دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ذو القعدة 1442هـ/18-06-2021م, 12:09 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

&- اسمه ولقبه:
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
- لُقّب عثمان رضي الله عنه بأبي النورين؛ وذلك لزواجه بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث زوّجه ابنتَه رقيّة قبل الهجرة بعشر سنين، ثم زوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم بأمّ كلثوم بعد رقيّة.
&- مولده وإسلامه رضي الله عنه:
وُلد عثمان بعد عام الفيل بستّ سنين، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، قال أبو إسحاق: «كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان».
- كان عثمان رضي الله عنه أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة.
&- صفاته رضي الله عنه وفضائله :
- كان عثمان بن عفان رضي الله عنه كريم الشيم حسن السيرة، محبباً في قومه مأموناً عندهم، وكان ورعاً تقياً، عن عائشة رضي الله عنها قالت: « لَعثمان كان أتقاهم للرب عز وجل، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم »، ومن أقواله العظيمة التي تدلُّ على ورعه وتقواه، أنّه كان يقول: ما زنيتُ ولا سرقت، لا في جاهلية ولا في إسلام.
- وقد كان رضي الله عنه عفيفاً شديد الحياء، فقد كانت الملائكة تستحيي منه؛ فقد قال فيه النبيُ صلى الله عليه وسلم: [ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة] .
- وهو أحد السِّتة الذين تُوُفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ.
- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [عثمان في الجنة]
- وهو المعروف بصبره في محنته واستشهاده، وقد بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة فقد صعد النبيَّ صَلَّى
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سيموت شهيداً، حيث صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحُداً، وأبو بكر، وعمر، وعثمان؛ فرجف بهم، فقال: [ اثبت أحد فإنّما عليك نبي، وصديق، وشهيدان].
&- مناقبه رضي الله عنه :
من مناقبه رضي الله عنه أنّه :
- اشترى مربداً مجاوراً لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وضمّه إلى المسجد ووسّعه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة.
- اشترى بئر رومة وكان ليهودي في المدينة يبيع ماءه، وليس في المدينة ماء يُستعذب غيره، فشقّ ذلك على المسلمين، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يشتريه ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين، فاشتراه عثمان وجعله سقاية للمسلمين.
- قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في عهده، وكان ممن يكتب الوحي، وهو أوّل من خطّ المفصّل.
- كان رضي الله عنه سبباً لبيعة الرضوان لما أشيع خبر مقتله، إذ بايع الصحابة رسولَ الله على الموت تحت شجرة الرضوان وبايع رسول الله نيابة عن عثمان فوضع يده اليمنى فوق يده اليسرى وقال: [ اللَّهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك].
- ومن مناقبه رضي الله عنه أيضاً أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بشّره بالجنة، عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: [ائذن له وبشره بالجنة] ، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: [ائذن له وبشره بالجنة] ، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: [ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه]، فإذا عثمان بن عفان. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
&- علمه وعبادته رضي الله عنه:
- كان عثمان رضي الله عنه من أعلم الناس بالقرآن، وأكثرهم تلاوة له، وقد يُسّرت له تلاوة القرآن، كما كان رضي الله عنه معروفاً بكثرة صلاته وتلاوته، فقد كان صوَّاماً قواماً.
- عن يحيى البكاء أنّه سمع ابن عمر قرأ: {أم من هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} قال ابن عمر: [ذاك عثمان بن عفان، رضي الله عنه].
- عن عبدالرحمن بن عثمان التيمي: « قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجلٌ يغمزني فلم ألتفت، ثم غمزني فنظرت، فإذا هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان فتنحيت، فتقدَّم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف»، رواه عبدالرزاق والدارقطني وغيرهما.
&- أعماله وإنجازاته رضي الله عنه:
- إنّ لهذا الصحابي الجليل أعمال ومواقف عظيمة تدلّ على فضله ونُصرته لهذا الدين، إذ تولّى عثمان بن عفان الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في آخر ليلة من سنة 23هـ، وكان الصحابة يرون أنهم ولَّوا أفضل من بقي منهم، كما أنّ عثمان رضي الله عنه شهد الغزوات والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلاّ غزوة بدر؛ لأنّ خلَّفه على ابنته رُقيَّة لما اشتدّ بها مرضها، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأخبره أنّ له أجر من شهدها، وكذلك غزوة ذات الرقاع، وغزوة ذي أمَرّ، لم يشهدها؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم استخلفهما فيهما على المدينة.
- كما جهز جيش العُسرة من ماله، حيث جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلّبها في حجره ويقول: [ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم] مرتين. رواه ابن أبي حاتم.
كما بُنيت في عهده رضي الله عنه أول دار قضاء في الإسلام، بعد أن كان المسجد هو مكان القضاء.
- وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي، ثم بعث بهذا المصحف لكل من أهل الشام، ولأهل مصر، وإلى البصرة وإلى الكوفة وإلى مكّة وإلى اليمن مثله، وأقر بالمدينة مصحفاً، ويقال لهذه المصاحف (الأئمة)، ثم عمد إلى بقية المصاحف التي بأيدي الناس ليقوّموا مصاحفهم عليه، فقام بحرق كل مايخالف ماكتبه؛ لئلا يقع بسببه اختلاف، فاشتهرت المصاحف العثمانية، وألغي ما سواها.
- قال علي رضي الله عنه: « أيّها النّاس إيّاكم والغلو في عثمان تقولون حرق المصاحف، والله ما حرقها إلا عن ملأٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو وليت مثل ما ولي لفعلت مثل الذي فعل» رواه البيهقي.
&- مما روي عنه في التفسير:
أ: عن أبي عقيل زهرة بن معبد القرشي أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان يقول: قيل لعثمان: ما الباقيات الصالحات؟
قال: هنّ لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله]رواه أحمد والبيهقي وغيرهما.
- قال أبو عيسى يحيى بن رافع: سمعت عثمان بن عفان يخطب على المنبر وهو يقرأ {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال: «سائق يسوقها إلى أمر الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت»، رواه عبدالرزاق وابن أبي حاتم
&- من قرأ عليه:
- أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي.
&- مَن روى عنه في التفسير: ابن عمر، وابن عباس، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن العاص، وقيس بن أبي حازم، وأبو عثمان النهدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن حاطب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو عيسى يحيى بن رافع الثقفي، وكنانة بن نعيم العدوي، ومولاه حمران بن أبان الفارسي.
&- مَن أرسل عنه:
- الحسن البصري، ومجاهد، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وطاووس بن كيسان، وعبد الله بن موهب.
&- وفاته واستشهاده:
- في نهاية خلافته رضي الله عنه بدأت فتنة بالظهور على يد عبد الله بن سبأ اليهودي، وهي الفتنة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، عن ابن عمر، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمرَّ رجل، فقال: [يقتل هذا المقنع يومئذ مظلوماً] قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
صبر عثمان بن عفان رضي الله عنه صبراً عجيباً إثر تلك البلوى؛ فكفَّ الناسَ عن القتال، وأمر كلَّ من أراد أن ينصره أن يكفّ سلاحه ويده لئلا يراق بسببه دم امرئ مسلم، حتى اجتمع عدد من المنافقين وحاصروا داره، وفي يوم الخميس، يوم السابع عشر من شهر ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثون بعد الهجرة كان عثمان بن عفان صائماً، ونتيجة لهذا الحصار لم يوجد في بيته ماء أو طعام، وأكمل الليل وهو صائم، ثمّ قَتلوه مظلوماً يوم الجمعة لثمان عشرة من ذي الحجة 35هـ..
- رضي الله عن عثمان، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعَنا به في دار كرامته مع النبيِّين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

&- من الفوائد التي استفدتها من الدراسة:
1- التحلي بالأخلاق الحميدة، ومنها الحياء؛ فالحياء رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان.
2- الصبر والتسليم عند الابتلاء، واحتساب الأجر، والتفكر في حكمة الله من وراء الابتلاء.
3- الحث على التضحية والفداء، والبذل والعطاء، من أجل نصرة دين الله.
4- الحرص على طلب العلم، وبلوغ غاية الجهد في الاستكثار منه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك العلم والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه.
5- فضل إنفاق الأموال في سبيل الله تعالى؛ فهو من أشرف الأمور وأفضل الأعمال التي لا بد أن يتداركها المؤمن المقتدر.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 ذو القعدة 1442هـ/21-06-2021م, 12:51 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام عطار مشاهدة المشاركة
الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

&- اسمه ولقبه:
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي، يلتقي نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
- لُقّب عثمان رضي الله عنه بأبي [بذي، قول أبو كذا كُنية وليس لقب] النورين؛ وذلك لزواجه بابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث زوّجه ابنتَه رقيّة قبل الهجرة بعشر سنين، ثم زوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم بأمّ كلثوم بعد رقيّة.
&- مولده وإسلامه رضي الله عنه:
وُلد عثمان بعد عام الفيل بستّ سنين، وكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، قال أبو إسحاق: «كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان».
- كان عثمان رضي الله عنه أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة.
&- صفاته رضي الله عنه وفضائله :
- كان عثمان بن عفان رضي الله عنه كريم الشيم حسن السيرة، محبباً في قومه مأموناً عندهم، وكان ورعاً تقياً، عن عائشة رضي الله عنها قالت: « لَعثمان كان أتقاهم للرب عز وجل، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم »، ومن أقواله العظيمة التي تدلُّ على ورعه وتقواه، أنّه كان يقول: ما زنيتُ ولا سرقت، لا في جاهلية ولا في إسلام.
- وقد كان رضي الله عنه عفيفاً شديد الحياء، فقد كانت الملائكة تستحيي منه؛ فقد قال فيه النبيُ صلى الله عليه وسلم: [ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة] .
- وهو أحد السِّتة الذين تُوُفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ.
- وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [عثمان في الجنة]
- وهو المعروف بصبره في محنته واستشهاده، وقد بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهادة فقد صعد النبيَّ صَلَّى
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سيموت شهيداً، حيث صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحُداً، وأبو بكر، وعمر، وعثمان؛ فرجف بهم، فقال: [ اثبت أحد فإنّما عليك نبي، وصديق، وشهيدان].
&- مناقبه رضي الله عنه :
من مناقبه رضي الله عنه أنّه :
- اشترى مربداً مجاوراً لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم وضمّه إلى المسجد ووسّعه، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة.
- اشترى بئر رومة وكان ليهودي في المدينة يبيع ماءه، وليس في المدينة ماء يُستعذب غيره، فشقّ ذلك على المسلمين، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن يشتريه ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين، فاشتراه عثمان وجعله سقاية للمسلمين.
- قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في عهده، وكان ممن يكتب الوحي، وهو أوّل من خطّ المفصّل.
- كان رضي الله عنه سبباً لبيعة الرضوان لما أشيع خبر مقتله، إذ بايع الصحابة رسولَ الله على الموت تحت شجرة الرضوان وبايع رسول الله نيابة عن عثمان فوضع يده اليمنى فوق يده اليسرى وقال: [ اللَّهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك].
- ومن مناقبه رضي الله عنه أيضاً أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بشّره بالجنة، عن أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن، فقال: [ائذن له وبشره بالجنة] ، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: [ائذن له وبشره بالجنة] ، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: [ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه]، فإذا عثمان بن عفان. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
&- علمه وعبادته رضي الله عنه:
- كان عثمان رضي الله عنه من أعلم الناس بالقرآن، وأكثرهم تلاوة له، وقد يُسّرت له تلاوة القرآن، كما كان رضي الله عنه معروفاً بكثرة صلاته وتلاوته، فقد كان صوَّاماً قواماً.
- عن يحيى البكاء أنّه سمع ابن عمر قرأ: {أم من هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} قال ابن عمر: [ذاك عثمان بن عفان، رضي الله عنه].
- عن عبدالرحمن بن عثمان التيمي: « قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجلٌ يغمزني فلم ألتفت، ثم غمزني فنظرت، فإذا هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان فتنحيت، فتقدَّم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف»، رواه عبدالرزاق والدارقطني وغيرهما.
&- أعماله وإنجازاته رضي الله عنه:
- إنّ لهذا الصحابي الجليل أعمال ومواقف عظيمة تدلّ على فضله ونُصرته لهذا الدين، إذ تولّى عثمان بن عفان الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في آخر ليلة من سنة 23هـ، وكان الصحابة يرون أنهم ولَّوا أفضل من بقي منهم، كما أنّ عثمان رضي الله عنه شهد الغزوات والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلاّ غزوة بدر؛ لأنّ خلَّفه على ابنته رُقيَّة لما اشتدّ بها مرضها، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأخبره أنّ له أجر من شهدها، وكذلك غزوة ذات الرقاع، وغزوة ذي أمَرّ، لم يشهدها؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم استخلفهما فيهما على المدينة.
- كما جهز جيش العُسرة من ماله، حيث جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلّبها في حجره ويقول: [ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم] مرتين. رواه ابن أبي حاتم.
كما بُنيت في عهده رضي الله عنه أول دار قضاء في الإسلام، بعد أن كان المسجد هو مكان القضاء.
- وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي، ثم بعث بهذا المصحف لكل من أهل الشام، ولأهل مصر، وإلى البصرة وإلى الكوفة وإلى مكّة وإلى اليمن مثله، وأقر بالمدينة مصحفاً، ويقال لهذه المصاحف (الأئمة)، ثم عمد إلى بقية المصاحف التي بأيدي الناس ليقوّموا مصاحفهم عليه، فقام بحرق كل مايخالف ماكتبه؛ لئلا يقع بسببه اختلاف، فاشتهرت المصاحف العثمانية، وألغي ما سواها.
- قال علي رضي الله عنه: « أيّها النّاس إيّاكم والغلو في عثمان تقولون حرق المصاحف، والله ما حرقها إلا عن ملأٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو وليت مثل ما ولي لفعلت مثل الذي فعل» رواه البيهقي.
&- مما روي عنه في التفسير:
أ: عن أبي عقيل زهرة بن معبد القرشي أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان يقول: قيل لعثمان: ما الباقيات الصالحات؟
قال: هنّ لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله]رواه أحمد والبيهقي وغيرهما.
- قال أبو عيسى يحيى بن رافع: سمعت عثمان بن عفان يخطب على المنبر وهو يقرأ {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} قال: «سائق يسوقها إلى أمر الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت»، رواه عبدالرزاق وابن أبي حاتم
&- من قرأ عليه:
- أبو الأسود الدؤلي، وأبو عبد الرحمن السلمي، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي.
&- مَن روى عنه في التفسير: ابن عمر، وابن عباس، ومحمود بن لبيد، وسعيد بن العاص، وقيس بن أبي حازم، وأبو عثمان النهدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن حاطب، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو عيسى يحيى بن رافع الثقفي، وكنانة بن نعيم العدوي، ومولاه حمران بن أبان الفارسي.
&- مَن أرسل عنه:
- الحسن البصري، ومجاهد، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وطاووس بن كيسان، وعبد الله بن موهب.
&- وفاته واستشهاده:
- في نهاية خلافته رضي الله عنه بدأت فتنة بالظهور على يد عبد الله بن سبأ اليهودي، وهي الفتنة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، عن ابن عمر، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فمرَّ رجل، فقال: [يقتل هذا المقنع يومئذ مظلوماً] قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
صبر عثمان بن عفان رضي الله عنه صبراً عجيباً إثر تلك البلوى؛ فكفَّ الناسَ عن القتال، وأمر كلَّ من أراد أن ينصره أن يكفّ سلاحه ويده لئلا يراق بسببه دم امرئ مسلم، حتى اجتمع عدد من المنافقين وحاصروا داره، وفي يوم الخميس، يوم السابع عشر من شهر ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثون بعد الهجرة كان عثمان بن عفان صائماً، ونتيجة لهذا الحصار لم يوجد في بيته ماء أو طعام، وأكمل الليل وهو صائم، ثمّ قَتلوه مظلوماً يوم الجمعة لثمان عشرة من ذي الحجة 35هـ..
- رضي الله عن عثمان، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعَنا به في دار كرامته مع النبيِّين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

&- من الفوائد التي استفدتها من الدراسة:
1- التحلي بالأخلاق الحميدة، ومنها الحياء؛ فالحياء رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان.
2- الصبر والتسليم عند الابتلاء، واحتساب الأجر، والتفكر في حكمة الله من وراء الابتلاء.
3- الحث على التضحية والفداء، والبذل والعطاء، من أجل نصرة دين الله.
4- الحرص على طلب العلم، وبلوغ غاية الجهد في الاستكثار منه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله تعالى في إدراك العلم والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه.
5- فضل إنفاق الأموال في سبيل الله تعالى؛ فهو من أشرف الأمور وأفضل الأعمال التي لا بد أن يتداركها المؤمن المقتدر.
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
الأولى في هذه التطبيقات كتابة رسالة دعوية، يكون محورها وأسلوبها حسب المخاطب
ومع تعريفك العام بسيرة المفسر، تركز على محور معين من سيرته تريد إيصاله للقارئ
مثلا في سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه، يمكن أن نركز على علمه بالقرآن، وعلى حرصه على تلاوته، وعلى دوره الكبير في جمع القرآن وحمى الله به الأمة من فتنة كبيرة
ويمكن أن نركز على جوده ونفقته في سبيل الله
والهدف من هذه التطبيقات، التدرب على توظيف علمك بالسير والتراجم، في المجالات الدعوية.
التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir