دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الآخرة 1441هـ/18-02-2020م, 02:30 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيرة ثلاثة من القراء والمفسرين من الصحابة

الحمد لله ربنا، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله نبينا، وعلى آله وصحبه الذين يملأ حبهم قلوبنا، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان من سلفنا وعلماؤنا،
أما بعد:
فإن خير معين على رفع الهمم لسلوك الصراط المستقيم والنهج القويم الذي سلكه من مضى من الصحابة والتابعين هو تعرف همم القوم الماضين
والسبيل إلي ذلك هو معرفة سيرتهم وما نقل لنا عنهم ليكونوا في نفوسنا شمس النهار وفي مقدمة هؤلاء الأعلام وحفاظ الإسلام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ثم التابعين ثم تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ممن سار على نهجهم القويم واقتفى سبيلهم المستقيم.
وانطلاقا من هذا الأمر الجليل فبين أيدينا سيرة ثلاثة من أعلام الصحابة رضي الله عنهم هم؛ أبو بكر الصديق ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين.

==سيرة الصديق رضي الله عنه
هو أفضل الصحابة قدراً، وأعلاهم منزلة، وأطولهم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأسبقهم إلى الخير والفضل وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وجمعنا به في الجنة مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وسنذكر طرفا مما ذكر في سيرة، وعلى الله الكريم اعتمادنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.

=اسمه ونسبه:
هو أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي رضي الله عنه.

=مكانته وفضله:
الرجل الأول في الأمة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وهو أول من آمن من الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي ذهب إلى أبي بكر ليخبره بما أكرمه الله به من الرسالة ويدعوه إلى دين الإسلام فقبل أبو بكر رضي الله عنه دعوة النبي دون تردد وشهد شهادة الحق،
وقد روى ابن إسحاق عن بداية إسلام أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحصين التميمي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
(ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة و تردد و نظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين دعوته، و لا تردد فيه ) ما عكم: ما تباطأ بل سارع
وبهذا كان رضي الله عنه من أخص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وصار الأمر كذلك بعدها، فكان هو أكثر الصحابة ملازمة وصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم،
وقد نزل في شأنه آيات من القرآن، ونوّه الله بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فيه وبمعيّة الله له معيّة خاصة؛ كما في قول الله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
وصاحبه هو أبو بكر رضي الله عنه فقد روى ابن وهب عن عمرو ابن الحارث عن أبيه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين خطب قال: أيكم يقرأ سورة التوبة؟!
قال رجل: أنا، قال: اقرأ، فلما بلغ {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} بكى أبو بكر، وقال: أنا والله صاحبه). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وعلى هذا انعقد أجماع الأمة.

لقد كان أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ كنزاً من الكنوز، ادخره الله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم،
وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخُلق السمح الذي وهبه الله تعالى إياه جعله من الذين يألفون ويؤلفون ولذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر".

وعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُداً، و أبو بكر وعمر وعثمان، فوجف بهم، فقال صلى الله عليه وسلم:( اثبت أحد، ما عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان) ( رواه أحمد ). والشهيدان: عمر وعثمان رضي الله عنهما، والصديق: أبو بكر رضي الله عنه

- وكان أبو بكر رضي الله عنه من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه، ومن دلائل تقدّم أبي بكر رضي الله عنه في فهم فحوى الخطاب وفنونه ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله»
فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
قال أبو سعيد: فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله.
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر»
وكانت نتيجة هذا الفهم لمعاني القرآن الكريم واستقرار معانيه في قلبه، أنه تحرك في الدعوة إلى الله تعالى ضاربا لنا أروع مثل لتوضيح ما ينبغي على المؤمن أن يكون عليه، فكان رضي الله عنه لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة، سرعان ما تخمد وتذبل وتزول، فقد ظل نشاط أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وحماسه إلى دينه ودعوته حتى توفاه الله، ولم يفتر أو يضعف
ولذلك جاءت ثمرة دعوته في بدايتها بصفوة من خيرة الخلق، من العشرة المبشرين بالجنة، منهم: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنهم أجمعين، فجاء بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم واحدا بعد واحد فأسلموا بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هؤلاء الخمسة أول ثمرة من ثمرات الصديق رضي الله عنه وعنهم أجمعين وكانوا من الدعامات الأولى التي قامت عليها الدعوة إلى دين الإسلام.

=وأما عنايته بالقرآن وحرصه على جمع الناس عليه:
فإنه رضي الله عنه أوّل من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن استحر القتل بالقراء في وقعة اليمامة، فخشي تفرق الأمة في القرآن فعمد إلى جمعه وأقره الصحابة على فعله.
- قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله). رواه ابن أبي داوود.
ومن مظاهر عنايته به، ما كان منه من الإقبال على فهم كلام الله وقد تقدم قبل قليل شيء من هذا فقد كان أبو بكر من أعلم الصحابة بالتفسير، وربما سأل أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم.

والكلام على سيرته رضي الله عنه لا يمكن الإحاطة به في مثل هذه السطور القليلة، ولكنها مقدمة للكلام وقد ألفت في سيرته المؤلفات فمن أراد الزيادة فعليه الرجوع لكتب التراجم والسير والتاريخ ففيها الشيء الكثير مما جاءنا عنه رضي الله عنه.
وبعد حياة مليئة بأمور وأحداث كثيرة مشرفة كتبت فيها الكتب وألفت فيها المؤلفات نُزل به رضي الله عنه ومع هذا فمازال حريصا على تعليمنا ونقل الدين لنا حتى في هذا الحال:
فعن مجاهد بن وردان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة فتمثلت بهذا البيت
من لا يزال دمعه مقنعا ... يوشك أن يكون مرة مدّفعا
فقال: يا بنية لا تقولي هكذا، ولكن قولي: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}.
ثم قال: في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقلت: في ثلاثة أثواب.
فقال: كفنوني في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا؛ فإن الحيَّ أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هي للمهلة). رواه ابن حبان وأصله في صحيح البخاري.
وفيه حرصه الشديد على اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد توفي رضي الله عنه يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة 13هـ.

وأما أخذ العلم عنه:
فقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين فروى عنه:
الخلفاء الثلاثة، وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعائشة وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري وابن عباس ومعقل بن يسار، والمسور بن مخرمة، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن نمران الناعطي، وجماعة.

ولكن الرواية المحفوظة عنه قليلة وسبب هذا قصر مدة خلافته فقد تولى الخلافة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لمدة عامين وشهرين تقريبا ثم توفي رضي الله عنه، وأيضا لاشتغال كثير من الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين.

ومما روي عنه في التفسير:
- إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر الصديق: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ، قال: النظر إلى وجه ربهم). رواه ابن جرير.
- قال قيس بن أبي حازم: سمعت أبا بكر الصديق، رضي الله عنه يقرأ هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه، والظالم فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب» رواه ابن جرير بهذا اللفظ.

=وفاته رضي الله عنه
توفي رضي الله عنه بعد حياة مليئة بالأعمال المشرقة التي سطرت تاريخه الناصع البياض في عام ثلاث عشرة وخلف بعده عمر بن الخطاب رضي الله.

ومن تأمل سيرته رضي الله عنه استفاد منها الشيء الكثير، وانتفع بذلك أيما انتفاع لذا ينبغي أن يكرر قراءتها مرة بعد مرة ليكون هذا معينا للنفس مقويا لها للسير على الصراط المستقيم والحرص على حمل العلم وبثه ونشره في المسلمين فإنه السبيل للحفاظ على الدين والدنيا،
والله أعلى وأعلم وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


== معاذ بن جبل رضي الله عنه

=اسمه ونسبه ومولده
هذا الصحابي الجليل هو معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، فهو من الأنصار، وقد ولد بالمدينة، وكان له زوجتان وولدان وبنت، وكان يكنى بأبي عبد الرحمن.
=اسلامه:
أسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل وعمره ثمان عشر سنة
=جهاده:
شهد بدراً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم،
=علمه وفضله:
كان من علماء الصحابة وقرائهم، قرأ على ابن مسعود في أوّل الأمر حتى حذق ما لديه، ثمّ قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن في عهده، وكان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
- فعن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئه»، فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي شيبة.
_عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أعلم أمتي بالحلال و الحرام معاذ بن جبل ».
- وقال شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي) متفق عليه.
_و ايضا قابل مرة النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل فقال له « يا معاذ، إني لأحبك في الله» قال معاذ: و أنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال: « أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك » . رواه ابن حبان، في صحيحه.

=نشره العلم رضي الله عنه:
انتدبه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً لتعليم القرآن والتفقيه في شرائع الدين،
-فعلّم في المدينة،
-وفي مكة بعد الفتح،
-وفي اليمن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليها معلّماً قاضياً وأميراً، ثمّ عاد إلى المدينة في خلافة أبي بكر،
وذلك بعد أن طلب أهل اليمن من يفقههم في الدين وأحكامه، وقد كرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه أكثر من مرّة؛ منها: أنه قال فيه: (نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ جَبلٍ)
-ثمّ انتدبه عمر إلى حمص وفلسطين ليقرئ أهلها ويعلّمهم فبقي معلّماً حتى مات
=وفاته رضي الله عنه
بعد وفاة أبي عبيدة ولي خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إمرة الجند لمعاذ رضي الله عنه، لكنه لم تدم إمارته طويلا حتى أصيب بالطاعون الذي عرف بطاعون عمواس، ومات بسببه رضي الله عنه وكان ذلك سنة ثماني عشرة للهجرة بعد أن بلغ من العمر ثلاثة وثلاثين سنة. فرضي الله عنه ورحمه وجمعنا الله به في جنته .

==سيرة أبيّ بن كعب رضي الله عنه

=اسمه ونسبه ومولده
هو الصحابي الجليل أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، من الأنصار من بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار من الخزرج.
=اسلامه:
أسلم رضي الله عنه وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة آخى بينه وبين سعيد بن زيد، وقيل طلحة بن عبيد الله.
=جهاده:
شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم،
=علمه وفضله:
-أبي بن كعب رضي الله عنه هو أقرأ الأمّة، قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في حياته وعرضه عليه
روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة.
روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، وَلكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" أسد الغابة
-وكان من العلماء العباد فقد تفرغ للعبادة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن وجد حاجة الناس إليه فجلس لتعليمهم،
-وكان من أحبّ الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
-وقد راجع جمع القرآن في عهد أبي بكر، وفي عهد عثمان على الراجح.
-قال مسروق بن الأجدع: «انتهى علم الصحابة إلى ستة: عمر وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن مسعود، ثم انتهى علم الستة إلى علي وابن مسعود» سير أعلام النبلاء.
-وقال معمر بن راشد: «عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر، وعلي، وأبي» الوسيط في علوم ومصطلح الحديث.
-فكان ينشر العلم، ويجيب على أسئلة السائلين، ويحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى روي أنه إذا كثر الناس عليه صعد على سطح بيت فحدّثهم.
- وقال أبو السَّليل: (كان رجل من أصحاب النبيﷺ يحدث الناس حتى يكثر عليه؛ فيصعد على ظهر بيت، فيحدّث الناسَ). رواه أحمد في مسنده، وهذا الرجل هو أبيّ بن كعب رضي الله عنه كما صرّح به في الخبر.
- وقد لزمه زر بن حبيش مدة وأكثر من سؤاله فقال له: (لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!!). والخبر في مسند الإمام أحمد مطولاً.
=ممن قرأ عليه وروى عنه:
-قرأ عليه من الصحابة:
جماعة منهم ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم.
-ومن التابعين:
جماعة منهم أبو عبد الرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو العالية الرياحي، وغيرهم.
-روى عنه من الصحابة:
سهل بن سعد، وابن عباس، وأنس بن مالك، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي.
-ومن التابعين:
أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد الرحمن الحبُلّي، وزر بن حبيش، ويحيى بن يعمر وغيرهم.

=وفاته رضي الله عنه:
اختلف في وفاته رضي الله عنه على أقوال عدة وأرجحها أنه توفي سنة ثلاثين للهجرة فقد رويت آثار بأسانيد جياد تدلّ على شهوده كتابة المصاحف العثمانية سنة 25هـ.
وقد شهد عتي بن ضمرة يوم وفاته، فقال:
«رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم، فقلت: «ما شأن هؤلاء؟»، فقال بعضهم: «ما أنت من أهل البلد؟!»، قلت: «لا»، قال: «فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب»»
فرضي الله عنه وجزاه عن المسلمين خير الجزاء وجمعنا الله به في جنته ودار كرامته.

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 7 ذو القعدة 1441هـ/27-06-2020م, 05:18 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء عبد الفتاح محمد مشاهدة المشاركة
سيرة ثلاثة من القراء والمفسرين من الصحابة

الحمد لله ربنا، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله نبينا، وعلى آله وصحبه الذين يملأ حبهم قلوبنا، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان من سلفنا وعلماؤنا،
أما بعد:
فإن خير معين على رفع الهمم لسلوك الصراط المستقيم والنهج القويم الذي سلكه من مضى من الصحابة والتابعين هو تعرف همم القوم الماضين
والسبيل إلي ذلك هو معرفة سيرتهم وما نقل لنا عنهم ليكونوا في نفوسنا شمس النهار وفي مقدمة هؤلاء الأعلام وحفاظ الإسلام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، ثم التابعين ثم تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ممن سار على نهجهم القويم واقتفى سبيلهم المستقيم.
وانطلاقا من هذا الأمر الجليل فبين أيدينا سيرة ثلاثة من أعلام الصحابة رضي الله عنهم هم؛ أبو بكر الصديق ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب رضي الله عنهم أجمعين.

==سيرة الصديق رضي الله عنه
هو أفضل الصحابة قدراً، وأعلاهم منزلة، وأطولهم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وأسبقهم إلى الخير والفضل وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وجمعنا به في الجنة مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وسنذكر طرفا مما ذكر في سيرة، وعلى الله الكريم اعتمادنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.

=اسمه ونسبه:
هو أبو بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي القرشي رضي الله عنه.

=مكانته وفضله:
الرجل الأول في الأمة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وهو أول من آمن من الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه الوحي ذهب إلى أبي بكر ليخبره بما أكرمه الله به من الرسالة ويدعوه إلى دين الإسلام فقبل أبو بكر رضي الله عنه دعوة النبي دون تردد وشهد شهادة الحق،
وقد روى ابن إسحاق عن بداية إسلام أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فقال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحصين التميمي أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
(ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة و تردد و نظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين دعوته، و لا تردد فيه ) ما عكم: ما تباطأ بل سارع
وبهذا كان رضي الله عنه من أخص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وصار الأمر كذلك بعدها، فكان هو أكثر الصحابة ملازمة وصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم،
وقد نزل في شأنه آيات من القرآن، ونوّه الله بصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فيه وبمعيّة الله له معيّة خاصة؛ كما في قول الله تعالى: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا}.
وصاحبه هو أبو بكر رضي الله عنه فقد روى ابن وهب عن عمرو ابن الحارث عن أبيه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حين خطب قال: أيكم يقرأ سورة التوبة؟!
قال رجل: أنا، قال: اقرأ، فلما بلغ {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} بكى أبو بكر، وقال: أنا والله صاحبه). رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وعلى هذا انعقد أجماع الأمة.

لقد كان أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ كنزاً من الكنوز، ادخره الله تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم،
وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخُلق السمح الذي وهبه الله تعالى إياه جعله من الذين يألفون ويؤلفون ولذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر".

وعن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحُداً، و أبو بكر وعمر وعثمان، فوجف بهم، فقال صلى الله عليه وسلم:( اثبت أحد، ما عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان) ( رواه أحمد ). والشهيدان: عمر وعثمان رضي الله عنهما، والصديق: أبو بكر رضي الله عنه

- وكان أبو بكر رضي الله عنه من أعلم الناس بمعاني القرآن ولطائف خطابه، ومن دلائل تقدّم أبي بكر رضي الله عنه في فهم فحوى الخطاب وفنونه ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده؛ فاختار ما عند الله»
فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
قال أبو سعيد: فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله.
قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر»
وكانت نتيجة هذا الفهم لمعاني القرآن الكريم واستقرار معانيه في قلبه، أنه تحرك في الدعوة إلى الله تعالى ضاربا لنا أروع مثل لتوضيح ما ينبغي على المؤمن أن يكون عليه، فكان رضي الله عنه لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة، سرعان ما تخمد وتذبل وتزول، فقد ظل نشاط أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ وحماسه إلى دينه ودعوته حتى توفاه الله، ولم يفتر أو يضعف
ولذلك جاءت ثمرة دعوته في بدايتها بصفوة من خيرة الخلق، من العشرة المبشرين بالجنة، منهم: عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنهم أجمعين، فجاء بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم واحدا بعد واحد فأسلموا بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هؤلاء الخمسة أول ثمرة من ثمرات الصديق رضي الله عنه وعنهم أجمعين وكانوا من الدعامات الأولى التي قامت عليها الدعوة إلى دين الإسلام.

=وأما عنايته بالقرآن وحرصه على جمع الناس عليه:
فإنه رضي الله عنه أوّل من جمع القرآن في مصحف واحد بعد أن استحر القتل بالقراء في وقعة اليمامة، فخشي تفرق الأمة في القرآن فعمد إلى جمعه وأقره الصحابة على فعله.
- قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله). رواه ابن أبي داوود.
ومن مظاهر عنايته به، ما كان منه من الإقبال على فهم كلام الله وقد تقدم قبل قليل شيء من هذا فقد كان أبو بكر من أعلم الصحابة بالتفسير، وربما سأل أصحابه عن بعض معاني القرآن ثم يرشدهم ويعلّمهم.

والكلام على سيرته رضي الله عنه لا يمكن الإحاطة به في مثل هذه السطور القليلة، ولكنها مقدمة للكلام وقد ألفت في سيرته المؤلفات فمن أراد الزيادة فعليه الرجوع لكتب التراجم والسير والتاريخ ففيها الشيء الكثير مما جاءنا عنه رضي الله عنه.
وبعد حياة مليئة بأمور وأحداث كثيرة مشرفة كتبت فيها الكتب وألفت فيها المؤلفات نُزل به رضي الله عنه ومع هذا فمازال حريصا على تعليمنا ونقل الدين لنا حتى في هذا الحال:
فعن مجاهد بن وردان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة فتمثلت بهذا البيت
من لا يزال دمعه مقنعا ... يوشك أن يكون مرة مدّفعا
فقال: يا بنية لا تقولي هكذا، ولكن قولي: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}.
ثم قال: في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم؟
فقلت: في ثلاثة أثواب.
فقال: كفنوني في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا؛ فإن الحيَّ أحوج إلى الجديد من الميت وإنما هي للمهلة). رواه ابن حبان وأصله في صحيح البخاري.
وفيه حرصه الشديد على اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد توفي رضي الله عنه يوم الإثنين في جمادى الأولى سنة 13هـ.

وأما أخذ العلم عنه:
فقد روى عنه جماعة من الصحابة والتابعين فروى عنه:
الخلفاء الثلاثة، وعبد الرحمن بن عوف وحذيفة بن اليمان وعائشة وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو سعيد الخدري وابن عباس ومعقل بن يسار، والمسور بن مخرمة، وطارق بن شهاب، وقيس بن أبي حازم، وسعيد بن نمران الناعطي، وجماعة.

ولكن الرواية المحفوظة عنه قليلة وسبب هذا قصر مدة خلافته فقد تولى الخلافة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لمدة عامين وشهرين تقريبا ثم توفي رضي الله عنه، وأيضا لاشتغال كثير من الصحابة بالجهاد وحروب المرتدين.

ومما روي عنه في التفسير:
- إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر الصديق: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ، قال: النظر إلى وجه ربهم). رواه ابن جرير.
- قال قيس بن أبي حازم: سمعت أبا بكر الصديق، رضي الله عنه يقرأ هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه، والظالم فلم يأخذوا على يديه، فيوشك أن يعمهم الله منه بعقاب» رواه ابن جرير بهذا اللفظ.

=وفاته رضي الله عنه
توفي رضي الله عنه بعد حياة مليئة بالأعمال المشرقة التي سطرت تاريخه الناصع البياض في عام ثلاث عشرة وخلف بعده عمر بن الخطاب رضي الله.

ومن تأمل سيرته رضي الله عنه استفاد منها الشيء الكثير، وانتفع بذلك أيما انتفاع لذا ينبغي أن يكرر قراءتها مرة بعد مرة ليكون هذا معينا للنفس مقويا لها للسير على الصراط المستقيم والحرص على حمل العلم وبثه ونشره في المسلمين فإنه السبيل للحفاظ على الدين والدنيا،
والله أعلى وأعلم وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


== معاذ بن جبل رضي الله عنه

=اسمه ونسبه ومولده
هذا الصحابي الجليل هو معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، فهو من الأنصار، وقد ولد بالمدينة، وكان له زوجتان وولدان وبنت، وكان يكنى بأبي عبد الرحمن.
=اسلامه:
أسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل وعمره ثمان عشر سنة
=جهاده:
شهد بدراً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم،
=علمه وفضله:
كان من علماء الصحابة وقرائهم، قرأ على ابن مسعود في أوّل الأمر حتى حذق ما لديه، ثمّ قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمع القرآن في عهده، وكان من المعلّمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
- فعن عبد الله بن مسعود قال: جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرئه»، فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ، فكان معلّما من المعلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي شيبة.
_عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أعلم أمتي بالحلال و الحرام معاذ بن جبل ».
- وقال شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي) متفق عليه.
_و ايضا قابل مرة النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل فقال له « يا معاذ، إني لأحبك في الله» قال معاذ: و أنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال: « أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك » . رواه ابن حبان، في صحيحه.

=نشره العلم رضي الله عنه:
انتدبه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً لتعليم القرآن والتفقيه في شرائع الدين،
-فعلّم في المدينة،
-وفي مكة بعد الفتح،
-وفي اليمن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليها معلّماً قاضياً وأميراً، ثمّ عاد إلى المدينة في خلافة أبي بكر،
وذلك بعد أن طلب أهل اليمن من يفقههم في الدين وأحكامه، وقد كرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه أكثر من مرّة؛ منها: أنه قال فيه: (نِعم الرَّجُلُ مُعاذُ بنُ جَبلٍ)
-ثمّ انتدبه عمر إلى حمص وفلسطين ليقرئ أهلها ويعلّمهم فبقي معلّماً حتى مات
=وفاته رضي الله عنه
بعد وفاة أبي عبيدة ولي خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إمرة الجند لمعاذ رضي الله عنه، لكنه لم تدم إمارته طويلا حتى أصيب بالطاعون الذي عرف بطاعون عمواس، ومات بسببه رضي الله عنه وكان ذلك سنة ثماني عشرة للهجرة بعد أن بلغ من العمر ثلاثة وثلاثين سنة. فرضي الله عنه ورحمه وجمعنا الله به في جنته .

==سيرة أبيّ بن كعب رضي الله عنه

=اسمه ونسبه ومولده
هو الصحابي الجليل أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه، من الأنصار من بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار من الخزرج.
=اسلامه:
أسلم رضي الله عنه وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة آخى بينه وبين سعيد بن زيد، وقيل طلحة بن عبيد الله.
=جهاده:
شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم،
=علمه وفضله:
-أبي بن كعب رضي الله عنه هو أقرأ الأمّة، قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في حياته وعرضه عليه
روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة.
روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، وَلكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح" أسد الغابة
-وكان من العلماء العباد فقد تفرغ للعبادة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن وجد حاجة الناس إليه فجلس لتعليمهم،
-وكان من أحبّ الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
-وقد راجع جمع القرآن في عهد أبي بكر، وفي عهد عثمان على الراجح.
-قال مسروق بن الأجدع: «انتهى علم الصحابة إلى ستة: عمر وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن مسعود، ثم انتهى علم الستة إلى علي وابن مسعود» سير أعلام النبلاء.
-وقال معمر بن راشد: «عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر، وعلي، وأبي» الوسيط في علوم ومصطلح الحديث.
-فكان ينشر العلم، ويجيب على أسئلة السائلين، ويحدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى روي أنه إذا كثر الناس عليه صعد على سطح بيت فحدّثهم.
- وقال أبو السَّليل: (كان رجل من أصحاب النبيﷺ يحدث الناس حتى يكثر عليه؛ فيصعد على ظهر بيت، فيحدّث الناسَ). رواه أحمد في مسنده، وهذا الرجل هو أبيّ بن كعب رضي الله عنه كما صرّح به في الخبر.
- وقد لزمه زر بن حبيش مدة وأكثر من سؤاله فقال له: (لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!!). والخبر في مسند الإمام أحمد مطولاً.
=ممن قرأ عليه وروى عنه:
-قرأ عليه من الصحابة:
جماعة منهم ابن عباس، وأبو هريرة، وعبد الله بن السائب، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وغيرهم.
-ومن التابعين:
جماعة منهم أبو عبد الرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو العالية الرياحي، وغيرهم.
-روى عنه من الصحابة:
سهل بن سعد، وابن عباس، وأنس بن مالك، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي.
-ومن التابعين:
أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وسعيد بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عبد الرحمن الحبُلّي، وزر بن حبيش، ويحيى بن يعمر وغيرهم.

=وفاته رضي الله عنه:
اختلف في وفاته رضي الله عنه على أقوال عدة وأرجحها أنه توفي سنة ثلاثين للهجرة فقد رويت آثار بأسانيد جياد تدلّ على شهوده كتابة المصاحف العثمانية سنة 25هـ.
وقد شهد عتي بن ضمرة يوم وفاته، فقال:
«رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم، فقلت: «ما شأن هؤلاء؟»، فقال بعضهم: «ما أنت من أهل البلد؟!»، قلت: «لا»، قال: «فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب»»
فرضي الله عنه وجزاه عن المسلمين خير الجزاء وجمعنا الله به في جنته ودار كرامته.

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أحسنت نفع الله بك
المطلوب اختيار ثلاثة من كل طبقة , اي:
ثلاثة من طبقة الصحابة
ثلاثة من طبقة التابعين
ثلاثة من طبقة تابعي التابعين

فأرجو إكمال المجلس , بارك الله فيك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir