دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 جمادى الآخرة 1441هـ/12-02-2020م, 11:56 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير

القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير

اختر مجموعة من المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية:


المجموعة الأولى:
س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير.
س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.
س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟

المجموعة الثانية:
س1: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل.
س2: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟
س3: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير.
س4: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها.


المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن.
س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟
س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟
س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.


المجموعة الرابعة:
س1: ما هي مصادر معرفة تاريخ علم التفسير؟
س2: بيّن أهميّة معرفة البيان النبوي للقرآن.
س3: اكتب عن سيرة اثنين من مفسّري الصحابة رضي الله عنهم مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
س4: بيّن طرق التابعين في تعلّم التفسير وتعليمه.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1441هـ/15-02-2020م, 04:22 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
حل مجلس القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير

المجموعة الأولى:
س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير.
ج: لا شك أن علم التفسير من أجل وأنفع العلوم لتعلقه بأشرف معلوم وهو كلام الله عز وجل، وبه يحصل أعظم مطلوب وهو تفهم كلام الله والعمل به، وقد قال الله تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته) ، ومن المهم لطالب علم التفسير أن يتعرف على أهمية هذا العلم ليجعل ذلك محفزا متى فترت الهمة وضعفت النفس في رحلة الطلب، ولمعرفة نشأة علم التفسير والمراحل التي مر بها فوائد جمة، وتلك الفوائد ينبغي للمفسر الحاذق أن يلم بها ويتعرف عليها فيحسن منه التأصيل في هذا العلم الجليل.
ومن فوائد معرفة تاريخ علم التفسير:
1. معرفة كيف نشأ علم التفسير، ومن هو المفسر الأول الذي فسر القرآن.
2. معرفة طريقة تلقي التفسير وتعليمه، ومتى بدأت مرحلة تدوين هذا العلم، وكيفية تطوره، واعتناء الأئمة والعلماء به على مر العصور.
3. معرفة مناهج التأليف في التفسير، والأسس التي اتبعت في ذلك.
4. معرفة أئمة هذا العلم الذين اعتنوا به، ومراتبهم.
4. معرفة سبب شهرة التفاسير المشهورة، ومصادرها، وجوانب الإحسان والتقصير فيها.
5. معرفة المصادر الأصلية للتفسير والمصادر البديلة أو الناقلة وكيفية التعامل مع الأقوال المأخوذة من كل منهما.
6.التعرف على أصول التفسير وعلله.
7. معرفة كيفية التعامل مع الأقوال التفسيرية الضعيفة المشهورة من خلال النظر في طرق العلماء في التعامل معها ونقدها.


س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
ج2: البيان الإلهي للقرآن هو أول بيان للقرآن الكريم أنزله رب العالمين، فلا أعلم من الله عز وجل بمراده، وهو سبحانه المتكفل بحفظه وبيانه وتيسيره لكل مقبل مبتغٍ للهدى والرشاد.
والبيان الإلهي للقرآن مفيد لليقين، هاد للحق، عاصم لمن اتبعه من الضلالة، ولذا اعتنى علماء أهل السنة به لإفادته اليقين في أبواب الدين، وذلك بتبصير لطالب العلم بالأصول التي تحصنه من الانحراف في العقيدة والانجرار مع المخالفين من الطوائف المبتدعة الذين ضلوا.
ولا يخفى على أحد حال هؤلاء الذين زين لهم الشيطان الباطل فتأوّلوا كلام الله بما وافق باطلهم، ومنهم من تجرأ فزعم أن نصوص الكتاب والسنة ظواهر لفظية وأن المفسر لها ما سموه القواطع العقلية، وقد علم من كتاب الله عز وجل أن النقل (الكتاب وصحيح السنة) يوافقه العقل الصحيح والفطرة السليمة، وقد قال الله تعالى: (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) ، وقال تعالى: (وما ينطق عن الهوى) فمتى خالف العقل النقل، قُدّم النقل واتهم العقل.
فانظر ما وصل إليه هؤلاء الذين اتبعوا الطرق الكلامية، وقدسوا العقل، ورفعوه فوق مشكاة الهداية والحق، وأعرضوا عن هدى الله عز وجل وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم، فلما زغوا عن الحق أزاغ الله قلوبهم، ويشهد على حالهم من أراد الله له منهم الهداية وأخرجه من ظلمات الجهل والبدع إلى نور الحق والهدي المبين، فعاد لجادة السنة.
فالواجب على طالب العلم ألا يغتر بما يعرضه هؤلاء الفسقة المبتدعة من زخرف القول ويلزم الهدي النبوي ويسأل الله العلم النافع الذي يرفعه عند الله درجات.


س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.
ج3 : البيان النبوي للقرآن الكريم يأتي في المرتبة الثانية بعد البيان الإلهي ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمين الوحي الذي أُمر بالبلاغ وقد أدى الأمانة، ولا أحد من البشر أعلم منه صلى الله عليه وسلم بمراد الله عز وجل، وببلاغه القرآن وبيانه قامت الحجة على العالمين.
وتنوع البيان النبوي للقرآن فتارة كان بيان القرآن بتلاوته، وتارة بالعمل به، وتارة بإلقاء السؤال ليثير في نفوس الصحابة الرغبة في المعرفة ليجيبهم بع ذلك فيرسخ المعنى في الأذهان والقلوب، وتارة يكون بيانه صلى الله عليه وسلم بالرد على أسئلة الصحابة التي لم يجدوا لها جوابا، وتارة بالرد على المخالفين فكان ذلك مما بين به النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فوعاه من وعاه وشرح الله صدره للإسلام ..
ويمكن أن نلخص هذا البيان في انواع كالتالي:

أنواع البيان النبوي للقرآن
النوع الأول: بيان القرآن باللسان العربي المبين:
وذلك بتلاوته تلاوة مفصلة له فكان من سمعه فهمه، فالقرآن نزل بلغة العرب وحوى أساليبهم في الخطاب، ولذا نجد من الناس من أسلم بمجرد سماعه، وهذا دليل على أن تلاوة القرآن على أهل اللغة يتم بها البيان، ويحصل بها الاهتداء.

النوع الثاني: بيان القرآن بمعرفة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم:
فكانت المجادلات بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المخالفين، والآيات الباهرات في الرد عليهم ودحض حججهم الواهية بيانا للقرآن، ومعينة على فهمه.

النوع الثالث: بيان القرآن بالعمل به:
وهو تأول الآيات فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالقرآن وفي ذلك بيان له، ومن أمثلة ذلك، قوله صلى الله عليه وسلم:
(صلوا كما رأيتموني أصلي)-متفق عليه- في بيان قول الله تعالى : (وأقيموا الصلاة)، وما جاء في القرآن من آيات فيها الأمر بإقامة الصلاة.
وكذا إكثاره صلى الله عليه وسلم من قول: (
سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه)، فلما سألته عائشة رضي الله عنها قال: ) خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها)(إذا جاء نصر الله والفتح) فتح مكة، (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا). والحديث في صحيح مسلم.

النوع الرابع: بيان القرآن بابتداء تفسير بعض الآيات:
فكان صلى الله عليه وسلم يبتدئ الصحابة رضي الله عنهم ببيان المراد من بعض الآيات، ومثال ذلك ما جاء في حديث كعب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى)
قال): لا إله إلا الله(.
رواه الترمذي، وصححه الألباني.

النوع الخامس: بيان القرآن بالرد على ما يثيره المخالفين من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين من شبهات واعتراضات.

النوع السادس: جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن:
ومثاله ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:لما نزلت (من يعمل سوءا يجز به) بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها).والحديث رواه مسلم.

النوع السابع:
تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله:
ومثال ذلك ما جاء في حديث أبي سعيد بن المعلى:
تعالى؛ كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: (
ما منعك أن تأتيني؟( فقلت: كنت أصلي، فقال: (ألم يقل الله) يا أيها الذين آمنوا استجيبوالله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم( ثم قال: )ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد( فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: (الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته(.

النوع الثامن: بيان القرآن بتفسير ما جاء فيه بوحي من الله كالإخبار بالمغيبات:
ومن أمثلة ذلك: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى: (
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) بقوله صلى الله عليه وسلم:(إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله)، من حديث البراء بن عازب، والحديث متفق عليه.

س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟
ج4: اختار الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وحمل لواء الدين العظيم رجال هم خير رجال الأمة، وقد تعددت مناقبهم، وكانوا أئمة في العلم والعمل، تلقوا القرآن من في النبي صلى الله عليه وسلم وتخلقوا بخلقه، وقد مات كثير منهم قبل أن يحتاج الناس إلى علمهم كأبي بكر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن الحضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم رضي الله عنهم جميعا، وهذا يفسر قلة الرواية عنهم، إلا أن الرواية قد كثرت عن بعضهم كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وذلك لأنهما وليا فئسلا وقضيا بين الناس.

وفي مقابل ذلك فإن الأحداث من الصحابة رضي الله عنهم قد كثرت عنهم رواية الأحاديث مثل جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن العباس، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، ونظرائهم.
وكذا الأحدث منهم مثل عقبة بن عامر الجهني وزيد بن خالد الجهني وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير ومعاوية بن أبي سفيان وسهل بن سعد الساعدي وعبد الله بن يزيد الخطمي ومسلمة بن مخلد الزرقي وربيعة بن كعب الأسلمي وهند وأسماء ابني حارثة الأسلميين.
وهؤلاء الأحداث قد طالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم فكثرت عنهم الرواية ، وكانوا ككبار الصحابة فقهاء علماء نفع الله بهم الأمة.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 جمادى الآخرة 1441هـ/15-02-2020م, 08:40 PM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير
المجموعة 3:-
ج1/ الأدلة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن :
إن أول بيان للقرآن هو بيان الله عز وجل وقد تكفل الله ببيان القرآن ،
قال تعالى " إن علينا جمعه وقرآنه ، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ، ثم إن علينا بيانه "
قال تعالى " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً " ومن ذلك بيان الله للقرآن ،
وقال تعالى " وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا " أي : مبينا .
وقال تعالى " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم "
وقال تعالى " حم، والكتاب المبين " أي : يبين بعضه بعضًا ، ويبين للناس بيانا مفصلا ما يحتاجون إليه ليهتدوا وينالوا رضوانه"
وقال تعالى " وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون،"
وقال تعالى " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى " وهذا يستلزم أن يكون في كلام الله من البيان ما يتيسر به اتباع الهدى.
وقال تعالى " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"

ج2/ تعليم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لأصحابه :-
1- كان يعلمهم عليه الصلاة والسلام تعليما يحفظون به ألفاظ القرآن ، ويعقلون معانيه ويهتدون به إلى صراط الله المستقيم.
2- كان لبعض الصحابة تميز وجودة في تعلم القرآن ؛ فكانوا يتلقون القرآن عن الرسول ، فتحفظه صدورهم ، وتعيه قلوبهم ويتدبرونه ، ولم يقبض الرسول حتى جمع القرآن طائفة من الصحابة ، واكتملت كتابة آياته.
ومن الآثار في شأن تعلم القرآن وتعليمه قول الرسول " خذوا القرآن عن أربعة :عن عبدالله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبي".
عن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
-وعن جندب البجلي قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاوره ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا".
عن أبي عبدالرحمن السلمي : قال : - حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يقترئون من الرسول الله عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل ، قالوا : فعلمنا العلم و العمل " .
قال ابن تيمية:- يجب أن يعلم أن النبي بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه.
-وأقام ابن عمر على حفظ البقرة عدة سنين ، قيل ثماني سنين .

ج3/ طرق الصحابة في تعلم التفسير وتعليمه ،كان لهم عدة طرق في ذلك منها:
1- طريقة الإقراء والتعليم :- عن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ،فتعليم القرآن عند الصحابة لا يقتصر على تعليم أداء الحروف ، بل لحروفه ومعانيه ، وتفقيها في أحكامه ، وإرشادا لمواعظة وزواجره .
2- طريقة القراءة والتفسير :- عن ابن مسعود أنه إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا ، وفسر لهم .
وكان ابن سواء يقرأ ويفسر ، وكذا قتادة ،
3- طريقة السؤال والجواب :-
أي أن يسأل العالم أصحابه ، فإن أصابوا أقرهم ، وأثنى عليهم ، وأن أخطؤوا بين لهم الصواب .
مثل سؤال عمر أشياخ بدر عن قوله " إذا جاء نصر الله والفتح "
فذكر ابن عباس أن المراد أجل رسول الله ،
4- طريقة التدارس والتذاكر :-و عليه يدل قول أبي هريرة :ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم ... بحيث يكون هناك أثر في استثاره معانيه ، والتفقه فيه .
قال : ثمر بن حمدويه " تثوير القرآن : قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه "
5- تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية : مثل تصويب أبي بكر لفهم الناس في قوله " لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

6- الرد على من تأول تأولا خاطئًا في القرآن :-
مثل :- فعل قدامة بن مظعون :من شرب الخمر في البحرين ، ورد عمر لا ستدلاله بقوله تعالى " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا..."
7- الدعوة بالقرآن :-
بأساليب التقريب والترغيب والترهيب ، قال تعالى " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد"
8- مناظرة المخالفين وكشف شبههم ،كما في مناظرة ابن عباس للخوارج.
9- إجابة السائلين عن التفسير : مثل مجلس ابن عباس ،يجيئه أصحاب القرآن يسألونه ، ثم أهل العلم ثم أهل الشعر فيجيبهم .
10- اجتهاد الرأي :
مثل اجتهاد أبي بكر في تفسير الكلالة ، قال : إن الكلالة ما خلا الولد والوالد "

4ج/ طبقات المفسرين في عصر التابعين :
الطبقة الأولى :- الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلموها من الصحابة رواية ودراية ،مثل: محمد بن الحنفية،و عبيدة السلماني...،
الطبقة الثانية:- الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين ، وأدوها كما سمعوها ،ولايكاد يحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم الإ قليلا ، بل رواية عمن سبقهم ، وهي مما يحتج به في الجملة .
مثل : سعيد بن نمران ، وعبد الرحمن بن عسيلة.
الطبقة الثالثة :- الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير ولهم مرويات فيه ، وهم متكلم فيهم عند أهل الحديث ،على تفاوت في ذلك ، فمنه ما لا يصل لترك مرويات المفسر ،ومنه ما يوجب تركهم .
وكلام الأئمة له أسباب : إما متعلق بالعدالة او بالضبط : كالتدليس ،أو رواية أمور منكرة،لكنهم جمعوا مرويات كثيرة ، فيها الصواب والخطأ ، و تحتاج تنقيح ودراسة وتمحيص وهم أصناف :-
1- من يترجح قبول مروياته ، بشرط عدم مخالفة الثقات ، وتعتبر أقوالهم في التفسير ،مثل : أبو صالح مولى أم هانيء ،
2- من لا يحتج بهم إذا تفردوا في جانب المرويات لضعفهم ، وتعتبر أقوالهم في التفسير ،مثل :شهر بن حوشب.
3- المتروكون : لا تهامهم بالكذب ،أو غلوهم في البدعة
،مثل: الحارث بن عبدالله .
الطبقة الرابعة :-
طبقة ضعفاء النقلة :-
الذين غلبت المناكير على مرواياتهم ، وكثرت أخطاؤهم في الرواية ، فحذر منهم النقاد ، وليسوا على درجه واحدة في الضعف،
مثل :علي بن زيد ،
ومن المتروكين :- أبان بن أبي عياش .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 جمادى الآخرة 1441هـ/16-02-2020م, 08:03 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم القسم الأول من دورة تاريخ علم التفسير


المجموعة الأولى:
1: إنشاد راجح أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الثالثة:
2: عبد الكريم الشملان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 رجب 1441هـ/24-02-2020م, 12:00 AM
حليمة السلمي حليمة السلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 321
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن فوائد دراسة تاريخ علم التفسير.
لدراسة تاريخ علم التفسير فوائد هامة لطالب علم التفسير تفيده في تصور المسائل وإحسان دراستها وتدرجه في الطلب بمنهجية منظمة متقنة، ومن هذه الفوائد:
· التعرّف على نشأة علم التفسير، وطرق تعلّمه وتعليمه.
· معرفة بدايات تدوينه، وتدرّج التأليف فيه، ومراحل تدوين التفاسير الأم الكبيرة.
· الوقوف على أبرز المعالم المهمّة من مناهج المفسرين في التأليف.
· التعرف على أئمة المفسّرين، وطبقاتهم، أوجه اهتمامهم بتفسير القرآن.
· الكشف عن الأسباب الهامة في اشتهار بعض التفاسير ومعرفة مصادرها وما قاله النقاد عنها وجوانب الإحسان والخلل فيها.
· إدراك قواعد أصول التفسير وعلله.
· معرفة المصادر الأصلية والبديلة لأقوال السلف وأهل اللغة في التفسير، وجمعها من مظانها وتحريرها ونقدها.
· معرفة أسباب انتشار بعض المرويات المعلولة والأقوال الضعيفة، وبدع التفاسير، وجهود العلماء في نقدها وردّها.

س2: ما سبب عناية علماء أهل السنة بتقرير البيان الإلهي للقرآن؟
لأن في البيان الإلهي للقرآن إفادة لليقين في أبواب الدين هداية إلى الحق المختلف فيه وعصمة لمن اتّبعه من الضلالة، وتبصير طالب العلم بأصول تحصنه من الوقوع في شبهات أهل الضلالة التي تطعن في بيان القرآن ودلالته على اليقين في أبواب الدين.
فكثير من الفلاسفة والمتكلمين والمعتزلة والروافض تأولوا القرآن على مايريدون من باطلهم وزعموا أن نصوص الوحيين ظواهر لفظية لا يمكن فهم المراد منها إلا بالتحاكم إلى القواطع العقلية التي أصلوها ، فقدموا العقل على النقل وحال ذلك بينهم وبين وعرفة الهدى واليقين من مشكاة الكتاب والسنة .
وهذا المنهج الذي ساروا عليه أوقعهم في الاضطراب والشك والحيرة؛ لأنهم أعرضوا عن الهدى في كلام الله إلى علم الكلام والفلسفة وعلوم الأمم الوثنية الباطلة ، فقادتهم هذه العلوم إلى الفتنة والشر المستطير، ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به واستناروا بنور القرآن واستبصروا ببصائره لكان خيرا لهم وأحسن تأويلاً.

س3: اذكر أنواع البيان النبوي للقرآن مع التوضيح والتمثيل.
كان بيان النبي للقرآن الكريم بطرق عدة، منها:
1. تلاوته تلاوة بينة بلسان عربي مبين حتى أنه يعرفه من يسمعه ويفهم دلالته ويظهر أثره عليه، فمنهم من يسلم ومنهم من ينبهر بفصاحته وبلاغته وإن لم يسلم.
2. بيانه من خلال دعوته للناس أجمعين خاصة ما كان بينه وبين المخالفين والمجادلين وما رد به شبهات المبطلين تعين على فهم القرآن.
3. بيانه بالعمل به والأمر بمتابعته على ذلك، كما كان في بيانه للصلاة " صلوا كما رأيتموني أصلي" والحج" خذوا عني مناسككم" والوضوء والطهارة وغير ذلك
4. ما يكون البيان ابتداء منه في تفسير معاني بعض الآيات ، كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني
5. البيان عن طريق الإجابة على أسئلة المشركين والمنافقين وأهل الكتاب المشكلة وشبههم واعتراضاتهم.
6. بيان القرآن عن طريق توضيح ما أشكل على المسلمين فهمه من معاني القرآن، ومن أمثلة ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها» رواه مسلم.
7. تعليم الصحابة وإرشادهم وبيان الصواب لمن أخطأ منهم من خلال الآيات القرآنية، كما جاء عن سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟» فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد» فذهب النبي ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: «الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته» رواه البخاري.
8. التفسير المتلقى بالوحي في بيان بعض المعاني التي لا تفهم إلا بخبر السماء كبعض المغيبات ونحوها، وهذا من الخصائص التي انفرد بها التفسير النبوي، ومثاله: حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، عن النبي قال: ((إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})). متفق عليه.

س4: ما سبب قلة الرواية عن بعض أكابر الصحابة وكثرتها عن صغارهم؟
لأن كبار صحابة رسول الله رحلوا إلى جوار ربهم قبل أن تكثر حاجة الناس إلى بيان معاني القرآن كأبي بكر وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
أما الصحابة الذين تولوا الإمارة والقضاء وسألهم الناس وقضوا بينهم فقد كثرت الرواية عنهم كعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
كذلك كثرت الرواية عن أحداث الصحابة لأنهم بقوا وطالت أعمارهم واحتاج الناس إليهم، كجابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن العباس، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، ونظرائهم رضي الله عنهم أجمعين.
والله أعلم.
تم الجواب وبالله التوفيق.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 رجب 1441هـ/25-02-2020م, 02:30 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقوبم


حليمة السلمي أ

أحسنت بارك الله فيك وأحسن إليك.
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 رجب 1441هـ/2-03-2020م, 11:58 AM
رشا عطية الله اللبدي رشا عطية الله اللبدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 340
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: اذكر أنواع البيان الإلهي للقرآن مع البيان والتمثيل.
• أول بيان للقرآن هو بيان منزله فهو أعلم بمراده ، وقد تكفل ببيانه كما تكفل سبحانه بحفظه ، قال تعالى : ( ثم إن علينا بيانه )
• قال تعالى : ( ولا يأتونك بمثلا إلا جئناك بالحق واحسن تفسيرا ) ، أي : بيانا وتفصيلا ، ومن جملة ذلك بيانه لما أنزل .
• قال تعالى : ( هو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ) أي : مبينا
• أقسم الله في مواضع بأظهر صفة من صفات كتابه فقال : ( والكتاب المبين ) ، ( مبين ) : 1) مبين ، يبين بعضه بعضا ، 2) مبين ، يبين لكم كل ما تحتاجونه للهداية للصراط المستقيم .
• وأمر الله سبحانه وتعالى في مواضع عدة عباده بالتدبر فقال : ( أفلا يتدبرون القرآن ) ، وقال : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) ولم يكن ليأمرهم بتدبره لولا ما فيه من البيان والوضوح .
• قال تعالى : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) ، ويستلزم أن يكون في كلام الله من البيان ما يتيسر به اتباع هداه . كم هو صريح دلالة قوله تعالى : ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) .
• وأنواع البيان الإلهي للقرآن :
1) تفسير القرآن بالقرآن ، منه ماهو صريح ، كقوله تعالى : ( والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق ) ، ومنه ما يدخله الاجتهاد ، فإن أصاب فهو من تفسير القرآن بالقرآن .
ومنه تفسير بعض القراءات لبعض ، قال مجاهد بن جبر : "لو قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج ان أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت " .ومنه تفسير اللفظ بلفظ أوضح منه ، ومنه إطلاق المقيد ومنه تقييد المطلق .
2) تفسير القرآن بالحديث القدسي :
مثل ما رواه أحمد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) ، قال الله عز وجل : " أنا أهل أن اتقى ، فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له " .
3) ما نزل من الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ مؤدى من النبي لبيان بعض المغيبات التي لا تعلم إلا بالتوقيف من الله لنبيه .
البيان القدري لبعض معاني القرآن : وقصة أبي بكر مع المشركين حين نزلت : ( غلبت الروم * في بضع سنين ) في رهانه لهم على نصرة الروم على الفرس في 5 سنين
 كما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي ومستدرك الحاكم وغيرها من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذكره لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أما إنهم سيغلبون )).
قال: فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً؛ فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا؛ فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (( ألا جعلتها إلى دون العشر )) قال: قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر، ثم ظهرت الروم بعد.
قال: فذلك قوله: {الم. غلبت الروم} إلى قوله: {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} "
س2: هل فسّر النبي صلى الله عليه وسلم جميع آيات القرآن؟ وقد قامت الحجة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ وأدى ما نزل إليه . قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )
بلغ آياته ، وبينه لهم أحسن بيان ووعظ وذكَر ، وبشر وأنذر ، وكشف شبهات المشبهين ودحض حجج المبطلين .
قال تعالى في الثناء على تعليمه لكتاب الله : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) وإن كان التفسير هو البيان فإن بيانه صلى الله عليه وسلم خير بيان وكان بيانه لآيات كتاب الله له طرق وأنواع :
 أنواع البيان النبوي :
1) البيان بتلاوة آياته عليهم ، فمنهم من أسلم لسماعه منه سبحانه ، وكان يرى عليهم من التأثر ما يعرف أثر فهمهم لخطابه
2) بيانه بمعرفة ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة به وما قابل به في هذه الدعوة من حجج واعتراضات المعارضين .
3) بيانه بالإجابة على سؤولات الكفار والنصارى واليهود ، والرد على تشكيكاتهم .
4) بيانه بالعمل به كما كان صلاته صلى الله عليه وسلم بيان لقوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة )
5) ما يكون ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم بتفسير بعض آياته ، كما جاء في حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ) قال : لا إله إلا الله .
6) ما يكون بيانه بجواب بعض ما يشكل على بعض المؤمنين ، من معاني القرآن ، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : " لما نزلت : ( من يعمل سواءً يجز به ) ، بلغت من المسلمين مبلغا شديدا ، فقال رسول الله صلى عليه وسلم : " قاربوا وسددوا ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها ، والشوكة يشاكها " .
7) تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله ، كما في حديث " أبي يعلى " حينما دعاه وهو يصلي فلم يجبه ، فلما أتاه بين له النبي وقال : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) .
8) التفسير المتلقى بالوحي مما فيه بيان بعض المعاني التي لا تدرك إلا بالوحي من الله ، * ومنه حديث البراء بن عازب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا قعد المؤمن قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) متفق عليه .
* ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أحب الله عبدا نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا فأحبه ، قال : فينادى في السماء ثم تتنزل له المحبة في الأرض ، فذلك قوله تعالى : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل : إني قد أبغضت فلانا ... الحديث .
 وأما في الرد على من قال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر إلا أي بعددهن علمهن إياه جبريل ؟
 ما رواه الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، عن ابن مسعود قال : "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن " .رواه ابن أبي شيبه في مصنفه وابن جرير في تفسيره .
 وقال عطاء ابن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : " حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يقترئون من رسول الله عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل " . رواه أحمد وابن جرير وغيرهما .
 وقال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين لناس ما نزل إليهم ) والبيان يتناول المعاني كما يتناول الألفاظ ، وهذا الحديث متكلم في إسناده . ، وقد حمله ابن جرير على ما لا يعلم إلا بالتوقيف من أمر الغيب مما علمه إياه جبريل ، وقد روي من طريق جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير ، وقد قال عنه البخاري : " لا يتابع على حديثه " .
 ولو كان القول كما زعموا لما قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) وكان انزل إليه الذكر ليترك للناس بيان ما نزل إليه .


س3: بيّن مكانة الصحابة رضي الله عنهم وإمامتهم في علم التفسير.
كان للصحابة ميزة في فهم كلام الله وتفسيره لأسباب :
 تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لهم به فأقرأهم آياته وعلمهم معانيه وأرشدهم وزكاهم فقاموا به بحقه تحملا وأداءاً لألفاظه ومعانيه .
 اصطفائهم لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وحمل أمانة الدين وتبليغ الشرع والجهاد في سبيله .
 شهودهم وقائع التنزيل
 حسن معرفتهم بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم ومشاركتهم له فيها .
 نزول القرآن بلغتهم على ما يعرفونه من فنون الخطاب .
وكان المتصدرون للإقراء من الصحابة علماء في التفسير . ولم يكن تعليمهم للقرآن مقتصراً على مجرد أداء الحروف ، بل كان تعليما لحروفه ومعانيه وتفقيها لأحكامه ، وإرشاداً لمواعظه ، وتأدبا بأدابه .
لذلك قال أنس بن مالك : " كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا " . أي : عظم شأنه .
وذكر مالك في الموطأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر مكث في سورة البقرة ثمان سنين يتعلمها .
1) طريقة القراءة والتفسير ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن مسعود : أنه كان إذا اجتمع إليه اخوانه نشروا المصحف فقرؤا ، وفسر لهم .
2) طريقة السؤال والجواب ، ما رواه ابن جرير ، أن أبي بكر رضي الله عنه قال : ما تقولون في هذه الآية : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) ، فقالوا : ربنا الله ثم استقاموا من ذنب ، فقال أبو بكر : لقد حملتم على غير المحمل ، قالوا : ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره " .
ما رواه البخاري ومسلم عن سعيد بن الجبير عن ابن عباس ، قال : " كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه ، فقال : لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟
فقال عمر : إنه من قد علمتم ، فدعاه ذات يوم فأدخله معهم ، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم .
فقال ما تقولون في قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ؟
فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا ، وفتح علينا ، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا ، .
فقال : أهكذا تقول يا ابن عباس ؟
فقلت : لا
قال : فما تقول ، قلت : هو أجل رسول الله أعلمه له ، قال : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) " وذلك علامة أجلك " ( فسبح بحمد ربك واستغفره )
فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تقول .
3) طريقة التدارس والتذاكر ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده " .
تدارس القرآن : استثارة معانيه ، والتفقه فيه ، والوقوف على عجائبه " .
قال ابن مسعود : " من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين " .
4) تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية ، عن قيس بن حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال : يا أيها الناس إنكم تقرئون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله : ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه " .رواه أحمد .
5) الرد على من تأول تأولا خاطئا ، شرب قدامه بن مضعون الخمر في البحرين فبلغ ذلك عمر ، فقال له : ما حملك على ذلك ، فقال : لأن الله يقول : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا ) فقال عمر لابن العباس : أجبه ، فقال : إنما أنزلها عذرا لمن شربها من الماضين قبل ان تحرم ، وأنزل : ( إنما الخمر والميسر والانصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان ) حجة على الباقين .
وقال له عمر : " أخطأ التأويل لو اتقيت اجتنبت ما حرم الله عليك " .
6) الدعوة بالقرآن ، قال تعالى : ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )
عن ابي وائل ، قال ك حججت أنا وصاحب لي وابن عباس على الحج ، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها ، فقال صاحبي : يا سبحان الله ، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل ، لو سمعت هذا الترك لأسلمت " .
قال مجاهد: " كان ابن عباس إذا فسر الشئ رأيت عليه نورا "
7) مناظرة المخالفين وكشف شبهاتهم ، كما في مناظرة ابن عباس للخوارج
8) إجابة السائلين عن التفسير ، قال أبي بن كعب لزر بن حبيش : " لا تريد ان تدع آية من كتاب الله إلا سألتني عنها ".
9)اجتهاد الرأي ، من الصحابة من يجتهد عند الحاجة إن لم يجد نصا ، وكانوا أقرب الأمة إلى الصواب ، مثل اجتهاد أبي بكر في الكلالة ، فقد روي عنه من طرق متعددة أنه قال : " إني قد رأيت في الكلالة رأيا فإن كان صوابا فمن الله ، وإن كان خطأ فمن نفسي والشيطان " والله منه برئ ، إن الكلالة ما خلا الولد والوالد .

س4: حدثت أمور في عصر التابعين كان لها أثر في علم التفسير بيّنها.
• لم تكن طبقة التابعين في شمول العدالة والظبط للجميع مثل الصحابة ، بل منهم من لم يتبع بإحسان فظهر الوضع في الأحاديث خصوصا مع ظهور الأهواء والتعصب لبعض الفرق
• كثرة الفتن والحروب
• نشأة الفرق والأهواء لا سيما في أواخر عهد التابعين فظهرت المرجئة والخوارج والشيعة والقدرية والمعتزلة .
• ظهور العجمة واللحن ، لا سيما مع اتساع رقعة البلاد وانتشار الفتوحات
• ظهور القصاصين والأخباريين، الذين يعقدون المجالس لوعظ الناس وتذكيرهم فيروون الأخبار الواهية والأحاديث الموضوعة ، والقصص والحكايات التي يدخل في كثير منها الأخطاء والمبالغات .
• إسلام بعض أحبار اليهود، ونشرهم ما قرؤوه من كتب أهل الكتاب من الإسرائيليات التي كثر التحديث بها في عصرهم

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 رجب 1441هـ/20-03-2020م, 03:12 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


رشا عطية اللبدي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir