السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.
- جحود نعم الرب سبحانه وتعالى, والكفر بها.
- حبهم للدنيا وإيثارهم لها على الآخرة, فيبيعون كلام الله بعرض من الدنيا.
- الأمر بالمعروف مع ترك العمل به, والنهي عن المنكر مع فعله.
- تزيين الباطل للناس والدعوة إليه, مع كتمان الحق وعدم التصريح به.
- خفة عقولهم وضعف إيمانهم الشديد, فسهل عليهم الوقوع في الشرك الأكبر.
- ضعف إيمانهم بالغيب, فهم لا يؤمنون إلا بالمشاهد المحسوس.
- كذبهم على الله سبحانه وتعالى, والقول عليه بغير علم.
- خيانتهم للعهود والمواثيق, وأعظم العهود عهدهم مع الله تبارك وتعالى, حيث كفروا بآيات الله سبحانه.
- الاعتداء والإفساد في الأرض بنوعيه: الحسي والعنوي, وأعظمه الإفساد بالشرك.
- سوء أدبهم مع الأنبياء, مما أوقعهم في قتلهم, وهذا من قبحهم واستخفافهم برسل الله عز وجل, فهم إما مكذبين للأنبياء أو قاتلين لهم.
- الاحتيال في دين الله لتغيير الأحكام بما تلائم مصالحهم الدنيوية.
- عنادهم وغلوهم في الدين مع التنطع والتكلف والتشديد على النفس بما لم يأمر به الله.
- تحريف الكتب وتبديل كلام الله عز وجل.
أما ما استفدته:
-تعظيم جانب الإيمان بالغيب.
- حب الأنبياء وتوقيرهم والأدب عند الحديث عنهم.
- طاعة النبي عليه الصلاة والسلام, فيما أمر, والانتهاء عما نهى عنه وزجر.
- عدم التنطع وتكلف ما لم يشرع الله في دينه.
- أخذ الأمور على ظاهرها بدون تعمق متكلف فيه يزيد الأمر مشقة وتعبا علي.
- العمل على إصلاح النفس وإصلاح الغير, فيأمر العبد بالمعروف وينهى عن المنكر.
- العمل على إصلاح الأرض إصلاحا حسيا بالمحافظة على مواردها, وإصلاحا معنويا بالتوبة والكف عن المعاصي.
- التفكر في نعم الله سبحانه وتعالى, والمحافظة عليها بالشكر والطاعات.
- البعد عن رفقة السوء, وهجر البيئة الفاسدة وعدم العيش فيها إن أمكن.
- المحافظة على العهود والمواثيق, سواء ما بيني وبين ربي وما بيني وبين الناس.
- تذكر الآخرة والعمل لها, فهذا مما يزيد الزهد بالدنيا.
- عدم تتبع زلات العلماء, وعدم التحايل لجعل المحرم حلالا والعكس.
- عدم القول بلا علم, فهذي من اقبح الأمور.
- الذل لله والافتقار بين يديه سبحانه, ومعرفة حقيقة النفس وما بها من ضعف ونقص ذاتي, وما بها من حاجة ماسة دائمة لربها سبحانه وتعالى.
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.
يخاطب الله تعالى المؤمنين مبينا علمه بما في صدورهم, وذلك أن الأنصار كان لهم حرص على إسلام اليهود للحلف والجوار الذي كان بينهم, فجاءت هذه الآية على شكل استفهام تقريري, ليقرر لهم حقيقة واقعة لا شك فيها في بيان حالهم واستحالة وقوع الإيمان منهم.
فكان في هذه الآية قطع لأطماع المؤمنين من إيمان هذه الزمرة من اليهود, ومن انقيادهم وطاعتهم لهم والدخول في الإسلام.
فالاستكبار والعناد والغلو سمة لهم لا تفارقهم, وكأنهم توارثوها عمن سبقهم من أجدادهم, فهم قد سمعوا كلام الله وأوامره, فكلامه -سبحانه-يتلى عليهم ليل نهار, سمعوه وعقلوه, وعلموا بأن ما فيه حق منزل من عند الله, ومع هذا كانوا يحللون الحرام ويحرمون الحلال, فيغيرون الأوامر والمنهيات وفقا لأهوائهم ومصالهم المادية, ومن أعظم ما غيروه وأخفوه صفة النبي-عليه الصلاة والسلام- المذكورة في كتبهم, وبالرغم من يقينهم بنبوته كذبوه وكفروا به, بل وأخفوا ما هو مكتوب عنه في كتبهم, فبدلوا كلام الله, وغيروا معانيه, وتأولو على غير تاويله الحقيقي, وقد حصل هذا لا عن جهل منهم, فهم قد فهموه على الجلية ومع هذا يخالفونه على بصيرة.
فإن كان هذا فعلهم في كتابهم, فكيف يرجى من مثلهم إيمانا واتباعا لكم أيها المؤمنون!؟
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.
وردت في المراد ب(الأميين) عدة أقوال:
الأول: إن المراد بالأميين قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين، ذكره ابن عطية, وهو قول ضعيف لا دليل عليه, ولا يدل سياق الآية.
الثاني: إنهم قوم كذبوا الرسل والكتب وكتبوا كتابهم بأيديهم, وهذا جاء عن ابن عباس حيث قال في قوله تعالى:{ومنهم أمّيّون} قال: «الأمّيّون قومٌ لم يصدّقوا رسولًا أرسله اللّه، ولا كتابًا أنزله اللّه، فكتبوا كتابًا بأيديهم، ثمّ قالوا لقومٍ سفلة جهّال: {هذا من عند اللّه}»، وقال:«قد أخبر أنّهم يكتبون بأيديهم، ثمّ سمّاهم أمّيّين، لجحودهم كتب اللّه ورسله».رواه عنه الضحاك, رواه ابن جرير وذكره ابن كثير في تفسيره وأورد تعليق ابن جرير عليه بقوله:وهذا التّأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم. وذلك أنّ الأمّيّ عند العرب: الذي لا يكتب. وزاد ابن كثير بقوله:ثمّ في صحّة هذا عن ابن عباس بهذا الإسناد، نظر. والله أعلم.
الثالث: إن المراد بهم المجوس, وهو مروي عن علي بن أبي طالب, ذكره ابن عطية.
الرابع: إن المراد بهم أهل الكتاب, قاله مجاهدٌ، ذكره ابن كثير.
الخامس: إن المراد بهم نصارى العرب, قاله عكرمة والضحاك, ذكره ابن عطية.
السادس: إن المراد ب(الأميين), اليهود, قال أبو العالية ومجاهد وغيرهما: «المعنى: ومن هؤلاء اليهود المذكورين». ذكره ابن عطية.
والراجح من هذه الأقوال هو القول بأنهم اليهود الذين تتحدث عنهم الآيات, فسياق الآيات السابقة واللاحقة في الحديث عنهم, وقد رجحه الطبري وابن عطية وابن كثير, وقال ابن عطية: وقول أبي العالية ومجاهد أوجه هذه الأقوال.
والأمي في اللغة: الذي لا يكتب ولا يقرأ في كتاب، قال ابن جريرٍ: (نسبت العرب من لا يكتب ولا يخط من الرّجال إلى أمّه في جهله بالكتاب دون أبيه من لا يحسن الكتابة, فهو على ما ولد عليه ).
ومثله قوله تعالى: {هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولا منهم}, وقوله عليه الصّلاة والسّلام: «إنّا أمّةٌ أمّيّةٌ، لا نكتب ولا نحسب، الشّهر هكذا وهكذا وهكذا» الحديث.
وهذا يدل على أنهم جهلة بالتوراة، فالآية منبهة على عامتهم وأتباعهم، أي: إنهم ممن لا يطمع في إيمانهم لما غمرهم من الضلال.كما قال ابن كثير
ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.
الأول: قال ابن عباس: «معنى الكلام قولوا لهم: لا إله إلا الله ومروهم بها». ذكره ابن عطية.
الثاني: قال سفيان الثوري: «معناه: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر». ذكره ابن عطية وابن كثير.
الثالث: قولوا للناس قولا حَسَنا بفتح السين أو قولا ذا «حُسْن» بضم الحاء، - قال أبو العالية: «معناه: قولوا لهم الطيب من القول وحاوروهم بأحسن ما تحبون أن تحاوروا به، وهذا حض على مكارم الأخلاق». ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الرابع: مخاطبة لعلماء اليهود، قيل لهم: اصدقوا في صفة النبي صلى الله عليه وسلم, قال ابن جريج: «قولوا لهم حسنا في الإعلام بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم».ذكره ابن عطية وابن كثير.
الأقول لا تعارض بينها, ويجمعها جميعا القول الأول, فهو عام في كل قول حسن, فيكون الأمر بالكلام الطيب، ولين الجانب، والحلم, والعفو, والصفح, ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بالمعروف, وأفضل الكلام على الإطلاق كلمة التوحيد, وأفضل الأوامر الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك, فأعظم معروف هو التوحيد واقبح منكر هو الشرك.
ومن الأمر بالمعروف التعريف بصفة النبي -عليه الصلاة والسلام- الموجودة في كتبهم, فهذا من أحسن الأقوال التي تزيل الشك عن الشاك, وتزيد الإيمان بصدقه عليه الصلاة والسلام, وتنفع الناس في دنياهم ومعادهم.
وهو ما رجحه ابن كثير, وقال:وناسب أن يأمرهم بأن يقولوا للنّاس حسنًا، بعد ما أمرهم بالإحسان إليهم بالفعل، فجمع بين طرفي الإحسان الفعليّ والقوليّ.