دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 26 رمضان 1444هـ/16-04-2023م, 12:51 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,730
افتراضي

قال الله عز وجل: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة المائدة: 35]
جاء في هذه الآية أمر المؤمنين بتقوى الله عز وجل، والتقوى هي فعل الطاعات واجتناب المحرمات، ثم عطف على الأمر بالتقوى لوازم تحقيق التقوى، وهي:
1. قال الله عز وجل: {وابتغوا إليه الوسيلة}
والوسيلة هي كل ما يُتقرب به إلى الله عز وجل.
قال معمر عن الحسن في قوله تعالى وابتغوا إليه الوسيلة قال القربة. رواه عبد الرزاق وابن جرير.
وروى نحوه ابن جرير عن مجاهد وعطاء والسدي وأبي وائل وعبد الله بن كثير.
وروى عن قتادة قوله: {وابتغوا إليه الوسيلة} أي تقرّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه.

فمعنى {وابتغوا إليه الوسيلة} أي اطلبوا بعملكم الطاعات واجتنابكم المحرمات التقرب إلى الله عز وجل.
وأصل ترتيب الجملة: وابتغوا الوسيلة إليه، وتقديم الجار والمجرور {إليه} في الآية أفاد الحصر، وهذا يفيد معنى الإخلاص لله عز وجل وحده.
وقال يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن ابن زيد قوله: {وابتغوا إليه الوسيلة} قال: المحبّة، تحبّبوا إلى اللّه. وقرأ: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة}". رواه ابن جرير.
وتفسير ابن زيد من لوازم التقرب إلى الله عز وجل، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه أنه يحب المتقين
جاءت في ثلاثة مواضع من كتاب الله عز وجل مؤكدة: (إن الله يحب المتقين)
وفي الحديث القدسي أن الله عز وجل قال: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحبتته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته". رواه البخاري.
والمقصود أن من لوازم تحقيق التقوى أن يبتغي العبد بعمله التقرب إلى الله عز وجل، وإذا كانت مرتبة التقوى هي في فعل الواجبات واجتناب المحرمات، فإن الوصول إليه وسيلة لبلوغ درجة الإحسان والمسارعة بالخيرات، فينتقل من مرتبة فعل أحب الأعمال التي يتقرب بها إلى الله (الفرائض)، إلى مرتبة فعل الأعمال التي ينال بها محبة الله عز وجل وولايته (النوافل).

2. {وجاهدوا في سبيله}
والمجاهدة في سبيل الله عز وجل من لوازم تحقيق ما سبق من فعل الطاعات واجتناب المحرمات وإخلاص النية لله عز وجل، واستحضار نية التقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح
فلابد وأن يعترض السائر إلى الله عوائق، ولابد أن يقطع علائق تحول بينه وبين التقرب إلى الله عز وجل.
وللمؤمن أعداء يعترضون طريقه أولهم نفسه التي بين جنبيه، والشيطان والدنيا والهوى، ثم شياطين الإنس الذين يصدونه عن سبيل الله عز وجل، ومنهم الكفار الذين لا يكفون عن المكر والكيد لصد الناس عن دين الله عز وجل بكل سبيل وحيلة وليس بالسلاح فقط، والله المستعان.


والمقصود أن من لوازم تحقيق التقوى:
1. ابتغاء التقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح.
2. الإخلاص لله عز وجل.
3. مجاهدة كل العوائق التي تصد المؤمن عن سبيل الله عز وجل.

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.


رد مع اقتباس
  #52  
قديم 26 رمضان 1444هـ/16-04-2023م, 01:20 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,730
افتراضي

في سورة الحجر بيان لكثير من حجج القرآن على المشركين المكذبين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن، ومحاولة معارضته وصد الناس عنه باتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون كما قالوا:
{وقالوا يا أيها الذي نُزل عليه الذكر إنّك لمجنون}
واشتراط نزول آيات ليؤمنوا وما كانوا ليؤمنوا !
ورد الله عز وجل عليهم على ما اشترطوه من نزول الملائكة للتصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكدّ أنه وحده المتكفل بحفظ القرآن، فقال: {إنَّا نحنُ نزَّلنا الذَِكرَ وإنّا له لحافظون}
ثمّ بين لهم أن سبب تكذيبهم في نفوسهم لا في ضعف حجة القرآن، ولا لجنون النبي صلى الله عليه وسلم كما زعموا
بل الحقيقة أنه لو جاءتهم الآيات لكذبوا بها
كما قال: {ولو فتحنا عليهم بابًا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سُكرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون}

ثم جاءت الآيات بعد ذلك لتبين لهم عجزهم من كل وجه عن تحصيل النفع لهم ولذويهم، وعجزهم عن دفع الضر عن أنفسهم، مع كمال قدرة الله عز وجل وعلمه وحكمته، فحقيق بهم أن يؤمنوا بالله عز وجل ويخضعوا لأمره، ومن هذا:
1. أن الله عز وجل هو الذي خلق السماء التي تعلوهم، وزينها بالنجوم التي يهتدون بها في ظلمة الليل، كما قال الله عز وجل: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)}
وهو سبحانه من يحفظ هذه السماء من كل شيطان رجيم، ومن الشياطين من يسترق السمع ليعلم بأمر الله عز وجل وبوحيه
كما قال سبحانه في سورة الجن، حكاية عنهم: {وأنَّا لمسنا السماء فوجدناها مُلئت حرسًا شديدًا وشهبًا. وأنّا كنا نقعدُ منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا}
ومع هذا فوحده رب العالمين من يأذن لهذه الشهب؛ فإما أن تدرك الشيطان فتهلكه قبل أن يلقي بما سمع إلى أوليائه من الإنس،؛ مثل الكهنة والسحرة، وإما أن لا يُدركه الشهاب، فيلقي بما سمع إليهم، فتنة لعباده، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " إذا قضى اللّه الأمر في السّماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كالسّلسلة على صفوانٍ فإذا فزّع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربّكم، قالوا للّذي قال: الحقّ، وهو العليّ الكبير، فيسمعها مسترقو السّمع، ومسترقو السّمع هكذا واحدٌ فوق آخر فربّما أدرك الشّهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه، وربّما لم يدركه حتّى يرمي بها إلى الّذي يليه، إلى الّذي هو أسفل منه، حتّى يلقوها إلى الأرض فتلقى على فم السّاحر، فيكذب معها مائة كذبةٍ، فيصدّق فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدناه حقًّا؟ للكلمة الّتي سمعت من السّماء ". رواه البخاري.

كل هذا بأمر الله عز وجل، ولا حيلة لهم في استراق السمع إلا بإذنه، فكيف يصدقون كهنتهم، ويُكذبون الله عز وجل ورسله !


2. هذه الأرض التي يسيرون عليها، وثبتها الله عز وجل بالرواسي أي الجبال، وأخرج لهم من نباتها بحكمة وميزان كما قال الله عز وجل: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)}
ووصف الشيء بموزون يفيد أنه مُقدّر بقدر من عند الله عز وجل، والخلق عاجزون عن التحكم فيه بزيادة أو نقصان، ولا يمكنهم ادّعاء أنهم الذين خلقوا الأرض ممددة أو أنهم من ثبتها بالرواسي!

3. قال الله عز وجل: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}
فيه احتجاج على المشركين أن الله عز وجل هو الذي يسر سبل العيش على الأرض لهم، ولمن تحت أيديهم من أولادهم وعبيدهم والأنعام والحيوانات التي يملكونها
فحقيقة الأمر أنهم ليسوا هم الرازقين بل وحده الله عز وجل يرزقهم، فبأي شيء يكفرون به وبرسوله!


4. قال الله عز وجل: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}
الخزائن هي التي يحفظ فيها نفائس الأموال، لتكون بعيدة عمن ينالها من اللصوص وغيرهم.
والتعبير عن ملك الله عز وجل هنا بالخزائن يفيد عجز الخلق عن الوصول لشيء من ملك الله عز وجل إلا أن يأتيهم الله به، والله عز وجل ينزله بقدر معلوم يفيد سعة علمه وحكمته.


5. قال الله عز وجل: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}
جاء في تفسير: {وما أنتم له بخازنين} معنيان:
الأول: لا تقدرون على منع نزول الماء من السماء، والثاني: لا تقدرون على تخزينه في الأرض لينتفع به العباد.
وفي هذا بيان لعجزهم عن تحصيل الماء وعن حفظه.

6. قال الله عز وجل: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}
في هذه الآيات بيان أن الله عز وجل هو الذي بيده الحياة والموت، وهم لا يملكون أن يعيشوا لحظة واحدة بعد أجلهم الذي كتبه الله لهم، ثم في النهاية يُحشرون إلى ربهم فيحاسبهم على ما قدّموا.

فإذا كان هذا هو حقيقة أمرهم، فكيف يظنون أن بإمكانهم معارضة القرآن، والصد عنه !
وحجج القرآن من أقوى الحجج التي يمكن أن يستعملها الداعي إلى الله عز وجل في إقامة الحجة على خصمه، فالقرآن هو كلام الله الحكيم العليم.

رد مع اقتباس
  #53  
قديم 26 رمضان 1444هـ/16-04-2023م, 04:21 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,730
افتراضي

قال الله عز وجل:
{ٱللَّهُ یَصۡطَفِی مِنَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ رُسُلࣰا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعُۢ بَصِیرࣱ (٧٥) یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ (٧٦)}
[سُورَةُ الحَجِّ: ٧٥-٧٦]
في هذه الآية، تأخر المعطوف (الناس) على (رسلا)
فلم يقل الله عز وجل: (الله يصطفي من الملائكة ومن الناس رسلا)
وذلك -والله أعلم- ليعم المعنى المصطفين من الرسل وأتباعهم من المؤمنين
وفي ختام الآية تأكيد على أن الله سميع بصير ثم بيان إحاطة علمه بخلقه، وأن إليه ترجع الأمور:
فهو عليم بتكذيب المشركين، يحصي أعمالهم، وإليه يرجعون فيحاسبهم.
وهو عليم بعباده المؤمنين، رؤوف بهم، لا يضيع أجرهم.

وحمل معنى اصطفاء الناس على العموم (الرسل وأتباعهم) أنسب -والله أعلم- لمعنى الآيات التالية، ففي الآيات التالية أمر للمؤمنين بالتزام أمر الله عز وجل والمجاهدة في سبيله، وعلل ذلك بقوله: (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج)
ومن معاني الاجتباء الاصطفاء.

قال الله عز وجل: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱرۡكَعُوا۟ وَٱسۡجُدُوا۟ وَٱعۡبُدُوا۟ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ۩ (٧٧) وَجَـٰهِدُوا۟ فِی ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَیۡكُمۡ فِی ٱلدِّینِ مِنۡ حَرَجࣲۚ مِّلَّةَ أَبِیكُمۡ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ مِن قَبۡلُ وَفِی هَـٰذَا لِیَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِیدًا عَلَیۡكُمۡ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِیرُ (٧٨) }
[سُورَةُ الحَجِّ: ٧٧-٧٨]

وسبحان الله
جاءت السورة التالية، سورة المؤمنون، وأولها:
{قد أفلح المؤمنون}
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.

رد مع اقتباس
  #54  
قديم 28 رمضان 1444هـ/18-04-2023م, 12:56 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,730
افتراضي

قال الله عز وجل: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرࣰا كَثِیرࣰا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلًا (٤٢) هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا (٤٣) تَحِیَّتُهُمۡ یَوۡمَ یَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَـٰمࣱۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَرِیمࣰا (٤٤) }
[سُورَةُ الأَحۡزَابِ: ٤١-٤٤]

🔷 صلاة الله عز وجل على عباده رحمته بهم، والثناء عليهم، وصلاة الملائكة بمعنى الدعاء للمؤمنين والاستغفار لهم.
🔶 قال ابن كثير:
" وَقَوْلُهُ: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ﴾ : هَذَا تَهْيِيجٌ إِلَى الذِّكْرِ، أَيْ: إِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَذْكُرُكُمْ فَاذْكُرُوهُ أَنْتُمْ"

وقال: "وَقَوْلُهُ: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ أَيْ: بِسَبَبِ رَحْمَتِهِ بِكُمْ وَثَنَائِهِ عَلَيْكُمْ، وَدُعَاءِ مَلَائِكَتِهِ لَكُمْ، يُخْرِجُكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْجَهْلِ وَالضَّلَالِ إِلَى نُورِ الْهُدَى وَالْيَقِينِ. ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ أَيْ: فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، أَمَّا فِي الدُّنْيَا: فَإِنَّهُ هَدَاهُمْ إِلَى الْحَقِّ الَّذِي جَهِلَهُ غَيْرُهُمْ، وبَصّرهم الطَّرِيقَ الَّذِي ضَلَّ عَنْهُ وَحَادَ عَنْهُ مِنْ سِوَاهُمْ مِنَ الدُّعَاةِ إِلَى الْكَفْرِ أَوِ الْبِدْعَةِ وَأَشْيَاعِهِمْ مِنَ الطَّغَامِ. وَأَمَّا رَحْمَتُهُ بِهِمْ فِي الْآخِرَةِ: فَآمَنَهُمْ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَأَمَرَ مَلَائِكَتَهُ يَتَلَقَّوْنَهُمْ بِالْبِشَارَةِ بِالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَحَبَّتِهِ لَهُمْ وَرَأْفَتِهِ بِهِمْ". اهـ
🔷 عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ يقول: لا يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حدًّا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله لم يجعل له حدًّا ينتهي إليه ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله، قال ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ بالليل والنهار في البر والبحر، وفي السفر والحضر، والغنى والفقر، والسقم والصحة، والسر والعلانية، وعلى كل حال. وقال: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا﴾ فإذا فعلتم ذلك؛ صلى عليكم هو وملائكته، قال الله عز وجل: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ﴾ . رواه ابن جرير.

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شاء الله من شيء بعد.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مع, وقفات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir