دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الآخرة 1436هـ/15-04-2015م, 11:49 AM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي رسالة تفسيرية

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة تفسيرية
فى قوله تعالى"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"
هذه الآيات ابتداء تشريع أحكاما عظيمة للمسلمين لإصلاح جامعتهم وبناء أركانها ليزدادوا يقينا بارتفاعهم على اهل الشرك
ومقصود هذه الآيات تعليم المسلمين فافتتحت هذه الأحكام والوصايا بفعل القضاء المقتضى الإلزام اهتماما به
وابتدىء هذا التشريع بذكر اصل التشريع كله وهو توحيد الله فذلك تمهيد لما سيذكر بعده من الاحكام
فبدا بالنهى عن عبادة غير الله لأن ذلك هو اصل الإصلاح لان إصلاح التفكير مقدم على إصلاح العمل
وفى الحديث"أل وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب"
وقوله وبالوالدين إحسانا"
هذا اصل ثان من اصول الشريعة وهو بر الوالدين
وعطف الامر بالإحسان إلى الوالدين على ما هو فى معنى الامر بعبادة الله لان الله هو الخالق فاستحق العبادة لانه أوجد الناس ولما جعل الأبوين مظهر إيجاد الناس أمر بالإحسان إليهما
ولأن الله جبل الوالدين على الشفقة على ولدهما فامر الولد بمجازاة ذلك بالإحسان إلى ابويه
والإحسان يشمل كل من الاقوال والأفعال والبذل والمواساة
فذكر سبحانه :إن يبلغ احد الأبوين او كلاهما حد الكبر وهما فى كفالتك فوطىء لهما خلقك ولين لهما جانبك
وخص هذه الحالة بالبيان لانها مظنة انتفاء الاحسان بما يلقى الولد من ابيه وامه من مشقة القيام بشئونهما ومن سوء الخلق منهما
وقوله "فلاتقل لهما أف"ليس المقصود النهى نهذه الكلمة بخصوصها وإنما المقصود النهى عن الأذى الذى اقله الأذى باللسان باوجز كلمة
فيفهم منه النهى عما هو أشد اذى بطريق الاولى
ثم عطف عليه النهى عن نهرهما وهو الزجر وأمر بإكرام القول لهما والكريم من كل شىء :الرفيع فى نوعه
وبهذا الامر انقطع العذر بحيث إذا أرد الولد ان ينصح لأحد ابويه أو يحذر مما قد يضرهما أدى إليهما ذلك بقول لين
ثم ارتقى فى الوصاية بالوالدين إلى أمر الولد بالتواضع لهما تواضعا يبلغ حد الذل لهما ذلا ناشئا عن الرحمة لا عن خوف أو مداهنة وذلك لإزالة وحشة نفوسهما إن صارا فى حاجة إلى معونة الولد حيث يبغيان أن يكونا هما النافعين للولد
والقصد من ذلك الامر:ان يتخلق الولد بشكر الوالدين على أنعامهما السابقة عليه
واعتياد النفس على التخلق بالرحمة بأن يستحضر دوما وهو يعاملهما وجوب معاملتهما بالرحمة حتى يصير ذلك له خلقا
ومقتضى الآية التسوية بين الوالدين فى البر وإرضاؤهما معا فى ذلك ولم تتعرض الآية لما عدا ذلك مما يختلف فيه الابوان

كمافي الحديث الصحيح عن أبي هريرة: " أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم مَن أحقّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمُّك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمُّك. قال: ثمّ من؟ قال: ثم أبوك "

وهو ظاهر في ترجيح جانب الأم لأن سؤال السائل دل على أنه يسأل عن حسن معاملته لأبويه.
المصادر:
التحرير والتنوير لابن عاشور
الأسلوب المتبع فى الرسالة:
حاولت الجمع بين الاسلوب المقاصدى مشوبا بالاسلوب الوعظى

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسيرية, رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir