دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 محرم 1440هـ/17-09-2018م, 06:52 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثاني: مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقدمة التحرير والتنوير

مجلس مذاكرة القسم الثاني مقدمة التحرير والتنوير



- فهرس مسائل القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن عاشور.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 محرم 1440هـ/22-09-2018م, 03:47 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

المقدمة السابعة
قصص القرآن
- امتنان الله على رسوله بإنزال أحسن القصص .
- القصة (لغة) : من قصّ على فلان إذا أخبره بخبر .
- القصة (اصطلاحا) : خبر عن حادثة غائبة عن المخبر عنها .
الغرض من سوق القرآن للقصص :
أ- حصول العبرة والعظة مما تضمنته
ب- التنويه أو التشويه بأصحاب تلك القصص .
تميزت قصص القرآن بأنها أحسن القصص وذلك :
1-لأنه يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ، فلا يكون القصد منه التفكه .
2-جاءت القصص مفرقة على مقامات تناسبها
3-أسلوب القصص القرآن بين التذكر والتذكر ، وبذلك تكتسب القصص صفتين ، وهما : صفة البرهان ، وصفة البيان .
4-نسج نظمها على أسلوب الإيجاز
5-طي ما يقتضيه الكلام الوارد
6-سياق القصة جاء في مظان الاتعاظ مع الحفاظ على الغرض الأصلي من تشريع وتفريع ، فتوفر بذلك عشر فوائد :
أ- تحدي أهل الكتاب وتعجيز لهم ، وانقطاع صفة الأمية والجاهلية عن المسلمين .
ب- ذكر تاريخ المشرعين ومعرفة تاريخ التشريع ، فلا يذكر أنسابهم أو بلدانهم بل مواضع العبرة فقط كقصة أصحاب الكهف .
ج- ظهور المثل العليا ، ومعرفة ترتب المسببات على أسبابها في الخير والشر لتحذر الأمة .
د- موعظة المشركين بما لحق الأمم التي عاندت وكذبت رسلها كقوم نوح وعاد وثمود ، قال تعالى (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
ه- حكاية القصص بأسلوب التوصيف والمحاورة الذي لم يكن معهودا عند العرب ، وهو من إعجاز القرآن ، كمحاورة أهل الجنة والنار في سورة الأعراف .
و- توسيع علم المسلمين وإحاطتهم بأحوال الأمم السابقة ليتعظوا ، كقوله (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال)
ز- دفع صفة الغرور عن المسلمين بمعرفة عظمة الأمم السابقة والاعتراف بمزاياها لإكمال ما ينقصهم ، فلا يكونوا كقوم عاد حين قالوا (وقالوا من أشد منا قوة) .
ح- أن ينشيء في المسلمين همة السعي لسيادة العالم ، كما ساد أمم من قبلهم ، فلا يرضوا بأن يكونوا أتباع الفرس والروم .
ت_ معرفة المسلمين أن نصر الله ومنع تسلط العدون يكون بأخذهم أسباب النصر من الاستعداد والاعتماد عليه .
ي- الاستفادة مما في القصص من تاريخ التشريع والحضارة ، والإلمام بما فيها من فوائد المدنية ، كقوله (وأخاف أن يأكله الذئب) يدل على أن بادية الشام إلى مصر كان يسكنها ذئاب مفترسة .
فائدة تكرار القصة في سور كثيرة :
ذكر القصة كبرهان على الغرض المسوقه له لا يعد تكرار ، لأنه إعادة لمعانيها وليس لألفاظها ، وهذا يؤدي إلى :
1-رسوخها في الأذهان
2-ظهور بلاغة القرآن بالتفنن في المعاني باختلاف طرق الأداء والتفنن في الألفاظ ، والمحسنات البديعية .
3-سماع اللاحقين من المؤمنين ذكر القصة التي فاتتهم ، وذلك يكون أوقع في تفوسهم .
4-أن يعلم بالقصة من حفظ بعض السور .
5-ذكر بعض أحداث القصة الواحدة في مواضع وعدم ذكرها في مواضع أخرى ، وذلك لأسباب منها :
أ- تجنب التطويل والاقتصار على مواضع العبرة منها .
ب- أن يكون بعض القصة المذكور في موضع مناسبا للحالة المقصودة من سامعيها ، فتارة تساق للمشركين ، وتارة لأهل الكتاب أو للمؤمنين كقصة موسى عليه السلام .
ج- قد يقصد التنبيه على خطأ المخاطبين فيما ينقلونه من تلك القصة ، وتارة لا يقصد ذلك .

المقدمة الثامنة
اسم القرآن وآياته وسوره
- أهمية هذه المقدمة بالنسبة للتفسير :
هذه المقدمة لها اتصال متين بالتفسير لأن ما يتحقق فيه ينتفع به في مواضح كثيرة من فواتح السور ، ومناسبة بعضها لبعض فيغني المفسر عن إعادته .
تعريف القرآن :
لغة : اختلف في ذلك على أقوال ، منها :
مشتق من القراءة لأن أول ما أنزل منه قوله (اقرأ)
وقيل من القرن بين الأشياء والجمع بينها لاقتران سوره وآياته وحروفه .
وقيل هو اسم لكتاب الله وليس من قرأ كالتوراة والأنجيل
وقيل هم اسم جمع من قرينة أي علامة ، لآن آياته يصدق بعضها بعضا .
اصطلاحا : هو اسم للكلام العربي الموحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل ليبلغة لقومه باللفظ الموحى به ، للعمل به وقراة ما تيسر منه عبادة وفي صلواتهم ، المكتوب في المصاحف من الفاتحة إلى الناس .
- بيان أن القرآن هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ، تحدى الله سبحانه بها المنكرون لرسالته فلم يستطيعوا معارضته ، فكان آية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم
مراتب التحدي :
- الإتيان بعشر سور مثله (قل فأتوا بعشر سور مثله )
- الإتيان بسورة مثله (قل فأتوا بسورة مثله)
- الإتيان بسورة من مثله (فأتوا بسورة من مثله ) .
أشهر أسماء القرآن :
الفرقان
قال تعالى : (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعلمين نذيرا)
وجه تسميته بذلك :
1-مصدر من فرق لأنه يفرق بين الحق والباطل ويعضد هديه بالدلائل والأمثال
2-بيان التوحيد وصفات الله
3-آيات أحكامه مبرأة من اللبس وبعيدة عن الشبهة
التنزيل
قال تعالى : (تنزيل من الرحمن الرحيم)
وجه تسميته : مصدر نزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء .
الكتاب :
قال تعالى : ( ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين)
وجه تسميته : اسم جنس مطلق ومعهود ، وسمي كتابا لأن الله جعله جامعا للشريعة ، وقد أمر رسوله أن يكتب كل ما أنزل عليه ليكون حجة للناس .
الذكر :
قال تعالى : (وأنزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)
وجه تسميته : فيه تذكير بما يجب على الناس اعتقاده والعمل به .
الوحي :
قال تعالى : (قل إنما أنذركم بالوحي)
وجه تسميته : أنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك .
كلام الله
قال تعالى : (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه )
- سبب تسميته بالمصحف :
لما جمع أبو بكر القرآن ، قال للصحابة التمسوا له اسما ، فكرهوا تسميته بالتوراة والأنجيل ، فقال ابن مسعود : رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه مصحفا .

آيات القرآن
الآية : هن مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا
التقدير : لإدخال قوله (والفجر) فالتقدير أقسم بالفجر
الإلحاق : عد بعض الحروف المقطعة آيات .
سبب التسمية آية :
دليل على أنها موحى بها من عند الله
-وهي تشمل على الحد الأعلى من بلاغة نظم الكلام
-وقوعها مع غيرها من الآيات جعل دليلا على أن القرآن منزل من عند الله إذ لم يستطع أهل البلاغة على أن يأتوا بسورة من مثله .
- تسمية هذه المقادير آيات هو من مبتكرات القرآن
- لا يصح تسمية ما في الإنجيل والتوراة آيات إذ لا تكوّن مع غيرها سورة معجزة في اللغة العبرانية أو الأرامية .
تحديد مقدار الآيات
اختلف العلماء في تحديد مقادير الآيات على أقوال :
القول الأول : أن مقادير الآيات توقيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، واختلاف الرواية في بعض الآيات محمول على التخيير في حد تلك الآيات في تعيين منتهاها ومبتدأ ما بعدها .
- كان الصحابة على علم من تحديد الآيات ، وفي الصحيح : (من قرآ العشر الخواتم من سورة آل عمران) .
وكانوا يقدرون بعض الأوقات بمقدار ما يقرآ القارئ عددا من الآيات ، كما ورد في سحور النبي صلى الله عليه وسلم (كان بينه وبين طلوع الفجر مقدار ما يقرأ القارئ خمسين آية )
- قال الزمخشري : الآيات علم توقيفي
القول الثاني : ليس توقيفيا عن النبي صلى الله عليه وسلم :
- قال ابن العربي : تحديد الآية من معضلات القرآن ، فمن آيات طويل وقصير ، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلا
قال المؤلف : لا يبعد تحدد مقدار الآية تبعا لانتهاء نزولها ، وأمارته وقوع الفاصلة .
على أنه يجب اتباع المأثور من تحديد الآي كما قال الزمخشري وابن العربي .
الفواصل
تعريف الفواصل : هي الكلمات التي تتماثل في آواخر حروفها وتتقارب وتكرر في السورة تكرارا يوضح أن تماثلها أو تقاربها مقصود من النظم .
- الفواصل كلها منتهى آيات ، وإذا انتهى الغرض من الكلام عند غير فاصلة ، لا يكون منتهى الكلام نهاية آية إلا نادرا .
- الفواصل من إعجاز القرآن ، فتتأثر النفوس بمحاسن ذلك التماثل ، ويسهل تعلقها بالإذهان .
أهمية الوقف على رؤوس الآيات
- ينبغي الوقف عند نهاية كل آية حتى لا يضيع محاسن التماثل
عن أم سلمة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية
قال أبو عمرو : الوقف على رؤوس الآيات سنة
وروي عن البيهقي : الأفضل الوقف على رؤوس الآيات اتبعاعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم .
- آيات القرآن متفاوتة في مقادير كلماتها .
- وقوف القرآن لا يرتبط بنهاية الآيات .
عد الآي
سبب اختلاف السلف في عدد الآيات :
1-قد يكون عن اختلاف في الرواية
2-قد يكون عن اختلاف في الاجتهاد
الخلاف في عد البسملة آية أم لا ؟
أهل الكوفة والبصرة والمدينة والشام لا يعدونها آية في أول كل سورة ,
- هل البسملة آية في سورة الفاتحة أم لا ؟
المصحف الكوفي والمكي عدها آية ، والبصري والشامي والمدني لم يعدها آية .
- كان لأهل المدينة عددان الأول والأخير
- لأهل مكة عدد واحد
- يوجد اختلاف في عدد الآيات في مصاحف الكوفة والبصرة والشام .
متى بدأ عد الآي ؟
عدد آي السور كان معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن ابن عباس قال : لما نزلت (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) قال النبي صلى الله عليه وسلم : ضعوها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة
واستمر العمل بعد الآيات في زمن الصحابة ، فعن ابن عباس في الصحيح قال : إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام .
ترتيب الآي
- ترتيب الآي هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي .
أهمية ترتيب الآي : ترتيب الآي يدخل في وجوه إعجاز القرآن ، فلو تغير الترتيب لنزل عن حد الإعجاز الذي امتاز به .
طرق معرفة ترتيب الآي :
ترتيب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات الجهرية
رواية الحفاظ من الصحابة على العرضات الأخيرة
كتابة زيد بن ثابت المصحف ولم يخالف في ترتيب الآيات
كتابة كتاب الوحي ما أنزل من القرآن بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتوقيف إلهي .
- الحكمة من الأمر بالكتابة : يرجع إليها المسلمون عند حدوث شك أ نسيان
بيان ارتباط الآيات ببعضها :
- بعض الآيات يكون لها تناسب في الغرض ويدل عليه وجود حروف العطف وغيرها كقوله (إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ) الآية وما بعدها .
- بعضها قد لا تكون له مناسبة ولكن اقتضاء سبب ، كقوله (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إنا علينا جمعه وقرآنه)
- بعضها لا يكون بين ما قبلها مناسبة لكن نزلت على سبب حدث في مدة نزول السورة ، كقوله (حافظوا على الصوات والصلاة والوسطى) .
- قد تلحق الآية بالسورة بعد تمام نزولها بوضعها عند آية معينة بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) .
هل يلزم أن يكون آيات القرآن متسلسلة ؟
لا يلزم تسلسل الآيات ، وإنما هي مستقلة بعضها عن بعض ، وتكثر الجمل الاعتراضية ، فكل جملة تشمل على حكمة وإرشاد وتقوم ، إذ الغرض الأكبر من القرآن : إصلاح الأمة بأسرها ، بدعوة الكفاء للإيمان ، وتهذيب أخلاق المؤمنين .

وقوف القرآن
الوقف : هو قطع الصوت عن الكلمة زمن يتنفس من مثله المتنفي عادة .
أهمية معرفة الوقوف :
لأن الكلام يختلف معناه باختلاف الوقف ، ومثال ذلك قوله (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) فيختلف المعنى باختلاف الوقف على كلمة (الله) أو الوقف على (الراسخون في العلم) .
- قد يحصل بتعدد الوقف ما يحصل بتعدد وجوه القراءات من تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات .
حكم الوقف
لا يوجد في القرآن مكانا يجب الوقف عليه ، ولا مكانا يحرم الوقف فيه كما قال ابن الجزري ، وإنما هنا الوقف الحسن والتام والقبيح وغير ذلك .
- عدم مراعاة صحة الوقف تفريطا في الغرض المقصود من الآيات ، وهو فهم معانيها وإعجاز الجاحدين عن معارضته.
سبب عناية أهل القرآن بضبط الوقوف :
لم يشتد عناية السلف بتحديد الوقوف لظهور أمرها ، وكان الاعتبار بفواصل القرآن عندهم أهم .
ثم لم دخل في الإسلام كثير من دهماء العرب وغيرهم من بقية الأمم اعتنوا بضبط وقوفه تيسيرا لفهمه .
- أشهر من تصدى لضبط الوقوف ابن الأنباري وابن النحاس والنكزوي ومحمد بن أبي جمعة الهبطي .

سور القرآن
تسمى القطعة المعينة من عدة آيات سورة ، لقوله (فأتوا بسورة مثلة ) ولا يكون التحدي إلا باسم معلوم المسمى والمقدار .
- أقصر سورة ثلاث آيات
الدليل على ذلك قول عمر حين جاء خزيمة بالأيتين من أخر سورة براءة : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة .
السورة لغة :
قيل مأخوذ من السُور ، وهو الجدار المحيط بالمدينة .
وقيل مأخوذة من السؤر ، وهو البقية مما يشرب الشارب فهي جزء مما يشرب .
السورة اصطلاحا : قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران ، لها اسم مخصوص وتشتمل على ثلاث آيات أو أكثر ، ولها غرض تام ناشيء عن أسباب النزول أو مقتضيات ما تشتمل عليه من المعاني المتناسبة .
- تسوير القرآن من السنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان مقسما إلى مائة وأربع عشر سورة بأسمائها .
- اختلف مصحف ابن مسعود فلم يثبت المعوذتين ، وأثبت القنوت وجعل قريش والفيل سورة واحدة .
- ترتيب الآيات في السور بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم .
فائدة التسوير :
قال صاحب الكشاف : الجنس إذا أنطوى تحته أنواع كان أحسن ، وتعدد السور يكون أنشط للقارئ وأهز للعاطفة .
ترتيب السور
اختلف العلماء في ترتيب السور :
1-قال الباقلاني : يحتمل أن تكون بتوقيف ويحتمل أن تكون باجتهاد الصحابة
2-قال الداني : هو توقيف من جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم
3-نقل ابن عطية عن الباقلاني : أن ترتيب السور من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان .
4-قال ابن عطية : السبع الطوال والحواميم والمفصل كات مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، والبعض لم يرتب إلا وقت كتابة المصحف .
رجح المؤلف قول ابن عطية ، وأن زيد بن ثابت وعثمان توخيا ما استطاعا في ترتيب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم للسور ، فترتيب السور كان بتوقيفا من الصحابة رضي الله عنهم ، وأن كثير من السور كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو قول الجمهور والدليل على ذلك :
أن المصاحف الأولى التي كتبها الصحابة لأنفسهم كانت مختلفة في الترتيب كالتالي :
1-منهم من رتب حسب ترتيب النزول كمصحف علي بن أبي طالب وسالم مولى أبي حذيفة
2-منهم من رتب حسب الطول والقصر كمصحف ابن مسعود وأبي بن كعب .
هل يجب القراءة على ترتيب المصحف ؟
لا يجب ذلك كما ظاهر من حديث عائشة حين سألها رجل من العراق أن تريه مصحفها ليؤلف عليه فقالت : وما يضرك آية قرآت قبل .
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران .
- معنى قراءة القرآن منكسا :
المراد منه القراءة من أخر السورة إلى أولها ، وهو قول ابن بطال وشمس الدين محمود الأصفهاني .
قال المؤلف : ويحتمل النهي عن كراهة القراءة بغير ترتيب .
- سبب تقديم آل عمران على النساء في المصحف الإمام :
إما لأنها نزلت قبل سورة النساء ، أو لرعي المناسبة بين سورة البقرة وآل عمران في الافتتاح بقوله (ألم) .
أو لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرن بينهما بقوله (اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران ) .
- السور الطولى والقصرى :
المراعى فيه عدد الآيات لا عدد الكلمات والحروف .
- ترتيب نزول السور المكية والمدنية فيه ثلاث روايات :
رواية مجاهد وعطاء وجابر بن زيد عن ابن عباس ، والأخيرة هي التي اعتمدها المؤلف في تفسيره .
أسماء السور
جعلت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، والدليل قوله : (ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)
فائدة التسمية : تيسير المراجعة والمذاكرة ، وتمييز السورة عن غيرها .
كيفية التسمية :
الراجح أن التسمية غير مأثورة ، والظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوا عن النبي صلى الله عليه وسلم واشتهر في زمنه ، أو أخذ لها أشهر الأسماء
طريقة التسمية :
- إما بأوصافها كالفاتحة
- إما بالإضافة لشيء اختصت به كسورة لقمان
- إما بالإضافة لما كان ذكر فيها أوفى كسورة هود وإبراهيم
- إما بالإضافة لكلمات تقع في السورة نحو براءة
اختلف العلماء في تسمية السور على قولين :
القول الأول : من وافق على التسمية
الأدلة على ذلك :
ترجم البخاري باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة
كان شعار المسلمين يوم حنين (يا أصحاب سورة البقرة )
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (شيبتني هود وأخواتها)
القول الثاني : من منع ذلك واستدلوا بحديث أنس (لا تقولوا سوة البقرة ، ولكن قولوا السورة التي ذكر فيها كذا)
الراجح : القول الأول ، للآتي :
قال أحمد بن حنبل : الحديث منكر ، وذكر ابن الجوزي في الموضوعات
ولم يشتهر هذا المنع عن السلف .
والذين صححوا الحديث كابن حجر تأولوه على أن ذلك كان في مكة حتى لا يستهزأ المشركون بأسماء السور ، فلما هاجروا للمدينة زال سبب المنع .
- كتابة أسماء السور في المصاحف
لم يثبت الصحابة أسماء السور في المصحف الإمام ، وإنما اكتفوا بذكر البسملة في مبدأ السورة ، كراهة كتابة ما ليس بأية فيه
كتبت أسماء السور في عصر التابعين ، ولم ينكر عليهم ذلك .
نزول آيات السور
1-ربما نزلت السورة كاملة كالمرسلات
2-ربما نزلت نزولا متتابعا كالأنعام
3-ربما نزلت مفرقة أو نزلت السورتان مفرقتان في أوقات متداخلة ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو كتاب الوحي وبقول : (ضعوا هؤلاء الآيات في السورة كذا )
- نهاية كل سورة فكان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم .
جمع الصحابة للقرآن
- بعض الصحابة جمع القرآن كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كزيد ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وعبادة وأبي موسى وغيرهم .
- بعض الصحابة حفظ أكثر القرآن على تفاوت بينها
- كان النداء على الأنصار يوم حنين (يا أصحاب سورة البقرة) فلعلهم عكفوا على حفظها لأنها أول ما نزل في المدينة .


المقدمة التاسعة
المعاني التي تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها
- أشتهر العرب بالإيجاز وذلك لذكاء القرائح وفطنة السامعين ، فكثر في كلامهم المجاز والاستعارة والكناية وغيرها من السور البيانية والمحسنات البديعية .
فائدة الإيجاز في الكلام :
توفير المعاني وأداء ما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل تعلقها بالإذهان .
- أعجز القرآن البلغاء والفصحاء لأن أسلوبه جاء على أبدع مما كان العرب بعهدون ، فلم يسعهم إلا الإذعان له سواء من آمن كلبيد بن ربيعة ، أو من كفر كالوليد بن المغيرة .
إيجاز القرآن
إيجاز القرآن من أوجه إعجازه , والمراد به أن يودع في القرآن من المعاني والمقاصد أكثر ما تحتمله الألفاظ في أقل ما يمكن من المقدار بحسب ما تسعه اللغة الوارد بها ، ليحصل تمام المقصود من الإرشاد الذي جاء لأجله .
وجوه الإعجاز :
الوجه الأول : أن يحتمل معنى التركيب المحتمل معنين أو أكثر بحيث كان المعنى الأعلى مقصودا وما هو أدنى منه مرادا معه لا مرادا دونه سواء كانت دلالة التركيب عليه متساوية أو متفاوته ، ولو أن تبلغ حد التأويل ، أما إذا تساوى المعنيان فالأمر أظهر ، مثل قوله : (فأنساه الشيطان ذكر ربه) ففي كل من كلمة (ذكر) و ( ربه) معنيان .
- قد يحمل لفظ الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز الالفاظ ، ومثاله : قوله (إلا عن موعدة وعدها إياه) ووجه (أباه) .
- يراعى في معاني تراكيب القرآن المعاني المألوفة للعرب من هذه التراكيب ما لم يمنع من ذلك مانع صريح أو غالب من دلالة شرعية أو لغوية أو توقيفية .
- يحمل على هذا الوجه اختلاف القراءات المتواترة اختلافا يفضي إلى اختلاف المعاني .
- إذا اختلف علماء المسلمين فإن القرآن هو الحجة العامة بينهم ، وإن اختلفوا في حجية ما عدا ذلك .
- بيان دعوة القرآن للأمة بتدبره واستخراج معانيه في غير آية كقوله (فاتقوا الله ما استطعتم )
بعض الأمثلة على ذلك :
أ- بعض التفسيرات المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرد منها المعنى الأسبق من التركيب إلى أيقاظ الأذهان ، وذلك لأخذ أقصى المعاني من ألفاظ القرآن ، كتفسيره لقوله (استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم )
ب- ما ورد عن الصحابة ومن بعدهم في ذلك ، مثل ما روي عن عمرو بن العاص حين تمم من احتلام في شدة البرد متأولا قوله تعالى : (ولا تقتلوا أنفسكم )
ج - ما ورد عن بعض الفقهاء مثل الاستدلال على مشروعية الجعالة والكفالة بقوله (ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم) .
د- استدلال الشافعي على حجية الإجماع من قوله تعالى : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم ) .
الوجه الثاني : أن يحتمل معاني التركيب المحتمل معنيين فأكثر بينهما عدة وجوه ، منها :
أ- قد يكون بينهما عموم وخصوص ، فيحمل التركيب على جميع ما يحتمله ما لم يصرف بعض تلك المحامل صارف لفظي أو معنوي ، مثل قوله (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) تحمل على مجاهدة النفس ومقاتلة الأعداء .
ب- قد يكون بينهما تغايير بحسب إرادة المتكلم عرفا ، فيحمل على الأخذ بالجميع إيفاء بما عسى أن يكون مراد المتكلم .
ج- قد يكون ثاني المعنيين متولدا من المعنى الأول ، فيحمل عليه لأنه من مستتبعات التراكيب ، ومثاله ما ورد عن ابن عباس في تفسير قوله : (إذا جاء نصر الله والفتح) .
- يجب حمل معاني تراكيب القرآن على جميع المحامل ما لم يفضي إلى خلاف المقصود من السياق ، كقوله (لا ريب فيه هدي للمتقين ) إذا وقف على (لا ريب) أو (فيه) .
أسباب اختيار الله للغة العربية :
أوفر اللغات مادة ، وأقلها حروفا ، وأفصحها لهجة ، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم وأوفرها ألفاظا .
الألفاظ المشتركة في اللغة
اختلف علماء العربية وأصول الفقه في جواز استعمال المشترك في أكثر من معنى ، وحمل ألفاظ القرآن على هذا الاستعمال ، والسبب في الخلاف :
أنه غير وارد في كلام العرب قبل القرآن ، أو وقع بندرة .
- ذهب الغزالي وأبو الحسين البصري إلى أن يصح أن يراد بالمشترك عدة معان لكن بإرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة .
- وذهب جماعة إلى أن يصح إطلاق المشترك على عدة معاني إطلاقا لغويا ، واختلفوا في حقيقته أو مجازه :
أ- قال قوم هو من قبيل الحقيقة كالشافعي والباقلاني وجمهور المعتزلة
ب - قال قوم هو من قبيل المجاز كابن الحاجب ، ويؤخذ عليهم أنهم سهوا عن الفرق بين قرينة المجاز وقرينة المشترك
ج- وذهب قولم إلى صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي ، وعدم صحة ذلك في الإيجاب ، ونسب ذلك لبرهان علي المرغيناني ، قال المؤلف : وهذا القول لا يلتفت إليه .
الراجح لدى المؤلف : يصح حمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك أو التركيب المشترك ، وسواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية ، محضة أو مختلفة ، مثل قوله (ويبسطوا إليكم إيديهم وألسنتم بالسوء )
المترتب على هذا الأصل :
استخدام ذلك في الجمع بين المعاني أو ترجيح بعضها على بعض .
نتيجة إغفال هذا الأصل :
يؤدي ذلك إلى ترجيح معنى من المعاني التي يحتملها لفظ الآية ، ويلغي غير ذلك من المعاني .
طريقة المؤلف في ترجيح المعاني :
1-المعاني المتعددة التي يحتملها اللفظ تكون معاني في تفسير الآية
2-ترك معنى حمل عليه بعض المفسرين آيات من القرآن ليس لإبطاله ، وإنما لترجيح غيره ، أو اكتفاء بذكره تجنبا للإطالة .

المقدمة العاشرة
إعجاز القرآن
تفوق القرآن على كل كلام حتى عجز السابقون واللاحقون بالإتيان بمثله .
هدف المؤلف من هذه المقدمة :
- معرفة مدى إعجاز القرآن ونواحي إعجازه
- رؤية بلاغة القرآن ولطائف أدبه التي فتح الله بها العقول والبصائر والممالك ، كما ارتقى بالأدب العربي مرتقى لم يبلغه أدب أمة من قبل .
علاقة هذه المقدمة بالتفسير :
- لا يعد التفسير لمعاني القرآن تفسير كاملا ما لم يكن مشتملا على بيان دقائق وجوه البلاغة في الآية المفسرة .
اختلاف التفاسير من ناحية مبحث إعجاز القرآن :
- بعض التفاسير مقل مثل تفسير الزجاج وابن عطية
- بعض التفاسير مكثير مثل الكشاف
- بعض التفاسير لم يهمل هذا المبحث مثل أحكام القرآن لإسماعيل ابن اسحاق ، تفسير ابن عربي .
سبب العناية ببيان وجوه إعجاز القرآن :
1-أن القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الكبرى
2-أنه المعجزة الباقية والعامة
3-أنه المعجزة التي تحدى بها النبي صلى الله عليه وسلم معارضيه .
تحدي القرآن لمعارضيه
تحدي القرآن متواتر وعجز المتحدين أيضا متواتر على مر العصور .
اختلف العلماء في أسباب عجز المعارضين عن الإتيان بمثله :
1-ذهبت طائفة إلى الصرفة : وهي أن الله صرفهم عن معارضة القرآن ، وسلبهم المقدرة والداعي لذلك ، نسب ذلك القول إلى الأشعري ، والنظّام والشريف المرتضى والإسفرائيني ، وهو قول ابن حزم وكثير من المعتزلة .
2-ذهب الجمهور إلى أن السبب في ذلك هو بلوغ القرآن في درجات البلاغة والفصاحة مبلغا تعجز قدرة بلغاء العرب عن الإتيان بمثله .
3-ذهب جماعة أن إعجازه بمخالفة أسلوبه لأساليب كلامهم من أشعار وخطب ورسائل ، أو لسلامته من التناقض مع طوله واشتماله على أخبار ومغيبات .
- ذهب المؤلف إلى قول الجمهور ، واستدل ببقاء الآيات التي نسخ حكمها ، وبقيت متلوة في القرآن ثابتة في المصاحف ، وما فيها من بلاغة بحيث يكون مقدار ثلاث آيات متحدى بالإتيان بمثله مثل آية الوصية في سورة المائدة .
- وقع التحدي بسورة من القرآن وليس بعدة آيات ، والسبب في ذلك :
أن من أفانين البلاغة ما مرجعه إلى مجموع نظم الكلام وصوغه بسبب الغرض الذي سيق فيه ، وهذا يتوفر في السورة وليس في عدد من الآيات .
ملاك وجوه الأعجاز
يرجع الإعجاز إلى عدة جهات :
الجهة الأولى
وهي بلوغه الغاية القصوى من البلاغة مما يفيد معاني دقيقة ونكتا ، فلا يدانيه شيء من كلام البلغاء .
وهذه الجهة لها ناحيتين :
الناحية الأولى : وهي الطرف الأعلى من البلاغة والفصاحة ولاتي تسمى حد الإعجاز .
نواحي الإعجاز من هذه الناحية :
- تصدى أئمة البلاغة للموازنة بين ما جاء في القرآن ، وبين أبلغ ما حفظ عن العرب ، ومن هؤلاء الباقلاني وابن الأثير والسكاكي .
الدليل إلى إعجاز القرآن من هذه الناحية :
أن الله سبحانه تحدى بلغاء العرب أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطع أحد معارضته ، اعترافا بالحق أو ابتعادا بأنفسهم من الافتضاح ، فادعوا بعد عجزهم أنه (إن هو إلا سحر يؤثر) (سحر مستمر) (أساطير الأولين) وغير ذلك .
- الإعجاز من هذه الناحية يدرك ولا يمكن وصفه ، ومدركه هو الذوق ، وطريق اكتسابه بالذوق هو طول خدمة علمي المعاني والبيان .
الذوق : هو قوة إدراكية خاصة بإدراك لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية .
بعض خصوصيات القرآن الكريم
- خصوصية التقسيم : مثل ما روي عن أبي هريرة (قسمت الصلاة بيني وبين عبدى) .
- مراعاة التجنيس مثل : (وهم ينهون عنه وينئون عنه)
- مراعاة التطابق : (فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير
- مراعاة التنبه على ما فيه من التمثيل كقوله (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) .
ومن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم :
1-الالتفات : وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق أخر منها .
فوائد الالتفات : يجدد نشاط السامع ، فإذا انضم إليه غرض آخر صار من أفانين البلاغة .
2-التشبيه والاستعارة : ولها عند العرب مكانة وقدر عالي في باب البلاغة ، وقد جاء في القرآن ما أعجز العرف كقوله (واشتعل الرأس شيبا) .
3-تعدد دلالة نظم القرآن ، ومن ذلك
أ- دلالة وضعية تركيبية : يشاركها فيها الكلام العربي كله
ب- دلالة بلاغية : يشاركها فيها كلام البلغاء ولا يصل إلى مبلغ بلاغتها
ج- دلالة مطوية : قليلة في كلام البلغاء ، كثرت في القرآن
د- دلالة مواقع جملة بحسب ما قبلها وما بعدها ، ولا تأتي في كلام العرب لقصر أغراضه في قصائدهم بخلاف القرآن .
4-التقديم والتأخير : وله دقائق عجيبة كثيرة في القرآن
5-مراعاة المقام في نظم الكلام على خصوصيات بلاغية هو من إعجاز القرآن مثل قوله : (أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) وقوله (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) ، ومرجع هذا النوع من الإعجاز يسمى بالنكت البلاغية .
- هذه الناحية من الإعجاز هو أقوى نواحيه في القرآن ، والتي يتحقق بها إعجاز أقصر سور منه .
الناحية الثانية :
فصاحة اللفظ وانسجام النظم وخلوه من الثقل على اللسان .
فمن جهة الألفاظ : ما يسمى بتنافر حروف الكلمة أو الكلمات عند اجتماعها ، مثل : مستشزرات في معلقة امرئ القيس
- اتفق أئمة العربية على أن وقوع اللفظ المتنافر في أثناء الكلام الفصيح لا يخرجه عن وصف الفصاحة ، فلم يعب العرب على معلقة امرئ القيس .
تميز القرآن من جهة الألفاظ :
1-لم يقع في القرآن من هذا التنافر ، وما قيل في قوله (ألم أعهد إليكم ) ، وقوله (وعلى أمم ممن معك) يرد عليه : لم يبلغ حد الثقل ، وحسن دلالة اللفظ مقدم على مراعاة خفة لفظه .
2-مجيء القرآن بأحسن اللهجات ، وأخفها وهي لسان قريش
3-صراحة كلماته وشمولها لمعان عديدة مقصودة مثل كلمة الحرد في قوله (وغدو على حرد قادرين) .


الجهة الثانية
وهي ما أبدعه من أفانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في أساليب العرب ، ولا يخرج عما تسعه اللغة .
مميزات أساليب القرآن :
- ابتكر القرآن أساليب كثيرة تتنوع بتنوع المقاصد ، ومقاصدها تتنوع بتنوع أسلوب الإنشاء ، عكس العرب الذين التزموا طريقة واحدة وهي التي ألفوها في أسلوبي الشعر والخطابة رغم تنافسهم في ابتكار المعاني والتفاوت في التراكيب .
- تميز القرآن بسلاسة الأسلوب وسلامته من ارتكار ضرورة أو تقصير في بعض ما تقتضيه البلاغة ، ولم يرزح تحت قيوم الميزان عكس العرب الذين اضطروا لذلك ، فقد كان القرآن كلاما منثورا فاق في فصاحته وسلاسته على الألسنة كل كلام ، وخلت تراكيبه وكلماته من أقل تنافر .
- اشتمل القرآن على أنواع أساليب الكلام العربي ، وابتكر أساليب جديدة ، والحكمة من هذا التنوع ما يلي :
1-ظهور أنه من عند الله
2-أن يكون في ذلك زيادة التحدي للمتحدين به
أعظم الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب
1-أنه جاء بأسلوب يجمع بين مقصدين وهما : مقصد الموعظة ومقصد التشريع .
2-أسلوب التضمين : وهو الانتقال من فن لآخر بطرائق الاعتراض ، والتنظير ، والتذييل ، والإتيان بالمترادفات ، والإكثار من أسلوب الالتفات .
من فوائد هذا الأسلوب أنه يعين على استماع السامعين ، ويدفع سأمة الإطالة عنهم ، وهذا يتوافق مع غرض القرآن من الاستكثار من أزمان قراءته .
3-العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تقتضي التكرار من تهويل ونحوه ، كقوله (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما)
4-التخالف والتفنن في الأسلوب عند ذكر أشياء متساوية ، وهذا وقع كثيرا في القرآن ، نحو قوله (وكلا) البقرة ، و(فكلا) الأعراف .
وفائدة هذا التخالف : تلوين المعاني المعادة ، والتجديد في المعنى وتغاير الأسلوب .
5-اتساع أدب اللغة في القرآن : فتضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال والقصص والتوصيف والرواية ، وهو صالح لكل العقول ، متضمن لكل أغراض الحياة .
6-تميز أسلوب القرآن بسرعة الحفظ خفة الانتقال وذلك بابتكار أسلوب الفواصل المتماثلة في الأسماع .
7-تميز بكثرة المحسنات البديعية أكثر مما جاء في شعر العرب خاصة الجناس ، كقوله (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ، وكذلك الطباق كقوله : (كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير) .

مبتكرات القرآن
للقرآن مبتكرات تميز به نظمه عن بقية كلام العرب ، ومنها :
1-جاء على أسلوب يخالف الشعر ، ويخالف الخطابة بعض المخالفة ، وذلك كالتالي :
أ- جاء بطريقة يقصد منها حفظه وتلاوته
ب- جاء بجمل دالة على معان مفيدة محررة
ج- لم يأت بعمومات شأنها التخصيص غير مخصصة
د- لم يأت بمطلقات تستحق التقييد غير مقيدة .
2-جاء القرآن على أسلوب التقسيم والتسوير
3-الأسلوب القصصي في حكاية أحوال النعيم والعذاب في الآخرة كما في الأعراف .
4-حكاية أقوال المحكي عنهم بما يقتضيه أسلوب الإعجاز ، لا على الصيغة التي صدرت منها .
5-حكاية الأسماء الواقعة في القصص بما يناسب حسن مواقعها في الكلام من الفصاحة ، مثل تغيير شاول لطالوت .
6-توضيح الأمثال ، وإبداع تراكيبها مثل قوله (مثل الذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ...) الآية
7-عدم الالتزام بالأسلوب الواحد ، فكان لكل سورة لهجة خاصة ، وكذلك فواتحها .
8-أسلوب الإيجاز الذي يشمل على معاني متعددة كلها تصلح لها العبارة باحتمالات ينافيها اللفظ .
9-أسلوب الحذف مع عدم الالتباس ، كقوله (في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر)
10-حذف المضاف كقوله (ولكن البر من آمن بالله ..) الآية
11-حذف الجمل التي يدل الكلام على تقديرها ، كقوله (أن اضرب بعصاك البحر * فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم)
12-من بديع الإيجاز التضمين ، وهو أن يضمن الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر مع قرينة من حرف جر أو محمول فيحصل في الجملة معنيان كقوله (قل كل يعمل على شاكلته )
13-أسلوب الأطناب : كمقام توصيف الأحوال لإدخال الروع في قلب السامع كقوله (كلا إذا بلغت التراقي )
14-استعمال اللفظ المشترك في معنيين أو عدة معان بحسب اللغة ، وكذلك استعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي إذا صلح المقام لإرادتهما .
15-الإتيان بألفاظ تختلف معانيها باختلاف حروفها أو حركاتها ، كما في اختلاف كثير من القراءات ، كقوله (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) وقراءة (عند الرحمن).
16-تميز أسلوب القرآن أيضا بالجزالة والرقة ، فلا تخلو سورة من تكرار هذين الأسلوبين ، كقوله (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) .

عادات القرآن
- يحق على المفسر التعرف على عادات القرآن في نظمه وكلامه .
- تعرض السلف لبعض عادات القرآن ، ومن ذلك :
أ- ما ورد عن ابن عباس : كل كأس في القرآن فالمراد به الخمر .
ب- قال ابن عباس : كل (يا أيها الناس) المقصود به أهل مكة المشركين .
ج- قال ابن عيينة : (ما سمى الله مطر في القرآن إلا عذابا ) رواه البخاري .
د- بعض المعاني لا تكاد تفترق مثل : الصلاة والزكاة ، الجوع والخوف ، الجنة والنار ، المهاجرين والأنصار .
ه- قال الزمخشري والرازي : من عادة القرآن ما جاء بوعيد إلا أعقبه وعد ، ولا بنذارة إلا أعقبها بشارة .
بعض ما ذكره المؤلف من عادات :
1-كلمة (هؤلاء) إذا لم يرد بعدها عطف بيان فيراد بها المشركون ، كقوله : (بل متعت هؤلاء وآباءهم) .
2-إذا حكى المحاورات حكاها بلفظ خال من حروف العطف إلا إذا انتقل لمحاورة آخرى .

الجهة الثالثة
هي ما أودع الله فيه من معاني وإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغها عقول البشر وقت نزول القرآن .
- لم يكن للعرب علم سوى الشعر وما تضمنه من أخبار .
- أنواع العلم :
أ- علم اصطلاحي : هو ما تواضع الناس في عصر من العصور على أن صاحبه يعد من العلماء ، لذا فقد يتغير بتغيير العصور والأقطار .
ب- علم حقيقي : هو معرفة ما يؤدي لكمال الإنسان ، ويبلغ ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة .
- اشتمال القرآن على نوعي العلم
فالأول : علم أهل الكتاب ومعرفة الشرائع والأحكام وقصص الأنبياء والأمم
والثاني : ينقسم إلى : أ - قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه
ب- قسم يحتاج إدراك وجه أعجازه إلى العلم بقواعد العلوم .
وكلا العلمين دليل على أنه من عند الله ، إذ جاء به أمي في قوم لم يعلم أهله دقائق العلوم .
من طرق إعجازه العلمية :
دعا للنظر والاستدلال
شبه العلم بالنور وبالحياة ، فوضح فضائل العلوم .
الحجة في تعلق هذه الجهة بالإعجاز :
قوله عليه الصلاة والسلام : (ما من الأنبياء نبي إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)
ومن نكته :
أ- أن كل نبي جاء بمعجزة في أمر خاص كان قومه أعجب به وأعجز عنه .
ب- أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ليس من قبيل الأفعال ، بل ما في القرآن من دلالة على عجز البشر عن الإتيان بمثله من جهة اللفظ وجهة المعاني .
- هذه الجهة تثبت للقرآن بمجموعه لا بكل آية من آياته ، ولا سورة من سوره .
- إعجاز هذه الجهة ظاهر ، فلا قبل لهم بتلك العلوم
إعجازه لعامة الناس : أن تأتي هذه العلوم من رجل أمي نشأ بين أميين .
إعجازه لأهل الكتاب : لأنه جاء ينبئهم بما في كتبهم ، ونسخ دينهم ، وإظهار تحريفهم له .

الجهة الرابعة
وهي ما انطوى عليه من أخبار عن المغيبات مما يدل على أنه منزل من علام الغيوب ، ويدخل في هذه الجهة ما عدة عياض من وجوه الإعجاز وهو ما أنبأ به من أخبار القرون السابقة مما كان مقصورا علمه على الفذ من أحبار أهل الكتاب ، ومثاله قوله (ألم * غلبت الروم) .
ملاحظات على هذه الجهات :
1-إعجازه من الجهة الأولى والثانية : متوجه إلى :
أ- فصحاء وبلاغاء العرب بعجزهم على تحديه
ب- عامة العرب : فهم معجز لهم لإدراكهم عجز بلغائهم عن الإتيان بمثله ، وفي هذا دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .
ج - من تعلم لغة العرب ومارس بليغ كلامهم وآدابهم في مختلف العصور ، عن طريق ترجمة معانيه التشريعية والحكمية والعلمية والأخلاقية .
2-إعجازه من الجهة الثالثة : معجز للبشر قاطبة إعجازا مستمرا على مر العصور .
3-إعجازه من الجهة الرابعة : معجز لأهل عصر نزوله إعجازا تفصيليا ، ومعجز لمن يجيء بعدهم ممن يبلغه ذلك .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 06:21 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل مقدمة ابن عاشور (القسم الثاني)
المقدمة السابعة :
-الغرض من سرد القصص في القران الكريم :
هو ذكر وموعظة لأهل الدين.
-معنى قصة :
القصة : الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها، فليس ما في القرآن من ذكر الأحوال الحاضرة في زمن نزوله قصصا مثل ذكر وقائع المسلمين مع عدوهم. وجمع القصة قصص بكسر القاف، وأما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص، وهو مصدر سمي به المفعول، يقال: قص علي فلان إذا أخبره بخبر.
-كيفية سرد القصص في القران :
القرآن يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما عداه ليكون تعرضه للقصص منزها عن قصد التفكه بها.
-الغاية من تفريق القصص بين السور :
الغاية من سرد القصص مفرقة موزعة على مقامات تناسبها، لأن معظم الفوائد الحاصلة منها لها علاقة بذلك التوزيع، هو ذكر وموعظة لأهل الدين فهو بالخطابة أشبه.
-أسلوب القران في سرد القصص:
للقرآن أسلوب خاص هو الأسلوب المعبر عنه بالتذكير وبالذكر في آيات كثيرة .
-مميزات سوق القصص في مناسباتها:
سوقها في مناسباتها يكسبها صفتين: صفة البرهان وصفة التبيان.
-مميزات قصص القران :
من مميزات قصص القرآن نسج نظمها على أسلوب الإيجاز ليكون شبهها بالتذكير أقوى من شبهها بالقصص، مثال ذلك قوله تعالى في سورة القلم: {فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} فقد حكيت مقالته هذه في موقع تذكيره أصحابه بها لأن ذلك محز حكايتها ولم تحك أثناء قوله: {إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} وقوله: {فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين}.
ومن مميزاتها طي ما يقتضيه الكلام الوارد كقوله تعالى في سورة يوسف: {واستبقا الباب} فقد طوي ذكر حضور سيدها وطرقه الباب وإسراعهما إليه لفتحه، فإسراع يوسف ليقطع عليها ما توسمه فيها من المكر به لتري سيدها أنه أراد بها سوءا. وإسراعها هي لضد ذلك لتكون البادئة بالحكاية فتقطع على يوسف ما توسمته فيه من شكاية. فدل على ذلك ما بعده من قوله: {وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا} الآيات، ومنها أن القصص بثت بأسلوب بديع إذ ساقها في مظان الاتعاظ بها مع المحافظة على الغرض الأصلي الذي جاء به القرآن من تشريع وتفريع .
-فوائد سوق القصص في القران الكريم :
الفائدة الأولى: في سردهاتحديا لأهل الكتاب، وتعجيزا لهم بقطع حجتهم على المسلمين، قال تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} وبذلك انقطعت صفة الأمية عن المسلمين في نظر اليهود، وانقطعت ألسنة المعرضين بهم بأنهم أمة جاهلية.
الفائدة الثانية:ذكر تاريخ المشرعين، قال تعالى: (وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير) الآية.
الفائدة الثالثة: ما فيها من فائدة التاريخ من معرفة ترتب المسببات على أسبابها في الخير والشر والتعمير والتخريب لتقتدي الأمة وتحذر، قال تعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا} وما فيها من فائدة ظهور المثل العليا في الفضيلة وزكاء النفوس أو ضد ذلك.
الفائدة الرابعة: ما فيها من موعظة المشركين بما لحق الأمم التي عاندت رسلها، وعصت أوامر ربها حتى يرعووا عن غلوائهم، ويتعظوا بمصارع نظرائهم وآبائهم.
الفائدة الخامسة: تحدي المشركين بابتكار أسلوب جديد في حكاية القصص وهو أسلوب التوصيف والمحاورة،وهو أسلوب جديد في البلاغة العربية شديد التأثير في نفوس أهل اللسان، وهو من إعجاز القرآن.
الفائدة السادسة:التوسيع لعلم المسلمين بإحاطتهم بوجود الأمم ومعظم أحوالها.
الفائدة السابعة: تعويد المسلمين على معرفة سعة العالم وعظمة الأمم والاعتراف لها بمزاياها حتى تدفع عنهم وصمة الغرور كما وعظهم قوله تعالى عن قوم عاد: {وقالوا من أشد منا قوة} فإذا علمت الأمة جوامع الخيرات وملائمات حياة الناس تطلبت كل ما ينقصها مما يتوقف عليه كمال حياتها وعظمتها.
الفائدة الثامنة: إنشاء همة السعي إلى سيادة العالم في المسلمين كما ساده أمم من قبلهم ليخرجوا من الخمول الذي كان عليه العرب.
الفائدة التاسعة: معرفة أن قوة الله تعالى فوق كل قوة، وأن الله ينصر من ينصره، وأنهم إن أخذوا بوسيلتي البقاء: من الاستعداد والاعتماد؛ سلموا من تسلط غيرهم عليهم. وذكر العواقب الصالحة لأهل الخير، وكيف ينصرهم الله تعالى كما في قوله: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}.
الفائدة العاشرة: أنها يحصل منها بالتبع فوائد في تاريخ التشريع والحضارة وذلك يفتق أذهان المسلمين للإلمام بفوائد المدنية كقوله تعالى: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله} .
-مقاصد تكرار القصص في سور القران :
أحدها: رسوخها في الأذهان بتكريرها.
الثاني: ظهور البلاغة،و ذلك وجه من وجوه الإعجاز.
الثالث: أن يسمع اللاحقون من المؤمنين في وقت نزول القرآن ذكر القصة التي كانت فاتتهم مماثلتها قبل إسلامهم أو في مدة مغيبهم، فإن تلقي القرآن عند نزوله أوقع في النفوس من تطلبه من حافظيه.
الرابع: أن جمع المؤمنين جميع القرآن حفظا كان نادرا بل تجد البعض يحفظ بعض السور فيكون الذي حفظ إحدى السور التي ذكرت فيها قصة معينة عالما بتلك القصة. كعلم من حفظ سورة أخرى ذكرت فيها تلك القصة.
الخامس: أن تلك القصص تختلف حكاية القصة الواحدة منها بأساليب مختلفة ويذكر في بعض حكاية القصة الواحدة ما لم يذكر في بعضها الآخر وذلك لأسباب:
منها تجنب التطويل في الحكاية الواحدة فيقتصر على موضع العبرة منها في موضع وبذكر آخر في موضع آخر فيحصل من متفرق مواضعها في القرآن كمال القصة أو كمال المقصود منها، وفي بعضها ما هو شرح لبعض.
ومنها أن يكون بعض القصة المذكور في موضع مناسبا للحالة المقصودة من سامعيها.
المقدمة الثامنة
-موضوع علم التفسير :
هو لتبيان معاني القران وما يشتمل عليه من إرشاد وهدى وآداب وإصلاح حال الأمة في جماعتها وفي معاملتها مع الأمم التي تخالطها: بفهم دلالته اللغوية والبلاغية.
-المراد بالقران :
القرآن هو الكلام الذي أوحاه الله تعالى كلاما عربيا إلى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل على أن يبلغه الرسول إلى الأمة باللفظ الذي أوحي به إليه للعمل به ولقراءة ما يتيسر لهم أن يقرأوه منه في صلواتهم وجعل قراءته عبادة.
وجعله كذلك آية على صدق الرسول في دعواه الرسالة عن الله إلى الخلق كافة بأن تحدى منكريه والمترددين فيه من العرب وهم المخاطبون به الأولون بأنهم لا يستطيعون معارضته، ودعاهم إليها فلم يفعلوا.
-معنى القران:
هو اسم للكلام الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جملة المكتوب في المصاحف المشتمل على مائة وأربع عشرة سورة، أولاها الفاتحة وأخراها سورة الناس. صار هذا الاسم علما على هذا الوحي. وهو على وزن فعلان وهي زنة وردت في أسماء المصادر مثل غفران، وشكران وبهتان، ووردت زيادة النون في أسماء أعلام مثل عثمان وحسان وعدنان، واسم قرآن صالح للاعتبارين لأنه مشتق من القراءة لأن أول ما بدئ به الرسول من الوحي {اقرأ باسم ربك} الآية. وقال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} فهمزة قرآن أصلية ووزنه فعلان ولذلك اتفق أكثر القراء على قراءة لفظ قرآن مهموزا حيثما وقع في التنزيل ولم يخالفهم إلا ابن كثير قرأه بفتح الراء بعدها ألف على لغة تخفيف المهموز وهي لغة حجازية، والأصل توافق القراءات في مدلول اللفظ المختلف في قراءته. وقيل هو قرآن بوزن فعال، من القرن بين الأشياء أي الجمع بينها لأنه قرنت سوره بعضها ببعض وكذلك آياته وحروفه وسمي كتاب الله قرآنا كما سمي الإنجيل الأنجيل، وليس مأخوذا من قرأت، ولهذا يهمز قرأت ولا يهمز القرآن فتكون قراءة ابن كثير جارية على أنه اسم آخر لكتاب الله على هذا الوجه. ومن الناس من زعم أن قران جمع قرينة أي اسم جمع، إذ لا يجمع مثل قرينة على وزن فعال في التكثير فإن الجموع الواردة على وزن فعال محصورة ليس هذا منها، والقرينة العلامة، قالوا لأن آياته يصدق بعضها بعضا فهي قرائن على الصدق.كما قال ابن عاشور
أسماء القران :
القرآن هو الاسم الذي جعل علما على الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يسبق أن أطلق على غيره قبله، وهو أشهر أسمائه وأكثرها ورودا في آياته وأشهرها دورانا على ألسنة السلف.
وله أسماء أخرى هي في الأصل أوصاف أو أجناس أنهاها في الإتقان إلى نيف وعشرين.
أشهر أسماء القران :
الذي اشتهر إطلاقه عليه منها ستة: التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي، وكلام الله.
معنى الفرقان :
الفرقان هو في الأصل اسم لما يفرق به بين الحق والباطل وهو مصدر، وقد وصف يوم بدر بيوم الفرقان وأطلق على القرآن في قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} وقد جعل هذا الاسم علما على القرآن بالغلبة مثل التوراة على الكتاب الذي جاء به موسى والإنجيل على الوحي الذي أنزل على عيسى .
وجه تسمية القران بالفرقان :
وجه تسميته الفرقان أنه امتاز عن بقية الكتب السماوية بكثرة ما فيه من بيان التفرقة بين الحق والباطل.
معنى التنزيل:
التنزيل هو مصدر نزل، أطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء قال تعالى: {تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون} وقال: { تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين}
معنى الكتاب:
أما الكتاب فأصله اسم جنس مطلق ومعهود.
وجه تسمية القران بالكتاب:
سمي كتابا لأن الله جعله جامعا للشريعة فأشبه التوراة لأنها كانت مكتوبة في زمن الرسول المرسل بها، وأشبه الإنجيل الذي لم يكتب في زمن الرسول الذي أرسل به ولكنه كتبه بعض أصحابه وأصحابهم
الغرض من الامر بكتابة القران في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
ليكون حجة على الذين يدخلون في الإسلام ولم يتلقوه بحفظ قلوبهم.
الحكمة من تسمية القران بالكتاب :
هذه التسمية معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم بأن ما أوحي إليه سيكتب في المصاحف قال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها} وقال {وهذا كتاب[2] مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون}.
كتاب الوحي:
من أولهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان. وقد وجد جميع ما حفظه المسلمون في قلوبهم على قدر ما وجدوه مكتوبا يوم أمر أبو بكر بكتابة المصحف.
معنى الذكر:
قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} أي لتبينه للناس، وذلك أنه تذكير بما يجب على الناس اعتقاده والعمل به.
وجه تسمية القران بالوحي:
وجه هذه التسمية أنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك وذلك الإلقاء يسمى وحيا لأنه يترجم عن مراد الله تعالى فهو كالكلام المترجم عن مراد الإنسان، ولأنه لم يكن تأليف تراكيبه من فعل البشر.
القران كلام الله :
قال تعالى {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

وقت تسمية القران المكتوب بالمصحف:
سمي بذلك في زمن أبي بكر رضي الله عنه لما أمر بجمع القرآن وكتابته كتبوه على الورق فقال للصحابة: التمسوا اسما، فقال بعضهم سموه إنجيلا فكرهوا ذلك من أجل النصارى، وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه من أجل أن اليهود يسمون التوراة السفر. فقال عبد الله ابن مسعود: رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه مصحفا يعني أنه رأى كتابا غير الإنجيل
معنى الاية :
الآية: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا، فقولي ولو تقديرا لإدخال قوله تعالى: {مدهامتان} إذ التقدير هما مدهامتان، ونحو {والفجر} إذ التقدير أقسم بالفجر.
وإلحاقا :لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة فقد عد أكثرها في المصاحف آيات ما عدا: آلر، وآلمر، وطس، وذلك أمر توقيفي وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيرها.
سبب التسمية بآية :
لأنها دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام، ولأنها لوقوعها مع غيرها من الآيات جعلت دليلا على أن القرآن منزل من عند الله وليس من تأليف البشر إذ قد تحدى النبيء به أهل الفصاحة والبلاغة من أهل اللسان العربي فعجزوا عن تأليف مثل سورة من سوره.
تحديد مقادير الآيات:
هومروي عن النبيء صلى الله عليه وسلم وقد تختلف الرواية في بعض الآيات وهو محمول على التخيير في حد تلك الآيات التي تختلف فيها الرواية في تعيين منتهاها ومبتدأ ما بعدها.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم على علم به .
قال أبو بكر ابن العربي وتحديد الآية من معضلات القرآن، فمن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام.
حكم عد الآي :
قال الزمخشري الآيات علم توقيفي.
وقال ابن عاشور: لا يبعد أن يكون تعيين مقدار الآية تبعا لانتهاء نزولها وأمارته وقوع الفاصلة.
حكم إثبات البسملة بين الأنفال وبراءة وعدها :
قال مكي بن أبي طالب: قد أجمع أهل العدد من أهل الكوفة والبصرة والمدينة والشام على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة، وإنما اختلفوا في عدها وتركها في سورة الحمد لا غير، فعدها آية الكوفي والمكي ولم يعدها آية البصري ولا الشامي ولا المدني.
عد أهل الأمصار للآيات :
عد بعض السور أن المصحف المدني عد آيها أكثر مما في الكوفي، ولو عنوا عد البسملة لكان الكوفي أكثر.
عد أهل المدينة :
وكان لأهل المدينة عددان، يعرف أحدهما بالأول ويعرف الآخر بالأخير، ومعنى ذلك أن الذين تصدوا لعد الآي بالمدينة من أئمة القراء هم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو نصاح شيبة بن نصاح، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وإسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصاري، وقد اتفق هؤلاء الأربعة على عدد وهو المسمى بالعدد الأول، ثم خالفهم إسماعيل بن جعفر بعدد انفرد به وهو الذي يقال له العدد الثاني،و هذا ينسب إلى أيوب ابن المتوكل البصري المتوفي سنة 200.
عد أهل مكة :
لأهل مكة عدد واحد، وربما اتفقوا في عدد آي السورة المعينة، وربما اختلفوا، وقد يوجد اختلاف تارة في مصاحف الكوفة والبصرة والشام، كما نجد في تفسير المهدوي وفي كتب علوم القرآن، ولذلك تجد المفسرين يقولون في بعض السور عدد آيتها في المصحف الفلاني كذا.
معنى فواصل الآيات :
الفواصل هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب، مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها وتكرر في السورة تكررا يؤذن بأن تماثلها أو تقاربها مقصود من النظم في آيات كثيرة متماثلة، تكثر وتقل، وأكثرها قريب من الأسجاع في الكلام المسجوع.
وكلها منتهى آيات ولو كان الكلام الذي تقع فيه لم يتم فيه الغرض المسوق إليه، وأنه إذا انتهى الغرض المقصود من الكلام ولم تقع عند انتهائه فاصلة لا يكون منتهى الكلام نهاية آية إلا نادرا كقوله تعالى: {ص * والقرآن ذي الذكر} فهذا المقدار عد آية وهو لم ينته بفاصلة، ومثله نادر.
فائدة الوقوف عند الفواصل:
لتقع في الأسماع فتتأثر نفوس السامعين بمحاسن ذلك التماثل، كما تتأثر بالقوافي في الشعر وبالأسجاع في الكلام المسجوع. فإن قوله تعالى: {إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون} آية {في الحميم ثم في النار يسجرون} آية {ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون} آية {من دون الله} إلى آخر الآيات. فقوله: {في الحميم} متصل بقوله: {يسحبون} وقوله: {من دون الله} متصل بقوله: {تشركون} وينبغي الوقف عند نهاية كل آية منها.
العبرة من فواصل السور:
العبرة فيها بتماثل صيغ الكلمات من حركات وسكون وهي أكثر شبها بالتزام ما لا يلزم في القوافي. وأكثرها جار على أسلوب الأسجاع.
حكم الوقف على رؤوس الآي :
عن أبي عمرو قال بعضهم: الوقف على رؤوس الآي سنة. وفيه عن البيهقي في شعب الإيمان: الأفضل الوقف على رؤوس الآيات وان تعلقت بما بعدها اتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، وفي سنن أبي داود عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم يقف. {الحمد لله رب العالمين} ثم يقف { الرحمن الرحيم} ثم يقف.
حكم الحروف المقطعة:
بعضهم عدها آية وعدها بعضهم بعض آية
مقادير الكلمات في الآيات :
آيات القرآن متفاوتة في مقادير كلماتها فبعضها أطول من بعض ولذلك فتقدير الزمان بها في قولهم: مقدار ما يقرأ القارئ خمسين آية مثلا، تقدير تقريبي، وتفاوت الآيات في الطول تابع لما يقتضيه مقام البلاغة من مواقع كلمات الفواصل على حسب ما قبلها من الكلام.
أطول آية :
وأطول آية قوله تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح، وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة ودونهما قوله تعالى: { حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {إن الله كان غفورا رحيما} في سورة النساء.
(أطول آية هي آية الدين )في سورة البقرة
أقصر آية:
وأقصر آية في عدد الكلمات قوله تعالى: {مدهامتان}. في سورة الرحمن وفي عدد الحروف المقطعة قوله: {طه}.
عد الآي في القران :
قال أبو عمرو الداني في كتاب العدد: أجمعوا على أن عدد آيات القرآن يبلغ ستة آلاف آية، واختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال ومائتين وأربع آيات، وقيل وأربع عشرة، وقيل وتسع عشرة، وقيل وخمسا وعشرين، وقيل وستا وثلاثين، وقيل وستمائة وست عشرة.
حكم ترتيب الآيات :
هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي.
والدليل أن زيد بن ثابت حين كتب المصحف لأبي بكر لم يخالف في ترتيب آي القرآن.
وأيضا عندما جمع القرآن في عهد أبي بكر لم يؤثر عنهم أنهم ترددوا في ترتيب آيات من إحدى السور ولا أثر عنهم إنكار أو اختلاف فيما جمع من القرآن فكان موافقا لما حفظته حوافظهم، قال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابن الأنباري: كانت الآية تنزل جوابا لمستخبر يسأل ويوقف جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم على موضع الآية.
واتساق الحروف واتساق الآيات واتساق السور كله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحكمة من كتابة القران:
حكمة الأمر بالكتابة أن يرجع إليها المسلمون عندما يحدث لهم شك أو نسيان ولكن ذلك لم يقع.
حكم اتساق الحروف والكلمات في القران :
اتساق الحروف واتساق الآيات واتساق السور كله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلهذا كان الأصل في آي القرآن أن يكون بين الآية ولاحقتها تناسب في الغرض.
مناسبات النزول في القران:
لما كان تعيين الآيات التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضعها في موضع معين غير مروي إلا في عدد قليل، كان حقا على المفسر أن يتطلب مناسبات لمواقع الآيات ما وجد إلى ذلك سبيلا موصلا وإلا فليعرض عنه ولا يكن من المتكلفين.
الغرض الأكبر للقران :
الغرض الأكبر للقرآن هو إصلاح الأمة بأسرها.
معنى الوقف :
الوقف هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة
تأثير الوقوف على المعاني:
والوقف عند انتهاء جملة من جمل القرآن قد يكون أصلا لمعنى الكلام فقد يختلف المعنى باختلاف الوقف مثل قوله تعالى: (وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير) فإذا وقف عند كلمة (قتل) كان المعنى أن أنبياء كثيرين قتلهم قومهم وأعداؤهم.
حكم الوقف:
وليس في القران من وقف يجب
ولا حرام غير ماله سبب
كما قال ابن الجزري رحمه الله في منظومته
وبعضهم استحسن أن يكون الوقف عند نهاية الكلام

أقسام الوقف:
الوقف ينقسم إلى أكيد حسن ودونه وكل ذلك تقسيم بحسب المعنى
معنى السكت:
هو قطع الصوت حصة أقل من حصة قطعه عندالوقف وان يكون ما يتطلب المعنى الوقف عليه قبل تمام المعنى.
فنحو قوله تعالى: {يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم} لو وقف القاري على قوله: {الرسول} لا يخطر ببال العارف باللغة أن قوله: {وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم} تحذير من الإيمان بالله، وكيف يخطر ذلك وهو موصوف بقوله: {ربكم} فهل يحذر أحد من الإيمان بربه.
الابتداء القبيح :
نحو قوله تعالى: {يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم} لو وقف القاري على قوله: {الرسول} لا يخطر ببال العارف باللغة أن قوله: {وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم} تحذير من الإيمان بالله، وكيف يخطر ذلك وهو موصوف بقوله: {ربكم} فهل يحذر أحد من الإيمان بربه.
فائدة تعدد الوقف:
قد يحصل به ما يحصل بتعدد وجوه القراءات من تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات. فقوله تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا} فإذا وقف على {قواريرا} الأول كان { قوارير} الثاني تأكيدا لرفع احتمال المجاز في لفظ {قواريرا}، واذا وقف على {قوارير} الثاني كان المعنى الترتيب والتصنيف، كما يقال: قرأ الكتاب بابا بابا، وحضروا صفا صفا. وكان قوله: {من فضة} عائدا إلى قوله: {بآنية من فضة}
أشهر من ضبطوا الوقف:
أشهر من تصدى لضبط الوقوف أبو محمد بن الانباري، وأبو جعفر بن النحاس، وللنكزاوي أو النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان، واشتهر بالمغرب من المتأخرين محمد بن أبي جمعة الهبطي المتوفي سنة 930.
معنى السورة:
السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران، مسماة باسم مخصوص، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر في غرض تام ترتكز عليه معاني آيات تلك السورة، ناشئ عن أسباب النزول، أو عن مقتضيات ما تشتمل عليه من المعاني المتناسبة.
وتسمية القطعة المعينة من عدة آيات القرآن سورة من مصطلحات القرآن، وشاعت تلك التسمية عند العرب حتى المشركين منهم
مقدار الآيات الذي ستمى به سورة
ثلاث آيات وهذا مأخوذ من استقراء سور القرآن مع حديث عمر فيما رواه أبو داود عن الزبير قال جاء الحارث بن خزيمة هو المسمى في بعض الروايات خزيمة وأبا خزيمة بالآيتين من آخر سورة براءة فقال: أشهد أني سمعتهما من رسول الله. فقال عمر: وأنا أشهد لقد سمعتهما منه، ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة إلخ، فدل على أن عمر ما قال ذلك إلا عن علم بأن ذلك أقل مقدار سوره.
الوجه الذي سميت به القطعة من القران سورة:
وجه تسمية الجزء المعين من القرآن سورة قيل مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو وهو الجدار المحيط بالمدينة أو بمحلة قوم زادوه هاء تأنيث في آخره مراعاة لمعنى القطعة من الكلام، كما سموا الكلام الذي يقوله القائل خطبة أو رسالة أو مقامة. وقيل مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب بمناسبة أن السؤر جزء مما يشرب، ثم خففوا الهمزة بعد الضمة فصارت واوا، قال ابن عطية: وترك الهمز في سورة هو لغة قريش ومن جاورها من هذيل وكنانة وهوازن وسعد بن بكر، وأما الهمز فهو لغة تميم، وليست إحدى اللغتين بدالة على أن أصل الكلمة من المهموز أو المعتل، لأن للعرب في تخفيف المهموز وهمز المخفف من حروف العلة طريقتين، كما قالوا أجوه وإعاء وإشاح، في وجوه ووعاء ووشاح، وكما قالوا الذئب بالهمز والذيب بالياء. قال الفراء: ربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس مهموزا كما قالوا رثأت الميت ولبأت بالحج وحلأت السويق بالهمز.
إجماع الصحابة على عدد سور القران:
لم يحفظ عن جمهور الصحابة حين جمعوا القرآن أنهم ترددوا ولا اختلفوا في عدد سوره، وأنها مائة وأربع عشرة سورة.
حكم ترتيب الآيات في السور :
ترتيب الآيات في السور هو بتوقيف من النبيء صلى الله عليه وسلم، وكذلك عزا ابن عطية إلى مكي بن أبي طالب وجزم به السيوطي في الإتقان، وبذلك يكون مجموع السورة من الآيات أيضا توقيفيا، ولذلك نجد في الصحيح أن النبيء صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة سورة كذا وسورة كذا من طوال وقصار، ومن ذلك حديث صلاة الكسوف، وفي الصحيح أن رجلا سأل النبيء صلى الله عليه وسلم أن يزوجه امرأة فقال له النبي: ((هل عندك ما تصدقها?)) قال: "لا"، فقال: ((ما معك من القرآن?)) قال: سورة كذا وسورة كذا لسور سماها، فقال: ((قد زوجتكها بما معك من القرآن))
أسماء السور:
أسماء السور جعلت لها من عهد نزول الوحي، والمقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة، وقد دل حديث ابن عباس الذي ذكر آنفا أن النبيء صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا))، فسورة البقرة مثلا كانت تلقب بالسورة التي تذكر فيها البقرة.
حكم تسوير القران :
وتسوير القرآن من السنة في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم، فقد كان القرآن يومئذ مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها، ولم يخالف في ذلك إلا عبد الله بن مسعود فإنه لم يثبت المعوذتين في سور القرآن، وكان يقول "إنما هما تعوذ أمر الله رسوله بأن يقوله وليس هو من القرآن، وأثبت القنوت الذي يقال في صلاة الصبح، على أنه سورة من القرآن سماها سورة الخلع والخنع. وجعل سورة الفيل وسورة قريش سورة واحدة. وكل ذلك استنادا لما فهمه من نزول القرآن.
المقصود من تسمية السور:
المقصود من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة.
فائدة تسمية السور :
فائدة التسمية أن تكون بما يميز السورة عن غيرها.
أصل أسماء السور:
أصل أسماء السور أن تكون بالوصف كقولهم السورة التي يذكر فيها كذا، ثم شاع فحذفوا الموصول وعوضوا عنه الإضافة فقالوا سورة ذكر البقرة مثلا، ثم حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه فقالوا سورة البقرة. أو أنهم لم يقدروا مضافا- وأضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة.
فائدة التسوير :
فائدة التسوير ما قاله صاحب الكشاف في تفسير قوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله} إن الجنس إذا انطوت تحته أنواع كان أحسن وأنبل من أن يكون ببانا واحدا، وأن القارئ إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ في آخر كان أنشط له وأهز لعطفه كالمسافر إذا علم أنه قطع ميلا أو طوى فرسخا.
حكم ترتيب السور في المصاحف :
قال أبو بكر الباقلاني: يحتمل أن النبيء صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بترتيبها كذلك، ويحتمل أن يكون ذلك من اجتهاد الصحابة، وقال الداني: كان جبريل يوقف رسول الله على موضع الآية وعلى موضع السورة. وفي المستدرك عن زيد بن ثابت أنه قال: كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع قال البيهقي: تأويله أنهم كانوا يؤلفون آيات السور. ونقل ابن عطية عن الباقلاني الجزم بأن ترتيب السور بعضها إثر بعض هو من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان، قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من السور مالم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت كتابة المصحف.
قال ابن عاشور : لا شك أن طوائف من سور القرآن كانت مرتبة في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم على ترتيبها في المصحف الذي بأيدينا اليوم الذي هو نسخة من المصحف الإمام الذي جمع وكتب في خلافة أبي بكر الصديق ووزعت على الأمصار نسخ منه في خلافة عثمان ذي النورين فلا شك في أن سور المفصل كانت هي آخر القرآن ولذلك كانت سنة قراءة السور في الصلوات المفروضة أن يكون في بعض الصلوات من طوال المفصل وفي بعضها من وسط المفصل وفي بعضها من قصار المفصل. وأن طائفة السور الطولى الأوائل في المصحف كانت مرتبة في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم أول القرآن.
مصاحف الصحابة:
كان لبعض الصحابة مصاحف خاصة بهم وكان ترتيبها مختلف عن ترتيب عثمان رضي الله عنه كمصحف عبد الله بن مسعود وغيره لكن بعد الإجماع على المصحف العثماني لزم الالتزام بهذا الترتيب .
حكم القراءة بمخالفة ترتيب المصحف :
قال ابن بطال: "لا نعلم أحدا قال بوجوب القراءة على ترتيب السور في المصحف بل يجوز أن تقرأ الكهف قبل البقرة.
المراد من النهي عن قراءة القران منكسا
المراد منه أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها.قال ابن عاشور : أو يحمل النهي على الكراهة.
مايراعى فيهالطولي و القصري في السور:
الطولى والقصرى في السور مراعى فيه عدد الآيات لا عدد الكلمات والحروف.
حكم القول سورة كذا :
روي في ذلك من حديث عن أنس مرفوعا ((لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله)) فقال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، ولكن ابن حجر أثبت صحته. ويذكر عن ابن عمر أنه كان يقول مثل ذلك ولا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره البيهقي في شعب الإيمان، وكان الحجاج بن يوسف يمنع من يقول سورة كذا ويقول قل السورة التي يذكر فيها كذا، والذين صححوا حديث أنس تأولوه وتأولوا قول ابن عمر بأن ذلك كان في مكة حين كان المسلمون إذا قالوا: سورة الفيل وسورة العنكبوت مثلا هزأ بهم المشركون، وقد روي أن هذا سبب نزول قوله تعالى: {إنا كفيناك المستهزئين} فلما هاجر المسلمون إلى المدينة زال سبب النهي فنسخ، وقد علم الناس كلهم معنى التسمية. ولم يشتهر عن السلف هذا المنع ولهذا ترجم البخاري في كتاب فضائل القرآن بقوله: باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وسورة كذا وأخرج فيه أحاديث تدل على أنهم قالوا سورة البقرة، سورة الفتح، سورة النساء، سورة الفرقان، سورة براءة، وبعضها من لفظ النبيء صلى الله عليه وسلم، وعليه فللقائل أن يقول سورة البقرة أو التي يذكر فيها البقرة، وأن يقول سورة والنجم وسورة النجم، وقرأت النجم وقرأت والنجم، كما جاءت هذه الإطلاقات في حديث السجود في سورة النجم عن ابن عباس.
والظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها ولو كانت التسمية غير مأثورة، فقد سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع كما مر، فتعين أن تكون التسمية من وضعه، وقد اشتهرت تسمية بعض السور في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم وسمعها وأقرها وذلك يكفي في تصحيح التسمية.
كيفية نزول السور:
التنزيل نزل منجما وذلك في آيات القران وسوره فربما نزلت السورة جميعا دفعة واحدة كما نزلت سورة الفاتحة وسورة المرسلات من السور القصيرة، وربما نزلت نزولا متتابعا كسورة الأنعام، وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة، وربما نزلت السورة مفرقة ونزلت السورتان مفرقتان في أوقات متداخلة، روى الترمذي عن ابن عباس عن عثمان بن عفان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، أي في أوقات متقاربة فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب الوحي فيقول: ((ضعوا هؤلاء الآيات في السورة كذا)). ولذلك فقد تكون السورة بعضها مكيا وبعضها مدنيا. وكذلك تنهية كل سورة كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت نهايات السور معلومة، كما يشير إليه حديث ((من قرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران)) وقول زيد بن ثابت فقدت آخر سورة براءة.
حكم إثبات أسماء السور في القران
ترتيب نزول السور:
ترتيب نزول السور المكية ونزول السور المدنية ففيه ثلاث روايات، إحداها رواية مجاهد عن ابن عباس، والثانية رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس، والثالثة لجابر بن زيد ولا يكون إلا عن ابن عباس، وهي التي اعتمدها الجعبري في منظومته التي سماها تقريب المأمول في ترتيب النزول .
الاختلاف في المكي والمدني:
الاختلاف بينهم في تعيين المكي والمدني من سور القرآن خلاف ليس بكثير. وأن ترتيب المصحف تخللت فيه السور المكية والمدنية.
الجامعون الأولون للقران من الصحابة
من الصحابة من جمع من القرآن كله في حياة رسول الله زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري، وحفظ كثير من الصحابة أكثر القرآن على تفاوت بينهم.
المقدمة التاسعة
-صفات العرب :
العرب أمة جبلت على ذكاء القرائح وفطنة الأفهام، فعلى دعامة فطنتهم وذكائهم أقيمت أساليب كلامهم، وبخاصة كلام بلغائهم.
-أساليب كلام العرب:
المجاز، والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد ومستتبعات التراكيب، والأمثال، والتلميح، والتمليح، واستعمال الجملة الخبرية في غير إفادة النسبة الخبرية، واستعمال الاستفهام في التقرير أو الإنكار، ونحو ذلك. وملاك ذلك كله توفير المعاني، وأداء ما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل اعتلاقها بالأذهان.
-تحدي القران للفصحاء العرب :
نسج نظمه نسجا بالغا منتهى ما تسمح به اللغة العربية من الدقائق واللطائف لفظا ومعنى بما يفي بأقصى ما يراد بلاغة إلى المرسل إليهم. فجاء القرآن على أسلوب أبدع مما كانوا يعهدون وأعجب فأعجزهم عن الإتيان بمثله .
فالقرآن من جانب إعجازه يكون أكثر معاني من المعاني المعتادة التي يودعها البلغاء في كلامهم.
-أسلوب القران :
القرآن أودع من المعاني كل ما يحتاج السامعون إلى علمه وكل ما له حظ في البلاغة سواء كانت متساوية أم متفاوتة في البلاغة إذا كان المعنى الأعلى مقصودا وكان ما هو أدنى منه مرادا معه لا مرادا دونه سواء كانت دلالة التركيب عليها متساوية في الاحتمال والظهور أم كانت متفاوتة بعضها أظهر من بعض ولو أن تبلغ حد التأويل وهو حمل اللفظ على المعنى المحتمل المرجوح. أما إذا تساوى المعنيان فالأمر أظهر، مثل قوله تعالى: {وما قتلوه يقينا} أي ما تيقنوا قتله ولكن توهموه، أو ما أيقن النصارى الذين اختلفوا في قتل عيسى علم ذلك يقينا بل فهموه خطأ.
-الإجماع على حجية القران:
أجمعت الأمة على أن القرآن هو الحجة العامة بين علماء الإسلام لا يختلفون في كونه حجة شريعتهم، فلا مرجع لهم عند الاختلاف يرجعون إليه أقوى من القرآن ودلالته.
-حكم المحامل المختلفة المسموح بها في الكلام العربي:
مختلف المحامل التي تسمح بها كلمات القرآن وتراكيبه وإعرابه ودلالته، من اشتراك وحقيقة ومجاز، وصريح وكناية، وبديع، ووصل، ووقف، إذا لم تفض إلى خلاف المقصود من السياق، يجب حمل الكلام على جميعها كالوصل والوقف في قوله تعالى: {لا ريب فيه هدى للمتقين} إذا وقف على {لا ريب} أو على {فيه}.
-الغاية من جعل اللغة العربية لغة للقران :
أراد الله تعالى أن يكون القرآن كتابا مخاطبا به كل الأمم في جميع العصور، لذلك جعله بلغة هي أفصح كلام بين لغات البشر وهي اللغة العربية، لأسباب منها: أن تلك اللغة أوفر اللغات مادة، وأقلها حروفا، وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرها ألفاظا، وجعله جامعا لأكثر ما يمكن أن تتحمله اللغة العربية في نظم تراكيبها من المعاني، في أقل ما يسمح به نظم تلك اللغة، فكان قوام أساليبه جاريا على أسلوب الإيجاز؛ فلذلك كثر فيه ما لم يكثر مثله في كلام بلغاء العرب.
-حكم استعمال المشترك في أكثر من معنى من مدلوله :
اختلف علماء العربية وعلماء أصول الفقه في جواز استعمال المشترك في أكثر من معنى من مدلوله اختلافا ينبي عن ترددهم في صحة حمل ألفاظ القرآن على هذا الاستعمال.
ورجح ابن عاشور أن يحمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية، محضة أو مختلفة.
بشرط أن لا يخروج اللفظ عن مهيع الكلام العربي البليغ.
-سبب الخلاف في استعمال المشترك في معنيه أو معانيه واستعمال اللفظ في حقيقته ومجازره في التفسير :
السبب أنه غير وارد في كلام العرب قبل القرآن أو واقع بندرة، فلقد تجد بعض العلماء يدفع محملا من محامل بعض آيات بأنه محمل يفضي إلى استعمال المشترك في معنييه أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، ويعدون ذلك خطبا عظيما.
-منهج ابن عاشور في تفسير المشترك:
إذا ذكر معنيين فصاعدافإنه يحمله على ما تحتمله المعاني في مختلف الاستعمالات . وإذاترك معنى مما حمل بعض المفسرين عليه في آيات من القرآن فليس تركه إياه دالا على إبطاله، ولكن قد يكون ذلك لترجح غيره، وقد يكون اكتفاء بذكره في تفاسير أخرى تجنبا للإطالة .
المقدمة العاشرة
-أهمية إعجاز القران عند أهل البلاغ :
هوشغلهم الشاغل. وموردها للمعلول والناهل. ومغلى سبائها للنديم والواغل.
قال أبو يعقوب السكاكي في كتاب المفتاح "واعلم أني مهدت لك في هذا العلم قواعد متى بنيت عليها أعجب كل شاهد بناؤها. واعترف لك بكمال الحذق في البلاغة أبناؤها- إلى أن قال ثم إذا كنت ممن ملك الذوق وتصفحت كلام رب العزة. أطلعتك على ما يوردك موارد العزة. وكشفت عن وجه إعجازه القناع" اهـ.
ويجب أن يكون البحث فيه من مقدمات علم التفسير كما قال ابن عاشور .
-حال التفاسير مع بيان الإعجاز القراني :
هو خلو معظم التفاسير عن الاهتمام بالوصول إلى هذا الغرض الأسمى إلا عيون التفاسير، فمن مقل مثل معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج، والمحرر الوجيز للشيخ عبد الحق بن عطية الأندلسي، ومن مكثر مثل الكشاف. ولا يعذر في الخلو عن ذلك إلا التفاسير التي نحت ناحية خاصة من معاني القرآن مثل أحكام القرآن، على أن بعض أهل الهمم العلية من أصحاب هذه التفاسير لم يهمل هذا العلق النفيس كما يصف بعض العلماء كتاب أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البغدادي،و مواضع من أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي.
الغاية من بيان وجوه الإعجاز في القران:
نبع هذا من مختزن أصل كبير من أصول الإسلام وهو كونه المعجزة الكبرى للنبيء صلى الله عليه وسلم، وكونه المعجزة الباقية، وهو المعجزة التي تحدى بها الرسول معانديه تحديا صريحا.
ولأن القرآن معجزة عامة، ولزوم الحجة به باق من أول ورودها إلى يوم القيامة، وإن كان يعلم وجه إعجازه من عجز أهل العصر الأول عن الإتيان بمثله فيغني ذلك عن نظر مجدد، فكذلك عجز أهل كل عصر من العصور التالية عن النظر في حال عجز أهل العصر الأول، ودليل ذلك متواتر من نص القرآن في عدة آيات تتحدى العرب بأن يأتوا بسورة مثله، وبعشر سور مثله مما هو معلوم، ناهيك أن القرآن نادى بأنه معجز لهم، نحو قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار} الآية فإنه سهل وسجل: سهل عليهم أن يأتوا بمثل سورة من سوره، وسجل عليهم أنهم لا يفعلون ذلك أبدا، فكان كما سجل، فالتحدي متواتر وعجز المتحدين أيضا متواتر بشهادة التاريخ إذ طالت مدتهم في الكفر ولم يقيموا الدليل على أنهم غير عاجزين، وما استطاعوا الإتيان بسورة مثله ثم عدلوا إلى المقاومة بالقوة.
المراد بعجز الكفار عن الإتيان بمثل القران:
اختلف العلماء في تعليل عجزهم عن ذلك فذهبت طائفة قليلة إلى تعليله بأن الله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي، لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب. ويعرف هذا القول بالصرفة، وقد عزاه صاحب المقاصد في شرحه إلى كثير من المعتزلة.
وأما الذي عليه جمهرة أهل العلم والتحقيق واقتصر عليه أيمة الأشعرية وإمام الحرمين وعليه الجاحظ وأهل العربية كما في المواقف، فالتعليل لعجز المتحدين به بأنه بلوغ القرآن في درجات البلاغة والفصاحة مبلغا تعجز قدرة بلغاء العرب عن الإتيان بمثله، وهو الذي اعتمده ابن عاشور .
معاقد وجوه الإعجاز:
هي ترجع إلى ثلاث جهات :
الجهة الأولى: بلوغه الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ من حصول كيفيات في نظمه مفيدة معاني دقيقة ونكتا من أغراض الخاصة من بلغاء العرب مما لا يفيده أصل وضع اللغة، بحيث يكثر فيه ذلك كثرة لا يدانيها شيء من كلام البلغاء من شعرائهم وخطبائهم.
وهذه الجهة مرجعها إلى ما يسمى بالطرف الأعلى من البلاغة والفصاحة، وهو المصطلح على تسميته حد الإعجاز.
الجهة الثانية: ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في أساليب العرب، ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.
الجهة الثالثة: ما أودع فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة.
وقد عد كثير من العلماء من وجوه إعجاز القرآن ما يعد جهة رابعة هي ما انطوى عليه من الأخبار عن المغيبات مما دل على أنه منزل من علام الغيوب، وقد يدخل في هذه الجهة ما عده عياض في الشفاء وجها رابعا من وجوه إعجاز القرآن وهو ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب، فهذا معجز للعرب الأميين خاصة وليس معجزا لأهل الكتاب؛ وخاص ثبوت إعجازه بأهل الإنصاف من الناظرين في نشأة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحواله، وليس معجزا للمكابرين فقد قالوا {إنما يعلمه بشر}.
فإعجازالقران من الجهتين الأولتين للعرب الحاضرين دليل تفصيلي، وإعجازه لغيرهم دليل إجمالي.
ومن الجهة الثالثة هو معجز للبشر قاطبة إعجازا مستمرا على ممر العصور، وهو دليل تفصيلي لأهل تلك المعاني وإجمالي لمن تبلغه شهادتهم بذلك.

-وجوه الإعجاز في القران :
1-الالتفات وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق آخر منها
2-التشبيه والاستعارة كقوله: {واشتعل الرأس شيبا} وقوله: {واخفض لهما جناح الذل} وقوله: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار} وقوله تعالى: {ابلعي ماءك} وقوله: {صبغة الله} إلى غير ذلك من وجوه البديع.
-3تقدير القول وتقدير الموصوف وتقدير الصفة.
4-التقديم والتأخير في وضع الجمل وأجزائها في القران
5-النكت البلاغية ،وهذه الناحية من هذه الجهة من الإعجاز هي أقوى نواحي إعجاز القرآن وهي التي يتحقق بها إعجاز أقصر سورة منه.
6-أفانين التصرف في أساليب الكلام البليغ وهذه جهة مغفولة من علم البلاغة.
7-التفنن وهو بداعة تنقلاته من فن إلى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذييل والإتيان بالمترادفات عند التكرير تجنبا لثقل تكرير الكلم، وكذلك الإكثار من أسلوب الالتفات المعدود من أعظم أساليب التفنن عند بلغاء العربية فهو في القرآن كثير، ثم الرجوع إلى المقصود فيكون السامعون في نشاط متجدد بسماعه وإقبالهم عليه.
8-العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تقتضي التكرير من تهويل ونحوه.
9-له أسلوب خاص من انتقاء الألفاظ وإبداع المعاني.
الأساليب التي خالف بها القران أساليب العرب
من أعظم الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب أنه جاء في نظمه بأسلوب جامع بين مقصديه وهما: مقصد الموعظة ومقصد التشريع.
-خصوصية نظم القران :
نظمه يمنح بظاهره السامعين ما يحتاجون أن يعلموه وهو في هذا النوع يشبه خطبهم، وكان في مطاوي معانيه ما يستخرج منه العالم الخبير أحكاما كثيرة في التشريع والآداب وغيرها، وقد قال في الكلام على بعضه: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} هذا من حيث ما لمعانيه من العموم والإيماء إلى العلل والمقاصد وغيرها.


مبتكرات القران
1-خالف أسلوب الشعر لا محالة وقد نبه عليه العلماء المتقدمون.
2-خالف أسلوب الخطابة بعض المخالفة، بل جاء بطريقة كتاب يقصد حفظه وتلاوته.
3-جاء على أسلوب التقسيم والتسوير وهي سنة جديدة في الكلام العربي أدخل بها عليه طريقة التبويب والتصنيف وقد أومأ إليها في الكشاف إيماء.
4-الأسلوب القصصي في حكاية أحوال النعيم والعذاب في الآخرة، وفي تمثيل الأحوال، وقد كان لذلك تأثير عظيم على نفوس العرب إذ كان فن القصص مفقودا من أدب العربية إلا نادرا.
5-التصرف في حكاية أقوال المحكي عنهم فيصوغها على ما يقتضيه أسلوب إعجازه لا على الصيغة التي صدرت فيها، فهو إذا حكى أقوالا غير عربية صاغ مدلولها في صيغة تبلغ حد الإعجاز بالعربية، وإذا حكى أقوالا عربية تصرف فيها تصرفا يناسب أسلوب المعبر مثل ما يحكيه عن العرب فإنه لا يلتزم حكاية ألفاظهم بل يحكي حاصل كلامهم، وللعرب في حكاية الأقوال اتساع مداره على الإحاطة بالمعنى دون التزام الألفاظ، فالإعجاز الثابت للأقوال المحكية في القرآن هو إعجاز للقرآن لا للأقوال المحكية.
6- التمثيل، فقد أوضح القران الأمثال وأبدع تركيبها .
7-الإيجاز فقد كان يجمع المعاني الكثيرة في الكلام القليل
9-الإطناب لأغراض من البلاغة
10-ومن أساليب القرآن المنفرد بها التي أغفل المفسرون اعتبارها أنه يرد فيه استعمال اللفظ المشترك في معنيين أو معان إذا صلح المقام بحسب اللغة العربية لإدارة ما يصلح منها، واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي إذا صلح المقام لإرادتهما، وبذلك تكثر معاني الكلام مع الإيجاز وهذا من آثار كونه معجزة خارقة لعادة كلام البشر ودالة على أنه منزل من لدن العليم بكل شيء والقدير عليه.11-ومن أساليبه الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها
12- جهة الأسلوب وهو ما سماه أئمة نقد الأدب بالجزالة، وما سموه بالرقة وبينوا لكل منهما مقاماته وهما راجعتان إلى معاني الكلام، ولا تخلو سورة من القرآن من تكرر هذين الأسلوبين، وكل منهما بالغ غايته في موقعه، فبينما تسمعه يقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

عادات القرآن :
عادات القرآن
-كيف يتعرف المفسر على عادات القران ؟
يتعرف على عادات القرآن من نظمه وكلمه.
-أمثلة على تعرف السلف لعادات القران
عن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر.
وفي صحيح البخاري في تفسير سورة الأنفال قال ابن عيينة: ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا، وتسميه العرب الغيث كما قال تعالى: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}. وعن ابن عباس أن كل ما جاء من {يا أيها الناس} فالمقصود به أهل مكة المشركون.
وقال الجاحظ في البيان وفي القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف، والجنة والنار، والرغبة والرهبة، والمهاجرين والأنصار، والجن والإنس قلت: والنفع والضر، والسماء والأرض.
2-المجيء بالماضي في الأخبار ،كقوله تعالى: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين}
3-ومن عادة هذا الكتاب الكريم أنه إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع.
كقوله تعالى: {يوم يجمع الله الرسل} من سورة العقود .
4- ومنها أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: {بل متعت هؤلاء وآباءهم} وقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}.
5-ومن أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، انظر قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} إلى قوله: {أنبئهم بأسمائهم}.
-أنواع العلم :
العلم نوعان علم اصطلاحي وعلم حقيقي.
-المراد بالعلم الاصطلاحي
الاصطلاحي هو ما تواضع الناس في عصر من الأعصار على أن صاحبه يعد في صف العلماء، وهذا قد يتغير بتغير العصور ويختلف باختلاف الأمم والأقطار، وهذا النوع لا تخلو عنه أمة.
-المراد بالعلم الحقيقي:
العلم الحقيقي هو بمعرفة ما بمعرفته كمال الإنسان، وما به يبلغ إلى ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة عاجلا وآجلا.
-فائدة العلم الحقيقي والاصطلاحي :
كلا العلمين كمال إنساني ووسيلة لسيادة أصحابه على أهل زمانهم، وبين العلمين عموم وخصوص من وجه ، وقد اشتمل القرآن على النوعين.
-أقسام الإعجاز العلمي في القران :
هو ينقسم إلى قسمين: قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه، وقسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم فينبلج للناس شيئا فشيئا انبلاج أضواء الفجر على حسب مبالغ الفهوم وتطورات العلوم، وكلا القسمين دليل على أنه من عند الله لأنه جاء به أمي في موضع لم يعالج أهله دقائق العلوم، والجائي به ثاو بينهم لم يفارقهم. وقد أشار القرآن إلى هذه الجهة من الإعجاز بقوله تعالى في سورة القصص: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم} ثم إنه ما كان قصاراه مشاركة أهل العلوم في علومهم الحاضرة، حتى ارتقى إلى ما لم يألفوه وتجاوز ما درسوه وألفوه.
-طرق إعجازه العلمية:
من طرق إعجازه العلمية أنه دعا للنظر والاستدلال، فجمع في القران من بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجة العقلية، والرد على فرق الأمم ببراهين قوية وأدلة كقوله: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} وقوله: {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم}.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 محرم 1440هـ/29-09-2018م, 07:49 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المقدمة السابعة:قصص القرآن
معنى القصص:
جمع قصة بكسر القاف ،وهى الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها ؛فليس مافي القرآن من ذكر الأحوال الحاضرة في زمان نزوله قصصا
وأما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص
ماتتميز به القصة القرآنية :
قال تعالى {نحن نقص عليك أحسن القصص}فدل قوله {أحسن}على أن القصة لم تسق مساق الإحماض وتجديد النشاط
نسج نظمها على أسلوب الإيجاز ليكون شبهها بالتذكير أقوى من شبهها بالقصص ومثال ذلك:ماجاء في سورة القلم
طي ما يقتضيه الكلام الوارد،كما في سورة يوسف {واستبقا الباب}
سوق القصة بأسلوب بديع إذ سيقت في مظان الإتعاظ مع الحفاظ على الغرض الأصلي الذي جاء به القرآن من تشريع وتفريع

الغرض من القصة القرآنية :
ليس الغرض منها قاصرا على حصول العبرة مماتضمنه القصة من عواقب الخير والشر وعاقبة أصحاب القصة من أهل الخير وعناية الله بهم أو أهل الشر وإهلاك الله تعالى لهم
ولكن الغرض من هذه القصص أسمى وأجل ويدل على ذلك طريقة عرض القصة ؛فيأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما عداه لينبه على أن الغرض ليس التفكه بها

طريقة القرآن في حكاية القصص:
لم تأت القصص في القرآن متتالية متعاقبة في سورة أو سور كماهو حال كتب التاريخ بل كثيرا ما تأتي القصة الواحدة مفرقة في عدة سور في مقامات تناسب تلك السور ويترتب على ذلك التوزيع فوائد جمة

فائدة حكاية القصص مفرقة على السور:
ذكر وموعظة لأهل الدين فهو بالخطابة أشبه

سوق القصة في مناسباتها في السور يكسبها صفتين :
،صفة البرهان وصفة التبيان

فوائد سوق القصة القرآنية بأسلوب بديع مع الحفاظ على الغرض الأصلي الذي جاء به القرآن من تشريع وتفريع:
1-اشتمال القصص القرآني على أخبار الأنبياء السابقين وأممهم والذي كان قصارى علم أهل الكتاب ممايبرهن على أن حملة القرآن أحقاء بأن يوصفوا بالعلم الذي وصفت به أحبار اليهود فرفع عنهم بذلك وصف الأميين وفيه تحديا عظيما لأهل الكتاب وتعجيزا لهم بقطع حجتهم على المسلمين بعدم العلم
2-أن من أدب الشريعة التعرف على تاريخ تشريع الأنبياء السابقين مما يكلل هامة التشريع الإسلامى بذكر تاريخ المشرعين ،ويدل لذلك عدم التعرض لأصحاب القصة من جهة نسبهم أو أجناسهم ولكن من جهة رسوخ الإيمان أو ضعفه ومايترتب على ذلك من آثار
كما في قصة أصحاب الكهف فلم يتعرض لأجناسهم ولابلدانهم ولكن الغرض بيان عظيم قدرة الله تعالى
3-فائدة التاريخ من ترتب المسببات على أسبابها في الخير والشر والتعمير والتخريب لتقتدي الأمة وتحذر ومافيها من ظهور المثل العليا وزكاء النفوس
4-موعظة المشركين بحكاية ماحصل للأمم السابقة من عقوبات وهلاك بسبب كفرهم ليرعووا عن كفرهم وغيهم
5-سوق القصة بأسلوب المحاورة والتوصيف لم يكن معروفا عند العرب فابتكار القرآن هذا الأسلوب الجديد في البلاغة له تأثير ووقع في النفوس وهو من الإعجاز فلايستطيعون إنكاره لكونه بديع ولايستطيعون مثله لأنهم لم يعتادوه
6-القصص القرآنى ومافيه من تفاصيل وتوصيف لأحوال الأمم السابقة مما يكشف الجهل الذي أحاط بالعرب وأعماهم عن الاتعاظ والتبصر بأحوال السابقين إذ كانوا لشدة غفلتهم لايتعظون إلا بما يقع تحت الحس فقط وفيه توسيع لعلم المسلمين
7-تعويد المسلمين على معرفة سعة العالم وعظمة الأمم وماتميزت به وأنهم ليسوا المتفردين بالتميزدون غيرهم حتى يتطلبون كمال ماينقصهم ويسعوا في إصلاح أنفسهم
8-الإطلاع على تاريخ السابقين من الأمم وأن منهم من كانت له السيادة فيحرك همم المسلمين نحو السعى لسيادة العالم بحق
9-معرفة أسباب النصر وسنة الله في ذلك بأن الله هو القوى وحده وينصر من ينصره وأنه لابد من الاستعداد والاعتماد على القوى سبحانه وحده
10-حصول فوائد بالتبعية في تاريخ التشريع والحضارة مثل الفوائد المستخلصة من قصة يوسف في جانب الاقتصاد وأحوال الطرق والبوادي وغير ذلك

فوائد تكرار القصة القرآنية:
-فوائد القصة تجتلبها المناسبات ؛فتذكر القصة كالبرهان على الغرض الذي سيقت له فذكرها مع غرضها لايعد تكريرا لها
-ومن فوائد التكرار:رسوخها في الأذهان
-ظهور البلاغة التى هى أحد وجوه الإعجاز وذلك لأن تكرار الكلام في الغرض الواحد بأساليب متنوعة ومعان جديدة باستعمال مترادفات ومحسنات بديعية ونحوذلك يعد أقصى درجات البلاغة
-فائدة تخص المؤمنين اللاحقين لمن سبقهم وقت نزول القرآن فمافاتهم سماعه من القصة قبل إسلامهم يسمعونه غضا جديدا بعد إسلامهم فيكون وقعه على النفوس أشد تأثيرا من تطلبه من حافظيه
-وفائدة أخرى فإن القرآن لم يجمعه جميع المؤمنين فمن حفظ سورة لايحفظها غيره فتكرار القصة في أكثر من سورة يجعل الجميع ملما بها

-اختلاف أساليب حكاية القصة الواحدة وسبب ذلك:
-تجنب التطويل في القصة الواحدة فيأخذ العبرة في موضع ومن جهة والعبرة في موضع آخر وهكذا
-أن سوق القصة في السورة يكون مناسبا لغرض السورة ومقصدها فقد يكون المقصد متوجها للمؤمنين وتارة للمشركين وهكذا فتتفاوت القصة إطنابا وإيجازا بحسب المقامات والسياقات

-اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها:
-هذا الموضوع له مزيد اتصال بالقرآن والتفسير لأن العلم به ينتفع به في علم مناسبات السور لبعضها وفواتح السور

القرآن :
هو موضوع علم التفسير ببيان معانيه وما اشتمل عليه من هدى وصلاح وآداب وتشريعات
وهو كلام الله الذي أوحاه لرسوله بواسطة جبريل ليقرؤا ماتيسر لهم في صلاتهم وجعل قراءته عبادة
وهو آية على صدق الرسول بتحديه العرب ومن شاكلهم أن يأتوا بمثله
وهو المعجزة الباقية على مر العصور كما جاء في الحديث {ما من الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات..} هذا الحديث يتضمن معان جليلة ذكرها المصنف في كتابه النظر الفصيح


-مراتب التحدي بالقرآن:
1- تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله(سورة هود)
2- ثم استنزلهم لأهون من ذلك عليهم (سورة يونس)
3-ثم تحداهم بأنهم ليسوا بآتين بمثله (سورة البقرة)

-اسم القرآن:
علم على الكلام الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهوجملة المكتوب في المصاحف
هو كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل ليبلغه الأمة باللفظ الذي أوحى به إليه ليقرؤه وليعملوا به وليقرؤوا ماتيسر لهم في صلواتهم
-التعريف بأسماء القرآن:
أسماء جاء بها الشرع :
1-القرآن:
اسم القرآن هو أشهر الأسماء وأكثرها ورودا ودورانا على ألسنة السلف
وقد جعل هذا الاسم علما على الوحي المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسبق أن أطلق على غيره
اشتقاق اسم القرآن:
مشتق من القراءة على قراءة لفظ قرآن مهموزا بهمزة أصلية وهى قراءة أكثر القراء عدا ابن كثير قرأه بتخفيف الهمزة
وقيل:مشتق من القران على وزن فعال أي الجمع لأنه قرنت سوره وآياته بعضها ببعض وكذلك آياته وحروفه
وقيل:قران مأخوذ من قرينة فيكون اسم جمع إذ لايجمع مثل {قرينة}على وزن فعال في التكثير،والقرينة العلامة ؛فآياته علامات دالة على صدقه
2-الفرقان:
مصدر وهو اسم لمايفرق به بين الحق والباطل ،وقد جعل هذا الاسم علما على القرآن بالغلبة
ودليل ذلك قوله تعالى {وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان} فعقب باسم الفرقان بعد ذكر التوراة والإنجيل وهما علمان ليعلم أن الفرقان علم
-وجه تسميته فرقانا:
أنه امتاز عن بقية الكتب السماوية بكثرة مافيه من بيان التفرقة بين الحق والباطل
القرآن يعضد هديه بالدلائل والأمثال وما اشتمل عليه من التوحيد وصفات الله ممالايوجد مثله في التوراة والإنجيل كقوله تعالى {ليس كمثله شىء}
ومثال ذلك:ماوصف به أصحاب النبي {أشداء على الكفار رحماء بينهم}ووصفهم في موطن آخر{كنتم خير أمة أخرجت للناس}فجمع في هاتين الآيتين أوصاف الكمال جميعا
وأما آيات الأحكام: فهى مبرأة من اللبس بعيدة عن الشبهة كما في قوله {فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع}إلى آخر الآية
3-التنزيل:
مصدر نزل وأطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظه نزلت من السماء
4-الكتاب:
سمى كتابا لأن الله جعله جامعا للشريعة
ولأن الله أمر رسوله بكتابة ما أنزل عليه حجة على من يدخل الإسلام بعده
ولذا اتخذ رسول الله كتابا للوحى من أول ما أنزل القرآن
وفي تسميته كتابا معجزة للرسول بأنه سوف يكتب ويجمع في المصاحف
5-الذكر:
أي تذكير لما يجب على الناس اعتقاده والعمل به
6-الوحى:
سمى كذلك لأنه ألقي إلى النبي بواسطة الملك وهذا الإلقاء يسمى وحيا
ولأن تأليف تراكيبه ليس من فعل البشر
اسم اصطلح عليه :
-المصحف:
لما أمر أبو بكر بجمع القرآن قال التمسوا له اسما فأشار ابن مسعود بتسميته مصحفا كما رأى الحبشة تفعل

آيات القرآن:
الآية :مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا
تسمية هذه الأجزاء آيات من مبتكرات القرآن
سميت آية لأنها دليل على أنها وحى من عند الله
-دلالة كون الآية وحيا:
لاشتمالها على الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام
ولأنها مع غيرها من الآيات دليل أنها كلام الله وليس من كلام البشر إذ قد عجزوا عن التكلم بمثل أقصر سورة منه
-اسم الآية مختص بالقرآن ولايطلق على التوراة والإنجيل لخلوهما من خصائص آي القرآن
استطراد:
ماورد في حديث رجم اليهوديين {آية الرجم}فهو مما جرى على لسان الراوى لا تسميته في حقيقة الأمر

مقادير الآيات :
تحديد مقادير الآيات(مبتدأها ومنتهاها) مروى عن النبي
وقد تختلف الروايات فيكون تحديد المقدارمحمول على التخيير

استطراد:
كان المسلمون في عصرالنبوة وما بعده يقدرون بعض الأوقات بمقدار مايقرأ من الآيات
وآيات القرآن متفاوتة في الطول والقصر ولذلك فتقدير الزمان بها أمر تقريبي
-أطول آية في القرآن:
{هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح، وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة ودونهما قوله تعالى: { حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {إن الله كان غفورا رحيما} في سورة النساء

وأقصر آية في عدد الكلمات :
قوله تعالى: {مدهامتان}. في سورة الرحمن وفي عدد الحروف المقطعة قوله: {طه}

-تعيين مقدار الآية :
قال الزمخشرى :الآيات علم توقيفي
يرى المصنف أن تعيين مقدار الآية تبعا لانتهاء نزولها وأمارته وقوع الفاصلة
-الفواصل:
كلمات تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها
وتكررها في السورة يدل على أن تماثلها وتقاربها مقصود من النظم
وأن تلك الفواصل منتهى آيات ولو لم يتم الغرض المسوق إليه
وإذا انتهى الغرض المقصود من الكلام ولم تقع عند انتهائه فاصلة فليست آية إلا نادرا
مثاله {ص والقرآن ذي الذكر}
ولو انتهى الغرض الذي سيقت له الكلام وأتت الفاصلة بعد انتهاء الكلام تكون الآية غير منتهية ولو طالت
بعض الحروف المقطعة التى افتتحت بها بعض السور عدت آيات

-شأن الفواصل في الإعجاز:
هى من جملة المقصود من الإعجاز لأنها من محسنات الكلام المتعلق بالفصاحة
ومن الغرض البلاغي الوقوف عند تلك الفواصل لتقع في الأسماع فتتأثر النفوس بمحاسن ذلك التماثل
فالوقوف على تلك الفواصل يبرز جمال النص وروعته
وإن من السذاجة أن ينصرف ملقي الكلام عن المحافظة على هذه الدقائق فيضيع أمرا نفيسا
والوقوف على رؤوس الآي سنة ولو تعلقت بما بعدها

-عدد آيات القرآن:
كان عدد آي السور معروفا منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم(حديث ابن عباس )
واستمر العمل بعد الآي في عصر الصحابة(أثرابن عباس)

اختلف العلماء في عدد الآيات ومبنى الخلاف على :
الاختلاف في نهاية بعضها ؛فبعض ذلك يكون عن اختلاف في الرواية وبعضه عن اختلاف الاجتهاد
وأجمع العلماء أن عدد آي القرآن المتفق عليه يبلغ ستة آلاف آية واختلفوا في مازاد على ذلك
فمنهم منلم يزد ومنهم من قال ومنهم من قال ومائتين وأربع آيات، وقيل وأربع عشرة، وقيل وتسع عشرة، وقيل وخمسا وعشرين، وقيل وستا وثلاثين، وقيل وستمائة وست عشرة
-هل تعد البسملة آية :
أجمع أهل العدد على ترك عد البسملة آية من أول كل سورة
واختلفوا في عدها آية في سورة الحمد فقط
-لأهل المدينة عددان يعرف أحدهما بالأول والثانى بالأخير
-لأهل مكة عد واحد
-وقد يوجد اختلاف في مصاحف الكوفة والبصرة والشام

ترتيب الآي :
ترتيب الآي هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي
وذلك الترتيب مما يدخل في وجوه الإعجاز
ولما جمع القرآن في عهد أبي بكر لم يؤثر عنهم تردد في ترتيب الآيات أو شك ولكن كان ماجمعوه موافقا لما حفظوه
اتساق الحروف والآيات والسور توقيفي عن رسول الله ولذا فإن الأصل التناسب بين الآيات في الغرض أو الانتقال وهذا من أساليب الكلام المنتظم
يدل على اتصال الكلام استعمال حروف العطف والاستثناء

-الاتصال والتناسب بين الآيات ليس مرتبطا بترتيب النزول مطلقا:
يندر أن يكون موقع الآية عقب التى قبلها لأجل نزولها عقب التى قبلها مباشرة
مثاله :قوله تعالى {وما نتنزل إلا بأمر ربك}عقب قوله {تلك الجنة التى نورث من عبادنا}
وقوله {إن الله لايستحى أن يضرب مثلا }عقب قوله {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات}على أنه لايعدم مناسبة ما
وقد لايكون في موقع الآية التى نزلت مناسبة لما قبلها فقد تكون نزلت لسبب وقع في مدة نزول هذه السورة
مثاله قوله تعالى {حافظوا على الصلوات }بعد تشريعات وأحكام كثيرة في النكاح وغيره
وقد لايكون هناك مناسبة ولكن اقتضاه سبب في ذلك المكان
مثاله قوله تعالى {لاتحرك به لسانك لتعجل به }إلى قوله {ثم إن علينا بيانه}وقد كان الآيات قبلها في سياق توبيخ المشركين إنكارهم البعث والنشور ولكن نزلت تلك الآيات لسبب وقع في أثناء نزول هذه السورة
وقد تكون الآية ألحقت بالسورة بعد تمام نزولها فلايكون ذلك إلا لمناسبة بينها وبين آي تلك السورة والتشابه في أسلوب النظم وإنما تأخر نزولها لحكمة تتعلق بسبب النزول

علم المناسبات بين الآيات :
قال بدر الدين الزركشي قال بعض مشايخنا المحققين قد وهم من قال لا تطلب للآي الكريمة مناسبة والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها ففي ذلك علم جم

موقف المفسر من الوقوف على مناسبات الآيات :
ترتيب الآيات على ماهى عليه بتوقيف من النبي بوحى من الله تعالى فلابد من حكمة لهذا الترتيب
المفسر يجتهد ما استطاع في تطلب المناسبات بين الآيات وإلا فليعرض عنه ولايتكلف
ومع أن الغرض الأكبر للقرآن هو الإصلاح والهداية وتقويم الأخلاق ونحو ذلك فكل آية منه مستقلة لغرض من هذه الأغراض فلايلزم أن تكون كل آياته متسلسلة ولكن لما كان حال القرآن كحال الخطيب الذي يعالج الأحوال الحاضرة فإنه ينتقل من حال إلى حال بالمناسبة ولذا تكثر الجمل الاعتراضية فيه

وقوف القرآن:
الوقف:قطع الصوت عن الكلمة برهة يتنفس فيها

ارتباط الوقف بنهايات الآيات:
وقوف القرآن قد لاتساير نهايات القرآن فقد يكون في آية واحدة عدة وقوف

-ارتباط الوقف بالمعنى في الآية :
قد يختلف المعنى باختلاف الوقف وأمثلة ذلك :
1- قوله تعالى {وكأين من نبي قتل}{معه ربيون}والمعنى كم من نبي قتله قومه وكان أصحابه واتباعه معه فلم يهنوا لقتله ولاتزعزعوا
وبالوصل {وكأين من نبي قتل معه ربيون }أي كم من نبي قتل معهم رجال كثير ربانيين متقين فما وهن من بعدهم ممن بقي
فالأولى تأييس المشركين وهن المسلمين والثانية تحفيز وحث للمؤمنين على ترك الوهن والثبات
2-قوله تعالى {وما يعلم تأويله إلا الله}{ والراسخون في العلم}بالوقف على لفظ الجلالة فيفيد أن المتشابه هنا المراد به ما اختص الله بعلمه كعلم الساعة ونحوه وأن الراسخين يفوضون علمه إلى الله

حكم الوقف :
ليس في القرآن مكان يجب فيه الوقوف أو يحرم كما قال ابن الجزري
وذلك أن اللغة العربية واضحة وسياق الكلام حارس من الفهم المخطىء

أقسام الوقف بحسب المعنى :
وقف حسن :ومنه الوقف عند نهاية الكلام
وما دون الحسن بحسب المعنى

السكت :
هو مايتطلب المعنى الوقف عليه قبل تمام المعنى
وهو قطع الصوت حصة أقل من حصة قطعه عند الوقف

فائدة تعدد الوقف:
تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات كما في تعدد وجوه القراءات
استطراد:
فهم معانى القرآن مفروغا من حصوله عند جميع العرب لأنه نزل بلسانهم
التحدي ليس بفهم معانيه ولكن بعجز بلغائهم عن معارضته
ومن جملة طرق الإعجاز :ما يرجع إلى محسنات الكلام ومنها الفواصل في الآيات
فهى مرادة في النظم بالوقف عليها ويكون ترك الوقف عليها تفريطا في الغرض منها

اعتناء السلف بفواصل القرآن أشد من الاعتناء بوقوفات القرآن:
لم يشتد اعتناء السلف بالوقف لظهور أمره ،واشتد اعتناؤهم بفواصله التى هى مقاطع آياته لدخولها في وجوه الإعجاز الذي تحدى به قادتهم وأئمة البلاغة منهم

منشأ العناية بالوقف:
وبدأت العناية بوقوفات القرآن عندما انتشر الإسلام وكثر الداخلين فيه من دهماء العرب وغيرهم توجهت عناية أهل القرآن لضبط وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئيه فكان ضبط الوقوف مقدمة لما يفاد من المعانى
أشهر من تصدى لضبط الوقوف ابن الأنباري وأبو جعفر النحاس وغيرهما

سور القرآن:
السورة القطعة من القرآن لها مبدأ ونهاية لايتغيران ومسماة باسم مخصوص
وتسميتها سورة من مصطلحات القرآن وشاعت تلك التسمية عند العرب
تشتمل على ثلاث آيات فأكثر في غرض تام ترتكز عليه معانى آيات تلك السورة
وتحديد أقل مقدار للسورة بثلاث آيات له دليل من حديث عمر

وجه تسمية السورة بهذا الاسم:
قيل مأخوذ من السور وهو الجدار المحيط بالمدينة وزيدت هاء التأنيث مراعاة لمعنى القطعة من الكلام
وقيل مأخوذ من السؤر بمناسبة أن السؤر الجزء ممايشرب
وجمع سورة سور بتحريك الواو

-متى بدأ تسوير القرآن:
بدأ تسوير القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

-عدد سور القرآن:
وكان القرآن مقسما إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها ولم يخالف إلا ابن مسعود لأنه لم يثبت المعوذتين في القرآن
أجمع جمهور الصحابة على عدد سور القرآن إلا ابن مسعود
ومجموع السورة من الآيات توقيفي

-فائدة التسوير:
هو أنشط وأهز للقارىء على المواصلة ؛فإن الجنس الواحد إذا انطوت تحته أنواع كان أنبل وأحسن كما قال الزمخشري

-ترتيب السور :
يحتمل أنه توقيفي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم
ويحتمل أنه من اجتهاد الصحابة،وجزم الباقلانى أن ترتيب السور من فعل زيد بن ثابت بمشاركة عثمان رضي الله عنهم
وقيل بعضه كان توقيفي السبع الطوال والحواميم والمفصل وبعضه بالاجتهاد مما لم يرتب حينها
تحقيق المسألة :
لاشك أن هناك سور كانت مرتبة في زمن النبي كسور المفصل وكذا طائفة السور الأولى في المصحف
والاحتمال في ماسوى ذلك من السور قائم

-دور زيد بن ثابت في ترتيب السور :
كان زيد من أكثر الصحابة حفظا للقرآن ولازم النبي مدة حياته بالمدينة
ولم يتردد في ترتيب المصحف على نحو ماسمعه من قراءة النبي حين نسخ المصاحف زمن عثمان

-ترتيب المصحف في الجمع الأول والثانى :
لم يكن المصحف مرتبا سوره حين جمعه أبو بكر بل جعلوا لكل سورة صحيفة ولذا سميت الصحف
فلما أراد عثمان أن يجمعه نسخ من تلك الصحف في مصحف واحد
ولكن الأثر المروى في فتح الباري عن زيد بن ثابت يؤيد أن جمع الصحف في صحيفة واحدة كان في عهد عمر
قال المصنف والأصح أن جمع القرآن في صحيفة واحدة كان في زمن أبي بكر

-من كان له مصاحف من الصحابة :
عبد الله بن مسعود،أبي بن كعب وأول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة

-المستند في ترتيب المصحف :
من الصحابة من رتب مصحفه على ترتيب النزول كمصحف على رضي الله عنه
ومنهم من رتبه على طول السور وقصرها كما هو مصحف ابن مسعود والمصحف الإمام

- علامة الفصل بين السور :
كتابة البسملة ولذا لم يكتبوها بين الأنفال وبراءة

-حكم ترتيب المصحف:
كانت عائشة رضي الله عنها لاترى لزوم ترتيب القراءة في المصحف
وروى عن حذيفة أن النبي صلى فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران
وقال ابن بطال لانعلم أحدا قال بوجوب قراءة السور على ترتيب المصحف
وما جاء عن السلف من النهي عن قراءة القرآن منكسا فالمراد قراءة السورة من آخرها لأولها أو يحمل النهى على الكراهة
ووقع في تفسير الأصفهانى :لاخلاف أن القرآن يجب أن يكون متواترا في أصله وأجزائه
وأما وضعه وترتيبه (أي ألفاظه وآياته)لاترتيب سوره فعند المحققين من أهل السنة فكذلك
وأما ما قيل بأن التواتر ليش شرطا في وضعه وترتيبه فقول ضعيف
ودليل ذلك تواتر المكرر من القرآن ولو لم يكن التواتر شرطا في المحل لجاز سقوط المكرر منه

الضابط في الطولى والقصرى من السور:
عدد الآيات وليس الحروف والكلمات

-تعيين المكي والمدني:
ليس هناك خلاف كثير في تعيين المكى والمدنى

-ترتيب نزول السور المكية والمدنية :
فيه ثلاث روايات:مجاهد وعطاء الخراساني عن ابن عباس و المعتمدة رواية جابر بن زيد عنه عند المصنف وغيره

-أسماء السور:
جعلت لها من زمن نزول الوحى
الأصل في أسماء السور أن تكون بالوصف ك السورة التى يذكر فيها كذا
أو أضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة

الغرض من التسمية :
تيسير المراجعة والمذاكرة
وتمييز السور عن بعضها

-هل يقال السورة التى يذكر فيها كذا لكل سور القرآن :
روى عن أنس مرفوعا {لاتقولوا سورة البقرة ..} وعده الإمام أحمد من الموضوعات وصححه ابن حجر
ويروى عن ابن عمر أنه كان ينهى عن ذلك ولايرفعه إلى النبي
وتأويل ذلك أن النهى كان في مكة دفعا لاستهزاء المشركين بهم إذا سمعوا المسلمين يقولون سورة البقرة والعنكبوت
فلما هاجروا وزال السبب نسخ النهى
كان الحجاج يمنع من ذلك
ولم يشتهر عن السلف أنهم منعوا ذلك بل تكلموا به وقد بوب البخاري بابا في كتاب فضائل القرآن من لم ير بأسا أن يقول سورة كذا

-هل تسمية السور توقيفية ؟
الظاهر أن الصحابة سموا بما حفظوه من النبي صلى الله عليه وسلم أو أخذوها من أشهر الأسماء التى كان الناس يعرفونها بها ولو كانت تسمية غير مأثورة كتسمية ابن مسعود القنوت سورة الخلع أو الخنع
وقد أقر النبي بعض تسمية السور

-بم تكون تسمية السور؟
إما تسمى بالأوصاف مثل سورة الحمد
وإما بالإضافة لشيء اختصت به مثل سورة لقمان وسورة يوسف
أو بالإضافة لكلمات تقع في السورة كسورة براءة وفاطر
وسموا مجموع السور المفتتحة ب حم آل حم
وربما سموا السورتين باسم خاص كسورتي الكافرون والإخلاص بالمقشقشتين

-تسمية السور في المصحف:
الصحابة لم يثبتوا أسماء السور في المصاحف كراهية أن يكتبوا شيئا ليس بقرآن
اختاروا البسملة للفصل بين السور ولكونها آية من القرآن
وكتبت أسماء السور في المصاحف في عصر التابعين بإطراد

-كيفية نزول السور :
ربما نزلت السورة دفعة واحدة من قصار السور كالفاتحة والمرسلات ومن الطوال كالأنعام
وربما نزلت السورة مفرقة والسورتان مفرقتان في أوقات متداخلة كما روى الترمذي من حديث ابن عباس
ولذا فقد يكون بعض السورة مكى وبعضها مدني

-من جمع القرآن من الصحابة :
في حياة رسول الله زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري،
وحفظ كثير من الصحابة أكثر القرآن على تفاوت بينهم

المقدمة التاسعة :المعانى التى تتحملها جمل القرآن تعتبر مرادة بها:
جبلت أمة العرب على ذكاء القرائح وفطنة الأفهام ولذا كان الإيجاز عماد بلاغتهم
فكثر في كلامهم الإستعارة والتمثيل والكناية والتعريض والاشتراك والتسامح في الاستعمال والأمثال والتلميح واستعمال الجمل الخبرية في غير إفادة الخبر
وكل ذلك لأجل توفير المعانى بأوضح عبارة وأعلقها بالذهن
ولما كان القرآن متحدى به بلغاء العرب جاء نظم القرآن بأقصى ماتسمح به البلاغة من اللطائف والدقائق والأساليب العجيبة التى عجزوا عن الإتيان بمثلها أو معارضتها والقدح فيها
ولكون القرآن كتاب تشريع وآداب فإنه قد أودعت فيه من المعانى أكثر مماتحتمله الألفاظ في أقل مايمكن من المقدار

-ماتميز به القرآن عن غيره من كلام البلغاء من جهة:
1- تحمل اللفظ الواحد لأكثر من معنى :
معتاد البلغاء إيداع معنى يدعوه إليه غرضه من كلامه وترك غيره من المعانى
وأما القرآن قينبغي أن يودع من المعانى كل مايحتاجه السامعون من :
العلوم ومن البلاغة إذا كان المعنى الأعلى مقصودا وماهو أدنى منه مرادا معه سواء كانت دلالة التركيب عليها متساوية في الاحتمال والظهور أم متفاوتة في ذلك ولو بلغت حد التأويل وهو حمل اللفظ على المعنى المرجوح
أمثلة على ذلك:
قوله تعالى {وما قتلوه يقينا}
وقوله تعالى {فأنساه الشيطان ذكر ربه}
2-إنزال لفظ الآية على وجهين تكثيرا للمعانى :
مثاله :قوله تعالى {إلا عن موعدة وعدها إياه} وقرأ الحسن {أباه}
استطراد:
-أهمية هذا الموضوع (إرادة جميع المعانى التى تتحملها جمل القرآن):
القرآن هو الحجة العامة بين علماء الإسلام وإن اختلفوا في حجية ماعداه من الأخبار المروية عن النبي بسبب الخلاف في شروط تصحيح الخبر فلا مرجع يرجعون إليه عند الخلاف أقوى من القرآن
دعا الله إلى تدبر كتابه وبذل الجهد في استخراج معانيه

-الأدلة على أن كل مااحتمله اللفظ من المعانى كان مظنونا أنه مراد لله تعالى مالم يمنع من ذلك مانع صريح كدلالة شرعية أو لغوية أو توقيفية:
1-من قول النبي :
تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الاستجابة في قوله تعالى {يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} بإجابة النداء فقد تلاها على أبي سعيد حين دعاه وعو يصلى فلم يجبه
ولاشك أن المعنى المسوقة له الآية ليس المراد به إجابة النداء ولكن الاستجابة بمعنى الامتثال لكن لما كان اللفظ يحتمل هذا الفهم ولو كان أدنى من المعنى الأعلى المقصود وهو الامتثال كان غير ممتنع حمله على المعنى الآخر وهو إجابة النداء لأنه معنى لغوى صحيح
ومثال ذلك أيضا قوله {استغفر لهم أو لاتستغفر لهم}حمله رسول الله على التخيير مع أن ظاهره يدل على التسوية لكنه لما كان محتملا صالحا لذلك استعمله فيه
وقوله صلى الله عليه وسلم لأم كلثوم بنت عقبة حين جاءت مهاجرة إلى المدينة وأبت الرجوع إلى المشركين {يخرج الحى من الميت}
وقوله {يحشر الناس حفاة عراة غرلا {كما بدأنا أول خلق نعيده}
2-وقد كان للصحابة في ذلك فهم أيضا ومثاله:
ماروى عن عمرو بن العاص حين أصبح جنبا في يوم بارد فتيمم وقال إن الله يقول {ولاتقتلوا أنفسكم}
واستنباط عمر ابتداء التاريخ بيوم الهجرة {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم}
3-واستدل الفقهاء على مشروعية الجعالة والكفالة من قوله تعالى { ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}
واستدلال الشافعي على حجية الإجماع بقوله تعالى {ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين }
-ومما يرجع إلى هذا الأصل اختلاف القراءات المتواترة اختلافا يؤدى إلى اختلاف المعنى

-العلاقة بين المعانى التى يحتملها النص القرآنى وعلى أي شىء تحمل :
1-إذا كان التركيب محتملا معنيين فصاعدا :
فإنه يحمل على جميع ما احتمله مالم يكن عن بعض تلك المحامل صارف لفظى أو معنوى
مثاله حمل الجهاد في قوله تعالى {ومن يجاهد فإنما يجاهد لنفسه}على معنى مجاهدة النفس والقتال

2-إذا كان التركيب يحتمل معنى يكون منافيا للمعنى الآخر المحتمل بحسب إرادة المتكلم:
فإن صلوحية التركيب لهما على البدلية من غير تعيين إرادة أحدهما يدعو إلى الأخذ بالجميع إيفاء بما عسى أن يكون مراد المتكلم
ونظير ذلك ماقاله أهل الأصول في اللفظ المشترك بحمله على جميع معانيه احتياطا
وقد يكون ثانى المعنيين متولدا من الأول فلاشبهة في الحمل عليه لأنه من مستتبعات التركيب مثل الكناية والتعريض والتهكم مع معانيها الصريحة
مثاله ماروى عن ابن عباس مع أشياخ بدر في تفسير قوله تعالى {إذا جاء نصر الله والفتح}

خلاصة القول في هذا الأصل:
مختلف المحامل التي تسمح بها كلمات القرآن وتراكيبه وإعرابه ودلالته، من اشتراك وحقيقة ومجاز، وصريح وكناية، وبديع، ووصل، ووقف، إذا لم تفض إلى خلاف المقصود من السياق، يجب حمل الكلام على جميعها
أمثلة :
-الوصل والوقف في قوله تعالى {ذلك الكتاب لاريب فيه}
-وقوله {وكأين من نبي قتل معه ربيون}

-الحكمة من جعل القرآن بلغة العرب:
أن تلك اللغة أوفر اللغات مادة، وأقلها حروفا، وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرها ألفاظا، وجعله جامعا لأكثر ما يمكن أن تتحمله اللغة العربية في نظم تراكيبها من المعاني، في أقل ما يسمح به نظم تلك اللغة، فكان قوام أساليبه جاريا على أسلوب الإيجاز؛ فلذلك كثر فيه ما لم يكثر مثله في كلام بلغاء العرب
-أجدر الأمثلة على ذلك :
1- استعمال اللفظ المشترك في معنييه أو معانيه دفعة
2-استعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازى معا
3-إرادة المعانى المستتبعات من التراكيب المستتبعة مثل إرادة المعانى المكنى بها مع المصرح بها (وهذا النوع معروف في استعمال العرب وقد نبه عليه علماء العربية في علم المعانى والبيان
وأما استعمال اللفظ المشترك في معنييه أو استعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازى فليس واردا في كلام العرب أو وقع بندرة

-مدى صحة حمل ألفاظ القرآن على استعمال اللفظ المشترك في معانيه :
اختلف علماء العربية وعلماء أصول الفقه في جواز ذلك بما ينبيء عن ترددهم في صحة حمل ألفاظ القرآن على هذا الاستعمال فقد يدفع بعض العلماء محملا لأنه يفضي إلى استعمال المشترك أو استعمال اللفظ في الحقيقة والمجاز
سبب هذا الخلاف: عدم العهد به عند العرب قبل نزول القرآن

-أقوال العلماء في صحة هذا الاستعمال:

-قال الغزالى وأبو الحسين البصرى بصحة هذا الاستعمال بإرادة المتكلم لابدلالة اللغة
ويرى المصنف أن هذ القول يرجع هذه الإرادة ضمن إرادة المعانى المستتبعات من التراكيب لأنها دلالى عقلية لاتحتاج لقرينة
ونسب القول إلى الشافعي والباقلانى وجمهور المعتزلة بأن إطلاق المشترك على جميع معانيه يعد من قبيل الحقيقة
-وقال قوم أنه لايحمل المشترك على أكثر من معنى إلا بقرينة فهو من قبيل المجاز وجزم ابن الحاجب أنه مراد الباقلاني
وهذا القول لايصح :
لأن القرينة في المجاز هى القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي
وهذا غير متصور في معانى المشترك التى هى من قبيل الحقيقة فقرينة المشترك معينة للمعانى المرادة كلها أو بعضها لامانعة
-وقول آخر ضعيف وهو صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي دون الإثبات ونسب هذ القول للميرغينانى
وسبب هذا القول فيما يرى المصنف :اشتباه دلالة اللفظ المشترك على معانيه بدلالة النكرة على العموم إذا وقعت في سياق النفي
-تحقيق المسألة:
حمل المشترك في القرآن على مايحتمله من المعانى سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك أو التركيب المشترك سواء كانت المعانى حقيقية أو مجازية
أمثلة {ألم تر أن الله يسجد له ما في السماوات ومافي الأرض}
وقوله {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء}
-فائدة هذا الاستعمال:
هو طريق للجمع بين المعانى أو الترجيح بينها
-استعمال المصنف لهذا الأصل:
إذا ذكرنا معنيين فصاعدا فذلك على هذا القانون. وإذا تركنا معنى مما حمل بعض المفسرين عليه في آيات من القرآن فليس تركنا إياه دالا على إبطاله، ولكن قد يكون ذلك لترجح غيره، وقد يكون اكتفاء بذكره في تفاسير أخرى تجنبا للإطالة، فإن التفاسير اليوم موجودة بين يدي أهل العلم لا يعوزهم استقراؤها ولا تمييز محاملها متى جروا على هذا القانون

المقدمة العاشرة:في إعجاز القرآن
-علاقة هذه المقدمة بالتفسير :
المفسر يحتاج إلى بيان مافي القرآن من طرق الاستعمال العربي وخصائص بلاغته ومافاقت به آي القرآن
لئلا يكون المفسر بمنزلة المترجم لا المفسر

-منزلة إعجاز القرآن عند أهل البلاغة:
هو الغرض الذي تناضلت له سهام الأفهام والغاية التى تسابقت إليها جياد الهمم ؛فهو شغلهم الشاغل
وقد ألف علم البلاغة وذكر نماذج من وجوه إعجازه وقارن بين هذه الوجوه وبين غيرها من كل خصائص الكلام العربي البليغ فظهر منتهى تفوق القرآن على كل كلام بليغ بما توفر فيه من الخصائص التى لاتجتمع في كلام البلغاء جميعا
ولهذا عجز السابقون واللاحقون عن الإتيان بمثله

-الغرض من هذه المقدمة:
هى لمحة لنتبصر منها :
كيف كان القرآن معجزا وماهى نواحى إعجازه
ولنرى بلاغة القرآن ولطائف أدبه

-مسالك الباحثين قبل المصنف تجاه إعجاز القرآن وبلاغته:
منهم من كان يخلط هذين الغرضين وربما أهمل معظم الغرض الثانى أي البلاغة وهو الذي يستحق أن يكون من مقدمات علم التفسير
ومنهم من يلم بالبلاغة إلماما مع خلطه بقسم الإعجاز

-بعض من تكلم في إعجاز القرآن من المتقدمين من غير المفسرين:
الباقلانى والرماني وعبد القاهر والخطابي وعياض والسكاكي
-موقف أهل التفسير من البلاغة :
تتفاوت التفاسير في الاهتمام بهذا الغرض بين مقل ومستكثر
ويعذر أصحاب بعض التفاسير الذين نحوا فيها ناحية خاصة من معانى القرآن مثل أحكام القرآن

-منبع العناية بوجوه إعجاز القرآن:
نبعت من أصل كبير من أصول الإسلام وهوكونه المعجزة الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم
والمعجزة الباقية والتى تحدى بها الرسول معانديه كما دل على ذلك آيات القرآن

-الفرق بين إعجاز القرآن وغيره من المعجزات:
القرآن معجزة عامة ولزوم الحجة به باق من أول ورودها إلى يوم القيامة
وأما غيره من المعجزات فقد قامت في أوقات وأحوال ومع ناس خاصة ونقل بعضها متواترا وبعضها نقلا خاصا
- بم يعلم وجه إعجاز القرآن:

يعلم ذلك بعجز أهل العصر الأول عن الإتيان بمثله وعجز أهل العصور بعدهم من باب أولى
ودليل عجزأهل العصر الأول متواتر من نص القرآن بتحديهم أن يأتوا بمثله وأنه معجز لهم
فالتحدي لهم متواتر وعجز المتحدين متواتر أيضا وذلك بسكوتهم عن المعارضة مع توافر دواعيهم لها

-العلة من وراء عجزهم عن الإتيان بمثله:
اختلف العلماء في السبب فقالت طائفة بالصرفة أي أن الله هو الذي صرفهم عن معارضته بسلبهم القدرة والداعي لذلك
وقيل بل العلة في بلوغ القرآن أعلى درجات البلاغة والفصاحة التى يعجز عن مثلها بلغاء العرب وهو قول الجمهور
ودليل هذا القول على رأي المصنف:
بقاء الآيات التى نسخ حكمها وبقيت تلاوتها وكتابتها في المصاحف لما في مقدار مجموعها من البلاغة المتحدى بها

-علة وقوع التحدى بالسورة دون العدد من الآيات:
وذلك أن السورة ينتظم فيها الكلام من فواتح وخواتيم وانتقال الأغراض وفنون الفصل والإيجاز والإطناب إلى غير ذلك من أفانين البلاغة التى لاتظهر في العدد المجرد من الآيات دون السورة

-ملاك وجوه إعجاز القرآن ترجع إلى ثلاث جهات أو أربعة :
1-بلوغ الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ ومن ذلك :كيفية نظمه المفيدة لدقيق المعانى مما لا يفيده أصل وضع اللغة ولايدانيه كلام بلغاء العرب
2-أفانين التصرف في نظم الكلام مماليس معهودا في أساليب العرب لكنه غير خارج عما تسمح به اللغة
3-ما أودع في القرآن من المعانى الحكمية وإشارته إلى الحقائق العلمية والعقلية مما لم يكن معروفا في عصر نزوله ولعصور متتالية بعده
4-وقد عد بعض العلماء وجها رابعا لوجوه الإعجاز القرآنى وهو:
إخباره عن المغيبات التى لايعلمها إلا الله ويدخل في هذا الوجه إخباره عن أخبار الأمم السالفة التى لايمكن معرفتها إلا من قبل الأفذاذ من علماء أهل الكتاب

-إدراك وجوه إعجاز القرآن :
أما الجهة الاولى والثانية من وجوه الإعجازفمتوجهة إلى العرب إذ هو معجز لشعرائهم وخطبائهم وبلغائهم مباشرة ،وهذا دليل إعجاز تفصيلى
وهو معجز لعامتهم أيضا بعجز هؤلاء عن معارضته وأنه فوق طاقتهم جميعا
ومعجز أيضا لكل من تعلم لغة العرب وعرف أساليبهم واستعمالهم ومارس أدبهم وبلاغتهم وصار من أئمة اللغة على مر العصور
وهو معجز لبقية البشر بما بلغهم عن عجز هؤلاء البلغاء عنه بما تواتر من أخبار في ذلك ممادل على صدق المنزل عليه هذا القرآن العظيم ،وهذا دليل إعجاز إجمالي
وأما الجهة الثالثة فإن القرآن معجز لكل البشر إعجازا مستمرا لأن إعجازه غير قاصر على العرب وحدهم بل قد يدركه غير العرب العقلاء عند ترجمة معانيه التشريعية والأخلاقية والعلمية فيكون دليلا تفصيليا لأهل تلك المعانى ودليلا إجماليا لمن تبلغه شهادتهم
وأما الجهة الرابعة فهو معجز لأهل عصر نزوله إعجازا تفصيليا ولمن يأتى بعدهم ممن يبلغه هذه الأخبار بتواتر القرآن وتعين صرف الآيات المشتملة على هذا الإخبار إلى ما أريد منها

1-تفاصيل الإعجاز من الجهة الأولى (البلاغة)
-حد الإعجاز :
هو الطرف الأعلى من البلاغة والفصاحة وإليه يرجع الوجه الأول من وجوه الإعجاز
وصف أئمة البلاغة هذين الأمرين أعنى البلاغة والفصاحة بعلما البيان والمعانى
وألفت الكتب في الموازنة بين بلاغة القرآن وفصاحته وبين أبلغ ماحفظ عن العرب مما يعتبر أقصى درجات البلاغة مما يقنع المنصف المتأمل بتفوق القرآن بلاغة وفصاحة
ووصف هذه الجهة تفصيليا في هذا المقام غير ممكن ولكن نحيل في تحصيل كلياتها على المؤلفات في ذلك مثل دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة وغيرها ونحيل في تفاصيل وصف الإعجاز على كتب التفسير المختصة بذلك وأشهرها الكشاف
:
-أولا :أصول نواحى إعجاز القرآن البلاغية :
الدليل الإجمالي في ذلك:ماتحداهم الله تعالى به من أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا عن معارضته أدنى معارضة مع قوة الداعي إليها وتوفر أدوات المعارضة وأسبابها من البلاغة والفصاحة والبيان
فأعرضوا عن معارضته بمثله واكتفوا بالتكذيب والتسفيه مع اعترافهم ظاهرا وباطنا بعجزهم عنه والتكلم بما يشبهه
فوجه الإعجاز من جنس البلاغة والفصاحة لا من جهة الصرفة كما ادعى المعتزلة ولا بمخالفة أسلوبه للمعهود من أساليب العرب لاسيما في المقاطع خاصة مطالع السور ولامن جهة سلامته من التناقض مع طوله جدا ولا من جهة إخباره بالمغيبات
فهذه الناحية من نواحى الإعجازهى أقوى نواحى إعجاز القرآن وبها يتحقق إعجاز أقصر سورة منه

-أمثلة إعجازه من جهة البلاغة والتأثر به:
لما سمع أعرابيا قوله تعالى {فاصدع بماتؤمر }سجد وقال سجدت لبلاغته وهى كلمة {فاصدع }الدالة على الجهر بالدعوة والشجاعة فيها وكلمة {بماتؤمر}على إيجازها وجمعها معان عديدة
-شأن الإعجاز :
الإعجاز يدرك ولايوصف وإدراكه يكون بالذوق الفطرى أواكتسابه بطول خدمة علمى البيان والمعانى وإن جمع بينهما فلا غاية وراء ذلك
والذوق :قدرة إدراكية مختصة بإدراك خصائص لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية

-مثال على إعجاز القرآن والتحدي به من الجهة الأولى جهة البلاغة :
1-حديث أبي هريرة {قسمت الصلاة بينى وبين عبدي...}
ففي نظم الفاتحة حسن التقسيم وهو من المحسنات البديعية
2-ومراعاة التجنيس في آيات عدة وهو من المحسنات أيضا كقوله {وهم ينهون عنه وينأون عنه}
3- محسن المطابقة كقوله {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}
4- ومافيه من التمثيل كقوله{وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون}
5- ومن أفانين البلاغة :الالتفات وهو نقل الكلام من أحد طرق الخطاب أو التكلم أو الغيبة إلى طريق آخر منها وهذا معدود عند البلغاء من النفائس إذا انضم معه مايناسب ذلك الانتقال ، وورد منه في القرآن مالايحصى كثرته مع مافيه من تنشيط للسامع
6-وأما التشبيه والإستعارة فله القدح المعلى في باب البلاغة وجاء في القرآن منه ما أعجز العرب كقوله {واشتعل الرأس شيبا} وقوله {واخفض لهما جناح الذل}
7- و فيه من محاسن التشبيه كمال الشبه ووسيلته الاحتراس ومنه قوله تعالى {فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين }ففيه احتراس عن كراهية الشراب {وأنهار من عسل مصفى}احتراس عن تخلل الأقذار إليه
ومن كمال تحسين التشبيه أيضا قوله تعالى {مثل نوره كمشكاة }إلى قوله {يكاد زيتها يضيء} فذكر صفاتا وأحوالا توضح المقصود من شدة الضياء

==استطرادات:
-مايتميز به النظم القرآنى :
أولا :من جهة الدلالات:
1-جمل القرآن لها دلالتها الوضعية التركيبية يشاركها فيها الكلام العربي كله
2-ولها دلالتهاالبلاغية يشاركها في مجملها كلام البلغاء ولايصلون لمبلغ بلاغة القرآن
3-ولها دلالتها المطوية {وهى دلالة مايذكر على مايقدر}مثل تقدير القول وتقدير الصفة والموصوف وهى كثيرة في القرآن قليلة في كلام البلغاء
4-ولها دلالة مواقع جمله بحسب ماقبلها ومابعدها كوقوع الجملة موقع العلة أو موقع الاستدراك أو موقع تعريض أو جواب سؤال
وهذه الدلالة لاتتأتى كثيرا في كلام العرب لقصر أغراضه ولكن لما كان القرآن موعظة وتذكير وكانت أغراضه طويله سمح ذلك بتعدد مواقع الجمل والأغراض
ثانيا :من جهة التقديم والتأخير :
للتقديم والتأخير في وضع جمل القرآن دقائق عجيبة لايحاط بها
مثال ذلك :قوله تعالى {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا}إلى قوله{وكأسادهاقا }فكان الابتداء بذكر جهنم مايفسر المفاز بأنه الجنة
ثالثا:مراعاة المقام في نظم الكلام:
وهو نظم الكلام على خصوصيات بلاغية يقتضيها المقام الذي نزلت فيه الآية ،ومرجع هذا الصنف مايسمى في عرف البلاغيين بالنكت البلاغية:
مثال ذلك قوله تعالى {ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون } {ألا إن حزب الله هم المفلحون} فاستعمال حرف التنبيه هنا يناسب المقام الذي نزلت فيه الآية بمسمع من المؤمنين والمنافقين فكأنه ينبه الأولين إلى ماغفلوا عنه من دخائل المنافقين وينبه المنافقين الذين يظهرون الإسلام أنا قد عرفنا مافي دخائلكم ...وقد يخفي هذا المقام على بعض المفسرين غيتكلف له تفسيرا غير مناسب كأن يقول التنبيه للإهتمام بالخبر
وهذا الصنف من الإعجاز قد تنافس فيه بلغاؤهم أيهم أوفر حظا في كلامه من تلك النكت ولكنهم لما سمعوا القرآن عجزوا عن مثله
-ثانيا :الإعجاز في الجهة الأولى من ناحية الفصاحة :
وفصاحة اللفظ وانسجام النظم يكون بسلامة أجزاء الكلام ومجموعه من ثقل لسان الناطق به، وهو مايعرض للألفاظ من تنافر حروف الكلمة أو الكلمات عند اجتماعها مثل مستشزرات وكنهبل وقد سلم القرآن من ذلك مع تفننه في مختلف الأغراض التى تقتضي تكاثر الألفاظ
وقد أورد بعضهم في قوله تعالى {ألم أعهد إليكم }وقوله{ وعلى أمم ممن معك }أن فيه ثقلا
والتحقيق أنها ليست كذلك لعدم بلوغها حد الثقل من جهة ومن جهة أخرى لأن حسن دلالة اللفظ على المعنى بحيث لايقدم عليه غيره مقدم على خفة اللفظ
وقد اتفق أئمة الأدب واللغة أن ورود بعض الألفاظ المتنافرة في ضمن الكلام الفصيح لايخرجه عن فصاحته كماوقع في معلقة امرىء القيس وطرفة فإن العرب لم يعيبوها
-أثر اللهجات على الفصاحة :
وأما من جهة اللهجات فقد جاء القرآن بأحسن اللهجات وخفتها وهذا من أسباب تيسير تلقي الأسماع القرآن ورسوخه فيها
ومن فصاحته أيضا:استعمال أقرب الكلمات في كلام العرب دلالة على المقصود وأشملها لمعان عديدة مقصودة أيضا
فكل كلمة في القرآن لاتقصر دلالتها عن جميع المقصود منها حال تركيبها ولاتستعمل إلا في حقائقها
مثاله :إيثار استعمال كلمة {حرد}في قوله {وغدوا على حرد }لأنها تدل على جميع معانى الحرد المرادة في هذا السياق
وقد يقتضي الحال التصرف في اللفظ أحيانا فيستعمل التضمين
وكل هذه الوجوه لاتخالف أساليب الكلام البليغ بل هى من دقائقه ونفائسه التى يقل نظائرها في كلام البشر

2-تفاصيل الإعجاز من الجهة الثانية من وجوه الإعجاز:
وهى إبداع القرآن في أفانين التصرف في أساليب الكلام البليغ ،وهذه الجهة مغفولة من علم البلاغة
-الموازنة بين الأدب العرب والأسلوب العربي وبين أساليب القرآن:

الأدب العربي نوعان :شعر ونثر ،والنثر :خطابة ، وسجع كهان وهو المختص بقصر الفقرات وغرابة الكلمات
فالعرب وإن تفاوتوا في الشعر والخطابة بابتكار المعانى وتراكيب أدائها إلا أنهم التزموا أسلوبا واحدا وطريقة واحدة ألفوها فلايكادون يعدونها حتى إن فواتح خطبهم وقصائدهم تتشابه في الأسلوب والتركيب
وكان غالب أدبهم الشعر وفيه تنافسوا وكان هو علم القوم كما قال عمر رضي الله عنه، وكانت الخطابة نادرة لندورة مقاماتها

-سبب اختيار العرب الشعرلتخليد أغراضهم وآدابهم :
لأن مايقتضيه من الوزن يكسبه تلاؤما يجعله سلسا يجري على الألسن مع تفاوتهم في سلاسة الكلام بحيث يتسامحون في أمور كثيرة وهو مايسمى بالضرورات وأما غير الشعر فكان عسير العلوق بالحوافظ
ولو أن الواحد منهم تكلف للكلام الذي يقوله فصاحة ثم عاد إليه لينقحه بتبديل كلمة مكان أخرى أو بتقديم أو بتأخير لقضى في ذلك زمنا طويلا ولم يسلم مع ذلك من جمل يتعثر فيها اللسان

وأما القرآن فلم يكن شعرا ولاسجع كهان بشهادة العرب المشركين أنفسهم كالوليد بن المغيرة وأنيس بن جنادة الغفارى الشاعر وغيرهم
بل كان من أسلوب النثر أقرب إلى الخطابة لكنه تميز بأساليب كثيرة تتنوع بتنوع المقاصد وتتنوع مقاصدها بتنوع أسلوب الإنشاء
لكن الجاحدين منهم ألحقوا القرآن بالشعر تقريبا للدهماء بما عهدوه
-خصائص الأسلوب القرآني:
إن الأسلوب القرآنى مع بلوغه أقصى حد في الفصاحة العربية وطول أغراضه وتفنن معانيه وكونه نثرا لاشعرا فإن أسلوبه سلس سهل يجري على الألسن بلاتفاوت في فصاحة تراكيبه ولذا فإن حفظه أيسر من الشعروهذا من دلائل إعجازه
وقد سلم الأسلوب القرآنى الفصيح من أقل تنافر وتعثر على الألسنة أو ارتكاب ضرورة أو تقصير في ماتقتضيه البلاغة
فقد بني نظمه على فواصل وقرائن متقاربة فقد فاق سلاسة الشعر مع التحرر من قيود الميزان
اشتمل القرآن على أنواع أساليب الكلام العربي وابتكر أساليبا أخرى غير معروفة لديهم

-الحكمة من تنوع أساليب القرآن :
1-ظهور أنه من عند الله لأن الأدباء قد تعارفوا على أن نبوغ النابغين منهم بإتقان أسلوب أو أسلوبين مختلفين وأما القرآن فقد تعددت أساليبه
2- زيادة التحدي للمتحدين بحيث لايمكن التعلل بعدم القدرة على معارضته لإتيانه بأسلوب لم يسبق معالجته

-أعظم ما خالف به أسلوب القرآن أساليب العرب:
جمع في أـسلوبه بين مقصديه وهما :مقصد الموعظة ومقصد التشريع
فظاهر نظمه يمد السامعين بما يحتاجوا أن يتعلموه وأما ماينطوى عليه من دقيق المعانى والأحكام والآداب فيستخرجه العالم الخبير

-من أساليب القرآن:
1-أسلوب التفنن:
وهو براعة التنقلات من فن إلى فن بطرائق الاعتراض والتذييل والتنظير والإتيان بالمترادفات عند التكرير للبعد عن ثقل الكلام،وهو من الأساليب البديعة العزيز مثلها في شعر العرب وخطبائهم
وهذا التنقل البديع فيه مناسبات بين المتنقل والمتنقل إليه في غاية الرقة والبداعة واللطف بحيث لايشعر السامع بانتقاله إلا عند حدوثه
ومن أساليب التفنن أسلوب الالتفات ثم الرجوع إلى المقصود وهو أسلوب معروف عند العرب وهو كثير جدا في القرآن ويفيد تجديد نشاط السامع وإقباله عليه
ومن أبد أمثلة ذلك قوله تعالى {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا}إلى آخر الآية
فائدة هذا الأسلوب:
يدفع السآمة عن السامعين ويعين على الاستكثار من التلاوة التى هى من أغراض القرآن
ونقل عن ابن العربي:ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تصير كالكلمة الواحدة متسعة المعانى منتظمة المبانى علم عظيم
استطراد:
بلاغة الكلام لاتنحصر في تراكيبه اللفظية بل بالكيفية التى تؤدى بها تلك التراكيب من الوقوف والسكوت الخفيف
مثاله :قوله تعالى{ هل أتاك حديث موسى }الوقوف على موسى يفيدتشويق السامع لمايأتى بعده من الكلام ثم تعقيبه بما يبينه يجعله بمنزلة الاستئناف البيانى
والوقوف على الكتاب في قوله {ذلك الكتاب لاريب } ومايفيده من إيجاز الحذف ومابعده يفيد بأن الكتاب إن لم يكن كله هدى ففيه هدى استنزالا لطائر المعاندين وإن وصلت كان من قبيل الإطناب ومابعده مفيدا أن الكتاب كله هدى

2-البعد عن تكرير اللفظ والصيغة إلا في المقامات التى تقتضي التكرير للتهويل ونحوه
وإنه يعبر عن الحدث الواحد بأكثر من فعل لتنويع المعانى المعادة حتى لاتخلو إعادتها عن تجدد معنى فلاتكون إعادتها مجرد تذكير
مثاله قوله تعالى {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية}وقوله {وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية}

3-اتساع أدب اللغة في القرآن
إن الأدب السائر بين العرب في عصر نزول القرآن كان الشعر فهو الذي يحفظ وينقل ويسير في الآفاق
وللشعر أسلوب خاص من انتقاء الألفاظوإبداع المعانى
وكان الشعر خاصا بأبواب مشهورة منها الأنساب والفخروالهجاء والرثاء والحماسة وغير ذلك من المديح والملح الشيء القليل
وأما الخطب فكانت تنسى بانتهاء المقامات وتأثر المخاطبين بها وقتى والعمل بما فيها من موعظة يبقى وقتا قصيرا وينسى

-وأما القرآن فجاء بأسلوب أدبي غض جديد صالح لكل العقول وتضمن المحاورة والجدل والخطابة والأمثال والقصص
ولفصاحة ألفاظه وتناسبها في التركيب والترتيب وابتكار أسلوب الفواصل العجيب المتماثلة في الأسماع وإن لم تكن متماثلة الحروف في الأسجاع وقد كثرت فيه المحسنات البديعية من جناس وطباق أكثر مماجاءت في شعر العرب
مع مافي مادته من الحقائق دون المبالغات الكاذبة والمفاخرات المزعومة فكانت له صولة الحق وتأثير روحي في نفوس سامعيه
كل ذلك جعل القرآن سريع العلوق بالحفظ خفيف السير والانتقال بين القبائل

مبتكرات القرآن:
جاء القرآن على أسلوب يخالف الشعر ويخالف أسلوب الخطابة بعض المخالفة فقد جاء بطريقة كتاب يقصد حفظه وتلاوته
بنظم مبتكر غير معتاد في طرائق كلام العرب ومن ذلك:
1-جاء بجمل دالة على معان مفيدة محررة شأن الجمل العلمية والقواعد التشريعية
-لم يأت بعمومات غير مخصوصة من شأنها التخصيص ولا مطلقات غير مقيدة وشأنها التقييد كما كان يفعل العرب
ومن ذلك قوله تعالى {لايسنوي القاعدون من المؤمنين غير اولى الضرر}
2-أنه جاء على أسلوب التقسيم والتسوير وهى سنة جديدة في الكلام العربي وبها دخلت سنة التبويب والتصنيف
3-أنه جاء بالأسلوب القصصي في أمور كثيرة منها حكاية أحوال الآخرة وتمثيل الأحوال وهو أسلوب كان مفقودا في الأدب العربي
4-ويتبع هذا أن القرآن يتصرف في حكاية أقوال المحكى عنهم على مايقتضيه أسلوب إعجازه لابالصيغة التى وردت بها
فإذا حكى أقوالا غير عربية صاغ مدلولها بصيغة تبلغ حد الإعجاز بالعربية
وإذا حكى أقوالا عربية فإنه لايلتزم حكاية نفس أقوالهم بل يتصرف فيها ويحكى حاصل كلامهم
ومن هذا القبيل تغيير حكاية الأسماء المحكية في القصص بما يناسب حسن مواقعها في الكلام مثل تغيير اسم شاول إلى طالوت وتارح إلى آزر
5- ومن ذلك حكاية الأمثال فقد أوضحها وأبدع تركيبها فهى ليست كأمثال العرب التى حكيت عن أحوال مرموز لها بتلك الجمل البليغة ثم نسيت تلك الأحوال وبقيت في الأذهان تلك الجمل المشعرة بالمغازى من ورائها
6- ومن مبتكرات القرآن تنوع الأساليب فلكل سورة لهجة وأسلوبا خاص بها فالفواتح مثلا منها ما افتتح بالحمد والثناء كالمقدمات ومنها ما ابتدىء فيه بالغرض مباشرة
7-ومن ذلك :الإخبار عن أمر خاص بخبر يعم ذلك الخاص وغيره لفوائد منها فائدة الحكم العام والحكم الخاص ..
-ومن ذلك أساليب للقرآن لاعهد للعرب بمثلها كقوله تعالى{ قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليهم آياته}فإبدال الرسول من ذكرا يفيدأن هذا الذكر ذكرالرسول ومجيئه ذكر لهم فهو جاءهم بالآيات فالآيات ذكر لهم
8- ومن ذلك أسلوب الإيجاز البديع : فإن معظم آياته تصلح لمعان متعددة محتملة لاتنافيها العبارة،بعض تلك الاحتمالات ممايمكن اجتماعه وبعضها وإن كان فيه فرض واحد دون غيره فإن إعمال الذهن فيه يكفي لحصول المقصد من التذكير به للامتثال أو الانتهاء
-ومن ذلك ما اشتمل عليه من الجمل الجارية مجرى الأمثال كقوله تعالى {قل كل يعمل على شاكلته}
-إيجاز القرآن كان سببا في تضمن معان عظيمة بألفاظ وجيزة وإلا لكان القرآن أضعاف ماعليه من الجمل والكلمات
-ومن الإيجاز : الحذف في القرآن لكن لايخلو من دليل يدل على المحذوف ويشير إليه وفائدته جمع المعانى الكثيرة في الألفاظ القليلة
ومن أنواع الإيجاز إيجاز الحذف مع عدم الإلتباس ومثاله كثيرا في حذف القول ومن أبدعه قوله تعالى {يتساءلون عن المجرمين ماسلككم في سقر} ومنه أيضا مايسمى بالتضمين وهو أكثر إيجاز الحذف
ومنه حذف المضاف وحذف الجمل
-و الإطناب في المواضع التى يقتضي المقام ذكر تفاصيلها لإدخال الروع في قلب السامع
9- أساليب انفرد بها القرآن:استعمال اللفظ المشترك في معنيين او معان إذا صلح المقام بحسب العربية
-واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي إذا صلح المقام لإرادتهما
10 – ومن أساليبه الإتيان بالألفاظ التى تختلف معانيها باختلاف حروفها أو حركات حروفها
ويندرج تحت جهة الأسلوب مايعرف عند أئمة النقد الأدبي بالجزالة والرقة وهما كثير في القرآن


عادات القرآن:
للقرآن عادات تعرف من نظمه وكلمه وحق على المفسر أن يلم بها
-من ذلك قول ابن عباس :كل كاس في القرآن خمر،وقال ابن عيينة ماسمى الله في القرآن مطرا فهو عذاب وتسميه العرب غيثا
-ومن عادات القرآن أنه إذا جاء بوعيد أعقبه بوعد وإذا جاء بنذارة أعقبها بشارة
ومن عاداته أن تأتى الأخبار فيه بالأفعال الماضية
وإذا ذكر أنواعا من التكاليف والشرائع أعقبها إما بذكر الإلهيات أو بذكر أحوال الرسل تأكيدا لهذه الأمور
ومنها :أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبينها فإنه يراد بها مشركو مكة (من استقراء المصنف)
ومنها :أن حكاية المحاورات والمجاوبات في القرآن ب {قال}دون حروف العطف إلاإذا انتقل إلى محاورة أخرى

-الجهة الثالثة من جهات الإعجاز وهى ما أودعه من المعانى الحكمية والإشارات العلمية :
وهذا الإعجاز ثابت للقرآن بمجموعه لا في كل آية من آياته ولا كل سورة لذا فإن الإعجاز حاصل بمجموعه دون التحدى
وهذا النوع من الإعجاز خالف فيه القرآن أساليب الشعر وأغراضه مخالفة واضحة وذلك أن:
العلم علمان اصطلاحى وحقيقي ؛فالاصطلاحى ما اصطلح الناس في عصر ما على أن صاحبه من العلماء وهذا قد يتغير
وأما العلم الحقيقي فهو الذي بمعرفته كمال الإنسان وبه تدرك الحقائق النافعة
وأما كلام العرب الذي غلب عليه الشعر فقد خلا من هذين العلمين لأن أغراض شعرهم لاتعدو عن وصف المشاهدات والمتخيلات والافتراضات دون تقرير الحقائق ومكارم الأخلاق كما فيه مبالغات بعيدة عن الواقع
والقرآن قد اشتمل على هذين النوعين من العلم:
-النوع الأول :الاصطلاحى فإن علوم أهل الكتاب يومئذ هي مبلغ العلم عندهم ؛ فجاء القرآن بأخبار الأمم السالفة والشرائع السابقة مما لايعلمه إلاالأفذاذ من علماء بنى اسرائيل
وجهة الإعجاز هنا هى اشتمال القرآن على التاريخ وأخبار الأمم السابقة التى لم تكن من أدب العرب إلا نادرا
-وأما النوع الثانى :وهو الإعجاز العلمي وهو قسمين:
قسم يدرك ويفهم بمجرد سماعه
قسم يدرك بمعرفة قواعد العلوم
-طرق الإعجاز العلمي :
الدعوة للنظر والاستدلال
جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد للعرب ولايحيط بها أحدمن علماء الأمم
فتح الأعين لفضائل العلوم حين شبه العلم بالنور وبالحياة
استطراد:
-توجيه قول الشاطبي بأن القرآن لايتأول ولاتحمل معانيه إلا بماهو متعارف عند العرب :أنهرد على مطاعن الملحدين اختصارا
والدليل على عدم صحة هذا القول:
إعجاز القرآن على مر العصور
-يرى المصنف أن حجة تعلق هذه الجهة بالإعجاز حديث النبي {مامن الأنبياء نبي إلا أعطى من الآيات مامثله آمن عليه البشر }إلى آخره
فقوله أرجو أنى أكثرهم تابعا يوم القيامة تقتضي أن تكون معجزته باقية مستمرة لكونها وحى وهذا ينطبق على كونه معجز
-يدرك هذا النوع من الإعجاز العرب وعموم الناس إذ لاقبل لهم بهذه العلوم
ويدرك إعجازه أيضا أهل الكتاب خاصة إذ كان ينبئهم بعلومهم مع كونه أميا

4-الجهة الرابعة من وجوه الإعجاز وهى إخباره عن المغيبات فهو دليل على كونه منزل من عند الله وإن كان ليس له تعلق ببلاغة القرآن وفصاحته
مماسبق في هذه المقدمة يتبين أن إعجاز القرآن وعجز العرب عن الإتيان بمثله من قبيل الإعجاز البلاغى وفصاحته وبديع أساليبه وفنونه وما اشتمل عليه من العلوم وأخبار المغيبات لامن قبيل الصرفة عنه

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 محرم 1440هـ/29-09-2018م, 10:53 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

🔷المقدمة السابعة :قصص القرآن
🔸القصة: هي الخبر عن حادثة غائبة .

🔸الغرض من إيراد القصة في القرآن .
أول الأغراض التشريع مع حبكها بأسلوب القصة لحصول الاتعاظ .
*العبرة والموعظة مما تضمنته القصة من عواقب الخير أو الشر .
*التنويه بأصحاب تلك القصص في عناية الله بهم أو التشويه بأصحابها لما لقوه من غضب الله عليهم .
نسج نظمها على أسلوب الإيجاز ليكون شبهها بالتذكير أقوى

🔸مميزات القصص القرآني .
*أن القرآن يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما عداه .
*للقرآن أسلوب خاص هو الأسلوب المعبر عنه بالتذكير وبالذكر .
*نسجها على أسلوب الإيجاز ليكون شبهها بالتذكير أقوى من شبهها بالقصص .

🔸الفوائد المستخرجة من قصص القرآن .
*أن معرفة مثل هذه القصص يعتبر تحديا عظيما لأهل الكتاب، وتعجيزا لهم بقطع حجتهم على المسلمين بأنهم أعلم أمة أميّة .
*كذلك معرفة تاريخ المشرعين من خلال اشتمال القرآن على قصص الأنبياء وأقوامهم .
*معرفة ترتب المسببات على أسبابها في الخير والشر لتقتدي الأمة وتحذر .
*كذلك أيراد القصص التي يذكر فيها ما لقيه المكذبون للرسل كقصص قوم نوح وعاد وغيره ليتعظ من كان على شاكلتهم .
*كذلك من المميزات ابتكار أسلوب جديد في البلاغة العربية شديد التأثير في النفوس وهو أسلوب التوصيف والمحاورة.
*فيها الحث على إصلاح الحال والاتعاظ بالأمم السابقة وعدم الغفلة عن هذا كما قال تعالى{وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم}
*اشعال همة المسلمين لتولي سيادة العالم كما ساده من كان قبلهم .

🔸فائدة تكرار القصة الواحدة في سور كثيرة .
يأتي بالقصة مناسباً لسياق الآيات فتكون كالبرهان على الغرض المسوق له ،وكذلك رسوخها في الأذهان بتكرارها ،والتفنن في عرضها ،ومعرفة طرفاً منها لمن لم يتمكن من جميعها،وكذلك حتى لا تطول فينصرف الذهن عنها .

🔷المقدمة الثامنة: في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها.
🔸القرآن : هو كلام الله تعالى أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم كلاما عربيا بواسطة جبريل على أن يبلغه للأمة باللفظ الذي أوحي به .

🔸والغرض :العمل به ولقراءة ما يتيسر لهم أن يقرأوه منه في صلواتهم وجعل قراءته عبادة، وجعله آية له وتحدياً لبلغاء العرب أن يأتوا بسورة مثله .

🔸سبب تسميته بقرآن .
سمي بقرآن ،لأنه مشتق من القراءة لأن أول ما بدئ به الرسول من الوحي {اقرأ باسم ربك} فهمزة قرآن أصلية ووزنه فعلان .
وقيل : قرآن بوزن فعال، من القرن بين الأشياء أي الجمع بينها لأنه قرنت سوره بعضها ببعض وكذلك آياته وحروفه .
أسمائه :
*قرآن : وهو الاسم الذي جعل علما على الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يسبق أن أطلق على غيره قبله، وهو أشهر أسمائه وأكثرها ورودا .
*الفرقان : لما يفرق به بين الحق والباطل وهو مصدر، قال تعالى : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} وقد جعل هذا الاسم علما على القرآن بالغلبة .

*التنزيل : مصدر نزل، وأطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء قال تعالى:{ تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين} .

*الكتاب :اسم جنس مطلق ومعهود، وباعتبار عهده أطلق على القرآن {ذلك الكتاب لا ريب فيه} وفي هذه التسمية معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم .

*الذكر : قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} أي لتبينه للناس، وذلك أنه تذكير بما يجب على الناس اعتقاده والعمل به.

*الوحي قال تعالى: {قل إنما أنذركم بالوحي} ووجه هذه التسمية أنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك وذلك الإلقاء يسمى وحيا لأنه يترجم عن مراد الله تعالى .

*كلام الله قال تعالى {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

🔸الآية: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا ، وسميت بآية لأنها دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنها تشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام، ولأنها لوقوعها مع غيرها من الآيات جعلت دليلا على أن القرآن منزل من عند الله وليس من تأليف البشر .
🔸تحديد مقادير الآيات : مروي عن النبيء صلى الله عليه وسلم وقد تختلف الرواية في بعض الآيات وهو محمول على التخيير في حد تلك الآيات التي تختلف فيها الرواية في تعيين منتهاها ومبتدأ ما بعدها.
🔸الفواصل : هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب،وقال ابن عاشور "والذي استخلصته أيضا أن تلك الفواصل كلها منتهى آيات ولو كان الكلام الذي تقع فيه لم يتم فيه الغرض المسوق إليه " .

🔸الوقف على رؤوس الآي : سنة ،كما ورد في شعب الإيمان: الأفضل الوقف على رؤوس الآيات وان تعلقت بما بعدها اتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، وفي سنن أبي داود عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم يقف.

🔸عدد آيات القرآن : تبلغ ستة آلاف آية .

🔸ترتيب الآي بعضها عقب بعض :ورد بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي .

🔸هل يتطلب بحث مناسبة بين الآيات :
لا يتوجب وجود مناسبة في كل الآيات لأنه قد يكون سبب وضعها في موضعها أنها قد نزلت على سبب وكان حدوث سبب نزولها في مدة نزول السورة التي وضعت فيها فقرئت تلك الآية عقب آخر آية انتهى إليها النزول،كقوله تعالى: {حافظوا على الصلوات} إلى قوله: {ما لم تكونوا تعلمون} بين تشريعات أحكام كثيرة في شؤون الأزواج والأمهات ،وقد تكون الآية ألحقت بالسورة بعد تمام نزولها .

🔸الوقف : هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة،وقال ابن عاشور "لا تجد في القرآن مكانا يجب الوقف فيه ولا يحرم الوقف فيه كما قال ابن الجزري في أرجوزته، ولكن الوقف ينقسم إلى أكيد حسن ودونه وكل ذلك تقسيم بحسب المعنى" .
علة عدم ذكره عند السلف .
ذلك لعدم الحاجة إليه لوضوحه عندهم وعدم خفاء معانيه ،لكن لما كثر الداخلون في الإسلام من دهماء العرب ومن عموم بقية الأمم، توجه اعتناء أهل القرآن إلى ضبط وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئيه .

🔸تعريف السورة : هي قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران، مسماة باسم مخصوص، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر في غرض تام ترتكز عليه معاني آيات تلك السورة، ناشئ عن أسباب النزول، أو عن مقتضيات ما تشتمل عليه من المعاني المتناسبة .
🔸عدد سوره :
اشتمل على مائة وأربع عشرة سورة، أولاها الفاتحة وأخراها سورة الناس.

🔸وجه تسميتها بسورة .
قيل مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو وهو الجدار المحيط بالمدينة ،{وذلك لعلوه ورفعته ، وقيل مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب بمناسبة أن السؤر جزء مما يشرب ،وتسوير القرآن سنة في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم .
🔸فائدة التسوير .
أورد عن صاحب الكشاف قوله:" إن الجنس إذا انطوت تحته أنواع كان أحسن وأنبل من أن يكون ببانا واحدا، وأن القارئ إذا ختم سورة أو بابا من الكتاب ثم أخذ في آخر كان أنشط له وأهز لعطفه كالمسافر إذا علم أنه قطع ميلا أو طوى فرسخا".
وقال ابن عاشور "المقصد من تسميتها تيسير المراجعة والمذاكرة، وقد دل حديث ابن عباس الذي ذكر آنفا أن النبيء صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا) .
🔸ترتيب السور :
قال الباقلاني: يحتمل أن النبيء صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بترتيبها، ويحتمل أن يكون ذلك من اجتهاد الصحابة .
وقال الداني: كان جبريل يوقف رسول الله على موضع الآية وعلى موضع السورة.
وفي المستدرك عن زيد بن ثابت أنه قال: كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع ،قال البيهقي: تأويله أنهم كانوا يؤلفون آيات السور.
ونقل ابن عطية عن الباقلاني الجزم بأن ترتيب السور بعضها إثر بعض هو من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان، قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من السور مالم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت كتابة المصحف.
وأيد هذا القول ابن عاشور بقوله:"
وأقول: لا شك في أن زيد بن ثابت وعثمان بن عفان وهما من أكبر حفاظ القرآن من الصحابة، توخيا ما استطاعا ترتيب قراءة النبيء صلى الله عليه وسلم للسور، وترتيب قراءة الحفاظ التي لا تخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان زيد بن ثابت من أكبر حفاظ القرآن وقد لازم النبيء صلى الله عليه وسلم مدة حياته بالمدينة، ولم يتردد في ترتيب سور القرآن على نحو ما كان يقرؤها النبيء صلى الله عليه وسلم حين نسخ المصاحف في زمن عثمان، وأن الاحتمال فيما عدا ذلك .
وكذلك تنهية كل سورة كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت نهايات السور معلومة، كما يشير إليه حديث ((من قرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران)) وقول زيد بن ثابت فقدت آخر سورة براءة.
🔸هل تلزم قراءة القرآن على ترتيب المصحف .
ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها أنها لا ترى القراءة على ترتيب المصحف أمرا لازما .
وقال ابن بطال: "لا نعلم أحدا قال بوجوب القراءة على ترتيب السور في المصحف .

🔸المراد بالتنكيس .
يراد به أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها وهذا الذى ورد النهي عنه .
🔸علة كتابة الصحابة البسملة بين السورتين .
للفصل بين السورتين،ولكونها آية من القرآن .

🔸من جمع القرآن من الصحابة .
الذين جمع القرآن في حياة رسول الله ،زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري، وحفظه كثير منهم على تفاوت .

🔷المقدمة التاسعة: في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن، تعتبر مرادة بها .

🔸دعوة القرآن إلى التدبر والاستباط .
قال تعالى : {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} .
*ومثال ذلك ما رواه أبو سعيد بن المعلى قال: دعاني رسول الله وأنا في الصلاة فلم أجبه فلما فرغت أقبلت إليه فقال: ((ما منعك أن تجيبني?)) فقلت: يا رسول الله كنت أصلي، فقال: ((ألم يقل الله تعالى {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم})) فلا شك أن المعنى المسوقة فيه الآية هو الاستجابة بمعنى الامتثال، وأن المراد من الدعوة الهداية وقد تعلق فعل دعاكم بقوله: {لما يحييكم} أي لما فيه صلاحكم، غير أن لفظ الاستجابة لما كان صالحا للحمل على المعنى الحقيقي أيضا وهو إجابة النداء حمل النبيء صلى الله عليه وسلم الآية على ذلك في المقام الصالح له، بقطع النظر عن المتعلق وهو قوله: {لما يحييكم}
بالتأمل نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما أراد بتفسيره إلا إيقاظ الأذهان إلى أخذ أقصى المعاني من ألفاظ القرآن .

*وكذلك لما ورد عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من الأئمة مثل ما روي أن عمرو بن العاص أصبح جنبا في غزوة في يوم بارد فتيمم وقال: الله تعالى يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} مع أن مورد الآية أصله في النهي عن أن يقتل الناس بعضهم بعضا.

🔸بيان أن القرآن نزل بلغة العرب ،والعرب أمة ذكية فطنة لذا كان الإيجاز عمود بلاغتهم لاعتماد المتكلم على فهم السامع له .

🔸أساليب العرب في كلامهم .

من أساليب العرب : الاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد ومستتبعات التراكيب، والأمثال، والتلميح، والتمليح، واستعمال الجملة الخبرية في غير إفادة النسبة الخبرية، واستعمال الاستفهام في التقرير أو الإنكار، ونحو ذلك .

🔸الفائدة المستقاه منه .
توفير المعاني، وأداء ما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل اعتلاقها بالأذهان .

🔸أعجاز القرآن وبلاغته .
جاء القرآن على أبدع مما كان يعهد العرب وأعجب، حيث نسج نظمه نسجا بالغا منتهى ما تسمح به اللغة العربية من الدقائق واللطائف لفظا ومعنى فأعجز بلغاء المعاندين ولم يسعهم إلا الإذعان، ولكونه كتاب تشريع وتأديب وتعليم كان حقيقا بما أودع فيه من المعاني والمقاصد ليحصل تمام المقصود، لذا كان قوام أساليبه جاريا على أسلوب الإيجاز؛ فلذلك كثر فيه ما لم يكثر مثله في كلام بلغاء العرب .

🔸أعجاز القرآن وبلاغته .
من إعجاز القرآن وبلاغة معانيه .
أن يودع من المعاني كل ما يحتاج السامعون إلى علمه وكل ما له حظ في البلاغة سواء كانت متساوية أم متفاوتة في البلاغة، وسواء كانت دلالة التركيب عليها متساوية في الاحتمال والظهور أم كانت متفاوتة بعضها أظهر من بعض ولو أن تبلغ حد التأويل كحمل اللفظ على المعنى المحتمل المرجوح .

🔸عند التساوي .
نرى فيه تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ ما يظهر وجه الإعجاز، كقوله تعالى: {وما قتلوه يقينا} أي ما تيقنوا قتله ولكن توهموه، أو ما أيقن النصارى الذين اختلفوا في قتل عيسى علم ذلك يقينا بل فهموه خطأ .

🔸العموم والخصوص .
حمل التركيب على جميع ما يحتمله اللفظ ، ما لم يكن عن بعض تلك المحامل صارف لفظي أو معنوي، مثل حمل الجهاد في قوله تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه} في سورة العنكبوت على معنى مجاهدة النفس في إقامة شرائع الإسلام، ومقاتلة الأعداء في الذب عن حوزة الإسلام .
وهو نظير ما قاله أهل الأصول في حمل المشترك على معانيه احتياطا .

🔸الكناية والتعريض والتهكم مع معانيها الصريحة.
ومثال ذلك ما كان من تأويل ابن عباس لقوله تعالى:: {إذا جاء نصر الله والفتح} قال : هو أجل رسول الله أعلمه له، .
*الوقف : قوله تعالى {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون} اختلاف المعنى عند الوقف على اسم الجلالة أو على قوله: {في العلم}،

🔸حكم استعمال المشترك .
محل تردد بين المتصدين لاستخراج معاني القرآن تفسيرا وتشريعا، وسببه أنه غير وارد في كلام العرب قبل القرآن أو واقع بندرة، فلذا تجد بعض العلماء يدفع محملا من محامل بعض آيات بأنه محمل يفضي إلى استعمال المشترك في معنييه أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، ويعدون ذلك خطبا عظيما.
🔸رأي علماء اللغة .
اختلف علماء العربية وعلماء أصول الفقه في جواز استعمال المشترك في أكثر من معنى من مدلوله ،
ومدار اختلافهم هو عدم العهد بمثله عند العرب قبل نزول القرآن .
قال الغزالي وأبو الحسين البصري يصح أن يراد بالمشترك عدة معان لكن بإرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة.
وقال قوم: هو من قبيل الحقيقة .
وقال قوم: هو المجاز .
قال ابن عاشور: والذي يجب اعتماده أن يحمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية، محضة أو مختلفة. مثال استعمال اللفظ المفرد في حقيقته ومجازه قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} فالسجود له معنى حقيقي وهو وضع الجبهة على الأرض ومعنى مجازي وهو التعظيم، وقد استعمل فعل يسجد هنا في معنييه المذكورين لا محالة.

المقدمة العاشرة : في إعجاز القرآن .

🔸بيان عظمة إعجاز القرآن .
قال ابن عاشور: لم أر غرضا تناضلت له سهام الأفهام. ولا غاية تسابقت إليها جياد الهمم فرجعت دونها حسرى، مثل الخوض في وجوه إعجاز القرآن فإنه لم يزل شغل أهل البلاغة الشاغل،وموردها للمعلول والناهل .
وقال : ثم ترى منها بلاغة القرآن ولطائف أدبه التي هي فتح لفنون رائعة من أدب لغة العرب حتى ترى كيف كان هذا القرآن فتح بصائر، وفتح عقول، وفتح ممالك، وفتح أدب غض ارتقى به الأدب العربي مرتقى لم يبلغه أدب أمة من قبل.

🔸أصله ومصدره .
من أصل كبير من أصول الإسلام وهو كونه المعجزة الكبرى للنبيء صلى الله عليه وسلم، وكونه المعجزة الباقية، وهو المعجزة التي تحدى بها الرسول معانديه تحديا صريحا. قال تعالى: {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم}
اختلاف العلماء في تعليل عجزهم .
*ذهبت طائفة قليلة إلى قولهم بالصرفة ،أي أن الله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي، لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب.
*وقيل : أن إعجازه بمخالفة أسلوبه لأساليب كلامهم من الأشعار والخطب والرسائل لا سيما في المقاطع مثل يؤمنون وينفقون .
*وقيل : في مطالع السور ومقاطع الآي أو بسلامته من التناقض و باشتماله على الإخبار بالمغيبات .
*والقول والذي عليه جمهرة أهل العلم والتحقيق،تعليله بعجزهم عن ذلك لبلوغ القرآن أعلى درجات البلاغة والفصاحة مبلغا تعجز قدرة بلغاء العرب عن الإتيان بمثله، وقد قال رجلا منهم ،وسمع آخر رجلا يقرأ {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا} فقال: أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام، وهو الذي يعتمده ابن عاشور ومشى عليه في مقدمته .

🔸ملاك وجوه الإعجاز .
يرجع وجوه اعجازه إلى ثلاث جهات:
*الجهة الأولى: بلوغه الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ .
*الجهة الثانية: ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في أساليب العرب، ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.
*الجهة الثالثة: ما أودع فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر في عصر نزول القرآن وفي عصور بعده متفاوتة .

🔷وجوه الإعجاز .
خصوصيات الكلام ،كما ورد حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة أي سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ) ففي الحديث تنبيه على ما في نظم فاتحة الكتاب من خصوصية التقسيم إذ قسم الفاتحة ثلاثة أقسام. وحسن التقسيم من المحسنات البديعية. مع ما تضمنه ذلك التقسيم من محسن التخلص في قوله: ((فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي)) إذ كان ذلك مزيجا من القسمين الذي قبله والذي بعده.

🔸التجنيس في غير ما آية والتجنيس من المحسنات، ومنه قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.

🔸التنبيه على محسن المطابقة كقوله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.

🔸التنبيه على ما فيه من تمثيل كقوله تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} .

🔸التشبيه والاستعارة ،وهوعند العرب المكان القصي والقدر العلي في باب البلاغة، وبه فاق امرؤ القيس ونبهت سمعته، وفي القرآن من التشبيه والاستعارة ما أعجز العرب كقوله: {واشتعل الرأس شيبا} وقوله: {واخفض لهما جناح الذل} .

🔸التمثيل : في قوله تعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار }.

🔸التقديم والتأخير ،مثاله قوله : {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا} إلى قوله: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} إلى قوله: {وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} فكان للابتداء بذكر جهنم ما يفسر المفاز في قوله: {إن للمتقين مفازا} أنه الجنة لأن الجنة مكان فوز. ثم كان قوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} ما يحتمل لضمير فيها من قوله: {لا يسمعون فيها} أن يعود إلى {كأسا دهاقا} وتكون في للظرفية المجازية أي الملابسة أو السببية أي لا يسمعون في ملابسة شرب الكأس ما يعتري شاربيها في الدنيا من اللغو واللجاج، وأن يعود إلى {مفازا} بتأويله باسم مؤنث وهو الجنة وتكون في للظرفية الحقيقية أي لا يسمعون في الجنة كلاما لا فائدة فيه ولا كلاما مؤذيا. وهذه المعاني لا يتأتى جميعها إلا بجمل كثيرة لو لم يقدم ذكر جهنم ولم يعقب بكلمة {مفازا}. ولم يؤخر {وكأسا دهاقا} ولم يعقب بجملة {لا يسمعون فيها لغوا} إلخ

🔸مقتضى الخطاب : وذلك في قوله في سورة المجادلة: {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} ثم قوله: {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} فقد يخفى مقتضى اجتلاب حرف التنبيه في افتتاح كلتا الجملتين فيأوي المفسر إلى تطلب مقتضه ويأتي بمقتضيات عامة مثل أن يقول: التنبيه للاهتمام بالخبر، ولكن إذا قدرنا أن الآيتين نزلتا بمسمع من المنافقين والمؤمنين جميعا علمنا أن اختلاف حرف التنبيه في الأولى لمراعاة إيقاظ فريقي المنافقين والمؤمنين جميعا، فالأولون لأنهم يتظاهرون بأنهم ليسوا من حزب الشيطان في نظر المؤمنين إذ هم يتظاهرون بالإسلام فكأن الله يقول قد عرفنا دخائلكم، وثاني الفريقين وهم المؤمنون نبهوا لأنهم غافلون عن دخائل الآخرين فكأنه يقول لهم تيقظوا فإن الذين يتولون أعداءكم هم أيضا عدو لكم لأنهم حزب الشيطان والشيطان عدو الله وعدو الله عدو لكم واجتلاب حرف التنبيه في الآية الثانية لتنبيه المنافقين إلى فضيلة المسلمين لعلهم يرغبون فيها فيرعوون عن النفاق، وتنبيه المسلمين إلى أن حولهم فريقا ليسوا من حزب الله فليسوا بمفلحين ليتوسموا أحوالهم حق التوسم فيحذروهم.

🔸التضمين : وهو كثير في القرآن مثل قوله تعالى: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} فجاء فعل {أتوا} مضمنا معنى مروا فعدي بحرف على؛ لأن الإتيان تعدى إلى اسم القرية والمقصود منه الاعتبار بمآل أهلها .

🔸استعمال أقرب الكلمات في لغة العرب دلالة وأشملها للمعاني المقصودة، مثل إيثار كلمة حرد في قوله تعالى: {وغدوا على حرد قادرين} .

🔸مبتكرات القرآن .
لما جاء القرآن كان إلى الخطابة أقرب منه لأسلوب النثر ،ابتكر للقول أساليب كثيرة بعضها تتنوع بتنوع المقاصد، ومقاصدها بتنوع أسلوب الإنشاء، فيها أفانين كثيرة فيجد فيه المطلع على لسان العرب بغيته ورغبته، ولهذا قال الوليد بن المغيرة لما استمع إلى قراءة النبيء صلى الله عليه وسلم "والله ما هو بكاهن، ما هو بزمزمته ولا سجعه، وقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه، وقريضه ومبسوطه، ومقبوضه ما هو بشاعر".
كذلك من ابتكرات القرآن : ابتكار أسلوب الفواصل العجيبة المتماثلة في الأسماع وإن لم تكن متماثلة الحروف في الأسجاع، فتكون بذلك سريع العلوق بالحوافظ خفيف الانتقال والسير في القبائل، مع كون مادته ولحمته هي الحقيقة دون المبالغات الكاذبة فكان لها تأثير روحاني وليس بلفظي ولا معنوي .
🔸أساليب خالف بها القرآن أساليب العرب .
من أعظم الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب أنه جاء في نظمه بأسلوب جامع بين مقصديه وهما: مقصد الموعظة ،ومقصد التشريع، فكان نظمه يمنح بظاهره السامعين ما يحتاجون أن يعلموه وهو في هذا النوع يشبه خطبهم، وكان في مطاوي معانيه ما يستخرج منه العالم الخبير أحكاما كثيرة في التشريع والآداب وغيرها .

🔸أسلوب التفنن : وهو بداعة تنقلاته من فن إلى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذييل والإتيان بالمترادفات عند التكرير تجنبا لثقل تكرير الكلم، وكذلك الإكثار من أسلوب الالتفات المعدود من أعظم أساليب التفنن عند بلغاء العربية فهو في القرآن كثير، ثم الرجوع إلى المقصود فيكون السامعون في نشاط متجدد بسماعه وإقبالهم عليه، ومن أبدع أمثلة ذلك قوله: {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون. أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير} بحيث كان أكثر أساليب القرآن من الأساليب البديعة العزيز مثلها في شعر العرب وفي نثر بلغائهم من الخطباء وأصحاب بدائه الأجوبة.

🔸كذلك من أساليب القرآن السكت .
بلاغة الكلام لا تنحصر في أحوال تراكيبه اللفظية، بل تتجاوز إلى الكيفيات التي تؤدي بها تلك التراكيب،وسكوت المتكلم البليغ في جملة سكوتا خفيفا يفيد التشويق إلى ما يأتي بعده ، مثاله قوله تعالى: {هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى} فإن الوقف على قوله: {موسى} يحدث في نفس السامع ترقبا لما يبين حديث موسى، فإذا جاء بعده {إذ ناداه ربه} إلخ حصل البيان مع ما يحصل عند الوقف على كلمة موسى من قرينة من قرائن الكلام لأنه على سجعة الألف مثل قوله: {طوى}، {طغى}، {تزكى} إلخ.

🔸من أساليب القرآن المحسنات في البديع وخاصة الجناس : جاءت في القرآن أكثر مما جاءت في شعر العرب، كقوله: {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.

🔸الطباق كقوله: {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.

🔸كتب اعتنت بهذ الفن .
المقل فيه :مثل معاني القرآن للزجاج، والوجيز لا بن عطية .
المكثر مثل الكشاف، وأحكام القرآن للبغدادي، وكما نراه في من أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 محرم 1440هـ/30-09-2018م, 09:58 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

المقدمة السابعة
قصص القرآن :
معنى القصص:
القصص في اللغة : وهي جمع القصة قصص بكسر القاف، وأما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص، وهو مصدر سمي به المفعول، يقال: قص علي فلان إذا أخبره بخبر.
وفي الاصطلاح : القصة وهي الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها.

فوائد القصص القرآنية :
فوائد إجمالية :
- أخذ العظة والعبرة .
- بيان عناية الله لأصحاب هذه القصص .
- سوق القصة في المناسبة لها تعطيها صفة البرهان وصفة التبيان .
فوائد تفصيلية :
-تحدي أهل الكتاب وتعجيزهم وقطع ألسنتهم بذكر أخبار الأنبياء والأمم السابقة .
الدليل : قال تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.
-بيان عناية الله بذكر تاريخ المشرعين السابقين وخذلان أعداءهم .
-ظهور المثل الأعلى في الفضيلة وزكاء النفس أو ضد ذلك بمعرفة ما ترتب من المسببات على أسبابها في الخير والشر ونحوه ليحصل به الإقتداء والحذر .
دليله : قال تعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا}.
- موعظة المشركين المعاندين ليروا ما حصل لأمثالهم ولآباءهم ، وليروعاقبة المعاندين وكيف كانت العاقبة لأولياء الله في الأرض .
دليله : قال تعالى : (قال تعالى: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} وقال {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} وقال: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.
- ظهور بلاغة القرآن وإعجازه عند سرد القصص بأسلوب التوصيف والمحاورة ، وهي أسلوب لم يكن معهود عند العرب .
- توسيع علم المسلمين بأحوال الامم السابقة ليحصل به الإتعاظ عن أحوال الأمم السابقة التي كانوا يجهلون عنها ويغفلون عنها .
الدليل : {وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم}
- دفع الغرور عنهم بالتعرف على ميزات الأمم السابقة وعظمة ما أوتوه .
دليله : قوله تعالى عن قوم عاد: {وقالوا من أشد منا قوة}.
-تقوية همة المسلمين في السعي إلى سيادة العالم كما ساده الأمم السابقة ، وليخرجوا من الخمول الذي كانوا عليها العرب .
-معرفة أن قوة الله فوق كل قوة ، ,وأن الله ينصر من ينصره ، وأن العاقبة دائما تكون لأهل الخير .
دليله : قال تعالى : {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}.
-أنه يحصل منها فوائد في فهم تاريخ التشريع والحضارة ، فيفهم بذلك الأنظمة التي كانت عندهم والمعالم الموجودة عندهم .
مثاله : قوله: {وابعث في المدائن حاشرين}– {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين}: فيفهم من ذلك إرسال المؤذنين والبريح بالإعلام بالأمور المهمة.

مسألة استطرادية :
فائدة ذكر القصص في الخطب والمواعظ :
-تذكر كالبرهان على الكلام .
-لا يسلتزم ذكرها بالألفاظ عند التكرار ، بل قد يذكر بمعانيها .

تكرار القصص في القرآن :
السبب في تفرق القصص في القرآن :
-لأنه يحصل فوائد عظيمة من هذا التوزيع .
-يحصل به الذكر والموعظة لأهل الدين .
فوائد تكرار القصص:
-رسوخها في الأذهان بكثرة التكرار .
-ظهور بلاغة القرآن في التكرار بطرق مختلفة من الاستعارة والمجاز والكنايات وتفنن في الألفاظ والتراكيب بأسلوب بليغ وفصيح وباستعمال المترادفات .
مثاله : قوله تعالى : {ولئن رددت}. {ولئن رجعت}.
-ليسمع بها الذين أسلم منهم بعد ذلك الذي فاتهم وقت نزول القرآن ، ليكون أقوى في تأثيره على نفوسهم .
-ليسهل معرفة القصة على من لم يحفظ السور الأخرى التي فيها القصة .
- تنوع أساليب ذكر القصة بأساليب مختلفة ، فيذكر في موضع آخر مالم يذكر في الموضع الأول ، وهذا له أسباب :
أسباب اختلاف أساليب القصة من موضع إلى آخر :
1)تجنبا للتطويل ، فيقتصر على موضع العبرة منها ، ولكن يكملها في مواضع أخرى .
2) مراعاة لحال السامع وليناسب السياق ، فتارة تساق إلى المؤمنين ،وتارة تساق إلى المشركين ،وتارة إلى أهل الكتاب ، وتارة إلى كليهما ،وقد تساق لطائفة في حالة خاصة ثم تساق في حالة أخرى ،لذلك يكون بعضها فيها إطناب وبعضها يكون فيها إيجاز ..
مثاله : قصة موسى في سورة طه والشعراء نجدها فيها إسهاب وإطناب ، بينما في سورة الفرقان أوجزت ذلك ، فقال تعالى : ({ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا}.
3) منها ما يكون منها التنبيه على خطأ المخاطبين فيما ينقلونه ، وأحيانا لايكون ذلك .

مميزات القصص القرآنية :
- منظومة بأسلوب موجز لغرض التذكير .
مثاله : في سورة القلم: {فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.فهذه المقالة لم تذكر أثناء قوله تعالى : (قوله: {إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} وقوله: {فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين}. لأنه ذكر في موضع لتذكيره لأصحابه .
- طيء ما يقتضيه الكلام الوارد .
مثاله : قوله تعالى في سورة يوسف: {واستبقا الباب}، فهنا طوى ذكر حضور سيدها وطرق الباب وإسراعهما إليه لفتحه ، فكان إسراع يوسف عليه السلام ليقطع الشك عن سيده ، وإسراعها هي لتكون هي البادئة في الحكاية ، وتشتكي عن يوسف .

المقدمة الثامنة
أسماء القرآن وآياته وما يتعلق بها :
المقصد من ذكره في المقدمة :
- علاقته بالقرآن وعلاقته بالتفسير .
- يفيد في المفسر في تفسيره لفواتح السور ومناسبة بعضها لبعض .

تعريف القرآن :
لغة : اختلف أهل العلم في مصدره على قولين :
القول الأول : أنه اسم مشتق من القراءة على وزن فعلان ، وبهمز لفظ قرآن ، وهي قراءة ابن كثير وأكثر القراء .
والسبب في اشتقاقه من القراءة :
لأنه بدء الوحي بقوله ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، فقال تعالى : {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
القول الثاني : أنه اسم كتاب غير مشتق ،وهو على وزن فعال من القرن بين الأشياء والجمع بينها .
القول الثالث : أنه اسم جمع ،جمع قرينة .
ولكن هذا القول ضعيف ، لأنه لايجمع قرينة على وزن فعال في التكثير ، وأنها ليست من الجموع الواردة على وزن فعال ..
اصطلاحا :هو كلام الله العربي الموحى إلى نبية محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل ، والمكتوب في المصاحف والمشتمل على مائة وأربع عشرة سورة ، وأولها الفاتحة وآخرها سورة الناس .

أول ما بدء من القرآن :
أول ما بدء به الوحي ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .

أسماء القرآن وسبب تسميتها بذلك :
أصل أسماء القرآن :
1) أصناف .
2) أجناس .

عدد أسماء القرآن :
ذكر في الإتقان أنها تصل إلى نيف وعشرون .

أشهر أسماءها :
اشتهر اطلاقها منها ستة :
التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي، وكلام الله.

1-الفرقان :
سبب التسمية :لأنه يفرق بين الحق والباطل .
دليله : قوله تعالى : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}.
أوجه وصفه بهذا الوصف :
أولا : لأنه يعتمد في هدايته على الدلائل والأمثال .
ثانيا : بيان التوحيد وصفات الله والذي لايوجد مثله في التوراة والإنجيل .
مثاله :
-مثال على وصف الله : في قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء )
- مثال وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر في التوراة والإنجيل ، فذكر في سورة محمد ، قوله تعالى : {والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}. وفي سورة آل عمران جمع ذلك الوصف بقوله : {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.
ثالثا : آيات الأحكام بعيدة عن اللبس والشبهة .
مثاله : {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}.


2- التنزيل :
اشتقاقه : مصدر نزل .
سبب التسمية : أطلق على المنزل لأن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء.
دليله : قال تعالى: {تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}.

3-الكتاب .
أصله : أصله اسم جنس مطلق ومعهود.
سبب التسمية :
-سمي كتابا لأن الله جعله جامعا للشريعة.
-لأن الله أمر رسوله أن يكتب كل ما أنزل عليه منه ليكون حجة على الذين يدخلون في الإسلام ولم يتلقوه بحفظ قلوبهم.
الدليل : قال تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}.
المعجزة في هذه التسمية :
لأنه ما أوحي إليه سيكتب في المصاحف .
دليله : قال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها}.


4-الذكر .
سبب التسمية : لما فيه من التذكيرلما يجب على الناس من اعتقاد وعمل .
دليله : قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.

5- الوحي.
وجه التسمية :لأنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الملك ، وهذه الطريقة تسمى بالوحي .
سبب التسمية :
- لأنه يترجم عن مراد الله تعالى فهو كالكلام المترجم عن مراد الإنسان.
-ولأن كلامه لم يكن من تأليف البشر .

6- المصحف .
سبب التسمية :
بعد الجمع القرآن وكتابته فكر الصحابة باسم له ، فاختاروا اسمه مصحفا لما وجد ابن مسعود ان الحبشة يسموه لكتاب .

7- كلام الله .
دليله : قال تعالى : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

مسألة استطرادية :
كتاب الوحي :
أول كتاب الوحي : عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان.


آيات القرآن :
معنى الآية :
لغة : العلامة والدليل والمعجزة .
-أوجه تسميتها :
- فهو دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنها تشتمل على الحد الأعلى من نظم الكلام .
- وقوعها مع غيرها من الآيات فيه إعجاز ودليل على أن القرآن من عند الله وليس من تأليف البشر .
اصطلاحا: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
سبب قوله ( ولو تقديرا) :
يقصد بذلك إدخال قوله تعالى : {مدهامتان} ، لأن تقديره : هما مدهمتان ، ونحو {والفجر} والتقدير أقسم بالفجر .
والسبب في قوله ( إلحاقا) :
لادخاله بعض فواتح السور من الحروف المقطعة .

الحروف المقطعة آية أو غير آية :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول :منهم عدها آية ماعدا : آلر، وآلمر، وطس.
القول الثاني :ومنهم لم يعدها آية .
الصواب : أنها مسألة توقيفية وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيرها.

عد الآي :
تحديد مقادير الآيات :
اختلف أهل العلم في تحديد مقاديرها على أقوال .:
الأول : أن منها توقيفية( التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم) ، ومنها مختلف فيها الروايات .
المسائل التي أجمعوا عليها :
- أجمعوا على أن عدد الآيات ستة آلاف ، وهذا ذكره أبو عمرو الداني .
- أجمع أهل العدد من أهل الكوفة والبصرة والمدينة والشام على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة، وهذا ما ذكره المازري في شرح البرهان .
- .
الذي اختلفوا فيه :
- بعضهم لم يزد على الستة آلاف .
- بعضهم زاد على الستة آلاف .
- و اختلفوا في عد البسملة أو تركها في سورة الفاتحة ، فالمكي والكوفي عدوها آية ، وأما البصري والشامي والمدني لم يعدوها آية .

والقول محمول على :
- على التخيير حد تلك الآيات.
- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على علم بتحديد الآية .
الأدلةعلى ذلك :
- في الأحاديث وردت أن فاتحة الكتاب تسميتها بالسبع المثاني .
- في حديث عن قراءة العشر آيات من خواتيم .
- تقدير المسلمين لأوقات بمقدار عدد الآيات .
الثاني : أنها اجتهادية ..

تاريخ عد الآي :
- كان معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
دليله : روى محمد بن السائب عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة.

- ثم كان في عهد الصحابة .
دليله : في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} الآية.
- كان لأهل المدينة عددان ، ولأهل مكة عدد واحد :
- اتفق أربعة من ائمة القران في العد وسموه العد الأول ، وهؤلاء القراء هم : أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو نصاح شيبة بن نصاح، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وإسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصاري.
- خالف القراء الأربعة في العد إسماعيل بن جعفر، وانفرد في عده وسموه العد الثاني ، ونسب أيضا هذا أيوب ابن المتوكل البصري المتوفي سنة 200.

طول الآيات :
تتفاوت الآيات في طولها فبعضها طويل وبعضها قصير ن فتتفاوت بحسب ما تقتضيه المقام ، وعلى حسب ما قبلها .
أطول الآيات في القرآن :
مثل : قوله تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح.
وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة.
- وأقل من ذلك طولا ، قوله تعالى : (قوله تعالى: { حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {إن الله كان غفورا رحيما} في سورة النساء.
أقصر الآيات في القرآن :
من حيث عدد الكلمات : مثل قوله تعالى : قوله تعالى: {مدهامتان}. في سورة الرحمن .
ومن حيث عدد الحروف : مثل قوله تعالى : قوله: {طه}.


ترتيب الآي :
ترتيب الآيات في السورة الواحدة :
ترتيب نزول الآيات في السورة الواحدة :
- منها ما نزلت دفعة واحدة.
- ومنها ما نزلت متتابعة
- - ومنها ما نزلت مفرقة .
الدليل : روى الترمذي عن ابن عباس عن عثمان بن عفان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، أي في أوقات متقاربة فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب الوحي فيقول: ((ضعوا هؤلاء الآيات في السورة كذا)). ولذلك فقد تكون السورة بعضها مكيا وبعضها مدنيا.

هل ترتيبها توقيفي أو اجتهادي ؟
- ترتيبها توقيفي .
الأوجه التي تثبت أنها توقيفية :
-نزول القرآن منجما فتنزل الآيات متتابعة أو سورة كاملة .
-قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على نفس ترتيب العرضة الأخيرة والذي نقله عنه الحفاظ .
- كتابة زيد بن زيد المصحف على هذا الترتيب ولم يخالفه .
-ترتيب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الجهرية وفي غيرها من المناسبات .
- لما جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن لم يؤثر عنهم أنهم ترددوا في ترتيب الآيات ولا انكار ولا اختلاف على ذلك .
- وكانت الآيات تنزل جوابا على سائل فيوقف جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم على موضع الآية .
- وجود تناسب بين الاية ولاحقتها ، بسبب أساليب الكلام المنتظم المتصل ، والذي يدل عليه وجود حروف العطف ، ولكن ، وبل ، والاستثناء .

ترتيب الآيات وعلاقتها بنزولها :
- ترتيب الآيات لا علاقة له بنزول الآيات .
- يندر أن ترتيب الآيات هو على حسب النزول .
مثاله:
- قوله تعالى: {غير أولي الضرر} نزل بعد نزول ما قبله وما بعده من قوله: {لا يستوي القاعدون} إلى قوله: {وأنفسهم}.

استطرادية :
تأليف القرآن :
- جمع القرآن في عهد أبو بكر رضي الله عنه .
- وكان تأليف القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ماكان يسمعونه ، وهذا ما ذكره ابن وهب الذي سمعه من مالك .
- جمع من الصحابة القرآن كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهم : زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري.


تسمية الأجزاء:
هي من الأمور التي ابتكرت ولم تكن موجودة .
الدليل على ذلك :
قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} وقال: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت}.

الفواصل :
معنى الفواصل :
تعريفه : هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب، مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها، وبكلام قريب من السجع .

طرق معرفة الفواصل :
-المساواة بين الآية والسورة طولًا وقصرًا.
-مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخيربالنظر إلى ما بعدها أو ما قبلها ، وتكون قريبة من الأسجاع ، ويتماثل في ها صيع الكلمات من حركات وسكون ونحوه .
مثاله : مثل {أنتم عنه معرضون} {إذ يستمعون}، فبنيت هنا على حرف مضموم مشبع .
-انقطاع الكلام، إلا في أحوال نادرة فلا يكون فيه فاصلة عند منتهى الكلام ، مثل قوله تعالى : ( ص والقرآن ذي الذكر ) .

فائدة الفواصل :
-لها فوائد اعجازية فيظهر فيها بلاغة القرآن وفصاحته .
-وهي تحسن الكلام وتحدث وقعا على سامعها وتؤثر في النفوس .
- كل آية منها ترجع إلى غرض الإصلاح والاستدلال ، وتكميله وتخلصيه من الضلالات .

أسباب كثرة الجمل الإعتراضية :
- بعضها لأسباب نزولها ، وبعضها بدون ذلك .
- لاشتمال على جملة منها على حكمة وارشاد
مثاله : كقوله: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار - إلى قوله:- قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} فقوله: {قل إن الهدى هدى الله} جملة معترضة.


الوقوف :
تعريفه :
الوقف هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة.

أهميته :
- الوقف يؤثر على المعنى ، فقد يكون اصلا لمعنى الكلام ؛ لأنه قد يختلف المعنى باختلاف الوقف .
مثاله :
- قوله تعالى ((وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير)
فالوقف على كلمة ( قتل ) : يعني أن أنبياء كثيرين قتلهم قومهم وأعداؤهم.
أما الوقف كعلى ( كثير) : يعني أن أنبياء كثيرين قتل معهم رجال من أهل التقوى فما وهن من بقي بعدهم من المؤمنين.

تعريف السكت :
هو قطع الصوت حصة أقل من حصة قطعه عند الوقف.

الفرق بين الوقف والسكت:
-أن الوقف قطع الصوت عن الكلمة لكن مع حصة يتنفس أما السكت فيحصل قطع الصوت لكن بدون نفس.
-أن الوقف يكون عند نهاية الكلام أما السكت فيقف دون تمام المعنى .

حكم الوقوف عند رؤوس الآيات :
حكمه : سنة .

أقسام الوقف :
أولا : وقف أكيد .
ثانيا : وقف حسن .
ثالثا : وقف قبيح .

الفوائد من تعدد الوقف :
- يستفاد فيها في تعدد المعاني .
مثاله : فقوله تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا} فإذا وقف على {قواريرا} الأول كان { قوارير} الثاني تأكيدا لرفع احتمال المجاز في لفظ {قواريرا}، واذا وقف على {قوارير} الثاني كان المعنى الترتيب والتصنيف.
-يستفاد منه في الخصوصيات البلاغية والإعجازية .

مراحل الاعتناء بالوقوف :
-لم يكن هناك تشديد في تحديد الوقوف عند السلف لأن الأمر ظاهر لهم .
-وأما ماذكر عن كلام عبد الله بن عمر بوجوب ضبط أوقاف القرآن ، وقد ذكر ذلك ابن نحاس ولكنه ليس واضح غرض الاحتجاج به .
-وكان اعتناءهم بالفواصل أهم لعجز أهل البلاغة والرأي فقامت عليهم الحجة .
- لما كثر الداخلون في الإسلام من بقية الأمم ، توجه أهل القرآن بالاعتناء إلى وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئه ، وظهر الاعتناء بالوقوف.

أشهر من تصدى في ضبط الوقوف :
-أبو محمد بن الانباري، وأبو جعفر بن النحاس، وللنكزاوي أو النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان.
-اشتهر بالمغرب من المتأخرين محمد بن أبي جمعة الهبطي المتوفي سنة 930

سور القرآن :
معنى السورة :
لغة: جمع سورة سور بتحريك الواو كغرف.
واختلفوا في مصدر اشتقاقه على قولين :
الأول : على لغة قريش وما جاورها ، فتكون مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو وهو الجدار المحيط بالمدينة أو بمحلة قوم زادوه هاء تأنيث في آخره مراعاة لمعنى القطعة من الكلام.

الثاني : على لغة تميم ، فتكون مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب ، ثم خففوا الهمزة بعد الضمة فصارت واوا.

مسألة استطرادية :
الوقف على تاء التأنيث :
ذكر النحويين اثبات التاء في الوقف وهي لغة .

اصطلاحا : السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران، مسماة باسم مخصوص.
دليله : جاء في القرآن تسمية سورة النور باسم سورة في قوله تعالى: {سورة أنزلناها} أي هذه سورة.

أقل مقدار السورة :
أقلها ثلاث آيات .
دليله : مأخوذ من استقراء سور القرآن مع حديث عمر فيما رواه أبو داود عن الزبير قال جاء الحارث بن خزيمة هو المسمى في بعض الروايات خزيمة وأبا خزيمة بالآيتين من آخر سورة براءة فقال: أشهد أني سمعتهما من رسول الله. فقال عمر: وأنا أشهد لقد سمعتهما منه، ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة إلخ، فدل على أن عمر ما قال ذلك إلا عن علم بأن ذلك أقل مقدار سوره.

التحدي بالقرآن :
-وقع التحدي للعرب لبلاغتهم وفصاحتهم ، فكان التحدي على مراحل منها :
- بالإتيان بسورة .
دليله : فقال تعالى ( فأتوا بسورة من مثله ) .
- بالإتيان بعشر سور .
دليله : قال تعالى : ( فأتوا بعشر سور مثله ) .


عدد السور :
-عدد السور مائة وأربع عشرة سورة،وهذا ما اتفق عليها جمهور الصحابة ولم يترددوا في عدد السور .
-مقادير السور كانت محفوظة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة الصلاة وفي عرض القرآن .
تسوير القرآن :
-كان التسوير من زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قسمت القرآن في ذلك الزمن إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها، ولم يخالفهم إلا عبد الله بن مسعود في التسوير فلم يضم المعوذتين في سور القرآن ؛ لأنه لم يكن يعتبرهما من القرآن بل للتعوذ بهما ، ولكن كان يقرأها في صلاة الصبح ويسميها سورة الخلع والخنع .

ترتيب السور :
مسألة ترتيبها هل توقيفي أو اجتهادي ؟
اختلفوا فيها على أقوال :
القول الأول : أنها توقيفية ، وهو ما عزاه ابن عطية إلى مكي بن أبي طالب وجزم به السيوطي في الإتقان، وهو احتمال ذكره أبو بكر الباقلاني ، وهو قول أبو عمرو الداني أيضا ،
القول الثاني : اجتهادي ، وهو احتمال ذكره أبو بكر الباقلاني، وهو قول مالك وجمهور اهل العلم .
الدليل : في المستدرك عن زيد بن ثابت أنه قال: كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع.
ونقل ابن عطية عن الباقلاني الجزم بأن ترتيب السور بعضها إثر بعض هو من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان.
الراجح : أن بعضها توقيفي وبعضها اجتهادي .
والأوجه التي تثبت على أن منها توقيفي ومنها اجتهادي :
- أن رأي الجمهور هو أنها أكثرها كانت توقيفية .
قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من السور مالم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت كتابة المصحف.
-أن الذي لاشك في ترتيبه هو أن المفصل في آخر القرآن وأن السبع الطوال كان في أولها .
- وأن في القرآن آيات تشير إلى أن هناك سورة قبل سورة وليس بنفس الترتيب ، مثل قوله في سورة النحل: {وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل} يشير إلى قوله: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} الآية من سورة الأنعام فدلت على أن سورة الأنعام نزلت قبل سورة النحل.
-ثبت أن آخر آية نزلت آية في سورة البقرة أو في سورة النساء أو في براءة، وثلاثتها في الترتيب مقدمة على سور كثيرة..
- أن المصاحف الأولى التي كتبها الصحابة تختلف فيها ترتيب السور .

ترتيب السور عند الصحابة :
أولا : منهم من رتب مصحفه بترتيب النزول ، وذكر ذلك في الإتقان .
مثاله :
مصحف علي رضي الله عنه وكان أوله {اقرأ باسم}، ثم المدثر، ثم المزمل، ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي ثم المدني.
ثانيا : ومنهم من ترتبها بحسب تشابه السوروالنظائر .
مثاله :
-سورة الأنفال كانت من أوائل ما نزلت في المدينة ، وسورة براءة نزلت في آخر القرآن ، فكان هناك تشابه بين السورتين فظن عثمان رضي الله عنه أنها من الأنفال لذلك لم يضع بينها بسم الله الرحمن الرحيم ن ووضعها مع السبع الطوال ولم يضعها مع المئين .
- ومن صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه ذكر النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأهن في كل ركعة فسئل علقمة عنها فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرها من الحواميم حم الدخان و{عم يتساءلون}.
ثالثا:ومنهم من رتبه على حسب الطول .
مثاله :
و كان مصحف أبي وابن مسعود فكانا ابتدأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران، وبهذه الطريقة أمر عثمان ترتيب المصحف وسماه مصحف الإمام .


مسألية استطرادية :
مراحل جمع المصحف في عهد الصحابة :
- جمع القرآن في زمن أبي بكر رضي الله عنه لم تكن في مصحف واحد ولكن كانت لكل سورة صحيفة .
- لما أراد عثمان جمع القرآن في مصحف واحد أرسل إلى حفصة وأخذ منها ثم أرجع لها بعد نسخه منها .
-
مسألة حكم القراءة بدون ترتيب المصحف :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الاول : يجوز قراءتها بدون ترتيب .
دليله :
- فعل النبي صلى الله عليه وسلم : في صحيح مسلم عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالبقرة ثم بالنساء ثم بآل عمران في ركعة.
- قول عائشة رضي الله عنها : سألها رجل من العراق أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه فقالت: وما يضرك أية آية قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام.

القول الثاني : النهي عن قراءتها منكسا ، وهو قول ابن البطال .
وهذا القول محمول على النهي في قراءتها من آخر القرآن إلى أوله أو محمول على النهي للكراهة .

ضابط معرفة السور الطوال والقصار :
يعرف بحسب عدد اللآيات لا حسب الحروف والكلمات .
ترتيب السور المكية والمدنية :
- كانت ليست متوالية بل تجد السور المكية ويتخللها سور مدنية .
- اختلفت الروايات في ترتيب نزولها ، فجاء فيها ثلاث روايات :
ورواية مجاهد عن ابن عباس .
رواية عطاء الخرساني عن ابن عباس .
ورواية جابر بن زيد عن ابن عباس .
والروية المعتمدة في هذا التفسير وفي الإتقان والجعبري هي هذه الرواية الأخيرة .

أسماء السور :
نشأتها :
كانت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصر الصحابة والتابعين .
والأدلة على ذلك :
- تحدي القرآن بسورة منها في قوله تعالى : (فأتوا بسورة من مثله ) ، فلا يكون التحدي إلا باسم معلوم ومقدار .
حديث ابن عباس أن النبيء صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)).

مراحل أصل تسمية السور :
- كانت التسمية في أول الأمر على الأوصاف ، فقالوا السورة التي يذكر فيها كذا.
- وعندما شاع صار حذفوا الموصول وعوضوا عنه الإضافة فقالوا سورة ذكر البقرة
- ثم حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه فقالوا سورة البقرة، أو أنهم لم يقدروا مضافا- وأضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة.

أهميته :
- لتيسير المراجعة والمذاكرة .
- وللتمييز بين السور .

حكم تسمية السور :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول : المنع .
دليله : ما روي من حديث عن أنس مرفوعا ((لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله)) فقال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، ولكن ابن حجر أثبت صحته.
القول الثاني : الجواز .
دليله : ما ذكره البخاري في كتاب فضائل القرآن باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وسورة كذا، وذكر الاحاديث على هذه التسميات .
الراجح : أن القول الأول مبني على حديث أنس وابن عمر ، ولكن الحديث منهم من أنكر صحته ومنهم من صححه ، ولكن لو صح الحديث فهو منسوخ ، فتأولوا قول ابن عمر أن ذلك حينما كانوا في مكة حيث كان المشركين يهزؤون بهم فلما هاجر المسلمون إلى المدينة زال سبب النهي فنسخ.


أوجه تسمية السور :
- بحسب الأوصاف .
مثاله :
- بالإضافة لشيء اختصت به السورة .
مثاله : سورة لقمان لاختصاص السورة بذكر لقمان .
- بالإضافة إلى لما كان ذكره فيها .
مثاله : سورة هود وإبراهيم .
- بالإضافة إلى كلمات تقع في السورة .
مثاله : سورة براءة ، وسورة حم عسق ،وسورة حم السجدة .

هل الأسماء توقيفية ؟
.
القول الأول : التوقيف .
ثبتت بعض الأسماء بتوقيف من النبي صلى الله وعليه وسلم ومن الآثار .
القول الثاني : اجتهادية :
الراجح من الأقوال : إما أن يكون الصحابة سموها بما حفظوها من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أخذوا لها اشهر الاسماء التي كان الناس يعرفونها بها وحتى لو كانت غير مأثورة .
أوجه الترجيح والجمع بين الأقوال :
- سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع ، فهنا التسمية من اجتهاده ووضعه .
- أن بعض السور اشتهرت تسميتها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع بها وأقر بها .

اثبات الأسماء في المصاحف :
- لم يثبت الصحابة الأسماء في السور بل اكتفوا بوضع البسملة بينها ماعدا في سورة براءة للاختلاف في تعلقها بالأنفال أو انفرادها .
- ذكر في الإتقان أن في مصحف أبي ذكر فيها أن سورة البينة اسمها سورة أهل الكتاب ، وهذا دليل على أنه كانت تكتب الأسماء في مصحف أبي .
- وكتبت أسماء السور باطراد في عصر التابعيين، حتى أنه كانت تكتب بخط آخر مميز ، وقد ذكر ذلك المازري .

هل نهايات السور توقيفية أو اجتهادية ؟
نهايات السور توقيفية .
دليله :
حديث ((من قرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران)) وقول زيد بن ثابت فقدت آخر سورة براءة.

المقدمة التاسعة:
معاني القرآن والمراد بها :
مقصد بيان هذا في المقدمة :
بيان استعمال اللفظ في معنيه أو معانيه .
- استعمال المعنى الحقيقي والمجازي .
- استعمال المكنى عنها مع المصرح عنها.
- إرادة المعاني المستتبعات بفتح الباء من التراكيب المستتبعة بكسر الباء.
معرفة الجمع بين المعاني وطريقة الترجيح بينها .

أوجه اعجاز أساليب القرآن:
- تحدى بها بلغاء العرب منهم : لبيد بن زهير ، وكعب بن زهير وغيرهم .
- القرآن معجز بكثرة معانيه ، فيودع معان كثيرة ومقاصد كثيرة بأقل الألفاظ.

مسألة استطرادية :
الأساليب التي تعتمدها العرب في كلامها :
أساليب تعتمد على توفير المعاني بأقل العبارات : من المجاز، والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد ومستتبعات التراكيب، والأمثال، والتلميح، والتمليح، واستعمال الجملة الخبرية في غير إفادة النسبة الخبرية، واستعمال الاستفهام في التقرير أو الإنكار، ونحو ذلك.

الغرض من كثرة معاني القرآن :
-لنواحي تشريعية .
- لنواحي تأديبية .
- لنواحي تعليمية .

مراتب دلالة التركيب في القرآن :
أولا : دلالة متساوية : إذا تساوى المعنيان فالأمر أظهر.
مثاله : مثل قوله تعالى: {وما قتلوه يقينا} أي ما تيقنوا قتله ولكن توهموه، أو ما أيقن النصارى الذين اختلفوا في قتل عيسى علم ذلك يقينا بل فهموه خطأ .

ثانيا: دلالة متفاوتة .
- بعضها أظهر من بعض ولو أن تبلغ حد التأويل.
-فقد تكثر المعاني بإنزال لفظ الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ.
مثاله : قوله تعالى: {إلا عن موعدة وعدها إياه} بالمثناة التحتية وقرأ الحسن البصري: (أباه)، بالباء الموحدة، فنشأ احتمال فيمن هو الواعد.

مسألة استطرادية :
معنى التأويل :
وهو حمل اللفظ على المعنى المحتمل المرجوح.

حكم استخراج المعاني وأدلة مشروعيتها:
من القرآن : دعا الله في القرآن إلى تدبره وبذل الجهد في استخراج معانيه ، فقال تعالى : (قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقوله: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وقوله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
ومن السنة :
فعل الرسول صلى الله عليه وسلم :
ما رواه أبو سعيد بن المعلى قال: دعاني رسول الله وأنا في الصلاة فلم أجبه فلما فرغت أقبلت إليه فقال: ((ما منعك أن تجيبني?)) فقلت: يا رسول الله كنت أصلي، فقال: ((ألم يقل الله تعالى {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}))
فالاستجابة بمعنى الامتثال ، والمراد بالدعوة الهداية .
لكن أيضا له معنى آخر وهو إجابة النداء تحتمله الآية ، فاستشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم .
فعل الصحابة :
- مثل ما روي أن عمرو بن العاص أصبح جنبا في غزوة في يوم بارد فتيمم وقال: الله تعالى يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} مع أن مورد الآية أصله في النهي عن أن يقتل الناس بعضهم بعضا.
- وفي زمن عمر لما فتحت العراق وسأله جيش الفتح قسمة أرض السواد بينهم قال: إن قسمتها بينكم لم يجد المسلمون الذين يأتون بعدكم من البلاد المفتوحة مثل ما وجدتم فأرى أن أجعلها خراجا على أهل الأرض يقسم على المسلمين كل موسم فإن الله يقول: {والذين جاءوا من بعدهم} وهذه الآية نزلت في فيء قريظة والنضير، والمراد بالذين جاءوا من بعد المذكورين هم المسلمون الذين أسلموا بعد الفتح المذكور.
- استنباط عمر رضي الله عنه أول يوم من التاريخ الهجري من قوله تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} فإن المعنى الأصلي أنه أسس من أول أيام تأسيسه، واللفظ صالح لأن يحمل على أنه أسس من أول يوم من الأيام
استدلال الفقهاء من الآيات :
- الاستدلال على مشروعية الجعالة من قوله تعالى : في قصة يوسف: {ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}.
- استدلال الشافعي على حجية الإجماع وتحريم خرقه بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.

ضوابط احتمال دلالة المعنى :
- أن لايكون هناك مانع شرعي .
- أن لايكون هناك مانع لغوي .
- أن لايكون هناك مانع توقيفي .

محامل كلمات القرآن :
تحمل الكلمات محامل مختلفة ، فيحمل عليها كلها مالم يكن خلاف السياق :
- ومنها الصريح والكناية .
- ومنها بديع .
-ومنها وصل ووقف .
مثاله : في قوله تعالى: {لا ريب فيه هدى للمتقين} إذا وقف على {لا ريب} أو على {فيه}.فيحمل على جميع المعاني هنا .
وفي قوله تعالى : وقوله تعالى: (وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير)،فهنا تختلف المعنى بالوقف على قتل .
-منها :الاشترك و الحقيقة والمجاز.
مسالة استطرادية :
السبب في أن القرآن باللغة العربية :
- ليخاطب به كل الامم وفي جميع العصور .
- ولأنها أوفر اللغات مادة، وأقلها حروفا، وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرها ألفاظا.

أنواع الإشتراك اللفظي :
النوع الأول : الاشتراك المطلق :
وهو أن يطلق على جميع معانيه .
- قد يكون بينهما العموم والخصوص، فيحمل على جميع المعاني مالم يوجد صارف لفظي أو معنوي .
مثاله : قوله تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه} في سورة العنكبوت، فيحمل الجهاد على المعنين وهي جهاد النفس والمقاتلة .

النوع الثاني : الاشتراك المقيد :
وهو أن يطلق على بعض معانيه .
فقد يكون ثاني المعنيين متولدا من المعنى الأول، وهذا لا شبهة في الحمل عليه لأنه من مستتبعات التراكيب.

أقوال علماء الفقه والعربية في صحة الاشتراك اللفظي :
القول الأول : أنه يصح لكن بشرط إرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة ، وهو قول الغزالي وأبو الحسين البصري.
وهذا القول خلافهم لأن الأمر لم يعهدوا عليه بمثله عند العرب قبل نزول القرآن .
القول الثاني : أنه يصح على اطلاقه على عدة معاني أو بعضه ، وهو الصواب .
واختلفوا فيه على وجوه :
1) أنه من قبيل الحقيقة ،وهو قول منسوب إلى الشافعي وأبي بكر الباقلاني وجمهور المعتزلة.
2) أنه هو المجاز ، وهو قول بعضهم .
القول الثالث :نفي احتمال الاشتراك لأكثر من معنى إلا بقرينة وهو قول ابن الحاجب .
وهذا القول مبني على فهم ابن الحاجب من الباقلاني في إن القرينة من علامات المجاز، وهذا لا يستقيم لأن القرينة التي هي من علامات المجاز هي القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
القول الرابع : صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي وعدم صحة ذلك في الإيجاب، وهو قول منسوب إلى برهان علي المرغيناني الفقيه الحنفي صاحب كتاب الهداية في الفقه.
وهذا القول مبني على اشتباه في دلالة اللفظ المشترك على معانيه، بدلالة النكرة فتفيد العموم إن وقعت في سياق النفي .

أقسام المشترك اللفظي :
الأول : مشترك لفظي مفرد :
مثاله : مثال على استعمال اللفظ المفرد في حقيقته ومجازه:
قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} فالسجود له معنى حقيقي وهو وضع الجبهة على الأرض ومعنى مجازي وهو التعظيم.
الثاني : مشترك لفظي مركب :
ومثال : مثال على استعمال المركب المشترك في معنييه قوله تعالى: {ويل للمطففين} فمركب ويل له يستعمل خبرا ويستعمل دعاء.

طريقة الجمع بين المعاني والترجيح بينها :
حمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية، محضة أو مختلفة.

المقدمة العاشرة :
اعجاز القرآن
أهميته :
- فيه مورد للمعلول .
- وهو منهل للعلم .

المقصد من بيانه في المقدمة :
- بيان اعجازه القرآن ونواحي الإعجاز فيه ودلائله .
- بيان بلاغة القرآن ولطائف أدبة .

موقف الباحثين من اعجاز القرآن :
-منهم خلطوا بين اعجاز القرآن مع غيره .
-ومنهم أهملوا هذا الفن .
- ومنهم من ألم به وخلطه بقسم الإعجاز .

الذين تكلموا من قبل عن اعجاز القرآن :

مثل الباقلاني، والرماني، وعبد القاهر، والخطابي، وعياض، والسكاكي.

علاقة هذه المقدمة بالتفسير :
- أن المفسر لا تكتمل تفسيره إلا بوجود دقائق من وجوه البلاغة .

مراتب التفاسير في كلامها عن ذلك :
تفاسير مقلة .
أمثلة على التفاسير المقلة :
- معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج. .
- المحرر الوجيز للشيخ عبد الحق بن عطية الأندلسي.
تفاسير مكثرة .
أمثلة على التفاسير المكثرة :
-مثل الكشاف.
التفاسير المعتنية بذلك :
-كتاب أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البغدادي.
- أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي.

اسباب اعجاز القرآن :
- - فيه بيان للأصول الإسلامية .
- التحدي بسورة أو عشر سور منها :
السبب :
- لأن تحدى بها النبي صلى الله عليه وسلم معانديه ، فكان التحدي بأقل ذلك وهو بسورة منه ، والتحدي أيضا بعشر سور منه ، فعجز عنها بلغاء العرب .
أدلة ذلك : قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله}
وقال: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.

السبب في عجزهم في التحدي :
اختلف أهل العلم فيه على أقوال :
القول الأول : بأن الله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي، لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب، وهذا القول الأشعري فيما حكاه أبو الفضل عياض في الشفاء وإلى النظام والشريف المرتضى وأبي إسحاق الاسفرائيني فيما حكاه عنهم عضد الدين في المواقف، وهو قول ابن حزم، وطائفة من المعتزلة .
القول الثاني :أنهم عجزوا بسبب بلاغة القرآن وفصحاته التي بلغت مبلغا عظيما ، وهذا القول الذي عليه جمهور أهل العلم والمحققين وأئمة الأشعرين وأئمة الحرمين والجاحظ وأهل العربية، وهو القول الذي اعتمده أبو بكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن، وأبطل ما عداه .

أوجه اعجاز القرآن :
اختلف أهل العلم في أوجه اعجازه :
أولا :من جهة اللغة العربية :
بلاغته وفصاحته :
نجده فيه بلوغ القرآن أوجه البلاغة وتفيد بذلك معاني دقيقة .
مرتبته : هو الحد الأعلى ووصل حد الإعجاز .
الذين تصدوا لهذا الجانب :
أبي بكر الباقلاني وأبي هلال العسكري وعبد القاهر والسكاكي وابن الأثير.
المؤلفات في هذا :
-دلائل الإعجاز.
-أسرار البلاغة.
- المفتاح .
-ألف ابن أبي الإصبع كتابا في بديع القرآن.
ومن الكتب المعتمدة على هذا تفسير الزمخشري ( الكشاف ) .
الأدلة على ذلك :
- تحديه فصحاء العرب حتى اعترف بذلك فصحاءهم وبلغاءهم
أمثلة ذلك :
- الوليد بن المغيرة لما سمع آياته .
- وذكر أبو عبيدة أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ {فاصدع بما تؤمر} فسجد وقال: سجدت لفصاحته، فكلمة اصدع تدل على الشجاعة والدعوة والجهر بها ، وأما ( بما تؤمر ) : فهنا الإيجاز في جمعها .
- وسمع رجلا يقرأ {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا} فقال: أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام.
أساليبه :
-من جهة ابداع القرآن في الكلام بأسلوب لم يكن معهود عليه من العرب لكن مما يسمح به كلام العرب .
ثانيا : من جهة المعاني الحكمية والإشارات .
- فيه حقائق علمية وعقلية ، وتفيد جميع العصور .
- يشتمل القرآن على النوعين من العلم :
النوع الأول : الاصطلاحي.
مثاله : علوم أهل الكتاب ومعرفة الشرائع والأحكام وقصص الأنبياء والأمم وأخبار العالم.
دليله : {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة}.

النوع الثاني : العلم الحقيقي .
هو الإعجاز العلمي .
وينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
القسم الثاني : قسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم.
العلة في اعجازه على وجه العموم :
- أنه جاء به أمي وكانوا لا يعرفون دقائق الأمور .
- أنه كان بينهم ولم يفارقهم .
الدليل على اعجازه :
قال تعالى : في سورة القصص: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم}.
طرق اعجازه :
- أنه دعا للنظر والاستدلال.
- قال في الشفاء.
- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد للعرب: بيان علم التشريع ، طرق الحجج العقلية ، والرد على فرق الأمم ببراهين قوية،
- فتح العيون إلى فضائل العلوم بأن شبه العلم بالنور وبالحياة .
حجية هذه الجهة :
حجة هذه الجهة تظهر في تعلقها بالإعجاز .
دليله : ((ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي وإني أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة))
النكت التي تظهره الآية :
1) قوله ((ما مثله آمن عليه البشر)) : يقتضي أن كل نبي جاء بإعجاز خاص يناسب قومهم ، فيعجزهم فيؤمنون به .
2) أن قوله: ((وإنما كان الذي أوتيت وحيا)): يقتضي أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ليست معجزة بالأفعال ، كالتي كانت مع بقية الأنبياء بل معجزته بالقرآن ، فعجزوا عن الإتيان بمثله من حهتي اللفظ والمعاني .
3) قوله: فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا: عطف بالفاء للدلالة على الترتيب ، فالإعجاز بين إتيانه الوحي وبين أن يكون أكثرهم تابعا يقتضي أنه صالح لكل زمان ، فزيادة العدد دليل على صلاحيته لكل زمان .
نواحي إعجاز هذه الجهة :
- تثبت مع القرآن بمجموعه ، ولايقتصر على آية أو سورة منه .
دليله : قوله: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.
- أن العرب لم يعهدوا على مثل هذه العلوم :
كونه أميا فصار إعجاز على الناس عامة ، وإعجاز على أهل الكتاب بالإخبار عن علوم دينهم .
دليله : قال الله تعالى: {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.


مسألة استطرادية :
أنواع العلم :
نوعان :
النوع الأول : علم اصطلاحي.
الاصطلاحي فهو ما تواضع الناس في عصر من الأعصار على أن صاحبه يعد في صف العلماء، وهذا قد يتغير بتغير العصور ويختلف باختلاف الأمم والأقطار.
النوع الثاني : علم حقيقي.
فهو معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان، وما به يبلغ إلى ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة.

ثالثا : من جهة أخباره .
ففيه أخبار عن غيبيات .
مثاله :
-عن هزيمة الروم ، في قوله تعالى : ( ألم . غلبت الروم ) ، نزلت قبل أن يظهر أمر الروم على الفرس .
- فتح مكة ، في قوله تعالى : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ، فنزلت قبل فتح مكة بعامين .
- المراكب التي أنبأنا الله تعالى بظهورها ، في قوله تعالى : {لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}.
- {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} إلى قوله: {ولن تفعلوا}، يدل على انهم لن يفعلوا .
جهات أخرى إضافية :
رابعا : من جهة الملاحة .
وهي قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية، وهو قول التفتزاني، والسكاكي .
خامسا : من جهة ترتيبه ونظم آياته .
- في الوقف .
مثاله : (قوله تعالى: {هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى} فإن الوقف على قوله: {موسى} يحدث في نفس السامع ترقبا لما يبين حديث موسى.


أساليب القرآن :
- محسنات بديعية .
أمثلة على المحسنات البديعية :
حسن التقسيم :
مثاله : ما رواه مسلم والأربعة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة أي سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى أثنى علي عبدي. وإذ قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي وقال مرة: فوض إلي عبدي فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).


-المطابقة .
مثاله : كقوله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
- الجناس :
مثاله : قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.

-الإلتفات : وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق آخر منها.

-التشبيه .
مثاله : في قوله تعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار} الآية. ففيه إتمام جهات كمال تحسين التشبيه لإظهار أن الحسرة على تلفها أشد.
الاستعارة
مثاله : كقوله: {واشتعل الرأس شيبا} وقوله: {واخفض لهما جناح الذل}.

-ضرب الأمثال .
دليله : كقوله تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.

التقديم والتأخير :
مثاله : قال تعالى: {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا} إلى قوله: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} إلى قوله: {وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} فكان للابتداء بذكر جهنم ما يفسر المفاز في قوله: {إن للمتقين مفازا} أنه الجنة لأن الجنة مكان فوز. ثم كان قوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} ما يحتمل لضمير فيها من قوله: {لا يسمعون فيها} أن يعود إلى {كأسا دهاقا}.

استعمال التضمين :
مثاله : مثل قوله تعالى: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} فجاء فعل {أتوا} مضمنا معنى مروا فعدي بحرف على؛ لأن الإتيان تعدى إلى اسم القرية والمقصود منه الاعتبار بمآل أهلها.
العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تحتاجها للتهويل:
أصنافه :
1)مع الشيئين المتساويين :
باستعمال الضمير :
مثاله : قوله تعالى {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} فجاء بلفظ قلوب جمعا مع أن المخاطب امرأتان فلم يقل قلباكما تجنبا لتعدد صيغة المثنى.
الاتيان بلفظ يفيد الذكر والأنثى :
مثاله :
قوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا} فروعي معنى ما الموصولة مرة فأتى بضمير جماعة المؤنث وهو خالصة، وروعي لفظ ما الموصولة فأتى بمحرم مذكرا مفردا.
2) مع الأشياء المتساوية :
مثاله : قوله: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا} بواو العطف في سورة البقرة وقوله في الأعراف: {فكلا} بفاء التفريع، وهو أمر مفرع على الإسكان فيجوز أن يحكى بكل من الاعتبارين.
الغرض من هذا الأسلوب :
-الغرض منه تلوين المعاني ، فيكون مع تكرارها تجديد للمعاني وتغيرا في الأسلوب .
وذكر صحاب الكشاف أنه ليحصل به التفنن في الكلام .


مسألة استطرادية :
تعريف علم الفصاحة :
تنافر حروف الكلمة أو تنافر حروف الكلمات عند اجتماعها مثل: مستشزرات والكنهبل في معلقة امرئ القيس، وسفنجة والخفيدد في معلقة طرفة.

عيوب بعض الشعراء والخطباء :
يتعرض بعضهم لثقل في الألفاظ أو اللهجات .

أنواع الأدب :
-شعر
-نثر : خطابة وأسجاع كهان.


مميزات أساليب القرآن :
1)سلامة ألفاظها من الثقل في اللسان .
شبهة : أنه ورد ألفاظ منها ثقيلة مثل قوله : ( ألم أعهد إليكم ) وقوله: {وعلى أمم ممن معك}.
الرد على ذلك من وجوه :
- ذكر المحققون أنه لم يبلغ حد الثقل .
- ولأن حسن دلالة اللفظ على المعنى بحيث لا يخلفه فيها غيره مقدم على مراعاة خفة لفظه.
- اتفق الأدباء على أن وقوع اللفظ المتنافر في أثناء الكلام الفصيح لايزيل عنه وصف الفصاحة .
-مجيء القرآن على احسن اللهجات وأخفها تجنبا للمكروه من اللهجات ، وهو من تسيره على الأسماع ، كما قال تعالى : قال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.
2) استعمال أقرب الكلمات وأشملها في لغة العرب للدلالة على المعاني المقصودة .
مثاله : حرد في قوله تعالى: {وغدوا على حرد قادرين}، فجميع معاني حرد صالحة .

3) وجود أسلوب الفواصل المبتكرة ،و التي تساعد على الحفظ ويساعد على سرعة تعلقه بالأذهان .
الحكمة من تنوع أساليب القرآن :
أولا : ليظهر بذلك أنه من عند الله .
ثانيا : يكون بذلك زيادة التحدي للمتحدين .

4) اتساع أدب القرآن :
الفرق بينه وبين أدب العرب :
أدب العرب :
- لم يكن أدب العرب السائر فيهم غير الشعر، فهو الذي يحفظ وينقل.
- وكان الشعر خاصا بأغراض وأبواب معروفة، مثل الرثاء والهجاءوالفخر والحماس .
-لهم من غير الشعر مثل الخطب والأمثال والمحاورات ، فكان الخطب تنسى ، والأمثال يقصد بها الاتعاظ بها في مواردها ، والمحاورات كانت عادية فلا يهتمون بما تتضمنه .
أدب القرآن :
-جاء القرآن بأسلوب في الأدب غض جديد صالح لكل العقول.
- متفنن إلى أفانين أغراض الحياة كلها معط لكل فن ما يليق به من المعاني والألفاظ واللهجة: فتضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال أي الكلم الجوامع والقصص والتوصيف والرواية.
- كثرة فيها المحسنات البديعية أكثر مما جاء في شعر العرب ، كالجناس والطباق .
مثاله : كقوله: {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.فهنا جناس
وقوله : {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.فهنا طباق .

مبتكرات القرآن :
- الاتيان بأسلوب يخالف الشعر .
الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب :
-أنه جاء بأسلوب جامع بين مقصدين وهما الموعظة والتشريع .
-أنه جاء بأساليب تفنن في تنقلاته ومن هذه الأساليب :
-الإعتراض .
-التنظير .
- التذييل .
-الإتيان بالمترادفات عند التكرار تجنبا للتثقيل .
-الإكثار من أسلوب الإلتفات المعدود .
- أسلوب الجزالة والرقة ، ولاتخلو سور القرآن من الأسلوبين .
مثاله : فبينما تسمعه يقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.
ويقول: {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} إذ تسمعه يقول: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}

-الإتيان بجمل لها معان مفيدة محررة كالجمل العلمية والشرعية ، فتحوي عام معه المخصص ، والمطلق الذي قيده .
مثال : مثال على العام الذي خصصه ، قوله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون}.
ومثال على المطلق الذي قيده ، قوله تعالى : {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}.
-التسوير والتقسيم .
-أسلوب القصص
وتتضمن ابتكاره هنا في :
#في صياغة القصة وحكايتها بأساليب مختلفة مناسبة .
# لايلتزم في حكاية الألفاظ ولكن يذكر حاصل كلامهم ، فمداره هو المعنى لا الألفاظ .
# تغيير الأسماء التي في القصة بما يناسبها من الفصاحة حسب الموقع .
مثاله : تغيير شاول إلى طالوت وتغيير اسم تارح أبي إبراهيم إلى آزر .
- الأمثال : أبدع فيها وفي تركيبها .
مثاله : قوله تعالى: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف}.
وقوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن} إلى قوله: {فما له من نور}
-عدم الالتزام على أسلوب واحد ، واختلفت سوره ، ولكل سورة لهجة خاصة بها.
مثاله :
- بعضها بني على فواصل وبعضها ليس كذلك .
- وفي افتتاح السور فبعضها يفتتح بالاحتفال وبعضها يفتتح بالهجوم ، فمثال على الاحتفال : ( الحمد لله ) ( ويا أيها الذين آمنوا ) ، ومثال على الهجوم : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ..) ( براءة من الله ورسوله ) .
- الإيجاز .
أنواع الإيجاز :
1) الحذف :
ومنها حذف القول :
مثاله : قوله تعالى: {في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر}.
ومنها حذف المضاف .
مثاله : كقوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله}.
وحذف الجمل الذي يدل على تقديرها الكلام .
مثاله : قوله تعالى: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} إذ التقدير: فضرب فانفلق.
2) الإخبار عن أمر خاص بخبر يعمه وغيره.
فوائده :
-فائدة الحكم العام، وفائدة الحكم الخاص.
-فائدة أن هذا المحكوم عليه بالحكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام.
- التضمين :
تعريفه : وهو أن يضمن الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر ويشار إلى المعنى المضمن بذكر ما هو من متعلقاته من حرف أو معمول فيحصل في الجملة معنيان.
مثاله :
كقوله تعالى: {قل كل يعمل على شاكلته} وقوله: {طاعة معروفة}.
-الإشتراك في معنية أو معانية ، واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي .
- الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها، كما هو الحال مع القراءات.
مثاله : مثل (إذا قومك منه يصُدون) بضم الصاد وكسرها.

عادات القرآن:
كليات القرآن :
- كل كأس في القرآن يراد به الخمر .
- المطر في القرآن يراد به العذاب .
- ( يا أيها الناس ) يراد به أهل مكة المشركون ، كما ذكر ذلك ابن عباس .

المعاني التي لا تكاد تفترق في القرآن:
-الجنة والنار .
- الجوع والخوف.
-الرغبة والرهبة .
- أسلوب التضاد :
الوعيد يعقبه الوعد .
النذارة يعقبها البشارة .
ذكر الشرائع والتكاليف يعقبها إما بإلهيات أو شرح أحوال الأنبياء أو أحوال يوم القيامة .
- كلمة ( هؤلاء ) إذا لم يكن بعدها عطف بيان فيراد به المشركون .
مثاله : ( بل متعت هؤلاء وآباءهم} وقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}.
- إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى.
مثاله : قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} إلى قوله: {أنبئهم بأسمائهم}.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 21 محرم 1440هـ/1-10-2018م, 06:43 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تعديل :

================================
المقدمة السابعة
قصص القرآن :
معنى القصص:
القصص في اللغة : وهي جمع القصة قصص بكسر القاف، وأما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص، وهو مصدر سمي به المفعول، يقال: قص علي فلان إذا أخبره بخبر.
وفي الاصطلاح : القصة وهي الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها.

فوائد القصص القرآنية :
فوائد إجمالية :
- أخذ العظة والعبرة .
- بيان عناية الله لأصحاب هذه القصص .
- سوق القصة في المناسبة لها تعطيها صفة البرهان وصفة التبيان .
فوائد تفصيلية :
-تحدي أهل الكتاب وتعجيزهم وقطع ألسنتهم بذكر أخبار الأنبياء والأمم السابقة .
الدليل : قال تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.
-بيان عناية الله بذكر تاريخ المشرعين السابقين وخذلان أعداءهم .
-ظهور المثل الأعلى في الفضيلة وزكاء النفس أو ضد ذلك بمعرفة ما ترتب من المسببات على أسبابها في الخير والشر ونحوه ليحصل به الإقتداء والحذر .
دليله : قال تعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا}.
- موعظة المشركين المعاندين ليروا ما حصل لأمثالهم ولآباءهم ، وليروعاقبة المعاندين وكيف كانت العاقبة لأولياء الله في الأرض .
دليله : قال تعالى : (قال تعالى: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} وقال {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} وقال: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.
- ظهور بلاغة القرآن وإعجازه عند سرد القصص بأسلوب التوصيف والمحاورة ، وهي أسلوب لم يكن معهود عند العرب .
- توسيع علم المسلمين بأحوال الامم السابقة ليحصل به الإتعاظ عن أحوال الأمم السابقة التي كانوا يجهلون عنها ويغفلون عنها .
الدليل : {وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم}
- دفع الغرور عنهم بالتعرف على ميزات الأمم السابقة وعظمة ما أوتوه .
دليله : قوله تعالى عن قوم عاد: {وقالوا من أشد منا قوة}.
-تقوية همة المسلمين في السعي إلى سيادة العالم كما ساده الأمم السابقة ، وليخرجوا من الخمول الذي كانوا عليها العرب .
-معرفة أن قوة الله فوق كل قوة ، ,وأن الله ينصر من ينصره ، وأن العاقبة دائما تكون لأهل الخير .
دليله : قال تعالى : {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}.
-أنه يحصل منها فوائد في فهم تاريخ التشريع والحضارة ، فيفهم بذلك الأنظمة التي كانت عندهم والمعالم الموجودة عندهم .
مثاله : قوله: {وابعث في المدائن حاشرين}– {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين}: فيفهم من ذلك إرسال المؤذنين والبريح بالإعلام بالأمور المهمة.

مسألة استطرادية :
فائدة ذكر القصص في الخطب والمواعظ :
-أنها تذكر كالبرهان على الكلام .
-لا يستلتزم ذكرها بالألفاظ عند التكرار ، بل قد يذكر بمعانيها .

تكرار القصص في القرآن :
السبب في تفرق القصص في القرآن :
-لأنه يحصل فوائد عظيمة من هذا التوزيع .
-يحصل به الذكر والموعظة لأهل الدين .
فوائد تكرار القصص:
-رسوخها في الأذهان بكثرة التكرار .
-ظهور بلاغة القرآن في التكرار بطرق مختلفة من الاستعارة والمجاز والكنايات وتفنن في الألفاظ والتراكيب بأسلوب بليغ وفصيح وباستعمال المترادفات .
مثاله : قوله تعالى : {ولئن رددت}. {ولئن رجعت}.
-ليسمع بها الذين أسلم منهم بعد ذلك الذي فاتهم وقت نزول القرآن ، ليكون أقوى في تأثيره على نفوسهم .
-ليسهل معرفة القصة على من لم يحفظ السور الأخرى التي فيها القصة .
- تنوع أساليب ذكر القصة بأساليب مختلفة ، فيذكر في موضع آخر مالم يذكر في الموضع الأول ، وهذا له أسباب :
أسباب اختلاف أساليب القصة من موضع إلى آخر :
1)تجنبا للتطويل ، فيقتصر على موضع العبرة منها ، ولكن يكملها في مواضع أخرى .
2) مراعاة لحال السامع وليناسب السياق ، فتارة تساق إلى المؤمنين ،وتارة تساق إلى المشركين ،وتارة إلى أهل الكتاب ، وتارة إلى كليهما ،وقد تساق لطائفة في حالة خاصة ثم تساق في حالة أخرى ،لذلك يكون بعضها فيها إطناب وبعضها يكون فيها إيجاز ..
مثاله : قصة موسى في سورة طه والشعراء نجدها فيها إسهاب وإطناب ، بينما في سورة الفرقان أوجزت ذلك ، فقال تعالى : ({ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا}.
3) منها ما يكون منها التنبيه على خطأ المخاطبين فيما ينقلونه ، وأحيانا لايكون ذلك .

مميزات القصص القرآنية :
- إيجاز أسلوبها وهذا لغرض التذكير .
مثاله : في سورة القلم: {فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.فهذه المقالة لم تذكر أثناء قوله تعالى : (قوله: {إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} وقوله: {فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين}. لأنه ذكر في موضع لتذكيره لأصحابه .
-طيء ما يقتضيه الكلام الوارد .
مثاله : قوله تعالى في سورة يوسف: {واستبقا الباب}، فهنا طوى ذكر حضور سيدها وطرق الباب وإسراعهما إليه لفتحه ، فكان إسراع يوسف عليه السلام ليقطع الشك عن سيده ، وإسراعها هي لتكون هي البادئة في الحكاية ، وتشتكي عن يوسف .

المقدمة الثامنة
أسماء القرآن وآياته وما يتعلق بها :
المقصد من ذكره في المقدمة :
- علاقته بالقرآن وعلاقته بالتفسير .
- يفيد في المفسر في تفسيره لفواتح السور ومناسبة بعضها لبعض .

تعريف القرآن :
لغة : اختلف أهل العلم في مصدره على قولين :
القول الأول : أنه اسم مشتق من القراءة على وزن فعلان ، وبهمز لفظ قرآن ، وهي قراءة ابن كثير وأكثر القراء .
والسبب في اشتقاقه من القراءة :
لأنه بدء الوحي بقوله ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، فقال تعالى : {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
القول الثاني : أنه اسم كتاب غير مشتق ،وهو على وزن فعال من القرن بين الأشياء والجمع بينها .
القول الثالث : أنه اسم جمع ،جمع قرينة .
ولكن هذا القول ضعيف ، لأنه لايجمع قرينة على وزن فعال في التكثير ، وأنها ليست من الجموع الواردة على وزن فعال ..
اصطلاحا :هو كلام الله العربي الموحى إلى نبية محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل ، والمكتوب في المصاحف والمشتمل على مائة وأربع عشرة سورة ، وأولها الفاتحة وآخرها سورة الناس .

أول ما بدء من القرآن :
أول ما بدء به الوحي به قوله : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .

أسماء القرآن وسبب تسميتها بذلك :
أصل أسماء القرآن :
1) أصناف .
2) أجناس .

عدد أسماء القرآن :
ذكر في الإتقان أنها تصل إلى نيف وعشرون .

أشهر أسماءها :
اشتهر اطلاقها منها ستة :
التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي، وكلام الله.

1-الفرقان :
سبب التسمية :لأنه يفرق بين الحق والباطل .
دليله : قوله تعالى : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}.
أوجه وصفه بهذا الوصف :
أولا : لأنه يعتمد في هدايته على الدلائل والأمثال .
ثانيا : بيان التوحيد وصفات الله والذي لايوجد مثله في التوراة والإنجيل .
مثاله :
-مثال على وصف الله : في قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء )
- مثال وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر في التوراة والإنجيل ، فذكر في سورة محمد ، قوله تعالى : {والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}. وفي سورة آل عمران جمع ذلك الوصف بقوله : {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.
ثالثا : آيات الأحكام بعيدة عن اللبس والشبهة .
مثاله : {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}.


2- التنزيل :
أصل التسمية : مشتق من مصدر نزل .
سبب التسمية : أطلق على المنزل لأن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء.
دليله : قال تعالى: {تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}.

3-الكتاب .
أصله : أصله اسم جنس مطلق ومعهود.
سبب التسمية :
-سمي كتابا لأن الله جعله جامعا للشريعة.
-لأن الله أمر رسوله أن يكتب كل ما أنزل عليه منه ليكون حجة على الذين يدخلون في الإسلام ولم يتلقوه بحفظ قلوبهم.
الدليل : قال تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}.
المعجزة في هذه التسمية :
لأنه ما أوحي إليه سيكتب في المصاحف .
دليله : قال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها}.


4-الذكر .
سبب التسمية : لما فيه من التذكيرلما يجب على الناس من اعتقاد وعمل .
دليله : قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.

5- الوحي.
وجه التسمية :لأنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الملك ، وهذه الطريقة تسمى بالوحي .
سبب التسمية :
- لأنه يترجم عن مراد الله تعالى فهو كالكلام المترجم عن مراد الإنسان.
-ولأن كلامه لم يكن من تأليف البشر .

6- المصحف .
سبب التسمية :
بعد الجمع القرآن وكتابته فكر الصحابة باسم له ، فاختاروا اسمه مصحفا لما وجد ابن مسعود ان الحبشة يسموه لكتاب .

7- كلام الله .
دليله : قال تعالى : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

مسألة استطرادية :
كتاب الوحي :
أول كتاب الوحي : عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان.


آيات القرآن :
معنى الآية :
لغة : العلامة والدليل والمعجزة .
-أوجه تسميتها :
- فهو دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنها تشتمل على الحد الأعلى من نظم الكلام .
- وقوعها مع غيرها من الآيات فيه إعجاز ودليل على أن القرآن من عند الله وليس من تأليف البشر .
اصطلاحا: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
سبب قوله ( ولو تقديرا) :
يقصد بذلك إدخال قوله تعالى : {مدهامتان} ، لأن تقديره : هما مدهمتان ، ونحو {والفجر} والتقدير أقسم بالفجر .
والسبب في قوله ( إلحاقا) :
لادخاله بعض فواتح السور من الحروف المقطعة .

الحروف المقطعة آية أو غير آية :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول :منهم عدها آية ماعدا : آلر، وآلمر، وطس.
القول الثاني :ومنهم لم يعدها آية .
الصواب : أنها مسألة توقيفية وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيرها.

عد الآي :
تحديد مقادير الآيات :
اختلف أهل العلم في تحديد مقاديرها على أقوال .:
الأول : أن منها توقيفية( التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم) ، ومنها مختلف فيها الروايات .
المسائل التي أجمعوا عليها :
- أجمعوا على أن عدد الآيات ستة آلاف ، وهذا ذكره أبو عمرو الداني .
- أجمع أهل العدد من أهل الكوفة والبصرة والمدينة والشام على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة، وهذا ما ذكره المازري في شرح البرهان .
- .
الذي اختلفوا فيه :
- بعضهم لم يزد على الستة آلاف .
- بعضهم زاد على الستة آلاف .
- و اختلفوا في عد البسملة أو تركها في سورة الفاتحة ، فالمكي والكوفي عدوها آية ، وأما البصري والشامي والمدني لم يعدوها آية .

والقول محمول على :
- على التخيير حد تلك الآيات.
- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على علم بتحديد الآية .
الأدلةعلى ذلك :
- في الأحاديث وردت أن فاتحة الكتاب تسميتها بالسبع المثاني .
- في حديث عن قراءة العشر آيات من خواتيم .
- تقدير المسلمين لأوقات بمقدار عدد الآيات .
الثاني : أنها اجتهادية ..

تاريخ عد الآي :
- كان معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
دليله : روى محمد بن السائب عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة.

- ثم كان في عهد الصحابة .
دليله : في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} الآية.
- كان لأهل المدينة عددان ، ولأهل مكة عدد واحد :
- اتفق أربعة من ائمة القران في العد وسموه العد الأول ، وهؤلاء القراء هم : أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو نصاح شيبة بن نصاح، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وإسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصاري.
- خالف القراء الأربعة في العد إسماعيل بن جعفر، وانفرد في عده وسموه العد الثاني ، ونسب أيضا هذا أيوب ابن المتوكل البصري المتوفي سنة 200.

طول الآيات :
تتفاوت الآيات في طولها فبعضها طويل وبعضها قصير ن فتتفاوت بحسب ما تقتضيه المقام ، وعلى حسب ما قبلها .
أطول الآيات في القرآن :
مثل : قوله تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح.
وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة.
- وأقل من ذلك طولا ، قوله تعالى : (قوله تعالى: { حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {إن الله كان غفورا رحيما} في سورة النساء.
أقصر الآيات في القرآن :
من حيث عدد الكلمات : مثل قوله تعالى : قوله تعالى: {مدهامتان}. في سورة الرحمن .
ومن حيث عدد الحروف : مثل قوله تعالى : قوله: {طه}.


ترتيب الآي :
ترتيب الآيات في السورة الواحدة :
ترتيب نزول الآيات في السورة الواحدة :
- منها ما نزلت دفعة واحدة.
- ومنها ما نزلت متتابعة
- - ومنها ما نزلت مفرقة .
الدليل : روى الترمذي عن ابن عباس عن عثمان بن عفان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، أي في أوقات متقاربة فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب الوحي فيقول: ((ضعوا هؤلاء الآيات في السورة كذا)). ولذلك فقد تكون السورة بعضها مكيا وبعضها مدنيا.

هل ترتيبها توقيفي أو اجتهادي ؟
- ترتيبها توقيفي .
الأوجه التي تثبت أنها توقيفية :
-نزول القرآن منجما فتنزل الآيات متتابعة أو سورة كاملة .
-قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على نفس ترتيب العرضة الأخيرة والذي نقله عنه الحفاظ .
- كتابة زيد بن زيد المصحف على هذا الترتيب ولم يخالفه .
-ترتيب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الجهرية وفي غيرها من المناسبات .
- لما جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن لم يؤثر عنهم أنهم ترددوا في ترتيب الآيات ولا انكار ولا اختلاف على ذلك .
- وكانت الآيات تنزل جوابا على سائل فيوقف جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم على موضع الآية .
- وجود تناسب بين الاية ولاحقتها ، بسبب أساليب الكلام المنتظم المتصل ، والذي يدل عليه وجود حروف العطف ، ولكن ، وبل ، والاستثناء .

ترتيب الآيات وعلاقتها بنزولها :
- ترتيب الآيات لا علاقة له بنزول الآيات .
- يندر أن ترتيب الآيات هو على حسب النزول .
مثاله:
- قوله تعالى: {غير أولي الضرر} نزل بعد نزول ما قبله وما بعده من قوله: {لا يستوي القاعدون} إلى قوله: {وأنفسهم}.


استطرادية :
تأليف القرآن :
- جمع القرآن في عهد أبو بكر رضي الله عنه .
- وكان تأليف القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ماكان يسمعونه ، وهذا ما ذكره ابن وهب الذي سمعه من مالك .
- جمع من الصحابة القرآن كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهم : زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري.


تسمية الأجزاء:
هي من الأمور التي ابتكرت ولم تكن موجودة .
الدليل على ذلك :
قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} وقال: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت}.

الفواصل :
معنى الفواصل :
تعريفه : هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب، مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها، وبكلام قريب من السجع .

طرق معرفة الفواصل :
-المساواة بين الآية والسورة طولًا وقصرًا.
-مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخيربالنظر إلى ما بعدها أو ما قبلها ، وتكون قريبة من الأسجاع ، ويتماثل في ها صيع الكلمات من حركات وسكون ونحوه .
مثاله : مثل {أنتم عنه معرضون} {إذ يستمعون}، فبنيت هنا على حرف مضموم مشبع .
-انقطاع الكلام، إلا في أحوال نادرة فلا يكون فيه فاصلة عند منتهى الكلام ، مثل قوله تعالى : ( ص والقرآن ذي الذكر ) .

فائدة الفواصل :
-لها فوائد اعجازية فيظهر فيها بلاغة القرآن وفصاحته .
-وهي تحسن الكلام وتحدث وقعا على سامعها وتؤثر في النفوس .
- كل آية منها ترجع إلى غرض الإصلاح والاستدلال ، وتكميله وتخلصيه من الضلالات .

أسباب كثرة الجمل الإعتراضية :
- بعضها لأسباب نزولها ، وبعضها بدون ذلك .
- لاشتمال على جملة منها على حكمة وارشاد
مثاله : كقوله: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار - إلى قوله:- قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} فقوله: {قل إن الهدى هدى الله} جملة معترضة.


الوقوف :
تعريفه :
الوقف هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة.

أهميته :
- الوقف يؤثر على المعنى ، فقد يكون اصلا لمعنى الكلام ؛ لأنه قد يختلف المعنى باختلاف الوقف .
مثاله :
- قوله تعالى ((وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير)
فالوقف على كلمة ( قتل ) : يعني أن أنبياء كثيرين قتلهم قومهم وأعداؤهم.
أما الوقف كعلى ( كثير) : يعني أن أنبياء كثيرين قتل معهم رجال من أهل التقوى فما وهن من بقي بعدهم من المؤمنين.

تعريف السكت :
هو قطع الصوت حصة أقل من حصة قطعه عند الوقف.

الفرق بين الوقف والسكت:
-أن الوقف قطع الصوت عن الكلمة لكن مع حصة يتنفس أما السكت فيحصل قطع الصوت لكن بدون نفس.
-أن الوقف يكون عند نهاية الكلام أما السكت فيقف دون تمام المعنى .

حكم الوقوف عند رؤوس الآيات :
حكمه : سنة .

أقسام الوقف :
أولا : وقف أكيد .
ثانيا : وقف حسن .
ثالثا : وقف قبيح .

الفوائد من تعدد الوقف :
- يستفاد فيها في تعدد المعاني .
مثاله : فقوله تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا} فإذا وقف على {قواريرا} الأول كان { قوارير} الثاني تأكيدا لرفع احتمال المجاز في لفظ {قواريرا}، واذا وقف على {قوارير} الثاني كان المعنى الترتيب والتصنيف.
-يستفاد منه في الخصوصيات البلاغية والإعجازية .

مراحل الاعتناء بالوقوف :
-لم يكن هناك تشديد في تحديد الوقوف عند السلف لأن الأمر ظاهر لهم .
-وأما ماذكر عن كلام عبد الله بن عمر بوجوب ضبط أوقاف القرآن ، وقد ذكر ذلك ابن نحاس ولكنه ليس واضح غرض الاحتجاج به .
-وكان اعتناءهم بالفواصل أهم لعجز أهل البلاغة والرأي فقامت عليهم الحجة .
- لما كثر الداخلون في الإسلام من بقية الأمم ، توجه أهل القرآن بالاعتناء إلى وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئه ، وظهر الاعتناء بالوقوف.

أشهر من تصدى في ضبط الوقوف :
-أبو محمد بن الانباري، وأبو جعفر بن النحاس، وللنكزاوي أو النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان.
-اشتهر بالمغرب من المتأخرين محمد بن أبي جمعة الهبطي المتوفي سنة 930

سور القرآن :
معنى السورة :
لغة: جمع سورة سور بتحريك الواو كغرف.
واختلفوا في مصدر اشتقاقه على قولين :
الأول : على لغة قريش وما جاورها ، فتكون مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو وهو الجدار المحيط بالمدينة أو بمحلة قوم زادوه هاء تأنيث في آخره مراعاة لمعنى القطعة من الكلام.

الثاني : على لغة تميم ، فتكون مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب ، ثم خففوا الهمزة بعد الضمة فصارت واوا.

مسألة استطرادية :
الوقف على تاء التأنيث :
ذكر النحويين اثبات التاء في الوقف وهي لغة .

اصطلاحا : السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران، مسماة باسم مخصوص.
دليله : جاء في القرآن تسمية سورة النور باسم سورة في قوله تعالى: {سورة أنزلناها} أي هذه سورة.

أقل مقدار السورة :
أقلها ثلاث آيات .
دليله : مأخوذ من استقراء سور القرآن مع حديث عمر فيما رواه أبو داود عن الزبير قال جاء الحارث بن خزيمة هو المسمى في بعض الروايات خزيمة وأبا خزيمة بالآيتين من آخر سورة براءة فقال: أشهد أني سمعتهما من رسول الله. فقال عمر: وأنا أشهد لقد سمعتهما منه، ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة إلخ، فدل على أن عمر ما قال ذلك إلا عن علم بأن ذلك أقل مقدار سوره.

التحدي بالقرآن :
-وقع التحدي للعرب لبلاغتهم وفصاحتهم ، فكان التحدي على مراحل منها :
- بالإتيان بسورة .
دليله : فقال تعالى ( فأتوا بسورة من مثله ) .
- بالإتيان بعشر سور .
دليله : قال تعالى : ( فأتوا بعشر سور مثله ) .


عدد السور :
-عدد السور مائة وأربع عشرة سورة،وهذا ما اتفق عليها جمهور الصحابة ولم يترددوا في عدد السور .
-مقادير السور كانت محفوظة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة الصلاة وفي عرض القرآن .
تسوير القرآن :
-كان التسوير من زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قسمت القرآن في ذلك الزمن إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها، ولم يخالفهم إلا عبد الله بن مسعود في التسوير فلم يضم المعوذتين في سور القرآن ؛ لأنه لم يكن يعتبرهما من القرآن بل للتعوذ بهما ، ولكن كان يقرأها في صلاة الصبح ويسميها سورة الخلع والخنع .

ترتيب السور :
مسألة ترتيبها هل توقيفي أو اجتهادي ؟
اختلفوا فيها على أقوال :
القول الأول : أنها توقيفية ، وهو ما عزاه ابن عطية إلى مكي بن أبي طالب وجزم به السيوطي في الإتقان، وهو احتمال ذكره أبو بكر الباقلاني ، وهو قول أبو عمرو الداني أيضا ،
القول الثاني : اجتهادي ، وهو احتمال ذكره أبو بكر الباقلاني، وهو قول مالك وجمهور اهل العلم .
الدليل : في المستدرك عن زيد بن ثابت أنه قال: كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع.
ونقل ابن عطية عن الباقلاني الجزم بأن ترتيب السور بعضها إثر بعض هو من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان.
الراجح : أن بعضها توقيفي وبعضها اجتهادي .
والأوجه التي تثبت على أن منها توقيفي ومنها اجتهادي :
- أن رأي الجمهور هو أنها أكثرها كانت توقيفية .
قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من السور مالم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت كتابة المصحف.
-أن الذي لاشك في ترتيبه هو أن المفصل في آخر القرآن وأن السبع الطوال كان في أولها .
- وأن في القرآن آيات تشير إلى أن هناك سورة قبل سورة وليس بنفس الترتيب ، مثل قوله في سورة النحل: {وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل} يشير إلى قوله: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} الآية من سورة الأنعام فدلت على أن سورة الأنعام نزلت قبل سورة النحل.
-ثبت أن آخر آية نزلت آية في سورة البقرة أو في سورة النساء أو في براءة، وثلاثتها في الترتيب مقدمة على سور كثيرة..
- أن المصاحف الأولى التي كتبها الصحابة تختلف فيها ترتيب السور .

ترتيب السور عند الصحابة :
أولا : منهم من رتب مصحفه بترتيب النزول ، وذكر ذلك في الإتقان .
مثاله :
مصحف علي رضي الله عنه وكان أوله {اقرأ باسم}، ثم المدثر، ثم المزمل، ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي ثم المدني.
ثانيا : ومنهم من ترتبها بحسب تشابه السوروالنظائر .
مثاله :
-سورة الأنفال كانت من أوائل ما نزلت في المدينة ، وسورة براءة نزلت في آخر القرآن ، فكان هناك تشابه بين السورتين فظن عثمان رضي الله عنه أنها من الأنفال لذلك لم يضع بينها بسم الله الرحمن الرحيم ن ووضعها مع السبع الطوال ولم يضعها مع المئين .
- ومن صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه ذكر النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأهن في كل ركعة فسئل علقمة عنها فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرها من الحواميم حم الدخان و{عم يتساءلون}.
ثالثا:ومنهم من رتبه على حسب الطول .
مثاله :
و كان مصحف أبي وابن مسعود فكانا ابتدأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران، وبهذه الطريقة أمر عثمان ترتيب المصحف وسماه مصحف الإمام .


مسألية استطرادية :
مراحل جمع المصحف في عهد الصحابة :
- جمع القرآن في زمن أبي بكر رضي الله عنه لم تكن في مصحف واحد ولكن كانت لكل سورة صحيفة .
- لما أراد عثمان جمع القرآن في مصحف واحد أرسل إلى حفصة وأخذ منها ثم أرجع لها بعد نسخه منها .
-
مسألة حكم القراءة بدون ترتيب المصحف :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الاول : يجوز قراءتها بدون ترتيب .
دليله :
- فعل النبي صلى الله عليه وسلم : في صحيح مسلم عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالبقرة ثم بالنساء ثم بآل عمران في ركعة.
- قول عائشة رضي الله عنها : سألها رجل من العراق أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه فقالت: وما يضرك أية آية قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام.

القول الثاني : النهي عن قراءتها منكسا ، وهو قول ابن البطال .
وهذا القول محمول على النهي في قراءتها من آخر القرآن إلى أوله أو محمول على النهي للكراهة .


ترتيب السور المكية والمدنية :
- كانت ليست متوالية بل تجد السور المكية ويتخللها سور مدنية .
- اختلفت الروايات في ترتيب نزولها ، فجاء فيها ثلاث روايات :
ورواية مجاهد عن ابن عباس .
رواية عطاء الخرساني عن ابن عباس .
ورواية جابر بن زيد عن ابن عباس .
والروية المعتمدة في هذا التفسير وفي الإتقان والجعبري هي هذه الرواية الأخيرة .

ضابط معرفة السور الطوال والقصار :
يعرف بحسب عدد اللآيات لا حسب الحروف والكلمات .

أسماء السور :
نشأتها :
كانت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصر الصحابة والتابعين .
والأدلة على ذلك :
- تحدي القرآن بسورة منها في قوله تعالى : (فأتوا بسورة من مثله ) ، فلا يكون التحدي إلا باسم معلوم ومقدار .
حديث ابن عباس أن النبيء صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)).

مراحل لأصل تسمية السور :
- كانت التسمية في أول الأمر على الأوصاف ، فقالوا السورة التي يذكر فيها كذا.
- وعندما شاع صار حذفوا الموصول وعوضوا عنه الإضافة فقالوا سورة ذكر البقرة.
- ثم حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه فقالوا سورة البقرة، أو أنهم لم يقدروا مضافا- وأضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة.

أهميته :
- لتيسير المراجعة والمذاكرة .
- وللتمييز بين السور .

حكم تسمية السور :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول : المنع .
دليله : ما روي من حديث عن أنس مرفوعا ((لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله)) فقال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، ولكن ابن حجر أثبت صحته.
القول الثاني : الجواز .
دليله : ما ذكره البخاري في كتاب فضائل القرآن باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وسورة كذا، وذكر الاحاديث على هذه التسميات .
الراجح : أن القول الأول مبني على حديث أنس وابن عمر ، ولكن الحديث منهم من أنكر صحته ومنهم من صححه ، ولكن لو صح الحديث فهو منسوخ ، فتأولوا قول ابن عمر أن ذلك حينما كانوا في مكة حيث كان المشركين يهزؤون بهم فلما هاجر المسلمون إلى المدينة زال سبب النهي فنسخ.


أوجه تسمية السور :
- بحسب الأوصاف .
مثاله : الفاتحة وسورة الحمد.
- بالإضافة لشيء اختصت به السورة .
مثاله : سورة لقمان لاختصاص السورة بذكر لقمان .
- بالإضافة إلى لما كان ذكره فيها .
مثاله : سورة هود وإبراهيم .
- بالإضافة إلى كلمات تقع في السورة .
مثاله : سورة براءة ، وسورة حم عسق ،وسورة حم السجدة .


هل الأسماء توقيفية ؟
القول الأول : التوقيف .
ثبتت بعض الأسماء بتوقيف من النبي صلى الله وعليه وسلم ومن الآثار .
القول الثاني : اجتهادية :
الراجح من الأقوال : إما أن يكون الصحابة سموها بما حفظوها من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أخذوا لها اشهر الاسماء التي كان الناس يعرفونها بها وحتى لو كانت غير مأثورة .
أوجه الترجيح والجمع بين الأقوال :
- سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع ، فهنا التسمية من اجتهاده ووضعه .
- أن بعض السور اشتهرت تسميتها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع بها وأقر بها .

اثبات الأسماء في المصاحف :
في عصر الصحابة :
- لم يثبت الصحابة الأسماء في السور بل اكتفوا بوضع البسملة بينها ماعدا في سورة براءة للاختلاف في تعلقها بالأنفال أو انفرادها .
- ذكر في الإتقان أن في مصحف أبي ذكر فيها أن سورة البينة اسمها سورة أهل الكتاب ، وهذا دليل على أنه كانت تكتب الأسماء في مصحف أبي .
في عصر التابعين:
- وكتبت أسماء السور باطراد في عصر التابعيين، حتى أنه كانت تكتب بخط آخر مميز ، وقد ذكر ذلك المازري .

هل نهايات السور توقيفية أو اجتهادية ؟
نهايات السور توقيفية .
دليله :
حديث ((من قرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران)) وقول زيد بن ثابت فقدت آخر سورة براءة.

المقدمة التاسعة:
معاني القرآن والمراد بها :
مقصد بيان هذا في المقدمة :
بيان استعمال اللفظ في معنيه أو معانيه .
- استعمال المعنى الحقيقي والمجازي .
- استعمال المكنى عنها مع المصرح عنها.
- إرادة المعاني المستتبعات بفتح الباء من التراكيب المستتبعة بكسر الباء.
معرفة الجمع بين المعاني وطريقة الترجيح بينها .

أوجه اعجاز أساليب القرآن:
- تحدى بها بلغاء العرب منهم : لبيد بن زهير ، وكعب بن زهير وغيرهم .
- القرآن معجز بكثرة معانيه ، فيودع معان كثيرة ومقاصد كثيرة بأقل الألفاظ.

مسألة استطرادية :
الأساليب التي تعتمدها العرب في كلامها :
أساليب تعتمد على توفير المعاني بأقل العبارات : من المجاز، والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد ومستتبعات التراكيب، والأمثال، والتلميح، والتمليح، واستعمال الجملة الخبرية في غير إفادة النسبة الخبرية، واستعمال الاستفهام في التقرير أو الإنكار، ونحو ذلك.

الغرض من كثرة معاني القرآن :
-لنواحي تشريعية .
- لنواحي تأديبية .
- لنواحي تعليمية .

مراتب دلالة التركيب في القرآن :
أولا : دلالة متساوية : إذا تساوى المعنيان فالأمر أظهر.
مثاله : مثل قوله تعالى: {وما قتلوه يقينا} أي ما تيقنوا قتله ولكن توهموه، أو ما أيقن النصارى الذين اختلفوا في قتل عيسى علم ذلك يقينا بل فهموه خطأ .

ثانيا: دلالة متفاوتة .
- بعضها أظهر من بعض ولو أن تبلغ حد التأويل.
-فقد تكثر المعاني بإنزال لفظ الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ.
مثاله : قوله تعالى: {إلا عن موعدة وعدها إياه} بالمثناة التحتية وقرأ الحسن البصري: (أباه)، بالباء الموحدة، فنشأ احتمال فيمن هو الواعد.

مسألة استطرادية :
معنى التأويل :
وهو حمل اللفظ على المعنى المحتمل المرجوح.

حكم استخراج المعاني وأدلة مشروعيتها:
من القرآن : دعا الله في القرآن إلى تدبره وبذل الجهد في استخراج معانيه ، فقال تعالى : (قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقوله: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وقوله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
ومن السنة :
فعل الرسول صلى الله عليه وسلم :
ما رواه أبو سعيد بن المعلى قال: دعاني رسول الله وأنا في الصلاة فلم أجبه فلما فرغت أقبلت إليه فقال: ((ما منعك أن تجيبني?)) فقلت: يا رسول الله كنت أصلي، فقال: ((ألم يقل الله تعالى {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}))
فالاستجابة بمعنى الامتثال ، والمراد بالدعوة الهداية .
لكن أيضا له معنى آخر وهو إجابة النداء تحتمله الآية ، فاستشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم .
فعل الصحابة :
- مثل ما روي أن عمرو بن العاص أصبح جنبا في غزوة في يوم بارد فتيمم وقال: الله تعالى يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} مع أن مورد الآية أصله في النهي عن أن يقتل الناس بعضهم بعضا.
- وفي زمن عمر لما فتحت العراق وسأله جيش الفتح قسمة أرض السواد بينهم قال: إن قسمتها بينكم لم يجد المسلمون الذين يأتون بعدكم من البلاد المفتوحة مثل ما وجدتم فأرى أن أجعلها خراجا على أهل الأرض يقسم على المسلمين كل موسم فإن الله يقول: {والذين جاءوا من بعدهم} وهذه الآية نزلت في فيء قريظة والنضير، والمراد بالذين جاءوا من بعد المذكورين هم المسلمون الذين أسلموا بعد الفتح المذكور.
- استنباط عمر رضي الله عنه أول يوم من التاريخ الهجري من قوله تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} فإن المعنى الأصلي أنه أسس من أول أيام تأسيسه، واللفظ صالح لأن يحمل على أنه أسس من أول يوم من الأيام
استدلال الفقهاء من الآيات :
- الاستدلال على مشروعية الجعالة من قوله تعالى : في قصة يوسف: {ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}.
- استدلال الشافعي على حجية الإجماع وتحريم خرقه بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.

ضوابط احتمال دلالة المعنى :
- أن لايكون هناك مانع شرعي .
- أن لايكون هناك مانع لغوي .
- أن لايكون هناك مانع توقيفي .

محامل كلمات القرآن :
تحمل الكلمات محامل مختلفة ، فيحمل عليها كلها مالم يكن خلاف السياق :
- ومنها الصريح والكناية .
- ومنها بديع .
-ومنها وصل ووقف .
مثاله : في قوله تعالى: {لا ريب فيه هدى للمتقين} إذا وقف على {لا ريب} أو على {فيه}.فيحمل على جميع المعاني هنا .
وفي قوله تعالى : وقوله تعالى: (وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير)،فهنا تختلف المعنى بالوقف على قتل .
-منها :الاشترك و الحقيقة والمجاز.
مسالة استطرادية :
السبب في أن القرآن باللغة العربية :
- ليخاطب به كل الامم وفي جميع العصور .
- ولأنها أوفر اللغات مادة، وأقلها حروفا، وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرها ألفاظا.

أنواع الإشتراك اللفظي :
النوع الأول : الاشتراك المطلق :
وهو أن يطلق على جميع معانيه .
- قد يكون بينهما العموم والخصوص، فيحمل على جميع المعاني مالم يوجد صارف لفظي أو معنوي .
مثاله : قوله تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه} في سورة العنكبوت، فيحمل الجهاد على المعنين وهي جهاد النفس والمقاتلة .

النوع الثاني : الاشتراك المقيد :
وهو أن يطلق على بعض معانيه .
فقد يكون ثاني المعنيين متولدا من المعنى الأول، وهذا لا شبهة في الحمل عليه لأنه من مستتبعات التراكيب.

أقوال علماء الفقه والعربية في صحة الاشتراك اللفظي :
القول الأول : أنه يصح لكن بشرط إرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة ، وهو قول الغزالي وأبو الحسين البصري.
وهذا القول خلافهم لأن الأمر لم يعهدوا عليه بمثله عند العرب قبل نزول القرآن .
القول الثاني : أنه يصح على اطلاقه على عدة معاني أو بعضه ، وهو الصواب .
واختلفوا فيه على وجوه :
1) أنه من قبيل الحقيقة ،وهو قول منسوب إلى الشافعي وأبي بكر الباقلاني وجمهور المعتزلة.
2) أنه هو المجاز ، وهو قول بعضهم .
القول الثالث :نفي احتمال الاشتراك لأكثر من معنى إلا بقرينة وهو قول ابن الحاجب .
وهذا القول مبني على فهم ابن الحاجب من الباقلاني في إن القرينة من علامات المجاز، وهذا لا يستقيم لأن القرينة التي هي من علامات المجاز هي القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
القول الرابع : صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي وعدم صحة ذلك في الإيجاب، وهو قول منسوب إلى برهان علي المرغيناني الفقيه الحنفي صاحب كتاب الهداية في الفقه.
وهذا القول مبني على اشتباه في دلالة اللفظ المشترك على معانيه، بدلالة النكرة فتفيد العموم إن وقعت في سياق النفي .

أقسام المشترك اللفظي :
الأول : مشترك لفظي مفرد :
مثاله : مثال على استعمال اللفظ المفرد في حقيقته ومجازه:
قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} فالسجود له معنى حقيقي وهو وضع الجبهة على الأرض ومعنى مجازي وهو التعظيم.
الثاني : مشترك لفظي مركب :
ومثال : مثال على استعمال المركب المشترك في معنييه قوله تعالى: {ويل للمطففين} فمركب ويل له يستعمل خبرا ويستعمل دعاء.

طريقة الجمع بين المعاني والترجيح بينها :
حمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية، محضة أو مختلفة.

المقدمة العاشرة :
اعجاز القرآن
أهميته :
- فيه مورد للمعلول .
- وهو منهل للعلم .

المقصد من بيانه في المقدمة :
- بيان اعجازه القرآن ونواحي الإعجاز فيه ودلائله .
- بيان بلاغة القرآن ولطائف أدبة .

موقف الباحثين من اعجاز القرآن :
-منهم خلطوا بين اعجاز القرآن مع غيره .
-ومنهم أهملوا هذا الفن .
- ومنهم من ألم به وخلطه بقسم الإعجاز .

الذين تكلموا من قبل عن اعجاز القرآن :

مثل الباقلاني، والرماني، وعبد القاهر، والخطابي، وعياض، والسكاكي.

علاقة هذه المقدمة بالتفسير :
- أن المفسر لا تكتمل تفسيره إلا بوجود دقائق من وجوه البلاغة .

مراتب التفاسير في كلامها عن ذلك :
تفاسير مقلة .
أمثلة على التفاسير المقلة :
- معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج. .
- المحرر الوجيز للشيخ عبد الحق بن عطية الأندلسي.
تفاسير مكثرة .
أمثلة على التفاسير المكثرة :
-مثل الكشاف.
التفاسير المعتنية بذلك :
-كتاب أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البغدادي.
- أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي.

اسباب اعجاز القرآن :
- - فيه بيان للأصول الإسلامية .
- التحدي بسورة أو عشر سور منها :
السبب :
- لأن تحدى بها النبي صلى الله عليه وسلم معانديه ، فكان التحدي بأقل ذلك وهو بسورة منه ، والتحدي أيضا بعشر سور منه ، فعجز عنها بلغاء العرب .
أدلة ذلك : قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله}
وقال: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.

السبب في عجزهم في التحدي :
اختلف أهل العلم فيه على أقوال :
القول الأول : بأن الله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي، لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب، وهذا القول الأشعري فيما حكاه أبو الفضل عياض في الشفاء وإلى النظام والشريف المرتضى وأبي إسحاق الاسفرائيني فيما حكاه عنهم عضد الدين في المواقف، وهو قول ابن حزم، وطائفة من المعتزلة .
القول الثاني :أنهم عجزوا بسبب بلاغة القرآن وفصحاته التي بلغت مبلغا عظيما ، وهذا القول الذي عليه جمهور أهل العلم والمحققين وأئمة الأشعرين وأئمة الحرمين والجاحظ وأهل العربية، وهو القول الذي اعتمده أبو بكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن، وأبطل ما عداه .

أوجه اعجاز القرآن :
اختلف أهل العلم في أوجه اعجازه :
أولا :من جهة اللغة العربية :
بلاغته وفصاحته :
نجده فيه بلوغ القرآن أوجه البلاغة وتفيد بذلك معاني دقيقة .
مرتبته : هو الحد الأعلى ووصل حد الإعجاز .
الذين تصدوا لهذا الجانب :
أبي بكر الباقلاني وأبي هلال العسكري وعبد القاهر والسكاكي وابن الأثير.
المؤلفات في هذا :
-دلائل الإعجاز.
-أسرار البلاغة.
- المفتاح .
-ألف ابن أبي الإصبع كتابا في بديع القرآن.
ومن الكتب المعتمدة على هذا تفسير الزمخشري ( الكشاف ) .
الأدلة على ذلك :
- تحديه فصحاء العرب حتى اعترف بذلك فصحاءهم وبلغاءهم
أمثلة ذلك :
- الوليد بن المغيرة لما سمع آياته .
- وذكر أبو عبيدة أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ {فاصدع بما تؤمر} فسجد وقال: سجدت لفصاحته، فكلمة اصدع تدل على الشجاعة والدعوة والجهر بها ، وأما ( بما تؤمر ) : فهنا الإيجاز في جمعها .
- وسمع رجلا يقرأ {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا} فقال: أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام.
أساليبه :
-من جهة ابداع القرآن في الكلام بأسلوب لم يكن معهود عليه من العرب لكن مما يسمح به كلام العرب .
ثانيا : من جهة المعاني الحكمية والإشارات .
- فيه حقائق علمية وعقلية ، وتفيد جميع العصور .
- يشتمل القرآن على النوعين من العلم :
النوع الأول : الاصطلاحي.
مثاله : علوم أهل الكتاب ومعرفة الشرائع والأحكام وقصص الأنبياء والأمم وأخبار العالم.
دليله : {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة}.

النوع الثاني : العلم الحقيقي .
هو الإعجاز العلمي .
وينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
القسم الثاني : قسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم.
العلة في اعجازه على وجه العموم :
- أنه جاء به أمي وكانوا لا يعرفون دقائق الأمور .
- أنه كان بينهم ولم يفارقهم .
الدليل على اعجازه :
قال تعالى : في سورة القصص: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم}.
طرق اعجازه :
- أنه دعا للنظر والاستدلال.
- قال في الشفاء.
- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد للعرب: بيان علم التشريع ، طرق الحجج العقلية ، والرد على فرق الأمم ببراهين قوية،
- فتح العيون إلى فضائل العلوم بأن شبه العلم بالنور وبالحياة .
حجية هذه الجهة :
حجة هذه الجهة تظهر في تعلقها بالإعجاز .
دليله : ((ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي وإني أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة))
النكت التي تظهره الآية :
1) قوله ((ما مثله آمن عليه البشر)) : يقتضي أن كل نبي جاء بإعجاز خاص يناسب قومهم ، فيعجزهم فيؤمنون به .
2) أن قوله: ((وإنما كان الذي أوتيت وحيا)): يقتضي أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ليست معجزة بالأفعال ، كالتي كانت مع بقية الأنبياء بل معجزته بالقرآن ، فعجزوا عن الإتيان بمثله من حهتي اللفظ والمعاني .
3) قوله: فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا: عطف بالفاء للدلالة على الترتيب ، فالإعجاز بين إتيانه الوحي وبين أن يكون أكثرهم تابعا يقتضي أنه صالح لكل زمان ، فزيادة العدد دليل على صلاحيته لكل زمان .
نواحي إعجاز هذه الجهة :
- تثبت مع القرآن بمجموعه ، ولايقتصر على آية أو سورة منه .
دليله : قوله: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.
- أن العرب لم يعهدوا على مثل هذه العلوم :
كونه أميا فصار إعجاز على الناس عامة ، وإعجاز على أهل الكتاب بالإخبار عن علوم دينهم .
دليله : قال الله تعالى: {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.


مسألة استطرادية :
أنواع العلم :
نوعان :
النوع الأول : علم اصطلاحي.
الاصطلاحي فهو ما تواضع الناس في عصر من الأعصار على أن صاحبه يعد في صف العلماء، وهذا قد يتغير بتغير العصور ويختلف باختلاف الأمم والأقطار.
النوع الثاني : علم حقيقي.
فهو معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان، وما به يبلغ إلى ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة.

ثالثا : من جهة أخباره .
ففيه أخبار عن غيبيات .
مثاله :
-عن هزيمة الروم ، في قوله تعالى : ( ألم . غلبت الروم ) ، نزلت قبل أن يظهر أمر الروم على الفرس .
- فتح مكة ، في قوله تعالى : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ، فنزلت قبل فتح مكة بعامين .
- المراكب التي أنبأنا الله تعالى بظهورها ، في قوله تعالى : {لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}.
- {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} إلى قوله: {ولن تفعلوا}، يدل على انهم لن يفعلوا .
جهات أخرى إضافية :
رابعا : من جهة الملاحة .
وهي قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية، وهو قول التفتزاني، والسكاكي .
خامسا : من جهة ترتيبه ونظم آياته .
- في الوقف : فيؤثر في نفس السامع .
مثاله : (قوله تعالى: {هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى} فإن الوقف على قوله: {موسى} يحدث في نفس السامع ترقبا لما يبين حديث موسى.


أساليب القرآن :
- محسنات بديعية .
أمثلة على المحسنات البديعية :
حسن التقسيم :
مثاله : ما رواه مسلم والأربعة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة أي سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى أثنى علي عبدي. وإذ قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي وقال مرة: فوض إلي عبدي فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).


-المطابقة .
مثاله : كقوله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
- الجناس :
مثاله : قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.

-الإلتفات : وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق آخر منها.

-التشبيه .
مثاله : في قوله تعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار} الآية. ففيه إتمام جهات كمال تحسين التشبيه لإظهار أن الحسرة على تلفها أشد.
الاستعارة
مثاله : كقوله: {واشتعل الرأس شيبا} وقوله: {واخفض لهما جناح الذل}.

-ضرب الأمثال .
دليله : كقوله تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.

التقديم والتأخير :
مثاله : قال تعالى: {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا} إلى قوله: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} إلى قوله: {وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} فكان للابتداء بذكر جهنم ما يفسر المفاز في قوله: {إن للمتقين مفازا} أنه الجنة لأن الجنة مكان فوز. ثم كان قوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} ما يحتمل لضمير فيها من قوله: {لا يسمعون فيها} أن يعود إلى {كأسا دهاقا}.

استعمال التضمين :
مثاله : مثل قوله تعالى: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} فجاء فعل {أتوا} مضمنا معنى مروا فعدي بحرف على؛ لأن الإتيان تعدى إلى اسم القرية والمقصود منه الاعتبار بمآل أهلها.
العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تحتاجها للتهويل:
أصنافه :
1)مع الشيئين المتساويين :
باستعمال الضمير :
مثاله : قوله تعالى {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} فجاء بلفظ قلوب جمعا مع أن المخاطب امرأتان فلم يقل قلباكما تجنبا لتعدد صيغة المثنى.
الاتيان بلفظ يفيد الذكر والأنثى :
مثاله :
قوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا} فروعي معنى ما الموصولة مرة فأتى بضمير جماعة المؤنث وهو خالصة، وروعي لفظ ما الموصولة فأتى بمحرم مذكرا مفردا.
2) مع الأشياء المتساوية :
مثاله : قوله: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا} بواو العطف في سورة البقرة وقوله في الأعراف: {فكلا} بفاء التفريع، وهو أمر مفرع على الإسكان فيجوز أن يحكى بكل من الاعتبارين.
الغرض من هذا الأسلوب :
-الغرض منه تلوين المعاني ، فيكون مع تكرارها تجديد للمعاني وتغيرا في الأسلوب .
وذكر صحاب الكشاف أنه ليحصل به التفنن في الكلام .


مسألة استطرادية :
من موانع الفصاحة :
-تنافر حروف الكلمة.
- تنافر حروف الكلمات عند اجتماعها .
مثاله :
مثل: مستشزرات والكنهبل في معلقة امرئ القيس، وسفنجة والخفيدد في معلقة طرفة.

عيوب بعض الشعراء والخطباء :
يتعرض بعضهم لثقل في الألفاظ أو اللهجات .

أنواع الأدب :
-شعر .
-نثر : خطابة وأسجاع كهان.


مميزات أساليب القرآن :
1)سلامة ألفاظها من الثقل في اللسان .
شبهة : أنه ورد ألفاظ منها ثقيلة مثل قوله : ( ألم أعهد إليكم ) وقوله: {وعلى أمم ممن معك}.
الرد على ذلك من وجوه :
- ذكر المحققون أنه لم يبلغ حد الثقل .
- ولأن حسن دلالة اللفظ على المعنى بحيث لا يخلفه فيها غيره مقدم على مراعاة خفة لفظه.
- اتفق الأدباء على أن وقوع اللفظ المتنافر في أثناء الكلام الفصيح لايزيل عنه وصف الفصاحة .
-مجيء القرآن على احسن اللهجات وأخفها تجنبا للمكروه من اللهجات ، وهو من تسيره على الأسماع ، كما قال تعالى : قال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.
2) استعمال أقرب الكلمات وأشملها في لغة العرب للدلالة على المعاني المقصودة .
مثاله : حرد في قوله تعالى: {وغدوا على حرد قادرين}، فجميع معاني حرد صالحة .

3) وجود أسلوب الفواصل المبتكرة ،و التي تساعد على الحفظ ويساعد على سرعة تعلقه بالأذهان .
الحكمة من تنوع أساليب القرآن :
أولا : ليظهر بذلك أنه من عند الله .
ثانيا : يكون بذلك زيادة التحدي للمتحدين .

4) اتساع أدب القرآن :
الفرق بينه وبين أدب العرب :
أدب العرب :
- لم يكن أدب العرب السائر فيهم غير الشعر، فهو الذي يحفظ وينقل.
- وكان الشعر خاصا بأغراض وأبواب معروفة، مثل الرثاء والهجاءوالفخر والحماس .
-لهم من غير الشعر مثل الخطب والأمثال والمحاورات ، فكان الخطب تنسى ، والأمثال يقصد بها الاتعاظ بها في مواردها ، والمحاورات كانت عادية فلا يهتمون بما تتضمنه .
أدب القرآن :
-جاء القرآن بأسلوب في الأدب غض جديد صالح لكل العقول.
- متفنن إلى أفانين أغراض الحياة كلها معط لكل فن ما يليق به من المعاني والألفاظ واللهجة: فتضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال أي الكلم الجوامع والقصص والتوصيف والرواية.
- كثرة فيها المحسنات البديعية أكثر مما جاء في شعر العرب ، كالجناس والطباق .
مثاله : كقوله: {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.فهنا جناس
وقوله : {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.فهنا طباق .

مبتكرات القرآن :
- الاتيان بأسلوب يخالف الشعر .
الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب :
-أنه جاء بأسلوب جامع بين مقصدين وهما الموعظة والتشريع .
-أنه جاء بأساليب تفنن في تنقلاته ومن هذه الأساليب :
-الإعتراض .
-التنظير .
- التذييل .
-الإتيان بالمترادفات عند التكرار تجنبا للتثقيل .
-الإكثار من أسلوب الإلتفات المعدود .
- أسلوب الجزالة والرقة ، ولاتخلو سور القرآن من الأسلوبين .
مثاله : فبينما تسمعه يقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.
ويقول: {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} إذ تسمعه يقول: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}

-الإتيان بجمل لها معان مفيدة محررة كالجمل العلمية والشرعية ، فتحوي عام معه المخصص ، والمطلق الذي قيده .
مثال : مثال على العام الذي خصصه ، قوله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون}.
ومثال على المطلق الذي قيده ، قوله تعالى : {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}.
-التسوير والتقسيم .
-أسلوب القصص
وتتضمن ابتكاره هنا في :
#في صياغة القصة وحكايتها بأساليب مختلفة مناسبة .
# لايلتزم في حكاية الألفاظ ولكن يذكر حاصل كلامهم ، فمداره هو المعنى لا الألفاظ .
# تغيير الأسماء التي في القصة بما يناسبها من الفصاحة حسب الموقع .
مثاله : تغيير شاول إلى طالوت وتغيير اسم تارح أبي إبراهيم إلى آزر .
- الأمثال : أبدع فيها وفي تركيبها .
مثاله : قوله تعالى: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف}.
وقوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن} إلى قوله: {فما له من نور}
-عدم الالتزام على أسلوب واحد ، واختلفت سوره ، ولكل سورة لهجة خاصة بها.
مثاله :
- بعضها بني على فواصل وبعضها ليس كذلك .
- وفي افتتاح السور فبعضها يفتتح بالاحتفال وبعضها يفتتح بالهجوم ، فمثال على الاحتفال : ( الحمد لله ) ( ويا أيها الذين آمنوا ) ، ومثال على الهجوم : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ..) ( براءة من الله ورسوله ) .
- الإيجاز .
أنواع الإيجاز :
1) الحذف :
ومنها حذف القول :
مثاله : قوله تعالى: {في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر}.
ومنها حذف المضاف .
مثاله : كقوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله}.
وحذف الجمل الذي يدل على تقديرها الكلام .
مثاله : قوله تعالى: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} إذ التقدير: فضرب فانفلق.
2) الإخبار عن أمر خاص بخبر يعمه وغيره.
فوائده :
-فائدة الحكم العام، وفائدة الحكم الخاص.
-فائدة أن هذا المحكوم عليه بالحكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام.
- التضمين :
تعريفه : وهو أن يضمن الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر ويشار إلى المعنى المضمن بذكر ما هو من متعلقاته من حرف أو معمول فيحصل في الجملة معنيان.
مثاله :
كقوله تعالى: {قل كل يعمل على شاكلته} وقوله: {طاعة معروفة}.
-الإشتراك في معنية أو معانية ، واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي .
- الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها، كما هو الحال مع القراءات.
مثاله : مثل (إذا قومك منه يصُدون) بضم الصاد وكسرها.

عادات القرآن:
كليات القرآن :
- كل كأس في القرآن يراد به الخمر .
- المطر في القرآن يراد به العذاب .
- ( يا أيها الناس ) يراد به أهل مكة المشركون ، كما ذكر ذلك ابن عباس .

المعاني التي لا تكاد تفترق في القرآن:
-الجنة والنار .
- الجوع والخوف.
-الرغبة والرهبة .
- أسلوب التضاد :
الوعيد يعقبه الوعد .
النذارة يعقبها البشارة .
ذكر الشرائع والتكاليف يعقبها إما بإلهيات أو شرح أحوال الأنبياء أو أحوال يوم القيامة .
- كلمة ( هؤلاء ) إذا لم يكن بعدها عطف بيان فيراد به المشركون .
مثاله : ( بل متعت هؤلاء وآباءهم} وقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}.
- إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى.
مثاله : قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} إلى قوله: {أنبئهم بأسمائهم}.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 محرم 1440هـ/2-10-2018م, 08:12 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

عذرا تعديل أخير بإذن الله مع أني اكتبه في مسودة قبل أن أنزله لكن أجد أمورا أخرى فأحتاج أن اضبطه وأتراجع عنه .
=============
المقدمة السابعة
قصص القرآن :
معنى القصص:
القصص في اللغة : وهي جمع القصة قصص بكسر القاف، وأما القصص بفتح القاف فاسم للخبر المقصوص، وهو مصدر سمي به المفعول، يقال: قص علي فلان إذا أخبره بخبر.
وفي الاصطلاح : القصة وهي الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر بها.

فوائد القصص القرآنية :
فوائد إجمالية :
- أخذ العظة والعبرة .
- بيان عناية الله لأصحاب هذه القصص .
- سوق القصة في المناسبة لها تعطيها صفة البرهان وصفة التبيان .
فوائد تفصيلية :
-تحدي أهل الكتاب وتعجيزهم وقطع ألسنتهم بذكر أخبار الأنبياء والأمم السابقة .
الدليل : قال تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.
-بيان عناية الله بذكر تاريخ المشرعين السابقين وخذلان أعداءهم .
-ظهور المثل الأعلى في الفضيلة وزكاء النفس أو ضد ذلك بمعرفة ما ترتب من المسببات على أسبابها في الخير والشر ونحوه ليحصل به الإقتداء والحذر .
دليله : قال تعالى: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا}.
- موعظة المشركين المعاندين ليروا ما حصل لأمثالهم ولآباءهم ، وليروعاقبة المعاندين وكيف كانت العاقبة لأولياء الله في الأرض .
دليله : قال تعالى : (قال تعالى: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} وقال {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} وقال: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}.
- ظهور بلاغة القرآن وإعجازه عند سرد القصص بأسلوب التوصيف والمحاورة ، وهي أسلوب لم يكن معهود عند العرب .
- توسيع علم المسلمين بأحوال الامم السابقة ليحصل به الإتعاظ عن أحوال الأمم السابقة التي كانوا يجهلون عنها ويغفلون عنها .
الدليل : {وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم}
- دفع الغرور عنهم بالتعرف على ميزات الأمم السابقة وعظمة ما أوتوه .
دليله : قوله تعالى عن قوم عاد: {وقالوا من أشد منا قوة}.
-تقوية همة المسلمين في السعي إلى سيادة العالم كما ساده الأمم السابقة ، وليخرجوا من الخمول الذي كانوا عليها العرب .
-معرفة أن قوة الله فوق كل قوة ، ,وأن الله ينصر من ينصره ، وأن العاقبة دائما تكون لأهل الخير .
دليله : قال تعالى : {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}.
-أنه يحصل منها فوائد في فهم تاريخ التشريع والحضارة ، فيفهم بذلك الأنظمة التي كانت عندهم والمعالم الموجودة عندهم .
مثاله : قوله: {وابعث في المدائن حاشرين}– {فأرسل فرعون في المدائن حاشرين}: فيفهم من ذلك إرسال المؤذنين والبريح بالإعلام بالأمور المهمة.

مسألة استطرادية :
مسألة ذكر القصص في الخطب والمواعظ :
-أنها تذكر كالبرهان على الكلام .
-لا يستلتزم ذكرها بالألفاظ عند التكرار ، بل قد يذكر بمعانيها .

تكرار القصص في القرآن :
السبب في تفرق القصص في القرآن :
-لأنه يحصل فوائد عظيمة من هذا التوزيع .
-يحصل به الذكر والموعظة لأهل الدين .
فوائد تكرار القصص:
-رسوخها في الأذهان بكثرة التكرار .
-ظهور بلاغة القرآن في التكرار بطرق مختلفة من الاستعارة والمجاز والكنايات وتفنن في الألفاظ والتراكيب بأسلوب بليغ وفصيح وباستعمال المترادفات .
مثاله : قوله تعالى : {ولئن رددت}. {ولئن رجعت}.
-ليسمع بها الذين أسلم منهم بعد ذلك الذي فاتهم وقت نزول القرآن ، ليكون أقوى في تأثيره على نفوسهم .
-ليسهل معرفة القصة على من لم يحفظ السور الأخرى التي فيها القصة .
- تنوع أساليب ذكر القصة بأساليب مختلفة ، فيذكر في موضع آخر مالم يذكر في الموضع الأول ، وهذا له أسباب :
أسباب اختلاف أساليب القصة من موضع إلى آخر :
1)تجنبا للتطويل ، فيقتصر على موضع العبرة منها ، ولكن يكملها في مواضع أخرى .
2) مراعاة لحال السامع وليناسب السياق ، فتارة تساق إلى المؤمنين ،وتارة تساق إلى المشركين ،وتارة إلى أهل الكتاب ، وتارة إلى كليهما ،وقد تساق لطائفة في حالة خاصة ثم تساق في حالة أخرى ،لذلك يكون بعضها فيها إطناب وبعضها يكون فيها إيجاز ..
مثاله : قصة موسى في سورة طه والشعراء نجدها فيها إسهاب وإطناب ، بينما في سورة الفرقان أوجزت ذلك ، فقال تعالى : ({ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا}.
3) منها ما يكون منها التنبيه على خطأ المخاطبين فيما ينقلونه ، وأحيانا لايكون ذلك .

مميزات القصص القرآنية :
- إيجاز أسلوبها وهذا لغرض التذكير .
مثاله : في سورة القلم: {فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.فهذه المقالة لم تذكر أثناء قوله تعالى : (قوله: {إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} وقوله: {فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين}. لأنه ذكر في موضع لتذكيره لأصحابه .
-طيء ما يقتضيه الكلام الوارد .
مثاله : قوله تعالى في سورة يوسف: {واستبقا الباب}، فهنا طوى ذكر حضور سيدها وطرق الباب وإسراعهما إليه لفتحه ، فكان إسراع يوسف عليه السلام ليقطع الشك عن سيده ، وإسراعها هي لتكون هي البادئة في الحكاية ، وتشتكي عن يوسف .

المقدمة الثامنة
أسماء القرآن وآياته وما يتعلق بها :
المقصد من ذكره في المقدمة :
- لعلاقته بالقرآن وعلاقته بالتفسير .
- يفيد في المفسر في تفسيره لفواتح السور ومناسبة بعضها لبعض .

تعريف القرآن :
لغة : اختلف أهل العلم في مصدره على قولين :
القول الأول : أنه اسم مشتق من القراءة على وزن فعلان ، وبهمز لفظ قرآن ، وهي قراءة ابن كثير وأكثر القراء .
والسبب في اشتقاقه من القراءة :
لأنه بدء الوحي بقوله ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، فقال تعالى : {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
القول الثاني : أنه اسم كتاب غير مشتق ،وهو على وزن فعال من القرن بين الأشياء والجمع بينها .
القول الثالث : أنه اسم جمع ،جمع قرينة .
ولكن هذا القول ضعيف ، لأنه لايجمع قرينة على وزن فعال في التكثير ، وأنها ليست من الجموع الواردة على وزن فعال ..
اصطلاحا :هو كلام الله العربي الموحى إلى نبية محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل ، والمكتوب في المصاحف والمشتمل على مائة وأربع عشرة سورة ، وأولها الفاتحة وآخرها سورة الناس .

أول ما بدء من القرآن :
أول ما بدء به الوحي به قوله : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .

أسماء القرآن وسبب تسميتها بذلك :
أصل أسماء القرآن :
1) أصناف .
2) أجناس .

عدد أسماء القرآن :
ذكر في الإتقان أنها تصل إلى نيف وعشرون .

أشهر أسماءها :
اشتهر اطلاقها منها ستة :
التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي، وكلام الله.

1-الفرقان :
سبب التسمية :لأنه يفرق بين الحق والباطل .
دليله : قوله تعالى : {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}.
أوجه وصفه بهذا الوصف :
أولا : لأنه يعتمد في هدايته على الدلائل والأمثال .
ثانيا : بيان التوحيد وصفات الله والذي لايوجد مثله في التوراة والإنجيل .
مثاله :
-مثال على وصف الله : في قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء )
- مثال وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكر في التوراة والإنجيل ، فذكر في سورة محمد ، قوله تعالى : {والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}. وفي سورة آل عمران جمع ذلك الوصف بقوله : {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.
ثالثا : آيات الأحكام بعيدة عن اللبس والشبهة .
مثاله : {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}.


2- التنزيل :
أصل التسمية : مشتق من مصدر نزل .
سبب التسمية : أطلق على المنزل لأن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء.
دليله : قال تعالى: {تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}.

3-الكتاب .
أصله : أصله اسم جنس مطلق ومعهود.
سبب التسمية :
-سمي كتابا لأن الله جعله جامعا للشريعة.
-لأن الله أمر رسوله أن يكتب كل ما أنزل عليه منه ليكون حجة على الذين يدخلون في الإسلام ولم يتلقوه بحفظ قلوبهم.
الدليل : قال تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه}.
المعجزة في هذه التسمية :
لأنه ما أوحي إليه سيكتب في المصاحف .
دليله : قال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها}.


4-الذكر .
سبب التسمية : لما فيه من التذكيرلما يجب على الناس من اعتقاد وعمل .
دليله : قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.

5- الوحي.
وجه التسمية :لأنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الملك ، وهذه الطريقة تسمى بالوحي .
سبب التسمية :
- لأنه يترجم عن مراد الله تعالى فهو كالكلام المترجم عن مراد الإنسان.
-ولأن كلامه لم يكن من تأليف البشر .

6- المصحف .
سبب التسمية :
بعد الجمع القرآن وكتابته فكر الصحابة باسم له ، فاختاروا اسمه مصحفا لما وجد ابن مسعود ان الحبشة يسموه لكتاب .

7- كلام الله .
دليله : قال تعالى : {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.

مسألة استطرادية :
كتاب الوحي :
أول كتاب الوحي : عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان.


آيات القرآن :
معنى الآية :
لغة : العلامة والدليل والمعجزة .
-أوجه تسميتها :
- فهو دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنها تشتمل على الحد الأعلى من نظم الكلام .
- وقوعها مع غيرها من الآيات فيه إعجاز ودليل على أن القرآن من عند الله وليس من تأليف البشر .
اصطلاحا: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
سبب قوله ( ولو تقديرا) :
يقصد بذلك إدخال قوله تعالى : {مدهامتان} ، لأن تقديره : هما مدهمتان ، ونحو {والفجر} والتقدير أقسم بالفجر .
والسبب في قوله ( إلحاقا) :
لادخاله بعض فواتح السور من الحروف المقطعة .

الحروف المقطعة آية أو غير آية :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول :منهم عدها آية ماعدا : آلر، وآلمر، وطس.
القول الثاني :ومنهم لم يعدها آية .
الصواب : أنها مسألة توقيفية وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيرها.

عد الآي :
تحديد مقادير الآيات :
اختلف أهل العلم في تحديد مقاديرها على أقوال .:
الأول : أن منها توقيفية( التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم) ، ومنها مختلف فيها الروايات .
المسائل التي أجمعوا عليها :
- أجمعوا على أن عدد الآيات ستة آلاف ، وهذا ذكره أبو عمرو الداني .
- أجمع أهل العدد من أهل الكوفة والبصرة والمدينة والشام على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة، وهذا ما ذكره المازري في شرح البرهان .
- .
الذي اختلفوا فيه :
- بعضهم لم يزد على الستة آلاف .
- بعضهم زاد على الستة آلاف .
- و اختلفوا في عد البسملة أو تركها في سورة الفاتحة ، فالمكي والكوفي عدوها آية ، وأما البصري والشامي والمدني لم يعدوها آية .

والقول محمول على :
- على التخيير حد تلك الآيات.
- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على علم بتحديد الآية .
الأدلةعلى ذلك :
- في الأحاديث وردت أن فاتحة الكتاب تسميتها بالسبع المثاني .
- في حديث عن قراءة العشر آيات من خواتيم .
- تقدير المسلمين لأوقات بمقدار عدد الآيات .
الثاني : أنها اجتهادية ..

تاريخ عد الآي :
- كان معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
دليله : روى محمد بن السائب عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة.

- ثم كان في عهد الصحابة ثم التابعين .
دليله : في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} الآية.
- كان لأهل المدينة عددان ، ولأهل مكة عدد واحد :
- اتفق أربعة من ائمة القران في العد وسموه العد الأول ، وهؤلاء القراء هم : أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو نصاح شيبة بن نصاح، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وإسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصاري.
- خالف القراء الأربعة في العد إسماعيل بن جعفر، وانفرد في عده وسموه العد الثاني ، ونسب أيضا هذا أيوب ابن المتوكل البصري المتوفي سنة 200.

طول الآيات :
تتفاوت الآيات في طولها فبعضها طويل وبعضها قصير ن فتتفاوت بحسب ما تقتضيه المقام ، وعلى حسب ما قبلها .
أطول الآيات في القرآن :
مثل : قوله تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح.
وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة.
- وأقل من ذلك طولا ، قوله تعالى : (قوله تعالى: { حرمت عليكم أمهاتكم} إلى قوله: {إن الله كان غفورا رحيما} في سورة النساء.
أقصر الآيات في القرآن :
من حيث عدد الكلمات : مثل قوله تعالى : قوله تعالى: {مدهامتان}. في سورة الرحمن .
ومن حيث عدد الحروف : مثل قوله تعالى : قوله: {طه}.


ترتيب الآي :
ترتيب الآيات في السورة الواحدة :
ترتيب نزول الآيات في السورة الواحدة :
- منها ما نزلت دفعة واحدة.
- ومنها ما نزلت متتابعة
- - ومنها ما نزلت مفرقة .
الدليل : روى الترمذي عن ابن عباس عن عثمان بن عفان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، أي في أوقات متقاربة فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب الوحي فيقول: ((ضعوا هؤلاء الآيات في السورة كذا)). ولذلك فقد تكون السورة بعضها مكيا وبعضها مدنيا.

هل ترتيبها توقيفي أو اجتهادي ؟
- ترتيبها توقيفي .
الأوجه التي تثبت أنها توقيفية :
-نزول القرآن منجما فتنزل الآيات متتابعة أو سورة كاملة .
-قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على نفس ترتيب العرضة الأخيرة والذي نقله عنه الحفاظ .
- كتابة زيد بن زيد المصحف على هذا الترتيب ولم يخالفه .
-ترتيب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة الجهرية وفي غيرها من المناسبات .
- لما جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن لم يؤثر عنهم أنهم ترددوا في ترتيب الآيات ولا انكار ولا اختلاف على ذلك .
- وكانت الآيات تنزل جوابا على سائل فيوقف جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم على موضع الآية .
- وجود تناسب بين الاية ولاحقتها ، بسبب أساليب الكلام المنتظم المتصل ، والذي يدل عليه وجود حروف العطف ، ولكن ، وبل ، والاستثناء .

ترتيب الآيات وعلاقتها بنزولها :
- ترتيب الآيات لا علاقة له بنزول الآيات .
- يندر أن ترتيب الآيات هو على حسب النزول .
مثاله:
- قوله تعالى: {غير أولي الضرر} نزل بعد نزول ما قبله وما بعده من قوله: {لا يستوي القاعدون} إلى قوله: {وأنفسهم}.



تسمية الأجزاء:
هي من الأمور التي ابتكرت ولم تكن موجودة .
الدليل على ذلك :
قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات} وقال: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت}.

الفواصل :
معنى الفواصل :
تعريفه : هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب، مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها، وبكلام قريب من السجع .

طرق معرفة الفواصل :
-المساواة بين الآية والسورة طولًا وقصرًا.
-مشاكلة الفاصلة لغيرها مما هو معها في السورة في الحرف الأخيربالنظر إلى ما بعدها أو ما قبلها ، وتكون قريبة من الأسجاع ، ويتماثل في ها صيع الكلمات من حركات وسكون ونحوه .
مثاله : مثل {أنتم عنه معرضون} {إذ يستمعون}، فبنيت هنا على حرف مضموم مشبع .
-انقطاع الكلام، إلا في أحوال نادرة فلا يكون فيه فاصلة عند منتهى الكلام ، مثل قوله تعالى : ( ص والقرآن ذي الذكر ) .

فائدة الفواصل :
-لها فوائد اعجازية فيظهر فيها بلاغة القرآن وفصاحته .
-وهي تحسن الكلام وتحدث وقعا على سامعها وتؤثر في النفوس .
- كل آية منها ترجع إلى غرض الإصلاح والاستدلال ، وتكميله وتخلصيه من الضلالات .

أسباب كثرة الجمل الإعتراضية :
- بعضها لأسباب نزولها ، وبعضها بدون ذلك .
- لاشتمال على جملة منها على حكمة وارشاد
مثاله : كقوله: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار - إلى قوله:- قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم} فقوله: {قل إن الهدى هدى الله} جملة معترضة.


الوقوف :
تعريفه :
الوقف هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة.

أهميته :
- الوقف يؤثر على المعنى ، فقد يكون أصلا لمعنى الكلام ؛ لأنه قد يختلف المعنى باختلاف الوقف .
مثاله :
- قوله تعالى ((وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير).
فالوقف على كلمة ( قتل ) : يعني أن أنبياء كثيرين قتلهم قومهم وأعداؤهم.
أما الوقف كعلى ( كثير) : يعني أن أنبياء كثيرين قتل معهم رجال من أهل التقوى فما وهن من بقي بعدهم من المؤمنين.

تعريف السكت :
هو قطع الصوت حصة أقل من حصة قطعه عند الوقف.

الفرق بين الوقف والسكت:
-أن الوقف قطع الصوت عن الكلمة لكن مع حصة يتنفس أما السكت فيحصل قطع الصوت لكن بدون نفس.
-أن الوقف يكون عند نهاية الكلام أما السكت فيقف دون تمام المعنى .

حكم الوقوف عند رؤوس الآيات :
حكمه : سنة .

أقسام الوقف :
أولا : وقف أكيد .
ثانيا : وقف حسن .
ثالثا : وقف قبيح .

الفوائد من تعدد الوقف :
- يستفاد فيها في تعدد المعاني .
مثاله : فقوله تعالى: {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا} فإذا وقف على {قواريرا} الأول كان { قوارير} الثاني تأكيدا لرفع احتمال المجاز في لفظ {قواريرا}، واذا وقف على {قوارير} الثاني كان المعنى الترتيب والتصنيف.
-يستفاد منه في الخصوصيات البلاغية والإعجازية .

مراحل الاعتناء بالوقوف :
-لم يكن هناك تشديد في تحديد الوقوف عند السلف لأن الأمر ظاهر لهم .
-وأما ماذكر عن كلام عبد الله بن عمر بوجوب ضبط أوقاف القرآن ، وقد ذكر ذلك ابن نحاس ولكنه ليس واضح غرض الاحتجاج به .
-وكان اعتناءهم بالفواصل أهم لعجز أهل البلاغة والرأي فقامت عليهم الحجة .
- لما كثر الداخلون في الإسلام من بقية الأمم ، توجه أهل القرآن بالاعتناء إلى وقوفه تيسيرا لفهمه على قارئه ، وظهر الاعتناء بالوقوف.

أشهر من تصدى في ضبط الوقوف :
-أبو محمد بن الانباري، وأبو جعفر بن النحاس، وللنكزاوي أو النكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان.
-اشتهر بالمغرب من المتأخرين محمد بن أبي جمعة الهبطي المتوفي سنة 930

سور القرآن :
معنى السورة :
لغة: جمع سورة سور بتحريك الواو كغرف.
واختلفوا في مصدر اشتقاقه على قولين :
الأول : على لغة قريش وما جاورها ، فتكون مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو وهو الجدار المحيط بالمدينة أو بمحلة قوم زادوه هاء تأنيث في آخره مراعاة لمعنى القطعة من الكلام.

الثاني : على لغة تميم ، فتكون مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب ، ثم خففوا الهمزة بعد الضمة فصارت واوا.

مسألة استطرادية :
الوقف على تاء التأنيث :
ذكر النحويين اثبات التاء في الوقف وهي لغة .

اصطلاحا : السورة قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران، مسماة باسم مخصوص.
دليله : جاء في القرآن تسمية سورة النور باسم سورة في قوله تعالى: {سورة أنزلناها} أي هذه سورة.

أقل مقدار السورة :
أقلها ثلاث آيات .
دليله : مأخوذ من استقراء سور القرآن مع حديث عمر فيما رواه أبو داود عن الزبير قال جاء الحارث بن خزيمة هو المسمى في بعض الروايات خزيمة وأبا خزيمة بالآيتين من آخر سورة براءة فقال: أشهد أني سمعتهما من رسول الله. فقال عمر: وأنا أشهد لقد سمعتهما منه، ثم قال: لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة إلخ، فدل على أن عمر ما قال ذلك إلا عن علم بأن ذلك أقل مقدار سوره.

التحدي بالقرآن :
-وقع التحدي للعرب لبلاغتهم وفصاحتهم ، فكان التحدي على مراحل منها :
- بالإتيان بسورة .
دليله : فقال تعالى ( فأتوا بسورة من مثله ) .
- بالإتيان بعشر سور .
دليله : قال تعالى : ( فأتوا بعشر سور مثله ) .


عدد السور :
-عدد السور مائة وأربع عشرة سورة،وهذا ما اتفق عليها جمهور الصحابة ولم يترددوا في عدد السور .
-مقادير السور كانت محفوظة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة الصلاة وفي عرض القرآن .
تسوير القرآن :
-كان التسوير من زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قسمت القرآن في ذلك الزمن إلى مائة وأربع عشرة سورة بأسمائها، ولم يخالفهم إلا عبد الله بن مسعود في التسوير فلم يضم المعوذتين في سور القرآن ؛ لأنه لم يكن يعتبرهما من القرآن بل للتعوذ بهما ، ولكن كان يقرأها في صلاة الصبح ويسميها سورة الخلع والخنع .

ترتيب السور :
مسألة ترتيبها هل توقيفي أو اجتهادي ؟
اختلفوا فيها على أقوال :
القول الأول : أنها توقيفية ، وهو ما عزاه ابن عطية إلى مكي بن أبي طالب وجزم به السيوطي في الإتقان، وهو احتمال ذكره أبو بكر الباقلاني ، وهو قول أبو عمرو الداني أيضا ،
القول الثاني : اجتهادي ، وهو احتمال ذكره أبو بكر الباقلاني، وهو قول مالك وجمهور اهل العلم .
الدليل : في المستدرك عن زيد بن ثابت أنه قال: كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع.
ونقل ابن عطية عن الباقلاني الجزم بأن ترتيب السور بعضها إثر بعض هو من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان.
الراجح : أن بعضها توقيفي وبعضها اجتهادي .
والأوجه التي تثبت على أن منها توقيفي ومنها اجتهادي :
- أن رأي الجمهور هو أنها أكثرها كانت توقيفية .
قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من السور مالم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت كتابة المصحف.
-أن الذي لاشك في ترتيبه هو أن المفصل في آخر القرآن وأن السبع الطوال كان في أولها .
- وأن في القرآن آيات تشير إلى أن هناك سورة قبل سورة وليس بنفس الترتيب ، مثل قوله في سورة النحل: {وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل} يشير إلى قوله: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} الآية من سورة الأنعام فدلت على أن سورة الأنعام نزلت قبل سورة النحل.
-ثبت أن آخر آية نزلت آية في سورة البقرة أو في سورة النساء أو في براءة، وثلاثتها في الترتيب مقدمة على سور كثيرة..
- أن المصاحف الأولى التي كتبها الصحابة تختلف فيها ترتيب السور .

ترتيب السور عند الصحابة :
أولا : منهم من رتب مصحفه بترتيب النزول ، وذكر ذلك في الإتقان .
مثاله :
مصحف علي رضي الله عنه وكان أوله {اقرأ باسم}، ثم المدثر، ثم المزمل، ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي ثم المدني.
ثانيا : ومنهم من ترتبها بحسب تشابه السوروالنظائر .
مثاله :
-سورة الأنفال كانت من أوائل ما نزلت في المدينة ، وسورة براءة نزلت في آخر القرآن ، فكان هناك تشابه بين السورتين فظن عثمان رضي الله عنه أنها من الأنفال لذلك لم يضع بينها بسم الله الرحمن الرحيم ن ووضعها مع السبع الطوال ولم يضعها مع المئين .
- ومن صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه ذكر النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأهن في كل ركعة فسئل علقمة عنها فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرها من الحواميم حم الدخان و{عم يتساءلون}.
ثالثا:ومنهم من رتبه على حسب الطول .
مثاله :
و كان مصحف أبي وابن مسعود فكانا ابتدأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران، وبهذه الطريقة أمر عثمان ترتيب المصحف وسماه مصحف الإمام .


مسألية استطرادية :

تأليف القرآن :
- جمع القرآن في عهد أبو بكر رضي الله عنه .
- وكان تأليف القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ماكان يسمعونه ، وهذا ما ذكره ابن وهب الذي سمعه من مالك .
- جمع من الصحابة القرآن كله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهم : زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري.

مراحل جمع المصحف في عهد الصحابة :
- جمع القرآن في زمن أبي بكر رضي الله عنه لم تكن في مصحف واحد ولكن كانت لكل سورة صحيفة .
- لما أراد عثمان جمع القرآن في مصحف واحد أرسل إلى حفصة وأخذ منها ثم أرجع لها بعد نسخه منها .


مسألة حكم القراءة بدون ترتيب المصحف :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الاول : يجوز قراءتها بدون ترتيب .
دليله :
- فعل النبي صلى الله عليه وسلم : في صحيح مسلم عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالبقرة ثم بالنساء ثم بآل عمران في ركعة.
- قول عائشة رضي الله عنها : سألها رجل من العراق أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه فقالت: وما يضرك أية آية قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام.

القول الثاني : النهي عن قراءتها منكسا ، وهو قول ابن البطال .
وهذا القول محمول على النهي في قراءتها من آخر القرآن إلى أوله أو محمول على النهي للكراهة .


ترتيب السور المكية والمدنية :
- كانت ليست متوالية بل تجد السور المكية ويتخللها سور مدنية .
- اختلفت الروايات في ترتيب نزولها ، فجاء فيها ثلاث روايات :
ورواية مجاهد عن ابن عباس .
رواية عطاء الخرساني عن ابن عباس .
ورواية جابر بن زيد عن ابن عباس .
والروية المعتمدة في هذا التفسير وفي الإتقان والجعبري هي هذه الرواية الأخيرة .

ضابط معرفة السور الطوال والقصار :
يعرف بحسب عدد اللآيات لا حسب الحروف والكلمات .

أسماء السور :
نشأتها :
كانت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عصر الصحابة والتابعين .
والأدلة على ذلك :
- تحدي القرآن بسورة منها في قوله تعالى : (فأتوا بسورة من مثله ) ، فلا يكون التحدي إلا باسم معلوم ومقدار .
حديث ابن عباس أن النبيء صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا نزلت الآية ((ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا)).

مراحل لأصل تسمية السور :
- كانت التسمية في أول الأمر على الأوصاف ، فقالوا السورة التي يذكر فيها كذا.
- وعندما شاع صار حذفوا الموصول وعوضوا عنه الإضافة فقالوا سورة ذكر البقرة.
- ثم حذفوا المضاف وأقاموا المضاف إليه مقامه فقالوا سورة البقرة، أو أنهم لم يقدروا مضافا- وأضافوا السورة لما يذكر فيها لأدنى ملابسة.

أهميته :
- لتيسير المراجعة والمذاكرة .
- وللتمييز بين السور .

حكم تسمية السور :
اختلفوا فيه على قولين :
القول الأول : المنع .
دليله : ما روي من حديث عن أنس مرفوعا ((لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله)) فقال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات، ولكن ابن حجر أثبت صحته.
القول الثاني : الجواز .
دليله : ما ذكره البخاري في كتاب فضائل القرآن باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وسورة كذا، وذكر الاحاديث على هذه التسميات .
الراجح : أن القول الأول مبني على حديث أنس وابن عمر ، ولكن الحديث منهم من أنكر صحته ومنهم من صححه ، ولكن لو صح الحديث فهو منسوخ ، فتأولوا قول ابن عمر أن ذلك حينما كانوا في مكة حيث كان المشركين يهزؤون بهم فلما هاجر المسلمون إلى المدينة زال سبب النهي فنسخ.


أوجه تسمية السور :
- بحسب الأوصاف .
مثاله : الفاتحة وسورة الحمد.
- بالإضافة لشيء اختصت به السورة .
مثاله : سورة لقمان لاختصاص السورة بذكر لقمان .
- بالإضافة إلى لما كان ذكره فيها .
مثاله : سورة هود وإبراهيم .
- بالإضافة إلى كلمات تقع في السورة .
مثاله : سورة براءة ، وسورة حم عسق ،وسورة حم السجدة .


هل الأسماء توقيفية ؟
القول الأول : التوقيف .
ثبتت بعض الأسماء بتوقيف من النبي صلى الله وعليه وسلم ومن الآثار .
القول الثاني : اجتهادية :
الراجح من الأقوال : إما أن يكون الصحابة سموها بما حفظوها من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو أخذوا لها اشهر الاسماء التي كان الناس يعرفونها بها وحتى لو كانت غير مأثورة .
أوجه الترجيح والجمع بين الأقوال :
- سمى ابن مسعود القنوت سورة الخلع والخنع ، فهنا التسمية من اجتهاده ووضعه .
- أن بعض السور اشتهرت تسميتها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع بها وأقر بها .

اثبات الأسماء في المصاحف :
في عصر الصحابة :
- لم يثبت الصحابة الأسماء في السور بل اكتفوا بوضع البسملة بينها ماعدا في سورة براءة للاختلاف في تعلقها بالأنفال أو انفرادها .
- ذكر في الإتقان أن في مصحف أبي ذكر فيها أن سورة البينة اسمها سورة أهل الكتاب ، وهذا دليل على أنه كانت تكتب الأسماء في مصحف أبي .
في عصر التابعين:
- وكتبت أسماء السور باطراد في عصر التابعيين، حتى أنه كانت تكتب بخط آخر مميز ، وقد ذكر ذلك المازري .

هل نهايات السور توقيفية أو اجتهادية ؟
نهايات السور توقيفية .
دليله :
حديث ((من قرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران)) وقول زيد بن ثابت فقدت آخر سورة براءة.

المقدمة التاسعة:
معاني القرآن والمراد بها :
مقصد بيان هذا في المقدمة :
بيان استعمال اللفظ في معنيه أو معانيه .
- استعمال المعنى الحقيقي والمجازي .
- استعمال المكنى عنها مع المصرح عنها.
- إرادة المعاني المستتبعات بفتح الباء من التراكيب المستتبعة بكسر الباء.
معرفة الجمع بين المعاني وطريقة الترجيح بينها .

أوجه اعجاز أساليب القرآن:
- تحدى بها بلغاء العرب منهم : لبيد بن زهير ، وكعب بن زهير وغيرهم .
- القرآن معجز بكثرة معانيه ، فيودع معان كثيرة ومقاصد كثيرة بأقل الألفاظ.

مسألة استطرادية :
الأساليب التي تعتمدها العرب في كلامها :
أساليب تعتمد على توفير المعاني بأقل العبارات : من المجاز، والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد ومستتبعات التراكيب، والأمثال، والتلميح، والتمليح، واستعمال الجملة الخبرية في غير إفادة النسبة الخبرية، واستعمال الاستفهام في التقرير أو الإنكار، ونحو ذلك.

الغرض من كثرة معاني القرآن :
-لنواحي تشريعية .
- لنواحي تأديبية .
- لنواحي تعليمية .

مراتب دلالة التركيب في القرآن :
أولا : دلالة متساوية : إذا تساوى المعنيان فالأمر أظهر.
مثاله : مثل قوله تعالى: {وما قتلوه يقينا} أي ما تيقنوا قتله ولكن توهموه، أو ما أيقن النصارى الذين اختلفوا في قتل عيسى علم ذلك يقينا بل فهموه خطأ .

ثانيا: دلالة متفاوتة .
- بعضها أظهر من بعض ولو أن تبلغ حد التأويل.
-فقد تكثر المعاني بإنزال لفظ الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ.
مثاله : قوله تعالى: {إلا عن موعدة وعدها إياه} بالمثناة التحتية وقرأ الحسن البصري: (أباه)، بالباء الموحدة، فنشأ احتمال فيمن هو الواعد.

مسألة استطرادية :
معنى التأويل :
وهو حمل اللفظ على المعنى المحتمل المرجوح.

حكم استخراج المعاني وأدلة مشروعيتها:
من القرآن : دعا الله في القرآن إلى تدبره وبذل الجهد في استخراج معانيه ، فقال تعالى : (قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقوله: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وقوله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
ومن السنة :
فعل الرسول صلى الله عليه وسلم :
ما رواه أبو سعيد بن المعلى قال: دعاني رسول الله وأنا في الصلاة فلم أجبه فلما فرغت أقبلت إليه فقال: ((ما منعك أن تجيبني?)) فقلت: يا رسول الله كنت أصلي، فقال: ((ألم يقل الله تعالى {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}))
فالاستجابة بمعنى الامتثال ، والمراد بالدعوة الهداية .
لكن أيضا له معنى آخر وهو إجابة النداء تحتمله الآية ، فاستشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم .
فعل الصحابة :
- مثل ما روي أن عمرو بن العاص أصبح جنبا في غزوة في يوم بارد فتيمم وقال: الله تعالى يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} مع أن مورد الآية أصله في النهي عن أن يقتل الناس بعضهم بعضا.
- وفي زمن عمر لما فتحت العراق وسأله جيش الفتح قسمة أرض السواد بينهم قال: إن قسمتها بينكم لم يجد المسلمون الذين يأتون بعدكم من البلاد المفتوحة مثل ما وجدتم فأرى أن أجعلها خراجا على أهل الأرض يقسم على المسلمين كل موسم فإن الله يقول: {والذين جاءوا من بعدهم} وهذه الآية نزلت في فيء قريظة والنضير، والمراد بالذين جاءوا من بعد المذكورين هم المسلمون الذين أسلموا بعد الفتح المذكور.
- استنباط عمر رضي الله عنه أول يوم من التاريخ الهجري من قوله تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} فإن المعنى الأصلي أنه أسس من أول أيام تأسيسه، واللفظ صالح لأن يحمل على أنه أسس من أول يوم من الأيام
استدلال الفقهاء من الآيات :
- الاستدلال على مشروعية الجعالة من قوله تعالى : في قصة يوسف: {ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}.
- استدلال الشافعي على حجية الإجماع وتحريم خرقه بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.

ضوابط احتمال دلالة المعنى :
- أن لايكون هناك مانع شرعي .
- أن لايكون هناك مانع لغوي .
- أن لايكون هناك مانع توقيفي .

محامل كلمات القرآن :
تحمل الكلمات محامل مختلفة ، فيحمل عليها كلها مالم يكن خلاف السياق :
- ومنها الصريح والكناية .
- ومنها بديع .
-ومنها وصل ووقف .
مثاله : في قوله تعالى: {لا ريب فيه هدى للمتقين} إذا وقف على {لا ريب} أو على {فيه}.فيحمل على جميع المعاني هنا .
وفي قوله تعالى : وقوله تعالى: (وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير)،فهنا تختلف المعنى بالوقف على قتل .
-منها :الاشترك و الحقيقة والمجاز.
مسالة استطرادية :
السبب في أن القرآن باللغة العربية :
- ليخاطب به كل الامم وفي جميع العصور .
- ولأنها أوفر اللغات مادة، وأقلها حروفا، وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرها ألفاظا.

أنواع الإشتراك اللفظي :
النوع الأول : الاشتراك المطلق :
وهو أن يطلق على جميع معانيه .
- قد يكون بينهما العموم والخصوص، فيحمل على جميع المعاني مالم يوجد صارف لفظي أو معنوي .
مثاله : قوله تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه} في سورة العنكبوت، فيحمل الجهاد على المعنين وهي جهاد النفس والمقاتلة .

النوع الثاني : الاشتراك المقيد :
وهو أن يطلق على بعض معانيه .
فقد يكون ثاني المعنيين متولدا من المعنى الأول، وهذا لا شبهة في الحمل عليه لأنه من مستتبعات التراكيب.

أقوال علماء الفقه والعربية في صحة الاشتراك اللفظي :
القول الأول : أنه يصح لكن بشرط إرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة ، وهو قول الغزالي وأبو الحسين البصري.
وهذا القول خلافهم لأن الأمر لم يعهدوا عليه بمثله عند العرب قبل نزول القرآن .
القول الثاني : أنه يصح على اطلاقه على عدة معاني أو بعضه ، وهو الصواب .
واختلفوا فيه على وجوه :
1) أنه من قبيل الحقيقة ،وهو قول منسوب إلى الشافعي وأبي بكر الباقلاني وجمهور المعتزلة.
2) أنه هو المجاز ، وهو قول بعضهم .
القول الثالث :نفي احتمال الاشتراك لأكثر من معنى إلا بقرينة وهو قول ابن الحاجب .
وهذا القول مبني على فهم ابن الحاجب من الباقلاني في إن القرينة من علامات المجاز، وهذا لا يستقيم لأن القرينة التي هي من علامات المجاز هي القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
القول الرابع : صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي وعدم صحة ذلك في الإيجاب، وهو قول منسوب إلى برهان علي المرغيناني الفقيه الحنفي صاحب كتاب الهداية في الفقه.
وهذا القول مبني على اشتباه في دلالة اللفظ المشترك على معانيه، بدلالة النكرة فتفيد العموم إن وقعت في سياق النفي .

أقسام المشترك اللفظي :
الأول : مشترك لفظي مفرد :
مثاله : مثال على استعمال اللفظ المفرد في حقيقته ومجازه:
قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} فالسجود له معنى حقيقي وهو وضع الجبهة على الأرض ومعنى مجازي وهو التعظيم.
الثاني : مشترك لفظي مركب :
ومثال : مثال على استعمال المركب المشترك في معنييه قوله تعالى: {ويل للمطففين} فمركب ويل له يستعمل خبرا ويستعمل دعاء.

طريقة الجمع بين المعاني والترجيح بينها :
حمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية، محضة أو مختلفة.

المقدمة العاشرة :
اعجاز القرآن
أهميته :
- فيه مورد للمعلول .
- وهو منهل للعلم .

المقصد من بيانه في المقدمة :
- بيان اعجازه القرآن ونواحي الإعجاز فيه ودلائله .
- بيان بلاغة القرآن ولطائف أدبة .

موقف الباحثين من اعجاز القرآن :
-منهم خلطوا بين اعجاز القرآن مع غيره .
-ومنهم أهملوا هذا الفن .
- ومنهم من ألم به وخلطه بقسم الإعجاز .

الذين تكلموا من قبل عن اعجاز القرآن :

مثل الباقلاني، والرماني، وعبد القاهر، والخطابي، وعياض، والسكاكي.

علاقة هذه المقدمة بالتفسير :
- أن المفسر لا تكتمل تفسيره إلا بوجود دقائق من وجوه البلاغة .

مراتب التفاسير في كلامها عن ذلك :
تفاسير مقلة .
أمثلة على التفاسير المقلة :
- معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج. .
- المحرر الوجيز للشيخ عبد الحق بن عطية الأندلسي.
تفاسير مكثرة .
أمثلة على التفاسير المكثرة :
-مثل الكشاف.
التفاسير المعتنية بذلك :
-كتاب أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البغدادي.
- أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي.

أسباب اعجاز القرآن :
- - فيه بيان للأصول الإسلامية .
- التحدي بسورة أو عشر سور منها :
السبب :
- لأن تحدى بها النبي صلى الله عليه وسلم معانديه ، فكان التحدي بأقل ذلك وهو بسورة منه ، والتحدي أيضا بعشر سور منه ، فعجز عنها بلغاء العرب .
أدلة ذلك : قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله}
وقال: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات}.

السبب في عجزهم في التحدي :
اختلف أهل العلم فيه على أقوال :
القول الأول : بأن الله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي، لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب، وهذا القول الأشعري فيما حكاه أبو الفضل عياض في الشفاء وإلى النظام والشريف المرتضى وأبي إسحاق الاسفرائيني فيما حكاه عنهم عضد الدين في المواقف، وهو قول ابن حزم، وطائفة من المعتزلة .
القول الثاني :أنهم عجزوا بسبب بلاغة القرآن وفصحاته التي بلغت مبلغا عظيما ، وهذا القول الذي عليه جمهور أهل العلم والمحققين وأئمة الأشعرين وأئمة الحرمين والجاحظ وأهل العربية، وهو القول الذي اعتمده أبو بكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن، وأبطل ما عداه .

أوجه اعجاز القرآن :
اختلف أهل العلم في أوجه اعجازه :
أولا :من جهة اللغة العربية :
بلاغته وفصاحته :
نجده فيه بلوغ القرآن أوجه البلاغة وتفيد بذلك معاني دقيقة .
مرتبته : هو الحد الأعلى ووصل حد الإعجاز .
الذين تصدوا لهذا الجانب :
أبي بكر الباقلاني وأبي هلال العسكري وعبد القاهر والسكاكي وابن الأثير.
المؤلفات في هذا :
-دلائل الإعجاز.
-أسرار البلاغة.
- المفتاح .
-ألف ابن أبي الإصبع كتابا في بديع القرآن.
ومن الكتب المعتمدة على هذا تفسير الزمخشري ( الكشاف ) .
الأدلة على ذلك :
- تحديه فصحاء العرب حتى اعترف بذلك فصحاءهم وبلغاءهم
أمثلة ذلك :
- الوليد بن المغيرة لما سمع آياته .
- وذكر أبو عبيدة أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ {فاصدع بما تؤمر} فسجد وقال: سجدت لفصاحته، فكلمة اصدع تدل على الشجاعة والدعوة والجهر بها ، وأما ( بما تؤمر ) : فهنا الإيجاز في جمعها .
- وسمع رجلا يقرأ {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا} فقال: أشهد أن مخلوقا لا يقدر على مثل هذا الكلام.
أساليبه :
-من جهة ابداع القرآن في الكلام بأسلوب لم يكن معهود عليه من العرب لكن مما يسمح به كلام العرب .
ثانيا : من جهة المعاني الحكمية والإشارات .
- فيه حقائق علمية وعقلية ، وتفيد جميع العصور .
- يشتمل القرآن على النوعين من العلم :
النوع الأول : الاصطلاحي.
مثاله : علوم أهل الكتاب ومعرفة الشرائع والأحكام وقصص الأنبياء والأمم وأخبار العالم.
دليله : {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة}.

النوع الثاني : العلم الحقيقي .
هو الإعجاز العلمي .
وينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
القسم الثاني : قسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم.
العلة في اعجازه على وجه العموم :
- أنه جاء به أمي وكانوا لا يعرفون دقائق الأمور .
- أنه كان بينهم ولم يفارقهم .
الدليل على اعجازه :
قال تعالى : في سورة القصص: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم}.
طرق اعجازه :
- أنه دعا للنظر والاستدلال.
- قال في الشفاء.
- جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد للعرب: بيان علم التشريع ، طرق الحجج العقلية ، والرد على فرق الأمم ببراهين قوية،
- فتح العيون إلى فضائل العلوم بأن شبه العلم بالنور وبالحياة .
حجية هذه الجهة :
حجة هذه الجهة تظهر في تعلقها بالإعجاز .
دليله : ((ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي وإني أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة))
النكت التي تظهره الآية :
1) قوله ((ما مثله آمن عليه البشر)) : يقتضي أن كل نبي جاء بإعجاز خاص يناسب قومهم ، فيعجزهم فيؤمنون به .
2) أن قوله: ((وإنما كان الذي أوتيت وحيا)): يقتضي أن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم ليست معجزة بالأفعال ، كالتي كانت مع بقية الأنبياء بل معجزته بالقرآن ، فعجزوا عن الإتيان بمثله من حهتي اللفظ والمعاني .
3) قوله: فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا: عطف بالفاء للدلالة على الترتيب ، فالإعجاز بين إتيانه الوحي وبين أن يكون أكثرهم تابعا يقتضي أنه صالح لكل زمان ، فزيادة العدد دليل على صلاحيته لكل زمان .
نواحي إعجاز هذه الجهة :
- تثبت مع القرآن بمجموعه ، ولايقتصر على آية أو سورة منه .
دليله : قوله: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.
- أن العرب لم يعهدوا على مثل هذه العلوم :
كونه أميا فصار إعجاز على الناس عامة ، وإعجاز على أهل الكتاب بالإخبار عن علوم دينهم .
دليله : قال الله تعالى: {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.


مسألة استطرادية :
أنواع العلم :
نوعان :
النوع الأول : علم اصطلاحي.
الاصطلاحي فهو ما تواضع الناس في عصر من الأعصار على أن صاحبه يعد في صف العلماء، وهذا قد يتغير بتغير العصور ويختلف باختلاف الأمم والأقطار.
النوع الثاني : علم حقيقي.
فهو معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان، وما به يبلغ إلى ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة.

ثالثا : من جهة أخباره .
ففيه أخبار عن غيبيات .
مثاله :
-عن هزيمة الروم ، في قوله تعالى : ( ألم . غلبت الروم ) ، نزلت قبل أن يظهر أمر الروم على الفرس .
- فتح مكة ، في قوله تعالى : ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ، فنزلت قبل فتح مكة بعامين .
- المراكب التي أنبأنا الله تعالى بظهورها ، في قوله تعالى : {لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}.
- {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} إلى قوله: {ولن تفعلوا}، يدل على انهم لن يفعلوا .
جهات أخرى إضافية :
رابعا : من جهة الملاحة .
وهي قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية، وهو قول التفتزاني، والسكاكي .
خامسا : من جهة ترتيبه ونظم آياته .
- في الوقف : فيؤثر في نفس السامع .
مثاله : (قوله تعالى: {هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى} فإن الوقف على قوله: {موسى} يحدث في نفس السامع ترقبا لما يبين حديث موسى.


أساليب القرآن :

الحكمة من تنوع أساليب القرآن :
أولا : ليظهر بذلك أنه من عند الله .
ثانيا : يكون بذلك زيادة التحدي للمتحدين .

أنواع أساليب القرآن :
- محسنات بديعية .
أمثلة على المحسنات البديعية :
حسن التقسيم :
مثاله : ما رواه مسلم والأربعة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة أي سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: {الرحمن الرحيم}، قال الله تعالى أثنى علي عبدي. وإذ قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي وقال مرة: فوض إلي عبدي فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين}، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)).


-المطابقة .
مثاله : كقوله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
- الجناس :
مثاله : قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.

-الإلتفات : وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق آخر منها.

-التشبيه .
مثاله : في قوله تعالى: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار} الآية. ففيه إتمام جهات كمال تحسين التشبيه لإظهار أن الحسرة على تلفها أشد.
الاستعارة
مثاله : كقوله: {واشتعل الرأس شيبا} وقوله: {واخفض لهما جناح الذل}.

-ضرب الأمثال .
دليله : كقوله تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.

التقديم والتأخير :
مثاله : قال تعالى: {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا} إلى قوله: {إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا} إلى قوله: {وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} فكان للابتداء بذكر جهنم ما يفسر المفاز في قوله: {إن للمتقين مفازا} أنه الجنة لأن الجنة مكان فوز. ثم كان قوله: {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} ما يحتمل لضمير فيها من قوله: {لا يسمعون فيها} أن يعود إلى {كأسا دهاقا}.

استعمال التضمين :
مثاله : مثل قوله تعالى: {ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} فجاء فعل {أتوا} مضمنا معنى مروا فعدي بحرف على؛ لأن الإتيان تعدى إلى اسم القرية والمقصود منه الاعتبار بمآل أهلها.
العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تحتاجها للتهويل:
أصنافه :
1)مع الشيئين المتساويين :
باستعمال الضمير :
مثاله : قوله تعالى {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} فجاء بلفظ قلوب جمعا مع أن المخاطب امرأتان فلم يقل قلباكما تجنبا لتعدد صيغة المثنى.
الاتيان بلفظ يفيد الذكر والأنثى :
مثاله :
قوله تعالى: {وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا} فروعي معنى ما الموصولة مرة فأتى بضمير جماعة المؤنث وهو خالصة، وروعي لفظ ما الموصولة فأتى بمحرم مذكرا مفردا.
2) مع الأشياء المتساوية :
مثاله : قوله: {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا} بواو العطف في سورة البقرة وقوله في الأعراف: {فكلا} بفاء التفريع، وهو أمر مفرع على الإسكان فيجوز أن يحكى بكل من الاعتبارين.
الغرض من هذا الأسلوب :
-الغرض منه تلوين المعاني ، فيكون مع تكرارها تجديد للمعاني وتغيرا في الأسلوب .
وذكر صحاب الكشاف أنه ليحصل به التفنن في الكلام .


مسألة استطرادية :
من موانع الفصاحة :
-تنافر حروف الكلمة.
- تنافر حروف الكلمات عند اجتماعها .
مثاله :
مثل: مستشزرات والكنهبل في معلقة امرئ القيس، وسفنجة والخفيدد في معلقة طرفة.

عيوب بعض الشعراء والخطباء :
يتعرض بعضهم لثقل في الألفاظ أو اللهجات .

أنواع الأدب :
-شعر .
-نثر : خطابة وأسجاع كهان.


مميزات أساليب القرآن :
1)سلامة ألفاظها من الثقل في اللسان .
شبهة : أنه ورد ألفاظ منها ثقيلة مثل قوله : ( ألم أعهد إليكم ) وقوله: {وعلى أمم ممن معك}.
الرد على ذلك من وجوه :
- ذكر المحققون أنه لم يبلغ حد الثقل .
- ولأن حسن دلالة اللفظ على المعنى بحيث لا يخلفه فيها غيره مقدم على مراعاة خفة لفظه.
- اتفق الأدباء على أن وقوع اللفظ المتنافر في أثناء الكلام الفصيح لايزيل عنه وصف الفصاحة .
-مجيء القرآن على احسن اللهجات وأخفها تجنبا للمكروه من اللهجات ، وهو من تسيره على الأسماع ، كما قال تعالى : قال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.
2) استعمال أقرب الكلمات وأشملها في لغة العرب للدلالة على المعاني المقصودة .
مثاله : حرد في قوله تعالى: {وغدوا على حرد قادرين}، فجميع معاني حرد صالحة .

3) وجود أسلوب الفواصل المبتكرة ،و التي تساعد على الحفظ ويساعد على سرعة تعلقه بالأذهان .

4) اتساع أدب القرآن :
الفرق بينه وبين أدب العرب :
أدب العرب :
- لم يكن أدب العرب السائر فيهم غير الشعر، فهو الذي يحفظ وينقل.
- وكان الشعر خاصا بأغراض وأبواب معروفة، مثل الرثاء والهجاءوالفخر والحماس .
-لهم من غير الشعر مثل الخطب والأمثال والمحاورات ، فكان الخطب تنسى ، والأمثال يقصد بها الاتعاظ بها في مواردها ، والمحاورات كانت عادية فلا يهتمون بما تتضمنه .
أدب القرآن :
-جاء القرآن بأسلوب في الأدب غض جديد صالح لكل العقول.
- متفنن إلى أفانين أغراض الحياة كلها معط لكل فن ما يليق به من المعاني والألفاظ واللهجة: فتضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال أي الكلم الجوامع والقصص والتوصيف والرواية.
- كثرة فيها المحسنات البديعية أكثر مما جاء في شعر العرب ، كالجناس والطباق .
مثاله : كقوله: {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}.فهنا جناس
وقوله : {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.فهنا طباق .


مبتكرات القرآن :
- الاتيان بأسلوب يخالف الشعر .
الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب :
-أنه جاء بأسلوب جامع بين مقصدين وهما الموعظة والتشريع .
-أنه جاء بأساليب تفنن في تنقلاته ومن هذه الأساليب :
-الإعتراض .
-التنظير .
- التذييل .
-الإتيان بالمترادفات عند التكرار تجنبا للتثقيل .
-الإكثار من أسلوب الإلتفات المعدود .
- أسلوب الجزالة والرقة ، ولاتخلو سور القرآن من الأسلوبين .
مثاله : فبينما تسمعه يقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.
ويقول: {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا} إذ تسمعه يقول: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}

-الإتيان بجمل لها معان مفيدة محررة كالجمل العلمية والشرعية ، فتحوي عام معه المخصص ، والمطلق الذي قيده .
مثال : مثال على العام الذي خصصه ، قوله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون}.
ومثال على المطلق الذي قيده ، قوله تعالى : {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}.
-التسوير والتقسيم .
-أسلوب القصص
وتتضمن ابتكاره هنا في :
#في صياغة القصة وحكايتها بأساليب مختلفة مناسبة .
# لايلتزم في حكاية الألفاظ ولكن يذكر حاصل كلامهم ، فمداره هو المعنى لا الألفاظ .
# تغيير الأسماء التي في القصة بما يناسبها من الفصاحة حسب الموقع .
مثاله : تغيير شاول إلى طالوت وتغيير اسم تارح أبي إبراهيم إلى آزر .
- الأمثال : أبدع فيها وفي تركيبها .
مثاله : قوله تعالى: {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف}.
وقوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن} إلى قوله: {فما له من نور}
-عدم الالتزام على أسلوب واحد ، واختلفت سوره ، ولكل سورة لهجة خاصة بها.
مثاله :
- بعضها بني على فواصل وبعضها ليس كذلك .
- وفي افتتاح السور فبعضها يفتتح بالاحتفال وبعضها يفتتح بالهجوم ، فمثال على الاحتفال : ( الحمد لله ) ( ويا أيها الذين آمنوا ) ، ومثال على الهجوم : ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ..) ( براءة من الله ورسوله ) .
- الإيجاز .
أنواع الإيجاز :
1) الحذف :
ومنها حذف القول :
مثاله : قوله تعالى: {في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر}.
ومنها حذف المضاف .
مثاله : كقوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله}.
وحذف الجمل الذي يدل على تقديرها الكلام .
مثاله : قوله تعالى: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} إذ التقدير: فضرب فانفلق.
2) الإخبار عن أمر خاص بخبر يعمه وغيره.
فوائده :
-فائدة الحكم العام، وفائدة الحكم الخاص.
-فائدة أن هذا المحكوم عليه بالحكم الخاص هو من جنس ذلك المحكوم عليه بالحكم العام.
- التضمين :
تعريفه : وهو أن يضمن الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر ويشار إلى المعنى المضمن بذكر ما هو من متعلقاته من حرف أو معمول فيحصل في الجملة معنيان.
مثاله :
كقوله تعالى: {قل كل يعمل على شاكلته} وقوله: {طاعة معروفة}.
-الإشتراك في معنية أو معانية ، واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي والمجازي .
- الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو اختلاف حركات حروفها، كما هو الحال مع القراءات.
مثاله : مثل (إذا قومك منه يصُدون) بضم الصاد وكسرها.

عادات القرآن:
كليات القرآن :
- كل كأس في القرآن يراد به الخمر .
- المطر في القرآن يراد به العذاب .
- ( يا أيها الناس ) يراد به أهل مكة المشركون ، كما ذكر ذلك ابن عباس .

المعاني التي لا تكاد تفترق في القرآن:
-الجنة والنار .
- الجوع والخوف.
-الرغبة والرهبة .
- أسلوب التضاد :
الوعيد يعقبه الوعد .
النذارة يعقبها البشارة .
ذكر الشرائع والتكاليف يعقبها إما بإلهيات أو شرح أحوال الأنبياء أو أحوال يوم القيامة .
- كلمة ( هؤلاء ) إذا لم يكن بعدها عطف بيان فيراد به المشركون .
مثاله : ( بل متعت هؤلاء وآباءهم} وقوله: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}.
- إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى.
مثاله : قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} إلى قوله: {أنبئهم بأسمائهم}.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 محرم 1440هـ/4-10-2018م, 02:46 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني مقدمة التحرير والتنوير.
- فهرس مسائل القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن عاشور.

&قصص القرآن.
-امتن الله على رسوله الكريم بذكر القصص في القرآن الكريم .
*الغرض من ذكر القصص في كتابه .
-حصول التنويه بأصحاب تلك القصص في عناية الله بهم أو التشويه بأصحابها .
-تسلية له صلى الله عليه وسلم .
- وعبرة وعظة لأمته ، ولمن بعدهم إلى يوم الدين .
*معنى القصة.
لغة : من قص الخبر على فلان ،أي أخبره.
اصطلاحاً :الخبر عن حادثة غائبة عن المخبر به.
*ماتميزت به القصص في القرآن الكريم .
-القرآن يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما سواها ،لمجرد التفكه بها .
-لم تأت القصص في القرآن متتالية ومتعاقبة ،بل كانت موزعة ومتفرقة على حسب مقاماتها.
-للقرآن أسلوب خاص هو الأسلوب المعبر عنه بالتذكير وبالذكر.
-نسج نظمها على أسلوب الإيجاز ليكون شبهها بالتذكير أقوى من شبهها بالقصص.
-ومن مميزاتها طي ما يقتضيه الكلام الوارد.
-القصص في القرآن بثت بأسلوب بديع إذ ساقها في مظان الاتعاظ بها مع المحافظة على الغرض الأصلي الذي جاء به القرآن من تشريع وتفريع.
*فوائد القصص في القرآن.
-انقطاع صفة الأمية عن المسلمين في نظر اليهود، وانقطعت ألسنة المعرضين بهم بأنهم أمة جاهلية، فكان قصار علمهم في وقتهم هي أخبار انبيائهم ،فلا يعلمه إلا الراسخون بالعلم منهم ، وهذا تحدي وإعجاز عظيم لكتاب الله.
-اشتمال القرآن على قصص الأنبياء وأقوامهم تكليلا لهامة التشريع الإسلامي بذكر تاريخ المشرعين ، وهذا أدب من آداب الشريعة ، وليس الهدف ذكر احسابهم وانسابهم ولكن العبرة ماوراء ظلالهم أو إيمانهم.
-اقتداء هذه الأمة بمعرفة مسببات الخير والشر ،والتمكين والتعمير بمعرفة هذه القصص.
-العبرة والعظة للمشركين لما فعل نظرائهم للأقوام السابقة ، وفيها ذكر لما لقيه المكذبون من عذاب نتيجة عصيانهم وبغيهم.
-من إعجاز القرآن أسلوب التوصيف والمحاورة وذلك أسلوب لم يكن معهودا للعرب ، فهو من بلاغة اللغة العربية،وشدة تأثيره على أهل اللسان .
-ذكر قصص الأمم توسيع لعلم المسلمين بإحاطتهم بوجود الأمم ومعظم أحوالها، قال مشيرا إلى غفلتهم قبل الإسلام ، فجهلهم كان سبب هلاكهم.
-تعويد المسلمين على معرفة سعة العالم وعظمة الأمم والاعتراف لها بمزاياها حتى تدفع عنهم وصمة الغرور .
-أن ينشئ في المسلمين همة السعي إلى سيادة العالم كما ساده أمم من قبلهم ليخرجوا من الخمول الذي كان عليه.
-معرفة أن قوة الله تعالى فوق كل قوة، وأن الله ينصر من ينصره، وأنهم إن أخذوا بوسيلتي البقاء: من الاستعداد والاعتماد؛ سلموا من تسلط غيرهم عليهم.
-يحصل منها بالتبع فوائد في تاريخ التشريع والحضارة وذلك يفتق أذهان المسلمين للإلمام بفوائد المدنية.
*شبهة بقولهم لماذا لم يقع الاستغناء بالقصة الواحدة في حصول المقصود منها. وما فائدة تكرار القصة في سور كثيرة ؟
-ذكر القصص في سور كثيرة ،لايعد تكراراً لها ، بل هو إعادة لصياغة معانيها دون ألفاظها فيحصل المقصد الخطابي. ثم تحصل معه مقاصد أخرى:
-رسوخها في الأذهان بتكريرها.
-ظهور البلاغة فهذا وجه من وجوه الإعجاز ، كالمترادفات والمحسنات البديعية المعنوية واللفظية وغيرها.
-أن يسمع اللاحقون من المؤمنين في وقت نزول القرآن ذكر القصة التي كانت فاتتهم مماثلتها قبل إسلامهم أو في مدة مغيبهم، فإن تلقي القرآن عند نزوله أوقع في النفوس من تطلبه من حافظيه.
-أن جمع المؤمنين جميع القرآن حفظا كان نادرا بل تجد البعض يحفظ بعض السور فيكون الذي حفظ إحدى السور التي ذكرت فيها قصة معينة عالما بتلك القصة. كعلم من حفظ سورة أخرى ذكرت فيها تلك القصة.
-أن تلك القصص تختلف حكاية القصة الواحدة منها بأساليب مختلفة ويذكر في بعض حكاية القصة الواحدة ما لم يذكر في بعضها الآخر وذلك لأسباب:
-تجنب التطويل فيؤخذ محل العبرة فيها.
-ذكر القصة في مواضع في القرآن كان مناسبا للحالة المقصودة من سامعيها، فتتفاوت بالإطناب والإيجاز على حسب المقامات.
&المقدمة الثامنة في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها.
*الغرض من هذه المقدمة وفائدتها.
له مزيد اتصال بالقرآن واتصال بالتفسير؛ لأن ما يتحقق فيه ينتفع به في مواضع كثيرة من فواتح السور، ومناسبة بعضها لبعض فيغني المفسر عن إعادته.
*معنى القرآن لغة : أنه مشتق من القراءة، على وزن فعلان .

وقيل هو قرآن بوزن فعال، من القرن بين الأشياء أي الجمع بينهما.
وقيل قران جمع قرينة أي اسم جمع، والقرينة العلامة،ولأن آياته يصدق بعضها بعضا فهي قرائن على الصدق.
المعنى الإصطلاحي : هو اسم للكلام الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جملة المكتوب في المصاحف المشتمل على مائة وأربع عشرة سورة، أولاها الفاتحة وأخراها سورة الناس.
*مراتب التحدي والإعجاز بالقرآن
-الإتيان بعشر سور ( قل فأتوا بعشر سور مثله )
-الإتيان بسورة من مثله (فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم).
*أسماء القرآن.
-القرآن وهو أشهر اسمائه ،وأكثر وروداً في آياته ، وفي ألسنة السلف . {ورتل القرآ ترتيلا }.
-والتنزيل. مصدر نزل ،{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات}.
وجه تسميته :أطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء.
-والكتاب، اسم جنس مطلق ومعهود. {ذلك الكتاب لا ريب فيه}
وجه تسميته : سمي كتابا لأن الله جعله جامعا للشريعة فأشبه التوراة لأنها كانت مكتوبة في زمن الرسول المرسل بها، وأشبه الإنجيل الذي لم يكتب في زمن الرسول الذي أرسل به ولكنه كتبه بعض أصحابه وأصحابهم.
-والفرقان. مصدر من التفرقة ،(تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} .
ووجه تسميته :
-أنه امتاز عن بقية الكتب السماوية بكثرة ما فيه من بيان التفرقة بين الحق والباطل.
-نزل على النبي الكريم مفرقاً.
-والذكر. {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}
وجه تسميته : أنه تذكير بما يجب على الناس اعتقاده والعمل به.
-والوحي. {قل إنما أنذركم بالوحي}
وجه تسميته : أنه ألقى وحياً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،عن طريق جبريل.
-وكلام الله.{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.
&خاطرة ، قال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} ، اشتملت هذه الآية على عدة اسماء للقرآن ، فقرآنا مأخوذ من القراءة ، وفرقناه عليك بالنزول وقرأته مفرقاً على الناس ، وختمه بنزلناه تنزيلا ، أي بنزوله من السماء عن طريق الوحي ، فجميعها مسميات تحمل معاني عظيمة لكتاب الله.
*أول من كتب القرآن ابتداءاً.
أولهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان.
&آيات القرآن.
*معنى الآية :
الآية: هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
-التقدير هو إدخال قوله تعالى: {مدهامتان} إذ التقدير هما مدهامتان.
-إدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة.
*سبب التسمية.
-من مبتكرات القرآن.
- دليل على أنه موحى بها من عند الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام.
-عجز أهل الفصاحة والبلاغة من أهل اللسان العربي عن تأليف سورة من مثله.
-لاتسمى جمل التوراة والإنجيل آيات لأنه ليست فيها هذه الخصوصية في اللغة العبرانية والآرامية.
*تحديد مقادير الآيات.

-اختلف العلماء على أقوال منها.
-قال الزمخشري: الآيات علم توقيفي ،فهو مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو محمول على التخيير في حد تلك الآيات التي تختلف فيها الرواية في تعيين منتهاها ومبتدأ ما بعدها.
-كان في عصر النبوة يقدرون الوقت بمقدار الآيات ،كما ورد في حديث السحور عن النبي الكريم.
-قال أبو بكر ابن العربي وتحديد الآية من معضلات القرآن، فمن آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي بتمامه.
-قال ابن عاشور :لا يبعد أن يكون تعيين مقدار الآية تبعا لانتهاء نزولها وأمارته وقوع الفاصلة.
&الفواصل.
*معنى الفواصل :
-هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها أو تتقارب، مع تماثل أو تقارب صيغ النطق بها.
-وقيل هي منتهى آيات ولو كان الكلام الذي تقع فيه لم يتم فيه الغرض المسوق إليه.
*الغرض من هذه الفواصل.
-هي من الإعجاز فهي من فصاحة الكلام ومحسنات البلاغة.
-لتقع في الإسماع وتتأثر عند الوقوف بهذه الفواصل.
&عد الآي.
*متى ابتدأ عد الآي.
-كان معروفاً في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ،وروى محمد بن السائب عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة.
-واستمر العمل بعد الآي في عصر الصحابة، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام.
*حكم الوقوف على الآي.
-قال أبي عمرو في الإتقان قال بعضهم: الوقف على رؤوس الآي سنة.
-فيها اتباع لهدي النبي وسنته ،ذكره البهقي في شعب الإيمان.
-وفي سنن أبي داود عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية ...
*عدد آيات القرآن .
-اختلف السلف بناءً على اختلاف نهاية بعضها.
-فأجمعوا على أن عدد آيات القرآن يبلغ ستة آلاف آية ،ذكره أبو عمرو الداني.
-واختلفوا فيما زاد عن ذلك.
-وقالوا اختلاف في الرواية ،وقد يكون بعضه عن اختلاف الاجتهاد.
*عد البسملة آية .
-أجمع أهل العدد من أهل الكوفة والبصرة والمدينة والشام على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة.
-واختلفوا في عدها وتركها في سورة الحمد لا غير.
*عد البسلمة آية في سورة الفاتحة.
-عدها الكوفي والمكي آية.
-ولم يعدها آية البصري ولا الشامي ولا المدني.
-المصحف المدني عد آيها أكثر مما في الكوفي.
-وكان لأهل المدينة عددان، يعرف أحدهما بالأول ويعرف الآخر بالأخير، ولأهل مكة عد واحد.
*من تصدى لعد الآي من القراء.
-أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو نصاح شيبة بن نصاح، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وإسماعيل بن جعفر بن كثير الأنصاري.
&ترتيب الآي.
*حكم ترتيب الآي.
-ترتيب الآي بعضها عقب بعض فهو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي.
-مانقرأه في المصاحف هذا اليوم ، على نحو قراءة النبي الكريم في ترتيب آي السور.
-من وجوه الإعجاز ترتيب الآي.
*اجتهاد السلف ومراحل ترتيب الآي
-على نحو ترتيب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات الجهرية.
-ماأستقر عليه رواية الحفاظ من الصحابة عن العرضات الأخيرة ،من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في آخر سني حياته.
-لم يخالف زيد بن ثابت في ترتيب آي القرآن حينما أمره أبو بكر في كتابته.
-أمر النبي الكريم لكتاب الوحي بكتابة ماأنزل من القرآن وذلك توقيف إلهي.
-اتساق الحروف واتساق الآيات واتساق السور كله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-الأصل في آي القرآن أن يكون بين الآية ولاحقتها تناسب في الغرض.
*الحكمة من الأمر بكتابة القرآن ؟
ليرجع إليه حينما يحصل شك أو نسيان.
*الغرض الأكبر للقرآن.
هو اصلاح الأمة بأسرها
وقوف القرآن.
*معنى الوقف.
هو قطع الصوت عن الكلمة حصة يتنفس في مثلها المتنفس عادة.
*حكمه.
قال ابن الجزري : لا تجد في القرآن مكانا يجب الوقف فيه ولا يحرم الوقف ، ولكن الوقف ينقسم إلى أكيد حسن ودونه كلٍ حسب المعنى.
*أهمية الوقف بالقرآن.
-التعدد في الوقف قد يحصل به ما يحصل بتعدد وجوه القراءات من تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات.
-الوقوف بالقرآن مهم لرفع اللبس والفهم الخاطيء لسياق الآيات.
-اعتنى أهل القرآن بالوقف ،للتيسير فهمه على قارئيه .
-لإظهار عجز أهل البلاغة والبيان أن يأتوا بمثله.
*أشهر من تصدى لضبط الوقوف.
أبو محمد بن الانباري، وأبو جعفر بن النحاس، والنكزوي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان، ومن المتأخرين محمد بن أبي جمعة الهبطي.
&سور القرآن.
*معنى السورة.
-هي قطعة من القرآن معينة بمبدأ ونهاية لا يتغيران، مسماة باسم مخصوص، تشتمل على ثلاث آيات فأكثر.
-هذه الآيات تحمل معاني السورة وسبب نزولها.
*وجوه التسمية بسورة.
-هذه التسمية من مصطلحات القرآن.
-هي من وجوه التحدي والإعجاز في القرآن.
-وقيل مأخوذة من السور بضم السين وتسكين الواو وهو الجدار المحيط بالمدينة أو بمحلة .
-وقيل مأخوذة من السؤر بهمزة بعد السين وهو البقية مما يشرب الشارب.
-جاءت التسمية في القرآن بقوله :( سورة أنزلنها ) ، في سورة النور ، وزادتها السنة بياناً.
*حكم تسوير القرآن.
سنة كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
*فائدة التسوير.
-إن الجنس إذا انطوت تحته أنواع كان أحسن وأنبل من أن يكون ببانا واحدا.
-تكون نشاطاً للقاريء إذا علم أنه ختم شيئاً وبدأ بجديد ، قاله الزمخشري.
*ترتيب السور.
اختلف العلماء بترتيب السور وكان على أقوال.
-قال أبو بكر الباقلاني: يحتمل أن النبيء صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بترتيبها ،ويحتمل أن تكون من اجتهاد الصحابة.
-وقال الداني: كان جبريل يوقف رسول الله على موضع الآية وعلى موضع السورة.
-وفي المستدرك عن زيد بن ثابت أنه قال: كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع قال البيهقي: تأويله أنهم كانوا يؤلفون آيات السور.
-ونقل ابن عطية عن الباقلاني الجزم بأن ترتيب السور بعضها إثر بعض هو من وضع زيد بن ثابت بمشاركة عثمان.
-قال ابن عطية: وظاهر الأثر أن السبع الطوال والحواميم والمفصل كانت مرتبة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان مابقي من بعض السور هو مارتب زمن كتابة المصاحف.
*فرجح ابن عاشور قول ابن عطية.
-فقال لا شك أن طوائف من سور القرآن كانت مرتبة في زمن النبيء صلى الله عليه وسلم على ترتيبها في المصحف .
-وقال لاشك أن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت هما من أكبر حفاظ القرآن ،ولازموا النبي الكريم فتوخوا الحذر في ترتيبه وماسمعوا منه.
*أول من جمع القرآن في مصحف.
أول من جمعه ،سالم مولى أبي حذيفة.
*ترتيب المصاحف.
-من الصحابة من رتبه حسب سبب النزول ،كمصحف علي رضي الله عنه أوله {اقرأ باسم}، ثم المدثر، ثم المزمل، ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكي ثم المدني.
-ومنهم من رتب على حسب الطول والقصر كمصحف أبي وابن مسعود فكانا ابتدأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران.
*هل يجب القراءة على ترتيب المصاحف.
-لايجب ذلك ،للحديث المروي عن عائشة حين سألها رجل من العراق أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه فقالت : وما يضرك آية قرآت قبل .
-قال ابن بطال: "لا نعلم أحدا قال بوجوب القراءة على ترتيب السور في المصحف بل يجوز أن تقرأ الكهف قبل البقرة.
*المراد بقول السلف النهي قراءة القرآن منكسا.
-فالمراد منه أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها.
-قال المؤلف :يحمل النهي على الكراهة.
*ماروي في ترتيب السور حسب المكي والمدني.
إحداها رواية مجاهد عن ابن عباس، والثانية رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس، والثالثة لجابر بن زيد.
*الضابط في الطولي والقصري من السور.
-عدد الآيات وليس الحروف والكلمات.
&أسماء السور.
-جعلت منذ نزول الوحي على النبي الكريم ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم :(ضعوها في السورة التي يذكر فيها كذا) .
-ومارجح أن التسمية غير مأثورة ، والصحابة سموا بماحفظوا عنه عليه الصلاة والسلام.
*مايثبت ذلك
-في مصحف أبي بن كعب سمى سورة البينة ،سورة أهل الكتاب كما ذكر في الإتقان.
-وتسمية ابن مسعود لدعاء القنوت ،سورة الخنع أو الخلع.
*فائدتها.
-لتيسير المذاكرة والمراجعة، ولتمييز السورة عن غيرها.
*طرق التسمية.
-بأوصافها مثل الفاتحة وسورة الحمد.
-إضافتها لشيء كسورة البقرة وسورة لقمان وسورة يوسف.
-أو بالإضافة لما كان ذكره فيها أوفى نحو سورة هود وسورة إبراهيم.
-أو لكلمات تقع في السورة كسورة براءة.
*من جمع القرآن كاملاً في زمن النبي الكريم.
زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري.
*علة عدم كتابة اسماء السور في مصحف الإمام.
-اكتفوا بذكر البسلمة لتكون فاصل بين السور.
-كراهية مضنة أن تحسب آية فيلبس عليهم.
*ترتيب آيات السور نزولاً.
-نزلت دفعةً واحدة كسورة الفاتحة ،وسورة المرسلات.
-أو نزولاً متتابعاً كالأنعام وسورة براءة.
-أو نزولاً مفرقاً.
المقدمة التاسعة
& في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن، تعتبر مرادة بها.

-أساليب كلام العرب ،جبلت على ذكاء القرائح وفطنة الأفهام.
-الإيجاز عمود بلاغتهم لاعتماد المتكلمين على أفهام السامعين.
-كثر في كلامهم ،: المجاز، والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد ومستتبعات التراكيب، والأمثال، والتلميح، والتمليح، واستعمال الجملة الخبرية والإستفهام ونحوه.
-رغم إعجاز القرآن وبلاغته أودع فيه من المعاني مالاتحتمله الألفاظ.
-القرآن الكريم شريعة الله ،وهو حجة عامة بين علماء المسلمين لااختلاف فيه.
-مأراد النبي الكريم بتفسير القرآن إلا للوصول لأقصى معانيه وإيقاظ الأذهان ، مثاله :
قول النبي.
-ماروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله :(استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم}، حينما دعى الرسول الكريم أبو سعيد بن المعلى ولم يجبه.
-قول النبي لأم كلثوم بنت عقبة بن معيط حين جاءت مسلمة مهاجرة إلى المدينة وأبت أن ترجع إلى المشركين فقرأ النبيء قوله تعالى: {يخرج الحي من الميت} .
وماأجتهد به الصحابة.
-ما روي أن عمرو بن العاص أصبح جنبا في غزوة في يوم بارد فتيمم وقال: الله تعالى يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} .
-واجتهاد عمر لما فتحت العراق وسأله الجيش القسمة ، فجعلها خراجا على أهل الأرض يقسم على المسلمين كل موسم ،فقال لهم إن الله يقول: {والذين جاءوا من بعدهم} .
-واستنباط عمر ابتداء التاريخ بيوم الهجرة، من قوله تعالى: {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه}.
استدلال الفقهاء مثاله : .
-في مشروعية الجعالة ومشروعية الكفالة في الإسلام، بقوله تعالى في قصة يوسف: {ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم}.
-استدلال الشافعي على حجية الإجماع وتحريم خرقه بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}.
-القراءات المتواترة إذا اختلفت في قراءة ألفاظ القرآن اختلافا يفضي إلى اختلاف المعاني لمما يرجع إلى هذا الأصل.
*مايحتمله معاني القرآن وماتميز به عن بلغاء العرب.
-أودع في كتاب الله من المعاني والمقاصد أكثر ما تحتمله الألفاظ.
والقرآن ينبغي أن يودع من المعاني كل ما يحتاج السامعون إلى علمه وكل ما له حظ في البلاغة سواء :
•كانت متساوية أم متفاوتة في البلاغة بعضها أظهر من بعض.
•أو كانت دلالة التركيب عليها متساوية في الاحتمال والظهور.
•أما إذا تساوى المعنيان فالأمر أظهر.
مثاله : قوله تعالى :(وماقتلوه يقينا )، وقوله: {قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي}.
-من وجوه الإعجاز تكثر المعاني بإنزال لفظ الآية على وجهين أو أكثر تكثيرا للمعاني مع إيجاز اللفظ.
ومثاله قوله تعالى: {إلا عن موعدة وعدها إياه }.
*على ماذا يحمل معاني القرآن والعلاقة بينها وبين النص القرآني.
•يحمل على معنيين فصاعدا قد يكون بينهما العموم والخصوص ، مثاله :حمل الجهاد في قوله تعالى: {ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ) ،على معنى مجاهدة النفس في إقامة شرائع الإسلام.
•حمل المشترك على معانيه احتياطا ، كالكناية والتعريض ،مثاله : حينما أدخل عمر بن الخطاب على أشياخ بدر ، الفقيه ابن عباس وفسر لهم قوله :( إذا جاء نصر الله والفتح )، بدنو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
•حمل الآية الواحدة ،على معان كثيرة باختلاف تراكيبها وإعرابها ودلالتها .
-كالوصل والوقف في قوله :(ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين} إذا وقف على {لا ريب} أو على {فيه}.
-وقوله تعالى: (وكأين من نبيء قُتل معه ربيون كثير) باختلاف المعنى إذا وقف على قوله: (قتل)، أو على قوله: {معه ربيون كثير}.
*أسباب جعل القرآن بلغة العرب.
لأن اللغة العربية أوفر اللغات مادة، وأقلها حروفا، وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفا في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرها ألفاظا، وجعله جامعا لأكثر ما يمكن أن تتحمله اللغة العربية في نظم تراكيبها من المعاني مثل :
•استعمال اللفظ المشترك في معنييه أو معانيه دفعة.
•واستعمال اللفظ في معناه الحقيقي ومعناه المجازي معا.
-هذان اللفظان محل تردد بين المتصدين لاستخراج معاني القرآن تفسيرا وتشريعا، لأنه لم يردان في كلام العرب قبل القرآن وندر وقوعه.
•و إرادة المعاني المكني عنها مع المعانى المصرح بها.
•وإرادة المعاني المستتبعات بفتح الباء من التراكيب المستتبعة بكسر الباء.
-وهذا نبه عليه علماء العربية الذين اشتغلوا بعلم المعاني والبيان.
*مااختلف علماء العربية وعلماء أصول الفقه.
-في جواز استعمال المشترك في أكثر من معنى من مدلوله اختلافا ينبي عن ترددهم في صحة حمل ألفاظ القرآن على هذا الاستعمال.
-قال الغزالي وأبو الحسين البصري يصح أن يراد بالمشترك عدة معان لكن بإرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة.
-قول المؤلف : والحق أن المشترك يصح إطلاقه على عدة من معانيه جميعا أو بعضا إطلاقا لغويا.
-وذكر المؤلف قولاً لايلتفت إليه ولكن للإستيعاب ،وهو صحة إطلاق المشترك على معانيه في النفي وعدم صحة ذلك في الإيجاب، ونسب فهذا القول إلى برهان علي المرغيناني الفقيه الحنفي صاحب كتاب الهداية في الفقه.
*مايجب اعتماده.
-أن يحمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء كانت المعاني حقيقية أو مجازية، محضة أو مختلفة ، مثاله :
•استعمال اللفظ المفرد في حقيقته ومجازه قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر …).
•استعمال المركب المشترك في معنييه كقوله تعالى: {ويل للمطففين} .
*الفائدة من استعمال هذا القانون .
الجمع بين المعاني التي يذكرها المفسرون، أو ترجيح بعضها على بعض.
*مااعتمده المؤلف في تفسيره.
قال :إذا ذكرنا معنيين فصاعدا فذلك على هذا القانون. وإذا تركنا معنى مما حمل بعض المفسرين عليه في آيات من القرآن فليس تركنا إياه دالا على إبطاله، ولكن قد يكون ذلك لترجح غيره ، وماامتنع ذكره تجنباً للإطالة واكتفاء بماذكره المفسرون.
المقدمة العاشرة
& في إعجاز القرآن

*أهمية الإعجاز القرآني عند أهل البلاغة.
-لم يزل شغل أهل البلاغة الشاغل. وموردها للمعلول والناهل.
-اشتمال علم البلاغة على نماذج من إعجازه.
-تبين مما لاشك فيه تفوق القرآن على أبلغ البلغاء ،حتى عجز السابقون واللاحقون منهم عن الإتيان بمثله.
*ماأراده المؤلف في هذه المقدمة.
-لمحات لنتبصر نواحي إعجازه .
-ولنرى فن من فنون العرب ،في بلاغة القرآن ولطائف أدبه.
-ولنرى كيف كان هذا القرآن فتح بصائر، وفتح عقول، وفتح ممالك، وفتح أدب غض ارتقى به الأدب العربي.
*علاقة هذه المقدمة بالتفسير.
-لبيان مايحتاجه المفسر من إيضاح وتفسير آي القرآن ،من طرق الاستعمال العربي وخصائص البلاغة.
-لئلا يكون المفسر حين يعرض عن ذلك بمنزلة المترجم لا بمنزلة المفسر.
*منبع العناية بوجوه إعجاز القرآن.
نبعت من مختزن أصل كبير من أصول الإسلام ، لماذا ؟
-بسبب كونه معجزة كبرى تحدى بها النبي الكريم معانديه ومعجزة باقية إلى قيام الساعة.
-مايشهده التاريخ أن هذا التحدي متواتر من العصر الأول وماتبعهم من العصور المتتابعة ،بأن يأتوا بسورة من مثله ومااستطاعوا ذلك.
*اختلاف العلماء في تعليل عجزهم.
-فذهبت طائفة قليلة إلى تعليله بأن الله صرفهم عن معارضة القرآن فسلبهم المقدرة أو سلبهم الداعي، لتقوم الحجة عليهم بمرأى ومسمع من جميع العرب.
-لعجز المتحدين به بأنه بلوغ القرآن في درجات البلاغة والفصاحة مبلغا تعجز قدرة بلغاء العرب عن الإتيان بمثله،وهو ماعليه عند جمهور أهل العلم.
-وقال المؤلف :أن بقاء بعض الآيات متلوه وهي منسوخة الحكم ،ليس إلا ما في مقدار مجموعها من البلاغة ،لتكون معجزة للإتيان بمثلها ،كآية الوصية.
&جهات ملاك الإعجاز.
الجهة الأولى :بلوغه الغاية القصوى مما يمكن أن يبلغه الكلام العربي البليغ.
*حد الإعجاز من هذه الجهة .
-هي الطرف الأعلى من البلاغة والفصاحة، وتنافس فيها بلغاء العرب وتفاضلوا.
-وصف أهل البلاغة والفصاحة هذا الأمرين وسموه بعلم البيان والمعاني.
-ومن تفوق القرآن بالبلاغة والفصاحة ألف كتب ،للموازنة بين فصاحته وبلاغته أشهرها الكشاف.
*مايدرك به هذا الإعجاز.
-فمدركه الذوق ، وهو قوة إدراكية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ووجوه محاسنه الخفية. ولايمكن اكتسابه إلا بطول خدمة هذين العلمين البيان والمعاني ومعرفة أسرار اللغة.
*إشارات القرآن والأمثلة عليها.
-التقسيم ،لحديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: قسمت الصلاة أي سورة الفاتحة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل.
-مراعاة التجنيس ،ومنه قوله تعالى: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}.
-والتنبيه على محسن المطابقة كقوله: {فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
-والتنبيه على ما فيه من تمثيل كقوله تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} .
*مايراه المؤلف من وجوه فن الإعجاز.
-الالتفات وهو نقل الكلام من أحد طرق التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى طريق آخر منها ، وهو في القرآن كثير ، لما له من تجديد نشاط السامع.
-التشبيه والاستعارة جاء في القرآن ماأعجز بلاغة العرب ،كقوله: {واشتعل الرأس شيبا} وقوله: {واخفض لهما جناح الذل}.
*ومن محاسن التشبيه :
-كمال الشبه ،وأحسنه ماوقع في احتراس عن كراهة الطعام {وأنهار من عسل مصفى} احتراس عن أن تتخلله أقذاء من بقايا نحله.
-التمثيلية ففيها إتمام جهات كمال تحسين التشبيه لإظهار أن الحسرة على تلفها أشد كقوله :{مثل نوره كمشكاة} إلى قوله: {يكاد زيتها يضيء} .
&استطراد.
*مايبنى عليه نظم القرآن.
من حيث الدلالة .
-جمل القرآن لها دلالتها الوضعية التي يشاركها الكلام العربية.
-ولها دلالتها البلاغية يشاركها البلغاء وإن لم يصلوا مبلغها لإعجازه.
-ولها دلالتها المطوية على القرينة التي تكثر في القرآن مثل تقدير القول والوصف والموصوف ،وتقل عند البلغاء .
-ولها دلالة مواقع جمله بحسب ما قبلها وما بعدها ،كموقع تعريض واستدراك وسؤال وجواب وغيره ، وهذه لاتأتي في كلام العرب لقصر أغراضهم وهي كثير في كتاب الله.
التقديم والتأخير.
في جمل القرآن له دقائق عجيبة لايحاط بها ، مثاله قال تعالى: {إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا} ، إلى قوله: {وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} فابتدأ بذكر جهنم بما يفسر المفاز بقوله :( إن للمتقين مفازا ).
مراعاة المقام بتنظيم الكلام على خصوصيات بلاغية ،ومرجع هذا الصنف مايسمى في عرف أهل البلاغة بالنكت البلاغية ، مثاله قوله :( أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} ثم قوله: {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} فقد يخفى مقتضى اجتلاب حرف التنبيه في افتتاح كلتا الجملتين فيأوي المفسر إلى تطلب مقتضه ويأتي بمقتضيات عامة مثل أن يقول: التنبيه للاهتمام بالخبر.
*تميزت هذه الجهة من نواحي .
-من ناحية الإعجاز هي أقوى نواحي إعجاز القرآن وهي التي يتحقق بها إعجاز أقصر سورة منه ، فتنافس بلغاؤهم وتفاضلوا أن يأتوا بمثله .
-وفي أخرى ناحية فصاحة اللفظ وانسجام النظم وذلك بسلامة الكلام في أجزائه ومجموعه مما يجر الثقل إلى لسان الناطق به، فالعرب مشهورة بالفصاحة ، ولم ينكر على شعراؤهم بعض ثقل الكلام ،مثل: مستشزرات والكنهبل في معلقة امرئ القيس، وسفنجة والخفيدد في معلقة طرفة.
-واتفق أئمة الأدب على أن وقوع اللفظ المتنافر في أثناء الكلام الفصيح لا يزيل عنه وصف الفصاحة، فإن العرب لم يعيبوا معلقة امرئ القيس ولا معلقة طرفة.
-اعتمد هذه الجهة أبو بكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن، وأبطل ما عداه بما لا حاجة إلى التطويل به.
الجهة الثانية :ما أبدعه القرآن من أفانين التصرف في نظم الكلام مما لم يكن معهودا في أساليب العرب، ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.
هذه الجهة مغفولة من علماء البلاغة.
*الحكمة من التنويع في أساليب القرآن .
الأولى :هما ظهور أنه من عند الله؛ إذ قد تعارف الأدباء في كل عصر أن يظهر نبوغ نوابغهم على أساليب مختلفة كل يجيد أسلوبا أو أسلوبين.
والثانية :أن يكون في ذلك زيادة التحدي للمتحدين به بحيث لا يستطيع أحد أن يقول إن هذا الأسلوب لم تسبق لي معالجته ولو جاءنا بأسلوب آخر لعارضته.
*أساليب القرآن.
-التفنن والتنقل من فن إلى فن ،كالاعتراض والتنظير والتذييل والإتيان بالمترادفات.
- أسلوب الالتفات وهو كثير في القرآن الكريم.
-وكذلك أسلوب العدول عن تكرير اللفظ والصيغة فيما عدا المقامات التي تقتضي التكرير من تهويل ونحوه ، مثاله ، قوله تعالى {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} فجاء بلفظ قلوب جمعا مع أن المخاطب امرأتان فلم يقل قلباكما تجنبا لتعدد صيغة المثنى.
*أعظم الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب.
أنه جاء في نظمه مقصدين هما :
مقصد الموعظة ومقصد التشريع.
*ماتميز به القرآن.
-اتساع لغة الأدب في القرآن .
-جاء القرآن بأسلوب في الأدب غض جديد صالح لكل العقول ، فتضمن المحاورة والخطابة والجدل والأمثال أي الكلم الجوامع والقصص والتوصيف والرواية.
-فصاحة ألفاظه وتناسبها في تراكيبه وترتيبه على ابتكار أسلوب الفواصل العجيبة المتماثلة في الأسماع وإن لم تكن متماثلة الحروف في الأسجاع.
-سريع العلوق بالحوافظ خفيف الانتقال والسير في القبائل.
-كثرت فيه المحسنات البديعية كالجناس والطباق .
*ماكان سائر في أدب العرب.
غير الشعر :
-فهو الذي يحفظ وينقل ويسير في الآفاق.
-له أسلوب خاص من انتقاء الألفاظ وإبداع المعاني.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 محرم 1440هـ/4-10-2018م, 03:01 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

إكمال الفهرسة.

الجهة الثالثة : ما أودع فيه من المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية مما لم تبلغ إليه عقول البشر.
-وهذه الجهة من الإعجاز إنما تثبت للقرآن بمجموعه كاملاً.
-هذه الجهة لها تعلق بالإعجاز ودوامه وعمومه ، سناده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي وإني أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)).
-في هذه الجهة الإعجاز للعرب ظاهر ،فهم لاقبل لهم بتلك العلوم فهم أمة أمية رسولها أميّ. يخرج الحي من الميت}
الجهة الرابعة : ومنهم من عدها وجهاً وهو انطوى عليه من الأخبار عن المغيبات من أخبار القرون السابقة ،مما دل على أنه منزل من علام الغيوب.
-مااقتفى من آثار السلف ممن عده من الإعجاز القرآني ،ومافيه من دلائل أنه منزل من عند الله سبحانه.
-هذا النوع ليس بكثير ، وليس له مزيد تعلق بنظم القرآن ودلالة فصاحته وبلاغته على المعاني العليا.
*مايحتمله الإعجاز من هذه الجهات.
-فإعجاز القرآن للعرب الحاضرين دليل تفصيلي، وإعجازه لغيرهم دليل إجمالي.
-مايحتمله هذا الإعجاز من الجهتين الأولى والثانية متوجه إلى فصحاء وبلغاء العرب.
-والجهة الثالثة للبشر قاطبة إعجازا مستمرا على ممر العصور، وهو دليل تفصيلي لأهل تلك المعاني وإجمالي لمن تبلغه شهادتهم بذلك.
-والجهة الرابعة معجز لأهل عصر نزوله إعجازا تفصيليا، ولمن بعدهم ممن بلغه تواتر القرآن.
& مبتكرات القرآن.
*جاء على أسلوب يخالف الشعر لا محالة وقد نبه عليه العلماء المتقدمون ، مثل أنه يدعو للنظر والاستدلال
*جاء على أسلوب التقسيم والتسوير وهي سنة جديدة في الكلام العربي.
*وجاء بالأسلوب القصصي في حكاية أحوال النعيم والعذاب في الآخرة.
*يصوغ القرآن أقوال وقصص المحكي عنهم على مايقتضيه أسلوب أعجازه لا على ماصدرت فيها ، فالإعجاز الثابت للأقوال المحكية في القرآن هو إعجاز للقرآن لا للأقوال المحكية.
*لم يلتزم القرآن أسلوبا واحدا، واختلفت سوره وتفننت، منها ما افتتح بالاحتفال كالحمد، ومنها ما افتتح بالهجوم على الغرض من أول الأمر .
*جاء القرآن بأسلوب الإيجاز وعلم المعاني ،فمعظم آياته تؤخذ بمعان متعددة ،كلها تصلح بمايقتظيه اللفظ مثاله :
- الحذف والإختصار في تراكيب القرآن ، فهو نهج التنزيل فلا يخلو المعنى من دلالة وسياق عليه، كقوله (ولكم في القصاص حياة} .
-وكذلك الحذف مع عدم الالتباس ، من أبدعه قوله :(في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر}.
-وحذف المضاف كثيرا كقوله تعالى: {ولكن البر من آمن بالله} وحذف الجمل التي يدل الكلام على تقديرها نحو قوله تعالى: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} إذ التقدير: فضرب فانفلق.
-والتضمين، وهو يرجع إلى إيجاز الحذف، والتضمين أن يضمن الفعل أو الوصف ،فيحصل في الجملة معنيان.
-وسلك مسلك الإطناب لأغراض من البلاغة ومن أهم مقامات الإطناب مقام توصيف الأحوال.
*ومن أساليبه استعمال اللفظ المشترك في معنيين أو معان إذا صلح المقام بحسب اللغة العربية.
*وكذلك الإتيان بالألفاظ التي تختلف معانيها باختلاف حروفها أو حركاتها، وهذا سبب لاختلاف القراءات ، ويندرج تحتها :
-ما سماه أئمة نقد الأدب بالجزالة، وما سموه بالرقة وبينوا لكل منهما مقاماته وهما راجعتان إلى معاني الكلام ، ولاتخلو سور القرآن من هذين الأسلوبين.
&عادات القرآن.
وقد تعرض لها بعض السلف :
-فعن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر.
-وعن ابن عباس أن كل ما جاء من {يا أيها الناس} فالمقصود به أهل مكة المشركون.
-وماسمي مطرا فهو عذاب ،وماسمي غيث فهو رحمة وخير.
-من عاداته ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة ،تأكيداً لذلك.
-ومنها أنه ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة.
-من عاداته يجيء بالأخبار بصيغة الماضي.
*مااجتهد به المؤلف من عادات.
-ومنها أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: {بل متعت هؤلاء وآباءهم} .
-وكذلك قال :من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف.
*أنواع العلم :
1/علم اصطلاحي، فهو ما تواضع الناس في عصر من الأعصار على أن صاحبه يعد في صف العلماء، وهذا قد يتغير بتغير العصور ويختلف باختلاف الأمم والأقطار، وهذا النوع لا تخلو عنه أمة.
-هذا النوع لايحتاج كد فكر ولانظر ، فكان مبلغ علمهم علوم أهل الكتاب ومانزل من أحكام وشرائع وقصص للإنبياء ،وقد أشار القرآن لذلك بقوله :(تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}.
-يقل في القرآن التعرض لآخبار العرب ، لأنه معلوم لديهم ، وإن ذكر ماقل منه فهو للعبرة والعظة.
2/وعلم حقيقي ، فهو معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان، وما به يبلغ إلى ذروة المعارف وإدراك الحقائق النافعة عاجلا وآجلا.
-ينقسم إلى قسمين:
-قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
-وقسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم.
-هذان القسمان من عند الله سبحانه ،جاء بهذا الإعجاز هذا النبي الأمي .
-في العلمين كمال إنساني ووسيلة لسيادة أصحابه على أهل زمانهم، وبين العلمين عموم وخصوص من وجه.
-اشتمال القرآن على هذا العلمين .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 11:20 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة فهرسة القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن عاشور
ملحوظات عامة:
- الفهرسة تحتاج لقراءة متأنية، للتعرف على رؤوس المسائل والتفريعات تحتها، وهذه القراءة لتفادي حصول أخطاء نتيجة خطأ في فهم بعض المسائل، لذا من أحسن القراءة للفهرسة سهل عليه فهم المسائل وتصورها.

هناء هلال محمد: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أثني على حسن تنظيمك للفهرسة.
الملحوظات إجمالا:
وقع في الفهرسة بعض الأخطاء مثلا:
- ابن عاشور قرر بداية خطأ قصر الغرض من قصص القرآن على ما ذكرتِ، ثم في نهاية هذا الفصل ذكر عشر فوائد لإيراد القصص في القرآن.
اقتباس:
- 3-أسلوب القصص القرآن بين التذكر والتذكر ، وبذلك تكتسب القصص صفتين ، وهما : صفة البرهان ، وصفة البيان .
الذكر والتذكير.
- تعريف القرآن لغة: الأولى القول بأنه اشتقاق كلمة " القرآن " وفيه خلاف: من قرأ، أو قرن، أو قرينة أو غير مشتق، وإنما جاء مثلما سمي كتاب النصارى إنجيلا.
- قول ابن العربي : تحديد الآيات من معضلات القرآن "، في الأصل - كتاب ابن العربي -: " تعديد الآيات "
وليس في كلامه ما يدل على أنه يقول بأن عد الآي ليس توقيفيًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل أنه حصل في بعضه خلاف وحدوث خلاف في بعض المسائل لا يعني أنه ليس توقيفيًا وللتفصيل راجعي هذا الرابط:
http://jamharah.net/showthread.php?t=22149

في إعجاز القرآن:
قلتِ :
اقتباس:
- بعض التفاسير لم يهمل هذا المبحث مثل أحكام القرآن لإسماعيل ابن اسحاق ، تفسير ابن عربي .
هذا متعلق بعبارة قبله، وهو التماس ابن عاشور العذر لبعض المفسرين الذين أرادوا بتفسيرهم بيان وجه ما مثل أحكام القرآن، فهؤلاء إن خلت تفاسيرهم من بيان الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم فهم معذورون ومع هذا أشار لتفسير إسماعيل ابن إسحاق وابن العربي بالثناء إذ لم تخل تفاسيرهم من الإشارة لبعض وجوه الإعجاز.
- عنصر وجوه الإعجاز الذي ذكرتيه في المقدمة التاسعة، الأولى التعبير عنه بـ " صور احتمال الكلام لأكثر من معنى وإمكانية حمل الآية على جميع المعاني"
فإذا تبين لكِ ذلك، كان الأولى تقديم مسألة " أسباب اختيار الله للغة العربية كلغة للقرآن " وإلحاق الألفاظ المشتركة بهذه الصور، وتبين لكِ ما فاتكِ بيانه :
- استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه
- إرادة المعنى المكنى والمعنى المصرح به
* بعض خصوصيات القرآن الكريم
هذا العنوان يوحي بأن ما تحته لا يوجد إلا في القرآن الكريم، وهذا غير صحيح.
وإنما هو داخل تحت العنصر الذي تحته، ففيه بيان بعض أوجه البلاغة في القرآن الكريم.

بعض المسائل اقتصرتِ على ذكر جزء منها والغرض الذي ساقها ابن عاشور من أجله فيما حذفتيه.
مثلا: في بيان أوجه كون قصص القرآن أحسن القصص:
4- قلتِ: نسج نظمها على أسلوب الإيجاز.
وللتوضيح:
اقتباس:
نسج نظم القصة على أسلوب الإيجاز، لتفيد التذكير وليس مجرد الحكاية.
- مثال: قوله تعالى: {فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}
- بيان المثال: حُكيت مقالة أوسطهم في موضع تذكيرهم بها، لا في الموضع الذي قالها فيه أول مرة.
واجتهدي - ما استطعتِ - في ذكر وجه الاستدلال بالآيات، في كلام المؤلف، إن لم يكن ذلك واضحًا.



فاطمة الزهراء أحمد: ج
- راجعي الملحوظة الأولى على الأخت هناء.
- يُلاحظ جمعكِ لعدة مسائل تحت مسألة واحدة، مثل ما ذكرتيه تحت " معنى القرآن "، وهذه ملحوظة على طول عملكِ، فأرجو أن تعتني بالتفريعات تحت كل مسألة.
- ويلاحظ إغفالكِ لبعض المسائل مثلا:
1: فاتكِ بيان بعض أوجه الإحسان في قصص القرآن.
2: أغفلتِ بيان بعض أوجه تسمية القرآن بالفرقان.
- النظر في إعادة ترتيب المسائل بما يحقق تسلسلها، والتفريق بين العنصر وما تحته من مسائل.
- عدم الاعتماد على أسلوب المؤلف في تحرير المسائل، وإنما اجتهدي أن يكون هذا بأسلوبك، والمطلوب التدرب على التعبير عن المعنى بأقل الألفاظ، والتدرب على تحديد مفاصل الكلام عند المؤلف، لمعرفة تفاريع المسائل، وهذا لن يتحقق مع نسخكِ لكلام المؤلف
- راجعي تطبيقات باقي الإخوة والأخوات للفائدة.

منيرة محمد: د
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ.
الفهرسة لا تعني أبدًا الاختصار الشديد، بإغفال مسائل، بل وعناصر كاملة، خاصة إن كانت من العناصر الرئيسة التي يتحدث عنها المؤلف، بل تصوري أنكِ تعدين فهرسًا مفصلا لمسائل الكتاب، فهل ما ذكرتيه يستوعب المسائل التي ذُكرت في المقدمة.
علاوة على ذلك فإن المؤلف قد يذكر عشر نقاط تحت عنصر ما فتقتصرين على بعضها، وهذا النهج إذا استمر اتباعكِ له في فهرسة مسائل علوم القرآن مثل جمع القرآن، والإيمان بالقرآن؛ فهذا يعني إغفال لبعض الأقوال في المسائل الخلافية، وبهذا سيفوتكِ الكثير.
- الفهرسة ليست بالأمر السهل، كلنا يعلم ذلك، خاصة مع الكتابة على الحاسوب، لكن لتعلمي أنها كانت فارقًا كبيرًا بين عالمٍ وآخر، وأن من عُرفوا بعلو شأنهم في هذا العلم، كانوا يعملون على فهرسة ما يدرسونه من كتب إما اختصارًا بذكر رؤوس المسائل فقط - باستيعاب جميع المسائل -، أو تفصيلا بتحرير ما ورد تحتها.
ونحنُ هنا في المعهد نتدرب على جزء يسير لا يساوي شيئا أمام ما فعله هؤلاء الأئمة العظماء، فلنصبر ونصابر في هذا الطريق، ونتقن ما بأيدينا من عمل، عسى أن يفتح الله علينا فتوح العارفين ويبارك في قليل عملنا.


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:38 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تابع تقويم مجلس فهرسة القسم الثاني من مقدمة التحرير والتنوير

ملحوظة عامة:
- أؤكد على أهمية التعليق على بعض المسائل الواردة في مقدمة ابن عاشور، بجعل هامش لها، من خلال ما درستم من قبل، مثلا بعض المسائل تعلمون ضعفها، مثل أن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه مصحف على ترتيب النزول، أو أن مصحف أبي بكر كان مجرد صحف وليس مصحفًا أي أن الصحف مجموعة بين دفتين، أو أن تسمية المصحف كانت باجتماع بين أبي بكر والصحابة.
بعض الأحاديث كذلك، علمتم حكمها مما درستموه من قبل.
والتعليق عليها الآن في هامش فهرستكم أو بتعليق بين قوسين معكوفين [ ] أثناء الفهرسة، مفيد جدًا للبناء العلمي، حين تعودون لمراجعة هذه الفهرسة، خاصة وأن دراسة هذه المسائل لا زال حديثًا لديكم لم يطل به الزمن بعد لنسيان مواضعه ومعرفة مظان بحثه.



هيا أبو داهوم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، وأثابكِ على محاولاتكِ المتكررة في مراجعة تطبيقك والتعديل عليه لإتقانه، جعلكِ الله من أهل هذا الحديث:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ".
وقد أحسنتِ جدًا تنظيم الفهرسة، وبيان تفريعات المسائل وأغلب الملحوظات هي في توضيح بعض المسائل.

الملحوظات:
- القصة لغة: في الحقيقة ما وضعتيه تحت هذه المسألة هو اشتقاق كلمة " قصة "، وكثر تعبيرك عن الاشتقاق بأنه تعريف الكلمة لغة في أكثر من موضع، وفي بعض الأحيان يفترق المعنى اللغوي والاصطلاحي كما في سورة وآية مع وجود تناسب بينهما، لكن لا يشترط ذلك في كل موضع.
ومعناها لغة هو نفسه ما أوردتيه تحت " القصة اصطلاحًا".
- ما وضعتيه تحت: " مسألة استطرادية "
اقتباس:
مسألة استطرادية :
مسألة ذكر القصص في الخطب والمواعظ :
-أنها تذكر كالبرهان على الكلام .
-لا يستلتزم ذكرها بالألفاظ عند التكرار ، بل قد يذكر بمعانيها .
يدخل في جوانب الإحسان في قصص القرآن وتحته خمس نقاط ذكرتِ منها نقطتين فقط.
وهذا ما فاتكِ منها:
1: ناسب توزيعها وتفريقها في جميع القرآن تحقيق الذكر والموعظة لأهل الدين.
2: تأتي في الوقت المناسب لها من حيث النزول، وفي الموضع المناسب لها بين ترتيب الآيات.
- فكانت بذلك أجل من قصص القصاص، حيث تكون قصصهم لمجرد المعرفة دون حصول الأثر.
- تكتسب القصة بذلك صفتان:
أ:صفة البرهان.
ب: صفة التبيان.
3ـ: بث القصص بأسلوب بديع إذ سيقت في مظان الاتعاظ بها مع المحافظة على الغرض الأصلي الذي جاء به القرآن من تشريع وتفريع.
- اشتقاق كلمة القرآن على أربعة أقوال: من قرأ، من قرن بمعنى جمع، من قرينة، غير مشتق.
- قراءة ابن كثير بدون همز ( قُران ) القاف مضمومة، والراء مفتوحة، والألف مد.
- أسماء القرآن : أوصاف، وليس أصناف.
اقتباس:
- كتابة زيد بن زيد المصحف على هذا الترتيب ولم يخالفه .
زيد بن ثابت.
- هذا قول ابن بطال في حكم قراءة السور خلاف ترتيبها في المصحف:
اقتباس:
قال ابن بطال: "لا نعلم أحدا قال بوجوب القراءة على ترتيب السور في المصحف بل يجوز أن تقرأ الكهف قبل البقرة، وأما ما جاء عن السلف من النهي عن قراءة القرآن منكسا، فالمراد منه أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها. قلت أو يحمل النهي على الكراهة.
فهو لم يقل بالنهي عن قراءة السور غير مرتبة، ولكن وضح ما ورد عن السلف بأنه محمول على قراءة آيات السورة الواحدة.
- حكم تسمية السور :
صياغة هذه المسألة بحاجة لتعديل، حكم قول سورة كذا، مثلا.
لأن الخلاف ليس في تسمية السور، ولكن في كيفية التسمية.
- بالنسبة للمقدمة التاسعة، راجعي التعليقات على الأخت هناء.
المقدمة العاشرة:
اقتباس:
موقف الباحثين من اعجاز القرآن :
- ومنهم من ألم به وخلطه بقسم الإعجاز .
هذا غير واضح ؟؟
اقتباس:
التفاسير المعتنية بذلك :
-كتاب أحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق بن حماد المالكي البغدادي.
- أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي.
راجعي التعليق على الأخت هناء.

ذكر ابن عاشور أن ملاك وجوه الإعجاز في القرآن راجع إلى ثلاث جهات ثم أضاف رابعة:
1: الفصاحة والبلاغة.
2: أساليب القرآن، وما فيها من إبداع لم يكن معهودا في أساليب العرب، ولكنه غير خارج عما تسمح به اللغة.
3: المعاني الحكمية والإشارات إلى الحقائق العقلية والعلمية، ومنه الإعجاز العلمي.
4: الإخبار عن غيبيات، أو عن أخبار الأمم السابقة التي لم يكن للعرب بها علم.
الجهة الرابعة والخامسة تدخل تحت الجهة الأولى مما ذكره ابن عاشور.
والتعريف الذي وضعتيه تحت نقطة " رابعًا " هو تعريف الذوق.
وبعض ما أوردتِ تحت عنصر أساليب القرآن يدخل تحت هذه النقطة أيضًا.

أمل يوسف: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- ما يميز فهرستكِ هو استيعاب أهم المسائل، والتعبير بأقل الألفاظ، ويتضح منها حسن فهمكِ للمسائل:
ملحوظات يسيرة:
طريقة القرآن في حكاية القصص، وسوقها في مناسباتها، وحكايتها مفرقة على السور، ألا تدخل ضمن مميزات القصص القرآني ؟!
اقتباس:
- فوائد سوق القصة القرآنية بأسلوب بديع مع الحفاظ على الغرض الأصلي الذي جاء به القرآن من تشريع وتفريع:
العشر فوائد مرتبطة بفوائد إيراد القصص في القرآن عمومًا، فهي متعلقة بما أكده ابن عاشور بداية أن الغرض من القصص القرآني ليس مجرد تجديد النشاط ... إلى آخر ما قال.
- أسماء القرآن:
فاتكِ مسألة مهمة تحت كل اسم وهي " الدليل على هذا الاسم ".


بدرية صالح : ب
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أثني على حسن تنظيمك للفهرسة وانتباهك للتقسيمات والتفريعات للمسائل.
اقتباس:
-القرآن يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما سواها ،لمجرد التفكه بها .
هذا أبعد ما يكون عن مقصد ابن عاشور، بل نفاه - رحمه الله -؛ فأعيدي قراءة عبارته فضلا وتبيني كيف وقع لكِ هذا الفهم.
اقتباس:
*تحديد مقادير الآيات.
-اختلف العلماء على أقوال منها.
ما ذكرتيه ليس أقوالا مختلفة، وراجعي التعليق على الأخت هناء بخصوص هذه المسألة.
اقتباس:
*اجتهاد السلف ومراحل ترتيب الآي
هذا العنوان يوحي بأن ترتيب الآيات اجتهادي وهو على غير ما أوردتيه تحته من مسائل.
كما أن المسائل تحته بحاجة لإعادة ترتيب فنبدأ بتحديد النبي صلى الله عليه وسلم مواضع الآيات وبيان أن جبريل عليه السلام بينها له، ثم بأمر كتابتها، ثم حفظ الصحابة لذلك وجمع المصحف على ما حفظوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والملحوظة العامة على فهرستكِ:
يُلحظ اجتهادكِ في الفهرسة وفي تطبيق الملحوظات على التطبيقات السابقة، وبقي عليكِ الاهتمام بإحسان الصياغة سواء لرؤوس المسائل أو لما تحتها في تحرير المسائل، ويحدث هذا بتأمل أقوال العلماء، وكثرة الاطلاع على الفهارس العلمية؛ فانظري في الأمثلة التي وضعها لاشيخ عبد العزيز الداخل في محاضرة الفهرسة العلمية، كذا أرجو منكِ، بارك الله فيكِ، الاطلاع على باقي التعليقات على الأخوات للفائدة.
- كما فاتكِ بعض المسائل، أرجو أن تتبين لكِ بالاطلاع على تطبيقات الأخوات، والتعليقات عليها.

تم بحمد الله، زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 ذو الحجة 1440هـ/29-08-2019م, 06:49 AM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

المقدمة السابعة
قصص القرآن
•معنى القصة :
-الخبر عن واقعة غائبة عن المخبر بها.
-جمع القصة : قِصص بكسر القاف، أما بفتحها ( قَصص) فاسم للخبر المقصوص، وهو مصدر سمي به المفعول.
-ما ذكر في القرآن ومن وقائع المسلمين زمن نزوله مع عدوهم ليس قصصاً.

•معنى قوله تعالى :( أحسن القصص):
-أحسن فعل تفضيل ، أي قصص القرآن فضلت على كل جنس القصص.
-تدل هذه اللفظة على أن القصص القرآني لم يساق لتجديد النشاط والترويح عن النفس والتعجب من أحداث تلك القصص، فالقرآن أعلى وأسمى ، لوكان هذا الغرض منه لساوى كثيرا من القصص الحسنة الصادقة .

•مميزات القصص القرآني
-منها:حصول العبرة والموعظة.
-ومنها: الإشادة بأصحاب تلك القصة بالخير أو الشر حسب حال أصحابها.

•طريقة عرض القرآن للقصة
-يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما عداه.
-لم تأت القصص متتالية في القرآن وإنما متفرقة على مقامات مناسبة لها.
-معظم الفوائد الحاصلة منها له علاقة بهذا التوزيع وهو الذكر والموعظة
-للقرآن اسلوب خاص هو اسلوب التذكير والذكر فهو أشبه بالخطابة.
-نسج نظمها على أسلوب الإيجاز ليكون شبهها بالتذكير أقوى من شبهها بالقصص.
-طي ما يقتضية الكلام الوارد كما في قصة يوسف ( واستبقا الباب) طوى ذكر حضور سيدها وطرقه للباب واسراعهما لفتحه...الخ
-بثت بأسلوب بديع إذ ساقها في مظان الإتعاظ بها مع المحافظة على الغرض الأصلي من تشريع وتفريع.

•فائدة سوق القصص في مقامات تناسبها
يكسبها هذا السوق صفتين:
صفة البرهان وصفة التبيان

•فوائد القصص القرآني:
-تحدي أهل الكتاب وتعجيزهم ، لإشتمال القرآن على تلك القصص التي لا يعلمها إلا الراسخون في العلم منهم، وبهذا صار حملة القرآن أحق بوصف العلم الذي وصف به أحبارهم، وبذلك زالت عنهم صفة الأمية.( هذه فائدة لم يبينها من سلف من المفسرين)
-في اشتمال القرآن على قصص الأنبياء وأقوامهم ذكر لتاريخ المشرعين ،يتعرض فيها بذكر حال أصحاب القصة في رسوخ إيمانهم أو ضعفه لا لأنسابهم او بلدانهم لان العبرة وراء ذلك .
-بمعرفة التاريخ معرفة لترتيب المسببات على أسبابها في الخير والشر والتعمير والتدمير لتقتدي الأمة وتحذر.
-موعظة للمشركين بما حل بالأمم السابقة التي عصت وتكبرت.
-ابتكار اسلوب التوصيف والمحاورة الذي جاءت به القصص وهو اسلوب لم تعهده العرب، هو شديد التأثير في النفوس وهو من إعجاز القرآن إذ لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
-في ذكر القصص القرآني توسيع لعلم المسلمين وإيقاظهم من غفلتهم عما حل بالإمم السابقة للسعي في إصلاح أحوالهم.
-دفع وصمة الغرور عن المسلمين بعلمهم بأحوال من قبلهم وقوتهم وكثرتهم حتى لا يغتروا بأنفسهم .
-لرفع همة المسلمين للسعي إلى سيادة العالم كما سادة الأمم السابقة.
-معرفة أن قوة الله فوق كل قوة وأن الله ينصر من ينصره.
-يفتح أذهان المسلمين لمعرفة فوائد المدنية .

•فائدة تكرار القصة في أكثر من سورة:
-أسلوب القرآن أشبه بالخطب والمواعظ لا بالتأليف فالقصة تذكر كالبرهان على الغرض المسوقه معه، فلا يعد ذكرها مع غرض آخر تكراراً لأنه اختلفت المناسبة والغرض الذي سيقت من أجله.
-ومن مقاصدها رسوخها في الأذهان بتكرارها.
-ظهور البلاغة فتكرار الكلام في الغرض الواحد يدعو إلى التفنن بالمعاني وبتنويع طرق آدائها من بين مجاز وكناية واستعارة ، وتنوع في الألفاظ والتراكيب ...
-ليسمع المؤمنون القصة التي فاتتهم بسبب تأخر إسلامهم أو تغيبهم
- لم يجمع كل المؤمنين القرآن حفظا بل نجد بعضهم يحفظ بعض السور ، فهذا معينة لمن لم يحفظ القرآن كاملا أن يكون عالما بتلك القصة.
-تلك القصص وإن تكررت فهي في كل مرة تختلف عن الأخرى بحكاية بعض من القصة لم يذكر في البعض الآخر وذلك لاسباب:
* تجنب التطويل في الحكاية الواحدة فيذكر فقط موضع العبرة.
*بعض القصة المذكور في موضع مناسب للغرض المقصود والسياق للآيات.
* قد يقصد أحيانا التنبيه على خطأ المخاطبين فيما ينقلونه من تلك القصة.
.....
المقدمة الثامنة
في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها
•أهمية هذه المقدمة
من علمها انتفع به في مواضع كثيرة من فواتح السور ، ومناسبة بعضها لبعض، يغني المفسر عن إعادته، لاتصالها بالقرآن والتفسير.

•موضوع علم التفسير:
هو القرآن لبيان معانية وما يشتمل عليه من أحكام وآداب ومعاملات لصلاح الفرد والأمة، بفهم دلالته اللغوية والبلاغية.

•تعريف القرآن لغة:
فيه ثلاث أقوال:
القول الأول :
-قرآن :على وزن فعلان وهي زنة وردت في أسماء المصادر مثل غفران، وشكران وبهتان
-ووردت زيادة النون في أسماء أعلام مثل عثمان وحسان وعدنان.
-اسم قرآن صالح للاعتبارين لأنه مشتق من القراءة لأن أول ما بدئ به الرسول من الوحي {اقرأ باسم ربك} الآية.
-همزة قرآن أصلية ووزنه فعلان ولذلك اتفق أكثر القراء على قراءة لفظ قرآن مهموزا حيثما وقع في التنزيل ولم يخالفهم إلا ابن كثير قرأه بفتح الراء بعدها ألف على لغة تخفيف المهموز وهي لغة حجازية، والأصل توافق القراءات في مدلول اللفظ المختلف في قراءته.
القول الثاني:
-قيل هو قرآن : بوزن فعال، من القرن بين الأشياء أي الجمع بينها لأنه قرنت سوره بعضها ببعض وكذلك آياته وحروفه وسمي كتاب الله قرآنا كما سمي الإنجيل الأنجيل، وليس مأخوذا من قرأت، ولهذا يهمز قرأت ولا يهمز القرآن فتكون قراءة ابن كثير جارية على أنه اسم آخر لكتاب الله على هذا الوجه.
القول الثالث:
زعم بعض الناس أن قران جمع قرينة أي اسم جمع، إذ لا يجمع مثل قرينة على وزن فعال في التكثير فإن الجموع الواردة على وزن فعال محصورة ليس هذا منها، والقرينة العلامة، قالوا لأن آياته يصدق بعضها بعضا فهي قرائن على الصدق.

• تعريف القرآن اصطلاحاً:
-هو كلام الذي أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بكلام عربي ، على أن يبلغه صلى الله عليه وسلم إلى الأمه للعمل به ولقراءة ما يتيسر منه في صلاتهم وتعبدا به.
-جعله الله آية على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته للخلق جميعاً فتحدى به العرب والمترددين بمعارضته فلم يستطيعوا فتحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله ثم استنزلهم إلى سورة مثله .
ثم صرح بأنهم لن يستطيعوا ذلك
-فالقرآن هو الآية التي أوتي محمد صلى الله عليه وسلم ليؤمن به الناس .
-هو المكتوب في المصاحف
-اسم قرآن صار هذا الاسم علماً على هذا الوحي.
-لم يسبق أن أطلق هذا الاسم على غيره، وهو أشهر أسمائه، وأمثرها وروداً في آياته وأشهرها ذكراً على ألسنة السلف.

•عدد سورة :
مائة وأربع عشر سورة، أولاها : الفاتحة وأخرها : الناس .

•أسماء القرآن:
للقرآن أسماء أخرى هي في الأصل أوصاف أو أجناس أوصلها في الإتقان إلى نيف وعشرين. والذي اشتهر منها ستة: التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي، وكلام الله.
1-الفرقان:
-هو مصدر ، وهو اسم لما يفرق بين الحق والباطل
-وصف يوم بدر بيوم الفرقان .
-وسمي الله به القرآن قال تعالى :(تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)
-صار هذا الاسم علما على القرآن بالغلبة.
•وجه تسميته بالفرقان:
امتاز القرآن عن الكتب السماوية بكثرة بيان الفرق بين الحق والباطل يعضد ذلك بالأدلة والأمثال.
-ما اشتمل عليه في بيان التوحيد وصفات الله تعالى مما لا يوجد في غيرهزمن الكتب السماوية.
-كذلك نجد آيات الأحكام مبرأة من اللبس او ان تطرق لها شبهه .
-مثال على كونه فرقاناً ذكره لاوصاف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الواردة في التوراة والإنجيل وذلك في سورة محمد قال تعالى:(والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} ووصفهم في سورة آل عمران ( كنتم خير أمة أخرجت للناس)فجمع في هاتين الآيتين أوصاف الكمال.
-وهذا كله من كون القرآن مهيمناً على ما سبقه من الكتب قال تعالى(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}
2-التنزيل:
مصدر نزّل ، أطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء قال تعالى: {تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}
3- الكتاب:
-أصله اسم جنس مطلق ومعهود.
-باعتبار ه معهود اطلق على القرآن كثيرا
{ذلك الكتاب لا ريب فيه}
مناسبة تسميته بالكتابلأنه :
-جامعاً للشريعة فأشبه التوراة لأنها مكتوبه في زمن رسولهم والإنجيل الذي كتبه أصحابهم بعد رسولهم.
-لأن الله أمر بكتابته ليكون حجة على الذين آمنوا ولم يحفظوه.
-وفي هذه التسمية معجزة ، أنه سيكتب في المصاحف.
• كتاب الوحي:
اتخذ صلى الله عليه وسلم كتابا يكتبون ما أنزل إليه ، من بداية مزوله وهم:
أولهم: عبدالله بن أبي السرح، وعبدالله بن عمرو بن العاص ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية بن أبي سفيان .
-جميع ما حفظ في الصدور وجد مكتوبا في السطور يوم امر أبو بكر بجمع القرآن.
•الذكر :
الذكر: أي التذكير بما يجب على الناس اعتقاده وعمله. قال تعالى :وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}
•الوحي:
قال تعالى:{قل إنما أنذركم بالوحي}
-وجه التسميه بهذا الاسم:
أنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك وهذا يسمى وحي.
قال عاشور : يسمى وحي لأنه يترجم عن مراد الله تعالى فهو كالكلام المترجم ...)
وقوله هذا مخالف لقول أهل السنة فليس الوحي يترجم عن مراد الله بل هو كلام الله حقيقة تكلم الله به بصوت وحرف وسمعه جبريل منه وتكلم به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه منه وبلغه الناس كما سمعه. والله اعلم
• تسمية القرآن بالمصحف:
سمي القرآن مصحفا في زمن الصديق رضي الله عنه فقيل :
أن أبا بكر رضي الله عنه لما أمر بجمع القرآن وكتبوه على الورق فقال للصحابة: التمسوا اسما، فقال بعضهم سموه إنجيلا فكرهوا ذلك من أجل النصارى، وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه من أجل أن اليهود يسمون التوراة السفر. فقال عبد الله ابن مسعود: رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه مصحفا يعني أنه رأى كتابا غير الإنجيل.

• آيات القرآن
تعريف الآية:
هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
* فقول ولو تقديرا لإدخال قوله تعالى: {مدهامتان} إذ التقدير هما مدهامتان، *وقول أو إلحاقا: لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة فقد عد أكثرها في المصاحف آيات ما عدا: آلر، وآلمر، وطس، وذلك أمر توقيفي وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيره.

•سبب تسميتها بآية:
-تسمية هذه الأجزاء بآيات من مبتكرات القرآن قال تعالى :( كتاب أحكمت آياته)
-وسميت بآية لأنها من وحي الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، فهي تشتمل على أعلى حد في بلاغة الكلام.
-وهي مع غيرها وقع فيها التحدي بتأليف مثله في البلاغة والفصاحة.
- لا يحق لجمل التوراة والإنجيل ان تسمى آية لأنه ليس فيها هذه الخصوصية .
-تسمية الراوي لما ورد في التوراة من حد الزنا (فوضع الذي نشر التوراة يده على آية الرجم) تعبير غلب على لسان الراوي على وجه المشاكلة التقديرية .
•تحديد مقادير الآيات:
-قال الزمخشري :" الآيات علم توقيفي"
فمقادير الآيات مروي عنه صلى الله عليه وسلم
-وقد تختلف الرواية في بعض الآيات فهو محمول على التخيير .
-أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على علم من تحديد الآيات ، جاء في الحديث ( أن فاتحة الكتاب السبع المثاني ) اي سبع آيات.
-كانوا في عصر النبوة يقدرون الوقت بمقدار ما يقرأ القارئ عددا من الآيات .
-تحديد الآية من معضلات القرآن ، قاله أبو بكر ابن العربي
-يرى ابن عاشور ان تعيين مقدار الآية تبعا لانتهاء نزولها وأمارته وقوع الفاصلة.

•الفواصل:
هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها او تتقارب مع تقارب او تماثل في صيغ النطق بها.
-تكررها يؤذن بأن تماثلها مقصود من النظم
-العبرة فيها بتماثل صبغ الكلمات من حركات وسكون .
-الفواصل كلها منتهى آيات ولو لم ينتهي الكلام الذي هي فيه.
-الفواصل من جملة المقصود من الإعجاز لأنها ترجع الى محسنات الكلام.
•الوقوف على رؤس الآي:
ذكر صاحب الإتقان ان بعضهم قال : الوقوف على رؤس الآي سنة .
وعن البيهقي في شعب الإيمان: الأفضل الوقف على رؤس الآي وان تعلقت بما بعدها، اتباعا للسنة .
-وصف ام سلمة لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف يقطع آية آيه.
• هل تعد الحروف المقطعة آية:
بعض التي افتحتت به السور عدت آية وبعضها لم يعد آية
•تفاوت مقادير كلمات الآيات:
تختلف مقادير وعدد كلمات آيات القرآن فبعضها اطول من بعض وهذا تابع لمقام البلاغة من مواقع كلمات الفواصل حسب ما قبلها من كلام.
• أطول آية
قوله تعالى :{هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح، وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة
• أقصر آية
( مدهامتان)
ومن الأحرف المقطعة ( طه)
• وقوف القرآن:
لا يوجد ارتباط بين نهاية الآيات والوقوف في يوجد في الآية عدد من الوقوف.
• عدد آيات القرآن
-اختلف السلف في عددها بسبب اختلافهم في نهاية بعضها .
-قديكون سبب ذلك الاختلاف في الرواية وقد يكون بعضه اختلاف الاجتهاد
-قال ابو عمر الداني: اجمعوا على أن عدد آيات القرآن يبلغ ستة آلاف آية، واختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد، ومنهم من زاد واختلفوا في هذه الزيادة.
•عد الآي:
-كان عد الآي معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ،عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة، -واستمر العمل بعد الآي في عصر الصحابة، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} الآية.

•عد البسملة:
-أجمع أهل العدد على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة .
-واختلفوا في عدها وتركها في سورة الفاتحة ، فعدها آية الكوفي والمكي ولم يعدها آية البصري والشامي والمدني.

•أهل العد في المدينة:
لأهل المدينة عددان
-يعرف أحدهما بالأول والآخر بالأخير.
-الذي تصدوا لعد الآي من أئمة القراء في المدينة :يزيد بن القعقاع وشيبة بن ناصح وأبو عبدالرحمن السلمي ، إسماعيل بن جعفر بن كثير .
-اتفق هؤلاء الأربعة على عدد وهو المسمي بالعدد الأول
-ثم خالفهم إسماعيل بن جعفر بعدد فانفرد وهو الذي يسمى العدد الثاني، قال ابن عاشور : وقد رأيت هذا ينسب إلى أيوب بن المتوكل ت200
•عد أهل مكة:
لأهل مكة عد واحد ، ربما اتفقوا في العد في سورة معينة وربما اختلفوا.
•يوجد اختلاف احيانا في مصاحف الكوفة والبصرة والشام بدليل اننا نجد بعض المفسرين يقولون في بعض السور عدد آياتها كذا في المصحف الفلاني.

•ترتيب الآي:
-معناه: ترتيب الآي بعضها عقب بعض.
-هذا الترتيب توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي.
-قال ابن الأنباري: كانت الآية تنزل جوابا لمستخبر يسأل ويوقف جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم على موضع الآية.
-ذلك الترتيب يدخل في وجوه إعجازه .
-لم تختلف قراءته صلى الله عليه وسلم عما في أيدينا اليوم
-وهو ما استقرت عليه رواية الحفاظ من الصحابة .
-لما كتب زيد بن ثابت المصحف لابي بكر لم يخالف في ترتيب الآي.
-حفظهم للقرآن على ترتيب قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلوات الجهرية ، معتمدين على قوة حافظتهم وليس على الكتابة.
-كتابة القرآن
-كان كتاب الوحي يكتبون ما ينزل من القرآن بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتوقيف الهي.
•الحكمة من الأمر بكتابة القرآن:
لعل الحكمة حتى يرجع اليها المسلمون عند حدوث شك او نسيان ولكن لم يقع ذلك.
•ترتيب الآي في جمع أبي بكر:
-لم يختلفوا او يترددوا في ترتيب آيات سورة ولا حدث اختلاف او إنكار فيما جمع من القرآن.
- كان ما كتب موافقا لما حفظوه.
-قال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-اتساق الحروف واتساق الآيات واتساق السور كله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
•المناسبة بين الآيات
-بين كل آية و لاحقتها تناسب في الغرض او في الانتقال منه او غير ذلك من اساليب الكلام، يدل على ذلك حروف العطف وادوات الاستثناء وغيرها
-وجود تلك الادوات لا يدل على اتصال ما بعدها بما قبلها في النزول فقوله تعالى ( غير أولي الضرر ) نزلت بعد التي قبلها والتي بعدها.
-يجب تطلب مناسبة الآية لما قبلها اذا كانت مستقلة عنها.
-لا يعدم مناسبة ما بين الآيات وان لم تكن هناك مناسبة فهناك سبب يقتضي كون الآية بهذا الترتيب كما في قوله تعالى ( لا تحرك لسانك لتعجل به) فيكون وجد هذه الآية لسبب فلا يتحير المفسر
-وقد تلحق الآية بالسورة بعد اكتمال نزولها بأن يأمر صلى الله عليه وسلم ان توضع عقب آية كذا ، فلا يكون ذلك إلا لمناسبة ، وما تأخر نزولها عن اخواتها إلا لحكمة .
-روي عدد قليل من الآيات عين صلى الله عليه وسلم موضعها فعلى المفسر تطلب مناسبة لمواقع الآيات دون تكلف.
-الغرض الأكبر للقرآن إصلاح الأمة ، لذلك جاءت آياته مستقلا بعضها عن بعض لتحقق كل آية غرض الاصلاح والاستدلال عليه ، لذا لا يلزم تسلسل آياته.

•الوقف
تعريفه:
-هو قطع الصوت عن الكلمة بمقدار ما يتنفس في مثلها المتنفس عادة،
-والوقف عند انتهاء جملة من جمل القرآن قد يكون أصلا لمعنى الكلام .
•اختلاف المعنى باختلاف الوقف:
ذكر عدة امثله منها
قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} الآية، فإذا وقف عند قوله: {إلا الله} كان المعنى أن المتشابه الكلام الذي لا يصل الناس إلى تأويله وفهمه وأن علمه مما اختص الله به مثل علم الساعة والآخرة وكان ما بعده ابتداء كلام يفيد أن الراسخين يفوضون فهمه إلى الله تعالى، وإذا وصل قوله: {إلا الله} بما بعده كان المعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه في حال أنهم يقولون آمنا به.أي يعلمون معناه ويردون كيفيته لله تعالى.
•أنواع الوقف:
-قال ابن الجزري : لا يوجد في القرآن مكانا يجب الوقف فيه ولا يحرم الوقف فيه.
-الوقف ينقسم الى أكيد حسن ودونه، ويكون التقسيم بحسب المعنى.
-استحسن بعضهم الوقف عند نهاية الكلام .
-أما ما يتطلب المعنى الوقف عليه قبل تمام المعنى يكون سكتاً.
•تعريف السكت
قطع الصوت بمقدار أقل من مقدار الوقف .
•فوائد الوقف
-بتعدد الوقف قد يحصل به ما يحصل بتعدد القراءات من تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات.( ذكر أمثلة على ذلك)
-الوقف من طرق الإعجاز الذي تحدى به الجاحدين لان فواصل الآيات هي شبيهه بقوافي الشعر واسجاع النثر وهي مراده في نظم القرآن، فعدم الوقف تفريطا بالغرض المقصود منها.
- في ضبط الوقف تيسير لفهمه على قارئه .
•أشهر من اعتنى بضبط الوقوف:
-أبو محمد بن الأنباري
-أبو جعفر بن النحاس
-للنكزاوي أو النكروي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان
-ومحمد بن أبي جمعة الهلطي ت930 اشتهر بالمغرب وهو من المتأخرين

• سور القرآن
-تعريف السورة:
قطعة من القرآن لها بداية ونهاية لا تتغيران، مسماه باسم مخصوص. وتسمية هذه القطعة من الآيات بسورة من مصطلحات القرآن وشاعت هذه التسمية عند العرب حتى المشركين.
وجاءت تسمية سورة النور باسم سورة قال تعالى؛( سورة أنزلناها)
لم تكن اجزاء التوراة والإنجيل تسمى سورا عند العرب .
•مقدار السورة
-تشتمل على ثلاث آيات فأكثر ، مأخوذ ذلك من استقراء سور القرآن ، مع حديث عمر الذي عند أبي داود في الآيتين آخر سورة براءة.
-لها غرض تام تدور عليه معاني آيات تلك السورة.
-هذا الغرض ناشئ من اسباب النزول او ما تشتمل عليه من معاني متناسبة.
•مناسبة تسمية الجزء المعين من القراء سورة:
قيل :السُور وهو الجدار المحيط بالمدينة
وقيل : من السؤر وهو البقية مما يشرب الشارب .
ترك الهمزة في سورة لغة قريش وما جاورها،
والهمز لغة تميم
جمع سورة سور
• تسوير القرآن
-من السنة ففي زمنه صلى الله عليه وسلم كان مقسما ألى مائة واربع عشر سورة بأسمائها.
-خالف في عدد السور عبدالله بن مسعود فلم يثبت المعوذتين .
•الدليل على أن المعوذتان من القرآن
القنوت الذي يقال في صلاة الصبح يثبت أنهما من القرآن.
•فائدة التسوير
أحسن وأفضل أن يكون سورا ليكون انشط للقارئ كلما قرأ سورة شخذ همته ليقرأ الأخرىكالمسافر اذا علم انه قطع ميلا .
•ترتيب السور
تعددت الأقوال في ذلك
قيل : يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بذكر ويحتمل يكون باجتهاد الصحابة ، قاله الباقلاني
وقيل : جبريل يوقف الرسول صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة.قاله الداني
وقيل :انها من وضع زيد بن ثابت ، بمشاركة عثمان ،جزم به الباقلاني نقله ابن عطية
وقيل : السبع الطوال والحواميم والمفصل مرتبة زمن النبي صلى الله عليه وسلم وباقي السور رتبت وقت كتابة المصحف.
-وقيل: ترتيب السور باجتهاد الصحابة حين كتبوا المصحف وهو قول مالك وجمهور العلماء ، نقله عياض.
-جزم الجمهور بأن كثير من السور كان مرتبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
- قال ابن عاشور :لا شك ان تلك السور مرتبة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يقرأها بترتيبها الدي بين أيدينا الآن ، وزيد بن ثابت من اكبر الحفاظ لازم النبي صلى الله عليه وسلم ، فرتب سور القرآن على نحو ما كان يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم .
•سبب تقديم سورة آل عمران على سورة النساء في المصحف الإمام :
-إما لأن سورة آل عمران نزلت قبل النساء فهي من آخر ما نزل.
- وإما للمناسبة بين سورة البقرة وآل عمران فكلا منهما افتتح ( الم)
-وإما لأنه صلى الله عليه وسلم قرن بينهما كما جاء في الحديث ( اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران)
وحديث(يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله ...تقدمه سورة البقرة وآل عمران..)

-كان جمع أبو بكر للقرآن كل سورة في صحيفة وكانت عنده تلك الصحف ثم عند عمر ثم عند حفصة ، ثم اخذها عثمان لما أراد جمع القرآن ثم ردها على حفصة .
-توجد آيات تدل على سبق بعض السور على بعض في النزول كما في آية سورة النحل ( وعلى الذين هادوا حومنا ما قصصنا عليك) يشير الى قوله تعالى في سورة الأنعام ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) وآخر آية نزلت قيل في البقرة
-فصلوا بين كل سورة وسورة بالبسملة ماعدا الأنفال والتوبة .
• أول من جمع القرآن في مصحف
قيل هو سالم مولى أبي حذيفة
• من كان له مصحف من الصحابة
عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب
• ترتيب مصاحف الصحابة
مصاحف الصحابة يختلف ترتيب سورها -فمنهم من رتبها على النزول بحسب علمه كعلي رضي الله عنه كان اول سورة أقرأ ...
- ومنهم من رتبها حسب الطول والقصر ، كذلك مصحف عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب ابتدأا بالبقرة ثم النساء ...

•لا يلزم قراءة القرآن بترتيب المصحف
-ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري في باب تأليف القرآن أنها لا ترى القراءة على ترتيب المصحف أمرا لازما فقد سألها رجل من العراق أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه فقالت: وما يضرك أية آية قرأت قبل، ....الحديث
-وقال به ابن بطال : "لا نعلم أحدا قال بوجوب القراءة على ترتيب السور في المصحف.."
-نهي السلف عن قراءة القرآن منكوساً المراد منه أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها . قاله ابن بطال
-وقال ابن عاشور : أو يحمل النهي على الكراهة.
•معنى الطولى والقصرىفي السور
أي المراعى فيه عدد الآيات لا عدد الكلمات والحروف.
• المكي والمدني من السور
-الخلاف في تعيين السور المكية والمدنية ليس بكثير
-في ترتيب سور المصحف تخللت فيه السور المكية والمدنية.
-ترتيب نزول السور المكية ونزول السور المدنية فيه ثلاث روايات:
1-رواية مجاهد عن ابن عباس،
2-رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس،
3-رواية جابر بن زيد ولا تكون إلا عن ابن عباس، وهي التي اعتمدها الجعبري في منظومته التي سماها تقريب المأمول في ترتيب النزول وذكرها السيوطي في الإتقان وهي التي عليها ابن عاشور في تفسيره .
• أسماء السور
-جعل للسور أسماء منذ نزول الوحي
-المقصود من تسميتها : تمييز السورة عن غيرها ولتيسير المراجعة والمذاكرة.
-أصل تسمية السور أن يكون بالوصف كقول: السورة الذي يذكر فيها البقرة مثلاً ،
-ثم شاع فحذفوا الموصول فقالوا : سورة ذكر البقرة
-ثم حذفوا المضاف فقالوا : سورة البقرة.أو أنهم لم يقدروا مضافاً وأضافوا السورة لما يذكر فيها.روي عن ابن مسعود انه قال : قرأ رسول الله النجم.
-حديث أنس الذي يرفعه (لا تقولوا سورة البقرة .. ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة ..) حديث قال عنه الإمام أحمد منكر وذكره ابن جوزي في الموضوعات، وصححه ابن حجر ، ويذكر عن ابن عمر ولكن لا يرفعه.ذكره البيهقي
-كان الحجاج يمنع من قول سورة كذا .
• توجيه من صحح الحديث أنس:
-أن ذلك حين كانوا في مكة فالمشركين يستهزؤن بهم إذا قالوا سورة الفيل او العنكبوت ، وروي أن هذا سبب نزول قوله تعالى ؛( إن كفيناك المستهزئين)
-لما هاجر المسلمون زال السبب النهي فنسخ .
-لم يشتهر عن السلف هذا المنع ، لهذا ترجم البخاري في كتاب فضائل القرآن (باب من لم ير بأساً أن يقول سورة البقرة وسورة كذا ..)واخرج احاديث في ذلك.
•تسمية السور:
-سمى الصحابة السور بما حفظوه من النبي صلى الله عليه وسلم
او أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها.
-اشتهرت تسمية بعض السور في عهده صلى الله عليه وسلم .
•أنواع أسماء السور
-إما أوصاف كالفاتحة
-بالاضافة لما اختصت به نحو سورةيوسف ..
-او بالاضافة لما كان فيها اوفى واكثر ذكرا نحو سورة هود
-بالاضافة لكلمات تقع في السورة نحو سورة براءة ..
-سموا مجموع السور المفتتحه ب( حم) ( آل حم)
-وربما سموا السورتين بوصف واحد مثل الكافرون والإخلاص( المقشقشتين)
• كتابة اسم السورة في المصحف
-لم يثبت الصحابة في المصحف أسماء السور بل اكتفوا بإثبات البسملة في مبدأ كل سورة علامة على الفصل بين السورتين .
- فعلوا ذلك كراهة أن يكتبوا في أثناء القرآن ما ليس بآية قرآنية، فاختاروا البسملة
- سورة البينة سميت في مصحف أبى سورة أهل الكتاب، ذكر ذلك في الإتقان وهذا يدل على أنه كان يسمي السور في مصحفه.
-أما في عهد التابعين فكتبت أسماء السور في المصاحف باطراد ولكن بخط آخر لتتميز عن القرآن ولم ينكر عليهم ذلك. قال المازري في شرح البرهان عن الباقلاني:
-أما البسملة كانت مكتوبة في أوائل السور بخط لا يتميز عن الخط الذي كتب به القرآن.
• ترتيب نزول الآيات والسور
-ربما نزلت السورة دفعة واحدة كالفاتحة والمرسلات
-وربما نزلت نزولا متتابعا كسورة الأنعام،
-وربما نزلت السورة مفرقة ونزلت السورتان مفرقتان في أوقات متداخلة.بدليل حديث عثمان رضي الله عنه.
-فد تكون بعض السور بعضها مكي وبعضها مدني.
•ختام السور ونهاياتها
-ختم السور توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم .
-فنهايات السور معلومة كما يشير الى ذلك قوله ( من قرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران)
-الحفاظ من الصحابة
-جمع القرآن كله من الصحابة في حياة رسول الله زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري.
-حفظ كثير من الصحابة أكثر القرآن على تفاوت بينهم.
-اصحاب سورة البقرة
كان هذا شعار الأنصار يوم حنين عندما انكشف المسلمون قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: ((اصرخ يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة))
- علل ذلك المصنف بأنهم ربما عكفوا على حفظ سورة البقرة لأنها اول ما نزل بالمدينة
- عن ابن وهب عن مالك كان شعارهم يوم حنين يا أصحاب سورة البقرة.ذكره ابن العربي
استطراد:
-ذكر النحويون في الوقف على تاء التأنيث هاء أن رجلا نادى: يا أهل سورة البقرة بإثبات التاء في الوقف وهي لغة، فأجابه مجيب ما أحفظ منها ولا آيتْ) محاكاة للغته.

المقدمة التاسعة
في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن، تعتبر مرادة بها

أساليب بلغاء العرب
-كثر في كلام العرب ؛المجاز،وهو عمود بلاغتهم و والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد... ونحو ذلك.
- غايتهم في تلك الأساليب توفير المعاني، وأداء ما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل اعتلاقها بالأذهان.
•أسلوب القرآن
-لأن القرآن وحياً من الله تعالى وأراد أن يجعله آية على صدق نبيه صلى الله عليه وسلم وتحدى به بلغاء العرب بأن يأتوا بسورة مثله، فقد بلغ اسلوبه ونظمه منتهى بلاغة اللغة العربية لفظا ومعنى .
-جاء القرآن على أسلوب لم يعهدوه فأعجز بلغاؤهم المعاندين عن معارضته ، فاذعونوا له فمنهم مندخل في الاسلام ومنهم من استمر على كفره.
-القرآن أكثر معاني من المعاني المعتادة التي ينظمها البلغاء في كلامهم.
-يودع من المعاني والمقاصد أكثر ما تحتمله الألفاظ، في أقل ما يمكن من المقدار.
-يودع من المعاني كل ما يحتاجه السامعون إلى علمه ، لا يقتصر على غرض واحد ، وكل ماله حظ في البلاغة، سواء متساوية او متفاوته في البلاغة.
-قد تكثر المعاني بإنزال لفظ الآية على وجهين او اكثر مع إيجاز اللفظ
-هذه المعاني هي مراد لمنزلها مالم يمنع من ذلك مانع صريح أو غالب من دلالة شرعية او لغوية او توقيفية.
-دعا الله الى تدبر آيات كتابه وبذل الجهد في استخراج معانية في اكثر من آية.
•حجية القرآن
-القرآن هو الحجة العامة بين علماء المسلمين لا يختلفون على ذلك وان اختلفوا فيما عداه من الأخبار المروية عنه صلى الله عليه وسلم للخلاف في شروط تصحيح الخبر
-القرآن ودلالته أقوى مرجع يرجعون اليه عند الاختلاف.
•اتساع معاني ودلالة الآيات
-ما ورد من تفسيرات لآيات مرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أن ما فسر به ليس هو المعنى الأسبق للتركيب اللغوي ، فنتبين إنما أراد بهذا التفسير ايقاظ الأذهان إلى أخذ أقصى المعاني من ألفاظ القرآن ، كما في قصة أبو سعيد بن المعلى عندما دعاه صلى الله عليه وسلم وهو في صلاة فلم يجبه فعاتبه بهذه الآية الم يقل الله تعالى ( استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم)
وغيرها من الأمثلة التي اوردها المصنف

• حمل المعاني بعضها على بعض:
-معاني التركيب المحتمل معنين فأكثر قد يكون بينهما العموم والخصوص فهذا النوع يحمل التركيب على جميع المعاني بلا تردد ، مالم يكن هناك صارف لفظي او معنوي مثل حمل الجهاد في هذه الآية ( من جاهد فإنما يجاهد لنفسه) تحمل على جهاد النفس بامتثال الشريعة وجهاد العدو.
-قد يكون بينهما تغاير بحيث يكون تعيين التركيب للبعض ينافي تعيينه للآخر ، ولكن التركيب يكون صالحا لها على البدليه فالحمل على الجميع نظير حمل المشترك على معانية احتياطا.
-قد يكون ثاني المعنيين متولد من المعنى الأول فيحمل عليه لانه مستتبع له، مثل الكناية والتعريض...
-اذا تدبرت الآية واستخرجت منها معاني كثيرة يسمح بها التركيب فتحمل بعضها على بعض.
-مختلف المحامل التي تسمح بها كلمات القرآن وتراكيبه واعرابه يجب حمل الكلام على جميعها اذا لم تفض الى خلاف المقصود من السياق.كما في الوصل والوقف في قوله تعالى :( لا ريب فيه هدى للمتقين) اذا وقف على (لا ريب) او ( فيه).
• ميزة لغة القرآن
القرآن خاطب الله به كل الأمم في جميع العصور لذلك جعل لغته أفصح كلام في لغات البشر وهي العربية لاسباب:
لأنها أوفر اللغات مادة وأقلها حروفا وافصحها لهجة واكثر تصرفا في الدلالة على اغراض المتكلم .
• استعمال اللفظ المشترك في معنييه أو معانية، واستعمال اللفظ حقيقة ومجازا
-تردد اهل التفسير في هذين المبحثين لأنه غير وارد في كلام العرب او واقع بندرة.
-لذلك اختلف علماء العربية وأصول الفقه في جواز استعمال المشترك في اكثر من معنى من مدلوله .
-قال الغزالي وأبو الحسين البصري يصح أن يراد بالمشترك عدة معان لكن بإرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة.
-رأى ابن عاشور :انه يصح اطلاق المشترك على عدة معاني من معانية جميعا او بعضا إطلاقا لغويا ، وان هذا من قبيل الحقيقة ونسب هذا القول الى الشافعي والباقلاني وجمهور المعتزلة.
-وقال آخرون هو المجاز وجزم ابن الحاجب بأنه مراد الباقلاني من قوله : ان المشترك لا يحمل على اكثر من معنى إلا بقرينة)
فابن الحاجب فهم ان القرينة من علامات المجاز .
-رد ابن عاشور على فهم ابن الحاجب : بأن القرينة التي هي من علامات المجاز هي القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي، ومعاني المشترك كلها من قبيل الحقيقة .
• الفرق بين قرينة المجاز وقرينة المشترك
-قرينة المجاز مانعة من إرادة المعنى الحقيقي وقرينة المشترك معينة للمعاني المرادة كلا أو بعضا.
• يحمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من معاني سواء اللفظ المفرد او التركيب المشترك ، سواء كانت المعاني حقيقية او مجازية محضة او مختلفة.
-ذكر أمثلة على ذلك
-منهج ابن عاشور في تفسيره لهذه القاعدة
اذا ذكر معنين فصاعدا فعلى قانون الحمع بين المعاني المشتركة
وان ترك معنى ذكره بعض المفسرين فليس تركه ابطالا له ولكن اما يكون لترجيح غيره او اكتفاءا بذكره في تفاسير اخرى تجنبا للإطالة،

المقدمة العاشرة
في إعجاز القرآن

•الغاية من هذه المقدمة
-ليبين كيف ان القرآن معجز و يبصر بنواحي إعجازه، لا لستقصي اعجاز آياته فهذه له مؤلفاتها.
-ويجلي لطائف أدبه التي هي فتح لفنون رائعة من أدب لغة العرب وكيف ارتقى بالادب العربي مرتقى لم يبلغه أدب أمة من قبل .
علاقة هذه المقدمة بالتفسير
التفسيرلا يكون بالغا حد الكمال حتى يكون مشتملا على بيان دقائق وجوه البلاغة في معاني آياته ، والا كان بمنزلة المترجم لا المفسر .
فالقرآن المعجزة الكبرى لرسول صلى الله عليه وسلم والخالدة وحجيته باقية فلابد ان يبين هذا الإعجاز من خلال آياته وسورة.
•إعجاز القرآن
تحدى الله به المعاندين ان يأتوا بمثلةاو بعشر سور او بسورة من مثله فعجز جميع المتحدين فسكتوا عن معارضته .
•تعليل عجزهم عن معارضة القرآن
-قالت طائفة قليلة: الله صرفهم عن ذلك فسلبهم المقدرة لتقوم الحجة عليهم امام العرب . وينسب هذا القول إلى الاشعري والنظام والشريف المرتضي الاسفرائيني وهو قول ابن حزم صرح به في ( كتاب الفصل)
-جمهور أهل العلم وامام الحرمين والجاحظ واهل العربية فقالوا : لعجز المتحدين به لبلوغ القرآن درجة في البلاغة تعجز عن قدرة بلغاء العرب عن الإتيان بمثله. وهذا الذي اعتمده ابن عاشور في هذه المقدمة
•استدلال ابن عاشور على هذا القول
بقاء الآيات التي تم نسخ حكمها مكتوبه ومتلوه .وما ابقيت الا لبقاء مقدار مافيها من البلاغة.
•سبب وقوع التحدي بسورة وليس بعدد من الآيات
لأن السورة لها غرض فيحتاج الى مجموعة من نظم الكلام لبيان ذلك الغرض من فاتحة وخاتمة وانتقال الاغراض والايجاز والاطناب والاستشهاد وغيرها من الأساليب، التي لا تلزم في لو كان لعدد من الآيات.

•جهات الإعجاز
1- بلوغه الغاية القصوى مما يمكن ان يبلغه الكلام العربي
2-أنواع التصرف في نظم الكلام التي ابدعها القرآن ولم يسبق اليها.
3-ما فيه من المعاني الحكمية والإشارات العقلية والعلميةالتي لم تبلغها عقول البشر . هذه الجهه أغفلها المتكلمون في اعجاز القرآن كالباقلاني وعياض.
4- ما فيه من أخبار عن المغيبات مما دل على انه منزل من عند الله وكذلك أخبار الامم السابقة مما لا يعلمه الا احبار اهل الكتاب .
-الجهة الاولى متوجه الى العرب الحاضرين نزوله ولمن جاء بعدهم ولمن تعلم لغتهم ومارس بليغ كلامهم .
-ومن الجهه الثالثة هو معجز للبشرية قاطبة على مر العصور.
-ومن الجهه الرابعة معجز لأهل عصره ومن جاء بعدهم.
• تفصيل تلك الجهات:
الجهه الأولى
مرجعها الى الطرف الاعلى من البلاغة والفصاحة
-تصدى بعض العلماء للموازنة بين ما ورد في القرآن وبين ما ورد في بليغ كلام العرب.
-كليات وقواعد هذه الجهه تحصل في الكتب المؤلفه لذلك كدلائل اعجاز القرآن واسرار البلاغة
-تفاصيل وصف اعجاز آي القرآن تحصل في كتب التفسير كتفسير الكشاف.
-مدرك الإعجاز الذوق عند السكاكي
-طريق اكتساب الذوق:
طول خدمة هذين العلمين ( المعاني والبيان)
-ما ندركه بعقولنا نتمكن غالبا من التعبير عنه والإعجاز ليس كذلك.قاله التفتزاني

•بعض ما في القرآن من محسنات بلاغية:
-خصوصية التقسيم في سورة الفاتحة، وحسن التقسيم من المحسنات البديعية.
-مراعاة التجنيس وهو من المحسنات
-المطابقة
-الأمثال
- الإلتفات: نقل الكلام من احد طرق الكلام الى طريق آخر .سماه ابن جني ( شجاعة العربية)
-التشبية والاستعارة، به فاق امرؤ القيس ونبهت سمعته.
وجاء في القرآن منهما ما اعجز العرب
-من محاسن التشبيه كمال الشبه ووسيلته الاحتراس واحسنه ما وقعدفي القرآن.
•دلالة جمل القرآن
1-الدلالة الوضعية التركيبية والتي يشاركها فيها الكلام العربي كله
2- الدلالة البلاغية والتي يشاركها فيها كلام البلغاء ولكن لا تصل بلاغتهم لبلاغتها.
3- دلالتها المطوية وهي دلالة ما يذكر على ما يقدر اعتمادا على القرينة، وهذه الدلالة قليلة في كلام البلغاء كثيرة في القرآن
4- دلالة مواقع جملة حسب ما فبلها وما بعدها( في موقع علة ، موقع استدراك ، جواب سؤال..)
وهذه لا تأتي في كلام العرب لقصر أغراضه في قصائدهم وخطبهم.

• التقديم والتأخير في جمل القرآن
في وضع الجمل واجزائها في القرآن دقائق عجيبة كثيرة لا يحاط بها ، ذكر سوف يبينها في مواضعها من التفسير.
•مراعاة المقام
أن ينظم الكلام على خصوصيات بلاغية هي مراعاة من مقومات بلاغة الكلام .
قد تحتوي الآية على خصوصية يتسائل المفسر عن دواعيها فيتطلب مقتضاها وسببها بالبحث عن المقام الذي نزولت فيها الآية.
ويعرف هذا النوع من الإعجاز بالنكت البلاغية.
هذه الناحية أقوى نواحي الاعجاز وهي التي يتحقق بها إعجاز أقصر سورة منه.
-سلامة الفاظ القرآن من التنافر
من فصاحة القرآن فصاحة اللفظ وانسجام النظم بسلامة الكلام مما يجر الثقل الى لسان الناطق، وذلك بسلامة اللفظ من الحروف المتنافرةمع تفننه في مختلف الاغراض .
•لهجات العرب في القرآن
جاء القرآن بأحسن اللهجات وأخفها وتجنب المكروه من اللهجات، وهذا من أسباب تيسير تلقي الأسماع له ورسوخه فيها. قال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.

•الجهه الثانية
هي ما ابدعه القرآن من انواع التصرف في أساليب الكلام البليغ وهذه جهه مغفول عنها من علم البلاغة.
-فقد ابتكر القرآن اساليب كثيرة تتنوع بتنوع المقاصد وتنوع اساليب تلك المقاصد
-اما العرب شعراء وخطباء فقد التزموا في اسلوبهم طريقة واحدة .
الحكمة من تنوع أساليبه
لذلك حكمتين داخلتين في الإعجاز
1- ظهور انه من عند الله
2- في ذلك زيادة التحدي للمتحدين .

• أعظم الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب
جاء في نظمه بأسلوب جامع بين مقصديه وهما: مقصد الموعظة ومقصد التشريع .
• اسلوب التفنن
وهو ابداعه بتنقلاته من فن الى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذييل ...
وكذلك الإلتفات وهو من أعظم أساليب التفنن.
• من بلاغة القرآن الكيفيات التي تؤدي بها تلك التراكيب
• من أساليب العدول عن تكرار اللفظ والصيغة عدا المواضع التي تحتاج تكرار كالتهويل.
• اتساع أدب اللغة في القرآن
جاء القرآن بأسلوب في الأدب جديد صالح لكل العقول متنوع بتنوع اغراض الحياة ( المحاورة والخطابة والجدل والقصص ..)
•أسلوب الفواصل المتماثله في الاسماع وان لم تكن متماثله الحروف والاسجاع .
• المحسنات في البديع
جاءت أكثر في القرآن من الشعر خاصة الجناس ، والطباق
ألف ابن أبي الإصبع كتابا في بديع القرآن.

• مبتكرات القرآن
للقرآن مبتكرات تميز بها نظمه عن بقية كلام العرب.
-جاء اسلوبه يخالف الشعر ويخالف الخطابة بعض المخالفة.
-جاء بالجمل الدالة على معان مفيدة كالجمل العلمية والقواعد التشريعية
-جاء على اسلوب التقسيم والتسوير
-جاء بالاسلوب القصصي في قص احوال النعيم والعذاب
-جاء بالامثال فاوضح الامثلة وابدع تركيبها.
-لم يلتزم اسلوب واحد بل اختلفت سورة فلكل سورة لهجة خاصة
-جاء باسلوب الإيجاز
-في مثير من تراكيبه حذفا لكن لا يخلو الكلام من دليل عليه من لفظ او سياق
-إيجاز الحذف دون التباس
التضمين وهو يرجع لايجاز الحذف
وهو أن يضمن الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر ويشار إلى المعنى المضمن بذكر ما هو من متعلقاته من حرف أو معمول فيحصل في الجملة معنيان.
-الاطناب ومن أهم مقامات الإطناب مقام توصيف الأحوال التي يراد بتفصيل وصفها إدخال الروع في قلب السامع وهذه طريقة عربية
-استعمال اللفظ المشترك في معنيين او معان اذا صلح المقام.
-الاتيان بألفاظ تختلف معانيها باختلاف حروفها او حركات حروفها
-اسلوب الجزالة واسلوب الرقة ولكل منهما مقاماته وهما راجعان الى معاني الكلام ولا تخلو سورة من تكرار هذين الاسلوبين .
• عادات القرآن
على المفسر أن يتعرف على عادات القرآن من نظمه وكلمه.
تعرض بعض السلف لشيء منها.
-فعن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر.
-قال ابن عيينة: ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا .
-عن ابن عباس أن كل ما جاء من {يا أيها الناس} فالمقصود به أهل مكة المشركون.
-وقال الجاحظ في القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف...
-ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة. ذكره صاحب الكشاف والرازي
-إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة.
-أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة.
-إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى.

• الجهة الثالثة من جهات الإعجاز
ما فيه من معاني حكمية وإشارات علمية.
•العلم علمان اصطلاحي وعلم حقيقي
العلم الاصطلاحي : هو ما اعتبر صاحبه في عصر من الأعصار انه في صف العلماء ، وهذا لا تخلو عنه أنه
-العلم الحقيقي:معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان وبه يبلغ ذروة المعارف وادراك الحقائق.
وقد اشتمل القرآن على النوعين ، الإول قريب التناول ، لا يحتاج نظر يوصل اليه بمعرفة الشرائع والأحكام وقصص الانبياء...
• النوع الثاني من إعجاز القرآن العلمي ينقسم إلى قسمين :
-قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
-قسم يحتاج إدراك وجه الإعجاز إلى العلم بقواعد العلوم.
كلا القسمين دليل على أنه من عند الله
-من طرق اعجازه العلمية انه دعا للنظر والاستدلال.
هذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف القرآن به أساليب الشعر وأغراضه.
•الرد على نفي الشاطبي لاعجاز القرآن لأهل العصور
•حجة تعلق هذه الجهه بالإعجاز ودوامه وعمومه
هي قوله صلى الله عليه وسلم ؛( ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ....) الحديث
•في الحديث نكتتان؛
1-كل نبي جاء بمعجزة هي اعجاز في أمر خاص لأجله آمن من آمن منهم2- معجزته صلى الله عليه وسلم ليست من قبيل الأفعال كمعجزات الرسل بل كانت ما في القرآن من دلالة على عجز البشر أن يأتوا بمثله.
•دليل ان معجزته صالحة لجميع الأزمان
قوله :(فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا) العطف بالفاء الدالة على الترتيب فالمناسبة بين كونه أوتي وحيا وكونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعا لا تنجلي الا اذا كانت معجزة صالحة لكل الأزمان .

• هذه الجهه من الاعجاز تثبت بمجموع الكتاب.
•اعجازه من هذه الجهه ظاهر للعرب لانه لا معرفة لهم بتلك العلوم.

•الجهه الرابعة وهي الإخبار بالمغيبات ،
هذه من دلائل انه منزل من عند الله ، وليس له تعلق بنظم القرآن وفصاحته، وليس هو كثير في القرآن.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 صفر 1441هـ/21-10-2019م, 01:21 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مضاوي الهطلاني مشاهدة المشاركة
المقدمة السابعة
قصص القرآن
•معنى القصة :
-الخبر عن واقعة غائبة عن المخبر بها.
-جمع القصة : قِصص بكسر القاف، أما بفتحها ( قَصص) فاسم للخبر المقصوص، وهو مصدر سمي به المفعول.
-ما ذكر في القرآن ومن وقائع المسلمين زمن نزوله مع عدوهم ليس قصصاً.

•معنى قوله تعالى :( أحسن القصص):
-أحسن فعل تفضيل ، أي قصص القرآن فضلت على كل جنس القصص.
-تدل هذه اللفظة على أن القصص القرآني لم يساق لتجديد النشاط والترويح عن النفس والتعجب من أحداث تلك القصص، فالقرآن أعلى وأسمى ، لوكان هذا الغرض منه لساوى كثيرا من القصص الحسنة الصادقة .

•مميزات القصص القرآني
-منها:حصول العبرة والموعظة.
-ومنها: الإشادة بأصحاب تلك القصة بالخير أو الشر حسب حال أصحابها.

•طريقة عرض القرآن للقصة
-يأخذ من كل قصة أشرف مواضيعها ويعرض عما عداه.
-لم تأت القصص متتالية في القرآن وإنما متفرقة على مقامات مناسبة لها.
-معظم الفوائد الحاصلة منها له علاقة بهذا التوزيع وهو الذكر والموعظة
-للقرآن اسلوب خاص هو اسلوب التذكير والذكر فهو أشبه بالخطابة.
-نسج نظمها على أسلوب الإيجاز ليكون شبهها بالتذكير أقوى من شبهها بالقصص.
-طي ما يقتضية الكلام الوارد كما في قصة يوسف ( واستبقا الباب) طوى ذكر حضور سيدها وطرقه للباب واسراعهما لفتحه...الخ
-بثت بأسلوب بديع إذ ساقها في مظان الإتعاظ بها مع المحافظة على الغرض الأصلي من تشريع وتفريع.

•فائدة سوق القصص في مقامات تناسبها
يكسبها هذا السوق صفتين:
صفة البرهان وصفة التبيان
[العناصر الثلاثة السابقة يمكن جمعها تحت عنوان " أوجه الإحسان في قصص القرآن " لنربطها بما سبق بيانه بأن قصص القرآن أحسن القصص]
•فوائد القصص القرآني:
-تحدي أهل الكتاب وتعجيزهم ، لإشتمال القرآن على تلك القصص التي لا يعلمها إلا الراسخون في العلم منهم، وبهذا صار حملة القرآن أحق بوصف العلم الذي وصف به أحبارهم، وبذلك زالت عنهم صفة الأمية.( هذه فائدة لم يبينها من سلف من المفسرين)
-في اشتمال القرآن على قصص الأنبياء وأقوامهم ذكر لتاريخ المشرعين ،يتعرض فيها بذكر حال أصحاب القصة في رسوخ إيمانهم أو ضعفه لا لأنسابهم او بلدانهم لان العبرة وراء ذلك .
-بمعرفة التاريخ معرفة لترتيب المسببات على أسبابها في الخير والشر والتعمير والتدمير لتقتدي الأمة وتحذر.
-موعظة للمشركين بما حل بالأمم السابقة التي عصت وتكبرت.
-ابتكار اسلوب التوصيف والمحاورة الذي جاءت به القصص وهو اسلوب لم تعهده العرب، هو شديد التأثير في النفوس وهو من إعجاز القرآن إذ لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
-في ذكر القصص القرآني توسيع لعلم المسلمين وإيقاظهم من غفلتهم عما حل بالإمم السابقة للسعي في إصلاح أحوالهم.
-دفع وصمة الغرور عن المسلمين بعلمهم بأحوال من قبلهم وقوتهم وكثرتهم حتى لا يغتروا بأنفسهم .
-لرفع همة المسلمين للسعي إلى سيادة العالم كما سادة الأمم السابقة.
-معرفة أن قوة الله فوق كل قوة وأن الله ينصر من ينصره.
-يفتح أذهان المسلمين لمعرفة فوائد المدنية .

•فائدة تكرار القصة في أكثر من سورة:
-أسلوب القرآن أشبه بالخطب والمواعظ لا بالتأليف فالقصة تذكر كالبرهان على الغرض المسوقه معه، فلا يعد ذكرها مع غرض آخر تكراراً لأنه اختلفت المناسبة والغرض الذي سيقت من أجله.
-ومن مقاصدها رسوخها في الأذهان بتكرارها.
-ظهور البلاغة فتكرار الكلام في الغرض الواحد يدعو إلى التفنن بالمعاني وبتنويع طرق آدائها من بين مجاز وكناية واستعارة ، وتنوع في الألفاظ والتراكيب ...
-ليسمع المؤمنون القصة التي فاتتهم بسبب تأخر إسلامهم أو تغيبهم
- لم يجمع كل المؤمنين القرآن حفظا بل نجد بعضهم يحفظ بعض السور ، فهذا معينة لمن لم يحفظ القرآن كاملا أن يكون عالما بتلك القصة.
-تلك القصص وإن تكررت فهي في كل مرة تختلف عن الأخرى بحكاية بعض من القصة لم يذكر في البعض الآخر وذلك لاسباب:
* تجنب التطويل في الحكاية الواحدة فيذكر فقط موضع العبرة.
*بعض القصة المذكور في موضع مناسب للغرض المقصود والسياق للآيات.
* قد يقصد أحيانا التنبيه على خطأ المخاطبين فيما ينقلونه من تلك القصة.
.....
المقدمة الثامنة
في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها
•أهمية هذه المقدمة
من علمها انتفع به في مواضع كثيرة من فواتح السور ، ومناسبة بعضها لبعض، يغني المفسر عن إعادته، لاتصالها بالقرآن والتفسير.

•موضوع علم التفسير:
هو القرآن لبيان معانية وما يشتمل عليه من أحكام وآداب ومعاملات لصلاح الفرد والأمة، بفهم دلالته اللغوية والبلاغية.

•تعريف القرآن لغة:
فيه ثلاث أقوال:
القول الأول :
-قرآن :على وزن فعلان وهي زنة وردت في أسماء المصادر مثل غفران، وشكران وبهتان
-ووردت زيادة النون في أسماء أعلام مثل عثمان وحسان وعدنان.
-اسم قرآن صالح للاعتبارين لأنه مشتق من القراءة لأن أول ما بدئ به الرسول من الوحي {اقرأ باسم ربك} الآية.
-همزة قرآن أصلية ووزنه فعلان ولذلك اتفق أكثر القراء على قراءة لفظ قرآن مهموزا حيثما وقع في التنزيل ولم يخالفهم إلا ابن كثير قرأه بفتح الراء بعدها ألف على لغة تخفيف المهموز وهي لغة حجازية، والأصل توافق القراءات في مدلول اللفظ المختلف في قراءته.
القول الثاني:
-قيل هو قرآن : بوزن فعال، من القرن بين الأشياء أي الجمع بينها لأنه قرنت سوره بعضها ببعض وكذلك آياته وحروفه وسمي كتاب الله قرآنا كما سمي الإنجيل الأنجيل، وليس مأخوذا من قرأت، ولهذا يهمز قرأت ولا يهمز القرآن فتكون قراءة ابن كثير جارية على أنه اسم آخر لكتاب الله على هذا الوجه.
القول الثالث:
زعم بعض الناس أن قران جمع قرينة أي اسم جمع، إذ لا يجمع مثل قرينة على وزن فعال في التكثير فإن الجموع الواردة على وزن فعال محصورة ليس هذا منها، والقرينة العلامة، قالوا لأن آياته يصدق بعضها بعضا فهي قرائن على الصدق.
[والقول الرابع في اشتقاق كلمة " قرآن " أنه غير مشتق]
• تعريف القرآن اصطلاحاً:
-هو كلام الذي أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بكلام عربي ، على أن يبلغه صلى الله عليه وسلم إلى الأمه للعمل به ولقراءة ما يتيسر منه في صلاتهم وتعبدا به.
-جعله الله آية على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في دعوته للخلق جميعاً فتحدى به العرب والمترددين بمعارضته فلم يستطيعوا فتحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله ثم استنزلهم إلى سورة مثله .
ثم صرح بأنهم لن يستطيعوا ذلك
-فالقرآن هو الآية التي أوتي محمد صلى الله عليه وسلم ليؤمن به الناس .
-هو المكتوب في المصاحف
-اسم قرآن صار هذا الاسم علماً على هذا الوحي.
-لم يسبق أن أطلق هذا الاسم على غيره، وهو أشهر أسمائه، وأمثرها وروداً في آياته وأشهرها ذكراً على ألسنة السلف.

•عدد سورة :
مائة وأربع عشر سورة، أولاها : الفاتحة وأخرها : الناس .

•أسماء القرآن:
للقرآن أسماء أخرى هي في الأصل أوصاف أو أجناس أوصلها في الإتقان إلى نيف وعشرين. والذي اشتهر منها ستة: التنزيل، والكتاب، والفرقان، والذكر، والوحي، وكلام الله.
1-الفرقان:
-هو مصدر ، وهو اسم لما يفرق بين الحق والباطل
-وصف يوم بدر بيوم الفرقان .
-وسمي الله به القرآن قال تعالى :(تبارك الذي نزل الفرقان على عبده)
-صار هذا الاسم علما على القرآن بالغلبة.
•وجه تسميته بالفرقان:
امتاز القرآن عن الكتب السماوية بكثرة بيان الفرق بين الحق والباطل يعضد ذلك بالأدلة والأمثال.
-ما اشتمل عليه في بيان التوحيد وصفات الله تعالى مما لا يوجد في غيرهزمن الكتب السماوية.
-كذلك نجد آيات الأحكام مبرأة من اللبس او ان تطرق لها شبهه .
-مثال على كونه فرقاناً ذكره لاوصاف اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الواردة في التوراة والإنجيل وذلك في سورة محمد قال تعالى:(والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} ووصفهم في سورة آل عمران ( كنتم خير أمة أخرجت للناس)فجمع في هاتين الآيتين أوصاف الكمال.
-وهذا كله من كون القرآن مهيمناً على ما سبقه من الكتب قال تعالى(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}
2-التنزيل:
مصدر نزّل ، أطلق على المنزل باعتبار أن ألفاظ القرآن أنزلت من السماء قال تعالى: {تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون}
3- الكتاب:
-أصله اسم جنس مطلق ومعهود.
-باعتبار ه معهود اطلق على القرآن كثيرا
{ذلك الكتاب لا ريب فيه}
مناسبة تسميته بالكتابلأنه :
-جامعاً للشريعة فأشبه التوراة لأنها مكتوبه في زمن رسولهم والإنجيل الذي كتبه أصحابهم بعد رسولهم.
-لأن الله أمر بكتابته ليكون حجة على الذين آمنوا ولم يحفظوه.
-وفي هذه التسمية معجزة ، أنه سيكتب في المصاحف.
• كتاب الوحي:
اتخذ صلى الله عليه وسلم كتابا يكتبون ما أنزل إليه ، من بداية مزوله وهم:
أولهم: عبدالله بن أبي السرح، وعبدالله بن عمرو بن العاص ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية بن أبي سفيان .
-جميع ما حفظ في الصدور وجد مكتوبا في السطور يوم امر أبو بكر بجمع القرآن.
•الذكر :
الذكر: أي التذكير بما يجب على الناس اعتقاده وعمله. قال تعالى :وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}
•الوحي:
قال تعالى:{قل إنما أنذركم بالوحي}
-وجه التسميه بهذا الاسم:
أنه ألقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك وهذا يسمى وحي.
قال عاشور : يسمى وحي لأنه يترجم عن مراد الله تعالى فهو كالكلام المترجم ...)
وقوله هذا مخالف لقول أهل السنة فليس الوحي يترجم عن مراد الله بل هو كلام الله حقيقة تكلم الله به بصوت وحرف وسمعه جبريل منه وتكلم به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم وسمعه منه وبلغه الناس كما سمعه. والله اعلم
• تسمية القرآن بالمصحف:
سمي القرآن مصحفا في زمن الصديق رضي الله عنه فقيل :
أن أبا بكر رضي الله عنه لما أمر بجمع القرآن وكتبوه على الورق فقال للصحابة: التمسوا اسما، فقال بعضهم سموه إنجيلا فكرهوا ذلك من أجل النصارى، وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه من أجل أن اليهود يسمون التوراة السفر. فقال عبد الله ابن مسعود: رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه مصحفا يعني أنه رأى كتابا غير الإنجيل.

• آيات القرآن
تعريف الآية:
هي مقدار من القرآن مركب ولو تقديرا أو إلحاقا.
* فقول ولو تقديرا لإدخال قوله تعالى: {مدهامتان} إذ التقدير هما مدهامتان، *وقول أو إلحاقا: لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة فقد عد أكثرها في المصاحف آيات ما عدا: آلر، وآلمر، وطس، وذلك أمر توقيفي وسنة متبعة ولا يظهر فرق بينها وبين غيره.

•سبب تسميتها بآية:
-تسمية هذه الأجزاء بآيات من مبتكرات القرآن قال تعالى :( كتاب أحكمت آياته)
-وسميت بآية لأنها من وحي الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، فهي تشتمل على أعلى حد في بلاغة الكلام.
-وهي مع غيرها وقع فيها التحدي بتأليف مثله في البلاغة والفصاحة.
- لا يحق لجمل التوراة والإنجيل ان تسمى آية لأنه ليس فيها هذه الخصوصية .
-تسمية الراوي لما ورد في التوراة من حد الزنا (فوضع الذي نشر التوراة يده على آية الرجم) تعبير غلب على لسان الراوي على وجه المشاكلة التقديرية .
•تحديد مقادير الآيات:
-قال الزمخشري :" الآيات علم توقيفي"
فمقادير الآيات مروي عنه صلى الله عليه وسلم
-وقد تختلف الرواية في بعض الآيات فهو محمول على التخيير .
-أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على علم من تحديد الآيات ، جاء في الحديث ( أن فاتحة الكتاب السبع المثاني ) اي سبع آيات.
-كانوا في عصر النبوة يقدرون الوقت بمقدار ما يقرأ القارئ عددا من الآيات .
-تحديد الآية من معضلات القرآن ، قاله أبو بكر ابن العربي
-يرى ابن عاشور ان تعيين مقدار الآية تبعا لانتهاء نزولها وأمارته وقوع الفاصلة.

•الفواصل:
هي الكلمات التي تتماثل في أواخر حروفها او تتقارب مع تقارب او تماثل في صيغ النطق بها.
-تكررها يؤذن بأن تماثلها مقصود من النظم
-العبرة فيها بتماثل صبغ الكلمات من حركات وسكون .
-الفواصل كلها منتهى آيات ولو لم ينتهي الكلام الذي هي فيه. [وخلاف هذا نادر، لكن يقع]
-الفواصل من جملة المقصود من الإعجاز لأنها ترجع الى محسنات الكلام.
•الوقوف على رؤس الآي:
ذكر صاحب الإتقان ان بعضهم قال : الوقوف على رؤس الآي سنة .
وعن البيهقي في شعب الإيمان: الأفضل الوقف على رؤس الآي وان تعلقت بما بعدها، اتباعا للسنة .
-وصف ام سلمة لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف يقطع آية آيه.
• هل تعد الحروف المقطعة آية:
بعض التي افتحتت به السور عدت آية وبعضها لم يعد آية
•تفاوت مقادير كلمات الآيات:
تختلف مقادير وعدد كلمات آيات القرآن فبعضها اطول من بعض وهذا تابع لمقام البلاغة من مواقع كلمات الفواصل حسب ما قبلها من كلام.
• أطول آية
قوله تعالى :{هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} إلى قوله: {وكان الله بكل شيء عليما} في سورة الفتح، وقوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} إلى قوله: {لو كانوا يعلمون} في سورة البقرة
• أقصر آية
( مدهامتان)
ومن الأحرف المقطعة ( طه)
• وقوف القرآن:
لا يوجد ارتباط بين نهاية الآيات والوقوف في يوجد في الآية عدد من الوقوف.
• عدد آيات القرآن
-اختلف السلف في عددها بسبب اختلافهم في نهاية بعضها .
-قديكون سبب ذلك الاختلاف في الرواية وقد يكون بعضه اختلاف الاجتهاد
-قال ابو عمر الداني: اجمعوا على أن عدد آيات القرآن يبلغ ستة آلاف آية، واختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد، ومنهم من زاد واختلفوا في هذه الزيادة.
•عد الآي:
-كان عد الآي معروفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ،عن ابن عباس أنه لما نزلت آخر آية وهي قوله تعالى: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ضعها في رأس ثمانين ومائتين من سورة البقرة، -واستمر العمل بعد الآي في عصر الصحابة، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} الآية.

•عد البسملة:
-أجمع أهل العدد على ترك عد البسملة آية في أول كل سورة .
-واختلفوا في عدها وتركها في سورة الفاتحة ، فعدها آية الكوفي والمكي ولم يعدها آية البصري والشامي والمدني.

•أهل العد في المدينة:
لأهل المدينة عددان
-يعرف أحدهما بالأول والآخر بالأخير.
-الذي تصدوا لعد الآي من أئمة القراء في المدينة :يزيد بن القعقاع وشيبة بن ناصح وأبو عبدالرحمن السلمي ، إسماعيل بن جعفر بن كثير .
-اتفق هؤلاء الأربعة على عدد وهو المسمي بالعدد الأول
-ثم خالفهم إسماعيل بن جعفر بعدد فانفرد وهو الذي يسمى العدد الثاني، قال ابن عاشور : وقد رأيت هذا ينسب إلى أيوب بن المتوكل ت200
•عد أهل مكة:
لأهل مكة عد واحد ، ربما اتفقوا في العد في سورة معينة وربما اختلفوا.
•يوجد اختلاف احيانا في مصاحف الكوفة والبصرة والشام بدليل اننا نجد بعض المفسرين يقولون في بعض السور عدد آياتها كذا في المصحف الفلاني.

•ترتيب الآي:
-معناه: ترتيب الآي بعضها عقب بعض.
-هذا الترتيب توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم حسب نزول الوحي.
-قال ابن الأنباري: كانت الآية تنزل جوابا لمستخبر يسأل ويوقف جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم على موضع الآية.
-ذلك الترتيب يدخل في وجوه إعجازه .
-لم تختلف قراءته صلى الله عليه وسلم عما في أيدينا اليوم
-وهو ما استقرت عليه رواية الحفاظ من الصحابة .
-لما كتب زيد بن ثابت المصحف لابي بكر لم يخالف في ترتيب الآي.
-حفظهم للقرآن على ترتيب قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلوات الجهرية ، معتمدين على قوة حافظتهم وليس على الكتابة.
-كتابة القرآن
-كان كتاب الوحي يكتبون ما ينزل من القرآن بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بتوقيف الهي.
•الحكمة من الأمر بكتابة القرآن:
لعل الحكمة حتى يرجع اليها المسلمون عند حدوث شك او نسيان ولكن لم يقع ذلك.
•ترتيب الآي في جمع أبي بكر:
-لم يختلفوا او يترددوا في ترتيب آيات سورة ولا حدث اختلاف او إنكار فيما جمع من القرآن.
- كان ما كتب موافقا لما حفظوه.
-قال ابن وهب: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-اتساق الحروف واتساق الآيات واتساق السور كله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
•المناسبة بين الآيات
-بين كل آية و لاحقتها تناسب في الغرض او في الانتقال منه او غير ذلك من اساليب الكلام، يدل على ذلك حروف العطف وادوات الاستثناء وغيرها
-وجود تلك الادوات لا يدل على اتصال ما بعدها بما قبلها في النزول فقوله تعالى ( غير أولي الضرر ) نزلت بعد التي قبلها والتي بعدها.
-يجب تطلب مناسبة الآية لما قبلها اذا كانت مستقلة عنها.
-لا يعدم مناسبة ما بين الآيات وان لم تكن هناك مناسبة فهناك سبب يقتضي كون الآية بهذا الترتيب كما في قوله تعالى ( لا تحرك لسانك لتعجل به) فيكون وجد هذه الآية لسبب فلا يتحير المفسر
-وقد تلحق الآية بالسورة بعد اكتمال نزولها بأن يأمر صلى الله عليه وسلم ان توضع عقب آية كذا ، فلا يكون ذلك إلا لمناسبة ، وما تأخر نزولها عن اخواتها إلا لحكمة .
-روي عدد قليل من الآيات عين صلى الله عليه وسلم موضعها فعلى المفسر تطلب مناسبة لمواقع الآيات دون تكلف.
-الغرض الأكبر للقرآن إصلاح الأمة ، لذلك جاءت آياته مستقلا بعضها عن بعض لتحقق كل آية غرض الاصلاح والاستدلال عليه ، لذا لا يلزم تسلسل آياته.

•الوقف
تعريفه:
-هو قطع الصوت عن الكلمة بمقدار ما يتنفس في مثلها المتنفس عادة،
-والوقف عند انتهاء جملة من جمل القرآن قد يكون أصلا لمعنى الكلام .
•اختلاف المعنى باختلاف الوقف:
ذكر عدة امثله منها
قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به} الآية، فإذا وقف عند قوله: {إلا الله} كان المعنى أن المتشابه الكلام الذي لا يصل الناس إلى تأويله وفهمه وأن علمه مما اختص الله به مثل علم الساعة والآخرة وكان ما بعده ابتداء كلام يفيد أن الراسخين يفوضون فهمه إلى الله تعالى، وإذا وصل قوله: {إلا الله} بما بعده كان المعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه في حال أنهم يقولون آمنا به.أي يعلمون معناه ويردون كيفيته لله تعالى.
•أنواع الوقف:
-قال ابن الجزري : لا يوجد في القرآن مكانا يجب الوقف فيه ولا يحرم الوقف فيه.
-الوقف ينقسم الى أكيد حسن ودونه، ويكون التقسيم بحسب المعنى.
-استحسن بعضهم الوقف عند نهاية الكلام .
-أما ما يتطلب المعنى الوقف عليه قبل تمام المعنى يكون سكتاً.
•تعريف السكت
قطع الصوت بمقدار أقل من مقدار الوقف .
•فوائد الوقف
-بتعدد الوقف قد يحصل به ما يحصل بتعدد القراءات من تعدد المعنى مع اتحاد الكلمات.( ذكر أمثلة على ذلك)
-الوقف من طرق الإعجاز الذي تحدى به الجاحدين لان فواصل الآيات هي شبيهه بقوافي الشعر واسجاع النثر وهي مراده في نظم القرآن، فعدم الوقف تفريطا بالغرض المقصود منها.
- في ضبط الوقف تيسير لفهمه على قارئه .
•أشهر من اعتنى بضبط الوقوف:
-أبو محمد بن الأنباري
-أبو جعفر بن النحاس
-للنكزاوي أو النكروي كتاب في الوقف ذكره في الإتقان
-ومحمد بن أبي جمعة الهلطي ت930 اشتهر بالمغرب وهو من المتأخرين

• سور القرآن
-تعريف السورة:
قطعة من القرآن لها بداية ونهاية لا تتغيران، مسماه باسم مخصوص. وتسمية هذه القطعة من الآيات بسورة من مصطلحات القرآن وشاعت هذه التسمية عند العرب حتى المشركين.
وجاءت تسمية سورة النور باسم سورة قال تعالى؛( سورة أنزلناها)
لم تكن اجزاء التوراة والإنجيل تسمى سورا عند العرب .
•مقدار السورة
-تشتمل على ثلاث آيات فأكثر ، مأخوذ ذلك من استقراء سور القرآن ، مع حديث عمر الذي عند أبي داود في الآيتين آخر سورة براءة. [ مع بيان ضعفه ]
-لها غرض تام تدور عليه معاني آيات تلك السورة.
-هذا الغرض ناشئ من اسباب النزول او ما تشتمل عليه من معاني متناسبة.
•مناسبة تسمية الجزء المعين من القراء سورة:
قيل :السُور وهو الجدار المحيط بالمدينة
وقيل : من السؤر وهو البقية مما يشرب الشارب .
ترك الهمزة في سورة لغة قريش وما جاورها،
والهمز لغة تميم
جمع سورة سور
• تسوير القرآن
-من السنة ففي زمنه صلى الله عليه وسلم كان مقسما ألى مائة واربع عشر سورة بأسمائها.
-خالف في عدد السور عبدالله بن مسعود فلم يثبت المعوذتين . [ورجع عن ذلك، أضيفي ما تعرفيه بين قوسين، كما فعلتِ في بيان أن القرآن كلام الله عز وجل تكلم به حقيقة ]
•الدليل على أن المعوذتان [المعوذتين] من القرآن
القنوت الذي يقال في صلاة الصبح يثبت أنهما من القرآن.
•فائدة التسوير
أحسن وأفضل أن يكون سورا ليكون انشط للقارئ كلما قرأ سورة شخذ همته ليقرأ الأخرىكالمسافر اذا علم انه قطع ميلا .
•ترتيب السور
تعددت الأقوال في ذلك
قيل : يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بذكر ويحتمل يكون باجتهاد الصحابة ، قاله الباقلاني
وقيل : جبريل يوقف الرسول صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة.قاله الداني
وقيل :انها من وضع زيد بن ثابت ، بمشاركة عثمان ،جزم به الباقلاني نقله ابن عطية
وقيل : السبع الطوال والحواميم والمفصل مرتبة زمن النبي صلى الله عليه وسلم وباقي السور رتبت وقت كتابة المصحف.
-وقيل: ترتيب السور باجتهاد الصحابة حين كتبوا المصحف وهو قول مالك وجمهور العلماء ، نقله عياض.
-جزم الجمهور بأن كثير من السور كان مرتبا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
- قال ابن عاشور :لا شك ان تلك السور مرتبة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يقرأها بترتيبها الدي بين أيدينا الآن ، وزيد بن ثابت من اكبر الحفاظ لازم النبي صلى الله عليه وسلم ، فرتب سور القرآن على نحو ما كان يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم .
•سبب تقديم سورة آل عمران على سورة النساء في المصحف الإمام :
-إما لأن سورة آل عمران نزلت قبل النساء فهي من آخر ما نزل.
- وإما للمناسبة بين سورة البقرة وآل عمران فكلا منهما افتتح ( الم)
-وإما لأنه صلى الله عليه وسلم قرن بينهما كما جاء في الحديث ( اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران)
وحديث(يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله ...تقدمه سورة البقرة وآل عمران..)

-كان جمع أبو بكر للقرآن كل سورة في صحيفة وكانت عنده تلك الصحف ثم عند عمر ثم عند حفصة ، ثم اخذها عثمان لما أراد جمع القرآن ثم ردها على حفصة .
-توجد آيات تدل على سبق بعض السور على بعض في النزول كما في آية سورة النحل ( وعلى الذين هادوا حومنا [حرمنا] ما قصصنا عليك) يشير الى قوله تعالى في سورة الأنعام ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) وآخر آية نزلت قيل في البقرة
-فصلوا بين كل سورة وسورة بالبسملة ماعدا الأنفال والتوبة .
• أول من جمع القرآن في مصحف
قيل هو سالم مولى أبي حذيفة
• من كان له مصحف من الصحابة
عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب
• ترتيب مصاحف الصحابة
مصاحف الصحابة يختلف ترتيب سورها -فمنهم من رتبها على النزول بحسب علمه كعلي رضي الله عنه كان اول سورة أقرأ ...
- ومنهم من رتبها حسب الطول والقصر ، كذلك مصحف عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب ابتدأا بالبقرة ثم النساء ...

•لا يلزم قراءة القرآن بترتيب المصحف
-ظاهر حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري في باب تأليف القرآن أنها لا ترى القراءة على ترتيب المصحف أمرا لازما فقد سألها رجل من العراق أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه فقالت: وما يضرك أية آية قرأت قبل، ....الحديث
-وقال به ابن بطال : "لا نعلم أحدا قال بوجوب القراءة على ترتيب السور في المصحف.."
-نهي السلف عن قراءة القرآن منكوساً المراد منه أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها . قاله ابن بطال
-وقال ابن عاشور : أو يحمل النهي على الكراهة.
•معنى الطولى والقصرىفي السور
أي المراعى فيه عدد الآيات لا عدد الكلمات والحروف.
• المكي والمدني من السور
-الخلاف في تعيين السور المكية والمدنية ليس بكثير
-في ترتيب سور المصحف تخللت فيه السور المكية والمدنية.
-ترتيب نزول السور المكية ونزول السور المدنية فيه ثلاث روايات:
1-رواية مجاهد عن ابن عباس،
2-رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس،
3-رواية جابر بن زيد ولا تكون إلا عن ابن عباس، وهي التي اعتمدها الجعبري في منظومته التي سماها تقريب المأمول في ترتيب النزول وذكرها السيوطي في الإتقان وهي التي عليها ابن عاشور في تفسيره .
• أسماء السور
-جعل للسور أسماء منذ نزول الوحي
-المقصود من تسميتها : تمييز السورة عن غيرها ولتيسير المراجعة والمذاكرة.
-أصل تسمية السور أن يكون بالوصف كقول: السورة الذي يذكر فيها البقرة مثلاً ،
-ثم شاع فحذفوا الموصول فقالوا : سورة ذكر البقرة
-ثم حذفوا المضاف فقالوا : سورة البقرة.أو أنهم لم يقدروا مضافاً وأضافوا السورة لما يذكر فيها.روي عن ابن مسعود انه قال : قرأ رسول الله النجم.
-حديث أنس الذي يرفعه (لا تقولوا سورة البقرة .. ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة ..) حديث قال عنه الإمام أحمد منكر وذكره ابن جوزي في الموضوعات، وصححه ابن حجر ، ويذكر عن ابن عمر ولكن لا يرفعه.ذكره البيهقي
-كان الحجاج يمنع من قول سورة كذا .
• توجيه من صحح الحديث أنس:
-أن ذلك حين كانوا في مكة فالمشركين يستهزؤن بهم إذا قالوا سورة الفيل او العنكبوت ، وروي أن هذا سبب نزول قوله تعالى ؛( إن كفيناك المستهزئين)
-لما هاجر المسلمون زال السبب النهي فنسخ .
-لم يشتهر عن السلف هذا المنع ، لهذا ترجم البخاري في كتاب فضائل القرآن (باب من لم ير بأساً أن يقول سورة البقرة وسورة كذا ..)واخرج احاديث في ذلك.
•تسمية السور:
-سمى الصحابة السور بما حفظوه من النبي صلى الله عليه وسلم
او أخذوا لها أشهر الأسماء التي كان الناس يعرفونها بها.
-اشتهرت تسمية بعض السور في عهده صلى الله عليه وسلم .
•أنواع أسماء السور
-إما أوصاف كالفاتحة
-بالاضافة لما اختصت به نحو سورةيوسف ..
-او بالاضافة لما كان فيها اوفى واكثر ذكرا نحو سورة هود
-بالاضافة لكلمات تقع في السورة نحو سورة براءة ..
-سموا مجموع السور المفتتحه ب( حم) ( آل حم)
-وربما سموا السورتين بوصف واحد مثل الكافرون والإخلاص( المقشقشتين)
• كتابة اسم السورة في المصحف
-لم يثبت الصحابة في المصحف أسماء السور بل اكتفوا بإثبات البسملة في مبدأ كل سورة علامة على الفصل بين السورتين .
- فعلوا ذلك كراهة أن يكتبوا في أثناء القرآن ما ليس بآية قرآنية، فاختاروا البسملة
- سورة البينة سميت في مصحف أبى سورة أهل الكتاب، ذكر ذلك في الإتقان وهذا يدل على أنه كان يسمي السور في مصحفه.
-أما في عهد التابعين فكتبت أسماء السور في المصاحف باطراد ولكن بخط آخر لتتميز عن القرآن ولم ينكر عليهم ذلك. قال المازري في شرح البرهان عن الباقلاني:
-أما البسملة كانت مكتوبة في أوائل السور بخط لا يتميز عن الخط الذي كتب به القرآن.
• ترتيب نزول الآيات والسور
-ربما نزلت السورة دفعة واحدة كالفاتحة والمرسلات
-وربما نزلت نزولا متتابعا كسورة الأنعام،
-وربما نزلت السورة مفرقة ونزلت السورتان مفرقتان في أوقات متداخلة.بدليل حديث عثمان رضي الله عنه.
-فد تكون بعض السور بعضها مكي وبعضها مدني.
•ختام السور ونهاياتها
-ختم السور توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم .
-فنهايات السور معلومة كما يشير الى ذلك قوله ( من قرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران)
-الحفاظ من الصحابة
-جمع القرآن كله من الصحابة في حياة رسول الله زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وعبد الله بن عمر، وعبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وسعد بن عبيد، ومجمع بن جارية، وأبو موسى الأشعري.
-حفظ كثير من الصحابة أكثر القرآن على تفاوت بينهم.
-اصحاب سورة البقرة
كان هذا شعار الأنصار يوم حنين عندما انكشف المسلمون قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس: ((اصرخ يا معشر الأنصار، يا أصحاب السمرة، يا أصحاب سورة البقرة))
- علل ذلك المصنف بأنهم ربما عكفوا على حفظ سورة البقرة لأنها اول ما نزل بالمدينة
- عن ابن وهب عن مالك كان شعارهم يوم حنين يا أصحاب سورة البقرة.ذكره ابن العربي
استطراد:
-ذكر النحويون في الوقف على تاء التأنيث هاء أن رجلا نادى: يا أهل سورة البقرة بإثبات التاء في الوقف وهي لغة، فأجابه مجيب ما أحفظ منها ولا آيتْ) محاكاة للغته.

المقدمة التاسعة
في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن، تعتبر مرادة بها

أساليب بلغاء العرب
-كثر في كلام العرب ؛المجاز،وهو عمود بلاغتهم و والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتعريض، والاشتراك والتسامح في الاستعمال كالمبالغة، والاستطراد... ونحو ذلك.
- غايتهم في تلك الأساليب توفير المعاني، وأداء ما في نفس المتكلم بأوضح عبارة وأخصرها ليسهل اعتلاقها بالأذهان.
•أسلوب القرآن
-لأن القرآن وحياً من الله تعالى وأراد أن يجعله آية على صدق نبيه صلى الله عليه وسلم وتحدى به بلغاء العرب بأن يأتوا بسورة مثله، فقد بلغ اسلوبه ونظمه منتهى بلاغة اللغة العربية لفظا ومعنى .
-جاء القرآن على أسلوب لم يعهدوه فأعجز بلغاؤهم المعاندين عن معارضته ، فاذعونوا له فمنهم مندخل في الاسلام ومنهم من استمر على كفره.
-القرآن أكثر معاني من المعاني المعتادة التي ينظمها البلغاء في كلامهم.
-يودع من المعاني والمقاصد أكثر ما تحتمله الألفاظ، في أقل ما يمكن من المقدار.
-يودع من المعاني كل ما يحتاجه السامعون إلى علمه ، لا يقتصر على غرض واحد ، وكل ماله حظ في البلاغة، سواء متساوية او متفاوته في البلاغة.
-قد تكثر المعاني بإنزال لفظ الآية على وجهين او اكثر مع إيجاز اللفظ
-هذه المعاني هي مراد لمنزلها مالم يمنع من ذلك مانع صريح أو غالب من دلالة شرعية او لغوية او توقيفية.
-دعا الله الى تدبر آيات كتابه وبذل الجهد في استخراج معانية في اكثر من آية.
•حجية القرآن
-القرآن هو الحجة العامة بين علماء المسلمين لا يختلفون على ذلك وان اختلفوا فيما عداه من الأخبار المروية عنه صلى الله عليه وسلم للخلاف في شروط تصحيح الخبر
-القرآن ودلالته أقوى مرجع يرجعون اليه عند الاختلاف.
•اتساع معاني ودلالة الآيات
-ما ورد من تفسيرات لآيات مرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على أن ما فسر به ليس هو المعنى الأسبق للتركيب اللغوي ، فنتبين إنما أراد بهذا التفسير ايقاظ الأذهان إلى أخذ أقصى المعاني من ألفاظ القرآن ، كما في قصة أبو سعيد بن المعلى عندما دعاه صلى الله عليه وسلم وهو في صلاة فلم يجبه فعاتبه بهذه الآية الم يقل الله تعالى ( استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم)
وغيرها من الأمثلة التي اوردها المصنف

• حمل المعاني بعضها على بعض:
-معاني التركيب المحتمل معنين فأكثر قد يكون بينهما العموم والخصوص فهذا النوع يحمل التركيب على جميع المعاني بلا تردد ، مالم يكن هناك صارف لفظي او معنوي مثل حمل الجهاد في هذه الآية ( من جاهد فإنما يجاهد لنفسه) تحمل على جهاد النفس بامتثال الشريعة وجهاد العدو.
-قد يكون بينهما تغاير بحيث يكون تعيين التركيب للبعض ينافي تعيينه للآخر ، ولكن التركيب يكون صالحا لها على البدليه فالحمل على الجميع نظير حمل المشترك على معانية احتياطا.
-قد يكون ثاني المعنيين متولد من المعنى الأول فيحمل عليه لانه مستتبع له، مثل الكناية والتعريض...
-اذا تدبرت الآية واستخرجت منها معاني كثيرة يسمح بها التركيب فتحمل بعضها على بعض.
-مختلف المحامل التي تسمح بها كلمات القرآن وتراكيبه واعرابه يجب حمل الكلام على جميعها اذا لم تفض الى خلاف المقصود من السياق.كما في الوصل والوقف في قوله تعالى :( لا ريب فيه هدى للمتقين) اذا وقف على (لا ريب) او ( فيه).
• ميزة لغة القرآن
القرآن خاطب الله به كل الأمم في جميع العصور لذلك جعل لغته أفصح كلام في لغات البشر وهي العربية لاسباب:
لأنها أوفر اللغات مادة وأقلها حروفا وافصحها لهجة واكثر تصرفا في الدلالة على اغراض المتكلم .
• استعمال اللفظ المشترك في معنييه أو معانية، واستعمال اللفظ حقيقة ومجازا
-تردد اهل التفسير في هذين المبحثين لأنه غير وارد في كلام العرب او واقع بندرة.
-لذلك اختلف علماء العربية وأصول الفقه في جواز استعمال المشترك في اكثر من معنى من مدلوله .
-قال الغزالي وأبو الحسين البصري يصح أن يراد بالمشترك عدة معان لكن بإرادة المتكلم وليس بدلالة اللغة.
-رأى ابن عاشور :انه يصح اطلاق المشترك على عدة معاني من معانية جميعا او بعضا إطلاقا لغويا ، وان هذا من قبيل الحقيقة ونسب هذا القول الى الشافعي والباقلاني وجمهور المعتزلة.
-وقال آخرون هو المجاز وجزم ابن الحاجب بأنه مراد الباقلاني من قوله : ان المشترك لا يحمل على اكثر من معنى إلا بقرينة)
فابن الحاجب فهم ان القرينة من علامات المجاز .
-رد ابن عاشور على فهم ابن الحاجب : بأن القرينة التي هي من علامات المجاز هي القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي، ومعاني المشترك كلها من قبيل الحقيقة .
• الفرق بين قرينة المجاز وقرينة المشترك
-قرينة المجاز مانعة من إرادة المعنى الحقيقي وقرينة المشترك معينة للمعاني المرادة كلا أو بعضا.
• يحمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من معاني سواء اللفظ المفرد او التركيب المشترك ، سواء كانت المعاني حقيقية او مجازية محضة او مختلفة.
-ذكر أمثلة على ذلك
-منهج ابن عاشور في تفسيره لهذه القاعدة
اذا ذكر معنين فصاعدا فعلى قانون الحمع بين المعاني المشتركة
وان ترك معنى ذكره بعض المفسرين فليس تركه ابطالا له ولكن اما يكون لترجيح غيره او اكتفاءا بذكره في تفاسير اخرى تجنبا للإطالة،

المقدمة العاشرة
في إعجاز القرآن

•الغاية من هذه المقدمة
-ليبين كيف ان القرآن معجز و يبصر بنواحي إعجازه، لا لستقصي اعجاز آياته فهذه له مؤلفاتها.
-ويجلي لطائف أدبه التي هي فتح لفنون رائعة من أدب لغة العرب وكيف ارتقى بالادب العربي مرتقى لم يبلغه أدب أمة من قبل .
علاقة هذه المقدمة بالتفسير
التفسيرلا يكون بالغا حد الكمال حتى يكون مشتملا على بيان دقائق وجوه البلاغة في معاني آياته ، والا كان بمنزلة المترجم لا المفسر .
فالقرآن المعجزة الكبرى لرسول صلى الله عليه وسلم والخالدة وحجيته باقية فلابد ان يبين هذا الإعجاز من خلال آياته وسورة.
•إعجاز القرآن
تحدى الله به المعاندين ان يأتوا بمثلةاو بعشر سور او بسورة من مثله فعجز جميع المتحدين فسكتوا عن معارضته .
•تعليل عجزهم عن معارضة القرآن
-قالت طائفة قليلة: الله صرفهم عن ذلك فسلبهم المقدرة لتقوم الحجة عليهم امام العرب . وينسب هذا القول إلى الاشعري والنظام والشريف المرتضي الاسفرائيني وهو قول ابن حزم صرح به في ( كتاب الفصل)
-جمهور أهل العلم وامام الحرمين والجاحظ واهل العربية فقالوا : لعجز المتحدين به لبلوغ القرآن درجة في البلاغة تعجز عن قدرة بلغاء العرب عن الإتيان بمثله. وهذا الذي اعتمده ابن عاشور في هذه المقدمة
•استدلال ابن عاشور على هذا القول
بقاء الآيات التي تم نسخ حكمها مكتوبه ومتلوه .وما ابقيت الا لبقاء مقدار مافيها من البلاغة.
•سبب وقوع التحدي بسورة وليس بعدد من الآيات
لأن السورة لها غرض فيحتاج الى مجموعة من نظم الكلام لبيان ذلك الغرض من فاتحة وخاتمة وانتقال الاغراض والايجاز والاطناب والاستشهاد وغيرها من الأساليب، التي لا تلزم في لو كان لعدد من الآيات.

•جهات الإعجاز
1- بلوغه الغاية القصوى مما يمكن ان يبلغه الكلام العربي
2-أنواع التصرف في نظم الكلام التي ابدعها القرآن ولم يسبق اليها.
3-ما فيه من المعاني الحكمية والإشارات العقلية والعلميةالتي لم تبلغها عقول البشر . هذه الجهه أغفلها المتكلمون في اعجاز القرآن كالباقلاني وعياض.
4- ما فيه من أخبار عن المغيبات مما دل على انه منزل من عند الله وكذلك أخبار الامم السابقة مما لا يعلمه الا احبار اهل الكتاب .
-الجهة الاولى متوجه الى العرب الحاضرين نزوله ولمن جاء بعدهم ولمن تعلم لغتهم ومارس بليغ كلامهم .
-ومن الجهه الثالثة هو معجز للبشرية قاطبة على مر العصور.
-ومن الجهه الرابعة معجز لأهل عصره ومن جاء بعدهم.
• تفصيل تلك الجهات:
الجهه الأولى
مرجعها الى الطرف الاعلى من البلاغة والفصاحة
-تصدى بعض العلماء للموازنة بين ما ورد في القرآن وبين ما ورد في بليغ كلام العرب.
-كليات وقواعد هذه الجهه تحصل في الكتب المؤلفه لذلك كدلائل اعجاز القرآن واسرار البلاغة
-تفاصيل وصف اعجاز آي القرآن تحصل في كتب التفسير كتفسير الكشاف.
-مدرك الإعجاز الذوق عند السكاكي
-طريق اكتساب الذوق:
طول خدمة هذين العلمين ( المعاني والبيان)
-ما ندركه بعقولنا نتمكن غالبا من التعبير عنه والإعجاز ليس كذلك.قاله التفتزاني

•بعض ما في القرآن من محسنات بلاغية:
-خصوصية التقسيم في سورة الفاتحة، وحسن التقسيم من المحسنات البديعية.
-مراعاة التجنيس وهو من المحسنات
-المطابقة
-الأمثال
- الإلتفات: نقل الكلام من احد طرق الكلام الى طريق آخر .سماه ابن جني ( شجاعة العربية)
-التشبية والاستعارة، به فاق امرؤ القيس ونبهت سمعته.
وجاء في القرآن منهما ما اعجز العرب
-من محاسن التشبيه كمال الشبه ووسيلته الاحتراس واحسنه ما وقعدفي القرآن.
•دلالة جمل القرآن
1-الدلالة الوضعية التركيبية والتي يشاركها فيها الكلام العربي كله
2- الدلالة البلاغية والتي يشاركها فيها كلام البلغاء ولكن لا تصل بلاغتهم لبلاغتها.
3- دلالتها المطوية وهي دلالة ما يذكر على ما يقدر اعتمادا على القرينة، وهذه الدلالة قليلة في كلام البلغاء كثيرة في القرآن
4- دلالة مواقع جملة حسب ما فبلها وما بعدها( في موقع علة ، موقع استدراك ، جواب سؤال..)
وهذه لا تأتي في كلام العرب لقصر أغراضه في قصائدهم وخطبهم.

• التقديم والتأخير في جمل القرآن
في وضع الجمل واجزائها في القرآن دقائق عجيبة كثيرة لا يحاط بها ، ذكر سوف يبينها في مواضعها من التفسير.
•مراعاة المقام
أن ينظم الكلام على خصوصيات بلاغية هي مراعاة من مقومات بلاغة الكلام .
قد تحتوي الآية على خصوصية يتسائل المفسر عن دواعيها فيتطلب مقتضاها وسببها بالبحث عن المقام الذي نزولت فيها الآية.
ويعرف هذا النوع من الإعجاز بالنكت البلاغية.
هذه الناحية أقوى نواحي الاعجاز وهي التي يتحقق بها إعجاز أقصر سورة منه.
-سلامة الفاظ القرآن من التنافر
من فصاحة القرآن فصاحة اللفظ وانسجام النظم بسلامة الكلام مما يجر الثقل الى لسان الناطق، وذلك بسلامة اللفظ من الحروف المتنافرةمع تفننه في مختلف الاغراض .
•لهجات العرب في القرآن
جاء القرآن بأحسن اللهجات وأخفها وتجنب المكروه من اللهجات، وهذا من أسباب تيسير تلقي الأسماع له ورسوخه فيها. قال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.

•الجهه الثانية
هي ما ابدعه القرآن من انواع التصرف في أساليب الكلام البليغ وهذه جهه مغفول عنها من علم البلاغة.
-فقد ابتكر القرآن اساليب كثيرة تتنوع بتنوع المقاصد وتنوع اساليب تلك المقاصد
-اما العرب شعراء وخطباء فقد التزموا في اسلوبهم طريقة واحدة .
الحكمة من تنوع أساليبه
لذلك حكمتين داخلتين في الإعجاز
1- ظهور انه من عند الله
2- في ذلك زيادة التحدي للمتحدين .

• أعظم الأساليب التي خالف بها القرآن أساليب العرب
جاء في نظمه بأسلوب جامع بين مقصديه وهما: مقصد الموعظة ومقصد التشريع .
• اسلوب التفنن
وهو ابداعه بتنقلاته من فن الى فن بطرائق الاعتراض والتنظير والتذييل ...
وكذلك الإلتفات وهو من أعظم أساليب التفنن.
• من بلاغة القرآن الكيفيات التي تؤدي بها تلك التراكيب
• من أساليب العدول عن تكرار اللفظ والصيغة عدا المواضع التي تحتاج تكرار كالتهويل.
• اتساع أدب اللغة في القرآن
جاء القرآن بأسلوب في الأدب جديد صالح لكل العقول متنوع بتنوع اغراض الحياة ( المحاورة والخطابة والجدل والقصص ..)
•أسلوب الفواصل المتماثله في الاسماع وان لم تكن متماثله الحروف والاسجاع .
• المحسنات في البديع
جاءت أكثر في القرآن من الشعر خاصة الجناس ، والطباق
ألف ابن أبي الإصبع كتابا في بديع القرآن.

• مبتكرات القرآن
للقرآن مبتكرات تميز بها نظمه عن بقية كلام العرب.
-جاء اسلوبه يخالف الشعر ويخالف الخطابة بعض المخالفة.
-جاء بالجمل الدالة على معان مفيدة كالجمل العلمية والقواعد التشريعية
-جاء على اسلوب التقسيم والتسوير
-جاء بالاسلوب القصصي في قص احوال النعيم والعذاب
-جاء بالامثال فاوضح الامثلة وابدع تركيبها.
-لم يلتزم اسلوب واحد بل اختلفت سورة فلكل سورة لهجة خاصة
-جاء باسلوب الإيجاز
-في مثير من تراكيبه حذفا لكن لا يخلو الكلام من دليل عليه من لفظ او سياق
-إيجاز الحذف دون التباس
التضمين وهو يرجع لايجاز الحذف
وهو أن يضمن الفعل أو الوصف معنى فعل أو وصف آخر ويشار إلى المعنى المضمن بذكر ما هو من متعلقاته من حرف أو معمول فيحصل في الجملة معنيان.
-الاطناب ومن أهم مقامات الإطناب مقام توصيف الأحوال التي يراد بتفصيل وصفها إدخال الروع في قلب السامع وهذه طريقة عربية
-استعمال اللفظ المشترك في معنيين او معان اذا صلح المقام.
-الاتيان بألفاظ تختلف معانيها باختلاف حروفها او حركات حروفها
-اسلوب الجزالة واسلوب الرقة ولكل منهما مقاماته وهما راجعان الى معاني الكلام ولا تخلو سورة من تكرار هذين الاسلوبين .
• عادات القرآن
على المفسر أن يتعرف على عادات القرآن من نظمه وكلمه.
تعرض بعض السلف لشيء منها.
-فعن ابن عباس: كل كاس في القرآن فالمراد بها الخمر.
-قال ابن عيينة: ما سمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا .
-عن ابن عباس أن كل ما جاء من {يا أيها الناس} فالمقصود به أهل مكة المشركون.
-وقال الجاحظ في القرآن معان لا تكاد تفترق، مثل الصلاة والزكاة، والجوع والخوف...
-ما جاء بوعيد إلا أعقبه بوعد، وما جاء بنذارة إلا أعقبها ببشارة. ذكره صاحب الكشاف والرازي
-إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف أتبعها إما بالإلهيات وإما بشرح أحوال الأنبياء وأحوال القيامة.
-أن كلمة هؤلاء إذا لم يرد بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة.
-إذا حكى المحاورات والمجاوبات حكاها بلفظ قال دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى.

• الجهة الثالثة من جهات الإعجاز
ما فيه من معاني حكمية وإشارات علمية.
•العلم علمان اصطلاحي وعلم حقيقي
العلم الاصطلاحي : هو ما اعتبر صاحبه في عصر من الأعصار انه في صف العلماء ، وهذا لا تخلو عنه أنه
-العلم الحقيقي:معرفة ما بمعرفته كمال الإنسان وبه يبلغ ذروة المعارف وادراك الحقائق.
وقد اشتمل القرآن على النوعين ، الإول قريب التناول ، لا يحتاج نظر يوصل اليه بمعرفة الشرائع والأحكام وقصص الانبياء...
• النوع الثاني من إعجاز القرآن العلمي ينقسم إلى قسمين :
-قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه.
-قسم يحتاج إدراك وجه الإعجاز إلى العلم بقواعد العلوم.
كلا القسمين دليل على أنه من عند الله
-من طرق اعجازه العلمية انه دعا للنظر والاستدلال.
هذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف القرآن به أساليب الشعر وأغراضه.
•الرد على نفي الشاطبي لاعجاز القرآن لأهل العصور
•حجة تعلق هذه الجهه بالإعجاز ودوامه وعمومه
هي قوله صلى الله عليه وسلم ؛( ما من الأنبياء نبيء إلا أوتي أو أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ....) الحديث
•في الحديث نكتتان؛
1-كل نبي جاء بمعجزة هي اعجاز في أمر خاص لأجله آمن من آمن منهم2- معجزته صلى الله عليه وسلم ليست من قبيل الأفعال كمعجزات الرسل بل كانت ما في القرآن من دلالة على عجز البشر أن يأتوا بمثله.
•دليل ان معجزته صالحة لجميع الأزمان
قوله :(فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا) العطف بالفاء الدالة على الترتيب فالمناسبة بين كونه أوتي وحيا وكونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعا لا تنجلي الا اذا كانت معجزة صالحة لكل الأزمان .

• هذه الجهه من الاعجاز تثبت بمجموع الكتاب.
•اعجازه من هذه الجهه ظاهر للعرب لانه لا معرفة لهم بتلك العلوم.

•الجهه الرابعة وهي الإخبار بالمغيبات ،
هذه من دلائل انه منزل من عند الله ، وليس له تعلق بنظم القرآن وفصاحته، وليس هو كثير في القرآن.

التقويم: أ
أحسنت، وأجدتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- الخصم للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir