استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ:
ينبغي ألا نغتر بكرم الله و حلمه و عفوه, بل اذا أذنبنا أو فرطنا في حق الله فلنسارع بالتوبة و الرجوع لطاعته سبحانه.
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ:
نذكر دوما نعمة الله علينا أن خلقنا و سوانا فلا نضيع صحتنا و قوتنا فيما يغضبه سبحانه بل نسعى لاعمار الارض و نجتهد في طاعته.
ندعو الله دوما أن يرزقنا العافية و أن يمتعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحيانا.
فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ :
لا نسخر من أسود أو قصير أو من به عجز أو مرض في خلقته فكله بتدبير الله سبحانه و لحكمة منه و هو على كل شئ قدير.
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}
نستحضر دوما في كل لحظة ان الملائكة الكرام يسجلون أعمالنا فلنجتهد في الاعمال الصالحة, و لنذكر أن كل ما يصدر منا من قول او فعل يسجل في صحيفتنا, ثم نحن واقفون بين يدي الله لا محالة فمجازون على كل هذا, ان خيرا فخير و ان شرا فشر.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بتزويج النفوس.
ورد فيه عدة أقوال
الأول: جمع كل شكل الى نظيره, كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله فيقرن بين الرجل الصالح الى الرجل الصالح, , ويقرن بين الرجل السوء الى الرجل السوء (ذكره ابن كثير فيما روي عن ابن ابي حاتم عن النعمان بن بشير من حديث النبي صلى الله عليه و سلم, و عن عمر بن الخطاب وابن عباس و مجاهد و الحسن و قتادة) و رجحه ابن كثير, و كذلك ذكره السعدي و الاشقر.
الثاني: زوجت الارواح بالابدان ( ذكره ابن كثير عن عكرمة و سعيد بن جبير)
الثالث: زوج المؤمنون بالحور العين و زوج الكافرون بالشياطين ( ذكره القرطبي و الاشقر)
ب: المراد بعليّين.
ورد فيه عدة أقوال:
الاول: السماء السابعة و فيها أرواح المؤمنين و أعمالهم رواه الاعمش عن كعب, و العوفي عن ابن عباس, و روي عن الضحاك (ذكره ابن كثير وذكر أنه قاله غير واحد)
الثاني: الجنة أو أعلى الجنة (رواه علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس وذكره ابن كثير, و كذلك ذكر السعدي و الاشقر)
الثالث: ساق العرش اليمنى (ذكره ابن كثير مرويا عن قتادة)
الرابع: عند سدرة المنتهى (ذكره ابن كثير)
و هذا كله يرجع الى العلو كما ذكرابن كثير أن الظاهر أن (عليين) مأخوذ من العلو و كلما علا الشئ و ارتفع عظم و اتسع .
3. بيّن ما يلي:
أ: ما أعدّه الله تعالى من العذاب للكفار والعصاة.
أعد الله للكفار و العصاة ثلاتة أنواع من العذاب:
أولا: العذاب النفسي بالحجب عن رؤية الله تعالى و ما فيه من الحرمان العظيم , قال تعالى :" كلا ٳنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون".
ثانيا: العذاب البدني الاليم بدخول النار و ملازمتها و مقاساة حرها, قال تعالى :" ثم ٳنهم لصالو الجحيم".
ثالث: الاهانة باللوم و التقريع و التوبيخ, قال تعالى :" ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون".
ب: المراد بالتطفيف وحكمه، وما يستفاد من الآيات الواردة في شأنه.
معنى التطفيف: البخس في الميزان الشئ الطفيف اي النذر الحقير
وحكمه: حرام و عليه الوعيد الشديد
الاستدلال قال تعالى:" ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون و اذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون"
يستفاد من الايات: القسط في الميزان مهم جدا, و لا مجال للغش أو التحايل فيه, فعلى كل من يزن كبائع أو غيره أن يتحرى العدل و أن يصلح ميزانه و يتأكد دوما أنه يقوم بالوزن الصحيح بلا زيادة أو نقص.