المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
فيه قولين : الأول أنه عائد على مؤمني أهل الكتاب فقط
الثاني: أنه عائد على مؤمني العرب واهل الكتاب وهو أشمل وأوسع من القول الأول بل هو المختار وهو مروي عن ابن عباس وابن مسعود وناس من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الّذين يؤمنون بالغيب، فهم المؤمنون من العرب، والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب. ثمّ جمع الفريقين فقال: {أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون} نقل عن مجاهد وابي العالية والربيع بن أنس وقتادة رحمهم الله جميعا
2. بيّن ما يلي:
أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
لأن خداعهم هذا يرجع عليهم وبالا بالعذاب والعقاب, فهم بفعلهم هذا يحسبون أنهم باظهارهم الإيمان وإبطانهم الكفر وعصمة دماءهم وأموالهم في الدنيا قد نجوا وخدعوا وفازوا وإنما خدعوا أنفسهم لحصول العذاب والعقاب لهم في الدنيا والآخرة وكونهم من أهل النار والعياذ بالله
ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين
ورد في ذلك عدة أقوال:
1- حتى لا يتردد بعض الكفار في الدخول في الإسلام بحجة أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه أي من هو حوله ومعه ,والنبي صلى اله عليه وسلم لا يقتل أصحابه بل يحبهم ويحبونه ولكن من باب سد الذرايع ونظرا لكون من هو بعيد قد يعتقد أن هؤلاء المنافقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم امتنع عن قتلهم
2- حتى يبين لأمته وللقضاة خصوصا أن الحاكم لا يقضي بمجرد علمه فقط ,بل لا بد من الحجج والبراهين
3- أنه صلى الله عليه وسلم اكتفى منهم بإظهار الإسلام حتى وإن كان باطنهم خلاف ذلك لحديث ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجل)) فتجري عليه أحكام الإسلام الظاهرة
4- أنه لم يقتلهم مع وجود شرهم لأنه لا يخافهم فقد وعده الله بالحفظ وإظهار دينه ,واما بعد حياته صلى الله عليه وسلم فيقتلون.