دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1438هـ/3-05-2017م, 02:27 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 - 110)

اختر إحدى المجموعتين الآتيتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
ب. المراد بما تتلو الشياطين.
2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.

المجموعة الثانية:

1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
ج: بيّن حكم الساحر.
4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 شعبان 1438هـ/3-05-2017م, 07:03 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة
الآيات (101 - 110)


المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:

أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.
قيل المراد القرآن والمعنى أن أهل الكتاب لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن كفروا به ولم يتبعوه.
وقيل المراد التوراة والمعنى أن أهل الكتاب كفروا بالتوراة لأنهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو مذكور فيها فخالفوها.
ولا تعارض بين القولين فكلاهما وقع فهم قد كذبوا بالقرآن ورفضوا اتباعه وكفرهم به كفر بالتوراة لأنه مذكور فيها، ومأمور باتباعه، وهم كانوا يقرون بذلك قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلما ظهر أنكروه وجحدوا ما في التوراة.

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
هو كتاب أو كتب من السحر والضلال أخذ به اليهود وادعوا أنه عن سليمان وأنه اسم الله الأعظم يتكسبون بذلك وهذا لما وجدوا ما التوافق بين التوراة والقرآن، فرفضوا القرآن وتركوا التوراة وذهبوا إلى ما كانت تتلوا الشياطين على عهد سليمان
وقد قيل في حقيقة وطريقة كتابة هذا الكتاب أقوال منها:
=أنه كتاب فيه ما كان يفعله الكهان فإنهم كان ينزل عليهم مسترق السمع بكلمة حق ويكذبون معها مائة كذبه، فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛ قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان،
=وقيل بل السحر فجمعه سليمان ودفنه فلمات مات نسب إليه أنه علمه.
=وقيل إن سليمان كان يملي على كاتبه آصف فلما مات أخرجت الجن الكتاب وكتبت فيه السحر ثم نسب إلى سلميان.
=وقيل إن آصف نفسه تواطأ مع الشياطين ففعل ذلك التحريف والزيادة.
=وقيل إن الجن كتب ذلك بعد موت سليمان ونسبته إليه، وقيل كتبته حين زال ملك سليمان فجمعه لما عاد له ودفنه فأخرجوه بعد موته ونسبوه إليه.

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
نذكر القول فيه بذكر الأقوال في معناها ومنها:
= أن الملكين كانا يعلمان الناس السحر، فكانا يعلمان نبأ السحر، ويأمران باجتنابه، وفي ذلك حكمة وهي معرفة السحر كما يعرف الناس بالزنى والقذف ويعلمون أنه حرام فعله (وقال ابن عطية أنه يكون تعليم يسير بمبادئ السحر).
= أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت –لكثرة السحر-، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً، أو يرفض فيبقى على إيمانه.
=على قول من قال أن ما في قوله تعالى: "وما أنزل على الملكين" نافية فجعل السحر ما نزل وقيل إن هاروت وماروت رجلين كانا يعلمان السحر ويكون قولهما هنا: "إنما نحن فتنة فلا تكفر" كقول الغاوي والخليع: أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه. ذكر هذه الثلاثة الزجاج وقال أن الأول هو الأثبت والثاني جائز عند أهل اللغة، والثالث لا وجه له.
وذكر أبن كثير تفسير أن الخلاف راجع إلى تفسير "ما" في قوله " وما أنزل على الملكين" وهذا ملخص ما ذكر:
: أن تكون ما نافية فيكون السحر لم ينزل على الملكين – ويتوجه المعنى على أحد ثلاثة:
-1- نفي ما نسب سحرة اليهود لجبرائيل وميكائيل أنهما نزلا بالسحر،
-2- أو نفي نسبته لداوود وسليمان،
-3- أو كما قيل أن هاروت وماروت ملكان ولم ينزل عليهما السحر- وهو ما قواه القرطبي وصححه وذكره ابن جرير،
 أو تكون "ما" بمعنى الذي فيكون المعنى أنهما نزل عليها السحر: ومن قال بهذا وجهوا المعنى بأن:
-1- هاروت وماروت رجلين يعلمون السحر ووجه الجمع في قوله "يعلمون" أن الجمع يطلق على المثنى أو يكون لهم اتباع يعلمون معهم،
-2-أو بملكين أنزل الله عليهما ذلك اختبارا وابتلاء للناس كما كان في النهر ولذلك أخبرا بأنهما يخبرونهم بأن هذا فتنة وكفر وينهونهم عن تعلمه، وقال ابن كثير عن هذا القول الثاني بأنه غريب جداً وقال وأغرب منه قول من قال هما قبيلان من الجن،

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
=قال ابن هبيرة الوزير في كتابه الإشراف على مذاهب الأشراف": أجمعوا على أنّ السّحر له حقيقةٌ إلّا أبا حنيفة
= أن أهل السنة جوزوا أن يقدر الساحر أن يطير في الهواء ويقلب الإنسان حمارا والعكس وقالوا إنّ اللّه يخلق الأشياء عندما يقول السّاحر تلك الرّقى و [تلك] الكلمات المعيّنة ذكر هذا الرازي في تفسيره.
=قوله تعالى: {وما هم بضارّين به من أحدٍ إلا بإذن اللّه} دلت على وجود الضرر، ومجرد التخييل لا يكون فيه ضرر.
=بعض الحوادث والوقائع الدالة على حقيقته كما في سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وما يذكر من حكايات كثيرة في هذا الباب.
ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
هو ما ذكره ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر جملة من الآثار عن الصحابة والتابعين وبين أنه ليس هناك شيء مرفوع صحيح متصل الإسناد، بل هي اسرائيليات، ثم ذكر أن ظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله والله أعلم بحقيقة الحال.

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.
واختلف في سبب هذه الآية، فقيل: إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية، ذكر هذا ابن عطية.
وقيل نزلت في نفر من اليهود كما رواه محمد بن إسحاق عن ابن عباس قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية. ذكره ابن كثير.
وقيل هو كعب ابن الأشرف، الذي كان شديد العداء للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم.

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.
يخبر تعالى عن حال أهل الكتاب الذين استحبوا العمى على الهدى فكفروا بالقرآن وبالتوراة، واتبعوا ما تتلوا الشياطين من السحر والضلال، فبين أن هذه الحال هي حال الخسار، وأن الجزاء والثواب هو لمن آمن بما جاء في التوراة من الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، والإيمان بالله وهو لا شك خير من اتباع الهوى والشيطان.
وقوله: "لمثوبة"؛ عند جمهور الناس أي ثوابا وأجراً، وقال قوم: لرجعة.
واستدل من قال بكفر الساحر بقوله "ولو أنهم آمنوا" كما هو روايةٌ عن الإمام أحمد بن حنبلٍ وطائفةٍ من السّلف. وقيل: بل لا يكفر، ولكن حده ضرب عنقه،
وقوله تعالى: لو كانوا يعلمون" يحتمل معنيين:
أحدهما: أنهم لا يعلمون ما هو الحق وفيه الفوز والفلاح والثواب عند الله.
والآخر: أنهم لا يعلمون العلم النافع الذي ينجي صاحبه.

والله أعلم وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 7 شعبان 1438هـ/3-05-2017م, 05:19 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي


المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.
قيل: داود وسليمان. ذكره ابن كثير
وقيل: علجان من أهل بابل. ذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل: ملكان يدعيان هاروت وماروت أرسلهما الله للناس ليختبرهم في السحر. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
وقيل: جبريل وميكائيل كما زعم بذلك سحرة اليهود أن الله أنزل السحر على سليمان وداود معهما. ذكره ابن عطية وابن كثير


ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
وذلك لما سأله قومه أن يريهم الله جهرة (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة).

2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
(ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا) قيل أنها عامة وقيل أنها في اليهود لما آمن عمار وحذيفة رضي الله عنهما حاول اليهود ردهم عن دينهم فلم يستطيعوا وقيل نزلت في في كعب بن الأشرف لمحاولاته إغواء المسلمين وردهم عن دينهم، وذلك (حسدا من عند أنفسهم) أي أن هذا من دواخل أنفسهم لا من كتاب تلوه أو علم نالوه بل هو الضغينة والحسد في النفس، وذلك (من بعد ما تبين لهم الحق) وظهر صحة نبوة محمد، فلما لم يكن منهم، حسدوا قومه وأرادوا غوايتهم وردهم عن دينهم.

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟
قيل: أي: على عهد ملك سليمان عليهم. ذكره الزجاج وابن عطية.
وقيل: أي: في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره. ذكره ابن عطية
وقال الطبري: أي: فضلوه على شرع سلمان ونبوته وحاله. ذكره ابن عطية


ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
لاختلاف القراءات دور في تغير المعنى:
فقد قرئت (ننسها) بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح السين، فيكون معناها: نتركها.
وقرئت بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين، فيكون المعنى: من النسيان.
وقرئت بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين وهمز ما بعدها، فيكون المعنى: نؤخرها.
وقرئت (تنسها) فيكون المخاطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
وقرئت كذلك بقراءات أخرى أغلبها يصب في نفس المعاني التي وردت آنفا، فيكون معنى (ننسها) مختلفا بحسب اختلاف القراءات الواردة فيه.


ج: بيّن حكم الساحر.

-اختلف العلماء فيمن يتعلّم السّحر ويستعمله وفصلوا في حكمه:
فقيل: أن السحر والعمل به كفر مطلقا. قال به مالك وأحمد وأبو حنيفة وذكره ابن عطية وابن كثير
وقيل:يسأل عن سحره فإن كان كفرا استتيب منه، فإن تاب وإلا قتل وإن كان تعلمه ليتقيه أو ليجتنبه فلا يكفر. قال به الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة وذكره ابن عطية وابن كثير
-واختلف هل يقتل بمجرد فعله واستعماله:
فقيل: نعم. قال به مالك وأحمد وذكره ابن عطية وابن كثير، وزاد مالك: أنه لا يستتاب.
وقيل: لا. قال به الشافعي وأبو حنيفة وذكره ابن عطية
-فإن قتل إنسانا بسحره:
قيل: يقتل. قال به مالك والشافعي وأحمد.
وقيل: لا يقتل حتى يتكرر منه، أو يقول بذلك في حق شخص معين. قال به أبو حنيفة وذكره ابن كثير.
-واختلف في ساحر أهل الكتاب:
فقيل: يقتل مثل الساحر المسلم. قال به أبو حنيفة وذكره ابن كثير.
وقيل: لا يقتل، واستدلوا بقصة لبيد بن أعصم فالنبي لم يقتله. قال به مالكٌ والشّافعيّ وأحمد وذكره ابن كثير
-واختلفوا في المسلمة السّاحرة:
قيل: لا تقتل، ولكن تحبس. قال به أبو حنيفة
وقيل: حكمها حكم الرجل. قال به بقية الأئمة الثلاث وذكره ابن كثير.
-مسألة: هل إذا تاب السّاحر تقبل توبته؟
قيل: لا تقبل. قال به مالكٌ، وأبو حنيفة وأحمد في المشهور عنهما وذكره ابن كثير.
وقيل: تقبل. قال به الشّافعيّ وأحمد في الرّواية الأخرى وذكره ابن كثير.
-مسألة: الساحر الذّمّيّ إذا سحر هل يقتل؟
قيل: يقتل إن قتل سحره. قال به مالك وذكره ابن كثير
-وإن لم يقتل سحره:
قيل: أنّه يستتاب فإن أسلم وإلّا قتل. في رواية عن مالك وذكره ابن كثير.
وقيل: أنّه يقتل وإن أسلم. في رواية أخرى عن مالك وذكره ابن كثير.


4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.
يقول تعالى ناهيا المؤمنين عن قول (راعنا) وذلك أن الكلمة فيها استهزاء أو سوء أدب مع رسول الله، لذا نهاهم عنها لما فيها من المساواة مع رسول الله ومحادثته بما لا يليق، على اختلاف أقوال العلماء بالمعنى المقصود هل لسوء في معناها أم لما ورد أنها عند اليهود تعتبر من سوء الأدب والاستهزاء لذا نهي عنها احترازا، (وقولوا انظرنا) أي: انتظرنا وأمهلنا، وهذه هي الكلمة البديلة التي أمر بها الله المؤمنين في خطابهم مع النبي، (واسمعوا) أي: سمع طاعة وأدب، (وللكافرين عذاب أليم) وللكافرين الجاحدين بالله عذاب شديد في الآخرة ووعيد من الله بانتظارهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 شعبان 1438هـ/6-05-2017م, 08:12 PM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}
.
فيه قولان :
1- أنه القرآن الكريم .
2- أنه التوراة .
والقول بأنه القرآن أعمّ لأنّ نابذ القرآن هو في الحقيقة نابذٌ للتوراة ، لِما فيها من الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به .

ب. المراد بما تتلو الشياطين.
1- كتب من السحر كانت تتلوها الشياطين في عهد سليمان عليه السلام ويعلمونها الناس ، فجمعها سليمان عليه السلام ودفنها فلما مات أخرجوها ونسبوها إليه عليه السلام كذباً ، وادّعى اليهود أنهم أخذوها من سليمان ، ومن ذلك ادّعاؤهم معرفة اسم الله الأعظم ، خلاصة قول الزجاج وابن عطية وابن كثير .
2- أي ماتلته الشياطين في قصصه وصفاته وأخباره ، ذكره ابن عطية .
3- أنّ الشياطين كانوا يلقون إلى الكهنة الكلمة من الحق معها مائة من الباطل حتى صار ذلك علمهم ، فأخذه سليمان منهم ودفنه تحت كرسيه ، ولمّا مات ادّعت الشياطين أنّ ذلك علم سليمان .
4- وقيل : بأن سليمان -عليه السلام- كان يملي على كاتبه آصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحر ثم نسبت ذلك إلى سليمان ، ذكره ابن عطية وابن كثير .
5- أن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبوا سحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته ، ذكره ابن عطية
6- أن الشياطين كتبت ذلك بعد موته ونسبته إليه عليه السلام ، ذكره ابن عطية ، وابن كثير .
7- أن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها، فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجن والريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، ونسبوا سليمان إلى السحر وكفروا في ذلك حتى برأه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عطية وابن كثير .
8- إنّ الشّياطين عمدوا إلى كتابٍ فكتبوا فيه السّحر والكهانة وما شاء اللّه من ذلك، فدفنوه تحت مجلس سليمان، وكان سليمان عليه السّلام، لا يعلم الغيب. فلمّا فارق سليمان الدّنيا استخرجوا ذلك السّحر وخدعوا النّاس، وقالوا: هذا علمٌ كان سليمان يكتمه ويحسد النّاس عليه ، ذكره ابن كثير .
9- عن الحسن: {واتّبعوا ما تتلو الشّياطين} قال:«ثلث الشّعر، وثلث السّحر، وثلث الكهانة» ذكره ابن كثير .

2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

إذا أتى إنسان إلى الملكين يريد السحر نهياه أشد النهي ، وقالا له إنما نحن فتنة فلا تكفر لعلمهما بأن السحر كفر ، فإذا أبى عليهما علّماه .

3: أجب عما يلي:
أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟
السحر له حقيقة ، فهو قد يُمرض ، ويربط الزوج عن زوجته ، وقال بعضهم أن الساحر له تمكّن في قلب الأعيان ، واستدلوا على ذلك بما رواه ابن جرير الطبري عن عائشة رضي الله عنها بإسناد جيد في المرأة التي جاءتها من دومة الجندل تبتغي النبي صلى الله عليه وسلم تسأله عن شيء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به ، ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن سليمان مطولا .
والشاهد منه أنّ هذه المرأة بذرت واستغلّت في الحال.

ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التي يذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}
نؤمن بما ذكر الله تعالى من إجمال للقصة في القرآن ، ونتوقف في الإسرائيليات فلا نؤمن بها ولا ننكرها ونقول آمنا بالله وما أُنزل إلينا وما أُنزل إليكم ، إلاّ ما كان فيه كذب ظاهر ، أو مايخالف ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم فنرده .

ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم...} الآية.

1- قيل أنها نزلت في حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب : فعن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.
2- وقيل أنها نزلت في كعب بن الأشرف : قال عبد الرّزّاق، عن معمر عن الزّهريّ، في قوله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب} قال: هو كعب بن الأشرف ، وعن ابن أبي حاتم أن كعب بن الأشرف
اليهوديّ كان شاعرًا، وكان يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} إلى قوله: {فاعفوا واصفحوا} .
3- وقيل أنها عامة وأن هذا دأبهم وحقيقة شعورهم ، فعن ابن عبّاسٍ: أنّ رسولًا أمّيًّا يخبرهم بما في أيديهم من الكتب والرّسل والآيات، ثمّ يصدّق بذلك كلّه مثل تصديقهم، ولكنّهم جحدوا ذلك كفرًا وحسدًا وبغيًا؛ ولذلك قال اللّه تعالى: {كفّارًا حسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ} يقول: من بعد ما أضاء لهم الحقّ لم يجهلوا منه شيئًا، ولكنّ الحسد حملهم على الجحود، فعيرّهم ووبّخهم ولامهم أشدّ الملامة) ، وعن أسامة بن زيدٍ : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب، كما أمرهم اللّه، ويصبرون على الأذى، قال اللّه: {فاعفوا واصفحوا حتّى يأتي اللّه بأمره إنّ اللّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتأوّل من العفو ما أمره اللّه به، حتّى أذن اللّه فيهم بقتلٍ، فقتل اللّه به من قتل من صناديد قريشٍ.

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.

يعود الضمير في قوله تعالى ( أنهم ) إلى الذين اشتروا السحر ، وجواب ( لو ) مثوبة ، وهي الثواب والأجر ، وقال بعضهم لرجعة إلى الله ، من ثاب يثوب إذا رجع ، والأول أولى ، والمعنى لوأنّ هؤلاء الذين اشتروا الكفر آمنوا باللّه ورسله واتّقوا المحارم، لأثيبوا على ذلك ثواباً خيرًا لهم من كسبهم بالسحر والكفر وخيرا لهم ممّا اختاروه و ورضوا به لأنفسهم لو كانوا يعلمون علماً نافعا فيعملون بما علموا ، ويحتمل نفي العلم عنهم .
وقد استدلّ من ذهب إلى تكفير الساحر بهذه الآية .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 شعبان 1438هـ/17-05-2017م, 10:29 PM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.

- ملكين حقيقيين أنزلهما الله تعالى فتنة وابتلاء واختباراً لمن يتبعهما ويتبع ما يعملانه , وهذا مرجوح لأن الله لم ينزل الملائكة لتعلم الناس , وما روي في ذلك فهو ضعيف , لقوله تعالى ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم ) .
- ملكين بكسر اللام أراد بهما داوود وسليمان عليمها السلام مرجوح أيضاً لعدم دلالة السياق عليه أيضاً , فداوود وسليمان رسولين معصومين ما كانا ليعلما الناس السحر وهو كفر بالله سبحانه .
- شيطانيين تلبَّسوا بلباس الصالحين ليلبسوا على الناس ويمكروا بهم ويعلموهم الكفر والسحر , لا دليل على هذا الكلام
- الراجح أنهما رجلين تظاهرا بالتقوى والصلاح في بابل كانا يعلمان الناس السحر , وبلغ حسن اعتقاد الناس بهما أن ظنوهما ملكين وكانا يلبسان على الناس حتى أصبحوا يقولان للناس إنما نحن فتنة فلا تكفر , نقلاً من تحقيقات تفسير ابن عطية طباعة وزارة أوقاف قطر والله أعلم .

ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
- هو أن يرى الله جهرة كما قال تعالى ( فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة ) .

2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.

- الحق لأهل الكتاب واضح بين , وخاصة علماؤهم وأحبارهم يعلمون ذلك ويعرفونه أكثر مما يعرفون أبناءهم .
- لكنهم لا يستطيع أكثرهم أن ينقاد للحق للكبر الذي في نفسه , والحسد الذي يحملونه في قلوبهم على المؤمنين , وأكد ذلك سبحانه بقوله ( من عند أنفسهم ) ليدل على شدة حقدهم ولؤمهم فلم يجدوا ذلك في توراتهم .
- فلذلك هم يرغبون من كل قلوبهم لو كفر المؤمنون ويعملوا على ذلك جاهدين ليل نهار حتى يصبح المؤمنون مثلهم كفاراً ليدخلوا مع بعضهم النار ولا يدخلوها بأنفسهم .
- ففضح الله ما يكنونه ويخفونه في أنفسهم من الحقد والكفر والغل

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟

- على عهد ملك سليمان
- في ملك سليمان , بمعنى قصصه وصفاته وأخباره .
- على شرعه ونبوته وحاله

ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.
- نُنْسِها : بمعنى التأخير , قرأ بها جمهور القراء
- نَنْسَها : بمعنى الترك , ذكرها مكي , وهي بمعنى
- تُنْسَها : بتاء المخاطبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم -قراءة سعيد بن المسيب - , بأن ينسى شيئا من القرآن ولكن هذا مردود بقوله تعالى ( سنقرئك فلا تنسى )
- نُنَسِّها : من النسيان , قرأ بها عمر بالخطاب وابن عباس , نقدر لك نسيانها فتنساها حتى ترتفع جملة وتذهب .
- نَنْسأها : من التأخير
- تنسأها : بفعل النبي صلى الله عليه وسلم , هذه غير جائزة لأن القرآن كله من وحي الله .
- نُنْسِك : مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم .
- نُنْسِكها : مثل التي قبلها بزيادة الضمير .

ج: بيّن حكم الساحر.
الساحر كافر لقوله تعالى (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا )

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.

- نهى الله تعالى عباده أن يتشبهوا بالكافرين في أقوالهم وأفعالهم .
- فاليهود في قولتهم هذه ( راعنا ) كانوا يقصدون فيه التنقيص - عليهم لعائن الله تترى - يقولون راعنا ويقصدون به الرعونة , كما في هذه المقولة من المناداة للنبي صلى الله عليه وسلم على جهة المساواة أي اسمع منا ونسمع منك .
- لذلك نهى الله المؤمنين عن هذه المقولة حتى لا يعطوا الفرصة لليهود بأنه يقولوها , وحتى لاتوهم منها المناداة بالمساواة لما فيها من الجفاء في المخاطبة , وهذا من مبدأ سد الذريعة , فنهى الله المؤمنين عن القول الحلال لئلا يتطرق منه اليهود إلى المحظور .
- وأعطى الله المقولة البديلة التي ليس فيها أدنى شبهةأو مشابهة لليهود وهو انظرنا أي انتظرنا وأمهل علينا , ويحتمل أن يكون المعنى تفقدنا من النظر , وفيها تعظيم للنبي صلى الله عليه في المخاطبة على المعنيين .
- اختتم الآية بالتهديد لمن خالف أمره بالعذاب الأليم .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 07:07 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثامن من تفسير سورة البقرة


المجموعة الأولى :

1: علاء عبد الفتاح : ب+
س1: ب :
ذكر ابن كثير قولين آخرين في المراد بما تتلو الشياطين :
أحدهما : أنها الشهوات كالمعازف واللعب ، رواه العوفي عن ابن عباس.
الثاني : أنها ثلث للشعر وثلث للسحر وثلث للكهانة ، قاله الحسن.

س2:
إذا قيل فصِّل في التفسير يُفضل أن تتبع طريقة استخلاص المسائل من تفسير الآية حتى لا يفوتك منها شيء.
وقد ذكرتَ معظم مسائل هذا الجزء من الآية ضمن إجابتكِ لكن ينقصكَ بيان :
1: مرجع ضمير المثنى في قوله { يعلمان }
2: على القول الأول - مما ذكرت - يكون مجرد العلم ليس حرامًا وإنما الحرام استعمال هذا السحر ، وهذه مسألة بين المكفِّر في قوله { فلا تكفر }
س3: أ : يقدم الاستدلال بالآية والحديث على أقوال العلماء.
س3: ب :
يُنظر فيها ، فما كان منها موافقًا للكتاب والسنة يُقبل ، وما كان منها منكرًا مخالفًا للكتاب والسنة كمن قال أن هاروت وماروت ملكين افتُتنا وعصيا الله - عز وجل - ؛ فهذا يرد لمخالفته لقول الله تعالى :{ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } ، وما لم يكن من هذا و لا ذاك يُتوقف فيه لأمر النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تُكذبوهم }.
س4: والآية وإن كانت في سياق الحديث عن اليهود خاصة ؛ فمعناها عام في كل من اتصف بهذه الصفات.


2: سارة المشري : ب
س1: أ : ونابذ الأمر بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم في التوراة ، هو كافر بالقرآن وبالتوراة ، لأن الكفر ببعض الكتاب كفر بكله.
فالآية تحتمل القولين ، القولان متلازمان.

س1: ب :
وذكر ابن كثير رواية للعوفي عن ابن عباس فيها أن المراد بـ " ما تتلو الشياطين " الشهوات كالمعازف واللعب.

س2: رأس السؤال فيه " فصّل " فلا يُكتفى بذكر وجه واحد في تفسير الآية ، بل يجب استخلاص المسائل الواردة فيها وذكر الخلاف في كل مسألة- إن وجد - ، وبيان أوجه تفسير الآية بحسب الخلاف الوارد فيها.
فنذكر بداية مرجع ضمير المثنى في قوله { يعلمان } ، هل هما ملكين ، أو شيطانين ..
وما الذي يعلمانه ، هل هو السحر عامة أم التفريق بين المرء وزوجه خاصة.
وما معنى قولهما " { إنما نحنُ فتنة }، وما الغرض منه.
وما هو المكفر في قوله { فلا تكفر } هل هو مجرد تعلم السحر ، أم استعماله ..

س3: أ : يُستدل بداية بالآية التي نحنُ بصدد دراستها ؛ ففيها رد على المعتزلة الذين أنكروا وجود السحر أصلا ، وزعموا أنه مجرد تخييلات آثار نفسية.
س3: ج : كون معنى الآية عام فيهم لا ينفي أن يكون للآية سبب خاص في نزولها ، والقول الثاني الذي لم تذكريه أن عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان كانا ببيت المِدْراس ، وكان اليهود يريدون فتنتهم عن دينهم فثبتا ، فنزلت الآية ، ذكره ابن عطية.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 10:16 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

المجموعة الثانية :


تعليقات عامة :


س1: أ :

الخلاف في المراد بالملكين بحسب الخلاف في قراءتها :
- من قرأها بفتح اللام : " الملَكين " قالا :
1: جبريل وميكال.
2: هاروت وماروت على أنهما ملكين نزلا اختبارا للناس وابتلاء لهم.

- من قرأها بكسر اللام : " الملِكين " قالا :
1: داوود وسليمان.
2: هما علجان - أي رجلين ضخمين - ببابل كانا يعلمان الناس السحر.
3: قبيلان من الجن.
ويُرجع للتفاسير لمعرفة تفصيل الأقوال ونسبة كل قول لقائله ، وعلاقة الخلاف في المراد بالملكين بما قبله " مثل : الخلاف في معنى " ما " ، وما بعدها مثل تفسير قوله تعالى :{ وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر }



س3 : ب :

ذكر ابن عطية الخلاف في القراءة في كلمتين : { ننسخ } ، و { ننسها }
ركزتم على { ننسها } وفاتكم بيان الخلاف في { ننسخ } وهي على قولين :
{ نَنْسَخ } من نسخ ، بفتح النون الأولى وسكون الثانية ، وفتح السين
{ نُنْسخ } من أَنسخ ، بضم النون الأولى وكسر السين ، وهي قراءة ابن عامر.
وهما بعنى الترك والإزالة ، أو بمعنى الكتابة والنقل .

الخلاف في القراءات في { ننسها }
1: نُنْسِها : قراءة نافع وحمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وجمهور من الناس ، وهي من النسيان.
2: نَنْسَأها : بفتح النون الأولى ، وفتح السين وسكون الهمزة ، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ، وهي بمعنى التأخير.
وذكر ابن عطية قراءات أخرى ، ترجع لهذين المعنيين فيُرجى مراجعتها في المقرر.
وقد ركزتم على القراءات في " ننسها " فقط ، دون القراءات في " ننسخ " ، وذكرتم معنى " ننسها " على اختلاف القراءات ، دون بيان معنى الآية كاملة.



1: نورة الأمير : ب
س1: أ :
يُرجع للتعليق أعلاه.
س1: ب :
وهذا القول على المعنى الخاص ، والمعنى العام أرجح بأنه يعم كل ما سألوه لموسى عليه السلام فقد كانوا أهل عناد وتكبر.

س2: عند طلب التفصيل في التفسير ، لنسلك سبيل استخلاص المسائل التفسيرية ، وتحرير الخلاف فيها دون الاقتصار على أحد الأقوال.
وقد ذكرتِ أحد الأقوال في متعلق : { من عند أنفسهم } ، وفيها ثلاثة أقوال يختلف معنى الآية بحسب كل منهم.

س3: ب : أرجو قراءة التعليق أعلاه.


ماهر القسي : ج
س1: أ :
- من رجح القول الذي ذكرت أنه الراجح ؟؟
- أرجو مراجعة التعليق العام ، ثم مراجعة تفسير ابن كثير عند قوله { وما أنزل على الملكين } ، وحكايته لقول القرطبي ويظهر منه أنه ينصره ، ثم أرجو مراجعة تفسير ابن جرير الطبري وقراءة حكاية الخلاف في هذه الآية وبيانه لرأيه في معنى " ما " وعليه معنى الآية ..
هنا : http://jamharah.net/showpost.php?p=108416&postcount=2
وإحالتكم للرابط لزيادة توضيح المسألة والاستفادة.


س1 : ب :
والقول الثاني وهو الأرجح أنها تعم كل ما سألوه لموسى عليه السلام على وجه العناد والتكبر.

س2: المطلوب التفصيل في التفسير بذكر جميع مسائل الآية وتحرير الخلاف فيما اختُلف فيه مع بيان تفسير الآية على كل وجه وبيان الراجح.
س3: ب :
أرجو قراءة التعليق العام.

س3: ج :
هذا فيه اختصار شديد وأحسنتم الاستدلال لكن ينبغي تعريف السحر المقصود على القول الذي ذكرت.

- تم الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 شعبان 1438هـ/19-05-2017م, 06:01 PM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.

جاء في قراءة الملكين روايتين بكسر اللام وفتحها وبحسب الرواية يتغير المعنى، ويندرج تحت كل قراءة أكثر من معنى:
القراءة الأولى: أنهما ملكين بفتح اللام، من الملائكة، وجاء في معنى الآية على هذا التفسير عدة أقوال:
- أن المعنى: أنهما يعلمان نبأ السحر ويعرفان بمبادئه تعريفا يسيرا, ويأمران باجتنابه، ذكره الزجاج وابن عطية، ونقله ابن كثير عن ابن جرير.
- أن المعنى: : أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً, وبترك تعلمه مؤمناً، والملكين مطيعان بهذا التعليم لأنهما ينفذان ما أمرا به، ذكره الزجاج وابن عطية، وقيل أنه نزل عليهما ما يفرق به بين المرء وزوجه وهو دون السحر وهو قول مجاهد ذكره عنه ابن عطية.
- أن ما هنا نافية، أي لم ينزل على الملكين، وقيل أن الملكين على هذا القول هما جبريل وميكائيل، ذكره الزجاج وابن عطية ونقله ابن كثير عن القرطبي ورواه ابن جرير عن ابن عباس والربيع بن أنس وأبو العالية وذكره ابن كثير وروى ابن أبي حاتم عن عطية مثل هذا المعنى.
وقد أورد المفسرون روايات فيها غرابة، وقصص تبرر كون الملكين مع عصمة الملائكة يعلمان السحر، بعض القصص تشبه واقع هذين الملكين بواقع، وقيل بأنهما ملكين أنزلا إلى الأرض وامتحنا بما امتحن به البشر من الفتن.
القراءة الثانية: أنهما الملكين بكسر اللام، ويوجه على هذه القراءة الإنزال بأنه بمعنى الخلق، وهي قراءة ابن عباس والحسن والضحاك وابن أبزى، وأبو الأسود الدؤلي.
وقيل في المعنى على هذه القراءة:
- هما داود وسليمان وما هنا نافية، قاله ابن أبزى وذكره ابن عطية ونقله ابن كثير عن القرطبي.
- هما علجان كانا ببابل ملكين وقيل هما هاروت وماروت، وما هنا ليست نافية، قاله الحسن، والضحاك وذكره ابن عطية وابن كثير
الترجيح:
قال الزجاج عن قراءة الملكين بالفتح أنها أثبت قراءة وتفسيرا ورجح المعنى الأول والثاني المندرج تحت هذه القراءة
ورجح القرطبي القول الثالث المندرج تحت قراءة الفتح وهو أن ما نافية وقال: وهذا أولى ما حملت عليه الآية وأصحّ ولا يلتفت إلى ما سواه.
ورد ابن جرير القول بأن ما نافية ورجح بأنهما ملكين وكل إليهما تعليم السحر فهما مطيعان بذلك ورد هذا القول ابن كثير ووصفه بالغرابة.
والله أعلم بالصواب.

ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
قال تعالى: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابًا من السّماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا اللّه جهرةً فأخذتهم الصّاعقة بظلمهم}[النّساء: 153].
فقد سأل قوم موسى نبيهم أن يريهم الله جهرة، قاله مجاهد، وذكره ابن عطية، وابن كثير
وقد أنكر الله على المؤمنين في هذه الآية عن أن يسألوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما لا خير لهم في السؤال عنه وما يكفّرهم، بعد وضوح البراهين لهم، وجاء في تحديد السبب الذي أنزلت لأجله الآية عدة أقوال منها أنهم تمنوا أن ذنوبهم جرت مجرى ذنوب بني إسرائيل ، ومنها أنهم سألوه أن يفجر لهم العيون، أو يريهم الله جهرة، أو يأتيهم بالله والملائكة قبيلا ، أو يقلب لهم الصفا ذهبا، أو غير ذلك مما هو على وجه التعنّت والاقتراح، كما سألت بنو إسرائيل موسى، عليه السّلام، تعنّتًا وتكذيبًا وعنادًا.

2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
وقد جاء في سبب نزولها:
- إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية.
- عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.
- عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالكٍ، عن أبيه: أنّ كعب بن الأشرف اليهوديّ كان شاعرًا، وكان يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} إلى قوله: {فاعفوا واصفحوا}

{ود كثير من أهل الكتاب}
المعني بأهل الكتاب هنا اليهود وكتابهم التوراة، ومع ما جاء في تحديد سبب النزول لبعض اليهود إلا أن المعنى يتضمن الأتباع كما قال ابن عطية.

{لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا}
جحدوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، كفرًا وحسدًا وبغيًا.

{مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}
المعنى أنهم لم يجدوا ذلك في كتاب ولا أمروا به فهو من تلقائهم، قال تعالى:
- يقولون بأفواههم [آل عمران: 167].
- ويكتبون الكتاب بأيديهم [البقرة: 79].

{من بعد ما تبين لهم الحقّ}
من بعد ما أضاء لهم الحقّ لم يجهلوا منه شيئًا، والمراد به في هذه الآية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم يجدونها مكتوبًة عندهم في التّوراة والإنجيل ، وصحة ما المسلمون عليه.

وهذه الآية من الظواهر في صحة الكفر عنادا، يحذّر تعالى فيها عباده المؤمنين عن سلوك طرائق الكفّار من أهل الكتاب، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظّاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيّهم.

التزمت بتفسير القدر المطلوب في السؤال ولا أدري إن كان المطلوب تفسير كامل الآية؟

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟


فيه أقوال:

1- على عهد ملك سليمان عليهم، وقد كان السحر موجودا قبل ذلك وإنما اتبع في عهد سليمان، قاله السدي والحسن وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2- في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره، أي: ما ترويه وتخبر به وتحدثه الشّياطين على ملك سليمان وتضمن تتلوا هنا معنى تكذب، أي تكذب الشياطين في ملك سليمان، محصلة ما فهمته من كلام ابن جرير وابن عطية. ورجحه ابن كثير.
3- على شرعه ونبوته وحاله، فيكون معنى اتبعوا هنا: فضلوا، أي فضلوا ما تتلوه الشياطين على شرع سليمان، محصلة ما فهمته مما قاله الطبري، وذكره ابن عطية، وابن كثير

ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.

جاء في قراءة ننسها عدد من القراءات لا تخلو من أن يكون مرجعها إلى:
- النسيان الذي هو ضد الذكر.
- أو النسيان الذي هو الترك.
- أو النسء الذي هو الـتأخير.

وفيما يلي أحاول شرح ذلك ملخصا مما ذكر في التفاسير الثلاثة المقررة وبالله التوفيق:
• أولا: النسيان الذي هو ضد الذكر، ومما ذكره المفسرون من القراءات التي ترجع لهذا المعنى:
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وجمهور من الناس { نُنْسِهَا} بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين وترك الهمزة، وهذه من أنسى المنقول من نسي
- وقرأ سعد بن أبي وقاص «أو تنسها» على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ونون بعدها ساكنة وفتح السين، من النسيان
- وقرأ الضحاك بن مزاحم وأبو رجاء «ننسّها» بضم النون الأولى وفتح الثانية وسين مكسورة مشددة، وهذه أيضا من النسيان
- وقرأ أبي بن كعب «أو ننسك» بضم النون الأولى وسكون الثانية وسين مكسورة وكاف مخاطبة
- وفي مصحف سالم مولى أبي حذيفة «أو ننسكها» مثل قراءة أبيّ إلا أنه زاد ضمير الآية
- وقرأ الأعمش «ما ننسك من آية أو ننسخها نجيء بمثلها»، وهكذا ثبتت في مصحف عبد الله بن مسعود.
فيكون معنى الآية: ما ننسخ من آية أو نقدر نسيانك لها فتنساها حتى ترتفع جملة وتذهب فإنا نأتي بما هو خير منها لكم أو مثله في المنفعة.محصلة ما فهمته مما روي عن عمر بن الخطاب وما رواه ابن جرير عن الحسن وعن سعد بن أبي وقاص ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وقاله محمد بن كعب وقتادة وعكرمة وعبيد بن عمير، وذكره ابن عطية وابن كثير.
وقد رد الزجاج هذا المعنى وقال بعدم جوازه بدليل قوله تعالى:
- {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}فالمعنى لا يشاء ، وفسر قوله {فلا تنسى} بأحد المعنيين: إما لست تترك إلا ما شاء الله، أو إلا ما شاء الله مما يلحق بالبشرية ثم تذكر بعد ذلك. ليس أنه على طريق السلب للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً أوتيه من الحكمة.
ورد القائلون بجواز ذلك ومنهم أبو علي ورجحه ابن عطية بقوله تعالى:
- { سنقرئك فلا تنسى } فالمعنى أن الله لو شاء لأنسى رسوله
- أن معنى {لئن شئنا لنذهبن..} الآية، لم نذهب بالجميع.
- أن نسيان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله تعالى أن ينساه ولم يرد أن يثبت قرآنا جائز.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من النسيان الذي هو آفة في البشر قبل التبليغ وبعد التبليغ ما لم يحفظه أحد من أصحابه، وأما بعد أن يحفظ فجائز عليه ما يجوز على البشر لأنه قد بلغ وأدى الأمانة، ومنه الحديث حين أسقط آية، فلما فرغ من الصلاة قال: أفي القوم أبيّ؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فلم لم تذكرني؟ قال: حسبت أنها رفعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ترفع ولكني نسيتها.

• ثانيا: النسيان الذي هو بمعنى الترك، ومما ذكره المفسرون من القراءات التي ترجع لهذا المعنى:

- قراءة «أو ننسها» بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح السين، وهذه بمعنى الترك
فتحمل الآية على معان:
- أحدها: ما ننسخ على وجوه النسخ أو نترك غير منزل عليك فإنا لا بد أن ننزل رفقا بكم خيرا من ذلك أو مثله حتى لا ينقص الدين عن حد كماله.
- الثاني: أو نترك تلاوته وإن رفعنا حكمه فيجيء النسخ على هذا رفع التلاوة والحكم.
- الثالث: أو نترك حكمه وإن رفعنا تلاوته فالنسخ أيضا على هذا رفع التلاوة والحكم.
- الرابع: أو نتركها غير منسوخة الحكم ولا التلاوة، فالنسخ على هذا المعنى هو على جميع وجوهه، ويجيء الضميران في منها أو مثلها عائدين على المنسوخة فقط، وكان الكلام إن نسخنا أو أبقينا فإنا نأتي بخير من المنسوخة أو مثلها.
الخامس: أي نأمر بتركها، فيكون المعنى ترك العمل بما جاءت به الآية دون إبداله بحكم جاء في آية أخرى كما هو الحال في النسخ، قاله الزجاج، ووجه المعنى على الأمر بالترك دون وجود بديل كما أمر المسلمون بامتحان المسلمات المهاجرات ثم أمروا بترك المحنة.
قال الزجاج: إن القراءة «أو ننسها» بضم النون وسكون الثانية وكسر السين لا يتوجه فيها معنى الترك لأنه لا يقال أنسأ بمعنى ترك، وقال أبو علي وغيره: ذلك متجه لأنه بمعنى نجعلك تتركها.

• ثالثا: النسء بمعنى التأخير، يقال:
- نسأ اللّه في أجله, وأنسأ اللّه أجله, أي: أخر أجله.
- نسأت الإبل عن الحوض أنسؤها نسأ أي أخرتها، وكذلك يقال: أنسأ الإبل إذا زاد في ظمئها يوما أو يومين أو أكثر من ذلك بمعنى أخرها عن الورد،
- أنسأت الدين وغيره أنسؤه إنساء إذا أخرته
ومما ذكره المفسرون من القراءات التي ترجع لهذا المعنى.
- قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابن عباس وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وعبيد ابن عمير وابن كثير وأبو عمرو «ننسأها» بنون مفتوحة وأخرى بعدها ساكنة وسين مفتوحة وألف بعدها مهموزة، وهذه من التأخير.
- قُرأت { نَنْسَؤُها } الهمز بعد السين، فهذه بمعنى التأخير.
- قرأت فرقة مثل هذه القراءة إلا أنها بتاء مفتوحة أولا على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وإسناد الفعل إليه.
- وقرأ أبو حيوة مثل ذلك إلا أنه ضم التاء أولا.
فتحمل الآية على أربعة معان.
- أولها: ما ننسخ أو نؤخر إنزاله، قاله أبو العالية وذكره ابن عطية وابن كثير.
- والثاني: ما ننسخ النسخ الأكمل، أو نؤخر حكمه وإن أبقينا خطه وتلاوته، قاله مجاهد وذكره ابن عطية وابن كثير.
- والثالث: ما ننسخ النسخ الأكمل، أو نؤخر تلاوته وإن أبقينا حكمه
- والرابع: ما ننسخ أو نؤخره مثبتا لا ننسخه، ويعود الضميران كما ذكر في الترك، قاله ابن عباس ، وعبيد بن عميرٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ و عطيّة العوفيّ والسدي والربيع بن أنس وذكره ابن عطية وابن كثير.

قال ابن عطية:
"وبعض هذه المعاني أقوى من بعض، لكن ذكرنا جميعها لأنها تحتمل، وقد قال «جميعها» العلماء إما نصا وإما إشارة فكملناها."

ثانيا: القراءات في قوله {ننسخ}:

ذكر ابن عطية أن فيها قراءتان
القراءة الأولى: قرأ الجمهور: ما ننسخ بفتح النون من نسخ.
القراءة الثانية: قرأ أبو عامر: ما ننسخ بضم النون، من أنسخ.
وبعد التفصيل خلص إلى أن القراءتان متفقتان في المعنى.

ج: بيّن حكم الساحر.
قيل: يكفر بدلالة قوله تعالى:{ ولو أنّهم آمنوا واتّقوا} وهو رواية عن الإمام أحمد وطائفة من السلف
وقيل: بل لا يكفر.
ولكن حده ضرب عنقه، لما روي عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، أن اقتلوا كلّ ساحرٍ وساحرةٍ. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه أيضًا. وهكذا صحّ أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت. قال أحمد بن حنبلٍ: صحّ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أذنوا في قتل السّاحر.
وعن جندبٍ الأزديّ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حدّ السّاحر ضربه بالسّيف». رواه الترمذي.
وحمل الشّافعيّ -رحمه اللّه- قصّة عمر وحفصة على سحر يكون شركًا. واللّه أعلم.

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا}
أتى رجل عبد اللّه بن مسعودٍ، فقال: اعهد إليّ. فقال:
«إذا سمعت اللّه يقول{يا أيّها الّذين آمنوا} فأرعها سمعك، فإنّه خيرٌ يأمر به أو شرٌّ ينهى عنه».
رواه ابن أبي حاتم.
وقد نهى اللّه تعالى المؤمنين أن يتشبّهوا بالكافرين في أقوالهم وأفعالهم، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ففيه دلالةٌ على النّهي الشّديد والتّهديد والوعيد، على التّشبّه بالكفّار في أقوالهم وأفعالهم، ولباسهم وأعيادهم، وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقرر عليها.
وقد كان اليهود يورون في الكلام ويقصدون التنقيص -عليهم لعائن اللّه- فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا يقولون: راعنا. يورون بالرّعونة، كما قال تعالى: {من الّذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمعٍ وراعنا ليًّا بألسنتهم وطعنًا في الدّين ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرًا لهم وأقوم ولكن لعنهم اللّه بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}[النّساء: 46]
وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم، بأنّهم كانوا إذا سلّموا إنّما يقولون: السام عليكم. والسّام هو: الموت. ولهذا أمرنا أن نردّ عليهم بـ "وعليكم". وإنّما يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا
وفي هذه الآية نهى سبحانه وتعالى المؤمنين عن قول {راعنا } وقد جاء في معناها ثلاثة أقوال:
- أنها بمعنى: أرعنا سمعك،
قال أبو صخر: كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، إذا أدبر ناداه من كانت له حاجةٌ من المؤمنين، فيقول: أرعنا سمعك. فأعظم اللّه رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أن يقال ذلك له».
وقيل: كان المسلمون يقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم-: راعنا، وكانت اليهود تتسابّ بينها بهذه الكلمة، وكانوا يسبون النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفوسهم، فلما سمعوا هذه الكلمة اغتنموا أن يظهروا سبّه بلفظ يسمع ولا يلحقهم به في ظاهره شيء، فهي لغة عند العرب من المراعاة. فكانت اليهود تصرفها إلى الرعونة، يظهرون أنهم يريدون المراعاة ويبطنون أنهم يريدون الرعونة التي هي الجهل، فأظهر اللّه النبي -صلى الله عليه وسلم-, والمسلمين على ذلك, ونهى عن هذه الكلمة.
- أنها بمعنى فاعلنا، أي: أرعنا نرعك، من المراعاة والمكافأة أي: كافنا في المقال، كما يقول بعضهم لبعض، وفي هذا جفاء أن يخاطب به أحد نبيه، فأمروا أن يخاطبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتقدير, والتوقير، وقد حض الله تعالى على خفض الصوت عنده وتعزيره وتوقيره، ولا مدخل لليهود في هذه الآية على هذا التأويل، بل هو نهي عن كل مخاطبة فيها استواء مع النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره الزجاج وابن عطية.
- أنها كلمة تجري على الهزء والسخرية، فنهي المسلمون أن يتلفظوا بها بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ,

- وقد جاء في هذه اللفظة قراءة للحسن وابن أبي ليلى وابن محيصن وأبو حيوة: (راعنًا) من الجهل فالمعنى فيه: لا تقولوا حمقاً من الرعونة وهو محمول على أن اليهود كانت تقوله فنهى الله تعالى المؤمنين عن القول المباح سد ذريعة لئلا يتطرق منه اليهود إلى المحظور، إذ المؤمنون إنما كانوا يقولون «راعنا» دون تنوين.

- وفي مصحف ابن مسعود «راعونا»، وهي شاذة، ووجهها أنهم كانوا يخاطبون النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تخاطب الجماعة، يظهرون بذلك إكباره وهم يريدون في الباطن فاعولا من الرعونة.


قال ابن جريرٍ: والصّواب من القول في ذلك عندنا: أنّ اللّه نهى المؤمنين أن يقولوا لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: راعنا؛ لأنّها كلمةٌ كرهها اللّه تعالى أن يقولها لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، نظير الذي ذكر عن النّبيّ

{ وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}
{انظرنا} معناها: انتظرنا وأمهلنا، ويحتمل أن يكون المعنى تفقدنا من النظر، وهذه لفظة مخلصة لتعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- على المعنيين.
قال ابن عطية:
"والظاهر عندي استدعاء نظر العين المقترن بتدبر الحال، وهذا هو معنى راعنا، فبدلت للمؤمنين اللفظة ليزول تعلق اليهود"
وقرأ الأعمش وغيره «أنظرنا» بقطع الألف وكسر الظاء، بمعنى: أخرنا وأمهلنا حتى نفهم عنك ونتلقى منك.

{ واسمعوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
معناه: استمعوا.
ولما نهى الله تعالى في هذه الآية وأمر، حض بعد على السمع الذي في ضمنه الطاعة، واعلم أن لمن خالف أمره فكفر عذابا أليما، وهو المؤلم، ».

مستفاد باختصار وتصرف من التفاسير الثلاثة المقررة

والحمد لله رب العاملين

وأعتذر عن التأخير.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 شعبان 1438هـ/24-05-2017م, 09:31 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
1: حرر القول في المسائل التالية:
أ. المراد بالملكين.

جاء في قراءة الملكين روايتين بكسر اللام وفتحها وبحسب الرواية يتغير المعنى، ويندرج تحت كل قراءة أكثر من معنى:
القراءة الأولى: أنهما ملكين بفتح اللام، من الملائكة، وجاء في معنى الآية على هذا التفسير عدة أقوال: [ وعلى هذا القول قيل بأن الملكين هما هاروت وماروت ، أو جبريل وميكال ]
- أن المعنى: أنهما يعلمان نبأ السحر ويعرفان بمبادئه تعريفا يسيرا, ويأمران باجتنابه، [ ويكون الكفر هنا بالعمل به ] ذكره الزجاج وابن عطية، ونقله ابن كثير عن ابن جرير.
- أن المعنى: : أن يكون اللّه عزّ وجلّ امتحن بالملكين الناس في ذلك الوقت، وجعل المحنة في الكفر والإيمان أن يقبل القابل تعلم السحر، فيكون بتعلّمه كافراً, وبترك تعلمه مؤمناً، والملكين مطيعان بهذا التعليم لأنهما ينفذان ما أمرا به، ذكره الزجاج وابن عطية، وقيل أنه نزل عليهما ما يفرق به بين المرء وزوجه وهو دون السحر وهو قول مجاهد ذكره عنه ابن عطية.
- أن ما هنا نافية، أي لم ينزل على الملكين، وقيل أن الملكين على هذا القول هما جبريل وميكائيل، ذكره الزجاج وابن عطية ونقله ابن كثير عن القرطبي ورواه ابن جرير عن ابن عباس والربيع بن أنس وأبو العالية وذكره ابن كثير وروى ابن أبي حاتم عن عطية مثل هذا المعنى.
وقد أورد المفسرون روايات فيها غرابة، وقصص تبرر كون الملكين مع عصمة الملائكة يعلمان السحر، بعض القصص تشبه واقع هذين الملكين بواقع، وقيل بأنهما ملكين أنزلا إلى الأرض وامتحنا بما امتحن به البشر من الفتن.
القراءة الثانية: أنهما الملكين بكسر اللام، ويوجه على هذه القراءة الإنزال بأنه بمعنى الخلق، وهي قراءة ابن عباس والحسن والضحاك وابن أبزى، وأبو الأسود الدؤلي.
وقيل في المعنى على هذه القراءة:
- هما داود وسليمان وما هنا نافية، قاله ابن أبزى وذكره ابن عطية ونقله ابن كثير عن القرطبي.
- هما علجان كانا ببابل ملكين وقيل هما هاروت وماروت، وما هنا ليست نافية، قاله الحسن، والضحاك وذكره ابن عطية وابن كثير
الترجيح:
قال الزجاج عن قراءة الملكين بالفتح أنها أثبت قراءة وتفسيرا ورجح المعنى الأول والثاني المندرج تحت هذه القراءة
ورجح القرطبي القول الثالث المندرج تحت قراءة الفتح وهو أن ما نافية وقال: وهذا أولى ما حملت عليه الآية وأصحّ ولا يلتفت إلى ما سواه.
ورد ابن جرير القول بأن ما نافية ورجح بأنهما ملكين وكل إليهما تعليم السحر فهما مطيعان بذلك ورد هذا القول ابن كثير ووصفه بالغرابة.
والله أعلم بالصواب.

ب. المراد بما سئل موسى من قبل.
قال تعالى: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابًا من السّماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا اللّه جهرةً فأخذتهم الصّاعقة بظلمهم}[النّساء: 153].
فقد سأل قوم موسى نبيهم أن يريهم الله جهرة، قاله مجاهد، وذكره ابن عطية، وابن كثير
وقد أنكر الله على المؤمنين في هذه الآية عن أن يسألوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما لا خير لهم في السؤال عنه وما يكفّرهم، بعد وضوح البراهين لهم، وجاء في تحديد السبب الذي أنزلت لأجله الآية عدة أقوال منها أنهم تمنوا أن ذنوبهم جرت مجرى ذنوب بني إسرائيل ، ومنها أنهم سألوه أن يفجر لهم العيون، أو يريهم الله جهرة، أو يأتيهم بالله والملائكة قبيلا ، أو يقلب لهم الصفا ذهبا، أو غير ذلك مما هو على وجه التعنّت والاقتراح، كما سألت بنو إسرائيل موسى، عليه السّلام، تعنّتًا وتكذيبًا وعنادًا.
[ والراجح عموم ما سأله بنو إسرائيل ]
2: فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.
هذه الآية تابعة في المعنى لما تقدم من نهي الله عن متابعة أقوال اليهود، وأنهم لا يودون أن ينزل خير، ويودون أن يردوا المؤمنين كفارا.
وقد جاء في سبب نزولها:
- إن حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر أتيا بيت المدارس [ المِدْراس ؛ كذا جاءت في الأصل ] ، فأراد اليهود صرفهم عن دينهم، فثبتا عليه ونزلت الآية.
- عن ابن عباس، قال: كان حييّ بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشدّ يهود للعرب حسدًا، إذ خصهم اللّه برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم وكانا جاهدين في ردّ النّاس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل اللّه فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} الآية.
- عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعب بن مالكٍ، عن أبيه: أنّ كعب بن الأشرف اليهوديّ كان شاعرًا، وكان يهجو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وفيه أنزل اللّه: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم} إلى قوله: {فاعفوا واصفحوا}

{ود كثير من أهل الكتاب}
المعني بأهل الكتاب هنا اليهود وكتابهم التوراة، ومع ما جاء في تحديد سبب النزول لبعض اليهود إلا أن المعنى يتضمن الأتباع كما قال ابن عطية.

{لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا}
جحدوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، كفرًا وحسدًا وبغيًا.

{مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}
المعنى أنهم لم يجدوا ذلك في كتاب ولا أمروا به فهو من تلقائهم، قال تعالى:
- يقولون بأفواههم [آل عمران: 167].
- ويكتبون الكتاب بأيديهم [البقرة: 79].
[ وورد في متعلق الجار والمجرور هنا ثلاثة أقوال يقتضي طلب التفصيل أعلاه في رأس السؤال ذكرها ]
{من بعد ما تبين لهم الحقّ}
من بعد ما أضاء لهم الحقّ لم يجهلوا منه شيئًا، والمراد به في هذه الآية نبوة محمد صلى الله عليه وسلم يجدونها مكتوبًة عندهم في التّوراة والإنجيل ، وصحة ما المسلمون عليه.

وهذه الآية من الظواهر في صحة الكفر عنادا، يحذّر تعالى فيها عباده المؤمنين عن سلوك طرائق الكفّار من أهل الكتاب، ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظّاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيّهم.

التزمت بتفسير القدر المطلوب في السؤال ولا أدري إن كان المطلوب تفسير كامل الآية؟
[ بل تفسير القدر المطلوب لكن بتفصيل جميع الأقوال الواردة ]

3: أجب عما يلي:
أ: ما المراد بملك سليمان في قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}؟


فيه أقوال:

1- على عهد ملك سليمان عليهم، وقد كان السحر موجودا قبل ذلك وإنما اتبع في عهد سليمان، قاله السدي والحسن وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
2- في ملك سليمان بمعنى في قصصه وصفاته وأخباره، أي: ما ترويه وتخبر به وتحدثه الشّياطين على ملك سليمان وتضمن تتلوا هنا معنى تكذب، أي تكذب الشياطين في ملك سليمان، محصلة ما فهمته من كلام ابن جرير وابن عطية. ورجحه ابن كثير.
3- على شرعه ونبوته وحاله، فيكون معنى اتبعوا هنا: فضلوا، أي فضلوا ما تتلوه الشياطين على شرع سليمان، محصلة ما فهمته مما قاله الطبري، وذكره ابن عطية، وابن كثير

ب: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها}.

جاء في قراءة ننسها عدد من القراءات لا تخلو من أن يكون مرجعها إلى:
- النسيان الذي هو ضد الذكر.
- أو النسيان الذي هو الترك.
- أو النسء الذي هو الـتأخير.

وفيما يلي أحاول شرح ذلك ملخصا مما ذكر في التفاسير الثلاثة المقررة وبالله التوفيق:
• أولا: النسيان الذي هو ضد الذكر، ومما ذكره المفسرون من القراءات التي ترجع لهذا المعنى:
- قرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وجمهور من الناس { نُنْسِهَا} بضم النون الأولى وسكون الثانية وكسر السين وترك الهمزة، وهذه من أنسى المنقول من نسي
- وقرأ سعد بن أبي وقاص «أو تنسها» على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ونون بعدها ساكنة وفتح السين، من النسيان
- وقرأ الضحاك بن مزاحم وأبو رجاء «ننسّها» بضم النون الأولى وفتح الثانية وسين مكسورة مشددة، وهذه أيضا من النسيان
- وقرأ أبي بن كعب «أو ننسك» بضم النون الأولى وسكون الثانية وسين مكسورة وكاف مخاطبة
- وفي مصحف سالم مولى أبي حذيفة «أو ننسكها» مثل قراءة أبيّ إلا أنه زاد ضمير الآية
- وقرأ الأعمش «ما ننسك من آية أو ننسخها نجيء بمثلها»، وهكذا ثبتت في مصحف عبد الله بن مسعود.
فيكون معنى الآية: ما ننسخ من آية أو نقدر نسيانك لها فتنساها حتى ترتفع جملة وتذهب فإنا نأتي بما هو خير منها لكم أو مثله في المنفعة.محصلة ما فهمته مما روي عن عمر بن الخطاب وما رواه ابن جرير عن الحسن وعن سعد بن أبي وقاص ورواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، وقاله محمد بن كعب وقتادة وعكرمة وعبيد بن عمير، وذكره ابن عطية وابن كثير.
وقد رد الزجاج هذا المعنى وقال بعدم جوازه بدليل قوله تعالى:
- {ولئن شئنا لنذهبنّ بالّذي أوحينا إليك}فالمعنى لا يشاء ، وفسر قوله {فلا تنسى} بأحد المعنيين: إما لست تترك إلا ما شاء الله، أو إلا ما شاء الله مما يلحق بالبشرية ثم تذكر بعد ذلك. ليس أنه على طريق السلب للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً أوتيه من الحكمة.
ورد القائلون بجواز ذلك ومنهم أبو علي ورجحه ابن عطية بقوله تعالى:
- { سنقرئك فلا تنسى } فالمعنى أن الله لو شاء لأنسى رسوله
- أن معنى {لئن شئنا لنذهبن..} الآية، لم نذهب بالجميع.
- أن نسيان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله تعالى أن ينساه ولم يرد أن يثبت قرآنا جائز.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من النسيان الذي هو آفة في البشر قبل التبليغ وبعد التبليغ ما لم يحفظه أحد من أصحابه، وأما بعد أن يحفظ فجائز عليه ما يجوز على البشر لأنه قد بلغ وأدى الأمانة، ومنه الحديث حين أسقط آية، فلما فرغ من الصلاة قال: أفي القوم أبيّ؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: فلم لم تذكرني؟ قال: حسبت أنها رفعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ترفع ولكني نسيتها.

• ثانيا: النسيان الذي هو بمعنى الترك، ومما ذكره المفسرون من القراءات التي ترجع لهذا المعنى:

- قراءة «أو ننسها» بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح السين، وهذه بمعنى الترك
فتحمل الآية على معان:
- أحدها: ما ننسخ على وجوه النسخ أو نترك غير منزل عليك فإنا لا بد أن ننزل رفقا بكم خيرا من ذلك أو مثله حتى لا ينقص الدين عن حد كماله.
- الثاني: أو نترك تلاوته وإن رفعنا حكمه فيجيء النسخ على هذا رفع التلاوة والحكم.
- الثالث: أو نترك حكمه وإن رفعنا تلاوته فالنسخ أيضا على هذا رفع التلاوة والحكم.
- الرابع: أو نتركها غير منسوخة الحكم ولا التلاوة، فالنسخ على هذا المعنى هو على جميع وجوهه، ويجيء الضميران في منها أو مثلها عائدين على المنسوخة فقط، وكان الكلام إن نسخنا أو أبقينا فإنا نأتي بخير من المنسوخة أو مثلها.
الخامس: أي نأمر بتركها، فيكون المعنى ترك العمل بما جاءت به الآية دون إبداله بحكم جاء في آية أخرى كما هو الحال في النسخ، قاله الزجاج، ووجه المعنى على الأمر بالترك دون وجود بديل كما أمر المسلمون بامتحان المسلمات المهاجرات ثم أمروا بترك المحنة.
قال الزجاج: إن القراءة «أو ننسها» بضم النون وسكون الثانية وكسر السين لا يتوجه فيها معنى الترك لأنه لا يقال أنسأ بمعنى ترك، وقال أبو علي وغيره: ذلك متجه لأنه بمعنى نجعلك تتركها.

• ثالثا: النسء بمعنى التأخير، يقال:
- نسأ اللّه في أجله, وأنسأ اللّه أجله, أي: أخر أجله.
- نسأت الإبل عن الحوض أنسؤها نسأ أي أخرتها، وكذلك يقال: أنسأ الإبل إذا زاد في ظمئها يوما أو يومين أو أكثر من ذلك بمعنى أخرها عن الورد،
- أنسأت الدين وغيره أنسؤه إنساء إذا أخرته
ومما ذكره المفسرون من القراءات التي ترجع لهذا المعنى.
- قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابن عباس وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وعبيد ابن عمير وابن كثير وأبو عمرو «ننسأها» بنون مفتوحة وأخرى بعدها ساكنة وسين مفتوحة وألف بعدها مهموزة، وهذه من التأخير.
- قُرأت { نَنْسَؤُها } الهمز بعد السين، فهذه بمعنى التأخير.
- قرأت فرقة مثل هذه القراءة إلا أنها بتاء مفتوحة أولا على مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وإسناد الفعل إليه.
- وقرأ أبو حيوة مثل ذلك إلا أنه ضم التاء أولا.
فتحمل الآية على أربعة معان.
- أولها: ما ننسخ أو نؤخر إنزاله، قاله أبو العالية وذكره ابن عطية وابن كثير.
- والثاني: ما ننسخ النسخ الأكمل، أو نؤخر حكمه وإن أبقينا خطه وتلاوته، قاله مجاهد وذكره ابن عطية وابن كثير.
- والثالث: ما ننسخ النسخ الأكمل، أو نؤخر تلاوته وإن أبقينا حكمه
- والرابع: ما ننسخ أو نؤخره مثبتا لا ننسخه، ويعود الضميران كما ذكر في الترك، قاله ابن عباس ، وعبيد بن عميرٍ، ومجاهدٌ، وعطاءٌ و عطيّة العوفيّ والسدي والربيع بن أنس وذكره ابن عطية وابن كثير.

قال ابن عطية:
"وبعض هذه المعاني أقوى من بعض، لكن ذكرنا جميعها لأنها تحتمل، وقد قال «جميعها» العلماء إما نصا وإما إشارة فكملناها."

ثانيا: القراءات في قوله {ننسخ}:

ذكر ابن عطية أن فيها قراءتان
القراءة الأولى: قرأ الجمهور: ما ننسخ بفتح النون من نسخ.
القراءة الثانية: قرأ أبو عامر: ما ننسخ بضم النون، من أنسخ.
وبعد التفصيل خلص إلى أن القراءتان متفقتان في المعنى.

ج: بيّن حكم الساحر.
قيل: يكفر بدلالة قوله تعالى:{ ولو أنّهم آمنوا واتّقوا} وهو رواية عن الإمام أحمد وطائفة من السلف
وقيل: بل لا يكفر.
ولكن حده ضرب عنقه، لما روي عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، أن اقتلوا كلّ ساحرٍ وساحرةٍ. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. وقد أخرجه البخاريّ في صحيحه أيضًا. وهكذا صحّ أنّ حفصة أمّ المؤمنين سحرتها جاريةٌ لها، فأمرت بها فقتلت. قال أحمد بن حنبلٍ: صحّ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أذنوا في قتل السّاحر.
وعن جندبٍ الأزديّ أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حدّ السّاحر ضربه بالسّيف». رواه الترمذي.
وحمل الشّافعيّ -رحمه اللّه- قصّة عمر وحفصة على سحر يكون شركًا. واللّه أعلم.

4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا}
أتى رجل عبد اللّه بن مسعودٍ، فقال: اعهد إليّ. فقال:
«إذا سمعت اللّه يقول{يا أيّها الّذين آمنوا} فأرعها سمعك، فإنّه خيرٌ يأمر به أو شرٌّ ينهى عنه».
رواه ابن أبي حاتم.
وقد نهى اللّه تعالى المؤمنين أن يتشبّهوا بالكافرين في أقوالهم وأفعالهم، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ففيه دلالةٌ على النّهي الشّديد والتّهديد والوعيد، على التّشبّه بالكفّار في أقوالهم وأفعالهم، ولباسهم وأعيادهم، وعباداتهم وغير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا ولا نقرر عليها.
وقد كان اليهود يورون في الكلام ويقصدون التنقيص -عليهم لعائن اللّه- فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا يقولون: راعنا. يورون بالرّعونة، كما قال تعالى: {من الّذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمعٍ وراعنا ليًّا بألسنتهم وطعنًا في الدّين ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرًا لهم وأقوم ولكن لعنهم اللّه بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}[النّساء: 46]
وكذلك جاءت الأحاديث بالإخبار عنهم، بأنّهم كانوا إذا سلّموا إنّما يقولون: السام عليكم. والسّام هو: الموت. ولهذا أمرنا أن نردّ عليهم بـ "وعليكم". وإنّما يستجاب لنا فيهم، ولا يستجاب لهم فينا
وفي هذه الآية نهى سبحانه وتعالى المؤمنين عن قول {راعنا } وقد جاء في معناها ثلاثة أقوال:
- أنها بمعنى: أرعنا سمعك،
قال أبو صخر: كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، إذا أدبر ناداه من كانت له حاجةٌ من المؤمنين، فيقول: أرعنا سمعك. فأعظم اللّه رسوله -صلّى اللّه عليه وسلّم- أن يقال ذلك له».
وقيل: كان المسلمون يقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم-: راعنا، وكانت اليهود تتسابّ بينها بهذه الكلمة، وكانوا يسبون النبي -صلى الله عليه وسلم- في نفوسهم، فلما سمعوا هذه الكلمة اغتنموا أن يظهروا سبّه بلفظ يسمع ولا يلحقهم به في ظاهره شيء، فهي لغة عند العرب من المراعاة. فكانت اليهود تصرفها إلى الرعونة، يظهرون أنهم يريدون المراعاة ويبطنون أنهم يريدون الرعونة التي هي الجهل، فأظهر اللّه النبي -صلى الله عليه وسلم-, والمسلمين على ذلك, ونهى عن هذه الكلمة.
- أنها بمعنى فاعلنا، أي: أرعنا نرعك، من المراعاة والمكافأة أي: كافنا في المقال، كما يقول بعضهم لبعض، وفي هذا جفاء أن يخاطب به أحد نبيه، فأمروا أن يخاطبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتقدير, والتوقير، وقد حض الله تعالى على خفض الصوت عنده وتعزيره وتوقيره، ولا مدخل لليهود في هذه الآية على هذا التأويل، بل هو نهي عن كل مخاطبة فيها استواء مع النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره الزجاج وابن عطية.
- أنها كلمة تجري على الهزء والسخرية، فنهي المسلمون أن يتلفظوا بها بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ,

- وقد جاء في هذه اللفظة قراءة للحسن وابن أبي ليلى وابن محيصن وأبو حيوة: (راعنًا) من الجهل فالمعنى فيه: لا تقولوا حمقاً من الرعونة وهو محمول على أن اليهود كانت تقوله فنهى الله تعالى المؤمنين عن القول المباح سد ذريعة لئلا يتطرق منه اليهود إلى المحظور، إذ المؤمنون إنما كانوا يقولون «راعنا» دون تنوين.

- وفي مصحف ابن مسعود «راعونا»، وهي شاذة، ووجهها أنهم كانوا يخاطبون النبي -صلى الله عليه وسلم- كما تخاطب الجماعة، يظهرون بذلك إكباره وهم يريدون في الباطن فاعولا من الرعونة.


قال ابن جريرٍ: والصّواب من القول في ذلك عندنا: أنّ اللّه نهى المؤمنين أن يقولوا لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: راعنا؛ لأنّها كلمةٌ كرهها اللّه تعالى أن يقولها لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، نظير الذي ذكر عن النّبيّ

{ وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا}
{انظرنا} معناها: انتظرنا وأمهلنا، ويحتمل أن يكون المعنى تفقدنا من النظر، وهذه لفظة مخلصة لتعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- على المعنيين.
قال ابن عطية:
"والظاهر عندي استدعاء نظر العين المقترن بتدبر الحال، وهذا هو معنى راعنا، فبدلت للمؤمنين اللفظة ليزول تعلق اليهود"
وقرأ الأعمش وغيره «أنظرنا» بقطع الألف وكسر الظاء، بمعنى: أخرنا وأمهلنا حتى نفهم عنك ونتلقى منك.

{ واسمعوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
معناه: استمعوا.
ولما نهى الله تعالى في هذه الآية وأمر، حض بعد على السمع الذي في ضمنه الطاعة، واعلم أن لمن خالف أمره فكفر عذابا أليما، وهو المؤلم، ».

مستفاد باختصار وتصرف من التفاسير الثلاثة المقررة

والحمد لله رب العاملين

وأعتذر عن التأخير.

الدرجة النهائية :
أ+
أحسنتِ وتميزتِ ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 شوال 1438هـ/8-07-2017م, 07:22 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

المجموعة الأولى:


1: حرر القول في المسائل التالية:

أ. المراد بكتاب الله في قوله تعالى: {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله..}.

قيل المراد به القرآن ذكره الزجاج وابن عطية
وقيل المراد به التوراة وما فيها من بشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم ذكره الزجاج وابن عطية ولم يذكر ابن كثير غيره
ولا تعارض بين القولين بل هما متلازمان

ب. المراد بما تتلو الشياطين.

في المراد بما اتبعته الشياطين أربعة أقوال:
الأول : أنه ما كانت تسترقه الجن من الملأ الأعلى فيلقونه إلى الكهنة فيجعلون معها المائة من الباطل فجمعه سليمان ودفنه تحت كرسيه، فلما مات؛قالت الشياطين: إن ذلك كان علم سليمان ،قاله بن عباس ومجاهد ذكره بن عطية وابن كثير
الثاني :أنه السحر وتعليمه وفي ذلك روايات منها:
- أن سليمان - عليه السلام- كان يملي على كاتبهآصف بن برخيا علمه ويختزنه، فلما مات أخرجته الجن وكتبت بين كل سطرين سطرا من سحرثم نسبت ذلك إلى سليمان،قاله ابن عباس وذكره ابن عطية وابن كثير.
- أن آصف تواطأ مع الشياطين على أن يكتبواسحرا وينسبوه إلى سليمان بعد موته ذكره ابن عطية
- أن الجن كتبت ذلك بعد موت سليمان واختلقته ونسبته إليه، وكتبوا في عنوانه: "هذا ما كتب آصفبن برخيا الصّديق للملك سليمان بن داود -عليهما السّلام- من ذخائر كنوز العلم". ثمّدفنوه تحت كرسيّه واستخرجته بعد ذلك بقايا بني إسرائيل قاله محمد بن إسحاق بن يسار وذكره ابن عطية وابن كثير.
- أن الجن والإنس حين زال ملك سليمان عنه اتخذ بعضهم السحر والكهانة علما، فلما رجع سليمان إلى ملكه تتبع كتبهم في الآفاق ودفنها،فلما مات؛ قال شيطان لبني إسرائيل: هل أدلكم على كنز سليمان الذي به سخرت له الجنوالريح، هو هذا السحر، فاستخرجته بنو إسرائيل وانبث فيهم، قاله سعيد بن جبير وذكره ابن عطية وابن كثير.
- وعن ابن عباس و الربيع بن أنس وشهر بن حوشب أن الشياطين هم الذين دفنوها تحت كرسيّ سليمان، ثمّ أخرجوها وقرؤوها على النّاس، وقالوا: إنّما كان سليمان يغلب النّاس بهذه الكتب.ذكره ابن كثير
- أن سليمان -عليه السّلام- أخذ من كلّ دابّةٍ عهدًا، فإذا أصيب رجلٌ فسألبذلك العهد، خلّى عنه. فزاد النّاس السّجع والسحر، وقالوا: هذا يعمل به سليمان.قاله أبي مجلز وذكره بن كثير


الثالث:أنهم اتبعوا الشهوات وهي المعازف واللعب وكل ما يصد عن ذكرالله».قاله ابن عباس وذكره ابن كثير

الرابع: أن ما اتبعته الشياطين كان ثلثه الشعر وثلثه السحر وثلثه الكهانة. قاله الحسن وذكره ابن كثير


2: فصل القول في تفسير قول الله تعالى:

{وما يعلّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.

(وما يعلّمان) ضمير المثنى عائد على هاروت وماروت على الخلاف فيهما هل هما الملكين أم من الشياطين
فعلى القول بأنهما الملكين فهما بلاء للناس واختبار مثل ابتلاء جيش طالوت بالنهر ، ويتفرع على هذا قولان في تفسير الآية :
الأول: أنهما ينبئان الناس عن أمر السحر وأنه كفر ويأمران الناس باجتناب العمل به، وعلى هذا القول تعلم السحر ليس كفر ولكن الكفر العمل به ، ومعنى قولهما أي إنما نحن بلاء واختبار فلا تكفر بالعمل بالسحر .
الثاني : أنهما يحذران الناس من تعلم السحر فمن كان قابلا للكفر تعلمه فكفر بذلك وأما المؤمن فلا يتعلمه، وعلى هذا القول فإن تعلم السحر كفر، ومعنى قولهما أي إنما نحن بلاء واختبار فلا تكفر بتعلم السحر .
وعلى القول بأنهما بدل من الشياطين فإن قولهما (إنما نحن فتنة فلا تكفر) على سبيل الاستهزاء مثل قول الغاوي: ( أنا في ضلال فلا ترد ما أنا فيه)



3: أجب عما يلي:

أ: كيف تردّ على من زعم أن السحر إنما هو تخييل لا حقيقة له؟

زعم المعتزلة أن السحر هو تخييل وبعضهم كفّر من قال أن له حقيقة، وقد يكون بعض السحر تخييل لا حقيقة له لكن من السحر ما هو حقيقة مثل أن يطير إنسان في الهواء ولكن هذه الحقيقة إنما هي من خلق الله يخلقها عندما يقول الساحر تلك الرقى والكلمات ، ويدل على ذلك قوله تعالى : ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)
فانتفت شبهة أن ما يفعله الساحر من شرك مثل دعاء النجوم هو المؤثر حقيقة والخالق للسحر.
ويستدل على ذلك أيضا بما ورد في الأحاديث من سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، وبما يروى في هذا الباب من الحكايات.



ب: ما الموقف الصحيح من الإسرائيليات التييذكرها بعض المفسّرين في تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان..}

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)
وقال أيضا : ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم))
ورى الامام أحمد أن النبي صلى الله عيه وسلم قال: (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، فإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم، ما حل له إلا أن يتبعني)
ويستفاد من هذه الأحاديث جواز رواية الاسرائيليات بقيود ، منها:
- ما يخالف شرعنا لا يجوز تصديقه ولا التحديث به إلا على سبيل التحذير
- لا يصدق منه إلا ما يوجد عليه دليل صحيح من شرعنا
- ألا يعتمد عليها في التعلم والتحصيل
- بعض الإسرائيليات تضمن زيادات منكرة فتنكر وقد يكون أصل القصة محتمل

وقد أورد ابن كثير بعض الاسرائيليات في تفسير هذه الآية مما ليس فيه ما يخالف شرعنا ولا منكرات الأخبار وأيضا هو من الغيب الذي لا يعلم إلا بالوحي وليس فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يصدقه فلا يمكن تصديقه ولا يمكن تكذيبه ولكن قد يذكر للاستئناس أو لجمع الأقوال الواردة في تفسير الآية.


ج: ما سبب نزول قول الله تعالى: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لويردّونكم...} الآية.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدًا،إذ خصهم الله برسوله صلى الله عليه وسلم وكانا يبذلان جهدهم في رد الناس عن الإسلامما استطاعا، فأنزل الله فيهما: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم}.
وروى ابن أبي حاتمٍ: عن عبداللّه بن كعب بن مالك : أنّ كعب بن الأشرف اليهوديّ كان شاعرًا، وكان يهجوالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وفيه أنزل الله: {ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردّونكم}إلى قوله: {فاعفوا واصفحوا}.


4: فسّر بإيجاز قول الله تعالى:

{وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)}.

(وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا) ولو أن هؤلاء الذين باعوا أنفسهم واشتروا السحر والكفر آمنوا بالله واتقوا محارمه وعملوا بطاعته.
(لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ) لكان جزاء الله لهم خيرا مما اختاروه من السحر والكفر.
( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ولكنهم لا يعلمون علما ينفعهم ولم ينتفعوا بما علموا.
واستدل بالآية من قال أن السحر كفر.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir