دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1435هـ/15-08-2014م, 10:32 PM
حياة بنت أحمد حياة بنت أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 222
افتراضي حياة بنت أحمد لدراسة القراءة المنظمة

بسم الله الرحمن الرحيم
تسجيل حضور لبدء الدراسة بحول الله وقوته.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ذو القعدة 1435هـ/14-09-2014م, 01:24 AM
حياة بنت أحمد حياة بنت أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 222
افتراضي

مقاصد مقّدمة تفسير ابن كثير

المقصد العام للمقدّمة: بيان جملة من المسائل المهمة في أصول التفسير وعلوم القرآن لتكون مقدّمة ينتفع بها من يقرأ التفسير.

المقاصد الفرعية:
أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير
ب: بيان فضل القرآن
ج: جمع القرآن وكتابة المصاحف
د: نزول القرآن على سبعة أحرف
هـ: آداب تلاوة القرآن وأحكامها
و: ذكر فوائد متفرّقة


تلخيص مقاصد الكتاب
أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير:
ابتدأ ابن كثير رحمه الله مقدمته بالحث على طلب علم التفسير وتعلمه وتعليمه لما أمر سبحانه وتعالى بتدبر كتابه وفهم معانيه ففي ذلك حياة القلوب ؛ السناد: قال تعالى:{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.
- بيان أحسن طرق التفسير:
القرآن بالقرآن، السناد: ما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر.
ثم بالسنة، السناد: فإنها شارحة للقرآن موضحة له.
ثم أقوال الصحابة، السناد: هم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح.
- فإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة:
فقد رجع الكثير من الأئمة إلى أقوال التابعين، السناد: قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها وكان سفيان الثوري يقول عنه: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
- حكم تفسيره بمجرد الرأي: حرام، السناد: عن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار).

ب: بيان فضل القرآن:
- قدم ابن كثير رحمه الله الفضائل قبل التفسير، السناد: يكون ذلك باعثًا على حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه والله المستعان.
- من فضائله:
1. القرآن المهيمن الأمين، أمين على كل كتاب قبله. السناد: قال تعالى:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه{[المائدة: 48].
2. ابتدئ بنزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام، كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان، فاجتمع له شرف الزمان والمكان؛ السناد: "أقام بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن"، وعن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا{[الإسراء: 106].
3. لما مات الأنبياء لم تبق لهم معجزة بعدهم إلا ما يحكيه أتباعهم عما شاهدوه في زمانه، فأما الرسول الخاتم للرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فإنما كان معظم ما آتاه الله وحيا منه إليه منقولا إلى الناس بالتواتر، ففي كل حين هو كما أنزل. السناد: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".
4. أن الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة، حيث جعل الوحي متتابعا عليه ولم يقطعه عنه؛ ولهذا إنما أنزل عليه القرآن مفرقا ليكون ذلك أبلغ في العناية والإكرام. السناد: عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.
5. نزول السكينة والملائكة عند القراءة
السناد: في الحديث المشهور الصحيح:"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".
6. فضل القرآن وما جاء في أنه تِركَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
السناد: عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل:"أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين" .
7. فضل القرآن على سائر الكلام
السناد : قال النبي صلى الله عليه وسلم:"مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها".
8. الوصايا بكتاب الله تعالى.
السناد: قال طلحة بن مصرف قال:"سألت عبد الله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل".
9. التغني بالقرآن: هو تحسين الصوت به أو الاستغناء به عما عداه من أمور الدنيا.
السناد: عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن".
10. اغتباط صاحب القرآن، ويستحب تغبيطه بذلك.
السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار"
11. خيركم من تعلم القرآن وعلمه
السناد: قال عليه السلام:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
12. الآثار المروية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في فضل القرآن
السناد: قال ابن مسعود: كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض. قال ابن مسعود: من أراد العلم فليثور من القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.كان عبد الله بن مسعود يقل الصوم، فيقال له في ذلك، فيقول: إني إذا صمت ضعفت عن القراءة والصلاة، والقراءة والصلاة أحب إلي.

ج) جمع القرآن:
1. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. السناد: عن أنس قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
2. في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. السناد: قال زيد بن ثابت: أرسل إلي أبو بكر - مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز{[التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
3. في عهد عثمان رضي الله عنه. السناد: قدم حذيفة بن اليمان على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه{[الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.

- تأليف القرآن
المراد من التأليف هاهنا ترتيب سوره، ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، رضي الله عنهم، لذلك قالت عائشة رضي الله عنها ـ :" وما يضرك أيه قرأت قبل"، أما ترتيب الآيات في السور فليس في ذلك رخصة، بل هو أمر توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السناد: قال يوسف بن ماهك: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب:{بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر{[القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور.

- نقط المصحف وشكله وتقسيمه
فأما نقط المصحف وشكله، فيقال: إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.
وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا، وقيل: بل أول من فعله المأمون.
السناد: قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.

- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن
المراد من معارضته له بالقرآن: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ السناد: عن فاطمة، رضي الله عنها: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي.

- القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب"، رضي الله عنهم.

د) أنزل القرآن على سبعة أحرف
السناد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
- معنى الأحرف السبعة:
اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على خمسة وثلاثين قولاً، ذكر ابن كثير رحمه الله خمسة أقوال:
1. قول أكثر أهل العلم، أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم. السناد: حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
2. أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات السناد: كما في قوله:{وعبد الطاغوت}[المائدة: 60].
3. أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ السناد: لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.
4. أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
- منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه السناد:{ويضيقُ صدري{[الشعراء: 13] و "يضيقَ"،
- ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه. السناد:{فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا{[سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا".
- وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف. السناد: {ننشزها{[البقرة: 259]، و"ننشرها" .
- أو بالكلمة مع بقاء المعنى. السناد:{كالعهن المنفوش{[القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش".
- أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى. السناد:{وطلح منضود{، "وطلع منضود".
- أو بالتقدم والتأخر. السناد:{وجاءت سكرة الموت بالحق{[ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت".
- أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
5. أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ السناد: لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.
- هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.

ه) آداب تلاوة القرآن وأحكامها:
1: وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن
من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به
السناد: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر".
2 : فضل تلاوة القرآن
كتاب الجامع لأحاديث شتى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله
السناد:
- قال نبي الله عليه الصلاة والسلام:"يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه".
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يكون خلف من بعد الستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر".
قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يؤمن به.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله أهلين من الناس". قيل: من هم يا رسول الله؟ قال:"أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
- وقال صلى الله عليه وسلم:"مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها، وإن تركها ذهبت".
- وقال صلى الله عليه وسلم قال:"يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".
- وقال صلى الله عليه وسلم:"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه"، قال:"فيشفعان".

3 : فضل حفظ القرآن
القراءة عن ظهر قلب
قال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف. السناد: قال ابن مسعود قال: (أديموا النظر في المصحف.(
4. استذكار القرآن وتعاهده
الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإن ذلك خطر كبير، نسأل الله العافية منه. السناد: قال النبي صلى الله عليه وسلم :"تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها".
5. نسيان القرآن
حصول النسيان للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الاجتهاد والحرص، وفي التعبير عن حصول ذلك، لا يقول: نسيت آية كذا، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد يصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك، فأما النسيان نفسه فليس بفعله. السناد: عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: "سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال:"يرحمه الله، فقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا".
6. ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان والتكلم في ضعفه
السناد: عن ابن عباس أنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك؟)) قال: أجل يا رسول الله، فعلمني، قال: ((إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: {سوف أستغفر لكم ربي} [يوسف: 98]، يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك، أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، والله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. كذا قال، وقد تقدم من غير طريقه. ورواه الحاكم في مستدركه من طريق الوليد، ثم قال: على شرط الشيخين ولا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج، فالله أعلم -فإنه في المتن غرابة بل نكارة والله أعلم.

7. ترتيل القرآن وتجويد تلاوته
- الترتيل في القراءة
السناد: قول الله عز وجل:}ورتل القرآن ترتيلا}[المزمل: 4].
- مد القراءة
السناد: قال قتادة: سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
- حسن الصوت بالقراءة
السناد: عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود"
- من أحب أن يسمع القرآن من غيره
السناد: عن عبد الله قال:"قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأ علي القرآن". قلت: عليك أقرأ وعليك أنزل؟! قال:"إني أحب أن أسمعه من غيري".
- قول المقرئ للقارئ: حسبك
السناد: عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقرأ علي". فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال:"نعم"، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا{[النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

ه) أحكام متفرّقة في تلاوة القرآن
1. القراءة على الدابة
السناد: قال عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح."
2. جواز تعليم الصبيان القرآن
السناد: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جمعت المحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: "المفصل".
3. هل يقول (سورة كذا)؟
الأحوط والأولى أن يقال: اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في الآخر، وعليه عمل الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم، السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلة كفتاه".
4. في كم يقرأ القرآن
الاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة. السناد: ، عن عبد الله بن عمرو قال:"قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأ القرآن في شهر". قلت: إني أجد قوة. قال:"فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك"، عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال:"يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: نعم، إن استطعت. قال: فكان يقرؤه كذلك حتى توفي".
5. البكاء عند القراءة
السناد: عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقرأ علي". قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال:"إني أشتهي أن أسمعه من غيري". قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال لي:"كف أو أمسك"، فرأيت عيناه تذرفان".
6. اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
أرشد وحض صلى الله عليه وسلم أمته على تلاوة القرآن إذا كانت القلوب مجتمعة على تلاوته، متفكرة فيه، متدبرة له، لا في حال شغلها وملالها، فإنه لا يحصل المقصود من التلاوة بذلك، السناد: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه".

و) ذكر فوائد متفرّقة:
- المكي والمدني
السناد: عن قتادة قال: "نزل في المدينة من القرآن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم، إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائر السور نزل بمكة".
- والتحزيب والتجزئة
اشتهرت الأجزاء، السناد: عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل حتى تختم.
-معنى السورة والآية والكلمة
اختلف في معنى السورة: مم هي مشتقة؟ فقيل: من الإبانة والارتفاع. السناد: فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة. وقيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
وقيل: سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه، السناد: مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية.
وقيل: لتمامها وكمالها، السناد: لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة.
قلت: ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها، السناد: كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.
وأما الآية فمن العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي: هي بائنة عن أختها ومنفردة. السناد: قال الله تعالى:{إن آية ملكه{[البقرة: 248]
وقيل: لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه، السناد: كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم.
وقيل: سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها.
وأما الكلمة فهي اللفظة الواحدة، وقد تكون على حرفين، السناد: ما ولا وله ونحو ذلك، وقد تكون أكثر. وأكثر ما تكون عشرة أحرف، السناد:{ليستخلفنهم{[النور: 55]، وقد تكون الكلمة الواحدة آية، السناد: والفجر.
قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية، السناد: كإبراهيم ونوح، ولوط، واختلفوا: هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية؟ فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 ذو الحجة 1435هـ/2-10-2014م, 05:44 PM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة بنت أحمد مشاهدة المشاركة
مقاصد مقّدمة تفسير ابن كثير

المقصد العام للمقدّمة: بيان جملة من المسائل المهمة في أصول التفسير وعلوم القرآن لتكون مقدّمة ينتفع بها من يقرأ التفسير.

المقاصد الفرعية:
أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير
ب: بيان فضل القرآن
ج: جمع القرآن وكتابة المصاحف
د: نزول القرآن على سبعة أحرف
هـ: آداب تلاوة القرآن وأحكامها
و: ذكر فوائد متفرّقة


تلخيص مقاصد الكتاب
أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير:
ابتدأ ابن كثير رحمه الله مقدمته بالحث على طلب علم التفسير وتعلمه وتعليمه لما أمر سبحانه وتعالى بتدبر كتابه وفهم معانيه ففي ذلك حياة القلوب ؛ السناد: قال تعالى:{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.
- بيان أحسن طرق التفسير:
القرآن بالقرآن، السناد: ما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر.
ثم بالسنة، السناد: فإنها شارحة للقرآن موضحة له.
ثم أقوال الصحابة، السناد: هم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح.
- فإذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة:
فقد رجع الكثير من الأئمة إلى أقوال التابعين، السناد: قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها وكان سفيان الثوري يقول عنه: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
- حكم تفسيره بمجرد الرأي: حرام، السناد: عن ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار).

ب: بيان فضل القرآن:
- قدم ابن كثير رحمه الله الفضائل قبل التفسير، السناد: يكون ذلك باعثًا على حفظ القرآن وفهمه والعمل بما فيه والله المستعان.
- من فضائله:
1. القرآن المهيمن الأمين، أمين على كل كتاب قبله. السناد: قال تعالى:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه{[المائدة: 48].
2. ابتدئ بنزوله في مكان شريف، وهو البلد الحرام، كما أنه كان في زمن شريف وهو شهر رمضان، فاجتمع له شرف الزمان والمكان؛ السناد: "أقام بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن"، وعن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا{[الإسراء: 106].
3. لما مات الأنبياء لم تبق لهم معجزة بعدهم إلا ما يحكيه أتباعهم عما شاهدوه في زمانه، فأما الرسول الخاتم للرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فإنما كان معظم ما آتاه الله وحيا منه إليه منقولا إلى الناس بالتواتر، ففي كل حين هو كما أنزل. السناد: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".
4. أن الله تعالى له برسوله عناية عظيمة ومحبة شديدة، حيث جعل الوحي متتابعا عليه ولم يقطعه عنه؛ ولهذا إنما أنزل عليه القرآن مفرقا ليكون ذلك أبلغ في العناية والإكرام. السناد: عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.
5. نزول السكينة والملائكة عند القراءة
السناد: في الحديث المشهور الصحيح:"ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده".
6. فضل القرآن وما جاء في أنه تِركَةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
السناد: عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل:"أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا ما بين الدفتين" .
7. فضل القرآن على سائر الكلام
السناد : قال النبي صلى الله عليه وسلم:"مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها".
8. الوصايا بكتاب الله تعالى.
السناد: قال طلحة بن مصرف قال:"سألت عبد الله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل".
9. التغني بالقرآن: هو تحسين الصوت به أو الاستغناء به عما عداه من أمور الدنيا.
السناد: عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن".
10. اغتباط صاحب القرآن، ويستحب تغبيطه بذلك.
السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار"
11. خيركم من تعلم القرآن وعلمه
السناد: قال عليه السلام:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
12. الآثار المروية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في فضل القرآن
السناد: قال ابن مسعود: كل آية في كتاب الله خير مما في السماء والأرض. قال ابن مسعود: من أراد العلم فليثور من القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين.كان عبد الله بن مسعود يقل الصوم، فيقال له في ذلك، فيقول: إني إذا صمت ضعفت عن القراءة والصلاة، والقراءة والصلاة أحب إلي.

ج) جمع القرآن:
1. في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. السناد: عن أنس قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
2. في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. السناد: قال زيد بن ثابت: أرسل إلي أبو بكر - مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز{[التوبة: 128] حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر، رضي الله عنهم.
3. في عهد عثمان رضي الله عنه. السناد: قدم حذيفة بن اليمان على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه{[الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.

- تأليف القرآن
المراد من التأليف هاهنا ترتيب سوره، ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة، رضي الله عنهم، لذلك قالت عائشة رضي الله عنها ـ :" وما يضرك أيه قرأت قبل"، أما ترتيب الآيات في السور فليس في ذلك رخصة، بل هو أمر توقيفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السناد: قال يوسف بن ماهك: إني عند عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام، نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب:{بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر{[القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور.

- نقط المصحف وشكله وتقسيمه
فأما نقط المصحف وشكله، فيقال: إن أول من أمر به عبد الملك بن مروان، فتصدى لذلك الحجاج، فأمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر ففعلا ذلك، ويقال: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي.
وأما كتابة الأعشار على الحواشي فينسب إلى الحجاج أيضا، وقيل: بل أول من فعله المأمون.
السناد: قال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.

- معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن
المراد من معارضته له بالقرآن: مقابلته على ما أوحاه إليه عن الله تعالى، ليبقى ما بقي، ويذهب ما نسخ توكيدا، أو استثباتا وحفظا؛ السناد: عن فاطمة، رضي الله عنها: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي.

- القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب"، رضي الله عنهم.

د) أنزل القرآن على سبعة أحرف
السناد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".
- معنى الأحرف السبعة:
اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على خمسة وثلاثين قولاً، ذكر ابن كثير رحمه الله خمسة أقوال:
1. قول أكثر أهل العلم، أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم. السناد: حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
2. أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات السناد: كما في قوله:{وعبد الطاغوت}[المائدة: 60].
3. أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ السناد: لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.
4. أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء:
- منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه السناد:{ويضيقُ صدري{[الشعراء: 13] و "يضيقَ"،
- ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه. السناد:{فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا{[سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا".
- وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف. السناد: {ننشزها{[البقرة: 259]، و"ننشرها" .
- أو بالكلمة مع بقاء المعنى. السناد:{كالعهن المنفوش{[القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش".
- أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى. السناد:{وطلح منضود{، "وطلع منضود".
- أو بالتقدم والتأخر. السناد:{وجاءت سكرة الموت بالحق{[ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت".
- أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
5. أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ السناد: لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.
- هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.

ه) آداب تلاوة القرآن وأحكامها:
1: وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن
من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به
السناد: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر".
2 : فضل تلاوة القرآن
كتاب الجامع لأحاديث شتى تتعلق بتلاوة القرآن وفضائله وفضل أهله
السناد:
- قال نبي الله عليه الصلاة والسلام:"يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه".
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يكون خلف من بعد الستين سنة، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا، ثم يكون خلف يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن ومنافق وفاجر".
قال بشير: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثلاثة؟ قال: المنافق كافر به، والفاجر يتأكل به، والمؤمن يؤمن به.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله أهلين من الناس". قيل: من هم يا رسول الله؟ قال:"أهل القرآن هم أهل الله وخاصته".
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
- وقال صلى الله عليه وسلم:"مثل القرآن مثل الإبل المعقلة إن تعاهدها صاحبها أمسكها، وإن تركها ذهبت".
- وقال صلى الله عليه وسلم قال:"يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".
- وقال صلى الله عليه وسلم:"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه"، قال:"فيشفعان".

3 : فضل حفظ القرآن
القراءة عن ظهر قلب
قال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف. السناد: قال ابن مسعود قال: (أديموا النظر في المصحف.(
4. استذكار القرآن وتعاهده
الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإن ذلك خطر كبير، نسأل الله العافية منه. السناد: قال النبي صلى الله عليه وسلم :"تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها".
5. نسيان القرآن
حصول النسيان للشخص ليس بنقص له إذا كان بعد الاجتهاد والحرص، وفي التعبير عن حصول ذلك، لا يقول: نسيت آية كذا، فإن النسيان ليس من فعل العبد، وقد يصدر عنه أسبابه من التناسي والتغافل والتهاون المفضي إلى ذلك، فأما النسيان نفسه فليس بفعله. السناد: عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: "سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في سورة بالليل فقال:"يرحمه الله، فقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا".
6. ذكر الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان والتكلم في ضعفه
السناد: عن ابن عباس أنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك؟)) قال: أجل يا رسول الله، فعلمني، قال: ((إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه: {سوف أستغفر لكم ربي} [يوسف: 98]، يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها فصل أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد، فاحمد الله وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك، أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله تعالى، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله، والله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن وأنا أتعلم اليوم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم. كذا قال، وقد تقدم من غير طريقه. ورواه الحاكم في مستدركه من طريق الوليد، ثم قال: على شرط الشيخين ولا شك أن سنده من الوليد على شرط الشيخين حيث صرح الوليد بالسماع من ابن جريج، فالله أعلم -فإنه في المتن غرابة بل نكارة والله أعلم.

7. ترتيل القرآن وتجويد تلاوته
- الترتيل في القراءة
السناد: قول الله عز وجل:}ورتل القرآن ترتيلا}[المزمل: 4].
- مد القراءة
السناد: قال قتادة: سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
- حسن الصوت بالقراءة
السناد: عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود"
- من أحب أن يسمع القرآن من غيره
السناد: عن عبد الله قال:"قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأ علي القرآن". قلت: عليك أقرأ وعليك أنزل؟! قال:"إني أحب أن أسمعه من غيري".
- قول المقرئ للقارئ: حسبك
السناد: عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقرأ علي". فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال:"نعم"، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا{[النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.

ه) أحكام متفرّقة في تلاوة القرآن
1. القراءة على الدابة
السناد: قال عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح."
2. جواز تعليم الصبيان القرآن
السناد: عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جمعت المحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: "المفصل".
3. هل يقول (سورة كذا)؟
الأحوط والأولى أن يقال: اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، ولكن قد صحت الأحاديث بالرخصة في الآخر، وعليه عمل الناس اليوم في ترجمة السور في مصاحفهم، السناد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلة كفتاه".
4. في كم يقرأ القرآن
الاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له كمال فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة. السناد: ، عن عبد الله بن عمرو قال:"قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأ القرآن في شهر". قلت: إني أجد قوة. قال:"فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك"، عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال:"يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: نعم، إن استطعت. قال: فكان يقرؤه كذلك حتى توفي".
5. البكاء عند القراءة
السناد: عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقرأ علي". قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال:"إني أشتهي أن أسمعه من غيري". قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال لي:"كف أو أمسك"، فرأيت عيناه تذرفان".
6. اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
أرشد وحض صلى الله عليه وسلم أمته على تلاوة القرآن إذا كانت القلوب مجتمعة على تلاوته، متفكرة فيه، متدبرة له، لا في حال شغلها وملالها، فإنه لا يحصل المقصود من التلاوة بذلك، السناد: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه".

و) ذكر فوائد متفرّقة:
- المكي والمدني
السناد: عن قتادة قال: "نزل في المدينة من القرآن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم، إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائر السور نزل بمكة".
- والتحزيب والتجزئة
اشتهرت الأجزاء، السناد: عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل حتى تختم.
-معنى السورة والآية والكلمة
اختلف في معنى السورة: مم هي مشتقة؟ فقيل: من الإبانة والارتفاع. السناد: فكأن القارئ يتنقل بها من منزلة إلى منزلة. وقيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
وقيل: سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه، السناد: مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية.
وقيل: لتمامها وكمالها، السناد: لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة.
قلت: ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها، السناد: كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.
وأما الآية فمن العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي: هي بائنة عن أختها ومنفردة. السناد: قال الله تعالى:{إن آية ملكه{[البقرة: 248]
وقيل: لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه، السناد: كما يقال: خرج القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم.
وقيل: سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها.
وأما الكلمة فهي اللفظة الواحدة، وقد تكون على حرفين، السناد: ما ولا وله ونحو ذلك، وقد تكون أكثر. وأكثر ما تكون عشرة أحرف، السناد:{ليستخلفنهم{[النور: 55]، وقد تكون الكلمة الواحدة آية، السناد: والفجر.
قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية، السناد: كإبراهيم ونوح، ولوط، واختلفوا: هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية؟ فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فتلخيصك طيب وجيد، لكن عليه ملاحظتان مهمتان:
الأولى: خاصة بمعيار التحرير، ذكرتِ مثلًا مسألة «القرآن تركة النبي صلى الله عليه وسلم»، قارني بين ما ذكرتِ وبين الطريقة المثلى لكتابة هذه المسألة كالتالي:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز الداخل مشاهدة المشاركة
11: القرآن أعظم إرث النبي صلى الله عليه وسلم
- عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل:" أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: (ما ترك إلا ما بين الدفتين).
قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: (ما ترك إلا ما بين الدفتين). تفرد به البخاري.
- معناه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يرّث شيئاً من الدنيا، وإنما ترك لنا القرآن، والسنّة مفسّرة للقرآن مبيّنة له.
- قال عمرو بن الحارث أخو جويرية بنت الحارث: (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا).
- وفي حديث أبي الدرداء: ((إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا نورث ما تركنا فهو صدقة))
تلاحظين عنونة المسألة، ثم ذكر دليل المسألة، ثم اختصار كلام ابن كثير على صورة نقاط مركزة، يصحب ذلك كله حسن العرض والتلوين، مع إحكام صياغة العبارات.

الثانية: خاصة بمعيار الترتيب، فالمقصود من الترتيب: أن يقوم الطالب بفرز المسائل التي استخلصها من نص «المقدمة» ووضعها تحت المقصد المناسب لها والمتعلق بها، ثم بعد ذلك يرتب مسائل كل مقصد ترتيبًا موضوعيًّا منطقيًّا، فمثلًا المقصد الثالث «جمع القرآن وكتابة المصاحف»، يذكر فيه: جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ومعارضة جبريل إياه، ثم يذكر جمع الصحابة له مهاجرين وأنصارًا، ثم يذكر جمع أبي بكر للمصحف، ثم يذكر جمع عثمان للمصحف، ثم يذكر كيف تم تأليف القرآن وترتيبه، ثم موقف من خالف من الصحابة في هذا الأمر، ثم يذكر المصاحف العثمانية ومصيرها، وهكذا حتى ينتهي من كل المسائل المتعلقة بـ «جمع القرآن وكتابة المصاحف» مرتبة ترتيبًا متسلسلًا.
* كما يحسن كتابة أسماء المقاصد وتمييزها وتلوينها لنعرف ترتيب المسائل داخل كل مقصد، وكذا تمييز عناوين المسائل وتلوينها، وكذا الآيات والأحاديث، وهذا كله من «حسن العرض».
توزيع الدرجات:
الشمول: 30 / 30
الترتيب: 16 / 20
التحرير: 17 / 20
حسن الصياغة: 15 / 15
حسن العرض: 13 / 15

الدرجة النهائية: 91 / 100
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م, 11:08 PM
حياة بنت أحمد حياة بنت أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 222
افتراضي

تلخيص كتاب التبيان في آداب حملة القرآن

المقصد الكلّي للكتاب: في آداب حامل القرآن، معلمًا أو متعلمًا، أو قارئًا.
بينه المؤلف بقوله في الباب الرابع: هذا الباب مع البابين بعده مقصود الكتاب، وهو طويل منتشر جدا، فإني أشير إلى مقاصده مختصرة في فصول ليسهل حفظه وضبطه إن شاء الله تعالى.

المقاصد الفرعية:
1. فضل قارئ القرآن على غيره، وفضل القرآن على غيره من الأذكار.
2. تعظيم الله وشعائره وإكرام أهل القرآن وعقوبة من أذاهم.
3. في آداب معلم القرآن القلبية والسلوكية وآداب المتعلم مع نفسه ومعلمه ورفقته.
4. في آداب حامل القرآن مع نفسه ومع القرآن.
5. حال قارئ القرآن مع القرآن قبل وأثناء القراءة سواء كان فردًا أو مع جماعة.
6. أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين.
7. أحوال تكره فيها القراءة.
8. أحكام تتعلق بالقراءة في الصلاة
9. من السنة الاعتناء بالقرآن لا سيما في الأوقات الفاضلة.
10. في كتابة القرآن وإكرام المصحف
11. أحكام متفرقة.
...................
الباب الثالث: في إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم

المقصد الكلّي للباب: تعظيم الله وشعائره وإكرام العلماء أهل القرآن وعقوبة من أذاهم.
المقاصد الفرعية للباب:
1) تعظيم شعائر وحرمات الله تعالى: قال الله عز وجل: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وقال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}.
2) من إجلال الله تعالى إكرام حامل القرآن: وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.
3) تقديم حامل القرآن في اللحد على غيره: : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن؟))، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، رواه البخاري.
4) أجر من صلى الصبح: ثبت في الصحيحين، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)).
5) إنزال الناس منازلهم: وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه، والبزار في مسنده، قال الحاكم أبو عبد الله في علوم الحديث: هو حديث صحيح.
6) العلماء أولياء الله تعالى: عن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما، قالا: "إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي".
7) خفض الجناح للمؤمنين: : {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
8) عقوبة من يؤذي المؤمنين بغير ما اكتسبوا: قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
9) عقوبة من آذى وليًا من أولياء الله تعالى: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب])) رواه البخاري.
10) لحوم العلماء مسمومة، فالحذر من هتك أستارهم: قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: "اعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}".

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 ربيع الأول 1436هـ/2-01-2015م, 05:33 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة بنت أحمد مشاهدة المشاركة
تلخيص كتاب التبيان في آداب حملة القرآن

المقصد الكلّي للكتاب: في آداب حامل القرآن، معلمًا أو متعلمًا، أو قارئًا.
بينه المؤلف بقوله في الباب الرابع: هذا الباب مع البابين بعده مقصود الكتاب، وهو طويل منتشر جدا، فإني أشير إلى مقاصده مختصرة في فصول ليسهل حفظه وضبطه إن شاء الله تعالى.

المقاصد الفرعية:
1. فضل قارئ القرآن على غيره، وفضل القرآن على غيره من الأذكار.
2. تعظيم الله وشعائره وإكرام أهل القرآن وعقوبة من أذاهم.
3. في آداب معلم القرآن القلبية والسلوكية وآداب المتعلم مع نفسه ومعلمه ورفقته. [تصدير صياغة المقصد بـ (في كذا) هذا تأثر بالمصنف ، وليس جيدا في صياغة مقصدكِ بأسلوبكِ]
4. في آداب حامل القرآن مع نفسه ومع القرآن.
5. حال قارئ القرآن مع القرآن قبل وأثناء القراءة سواء كان فردًا أو مع جماعة.
6. أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين.
7. أحوال تكره فيها القراءة.
8. أحكام تتعلق بالقراءة في الصلاة . [يرجى الانتباه لعلامات الترقيم] .
9. من السنة الاعتناء بالقرآن لا سيما في الأوقات الفاضلة. [هنا أمرٌ آخر أكثر من الأوقات الفاضلة : تخصيص شيء من القرآن بشيء من الزمان أو المكان] .
10. في كتابة القرآن وإكرام المصحف .
11. أحكام متفرقة.
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، استخراج جيد لمقاصد الكتاب ، يُرجى فقط ملاحظة أن الاختصار الزائد في استخراج المقاصد إن لم يكن عن دربة تامة ، وقراءة جيدة ، فما أسرع نسيان محتوى الكتاب ، وعدم تذكر محتوى المقصد من الكتاب ، فلو راعيتِ ذلك ، وجعلتِ لنفسك ما يعينكِ على تذكر تلك المقاصد ، من صياغة المسائل بصورة إجمالية تحت المقصد كان أولى .

...................

تقييم التلخيص :
الشمول : 9 / 10
الترتيب : 10 / 10
التحرير العلمي : 9 / 10
الصياغة : 4 / 5
العرض : 5 / 5
استخلاص المقاصد الفرعية : 9 / 10
استخلاص المقصد الكلي للكتاب : 10 / 10

إجمالي الدرجات = 56 / 60
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ ، وأدام تميزكِ .


الباب الثالث: في إكرام أهل القرآن والنهي عن إيذائهم

المقصد الكلّي للباب: تعظيم الله وشعائره وإكرام العلماء أهل القرآن وعقوبة من أذاهم.
المقاصد الفرعية للباب:
1) تعظيم شعائر وحرمات الله تعالى: قال الله عز وجل: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وقال الله تعالى: {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}.
2) من إجلال الله تعالى إكرام حامل القرآن: وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.
3) تقديم حامل القرآن في اللحد على غيره: : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن؟))، فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، رواه البخاري.
4) أجر من صلى الصبح: ثبت في الصحيحين، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى، فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته)).
5) إنزال الناس منازلهم: وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم) رواه أبو داود في سننه، والبزار في مسنده، قال الحاكم أبو عبد الله في علوم الحديث: هو حديث صحيح.
6) العلماء أولياء الله تعالى: عن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما، قالا: "إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي".
7) خفض الجناح للمؤمنين: : {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}.
8) عقوبة من يؤذي المؤمنين بغير ما اكتسبوا: قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
9) عقوبة من آذى وليًا من أولياء الله تعالى: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل قال: [من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب])) رواه البخاري.
10) لحوم العلماء مسمومة، فالحذر من هتك أستارهم: قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: "اعلم يا أخي -وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}".
أحسنتِ في استخراج مسائل الباب الثالث ، ومن هذه المسائل ما يتقارب في مقصده ويصلح أن يدخل معه تحت مقصد فرعي لهذا الباب ، مثل :
بيان وجوب إكرام حامل القرآن وتقديره : فهذا مقصد ، ومن مسائله :
1. من إجلال الله إكرام حامل القرآن .
2. إنزال الناس منازلهم .
3. تقديم الأحفظ للقرآن في اللحد .
وقد ذكرتيها جميعها - ولله الحمد - إلا أن صياغتها كانت أقرب إلى المسائل منها إلى المقاصد .
تقييم تلخيص الباب الثالث :
الشمول : 10 / 10
الترتيب : 4 / 5
التحرير العلمي : 4 / 5
الصياغة : 4 / 5
العرض : 4 / 5
استخلاص مقصد الباب :10 / 10

إجمالي الدرجات = 36 / 40
بارك الله فيكِ ، ونفع بك ، أحسنتِ .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بنت, ديات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir