بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}.
عَلى قدْرِ ما يبلغ العبدُ من إحسان اتّباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ يكون حظّه من بركة هذا الاتباع، وحظّه من هُدى القرآن وما رتَّب الله عليه من الفضل العظيم.
والإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان لا يصحّ الإيمان إلا بها.
من لم يؤمن بالقرآن فهو كافر متوعّد بالعذاب الشديدقال تعالى: { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ (99)}
الشاكّ في القرآن غير مؤمن به، ومتوعد بالعذاب لكفره وإعراضه عن الإيمان بالقرآن.
الإيمان الاعتقادي بالقرآن: أن يصدّق بأنّه كلام الله تعالى أنزله على رسوله بالحقّ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
ومن الإيمان الاعتقادي بالقرآن أن يصدّق بكلّ ما أخبر الله به في كتابه الكريم، وأن يخضع لما أمر الله به، فيعتقد وجوب ما أوجب الله فيه، ويعتقد تحريم ما حرّم الله فيه، وأنّه لا طاعة لما خالفه.
الإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن، من ذلك تلاوة القرآن تصديقاً وتعبّداً.
الإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه في كتابه الكريم.
من جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن؛ قد وعده الله فضلاً كبيراً ، وأجراً عظيماً؛ كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)}.