دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 29 صفر 1438هـ/29-11-2016م, 01:04 AM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1 : دلل على تفاضل سور القرآن .
دلائل تفاضل سور القرآن من الكتاب :
- ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها .
أدلة من السنة : الشاهد
- أتى سعيد بن المعلى حينما كان يصلي فدعاه النبي فلم يجبه فقلت يا رسول الله كنت أصلي ... ثم قال لأعلمنك سورة هي
- هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيه .
- أبي بن كعب حينما سأله النبي صلى الله عليه و سلم (( يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت الله و رسوله أعلم قال يا أبا المنذر قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب على صدري و قال ليهنك العلم أبا المنذر .
- عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت أقرئني سورة هود أو يوسف ((فقال يا عقبة أقرأ قل أعوذ برب الفلق فإنك لن تقرأ سورة أحب لله منها فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل ))
فهذه كلها أدلة على أن بعض السور و الآيات أفضل و أحب إلى الله و كلها في منتهى الحسن و البيان و الإحكام مكرمة من كل نقص و اختلاف إلا أنها ليست على درجة واحدة من الفضل .

س2 فضائل آية الكرسي , و آل عمران , و النساء .
- آية الكرسي :
1- أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله أعظم
و في رواية في غير صحيح مسلم أن النبي (( و الذي نفسي بيده إن لها للسانا و شفتين تقدسان للملك عند ساق العرش ))
هذه الزيادة رواها عن سعيد الجريري عبد الاعلى السامي شعبان الثوري و غيرهم .
2- أبي هريرة رضي الله عنه حينما وكله النبي صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان .
الشاهد قال أبي هريرة لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ و لا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي (( صدقك و هو كذوب ذاك الشيطان ))
3- حديث واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه و سلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسا أي آية في القرآن أعظم قال صلى الله عليه و سلم (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم )) و هو ضعيف لجهالة مولى ابن الأسقع لكن صح في معناه حديث أبّي بن كعب .
4- حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر فكانت تأتي الغول فتأخذ منه و الشاهد من الحديث فقالت إني ذاكره لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان و غيره .
و الحديث بمجموع فرقه إلى أبي أيوب الانصاري يرتقي لدرجة الحسن .
5- حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاه مكتوبة لم يمنعه دخول الجنة إلا أن يموت ))


آل عمران :-
1- عن أبي أمامة أقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة و آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غماماتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابها .
2- حديث النواس بن سمعان (( يأتى بالقرآن يوم القيامة و أهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة و ءال عمران تحاجان في صاحبها .
3- حديث : تعلموا سورة البقرة و آل عمران فانهما الزهراوان و انهما تظلان صاحبها يوم القيامة .
4- حديث أبي أمامة مرفوعا (( اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب في سور ثلاث ( البقرة و آل عمران و طه))
5- قال أنس بن مالك رضي الله عنه (( كان الرجل إذا قرأ البقرة و آل عمران جدّ فينا ))

النساء:-
1- قال تعالى (( و لقد أتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم ) . قال ابن عباس هي السبع الطوال و هو أحد القولين المشهورين و القول الأخر فاتحة الكتاب .
2- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم (من أخذ السبع فهو جد).
3- و قال حارثة بن مضرب كتب إلينا عمر أن تعلموا سورة النساء و الأحزاب و النور .
4- قال ابن مسعود رضي الله عنه (( من قرأ آل عمران فهو غني و النساء محبرة أي زينة لصاحبها))
5- عن ابن مسعود رضي الله عنه ( إن في النساء خمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا و ما فيها )
6- قول عمر رضي الله عنه ( تعلموا سورة البقرةو النساء و المائدة و الحج و النور فإن فيهن الدنيا و ما فيها )

س3 – 3 أحاديث ضعيفة أشتهرت في فضائل السور مع بيان سبب حكم ضعفها .
1- حديث سليم بن مسلم عن الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال سمعت أبا يزيد و كان له صحبة فقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد بأم القرآن فاستمع له النبي حتى ختمها ثم قال (( ما في القرآن مثلها )) .
سبب الضعف : الحسن بن دينار متروك الحديث .
2- حديث عبادة بن الصمت مرفوعا ( أم القرآن عوض عن غيرها و ليس غيرها منها يعوض ) رواه الدارقطني تفرد به محمد بن خلاد فهو مختلف فيه أحترقت كتبه فصار يحدث من حفظه و يروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه .
3- حديث يوسف بن عطية عن أبي الدرداء مرفوعا (( فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزه شئ من القرآن و لو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان و جعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب عن القرآن سبع مرات .
سبب الضعف : يوسف بن عطيه كثير الوهم متروك الحديث .

سورة البقرة :-
1- حديث عبد الله بن أبي حميد الشاهد من الحديث ( ألا و إني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول و أعطيت طه و الطواسين من ألواح موسى و فاتحة الكتاب و خواتيم البقرة و تحت العرش و مفصل نافلة .
سبب الضعف : عبدالله بن أبي حميد متروك الحديث .
2- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا (( ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة و آل عمران رواه الطبراني في الأوسط
سبب الضعف : ليث ضعيف الحديث .
3- حديث خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل شئ سنام و إن سنام القرآن سورة البقرة لمن قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال و من قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام .
سبب الضعف (( قال الطفيلي خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم و لا يتابع على حديثه .

س4 : ما هي شروط صحة الحديث ؟
صحة الحديث مشروط بصحة اسناده و صحة الإسناد تتحقق بثلاث أمور .
- الأمر الأول : -
أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم و الذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى : الذين يكون سبب جرحهم ضبطهم و هم أهل صدق عموما فهؤلاء لا يطرح حديثهم جملة و لا يقبلون مطلقا بل يعتبر حديثهم فإذاأ ورد من طرق أخرى وله شواهد فيحكم بصحته .
الدرجة الثانية : الذين لا تقبل مروياتهم مطلقا و هم يتركوا الحديث من الكذابين و المهتمين بالكذب كثيري الأخطاء المتساهلين في الرواية عن الواهين بدون
- الأمر الثاني :-
أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع فانقطاع السند موجب لضعف الحديث .
- الأمر الثالث :-
أ-انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد و ينقسم أحد كالمخالفة و هي أن يخالف الراوي و هو أوثق منه فيصل اسناد منقطع أو يغفل ذكر راوى ضعيف
ب- التدليس : أن يسقط راويا ضعيفا من الإسناد و يروي عن شيخه يصيغه عن .
ج- الاضطراب: أن يختلف الرواة في اللإسناد اختلافا شديدا و هو موجب للضعف .
- صحة المتن :-
1- صحة الإسناد إليه .
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة و النكارة و الاضطراب و غيرها .

س5 : بين درجات المرويات في فضائل القرآن .
- تشمل المرويات ما روي بالأسانيد المرفوعة إلى النبي و المرسلة و الآثار المروية عن الصحابة و التابعين و هو خمس درجات :-
1- ما كان صحيح لذاته حيث كان صحيح السند و خلا من الشذوذ و العلة القادحة من حيث السند و المتن و ذلك يحتج به .
2- ما كان صحيحا لغيره بشرط سلامة متنه من العلة القادحة و هذا يحتج به .
3- ما كان ضعفه محتملا من حيث السند لكن قابل للتقوية بشرط عدم نكارة المتون من حيث المعنى و هذا يحتج به بعض العلماء في فضائل الأعمال و منهم من يذكرها لبيان ضعفها و منهم من يذكرها للفائدة .
4- ما كان في اسناده ضعفا شديدا أو نكارة المتن لا تجوز روايته إلا لبيان حاله .
5- ما كان موضوعا مكذوبا مختلفا و هذا ما حدث به له الوعيد الشديد و لا تحل روايته إلا لبيان حالة .

س6 : بين حال الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل سور القرآن .
يعتبر حديث أبي بن كعب من أشهر الأحاديث الموضوعة في فضائل القرآن و قد رواه السجستاني في فضائل القرآن و رواه ابن مردوية و الثعلبي و غيرهم و قد أورده ابن الجوزي في كتابه الموضوعات و ذكر أنه ما أورده كالثعلبي ةالماوردى لم أعجب بهما لأنهما ليس من أصحاب الحديث .
و انما عجيب من الامام بن أبي داوود كيف فرقه على كتابه و هو أعلى هذا الشأن و يعلم أنه حديث محال .
- قال الدارقطني : متروك .
و وصف ابن الجوزي متن الحديث كلامه ركيك و لا يمكن أن يكون من كلامه صلى الله عليه و سلم .
و ساق حديث ابن غيلان شيخ الترمذي و الذي يذكر فيه سبب وضع هذا الحديث من قبل بعض شيوخ المتصوفة .
- و قال الحافظ العراقي عن هذا الحديث كل من أودع حديث أبى تفسيره كالواحدي و الثعلبي مخطئ في ذلك و هم ابرز اسناده فهو أبسط لقدره و لا يمكن السكوت عليه من غير بيانه و أما من لم يبرز سنده و أورده بصفة الجزم خطأه أكبر كالزمخشري .

س7 : عدد دلائل معرفة خواص القرآن مع التثميل بمثال واحد لكل دلالة .
- أولا : دلالة النصوص من الكتاب و السنة الصحيحة على تأثير بعض السور و الآيات في أحوال معينة .
مثال: قول الله تعالى (( و أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر و آتيناه و أهله و مثلهم معهم رحمة من عندنا و ذكرى للعابدين )) فذكر الله تعالى دعاء أيوب عليه السلام و استجابة الله لدعائه ثم قال و ذكرى للعابدين لبيان عدم اختصاص النعم بأيوب فقط بل لكل من دعاه و اقتدى بالأنبياء .
- ثانيا : ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم و الذي صح من ذلك قليل و كان مما تعلموع من النبي أو فعلوه اجتهادا منهم
مثال : عندما سأل أبو زميل ابن عباس فقال ما شئ أجده في صدري قال ابن عباس ما هو ؟ قال والله ما أتكلم به قال ابن عباس أشئ من شك ؟ و ضحك ابن عباس ثم قال ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله (( فإن كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك )) ثم قال له إذا وجدت في نفسك شيئا فقل (( هو الأول و الأخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شئ عليم )) .
- ثالثا : ما ثبت عن التابعين و تابعيهم .
مثال : ما قاله المغيرة العجلي (( من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن. أربع آيات من (( و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) و آية الكرسي و الثلاث آيات من أخرها .

- رابعا : الاجتهاد في معرفة التناسب بين الآيات و بين ما يصيب الإنسان من حالات خاصة كقراءة الآيات من القرآن لكل حالة مما يناسبها و تظهر العلاقة بينها .
مثال : ما كتبه الإمام أحمد للماوردي حين أصابته (( بسم الله الرحمن الرحيم )) (( قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم )) و المناسبة بين المرض و الآية هو سؤال الله أن يجعل النار بردا و سلاما على إبراهيم أن يذهب الحمى عنه .

س8 : بين خطر الغلو في باب خواص القرآن .
الغلو في باب الخواص يفتح الأبوب للكثير من الفساد و الضلال كما فى غلاة الصوفية بما كذبوا به في خواص القرآن و استخدموا أشياء لا صحيح و لا عن اجتهاد صحيح فوقعوا في الشرك و أوقعوا من معهم من الناس و كتبوا لهم الحجب و علقوا قلوبهم بالتمائم و كان ما فعلوه إما على سحر حقيقي بكل ما تعلق فيه من شرور أو دعاوى كاذبة كذبوا بها على الناس فاستعملوا الآيات في غير أغراضها التي أنزلت لها فعدم انتفاعهم بالقرآن .

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 2 ربيع الأول 1438هـ/1-12-2016م, 03:54 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أولا: قول المنكرين لتفاضل القرآن: إن القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أن أسماءه لا تتفاضل.
قاله به القرطبي والزركشي.
الرد: هذا الاحتجاج غير صحيح؛ لأن الأصل الذي قاس عليه وه عدم تفاضل الأسماء منقوض بالأدلة الصحيحة التي تدل على أن الأسماء الحسنى لرب العالمين تتفاضل كالحديث الذي فيه ذكر اسم الله الأعظم، وكذلك فإن كلام الله تعالى يتفاضل؛ لدلالة الأدلة الصحيحة على تفاضل السور والآيات القرآنية، ولأقوال أئمة السلف الصالح ومنها ما يلي:
قال الله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها"، وقال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات"، وقالسبحانه: "ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"، وحديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد" ثم قال له:"الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه حين سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال:"يا أبا المنذر أتدري أيَّ آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"
قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:"السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة".
وقال أيضاً: (ثبت عنه في الصحيحين من غيره وجه أن:"قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن؛ وذلك أن القرآن: إما خبر، وإما إنشاء، والخبر: إما خبر عن الخالق، وإما عن المخلوق؛ فثلثه قصص، وثلثه أمر، وثلثه توحيد، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
وأيضاً فالكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم).

ثانيا: القول بأن القرآن قديم وأنه عبارة عن كلام الله تعالى، وليس هو من كلامه حقيقة، وأنه لا يتبعّض، ولا يتجزأ، وليس بحرف ولا صوت؛ فلا يمكن أن يقع فيه التفاضل.
قول الأشاعرة.
الرد: هذا الكلام منقوض؛ لأنه مبنيّ على اعتقاد باطل في كلام الله تعالى مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح. *من الأشاعرة المتقدمين الإمام أبو بكر ابن الباقلاني صرح في مواضع من كتابيه "إعجاز القرآن" و "الانتصار للقرآن" بتفضيل القرآن على سائر الكتب، وتفضيل بعض آيات القرآن في أوجه الإعجاز على بعض.
ثالثا: ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن
محمول على فرض ثبوته على النهي عن التفضيل الموهم بالانتقاص من قدر المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه؛ لأن الكل لكام الله تعالى.



س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1-سورة الفاتحة:

وردت أحاديث وآثار كثيرة تدل على فضل سورة الفاتحة، وقد دلت تلك الروايات على فضل متعددة لتلك السورة العظيمة، وهي كالتالي:
أولا: أنها أفضل وأعظم سور القرآن:
يدل عليها حديث أبي سعيد بن المعلى والذي قال له فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجدثم قال: " (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".
وفيه حديث آخر عن أنس رضي الله عنه، وعن عبدالله بن جابر البياضي.
ثانيا: أنها أم القرآن:
يدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم"
ثالثا: أنها متفردة لم ينزل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن:
يدل عليه حديث أبي بن كعب،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟"
قلت: بلى.
قال: "فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها"
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي، قال:"فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟"
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال:"هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد".

رابعا: أنها مع خواتيم البقرة نور أوتيَه النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤتَهُ نبيٌّ قبله، وأن المؤمن يؤتى الخير وما تتضمنه من دعاء بكل حرف يقرؤه:
ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما،قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: "هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"؛ فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
خامسا: أنها رقية وشفاء للداء الحسي فضلا عن المعنوي:
ويدل عليه حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيِّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: (الحمد لله رب العالمين)؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: "وما يدريك أنها رقية؟"، وفي رواية: "أما علمت أنها رقية، اقسموها واضربوا لي معكم بسهم".
سادسا: أنها مختصة دون جميع سور القرآن بوجوب قراءتها في كل صلاة:
يدل عليه حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

2- سورة البقرة:
أولا: أنها مقدمة في المصحف بعد الفاتحة مباشرة بتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم لها:
ثانيا: أنّها تقدم سورَ القرآن يوم القيامة:
يدل على ذلكحديث النواس بن سمعان الكلابي،قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما".

ثالثا: أنها تظل وتشفع لصاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه:
و يدل عليه الحديث السابق وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه،قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما"

رابعا: أن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين:
تكملة الحديث السابق: "اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"، قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".

خامسا: هي أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين.

سادسا: أنمن حفظها من الصحابة جَدَّ في أعينهم، وعَظُمَ شأنُه:
يدل عليه قول أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا" (يعني عَظُم).

سابعا: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل دعاء أصحابه يوم حنين حين تولى من تولى بقوله: (يا أصحاب سورة البقرة)، ولذلك جعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة":
وقال الزهري: حدثني كثير بن عباس، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته التي أهداها له الجذامي فلما ولى المسلمون قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عباس ناد"
قلت:يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلا صيتا؛فقلت:يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها وارتفعت الأصوات"
وقال عروة بن الزبير: "كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة: "يا أصحاب سورة البقرة".
ثامنا: أنها تضمنت أعظم آية في القرآن، وهي آية الكرسي، وكذلك الآيات العظيمة في ختامها.


3-خواتيم سورة البقرة:

أولا: أنها مع الفاتحة نور أوتيَه النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤتَهُ نبيٌّ قبله، وأن المؤمن يؤتى الخير وما تتضمنه من دعاء بكل حرف يقرؤه:
ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما،قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: "هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"؛ فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
ثانيا: تكفيان المؤمن الذي يقرؤهما من الليل كل شر:
يدل عليه حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه"
ثالثا: أنه صلى الله عليه وسلم أعطيها مع الصلوات حين أعرج به:
يدل عليه حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي فيه: "فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات".

رابعا: الحرز من الشيطان:
ويدل عليه حديث النعمان بن بشير،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان".
خامسا: اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بها، وأنها من كنز تحت العرش:
ويدل عليه حديث حذيفة بن اليمانقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضلنا على الناس بثلاث ذكر منها: وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي".
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1-سورة آل عمران:
أولا: حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة".
سبب الضعف: أنه روي من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومُظَاهر قال عنه البخاري إنه منكر الحديث.
ثانيا: حديثأسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم، و "الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم": (إن فيهما اسم الله الأعظم).
وسبب الضعف: أنه جاء من طريق عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب، وكلاهما ضعيف.
ثالثا: حديث عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة" وقد رواه الثعلبي في تفسيره و سبب ضعفه: أنه منكر.
2-سورة النساء:
أولا:حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "من قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء في ليلة= كان أو كتب من القانتين"
سبب الضعف: الانقطاع بين سعيد بن جبير وعمر رضي الله عنه.
ثانيا: حديث ابن عباس قال: "من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب= علم الفرائض"
سبب الضعف: أن عبد الله بن قيس مجهولُ الحال.
ثالثا: حديث أبيّ بن كعب أن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: "من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرىء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم".
سبب الضعف: أنه موضوع.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
السبب في ذلك ثلاثة أمور:
الأول: تنقيةً للسنة النبوية المطهرة من تلك الأحاديث نصحًا للأمة وخدمة للدين، وهذا شأن الحذاق من أهل الحديث كالإمام أحمد وابن معين.
والثاني: جمع الطرق بغية الكشف عن الأحاديث التي يكون في أسانيدها ضعف يسير يتقوى بمجموع الطرق؛ فتصح لغيرها.
والثالث: جمع مرويات الباب الضعيفة؛ ليسهل وصول طلاب العلم إليه.
والأصل هو السبب الأول، والمعنيان الآخران معينان عليه.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا، فقد يكون للحديث طرقٌ أخرى صحيحة أو محتملة الضعف؛ فيتقوى الحديث بمجموع طرقه.
مثاله: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: "اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذبُ قلبًا وعى القرآن"
أورده الألباني في السلسلة الضعيفة،وقال: ضعيف جدا.
وقال واصفا إسناده: "وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب".
وقد وردت ثلاثة طرق أخرى لهذا الأثر عن أبي أمامة رضي الله عنه موقوفة عليه رواها عنه شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي، نتج عنها خمسة متابعات صحيحة لمسلمة بن علي الذي تفرد بالطريق المرفوعة عن حريز، وعليه يترجح الموقوف لضعف مسلمة وعدم الاعتداد بمخالفته، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنه يأخذ حكم الرفع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي؛ فيكون مرفوعا معنى لا رواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
النوع الأول: المرسل، وهو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في قبوله ورده، ومنهم من قبل مراسيل كبار التابعين الذين يعلم بغلبة الظن أن من أسقطوه صحابيٌ لا تضر جهالته؛ لأن الصحابة عدول جميعُهم.
النوع الثاني: الانقطاع في أثناء السند، ويعرف بالتاريخ وتصريح الراوي وحكم الناقد، ومعرفة شيوخ الرواة.
النوع الثالث: المخالفة بالرواية بالمعنى بألفاظ تغير المعنى المراد.
النوع الرابع: الخطأ في الإسناد، بتغيير صحابي الحديث مثلا الذي اتفقت عليه روايات الحفاظ.
النوع الخامس: وجود مجهول العين أو مجهول الحال في الإسناد المعين.
النوع السادس: الضعف لكون الراوي متروك الحديث، كأن يكون فاحش الغلط من ناحية الضبط.
النوع السابع: منكر المتن سواء صح الإسناد ظاهرا أم لا، ونكارة المتن تستلزم ضعف الإسناد حتى ما كان ظاهره الصحة.
النوع الثامن: ما لا أصل له، وهو ما لا يعرف له إسناد ولا مخرج، والحفاظ المتقدمون قد يطلقونه على ما له إسناد ولكن لا يعتد به.
النوع التاسع: الموضوع وهو شرها حيث يرويه الكذابون.





س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو مبحث من المباحث المتعلقة بفضائل القرآن، وهي تسمية اصطلاحية حدثت بعض القرون المفضلة وإن كان لها أصل من بعض ما يروى عنهم مما يدخل في معناها، ويقصد بها ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
وكلمة "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعاني متعددة:
أولا: تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرُّقى وغيرها.
ثانيا:الخصائص والأحكام التي يتميز بها القرآن .
ثالثا:التأثير الإعجازي البلاغي للقرآن.
والمراد هو المعنى الأول.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
أجازها بعض العلماء ما لم تتضمن سحرا أو بدعا وخرافات.
وحاصلها: أن يستخدم المكروب أو المبتلى آيات القرآن التي فيها مناسبة لحاجته، فيكرر الدعاء بها معلقا قلبه بالله تعالى الذي يجيب المضطر إذا دعاه، مبتغيا البركة والشفاء في كلام الله تعالى الذي قال سبحلنه عنه: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"
ومن ذلك ما روي بسند ضعيف يصلح للاستئناس به في هذا الباب من أنه عليه الصلاة والسلام دعا بالآيات من سورة يس:"فجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم؛ فهم لا يبصرون" حين داهمه ورصده الكفار، فانقلبوا لا يبصرون شيئا ونجى الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وعن الإمام أحمد أنه رقى الحمى بقوله تعالى: "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم"
وكذلك ابن القيم رقى المرأة التي أوشكت على الولادة بقوله تعالى: "إذا السماء انشقت"، وكثير مما يروى عن العلماء في هذا الباب.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 07:33 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال انور محمود مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1 : دلل على تفاضل سور القرآن .
دلائل تفاضل سور القرآن من الكتاب :
- ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها .
أدلة من السنة : الشاهد
- أتى سعيد بن المعلى حينما كان يصلي فدعاه النبي فلم يجبه فقلت يا رسول الله كنت أصلي ... ثم قال لأعلمنك سورة هي
- هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيه .
- أبي بن كعب حينما سأله النبي صلى الله عليه و سلم (( يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت الله و رسوله أعلم قال يا أبا المنذر قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب على صدري و قال ليهنك العلم أبا المنذر .
- عقبة بن عامر رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت أقرئني سورة هود أو يوسف ((فقال يا عقبة أقرأ قل أعوذ برب الفلق فإنك لن تقرأ سورة أحب لله منها فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل ))
فهذه كلها أدلة على أن بعض السور و الآيات أفضل و أحب إلى الله و كلها في منتهى الحسن و البيان و الإحكام مكرمة من كل نقص و اختلاف إلا أنها ليست على درجة واحدة من الفضل .

س2 فضائل آية الكرسي , و آل عمران , و النساء .
- آية الكرسي :
1- أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله أعظم
و في رواية في غير صحيح مسلم أن النبي (( و الذي نفسي بيده إن لها للسانا و شفتين تقدسان للملك عند ساق العرش ))
هذه الزيادة رواها عن سعيد الجريري عبد الاعلى السامي شعبان الثوري و غيرهم .
2- أبي هريرة رضي الله عنه حينما وكله النبي صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان .
الشاهد قال أبي هريرة لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ و لا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي (( صدقك و هو كذوب ذاك الشيطان ))
3- حديث واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه و سلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسا أي آية في القرآن أعظم قال صلى الله عليه و سلم (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم )) و هو ضعيف لجهالة مولى ابن الأسقع لكن صح في معناه حديث أبّي بن كعب .
4- حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه كانت له سهوة فيها تمر فكانت تأتي الغول فتأخذ منه و الشاهد من الحديث فقالت إني ذاكره لك شيئا آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان و غيره .
و الحديث بمجموع فرقه إلى أبي أيوب الانصاري يرتقي لدرجة الحسن .
5- حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاه مكتوبة لم يمنعه دخول الجنة إلا أن يموت ))


آل عمران :-
1- عن أبي أمامة أقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة و آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غماماتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابها .
2- حديث النواس بن سمعان (( يأتى بالقرآن يوم القيامة و أهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة و ءال عمران تحاجان في صاحبها .
3- حديث : تعلموا سورة البقرة و آل عمران فانهما الزهراوان و انهما تظلان صاحبها يوم القيامة .
4- حديث أبي أمامة مرفوعا (( اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب في سور ثلاث ( البقرة و آل عمران و طه))
5- قال أنس بن مالك رضي الله عنه (( كان الرجل إذا قرأ البقرة و آل عمران جدّ فينا ))

النساء:-
1- قال تعالى (( و لقد أتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم ) . قال ابن عباس هي السبع الطوال و هو أحد القولين المشهورين و القول الأخر فاتحة الكتاب .
2- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم (من أخذ السبع فهو جد).
3- و قال حارثة بن مضرب كتب إلينا عمر أن تعلموا سورة النساء و الأحزاب و النور .
4- قال ابن مسعود رضي الله عنه (( من قرأ آل عمران فهو غني و النساء محبرة أي زينة لصاحبها))
5- عن ابن مسعود رضي الله عنه ( إن في النساء خمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا و ما فيها )
6- قول عمر رضي الله عنه ( تعلموا سورة البقرةو النساء و المائدة و الحج و النور فإن فيهن الدنيا و ما فيها )

س3 – 3 أحاديث ضعيفة أشتهرت في فضائل السور مع بيان سبب حكم ضعفها .
1- حديث سليم بن مسلم عن الحسن بن دينار عن يزيد الرشك قال سمعت أبا يزيد و كان له صحبة فقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة فسمع رجلا يتهجد بأم القرآن فاستمع له النبي حتى ختمها ثم قال (( ما في القرآن مثلها )) .
سبب الضعف : الحسن بن دينار متروك الحديث .
2- حديث عبادة بن الصمت مرفوعا ( أم القرآن عوض عن غيرها و ليس غيرها منها يعوض ) رواه الدارقطني تفرد به محمد بن خلاد فهو مختلف فيه أحترقت كتبه فصار يحدث من حفظه و يروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه .
3- حديث يوسف بن عطية عن أبي الدرداء مرفوعا (( فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزه شئ من القرآن و لو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان و جعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب عن القرآن سبع مرات .
سبب الضعف : يوسف بن عطيه كثير الوهم متروك الحديث .

سورة البقرة :-
1- حديث عبد الله بن أبي حميد الشاهد من الحديث ( ألا و إني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول و أعطيت طه و الطواسين من ألواح موسى و فاتحة الكتاب و خواتيم البقرة و تحت العرش و مفصل نافلة .
سبب الضعف : عبدالله بن أبي حميد متروك الحديث .
2- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا (( ما خيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة و آل عمران رواه الطبراني في الأوسط
سبب الضعف : ليث ضعيف الحديث .
3- حديث خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل شئ سنام و إن سنام القرآن سورة البقرة لمن قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال و من قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام .
سبب الضعف (( قال الطفيلي خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم و لا يتابع على حديثه .

س4 : ما هي شروط صحة الحديث ؟
صحة الحديث مشروط بصحة اسناده و صحة الإسناد تتحقق بثلاث أمور .
- الأمر الأول : -
أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم و الذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
الدرجة الأولى : الذين يكون سبب جرحهم ضبطهم و هم أهل صدق عموما فهؤلاء لا يطرح حديثهم جملة و لا يقبلون مطلقا بل يعتبر حديثهم فإذاأ ورد من طرق أخرى وله شواهد فيحكم بصحته .
الدرجة الثانية : الذين لا تقبل مروياتهم مطلقا و هم يتركوا الحديث من الكذابين و المهتمين بالكذب كثيري الأخطاء المتساهلين في الرواية عن الواهين بدون
- الأمر الثاني :-
أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع فانقطاع السند موجب لضعف الحديث .
- الأمر الثالث :-
أ-انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد و ينقسم أحد كالمخالفة و هي أن يخالف الراوي و هو أوثق منه فيصل اسناد منقطع أو يغفل ذكر راوى ضعيف
ب- التدليس : أن يسقط راويا ضعيفا من الإسناد و يروي عن شيخه يصيغه عن .
ج- الاضطراب: أن يختلف الرواة في اللإسناد اختلافا شديدا و هو موجب للضعف .
- صحة المتن :-
1- صحة الإسناد إليه .
2- انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة و النكارة و الاضطراب و غيرها .

س5 : بين درجات المرويات في فضائل القرآن .
- تشمل المرويات ما روي بالأسانيد المرفوعة إلى النبي و المرسلة و الآثار المروية عن الصحابة و التابعين و هو خمس درجات :-
1- ما كان صحيح لذاته حيث كان صحيح السند و خلا من الشذوذ و العلة القادحة من حيث السند و المتن و ذلك يحتج به .
2- ما كان صحيحا لغيره بشرط سلامة متنه من العلة القادحة و هذا يحتج به .
3- ما كان ضعفه محتملا من حيث السند لكن قابل للتقوية بشرط عدم نكارة المتون من حيث المعنى و هذا يحتج به بعض العلماء في فضائل الأعمال و منهم من يذكرها لبيان ضعفها و منهم من يذكرها للفائدة .
4- ما كان في اسناده ضعفا شديدا أو نكارة المتن لا تجوز روايته إلا لبيان حاله .
5- ما كان موضوعا مكذوبا مختلفا و هذا ما حدث به له الوعيد الشديد و لا تحل روايته إلا لبيان حالة .

س6 : بين حال الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب في فضائل سور القرآن .
يعتبر حديث أبي بن كعب من أشهر الأحاديث الموضوعة في فضائل القرآن و قد رواه السجستاني في فضائل القرآن و رواه ابن مردوية و الثعلبي و غيرهم و قد أورده ابن الجوزي في كتابه الموضوعات و ذكر أنه ما أورده كالثعلبي ةالماوردى لم أعجب بهما لأنهما ليس من أصحاب الحديث .
و انما عجيب من الامام بن أبي داوود كيف فرقه على كتابه و هو أعلى هذا الشأن و يعلم أنه حديث محال .
- قال الدارقطني : متروك .
و وصف ابن الجوزي متن الحديث كلامه ركيك و لا يمكن أن يكون من كلامه صلى الله عليه و سلم .
و ساق حديث ابن غيلان شيخ الترمذي و الذي يذكر فيه سبب وضع هذا الحديث من قبل بعض شيوخ المتصوفة .
- و قال الحافظ العراقي عن هذا الحديث كل من أودع حديث أبى تفسيره كالواحدي و الثعلبي مخطئ في ذلك و هم ابرز اسناده فهو أبسط لقدره و لا يمكن السكوت عليه من غير بيانه و أما من لم يبرز سنده و أورده بصفة الجزم خطأه أكبر كالزمخشري .

س7 : عدد دلائل معرفة خواص القرآن مع التثميل بمثال واحد لكل دلالة .
- أولا : دلالة النصوص من الكتاب و السنة الصحيحة على تأثير بعض السور و الآيات في أحوال معينة .
مثال: قول الله تعالى (( و أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر و آتيناه و أهله و مثلهم معهم رحمة من عندنا و ذكرى للعابدين )) فذكر الله تعالى دعاء أيوب عليه السلام و استجابة الله لدعائه ثم قال و ذكرى للعابدين لبيان عدم اختصاص النعم بأيوب فقط بل لكل من دعاه و اقتدى بالأنبياء .
- ثانيا : ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم و الذي صح من ذلك قليل و كان مما تعلموع من النبي أو فعلوه اجتهادا منهم
مثال : عندما سأل أبو زميل ابن عباس فقال ما شئ أجده في صدري قال ابن عباس ما هو ؟ قال والله ما أتكلم به قال ابن عباس أشئ من شك ؟ و ضحك ابن عباس ثم قال ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله (( فإن كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك )) ثم قال له إذا وجدت في نفسك شيئا فقل (( هو الأول و الأخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شئ عليم )) .
- ثالثا : ما ثبت عن التابعين و تابعيهم .
مثال : ما قاله المغيرة العجلي (( من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن. أربع آيات من (( و إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) و آية الكرسي و الثلاث آيات من أخرها .

- رابعا : الاجتهاد في معرفة التناسب بين الآيات و بين ما يصيب الإنسان من حالات خاصة كقراءة الآيات من القرآن لكل حالة مما يناسبها و تظهر العلاقة بينها .
مثال : ما كتبه الإمام أحمد للماوردي حين أصابته (( بسم الله الرحمن الرحيم )) (( قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم )) و المناسبة بين المرض و الآية هو سؤال الله أن يجعل النار بردا و سلاما على إبراهيم أن يذهب الحمى عنه .

س8 : بين خطر الغلو في باب خواص القرآن .
الغلو في باب الخواص يفتح الأبوب للكثير من الفساد و الضلال كما فى غلاة الصوفية بما كذبوا به في خواص القرآن و استخدموا أشياء لا صحيح و لا عن اجتهاد صحيح فوقعوا في الشرك و أوقعوا من معهم من الناس و كتبوا لهم الحجب و علقوا قلوبهم بالتمائم و كان ما فعلوه إما على سحر حقيقي بكل ما تعلق فيه من شرور أو دعاوى كاذبة كذبوا بها على الناس فاستعملوا الآيات في غير أغراضها التي أنزلت لها فعدم انتفاعهم بالقرآن .
الدرجة :ب+
أحسنتِ أخت منال بارك الله فيكِ ونفع بك.
تم خصم من الدرجة للتأخير .

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 4 ربيع الأول 1438هـ/3-12-2016م, 07:50 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد شمس الدين فريد مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أولا: قول المنكرين لتفاضل القرآن: إن القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أن أسماءه لا تتفاضل.
قاله به القرطبي والزركشي.
الرد: هذا الاحتجاج غير صحيح؛ لأن الأصل الذي قاس عليه وهو عدم تفاضل الأسماء منقوض بالأدلة الصحيحة التي تدل على أن الأسماء الحسنى لرب العالمين تتفاضل كالحديث الذي فيه ذكر اسم الله الأعظم، وكذلك فإن كلام الله تعالى يتفاضل؛ لدلالة الأدلة الصحيحة على تفاضل السور والآيات القرآنية، ولأقوال أئمة السلف الصالح ومنها ما يلي:
قال الله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها"، وقال تعالى: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات"، وقالسبحانه: "ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"، وحديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد" ثم قال له:"الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه حين سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال:"يا أبا المنذر أتدري أيَّ آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"
قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:"السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة".
وقال أيضاً: (ثبت عنه في الصحيحين من غيره وجه أن:"قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن؛ وذلك أن القرآن: إما خبر، وإما إنشاء، والخبر: إما خبر عن الخالق، وإما عن المخلوق؛ فثلثه قصص، وثلثه أمر، وثلثه توحيد، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار.
وأيضاً فالكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم).

ثانيا: القول بأن القرآن قديم وأنه عبارة عن كلام الله تعالى، وليس هو من كلامه حقيقة، وأنه لا يتبعّض، ولا يتجزأ، وليس بحرف ولا صوت؛ فلا يمكن أن يقع فيه التفاضل.
قول الأشاعرة.
الرد: هذا الكلام منقوض؛ لأنه مبنيّ على اعتقاد باطل في كلام الله تعالى مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح. *من الأشاعرة المتقدمين الإمام أبو بكر ابن الباقلاني صرح في مواضع من كتابيه "إعجاز القرآن" و "الانتصار للقرآن" بتفضيل القرآن على سائر الكتب، وتفضيل بعض آيات القرآن في أوجه الإعجاز على بعض.
ثالثا: ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن
محمول على فرض ثبوته على النهي عن التفضيل الموهم بالانتقاص من قدر المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه؛ لأن الكل لكام الله تعالى. أحسنت .

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1-سورة الفاتحة:

وردت أحاديث وآثار كثيرة تدل على فضل سورة الفاتحة، وقد دلت تلك الروايات على فضل متعددة لتلك السورة العظيمة، وهي كالتالي:
أولا: أنها أفضل وأعظم سور القرآن:
يدل عليها حديث أبي سعيد بن المعلى والذي قال له فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجدثم قال: " (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".
وفيه حديث آخر عن أنس رضي الله عنه، وعن عبدالله بن جابر البياضي.
ثانيا: أنها أم القرآن:
يدل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم"
ثالثا: أنها متفردة لم ينزل مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن:
يدل عليه حديث أبي بن كعب،قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟"
قلت: بلى.
قال: "فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها"
ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي، قال:"فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟"
فقرأ بفاتحة الكتاب، قال:"هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد".

رابعا: أنها مع خواتيم البقرة نور أوتيَه النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤتَهُ نبيٌّ قبله، وأن المؤمن يؤتى الخير وما تتضمنه من دعاء بكل حرف يقرؤه:
ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما،قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: "هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"؛ فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
خامسا: أنها رقية وشفاء للداء الحسي فضلا عن المعنوي:
ويدل عليه حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيِّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: (الحمد لله رب العالمين)؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: "وما يدريك أنها رقية؟"، وفي رواية: "أما علمت أنها رقية، اقسموها واضربوا لي معكم بسهم".
سادسا: أنها مختصة دون جميع سور القرآن بوجوب قراءتها في كل صلاة:
يدل عليه حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

2- سورة البقرة:
أولا: أنها مقدمة في المصحف بعد الفاتحة مباشرة بتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم لها:
ثانيا: أنّها تقدم سورَ القرآن يوم القيامة:
يدل على ذلكحديث النواس بن سمعان الكلابي،قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما".

ثالثا: أنها تظل وتشفع لصاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه:
و يدل عليه الحديث السابق وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه،قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما"

رابعا: أن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة، وأنّ تلاوتها تنفّر الشياطين:
تكملة الحديث السابق: "اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة"، قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".

خامسا: هي أكبر سور القرآن، وأكثرها عدد آيات، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين.

سادسا: أنمن حفظها من الصحابة جَدَّ في أعينهم، وعَظُمَ شأنُه:
يدل عليه قول أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا" (يعني عَظُم).

سابعا: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل دعاء أصحابه يوم حنين حين تولى من تولى بقوله: (يا أصحاب سورة البقرة)، ولذلك جعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة":
وقال الزهري: حدثني كثير بن عباس، عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته التي أهداها له الجذامي فلما ولى المسلمون قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عباس ناد"
قلت:يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلا صيتا؛فقلت:يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها وارتفعت الأصوات"
وقال عروة بن الزبير: "كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة: "يا أصحاب سورة البقرة".
ثامنا: أنها تضمنت أعظم آية في القرآن، وهي آية الكرسي، وكذلك الآيات العظيمة في ختامها.


3-خواتيم سورة البقرة:

أولا: أنها مع الفاتحة نور أوتيَه النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤتَهُ نبيٌّ قبله، وأن المؤمن يؤتى الخير وما تتضمنه من دعاء بكل حرف يقرؤه:
ويدل عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما،قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: "هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"؛ فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
ثانيا: تكفيان المؤمن الذي يقرؤهما من الليل كل شر:
يدل عليه حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنهقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه"
ثالثا: أنه صلى الله عليه وسلم أعطيها مع الصلوات حين أعرج به:
يدل عليه حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي فيه: "فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات".

رابعا: الحرز من الشيطان:
ويدل عليه حديث النعمان بن بشير،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان".
خامسا: اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بها، وأنها من كنز تحت العرش:
ويدل عليه حديث حذيفة بن اليمانقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضلنا على الناس بثلاث ذكر منها: وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي".أحسنت بذكرك وجه الاستدلال على فضائل السور ولم تكتفي بذكر الدليل فقط.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1-سورة آل عمران:
أولا: حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة".
سبب الضعف: أنه روي من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومُظَاهر قال عنه البخاري إنه منكر الحديث.
ثانيا: حديثأسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هاتين الآيتين: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم، و "الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم": (إن فيهما اسم الله الأعظم).
وسبب الضعف: أنه جاء من طريق عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب، وكلاهما ضعيف.
ثالثا: حديث عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة" وقد رواه الثعلبي في تفسيره و سبب ضعفه: أنه منكر.
2-سورة النساء:
أولا:حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "من قرأ البقرة، وآل عمران، والنساء في ليلة= كان أو كتب من القانتين"
سبب الضعف: الانقطاع بين سعيد بن جبير وعمر رضي الله عنه.
ثانيا: حديث ابن عباس قال: "من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب= علم الفرائض"
سبب الضعف: أن عبد الله بن قيس مجهولُ الحال.
ثالثا: حديث أبيّ بن كعب أن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: "من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرىء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم".
سبب الضعف: أنه موضوع.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
السبب في ذلك ثلاثة أمور:
الأول: تنقيةً للسنة النبوية المطهرة من تلك الأحاديث نصحًا للأمة وخدمة للدين، وهذا شأن الحذاق من أهل الحديث كالإمام أحمد وابن معين.
والثاني: جمع الطرق بغية الكشف عن الأحاديث التي يكون في أسانيدها ضعف يسير يتقوى بمجموع الطرق؛ فتصح لغيرها.
والثالث: جمع مرويات الباب الضعيفة؛ ليسهل وصول طلاب العلم إليه.
والأصل هو السبب الأول، والمعنيان الآخران معينان عليه.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا، فقد يكون للحديث طرقٌ أخرى صحيحة أو محتملة الضعف؛ فيتقوى الحديث بمجموع طرقه.
مثاله: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: "اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذبُ قلبًا وعى القرآن"
أورده الألباني في السلسلة الضعيفة،وقال: ضعيف جدا.
وقال واصفا إسناده: "وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب".
وقد وردت ثلاثة طرق أخرى لهذا الأثر عن أبي أمامة رضي الله عنه موقوفة عليه رواها عنه شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي، نتج عنها خمسة متابعات صحيحة لمسلمة بن علي الذي تفرد بالطريق المرفوعة عن حريز، وعليه يترجح الموقوف لضعف مسلمة وعدم الاعتداد بمخالفته، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنه يأخذ حكم الرفع؛ لأنه مما لا يقال بالرأي؛ فيكون مرفوعا معنى لا رواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
النوع الأول: المرسل، وهو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في قبوله ورده، ومنهم من قبل مراسيل كبار التابعين الذين يعلم بغلبة الظن أن من أسقطوه صحابيٌ لا تضر جهالته؛ لأن الصحابة عدول جميعُهم.
النوع الثاني: الانقطاع في أثناء السند، ويعرف بالتاريخ وتصريح الراوي وحكم الناقد، ومعرفة شيوخ الرواة.
النوع الثالث: المخالفة بالرواية بالمعنى بألفاظ تغير المعنى المراد.
النوع الرابع: الخطأ في الإسناد، بتغيير صحابي الحديث مثلا الذي اتفقت عليه روايات الحفاظ.
النوع الخامس: وجود مجهول العين أو مجهول الحال في الإسناد المعين.
النوع السادس: الضعف لكون الراوي متروك الحديث، كأن يكون فاحش الغلط من ناحية الضبط.
النوع السابع: منكر المتن سواء صح الإسناد ظاهرا أم لا، ونكارة المتن تستلزم ضعف الإسناد حتى ما كان ظاهره الصحة.
النوع الثامن: ما لا أصل له، وهو ما لا يعرف له إسناد ولا مخرج، والحفاظ المتقدمون قد يطلقونه على ما له إسناد ولكن لا يعتد به.
النوع التاسع: الموضوع وهو شرها حيث يرويه الكذابون.





س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو مبحث من المباحث المتعلقة بفضائل القرآن، وهي تسمية اصطلاحية حدثت بعض القرون المفضلة وإن كان لها أصل من بعض ما يروى عنهم مما يدخل في معناها، ويقصد بها ما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
وكلمة "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعاني متعددة:
أولا: تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرُّقى وغيرها.
ثانيا:الخصائص والأحكام التي يتميز بها القرآن .
ثالثا:التأثير الإعجازي البلاغي للقرآن.
والمراد هو المعنى الأول.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
أجازها بعض العلماء ما لم تتضمن سحرا أو بدعا وخرافات.
وحاصلها: أن يستخدم المكروب أو المبتلى آيات القرآن التي فيها مناسبة لحاجته، فيكرر الدعاء بها معلقا قلبه بالله تعالى الذي يجيب المضطر إذا دعاه، مبتغيا البركة والشفاء في كلام الله تعالى الذي قال سبحلنه عنه: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين"
ومن ذلك ما روي بسند ضعيف يصلح للاستئناس به في هذا الباب من أنه عليه الصلاة والسلام دعا بالآيات من سورة يس:"فجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم؛ فهم لا يبصرون" حين داهمه ورصده الكفار، فانقلبوا لا يبصرون شيئا ونجى الله رسوله صلى الله عليه وسلم، وعن الإمام أحمد أنه رقى الحمى بقوله تعالى: "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم"
وكذلك ابن القيم رقى المرأة التي أوشكت على الولادة بقوله تعالى: "إذا السماء انشقت"، وكثير مما يروى عن العلماء في هذا الباب.

الدرجة :أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
تم خصم من الدرجة للتأخير .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir