمر حين طلع ؛ فقال: تعوَّذي بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب)رواه أحمد والنسائي ، وفي رواية للترمذي والحاكم ( فأراني القمر حين طلع )
وقد أُشتُشكل هذا الحديث في معنى كون القمر غاسق فذكر فيه أقوال
• قيل أن القمر آية من آيات اليل ، بدليل قوله تعالى{وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة} وهو مذهب إبراهيم الحربي والطحاوي وشيخ الإسلام ابن تيمية
• وقيل { ومن شر غاسق إذا وقب} أي: القمر إذا خَسَف،وهؤلاء أرادوا أن القمر إذا خَسَف اسودَّ فيكون ذلك غسوقه لأنهم فهموا من معنى الغسوق الإظلام، والقمر إذا كسف أظلم، ذكره ابن قتيبة والبغوي ، وهو خطأ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أشار إلى القمر لم يكن منكسفا.
• وقيل أن معنى الغاسق إذا وقب: القمر إذا ذهب ضوءه، وهو قول ابن خالويه قال: (وإنما يكون ذهابُ ضوئه أمارة لقيام الساعة )

القول الخامس : أنه الذكر، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قالَ: {مِن شَرِّ غاسقٍ إذا وَقَبَ}: "مِن شرِّ الذَّكَرِ إذا دَخَلَ".
قالَ النَّقَّاشُ: فذَكَرْتُ ذلك لمحمَّدِ بن إسحاقَ ابن خُزيمةَ، وقلْتُ: هل يَجوزُ أن تُفَسِّرَ القرآنَ بهذا؟ قالَ: نعم , قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أَعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ مَنِيِّي ( رواه عنه أبو المظفر السمعاني

وأصل الغسق: الجريان بالضرر، مأخوذ من قولهم : غسقت القرحة إذا جرى صديدها .
فالغسق ينتقل ويجري و ربما يتغشى وربما يكون فيه ما يكون من الأخلاط والآفات ولهذا يكون هذا المعنى يقصد به جميع ما قيل في المراد بالغاسق ، فيحمل المعنى على العموم ، فالليل إذا دخل في ظلامه فهو غاسق، والقمر إذا وقب فهو غاسق ، فالأمر على العموم ولم يخصص ، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالاستعاذة من شره إذا وقب.خلاصة ما قاله الماوردي وابن جرير

3) ما معنى التقييد بالظرف في قوله تعالى: {إذا حسد}؟
{ إذا حسد } أي أنه إذا قام بفعل الحسد فإنه يضر المنعم عليه إذا أراد الله له ذلك ، أما إذا لم يقم به فلن يضر شيئا .
كما يقال للمرأة إذا كان لها طفل في سن الرضاع هي مرضع ، وإذا كانت ترضع بالفعل يقال لها هي مرضعة .
فدل ذلك أن الحسد صفة كامنة في النفس ، فإذا بقيت في الداخل ولم تخرج فلا يحدث منها ضرر أو شر ، كأن لا يلتفت للنعمة عند أخيه أو إذا رأى نعمة عنده دعا للمنعم عليه بالبركة والخير ، واستعاذ بالله من شر نفسه فيوفق بإذن الله لدحض هذه الصفة وزوالها ، أما إذا أخرجها فكلما رأى شيء أعجبه حسد صاحبها ، فبذلك فإن الحسد يزيد ويعظم حتى يصير حسّادا ، فيحصل الشر والضرر، وهناك من يحمله الحسد على الكيد والبغي والكره والضغينة فيحسد صاحبه فيضره إذا أردا الله ذلك .

4) ما الفرق بين الحسد والغبطة؟
فرق أهل العلم بين الغبطة والحسد كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم) لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكم فهو يقضي بها ويعلّمها(
فالغبطة هو أن يتمنى الشخص مثل النعمة التي أعطيها أخوه المسلم من غير أن يتمنى زوالها عنه.
بخلاف الحسد الذي هو تمنى زوال النعمة التي أعطيت لأخيه ، فيحسده على النعمة سواء تمنى أن تتنقل إليه أو لم يتمنى.

اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من سورة الفلق.
1. على المسلم التعلق والالتجاء والاعتصام بالله في كشف البلاء وقطع التعلق دون سواه ، يستدل من قوله تعالى { قل أعوذ برب الفلق }
2. المسلم الصالح إذا رأى نعمة على غيره وهو يحب مثلها لنفسه دعا لأخيه بالبركة وسأل الله من فضله يستدل من قوله تعالى { من شر حاسد إذا حسد }
3. المسلم يقي نفسه من العين والحسد والسحر ويتحصن بالأذكار يستدل من قوله تعالى { ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد}



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir