دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1443هـ/28-01-2022م, 10:28 PM
عبير الغامدي عبير الغامدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 423
افتراضي

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السعير. فاعترفوا بذبهم فسحقا لأصحاب السعير).

يبين تعالى في هذه الآيات شبهة المشركين الباطلة وهي : أنهم لم يؤمنوا بسبب عدم سمعهم وأنهم لايفهمون شيئا،* وهذا من أكذب الكذب وأشنعه؛ فقد جمعوا بين الكذب وجحد نعم الله عليهم* حيث أنكروا
نعمتي السمع والعقل ؛ ليصدوا عن سبيل الله ويحتجوا بأن دخولهم للنار كان لهذا السبب ؛ فاعترفوا بذنبهم وأقروا بأنهم لم يسمعوا سماع اعتراض ولم يؤمنوا بماجاءهم من الحق؛ ولذلك عاتبهم الله ودعا عليهم* بالهلاك.

قال السعدي رحمه الله: وَقَالُوا}*مُعْتَرِفِينَ بعَدَمِ أَهْلِيَّتِهم للهُدَى والرَّشادِ:*{لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. فنَفَوْا عن أنفُسِهم طُرُقَ الْهُدَى، وهي السمْعُ لِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وجاءَتْ به الرُّسُلُ، والعقْلُ الذي يَنفَعُ صاحبَه، ويُوقِفُه على حقائقِ الأشياءِ وإيثارِ الخيرِ، والانزجارِ عن كلِّ ما عاقِبَتُه ذَميمةٌ، فلا سَمْعَ لهم ولا عَقْلَ.
وهذا بخِلافِ أهْلِ اليَقينِ والعِرفانِ، وأربابِ الصدْقِ والإيمانِ؛ فإنَّهم أَيَّدُوا إِيمانَهم بالأدِلَّةِ السمعيَّةِ، فسَمِعُوا ما جاءَ مِن عندِ اللَّهِ، وجاءَ به رَسولُ اللَّهِ علْماً ومَعرِفَةً وعَمَلاً.
والأدِلَّةُ العقْلِيَّةُ: الْمَعْرِفَةُ للهُدَى مِن الضلالِ، والحَسَنِ مِن القَبيحِ، والخيرِ مِن الشرِّ.
وهُمْ في الإيمانِ بحسَبِ ما مَنَّ اللَّهُ عليهم به مِن الاقتداءِ بالمعقولِ والمنقولِ، فسُبحانَ مَن يَخْتَصُّ بفَضْلِه مَن يَشاءُ، ويَمُنُّ على مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، ويَخْذُلُ مَن لا يَصْلُحُ للخيرِ).
وفي كلامه رحمه الله مايغنينا عن الحديث ، حيث ذكر أنهم اعترفوا بعدم أهليتهم للخير ، وهذا سبب عذابهم وهو استكبارهم عن الحق قولا وعملا ، فنالوا بذلك سخط الله وعقابه الدائم في نار جهنم.
أما أهل الايمان فإن سمعهم لنداء الله سمع استجابة وتعظيم ، ومعرفتهم لربهم لاختيارهم الخير من الشر والهدى عن الضلال؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم فيمايرويه عن ربه عزوجل:( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) فمن جعل سمعه لله كان متعبدا بذلك لربه فلايسمع إلا مايرضيه ، يسمع سماع استجابة وقبول ويطبق ماأمره الله به ، ويجعل بصره كذلك لله تعالى ؛فلايبصر إلا مايرضيه ويغض بصره عن المحرمات التي تغضب ربه فيجد حلاوة بذلك لاتعادلها حلاوة، لأن الايمان لامس شغاف قلبه فأصبح يتلذذ بكل أمر فيه رضا وطاعة لربه تعالى، ولايمشي إلا لطاعة الله والأنس به أو عمل خير أو صلة قربى وبر والدين وغيرها من الاعمال الصالحة ، ويتعبد الله كذلك بالنوافل فيصلي لله ماشاء أن يصلي في ليله ونهاره آنسا بذكر ربه معظما ذلك الوقوف والجلال بين يديه سبحانه، فجازاه عز وجل بأن أعطاه ماسأله ؛ وحصنه وحفظه اذا استعاذ به.
وفي الآيات كذلك رد الله تعالى على شبهتهم الباطلة لأنه علم مافي قلوبهم وأنها منطوية على الكفر ؛ فجازاهم بالعذاب النفسي (سحقا لأصحاب السعير) أي بعدا لهم من رحمته سبحانه؛ عن* أبي البختريّ الطّائيّ قال: أخبرني من سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لن يهلك النّاس حتّى يعذروا من أنفسهم" وفي حديثٍ آخر: "لا يدخل أحدٌ النّار، إلّا وهو يعلم أنّ النّار أولى به من الجنّة").*[تفسير القرآن العظيم: 8/178]

وهذه الشبهة للمشركين في كل زمان ومكان فهم في الحقيقة معرضون عن دين الله واختاروا بذلك هوى أنفسهم وهلاكها ، ثم يحتجون بذلك بعدم السمع أو عدم الفهم؛ وهذا من كذبهم وسوءظنهم بربهم حيث أنكروا نعمه واحتجوا بعدم الفهم.
والرد عليهم من عدة أوجه:
١- أن كلامهم باطل لأنه مخالف للفطرة حيث خلق الله السمع والعقل وجعلها أعضاء ينتفع بها الانسان فصرفها في غير ماخلقت له.
٢- أن هذه الحجة رد عليهم وهم لايشعرون فهم بذلك نسبوا لأنفسهم التكذيب والاعراض بنفيهم السماع و الفهم فهم لم يسمعوا سمع استجابة بل كانوا معرضين فردوا بذلك على أنفسهم واقروا واعترفوا ولاينفع حينئذ الندم.
٣- أن الجزاء من جنس العمل فكما أنهم حكموا على أنفسهم بذلك فقد كان عقابهم الطرد والبعد من رحمة الله تعالى.
وهكذا كل من سار على نهجهم فأعرض عن طاعة الله وفعل المعاصي ثم اعتذر بذلك أنه لايسمع أو لايفهم أو ليس هو المقصود فقد شابه فعلهم فالحذر الحذر من ذلك فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى.* والله أعلم.
المرجع:
- تفسير ابن كثير.
-تفسير السعدي .
-جمهرة العلوم - قسم التفسير.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 رجب 1443هـ/22-02-2022م, 10:31 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الغامدي مشاهدة المشاركة
تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السعير. فاعترفوا بذبهم فسحقا لأصحاب السعير).

يبين تعالى في هذه الآيات شبهة المشركين الباطلة وهي : أنهم لم يؤمنوا بسبب عدم سمعهم وأنهم لايفهمون شيئا،* وهذا من أكذب الكذب وأشنعه؛ فقد جمعوا بين الكذب وجحد نعم الله عليهم* حيث أنكروا
نعمتي السمع والعقل ؛ ليصدوا عن سبيل الله ويحتجوا بأن دخولهم للنار كان لهذا السبب ؛ فاعترفوا بذنبهم وأقروا بأنهم لم يسمعوا سماع اعتراض ولم يؤمنوا بماجاءهم من الحق؛ ولذلك عاتبهم الله ودعا عليهم* بالهلاك.

قال السعدي رحمه الله: وَقَالُوا}*مُعْتَرِفِينَ بعَدَمِ أَهْلِيَّتِهم للهُدَى والرَّشادِ:*{لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. فنَفَوْا عن أنفُسِهم طُرُقَ الْهُدَى، وهي السمْعُ لِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وجاءَتْ به الرُّسُلُ، والعقْلُ الذي يَنفَعُ صاحبَه، ويُوقِفُه على حقائقِ الأشياءِ وإيثارِ الخيرِ، والانزجارِ عن كلِّ ما عاقِبَتُه ذَميمةٌ، فلا سَمْعَ لهم ولا عَقْلَ.
وهذا بخِلافِ أهْلِ اليَقينِ والعِرفانِ، وأربابِ الصدْقِ والإيمانِ؛ فإنَّهم أَيَّدُوا إِيمانَهم بالأدِلَّةِ السمعيَّةِ، فسَمِعُوا ما جاءَ مِن عندِ اللَّهِ، وجاءَ به رَسولُ اللَّهِ علْماً ومَعرِفَةً وعَمَلاً.
والأدِلَّةُ العقْلِيَّةُ: الْمَعْرِفَةُ للهُدَى مِن الضلالِ، والحَسَنِ مِن القَبيحِ، والخيرِ مِن الشرِّ.
وهُمْ في الإيمانِ بحسَبِ ما مَنَّ اللَّهُ عليهم به مِن الاقتداءِ بالمعقولِ والمنقولِ، فسُبحانَ مَن يَخْتَصُّ بفَضْلِه مَن يَشاءُ، ويَمُنُّ على مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، ويَخْذُلُ مَن لا يَصْلُحُ للخيرِ).
وفي كلامه رحمه الله مايغنينا عن الحديث ، حيث ذكر أنهم اعترفوا بعدم أهليتهم للخير ، وهذا سبب عذابهم وهو استكبارهم عن الحق قولا وعملا ، فنالوا بذلك سخط الله وعقابه الدائم في نار جهنم.
أما أهل الايمان فإن سمعهم لنداء الله سمع استجابة وتعظيم ، ومعرفتهم لربهم لاختيارهم الخير من الشر والهدى عن الضلال؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم فيمايرويه عن ربه عزوجل:( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) فمن جعل سمعه لله كان متعبدا بذلك لربه فلايسمع إلا مايرضيه ، يسمع سماع استجابة وقبول ويطبق ماأمره الله به ، ويجعل بصره كذلك لله تعالى ؛فلايبصر إلا مايرضيه ويغض بصره عن المحرمات التي تغضب ربه فيجد حلاوة بذلك لاتعادلها حلاوة، لأن الايمان لامس شغاف قلبه فأصبح يتلذذ بكل أمر فيه رضا وطاعة لربه تعالى، ولايمشي إلا لطاعة الله والأنس به أو عمل خير أو صلة قربى وبر والدين وغيرها من الاعمال الصالحة ، ويتعبد الله كذلك بالنوافل فيصلي لله ماشاء أن يصلي في ليله ونهاره آنسا بذكر ربه معظما ذلك الوقوف والجلال بين يديه سبحانه، فجازاه عز وجل بأن أعطاه ماسأله ؛ وحصنه وحفظه اذا استعاذ به.
وفي الآيات كذلك رد الله تعالى على شبهتهم الباطلة لأنه علم مافي قلوبهم وأنها منطوية على الكفر ؛ فجازاهم بالعذاب النفسي (سحقا لأصحاب السعير) أي بعدا لهم من رحمته سبحانه؛ عن* أبي البختريّ الطّائيّ قال: أخبرني من سمعه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "لن يهلك النّاس حتّى يعذروا من أنفسهم" وفي حديثٍ آخر: "لا يدخل أحدٌ النّار، إلّا وهو يعلم أنّ النّار أولى به من الجنّة").*[تفسير القرآن العظيم: 8/178]

وهذه الشبهة للمشركين في كل زمان ومكان فهم في الحقيقة معرضون عن دين الله واختاروا بذلك هوى أنفسهم وهلاكها ، ثم يحتجون بذلك بعدم السمع أو عدم الفهم؛ وهذا من كذبهم وسوءظنهم بربهم حيث أنكروا نعمه واحتجوا بعدم الفهم.
والرد عليهم من عدة أوجه:
١- أن كلامهم باطل لأنه مخالف للفطرة حيث خلق الله السمع والعقل وجعلها أعضاء ينتفع بها الانسان فصرفها في غير ماخلقت له.
٢- أن هذه الحجة رد عليهم وهم لايشعرون فهم بذلك نسبوا لأنفسهم التكذيب والاعراض بنفيهم السماع و الفهم فهم لم يسمعوا سمع استجابة بل كانوا معرضين فردوا بذلك على أنفسهم واقروا واعترفوا ولاينفع حينئذ الندم.
٣- أن الجزاء من جنس العمل فكما أنهم حكموا على أنفسهم بذلك فقد كان عقابهم الطرد والبعد من رحمة الله تعالى.
وهكذا كل من سار على نهجهم فأعرض عن طاعة الله وفعل المعاصي ثم اعتذر بذلك أنه لايسمع أو لايفهم أو ليس هو المقصود فقد شابه فعلهم فالحذر الحذر من ذلك فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى.* والله أعلم.
المرجع:
- تفسير ابن كثير.
-تفسير السعدي .
-جمهرة العلوم - قسم التفسير.
بارك الله فيكِ وأقدر اجتهادك، لكن ينبغي أن تكون الآيات المختارة فيها شبهة واضحة والرد عليها، وما اخترتِ من الآيات هي اعتراف الكفار بضلالهم يوم القيامة، نحتاج آيات يظهر فيها طريقة دحض الشبهة المتناولة باستخدام أدوات الحجاج ليكون أسلوب الحجاج أوضح.
أوصيك بمراجعة ما ذكره زملائك لتكون الصورة أوضح.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir