دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى طلاب المتابعة الذاتية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الأولى 1437هـ/4-03-2016م, 11:23 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي مجلس مذاكرة دورة فضائل القرآن

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة فضائل القرآن

اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
ب - نور
ج - رحمة
د- مبين
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

المجموعة الثانية:
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم.
ب - مجيد
ج - بصائر
د- بشرى
س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز

س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

المجموعة الثالثة:
س1: اذكر أهمّ المؤلفات في فضائل القرآن مع بيان طرق العلماء في التأليف فيها.
س2: ما الفرق بين أسماء القرآن وصفاته؟
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - عظيم
ب - قيم
ج - هدى
د- شفاء
س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز

س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - عليّ
ب - عزيز
ج - مبارك
د- موعظة
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز

س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 رجب 1437هـ/18-04-2016م, 08:02 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
2: سورة البقرة.
3. خواتيم سورة البقرة.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
2: سورة النساء
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
2: سورة آل عمران.
3: سورة النساء
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
2: سورة البقرة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الخميس القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 شعبان 1437هـ/16-05-2016م, 10:28 AM
ميسم ميرغني يوسف ميسم ميرغني يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 316
افتراضي

مجلس مذاكرة فضائل القرءان القسم الأول :
المجموعة الرابعة:
س1: ما هيأهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
مباحث علم فضائل القرآن
كلام العلماء في فضائل القرآن يمكن تصنيفهإلى أنواع يحصل بجمعها تكامل حسن للمادّة العلمية في هذا العلم الجليل ؛ومن تلك الأنواع:
المبحث الأول :بيان معاني أسماء القرآن وصفاته الواردة فيالقرآن .
*أهميته :هذا النوع إذا أحسن جمع مادّته وتحرير القول فيه من أحسن المداخل لبيان فضائل القرآن لأنّهمبني على:
تدبّر ما وصف الله به كتابه، وتأمّل معاني تلك الصفات وآثارها ومقتضياتها.
المبحث الثاني : جمع الأحاديث والآثار المروية في فضائل القرآن.
المبحث الثالث :بيان فضل تلاوة القرآن وفضل اتّباع هداه.
المبحث الرابع : بيان فضل أهل القرآن،وهو فرع عن فضل القرآن؛ لأنّهم إنما شرفوا بسببه.
المبحث الخامس : بيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه.
المبحث السادس : فضائل بعض الآيات و السور.
المبحث السابع :تفاضل آيات القرآن وسوره.

س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
ثمرات معرفة فضائل القرآن معرفة فضائل القرآن لها ثمرات جليلة، ومن أعظم ثمراتها:
أولا" : تزيد من تعظيم المؤمن للقرءان ومراعاة حرمته ومعرفة قدره.
ثانيا" :تكسب المؤمن اليقين بصحّة منهجه
قال الله تعالى: { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىصِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}
وقال: { إِنَّ هَذَاالْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّرَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)}
وذلك لعدة أسباب :
· أنّ المنهج الحق مبنيّ على هدى القرآن، وقد تعرّف من دلائله مايزيده طمأنينة بالحقّ الذي معه.
· بصائر القرآن و هداياته ونوره تضيئ الطريق للسالكين وتكشف شبهات المضلّين، وتفنّد مزاعم المفسدين.
· يجعل لصاحبه فرقاناًيميّز به الحق من الباطل، والهدى من الضلالة، وأولياء الرحمن من أولياء الشيطان.
· تحصّن المؤمن من طلب منهل للعلم والمعرفة يخالف منهج القرآن .
· في القرآن من أنواع التبصير والتثبيت ما يطمئنّ به قلب المؤمن .
ثالثا" :ترغّب المؤمن في مصاحبة القرآن؛ بالإيمان به و اتّباع هداه والاستكثار من تلاوته والتفقّهفيه، والدعوة إليه، وتعليمه.
رابعا" : تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به؛ فكلما ضعفت النفس، ووهن عزمها؛ ذكّرها بفضائل القرآن فاشتدت العزيمة، وعلت الهمّة، وشمّر تشمير المجتهدين؛ ليدرك نصيبه من الفضل العظيم.
خامسا" :سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن وبيان ذلك :
أن منأدرك تلك الفضائل ورسخت معرفتها في قلبه، عرف أنه لا بدّ أن يصدر في كل شأن منشؤونه عن هدى القرآن الذي من اعتصم به عُصم من الضلالة.
سادسا" :تفيده علماً شريفاً من أشرف العلوم،وأعظمها بركة، فالتفقّه في فضائل القرآن على طريقة أهل العلم من أعظم أوجه إعدادالعدّة للدعوة إلى الله تعالى، والترغيب في تلاوة كتابه واتّباع هداه وذلك عدة أسباب :
· إنّه يجتمعللدارس في هذا العلم من تفسير الآيات المتعلّقة بفضائل القرآن، ومعرفة دلالاتها علىأوجه فضائله، ومعرفة الأحاديث والآثار المروية في هذا العلم الجليل.
· ما ينتخبه منأقوال العلماء في بيان فضله؛ ما يستعدّ به للدعوة إلى الله على بصيرة
· قد يكون بكلمة واحدة سبباً في إقبال قلب مسلم علىتلاوة القرآن وحفظه، وسبباً في ازدياد آخرين من تلاوته،
· قد يكون سبباً في عناية آخرين بهذاالعلم وتعلّمه وتعليمه والدعوة به إلى الله
· قد يكون سبباً في إسلام أناسكانوا على الكفر؛ فخرجوا من الظلمات إلى النور بحسن ترغيبه وتعريفه بكتاب ربّه جلّوعلا
سابعا" :يكتسب – بفضل الله تعالى – من أنواع الأجور العظيمة ما لم يكن يخطر له على بال. ولذلك اعتنى كثير من العلماء بالتأليف في فضائل القرآن.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ – عليّ
الدليل : قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّحَكِيمٌ}
أنواع علو القرآن : يشمل علوَّ قدره ومنزلته، وعلو صفاته،وتنزهه عن الباطل والاختلاف والتناقض والضعف وسائر ما لا يليق بكلام الله تعالى منأوصاف النقص
مقتضيات علو القرآن : قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قولهتعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَالَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}، قال: بَـيَّنَ شرفَه في الملأ الأعلى، ليشرِّفَه ويعظِّمَه ويطيعَه أهلُالأرض قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره

بعزيز
يتضمن عِزَّةَ القَدْرِ وَعِزَّة الغَلَبة وعزَّة الامتناع:
عزة القَدْرِ:
عزة قدره في نفسه : القرآن عزيز القدر لأنه أفضلُ الكلاموأحسنُه، يعلو ولا يعلى عليه ، ويَحْكُم ولا يُحْكَم عليه، يغيِّر الدُّوَلَوالأحوال ولا يتغير.
قال الله تعالى: {اللَّهُنَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُجُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْإِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْيُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال: (( إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد )).وفي مسند الإمام أحمد من حديث جابر بن عبد الله
*وهو عزيز القدر عند الله، وعند الملائكة، وعند المؤمنين.
عزه قدره عند الله : كريم على الله قال أبو المظفر السمعاني : ({ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}أي: كريم على الله ). وروي ذلك عن ابنعباس.
عزة قدره عند المؤمنين : اعتناؤهم وتبجيلهم له ولمن حمله :
لا توجد أمة من الأمم تعتنيبكتابها وتجله كما يجلّ المسلمون القرآن حتى إنهم من إجلالهم للقرآن لَيُجِلُّونحامل القرآن
قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط )). في سنن أبي داوود من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
وهذا كله من عزَّةِ قَدْرِه.
عزة غلبته :
وذلك متمثل في:
*غلبة حجته وقوتها:
· حججه غالبة دامغة لكل باطل مَنْ حاجَّ بها غَلَب ، ومن غَالبها غُلِب.قالتعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِفَيَدْمَغُهُ}
· حجج القرآن أحسن الحجج وأبينها وأبعدها عن التكلف والتعقيد
· أقربها إلى الفطرة الصحيحة والعقل الصريح
· أعظمها ثمرة وفائدة، مَنْ عقلها تبين له الهدى، واستبانت له سبل الضالين.
*غلب فصحاء العربوأساطين البلاغة أن يأتوا بمثله :
-من عزة غلبته أنه غلب فصحاء العربوأساطين البلاغة فلم يقدروا على أن يأتوا بمثله، ولا بمثل سورة واحدة منه.
-تحدىالله المشركين الذين يزعمون أنه من أساطير الأولين وأنه قول البشر أن يأتوا بسورةمن مثله فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا حتى أقروا بذلك وهم صاغرون
كما قال الوليد بنالمغيرة على كفره : (والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدِق، وإنأعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر)رواه البيهقي في دلائل النبوة.
عزة الامتناع
*أعزَّه الله وحفظه حفظاً تاماًمن وقت نزوله إلى حين يقبضه في آخر الزمان كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُنَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
*لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفه، ولا تستطيعه الشياطين، ولا يمكن لكائد مهما بلغ كيده أن يبدله أو يحرفه أويزيد فيه أو ينقص منه شيئاً.
*محفوظ من الشياطين، محفوظ من كيدالكائدين، لا يصيبه تبديل ولا تغيير، يُقرَأ على مرّ السنين والقرون كما أُنزل لايُخْرَم منه حرف، ولا يبدل منه شيء.

ج – مبارك
لغة : ومبارَك "اسم مفعول" أي : مبارك ؛ أودعت فيه البركة ،وهي الخير الكثير المتزايد
معنى كون القرآن مبارك : يفيد أنَّ الذيباركه هو الله تعالى، ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، لا ينقص خيره، ولا يذهب نفعه، ولا تضعف ثمرته؛ بل خيره في ازدياد وتجدّد على مرّالقرون و الأعصار.
الدليل : ورد في مواضع من القرآن:
قول الله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌأَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
وقوله تعالى: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُمُنْكِرُونَ (50)}
قوله تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُواآيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
آثار مباركة الله للقرآن : كون الذي باركه هو الله تعالى له آثار عظيمة على بركته؛فهي بركة من العليم القدير الحكيم الواسع الأكرم؛ فاتّسعت بركته وعظمت، حتى كانمباركاً في كل شيء فلا يحرم بركته إلا شقيّ محروم.
أنواع بركات القرآن في الدنيا : أنواع بركات القرآن كثيرة متنوّعة؛فألفاظه مباركة، ومعانيه مباركة، ودلائله مباركة، وحيثما كان فهو مبارك لمن آمن بهواتّبع هداه ؛ ومن بركاته :
· هداياته العظيمةالتي يهدي بها للتي هي أقوم في كلّ شيء.
· شفاؤه لما في الصدور، ولأدواء النفوس والأبدان.
· كثرة ثواب تلاوته وتنوّعه.
· ما يفيد من العلموالحكمة واليقين، والبصيرة في الدين.
· ما يحصل به من جلاءالحزن، وذهاب الغم، ونور الصدر، وطمأنينة القلب، وسكينةالنفس.
· ما يكون لتاليه منزيادة الإيمان، وصلاح البال، وذهاب كيد الشيطان.
· عِزّة أصحابه باتباعه ، وثباتهم على الحق بتمسّكهم به، وتبصّرهم به في مواضع الفتن،وما يحصل لهم به من الفرقان العظيم بين الحق والباطل، والخروج من الظلمات إلىالنور.
· يرفع أصحابه،ويكرمهم، ويكون لهم بسببه قَدْرٌ عظيم ومنزلة عالية.
· مبارك حيثما حَلّ وبيان ذلك :
-البيت الذي يُتلى فيه يكثر خيره ويتّسع بأهله.
- الصدر الذييحفظه يتّسع و ينفسح .
-المجلس الذي يُتلى فيه تتنزّل عليه السكينة وتغشاه الرحمةوتحفّه الملائكة ويذكره الله فيمن عنده.
-الوَرَق الذي يُكتب فيه يَكون لهشأن عظيم بعد تضمّنه لآياته، وتكون له حرمته وأحكام الكثيرة في الشريعة.
بركات القرآن في الآخرة:فبركات عظيمة جليلة، فهو مبارك على المؤمنفي قبره، وفي الموقف العظيم، وفي الحساب، وفي الميزان، وفي الصراط، وعند ارتقائه فيدرجات الجنة.

د- موعظة
لغة :الموعظة هي التذكيربما يليّن القلب ليزدجر عن السوء فيسلم من عقوبته ومغبّته، ويحذر فوات الخيرويتبيّن خطر التفريط فيه فيبادر إليه ليغنم.
قال ابن سيده: (الموعظة: تذكرتك الإنسان بما يلين قلبه من ثوابوعقاب).
الدليل : ورد في آيات من القرآن الكريم، منها :
قول اللهتعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌمِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌمِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقوله: { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}
وقوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَاإِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْوَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)}.
صفة مواعظ القرءان :
-أحسن المواعظ وأنفعها،وأعظمها أثراً؛، وقد قال الله تعالى: {إنّ الله نعمّا يعظكم به}
-غاياتها إرشادالناس لما فيه خيرهم وعزّهم ونجاتهم
-دالّة على الخيروالرحمة والإصلاح والنهي عن السوء والفسادوالمنكرات
-مبناها على العلم التامّ والرحمة والحكمة
أثر مواعظ القرآن :
*الهداية إلى صراط الله المستقيم ونيل فضله العظيم والخروج من الظلمات والضلالات والموبقات.
قال الله تعالى في المنافقينالذين هم شرّ الناس منزلةً لجمعهم بين الكفر والنفاق وارتكابهم كثيراً من أعمالالسوء القبيحة{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَبِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْمِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}.
وهذا يدلّ على أنّ مواعظ القرآن ماحلّت في قلب إلا أثمرت فيه هداية وصلاحاً وخيراً عظيماً، وأنّ الشأن كلّ الشأن هوفي اتّعاظ العبد بمواعظه، وأن الخسران المبين هو في الإعراض عنها.

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
تتضمن عظمة القرآن عظمة قَدْرِهِ وَعَظَمَةَ صفاته :
عظمة قَدْرِهِ : القرآن عظيم القَدْرِ في الدنياوالآخرة:
فأما عظمة قدره في الدنيا فتتبين من وجوه كثيرة:
§ أنه كلام الله تعالى.
§ إقسامالله تعالى به.
§ كثرة أسمائه وأوصافه الدالة على عظمة قدره.
§ أنه حاكمٌ على ما قبلهمن الكتب، وناسخ لها، ومهيمن عليها.
§ أنه فرقان بين الهدىوالضلالة، والحقّ والباطل.
§ أنه يهدي للتي هيأقوم.
§ أنه مصدر الأحكام الشرعية التي بها قيام مصالح العباد،وإليها يتحاكمون في فضّ منازعاتهم وحلّ مشكلاتهم ومعضلاتهم.
§ أن الله خصّه بأحكام في الشريعة تبيّن حرمته وجلالة شأنه.
*والأوجه الدالة على بيان عظمة قدْره كثيرة جداً يتعذّر حصرها.
عظمة قدره فيالآخرة فمن دلائلها:
§ يظلّ صاحبه في الموقف العظيم.
§ شافع مشفّع وماحل مصدّق.
§ يحاجّ عن صاحبه ويشهد له.
§ يرفع صاحبه درجات كثيرة.
§ يثقّل ميزان أصحابه بكثرة ما يجدون من ثواب تلاوته.
عَظَمَةَ صفاته :عظمة صفاته فبيانها من وجهين:
الوجه الأول: بلوغه منتهى صفاته :
أن كلّ صفة وصفبها القرآن؛ فهو عظيم في تلك الصفة؛فكرمه عظيم، وبركته عظيمة، ومجده عظيم، وعلوّهعظيم، ونوره عظيم، وهداه عظيم، وشفاؤه عظيم، وفرقانه عظيم إلى غير ذلك من أسمائهوصفاته التي اتّصف في كلّ صفة منها بالعظمة فيها.
الوجه الثاني: كثرة الأسماء والصفات :
أن كثرة أسمائه وصفاته العظيمة دليل آخر على عظمته.

س5: ما هيأوجه تفاضل ثواب التلاوة؟
أوجه تفاضل ثوابالتلاوة :ثواب التلاوة يتفاضل من وجوه:
أولا :التدبّر والخشوع :
أن التلاوة بحضور قلب وتدبّر وخشوع أعظمأجراً من التلاوة التي يضعف فيها حضور القلب وعقل المعاني وتدبّر الآيات.
والعلة في ذلك : إنّ العبديثاب على ما يقوم في قلبه من العبادات القلبية عند تلاوته، وما يظهر من آثارها على جوارحه
كما قال الله تعالى: { وَإِذَا سَمِعُوا مَاأُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّاعَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَالشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَالْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}
وجه الدلالة :
فهؤلاء بلغوا مرتبة الإحسان في استماع تلاوة القرآن؛ وأثنى الله عليهم بمايدل على محبّة عملهم؛ من معرفة الحقّ وظهور أثره عليهم وقولهم ما أحبّه الله تعالى؛حتى نوّه بذكرهم في كتابه الكريم، وأعلى شأنهم وأحسن جزاءهم وأغرى بالاتّساء بهم.
ثانيا" :قراءته حال الفتن والعوارض و الصوارف :
أن الإقبال على تلاوة القرآن في حال الفتن والعوارض و الصوارف أعظم أجراً لصاحبها مع سلامته من تلك الفتن المثبّطة.
ثالثا" تلاوة السور والآيات الفاضلة :
سور القرآن تتفاضل؛ وآياته تتفاضل كذلك، فتلاوة السور والآيات الفاضلة أعظم أجراًمن تلاوة غيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (حروف القرآن تتفاضل لتفاضل المعاني وغير ذلك؛فحروف الفاتحة له بكل حرف منها حسنة أعظم من حسنات حروف من {تبت يدا أبي لهب}).
وهذا مبني على أصل تفاضل آيات القرآنوسوره؛ فإنّ تفاضل ثواب التلاوة من آثار تفاضل الآيات نفسها؛ فقراءة الآية الأعظمفضلاً ثوابها أعظم، لعظمة معانيها ودلائلها وما تقتضيه من عبادات تقوم في قلبالتالي.
رابعا" :تزيين الصوت بالقراءة :
ومن أوجه التفاضل أيضاً: أنَّ التلاوة الحسنة التي يرتّل القارئ فيها مايقرأ، ويحبّر قراءته ويزيّن صوته بها، أعظم أجراً من التلاوة التي لا تكون كذلك.
خامسا" : الإيمان بشارة الله بالفضل الكبير :
الإيمان بالحسنات العظيمة التي جعلها الله للمؤمن الذي يقرأ القرآن؛ فهي داخلة فيجملة الفضل الكبير الذي بشّر الله به المؤمنين في قوله تعالى: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من الله فضلاً كبيراً}.
س6: ما المراد بحفظ القرآن؟
والمراد بحفاظ القرآن :
في النصوص يشمل معنيينلا يتمّ الحفظ إلا بهما:
المعنى الأول: حفظ حدوده وأمانته ورعايتها. وهذا المعنى أجلّ ، بل هو شرط الانتفاع به.
الدليل من القرآن :
1.الأول : قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَاالنَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَوَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِشُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِيثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُالْكَافِرُونَ (44)}
وجه الدلالة :
سبب نزول الآية :
كانت الآية قد نزلت في كتم اليهود لآية الرجم وهي مكتوبة عندهم في التوراة يعرفونها،ومنهم من يحفظ ألفاظها ويعرف موضعها، لكنّهم لم يحفظوا أمانة الله فيها، ولم يرعواحدوده بالحكم بها.
حديث البراء بن عازب ، قال: مُرَّعلى النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمَّما مجلودا، فدعاهم صلى الله عليه وسلم،فقال: «هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟»، قالوا: نعم، فدعا رجلا من علمائهم، فقال: «أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم» قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذاأخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع علىشيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم، والجلد مكان الرجم، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه» فأمر به فرُجِمَ،فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} إلى قوله {إنأوتيتم هذا فخذوه}، يقول: ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن أمركم بالتحميموالجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا، فأنزل الله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزلالله فأولئك هم الكافرون}). صحيح مسلم
الشاهد من الآية معنى الاستحفاظ :
فقال: {استحفظوا} أيأمروا بحفظه، ولم يقل: بما حَفِظوا، فإنهم لم يحفظوه حقّاً، وإن كان عندهم مكتوباً،وكان أكبر إثمهم في عدم حفظ حدوده وأداء أمانته، وتغييرهم فيه.
قال ابن عاشور: (الاستحفاظ: الاستئمان،واستحفاظ الكتاب أمانة فهمه حق الفهم بما دلت عليه آياته. استعير الاستحفاظ الذي هوطلب الحفظ لمعنى الأمر بإجادة الفهم والتبليغ للأمة على ما هو عليه.. ويدخل فيالاستحفاظ بالكتاب الأمر بحفظ ألفاظه من التغيير والكتمان)ا.هـ.

2.الثاني :وممايبيّن إرادة هذا المعنى قول الله تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}
وجه الدلالة :فهم حُمّلوا أمانة حفظ التوراة حفظَ رعاية وصيانة وعمل بما فيها وحُكم بها بينهم؛ فلميحفظوا أمانة الله فيها.
*إذا أطلق لفظ الحفظ في النصوص : فإنّ أولى مايُحمل عليه حفظ الأمانة والصيانة وأداء الحق وعدم تضييعه.
3.الثالث :قال الله تعالى: {واحفظواأيمانكم}، {والحافظين فروجهم والحافظات}.

الدليل من السنة :
قال النبي صلى الله عليه وسلملابن عباس: {احفظ الله يحفظك}
قال لوفد عبد القيس لمّا أوصاهم بوصايا: «احفظوهنوأخبروا بهن من وراءكم» ،
قال: «لله تسعة وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة » كما فيصحيح مسلم من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ
وجه الدلالة : من المعلوم أنه ليس المراد مجرد حفظألفاظها دون الإيمان بها والتعبّد لله تعالى بمقتضاها.
استعمال اللفظ لغويا" :
-كتب عُمر بنالخطاب رضي الله عنه إلى أمراء الأمصار في عهده: « إن أهم أمركم عندي الصلاة. فمنحفظها وحافظ عليها، حفظ دينه. ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ». رواه مالك فيالموطّأ
وجه الدلالة: .فذكر الحفظ وذكر مقابله وهو الإضاعة.
-قال عنترة بن شداد العبسي:
ولقد حفظتُوَصَاة عمّي بالضحّى .. إذ تقلص الشفتان عن وضح الفمِ
وجه الدلالة : فحفظ الوصاة لمّا ضبط نصّها وعهدها، ولو أنه خالف مقتضى الوصيّة لم يكنحافظاً لها، ولو عرفها.
المعنى الثاني للحفظ : حفظ ألفاظه واستظهارها عن ظهر قلب.
قد شاع فيالقرون المتأخّرة استعمال حفظ القرآن مقصوراً على المعنى الثاني، ولم يكن هذاالاستعمال شائعاً في القرون الأولى، وإنما كان الشائع التعبير عنه بـ"جمع القرآن" و"استظهاره"، ونحو ذلك مما يدلّ على استيعاب حفظ ألفاظه عن ظهرقلب.
ولشيوع هذا الاستعمال المتأخّر غلب على كثير من الأذهان، وعلّق عليهبعضهم كثيراً من أحاديث فضائل القرآن، وهي متعلّقة بنوعي الحفظ جميعاً.
الترجيح :
أنّ المراد الأعظم من حفظ القرآن حفظ أمانته وحدوده وأداء حقّه، وأنّ حفظ ألفاظه من تمام حفظه، لكن لا يعدّ في الشريعة حافظاً للقرآن من ضيّع حدوده ولواستظهر ألفاظه عن ظهر قلب .
-وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن ذي الخويصرة: « إن من ضئضئ هذاقوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية،يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ». رواهالبخاري ومسلم.
وجه الدلالة :
فهؤلاء لمّا خالفوا هدى القرآن وضلّوا عن اتّباع ماأمرهم الله به فيه من سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن اتّباع المهاجرينوالأنصار بإحسان؛ لم يكونوا حافظين للقرآن؛ بل ضيّعوا أمانته، وخالفوه أشدّالمخالفة؛ فقاتلوا من أُمروا باتّباعهم بإحسان، وابتغوا تفريق جماعتهم، وكسرشوكتهم، والتغلّب عليهم، ولكنّ الله ردّ كيدهم في نحورهم، وأخزاهم، ولو أنّهم حفظواالقرآن لرعوا حدوده وأدّوا حقّ الله تعالى فيه.
-كان من السلف من يستخدمون لفظ (الوعي ) تعبيّرا" عن معنيي الحفظ بالوعي، وهو في معنى العقل والتبصّر والتذكّر والاهتداء بالقرآن.
ومن ذلك :
*قول أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلباً وعى القرآن» رواه الدارمي من طريق حريز بن عثمان عن شرحبيل بن مسلم عنه، وهذا إسنادصحيح.
*قال أبو وائل شقيق بن سلمة: جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى عبدالله [وهو ابن مسعود]، فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف؟ ألفا تجده أمياء {من ماء غير آسن}، أو (من ماء غير ياسن)؟
قال: فقال عبد الله: « وكل القرآن قد أحصيت غيرهذا؟ »
قال: إني لأقرأ المفصل فيركعة.
فقال عبد الله: « هذّا كهذّ الشعر، إنَّ أقواما يقرءونالقرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع »رواه مسلم.

س7: ما هي اقتراحاتكللطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلىالله تعالى؟
· الحاجة إلى تجديد وسائل النشر في علم فضائلالقرآن
أهمية الحاجة إلى التجديد :
*علم فضائل القرآن من العلوم التي تمسّ الحاجة إلى تحرير القول فيها وإحسانبيانها.
*علم فضائل القرآن مهم في الدعوة إلى الله تعالى ببيان فضائل كتابه من أعظم مجالات الدعوة نفعاً،وأحسنها أثراً
*على الداعية أن يحسن طريقة بيان فضل القرآن وإحسان الدعوة إلى تلاوته وتدبّره واتّباع هداه فمن آثار ذلك :
-إسلام الكفار بعد قراءتهم و معرفتهم لفضل القرآن، ومنهم من يُترجم له بعض ذلك فيقرأ ويتأثرويسلم بسببه
-الإقبال على تلاوته ممن كان غافل عنه فذُكّر بفضل القرآن فتذكّر وأقبل على تلاوته وتدبّره فنفعه اللهبه.
مقترحات وسائل النشر الحديث :
بذلالعلماء السابقين في عصورهمما أمكنهم من الوسائل لبيان فضائل القرآنوالدعوة إليه تأليفاً وتدريساً ورواية وموعظة.
هذا العصر الذي يشهد توسّعامذهلاً في وسائل النشر تقتضي من طلاب العلم الصادقين العناية بهذا الأمر، والإسهام بما يستطيعون بنشر ومن ذلك :.
-الكتابة والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وقوائم البريد الإلكترونيةوفي المواقع والمنتديات لمن يحسن التأليف والتحرير -طباعة الكتاب والرسائل والمطوياتلمن يحسن النشر
-ترجمة المقالات والكلمات إلى لغات لمن يحسن الترجمة
-إنتاج المقاطع الصوتيةوالمرئية، متعددةلمن يحسن الإخراج والتصميم
وكلّ ذلك من أبواب الخير العظيمة التي ينبغي لكلّ طالب علم أن يكون له إسهامفيها.ولو قام كلّ واحد بما يحسن وأفادأهل لسانه؛ لأثمر ذلك - بإذن الله تعالى - دعوة مباركة طيّبة إلى كتاب الله تعالى،وتعريف أمم الأرض به، وبيان محاسنه وفضائله لهم.
لكن يجب أن يُتنبّه إلى العناية بأمرينمهمّين:
أحدهما:التوثّق من صحّة ما ينشر، وأن لا يعجل بنشرشيء قبل أن يطمئنّ لصحّته.
ثانيهما:مراعاة الحكمة وحسن الأسلوب في التحرير والنشر.
وذلك لأجل أن يكون ما ينشره صحيحاً متقناً،والله تعالى قد كتب الإحسان في كلّ شيء، فما بالكم بأمر الإحسان في بيان فضل كتابه العظيم.
*حاولت قدر الإمكان أن أصيغ العبارات بأسلوبي لكن الكلام عالٍ جداً ؛ والعبارات قوية لذا ركزت أكثر التلخيص والتنظيم .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 شعبان 1437هـ/19-05-2016م, 08:08 AM
ميسم ميرغني يوسف ميسم ميرغني يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 316
افتراضي

مجلس مذاكرة فضائل القرءان القسم الثاني :
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّعلى من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
حجة من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته:
· أن القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّأسماءه لا تتفاضل .
· إن الأفضل يشعر بنقصالمفضول ، والذاتية في الكلّ واحدة، وهي كلام الله، وكلام الله تعالى لا نقص فيه.
· تأويل التفاضل الوارد في النصوص على انه تفضيل من ناحية الأجر أو الاحتواء على المعاني العجيبة وكثرتها أو الأفضلية للمخاطب.
· ما نقل عن الإمام مالك أنه كره أن تعادسورة أو تردد دون غيرها ونقلوا عنه ايضاً- في قول الله تعالى: {نأت بخير منها أو مثلها} قال: محكمة مكان منسوخة، وروى ابنكنانة مثل ذلك كله عن مالك.
من رويّ عنه مخالفته في تفاضل سور القرآن وآياته:
خالف في هذه المسألة :
-أبو حاتم ابن حبان صاحب الصحيح
- مكّي بن أبي طالب القيسي
-أبي الحسن الأشعريو أبي بكر محمد بنالطيّب الباقلاني وهو من كبار الأشاعرة ونظّاره - نسب إليهما هذا القول القاضي عياضوالقرطبيّ والزركشي
بيان خطا القول بإنكار تفاضل سور القرآن وآياته :
مخالفة هذا القول لدلالة الأدلّة الصحيحة،وللمأثور عن السلف الصالح من القول بمقتضى أدلّة التفاضل في القرآن وفي أسماء اللهتعالى وصفاته :
*التفاضل في القرآن:
- أن بعضالسور أفضل من بعض، وبعض الآيات أفضل من بعض؛ و كلامه جلّ وعلا كلّه حسن لا نقص فيهولا اختلاف، وبعضه أفضل من بعض وهذا ثابت بالأدلة الصحيحة الصريحة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتابمنه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
عن أنس بن مالك رضي الله عنهقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَإليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضلالقرآن»قال: «فتلاعليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي فيالسنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عنأنس
-تفاضل القرآن باعتبار المتكلَّم فيه، فإن كلام الله الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد،أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
-فضّل الله القرآن على سائر كتبه المنزّلة، وجعلله فضلاً بتلاوته وحفظه على سائر ما أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من كلامهالذي ليس في القرآن، فتفاضل سور القرآن وآياته كذلك.
-بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإنتفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه
-ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن؛ فهو محمولإن صحّ عنه – على النهي عن التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو التزهيد فيهوالترغيب عنه.
* التفاضل في أسماء الله تعالى:
-إنّ اللهتعالى قد اختصّ بعض أسمائه بمزيد فضل ؛ وكل أسمائه حسنى وبعضها أحب إليه من بعض والدليل :
*عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّصلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لاإله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي بهأجاب").حديث صحيح رواه الإمام أحمدوغيره من طريق مالك بن مغول
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
سورة الفاتحة.
أعظم سور القرآن:
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: كنتأصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسولالله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا للهوللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنكسورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلماأراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة فيالقرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين}«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيدبن المعلى.
أفضل القرآن :
حديث أنس بن مالك رضي الله عنهقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَإليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بنالمغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
خير سورة في القرآن :
حديث عبد الله بنجابر البياضي الأنصاري رضي الله عنهقال .....فخرج عليَّ رسولُ الله صلىالله عليه وسلم قد تطهَّر، فقال: (عليك السلام ورحمة الله، وعليكالسلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله).
ثم قال: (ألا أخبرك ياعبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟).
قلت: بلى يا رسول الله.
قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها). رواه الإمام أحمد والضياء المقدسي في المختارة من طريق محمّد بن عبيد عنهاشم بن البريد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن جابر، وهو حديث حسن،وقد تقدّمت بعض شواهده.
أمّ القرآن
أي : أصله وجامعة معانيه؛وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبعالمثاني، والقرآن العظيم»رواه البخاري من طريق ابن أبيذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها :
نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم و لا يقرأ بحرف منهاإلا أعطيه :
حديث ابن عباسرضي الله عنهما..... قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليهوسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال .....(أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب،وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).رواه مسلم في صحيحه
رقية نافعة :
حديث أبي سعيدالخدري رضي الله عنه حديث اللديغ (......فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛فقال: «وما يدريك أنهارقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكمسهما»فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه منحديث أبي بشر اليشكري عن أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيدالخدري.
أن الصلاة لا تتمّ إلا بها :
حديث عبادة بنالصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأبفاتحة الكتاب»متفق عليه من حديث الزهري،عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.

2:
سورة البقرة.
مقدّم سور القرآن بعد الفاتحة وهي أكبر سور القرآن، وأكثرها آيات، وقداشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصصوالأمثال والآداب ومن فضائلها :
تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه
حديث النواس بن سمعانالكلابيقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورةالبقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال مانسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق،أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواهمسلم والترمذي من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير عن النواس بنسمعان الكلابي.
أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة :
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي اللهعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:( «...... اقرءوا سورةالبقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».). رواه مسلم من طريق معاوية بن سلام، عنأخيه زيد، عن أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة صديّ بن عجلانالباهلي.ورواه الإمام أحمد من طريق يحيى بن أبيكثيرٍ، عن أبي سلّامٍ، عن أبي أمامة
تلاوتها تنفّر الشياطين من الدار
حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى اللهعليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر منالبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»رواه مسلم في صحيحهوالإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه، والنسائي في الكبرى وغيرهم من طريق سهيلبن صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
سنام القرآن ولبابه(اللباب: الخالص).
أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإنلكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل»رواه الدارميوالطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبيالأحوص، عن ابن مسعود موقوفاً عليه.
شأنها عظيم عند النبي صلى الله عليه وسلم وعندأصحابه
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:( كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)يعني عَظُم.رواه أحمد من طريق يزيد بن هارون عن حميد عن أنس، وأصلهفي الصحيحين.
قال عروة بنالزبير: (كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوممسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة).رواه عبد الرزاق وسعيدبن منصور وابن أبي شيبة من طرق عن هشام بن عروة عنأبيه.
تضمّنتأعظم آية في القرآن
حديث أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر،أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحيالقيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أباالمنذر».رواه مسلم في صحيحه من طريق سعيد الجريري عن أبيالسَّليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ بنكعب.

3. خواتيم سورة البقرة.
نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم و لا يقرأ بحرف منهاإلا أعطيه :
حديث ابن عباس رضي الله عنهما (قال: بينماجبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذابابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذامَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأبحرف منهما إلا أعطيته).رواه مسلم في صحيحه
من قرأهما في ليلة كفتاه
حديث أبي ذر رضي الله عنهقال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه ، ولم يعطهن نبي قبلي»رواه أحمد من طريقشيبان عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد،عن أبي ذر.
أعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال (: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم.......فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمتهشيئاً المقحمات »
رواه مسلم في صحيحه
حصن للدار من الشيطان
حديث النعمان بن بشيرأن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السمواتوالأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاثليال فيقربها شيطان» رواه أبو عبيد في فضائل القرآنوالدارمي والترمذي وغيرهم كلهم من طريق الأشعث بن عبد الرحمنالجرمي، عن أبي قلابة الجرمي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن النعمان بن بشير رضي اللهعنه.
فضلت بها هذه الأمة من كنز تحت العرش
حديث حذيفة بن اليمانقال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرضكلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاءالآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحدبعدي)). رواه أبو داوود الطيالسي،وابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي وغيرهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عنحذيفة.
زاد للمؤمن
أثر عقبة بن عامرقال: (تزوّدوا من الآيتين [اللتين] في آخر سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه}إلى خاتمتها، فإن اللهاصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم). رواه الطبراني في الكبير منطريق عمرو بن الحارث عن سويد الحاسِب المهري، عن أبي الخير، عن عقبة بنعامر.

س3: اذكر ثلاثةأحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة آل عمران
1.عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق،عن عبد الله قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران فقال: «قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي بهأجاب، وإذا سئل به أعطى».رواهالدارمي
حكم الحديث : جابر الجعفي متروك الحديث، وقد روي في معناه عن أبي أمامة وأسماءبنت يزيد، وحديث أبي أمامة أجود إسناداً.
2. وحديثأبيّ بن كعب مرفوعاً: «من قرأسورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم».رواه ابن مردويه في تفسيره كما في الإسعاف وابن الجوزي فيالموضوعات،
من طرق عن أبيّ بن كعب ورواهالواحدي في الوسيط من وجه آخر من حديث أبي أمامة.
حكم الحديث :وهو جزء من الحديث الموضوع.
3. عبد الله بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى اللهعليه وسلم قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمرانجعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت»رواه الثعلبي في تفسيره والمستغفري في فضائل القرآن
حكم الحديث : عبد الله بن زيادمنكر الحديث.

2:
سورة النساء :
مما لا يصحّ من المرويّات فيفضلها:
1.
يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياسالأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كانأو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريقمروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
حكمالحديث : هذاإسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2.عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «منقرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه،
حكم الحديث : عبد الله بن قيس مجهولالحال.
3.
سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثناهارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قالرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمنومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان فيمشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبيو الواحدي
حكم الحديث : موضوع.سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمعالمرويات الضعيفة.
أسباب عنايةالعلماء بجمع المرويات الضعيفة
وعناية العلماءبجمع الضعيف من المرويات وإن كان فيما صحّ غنية وكفاية لثلاث فوائد:
الأولى: التنبيه على ضعف المرويات :
بيان سبب ضعف المرويات ، لئلايُغترّ بها، وهذه من شأن الحذّاق من أهل الحديث، وقد أبقى الله من كتبهم ما حققلأهل العلم فائدة كبيرة في معرفة أسباب ضعف بعض المرويات.
قالأبو بكر الأثرم: (رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية وهو يكتب صحيفةمعمر عن أبان عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه.
فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عنأبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثهعلى الوجه؟
فقال: رحمك الله يا أبا عبد الله! أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عنمعمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ إنسان بعده فيجعل أبانثابتا ويرويها عن معمر، عن ثابت، عن أنس، فأقول له: كذبت إنما هو عن معمر، عن أبانلا عن ثابت).
وروى ابن الأبّار عن يحيى بن معين أنه قال: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزانَضِجا!). يريد أنّه انتفع بما كتبه عنهم فعرف به علل بعض المرويات المنكرة، وسببنكارتها.
والثاني:جمع الطرق للاستعانة بها على دراسةالأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد
قد يقف المرء على حديث فيإسناده رجل يضعّف في الحديث لضعف ضبطه أو فيه انقطاع يسير؛ فإذا تعددت طرق هذاالحديث أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
والثالث:رصدما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع
وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أوتصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهلالعلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.
*وهذه الأسباب الثلاثة هي أكثر ما يدعوأهل العلم لتدوين المرويات الضعيفة، والأصل هو السبب الأول، والآخران معينان عليه.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّحإجابتك بالتمثيل.
ضعفالإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً لأنه :
-قد يصحّ من طريق آخر
-الموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا :
· صحّ عن الصحابي
· كان مما لا مدخل للاجتهاد فيه
· لم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.
مثال :
حديث مسلمةبن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَىالقرآن».رواه تمّام في فوائده وابنعساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة،وقال: ضعيفجدا.
ثم قالبعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا،مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمهعلى هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الصحيحفيه
موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءواالقرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَىالقرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: 1.شرحبيل بن مسلم الخولاني 2.سليم بن عامرالخبائري 3. القاسم بن عبد الرحمن الشامي.
أ:فأمّاشرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر :
حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عنحريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي،وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
ب: وأما سليمبن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه :
معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بنصالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
ج:وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز،ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامةباللفظ المتقدّم
*تفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامةمرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحفالمعلقة ».ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّمفلا تعتبر مخالفته.
الخلاصة :
بمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي اللهعنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفعمن جهة المعنى لا من جهة الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائلالقرآن.
النوع الأول: الإرسال هو ما أسندهالتابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلاأن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهدوالمتابعات.
حكمه :والمراسيل على أنواع ودرجات فمن أهل العلم من يضعّفها مطلقاً، ومنهم منيقبلها بشروط منها :
· أن يكون المرسِل من كبار التابعين
· أن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة
· أن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية
· أن يكون الحديث الذي أرسله غير منكرالمتن.
والنوع الثاني:الانقطاع في السند وهو أعمّ مما قبله، ويعرف الانقطاع بأمور:
· معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
· تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرّحالضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس.
· أنيحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً، كما ذكر الشعبيأنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين، وقد صحبه ثمانية أشهر.
· نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع منشيخه أو حصروا ما سمعه منه.
النوع الثالث:المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ
النوع الرابع:الخطأ فيالإسناد
النوع الخامس: المرويات التي يكون في إسنادهامجهول العين أو مجهول الحال.
النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
النوع السابع: منكر المتن و نكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد، وما كان كذلكفأمره بيّن؛ لأن ضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن.
لكن ربماروي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذهالحالة:
-
إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكريصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف.
-
وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسنادالتي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.
النوع الثامن:الضعيف الذي لا أصل له. وهو الذيلا يُعرف له إسناد ولا مخرج. ومنالمتقدّمين من يصف الخبر الذي ليس له إسناد مخرجه صحيح بأنّه لا أصل له، وإن كانمروياً بإسناد من الأسانيد الواهية.
النوع التاسع:الموضوع وهوشرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين
*تنبيه:
منالمرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة، فيكون فيها انقطاع في الإسناد، وضعف في بعضرجال السند، و نكارة في المتن، وكلما زادت العلل اشتدّالضعف.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
أصل مصطلح خواص القرءان :
- هذه التسمية تسمية اصطلاحية متأخرة ولم تكن هذه التسميةمعروفة عند السلف الصالح وإن كان قد جرى في زمانهم بعض ما يدخل في هذا المعنى.
-لا مشاحّة في الاصطلاح إذا كان له معنى معقول، ولم يستعمل فيما يخالف هدىالشريعة.
المراد بخواص القرءان :
على أنّ كلمة "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعانيمتعددة:
· يطلقها بعض العلماءعلى ما عرف ، من تأثير بعض السوروالآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
· ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عنغيره.
· التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنىيذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانهوتأثير خطابه.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى منالتجارب في خواصّ القرآن.
حكم الأخذ بالتجربة :
-جائز بشروط يأتي ذكرها ؛ لورود الأذن العامّ بالرّقى ما لم يكن فيها شرك والدليل :
عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهليةفقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا عليَّرُقاكم، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك».صحيح مسلم من حديثعبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي
-كما أنّ الرّقى لها تأثير مجرّب وإذا كانلبعض كلام الناس تأثير في الأرواح والأجساد التي تٌرقى بها، فتأثير كلام الله تعالىأولى وأقوى.
شروط اعتبار التجربة في خواص القرآن :
· أن تخلو من الشرك
· أن تكون مما يعقل معناه حتى يُؤمنُ ألا تؤدي إلىالشرك فتمنع احتياطاً
· ظهور المناسبة بين الحالة والرقية
· أن يكون الضعف في الإسناد غير شديد
· وجود الحاجة لذلك ؛ مثل تعسر الولادة .
· إذا دعت الحاجة لكتابتها تكتب على شيء طاهر نظيف و لا تكتب بالنجاسات كالدم وغيره .
· عدم الغلو في هذا الباب والحذر مما كتبه غلاة الصوفية وبعض من أكثر في هذا الباب .
أمثلة على ذلك :
فعل الإمام احمد :
-قال الخلال: حدّثني عبد الله بن الإمام أحمد قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين،{كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ} ، {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}).
-قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: (قال أحمد: يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولدها في جام ٍأبيض أو شيء نظيف: (بسم الله الرحمن الرحيم: لا إله إلا الله الحليم الكريم...) فذكره بلفظه.ثم قال: (ثُمَّ تُسقى منه، ويُنضح ما بقي على صدرها).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1438هـ/14-11-2016م, 05:58 PM
الصورة الرمزية أم البراء آدم
أم البراء آدم أم البراء آدم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 225
افتراضي

س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
اولا:انه كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وصفات الله تعالي لها آثارها التي لاتتخلف عنها وصفاته العليا التي من تفكر فيها وآمن بها ادرك انه لها اثارا تتجلي في كلام جل وعلا
وقد قال جماعة من السلف (فضل القرآن علي سائر الكلام كفضل الله علي خلقه)
ثانيا:أن الله تعالي وصف القرآن العظيم بصفات ذات معاني عظيمة واثار مباركة لذالك التفكر في تلك الصفات من اخص ابواب الانتفاع بالقرآن
ثالثا:ان الله تعالى يحبه
رابعا :ان الله تعالي اخبر عنه باخبار كثيرة تبين فضله وشرفة في الدنيا والآخرة
خامسا :الله تعالي اقسم به في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى (والقرءان الحكيم )
سادسا:الله تعالي جعل له احكاما كثيرة في الشريعة ترعي حرمته وتبين فضله
سابعا:ان الله تعالى رغب في تلاوته ورتب في اجورا عظيمة وكثرة ثواب تلاوته من اظهر دلائل فضله
ثامنا:ان الله تعالي رفع شان اهل القرآن حتي جعلهم أهل الله وخاصته وجعل خير هذة الامة من تعلم القرآن وعلمه وجعل اجلالهم من اجلاله ومحبتهم من اثار محبته


س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز
اربعة اسماء القرآن والفرقان والكتاب والذكر
معني اسم القرآن :سمي قرآنا لانه الكتاب الذي اتخذ للقراءة الكثيرة التي لايبلغها كتاب غيره وقد اختلف العلماء في اشتقاق لفظ القرآن علي قولين القول الاول انه علم جامد والقول الثاني انه مشتق
معني اسم الكتاب :تسميته بالكتاب فلانه مكتوب اي مجموع في صحف وسمي بذلك للدرلالة علي جمعه مايحتاج فيه الي بيان الهدي في جميع شؤون العباد فجمع الاحكام والحكمة والآداب والبصائر والمواعظ والهدي
معني اسم الفرقان :فلانه فرقان بين الحق والباطل وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين
معني اسم الذكر :للذكر معنيان احدهها بمعني التذكير والاخر بمعني المذكور
فاما المعني الاول سمي بالذكر لكثرة تذكيره فهو يذكر العبد بربه جل وعلا ويذكره بسبيل سعادته وفوزة برضوان ربه ويذكره بما يجب تجنبه ليتقي سخطه وعقابه
والمعني الثاني الذكر بمعني المذكور اي الذي له الذكر الحسن والشرف الرفيه والمكانه العالية
.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم
وصفه انه حكيم يتضمن ثلاثة معان :انه محكم لا اختلاف فيه ولاتناقض كما قال تعالى ({وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}وقال: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.)
وانه حكيم بمعني حاكم علي الناس في جميع شؤونهم وحاكم علي ماقبله من الكتب ومهيمن عليها وناسخ لها وشاهد بصدق ماانول الله فيها كما قال تعالى({وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ})
وانه ذو الحكمة البالغة كما قال تعالى({ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ})
وقال قتادة الحكمة الفقه في القرآن).
ب - مجيد
يتضمن معنيين:
انه الممجد الذي له صفات المجد والعظمة والجلال المتنزه عمايقوله الجاهلون وكل صفة عظيمة يوصف بها القرآن هي من دلائل مجده
والمعني الآخر انه الممجد لمن آمن به وعمل بهديه
قال الشافعي رحمه الله (من قرأ القرآن عظمت قيمته)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ان لله عز وجل اهليين من الناس ) قالوا ومن هم يارسول الله ؟ قال (اهل القرآن أهل الله وخاصته)
ج - بصائر
سمي القرآن بصائر لانه يبصر بالحقائق في كل مايحتاج اليه فيبصر بالحق ويبينه ويبين حسن عاقبته وجزاء أهله ويبصر المؤمن بكيد عدوه ويبصر المؤمنين بأعدائهم من الكفار والمنافقين
قال الخليل بن أحمد (البصيرة أسم لما اعتقد في القلب من الدين وحقيق الامر )
واختلف العلماء في معني البصيرة فمنهم من فسرها بالاعتبار وهداية التوفيق ومنهم من فسرها بهداية الدلالة والارشاد والصواب ان البصيرة جامعو للمعنين
قال الله تعالى ({ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)})

- بشرى
واما وصفه انه بشري ففي مواضع من كتاب الله تعالى منها قول الله تعالى({ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
وقوله تعالى: { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
وقوله تعالى: { طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
وقوله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}
وتنويع وصف المبشرين به دليل علي تفاضل بشاراته فهو بشري للمسلمين وبشري للمؤمنين وبشري للمحسنين

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
وصفه انه مبارك يدلنا علي ان الذي باركه هو الله تعالى ومعني باركه اي اودع فيه البركة وهي الخير الكثير المتزايد
قال الخليل بن احمد (البركه الزيادة والنماء)
واصل بركه القرآن كثيرة يتعذر حصرها واستقصاؤها
بركه القرآن في الدنيا : من بركاته انه حياة للمؤمن ورفعه له وقد وصفه الله بانه روح لما يحصل به من الحياة الحقيقة التي هي حياة القلب
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}
وقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا..}
وكلما ازداد نصيب العبد من الايمان بالقرآن واتباع هداه ازداد نصيبه من بركته والحياة به حتي يكون القرآن ربيع قليه
ومن بركاته علي النفس المؤمنه انه يجلو الحزن ويذهب الهم وينير البصيره ومن بركاته ان قارئه يثاب عيه فيثاب علي الايمان به ويثاب علي تدبره ويثاب علي خفظة والتفقه فيه حتي انه يثاب علي النظر في المصحف
ومن بركاته بركة الفاظة واساليبه وبركة معانيه وكثرتها واتساعها
القرآن مبارك حيثما كان
فهو مبارك في قلب المؤمن ومبارك في المجلس الذي يقرا فيه كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم: إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
ومبارك في البيت الذي يتلي فيه كما روى ثابت البناني عن أبي هريرة أنه كان يقول في البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتّسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشّياطين، والبيت إذا لم يُتْلَ فيه كتاب الله ضاق بأهله، وقلّ خيره , وحضرته الشّياطين. رواه ابن أبي شيبة.
بركة القرآن في الآخرة
فهو انيسةه في قبره وظله في الموقف العظيم وقائده في عرصات القيامة وحجيجه وشفيعه ولايزال به حتي يقوده الي الجنة مكرما
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
ومن اراد ان تحسن صحبة القرآن له في الآخرة فليحسن صحبته في الدنيا
س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
أعلاها مرتبة أهل الاحسان في تلاوة القرآن وهم الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن وحسن اتباعه وثواب تلاوة القرآن يتفاضل بتفاضل القراءة فمن بلغ مرتبة الاحسان فهو بافضل المنازل ومن قصر حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه واما من كان يحسن القراءة ويخالف هدي الله تعالى فان قراءته لاتنفعه عند الله بل هي حجة عليه
س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
قوادح صحبه القرآن وهي علي اربع درجات
الدرجة الاولي :مايقدح في صحة الايمان بالقرآن ويكون بارتكاب ناقض من نواثض الايمان بالقرآن فمن فعل ذلك وقع في الشرك الاكبر
الدرجة الثانية :المراءة الصغري بقراءته
الدرجة الثالة:هجر العمل به احيانا
الدرجة الرابعة:هجر تلاوته مع بقاء العمل به باجتناب الكبائر واداء الفرائض
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
بنشر فضائل القرآن في وسائل الاتصال الاجتماعي وفي المواقع والبريد وطباعة الكتب والرسائل والرسائل والمطويات وانتاج المقاطع الصوتيه والمرئية واعداد البرامج المباشرة وترجمة المقالات والكلمات ونشرها بالوسائل المتاحة
والدعوة الي الله تعالى ببيان فضائل كتابه من اعظم مجالات الدعوة اذا احسن الداعية طريقة بيان فضل القرآن واحسن الدعوة الي تلاوته وتدبره واتباع هداه

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 ربيع الأول 1438هـ/13-12-2016م, 07:30 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسم ميرغني يوسف مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة فضائل القرءان القسم الأول :
المجموعة الرابعة:
س1: ما هيأهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
مباحث علم فضائل القرآن
كلام العلماء في فضائل القرآن يمكن تصنيفهإلى أنواع يحصل بجمعها تكامل حسن للمادّة العلمية في هذا العلم الجليل ؛ومن تلك الأنواع:
المبحث الأول :بيان معاني أسماء القرآن وصفاته الواردة فيالقرآن .
*أهميته :هذا النوع إذا أحسن جمع مادّته وتحرير القول فيه من أحسن المداخل لبيان فضائل القرآن لأنّهمبني على:
تدبّر ما وصف الله به كتابه، وتأمّل معاني تلك الصفات وآثارها ومقتضياتها.
المبحث الثاني : جمع الأحاديث والآثار المروية في فضائل القرآن.
المبحث الثالث :بيان فضل تلاوة القرآن وفضل اتّباع هداه.
المبحث الرابع : بيان فضل أهل القرآن،وهو فرع عن فضل القرآن؛ لأنّهم إنما شرفوا بسببه.
المبحث الخامس : بيان فضل تعلّم القرآن وتعليمه.
المبحث السادس : فضائل بعض الآيات و السور.
المبحث السابع :تفاضل آيات القرآن وسوره.

س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
ثمرات معرفة فضائل القرآن معرفة فضائل القرآن لها ثمرات جليلة، ومن أعظم ثمراتها:
أولا" : تزيد من تعظيم المؤمن للقرءان ومراعاة حرمته ومعرفة قدره.
ثانيا" :تكسب المؤمن اليقين بصحّة منهجه
قال الله تعالى: { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىصِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}
وقال: { إِنَّ هَذَاالْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّرَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)}
وذلك لعدة أسباب :
· أنّ المنهج الحق مبنيّ على هدى القرآن، وقد تعرّف من دلائله مايزيده طمأنينة بالحقّ الذي معه.
· بصائر القرآن و هداياته ونوره تضيئ الطريق للسالكين وتكشف شبهات المضلّين، وتفنّد مزاعم المفسدين.
· يجعل لصاحبه فرقاناًيميّز به الحق من الباطل، والهدى من الضلالة، وأولياء الرحمن من أولياء الشيطان.
· تحصّن المؤمن من طلب منهل للعلم والمعرفة يخالف منهج القرآن .
· في القرآن من أنواع التبصير والتثبيت ما يطمئنّ به قلب المؤمن .
ثالثا" :ترغّب المؤمن في مصاحبة القرآن؛ بالإيمان به و اتّباع هداه والاستكثار من تلاوته والتفقّهفيه، والدعوة إليه، وتعليمه.
رابعا" : تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به؛ فكلما ضعفت النفس، ووهن عزمها؛ ذكّرها بفضائل القرآن فاشتدت العزيمة، وعلت الهمّة، وشمّر تشمير المجتهدين؛ ليدرك نصيبه من الفضل العظيم.
خامسا" :سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن وبيان ذلك :
أن منأدرك تلك الفضائل ورسخت معرفتها في قلبه، عرف أنه لا بدّ أن يصدر في كل شأن منشؤونه عن هدى القرآن الذي من اعتصم به عُصم من الضلالة.
سادسا" :تفيده علماً شريفاً من أشرف العلوم،وأعظمها بركة، فالتفقّه في فضائل القرآن على طريقة أهل العلم من أعظم أوجه إعدادالعدّة للدعوة إلى الله تعالى، والترغيب في تلاوة كتابه واتّباع هداه وذلك عدة أسباب :
· إنّه يجتمعللدارس في هذا العلم من تفسير الآيات المتعلّقة بفضائل القرآن، ومعرفة دلالاتها علىأوجه فضائله، ومعرفة الأحاديث والآثار المروية في هذا العلم الجليل.
· ما ينتخبه منأقوال العلماء في بيان فضله؛ ما يستعدّ به للدعوة إلى الله على بصيرة
· قد يكون بكلمة واحدة سبباً في إقبال قلب مسلم علىتلاوة القرآن وحفظه، وسبباً في ازدياد آخرين من تلاوته،
· قد يكون سبباً في عناية آخرين بهذاالعلم وتعلّمه وتعليمه والدعوة به إلى الله
· قد يكون سبباً في إسلام أناسكانوا على الكفر؛ فخرجوا من الظلمات إلى النور بحسن ترغيبه وتعريفه بكتاب ربّه جلّوعلا
سابعا" :يكتسب – بفضل الله تعالى – من أنواع الأجور العظيمة ما لم يكن يخطر له على بال. ولذلك اعتنى كثير من العلماء بالتأليف في فضائل القرآن.
أحسن الله إليكِ وبارك في اجتهادكِ: كان المطلوب ثمرات التفكر في صفات القرآن .
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ – عليّ
الدليل : قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّحَكِيمٌ}
أنواع علو القرآن : يشمل علوَّ قدره ومنزلته، وعلو صفاته،وتنزهه عن الباطل والاختلاف والتناقض والضعف وسائر ما لا يليق بكلام الله تعالى منأوصاف النقص
مقتضيات علو القرآن : قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قولهتعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَالَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}، قال: بَـيَّنَ شرفَه في الملأ الأعلى، ليشرِّفَه ويعظِّمَه ويطيعَه أهلُالأرض قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره

بعزيز
يتضمن عِزَّةَ القَدْرِ وَعِزَّة الغَلَبة وعزَّة الامتناع:
عزة القَدْرِ:
عزة قدره في نفسه : القرآن عزيز القدر لأنه أفضلُ الكلاموأحسنُه، يعلو ولا يعلى عليه ، ويَحْكُم ولا يُحْكَم عليه، يغيِّر الدُّوَلَوالأحوال ولا يتغير.
قال الله تعالى: {اللَّهُنَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُجُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْإِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْيُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال: (( إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد )).وفي مسند الإمام أحمد من حديث جابر بن عبد الله
*وهو عزيز القدر عند الله، وعند الملائكة، وعند المؤمنين.
عزه قدره عند الله : كريم على الله قال أبو المظفر السمعاني : ({ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}أي: كريم على الله ). وروي ذلك عن ابنعباس.
عزة قدره عند المؤمنين : اعتناؤهم وتبجيلهم له ولمن حمله :
لا توجد أمة من الأمم تعتنيبكتابها وتجله كما يجلّ المسلمون القرآن حتى إنهم من إجلالهم للقرآن لَيُجِلُّونحامل القرآن
قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط )). في سنن أبي داوود من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
وهذا كله من عزَّةِ قَدْرِه.
عزة غلبته :
وذلك متمثل في:
*غلبة حجته وقوتها:
· حججه غالبة دامغة لكل باطل مَنْ حاجَّ بها غَلَب ، ومن غَالبها غُلِب.قالتعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِفَيَدْمَغُهُ}
· حجج القرآن أحسن الحجج وأبينها وأبعدها عن التكلف والتعقيد
· أقربها إلى الفطرة الصحيحة والعقل الصريح
· أعظمها ثمرة وفائدة، مَنْ عقلها تبين له الهدى، واستبانت له سبل الضالين.
*غلب فصحاء العربوأساطين البلاغة أن يأتوا بمثله :
-من عزة غلبته أنه غلب فصحاء العربوأساطين البلاغة فلم يقدروا على أن يأتوا بمثله، ولا بمثل سورة واحدة منه.
-تحدىالله المشركين الذين يزعمون أنه من أساطير الأولين وأنه قول البشر أن يأتوا بسورةمن مثله فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا حتى أقروا بذلك وهم صاغرون
كما قال الوليد بنالمغيرة على كفره : (والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدِق، وإنأعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر)رواه البيهقي في دلائل النبوة.
عزة الامتناع
*أعزَّه الله وحفظه حفظاً تاماًمن وقت نزوله إلى حين يقبضه في آخر الزمان كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُنَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
*لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفه، ولا تستطيعه الشياطين، ولا يمكن لكائد مهما بلغ كيده أن يبدله أو يحرفه أويزيد فيه أو ينقص منه شيئاً.
*محفوظ من الشياطين، محفوظ من كيدالكائدين، لا يصيبه تبديل ولا تغيير، يُقرَأ على مرّ السنين والقرون كما أُنزل لايُخْرَم منه حرف، ولا يبدل منه شيء.

ج – مبارك
لغة : ومبارَك "اسم مفعول" أي : مبارك ؛ أودعت فيه البركة ،وهي الخير الكثير المتزايد
معنى كون القرآن مبارك : يفيد أنَّ الذيباركه هو الله تعالى، ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، لا ينقص خيره، ولا يذهب نفعه، ولا تضعف ثمرته؛ بل خيره في ازدياد وتجدّد على مرّالقرون و الأعصار.
الدليل : ورد في مواضع من القرآن:
قول الله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌأَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}
وقوله تعالى: { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُمُنْكِرُونَ (50)}
قوله تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُواآيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)}
آثار مباركة الله للقرآن : كون الذي باركه هو الله تعالى له آثار عظيمة على بركته؛فهي بركة من العليم القدير الحكيم الواسع الأكرم؛ فاتّسعت بركته وعظمت، حتى كانمباركاً في كل شيء فلا يحرم بركته إلا شقيّ محروم.
أنواع بركات القرآن في الدنيا : أنواع بركات القرآن كثيرة متنوّعة؛فألفاظه مباركة، ومعانيه مباركة، ودلائله مباركة، وحيثما كان فهو مبارك لمن آمن بهواتّبع هداه ؛ ومن بركاته :
· هداياته العظيمةالتي يهدي بها للتي هي أقوم في كلّ شيء.
· شفاؤه لما في الصدور، ولأدواء النفوس والأبدان.
· كثرة ثواب تلاوته وتنوّعه.
· ما يفيد من العلموالحكمة واليقين، والبصيرة في الدين.
· ما يحصل به من جلاءالحزن، وذهاب الغم، ونور الصدر، وطمأنينة القلب، وسكينةالنفس.
· ما يكون لتاليه منزيادة الإيمان، وصلاح البال، وذهاب كيد الشيطان.
· عِزّة أصحابه باتباعه ، وثباتهم على الحق بتمسّكهم به، وتبصّرهم به في مواضع الفتن،وما يحصل لهم به من الفرقان العظيم بين الحق والباطل، والخروج من الظلمات إلىالنور.
· يرفع أصحابه،ويكرمهم، ويكون لهم بسببه قَدْرٌ عظيم ومنزلة عالية.
· مبارك حيثما حَلّ وبيان ذلك :
-البيت الذي يُتلى فيه يكثر خيره ويتّسع بأهله.
- الصدر الذييحفظه يتّسع و ينفسح .
-المجلس الذي يُتلى فيه تتنزّل عليه السكينة وتغشاه الرحمةوتحفّه الملائكة ويذكره الله فيمن عنده.
-الوَرَق الذي يُكتب فيه يَكون لهشأن عظيم بعد تضمّنه لآياته، وتكون له حرمته وأحكام الكثيرة في الشريعة.
بركات القرآن في الآخرة:فبركات عظيمة جليلة، فهو مبارك على المؤمنفي قبره، وفي الموقف العظيم، وفي الحساب، وفي الميزان، وفي الصراط، وعند ارتقائه فيدرجات الجنة.

د- موعظة
لغة :الموعظة هي التذكيربما يليّن القلب ليزدجر عن السوء فيسلم من عقوبته ومغبّته، ويحذر فوات الخيرويتبيّن خطر التفريط فيه فيبادر إليه ليغنم.
قال ابن سيده: (الموعظة: تذكرتك الإنسان بما يلين قلبه من ثوابوعقاب).
الدليل : ورد في آيات من القرآن الكريم، منها :
قول اللهتعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌمِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌمِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
وقوله: { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}
وقوله: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَاإِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْوَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)}.
صفة مواعظ القرءان :
-أحسن المواعظ وأنفعها،وأعظمها أثراً؛، وقد قال الله تعالى: {إنّ الله نعمّا يعظكم به}
-غاياتها إرشادالناس لما فيه خيرهم وعزّهم ونجاتهم
-دالّة على الخيروالرحمة والإصلاح والنهي عن السوء والفسادوالمنكرات
-مبناها على العلم التامّ والرحمة والحكمة
أثر مواعظ القرآن :
*الهداية إلى صراط الله المستقيم ونيل فضله العظيم والخروج من الظلمات والضلالات والموبقات.
قال الله تعالى في المنافقينالذين هم شرّ الناس منزلةً لجمعهم بين الكفر والنفاق وارتكابهم كثيراً من أعمالالسوء القبيحة{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَبِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْمِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}.
وهذا يدلّ على أنّ مواعظ القرآن ماحلّت في قلب إلا أثمرت فيه هداية وصلاحاً وخيراً عظيماً، وأنّ الشأن كلّ الشأن هوفي اتّعاظ العبد بمواعظه، وأن الخسران المبين هو في الإعراض عنها.

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
تتضمن عظمة القرآن عظمة قَدْرِهِ وَعَظَمَةَ صفاته :
عظمة قَدْرِهِ : القرآن عظيم القَدْرِ في الدنياوالآخرة:
فأما عظمة قدره في الدنيا فتتبين من وجوه كثيرة:
§ أنه كلام الله تعالى.
§ إقسامالله تعالى به.
§ كثرة أسمائه وأوصافه الدالة على عظمة قدره.
§ أنه حاكمٌ على ما قبلهمن الكتب، وناسخ لها، ومهيمن عليها.
§ أنه فرقان بين الهدىوالضلالة، والحقّ والباطل.
§ أنه يهدي للتي هيأقوم.
§ أنه مصدر الأحكام الشرعية التي بها قيام مصالح العباد،وإليها يتحاكمون في فضّ منازعاتهم وحلّ مشكلاتهم ومعضلاتهم.
§ أن الله خصّه بأحكام في الشريعة تبيّن حرمته وجلالة شأنه.
*والأوجه الدالة على بيان عظمة قدْره كثيرة جداً يتعذّر حصرها.
عظمة قدره فيالآخرة فمن دلائلها:
§ يظلّ صاحبه في الموقف العظيم.
§ شافع مشفّع وماحل مصدّق.
§ يحاجّ عن صاحبه ويشهد له.
§ يرفع صاحبه درجات كثيرة.
§ يثقّل ميزان أصحابه بكثرة ما يجدون من ثواب تلاوته.
عَظَمَةَ صفاته :عظمة صفاته فبيانها من وجهين:
الوجه الأول: بلوغه منتهى صفاته :
أن كلّ صفة وصفبها القرآن؛ فهو عظيم في تلك الصفة؛فكرمه عظيم، وبركته عظيمة، ومجده عظيم، وعلوّهعظيم، ونوره عظيم، وهداه عظيم، وشفاؤه عظيم، وفرقانه عظيم إلى غير ذلك من أسمائهوصفاته التي اتّصف في كلّ صفة منها بالعظمة فيها.
الوجه الثاني: كثرة الأسماء والصفات :
أن كثرة أسمائه وصفاته العظيمة دليل آخر على عظمته.

س5: ما هيأوجه تفاضل ثواب التلاوة؟
أوجه تفاضل ثوابالتلاوة :ثواب التلاوة يتفاضل من وجوه:
أولا :التدبّر والخشوع :
أن التلاوة بحضور قلب وتدبّر وخشوع أعظمأجراً من التلاوة التي يضعف فيها حضور القلب وعقل المعاني وتدبّر الآيات.
والعلة في ذلك : إنّ العبديثاب على ما يقوم في قلبه من العبادات القلبية عند تلاوته، وما يظهر من آثارها على جوارحه
كما قال الله تعالى: { وَإِذَا سَمِعُوا مَاأُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّاعَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَالشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَالْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85)}
وجه الدلالة :
فهؤلاء بلغوا مرتبة الإحسان في استماع تلاوة القرآن؛ وأثنى الله عليهم بمايدل على محبّة عملهم؛ من معرفة الحقّ وظهور أثره عليهم وقولهم ما أحبّه الله تعالى؛حتى نوّه بذكرهم في كتابه الكريم، وأعلى شأنهم وأحسن جزاءهم وأغرى بالاتّساء بهم.
ثانيا" :قراءته حال الفتن والعوارض و الصوارف :
أن الإقبال على تلاوة القرآن في حال الفتن والعوارض و الصوارف أعظم أجراً لصاحبها مع سلامته من تلك الفتن المثبّطة.
ثالثا" تلاوة السور والآيات الفاضلة :
سور القرآن تتفاضل؛ وآياته تتفاضل كذلك، فتلاوة السور والآيات الفاضلة أعظم أجراًمن تلاوة غيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (حروف القرآن تتفاضل لتفاضل المعاني وغير ذلك؛فحروف الفاتحة له بكل حرف منها حسنة أعظم من حسنات حروف من {تبت يدا أبي لهب}).
وهذا مبني على أصل تفاضل آيات القرآنوسوره؛ فإنّ تفاضل ثواب التلاوة من آثار تفاضل الآيات نفسها؛ فقراءة الآية الأعظمفضلاً ثوابها أعظم، لعظمة معانيها ودلائلها وما تقتضيه من عبادات تقوم في قلبالتالي.
رابعا" :تزيين الصوت بالقراءة :
ومن أوجه التفاضل أيضاً: أنَّ التلاوة الحسنة التي يرتّل القارئ فيها مايقرأ، ويحبّر قراءته ويزيّن صوته بها، أعظم أجراً من التلاوة التي لا تكون كذلك.
خامسا" : الإيمان بشارة الله بالفضل الكبير :
الإيمان بالحسنات العظيمة التي جعلها الله للمؤمن الذي يقرأ القرآن؛ فهي داخلة فيجملة الفضل الكبير الذي بشّر الله به المؤمنين في قوله تعالى: {وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من الله فضلاً كبيراً}.
س6: ما المراد بحفظ القرآن؟
والمراد بحفاظ القرآن :
في النصوص يشمل معنيينلا يتمّ الحفظ إلا بهما:
المعنى الأول: حفظ حدوده وأمانته ورعايتها. وهذا المعنى أجلّ ، بل هو شرط الانتفاع به.
الدليل من القرآن :
1.الأول : قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَاالنَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَوَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِشُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِيثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُالْكَافِرُونَ (44)}
وجه الدلالة :
سبب نزول الآية :
كانت الآية قد نزلت في كتم اليهود لآية الرجم وهي مكتوبة عندهم في التوراة يعرفونها،ومنهم من يحفظ ألفاظها ويعرف موضعها، لكنّهم لم يحفظوا أمانة الله فيها، ولم يرعواحدوده بالحكم بها.
حديث البراء بن عازب ، قال: مُرَّعلى النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمَّما مجلودا، فدعاهم صلى الله عليه وسلم،فقال: «هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟»، قالوا: نعم، فدعا رجلا من علمائهم، فقال: «أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم» قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذاأخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع علىشيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم، والجلد مكان الرجم، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه» فأمر به فرُجِمَ،فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} إلى قوله {إنأوتيتم هذا فخذوه}، يقول: ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن أمركم بالتحميموالجلد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا، فأنزل الله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزلالله فأولئك هم الكافرون}). صحيح مسلم
الشاهد من الآية معنى الاستحفاظ :
فقال: {استحفظوا} أيأمروا بحفظه، ولم يقل: بما حَفِظوا، فإنهم لم يحفظوه حقّاً، وإن كان عندهم مكتوباً،وكان أكبر إثمهم في عدم حفظ حدوده وأداء أمانته، وتغييرهم فيه.
قال ابن عاشور: (الاستحفاظ: الاستئمان،واستحفاظ الكتاب أمانة فهمه حق الفهم بما دلت عليه آياته. استعير الاستحفاظ الذي هوطلب الحفظ لمعنى الأمر بإجادة الفهم والتبليغ للأمة على ما هو عليه.. ويدخل فيالاستحفاظ بالكتاب الأمر بحفظ ألفاظه من التغيير والكتمان)ا.هـ.

2.الثاني :وممايبيّن إرادة هذا المعنى قول الله تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}
وجه الدلالة :فهم حُمّلوا أمانة حفظ التوراة حفظَ رعاية وصيانة وعمل بما فيها وحُكم بها بينهم؛ فلميحفظوا أمانة الله فيها.
*إذا أطلق لفظ الحفظ في النصوص : فإنّ أولى مايُحمل عليه حفظ الأمانة والصيانة وأداء الحق وعدم تضييعه.
3.الثالث :قال الله تعالى: {واحفظواأيمانكم}، {والحافظين فروجهم والحافظات}.

الدليل من السنة :
قال النبي صلى الله عليه وسلملابن عباس: {احفظ الله يحفظك}
قال لوفد عبد القيس لمّا أوصاهم بوصايا: «احفظوهنوأخبروا بهن من وراءكم» ،
قال: «لله تسعة وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة » كما فيصحيح مسلم من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ
وجه الدلالة : من المعلوم أنه ليس المراد مجرد حفظألفاظها دون الإيمان بها والتعبّد لله تعالى بمقتضاها.
استعمال اللفظ لغويا" :
-كتب عُمر بنالخطاب رضي الله عنه إلى أمراء الأمصار في عهده: « إن أهم أمركم عندي الصلاة. فمنحفظها وحافظ عليها، حفظ دينه. ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ». رواه مالك فيالموطّأ
وجه الدلالة: .فذكر الحفظ وذكر مقابله وهو الإضاعة.
-قال عنترة بن شداد العبسي:
ولقد حفظتُوَصَاة عمّي بالضحّى .. إذ تقلص الشفتان عن وضح الفمِ
وجه الدلالة : فحفظ الوصاة لمّا ضبط نصّها وعهدها، ولو أنه خالف مقتضى الوصيّة لم يكنحافظاً لها، ولو عرفها.
المعنى الثاني للحفظ : حفظ ألفاظه واستظهارها عن ظهر قلب.
قد شاع فيالقرون المتأخّرة استعمال حفظ القرآن مقصوراً على المعنى الثاني، ولم يكن هذاالاستعمال شائعاً في القرون الأولى، وإنما كان الشائع التعبير عنه بـ"جمع القرآن" و"استظهاره"، ونحو ذلك مما يدلّ على استيعاب حفظ ألفاظه عن ظهرقلب.
ولشيوع هذا الاستعمال المتأخّر غلب على كثير من الأذهان، وعلّق عليهبعضهم كثيراً من أحاديث فضائل القرآن، وهي متعلّقة بنوعي الحفظ جميعاً.
الترجيح :
أنّ المراد الأعظم من حفظ القرآن حفظ أمانته وحدوده وأداء حقّه، وأنّ حفظ ألفاظه من تمام حفظه، لكن لا يعدّ في الشريعة حافظاً للقرآن من ضيّع حدوده ولواستظهر ألفاظه عن ظهر قلب .
-وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن ذي الخويصرة: « إن من ضئضئ هذاقوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية،يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ». رواهالبخاري ومسلم.
وجه الدلالة :
فهؤلاء لمّا خالفوا هدى القرآن وضلّوا عن اتّباع ماأمرهم الله به فيه من سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن اتّباع المهاجرينوالأنصار بإحسان؛ لم يكونوا حافظين للقرآن؛ بل ضيّعوا أمانته، وخالفوه أشدّالمخالفة؛ فقاتلوا من أُمروا باتّباعهم بإحسان، وابتغوا تفريق جماعتهم، وكسرشوكتهم، والتغلّب عليهم، ولكنّ الله ردّ كيدهم في نحورهم، وأخزاهم، ولو أنّهم حفظواالقرآن لرعوا حدوده وأدّوا حقّ الله تعالى فيه.
-كان من السلف من يستخدمون لفظ (الوعي ) تعبيّرا" عن معنيي الحفظ بالوعي، وهو في معنى العقل والتبصّر والتذكّر والاهتداء بالقرآن.
ومن ذلك :
*قول أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلباً وعى القرآن» رواه الدارمي من طريق حريز بن عثمان عن شرحبيل بن مسلم عنه، وهذا إسنادصحيح.
*قال أبو وائل شقيق بن سلمة: جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى عبدالله [وهو ابن مسعود]، فقال: يا أبا عبد الرحمن كيف تقرأ هذا الحرف؟ ألفا تجده أمياء {من ماء غير آسن}، أو (من ماء غير ياسن)؟
قال: فقال عبد الله: « وكل القرآن قد أحصيت غيرهذا؟ »
قال: إني لأقرأ المفصل فيركعة.
فقال عبد الله: « هذّا كهذّ الشعر، إنَّ أقواما يقرءونالقرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع »رواه مسلم.

س7: ما هي اقتراحاتكللطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلىالله تعالى؟
· الحاجة إلى تجديد وسائل النشر في علم فضائلالقرآن
أهمية الحاجة إلى التجديد :
*علم فضائل القرآن من العلوم التي تمسّ الحاجة إلى تحرير القول فيها وإحسانبيانها.
*علم فضائل القرآن مهم في الدعوة إلى الله تعالى ببيان فضائل كتابه من أعظم مجالات الدعوة نفعاً،وأحسنها أثراً
*على الداعية أن يحسن طريقة بيان فضل القرآن وإحسان الدعوة إلى تلاوته وتدبّره واتّباع هداه فمن آثار ذلك :
-إسلام الكفار بعد قراءتهم و معرفتهم لفضل القرآن، ومنهم من يُترجم له بعض ذلك فيقرأ ويتأثرويسلم بسببه
-الإقبال على تلاوته ممن كان غافل عنه فذُكّر بفضل القرآن فتذكّر وأقبل على تلاوته وتدبّره فنفعه اللهبه.
مقترحات وسائل النشر الحديث :
بذلالعلماء السابقين في عصورهمما أمكنهم من الوسائل لبيان فضائل القرآنوالدعوة إليه تأليفاً وتدريساً ورواية وموعظة.
هذا العصر الذي يشهد توسّعامذهلاً في وسائل النشر تقتضي من طلاب العلم الصادقين العناية بهذا الأمر، والإسهام بما يستطيعون بنشر ومن ذلك :.
-الكتابة والنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وقوائم البريد الإلكترونيةوفي المواقع والمنتديات لمن يحسن التأليف والتحرير -طباعة الكتاب والرسائل والمطوياتلمن يحسن النشر
-ترجمة المقالات والكلمات إلى لغات لمن يحسن الترجمة
-إنتاج المقاطع الصوتيةوالمرئية، متعددةلمن يحسن الإخراج والتصميم
وكلّ ذلك من أبواب الخير العظيمة التي ينبغي لكلّ طالب علم أن يكون له إسهامفيها.ولو قام كلّ واحد بما يحسن وأفادأهل لسانه؛ لأثمر ذلك - بإذن الله تعالى - دعوة مباركة طيّبة إلى كتاب الله تعالى،وتعريف أمم الأرض به، وبيان محاسنه وفضائله لهم.
لكن يجب أن يُتنبّه إلى العناية بأمرينمهمّين:
أحدهما:التوثّق من صحّة ما ينشر، وأن لا يعجل بنشرشيء قبل أن يطمئنّ لصحّته.
ثانيهما:مراعاة الحكمة وحسن الأسلوب في التحرير والنشر.
وذلك لأجل أن يكون ما ينشره صحيحاً متقناً،والله تعالى قد كتب الإحسان في كلّ شيء، فما بالكم بأمر الإحسان في بيان فضل كتابه العظيم.
*حاولت قدر الإمكان أن أصيغ العبارات بأسلوبي لكن الكلام عالٍ جداً ؛ والعبارات قوية لذا ركزت أكثر التلخيص والتنظيم .
الدرجة :أ
أحسنتِ جدا أخت ميسم بارك الله فيكِ ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 ربيع الأول 1438هـ/13-12-2016م, 07:45 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسم ميرغني يوسف مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة فضائل القرءان القسم الثاني :
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّعلى من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
حجة من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته:
· أن القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّأسماءه لا تتفاضل .
· إن الأفضل يشعر بنقصالمفضول ، والذاتية في الكلّ واحدة، وهي كلام الله، وكلام الله تعالى لا نقص فيه.
· تأويل التفاضل الوارد في النصوص على انه تفضيل من ناحية الأجر أو الاحتواء على المعاني العجيبة وكثرتها أو الأفضلية للمخاطب.
· ما نقل عن الإمام مالك أنه كره أن تعادسورة أو تردد دون غيرها ونقلوا عنه ايضاً- في قول الله تعالى: {نأت بخير منها أو مثلها} قال: محكمة مكان منسوخة، وروى ابنكنانة مثل ذلك كله عن مالك.
من رويّ عنه مخالفته في تفاضل سور القرآن وآياته:
خالف في هذه المسألة :
-أبو حاتم ابن حبان صاحب الصحيح
- مكّي بن أبي طالب القيسي
-أبي الحسن الأشعريو أبي بكر محمد بنالطيّب الباقلاني وهو من كبار الأشاعرة ونظّاره - نسب إليهما هذا القول القاضي عياضوالقرطبيّ والزركشي ولو أشرتِ لتأويلهم للمراد بالتفضيل في نصوص الكتاب والسنة لكان أتم ،وقد استوفيتِ الإجابة ،نفع الله بكِ.
بيان خطا القول بإنكار تفاضل سور القرآن وآياته :
مخالفة هذا القول لدلالة الأدلّة الصحيحة،وللمأثور عن السلف الصالح من القول بمقتضى أدلّة التفاضل في القرآن وفي أسماء اللهتعالى وصفاته :
*التفاضل في القرآن:
- أن بعضالسور أفضل من بعض، وبعض الآيات أفضل من بعض؛ و كلامه جلّ وعلا كلّه حسن لا نقص فيهولا اختلاف، وبعضه أفضل من بعض وهذا ثابت بالأدلة الصحيحة الصريحة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتابمنه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
عن أنس بن مالك رضي الله عنهقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَإليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضلالقرآن»قال: «فتلاعليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي فيالسنن الكبرى وابن حبان والحاكم من طريق سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عنأنس
-تفاضل القرآن باعتبار المتكلَّم فيه، فإن كلام الله الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد،أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
-فضّل الله القرآن على سائر كتبه المنزّلة، وجعلله فضلاً بتلاوته وحفظه على سائر ما أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من كلامهالذي ليس في القرآن، فتفاضل سور القرآن وآياته كذلك.
-بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإنتفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه
-ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن؛ فهو محمولإن صحّ عنه – على النهي عن التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو التزهيد فيهوالترغيب عنه.
* التفاضل في أسماء الله تعالى:
-إنّ اللهتعالى قد اختصّ بعض أسمائه بمزيد فضل ؛ وكل أسمائه حسنى وبعضها أحب إليه من بعض والدليل :
*عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سَمِعَ النبيُّصلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لاإله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي بهأجاب").حديث صحيح رواه الإمام أحمدوغيره من طريق مالك بن مغول
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
سورة الفاتحة.
أعظم سور القرآن:
حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: كنتأصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسولالله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا للهوللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}. ثم قال لي: «لأعلمنكسورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلماأراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة فيالقرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين}«هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيدبن المعلى.
أفضل القرآن :
حديث أنس بن مالك رضي الله عنهقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَإليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم كلهم من طريق سليمان بنالمغيرة، عن ثابت، عن أنس به.
خير سورة في القرآن :
حديث عبد الله بنجابر البياضي الأنصاري رضي الله عنهقال .....فخرج عليَّ رسولُ الله صلىالله عليه وسلم قد تطهَّر، فقال: (عليك السلام ورحمة الله، وعليكالسلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله).
ثم قال: (ألا أخبرك ياعبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟).
قلت: بلى يا رسول الله.
قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها). رواه الإمام أحمد والضياء المقدسي في المختارة من طريق محمّد بن عبيد عنهاشم بن البريد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن جابر، وهو حديث حسن،وقد تقدّمت بعض شواهده.
أمّ القرآن
أي : أصله وجامعة معانيه؛وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبعالمثاني، والقرآن العظيم»رواه البخاري من طريق ابن أبيذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها :
نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم و لا يقرأ بحرف منهاإلا أعطيه :
حديث ابن عباسرضي الله عنهما..... قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليهوسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال .....(أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب،وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).رواه مسلم في صحيحه
رقية نافعة :
حديث أبي سعيدالخدري رضي الله عنه حديث اللديغ (......فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛فقال: «وما يدريك أنهارقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكمسهما»فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه منحديث أبي بشر اليشكري عن أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيدالخدري.
أن الصلاة لا تتمّ إلا بها :
حديث عبادة بنالصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأبفاتحة الكتاب»متفق عليه من حديث الزهري،عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.

2:
سورة البقرة.
مقدّم سور القرآن بعد الفاتحة وهي أكبر سور القرآن، وأكثرها آيات، وقداشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصصوالأمثال والآداب ومن فضائلها :
تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه
حديث النواس بن سمعانالكلابيقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورةالبقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال مانسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق،أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواهمسلم والترمذي من طريق الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير عن النواس بنسمعان الكلابي.
أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة :
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي اللهعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:( «...... اقرءوا سورةالبقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».). رواه مسلم من طريق معاوية بن سلام، عنأخيه زيد، عن أبي سلام ممطور الحبشي عن أبي أمامة صديّ بن عجلانالباهلي.ورواه الإمام أحمد من طريق يحيى بن أبيكثيرٍ، عن أبي سلّامٍ، عن أبي أمامة
تلاوتها تنفّر الشياطين من الدار
حديث أبي هريرة رضي الله عنهأن رسول الله صلى اللهعليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر منالبيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»رواه مسلم في صحيحهوالإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه، والنسائي في الكبرى وغيرهم من طريق سهيلبن صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
سنام القرآن ولبابه(اللباب: الخالص).
أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإنلكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل»رواه الدارميوالطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبيالأحوص، عن ابن مسعود موقوفاً عليه.
شأنها عظيم عند النبي صلى الله عليه وسلم وعندأصحابه
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:( كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)يعني عَظُم.رواه أحمد من طريق يزيد بن هارون عن حميد عن أنس، وأصلهفي الصحيحين.
قال عروة بنالزبير: (كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوممسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة).رواه عبد الرزاق وسعيدبن منصور وابن أبي شيبة من طرق عن هشام بن عروة عنأبيه.
تضمّنتأعظم آية في القرآن
حديث أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر،أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحيالقيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أباالمنذر».رواه مسلم في صحيحه من طريق سعيد الجريري عن أبيالسَّليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبيّ بنكعب.

3. خواتيم سورة البقرة.
نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم و لا يقرأ بحرف منهاإلا أعطيه :
حديث ابن عباس رضي الله عنهما (قال: بينماجبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذابابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذامَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأبحرف منهما إلا أعطيته).رواه مسلم في صحيحه
من قرأهما في ليلة كفتاه
حديث أبي ذر رضي الله عنهقال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه ، ولم يعطهن نبي قبلي»رواه أحمد من طريقشيبان عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد،عن أبي ذر.
أعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال (: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم.......فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمتهشيئاً المقحمات »
رواه مسلم في صحيحه
حصن للدار من الشيطان
حديث النعمان بن بشيرأن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السمواتوالأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاثليال فيقربها شيطان» رواه أبو عبيد في فضائل القرآنوالدارمي والترمذي وغيرهم كلهم من طريق الأشعث بن عبد الرحمنالجرمي، عن أبي قلابة الجرمي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن النعمان بن بشير رضي اللهعنه.
فضلت بها هذه الأمة من كنز تحت العرش
حديث حذيفة بن اليمانقال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرضكلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاءالآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحدبعدي)). رواه أبو داوود الطيالسي،وابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي وغيرهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عنحذيفة.
زاد للمؤمن
أثر عقبة بن عامرقال: (تزوّدوا من الآيتين [اللتين] في آخر سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه}إلى خاتمتها، فإن اللهاصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم). رواه الطبراني في الكبير منطريق عمرو بن الحارث عن سويد الحاسِب المهري، عن أبي الخير، عن عقبة بنعامر.

س3: اذكر ثلاثةأحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة آل عمران
1.عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق،عن عبد الله قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران فقال: «قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي بهأجاب، وإذا سئل به أعطى».رواهالدارمي
حكم الحديث : جابر الجعفي متروك الحديث، وقد روي في معناه عن أبي أمامة وأسماءبنت يزيد، وحديث أبي أمامة أجود إسناداً.
2. وحديثأبيّ بن كعب مرفوعاً: «من قرأسورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم».رواه ابن مردويه في تفسيره كما في الإسعاف وابن الجوزي فيالموضوعات،
من طرق عن أبيّ بن كعب ورواهالواحدي في الوسيط من وجه آخر من حديث أبي أمامة.
حكم الحديث :وهو جزء من الحديث الموضوع.
3. عبد الله بن زياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة عن النَّبِيّ صلى اللهعليه وسلم قال: «من قرأ سورة البقرة وآل عمرانجعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت»رواه الثعلبي في تفسيره والمستغفري في فضائل القرآن
حكم الحديث : عبد الله بن زيادمنكر الحديث.

2:
سورة النساء :
مما لا يصحّ من المرويّات فيفضلها:
1.
يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياسالأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كانأو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريقمروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
حكمالحديث : هذاإسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2.عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «منقرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه،
حكم الحديث : عبد الله بن قيس مجهولالحال.
3.
سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثناهارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قالرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمنومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان فيمشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبيو الواحدي
حكم الحديث : موضوع.سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمعالمرويات الضعيفة.
أسباب عنايةالعلماء بجمع المرويات الضعيفة
وعناية العلماءبجمع الضعيف من المرويات وإن كان فيما صحّ غنية وكفاية لثلاث فوائد:
الأولى: التنبيه على ضعف المرويات :
بيان سبب ضعف المرويات ، لئلايُغترّ بها، وهذه من شأن الحذّاق من أهل الحديث، وقد أبقى الله من كتبهم ما حققلأهل العلم فائدة كبيرة في معرفة أسباب ضعف بعض المرويات.
قالأبو بكر الأثرم: (رأى أحمد بن حنبل يحيى بن معين بصنعاء في زاوية وهو يكتب صحيفةمعمر عن أبان عن أنس، فإذا اطلع عليه إنسان كتمه.
فقال له أحمد: تكتب صحيفة معمر عنأبان عن أنس وتعلم أنها موضوعة؟ فلو قال لك قائل: أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثهعلى الوجه؟
فقال: رحمك الله يا أبا عبد الله! أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عنمعمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ إنسان بعده فيجعل أبانثابتا ويرويها عن معمر، عن ثابت، عن أنس، فأقول له: كذبت إنما هو عن معمر، عن أبانلا عن ثابت).
وروى ابن الأبّار عن يحيى بن معين أنه قال: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزانَضِجا!). يريد أنّه انتفع بما كتبه عنهم فعرف به علل بعض المرويات المنكرة، وسببنكارتها.
والثاني:جمع الطرق للاستعانة بها على دراسةالأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد
قد يقف المرء على حديث فيإسناده رجل يضعّف في الحديث لضعف ضبطه أو فيه انقطاع يسير؛ فإذا تعددت طرق هذاالحديث أو كانت له شواهد صحيحة فإنه يحكم بصحّته.
والثالث:رصدما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع
وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أوتصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه، وليستفيد منه أهلالعلم بعده؛ بالدراسة والتمحيص.
*وهذه الأسباب الثلاثة هي أكثر ما يدعوأهل العلم لتدوين المرويات الضعيفة، والأصل هو السبب الأول، والآخران معينان عليه.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّحإجابتك بالتمثيل.
ضعفالإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف الحديث مطلقاً لأنه :
-قد يصحّ من طريق آخر
-الموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا :
· صحّ عن الصحابي
· كان مما لا مدخل للاجتهاد فيه
· لم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.
مثال :
حديث مسلمةبن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَىالقرآن».رواه تمّام في فوائده وابنعساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة،وقال: ضعيفجدا.
ثم قالبعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا،مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمهعلى هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
الصحيحفيه
موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءواالقرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَىالقرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: 1.شرحبيل بن مسلم الخولاني 2.سليم بن عامرالخبائري 3. القاسم بن عبد الرحمن الشامي.
أ:فأمّاشرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر :
حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عنحريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي،وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
ب: وأما سليمبن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه :
معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بنصالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
ج:وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز،ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامةباللفظ المتقدّم
*تفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامةمرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحفالمعلقة ».ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّمفلا تعتبر مخالفته.
الخلاصة :
بمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي اللهعنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفعمن جهة المعنى لا من جهة الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائلالقرآن.
النوع الأول: الإرسال هو ما أسندهالتابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلاأن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهدوالمتابعات.
حكمه :والمراسيل على أنواع ودرجات فمن أهل العلم من يضعّفها مطلقاً، ومنهم منيقبلها بشروط منها :
· أن يكون المرسِل من كبار التابعين
· أن يُعرف عنه أنه لا يروي إلا عن ثقة
· أن لا يعرف عنه شذوذ في الرواية
· أن يكون الحديث الذي أرسله غير منكرالمتن.
والنوع الثاني:الانقطاع في السند وهو أعمّ مما قبله، ويعرف الانقطاع بأمور:
· معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
· تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرّحالضحّاك بن مزاحم أنّه لم يسمع من ابن عباس.
· أنيحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعاً، كما ذكر الشعبيأنّه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين، وقد صحبه ثمانية أشهر.
· نصّ الأئمّة النقّاد على أنّ ذلك الراوي لم يسمع منشيخه أو حصروا ما سمعه منه.
النوع الثالث:المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ
النوع الرابع:الخطأ فيالإسناد
النوع الخامس: المرويات التي يكون في إسنادهامجهول العين أو مجهول الحال.
النوع السادس: الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
النوع السابع: منكر المتن و نكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد، وما كان كذلكفأمره بيّن؛ لأن ضعف الإسناد يدلّ على سبب نكارة المتن.
لكن ربماروي حديث أو أثر بإسناد ظاهره الصحّة، ومتنه منكر؛ ففي هذهالحالة:
-
إما أن يُجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة بحيث يكون للمتن معنى مقبول غير منكريصحّ أن يُحمل عليه بلا تكلّف.
-
وإمّا أن يُتعرّف على علة الإسنادالتي أدّت إلى رواية هذا المتن المنكر.
النوع الثامن:الضعيف الذي لا أصل له. وهو الذيلا يُعرف له إسناد ولا مخرج. ومنالمتقدّمين من يصف الخبر الذي ليس له إسناد مخرجه صحيح بأنّه لا أصل له، وإن كانمروياً بإسناد من الأسانيد الواهية.
النوع التاسع:الموضوع وهوشرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين
*تنبيه:
منالمرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة، فيكون فيها انقطاع في الإسناد، وضعف في بعضرجال السند، و نكارة في المتن، وكلما زادت العلل اشتدّالضعف.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
أصل مصطلح خواص القرءان :
- هذه التسمية تسمية اصطلاحية متأخرة ولم تكن هذه التسميةمعروفة عند السلف الصالح وإن كان قد جرى في زمانهم بعض ما يدخل في هذا المعنى.
-لا مشاحّة في الاصطلاح إذا كان له معنى معقول، ولم يستعمل فيما يخالف هدىالشريعة.
المراد بخواص القرءان :
على أنّ كلمة "خواصّ القرآن" يستعملها العلماء لمعانيمتعددة:
· يطلقها بعض العلماءعلى ما عرف ، من تأثير بعض السوروالآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها.
· ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عنغيره.
· التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنىيذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانهوتأثير خطابه.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى منالتجارب في خواصّ القرآن.
حكم الأخذ بالتجربة :
-جائز بشروط يأتي ذكرها ؛ لورود الأذن العامّ بالرّقى ما لم يكن فيها شرك والدليل :
عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: كنا نرقي في الجاهليةفقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا عليَّرُقاكم، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك».صحيح مسلم من حديثعبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي
-كما أنّ الرّقى لها تأثير مجرّب وإذا كانلبعض كلام الناس تأثير في الأرواح والأجساد التي تٌرقى بها، فتأثير كلام الله تعالىأولى وأقوى.
شروط اعتبار التجربة في خواص القرآن :
· أن تخلو من الشرك
· أن تكون مما يعقل معناه حتى يُؤمنُ ألا تؤدي إلىالشرك فتمنع احتياطاً
· ظهور المناسبة بين الحالة والرقية
· أن يكون الضعف في الإسناد غير شديد
· وجود الحاجة لذلك ؛ مثل تعسر الولادة .
· إذا دعت الحاجة لكتابتها تكتب على شيء طاهر نظيف و لا تكتب بالنجاسات كالدم وغيره .
· عدم الغلو في هذا الباب والحذر مما كتبه غلاة الصوفية وبعض من أكثر في هذا الباب .
أمثلة على ذلك :
فعل الإمام احمد :
-قال الخلال: حدّثني عبد الله بن الإمام أحمد قال: رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين،{كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ} ، {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}).
-قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: (قال أحمد: يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولدها في جام ٍأبيض أو شيء نظيف: (بسم الله الرحمن الرحيم: لا إله إلا الله الحليم الكريم...) فذكره بلفظه.ثم قال: (ثُمَّ تُسقى منه، ويُنضح ما بقي على صدرها).


ممتازة جدا زادكِ الله فضلا وعلما (أ+)

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 ربيع الأول 1438هـ/13-12-2016م, 07:56 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البراء آدم مشاهدة المشاركة
س1: كيف تُبيّن فضائل القرآن؟
اولا:انه كلام الله وكلام الله صفة من صفاته وصفات الله تعالي لها آثارها التي لاتتخلف عنها وصفاته العليا التي من تفكر فيها وآمن بها ادرك انه لها اثارا تتجلي في كلام جل وعلا
وقد قال جماعة من السلف (فضل القرآن علي سائر الكلام كفضل الله علي خلقه)
ثانيا:أن الله تعالي وصف القرآن العظيم بصفات ذات معاني عظيمة واثار مباركة لذالك التفكر في تلك الصفات من اخص ابواب الانتفاع بالقرآن
ثالثا:ان الله تعالى يحبه
رابعا :ان الله تعالي اخبر عنه باخبار كثيرة تبين فضله وشرفة في الدنيا والآخرة
خامسا :الله تعالي اقسم به في مواضع كثيرة من كتابه فقال تعالى (والقرءان الحكيم )
سادسا:الله تعالي جعل له احكاما كثيرة في الشريعة ترعي حرمته وتبين فضله
سابعا:ان الله تعالى رغب في تلاوته ورتب في اجورا عظيمة وكثرة ثواب تلاوته من اظهر دلائل فضله
ثامنا:ان الله تعالي رفع شان اهل القرآن حتي جعلهم أهل الله وخاصته وجعل خير هذة الامة من تعلم القرآن وعلمه وجعل اجلالهم من اجلاله ومحبتهم من اثار محبته


س2: اشرح معاني أسماء القرآن بإيجاز
اربعة اسماء القرآن والفرقان والكتاب والذكر
معني اسم القرآن :سمي قرآنا لانه الكتاب الذي اتخذ للقراءة الكثيرة التي لايبلغها كتاب غيره وقد اختلف العلماء في اشتقاق لفظ القرآن علي قولين القول الاول انه علم جامد والقول الثاني انه مشتق
معني اسم الكتاب :تسميته بالكتاب فلانه مكتوب اي مجموع في صحف وسمي بذلك للدرلالة علي جمعه مايحتاج فيه الي بيان الهدي في جميع شؤون العباد فجمع الاحكام والحكمة والآداب والبصائر والمواعظ والهدي
معني اسم الفرقان :فلانه فرقان بين الحق والباطل وبين سبيل المؤمنين وسبل الفاسقين من الكفار والمنافقين
معني اسم الذكر :للذكر معنيان احدهها بمعني التذكير والاخر بمعني المذكور
فاما المعني الاول سمي بالذكر لكثرة تذكيره فهو يذكر العبد بربه جل وعلا ويذكره بسبيل سعادته وفوزة برضوان ربه ويذكره بما يجب تجنبه ليتقي سخطه وعقابه
والمعني الثاني الذكر بمعني المذكور اي الذي له الذكر الحسن والشرف الرفيه والمكانه العالية
.فاتكِ الاستدلال على هذه الأسماء .
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - حكيم
وصفه انه حكيم يتضمن ثلاثة معان :انه محكم لا اختلاف فيه ولاتناقض كما قال تعالى ({وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}وقال: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.)
وانه حكيم بمعني حاكم علي الناس في جميع شؤونهم وحاكم علي ماقبله من الكتب ومهيمن عليها وناسخ لها وشاهد بصدق ماانول الله فيها كما قال تعالى({وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ})
وانه ذو الحكمة البالغة كما قال تعالى({ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ})
وقال قتادة الحكمة الفقه في القرآن).
ب - مجيد
يتضمن معنيين:
انه الممجد الذي له صفات المجد والعظمة والجلال المتنزه عمايقوله الجاهلون وكل صفة عظيمة يوصف بها القرآن هي من دلائل مجده
والمعني الآخر انه الممجد لمن آمن به وعمل بهديه
قال الشافعي رحمه الله (من قرأ القرآن عظمت قيمته)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( ان لله عز وجل اهليين من الناس ) قالوا ومن هم يارسول الله ؟ قال (اهل القرآن أهل الله وخاصته)
ج - بصائر
سمي القرآن بصائر لانه يبصر بالحقائق في كل مايحتاج اليه فيبصر بالحق ويبينه ويبين حسن عاقبته وجزاء أهله ويبصر المؤمن بكيد عدوه ويبصر المؤمنين بأعدائهم من الكفار والمنافقين
قال الخليل بن أحمد (البصيرة أسم لما اعتقد في القلب من الدين وحقيق الامر )
واختلف العلماء في معني البصيرة فمنهم من فسرها بالاعتبار وهداية التوفيق ومنهم من فسرها بهداية الدلالة والارشاد والصواب ان البصيرة جامعو للمعنين
قال الله تعالى ({ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)})

- بشرى
واما وصفه انه بشري ففي مواضع من كتاب الله تعالى منها قول الله تعالى({ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)}
وقوله تعالى: { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
وقوله تعالى: { طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
وقوله تعالى: { وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}
وتنويع وصف المبشرين به دليل علي تفاضل بشاراته فهو بشري للمسلمين وبشري للمؤمنين وبشري للمحسنين

س4: تحدّث عن بركة القرآن بإيجاز
وصفه انه مبارك يدلنا علي ان الذي باركه هو الله تعالى ومعني باركه اي اودع فيه البركة وهي الخير الكثير المتزايد
قال الخليل بن احمد (البركه الزيادة والنماء)
واصل بركه القرآن كثيرة يتعذر حصرها واستقصاؤها
بركه القرآن في الدنيا : من بركاته انه حياة للمؤمن ورفعه له وقد وصفه الله بانه روح لما يحصل به من الحياة الحقيقة التي هي حياة القلب
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)}
وقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا..}
وكلما ازداد نصيب العبد من الايمان بالقرآن واتباع هداه ازداد نصيبه من بركته والحياة به حتي يكون القرآن ربيع قليه
ومن بركاته علي النفس المؤمنه انه يجلو الحزن ويذهب الهم وينير البصيره ومن بركاته ان قارئه يثاب عيه فيثاب علي الايمان به ويثاب علي تدبره ويثاب علي خفظة والتفقه فيه حتي انه يثاب علي النظر في المصحف
ومن بركاته بركة الفاظة واساليبه وبركة معانيه وكثرتها واتساعها
القرآن مبارك حيثما كان
فهو مبارك في قلب المؤمن ومبارك في المجلس الذي يقرا فيه كما في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم: إلا نزلت عليهم السكينة, وغشيتهم الرحمة, وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده).
ومبارك في البيت الذي يتلي فيه كما روى ثابت البناني عن أبي هريرة أنه كان يقول في البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتّسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشّياطين، والبيت إذا لم يُتْلَ فيه كتاب الله ضاق بأهله، وقلّ خيره , وحضرته الشّياطين. رواه ابن أبي شيبة.
بركة القرآن في الآخرة
فهو انيسةه في قبره وظله في الموقف العظيم وقائده في عرصات القيامة وحجيجه وشفيعه ولايزال به حتي يقوده الي الجنة مكرما
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
ومن اراد ان تحسن صحبة القرآن له في الآخرة فليحسن صحبته في الدنيا
س5: ما هي مراتب تلاوة القرآن؟
أعلاها مرتبة أهل الاحسان في تلاوة القرآن وهم الذين جمعوا بين المهارة في قراءة القرآن وحسن اتباعه وثواب تلاوة القرآن يتفاضل بتفاضل القراءة فمن بلغ مرتبة الاحسان فهو بافضل المنازل ومن قصر حصل له من النقص بحسب تقصيره وتفريطه واما من كان يحسن القراءة ويخالف هدي الله تعالى فان قراءته لاتنفعه عند الله بل هي حجة عليه
س6: ما هي قوادح صحبة القرآن؟
قوادح صحبه القرآن وهي علي اربع درجات
الدرجة الاولي :مايقدح في صحة الايمان بالقرآن ويكون بارتكاب ناقض من نواثض الايمان بالقرآن فمن فعل ذلك وقع في الشرك الاكبر
الدرجة الثانية :المراءة الصغري بقراءته
الدرجة الثالة:هجر العمل به احيانا
الدرجة الرابعة:هجر تلاوته مع بقاء العمل به باجتناب الكبائر واداء الفرائض
س7: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
بنشر فضائل القرآن في وسائل الاتصال الاجتماعي وفي المواقع والبريد وطباعة الكتب والرسائل والرسائل والمطويات وانتاج المقاطع الصوتيه والمرئية واعداد البرامج المباشرة وترجمة المقالات والكلمات ونشرها بالوسائل المتاحة
والدعوة الي الله تعالى ببيان فضائل كتابه من اعظم مجالات الدعوة اذا احسن الداعية طريقة بيان فضل القرآن واحسن الدعوة الي تلاوته وتدبره واتباع هداه
الدرجة:أ
ممتازة بارك الله فيكِ وزادكِ من فضله.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ربيع الأول 1438هـ/26-12-2016م, 11:43 PM
الصورة الرمزية أم البراء آدم
أم البراء آدم أم البراء آدم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 225
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
_قراءة الفاتحة من اكد واجبات الصلاة ولاتصح الصلاة الابها
_وجعل لآخر ايتين في البقرة خصائص وفضائل
_وجعل للمعوذتين فضلا عظيما وبركة واسعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما: «ما تعوّذ الناس بأفضل منهما»
_وحعل لسورة الاخلاص فضلا عظيما حتي اقسم النبى صلى الله عليه وسلم انها تعدل ثلث القرآن

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر»
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»
2: سورة آل عمران.
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...»
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)
4.وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)
3: سورة النساء
قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة»
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
وحديث عمران بن حصين مرفوعاً: «فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن» ضعفه الالباني
وحديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«فاتحة الكتاب شفاء من السُّمّ». وسلام الطويل متهم بالكذب وزيد العمي ضعيف وحكم الالباني علي هذا الخبر بالوضع في السلسة الضعيفة
وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» وسليمان بن احمد متروك الحديث
2: سورة البقرة
حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » وعبيد الله متروك الحديث
وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» وهذا الحديث روي من طريق ليث وليث ضعيف الحديث
وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». وحكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
1_ان يكون رجاله ممن يقبل روايتهم
2-ان يكون الاسناد متصل غير منقطع
3-انتفاء العله القادحة في صحة الاسناد
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
الدرجة الاولي المرويات الصحيحة لذاتها
الدرجة الثانيه المرويات الصحيحة لغيرها وهي التي يكون في اسنادها بعض الضعف
الدرجة الثالثة المرويات الضعيفة ضعفا محتملا
الدرجة الرابعة المرويات الواهية التي في اسنادها ضعف شديد
الدرجة الخامسة المرويات الموضوعة
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
من المرويات الضعيفة من النوع الموضوع وهو شر هذة الانواع وهو ماكان من رواية الكذابين
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلالة الاولي دلالة الكتاب والسنة الصحيحة علي تاثير بعض الايات والسور في احوال مخصوصة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
الدلالة الثانيه ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
فمن ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة ماثبت عن الصالحين والتابعين وتابعيهم
عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
الدلالة الرابعة الاجتهاد في الادراك بين الايات والاحوال المخصوصة
كتب بعض اهل العلم لمن تعسرت ولادتها سورة الزلزلة
وقال ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
لانه قاد الغلاة الي فساد كبير وضلال مبين
كمثل مابتدعه بعض الصوفيه الغلاة في خواص القرآن من دعاوي وضلالات واستعمال اشياء غير معقولة المعني وسمو الامور بغير اسمائها ولبسوا الحق بالباطل باسم خواص القرآن

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 30 ربيع الأول 1438هـ/29-12-2016م, 12:03 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البراء آدم مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
_قراءة الفاتحة من اكد واجبات الصلاة ولاتصح الصلاة الابها
_وجعل لآخر ايتين في البقرة خصائص وفضائل
_وجعل للمعوذتين فضلا عظيما وبركة واسعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما: «ما تعوّذ الناس بأفضل منهما»
_وحعل لسورة الاخلاص فضلا عظيما حتي اقسم النبى صلى الله عليه وسلم انها تعدل ثلث القرآن

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر»
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان»
2: سورة آل عمران.
1. حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...»
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)
3. وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)
4.وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا)
3: سورة النساء
قال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور).
وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض»
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة»
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
وحديث عمران بن حصين مرفوعاً: «فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن» ضعفه الالباني
وحديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«فاتحة الكتاب شفاء من السُّمّ». وسلام الطويل متهم بالكذب وزيد العمي ضعيف وحكم الالباني علي هذا الخبر بالوضع في السلسة الضعيفة
وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن» وسليمان بن احمد متروك الحديث
2: سورة البقرة
حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » وعبيد الله متروك الحديث
وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» وهذا الحديث روي من طريق ليث وليث ضعيف الحديث
وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي». وحكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
1_ان يكون رجاله ممن يقبل روايتهم
2-ان يكون الاسناد متصل غير منقطع
3-انتفاء العله القادحة في صحة الاسناد هذا بالنسبة لصحة السند، أمّا صحة المتن : صحة الإسناد إليه، وانتفاء العلة القادحة فيه.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
الدرجة الاولي المرويات الصحيحة لذاتها
الدرجة الثانيه المرويات الصحيحة لغيرها وهي التي يكون في اسنادها بعض الضعف
الدرجة الثالثة المرويات الضعيفة ضعفا محتملا
الدرجة الرابعة المرويات الواهية التي في اسنادها ضعف شديد
الدرجة الخامسة المرويات الموضوعة الأفضل الإتيان ببيان موجز لكل درجة منها .
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
من المرويات الضعيفة من النوع الموضوع وهو شر هذة الانواع وهو ماكان من رواية الكذابين يحتاج لتوضيح أكثر ببيان حال بعض رجاله.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الدلالة الاولي دلالة الكتاب والسنة الصحيحة علي تاثير بعض الايات والسور في احوال مخصوصة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له».
الدلالة الثانيه ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم
فمن ذلك: ما رواه أبو داوود والبيهقي في الدعوات والضياء في المختارة من طريق النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة -يعني ابن عمار- قال: وحدثنا أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}).
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة ماثبت عن الصالحين والتابعين وتابعيهم
عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
الدلالة الرابعة الاجتهاد في الادراك بين الايات والاحوال المخصوصة
كتب بعض اهل العلم لمن تعسرت ولادتها سورة الزلزلة
وقال ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين: (كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
لانه قاد الغلاة الي فساد كبير وضلال مبين
كمثل مابتدعه بعض الصوفيه الغلاة في خواص القرآن من دعاوي وضلالات واستعمال اشياء غير معقولة المعني وسمو الامور بغير اسمائها ولبسوا الحق بالباطل باسم خواص القرآن
أحسنتِ بارك فيكِ، هناك بعض الاختصار في بعض الإجابات فانتبهي لذلك وفقكِ الله،كما نوصيكِ بترك مسافة تفصل كل سؤال عن غيره.
الدرجة: (ب+)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 جمادى الآخرة 1438هـ/18-03-2017م, 08:40 AM
الصورة الرمزية إسراء خليفة
إسراء خليفة إسراء خليفة غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 1,182
افتراضي

مجلس القسم الأول من دورة فضائل القرآن

س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
1-تبصر المؤمن بأوجه فضائل القرآن فيزداد تعظيما له ورعاية إحرامه ومعرفة قدره، وهذا يزيده إيمانا.
2-تكسب المؤمن اليقين بصحة منهجه وبهذا يستدفع الشبهات.
3-ترغب المؤمن في مصاحبة القرآن إيمانا به، وعملا به، واتباعا لهداه.
4-تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به.
5-تحصن المؤمن من طلب منهل للعلم والمعرفة يخالف منهج القرآن.
6-سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن.
7-تفيده علما شريفا من أشرف العلوم وأعظمها بركة.

س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
الأسباب:
1-تهاون القصاص في الرواية في هذا الباب حتى روى بعضهم بالمعنى بتصرف مخل.
2-بسبب شهرة بعض القصاص برواية الأحاديث بالأسانيد أخذ عنهم بعض من لم يشترط الصحة من المصنفين من غير تمييز ولا بيان لضعف حالهم بل ظنه بعضهم صحيحا.
درجاتها:
الأولى: مرويات فيها ضعف محتمل للقوة
حكمها: رأى البعض روايتها والتحدث بها بل رأى بعضهم العمل بها.
الثانية: مرويات في إسنادها ضعف شديد، وليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل.
حكمها: تساهل بعض المصنفين في روايتها وهي أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب.
الثالثة: مرويات ضعيفة في معناها ما ينكر.
الرابعة: الأخبار الموضوعة التي تلوح عليها أمارات الوضع.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
الدليل: «إنه لقرآن كريم ٠ في كتاب مكنون»
المعنى: على ثلاث معان:
الأول: كرم الحسن، ومن ذلك قوله تعالى« وقل لهما قولا كريما».
والقرآن بالغ الحسن في ألفاظه ومعانيه.
الثاني: كرم القدر وعلو المنزلة
والقرآن كريم القدر عند الله تعالى، وعند المؤمنين.
الثالث: كرم العطاء
و القرآن كريم بهذا المعنى لكثرة ما يصيب تاليه من الخير والبركة بسببه، وكثرة ثواب تلاوته وحسن آثارها.
الرابع: المكرَّم عن كل سوء، وهو فرع عن كرم القدر.
الخامس: المكرِّم لغيره، وهو من آثار كرم العطاء وكرم الحسن وكرم القدر.

ب - نور
الدليل: « وأنزلنا إليكم نورا مبينا»، « فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير»، « فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون »
المعنى: نور يضيء الطريق للسالكين ويذهب عنهم ظلمة الشرك والعصيان وآثارها، فمن استضاء بنور القرآن أضاء له سبيله، وأبصر الحقائق، وكان على بينة من ربه حسن المعرفة بصراطه المستقيم وبكيد الشيطان الرحيم وعلل النفس المردية.
وقد وصف الله نور القرآن بأنه مبين كما قال تعالى: « وأنزلنا إليكم نورا مبينا»، وقد فُسِّر بمعنيين صحيحين:
أحدهما: أنه مبين بمعنى بيّن أي ظاهر واضح يعرف أنه هو الحق لنوره الذي يميزه عن غيره.
المعنى الآخر: أنه مبين بمعنى مبيّن؛ لما فيه من بيان الحق والهدى للناس.

ج - رحمة
الدليل: « هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون»،
« وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين»، « وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين»
المعنى :
-هو رحمة لهم لما يبين لهم من الحقائق ويعلمهم الحكمة.
-وهو رحمة لهم لما يعصمهم من مضلات الفتن ويخرجهم من الظلمات إلى النور.
- وهو رحمة من الله لما يدل به عباده على النجاة من سخطه وعقابه.
- وهو رحمة لما فيه من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا فتفضي بالقلوب إلى محبته سبحانه وتعالى.

د- مبين
الدليل: « حم. والكتاب المبين»، « تلك آيات الكتاب المبين »
المعنى: أن القرآن الكريم واضح فبيانه أعظم بيان في هداياته وألفاظه ومعانيه.
فبيان ألفاظه: يظهر في أن القرآن الكريم نزل بأفصح لغات العرب وأحسنها التي لا تعقيد فيها، فهو له حلاوة في تلاوته، وحلاوة في سماعه.
وبيان معانيه: فهو محكم غاية الإحكام، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يتعارض، ولا يتناقض ، ولا يختلف « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجودا فيه اختلافا كثيرا »
وأما بيان هواياته ودلالتها على ما يحبه الله ويرضاه، وعلى بيان الحق ونصرته، وعلى كشف الباطل ودحضه، وإرشاده إلى صراط الله المستقيم؛ فأمر ظاهر غاية الظهور، ولظهور بيانه للهدى أقام الله به الحجة على الأنس والجن، ويبشر به ؛ فأمره أن يقول « وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ»، وقال تعالى« قل إنما أُنذِركم بالوحي»

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز

من أظهر الدلائل البيّنة على فضل القرآن ما دلّت عليه النصوص الصحيحة الصريحة من معاني عظمته التي من تأملها وتفكر فيها وفي آثارها ازداد يقينا بعظمة هذا القرآن العظيم وفضله.

فمن عظمة قدره في الدنيا:
ومعاني عظمة القرآن تتبين بمعرفة عظمة قدره وعظمة صفاته.
-فمن عظمة قدره: أنه كلام الله تعالى،الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن، وشرف الحديث بشرف المتحدث، وفضل كلام الله على خلقه كفضل الله على خلقه.
-ومن عظمة قدره: كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعاني جليلة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها.
ومن عظمة قدره: إقسام الله تعالى به آيات كثيرة، فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته.
-ومن عظمة قدره: أن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم« وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ»
-ومن عظمة قدره: أنه أفضل الكتب المنزلة وأحبها إلى الله، اختار الله له أفضل الرسل وخير الأمم، وأفضل البقاع وخير الليالي.
-ومن عظمة قدره: أنه محفوظ بحفظ الله « لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه»
-ومن عظمة قدره: أنه قول فصل ليس بالهزل.
-ومن عظمة قدره: أنه الله جعله فرقانا بين الهدى والضلال، والحق والباطل.
-ومن عظمة قدره: أنه يهدي للتي هي أقوم في كل الشؤون.
-ومن عظمة قدره: أن من اعتصم به عُصِم من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه.
-ومن عظمة قدره: أن الله حظه بأحكام ترعى حركته وتبين جلالة شأنه، فنُدِب إلى التطهر من الحدث عند تلاوته وحرمت تلاوته في الأماكن النجسة، وحرمت تلاوته في حال الركوع والسجود، ومن حلف به انعقدت يمينه.
-ومن عظمة قدره: أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة لا يساميها كتاب؛ فهو عزيز عليهم، عظيم القدر عندهم، يجلُّونه إجلالا عظيما ويؤمنون به، وينصتون عند تلاوته.
ومن عظمة قدره: أن تحدى الله المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا.

ومن عظمة قدره في الآخرة:
-أنه يحاج عن صاحبه في قبره ويشفع له حين تنقطع عنه الأسباب وتتجلى الحقائق وتذهب سكرة الدنيا.
- أنه يظل صاحبه في الموقف العظيم حين تندو الشمس من الخلائق.
- أنه يشفع لصاحبه ويحاج عنه أحوج ما يكون إلى من يحاج عنه.
-أنه كرامة ورفعة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن أقرأ وارتق و رباب كما كنت ترتل في الدنيا.

أما عن عظمة صفات القرآن:
فهي شأن آخر تطلعك على أبواب من العلم عظيمة،من استفتحها وتأمل ما وراءها أفضى إلى مهيع واسع من التفكر والتأمل، ودلّه به تفكره على حدائق ذات بهجة، لا يمل الناظر إليها،ولا التربع في رياضها.
-ومن كان كذلك القرآن بحق كان القرآن العظيم ربيع قلبه، ونور صدره، وجلاء حزنه، وذهاب همه وغمه.
-ذلك أن الله تعالى وصف القرآن بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته، إذ عظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف فوصفه الله بأنه عزيز وكريم، وعليّ وتحكيم، ومبارك ومد يد، وهدى وبشرى، وذكر وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة، تدل على عظمته دلالة ظاهرة.

س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
- عن طريق كتابة مواضيع عن فضائل القرآن ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أو بقوائم البريد أو طباعتها في شكل مطويات وتوزيعها مجانا أو جمع محاضرات عن فضائل القرآن ونسخها في اسطوانات وتوزيعها
ويجب التنبه إلى أمرين:
الأول: التوثق بصحة ما ينشر وألا يعجل ينشر شيء قبل التوثق من صحته.
الثاني: مراعاة الحكمة وحسن الأسلوب في التحرير والنشر.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16 شعبان 1438هـ/12-05-2017م, 02:36 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
الآيات والنصوص الصريحة الواردة في تفاضل بعض السور على بعض وتفضيل بعض الآيات على غيرها كثيرة ولعلنا نستعرض بعضها :
1) قال تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير)
2) قال تعالى : ( هو الذي أنزل الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات )
3) قال تعالى : ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )

ومن السنة هذه بعض النصوص الواردة في هذا الشأن :
1) عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : " كنت أصلي فالمسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ,فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي , فقال : " ألم يقل الله : ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) .
ثم قال لي : " لأعلمنك سورة هي أعظم السورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد , ثم أخذ بيدي , فلما أراد أن يخرج قلت له : " ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن " قال : ( الحمد لله رب
العالمين ) " هي السبع المثاني وهي القرآن العظيم الذي أوتيته " .
2) عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ؟ "

قال : " قلت الله ورسوله أعلم "
قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ "
قال : " قلت الله ورسوله أعلم "
قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ؟"
قال : قلت : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
قال : " فضرب بصدري وقال : والله ليهنك العلم يا أبا المنذر "
3) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت : يا رسول الله أقرئني سورة هود أو سورة يوسف , فقال : ط يا عقبة اقرأ بقل أعوذ برب الفلق , فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عزّ وجل وأبلغ عنده منها فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل " .
فهذه الأدلة وما في معناها تدل دلالة واضحة على أن بعض السور أعظم عند الله من بعض , وأن بعضها أحب إلى الله من بعض , كما ذكر عن سورة الإخلاص وأقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن , وقال عن المعوذات : " ما تعوذ متعوذ بمثلهما " , وجعل لها بركة واسعة وفضلاً عظيما و واختص بعضها بخواص عن غيرها من السور فجعل الفاتحة تجزأ عن غيرها ولا يجزء عنها غيرها فلا تقبل الصلاة إلا بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة»
فإن الكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

الأحاديث الواردة في فضل سورة الفاتحة كثيرة نختصر على بعضها في إثبات فضلها :
1) عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : كنت أصلي في المسجد , فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه , فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي , قال : ألم يقل الله : ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم , ثم أخذ بيدي وقال : " لأعلمنك سورة هي أعظم السورة من القرآن قبل أن تخرج من المسجد , فلما أراد أن يخرج قلت : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن , قال : ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته ".
2) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم "
3) حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : بينما جبريل قاعد عند نبي الله صلى الله عليه وسلم , سمع نقيضاً فرفع رأسه فقال , هذا باب فتح من السماء لم يفتح قط إلا اليوم , فنزل ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم , فسلم وقال : " أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة , لم تقرأ بحرف منها إلا أعطيته .
4) وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
5) فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
6) ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم).
7) وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»

2: سورة البقرة.
o حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة).
o قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
o وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»

3. خواتيم سورة البقرة.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1) حديث يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر .

2) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».
قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه.
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورجاله أئمّة كبار، لكنَّ سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد الجرشي، ويزيد تابعي عابد مخضرم جليل القَدْرِ أدرك الجاهليةَ وأسلم في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومات قبل سنة 80هـ.
وسعيد بن عبد العزيز ولد عام 90 هـ

3) ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث.

2: سورة النساء
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2) عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال
3) .سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1) للتنبه منها وعلمها والوقوف على أسباب ضعفها , كما فعل ابن معين رحمه الله , عندما كان يكتب روايات بن أبان عن أنس الموضوعة حتى لا يسقط الناس أبان ويجعلوها عن ثابت عن أنس .
2) جمع بعض الشواهد من طرق متعددة لكي يستفاد منها في بعض الأحاديث التي تقبل التقوية بالشواهد المتعددة كالتي في سندها راوي ضعيف الظبط .
3) من باب جمع كل ما قيل في باب معين ليسهل الرجوع غليه وتمحيصه إذ يعدوه إلى مصدره .
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا . قد يكون للمتن شواهد أخرى تؤيد صحة المعنى .
مثال :
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي. وهؤلاء ثقات روو عنهم الدارمي وابن ابي شيبة والبخاري .


س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن
1) الإرسال , وهو ما أسنده التابعي للنبي صلى الله عليه وسلم
2) انقطاع السند , بين الراوي والشيخ مثلاً , ويعرف ذلك من تاريخ ولادة الراوي ووفاة الشيخ , أو أن يكون الراوي قد صرح في موضع أنه لم يتلقى عن الذي روى عنه إلا احاديث معينة .
3) رواية الحديث بالمعنى المخالف للفظ .
4) خطأ في الإسناد .
5) الذي يكون في اسناده مجهول الحال أو مجهول العين .
6) أحد الرواة في السند متروك الحديث ز
7) الضعيف الذي لا يعرف له إسناد ولا مخرج
8) الموضوع

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو الانتفاع أو تأثير بعض الآيات والسور في أحوال مخصوصة , مثل الانتفاع بآيات الرقى , أو الانتفاع بآيات الكرب , أو الآيات التي فيها توحيد وتوكل على الله عند الهم .
او هو الأحكام الخاصة بالقرآن الكريم وما يتعلق به من آداب وخصائص , أو التأثير الإعجازي في القرآن وأثر خطابه على السامع .

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
بشرط أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة ولا يكون في المتن ما ينكر فتؤخذ على أنّها رقية ,
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 05:26 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسراء خليفة مشاهدة المشاركة
مجلس القسم الأول من دورة فضائل القرآن

س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
1-تبصر المؤمن بأوجه فضائل القرآن فيزداد تعظيما له ورعاية إحرامه ومعرفة قدره، وهذا يزيده إيمانا.
2-تكسب المؤمن اليقين بصحة منهجه وبهذا يستدفع الشبهات.
3-ترغب المؤمن في مصاحبة القرآن إيمانا به، وعملا به، واتباعا لهداه.
4-تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به.
5-تحصن المؤمن من طلب منهل للعلم والمعرفة يخالف منهج القرآن.
6-سبب لنجاة المؤمن من مضلات الفتن.
7-تفيده علما شريفا من أشرف العلوم وأعظمها بركة.

س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
الأسباب:
1-تهاون القصاص في الرواية في هذا الباب حتى روى بعضهم بالمعنى بتصرف مخل.
2-بسبب شهرة بعض القصاص برواية الأحاديث بالأسانيد أخذ عنهم بعض من لم يشترط الصحة من المصنفين من غير تمييز ولا بيان لضعف حالهم بل ظنه بعضهم صحيحا.
درجاتها:
الأولى: مرويات فيها ضعف محتمل للقوة
حكمها: رأى البعض روايتها والتحدث بها بل رأى بعضهم العمل بها.
الثانية: مرويات في إسنادها ضعف شديد، وليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل.
حكمها: تساهل بعض المصنفين في روايتها وهي أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب.
الثالثة: مرويات ضعيفة في معناها ما ينكر.
الرابعة: الأخبار الموضوعة التي تلوح عليها أمارات الوضع.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
الدليل: «إنه لقرآن كريم 0 في كتاب مكنون»
المعنى: على ثلاث معان:
الأول: كرم الحسن، ومن ذلك قوله تعالى« وقل لهما قولا كريما».
والقرآن بالغ الحسن في ألفاظه ومعانيه.
الثاني: كرم القدر وعلو المنزلة
والقرآن كريم القدر عند الله تعالى، وعند المؤمنين.
الثالث: كرم العطاء
و القرآن كريم بهذا المعنى لكثرة ما يصيب تاليه من الخير والبركة بسببه، وكثرة ثواب تلاوته وحسن آثارها.
الرابع: المكرَّم عن كل سوء، وهو فرع عن كرم القدر.
الخامس: المكرِّم لغيره، وهو من آثار كرم العطاء وكرم الحسن وكرم القدر.

ب - نور
الدليل: « وأنزلنا إليكم نورا مبينا»، « فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير»، « فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون »
المعنى: نور يضيء الطريق للسالكين ويذهب عنهم ظلمة الشرك والعصيان وآثارها، فمن استضاء بنور القرآن أضاء له سبيله، وأبصر الحقائق، وكان على بينة من ربه حسن المعرفة بصراطه المستقيم وبكيد الشيطان الرحيم وعلل النفس المردية.
وقد وصف الله نور القرآن بأنه مبين كما قال تعالى: « وأنزلنا إليكم نورا مبينا»، وقد فُسِّر بمعنيين صحيحين:
أحدهما: أنه مبين بمعنى بيّن أي ظاهر واضح يعرف أنه هو الحق لنوره الذي يميزه عن غيره.
المعنى الآخر: أنه مبين بمعنى مبيّن؛ لما فيه من بيان الحق والهدى للناس.

ج - رحمة
الدليل: « هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون»،
« وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين»، « وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين»
المعنى :
-هو رحمة لهم لما يبين لهم من الحقائق ويعلمهم الحكمة.
-وهو رحمة لهم لما يعصمهم من مضلات الفتن ويخرجهم من الظلمات إلى النور.
- وهو رحمة من الله لما يدل به عباده على النجاة من سخطه وعقابه.
- وهو رحمة لما فيه من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا فتفضي بالقلوب إلى محبته سبحانه وتعالى.

د- مبين
الدليل: « حم. والكتاب المبين»، « تلك آيات الكتاب المبين »
المعنى: أن القرآن الكريم واضح فبيانه أعظم بيان في هداياته وألفاظه ومعانيه.
فبيان ألفاظه: يظهر في أن القرآن الكريم نزل بأفصح لغات العرب وأحسنها التي لا تعقيد فيها، فهو له حلاوة في تلاوته، وحلاوة في سماعه.
وبيان معانيه: فهو محكم غاية الإحكام، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يتعارض، ولا يتناقض ، ولا يختلف « أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجودا فيه اختلافا كثيرا »
وأما بيان هواياته ودلالتها على ما يحبه الله ويرضاه، وعلى بيان الحق ونصرته، وعلى كشف الباطل ودحضه، وإرشاده إلى صراط الله المستقيم؛ فأمر ظاهر غاية الظهور، ولظهور بيانه للهدى أقام الله به الحجة على الأنس والجن، ويبشر به ؛ فأمره أن يقول « وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ»، وقال تعالى« قل إنما أُنذِركم بالوحي»

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز

من أظهر الدلائل البيّنة على فضل القرآن ما دلّت عليه النصوص الصحيحة الصريحة من معاني عظمته التي من تأملها وتفكر فيها وفي آثارها ازداد يقينا بعظمة هذا القرآن العظيم وفضله.

فمن عظمة قدره في الدنيا:
ومعاني عظمة القرآن تتبين بمعرفة عظمة قدره وعظمة صفاته.
-فمن عظمة قدره: أنه كلام الله تعالى،الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن، وشرف الحديث بشرف المتحدث، وفضل كلام الله على خلقه كفضل الله على خلقه.
-ومن عظمة قدره: كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعاني جليلة تدل على عظمة المسمى بها والمتصف بها.
ومن عظمة قدره: إقسام الله تعالى به آيات كثيرة، فإن القسم به دليل على شرفه وعظمته.
-ومن عظمة قدره: أن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم« وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ»
-ومن عظمة قدره: أنه أفضل الكتب المنزلة وأحبها إلى الله، اختار الله له أفضل الرسل وخير الأمم، وأفضل البقاع وخير الليالي.
-ومن عظمة قدره: أنه محفوظ بحفظ الله « لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه»
-ومن عظمة قدره: أنه قول فصل ليس بالهزل.
-ومن عظمة قدره: أنه الله جعله فرقانا بين الهدى والضلال، والحق والباطل.
-ومن عظمة قدره: أنه يهدي للتي هي أقوم في كل الشؤون.
-ومن عظمة قدره: أن من اعتصم به عُصِم من الضلالة، وخرج من الظلمات إلى النور بإذن ربه.
-ومن عظمة قدره: أن الله حظه بأحكام ترعى حركته وتبين جلالة شأنه، فنُدِب إلى التطهر من الحدث عند تلاوته وحرمت تلاوته في الأماكن النجسة، وحرمت تلاوته في حال الركوع والسجود، ومن حلف به انعقدت يمينه.
-ومن عظمة قدره: أن جعل الله له في قلوب المؤمنين مكانة عظيمة لا يساميها كتاب؛ فهو عزيز عليهم، عظيم القدر عندهم، يجلُّونه إجلالا عظيما ويؤمنون به، وينصتون عند تلاوته.
ومن عظمة قدره: أن تحدى الله المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا.

ومن عظمة قدره في الآخرة:
-أنه يحاج عن صاحبه في قبره ويشفع له حين تنقطع عنه الأسباب وتتجلى الحقائق وتذهب سكرة الدنيا.
- أنه يظل صاحبه في الموقف العظيم حين تندو الشمس من الخلائق.
- أنه يشفع لصاحبه ويحاج عنه أحوج ما يكون إلى من يحاج عنه.
-أنه كرامة ورفعة لصاحبه يوم الجزاء إذ يقال لصاحب القرآن أقرأ وارتق و رباب كما كنت ترتل في الدنيا.

أما عن عظمة صفات القرآن:
فهي شأن آخر تطلعك على أبواب من العلم عظيمة،من استفتحها وتأمل ما وراءها أفضى إلى مهيع واسع من التفكر والتأمل، ودلّه به تفكره على حدائق ذات بهجة، لا يمل الناظر إليها،ولا التربع في رياضها.
-ومن كان كذلك القرآن بحق كان القرآن العظيم ربيع قلبه، ونور صدره، وجلاء حزنه، وذهاب همه وغمه.
-ذلك أن الله تعالى وصف القرآن بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته، إذ عظمة الصفات تدل على عظمة الموصوف فوصفه الله بأنه عزيز وكريم، وعليّ وتحكيم، ومبارك ومد يد، وهدى وبشرى، وذكر وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان إلى سائر ما وصفه الله تعالى به من صفات جليلة باهرة، تدل على عظمته دلالة ظاهرة.

س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
- عن طريق كتابة مواضيع عن فضائل القرآن ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أو بقوائم البريد أو طباعتها في شكل مطويات وتوزيعها مجانا أو جمع محاضرات عن فضائل القرآن ونسخها في اسطوانات وتوزيعها
ويجب التنبه إلى أمرين:
الأول: التوثق بصحة ما ينشر وألا يعجل ينشر شيء قبل التوثق من صحته.
الثاني: مراعاة الحكمة وحسن الأسلوب في التحرير والنشر.
الدرجة:أ+
أحسنتِ جدا نفع الله بك .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14 رمضان 1438هـ/8-06-2017م, 05:40 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عطية الله اللبدي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
الآيات والنصوص الصريحة الواردة في تفاضل بعض السور على بعض وتفضيل بعض الآيات على غيرها كثيرة ولعلنا نستعرض بعضها :
1) قال تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير)
2) قال تعالى : ( هو الذي أنزل الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات )
3) قال تعالى : ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )

ومن السنة هذه بعض النصوص الواردة في هذا الشأن :
1) عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : " كنت أصلي فالمسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ,فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي , فقال : " ألم يقل الله : ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) .
ثم قال لي : " لأعلمنك سورة هي أعظم السورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد , ثم أخذ بيدي , فلما أراد أن يخرج قلت له : " ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن " قال : ( الحمد لله رب
العالمين ) " هي السبع المثاني وهي القرآن العظيم الذي أوتيته " .
2) عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ؟ "

قال : " قلت الله ورسوله أعلم "
قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ "
قال : " قلت الله ورسوله أعلم "
قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم ؟"
قال : قلت : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
قال : " فضرب بصدري وقال : والله ليهنك العلم يا أبا المنذر "
3) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت : يا رسول الله أقرئني سورة هود أو سورة يوسف , فقال : ط يا عقبة اقرأ بقل أعوذ برب الفلق , فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عزّ وجل وأبلغ عنده منها فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل " .
فهذه الأدلة وما في معناها تدل دلالة واضحة على أن بعض السور أعظم عند الله من بعض , وأن بعضها أحب إلى الله من بعض , كما ذكر عن سورة الإخلاص وأقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن , وقال عن المعوذات : " ما تعوذ متعوذ بمثلهما " , وجعل لها بركة واسعة وفضلاً عظيما و واختص بعضها بخواص عن غيرها من السور فجعل الفاتحة تجزأ عن غيرها ولا يجزء عنها غيرها فلا تقبل الصلاة إلا بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة»
فإن الكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.

أحسنتِ ولمزيد من البيان نوصيكِ بمراجعة مشاركة الطالبة ميسم ميرغني.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

الأحاديث الواردة في فضل سورة الفاتحة كثيرة نختصر على بعضها في إثبات فضلها :
1) عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : كنت أصلي في المسجد , فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه , فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي , قال : ألم يقل الله : ( استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم , ثم أخذ بيدي وقال : " لأعلمنك سورة هي أعظم السورة من القرآن قبل أن تخرج من المسجد , فلما أراد أن يخرج قلت : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن , قال : ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته ".
2) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم "
3) حديث ابن عباس رضي الله عنه قال : بينما جبريل قاعد عند نبي الله صلى الله عليه وسلم , سمع نقيضاً فرفع رأسه فقال , هذا باب فتح من السماء لم يفتح قط إلا اليوم , فنزل ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم , فسلم وقال : " أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة , لم تقرأ بحرف منها إلا أعطيته .
4) وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
5) فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
6) ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم).
7) وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»

2: سورة البقرة.
o حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة).
o قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
o وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة»

3. خواتيم سورة البقرة.
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه»
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1) حديث يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر .

2) عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».
قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه.
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورجاله أئمّة كبار، لكنَّ سعيد بن عبد العزيز لم يدرك يزيد الجرشي، ويزيد تابعي عابد مخضرم جليل القَدْرِ أدرك الجاهليةَ وأسلم في حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومات قبل سنة 80هـ.
وسعيد بن عبد العزيز ولد عام 90 هـ

3) ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث.

2: سورة النساء
1. يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر، وقد تقدّم.
2) عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال
3) .سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
1) للتنبه منها وعلمها والوقوف على أسباب ضعفها , كما فعل ابن معين رحمه الله , عندما كان يكتب روايات بن أبان عن أنس الموضوعة حتى لا يسقط الناس أبان ويجعلوها عن ثابت عن أنس .
2) جمع بعض الشواهد من طرق متعددة لكي يستفاد منها في بعض الأحاديث التي تقبل التقوية بالشواهد المتعددة كالتي في سندها راوي ضعيف الظبط .
3) من باب جمع كل ما قيل في باب معين ليسهل الرجوع غليه وتمحيصه إذ يعدوه إلى مصدره .
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا . قد يكون للمتن شواهد أخرى تؤيد صحة المعنى .
مثال :
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي. وهؤلاء ثقات روو عنهم الدارمي وابن ابي شيبة والبخاري .


س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن
1) الإرسال , وهو ما أسنده التابعي للنبي صلى الله عليه وسلم
2) انقطاع السند , بين الراوي والشيخ مثلاً , ويعرف ذلك من تاريخ ولادة الراوي ووفاة الشيخ , أو أن يكون الراوي قد صرح في موضع أنه لم يتلقى عن الذي روى عنه إلا احاديث معينة .
3) رواية الحديث بالمعنى المخالف للفظ .
4) خطأ في الإسناد .
5) الذي يكون في اسناده مجهول الحال أو مجهول العين .
6) أحد الرواة في السند متروك الحديث ز
7) الضعيف الذي لا يعرف له إسناد ولا مخرج
8) الموضوع

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو الانتفاع أو تأثير بعض الآيات والسور في أحوال مخصوصة , مثل الانتفاع بآيات الرقى , أو الانتفاع بآيات الكرب , أو الآيات التي فيها توحيد وتوكل على الله عند الهم .
او هو الأحكام الخاصة بالقرآن الكريم وما يتعلق به من آداب وخصائص , أو التأثير الإعجازي في القرآن وأثر خطابه على السامع .

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
بشرط أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة ولا يكون في المتن ما ينكر فتؤخذ على أنّها رقية ,
ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم .
الدرجة:أ+
أحسنتِ وفقكِ الله ؛ مع التنبيه أنه لا يشترط ذكر الدليل من السنة كاملا ويكتفى بالاقتصار على موضع الشاهد.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 5 شوال 1441هـ/27-05-2020م, 10:02 PM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة فضائل القرآن

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
لذلك ثمرات جليلة:
١) أنّها تبصّر المؤمن بأوجه فضائل القرآن وعظيم شأنه؛ فيعظّمه ويرعى حرمته ويعرف قدره.
٢) أنّها تكسب المؤمن اليقين بصحّة منهجه المبني على هدى القرآن؛ ممّا يزيده طمأنينة بالحق الذي معه.
قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مستقيم}
٣)ترغّب المؤمن في مصاحبة القرآن؛ بالإيمان به واتباع هداه والاستكثار من تلاوته وتعلمه وتعليمه.
٤) تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به؛ إذ كلّما ضعفت النفس فذكّرت بفضائله نشطت وعلت همتها.
٥) تحصّن المؤمن من طلب علم يخالف منهج القرآن؛ إذ تدلّه على خسارة من استبدله بغيره أو اشتغل بغيره.
٦) هي سبب للنجاة من مضلات الفتن؛ إذ يصدر المؤمن في كل شؤونه عن هدى القرآن الذي يعتصم به من الضلالة.
٧) تفيده علمًا شريفًا من أشرف العلوم وأعظمها بركة؛ ويكتسب بهذا العلم إذا اجتهد في تعلّمه وتعليمه ونشره بإذن الله أجورًا عظيمة.

س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
من أسباب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن:
١. تهاون كثير من القصاص والوعاظ في الرواية في هذا الباب.
٢. رواية بعضهم بالمعنى بتصرف مخلّ.
٣. تساهل البعض في الرواية عن المتهمين وشديدي الضعف، وغالب تلك المرويات مما يكون معناه مقبولا عند العامة فيروج لمحبتهم للقرآن، ووصل الأمر ببعضهم إلى إشاعة الموضوعات.
٤. لشهرة بعض القصاص وعنايتهم بالرواية بالأسانيد أخذ عنهم بعض من لم يشترط الصحة فيما يرويه.
ومقامات العلماء المصنّفين تختلف في التأليف فمنهم من يشترط الصحة فيما يرويه كالبخاري ومسلم فصانوا كتبهم عن تلك المرويات الضعيفة، ومنهم من يروي ما فيه ضعف محتمل كابن أبي شيبة والترمذي والنسائي على تفاوت بينهم، ومنهم من انصرفت همته للجمع دون تمييز كفضائل ابن الضريس والفريابي وفضائل الغافقي.
ودرجات المرويات الضعيفة في فضائل القرآن:
الدرجة الأولى: المرويات التي يكون الضعف فيها محتملا للتقوية؛ لعدم وجود راوٍ متهم أو شديد الضعف في إسنادها، أو لكونها من المراسيل الجياد، أو الانقطاع فيها مظنون، ويكون معناها غير منكر في نفسه ولا مخالف للأحاديث الصحيحة، فهذه المرويات رأى بعض العلماء روايتها بل رأى البعض العمل بها.
الدرجة الثانية: مرويات يكون في إسنادها ضعف شديد، وليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل، فهذه تساهل فيها بعض المصنّفين، وهي أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة التي في معناها ما ينكر، إمّا لتضمّنها خطأ في نفسها، أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة، سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقاربا، لأن النكارة علّة كافية في ردّ المرويات.
الدرجة الرابعة: الأخبار الموضوعة.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
قال تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم* وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* إنه لقرآن كريم}
ووصفه بالكرم يرجع لخمسة معان في اللغة:
الأول/ كرم الحُسْن؛ فالقرآن بالغ الحسن في ألفاظه ومعانيه.
الثاني/ كرم القدر وعلوّالمنزلة؛ والقرآن كريم القدر عند الله تعالى وعند المؤمنين.
الثالث/ كرم العطاء؛ وهو أشهر معانيه، حتى غلب على الأفهام وظن البعض أنه محصور فيه.
وبسببه يصيب تاليه كثير من الخير و البركة.
الرابع/ المكرّم عن كل سوء؛ وهو فرع عن كرم القدْر، ويأتي أحيانا في اللغة فعيل بمعنى المفعول، فيأتي الكريم بمعنى المكرّم.
الخامس/ المكرّم لغيره؛ وهو من آثار كرم العطاء وكرم الحسن وكرم القدْر، وأصله أن فعيل يأتي أحيانا على معنى الفاعل، فيأتي الكريم بمعنى المكرّم.

ب - نور
قال تعالى: {ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا ...}
فهو نور يضيء الطريق للسالكين، ويخرجهم من الظلمات إلى النور فيخرجهم من ظلمة الشرك والمعاصي وآثارها، ويجعلهم على بيّنة من ربهم.
وهو نور مبين قال تعالى: {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا}
وفسّر بمعنيين صحيحين:
أحدهما/ بمعنى بيّن أي ظاهر واضح يُعرف أنه هو الحق بنوره المميّز.
الثاني/ بمعنى مبيّن لما فيه من بيان الحق والهدى للناس.

ج - رحمة
قال تعالى: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا}
فهو رحمة لما يدلّهم على سبل النجاة من سخط الله وعقابه.
وهو رحمة لما يفتح لهم من أبواب الخير الكثير والفوز برضوانه سبحانه.
وهو رحمة لما يحجزهم عمّا فيه ضررهم مما تقبل عليه النفوس متبعة لأهوائها وجهلها.
وهو رحمة لما يبيّن لهم من الحقائق ويعلمهم من الحكمة.
وغير ذلك؛ فالقرآن رحمة من الله لعباده.

د- مبين
قال تعالى: {تلك آيات الكتاب المبين}
وبيان القرآن أحسن البيان في ألفاظه ومعانيه وهداياته:
فألفاظه على أفصح لغات العرب وأحسنها، ومع فصاحتهم لم يستطيعوا أن يأتوا بسورة من مثله.
وبيان معانيه فهو محكم غاية الإحكام، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وبيان هداياته فدلالتها على ما يحبّه الله ويرضاه، وعلى بيان الحق ونصرته، وعلى كشف الباطل ودحضه.

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز.
تتبيّن عظمته بمعرفة عظمة قدره وعظمة صفاته.
ومن عظمة قدره:
أنه كلام الله الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن.
كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة.
إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة، وأخبر عنه أخبارا عظيمة كل ذلك فيه بيان عظمته وشرفه.
أنه أفضل الكتب المنزلّة وأحبّها إلى الله، وأن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم.
أنه محفوظ بحفظ الله، وأنه قول فصل ليس بالهزل، جعله الله فرقانا بين الهدى والضلال والحق والباطل.
من اعتصم به عُصم من الضلالة وخرج من الظلمات إلى النور بإذن الله، وأنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه.
خصّه الله بأحكام ترعى حرمته وتبيّن جلالة شأنه.
ومن عظمة قدره في الآخرة:
أنه يحاجّ عن صاحبه في قبره ويشفع له.
ويظلهّ في الموقف العظيم.
وأنه كرامة ورفعة لصاحبه إذ يُعطى صاحب القرآن الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا ، ويقال له اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
وأما عظمة صفاته:
وصفه الله بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته؛ فوصفه بأنه عزيز وكريم، وعليّ وحكيم، ومبارك ومجيد، وهدى وبشرى، وذكر وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان، إلى غير ذلك من الصفات الجليلة الباهرة الدّالة على عظمته وعلوّ شأنه.
واجتماع هذه الصفات في موصوف واحد دليل ظاهر على عظمته.
واتصافه في كل صفة بالعظمة دليل آخر على عظمة تملأ القلوب.

س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
من الطرق التي يمكن الاستفادة منها:
- إقامة دروس في فضائل القرآن في حلقات التحفيظ والمساجد والمدارس والجامعات، إذ العلم بهذه الفضائل يزيدنا تمسكا بكتاب الله منهجا وتعلما وتعليما وتلاوة وحفظا.
- تدريس فضائل القرآن ضمن مادة العلوم الشرعية في المدرسة وتخصيص ما يلزمها من زمن الدراسة والاختبارات والبحوث ونحو ذلك.
- عمل بحوث وكتابة مقالات في موضوعات مختلفة في فضائل القرآن من طلاب العلم ونشرها كلا بحسبه.
- استخدام التقنيات الحديثة من الشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال الحديثة بها لنشرها بطرق مختلفة كعقد دروس ودورات صوتية، عمل موضوعات في فضائل القرآن ونشرها في مواقع التواصل وغير ذلك.
والدعوة إلى الله تعالى بفضائل كتابه:
- يمكننا عمل محاضرات ببيان فضائل القرآن ليعلم الحاضرون الثواب العظيم لمن اتبع هدى القرآن واعتصم به، وسوء عاقبة من أعرض عنه.
- ترجمة بحوث وموضوعات عن فضائل القرآن تبيّن عظمته وعظمة هذه الشريعة بلغات مختلفة.
- عمل مواقع على الشبكة العنكبوتية تبين فضائل القرآن بنشر الكتب والبحوث المتخصصة والمقالات بلغات مختلفة، ونشر أقوال العلماء مقروءة ومسموعة إن أمكن.
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 28 شوال 1441هـ/19-06-2020م, 02:15 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة فضائل القرآن

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ثمرات معرفة فضائل القرآن.
لذلك ثمرات جليلة:
١) أنّها تبصّر المؤمن بأوجه فضائل القرآن وعظيم شأنه؛ فيعظّمه ويرعى حرمته ويعرف قدره.
٢) أنّها تكسب المؤمن اليقين بصحّة منهجه المبني على هدى القرآن؛ ممّا يزيده طمأنينة بالحق الذي معه.
قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مستقيم}
٣)ترغّب المؤمن في مصاحبة القرآن؛ بالإيمان به واتباع هداه والاستكثار من تلاوته وتعلمه وتعليمه.
٤) تدحض كيد الشيطان في التثبيط عن تلاوته والانتفاع به؛ إذ كلّما ضعفت النفس فذكّرت بفضائله نشطت وعلت همتها.
٥) تحصّن المؤمن من طلب علم يخالف منهج القرآن؛ إذ تدلّه على خسارة من استبدله بغيره أو اشتغل بغيره.
٦) هي سبب للنجاة من مضلات الفتن؛ إذ يصدر المؤمن في كل شؤونه عن هدى القرآن الذي يعتصم به من الضلالة.
٧) تفيده علمًا شريفًا من أشرف العلوم وأعظمها بركة؛ ويكتسب بهذا العلم إذا اجتهد في تعلّمه وتعليمه ونشره بإذن الله أجورًا عظيمة.

س2: ما سبب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن؟ وما درجاتها؟
من أسباب كثرة المرويات الضعيفة في فضائل القرآن:
١. تهاون كثير من القصاص والوعاظ في الرواية في هذا الباب.
٢. رواية بعضهم بالمعنى بتصرف مخلّ.
٣. تساهل البعض في الرواية عن المتهمين وشديدي الضعف، وغالب تلك المرويات مما يكون معناه مقبولا عند العامة فيروج لمحبتهم للقرآن، ووصل الأمر ببعضهم إلى إشاعة الموضوعات.
٤. لشهرة بعض القصاص وعنايتهم بالرواية بالأسانيد أخذ عنهم بعض من لم يشترط الصحة فيما يرويه.
ومقامات العلماء المصنّفين تختلف في التأليف فمنهم من يشترط الصحة فيما يرويه كالبخاري ومسلم فصانوا كتبهم عن تلك المرويات الضعيفة، ومنهم من يروي ما فيه ضعف محتمل كابن أبي شيبة والترمذي والنسائي على تفاوت بينهم، ومنهم من انصرفت همته للجمع دون تمييز كفضائل ابن الضريس والفريابي وفضائل الغافقي.
ودرجات المرويات الضعيفة في فضائل القرآن:
الدرجة الأولى: المرويات التي يكون الضعف فيها محتملا للتقوية؛ لعدم وجود راوٍ متهم أو شديد الضعف في إسنادها، أو لكونها من المراسيل الجياد، أو الانقطاع فيها مظنون، ويكون معناها غير منكر في نفسه ولا مخالف للأحاديث الصحيحة، فهذه المرويات رأى بعض العلماء روايتها بل رأى البعض العمل بها.
الدرجة الثانية: مرويات يكون في إسنادها ضعف شديد، وليس في معناها ما ينكر من حيث الأصل، فهذه تساهل فيها بعض المصنّفين، وهي أكثر المرويات الضعيفة في هذا الباب.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة التي في معناها ما ينكر، إمّا لتضمّنها خطأ في نفسها، أو لمخالفتها للأحاديث الصحيحة، سواء أكان الإسناد شديد الضعف أو كان ضعفه مقاربا، لأن النكارة علّة كافية في ردّ المرويات.
الدرجة الرابعة: الأخبار الموضوعة.

س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - كريم
قال تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم* وإنه لقسم لو تعلمون عظيم* إنه لقرآن كريم}
ووصفه بالكرم يرجع لخمسة معان في اللغة:
الأول/ كرم الحُسْن؛ فالقرآن بالغ الحسن في ألفاظه ومعانيه.
الثاني/ كرم القدر وعلوّالمنزلة؛ والقرآن كريم القدر عند الله تعالى وعند المؤمنين.
الثالث/ كرم العطاء؛ وهو أشهر معانيه، حتى غلب على الأفهام وظن البعض أنه محصور فيه.
وبسببه يصيب تاليه كثير من الخير و البركة.
الرابع/ المكرّم عن كل سوء؛ وهو فرع عن كرم القدْر، ويأتي أحيانا في اللغة فعيل بمعنى المفعول، فيأتي الكريم بمعنى المكرّم.
الخامس/ المكرّم لغيره؛ وهو من آثار كرم العطاء وكرم الحسن وكرم القدْر، وأصله أن فعيل يأتي أحيانا على معنى الفاعل، فيأتي الكريم بمعنى المكرّم.

ب - نور
قال تعالى: {ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا ...}
فهو نور يضيء الطريق للسالكين، ويخرجهم من الظلمات إلى النور فيخرجهم من ظلمة الشرك والمعاصي وآثارها، ويجعلهم على بيّنة من ربهم.
وهو نور مبين قال تعالى: {وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا}
وفسّر بمعنيين صحيحين:
أحدهما/ بمعنى بيّن أي ظاهر واضح يُعرف أنه هو الحق بنوره المميّز.
الثاني/ بمعنى مبيّن لما فيه من بيان الحق والهدى للناس.

ج - رحمة
قال تعالى: { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا}
فهو رحمة لما يدلّهم على سبل النجاة من سخط الله وعقابه.
وهو رحمة لما يفتح لهم من أبواب الخير الكثير والفوز برضوانه سبحانه.
وهو رحمة لما يحجزهم عمّا فيه ضررهم مما تقبل عليه النفوس متبعة لأهوائها وجهلها.
وهو رحمة لما يبيّن لهم من الحقائق ويعلمهم من الحكمة.
وغير ذلك؛ فالقرآن رحمة من الله لعباده.

د- مبين
قال تعالى: {تلك آيات الكتاب المبين}
وبيان القرآن أحسن البيان في ألفاظه ومعانيه وهداياته:
فألفاظه على أفصح لغات العرب وأحسنها، ومع فصاحتهم لم يستطيعوا أن يأتوا بسورة من مثله.
وبيان معانيه فهو محكم غاية الإحكام، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وبيان هداياته فدلالتها على ما يحبّه الله ويرضاه، وعلى بيان الحق ونصرته، وعلى كشف الباطل ودحضه.

س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز.
تتبيّن عظمته بمعرفة عظمة قدره وعظمة صفاته.
ومن عظمة قدره:
أنه كلام الله الذي لا أعظم من كلامه ولا أصدق ولا أحسن.
كثرة أسمائه وأوصافه المتضمنة لمعان جليلة عظيمة.
إقسام الله تعالى به في آيات كثيرة، وأخبر عنه أخبارا عظيمة كل ذلك فيه بيان عظمته وشرفه.
أنه أفضل الكتب المنزلّة وأحبّها إلى الله، وأن تبليغه هو المقصد الأعظم من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم.
أنه محفوظ بحفظ الله، وأنه قول فصل ليس بالهزل، جعله الله فرقانا بين الهدى والضلال والحق والباطل.
من اعتصم به عُصم من الضلالة وخرج من الظلمات إلى النور بإذن الله، وأنه يهدي للتي هي أقوم في كل ما يُحتاج إلى الهداية فيه.
خصّه الله بأحكام ترعى حرمته وتبيّن جلالة شأنه.
ومن عظمة قدره في الآخرة:
أنه يحاجّ عن صاحبه في قبره ويشفع له.
ويظلهّ في الموقف العظيم.
وأنه كرامة ورفعة لصاحبه إذ يُعطى صاحب القرآن الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا ، ويقال له اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
وأما عظمة صفاته:
وصفه الله بصفات عظيمة جليلة تنبئ عن عظمته؛ فوصفه بأنه عزيز وكريم، وعليّ وحكيم، ومبارك ومجيد، وهدى وبشرى، وذكر وذكرى، وشفاء وفرقان، ونور وبيان، إلى غير ذلك من الصفات الجليلة الباهرة الدّالة على عظمته وعلوّ شأنه.
واجتماع هذه الصفات في موصوف واحد دليل ظاهر على عظمته.
واتصافه في كل صفة بالعظمة دليل آخر على عظمة تملأ القلوب.

س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
من الطرق التي يمكن الاستفادة منها:
- إقامة دروس في فضائل القرآن في حلقات التحفيظ والمساجد والمدارس والجامعات، إذ العلم بهذه الفضائل يزيدنا تمسكا بكتاب الله منهجا وتعلما وتعليما وتلاوة وحفظا.
- تدريس فضائل القرآن ضمن مادة العلوم الشرعية في المدرسة وتخصيص ما يلزمها من زمن الدراسة والاختبارات والبحوث ونحو ذلك.
- عمل بحوث وكتابة مقالات في موضوعات مختلفة في فضائل القرآن من طلاب العلم ونشرها كلا بحسبه.
- استخدام التقنيات الحديثة من الشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال الحديثة بها لنشرها بطرق مختلفة كعقد دروس ودورات صوتية، عمل موضوعات في فضائل القرآن ونشرها في مواقع التواصل وغير ذلك.
والدعوة إلى الله تعالى بفضائل كتابه:
- يمكننا عمل محاضرات ببيان فضائل القرآن ليعلم الحاضرون الثواب العظيم لمن اتبع هدى القرآن واعتصم به، وسوء عاقبة من أعرض عنه.
- ترجمة بحوث وموضوعات عن فضائل القرآن تبيّن عظمته وعظمة هذه الشريعة بلغات مختلفة.
- عمل مواقع على الشبكة العنكبوتية تبين فضائل القرآن بنشر الكتب والبحوث المتخصصة والمقالات بلغات مختلفة، ونشر أقوال العلماء مقروءة ومسموعة إن أمكن.
والله أعلم.
ممتازة، بارك الله فيكِ وزادكِ من فضله. أ+

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 ذو القعدة 1441هـ/28-06-2020م, 09:38 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن


المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
قال تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم }
وفي حديث أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن" ثم قرأ عليه الحمد لله رب العالمين، وقال صلى الله عليه وسلم: "هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".
وفي حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عقبة إقرأ بقل أعوذ برب الفلق، فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل".
فهذه الأدلة وما في معناها تدل دلالة واضحة على تفاضل سور القرآن وآياته؛ والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، والتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها، لا من حيث الصفة.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي.
- هي أعظم آية من كتاب الله؛ كما جاء ذلك في حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن أعظم آية من كتاب الله، فأجاب أبي بن كعب: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر". رواه مسلم.
- وجاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) من تحت العرش فوصلت به .. إلى آخر الحديث.
وهو من المرويات الضعيفة لجهالة عين أحد رواته أو أكثر.

2: سورة آل عمران.
- حديث أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة وفيه: أن من قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنم ... .
وحديث أبي هذا يعد من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن.

3: سورة النساء.
- عن عبدالله بن قيس عن ابن عباس: من قرأ سورة النساء، فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض.
وهو من المرويات الضعيفة؛ لأن فيه عبدالله بن قيس وهو مجهول الحال.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة.
- مرسل الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان".
- مرسل عبدالملك بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم: "في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء".
والإرسال انقطاع في الإسناد، ومن أهل العلم من يضعفّها مطلقًا، ومنهم من يقبلها بشروط.
- حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض.
وهو من المرويات الضعيفة للمخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ، فالحديث تفرّد به محمد بن خلّاد عن ابن عيينة، ومحمد مختلف فيه احترقت كتبه وصار يحدّث من حفظه فيقع في بعض حديثه ما ينكر.
والحديث رواه الشيخان عن طريق ابن عيينة عن عبادة بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

2: سورة البقرة.
- حديث هدبة بن خالد الذي رواه عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان".
وهو ضعيف للخطأ في الإسناد، أخطأ هدبة بن خالد في إسناده، فليس هو من حديث شداد بن أوس، والصحيح أنه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
- حديث: البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) من تحت العرش فوصلت بها ... إلى آخر الحديث.
من المرويات الضعيفة لجهالة عين أحد رواته.
- حديث أبي بن كعب الطويل في فضائل القرآن سورة سورة، وهو من الموضوعات.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لا يُحكم بصحّة الحديث إلا إذا صح إسناده ومتنه.
- وصحّة الإسناد لا تتحقق إلا بثلاثة أمور:
١. أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم.
والذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم؛ فهؤلاء لا يطرح حديثهم جملة، ولا يقبلون مطلقا، بل من كان له شواهد حُكم بصحته لانتفاء علة ضعف الضبط.
الثانية: الذين لا تقبل مروياتهم مطلقا من الكذابين والمتهمين بالكذب.
٢. أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع.
٣. انتفاء العلة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة والتدليس والاضطراب.
- وصحة المتن لا تتحقق إلا بأمرين:
١. صحة الإسناد إليه.
٢. انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب والرواية بالمعنى المخلّ والتصحيف والتحريف وغيرها.


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات على خمس درجات:
الدرجة الإولى: المرويات الصحيحة لذاتها؛ وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها؛ وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدد الطرق و يكون المتن سالمًا من العلّة القادحة.
والأولى والثانية يُحتج بهما.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفًا محتملًا؛ وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابل التقوية.
ومن أهل العلم من يحتج بها في الفضائل والرقاق والأخبار ومنهم من يستأنس بها ولا يحتج بها، ومنهم من يذكرها لفائدة أو لينبه على ضعفه مع شهرته.
الدرجة الرابعة: المرويات الواهية؛ وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
وهذه المرويات لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها وعللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لجمع الطرق، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسرين والفقهاء وغيرهم وقد يحذفون الأسانيد اختصارا.
الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة؛ وهي التي يتبيّن أنها مكذوبة مختلقة.
وهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
موضوع؛ وقد ذكره ابن الجوزي في كتابه الموضوعات.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
- الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة على تأثير بعض السور والآيات.
ومن ذلك:
قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} فتبيّن بدلالة الآيات أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب.
ويدل على صحة استنباط هذا المعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".
- الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومن ذلك:
شكا رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما ما يجده في صدره من الشك، فقال: ما نجا من ذلك أحد، وقال له: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} حسنه الألباني.
- الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
ومن ذلك:
ما روي عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها.
والمغيرة تابعي ثقة، والإرسال إليه صحيح.
- الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
فشيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}
وقال: لا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال؛ فإن الدم نجس، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى.
ودلالة المناسبة ظاهرة، فالأرض والجسد من خلق الله تعالى، ومن قدر على تلك الآية العظيمة من تصريف ماء الطوفان العظيم لا يعجزه أن يشفي المرعوف من رعافه.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلو في باب خواص القرآن قد قاد الغلاة فيه إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين، والعياذ بالله.
ومن ذلك ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية في خواص القرآن من دعاوي وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر.
ومنهم من كان يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواص ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ ، وأكلوا أموال الناس بالباطل وموّهوا على الجهّال والعامّة.
ويحذّر المسلم مما يذكرونه فهو على صنفين:
- صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية.
- صنف دعاوي مجرّدة وكذب على الصالحين.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 24 محرم 1442هـ/11-09-2020م, 08:29 PM
هيئة التصحيح 6 هيئة التصحيح 6 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 1,539
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى باقيس مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن


المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
قال تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم }
وفي حديث أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن" ثم قرأ عليه الحمد لله رب العالمين، وقال صلى الله عليه وسلم: "هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته".
وفي حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا عقبة إقرأ بقل أعوذ برب الفلق، فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل".
فهذه الأدلة وما في معناها تدل دلالة واضحة على تفاضل سور القرآن وآياته؛ والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، والتفضيل إنما هو بالمعاني العجيبة وكثرتها، لا من حيث الصفة.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي.
- هي أعظم آية من كتاب الله؛ كما جاء ذلك في حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن أعظم آية من كتاب الله، فأجاب أبي بن كعب: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر". رواه مسلم.
- وجاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) من تحت العرش فوصلت به .. إلى آخر الحديث.
وهو من المرويات الضعيفة لجهالة عين أحد رواته أو أكثر.

2: سورة آل عمران.
- حديث أبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة وفيه: أن من قرأ آل عمران بكل آية منها أمانًا على جسر جهنم ... .
وحديث أبي هذا يعد من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن.

3: سورة النساء.
- عن عبدالله بن قيس عن ابن عباس: من قرأ سورة النساء، فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض.
وهو من المرويات الضعيفة؛ لأن فيه عبدالله بن قيس وهو مجهول الحال.

المطلوب في هذا السؤال ذكر الفضائل، ففي الاستدلال بالصحيح الكفاية

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة.
- مرسل الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان".
- مرسل عبدالملك بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم: "في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء".
والإرسال انقطاع في الإسناد، ومن أهل العلم من يضعفّها مطلقًا، ومنهم من يقبلها بشروط.

- حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض.
وهو من المرويات الضعيفة للمخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ، فالحديث تفرّد به محمد بن خلّاد عن ابن عيينة، ومحمد مختلف فيه احترقت كتبه وصار يحدّث من حفظه فيقع في بعض حديثه ما ينكر.
والحديث رواه الشيخان عن طريق ابن عيينة عن عبادة بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

2: سورة البقرة.
- حديث هدبة بن خالد الذي رواه عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، وأنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال، فيقربها شيطان".
وهو ضعيف للخطأ في الإسناد، أخطأ هدبة بن خالد في إسناده، فليس هو من حديث شداد بن أوس، والصحيح أنه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
- حديث: البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا، واستخرجت (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) من تحت العرش فوصلت بها ... إلى آخر الحديث.
من المرويات الضعيفة لجهالة عين أحد رواته.
- حديث أبي بن كعب الطويل في فضائل القرآن سورة سورة، وهو من الموضوعات.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لا يُحكم بصحّة الحديث إلا إذا صح إسناده ومتنه.
- وصحّة الإسناد لا تتحقق إلا بثلاثة أمور:
١. أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم.
والذين لا تقبل روايتهم على درجتين:
الأولى: الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم؛ فهؤلاء لا يطرح حديثهم جملة، ولا يقبلون مطلقا، بل من كان له شواهد حُكم بصحته لانتفاء علة ضعف الضبط.
الثانية: الذين لا تقبل مروياتهم مطلقا من الكذابين والمتهمين بالكذب.
٢. أن يكون الإسناد متصلا غير منقطع.
٣. انتفاء العلة القادحة في صحّة الإسناد؛ كالمخالفة والتدليس والاضطراب.
- وصحة المتن لا تتحقق إلا بأمرين:
١. صحة الإسناد إليه.
٢. انتفاء العلة القادحة في المتن كالمخالفة والنكارة والاضطراب والرواية بالمعنى المخلّ والتصحيف والتحريف وغيرها.

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات على خمس درجات:
الدرجة الإولى: المرويات الصحيحة لذاتها؛ وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الإسناد ولا في المتن.
الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها؛ وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدد الطرق و يكون المتن سالمًا من العلّة القادحة.
والأولى والثانية يُحتج بهما.
الدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفًا محتملًا؛ وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابل التقوية.
ومن أهل العلم من يحتج بها في الفضائل والرقاق والأخبار ومنهم من يستأنس بها ولا يحتج بها، ومنهم من يذكرها لفائدة أو لينبه على ضعفه مع شهرته.
الدرجة الرابعة: المرويات الواهية؛ وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية.
وهذه المرويات لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها وعللها، وقد يرويها بعض المحدّثين لفوائد عارضة أو لجمع الطرق، ثم يتساهل في نقلها بعض المفسرين والفقهاء وغيرهم وقد يحذفون الأسانيد اختصارا.
الدرجة الخامسة: المرويات الموضوعة؛ وهي التي يتبيّن أنها مكذوبة مختلقة.
وهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
موضوع؛ وقد ذكره ابن الجوزي في كتابه الموضوعات.
إجابة مختصرة وكان يحسن التفصيل.

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
- الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة على تأثير بعض السور والآيات.
ومن ذلك:
قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} فتبيّن بدلالة الآيات أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب.
ويدل على صحة استنباط هذا المعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له".
- الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
ومن ذلك:
شكا رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما ما يجده في صدره من الشك، فقال: ما نجا من ذلك أحد، وقال له: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} حسنه الألباني.
- الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
ومن ذلك:
ما روي عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها.
والمغيرة تابعي ثقة، والإرسال إليه صحيح.
- الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك:
فشيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر}
وقال: لا يجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال؛ فإن الدم نجس، فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى.
ودلالة المناسبة ظاهرة، فالأرض والجسد من خلق الله تعالى، ومن قدر على تلك الآية العظيمة من تصريف ماء الطوفان العظيم لا يعجزه أن يشفي المرعوف من رعافه.

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
الغلو في باب خواص القرآن قد قاد الغلاة فيه إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين، والعياذ بالله.
ومن ذلك ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية في خواص القرآن من دعاوي وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال تبيّن للمحققين أنها من طلاسم السحر.
ومنهم من كان يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواص ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ ، وأكلوا أموال الناس بالباطل وموّهوا على الجهّال والعامّة.
ويحذّر المسلم مما يذكرونه فهو على صنفين:
- صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية.
- صنف دعاوي مجرّدة وكذب على الصالحين.
التقييم: ب+
بارك الله فيكِ
بعض الإجابات مختصرة، وبعضها تفتقد الجواب الصحيح، فانتبهي لذلك


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir