دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 11:50 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي تقارير يوم الإثنين حول كتاب تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن

تلخيص مسائل الجهاد وتوابعه من كتاب تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن:
قال تعالى:(( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ))
كان المسلمون في أول الدعوة غير مأمورين بالجهاد بل بالكف.
أول مشروعية الجهاد بعد الهجرة للمدينة وبعد اضطرار الأعداء لهم بترك بلادهم وقتلوا من قتلوا وحبسوا من حبسوا واجتمعوا على عداوتهم،فحينئذ أذن الله لهم في القتال:(( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ))
ما هو ظلمهم؟
1- منعهم من دينهم.
2- إخراجهم من دينهم.
3- مطاردتهم في كل مكان.

(( وإن الله على نصرهم لقدير )):
تكون النصرة مع فعل الأسباب ومقاومة الأعداء بكل مستطاع والدعاء بالنصر والتوكل على الله.

صفة العداوة:
بالأذية والفتنة بغير حق إلا أن ذنبهم إيمانهم بالله واعترافهم بالله ربا وإخلاصهم له الدين.

مكانة الجهاد في الدين:
أنه من الضروريات في الدين،فالمقصود به إقامة دين الله والدعوة إليه:(( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ))
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لاستولى الكفار الظالمون ومحقوا أديان الرسل فقتلوا المؤمنين وهدموا المساجد وبهذا نعرف حكمة الجهاد الديني.

ومن مقاصد الجهاد:
أقامة العدل وحصول الرحمة واستعباد الخلق لخالقهم.

الأسباب التي يستعين بها الجيش الإسلامي في جهاد الأعداء
قال تعالى:(( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون*وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين*ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط ))

من أعظم الأسباب:
1- الصبر وهو الثبات التام وإبداء كل مجهود في تحصيل ذلك.
2- التوكل على الله والتضرع إليه والإكثار من ذكره فما اجتمع الأمران على وجه الكمال والتكميل فقد أتى المجاهدون بالأسباب الوحيدة للنصر والفلاح فليبشروا بنصر الله وليثقوا بوعده وتمرين النفوس على ذلك فإنه من يتصبر يصبره الله .
3- تعلم الركوب والرمي والفنون العسكرية المناسبة للزمان والحث على الشجاعة والسعي في أسبابها والترغيب في فضائل الجهاد وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا واستيلاء الأعداء والذل والدمار.
وعلى حسب فقه العبد وعلمه ويقينه يكون قيامه بالجهاد وصبره عليه وثباته.
وإذا علم المجاهد أنه على الحق ويجاهد أهل الباطل فهذا أعلى الغايات وأشرفها وأحقها.
ومن دواعي الصبر الثقة بالله وبوعده فإن الله وعد الصابرين العون والنصر وأنه معهم في كل أحوالهم ومن كان الله معهم لم يخف إلا الله.
الأمر الثاني : التوكل على الله وقوة الاعتماد عليه والتضرع إليه في طلب النصر والإكثار من ذكره،قال تعالى:(( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ))
وقال:(( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين )) وقوله:(( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ...))أي:تقوموا بدينه وبالحق الذي جاء به رسوله مخلصين لله قاصدين أن تكون كلمة الله هي العليا:(( ينصركم ويثبت أقدامكم ))
وقوله:(( أليس الله بكاف عبده )):أي الذي قام بعبوديته فبحسب توكلهم عليه وقيامهم بعبوديته يحصل لهم النصر والكفاية التامة
ومن أسباب النصر والصبر والثبات:
4- اتفاق القلوب وعدم التفرق والتنازع فإن ذلك محلل للقوة موجب للفشل وأما اجتماع الكلمة والألفة بين المؤمنين واتفاقهم على نصرة الدين فهذا أقوى القوى المعنوية والمادية تبعا لها،والكمال الجمع بين الأمرين كما قال الله:(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ))

ومن أسباب النصر والثبات:
5- حسن النية وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق فلهذا حذر من مشابهة الذين خرجوا بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله ، فهؤلاء لما لم يعتمدوا على ربهم وأعجبوا بأنفسهم وخرجوا أشرين بطرين وقتالهم لنصر الباطل فباؤوا بالخيبة والفشل،وقد أدب الله خيار الخلق لما حصل من بعضهم الإعجاب بالكثرة في غزوة حنين

6- حسن التدبير والنظام الكامل في جميع الحركات العسكرية:(( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم )) كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتب الجيش وينزلهم منازلهم ويسد الثغرات ويحفظ المكامن ويبعث العيون لتعرف أحوال العدو ويشاور أصحابه ويعرف أسرار العدو , والتحرز من جواسيس العدو وعمل الأسباب لأخذ الحذر من ذلك بحسب ما يليق ويناسب الزمان والمكان .
7- إخلاص الجيوش وقتالها عن الحق وأن تكون غايتها واحدة لا يزعزعها فقد رئيس أو إنحراف كبير ولهذا أرشد الله المؤمنين يوم أحد (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )) فنبههم على أنه لا ينبغي أن يفت في عزيمتكم فقد نبيكم لأنكم تقاتلون لله ولدفع الشر فلا ينبغي أن تتأثروا في كل الأحوال , فالكمال كل الكمال أن يكون العبد عبدا لله في السراء والضراء .
8- ومن الأمور المهمة أن يكون الرئيس رحيما برعيته ناصحا محبا للخير ساعيا في جهده كثير المشاورة لهم , خاصة أهل الرأي والحجا منهم .
وأن تكون الرعية مطيعة منقادة ليس عندهم منازعات ولا مشاغبات (( يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ))
9- من الأمور المهمة سلوك طريق الحق والعدل في قسمة الغنائم وأن لا يستبد بها الأقوياء دون الضعفاء لأنه سبب للعدوان والفرقة .
10- السعي بقدر الإستطاعة في إيقاع الإنشقاق في صفوف الأعداء , وفعل كل سبب يحصل به تفريق شملهم , و وحدتهم , ومهادنتهم من يمكن مهادنته , وبذل المال للرؤساء إذا غلب الظن أنه ينكف شرهم عن المسلمين بهذا .
قال تعالى (( إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم ))

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 12:59 AM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

1- البيع وأنواع المعاملات
2- فساد الربا
3- الميسر والغرر
قال تعالى : (( وأحل الله البيع وحرم الربا ))
وقوله : (( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضافعة ))
وقوله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ))
وقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه ))
وقوله تعالى : (( واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ))
اشتملت هذه الآيات على أحكام جمة وفوائد مهمة .
1- الأصل في البيوع والمعاملات والتجارات كلها الحل والإطلاق لا فرق بين ما كان ثمنها حال , أو مؤجل ثمنها كالسلم وغيره لعموم قوله : (( إذا تداينتم بدين )) وهذه جائزة بما يقترن بها ويتبعها من شروط ووثائق , إذا سلمت من المحاذير الشرعية التي نبه عليها الله ورسوله , ويدخل فيها جميع أجناس المبيعات وأنواعها , وكلها لابد أن تقترن بهذا الشرط وهو التراضي بين المتعاوضين .

2- ومن أعظم المحاذير المانعة من صحة المعاملات الربا , والغرر , والظلم : ويدخل فيه ربا الفضل: وهو بيع المكيل بالمكيل من جنسه متفاضلا , وبيع موزون بالموزون من جنسه متفاضلا , ويشترط في حله التماثل بين المبيعين والقبض قبل التفرق .

ربا النسيئة : وهو بيع المكيل بالمكيل إلى أجل أو غير مقبوض , ولو من غير جنسه , وبيع الموزون بالموزون إلى أجل أو بلا قبض ويستثنى منه السلم .

وأشد أنواع النوع : قلب الديون في الذمم , وهو الذي ذكره الله في قوله )) لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة )) وذلك إذا حل ما في ذمة المدين , قال له الغريم : إما أن تقضي ديني , وإما أن تزيد في ذمتك , فيتضاعف ما في ذمة المعسر أضعافا مضاعفة بلا نفع ولا انتفاع , وذلك أن المعسر قد أوجب الله على غريمه إنظاره , كما قال تعالى : (( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )) وقد توعد الله من فعل هذا بالعذاب الشديد , وأن الذين يأكلون الربا لا يقومون من قبورهم إلى بعثهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس , أي من الجنون قد اختلت حركاتهم لما يعلمون ما أمامهم , من القلاقل , والأهوال المزعجة , والعقوبات لأكلة الربا , وقد آذنهم الله بمحاربته ومحاربة رسوله , إذا لم يتوبوا , ومن حاربه الله ورسوله فهو مخذول وعاقبة أمره المحق والبوار , قال تعالى : (( يمحق الله الربا ويربي الصدقات )) (( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله )) فالله يجمع له بين عقوبات الدنيا والآخرة , إلا إذا تاب فله ما سلف (( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون )) أي بأخذ الزيادة ((ولا تظلمون)) أي بأخذ بعض رؤوس أموالكم.

ومن أنواع الربا القرض الذي يجر نفعا :
فإن الأصل في القرض الإحسان , والمرافق بين العباد , فإذا دخلته المعاوضة أو رد خيرا منه , أو شرط نفعا , أو محاباة في معاوضة أخرى , فهو من الربا , لأنه دراهم بدراهم مؤخرة , والربح ذلك النفع المشروط .
فالله تعالى وعظ المؤمنين من تعاطي الربا كله , وأرشدهم إلى أن يكتفوا بالمكاسب الطيبة التي فيها البركة وصلاح الدين والدنيا .

ومن المحاذير في المعاملات الميسر والغرر : فإن الله حرم الميسر وقرنه بالخمر والميسر , يدخل في المعاملات كما يدخل في المغالبات , فكما أن المراهنات والمغامرات وتوابعها من الميسر, فالبيوع التي فيها الغرر , ومخاطرات , و جهالات , داخلة في الميسر ولهذا نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن بيع الغرر .
فيدخل في ذلك بيع الحمل في البطن , وبيع الآبق والشارد , والذي لم ير ولم يوصف , وبيع الملامسة , والمنابذة , وجميع العقود التي فيها جهالة بينة , وذلك لأن أحد المتعاملين إما أن يغنم , أو يغرم , وهذا مخالف لمقاصد المعاوضات التي لابد أن تتساوى بين المتعاوضين , فإذا جهل الثمن أو المثمن , أو كان الأجل في الديون غير مسمى ولا معلوم دخل في بيع الغرر والميسر الذي نهى الله عنه .

ومن المحاذير المنهي عنها في المعاملات : الظلم , والغش , والتدليس , وبخس المكاييل , والموازين , وبخس الحقوق , أخذا وإعطاء بأن يأخذ أثر مما له , أو يعطي أقل مما عليه , فهذا من أعظم المحرمات التي توعد عليها الله في الدنيا والآخرة , وأهلك أمة عظيمة بسبب المعاملات المحرمة .
كما يدخل في المعاملات المحرمة الغصب والسرقة ونحوها: وكلها داخلة في قوله تعالى : (( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )) .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 09:19 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع:
قربه تعالى واستجابته لدعاء الداعي
تلخيص مسائل الموضوع:
-معنى قوله تعالى:((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان )).
أي: إذا سألك العباد عن ربهم، وبأي طريق يدركون منه مطالبهم، فأجبهم بهذا الجواب الذي يأخذ بمجامع القلوب، ويوجب أن يعلق العبد بربه بكل مطلوب ديني ودنيوي، فأخبرهم أن الله قريب من الداعين، ليس على بابه حجاب ولا بواب، ولا دونه مانع في أي وقت وأي حال، فإذا أتى العبد بالسبب والوسيلة، وهو الدعاء لله المقرون بالاستجابة له بالإيمان به والانقياد لطاعته، فليبشر بالإجابة في دعاء الطلب والمسألة، وبالثواب والأجر والرشد إذا دعا دعاء العبادة.
-الأسباب الموجبة لقبول الدعاء
الأسباب الموجبة لإجابة الدعاء التي مدارها على الإيمان بالله، وتحقيقه بالانقياد لله امتثالا لأمره واجتنابا لنهيهوفي الايمان بالله والاستجابة له حصول العلم، لأن الرشد هو الهدى التام علما وعملا، ونظير هذا قوله تعالى:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] أي: علما تفرقون به بين الحق والباطل، وبين كل ما يحتاج إلى تفصيله.
-موانع إجابة الدعاء
موانع الإجابة هي ترك تحقيق الإيمان وترك الانقياد، فأكل الحرام وعمل المعاصي من موانع الإجابة، وهي تنافي الاستجابة لله.
- أنواع التخفيف على المؤمنين في رمضان
1-الأكل والشرب سواءا ناموا أو لا
2-الجماع
-سبب الرخصة في ذلك
لكونهم كانوا يختانون أنفسهم بترك بعض ما أمروا به لو بقي الأمر على ما كان أولا، فتاب الله عليكم بأن وسع لهم أمرا لولا توسعته لكان داعيا إلى الإثم والإقدام على المعاصي، وعفا عنهم ما سلف من التخون.
- الغاية من المباشرة
أي: اقصدوا في مباشرتكم لزوجاتكم التقرب إلى الله بذلك، واقصدوا أيضا حصول الذرية وإعفاف الفرج وحصول جميع مقاصد النكاح.
- النهي عن الاشتغال باللذة الدنيوية عن ليلة القدر
نهاكم الله أن تشتغلوا بهذه اللذة وتوابعها وتضيعوا ليلة القدر، وهي مما كتبه الله لهذه الأمة، وفيها من الخير العظيم ما يعد تفويته من أعظم الخسران، فاللذة مدركة، وليلة القدر إذا فاتت لم تدرك، ولم يعوض عنها شيء.
-المباحات في ليالي رمضان
1-الأكل والشرب والوطء حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ،فإذا طلع الفجر وجب الامساك عن هذه المباحات.
وفيه أن هذه الثلاثة إذا وقعت وصاحبها شاك في طلوع الفجر فلا حرج عليه، ودليل على استحباب تأخير السحور دفعا للمشقة .
وفيه دليل على جواز إدراك الفجر بالجنابة.
- الاعتكاف
تعريفه: هو لزوم المساجد لطاعة الله
حكمه : مشروع
مكانه:المساجد،ولا يصح بغيرها
الممنوعات أثنائه :الجماع
-سبب التقوى
العلم
الصحيح سبب للتقوى؛ لأنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا بان لهم الباطل اجتنبوه، ومن علم الحق فتركه والباطل فاتبعه كان أعظم لجرمه وأشد لإثمه).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 09:53 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع:
فصل في الحج وتوابعه
تلخيص مسائل الموضوع
-حكم الحج
هو فرض :
أوجب الله على العباد حجه وقصده لأداء المناسك التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمها أمته، وأمرهم أن يأخذوا عنه مناسكهم.
فأوجبه على من استطاع إليه سبيلا بأن قدر على الوصول إليه بأي مركوب متيسر، وبزاد يتزوده ويتم به السبيل،قال تعالى:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]
وقال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة
هذا هو الشرط الأعظم لوجوب الحج، وهذه الآية صريحة في فرضية الحج، وأنه لا يتم للعبد إسلام ولا إيمان وهو مستطيع إلا بحجه.
-حكمة فرض الحج
إن الله إنما أمر به العباد رحمة منه بهم، وإيصالا لهم إلى أجل مصالحهم وأعلى مطالبهم، وإلا فالله غني عن العالمين وطاعتهم، فمن كفر فلم يلتزم لشرع الله فهو كافر، ولن يضر إلا نفسه.
-بيان تمييز الحج والعمرة عن غيرهما من العبادات
الأمر فيهما بإتمام أركانهما وشروطهما وجميع متمماتهما؛ ولا فرق في ذلك بين الفرض والنفل، وبهذا تميز الحج والعمرة عن غيرهما من العبادات؛ وإن من شرع فيهما وجب عليه إتمامهما لله مخلصا، ويدخل في الأمر بإتمامهما أنه ينبغي للعبد أن يجتهد غاية الاجتهاد في فعل كل قول وفعل ووصف وحالة بها تمام الحج والعمرة، وأن من دخل فيهما فلا يخرج منهما إلا بإتمامهما والتحلل منهما وهو الحصر.
-وقت الحج
وقته في أشهر معلومات، والمراد بالأشهر المعلومات عند الجمهور: شوال وذو القعدة، وعشر أو ثلاثة عشر من ذي الحجة، فهي التي يقع فيها الإحرام بالحج غالبا، وهي التي تقع فيها أفعال الحج: أركانه وواجباته ومكملاته.
- وقت الإحرام بالحج
قيل : قبل الأشهر الحرم جائز وهو قول الجمهور، ودليلهم قوله تعالى :((فمن فرض فيهن الحج )) أن هذا يدل على جواز فرضه فيهن وفي غيرهن ، وإلا لما كان في القيد فائدة وقيل :قبلها لا يجوز
لأن الشروع فيه يصيره فرضا بعد أن كان نفلا.
١-الرفث، وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، خصوصا التكلم في أمور النكاح بحضرة النساء، {وَلَا فُسُوقَ} [البقرة: 197] وهو جميع المعاصي، ومنها محظورات الإحرام، {وَلَا جِدَالَ} [البقرة: 197] والجدال هو المماراة والمنازعة والمخاصمة؛ لكونها تثير الشر وتوقع العداوة، والمقصود من الحج الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكن من القربات، والتنزه عن مقارفة السيئات، فإنه يكون بذلك مبرورا، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء - وإن كانت ممنوعة في كل زمان ومكان - فإنه يتأكد المنع منها في الحج.
-المقصود من الحج
المقصود من الحج الذل والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكن من القربات، والتنزه عن مقارفة السيئات، فإنه يكون بذلك مبرورا، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
- المحظورات في الإحرام
حلق الشعر من الرأس والبدن وقص الأظافر بجامع الترفه،ويستمر المنع حتى يبلغ الهدي محله.
-الرخصة في تقديم بعض الأحكام على بعض في الحج
وهي أن يقدم الحلق على النحر كما رخص في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عمن قدم الحلق أو الرمي أو الذبح أو الطواف بعضها على بعض، فقال: «افعل ولا حرج» .
-بيان أن المتمع كالقارن والمفرد في عدم جواز التحلل حتى يبلغ الهدي محله
قيل: إنه إذا حل من عمرته بأن فرغ من الطواف والسعي بادر بالدخول بالحج بالنية، وقيل: إنه بسوقه للهدي صار قارنا، وأن الهدي الذي استصحبه - حيث إنه كان للنسكين كليهما - مزج بين النسكين وصار صاحبه قارنا، وهذا هو القول الصواب.
- شرط جوازالتجارة في الحج
الرخصة بالتكسب في التجارة في مواسم الحج وغيرها ليس فيه حرج إذا لم يشغل عما يجب إذا كان المقصود هو الحج، وكان الكسب حلالا منسوبا إلى فضل الله معترفا فيه بنعمة الله، لا منسوبا إلى حذق العبد والوقوف مع السبب .
- مادل عليه قوله تعالى:((فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام)).
١- * أحدها: أن الوقوف بعرفة من المشاعر الجليلة، ومن أركان الحج، فإن الإفاضة من عرفات لا تكون إلا بعد الوقوف الذي هو ركن الحج الأعظم بعد الطواف.
* الثاني: الأمر بذكر الله عند المشعر الحرام، وهو المزدلفة، وذلك أيضا معروف، يكون الحاج ليلة النحر بائنا بها، وبعد صلاة الفجر يقف في المزدلفة داعيا حتى يسفر جدا، ويدخل في ذكر الله عند المشعر الحرام ما يقع في المشعر من الصلوات فرضها ونفلها.
* الثالث: أن الوقوف بمزدلفة متأخر عن الوقوف بعرفة، كما تدل عليه (الفاء) المفيدة للترتيب.
* الرابع والخامس: أن عرفات ومزدلفة كليهما من مشاعر الحج المقصود فعلها وإظهارها.
* السادس: أن مزدلفة في الحرم، كما قيده بالمشعر الحرام.
* السابع:أن عرفة بالحل كمفهوم التقييد بمزدلفة.

- السبيل إلى الحج
يكون بأن يأتي الحجاج مشاة على أرجلهم من الشوق، {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ}أي: ناقة ضامر تقطع المهامه والمفاوز، وتواصل السير حتى تأتي إلى أشرف الأماكنوذلك من كل مكان وبلد.
- فوائد زيارة البيت الحرام
منها منافع دنيوية كالتكسب وحصول الأرباح، وهذا أمر مشاهد يعرفه كل أحد، فجميع العلوم والعبادات الدينية التي تفعل في تلك البقاع الفاضلة، وما جعل الله لها من التضعيف داخل في هذه المنافع، وجميع المنافع الدنيوية التي لا تعد ولا تحصى داخلة في ذلك؛ فصدق الله وعده.
-حكم الهدايا في الحج
الأكل منها والتصدق منها على الفقير السائل والفقير الذي لا يسأل والإهداء منها.

- الأيام المعدودات وفضلها وما يستحب فيها
هي أيام التشريق في قول جمهور المفسرين، وذلك لمزيتها وشرفها وكون بقية المناسك تفعل بها، ولكون الناس فيها أضيافا لله، ولهذا حرم صيامها، فللذكر فيها مزية ليست لغيرها؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله» ، ويدخل في ذكر الله رمي الجمار، والتكبير عند رميها، والدعاء بين الجمرتين، والذبح والتسمية فيه، والصلوات التي تفعل فيها من فرائض ونوافل، والذكر المقيد بعد الفرائض فيها، وعند كثير من أهل العلم أنه يستحب فيها التكبير المطلق كالعشر.
-حكم الرمي
يجوز التعجيل فيه والتأخير أرجح لفعل النبي صلى الله عليه وسلم له ولما فيه من زيادة العبادة


-معنى الحصر
هو المنع من الوصول إلى البيت الحرام ومن تتميم المناسك
- أسباب الحصر
المرض والعدو وذهاب النفقة أو ضلال الطريق وغير ذلك
- كفارة التحلل من الإحرام بسبب الحصر
هي ذبح ما تيسر من الهدي وهو شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة يذبحها المحصر ويحلق رأسه ويحل من إحرامه بسبب الحصر، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما صدهم المشركون عن البيت وهم محرمون عام الحديبية.
فإن لم يتيسر له الهدي فيكفيه الحلق ويتحلل وهو الصحيح .
- الحكمة من المنع من التحلل حتى يبلغ الهدي محله
هي الذل والخضوع لله والانكسار له، والتواضع الذي هو روح النسك وعين صلاح العبد وكماله، وليس عليه في ذلك ضرر.
- ما يوجب الرخصة في التحلل
هو حصول الضرر بأن كان به أذى من رأسه من مرض ينتفع بحلق رأسه أو قروح أو قمل أو نحو ذلك، فإنه يحل له أن يحلق رأسه، ولكن يكون عليه فدية تخيير.

-فدية الأذى
فدية الأذى يخير فيها بين صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة، وألحق بذلك إذا قلم أظفاره، أو لبس الذكر المخيط، أو غطى رأسه، أو تطيب المحرم من ذكر وأنثى، فكل هذا فديته فدية تخيير بين الصيام أو الإطعام أو النسك.
-فدية قتل الصيد
وأما فدية قتل الصيد فقد ذكر الله التخيير فيها بين ذبح المثل من النعم، أو تقويمه بطعام فيطعم كل مسكين مدبر أو نصف صاع من غيره، أو يصوم عن إطعام كل مسكين يوما؛ فهذه الأنواع فديتها تخيير.
-هدي النسك
وهو على الترتيب، إن تيسر الهدي وجب الهدي، فإن لم يتيسر فعليه صيام عشرة أيام، ثلاثة في الحج - ولا يؤخرها عن أيام التشريق -، وسبعة إذا رجع - أي: فرغ من جميع شؤون النسك -، ودل إطلاق إيجاب الصيام على أنه يجوز فيها التتابع والتفريق.
وهو يجب على المتمتع والقارن .
-الحكمة في إيجاب الهدي على المتمتع والقارن
من الحكمة في إيجاب الهدي على الأفقي أنه لما حصل نسكين في سفرة واحدة كان هذا من أعظم نعم الله، فكان عليه أن يشكر الله على هذه النعمة الجليلة، ومن جملة الشكر إيجاب الهدي عليه.
- حكم الهدي للحجاج من مكة
ليس عليهم هدي ولا بدله
-بناء البيت الحرام
أمر الله إبراهيم عليه السلام ببنائه،فبناه على تقوى الله ورضوانه هو وابنه إسماعيل بنية صادقة وخضوع لله وإخلاص ودعاء منهما أن يتقبل منهما هذا العمل الجليل، فتقبله الله.
وأمره بتطهيره من الشرك والمعاصي والأدناس، وأضافه إلى نفسه ليكتسب شرفا إلى شرفه، ولتعظم محبته في القلوب، لكونه بيت محبوبها الأعظم، وتنصب وتهوي إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه للطائفين به والقائمين والركع السجود.
- الغاية من تطهير البيت
هي إكرام ضيوف الله من الحجاج والزائرين
فمن إكرامهم تطهير هذا البيت لهم، وتهيئته لما يريدونه عنده، ويدخل في تطهيره تطهيره من الأصوات اللاغية المرتفعة التي تشوش على المتعبدين بالصلاة والطواف والقراءة وغيرها.
-معنى البيت العتيق وفضله
هو: القديم أقدم المساجد على الإطلاق، المعتق من تسلط الجبابرة عليه، وتخصيص الطواف به دون غيره من المناسك لفضله وشرفه، ولكونه المقصود وما قبله وما بعده وسائل وتوابع، ولأنه يتعبد به لله مع الأنساك ووحده، وأما بقية الأنساك فلا تكون عبادة إلا إذا كانت تابعة لنسك.
- أسباب التقرب إلى الله
التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى يفعل الأوامر، فلهذا أتبعه بقوله: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة: 197] أتى (بِمَنْ) المفيدة لتنصيص العموم؛ فكل عبادة وقربة فإنها تدخل في هذا، والإخبار بعلمه يتضمن الحث على أفعال الخير خصوصا في تلك البقاع الشريفة والحرمات المنيفة فإنه ينبغي اغتنام الخيرات والمنافسة فيها من صلاة وصيام وصدقة وقراءة وطواف وإحسان قولي وفعلي.
-الزاد الحسي
هو الاستغناء عن الخلق وعدم التشوف لما عندهم، وإعانة المسافرين، والتوسعة على الرفقة، والانبساط والسرور في هذا السفر، وزيادة التقرب إلى الله تعالى، وهذا الزاد المراد به إقامة البنية بلغة ومتاع.
-الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه في دنياه وأخراه هو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار، وهو الموصل لأكمل لذة وأجل نعيم دائما أبدا؛ ومن ترك هذا الزاد فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر .
- بيان أهمية الهداية
هي من أكبر النعم التي يجب شكرها ومقابلتها بالإكثار من ذكر المنعم بالقلب واللسان.
- مكان الإفاضة والمقصود منها
مكانها من مزدلفة، و المقصود من هذه الإفاضة كان معروفا عندهم، وهو رمي الجمار، وذبح الهدايا، والطواف، والسعي، والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق، وتكميل بقية المناسك.
- الحكمة من الاستغفار بعد الإفاضة
هي خشية الخلل الواقع من العبد في أداء العبادة وتقصيره فيها، وبالإكثار من ذكره؛ شكرا له على نعمة التوفيق لهذه العبادة العظيمة وتكميلها.
- تباين مقاصد الخلق
ثم أخبر تعالى عن أحوال الخلق، وأن الجميع يسألونه مطالبهم، ويستدفعونه ما يضرهم؛ ولكن هممهم ومقاصدهم متباينة، فمنهم من يقول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا} [البقرة: 200] أي: يسأل ربه من مطالب دنياه وشهواته فقط،و لا رغبة له في الآخرة ، ولا حظ له منها، ومنهم عالي الهمة من يدعو الله لمصلحة الدارين، ويفتقر إلى ربه في مهمات دينه ودنياه، وكل من هؤلاء وهؤلاء له نصيب من كسبهم وعملهم، وسيجازيهم الله على حسب أعمالهم ونياتهم، جزاء دائرا بين الفضل والإحسان والكرم للمقبولين، وبين العدل والحكمة لغيرهم.
-بيان استجابة الله لعباده أجمعين
هذه الآية دليل على أن الله تعالى يقبل دعوة كل داع، مسلما كان أو كافرا، برا أو فاجرا، ولكن ليست إجابته دعاء من دعاه دليلا على محبته وقربه منه إلا في مطالب الآخرة ومهمات الدين، فمن أجيبت دعوته في هذه الأمور الدائم نفعها كان من البشرى، وكان أكبر دليل على بره وقربه من ربه.
- الفرق بين حسنة الدنيا وحسنة الآخرة
والحسنة المطلوبة في الدنيا يدخل فيها كل ما يحسن وقعه عند العبد، وما به تكمل حياته، من رزق هنيء واسع حلال، وزوجة صالحة، وولد تقر به العين، ومن راحة وعلم نافع وعمل صالح، وما يتبع ذلك من المطالب النافعة المحبوبة والمباحة.
وأما حسنة الآخرة فهي السلامة من العقوبات التي يستقبلها العباد من عذاب القبر والموقف وعذاب النار، وحصول رضا الله، والفوز بالنعيم المقيم،والقرب من الرب الرحيم .
-أكمل الادعية
هو قوله تعالى ((ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار))
فهذا الدعاء أجمع الأدعية وأكملها وأولاها بالإيثار، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به، ويحث عليه.
- أهمية التقوى
من اتقى الله وجد عنده جزاء المتقين، ومن لم يتقه عاقبه عقوبة تارك التقوى، فإن التقوى هي ميزان الثواب والعقاب في القائم بها والمضيع لها، فالعلم بالجزاء والإيمان به هو أعظم الدواعي للقيام بالتقوى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 10:57 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الفوائد من تفسير آيات كتابة الدين

الفوائد من آيات كتابة الديون:


1-الأمر بكتابة المعاملات والإشهاد عليها وهو على سبيل الاستحباب كما ذهب إلى ذلك الجمهور .

2- أن يكون الكاتب عدلا عارفا بالكتابة وبما ينبغي أن يكتب.

3-لو كان على دين مؤجل أو غير مقبوض فقد أوجب العلماء الكتابة والاشهاد ؛ لأن الحفظ واجب ، ومالايتم الواجب إلا به فهو واجب.

4-ومن الفوائد أن الكاتب لا يكتب إلا ما أملاه من عليه الحق.

5-من عليه الحق يملي بنفسه إن كان رشيدا ، ويملي وليه إن كان عاجزا ضعيفا ؛ كالسفيه ، والمجنون ، والصغير.

6-على صاحب الحق أن يقر بالحق كاملا بلا بخس لعدده أو صفته.

7-الإقرار من أعظم الطرق التي تثبت بها الحقوق ، وكذلك يثبت به براءة الذمم عند الإقرار بالإقباض أو الإبراء.

8- الإرشاد إلى حفظ الحقوق بالإشهاد والكتابة والرهن إذا احتيج إليه في سفر أو غيره.

9- و نصاب الشهادة في المعاملات كلها رجلان مرضيان ، وإلا فرجل وامرأتان، وثبت في السنة قبول شهادة الواحد مع يمين صاحب الحق.

10- شهادة الفساق والمجهول غير مقبولة، وأن لأنه لا يرضاه الناس ولا يقبلونه .

11- شهادة المرأتين تقوم مقام شهادة الرجل لكمال حفظ الرجل وقوة ذاكرته، كما نبه عليه بقوله: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]

12- فيه أن من نسي شهادة فتذكرها، أو ذكرها فذكرها أن شهادته صحيحة.

13- لا يحل أن يشهد إلا بما علمه وتيقنه، فإن شك فيه لم يحل له أن يشهد.

14- بيان حكمة الله تعالى في هذه الإرشادات من الرب في حفظ المعاملات، بما يحفظ مصالح العباد ويضمن أن تكون قائمة على القسط ، وذلك يقطع الخصومات والمنازعات، ويمنع الظالم من ظلمه، فلهذا قال:
{ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا} [البقرة: 282].

15-أن التجارة الحاضرة لا بأس بترك كتابتها لكون التقابض يغني ولأجل مشقة الكتابة الكثيرة .وأما الشهادة فلا ينبغي تركها خصوصا في الأمور المهمة .

16- في قوله: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} [البقرة: 282] يحتمل أنه مبني للفاعل أو للمفعول، والمعنى يشمل الأمرين؛ فالكاتب والشهيد يجب عليه أن يعدل في كتابته وشهادته، ولا يحل له أن يميل مع أحدهما لغرض من أغراضه، ولا يضارهما بأخذ أجرة لا تحل له على شهادته، أو يماطل في شهادته وكتابته مماطلة تضرهما أو أحدهما، وكذلك المعاملان لا يحل أن يضارا الكاتب والشهيد بأن يكلفاه ما لا يطيقه، أو يتضرر به، لأن الشاهد والكاتب محسنان، حقهما أن يشكرا على ذلك، فمضارتهما تنافي ذلك.

17-أن تعلُّم الكتابة من الأمور المحبوبة لله، وأنه نعمة من الله على من علمه الله الكتابة.

18- من شكر نعمة الكتابة أن لا يأبى كاتب أن يكتب كما علمه الله.

19- أنه ينبغي تعلم كتابة الوثائق والاصطلاحات الجارية بين الناس في المعاملات؛ حتى يكون الكاتب بهذه الصفة التي يحرر فيها المعاملات، فينتفع الناس بحفظ حقوقهم، فلا يكفي مجرد الكتابة من غير معرفة بهذه الأمور، كما أنه لا بد أن يكون الكاتب معتبرا ثقة؛ ليحصل الاعتماد على كتابته والطمأنينة إليها.

20- أن الخط المعروف صاحبه وثقته أنه معتبر معمول به؛ ليتم المقصود من الكتابة في حياة الكاتب وبعد موته.

21- وجوب أداء الشهادة على من تحملها، وأن كتمان الشهادة من كبائر الذنوب.

22- أن شهادة الزور بأن يشهد بثبوت ما ليس بثابت، أو بالبراءة من الحق الثابت وهو كاذب من أكبر الكبائر.

23- مشروعية الوثائق بالحقوق، وهي أربعة: الشهادة والرهن - كما هو مذكور في هذا الموضع - والضمان والكفالة، يؤخذ من الاعتبار على هذا المعنى، ومن قوله: {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} [يوسف: 72]
أي: كفيل وضامن، وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه، وتقييد الرهن بالسفر لا يدل على أنه لا يكون رهن في الحضر، بل قيد لأجل الحاجة إليه لعدم الكاتب غالبا.

24- ثبوت الولاية على القاصرين - لجنون أو صغر أو سفه - لقوله: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} [البقرة: 282]فأقامه في التصرفات في ماله مقام المالك الرشيد، وعليه أن يفعل في أموالهم ما هو الأصلح، قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152]
ولا يدفع إليهم حتى يرشدوا، ويعرف ذلك بالاختبار والتجربة كما قال تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء: 6].

25- في قوله: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} [البقرة: 282] التنبيه على أن كل من فعل إحسانا ومعروفا أن عليه أن يتممه ويكمله بالتسهيل والتيسير وعدم المضارة.

26-أن على الناس شكر المحسن على معروفة ، ولا يكلفه مالايطيق.

27- أن تقوى الله وسيلة لحصول العلم من قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282] ، كما أن العلم سبب للتقوى، وأوضح من هذا قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] أي: علما تفرقون به بين الحق والباطل، ويبين الحقائق المحتاج إليها.

28- أن تعلم الأمور الدنيوية المتعلقة بالمعاملات من العلوم النافعة كذلك لما فيه من حفظ الحقوق .

29- يجوز التعامل بغير وثيقة، بل بمجرد الاستئمان لقوله: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} [البقرة: 283]

و تتوقف الثقة على التقوى والخوف من الله، وإلا فصاحب الحق مخاطر، فلهذا وعظ الله من عليه الحق أن يؤدي أمانته، ويؤخذ من هذا أن من عاملك ورضي بأمانتك ووثق فيك أنه قد فعل معك معروفا، ورآك موضع الثقة والأمانة؛ فيتأكد عليك أداء الأمانة من الجهتين: أداء لحق الله، ووفاء بحق من وثق فيك ومكافأة له.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 11:03 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي فصل

بيان أفضل من يستعمل في الولايات :


قال الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26] وقال يوسف: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف: 55]


وفيه من الفوائد :
1-أنه ينبغي أن يتخير في الإجارات والجعالات والأمانات والولايات كلها من جمع الوصفين:

أ-القوة على ذلك العمل، والكفاءة والحفظ وتوابع ذلك من جميع ما تقوم به الأعمال ويتم به العمل ويتقن .

ب- الأمانة؛ التي بها تكون الثقة، ويعلم نصحه وبذله الواجب.

2-إن وجد الجامع للوصفين على وجه الكمال فهو الأولى بالولاية .

3-إن لم يوجد فنصير إلى الأمثل فالأمثل .

4-أن نقص الأعمال كلها سببه الإخلال بالوصفين أو أحدهما.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 رجب 1436هـ/18-05-2015م, 11:37 PM
هبة مجدي محمد علي هبة مجدي محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 656
افتراضي الفوائد من آيات المواريث

فصل في آيات المواريث :


قال الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] إلى قوله: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} [النساء: 13]
وقال في آخر السورة: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] إلى آخرها [النساء: 176] .

تضمنت هذه الآيات الكريمة أحكام المواريث في غاية البيان والتفصيل والإيضاح، وفي غاية الحكمة.

1-وصى الله تعالى العباد بأولادهم لأنه أرحم بهم من والديهم .

2-الأولاد عند والديهم وصايا من الله وأمانات عندهم؛ على الوالدين أن يربوهم تربية نافعة لدينهم ودنياهم، فإن فعلوا فقد قاموا بهذه الأمانة، وإلا فقد ضيعوها، وباءوا بإثمها وخسرانها.

3-أحوال ميراث الأولاد : لهم ثلاث حالات:

الحالة الأولى: إما أن يجتمع الذكور والإناث، فيتقاسمون المال، أو ما أبقت الفروض على عددهم : {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] سواء كانوا أولاد صلب أو أولاد ابن.

الحالة الثانية: أن يكون الأولاد ذكورا فقط، فإنهم يتقاسمونه متساوين، ومن ارتفعت درجته من الذكور حجب من دونه من الأولاد .

الحالة الثالثة: إذا كن إناثا، فإن كانت واحدة فلها النصف، سواء كانت بنت صلب أو بنت ابن، وإن كانتا اثنتين فأكثر فلهما الثلثان.
-ومن الحكمة في الإتيان بقوله: {فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} [النساء: 11] التنبيه على أنه لا يزيد الفرض وهو الثلثان بزيادتهن على الثنتين، كما زاد فرض النصف لما صرن أكثر من واحدة، وقد نص الله على أن الأختين فرضهما الثلثان، فالبنتان من باب أولى وأحرى.

-إن كان البنتان بنات صلب لم يبق لبنات الابن شيء، وصار البقية بعد فرض البنات للعاصب.

-إن كانت العالية واحدة أخذت النصف، وباقي الثلثين وهو السدس لبنت أو بنات الابن.

4- أن لفظ الولد يشمل الذكر والأنثى من أولاد الصلب وأولاد الابن وإن نزل، وأما أولاد البنات فلا يدخلون في إطلاق اسم الأولاد في المواريث.

5- ميراث الأم:
أ-جعل لها السدس مع وجود أحد من الأولاد مطلقا، منفردين أو متعددين، أولاد صلب أو أولاد ابن، وكذلك جعل لها السدس بوجود جمع من الإخوة والأخوات اثنين فأكثر.

ب- وجعل لها الثلث إذا فقد الشروط السابقة .

ج-ثلث الباقي في زوج أو زوجة وأبوين فقيل إنه يؤخذ من قوله: {وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ} [النساء: 11] فإذا كان معهما أحد الزوجين خرجت عن هذا فلم يكن لها ثلث كامل.

أو يقال: إن الله أضاف الميراث للأبوين - وهو الأب والأم - فيكون لها ثلث ما ورثه الأبوان، ويكون ما يأخذه الزوج أو الزوجة بمنزلة ما يأخذه الغريم. .

6-ميراث الأب:

أ- فرض الله له السدس مع وجود أحد من الأولاد، فإن كان الأولاد ذكورا لم يزد الأب على السدس، وصار الأبناء أحق بالتقديم من الأب بالتعصيب بالإجماع.

ب-إن كان الأولاد إناثا واحدة أو متعددات فرض له السدس ولهن أو لها الفرض، فإن بقي شيء فهو لأولى رجل، وهو الأب هنا؛ لأنه الأقرب ، فجمع له في هذه الحال بين الفرض والتعصيب.

ج- وإن استغرقت الفروض التركة لم يبق للأب زيادة عن السدس، كما لو خلف أبوين وابنتين؛ فلكل واحد من الأبوين السدس، وللبنتين الثلثان.

د- إذا لم يكن أولاد ذكور ولا إناث، أن الأب يرث بغير تقدير، بل بالعصب، بأن يأخذ المال كله إذا انفرد، أو ما أبقت الفروض إن كان معه أصحاب فروض، وهو إجماع.

7-ميراث الجد والجدة :

له حكم الأب في هذه الأحكام إلا في العمريتين؛ فإن الأم ترث ثلثا كاملا مع الجد؛ وأما ميراث الجدة السدس عند عدم الأم فهو في السنة.

8- ميراث الزوجين:
أ-أن الزوج له نصف ما تركت زوجته إن لم يكن لها ولد، فإن كان لها ولد فله الربع.

ب- و الزوجة أو الزوجات لها الربع مما ترك الزوج إن لم يكن له ولد، فإن كان للزوج ولد منها أو من غيرها ذكر أو أنثى، ولد صلب أو ولد ابن فلها أو لهن الثمن.

9-ميراث الإخوة من الأم :

- لا يرثون إلا إذا كانت الورثة كلالة ليس فيهم أحد من الفروع ولا الأب والجد.

-للواحد من الإخوة من الأم أو الأخوات السدس، وللأنثيين فأكثر الثلث، يستوي فيه ذكرهم وأنثاهم .

10-هذه الفروض من بعد الوصية إذا حصل الإيصاء بها، ومن بعد الدين، وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم: أن الدين قبل الوصية، وقد اتفق العلماء على ذلك .

11-وشرط الله في الوصية أن لا تكون للإضرار بالورثة، وإلا فإنها وصية إثم يجب تعديلها ورد الظلم الواقع فيها.

12- هذه التقديرات والفرائض حدود الله قدرها وحددها، فلا يحل مجاوزتها، ولا الزيادة فيها والنقصان، بأن يعطى وارث فوق حقه، أو يحرم وارث، أو ينقص عن حقه.

13-ميراث الإخوة لغير أم وأخواتهم بأن الأنثى الواحدة لها النصف، وللثنتين فأكثر الثلثان، وإن اجتمع رجال ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين.

-و كما يقال في الأولاد إذا كانوا ذكورا تساووا إذا كانوا أشقاء أو لأب.

-لو وجد هؤلاء وهؤلاء حجب الأشقاء الإخوة للأب.

- وإن كن نساء شقيقات وأخوات لأب، واستغرق الشقيقات الثلثين لم يبق للأخوات للأب شيء؛ فإن كانت الشقيقة واحدة أخذت نصفها، وأعطيت الأخت للأب أو الأخوات السدس تكملة الثلثين.

14-ما سوى هذه الفروض فإن الورثة من إخوة لغير أم وبنيهم وأعمام وبنيهم وولاء يدخلون في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس الصحيح: «ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر» . رواه مسلم، فيقدم الإخوة ثم بنوهم ثم الأعمام ثم بنوهم ثم الولاء؛ ويقدم منهم الأقرب منزلة.

فإن استوت منزلتهم قدم الأقوى وهو الشقيق على الذي لأب.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 07:05 AM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

فصل
الزكاة وما في إخراجها من الفوائد وأهلها


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السَّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (فصل
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43] وقال: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103] وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267] وقال: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]

من مسائل الباب :
- وجه الجمع بين الصلاة والزكاة في القران .
- معنى ( الزكاة )
- المراد بقوله ( خذ من أموالهم صدقة )
- من أحكام الزكاة .
- وجه قوله سبحانه ( واعلموا ان الله غني حميد ) بعد الأمر بالإنفاق
- مصارف الزكاة .

_______________________

جقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
جمع الله في كتابه في آيات كثيرة بين الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لأنهما مشتركتان في أنهما من أهم فروض الدين، ومباني الإسلام العظيمة، والإيمان لا يتم إلا بهما ، فالصلاة فيها الإخلاص التام للمعبود، وهي ميزان الإيمان، والزكاة فيها الإحسان إلى المخلوقين، وهي برهان الإيمان، ولهذا اتفق الصحابة على قتال مانعي الزكاة، وقال أبو بكر رضي الله عنه: " لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" .


قال تعالى : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103].
- أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ومن بقوم مقامه بأخذ الصدقة من المسلمين وهي الزكاة ط
وهذا شامل لجميع الأموال المتمولة من أنعام وحروث ونقود وعروض، كما صرح به في الآية الأخرى: {مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} من النقود والعروض والماشية المنماة، {وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} [البقرة: 267] من الحبوب والثمار. وقد بينت السنة مقاديرها وشروطها وبينها الفقهاء في كتب الفقه .
- وبين تعالى الحكمة في الزكاة وبيان مصالحها العظيمة، فقال: {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] فهذه كلمة جامعة، يدخل فيها من المنافع للمُعْطِي والْمُعْطَى والمال والأمور العمومية والخصوصية شيء كثير .
فقوله {تُطَهِّرُهُمْ} أي: من الذنوب ومن الأخلاق الرذيلة كالبخل فإنه من أشنع الذنوب وأقبحها ، وتطهرالزكاة كذلك المال من الأوساخ والآفات، فإن للأموال آفات مثل آفات الأبدان، وأعظم آفاتها أن تخالطها الأموال المحرمة؛ فهي للأموال مثل الجرب تسحته، وتحل به النكبات والنوائب المزعجة، فإخراج الزكاة تطهير له من هذه الآفة المانعة له من البركة والنماء، فيستعد بذلك للنماء والبركة .
قوله: {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} فالزكاة هي النماء والزيادة، فهي تنمي المؤتي للزكاة، تنمي أخلاقه، وتحل البركة في أعماله، ويزداد بالزكاة ترقيا في مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم؛ وتنمي المال بزوال ما به ضرره وحصول ما فيه خيره، وتحل فيه البركة من الله.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال» ، بل تزيده، وتنمي أيضا المخرج إليه فتسد حاجته، وتقوم المصلحة الدينية التي تصرف فيها الزكاة كالجهاد والعلم والإصلاح بين الناس والتأليف ونحوها، وأيضا تدفع عادية الفقر والفقراء .
.

وقال تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267
وأمر تعالى بإخراج الوسط، فلا يظلم رب المال فيؤخذ العالي من ماله - إلا أن يختار هو ذلك - ولا يحل له أن يتيمم الخبيث - وهو الرديء من ماله - فيخرجه، ولا تبرأ بذلك ذمته إن كانت فرضا، ولا يتم له الأجر والثواب إن كانت نفلا؛ وبين تعالى الحكمة في ذلك، وأنها حكمة معقولة: فكما أنكم لا ترضون ممن عليه حق لكم أن يعطيكم الرديء من ماله الذي هو دون حقكم إلا أن تقبلوه على وجه الكراهة والإغماض، فكيف ترضون لربكم ولإخوانكم ما لا ترضونه لأنفسكم؟ فليس هذا من الإنصاف والعدل .
- ولما أمر في آية البقرة بالنفقات قال: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
فهو سبحانه غني بذاته عن المخلوقين ،الغني عن نفقات المنفقين وطاعات الطائعين . ومع كمال غناه وسعة عطاياه فهو الحميد فيما يشرعه لعباده من الأحكام الموصلة لهم إلى دار السلام، وحميد في أفعاله التي لا تخرج عن الفضل والعدل والحكمة، وحميد الأوصاف؛ لأن أوصافه كلها محاسن وكمالات .


قال تعالى : {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60]
بين الله سبحانه مصارف الزكاة في هذه الاية وهم ثمانية أصناف ، فإذا دفعت لغيرهم لم تجز . فقوله ( الصدقات ) اي الزكوات .
ومن يستحق الزكاة على صنفين : قسم يأخذ لحاجته كالفقراء والمساكين والرقاب وابن السبيل والغارم لنفسه، وقسم يأخذ لنفعه العمومي والحاجة إليه، وهم البقية .
فأما [الفقراء والمساكين ]فهم خلاف الأغنياء، والفقير أشد حاجة من المسكين، لأن الله بدأ به، والأهم مقدم في الذكر غالبا، ولكن الحاجة تجمع الصنفين،
{وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} وهم السعاة الذين يجبونها ويكتبونها ويحفظونها، ويقسمونها على أهلها، فهم يعطون ولو كانوا أغنياء لأنها بمنزلة الأجرة في حقهم،
{وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} وهم سادات العشائر والرؤساء الذين إذا أعطوا حصل في إعطائهم مصلحة للإسلام والمسلمين، إما دفع شرهم عن المسلمين، وإما رجاء إسلامهم وإسلام نظرائهم، أو جبايتها ممن لا يعطيها أو يرجى قوة إيمانهم،
{وَفِي الرِّقَابِ} أي: في فكها من الرق كإعانة المكاتبين، وكبذلها في شراء الرقاب لعتقها، وفي فك الأسارى من المسلمين عند الأعداء،
{وَالْغَارِمِينَ} للإصلاح بين الناس إذا كان الصلح يتوقف على بذل مال، فيعانون على القيام بهذه المهمة والمصلحة العظيمة، وهي الإصلاح بين الناس، ولو أغنياء، ومن الغارمين من ركبتهم ديون للناس وعجزوا عن وفائها، فيعانون من الزكاة لوفائها،
{وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} أي: بذلها في إعانة المجاهدين بالزاد والمزاد والمركوب والسلاح ونحوها مما فيه إعانة المجاهدين، ومن الجهاد التخلي لطلب العلم الشرعي والتجرد للاشتغال به،
{وَاِبْنِ السَّبِيلِ} وهو الغريب المنقطع به في غير بلده، فيعان على سفره من الزكاة.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 07:07 AM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السَّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (فصل في أحكام الشرع الفروعية المتنوعة في الصلاة والزكاة )
من مسائل الآيات في الباب :
- معنى قوله ( أقم الصلاة )
- معنى قوله ( دلوك الشمس ) ( غسق الليل ) ( قران الفجر )
- المرتد بقوله ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك )
- معنى قوله ( ولكل وجهة هو موليها )
- معنى قوله ( الخيرات )
- المراد من الأمر ( فاستبقوا الخيرات )
- المراد من الأمر في قوله ( حافظوا على الصلوات )
- المراد من ( الصلاة الوسطى )
- سبب تخصيص صلاة العصر بالذكر
- معنى ( قانتين )
- معنى قوله ( فرجالاً ) و ( ركباناً )
- المراد بقوله ( فإذا أمنتم فاذكروا الله )
__________________________________________________________________

قال تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا - وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 78 - 79]
ذكر السعدي رحمه الله في هذه الاية مسائل :
أ) الأمر بإقامة الصلاة وهو أبلغ من قوله ( افعل ) ونحوه لأن الأمر بالقيام يشمل الأمر بفعلها، وبتكميل أركانها وشروطها ومكملاتها ظاهرا وباطنا، وبجعلها شريعة ظاهرة قائمة من أعظم شعائر الدين.
ب) وفي هذه الآية زيادة عن بقية الآيات، وهي الأمر بها لأوقاتها الخمسة أو الثلاثة، وهذه هي الفرائض، وإضافتها إلى أوقاتها من باب إضافة الشيء إلى سببه الموجب له .
ومعنى قوله {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} أي: زوالها واندفاعها من المشرق نحو المغرب، فيدخل في هذا صلاة الظهر وهو أول الدلوك، وصلاة العصر وهو آخر الدلوك
{إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} أي: ظلمته؛ فدخل في ذلك صلاة المغرب وهو ابتداء الغسق، وصلاة العشاء الآخرة، وبها يتم الغسق والظلمة .
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي: صلاة الفجر، وسماها قرآنا لمشروعية إطالة القراءة فيها، ولفضل قراءتها لكونها مشهودة، يشهدها الله، وتشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.
ج) من فوائد الاية :
1- ذكر الأوقات الخمسة صريحا؛ ولم يصرح بها في القرآن في غير هذه الآية، وأتت ظاهرة في قوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17] وفيها أن هذه المأمورات كلها فرائض، لأن الأمر بها مقيد في أوقاتها، وهذه هي الصلوات الخمس وقد تستتبع ما يتبعها من الرواتب ونحوها .
2- أن الوقت شرط لصحة الصلاة، وسبب لوجوبها؛ ويرجع في مقادير الأوقات إلى تقدير النبي صلى الله عليه وسلم، كما يرجع إليه في تقدير ركعات الصلاة وسجداتها وهيئاتها
3- أن العصر والظهر يجمعان للعذر، وكذلك المغرب والعشاء، لأن الله جمع وقتهما في وقت واحد للمعذور، ووقتان لغير المعذور
4- فضيلة صلاة الفجر، وفضيلة إطالة القرآن فيها، وأن القراءة فيها ركن، لأن العبادة إذا سميت ببعض أجزائها دل ذلك على فضيلته وركنيته، وقد عبر الله عن الصلاة بالقراءة وبالركوع وبالسجود وبالقيام، وهذه كلها أركانها المهمة.
- ثم قال تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ}
أي: لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو المقامات ورفع الدرجات، بخلاف غيرك فإنها تكون كفارة لسيئاته.
ويحتمل أن يكون المعنى أن الصلوات الخمس فرض عليك وعلى المؤمنين، وأما صلاة الليل فإنها فرض عليك وحدك دون المؤمنين لكرامتك على الله، إذ جعل وظيفتك أكثر من غيرك، ومن عليك بالقيام بها؛ ليكثر ثوابك، ويرتفع مقامك، وتنال بذلك المقام المحمود، وهو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة العظمى .


قال تعالى : {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148]
- لما أمر الله تعالى رسوله خصوصا والمؤمنين عموما باستقبال بيته الحرام في الايات السابقة أخبر أن كل أهل دين لهم وجهة يتوجهون إليها في عباداتهم، و أرشد سبحانه إلى أن الشأن ليس في القبل والوجهات المعينة، فإنها من الشرائع التي تختلف باختلاف الأزمنة، ويدخلها النسخ والنقل من جهة إلى أخرى، ولكن الشأن كل الشأن في امتثال طاعة الله على الإطلاق، والتقرب إليه، وطلب الزلفى عنده فهذا هو عنوان السعادة .
- ثم قال سبحانه { فاستبقوا الخيرات }
الأمر بالاستباق إلى الخيرات فيه قدر زائد على الأمر بفعلها لأنه يتضمن: الأمر بفعلها، وتكميلها، وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات، فالسابقون أعلى الخلق درجة،
و {الْخَيْرَاتِ} تشمل جميع الفرائض والنوافل من صلاة وصيام وزكاة وصدقة وحج وعمرة وجهاد، ونفع متعد وقاصر.
فهذه الآية تحث على الإتيان بكل ما يكمل هذه العبادات من ركن وواجب وشرط ومستحب، ومكمل ومتمم ظاهرا وباطنا: كالمبادرة في أول الوقت، وفعل السنن المكملات، والمبادرة إلى إبراء الذمم من الواجبات، وفعل جميع الآداب المتعلقة بالعبادات. . . فلله ما أجمعها من آية وأنفعها.
- ثم قال سبحانه { أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
لأن الحرص على ثواب العمل والخشية من الحرمان وفوات الثواب هو أقوى ما يحث النفس إلى المسارعة إلى الخيرات .


قال تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ - فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كما علمكم مالم تكونوا تعلمون } [البقرة: 238 - 239]
في الاية الأمر بالمحافظة على آداء الصلوات عموماً والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر خصوصاً . وخص صلاة العصر بالذكر لشرفها وحضور ملائكة الليل والنهار فيها، ولكونها ختام النهار.
و(المحافظة على الصلوات) هي عناية العبد بها من جميع الوجوه التي أمر الشارع بها وحث عليها من: مراعاة الوقت، وصلاة الجماعة، والقيام بكل ما به تكمل وتتم، وأن تكون صلاة كاملة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، ويزداد بها إيمانه، وذلك إذا حصل فيها حضور القلب وخشوعه الذي هو لبها وروحها، ولهذا قال: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} أي: مخلصين خاشعين لله، فإن القنوت هو دوام الطاعة مع الخشوع؛ ومن تمام ذلك سكون الأعضاء عن كل كلام لا تعلق له بالصلاة .
وفيها أن القيام في صلاة الفريضة ركن إن كان المراد بالقيام هنا الوقوف، فإن أريد به القيام بأفعال الصلاة عموما دل على الأمر بإقامتها كلها، وأن تكون قائمة تامة غير ناقصة .

ثم قال بعدها {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا [البقرة: 239]
أي: فصلوا الصلاة رجالا، أي: ماشين على أرجلكم أو ساعين عليها، أو ركبانا على الإبل وغيرها من المركوبات، وحذف المتعلق ليعم الخوف من العدو والسبع، ومن فوات ما يتضرر بفواته أو تفويته، وفي هذه الحال لا يلزمه استقبال القبلة، بل قبلته حيثما كان وجهه ، فإذا حصل الأمن صلى صلاة كاملة، ويدخل في قوله: {فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كما علمكم مالم تكونوا تعلمون} [البقرة: 239] تكميل الصلوات؛ ويدخل فيه أيضا الإكثار من ذكر الله شكرا له على نعمة الأمن، وعلى نعمة التعليم .
- من فوائد الآيات :
1- فضيلة العلم، وأن على من علمه الله ما لم يكن يعلم الإكثار من ذكر الله
2- التنبيه على أن الإكثار من ذكر الله سبب لنيل علوم أخر لم يكن العبد ليعرفها، فإن الشكر مقرون بالمزيد.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 شعبان 1436هـ/19-05-2015م, 07:08 AM
عبدالله الصبحي عبدالله الصبحي غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 239
افتراضي

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

____________
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السَّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): ({خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]
- هذه الآية الكريمة جامعة لمعاني حسن الخلق مع الناس، وما ينبغي للعبد سلوكه في معاملتهم ومعاشرتهم.
- أمر الله سبحانه في هذه الاية الكريمة بثلاثة أشياء جامعة لمعاني حسن الخلق هي :
1- أمر تعالى بأخذ {الْعَفْوَ} :
وهو ما سمحت به أنفسهم، وسهلت به أخلاقهم من الأعمال والأخلاق
فيعامل الجميع باللطف، وما تقتضيه الحال الحاضرة، وبما تنشرح له صدورهم، ويوقر الكبير، ويحنو على الصغير، ويجامل النظير.
2- قوله تعالى {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} :
وهو كل قول حسن وفعل جميل وخلق كامل للقريب والبعيد .
3- قوله تعالى {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}:
ولما كان لا بد للعبد من أذية الجاهلين له بالقول أو بالفعل أمر الله بالإعراض عنهم، وعدم مقابلة الجاهلين بجهلهم
أمره الله سبحانه بالإعراض عنه وعدم مقابلة السوء بالسوء
فبذلك يحصل لك من الثواب من الله، ومن راحة القلب وسكونه، ومن السلامة من الجاهلين، ومن انقلاب العدو صديقا، ومن التبوء من مكارم الأخلاق أعلاها، أكبر حظ وأوفر نصيب قال تعالى {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35].

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 12:04 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

أحاول أن أنزل تقريري ولكني لا أستطيع لا أعرف ما السبب

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 12:46 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

عناصر الموضوع

الطهارة بالماء والتيمم
شرط لصحة الصلاة :
الطهارة من الحدثين : لقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا}
شروط الطهارة :
شروط الطهارة من الحدث الأصغر – الوضوء-
1- اشتراط النية للطهارة لقوله : {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ }
2- غسل الوجه {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}
3- غسل اليدين : { وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ }
4- مسح الرأس :{ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}
5- غسل الرجلين: { وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
6- الترتيب
7- الموالاة
الطهارة " الغسل " من الحدث الأكبر– الجنابة والحيض والنفاس-
كيفيتها :
أسباب الطهارة الكبرى :
1- الجنابة
2- الحيض والنفاس
3- الاسلام والموت
المسح على الخف :
التيمم:
n شروط صحة التيمم :
n كيفية التيمم :
n نواقض التيمم والوضوء :
n مشروعية التيمم :
n مبطلات التيمم :
n الحكمة من مشروعية التيمم :
في صلاة الجمعة والسفر والأذان
تفسير { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
n حكم صلاة الجمعة :
n أحكام صلاة الجمعة
n تفسير قوله تعالى : {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
n ماهو المقصود بالخير
تفسير قوله تعالى : {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
تفسير: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
n ذكر الله طريق الفلاح
n مناسبة أمر الله عباده بالذكر بعد أمره بالانتشار في الأرض للتجارة والعمل :
n من أنواع الذكر :
تفسير:{ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
n في وجوب الصيام وفوائده
n تفسير قول الله تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.......... }
- مشروعية الصيام :
- أحكام الصيام :
- فضائل الصيام وعلاقنه بالتقوى :
- مسألة فقهية :في صيام المسلمون في البلاد التي ليلها نحو أربع ساعات أو أقل
- فضل الله على هذه الأمة في شهر رمضان :
ü إنزال القرآن :
ü تخفيف في حال المشقة والعجز :
ü التوفيق إلى الهداية :

التلخيص :
الطهارة بالماء والتيمم
شرط لصحة الصلاة :
الطهارة من الحدثين : لقوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا}
شروط الطهارة :
أولاً :شروط الطهارة من الحدث الأصغر – الوضوء-
1- اشتراط النية للطهارة : لقوله : {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ}
2- غسل الوجه {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ }:
فحد الوجه ما يدخل في مسماه، وما تحصل به المواجهة، وذلك من الأذن إلى الأذن عرضا، ومن منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين والذقن طولا مع مسترسل اللحية،
3- غسل اليدين : { وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}
غسل اليدان فقد حدهما الله إلى المرفقين، أي مع المرفقين ، فقد قال العلماء: إن ( إِلَى ) بمعنى مع المرفقين، وأيدوا هذا بأن النبي r أدار الماء على مرفقيه،
4- مسح الرأس :{ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}
يتعين استيعاب مسحه، فإن الله أمر بمسحه، والباء للإلصاق الذي يقتضي إلصاق المسح بهذا الممسوح، وليست للتبعيض
5- غسل الرجلين: { وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}
غسل الرجلان فقد حدهما الله إلى الكعبين ، أي مع الكعبين
6- الترتيب :
الترتيب بين هذه الأعضاء الأربعة شرط، لأن الله رتبها، وأدخل عضوا ممسوحا بين الأعضاء المغسولة، ولا يعلم لهذا فائدة سوى الترتيب وعموم قوله r { ابدأ بما بدأ الله به }
7- الموالاة: هي أن لايفرق بين أعضاء الوضوء بزمن يفصل بعضها عن بعض
o دليله : أن الله تعالى ذكر الوضوء مقترنا بعض الأعضاء ببعض بالواو الدالة على اجتماع هذه العبادة بوقت واحد، فإذا فرقها في وقتين لم تكن عبادة واحدة
o دليل : فعل النبي r الدائم الذي كأنك تشاهده أنه كان يوالي بين أعضاء وضوئه،
o دليله : ما استدل به أهل العلم بأمر النبي r صاحب اللمعة أن يعيد الوضوء كله والدليلين السابقين أقوى في الحجة لأنه وإن كان فيه بعض الدلالة على هذه المسألة، لكن يحتمل أن أمره بالإعادة لأنه رآه مخلا بوضوئه غير متمم له.- كما أمر المسيء في صلاته أن يعيد،-
ثانياً : الطهارة " الغسل " من الحدث الأكبر– الجنابة والحيض والنفاس-
o كيفيتها :
1- أن يطهر العبد جميع ظاهر بدنه بالماء وما تحت الشعور، خفيفة أو كثيفة، وأن يكون ذلك غسلا لا مسحا ؛ لقوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا }
2- طهارة الحدث الأكبر لا ترتيب فيها ولا موالاة.
o أسباب الطهارة الكبرى :
1- الجنابة :وهي إنزال المني يقظة أو مناما - وإن لم يكن جماع -، أو الجماع - وإن لم يحصل إنزال -، أو وجود الأمرين كليهما.
2- الحيض والنفاس : لقوله تعالى:{وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 222]
3- الاسلام والموت : التطهير من إسلام الكافر وتطهير الميت فإنه يؤخذ من السنة.
n المسح على الخف :
1- استدل كثير من أهل العلم في قراءة الجر في قوله: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ } أنها تدل على مسح الخفين
2- بينت السنة المسح على الخف وصرحت به
ثالثاً: التيمم:
- شروط صحة التيمم :
1- عدم وجود الماء : لقوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً}
ü يقدم على التيمم الماء المتغير بالطاهرات لأن قوله: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} نكرة في سياق النفي، فيعم أي ماء سوى الماء النجس.
ü طلب الماء بحال عدم وجوده قبل التيمم، لأن قوله: {فَلَمْ تَجِدُوا }لا يقال إلا بعد طلب ما يمكن طلبه من دون مشقة
ü ذكر السفر فلأنه مظنة الحاجة إلى التيمم لفقد الماء
2- وجود الماء وتعذر استخدامه لمرض أو غيره ، {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا}
- كيفية التيمم :
1- التيمم بكل ما تصاعد على وجه الأرض سواء كان له غبار أم لا، إذا كان طيبا غير خبيث، والخبيث هو النجس في هذا الموضع.
2- النية في طهارة التيمم: {( فَتَيَمَّمُوا} أي: اقصدوا {صَعِيدًا طَيِّبًا}
2- مسح الوجه والكفين
- نواقض التيمم والوضوء :
1- خروج الخارج من أحد السبيلين، "{ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ}
2- وملامسة النساء لشهوة{ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}
3- والسنة بينت الوضوء من النوم الكثير،
4-ولمس الفرج،
5- وأكل لحوم الإبل على اختلاف من أهل العلم في ذلك.
- مشروعية التيمم :
n طهارة التيمم تنوب وتقوم مقام طهارة الماء عند عدمه، أو التضرر باستعماله؛ لأن الله أنابه منابه، وسماه طهارة
n تستوي في التيمم الطهارة الصغرى "في الحدث الأصغر " بالكبرى" في الحدث الأكبر"في مسح العضوين فقط.
- مبطلات التيمم :
1. بحصول ناقض من نواقض الطهارة،
2. أو وجود الماء أو زوال الضرر المانع من استعمال الماء.
n أما ماقيل أن طهارة التيمم تبطل بخروج وقت ولا دخوله، وغير ذلك مما قاله كثير من أهل العلم، الصحيح أنها لا تبطل إلا بالأمرين السابقين فقط
- الحكمة من مشروعية التيمم :
1- امتثال العبد لأمر الله ورسوله. فطهارة التيمم هي طهارة معنوية
2- أن الحرج منفي شرعا في جميع ما شرعه الله لعباده ، وبحال أي عارض لعجز أو مرض فإن الشارع يخففها تخفيفا يناسب هذا العارض في قوله: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة: 6]
3- تفضل الله على عباده بالعبادات التي تتوقف سعادتهم وفلاحهم عليها، لينالوا الفضل العظيم من ربهم، فمنه التفضل على عباده بالسبب والمسبب.


في صلاة الجمعة والسفر والأذان
تفسير {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
n حكم صلاة الجمعة :
n الجمعة فريضة على المؤمنين يجب عليهم السعي لها والاهتمام بشأنها
n أحكام صلاة الجمعة
n 1- النداء يوم الجمعة : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ }
n </SPAN> 2- السعي إليها : والمقصود هنا : المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار { فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }
n 3- ترك البيع والشراء بعد نداء الجمعة { وَذَرُوا الْبَيْعَ } وترك غيره من الشواغل من باب أولى، كالصناعات وغيرها. فالنهي عن البيع والشراء بعد نداء الجمعة يدل على التحريم وعدم النفوذ. البيع في الأصل مباح، ولكن لما كان وسيلة لترك الواجب نهى الله عنه.
n 4- تحريم الكلام والإمام يخطب، لأنه إذا كان الاشتغال بالبيع ونحوه محرما ، فمن كان حاضرا تعين عليه أن لا يشتغل بغير الاستماع،
n 5- مشروعية الخطبتين، وأنهما فريضتان، لأن قوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } يشمل السعي إلى الصلاة وإلى الخطبتين، وأيضا فإن الله ذم من ترك استماع الخطبة.
n 6- الخطيب يكون قائماً
n فضائل صلاة الجمعة : في قوله تعالى : {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
n 1- الخير هو : امتثال أمر الله ورسوله، والاشتغال بهذه الفريضة، التي هي من أهم الفرائض، واكتساب خيرها وثوابها،
n 2- الخير أن من قدم أمر الله، وآثر طاعته على هوى نفسه، كان ذلك برهان إيمانه، ودليل رغبته، وإنابته إلى ربه، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ومن قدم هواه على طاعة مولاه فقد خسر دينه، وتبع ذلك خسارة دنياه.
n 3- اكتساب الفضائل، واجتناب الرذائل، فإن من أرذل الخصال الحرص والجشع الذي يحمل العبد على تقديم الكسب الدنيء على الخير الضروري
n
n تفسير قوله تعالى : {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
n بعد انقضاء الصلاة أمر من الله تعالى للمسلمين بطلب المكاسب المباحة ، فترك البيع مؤقت إلى انقضاء الصلاة
n الاستعانة بالله في تحصيل ذلك ، طالبا لفضله جاعلا الرجاء والطمع في فضل الله نصب عينيه
n تفسير :{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
n ذكر الله طريق الفلاح الذي هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب
n مناسبة أمر الله عباده بالذكر بعد أمره بالانتشار في الأرض للتجارة والعمل :
لما كان الاشتغال بالتجارة مظنة الغفلة عن ذكر الله وطاعته أمر الله بالإكثار من ذكره، فقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي: في حال قيامكم وقعودكم، وفي تصرفاتكم وأحوالكم كلها
n من أنواع الذكر :
ü المعاملة الحسنة والإحسان إلى الخلق من الذكر
ü كل ما قرب إلى الله فإنه من ذكره،
ü وكل أمر يحتسبه العبد فإنه من ذكره،
ü فإذا نصح في معاملته وترك الغش تقرب في هذه المعاملة إلى الله؛ لأن الله يحبها، ولأنها تمنع العبد من المعاملة الضارة،
ü وكلما سامح أحدا أو حاباه في ثمن أو مثمن أو تيسير أو إنظار أو نحوه فإنه من الإحسان والفضل، وهو من ذكر الله،
n تفسير:{ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }
n عتاب الله للصحابة بإنهم تركوا النبي r قائما يخطب، والخروج من المسجد من أجل تلك العير التي قدمت المدينة، وقبل أن يعلموا حق العلم ما في ذلك من الذم وسوء الأدب، فاجتماع الأمرين التجارة واللهو حملاهم على ما ذكر؛ وإلا فهم رضي الله عنهم كانوا أرغب الناس في الخير، وأعظمهم حرصا على الأخذ عن الرسول، وعلى توقيره وتبجيله.
n العبرة بالعموم فهذا أيضاً يشمل كل من قدم اللهو والتجارة على الطاعة: أن ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة، التي وإن حصل منها بعض المقاصد فإن ذلك قليل منغص مفوت لخير الآخرة
n الصبر على طاعة الله ليس مفوتا للرزق؛ فإن الله خير الرازقين، فمن اتقى الله رزقه من حيث لا يحتسب،
n من قدم الاشتغال بالتجارة على طاعة الله لم يبارك له في ذلك، وكان هذا دليلا على خلو قلبه من ابتغاء الفضل من الله، وانقطاع قلبه عن ربه، وتعلقه بالأسباب، وهذا ضرر محض يعقب الخسران.
فصل
في وجوب الصيام وفوائده
n تفسير قول الله تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
مشروعية الصيام :
n فرض الله الصيام على هذه الأمة كما فرضه على الأمم السابقة{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}
n تتدرج فرض الصيام : في ابتداء فرض الصيام لما كانوا غير معتادين للصيام، وكان ابتداء فرضه حتما فيه مشقة عليهم، درجهم الرب الحكيم بأسهل ما يكون، وخير المطيق للصوم بين أن يصوم، وهو الأفضل الأكمل، أو يطعم ويجزيه، ثم لما تمرنوا على الصيام، وكان ضروريا على المطيقين فرضه عليهم حتما. {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}
أحكام الصيام :
1- الصوم المفروض هو في شهر رمضان : وقوله : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
2- صوم رمضان فرض على كل مسلم مقيم قادر : {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}
3- يكون الصوم بترك المشتهيات من أكل وشرب وجماع ، فالصائم يتقرب إلى الله بترك المشتهيات؛ تقديما لمحبة ربه على محبة نفسه
4- من فاته شيء من صيام رمضان لعذر كالمرض أوالسفر عليه القضاء في آيام أخر لقوله تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }
5- ومن يشق عليهم الصيام مشقة لا تحتمل كالكبير والمريض الميئوس من برئه، فدية طعام مسكين عن كل يوم يفطره
6- أكمال عدة رمضان بصومه كاملاً وقضاء مافاته لعذر لقوله تعالى :{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ}
فضائل الصيام وعلاقنه بالتقوى :
ü الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
ü الصيام هو الطريق الأعظم للوصول إلى هذه الغاية التي فيها سعادة العبد في دينه ودنياه وآخرته،
ü اختصه الله من بين الأعمال حيث أضافه إلى نفسه في الحديث الصحيح،
ü الصيام من أعظم أصول التقوى، فإن الإسلام والإيمان لا يتم بدونه.
ü فيه من حصول زيادة الإيمان، والتمرن على الصبر والمشقات المقربة إلى رب العالمين،
ü وأنه سبب لكثرة الطاعات من صلاة وقراءة وذكر وصدقة وغيرها ما يحقق التقوى،
ü وفيه من ردع النفس عن الأمور المحرمة من أقوال وأفعال ما هو من أصول التقوى
ü في الصيام من مراقبة الله بترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه - لعلمه باطلاع ربه عليه - ما ليس في غيره، ولا ريب أن هذا من أعظم عون على التقوى.
ü أن الصيام يضيق مجاري الشيطان { فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم } ، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل معاصي العبد.
ü أن الغني إذا ذاق ألم الجوع حمله ذلك على مواساة الفقراء المعدمين، وهذا كله من خصال التقوى.
مسألة فقهية :
يوجد مسلمون في بعض البلاد التي يكون في بعض الأوقات ليلها نحو أربع ساعات أو تنقص، فيوافق ذلك رمضان، فهل لهم رخصة في الإطعام إذا كانوا يعجزون عن تتميمها ؟
ü العاجز منهم في هذا الوقت يؤخره إلى وقت آخر، يقصر فيه النهار، ويتمكن فيه من الصيام كما أمر الله بذلك المريض، بل هذا أولى،
ü أما الصحيح المقيم الذي يقدر على الصيام في هذه الأيام الطوال يلزمه ولا يحل له تأخيره
فضل الله على هذه الأمة في شهر رمضان :
ü إنزال القرآن الذي فيه الهداية لجميع مصالح الدينية والدنيوية، وفيه بيان الحق وتوضيحه، والفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، وأهل السعادة من أهل الشقاوة،
ü إذا حصل بعض المشاق والعجز من الصيام وغيره خفف الشارع من الواجبات بحسب ما يناسب ذلك، فيدخل في هذا جميع التخفيفات في جواز الفطر، وتخفيفات السفر، والأعذار لترك الجمعة والجماعة.
ü من أكبر منن الله على عبده توفيقه لإتمامه وتكميله وتبيين أحكامه للعبيد، {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} هداية التعليم وهداية التوفيق والإرشاد

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 12:56 AM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

أرجو مسح المشاركة التي قبل المشاركة النهائية لعدم ظهور الآيات وكان هذا سبب عدم مقدرتي لإرسال التقرير
جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تقارير, يوم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir