دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الآخرة 1443هـ/29-01-2022م, 10:06 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وابن أبي عاصم في سنته، وابن جرير الطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في كتابه "الرد على الجهمية" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي عنه من وجوه.
ورواية وعامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلة، فإنه لم يدركه.
وقال الدارقطني في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية": والمحفوظ من ذلك قول إسرائيل ومن تابعه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر".
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن جرير الطبري، والدارقطني في كتاب "رؤية الله" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن نمران عنه.
لا شك أن مثل هذا القول مما لا مجال للاجتهاد فيه، فيكون بقوة المرفوع.
وقد أخرج الطيالسي في "مسنده"، والإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه، والترمذي في "جامعه"، والدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن أبي عاصم في سنته، والبزار في "مسنده"، والنسائي في "الكبرى"، والطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، وابن حبان في "صحيحه"، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في "الإيمان"، والثعلبي في تفسيره، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، والواحدي في "الوسيط"، والبغوي في تفسيره كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا، قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلنا الجنة؟ قالوا: بلى، فيكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه)). رووه بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ الترمذي.
وقال البيهقي في "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث": وروينا في إثبات الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي موسى وغيرهم رضي الله عنهم، ولم يرو عن أحد منهم نفيها، ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في الحلال والحرام والشرائع والأحكام نقل اختلافهم في ذلك إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين، وبالله التوفيق.
قال الواحدي في "الوسيط": "قال حوثرة في أثر هذا الحديث: "كنا نسمع حمادا يحدث بهذه الأحاديث على رءوس الناس فلا ينكرونها حتى جاء قوم يزعمون أن الله عز وجل لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وكذبوا"".
وبهذا تبين أن قول أبي بكر هذا مبني على التفسير النبوي، وعلى الإجماع.

(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
أخرج فول عمر بن الخطاب هذا عبد الرزاق في تفسيره، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبري، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان" عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عنه من طرق.
وذكره أيضا ابن حجر العسقلاني في "المطالب العالية" وقال: "هذا إسناد صحيح".
هذا القول مبني على قراءة "نصوحا" بفتح النون، و"نصوحا" على هذا صفة التوبة. قال الفراء: "والذين قَالُوا: "نَصُوحاً" جعلوه من صفة التوبة، ومعناها: يحدّث نفسه إِذا تاب من ذَلِكَ الذنب ألّا يعود إِلَيْه أبدًا".
ومثله قال الزجاج: "... فمن فتح فعلى صفة التوبة. ومعناه: توبة بالغة في النصح، و"فَعُول" من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبورٌ وَشَكُورٌ، وتوبة نَصُوحٌ".
وهذه كلها يعود إلى أصل اللفظ اللغوي، قال ابن فارس: "(نصح) النون والصاد والحاء: أصل يدل على ملاءمة بين شيئين وإصلاح لهما. أصل ذلك الناصح: الخياط. والنصاح: الخيط يخاط به، والجمع نصاحات، وبها شبهت الجلود التي تمد في الدباغ على الأرض. قال:

فترى القوم نشاوى كلهم ... مثلما مدت نصاحات الربح
ومنه النصح والنصيحة: خلاف الغش. ونصحته أنصحه. وهو ناصح الجيب لمثل، إذا وصف بخلوص العمل، والتوبة النصوح منه، كأنها صحيحة ليس فيها خرق ولا ثلمة..."
وقال السهيلي في "نتائج الفكر في النحو": "نصحت" مأخوذ من قولك: نصح الخائط الثوب: إذا أصلحه وضم بعضه إلى بعض، ثم استعير في الرأي فقالوا: "نصحت له رأيه ".والتوبة النصوح إنما هي لما تمزق من الدين كنصح الثوب..."
وعلى هذا أيضا ابن القيم، فقد جاء في "بدائع الفوائد": "...والتوبة النصوح إنما هي من هذا، فإن الذنب يمزق الدين، فالتوبة النصوح بمنزلة نصح الخياط الثوب إذا أصلحه وضم أجزاءه..."
وإذا عاد العبد إلى المعصية والذنب فكأنه خرقها وشابها بالغش. "فهي إما بمعنى منصوح فيها، كركوبة وحلوبة، بمعنى مركوبة ومحلوبة، أو بمعنى الفاعل، أي: ناصحة كخالصة وصادقة"، كما قاله ابن القيم في "مدارج السالكين".
فكان بيان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للتوبة النصوح من التفسير باللازم. فكأنه بين شرط كونها نصوحا، وهو العزم على عدم الرجوع إلى الذنب.
ويدل على ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية: " و"نصوح" هي صفة للتوبة وهي مشتقة من النصح والنصيحة. وأصل ذلك هو الخلوص... فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب..." (مجموع الفتاوى: 16/57).

(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
قول علي بن أبي طالب هذا أخرجه بن جرير الطبري فقال: "حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال، أخبرنا حيوة بن شريح قال، أخبرنا أبو صخر: أنه سمع أبا معاوية البجليّ من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن "يوم الحج الأكبر" فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إليّ، فقال: قم، يا علي وأدِّ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من "براءة"، ثم صدرنا، حتى أتينا مِنًى، فرميت الجمرة ونحرتُ البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرؤها عليهم. فمن ثَمَّ إخال حسبتم أنه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة".
وأبو الصهباء صهيب البكري ممن تكلم فيهم، ضعفه النسائي، ووثقه ابن حبان.
وهذا القول يبين سبب نشأة القول بأن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
قال مكي: "و{يَوْمَ الحج الأكبر}: يوم عرفة؛ لأن علياً يوم عرفة قرأ على الناس أربعين آية من " براءة " بعثه بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأها عليهم في مِنًى لتبلغ جميعهم، فمن ثم قال قوم: "{يَوْمَ الحج الأكبر}"".

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الآخرة 1443هـ/29-01-2022م, 11:26 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

1- قول معاذ بن جبل عن قول الله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
التخريج:
- رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، قال: حدّثنا أبي، ثنا سريح بن النّعمان، ثنا ابن الرّمّاح، يعني عمرو بن ميمونٍ، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
- و رواه ابن المنذر كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
- روى مثله ابن جرير عن السدي
الأقوال في المسألة:
قال الماوردي في تفسيره النكت ﴿لا انْفِصامَ لَها﴾ فِيهِ قَوْلانِ:
أحَدُهُما: لا انْقِطاعَ لَها، قالَهُ السُّدِّيُّ.
والثّانِي: لا انْكِسارَ لَها، وأصْلُ الفَصْمِ: الصَّدْعُ.
توجيه القول:
ذكر في كتب اللغة أن من المعاني اللغوية للإنفصام: الانقطاع، يقال فصمت الشيء أفصمه فصما أي قطعته ذكر ذلك و اختاره الزجاج ، و اختاره ابن جرير.
و أيضًا الانفصام من معانيه ؛ الانكسار، و لكنه بلا بينونة، و إذا نفي الأقل فنفي الأكثر أولى و هو الانقطاع
و هو من المبالغة كما ذكر الرزاي في تفسيره.
و القولان يعودان لمعنى واحد أنه لا انقطاع لها، و هذا يدل على التماسك الذي لا يصدعه شيء.

2- قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
هذا القول جزء من الأثر:
(الله نور السماوات وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) قَالَ أبي بن كعب : هُوَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ الإيمان والقرآن في صَدْرِهِ فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهُ فَقَالَ: اللَّهُ نُورُ السماوات وَالأَرْضِ فَبَدَأَ بِنُورِ نَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ ذَكَرَ نُورَ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ قَالَ: فَكَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَقْرَؤُهَا: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ فَهُوَ الْمُؤْمِنُ جُعِلَ الإِيمَانُ وَالْقُرْآنُ فِي صَدْرِهِ.
التخريج:
- رواه عن أبي جعفر الرازي كلًا من: ابن جرير(311)في تفسيره و ابن أبي حاتم(327) في تفسيره ، و أخرجه عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَصَححهُ كما ذكر السيوطي في في الدر المنثور.
- ما رواه و صححه الحاكم هو ما رُويَ عن ابن عباس و ليس ما روي عن أبي بن كعب.
- و روى هذا القول بألفاظ قريبة ابن جرير في تفسيره عن أبي ، قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول مثل نور المؤمن. قال: وكان أُبيّ يقرؤها: كذلك مثل المؤمن، قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
- وروي بن جرير عن سعيد بن جبير و الضحاك مثله، و روى ابن أبي حاتم و الحاكم في مستدركه و الإمام أحمد في كتاب فضائل الصحابة عن ابن عباس مثله.
الأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي450 في تفسيره أن ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: مَثَلُ نُورِ اللَّهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّانِي: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ ﷺ، قالَهُ ابْنُ شَجَرَةَ.
الثّالِثُ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، قالَهُ أُبَيٌّ.
الرّابِعُ: مَثَلُ نُورِ القُرْآنِ، قالَهُ سُفْيانُ
. فَمَن قالَ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، يَعْنِي في قَلْبِ نَفْسِهِ، ومَن قالَ: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي في قَلْبِ المُؤْمِنِ، ومَن قالَ: نُورُ القُرْآنِ، يَعْنِي في قَلْبِ مُحَمَّدٍ
. وَمَن قالَ: نُورُ اللَّهِ، فِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: في قَلْبِ مُحَمَّدٍ. الثّانِي: في قَلْبِ المُؤْمِنِ
توجيه القول:
الأقوال تتعلق بفروع للمسألة :على من يعود الضمير، و ما المراد بالنور و متعلق النور؛ و الأقرب للصواب و الله أعلم هو قول أبي بن كعب، و توجيهه؛ أن الضمير يعود على الله، حسب سياق ظاهر الكلام، و قاعدة عود الضمير الاسم المتقدم؛ سبق قوله تعالى( الله نور السموات و الأرض)، كما بين أبي في كلامه أن الله بدأ بنور نفسه، فهو نور الله ، و الإضافة هنا إضافة تشريف و تعريف و اختصاص، و المراد بالنور؛ الوحي و القرآن ، بهما يكون الإيمان الذي ينير القلب، و متعلق النور( محله)؛ أين ؟ في قلب المؤمن، و يدخل فيه دخولًا أوليًا قلب محمد صلى الله عليه و سلم.
و قراءة أبي و ابن مسعود تقوي المعنى.
و يدل على وصف الإيمان بالنور: قوله تعالى ﴿أفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ فَهو عَلى نُورٍ مِن رَبِّهِ﴾
وما يدل على أن القرآن نور : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾

3- قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).
هذا القول جزء من الأثر(قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: إن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقيل: إنَّ إبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقال: هل تدري ما الأمة وما القانت؟ فقلت: الله أعلم، قال: الأمة الذي يُعلم الخير، والقانت المطيع لله ولرسوله، وكان معاذ بن جبل يُعلم الناس الخير، وكان مطيعاً لله ولرسوله)
- رواه بألفاظ متقاربة عن عامر الشعبي كلًا من: عبد الرزاق الصنعاني(هـ 211) في تفسيره، ، و أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (ت ٢٢٤هـ) في الخطب و المواعظ لأبي عبيد ، ابن سعد (ت ٢٣٠هـ) في الطبقات الكبرى، و الإمام أَحْمد بن حَنْبَل (241 هـ) في كتاب الْفَضَائِل، و ابن جرير(311 هـ) في تفسيره، الطبراني(360 هـ) في المعجم الكبير ، الحاكم(405 هـ) في مستدركه ، أبو نعيم الأصبهاني (٤٣٠هـ) في مسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى الْمُكَتِّبِ الكوفي و في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، و البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) في المدخل إلى السنن الكبرى، ،و ابن عساكر (ت ٥٧١هـ) في تاريخ دمشق.
منها روايات مرسلة عن الشعبي ،و منها ما وصلها عن مسروق أو فروة بن نوفل الأشجعي
.- و رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى عن طريق آخر:قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ قَالَ إِنَّ مُعَاذًا كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ! قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. وَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْهَمَ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الأُمَّةُ؟ قَالُوا: مَا الأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ. ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْقَانِتُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: الْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ
تابع الشعبي أبي العبيدين كما روى ابن جرير في تفسيره، و روى مثل ذلك سفيان الثوري و الأعمش كما ذكر مثل ذلك ابن كثير في تفسيره .
لأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي في تفسيره: أمة فيها ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ:
أحَدُها: يَعْلَمُ الخَيْرَ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وإبْراهِيمُ النَّخَعِيُّ.
قالَ زُهَيْرٌ:
فَأكْرَمَهُ الأقْوامُ مِن كُلِّ مَعْشَرٍ كِرامٍ فَإنْ كَذَّبْتَنِي فاسْألِ الأُمَمْ
يَعْنِي العُلَماءَ.
الثّانِي: أُمَّةٌ يُقْتَدى بِهِ، قالَهُ الضَّحّاكُ.
وَسُمِّيَ أُمَّةً لِقِيامِ الأُمَّةِ بِهِ.
الثّالِثُ: إمامٌ يُؤْتَمُّ بِهِ، قالَهُ الكِسائِيُّ وأبُو عُبَيْدَةَ.
﴿قانِتًا لِلَّهِ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: مُطِيعًا لِلَّهِ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ.
الثّانِي: إنَّ القانِتَ هو الَّذِي يَدُومُ عَلى العِبادَةِ لِلَّهِ.
الثّالِثُ: كَثِيرُ الدُّعاءِ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ.
توجيه القول:
هذا القول يعود للمعنى اللغوي للأمة و للقنوت.
- أم أي قصد،أي بمعنى مأموم، أى: يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير، و من لازم أن يؤتم به أن يكن معلمًا للخير
ففي كتاب المعاني الجامع معنى أمة: الأمة: الرجل الجامع لخصال الخير
و يقوى هذا القول: قوله تعالى ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً .
قال الزمخشري ( 538)في تفسيره: أى كان أمة تؤمه الناس ليقتبسوا منه الخيرات ويقتفوا بآثاره المباركات، حتى أنت على جلالة قدرك قد أوحينا إليك أن اتبع ملته ووافق سبرته، والله أعلم.
- قَوْله ﴿قانِتًا لله﴾ :
المعنى في كتاب المعاني الجامع ؛رَجُلٌ قَانِتٌ : مُتَعَبِّدٌ وَمُطِيعٌ لِلَّهِ.
و التعبير بالاسم( اسم الفاعل) يفيد الدوام و الاستمرار
والقنوت يُفَسر بأشياء كلها ترجع إلى دوام الطّاعَة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 رجب 1443هـ/2-02-2022م, 12:07 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
1- قول معاذ بن جبل عن قول الله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
التخريج:
- رواه ابن أبي حاتم في تفسيره، قال: حدّثنا أبي، ثنا سريح بن النّعمان، ثنا ابن الرّمّاح، يعني عمرو بن ميمونٍ، ثنا حميد بن أبي الخزامى قال: سئل معاذ بن جبل عن قول الله: فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
- و رواه ابن المنذر كما ذكر السيوطي في الدر المنثور.
- روى مثله ابن جرير عن السدي [راجعي الملحوظات العامة أدنى الاقتباس]
الأقوال في المسألة:
قال الماوردي في تفسيره النكت ﴿لا انْفِصامَ لَها﴾ فِيهِ قَوْلانِ:
أحَدُهُما: لا انْقِطاعَ لَها، قالَهُ السُّدِّيُّ.
والثّانِي: لا انْكِسارَ لَها، وأصْلُ الفَصْمِ: الصَّدْعُ.
توجيه القول:
ذكر في كتب اللغة أن من المعاني اللغوية للإنفصام: الانقطاع، يقال فصمت الشيء أفصمه فصما أي قطعته ذكر ذلك و اختاره الزجاج ، و اختاره ابن جرير.
و أيضًا الانفصام من معانيه ؛ الانكسار، و لكنه بلا بينونة، و إذا نفي الأقل فنفي الأكثر أولى و هو الانقطاع
و هو من المبالغة كما ذكر الرزاي في تفسيره.
و القولان يعودان لمعنى واحد أنه لا انقطاع لها، و هذا يدل على التماسك الذي لا يصدعه شيء.
[ومن لازم هذا المعنى، أن المستمسك بالإيمان بالله والكفر بالطاغوت، بلا أدنى انقطاع، دخول الجنة
وهو المطلوب توجيهه في قول معاذ رضي الله عنه (لا انقطاع لها دون دخول الجنة)]

2- قول أبيّ بن كعب رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {مثل نوره} قال: (مثل نور من آمن به).
هذا القول جزء من الأثر:
(الله نور السماوات وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) قَالَ أبي بن كعب : هُوَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ الإيمان والقرآن في صَدْرِهِ فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَهُ فَقَالَ: اللَّهُ نُورُ السماوات وَالأَرْضِ فَبَدَأَ بِنُورِ نَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ ذَكَرَ نُورَ الْمُؤْمِنِ فَقَالَ: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ قَالَ: فَكَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَقْرَؤُهَا: مَثَلُ نُورِ مَنْ آمَنَ بِهِ فَهُوَ الْمُؤْمِنُ جُعِلَ الإِيمَانُ وَالْقُرْآنُ فِي صَدْرِهِ. [أين ورد بهذه الصياغة؟ لابد من ذكر هذا]
التخريج:
- رواه عن أبي جعفر الرازي كلًا من: ابن جرير(311)في تفسيره و ابن أبي حاتم(327) في تفسيره ، و أخرجه عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَصَححهُ كما ذكر السيوطي في في الدر المنثور.
[هذه الصياغة للتخريج خاطئة، لأن بين أبي جعفر الرازي، وأبي بن كعب واسطتين في بعض الروايات، وفي رواية أخرى عند ابن جرير، يوجد واسطة واحدة
لصياغة التخريج يمكنكِ اعتماد هذه الطريقة:

قول فلان: (....) أخرجه (ذكر أسماء من أخرج الأثر من الأئمة مرتبة على تاريخ الوفاة) من طريق (ثم بيان أصل الإسناد، من مخرج الأثر إلى منتهاه)

وهذه الصياغة تفيد أن هؤلاء المفسرين اتفقوا في أصل الإسناد، والمتن، أو على الأقل لا يوجد اختلاف في المتن يؤدي إلى تغير في المعنى.

وراجعي طريقة الأخ فروخ أعلاه]
- ما رواه و صححه الحاكم هو ما رُويَ عن ابن عباس و ليس ما روي عن أبي بن كعب. [فلماذا أدرجتيه هنا، والبحث عن قول أبي بن كعب رضي الله عنهم جميعًا ؟]
- و روى هذا القول بألفاظ قريبة ابن جرير في تفسيره عن أبي ، قال: ذكر نور المؤمن فقال: مثل نوره، يقول مثل نور المؤمن. قال: وكان أُبيّ يقرؤها: كذلك مثل المؤمن، قال: هو المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره.
- وروي بن جرير عن سعيد بن جبير و الضحاك مثله، و روى ابن أبي حاتم و الحاكم في مستدركه و الإمام أحمد في كتاب فضائل الصحابة عن ابن عباس مثله.
الأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي450 في تفسيره أن ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ فِيهِ أرْبَعَةُ أقاوِيلَ:
أحَدُها: مَثَلُ نُورِ اللَّهِ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ.
الثّانِي: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ ﷺ، قالَهُ ابْنُ شَجَرَةَ.
الثّالِثُ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، قالَهُ أُبَيٌّ.
الرّابِعُ: مَثَلُ نُورِ القُرْآنِ، قالَهُ سُفْيانُ
. فَمَن قالَ: مَثَلُ نُورِ المُؤْمِنِ، يَعْنِي في قَلْبِ نَفْسِهِ، ومَن قالَ: مَثَلُ نُورِ مُحَمَّدٍ، يَعْنِي في قَلْبِ المُؤْمِنِ، ومَن قالَ: نُورُ القُرْآنِ، يَعْنِي في قَلْبِ مُحَمَّدٍ
. وَمَن قالَ: نُورُ اللَّهِ، فِيهِ قَوْلانِ: أحَدُهُما: في قَلْبِ مُحَمَّدٍ. الثّانِي: في قَلْبِ المُؤْمِنِ
توجيه القول:
الأقوال تتعلق بفروع للمسألة :على من يعود الضمير، و ما المراد بالنور و متعلق النور؛ و الأقرب للصواب و الله أعلم هو قول أبي بن كعب، و توجيهه؛ أن الضمير [أي ضمير؟] يعود على الله، [قول أبي رضي الله عنه يفيد أن مرجع الضمير في (نوره) على المؤمن، والإضافة هنا إضافة باعتبار محل النور وهو قلب المؤمن كما بينتِ أدناه]

حسب سياق ظاهر الكلام، و قاعدة عود الضمير الاسم المتقدم؛ سبق قوله تعالى( الله نور السموات و الأرض)، كما بين أبي في كلامه أن الله بدأ بنور نفسه، فهو نور الله ، و الإضافة (في أي كلمة؟) هنا إضافة تشريف و تعريف و اختصاص، و المراد بالنور؛ الوحي و القرآن ، بهما يكون الإيمان الذي ينير القلب، و متعلق النور( محله)؛ أين ؟ في قلب المؤمن، و يدخل فيه دخولًا أوليًا قلب محمد صلى الله عليه و سلم.
و قراءة أبي و ابن مسعود تقوي المعنى.
و يدل على وصف الإيمان بالنور: قوله تعالى ﴿أفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإسْلامِ فَهو عَلى نُورٍ مِن رَبِّهِ﴾
وما يدل على أن القرآن نور : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾

3- قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (الأمة: الذي يعلم الخير، والقانت: المطيع لله ولرسوله).
هذا القول جزء من الأثر(قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: إن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقيل: إنَّ إبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً، فقال: هل تدري ما الأمة وما القانت؟ فقلت: الله أعلم، قال: الأمة الذي يُعلم الخير، والقانت المطيع لله ولرسوله، وكان معاذ بن جبل يُعلم الناس الخير، وكان مطيعاً لله ولرسوله)
- رواه بألفاظ متقاربة عن عامر الشعبي [نفس الملحوظة على الصياغة، فحين أقرأ هذا أفهم أن القائل هو عامر الشعبي] كلًا من: عبد الرزاق الصنعاني(هـ 211) في تفسيره، ، و أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (ت ٢٢٤هـ) في الخطب و المواعظ لأبي عبيد ، ابن سعد (ت ٢٣٠هـ) في الطبقات الكبرى، و الإمام أَحْمد بن حَنْبَل (241 هـ) في كتاب الْفَضَائِل، و ابن جرير(311 هـ) في تفسيره، الطبراني(360 هـ) في المعجم الكبير ، الحاكم(405 هـ) في مستدركه ، أبو نعيم الأصبهاني (٤٣٠هـ) في مسانيد أبي يحيى فراس بن يحيى الْمُكَتِّبِ الكوفي و في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، و البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) في المدخل إلى السنن الكبرى، ،و ابن عساكر (ت ٥٧١هـ) في تاريخ دمشق.
منها روايات مرسلة عن الشعبي ،و منها ما وصلها عن مسروق أو فروة بن نوفل الأشجعي [ما قصدكِ بقولكِ (مرسلة عن الشعبي)؟، ولابد من توضيح التخريج؛ بمعنى بيان مَن مِن هؤلاء الأئمة رواه من طريق الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود، ومن رواه من طرق أخرى مع بيانها]
.- و رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى عن طريق آخر:قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ قَالَ إِنَّ مُعَاذًا كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ! قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا. وَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْهَمَ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الأُمَّةُ؟ قَالُوا: مَا الأُمَّةُ؟ قَالَ: الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ. ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْقَانِتُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: الْقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ
تابع الشعبي أبي العبيدين كما روى ابن جرير في تفسيره، و روى مثل ذلك سفيان الثوري و الأعمش كما ذكر مثل ذلك ابن كثير في تفسيره .
لأقوال في المسألة:
ذكر الماوردي في تفسيره: أمة فيها ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ:
أحَدُها: يَعْلَمُ الخَيْرَ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وإبْراهِيمُ النَّخَعِيُّ.
قالَ زُهَيْرٌ:
فَأكْرَمَهُ الأقْوامُ مِن كُلِّ مَعْشَرٍ كِرامٍ فَإنْ كَذَّبْتَنِي فاسْألِ الأُمَمْ
يَعْنِي العُلَماءَ.
الثّانِي: أُمَّةٌ يُقْتَدى بِهِ، قالَهُ الضَّحّاكُ.
وَسُمِّيَ أُمَّةً لِقِيامِ الأُمَّةِ بِهِ.
الثّالِثُ: إمامٌ يُؤْتَمُّ بِهِ، قالَهُ الكِسائِيُّ وأبُو عُبَيْدَةَ.
﴿قانِتًا لِلَّهِ﴾ فِيهِ ثَلاثَةُ تَأْوِيلاتٍ: أحَدُها: مُطِيعًا لِلَّهِ، قالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ.
الثّانِي: إنَّ القانِتَ هو الَّذِي يَدُومُ عَلى العِبادَةِ لِلَّهِ.
الثّالِثُ: كَثِيرُ الدُّعاءِ لِلَّهِ عَزَّ وجَلَّ.
توجيه القول:
هذا القول يعود للمعنى اللغوي للأمة و للقنوت.
- أم أي قصد،أي بمعنى مأموم، أى: يؤمّه الناس ليأخذوا منه الخير، و من لازم أن يؤتم به أن يكن معلمًا للخير
ففي كتاب المعاني الجامع معنى أمة: الأمة: الرجل الجامع لخصال الخير
و يقوى هذا القول: قوله تعالى ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً .
قال الزمخشري ( 538)في تفسيره: أى كان أمة تؤمه الناس ليقتبسوا منه الخيرات ويقتفوا بآثاره المباركات، حتى أنت على جلالة قدرك قد أوحينا إليك أن اتبع ملته ووافق سبرته، والله أعلم.
- قَوْله ﴿قانِتًا لله﴾ :
المعنى في كتاب المعاني الجامع ؛رَجُلٌ قَانِتٌ : مُتَعَبِّدٌ وَمُطِيعٌ لِلَّهِ.
و التعبير بالاسم( اسم الفاعل) يفيد الدوام و الاستمرار
والقنوت يُفَسر بأشياء كلها ترجع إلى دوام الطّاعَة

التقويم: ب

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- أشكر لكِ جهدكِ، وللتوضيح لبقية الطالبات، المطلوب في هذا التطبيق كان تخريج القول الوارد في رأس السؤال فقط، مع توجيهه، دون الحاجة لسرد بقية الأقوال في المسألة (يُطلب هذا في التطبيقات التالية بإذن الله)

ونفضل أن نلتزم بالمطلوب فقط، لأن التدرج في التطبيقات مقصود لتحصيل المهارات، وتجنب التشتت.

- تفسير الماوردي نستفيد منه في معرفة ما قيل في المسألة من أقوال، كدراسة مبدئية قبل الاطلاع على بقية التفاسير، لكن لا نعتمد على عزوه لهذه الأقوال.

- أرجو الاعتناء بالملحوظات التي أوردتها على الأسئلة أعلاه بخصوص التخريج.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الآخرة 1443هـ/30-01-2022م, 11:27 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فروخ الأكبروف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله.
(1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).
قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وابن أبي عاصم في سنته، وابن جرير الطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في كتابه "الرد على الجهمية" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي عنه من وجوه.
ورواية وعامر بن سعد البجلي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرسلة، فإنه لم يدركه.
وقال الدارقطني في "العلل الواردة في الأحاديث النبوية": والمحفوظ من ذلك قول إسرائيل ومن تابعه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبي بكر".
وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن جرير الطبري، والدارقطني في كتاب "رؤية الله" من طريق أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد بن نمران عنه.
لا شك أن مثل هذا القول مما لا مجال للاجتهاد فيه، فيكون بقوة المرفوع.
وقد أخرج الطيالسي في "مسنده"، والإمام أحمد، ومسلم، وابن ماجه، والترمذي في "جامعه"، والدارمي في "الرد على الجهمية"، وابن أبي عاصم في سنته، والبزار في "مسنده"، والنسائي في "الكبرى"، والطبري، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، وابن حبان في "صحيحه"، والآجري في كتاب "الشريعة"، والدارقطني في كتاب "رؤية الله"، وبن مَنْدَه في "الإيمان"، والثعلبي في تفسيره، والبيهقي في "الأسماء والصفات"، والواحدي في "الوسيط"، والبغوي في تفسيره كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد: إن لكم عند الله موعدا، قالوا: ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلنا الجنة؟ قالوا: بلى، فيكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه)). رووه بألفاظ متقاربة، وهذا لفظ الترمذي.
وقال البيهقي في "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث": وروينا في إثبات الرؤية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي موسى وغيرهم رضي الله عنهم، ولم يرو عن أحد منهم نفيها، ولو كانوا فيه مختلفين لنقل اختلافهم إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في الحلال والحرام والشرائع والأحكام نقل اختلافهم في ذلك إلينا، وكما أنهم لما اختلفوا في رؤيته بالأبصار في الدنيا نقل اختلافهم في ذلك إلينا، فلما نقلت رؤية الله بالأبصار عنهم في الآخرة ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف يعني في الآخرة كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا أنهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين مجتمعين، وبالله التوفيق.
قال الواحدي في "الوسيط": "قال حوثرة في أثر هذا الحديث: "كنا نسمع حمادا يحدث بهذه الأحاديث على رءوس الناس فلا ينكرونها حتى جاء قوم يزعمون أن الله عز وجل لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة وكذبوا"".
وبهذا تبين أن قول أبي بكر هذا مبني على التفسير النبوي، وعلى الإجماع.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

(2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود).
أخرج فول عمر بن الخطاب هذا عبد الرزاق في تفسيره، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبري، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان" عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عنه من طرق.
وذكره أيضا ابن حجر العسقلاني في "المطالب العالية" وقال: "هذا إسناد صحيح".
هذا القول مبني على قراءة "نصوحا" بفتح النون، و"نصوحا" على هذا صفة التوبة. قال الفراء: "والذين قَالُوا: "نَصُوحاً" جعلوه من صفة التوبة، ومعناها: يحدّث نفسه إِذا تاب من ذَلِكَ الذنب ألّا يعود إِلَيْه أبدًا".
ومثله قال الزجاج: "... فمن فتح فعلى صفة التوبة. ومعناه: توبة بالغة في النصح، و"فَعُول" من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف، تقول رجل صبورٌ وَشَكُورٌ، وتوبة نَصُوحٌ".
وهذه كلها يعود إلى أصل اللفظ اللغوي، قال ابن فارس: "(نصح) النون والصاد والحاء: أصل يدل على ملاءمة بين شيئين وإصلاح لهما. أصل ذلك الناصح: الخياط. والنصاح: الخيط يخاط به، والجمع نصاحات، وبها شبهت الجلود التي تمد في الدباغ على الأرض. قال:
فترى القوم نشاوى كلهم ... مثلما مدت نصاحات الربح
ومنه النصح والنصيحة: خلاف الغش. ونصحته أنصحه. وهو ناصح الجيب لمثل، إذا وصف بخلوص العمل، والتوبة النصوح منه، كأنها صحيحة ليس فيها خرق ولا ثلمة..."
وقال السهيلي في "نتائج الفكر في النحو": "نصحت" مأخوذ من قولك: نصح الخائط الثوب: إذا أصلحه وضم بعضه إلى بعض، ثم استعير في الرأي فقالوا: "نصحت له رأيه ".والتوبة النصوح إنما هي لما تمزق من الدين كنصح الثوب..."
وعلى هذا أيضا ابن القيم، فقد جاء في "بدائع الفوائد": "...والتوبة النصوح إنما هي من هذا، فإن الذنب يمزق الدين، فالتوبة النصوح بمنزلة نصح الخياط الثوب إذا أصلحه وضم أجزاءه..."
وإذا عاد العبد إلى المعصية والذنب فكأنه خرقها وشابها بالغش. "فهي إما بمعنى منصوح فيها، كركوبة وحلوبة، بمعنى مركوبة ومحلوبة، أو بمعنى الفاعل، أي: ناصحة كخالصة وصادقة"، كما قاله ابن القيم في "مدارج السالكين".
فكان بيان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، للتوبة النصوح من التفسير باللازم. فكأنه بين شرط كونها نصوحا، وهو العزم على عدم الرجوع إلى الذنب.
ويدل على ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية: " و"نصوح" هي صفة للتوبة وهي مشتقة من النصح والنصيحة. وأصل ذلك هو الخلوص... فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب..." (مجموع الفتاوى: 16/57).
[أحسنت، بارك الله فيك، لكن هنا مهارة نضيفها مع هذه التطبيقات، وهي الانتباه إلى اختلاف ألفاظ الرواية، وهل تؤثر في المعنى أو لا؟

فإذا كانت تؤثر في المعنى فينبغي بيان الطريق الذي فيه " الزيادة " المؤثرة

مثلا هذا القول روي عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بألفاظ مختلفة، والرواية المذكورة في رأس السؤال فيها زيادة " أو لا تريد أن تعود "

واختلف الرواة عن سماك، فنحدد الرواة الذين جاء من طريقهم
وهذه الزيادة تؤدي لمعنى مختلف عن رواية " لا تعود للذنب أبدًا " دون هذه الزيادة
وهو أن مجرد العزم على عدم العودة إلى الذنب كاف في التوبة النصوح، فإن عاد بعد ذلك لا يقدح في أن توبته السابقة كانت توبة نصوحًا، وإنما يلزمه تجديد التوبة لذنبه الجديد.
وهذه المسألة محل بحث بين العلماء، وأوردها ابن كثير في تفسيره.
وما يهمنا هنا مسألة التنبه لاختلاف ألفاظ الرواية، الذي يؤدي لاختلاف المعنى عند التخريج، لأن المرحلة التالية هو دراسة الطرق التي جاءت منها الزيادة والنظر في صحتها]



(4) قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم الحجّ الأكبر قال: هو يوم عرفة.
قول علي بن أبي طالب هذا أخرجه بن جرير الطبري فقال: "حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال، أخبرنا حيوة بن شريح قال، أخبرنا أبو صخر: أنه سمع أبا معاوية البجليّ من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن "يوم الحج الأكبر" فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إليّ، فقال: قم، يا علي وأدِّ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من "براءة"، ثم صدرنا، حتى أتينا مِنًى، فرميت الجمرة ونحرتُ البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرؤها عليهم. فمن ثَمَّ إخال حسبتم أنه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة".
وأبو الصهباء صهيب البكري ممن تكلم فيهم، ضعفه النسائي، ووثقه ابن حبان.
وهذا القول يبين سبب نشأة القول بأن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
قال مكي: "و{يَوْمَ الحج الأكبر}: يوم عرفة؛ لأن علياً يوم عرفة قرأ على الناس أربعين آية من " براءة " بعثه بها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأها عليهم في مِنًى لتبلغ جميعهم، فمن ثم قال قوم: "{يَوْمَ الحج الأكبر}"".
[ التوجيه هنا يكون ببيان معنى إضافة يوم إلى الحج، وبيان منعوت " الأكبر" هل هو " يوم" أو " الحج"

وفصل ابن عطية صاحب المحرر الوجيز في بيان وجه الجمع بين الأقوال وتوجيهها، فيُرجى مراجعته]


التقويم: أ

أحسنت، زادك الله علمًا وفضلا، ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 جمادى الآخرة 1443هـ/31-01-2022م, 04:28 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ التطبيق الأول ⚪


◽ اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:




(⚫ 1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).


▪التخريج
هذا القول عن الصديق أبوبكر. رضي الله عنه :
- رواه الإمام أحمد والبيهقي والدارقطني وابن منده ، وابن أبي عاصم و في وحديث ابن السماك والخلدي - والخلعي والطبري ، كلهم من طريق عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق
- وأخرجه الطبري والدارمي من طريق إسحاق عن سعيد بن نمران عنه
- وأخرجه ابن ابي شيبة وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي
والآجري ذكر هذا السيوطي في الدر المنثور ، كما ذكرهذا القول عن الصديق ابي بكر ، ابن كثير في تفسيره والقرطبي
والبغوي والماوردي ، وغيرهم من المفسرين
-وهذا القول لأبي بكر الصديق :
قد رواه الإمام أحمد في ( السنة لعبد الله بن أحمد) ، والدارمي في (النقض على ماادعاه المعارض في الوجه) ، والبيهقي في (السنن الكبرى ) والدارقطني في ( رؤية الله ) وابن منده في
(الرد على الجهمية ) وابن ابي عاصم في (السنة لابن أبي عاصم ) ومن الأجزاء الحديثية لابن السماك والخلدي ، والخلعي في ( الخليعيات) وابن جرير الطبري في تفسيره .


▪ التوجيه والدراسة
القول أن تفسير الزيادة في الآية : هي النظر إلى وجه الله تعالى ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد رواه مسلم والترمذي. والنسائي من حديث. صهيب مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم :
وعَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ. فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ".
وفي رواية: ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الآيَةَ: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ﴾ رواه مسلم.
كما جاء موقوفا على عدد من الصحابة منهم أبوبكر رضي الله عنه وحذيفة وأبو موسى الأشعري وعدد من التابعين ، سعيد بن المسيب وَعَبَد الرحمن بن أبي ليلى وقتادة والحسن ومجاهد وغيرهم

وأما ما قيل من وجوه أخرى لمعنى * الزيادة* مثل هي المغفرة والرضوان ، والتضعيف للحسنات
وغيرها ، هناك من قال أن بعض هذه الأقوال لا تصح ولا دليل عليها مثل قول على : ان الزيادة غرفة من لؤلؤ لها أربعة أبواب ، روي عن على وقال ابن الجوزي ولا تص نسبته إليه ، وعلق ابن جرير على هذه الأقوال بعد أن أورد عددا منها قائلاً : أنه لا تعارض بينها فهي داخلة في معنى الزيادة والله أعلم ، لابد من القول ان الرؤية من أمور العقيدة التى اتفق عليها أهل السنة والجماعة ودل عليها الكتاب والسنة ، والتى هي فيصل بين أهل السنة وأهل البدعة الذين ينكرونها ، ويجحدونها ، فيتأولون القرآن على غير ظاهره ، جهلاً وبعداً عن الحق الذي جاءت به النصوص ، قال عز من قائل :
{ وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرةٌ




(⚫ 2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود )




▪ التخريج
- روى قول عمر هذا ، عبد الرازق في تفسيره ، وسعيد بن منصور في تفسيره (سَنَن سعيد بن منصور - كتاب التفسير ) والحاكم في المستدرك والبوصيري في * إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وابن أبي زمنين في تفسيره ، كلهم من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- وكذا أخرجه الطبري بأسانيد كلها من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- ذكر السيوطي في الدر المنثور - أخرجه عن عمر ، الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه ، كلهم من طريق النعمان بن بشير عنه .
ذكره عن عمر ابن كثير والبغوي وابن جزي وابن عطية والسمرقندي والثعلبي والقرطبي في تفاسيرهم
وقال ابن كثير بعد إيراده لروايات ابن جرير : روي هذا المعنى مرفوعاً عن الإمام أحمد من طريق أبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله. بن مسعود وهو ضعيف والموقوفين أصح والله أعلم .




▪التوجيه والدراسة
هذا القول عن عمر رضي الله عنه ، روي أيضاً عن ابن مسعود بهذا المعنى ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم جميعا
وأورده من علماء اللغة الفراء في ( معاني القرآن ) قائلاً : يحدث نفسه إذا تاب من ذلك الذنب ألا يعود إليه أبداً ، وقال الزّجّاج ( في معاني القرآن وإعرابه ) قال بعضهم : التى لا ينوي معها معاودة المعصية
وقال القرطبي في تفسيره : قد تباينت عبارة العلماء في معنى التوبة النصوح حتى بلغت ثلاثة وعشرين قولا وقال غيره بلغت أربع وعشرين قولاً :
منها أنها التوبة الصادقة ، والخالصة ، والمقبولة ، وهي التى نصحت صاحبها ، والمعاني متقاربة يُكمل بعضها بعضا ولا تعارض بينها فهي توبة استكملت شروط التوبة ، فكانت صادقة خالصة أحرى أن تقبل وقد نصحت للتائب وقادته إلى التجافي عن مواطن المعصية وبغضها .




⚫ 5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).


▪ التخريج
روى ابن أبي حاتم بسنده عن أبيه عن شريح بن النعمان عن ابن الرماح (عمرو بن ميمون ) عن حميد بن أبي الخزامى ، قال :
سئل معاذ بن جبل عن قول الله:
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
أورده في تفسيره المسمى ( تفسيرالقرآن العظيم - ابن أبي حاتم ) وذكره عنه السيوطي في - الدر المنثور - كما ذكره عنه أيضاً ابن كثير في تفسيره
ذكر السيوطي أن هذا القول أخرجه ابن المنذر ، ولقد اطلعت على المطبوع من كتاب :
تفسير القرآن (ابن المنذر ) - المؤلف : إبراهيم بن المنذر النيسابوري أبوبكر - المحقق : سعد بن محمد السعد - فلم أجده ، ولعله في المفقود الذي لم يطبع ، والله أعلم


▪ التوجيه والدراسة
هذا المعنى الذى ذكر عن الصحابي العالم الجليل معاذ بن جبل ، بمعنى ان الفصم هو القطع ، قاله من علماء اللغة
قطرب في كتابه ( معاني القرآن ) انفصم الشيء انفصاماً ، اي انقطع ، وكذا ذكره الزّجّاج في كتابه :
(.معاني القرآن وإعرابه ) والنّحاس في كتابه ( معاني القرآن )
كما روى هذا المعنى (لا انقطاع لها) ابن جرير في تفسيره ، بسنده عن موسى بن هارون عن عمرو عن أسباط عن السّدي . وذكره عنه الماوردي ، وأورده البغوي والسمعاني في تفسيريهما معنىً ولم يوردا غيره ،. وقد جاء المعنى على وجهين ، لا انقطاع لها - لا انكسار لها ، هناك من اعتبر أن أصل الفصم كسر الشيء ، والمعنيان يحتملهما اللفظ .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 رجب 1443هـ/4-02-2022م, 09:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
⚪ التطبيق الأول ⚪


◽ اختر ثلاثة أقوال من الأقوال التالية وخرّجها ووجّهها:




(⚫ 1) قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}: (النظر إلى وجه ربهم).


▪التخريج
هذا القول عن الصديق أبوبكر. رضي الله عنه :
- رواه الإمام أحمد والبيهقي والدارقطني وابن منده ، وابن أبي عاصم و في وحديث ابن السماك والخلدي - والخلعي والطبري ، كلهم من طريق [أبي إسحاق عن] عامر بن سعد عن أبي بكر الصديق
- وأخرجه الطبري والدارمي من طريق إسحاق عن سعيد بن نمران عنه
- وأخرجه ابن ابي شيبة وابن خزيمة وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه واللالكائي [ كتب اللالكائي والآجري موجودة]
والآجري ذكر هذا السيوطي في الدر المنثور ، كما ذكرهذا القول عن الصديق ابي بكر ، ابن كثير في تفسيره والقرطبي [لا حاجة للنسبة لمصادر ناقلة وقد وجدتِ القول في المصادر المسندة، ننسب للمصادر الناقلة فقط إذا لم نجد القول إلا بها]
والبغوي والماوردي ، وغيرهم من المفسرين
-وهذا القول لأبي بكر الصديق :
قد رواه الإمام أحمد في ( السنة لعبد الله بن أحمد) ، والدارمي في (النقض على ماادعاه المعارض في الوجه) ، والبيهقي في (السنن الكبرى ) والدارقطني في ( رؤية الله ) وابن منده في
(الرد على الجهمية ) وابن ابي عاصم في (السنة لابن أبي عاصم ) ومن الأجزاء الحديثية لابن السماك والخلدي ، والخلعي في ( الخليعيات) وابن جرير الطبري في تفسيره . [ من طريق ؟ ]


▪ التوجيه والدراسة
القول أن تفسير الزيادة في الآية : هي النظر إلى وجه الله تعالى ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد رواه مسلم والترمذي. والنسائي من حديث. صهيب مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم :
وعَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ يَقُولُ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ. فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ".
وفي رواية: ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الآيَةَ: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ﴾ رواه مسلم.
كما جاء موقوفا على عدد من الصحابة منهم أبوبكر رضي الله عنه وحذيفة وأبو موسى الأشعري وعدد من التابعين ، سعيد بن المسيب وَعَبَد الرحمن بن أبي ليلى وقتادة والحسن ومجاهد وغيرهم

وأما ما قيل من وجوه أخرى لمعنى * الزيادة* مثل هي المغفرة والرضوان ، والتضعيف للحسنات
وغيرها ، هناك من قال أن بعض هذه الأقوال لا تصح ولا دليل عليها مثل قول على : ان الزيادة غرفة من لؤلؤ لها أربعة أبواب ، روي عن على وقال ابن الجوزي ولا تص نسبته إليه ، وعلق ابن جرير على هذه الأقوال بعد أن أورد عددا منها قائلاً : أنه لا تعارض بينها فهي داخلة في معنى الزيادة والله أعلم ، لابد من القول ان الرؤية من أمور العقيدة التى اتفق عليها أهل السنة والجماعة ودل عليها الكتاب والسنة ، والتى هي فيصل بين أهل السنة وأهل البدعة الذين ينكرونها ، ويجحدونها ، فيتأولون القرآن على غير ظاهره ، جهلاً وبعداً عن الحق الذي جاءت به النصوص ، قال عز من قائل :
{ وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرةٌ




(⚫ 2) قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تفسير التوبة النصوح: (أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود )




▪ التخريج
- روى قول عمر هذا ، عبد الرازق في تفسيره ، وسعيد بن منصور في تفسيره (سَنَن سعيد بن منصور - كتاب التفسير ) والحاكم في المستدرك والبوصيري في * إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وابن أبي زمنين في تفسيره ، كلهم من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- وكذا أخرجه الطبري بأسانيد كلها من طريق سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عنه
- ذكر السيوطي في الدر المنثور - أخرجه عن عمر ، الفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه ، كلهم من طريق النعمان بن بشير عنه .
ذكره عن عمر ابن كثير والبغوي وابن جزي وابن عطية والسمرقندي والثعلبي والقرطبي في تفاسيرهم
وقال ابن كثير بعد إيراده لروايات ابن جرير : روي هذا المعنى مرفوعاً عن الإمام أحمد من طريق أبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله. بن مسعود وهو ضعيف والموقوفين أصح والله أعلم .


[أحسنتِ الوقوف على المصادر، ومخرج الأثر، لكن راجعي الملحوظة على الأخ فروخ بخصوص التخريج، وهي الإضافة التي نرجو اكتسابها من هذه التطبيقات نبنيها على ما سبق تعلمه]

▪التوجيه والدراسة
هذا القول عن عمر رضي الله عنه ، روي أيضاً عن ابن مسعود بهذا المعنى ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم جميعا
وأورده من علماء اللغة الفراء في ( معاني القرآن ) قائلاً : يحدث نفسه إذا تاب من ذلك الذنب ألا يعود إليه أبداً ، وقال الزّجّاج ( في معاني القرآن وإعرابه ) قال بعضهم : التى لا ينوي معها معاودة المعصية [فما دلالة الآية (توبة نصوحًا) على ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ ، راجعي التصحيح على تطبيق الأخ فروخ أيضًا]
وقال القرطبي في تفسيره : قد تباينت عبارة العلماء في معنى التوبة النصوح حتى بلغت ثلاثة وعشرين قولا وقال غيره بلغت أربع وعشرين قولاً :
منها أنها التوبة الصادقة ، والخالصة ، والمقبولة ، وهي التى نصحت صاحبها ، والمعاني متقاربة يُكمل بعضها بعضا ولا تعارض بينها فهي توبة استكملت شروط التوبة ، فكانت صادقة خالصة أحرى أن تقبل وقد نصحت للتائب وقادته إلى التجافي عن مواطن المعصية وبغضها .




⚫ 5) قول معاذ بن جبل رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {لا انفصام لها} قال: (لا انقطاع لها دون دخول الجنة).


▪ التخريج
روى ابن أبي حاتم بسنده عن أبيه عن شريح بن النعمان عن ابن الرماح (عمرو بن ميمون ) عن حميد بن أبي الخزامى ، قال :
سئل معاذ بن جبل عن قول الله:
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة
أورده في تفسيره المسمى ( تفسيرالقرآن العظيم - ابن أبي حاتم ) وذكره عنه السيوطي في - الدر المنثور - كما ذكره عنه أيضاً ابن كثير في تفسيره [فما فائدة نقلكِ عن السيوطي وابن كثير، وقد وجدتِ الأثر في تفسير ابن أبي حاتم؟]
ذكر السيوطي أن هذا القول أخرجه ابن المنذر ، ولقد اطلعت على المطبوع من كتاب :
تفسير القرآن (ابن المنذر ) - المؤلف : إبراهيم بن المنذر النيسابوري أبوبكر - المحقق : سعد بن محمد السعد - فلم أجده ، ولعله في المفقود الذي لم يطبع ، والله أعلم [إذن هذا الذي يصح أن نقول فيه، وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي، فتكون الصياغة النهائية للتخريج:
أخرج ابن أبي حاتم عن أبيه عن شريح بن النعمان عن ابن الرماح (عمرو بن ميمون ) عن حميد بن أبي الخزامى ، قال :
سئل معاذ بن جبل عن قول الله:
فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال: لا انفصام لها يعني: لا انقطاع لها- مرّتين- دون دخول الجنّة

وأخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي]



▪ التوجيه والدراسة
هذا المعنى الذى ذكر عن الصحابي العالم الجليل معاذ بن جبل ، بمعنى ان الفصم هو القطع ، قاله من علماء اللغة
قطرب في كتابه ( معاني القرآن ) انفصم الشيء انفصاماً ، اي انقطع ، وكذا ذكره الزّجّاج في كتابه :
(.معاني القرآن وإعرابه ) والنّحاس في كتابه ( معاني القرآن )
كما روى هذا المعنى (لا انقطاع لها) ابن جرير في تفسيره ، بسنده عن موسى بن هارون عن عمرو عن أسباط عن السّدي . وذكره عنه الماوردي ، وأورده البغوي والسمعاني في تفسيريهما معنىً ولم يوردا غيره ،. وقد جاء المعنى على وجهين ، لا انقطاع لها - لا انكسار لها ، هناك من اعتبر أن أصل الفصم كسر الشيء ، والمعنيان يحتملهما اللفظ .
[فما دلالة الآية على قول معاذ بن جبل (دون دخول الجنة)؟

راجعي التصحيح على الأخت رولا بدوي]


أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، لكن أرجو أن تراجعي درس توجيه أقوال المفسرين:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37558

التقويم: ب

زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir