دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #34  
قديم 26 رمضان 1444هـ/16-04-2023م, 12:51 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة المائدة: 35]
جاء في هذه الآية أمر المؤمنين بتقوى الله عز وجل، والتقوى هي فعل الطاعات واجتناب المحرمات، ثم عطف على الأمر بالتقوى لوازم تحقيق التقوى، وبيانها فيما يلي:
قال الله عز وجل: {وابتغوا إليه الوسيلة}
والوسيلة هي كل ما يُتقرب به إلى الله عز وجل.
قال معمر عن الحسن في قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}، قال: القربة. رواه عبد الرزاق وابن جرير.
وروى نحوه ابن جرير عن مجاهد وعطاء والسدي وأبي وائل وعبد الله بن كثير.
وروى ابن جرير عن قتادة قوله: {وابتغوا إليه الوسيلة} أي: تقرّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه.
فمعنى قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}: اطلبوا بعملكم الطاعات واجتنابكم المحرمات التقرب إلى الله عز وجل.
وأصل ترتيب الجملة: وابتغوا الوسيلة إليه، وتقديم الجار والمجرور {إليه} في الآية أفاد الحصر، وهذا يفيد معنى الإخلاص لله عز وجل وحده.
وقال يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن ابن زيد قوله: {وابتغوا إليه الوسيلة} قال: المحبّة، تحبّبوا إلى اللّه. وقرأ: {أولئك الّذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة}". رواه ابن جرير.
وتفسير ابن زيد من لوازم التقرب إلى الله عز وجل، وقد أخبرنا الله عز وجل في كتابه أنه يحب المتقين.
جاءت في ثلاثة مواضع من كتاب الله عز وجل مؤكدة: {إن الله يحب المتقين}
وفي الحديث القدسي أن الله عز وجل قال: "من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرَّب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحبتته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته". رواه البخاري.
والمقصود أن من لوازم تحقيق التقوى أن يبتغي العبد بعمله التقرب إلى الله عز وجل، وإذا كانت مرتبة التقوى هي في فعل الواجبات واجتناب المحرمات؛ فإن الوصول إليها وسيلة لبلوغ درجة الإحسان والمسارعة بالخيرات، فينتقل من مرتبة فعل أحب الأعمال التي يتقرب بها إلى الله (الفرائض)، إلى مرتبة فعل الأعمال التي ينال بها محبة الله عز وجل وولايته (النوافل).

ثم عطف على الأمر بابتغاء الوسيلة إليه قوله تعالى: {وجاهدوا في سبيله}
والمجاهدة في سبيل الله عز وجل من لوازم تحقيق ما سبق من فعل الطاعات واجتناب المحرمات وإخلاص النية لله عز وجل، واستحضار نية التقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح؛ فلابد وأن يعترض السائر إلى الله عوائق، ولابد أن يقطع علائق تحول بينه وبين التقرب إلى الله عز وجل.
وللمؤمن أعداء يعترضون طريقه أولهم: نفسه التي بين جنبيه، ثم الشيطان والدنيا والهوى، وشياطين الإنس الذين يصدونه عن سبيل الله عز وجل، ومنهم الكفار الذين لا يكفون عن المكر والكيد لصد الناس عن دين الله عز وجل بكل سبيل وحيلة وليس بالسلاح فقط، والله المستعان.
والمقصود أن من لوازم تحقيق التقوى:
1. ابتغاء التقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح وبالانتهاء عن المحرمات.
2. الإخلاص لله عز وجل.
3. مجاهدة كل العوائق التي تصد المؤمن عن سبيل الله عز وجل، والعلائق التي تحول بينه وبين الله عز وجل.


فمن فعل هذا فهو موعود بالفلاح، كما جاء في ختام الآية: {لعلكم تُفلحون}؛ والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، وليس للمؤمن مطلوب أعظم من تحقيق الثبات على الدين في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة ولذة النظر إلى وجه الله الكريم، وليس له مرهوب يرجو النجاة منه أعظم من الزيغ عن الهدى في الدنيا والنار في الآخرة.

ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهاب.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مع, وقفات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir