أجب على الأسئلة التالية:
1: اذكر الفوائد التي استفدتها من قصة طالوت.
- من سأل الإمارة وكلت إليه ومن أسندت إليه بدون طلب منه ولا تشوف أعين عليها , فهذا طالوت أعانه الله على الإمارة والملك لأنه أتته بدون طلب منه , لذلك كان الواجب على المرء ألا يطلب الإمارة إلا إن أوتيت إليه فليكن من أهلها إلا إذا حدث معه مثلما حدث مع سيدنا يوسف عليه السلام .
- نية بني إسرائيل لما طلبوا ملكاً يكون عليهم لم تكن خالصة لله منذ البداية فقد قالوا ( ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ) أي أنهم يريدون أن ينتقموا ويسترجعوا ما أخذ منهم وليس نية خالصة لله ولدينه , لذلك لما ابتلاهم الله بطالوت بدؤوا كعادتهم في التمرد والتملص من أمر الله وأخذوا يتحججون بحجج واهية حتى يتركوا أمر الله بالقتال , لذلك قال النبي صلى الله عله وسلم ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) .
- الملك لا يكون بالمال ولابالوراثة ودونك التاريخ فانظر إلى الأمم السالفة فأي أمة اتخذت الوراثة سببا في الملك كان ذلك سبب انتهائهم وزوالهم , ولكن الملك من أساسياته إنما هو العلم وبسطة الجسم التي تبعث علة قوة القلب , علاوة على أن الملك يؤتيه الله من يشاء وليس ذلك لأحد من خلقه .
- الله سبحانه وتعالى يبتلي علباده في أول طريقهم بابتلاءات على حسب دينهم فمن صبر على ذلك كان أهلاً لأن يتجاوز به إلى المرحلة الأرقى والأعلى ومن سقط في الاختبار الأول كان أحرى به أن يقف عند حده ولا يتجاوزه , وهناك من يعبد الله على حرف فمن أول ابتلاء يترك الطريق وينحرف إلى طريق غيره , لذلك لم يجاوز مع طالوت من العدد الكبير الذي كان معه سوى ثلاثمئة وبضعة عشر وبهم نصره الله على عدوه , لأن النصر من عند الله سبحانه لا يطلب الله في سبيل ذلك إلا الأخذ بالأسباب فقط .
2: حرّر القول في معنى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين}.
- من باب الخبر : أي لا يتصور فيه إكراه بعد وضوح الأدلة على التوحيد وما يظهر أنه إكراه فليس في الحقيقة إكراهاً .
- من باب النهي : أي لا تكرهوا في الدين ولا تجبروا عليه
والإكراه المقصود به هنا هو الإكراه في العقيدة وليس الإكراه في المعاملات
3: خرّج الأقوال الآتية في معنى الطاغوت:
قال ابن عطية : (واختلف المفسرون في معنى «الطاغوت»، فقال عمر بن الخطاب ومجاهد والشعبي والضحاك وقتادة والسدي: «الطاغوت: الشيطان». وقال ابن سيرين وأبو العالية: «الطاغوت: الساحر»، وقال سعيد بن جبير ورفيع وجابر بن عبد الله وابن جريج: «الطاغوت: الكاهن» وقال قوم: الطاغوت: الأصنام، وقال بعض العلماء: كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت).
الطاغوت يعني الشيطان
- وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن عمر بن الْخطاب قَالَ {الطاغوت} الشَّيْطَان
- قال ابن جرير : حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حسّان بن فائدٍ العبسيّ، قال: قال عمر بن الخطّاب: الطّاغوت: الشّيطان.
- قال ابن جرير :حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني ابن أبي عديٍّ، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حسّان بن فائدٍ، عن عمر، مثله.
- قال ابن جرير :حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا عبد الملك، عمّن حدّثه عن مجاهدٍ، قال: الطّاغوت: الشّيطان.
- قال ابن جرير :حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا زكريّا، عن الشّعبيّ، قال: الطّاغوت: الشّيطان.
- قال ابن جرير :حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {فمن يكفر بالطّاغوت} قال: الشّيطان.
- قال ابن جرير :حدّثنا بشر بن معاذٍ، قال حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: الطّاغوت: الشّيطان.
- قال ابن جرير :حدّثني موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فمن يكفر بالطّاغوت} بالشّيطان.
الطاغوت يعني الساحر
- قال ابن جرير :حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن أبي العالية، أنّه قال: الطّاغوت: السّاحر.
وقد خولف عبد الأعلى في هذه الرّواية، وأنا أذكر الخلاف بعد.
- قال ابن جرير :حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا حماد بن مسعدة، قال: حدّثنا عوفٌ، عن محمّدٍ، قال: الطّاغوت: السّاحر.
الطّاغوت: هو الكاهن.
- قال ابن جرير :حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبه، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: الطّاغوت: الكاهن.
- قال ابن جرير :حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن رفيعٍ، قال: الطّاغوت: الكاهن.
- قال ابن جرير :حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {فمن يكفر بالطّاغوت} قال: كهّانٌ تنزل عليها شياطين يلقون على ألسنتهم وقلوبهم، أخبرني أبو الزّبير، عن جابر بن عبد اللّه أنّه سمعه يقول: وسئل عن الطّواغيت الّتي كانوا يتحاكمون إليها، فقال: كان في جهينة واحدٌ، وفي أسلم واحدٌ، وفي كلّ حيٍّ واحدٌ، وهي كهّانٌ ينزل عليها الشّيطان.
- وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة قَالَ {الطاغوت} الكاهن
توجيه الأقوال
- قال ابن جرير : والصّواب من القول عندي في الطّاغوت أنّه كلّ ذي طغيانٍ على اللّه فعبد من دونه، إمّا بقهرٍ منه لمن عبده، وإمّا بطاعةٍ ممّن عبده له، وإنسانًا كان ذلك المعبود، أو شيطانًا، أو وثنا، أو صنمًا، أو كائنًا ما كان من شيءٍ.
وأرى أنّ أصل الطّاغوت: الطّغووت، من قول القائل: طغا فلانٌ يطغى: إذا عدا قدره فتجاوز حدّه، كالجبروت من التّجبّر، والخلبوت من الخلب، ونحو ذلك من الأسماء الّتي تأتي على تقدير فعلوتٍ بزيادة الواو والتّاء، ثمّ نقلت لامه أعني لام الطّغووت، فجعلت له عينًا، وحوّلت عينه فجعلت مكان لامه، كما قيل: جذب وجبذ وجابذ وجاذب، وصاعقةٌ وصاقعةٌ، وما أشبه ذلك من الأسماء الّتي على هذا المثال.
- وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مَالك بن أنس قَالَ {الطاغوت} مَا يعبد من دون الله