من الفوائد السلوكية في قوله تعالى:
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}.
ج: -الإنسان ضعيف, استودعه ربه في الأرض لينظر ما هو عامل فيها, فلا يتملكه الغرور, وليأتمر بما أمر الخلاق القادر؛ (فلينظر الإنسان مم خلق. خلق من ماء دافق).
-يبين الله تعالى للناس من آياته في أنفسهم ما يدعوهم إلى العلم والإيمان وبيان الحق, فليتسلح المسلمون بسلاح العلم, وليبحثوا في الآفاق وفي أنفسهم, ليبينوا للناس الحق والتوحيد, وكفى بربك أنه على كل شيء شهيد؛ (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ . يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ).
-الزواج أساس من أساسيات إعمار الأرض, ومنه يكون خلق الإنسان وبيان قدرة الله في ذلك, فلا يعزفن أحد يؤمن بالله ورسوله عما ندب إليه الله ورسوله, فمن استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ . خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ . يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ).
-الإيمان بالبعث؛ فإن من يملك البداءة, يملك الإعادة من باب أولى, فعلى الإنسان أن يكون معتقدا بذلك, ومن كان هذا حاله, تذكر في كل عمله أنه إلى الله راجع, وأن الله يبعثه للحساب, فإن عمل خيرا, وإلا فالعذاب, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ... واعمل ما شئت فإنك مجزي به"؛ (ِإنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ).
-ما ظننته في الدنيا سرا لن يطلع عليه غيرك, سيظهر لا محالة في الآخرة, وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل غادر يوم القيامة لواء عند إسته, فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان", فليراقب العبد ربه في عمله, وليحسن سريرته, ورحم الله أقواما سبقوا إلى الخيرات, لم يسبقوا بكثير صلاة ولا صيام, ولكن بشيء وقر في القلب وصدقه العمل؛ (يوم تبلى السرائر).
-ملك يوم الدين هو وحده صاحب القوة والنصر فلنتق الله ونخشاه؛ (فما له من قوة ولا ناصر).