دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 6 شعبان 1439هـ/21-04-2018م, 11:10 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
للعلم تم تنزيل مجلس المذاكرة 2بمكان اخر (الفوائد ) الرجاء المعذرة
مجلس المذاكرة 2
الخميس
ج1: الفوائد السلوكية من دراسة قصة اصحاب الجنة مع الاستدلال : 1- ان يستفيد المسلم من ضرب المثل في القران الكريم ، فيما يتعلق بشكر نعمةالله سبحانه قال تعالى " انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة " " "
2- ان يتوجه المسلم بالشكر لله سبحانه على امتنانه بالنعم ، ويصرفونها في مرضاة الله و الصدقة على المحتاجين ويعلم ان ذلك ابتلاء واختبار " قال تعالى : " انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة .
3- الحذر من الشح و البخل وحب النفس وكراهة الخير للمحتاجين و الفقراء .
قال تعالى " اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين"
4 - ان يعود المسلم نفسه بالاستثناء في الكلام ، وربط المشيئة بالله و العمل المستقبلي باذن الله سبحانه قال تعالى " ولا يستثنون "
5- ان يحذر المسلم من مكر الله سبحانه و عقوبته لمن يبخل ولا يؤدي حق الله في ماله ، او لا يهتم بشأن الفقراء الذين لهم حق في المال قال تعالى " فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون "
6- اهمية التوبة والاوبه الى الله و الرجوع عن الخطأ و التعهد بعدم العود للمنكرات .
قال تعالى " قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين "
7- ان يتوجه المسلم بالدعاء الى الله و التضرع اليه بان يخلفه خيرا مما خسره ، قال تعالى " عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها "
8- ينبغي للانسان ان يتعظ مما حل بالامم السابقة من عقوبات بسبب كفرهم او عنادهم " قال تعالى " كذلك العذاب ولعذاب الاخرة اكبر "
المجموعة 3
ج1/ تفسير الايات " فذرني ومن يكذب بهذا الحديث ..." 44-47
يهدد الله سبحانه من بغى وطغى بالاستدراج و الامهال ثم العقوبة ، وهم يعتقدون ان ذلك الامهال كرامة من الله، ولم يعلموا ان ما اعطاهم الله من مال وعيال استدراج لهم ، ليغتروا بهم ثم ياخذهم بالعذاب على غفله، وذلك كيد ومكر من الله بهم ، بسبب كذبهم على الرسل و اقترافهم للمعاصي ، وانت يا محمد تدعوهم بلا مقابل من مال بل ترجو ثواب الله ، وهم يكذبون لمجرد الجهل والعناد ، بدون سبب فاصبر يا محمد على ذلك رجاء رضوان الله وجنته.
ج2/أ المراد بالقلم :
الظاهر انه جنس القلم الذي يكتب به كقوله" اقرأ وربك الاكرم . الذي علم بالقلم .." فهو تنبيه لخلقه على انعامه عليهم بتعليم الكتابة ، وقيل انه القلم الذي أجراه الله بالقدر حين كتب مقاديير الخلائق قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة ، وعن مجاهد : القلم : الذي كتب به الذكر .
واقسم الله به لما فيه من البيان وهو واقع على كل قلم يكتب به .
والراجح الاول الذي ذكره ابن كثير : انه جنس القلم الذي يكتب به
ج2/ب
معنى " سنسمه على الخرطوم "
قال الطبري : سنبين امره بيانا واضحا حتى يعرفوه ولا يخفى عليهم ، مثل السمة على الخراطيم ، بحديث لا يفارقه ، وقد تكون سيما على انفه وقيل : سمة اهل النار ، وتسود وجهه يوم القيامة ، وقد يجتمع عليه ذلك في الدنيا والاخرة
فكل من يتصف بالصفات السيئة من همز ولمز ومشى بالنميمة فان الله يعذبه يوم القيامة عذابا يكون سمة وعلامة في وجهه وانفه
ج3/أ
معنى خشية الله بالغيب
يخبر الله سبحانه عن حال من خاف الله حال وحدته وانفراده وانعزاله عن الناس ، فخاف مقام ربه وانكف عن المعاصي والمنكرات وقام بالطاعات فلا يراه احد الا الله سبحانه ،
ووعده بالاجر والثواب الجزيل وتكفير الذنوب ، كما ورد في الحديث " سبعه يظلهم الله في ظله.." ومنه " ورجل تصدق بصدقه فاخفاها.." فقد وعدهم الله بالجنان والقصور والحور العين والخدم واكبر ذلك : رضا الله ورؤيته
ج3/ب
لم خص الله التوكل من الاعمال وهو داخل في الايمان في " قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا ..."
خص الله التوكل من الاعمال وهو داخل في الايمان لانه لما كانت الاعمال وجودها وكما لها من بين سائر الاعمال والا هو داخل في الايمان ومن جمله لوازمه .

إعادة إرسال مجلس المذاكرة الثاني سورة الملك والقلم

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 12 شعبان 1439هـ/27-04-2018م, 03:33 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
للعلم تم تنزيل مجلس المذاكرة 2بمكان اخر (الفوائد ) الرجاء المعذرة
مجلس المذاكرة 2
الخميس
ج1: الفوائد السلوكية من دراسة قصة اصحاب الجنة مع الاستدلال : 1- ان يستفيد المسلم من ضرب المثل في القران الكريم ، فيما يتعلق بشكر نعمةالله سبحانه قال تعالى " انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة " " "
2- ان يتوجه المسلم بالشكر لله سبحانه على امتنانه بالنعم ، ويصرفونها في مرضاة الله و الصدقة على المحتاجين ويعلم ان ذلك ابتلاء واختبار " قال تعالى : " انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة .
3- الحذر من الشح و البخل وحب النفس وكراهة الخير للمحتاجين و الفقراء .
قال تعالى " اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين"
4 - ان يعود المسلم نفسه بالاستثناء في الكلام ، وربط المشيئة بالله و العمل المستقبلي باذن الله سبحانه قال تعالى " ولا يستثنون "
5- ان يحذر المسلم من مكر الله سبحانه و عقوبته لمن يبخل ولا يؤدي حق الله في ماله ، او لا يهتم بشأن الفقراء الذين لهم حق في المال قال تعالى " فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون "
6- اهمية التوبة والاوبه الى الله و الرجوع عن الخطأ و التعهد بعدم العود للمنكرات .
قال تعالى " قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين "
7- ان يتوجه المسلم بالدعاء الى الله و التضرع اليه بان يخلفه خيرا مما خسره ، قال تعالى " عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها "
8- ينبغي للانسان ان يتعظ مما حل بالامم السابقة من عقوبات بسبب كفرهم او عنادهم " قال تعالى " كذلك العذاب ولعذاب الاخرة اكبر "
المجموعة 3
ج1/ تفسير الايات " فذرني ومن يكذب بهذا الحديث ..." 44-47
يهدد الله سبحانه من بغى وطغى بالاستدراج و الامهال ثم العقوبة ، وهم يعتقدون ان ذلك الامهال كرامة من الله، ولم يعلموا ان ما اعطاهم الله من مال وعيال استدراج لهم ، ليغتروا بهم ثم ياخذهم بالعذاب على غفله، وذلك كيد ومكر من الله بهم ، بسبب كذبهم على الرسل و اقترافهم للمعاصي ، وانت يا محمد تدعوهم بلا مقابل من مال بل ترجو ثواب الله ، وهم يكذبون لمجرد الجهل والعناد ، بدون سبب فاصبر يا محمد على ذلك رجاء رضوان الله وجنته.
ج2/أ المراد بالقلم :
الظاهر انه جنس القلم الذي يكتب به كقوله" اقرأ وربك الاكرم . الذي علم بالقلم .." فهو تنبيه لخلقه على انعامه عليهم بتعليم الكتابة ، وقيل انه القلم الذي أجراه الله بالقدر حين كتب مقاديير الخلائق قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة ، وعن مجاهد : القلم : الذي كتب به الذكر .
واقسم الله به لما فيه من البيان وهو واقع على كل قلم يكتب به .
والراجح الاول الذي ذكره ابن كثير : انه جنس القلم الذي يكتب به
ج2/ب
معنى " سنسمه على الخرطوم "
قال الطبري : سنبين امره بيانا واضحا حتى يعرفوه ولا يخفى عليهم ، مثل السمة على الخراطيم ، بحديث لا يفارقه ، وقد تكون سيما على انفه وقيل : سمة اهل النار ، وتسود وجهه يوم القيامة ، وقد يجتمع عليه ذلك في الدنيا والاخرة
فكل من يتصف بالصفات السيئة من همز ولمز ومشى بالنميمة فان الله يعذبه يوم القيامة عذابا يكون سمة وعلامة في وجهه وانفه
ج3/أ
معنى خشية الله بالغيب
يخبر الله سبحانه عن حال من خاف الله حال وحدته وانفراده وانعزاله عن الناس ، فخاف مقام ربه وانكف عن المعاصي والمنكرات وقام بالطاعات فلا يراه احد الا الله سبحانه ،
ووعده بالاجر والثواب الجزيل وتكفير الذنوب ، كما ورد في الحديث " سبعه يظلهم الله في ظله.." ومنه " ورجل تصدق بصدقه فاخفاها.." فقد وعدهم الله بالجنان والقصور والحور العين والخدم واكبر ذلك : رضا الله ورؤيته
ج3/ب
لم خص الله التوكل من الاعمال وهو داخل في الايمان في " قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا ..."
خص الله التوكل من الاعمال وهو داخل في الايمان لانه لما كانت الاعمال وجودها وكما لها من بين سائر الاعمال متوقفة على التوكل والا هو داخل في الايمان ومن جمله لوازمه .

إعادة إرسال مجلس المذاكرة الثاني سورة الملك والقلم
أحسنت بارك الله فيك وسددك .
اعتني بطريقة الإجابة على سؤال التفسير وتحرير الأقوال بالطريقة التي اعتدتم عليها وفقك الله .
الدرجة: ب+

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 8 شوال 1439هـ/21-06-2018م, 02:11 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

السؤال العام .

- اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصة أصحاب الجنة مع الاستدلال لما تقول .

• ينبغي على الإنسان شكر النِّعَم وحراستها من الزوال، ومن ذلك؛ الإحسان إلى خلق اللّه سبحانه وتعالى؛ فإنّ ذلك من أعظم أسباب دوام النِّعَم ونموّها والبركة فيها، وعدم الإساءة لهم وظلمهم؛ فإنّ ذلك من أسباب زوال النِّعَم وحلول النِّقم، قال تعالى : { فانطلقوا وهم يتخافتون • ألّا يدخلنّها اليوم علیکم مسكين } .

• ينبغي على الإنسان أن يكون كريماً سخيّاً وألّا يبخل بما أعطاه اللّه؛ فإنّ ذلك يورث خسارة وندامة وحسرة، قال تعالى : { قالوا سبحان ربنا إنّا كنّا ظالمين • فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون • قالوا ياويلنا إنّا كنّاطاغين } .

• ينبغي على الإنسان إكرام الضعفاء والمساكين، فإنّ الجزاء من جنس العمل؛ فمن أكرم الناس أكرمه اللّه، ومن حرَمَهم ومنعهم الخير حرَمَه اللّه، فجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها، قال تعالى : { فلما رأوها قالوا إنّا لضآلون • بل نحن محرومون } .

• ينبغي على الإنسان الإقرار بالذنب، والتوبة إلى اللّه سبحانه وتعالى والرجوع والإنابة إليه كلما أخطأ و أذنب، قال تعالى : { قالوا ياويلنا إنّا كنّا طاغين • عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنّا إلى ربنا راغبون } .

• الإكثار من الأعمال الصالحة، وفعل ماأمره اللّه سبحانه وتعالى، واجتناب نواهيه؛ فعذاب الآخرة ليس كعذاب الدنيا، قال تعالى: { كذلك العذاب ولَعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

المجموعة الثالثة :

1- فسّر قوله تعالى :
{ فذرني ومَن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لايعلمون }، أي فدعني - أيها الرسول - والمكذّبين بهذا القرآن العظيم، سنُمدّهم بالأموال والأولاد والنِّعم، ونسوقهم إلى العذاب بحيث لايشعرون بأنّه سبب لإهلاكهم بل يظنّونه كرامة لهم، قال تعالى: { أيحسبون أنّما نُمدّهم به من مال وبنين • نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون } .

{ وأملي لهم إنّ كيدي متين }، أي اللّه يُنظرهم ويُطيل أعمارهم ليتمادوا بضلالهم وإثمهم، فإنّ كيد اللّه ومكرَه بأهل الكفر قوي شديد، قال صلى الله عليه وسلم : [ إنّ اللّه تعالى لَيُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلته ] ثم قرأ : { وكذلك أخذُ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد } .

{ أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون }، أي، أتطلب -أيها الرسول- من هؤلاء المشركين أجراً دنيوياً على تبليغ الرسالة فأعرضوا عن إجابتك؟ فسيكون حِملاً ثقيلاً عليهم غرامة ذلك الأجر، إنّما تدعوهم إلى اللّه لمصلحتهم راجياً الثواب والأجر من اللّه سبحانه وتعالى .

{ أم عندهم الغيب فهم يكتبون }، أي أعندهم علم الغيب فهم يكتبون عنه مايحكمون به لأنفسهم بأنّهم أفضل منزلة عند اللّه من أهل الإيمان به، ويكتبون ما يريدونه من الحجج المزعومة، فيستغنون عن الإجابة والامتثال لما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم .

2- حرّر القول في كل من :

أ- المراد بالقلم في قوله تعالى : { والقلم ومايسطرون } .

القول الأول : قلم من نور، طوله مئة عام، يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة، قاله ابن جرير، ذكره ابن كثير في تفسيره .

القول الثاني : القلم الذي أجراه اللّه بالقدر حين كتب مقادير الخلائق، قال صلى اللّه عليه وسلم : [ إنّ أول ماخلق اللّه القلمَ، فقال له: اكتب، قال : يارب وماأكتب؟ قال : اكتب القدر ماكان، وماهو كائن إلى الأبد ]، ذكره ابن كثير في تفسيره .

القول الثالث : القلم الذي كتب به الذكر، قاله ابن أبي نجيح، ذكره ابن كثير في تفسيره .

القول الرابع : جنس القلم الذي يُكتَب به أنواع العلوم؛ لما فيه من البيان، ويُسطّر بها المنثور والمنظوم، وهذا حاصل ومفاد ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم، قال صلى الله عليه وسلم : [ إنّ أول ماخلق اللّه القلمَ والحوت، قال للقلم : اكتب، قال : وماأكتب؟ قال : كل شيء كائن إلى يوم القيامة ] ثم قرأ : { ن والقلم ومايسطرون }، ذكره ابن كثير في تفسيره، وهو القول الراجح .


ب- معنى قوله تعالى: { سنسمه على الخرطوم } .

القول الأول : سنبيّنه بياناً واضحاً؛ كمآ لاتخفى السمة على الخراطيم، قاله ابن جرير، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : سوف نجعل الوسم بالسواد فيكون سيما شين على أنفه، ونلحق به شيئاً لايفارقه يُعرف به، ذكره ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .
القول الثالث : يقاتل يوم بدر، فيخطم بالسيف في القتال، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الرابع : نسوّد وجهه يوم القيامة قبل دخول النار فيُعذبه عذاباً ظاهراً يكون عليه سمة وعلامة في أشقّ الأشياء عليه، وهو وجهه، قاله أبو جعفر ابن جرير ذكره ابن كثير في تفسيره، كما ذكره السعدي في تفسيره .
القول الخامس : سوف نجعل الوسم بالسواد على أنفه، وذلك أنّه يسودّ وجهه في النار، ونلحق به شيئاً لايفارقه يُعرف به، ذكره الأشقر في تفسيره .

3- بيّن مايلي :
أ- معنى خشية اللّه بالغيب .
• خشية اللّه بالغيب : أي خوف العباد من اللّه وعذابِه ولم يرَوه، وهم في حالة غيابهم عن أعين الناس، أي الحالة التي لايطّلع عليهم فيها إلّا اللّه، حيث ينكفّوا عن المعاصي فلايُقدِمون عليها، ويقومون بطاعته فلا يُقصّرون فيما أُمِروا به، قال تعالى: { إنّ الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير } .

ب- لِمَ خصّ التوكل من بين سائر الأعمال وهو داخل في الإيمان في قوله تعالى: { قل هو الرحمن آمنّا به وعليه توكّلنا .. } ؟

• لقد خصّ اللّه سبحانه وتعالى التوكلَ من بين سائر الأعمال مع دخوله في الإيمان؛ لأنّ وجودَ الأعمال الباطنة والظاهرة وكمالَها متوقّفة على التوكّل [ وهو تفويض الأمور إلى اللّه عزّ وجلّ ] وإلّا فإنّ الإيمان يشمل التصديق الباطن والأعمال الظاهرة والباطنة وأنّ التوكل من جملة لوازمه، قال تعالى: { وعلى فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين } .

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 8 شوال 1439هـ/21-06-2018م, 06:16 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

- في السؤال الثاني فاتني إرفاق تحرير المسألة « سنسمه على الخرطوم » .. أعتذر لهذا الخلل

- وبالجمع بيّن الأقوال نجد أنّها متقاربة وأنّه سيُجعل علامة لاتفارقه عقوبة له ليكون مفتضحاً بين الناس، هذا مفاد قول ابن كثير والسعدي والأشقر، وذُكر ذلك في تفسيرهم .

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 17 شوال 1439هـ/30-06-2018م, 07:10 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
السؤال العام .

- اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصة أصحاب الجنة مع الاستدلال لما تقول .

• ينبغي على الإنسان شكر النِّعَم وحراستها من الزوال، ومن ذلك؛ الإحسان إلى خلق اللّه سبحانه وتعالى؛ فإنّ ذلك من أعظم أسباب دوام النِّعَم ونموّها والبركة فيها، وعدم الإساءة لهم وظلمهم؛ فإنّ ذلك من أسباب زوال النِّعَم وحلول النِّقم، قال تعالى : { فانطلقوا وهم يتخافتون • ألّا يدخلنّها اليوم علیکم مسكين } .

• ينبغي على الإنسان أن يكون كريماً سخيّاً وألّا يبخل بما أعطاه اللّه؛ فإنّ ذلك يورث خسارة وندامة وحسرة، قال تعالى : { قالوا سبحان ربنا إنّا كنّا ظالمين • فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون • قالوا ياويلنا إنّا كنّاطاغين } .

• ينبغي على الإنسان إكرام الضعفاء والمساكين، فإنّ الجزاء من جنس العمل؛ فمن أكرم الناس أكرمه اللّه، ومن حرَمَهم ومنعهم الخير حرَمَه اللّه، فجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها، قال تعالى : { فلما رأوها قالوا إنّا لضآلون • بل نحن محرومون } .

• ينبغي على الإنسان الإقرار بالذنب، والتوبة إلى اللّه سبحانه وتعالى والرجوع والإنابة إليه كلما أخطأ و أذنب، قال تعالى : { قالوا ياويلنا إنّا كنّا طاغين • عسى ربنا أن يبدلنا خيراً منها إنّا إلى ربنا راغبون } .

• الإكثار من الأعمال الصالحة، وفعل ماأمره اللّه سبحانه وتعالى، واجتناب نواهيه؛ فعذاب الآخرة ليس كعذاب الدنيا، قال تعالى: { كذلك العذاب ولَعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } .

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

المجموعة الثالثة :

1- فسّر قوله تعالى :
{ فذرني ومَن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لايعلمون }، أي فدعني - أيها الرسول - والمكذّبين بهذا القرآن العظيم، سنُمدّهم بالأموال والأولاد والنِّعم، ونسوقهم إلى العذاب بحيث لايشعرون بأنّه سبب لإهلاكهم بل يظنّونه كرامة لهم، قال تعالى: { أيحسبون أنّما نُمدّهم به من مال وبنين • نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون } .

{ وأملي لهم إنّ كيدي متين }، أي اللّه يُنظرهم ويُطيل أعمارهم ليتمادوا بضلالهم وإثمهم، فإنّ كيد اللّه ومكرَه بأهل الكفر قوي شديد، قال صلى الله عليه وسلم : [ إنّ اللّه تعالى لَيُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلته ] ثم قرأ : { وكذلك أخذُ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد } .

{ أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون }، أي، أتطلب -أيها الرسول- من هؤلاء المشركين أجراً دنيوياً على تبليغ الرسالة فأعرضوا عن إجابتك؟ فسيكون حِملاً ثقيلاً عليهم غرامة ذلك الأجر، إنّما تدعوهم إلى اللّه لمصلحتهم راجياً الثواب والأجر من اللّه سبحانه وتعالى .

{ أم عندهم الغيب فهم يكتبون }، أي أعندهم علم الغيب فهم يكتبون عنه مايحكمون به لأنفسهم بأنّهم أفضل منزلة عند اللّه من أهل الإيمان به، ويكتبون ما يريدونه من الحجج المزعومة، فيستغنون عن الإجابة والامتثال لما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم .

2- حرّر القول في كل من :

أ- المراد بالقلم في قوله تعالى : { والقلم ومايسطرون } .

القول الأول : قلم من نور، طوله مئة عام، يجري بما هو كائن إلى يوم القيامة، قاله ابن جرير، ذكره ابن كثير في تفسيره .

القول الثاني : القلم الذي أجراه اللّه بالقدر حين كتب مقادير الخلائق، قال صلى اللّه عليه وسلم : [ إنّ أول ماخلق اللّه القلمَ، فقال له: اكتب، قال : يارب وماأكتب؟ قال : اكتب القدر ماكان، وماهو كائن إلى الأبد ]، ذكره ابن كثير في تفسيره .

القول الثالث : القلم الذي كتب به الذكر، قاله ابن أبي نجيح، ذكره ابن كثير في تفسيره .

القول الرابع : جنس القلم الذي يُكتَب به أنواع العلوم؛ لما فيه من البيان، ويُسطّر بها المنثور والمنظوم، وهذا حاصل ومفاد ماذكره ابن كثير والسعدي والأشقر في تفسيرهم، قال صلى الله عليه وسلم : [ إنّ أول ماخلق اللّه القلمَ والحوت، قال للقلم : اكتب، قال : وماأكتب؟ قال : كل شيء كائن إلى يوم القيامة ] ثم قرأ : { ن والقلم ومايسطرون }، ذكره ابن كثير في تفسيره، وهو القول الراجح .


ب- معنى قوله تعالى: { سنسمه على الخرطوم } .

القول الأول : سنبيّنه بياناً واضحاً؛ كمآ لاتخفى السمة على الخراطيم، قاله ابن جرير، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الثاني : سوف نجعل الوسم بالسواد فيكون سيما شين على أنفه، ونلحق به شيئاً لايفارقه يُعرف به، ذكره ابن كثير والأشقر في تفسيرهما .
القول الثالث : يقاتل يوم بدر، فيخطم بالسيف في القتال، قاله ابن عباس، ذكره ابن كثير في تفسيره .
القول الرابع : نسوّد وجهه يوم القيامة قبل دخول النار فيُعذبه عذاباً ظاهراً يكون عليه سمة وعلامة في أشقّ الأشياء عليه، وهو وجهه، قاله أبو جعفر ابن جرير ذكره ابن كثير في تفسيره، كما ذكره السعدي في تفسيره .
القول الخامس : سوف نجعل الوسم بالسواد على أنفه، وذلك أنّه يسودّ وجهه في النار، ونلحق به شيئاً لايفارقه يُعرف به، ذكره الأشقر في تفسيره .

3- بيّن مايلي :
أ- معنى خشية اللّه بالغيب .
• خشية اللّه بالغيب : أي خوف العباد من اللّه وعذابِه ولم يرَوه، وهم في حالة غيابهم عن أعين الناس، أي الحالة التي لايطّلع عليهم فيها إلّا اللّه، حيث ينكفّوا عن المعاصي فلايُقدِمون عليها، ويقومون بطاعته فلا يُقصّرون فيما أُمِروا به، قال تعالى: { إنّ الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير } .

ب- لِمَ خصّ التوكل من بين سائر الأعمال وهو داخل في الإيمان في قوله تعالى: { قل هو الرحمن آمنّا به وعليه توكّلنا .. } ؟

• لقد خصّ اللّه سبحانه وتعالى التوكلَ من بين سائر الأعمال مع دخوله في الإيمان؛ لأنّ وجودَ الأعمال الباطنة والظاهرة وكمالَها متوقّفة على التوكّل [ وهو تفويض الأمور إلى اللّه عزّ وجلّ ] وإلّا فإنّ الإيمان يشمل التصديق الباطن والأعمال الظاهرة والباطنة وأنّ التوكل من جملة لوازمه، قال تعالى: { وعلى فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين } .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
- في السؤال الثاني فاتني إرفاق تحرير المسألة « سنسمه على الخرطوم » .. أعتذر لهذا الخلل

- وبالجمع بيّن الأقوال نجد أنّها متقاربة وأنّه سيُجعل علامة لاتفارقه عقوبة له ليكون مفتضحاً بين الناس، هذا مفاد قول ابن كثير والسعدي والأشقر، وذُكر ذلك في تفسيرهم .
أحسنت نفع الله بك.
الدرجة : أ
نتطلع لرؤية مشاركتك في موعد المجلس .

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 25 شوال 1439هـ/8-07-2018م, 04:17 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

1.سؤال عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.

1.الابتلاء بالنعمة أخفى من الابتلاء بالنقمة، فالمرء قد يظن أن النعم لكرامة له عند الله، وهى في الحقيقة قد تكون من الإستدراج، فواجب العبد الفطن الشكر، والمداومة على ذلك، فيحفظ النعمة، ويتقي سخط الله عليه.
وجه الدلالة قول الله تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ)

2. تقوى الله في السر والعلن، فالله عز وجل قد أحاط علمه كل شيء، فكما أضمر أصحاب الجنة إمساك الخير عن المساكين، وتهامسوا بذلك بينهم،
أظهر الله ما كان بينهم في كتابه العزيز، ليتعظ كل من مر بالآيات، فيصلح قلبه، وينقيه، ويطهره لأنه محل نظر الرب.

وجه الدلالة قول الله تعالى: (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ) (23) (أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)

3. ما أجمل الرجوع للحق، والإذعان له، والأجمل أن يكون قبل فوات الأوان، وقبل انقضاء زمان لا تصلح التوبة والرجعة بعده.
وجه الدلالة قول الله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) (27)
وكذلك قول الله تعالى: (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ)


المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.

تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1))
(تَبَارَكَ) الملك، الذي عظمت مكانته، وجل قدره، وكثر خيره، وعم إحسانه، والذي من دلائل عظمته سبحانه أنه (بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) فما من مخلوق في السماوات والأرض إلا وهو مالك له،
وما من نفس في الدنيا والآخرة إلا وهى تحت قهره، متصرف فيها بحكمته وعدله، فيقبض ويبسط، ويرفع ويخفض، ويعز ويذل، فهو الملك الذي يتجلى كمال ملكه يوم القيامة، للمؤمن والكافر على السواء،
فالملك له وحده. ومن كان كذلك فهو ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) فهو الذي أوجد الخلق من عدم، ووهبهم الحياة في هذه الدنيا،كما أخبر تعالى :( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)،
ثم بين عز وجل الحكمة من الخلق فقال: ( لِيَبْلُوَكُمْ ) أي ليختبركم بالأوامر، وبالشهوات المخالفة لهذه الأوامر، فيظهرُ بالاختبار (أَيُّكُمْ ) يخلص في عمله ويتحرى الصواب،
وما أمر الله بفعله، فيجازي المحسن على إحسانه، والمسيئ على إسائته، ( وَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يُغالب، العظيم القاهر لجميع خلقه بعزته، وهو (الْغَفُورُ) لمن خالف أمره، ثم تاب إليه، فيغفر ويستر،
ومهما بلغت الذنوب، فهو غفور لها مع قدرته سبحانه على معاقبة المسيئ، لكنه رحيم بخلقه، حليم بهم، لا يعاجل بالعقوبة.


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3))
ثم يخبر المولى عن مظاهر عظمته وملكه، من خلال تأمل كمال خلقه وإبداعه، فهو (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا) أي: طبقة فوق طبقة مفصولٌ بين كل واحدة وبين التي فوقها،
فانظر!! (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) ولا اختلاف، ولاخلل، وتأمل السماء، (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) فيها أوشقوق أو خلل أوخروق على كبرها واتساعها ؟!


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4))
(ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ) أي: مرة بعد مرة، وكرر ما شئت حتى تتحقق بنفسك من كمال خلق الله، ف(يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا) ذليلا، صاغرا، عاجزا عن إيجاد عيب،
(وَهُوَ حَسِيرٌ) كليل، قد أعياه كمال الخلق فلا يجد خللا.



2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

فيها قولان:
الأول: استنكار نفي العلم عن الله، وهو الخالق، فكيف يخلق ولا يعلم، وهو الذي أوجد وأنشأ وأبدع ؟!
وتكون (من) بمعنى (الذي)، (أي: الفاعل ) والمراد بها الله عز وجل.
والذي يقوي هذا القول، استئناف الكلام، وذكر الضمير (هو) ومرجعه على مذكور فيما سبق.
ويكون معنى الآية الكريمة: ألا يعلم الله وهو الذي خلق المخلوقات، وهو سبحانه اللطيف الخبير. وهذه خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


الثاني: استنكار نفي علم الله بخلقه علانيتهم وسرهم، ظاهرهم وباطنهم، وهم الذين خلقهم.
وتكون (من) بمعنى (ما)،( أي: المفعول) والمراد بها: الخلق.
ويكون معنى الآية الكريمة: ألا يعلم الله بخلقه الذين خلقهم، وهو الذي أوجدهم وأنشأهم وصورهم، وعلم ما انطوت عليه قلوبهم وسرائرهم.
ذكره ابن كثير، والأشقر.


ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).
الأقوال كما ذكرها المفسرون:
1.الاستثناء، قاله مجاهد، والسدي، وقال ابن جريج: هو قول القائل : إن شاء الله، وقال السدي أن الاستثناء في زمان أصحاب الجنة كان التسبيح، ذكره ابن كثير.
2.تنزيه الله وشكره على ما أعطى، وهذا قول ذكره ابن كثير، ولم ينسبه.
3. تنزيه الله عما لا يليق به، فمشيئته نافذة وهى فوق مشيئة الخلق جميعا، ذكره السعدي.
4. تنزيه الله واستغفاره، وطلب التوبة منه، ذكره الأشقر.


بالنظر في معنى التسبيح نجد أنه تنزيه الله عما لا يليق به، كما في قول الله تعالى: (...سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )، أى تنزه الله عن كل صفة نقص لا تليق به، وهو الخالق العظيم.

أما الاستثناء وهو قول ( إن شاء لله)، كما ورد في قول الله تعالى : (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ ...)
وقد ذكر السعدي إن من تنزيه الله سبحانه وتعالى أن يستثني المرء، فيجعل مشيئة الله مقدمة على مشيئته، فلا يقدم على فعل شيء إلا مع الاستثناء.

وما ذُكر من أن التسبيح هو شكر الله، فيكون الشكر من التسبيح لأنه اعتراف بفضل الله، وهذا حق الخالق على المخلوق، وهذا يكون حال وجود النعمة، وهذا ما يستوجب بقائها ، وزيادتها ( لئن شكرتم لأزيدنكم).

فيكون المراد بالتسبيح تنزيه الله عما لا يليق به، بتقديم الاستثناء عند القيام بالعمل، و شكر الله على فضله اعترافا بكمال إنعامه، وكذلك باستغفاره عن التقصير في حقه
فإن ما يقع من العبد من ذنوب وتقصير في حق الله يستوجب التوبة وتنزيه الله أن تكون معصيته إغفالا لقدره، ونسيانا لعظمته.

ولعل الأقرب لمعنى التسبيح هنا : الاستغفار، إذ أنهم لم يستثنوا عند العمل، ولم يشكروا الله فزالت عنهم النعمة، وأدركوا أن ما حل بهم بسبب ظلمهم،
فنزهوا الله أن يكون ما وقع ظلم من الله لهم، بل هو ظلمهم لأنفسهم، كما قال تعالى : ( وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين).
والله تعالى أعلم بمراده.


3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
يقول الله تعالى : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إنه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
ومعنى الآية: أخفوا قولكم أيها الناس، فلا تخرجوه على ألسنتكم، أو أعلنوه وتلفظوا به، فإن الله قد أحاط علمه بكل شيء، يستوي عنده السر والعلن، فيعلم ما في ضمائركم،
وما انطوت عليه سرارئكم، وما اضمرتموه في قلوبكم من نيات وإرادات.


والمراد بذات الصدور: ما اضمرته القلوب، وما كان فيها من نيات وإرادات، وما انطوت عليه من خير وشر.
وقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
وذلك في أسرى المشركين، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما انطوت عليه القلوب وإن لم يظهر على الجوارح، فإن علم الله الخير في قلوب العباد يسرهم إليه، وإن علم الشر أزاغ القلوب.


ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: (فاصبر لحكم ربك).

المراد بالحكم: قدر الله الشرعي والكوني، خلاصة ما ذكره ابن كثير، السعدي
وأما معنى الصبر فهو حبس النفس عن التسخط والجزع، وحبسها على طاعة الله، وحبسها عن معصيته،
والصبر على قدر الله الشرعي يكون بالتسليم لأوامره عز وجل، والانقياد التام لها،
أما الصبر على قدره الكوني فيكون بعدم الجزع والتسخط، والحلم على الناس وأذاهم ، واليقين التام بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن ما كان فهو لحكمة،
وأن لم يكن فهو لحكمة أيضا، وأن حكمة الله تقتضي أن يوفق العباد لما فيه خيرهم.



الحمد لله رب العالمين


معذرة على التأخير الطويل في أداء المجلس

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 21 ذو القعدة 1439هـ/2-08-2018م, 07:14 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

1.سؤال عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.

1.الابتلاء بالنعمة أخفى من الابتلاء بالنقمة، فالمرء قد يظن أن النعم لكرامة له عند الله، وهى في الحقيقة قد تكون من الإستدراج الاستدراج [بهمزة وصل لأنه مصدر للفعل الماضي السداسي]، فواجب العبد الفطن الشكر، والمداومة على ذلك، فيحفظ النعمة، ويتقي سخط الله عليه.
وجه الدلالة قول الله تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ)

2. تقوى الله في السر والعلن، فالله عز وجل قد أحاط علمه كل شيء، فكما أضمر أصحاب الجنة إمساك الخير عن المساكين، وتهامسوا بذلك بينهم،
أظهر الله ما كان بينهم في كتابه العزيز، ليتعظ كل من مر بالآيات، فيصلح قلبه، وينقيه، ويطهره لأنه محل نظر الرب.

وجه الدلالة قول الله تعالى: (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ) (23) (أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)

3. ما أجمل الرجوع للحق، والإذعان له، والأجمل أن يكون قبل فوات الأوان، وقبل انقضاء زمان لا تصلح التوبة والرجعة بعده.
وجه الدلالة قول الله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) (27)
وكذلك قول الله تعالى: (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ)


المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.

تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1))
(تَبَارَكَ) الملك، الذي عظمت مكانته، وجل قدره، وكثر خيره، وعم إحسانه، والذي من دلائل عظمته سبحانه أنه (بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) فما من مخلوق في السماوات والأرض إلا وهو مالك له،
وما من نفس في الدنيا والآخرة إلا وهى تحت قهره، متصرف فيها بحكمته وعدله، فيقبض ويبسط، ويرفع ويخفض، ويعز ويذل، فهو الملك الذي يتجلى كمال ملكه يوم القيامة، للمؤمن والكافر على السواء،
فالملك له وحده. ومن كان كذلك فهو ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) فهو الذي أوجد الخلق من عدم، ووهبهم الحياة في هذه الدنيا،كما أخبر تعالى :( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)،
ثم بين عز وجل الحكمة من الخلق فقال: ( لِيَبْلُوَكُمْ ) أي ليختبركم بالأوامر، وبالشهوات المخالفة لهذه الأوامر، فيظهرُ بالاختبار (أَيُّكُمْ ) يخلص في عمله ويتحرى الصواب،
وما أمر الله بفعله، فيجازي المحسن على إحسانه، والمسيئ على إسائته، ( وَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يُغالب، العظيم القاهر لجميع خلقه بعزته، وهو (الْغَفُورُ) لمن خالف أمره، ثم تاب إليه، فيغفر ويستر،
ومهما بلغت الذنوب، فهو غفور لها مع قدرته سبحانه على معاقبة المسيئ، لكنه رحيم بخلقه، حليم بهم، لا يعاجل بالعقوبة.


تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3))
ثم يخبر المولى عن مظاهر عظمته وملكه، من خلال تأمل كمال خلقه وإبداعه، فهو (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا) أي: طبقة فوق طبقة مفصولٌ بين كل واحدة وبين التي فوقها،
فانظر!! (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) ولا اختلاف، ولاخلل، وتأمل السماء، (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) فيها أوشقوق أو خلل أوخروق على كبرها واتساعها ؟!


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4))
(ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ) أي: مرة بعد مرة، وكرر ما شئت حتى تتحقق بنفسك من كمال خلق الله، ف(يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا) ذليلا، صاغرا، عاجزا عن إيجاد عيب،
(وَهُوَ حَسِيرٌ) كليل، قد أعياه كمال الخلق فلا يجد خللا.



2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

فيها قولان:
الأول: استنكار نفي العلم عن الله، وهو الخالق، فكيف يخلق ولا يعلم، وهو الذي أوجد وأنشأ وأبدع ؟!
وتكون (من) بمعنى (الذي)، (أي: الفاعل ) والمراد بها الله عز وجل.
والذي يقوي هذا القول، استئناف الكلام، وذكر الضمير (هو) ومرجعه على مذكور فيما سبق.
ويكون معنى الآية الكريمة: ألا يعلم الله وهو الذي خلق المخلوقات، وهو سبحانه اللطيف الخبير. وهذه خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.


الثاني: استنكار نفي علم الله بخلقه علانيتهم وسرهم، ظاهرهم وباطنهم، وهم الذين خلقهم.
وتكون (من) بمعنى (ما)،( أي: المفعول) والمراد بها: الخلق.
ويكون معنى الآية الكريمة: ألا يعلم الله بخلقه الذين خلقهم، وهو الذي أوجدهم وأنشأهم وصورهم، وعلم ما انطوت عليه قلوبهم وسرائرهم.
ذكره ابن كثير، والأشقر.


ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).
الأقوال كما ذكرها المفسرون:
1.الاستثناء، قاله مجاهد، والسدي، وقال ابن جريج: هو قول القائل : إن شاء الله، وقال السدي أن الاستثناء في زمان أصحاب الجنة كان التسبيح، ذكره ابن كثير.
2.تنزيه الله وشكره على ما أعطى، وهذا قول ذكره ابن كثير، ولم ينسبه.
3. تنزيه الله عما لا يليق به، فمشيئته نافذة وهى فوق مشيئة الخلق جميعا، ذكره السعدي.
4. تنزيه الله واستغفاره، وطلب التوبة منه، ذكره الأشقر.


بالنظر في معنى التسبيح نجد أنه تنزيه الله عما لا يليق به، كما في قول الله تعالى: (...سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )، أى تنزه الله عن كل صفة نقص لا تليق به، وهو الخالق العظيم.

أما الاستثناء وهو قول ( إن شاء لله)، كما ورد في قول الله تعالى : (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ ...)
وقد ذكر السعدي إن من تنزيه الله سبحانه وتعالى أن يستثني المرء، فيجعل مشيئة الله مقدمة على مشيئته، فلا يقدم على فعل شيء إلا مع الاستثناء.

وما ذُكر من أن التسبيح هو شكر الله، فيكون الشكر من التسبيح لأنه اعتراف بفضل الله، وهذا حق الخالق على المخلوق، وهذا يكون حال وجود النعمة، وهذا ما يستوجب بقائها ، وزيادتها ( لئن شكرتم لأزيدنكم).

فيكون المراد بالتسبيح تنزيه الله عما لا يليق به، بتقديم الاستثناء عند القيام بالعمل، و شكر الله على فضله اعترافا بكمال إنعامه، وكذلك باستغفاره عن التقصير في حقه
فإن ما يقع من العبد من ذنوب وتقصير في حق الله يستوجب التوبة وتنزيه الله أن تكون معصيته إغفالا لقدره، ونسيانا لعظمته.

ولعل الأقرب لمعنى التسبيح هنا : الاستغفار، إذ أنهم لم يستثنوا عند العمل، ولم يشكروا الله فزالت عنهم النعمة، وأدركوا أن ما حل بهم بسبب ظلمهم،
فنزهوا الله أن يكون ما وقع ظلم من الله لهم، بل هو ظلمهم لأنفسهم، كما قال تعالى : ( وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين).
والله تعالى أعلم بمراده.


3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
يقول الله تعالى : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إنه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
ومعنى الآية: أخفوا قولكم أيها الناس، فلا تخرجوه على ألسنتكم، أو أعلنوه وتلفظوا به، فإن الله قد أحاط علمه بكل شيء، يستوي عنده السر والعلن، فيعلم ما في ضمائركم،
وما انطوت عليه سرارئكم، وما اضمرتموه في قلوبكم من نيات وإرادات.


والمراد بذات الصدور: ما اضمرته القلوب، وما كان فيها من نيات وإرادات، وما انطوت عليه من خير وشر.
وقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
وذلك في أسرى المشركين، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما انطوت عليه القلوب وإن لم يظهر على الجوارح، فإن علم الله الخير في قلوب العباد يسرهم إليه، وإن علم الشر أزاغ القلوب.


ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: (فاصبر لحكم ربك).

المراد بالحكم: قدر الله الشرعي والكوني، خلاصة ما ذكره ابن كثير، السعدي
وأما معنى الصبر فهو حبس النفس عن التسخط والجزع، وحبسها على طاعة الله، وحبسها عن معصيته،
والصبر على قدر الله الشرعي يكون بالتسليم لأوامره عز وجل، والانقياد التام لها،
أما الصبر على قدره الكوني فيكون بعدم الجزع والتسخط، والحلم على الناس وأذاهم ، واليقين التام بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن ما كان فهو لحكمة،
وأن لم يكن فهو لحكمة أيضا، وأن حكمة الله تقتضي أن يوفق العباد لما فيه خيرهم.



الحمد لله رب العالمين


معذرة على التأخير الطويل في أداء المجلس
زادكِ الله علما ونفعا للأمة .
الدرجة: أ

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 11:07 AM
سعود الجهوري سعود الجهوري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 346
افتراضي

المجموعة الثانية:

1.سؤال عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.


- أن الدنيا دار امتحان وابتلاء، فلا تغر العبد الدنيا بزينتها، وليعلم أنه إذا أوتي خيرا فيها فهو امتحان له وابتلاء، ليعلم الله هل يشكر ويؤدي حقها أم يكفر ويكون عليه وزرها، فقال تعالى:( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة).
- على العبد أن يقول "إن شاء الله" في الأمور المستقبلية، كما ورد في وجه في تفسير قوله:(ولا يستثنون).
- من منع حق العباد مما آتاه الله، فلا يأمن على نفسه العقاب الدنيوي والأخروي، كما منع أصحاب الجنة الفقراء وعقدوا النية على ذلك.
- أن المقاصد السيئة والعزم عليها يحاسب عليها العبد وإن لم يفعلها، وقد يكون حسابه في الدنيا أو في الآخرة، فأصحاب الجنة عزموا على منع حق الفقراء، فحرمهم الله منها.
- أن أحوال الدنيا متغيرة، فلا تغر المؤمن زينتها، ولا تقنطه شدتها، فالله قادر على تبديل الأحوال بين ليلة وضحاها، كما بدل الجنة إلى صريم، والمؤمن عليه ان يؤدي حق الله في الشدة واليسر.
- أن العقوبة إذا نزلت على العبد، فعليه أن ينتفع بما فيها من عظات وعبر، وعليه أن يرجع إلى الله، وليعلم أنها ابتلاء من الله، ويعلم أن هذا تنبيه من الله ليعود إلى سلوك الجادة، لذلك علموا أنهم مخطئون ، فقالوا أصحاب الجنة:( بل نحن محرومون).
- على العبد أن لا يقطع الرجاء بالله إذا تاب وأناب، كما قال أصحاب الجنة:(عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون).
- الاعتراف بالخطأ والذنب ومعرفته، أول المراحل للإقبال على التوبة، (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون)، وأما العناد والتكبر فيعمي البصيرة.
- أن النعيم الحق هو نعيم الآخرة، وأما نعيم الدنيا فليس بميزان للحكم على رضا الله عن العبد.

1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.

يمجد تعالى ذاته العلية في هذه الآيات، ويذكر عظم مخلوقاته، والتي تدل على عظم الخالق تبارك وتعالى، وترشد إلى الاهتداء بهديه وتصديق رسله، قال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك)، تبارك: تعالى وتعاظم، وكثر خيره وإحسانه، ( الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)، فهو الذي بيده التصرف في المخلوقات إحسانا وعدلا، فهو ملكها ومالكها، ومدبر أمرها، فلا تخرج عن أمره وتصرفه، بل هي مذعنة منقادة لما شاء من أمور كونية قدرية، وهو الذي ألزمها بما شاء من أمور شرعية، وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، فقدرته تامة كاملة، ولا تخرج هذه المخلوقات عن قدرة الله ومشيئته.
(الذي خلق الموت والحياة) وهو الذي خلق الموت والحياة لهذه المخلوقات، وقدره لها، لحكمة عظيمة، فلم يخلقها في هذه الحياة عبثا، ولم يجعل مصيرها إلى الموت عبثا، فقال تعالى:(ليبلوكم أيكم أحسن عملا) أي: ليختبركم بعد أن يكلفكم من الأمور الشرعية ما تطيقون، فيرى من يستجيب لما أمر فيثيبه، فيكون من الذين أحسنوا العمل، وإحسان العمل الشرعي هو ما كان مخلصا فيه العبد لله، ومتابعا فيه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأما من أعرض هدى الله، ولم ينقاد لأوامره، فهو من الخاسرين الذين خسروا الدنيا والآخرة، وممن فشل في هذا الاختبار والابتلاء والذي لا فوز بعده أبدا.
وعلى قدر إحسان العمل يكون الفوز والفلاح، وختم هذه الآية بقوله تعالى:(وهو العزيز الغفور) فهو العزيز الذي قهر كل شيء، والذي انقادت له المخلوقات كونا وقدرا، فحري بها أن تنقاد شرعا، باتباع أوامره، وهو الغفور: عظيم المغفرة والصفح والتجاوز لمن تاب وأناب.
ثم استدل تبارك وتعالى بالأدلة الكونية وما خلقه الله من مخلوقات عظيمة، على الغاية من الخلق وعلى البعث والنشور، قال تعالى:(الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) فهو الذي خلق السماوات السبع العظام طباقا فوق بعضها، ولم يجعلها طبقة واحدة، لا ينبغي لواحدة أن تدخل على الأخرى، وخلقهن بغير عمد، ما ترى في خلق الرحمن لها من تفاوت أو خلل أو اختلاف أو شقوق، فهي في غاية الإتقان والإحسان، وهي أعظم المخلوقات التي ترى بالعين، ثم قال تعالى:(فارجع البصر هل ترى من فطور) فأمر بإعادة النظر إليها لتأكيد خلوها مما يعيب خلقها، بل إتقان خلقها واضح لكل أحد، ودلالتها على إحسان خالقها ظاهرة بينة، فلا فطور فيها أي لا شقوق ولا تصدع.
(ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير) وأمر ههنا بإعادة البصر في السماء، كرتين: مرتين والمراد التكرار، للتأكيد على عظم خلقها، فإذا أعدت النظر، انقلب إليك البصر خاسئا، أي: ذليلا صغيرا من أن يجد ما يعيبها، ويعيب خلقها، وهو حسير: كليل منقطع، من الإعياء، فمن خلق هذه السماء ورفعها بغير عمد ولا عيوب، ظاهرة لكل أحد، هو أحق أن يعبد وحده لا شريك له، وعلم من ذلك أنه لم يخلقها عبثا، ولم يخلق الإنسان ليعيش تحت سقفها من غير هدف ولا أمر ولا نهي.

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

ورد في معنى قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) قولان:
الأول: ألا يعلم الله الخالق ، وذكره ابن كثير، والسعدي والأشقر.
الثاني: ألا يعلم المخلوق الله، وذكره ابن كثير.
ورجح ابن كثير أن معنى قوله تعالى:(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) هو ألا يعلم الخالق مخلوقه، واستدل بقوله تعالى:( وهو اللطيف الخبير) على هذا الترجيح، لتعلقها بالله تعالى.
ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.

ورد في المراد بالتسبيح في الآية قولان:
الأول: الاستثناء، وكان تسبيحهم استثناء في زمانهم، أي: بمنزلة قول: "إن شاء الله"، وهو حاصل قول مجاهد والسدي وابن جريرج، وذكره عنهم ابن كثير.
الثاني: قول سبحان الله وتنزيهه عما لا يليق به، وهو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.

ما تكنه الصدور والقلوب من نيات وأعمال ومقاصد ومضمرات، والتي عليها الحساب يوم القيامة، فهي الأصل في قبول الأعمال.
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
الحكم الشرعي والقدري، والصبر على الحكم الشرعي يكون بتصبير النفس وتثبيتها وحبسها على القيام بالأعمال التي أمر الله بها، والانتهاء عن الأمور التي نهى الله عنها.
والصبر على الحكم القدري يكون بحبس النفس عن التسخط على ما قضاه الله وقدره على العبد.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 12:21 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود الجهوري مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:

1.سؤال عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.


- أن الدنيا دار امتحان وابتلاء، فلا تغر العبد الدنيا بزينتها، وليعلم أنه إذا أوتي خيرا فيها فهو امتحان له وابتلاء، ليعلم الله هل يشكر ويؤدي حقها أم يكفر ويكون عليه وزرها، فقال تعالى:( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة).
- على العبد أن يقول "إن شاء الله" في الأمور المستقبلية، كما ورد في وجه في تفسير قوله:(ولا يستثنون).
- من منع حق العباد مما آتاه الله، فلا يأمن على نفسه العقاب الدنيوي والأخروي، كما منع أصحاب الجنة الفقراء وعقدوا النية على ذلك.
- أن المقاصد السيئة والعزم عليها يحاسب عليها العبد وإن لم يفعلها، وقد يكون حسابه في الدنيا أو في الآخرة، فأصحاب الجنة عزموا على منع حق الفقراء، فحرمهم الله منها.
- أن أحوال الدنيا متغيرة، فلا تغر المؤمن زينتها، ولا تقنطه شدتها، فالله قادر على تبديل الأحوال بين ليلة وضحاها، كما بدل الجنة إلى صريم، والمؤمن عليه ان يؤدي حق الله في الشدة واليسر.
- أن العقوبة إذا نزلت على العبد، فعليه أن ينتفع بما فيها من عظات وعبر، وعليه أن يرجع إلى الله، وليعلم أنها ابتلاء من الله، ويعلم أن هذا تنبيه من الله ليعود إلى سلوك الجادة، لذلك علموا أنهم مخطئون ، فقالوا أصحاب الجنة:( بل نحن محرومون).
- على العبد أن لا يقطع الرجاء بالله إذا تاب وأناب، كما قال أصحاب الجنة:(عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون).
- الاعتراف بالخطأ والذنب ومعرفته، أول المراحل للإقبال على التوبة، (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون)، وأما العناد والتكبر فيعمي البصيرة.
- أن النعيم الحق هو نعيم الآخرة، وأما نعيم الدنيا فليس بميزان للحكم على رضا الله عن العبد.

1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.

يمجد تعالى ذاته العلية في هذه الآيات، ويذكر عظم مخلوقاته، والتي تدل على عظم الخالق تبارك وتعالى، وترشد إلى الاهتداء بهديه وتصديق رسله، قال تعالى: (تبارك الذي بيده الملك)، تبارك: تعالى وتعاظم، وكثر خيره وإحسانه، ( الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)، فهو الذي بيده التصرف في المخلوقات إحسانا وعدلا، فهو ملكها ومالكها، ومدبر أمرها، فلا تخرج عن أمره وتصرفه، بل هي مذعنة منقادة لما شاء من أمور كونية قدرية، وهو الذي ألزمها بما شاء من أمور شرعية، وهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، فقدرته تامة كاملة، ولا تخرج هذه المخلوقات عن قدرة الله ومشيئته.
(الذي خلق الموت والحياة) وهو الذي خلق الموت والحياة لهذه المخلوقات، وقدره لها، لحكمة عظيمة، فلم يخلقها في هذه الحياة عبثا، ولم يجعل مصيرها إلى الموت عبثا، فقال تعالى:(ليبلوكم أيكم أحسن عملا) أي: ليختبركم بعد أن يكلفكم من الأمور الشرعية ما تطيقون، فيرى من يستجيب لما أمر فيثيبه، فيكون من الذين أحسنوا العمل، وإحسان العمل الشرعي هو ما كان مخلصا فيه العبد لله، ومتابعا فيه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأما من أعرض هدى الله، ولم ينقاد لأوامره، فهو من الخاسرين الذين خسروا الدنيا والآخرة، وممن فشل في هذا الاختبار والابتلاء والذي لا فوز بعده أبدا.
وعلى قدر إحسان العمل يكون الفوز والفلاح، وختم هذه الآية بقوله تعالى:(وهو العزيز الغفور) فهو العزيز الذي قهر كل شيء، والذي انقادت له المخلوقات كونا وقدرا، فحري بها أن تنقاد شرعا، باتباع أوامره، وهو الغفور: عظيم المغفرة والصفح والتجاوز لمن تاب وأناب.
ثم استدل تبارك وتعالى بالأدلة الكونية وما خلقه الله من مخلوقات عظيمة، على الغاية من الخلق وعلى البعث والنشور، قال تعالى:(الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) فهو الذي خلق السماوات السبع العظام طباقا فوق بعضها، ولم يجعلها طبقة واحدة، لا ينبغي لواحدة أن تدخل على الأخرى، وخلقهن بغير عمد، ما ترى في خلق الرحمن لها من تفاوت أو خلل أو اختلاف أو شقوق، فهي في غاية الإتقان والإحسان، وهي أعظم المخلوقات التي ترى بالعين، ثم قال تعالى:(فارجع البصر هل ترى من فطور) فأمر بإعادة النظر إليها لتأكيد خلوها مما يعيب خلقها، بل إتقان خلقها واضح لكل أحد، ودلالتها على إحسان خالقها ظاهرة بينة، فلا فطور فيها أي لا شقوق ولا تصدع.
(ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير) وأمر ههنا بإعادة البصر في السماء، كرتين: مرتين والمراد التكرار، للتأكيد على عظم خلقها، فإذا أعدت النظر، انقلب إليك البصر خاسئا، أي: ذليلا صغيرا من أن يجد ما يعيبها، ويعيب خلقها، وهو حسير: كليل منقطع، من الإعياء، فمن خلق هذه السماء ورفعها بغير عمد ولا عيوب، ظاهرة لكل أحد، هو أحق أن يعبد وحده لا شريك له، وعلم من ذلك أنه لم يخلقها عبثا، ولم يخلق الإنسان ليعيش تحت سقفها من غير هدف ولا أمر ولا نهي.أحسنت.

2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

ورد في معنى قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) قولان:
الأول: ألا يعلم الله الخالق ، وذكره ابن كثير، والسعدي والأشقر.
الثاني: ألا يعلم المخلوق الله، وذكره ابن كثير.
ورجح ابن كثير أن معنى قوله تعالى:(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) هو ألا يعلم الخالق مخلوقه، واستدل بقوله تعالى:( وهو اللطيف الخبير) على هذا الترجيح، لتعلقها بالله تعالى.
ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.

ورد في المراد بالتسبيح في الآية قولان:
الأول: الاستثناء، وكان تسبيحهم استثناء في زمانهم، أي: بمنزلة قول: "إن شاء الله"، وهو حاصل قول مجاهد والسدي وابن جريرج، وذكره عنهم ابن كثير.
الثاني: قول سبحان الله وتنزيهه عما لا يليق به، وهو حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.

ما تكنه الصدور والقلوب من نيات وأعمال ومقاصد ومضمرات، والتي عليها الحساب يوم القيامة، فهي الأصل في قبول الأعمال.
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
الحكم الشرعي والقدري، والصبر على الحكم الشرعي يكون بتصبير النفس وتثبيتها وحبسها على القيام بالأعمال التي أمر الله بها، والانتهاء عن الأمور التي نهى الله عنها.
والصبر على الحكم القدري يكون بحبس النفس عن التسخط على ما قضاه الله وقدره على العبد.
أحسنت بارك الله فيك.
الدرجة:أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir