دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1431هـ/12-05-2010م, 03:54 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب التفسير

- كتاب التفسير
1- سورة فاتحة الكتاب وفضلها
5603- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عمران، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت مكان التّوراة السّبع، ومكان الزّبور المائين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضّلت بالمفصّل.
5604- وقال مسدّدٌ: حدّثنا إسماعيل، أنبأنا يونس، عن محمد بن سيرين، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: السبع المثاني: فاتحة الكتاب.
قال يونس: وكان الحسن يقول ذلك أيضًا.
ورواه الحاكم من حديث ابن عباس موقوفًا.
5605- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو زبيدٍ واسمه عبثر، عن العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: إنّها أنزلت من كنزٍ تحت العرش.
5606- قال إسحاق بن راهويه: وأنبأنا روح بن عبادة، أنبأنا مالك بن أنسٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن بن يعقوب، أنّ أبا سعيدٍ مولى عامر بن كريزٍ أخبره، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا أبيّ بن كعبٍ وهو يصلّي في المسجد، فالتفت إليه فلم يجبه، فلمّا صلّى لحقه فوضع يده في يده، قال: أرجو أن لا تخرج من المسجد حتّى تعلم سورةً ما أنزل في التّوراة، ولا في الإنجيل، والقرآن مثلها، قال: فجعلت أبطىء في المسجد رجاء أن يذكر ذلك، فقلت: الّذي وعدتني يا رسول الله، فقال: ما تقرأ إذا استفتحت الصّلاة؟ فقلت: الحمد للّه ربّ العالمين حتّى انتهيت على آخر السّورة، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: هي السّبع المثاني، والقرآن العظيم الّذي أعطيت.
5606/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما في التّوراة، ولا في الإنجيل مثل أمّ القرآن وهي مقسومةٌ بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل.
وكذا رواه ابن خزيمة، وابن حبّان في صحيحهما والحاكم من طريق أبي هريرة، عن أبيّ بن كعبٍ...، فذكره.
وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
قلت: رواه التّرمذيّ، في الجامع وصحّحه من حديث أبي هريرة بتمامه لا من حديث أبيّ بن كعبٍ ولحديث أبيّ بن كعبٍ شاهدٌ في صحيح البخاريّ، وغيره، من حديث أبي سعيد بن المعلى الأنصاري.
5607- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا حسينٌ الجعفيّ، عن زائدة، عن أبانٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، يرفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن.
هذا إسنادٌ حسنٌ، أبانٌ، هو ابن صمعة.
2- سورة البقرة وفضلها وما جاء في فضل آية الكرسي وآخر سورة البقرة
5608- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تعلّموا البقرة فإنّ أخذها بركةٌ، وتركها حسرةٌ، ولا تسطيعها البطلة، تعلّموا البقرة، وآل عمران فإنّهما الزّهراوان تجيئان يوم القيامة كأنّهما غمامتان، أو غيابتان، أو فرقانٍ من طيرٍ صوافٌّ تجادلان عن صاحبهما.
5608/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا بشير بن المهاجر، عن ابن بريدة...، فذكره.
رواه الحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
قلت: وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البزّاز، في مسنده بسندٍ صحيحٍ.
ورواه مسلمٌ، والتّرمذيّ، من حديث النّوّاس بن سمعان، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
5609- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضيرٍ، قال: بينا أنا أصلّي ذات ليلةٍ، إذ رأيت مثل القناديل نورًا ينزل من السّماء، فلمّا أن رأيت ذلك وقعت ساجدًا، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: هلاّ مضيت يا أبا عتيقٍ، فقال: ما استطعت إذ رأيت أن وقعت ساجدًا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لو مضيت لرأيت العجائب تلك الملائكة تنزل للقرآن.
5609/2- قال: وحدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أنّ أسيد بن حضيرٍ، قال: بينا أنا أصلّي قائمًا ليلةً وقد قرأت البقرة...، فذكر نحوه.
أخرجه النّسائيّ في الكبرى.
5609/3- ورواه ابن حبّان، في صحيحه عن عمران بن موسى، عن هدبة بن خالدٍ، عن حمّاد بن سلمة...، فذكره.
5609/4- قال إسحاق بن راهويه: وحدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن أبيّ بن كعب بن مالكٍ، ح
5609/5- وأنبأنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن أبيّ بن كعبٍ: أنّ أسيد بن حضيرٍ، قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره نحوه.
5609/6- قال: وأنبأنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: بينما أسيد بن حضيرٍ يصلّي ذات ليلةٍ، قال أسيدٌ: فغشيني مثل السّحابة فيها المصابيح وامرأتي نائمةٌ إلى جنبي وهي حاملٌ، والفرس مربوطٌ في الدّار، فخشيت أن ينفر الفرس، فيفزع المرأة فتلقي ولدها، فانصرفت من صلاتي، فذكرت ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين أصبحت فقال: اقرأ أسيد، ذلك ملكٌ يستمع القرآن.
قلت: رواه البخاريّ تعليقًا، ورواه مسلمٌ، وأحمد بن حنبلٍ، من حديث أبي سعيدٍ الخدريّ.
5610- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الأزرق بن عليٍّ أبو الجهم، حدّثنا حسّان بن إبراهيم، قال: حدّثنا خالد بن سعيدٍ المدنيّ، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ لكلّ شيءٍ سنامًا، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشّيطان في بيته ثلاثة أيّامٍ، ومن قرأها نهارًا لم يدخل الشّيطان بيته ثلاثة أيّامٍ.
5610/2- رواه ابن حبّان في صحيحه، عن أبي يعلى الموصليّ...، فذكره.
قلت: وسيأتي في سورة يس من حديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت {اللّه لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم} من تحت العرش...، الحديث.
5611- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا الحسن بن حمّادٍ سجّادة، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قسم سورة البقرة في ركعتين.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
5612- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبّاد بن العوّام، حدّثنا سفيان بن حسينٍ، عن يعلى بن مسلمٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال اللّه تعالى لآدم، عليه السّلام: ما حملك على أن أكلت من الشّجرة الّتي نهيتك عنها فاعتلّ آدم، وقال: يا ربّ، زيّنته لي حوّاء، قال: فإنّي عاقبتها أن لا تحمل إلاّ كرهًا، ولا تضع إلاّ كرهًا ودميتها في كلّ شهرٍ مرّتين فرنّت حوّاء عند ذلك فقيل لها: عليك الرّنّة وعلى بناتك.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ: معلى بن مسلمٍ لم أقف على ترجمته وباقي رواته ثقاتٌ.
5613- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد الأخنسي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الكلبي، عن أبي صالح عن ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله {أو كصيّبٍ مّن السّماء} قال: الصيب: المطر.
5614- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا يزيد بن هارون، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: اختار موسى، عليه السلام، من كل سبط رجلين، فدخلوا مدينة الجبارين فخرج كل قوم ينهون سبطهم أن يدخلوا، إلاّ يوشع بن نون وكالب ابن يافنه؟ فإنهما أمرا أسباطهما أن يدخلوا عليهم.
5615- وقال يزيد: عن سلمان التيمي، عن أبي مجلز في قوله عز وجل {وظلّلنا عليهم الغمام} أو قال: ظلل عليهم في التيه.
5616- قال يزيد، عن الفضل بن عطية، قال: تاهوا في اثني عشر فرسخاً أربعين عامًا وجعل بين ظهرانيهم حجراً مثل رأس النون إذا نزلوا انفجر منه اثنتا عشرة عينًا، فإذا دخلوا حملوه على ثور فاستمسك الماء.
5617- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زهير بن محمّدٍ، عن موسى بن جبيرٍ، عن نافعٍ مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، رضي اللّه عنهما، أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: أنّ آدم لمّا أهبطه اللّه إلى الأرض قالت الملائكة: أي ربّ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إنّي أعلم ما لا تعلمون، قالوا: ربّنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال: فقال للملائكة فهلمّوا ملكين من الملائكة حتّى يهبطا إلى الأرض فننظر كيف يعملون، قالوا: ربّنا هاروت، وماروت،
قال: فاهبطا إلى الأرض، فتمثّلت لهما الزّهرة امرأةً من أحسن البشر، فجاءاها فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتّى تكلّما بهذه الكلمة من الإشراك، قالا: لا والله لا نشرك بالله أبدًا، فذهبت عنهما ثمّ رجعت بصبيٍّ تحمله فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتّى تقتلا هذا الصّبيّ، فقالا: لا والله لا نقتله أبدًا، فذهبت ثمّ رجعت بقدحٍ من خمرٍ تحمله فسألاها نفسها، فقالت: لا والله حتّى تشربا هذا الخمر فشربا، فسكرا فوقعا عليها، وقتلا الصّبيّ، فلمّا أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئًا أبيتما عليّ إلاّ وقد فعلتماه حين سكرتما، فخيّرا عند ذلك عذاب الآخرة أو الدّنيا فاختارا عذاب الدّنيا.
5617/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
ورواه الحاكم في صحيحه وسيأتي بطرقه في كتاب الجنّة والنّار في باب من اختار عذاب الدّنيا عن عذاب الآخرة.
5617/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
5618- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا يحيى بن آدم، حدّثنا الحسن بن عيّاشٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، قال: نزل عمر بالرّوحاء فرأى ناسًا يبتدرون أحجارًا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: يقولون إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى إلى هذه الأحجار، فقال: سبحان الله ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ راكبًا مرّ بوادٍ فحضرت الصّلاة فصلّى، ثمّ حدّث، فقال: إنّي كنت أغشى اليهود يوم دراسهم، فقالوا: ما من أصحابك أحدٌ أكرم علينا منك لأنّك تأتينا، قلت: وما ذاك إلاّ أنيّ أعجب من كتب الله كيف يصدّق بعضها بعضًا، كيف يصدّق التّوراة الفرقان، والفرقان التّوراة، فمرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يومًا وأنا أكلّمهم، فقلت: أنشدكم بالله وما تقرؤون من كتابه أتعلمون أنّه رسول الله؟ فقالوا: نعم، فقلت: هلكتم والله،
تعلمون أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم لا تتّبعونه؟ فقالوا: لم نهلك، ولكن سألناه من يأتيه بنبوّته، فقال: عدوّنا جبريل، لأنّه ينزل بالغلظة، والشّدّة، والحزن، والهلاك، ونحو هذا، فقلت: فمن سلمكم من الملائكة؟ قالوا: ميكائيل ينزل بالقطر، والرّحمة، وكذا قلت: وكيف منزلتيهما من ربّهما؟ قالوا: أحدهما عن يمينه، والآخر من الجانب الآخر، قلت: فإنّه لا يحلّ لجبريل أن يعادي ميكائيل، ولا يحلّ لميكائيل أن يسالم عدوّ جبريل، وإنّي أشهد أنّهما وربّهما لسلمٌ لمن سالموا وحربٌ لمن حاربوا، ثمّ أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا أريد أن أخبره فلمّا لقيته، قال: ألا أخبرك بآياتٍ أنزلت عليّ؟ قلت: بلى يا رسول الله، فقلرأ: {من كان عدوًّا لجبريل} حتّى بلغ {الكافرين}، قلت: يا رسول الله، ما قمت من عند اليهود إلاّ إليك لأخبرك بما قالوا لي و قلت لهم فوجدت اللّه قد سبقني، قال عمر، رضي اللّه عنه: فلقد رأيتني وأنا أشدّ في الله من الحجر.
هذا مرسلٌ صحيح الإسناد.
5619- قال إسحاق: وأنبأنا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمير بن سعيد سمعت عليّاً، رضي الله عنه، يخبر القوم أن هذه الزهرة تسميها العرب: الزهرة، وتسميها العجم: أناهيد، فكان الملكان يحكمان بين الناس فأتتهما، كل واحد منهما عن غير علم صاحبه، فقال أحدهما لصاحبه: إن في نفسي بعض الأمر، أريد أن أذكره لك، قال: اذكره يا أخي، لعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك، فاتفقا على أمر في ذلك، فقالت لهما: حتى تخبراني بما تصعدان به إلى السماء وبما تهبطان به إلى الأرض قالا: بسم الله الأعظم نهبط وبه نصعد، فقالت: ما أنا بمؤاتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه، فقال أحدهما لصاحبه: علمها إياه، فقال: كيف لنا بشدة عذاب الله؟! فقال الآخر: إنا لنرجوا سعة رحمة الله، فعلمها إياه، فتكلمت به فطارت إلى السماء ففزع ملك لصعودها فطأطأ رأسه فلم يجلس بعد، ومسخها الله فكانت كوكبًا في السماء.
5620- قال إسحاق: وحدّثنا عيسى بن يونس، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لعن اللّه سهيلاً، كان عشارًا باليمن فمسخ، ولعن اللّه الزّهرة، فإنّها فتنت الملكين.
قلت: جابرٌ الجعفيّ ضعيفٌ.
5621- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو أسامة، عن زكريّا، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال عمر: رضي اللّه عنه: يا رسول الله، هذا مقام خليل ربّنا، قال: أفلا نتّخذه مصلّى؟ فنزلت {واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى}.
5622- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سفيان بن حسين، عن أبي علي الرحبي، عن عكرمة قال: سئل الحسين بن علي مستقبله من الشام عن الإيمان فقرأ: {لّيس البرّ أن تولّوا...} الآية.
هذا إسناد ضعيف، لضعف أبي علي الرحبي، واسمه حسين بن قيس.
5623- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة، حدّثنا حماد بن سلمة، حدّثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بن أبي جبيرة قال: كانت الأنصار يتصدقون ويعطون ما شاء الله حتى أصابتهم سنة، فأمسكوا، فأنزل الله، عز وجل: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة وأحسنوا إنّ اللّه يحبّ المحسنين}.
هذا إسناد رواته ثقات.
5624- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمد بن عباد، حدّثنا سفيان، قال: سمعت خصيفًا، عن مقسم، عن ابن عباس قال: {فلا رفث} قال الرفث: الجماع. قال: {ولا فسوق} قال: الفسوق: المعاصي. قال: {ولا جدال في الحجّ} قال: المراء.
هذا إسناد حسن، وتقدم في الحج.
5625- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو هشام، حدّثنا أبو عامر، حدّثنا زمعة بن صالح، عن سلمة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: {إلاّ أن يأتيهم اللّه في ظللٍ مّن الغمام} قال: ظلل من السحاب قد قطعن طاقات.
5626- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا شيبان، حدّثنا همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {كان النّاس أمّةً واحدةً} قال: على الإسلام كلهم.
وقال الكلبي: على الكفر كلهم.
هذا إسناد رواته ثقات.
5627- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو قطن، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن زائدة بن عمير، عن ابن عباس قال: قلت: ما تقول، أو ما ترى، في العزل؟ قال: إن كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال فيه شيء فهو كما قال، وإلا فإني أقول: {نسآؤكم حرثٌ لّكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم} من شاء عزل ومن شاء ترك.
5628- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا يعقوب القمّيّ حدّثنا جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: جاء عمر رضي اللّه عنه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: حوّلت رحلي اللّيلة، قال: فلم يردّ عليه شيئًا، فأوحى اللّه إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية {نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم}، يقول: أقبل، وأدبر، واتّق الدّبر، والحيضة.
5628/2- رواه ابن حبّان، في صحيحه: حدّثنا أحمد بن عليّ بن المثنّي...، فذكره.
5629- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحارث بن سريج، حدّثنا عبد الله بن نافع، حدّثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: أبعر رجل امرأته في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: أبعر فلان امرأته، فأنزل الله، عزّ وجلّ، {نسآؤكم حرثٌ لّكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم}
5630- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن رجلٍ، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، قال: كان الرّجل يطلّق ثمّ يقول: لعبت، ويعتق فيقول: لعبت، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ولا تتّخذوا آيات الله هزوًا} الآية، رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من طلّق، أو عتق، فقال: لعبت فليس قوله بشيءٍ يقع عليه ويلزمه.
قال سفيان: يقول يلزمه الشّيء.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة تابعيه، وله شاهدٌ من حديث عبادة بن الصّامت تقدّم في النّكاح في باب من عرض ابنته.
5631- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاج أبو السّمح، أنّ أبا الهيثم حدّثه، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: كلّ حرفٍ في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطّاعة.
5631/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ...، فذكره.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق عمرو بن الحارث، عن درّاجٍ...، فذكره.
5632- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن عثمان بن غياثٍ، حدّثنا أبو السّليل، قال: كان رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحدّث النّاس حتّى يكثر عليه، فيحدّث النّاس من فوق بيتٍ، فصعد فوق بيتٍ فحدّثهم، قال: إنّ اللّه تعالى إذا أحبّ عبدًا في السّماء أنزل حبّه إلى ملائكته فنادى منادٍ: إنّ اللّه، تعالى، قد أحبّ فلانًا فأحبّوه، فينزل حبّه إلى أهل الأرض، وإذا أبغض عبدًا في السّماء أنزل بغضه إلى الملائكة فنادى منادٍ: إنّ اللّه قد أبغض فلانًا فأبغضوه، فينزل بغضه إلى أهل الأرض، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ آيةٍ في القرآن أعظم؟ فقال رجلٌ: {اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم} فضرب بيده بين كتفيّ حتّى وجدت بردها بين ثدييّ فقال لي: ليهنك أبا المنذر العلم، والّذي نفس محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم بيده إنّ لها لسانًا وشفتين تقدّس الرّحمن، عزّ وجلّ، عند العرش.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
قلت: له شاهدٌ من حديث أبيّ بن كعبٍ، رواه مسلمٌ في صحيحه، وأبو داود، وأحمد بن حنبلٍ، وابن أبي شيبة، في كتابه بإسناد مسلمٍ وزاد وزاد والّذي نفسي بيده إنّ لهذه الآي لسانًا وشفتين تقدّس الملك عند ساق العرش.
وسيأتي بتمامه في كتاب المناقب في منقبة أبيّ بن كعبٍ.
5633- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا حمّادٌ هو ابن سلمة، قال: أنبأنا معبدٌ، أخبرني فلانٌ، عن عوف بن مالكٍ، قال: جلس أبو ذرٍّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر حديثًا مثل حديثٍ قبله قلت: يا رسول الله، فأيّ ما أنزل عليك أعظم؟ قال: {اللّه لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم...} حتّى تختم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
5634- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا هقلٌ، عن الأوزاعيّ،
حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ، عن ابنٍ لأبيّ بن كعبٍ، عن أبيه، أنّه كان له جرينٌ فيه تمرٌ، فكان أبيٌّ يتعاهده فوجده ينقص فحرسه ذات ليلةٍ، فإذا دابّةٌ شبيه الغلام المحتلم، قال: فسلّمت عليه فردّ السّلام، فقلت: من أنت أجنٌّ أم إنسٌ؟ قال: لا بل جنٌّ، قلت: ناولني يدك، قال: فناوله يده، فإذا يد كلبٍ وشعر كلبٍ، قال له أبيٌّ: هكذا خلق الجنّ؟ قال: قد علمت الجنّ ما فيهم أشدّ منّي، قال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: بلغنا أنّك رجلٌ تحبّ الصّدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك، قال: فقال له أبيٌّ: ما الّذي يحرّزنا منكم؟ قال: آية الكرسيّ، فغدا أبيٌّ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخبره فقال: صدق الخبيث.
5634/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، حدّثنا مبشّرٌ، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عبدة بن أبي لبابة، عن عبد الله بن أبيّ بن كعبٍ، أنّ أباه أخبره، أنّه كان له جرينٌ فيه تمرٌ...، فذكره بتمامه إلاّ أنّه قال: فما الّذي يجيرنا بدل يحرّزنا.
5634/3- رواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا عبد الله بن محمّد بن سلم، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، حدّثنا الوليد، حدّثنا الأوزاعيّ، حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ...، فذكره.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البخاريّ، والتّرمذيّ، وغيرهما.
ورواه التّرمذيّ، من حديث أبي أيّوب الأنصاريّ، وقال: حسنٌ غريبٌ.
الجرين: بفتح الجيم وكسر الرّاء، هو البيدر.
5635- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عمر، حدّثنا عبدة، عن النضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله عز وجل: {انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه} قال: لم يتغير.
5636- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها}.
هذا إسناد رواته ثقات.
5637- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية: أن زيد بن ثابت كان يقرأ: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها} أعجم الزاي.
هذا إسناد رواته ثقات.
5638- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن يعلى بن عطّارٍ، عن وكيع بن عدسٍ، عن أبي رزينٍ، قال: قلت: يا نبيّ الله، كيف يحيي اللّه الموتى؟ فقال: أما مررت بالوادي ممحلاً ثمّ تمرّ به خضرًا، ثمّ تمرّ به ممحلاً، ثمّ تمرّ به خضرًا، كذلك يحيي اللّه الموتى.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
5639- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد الأخنسي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، رضي الله عنه، في قوله {إعصارٌ فيه نارٌ فاحترقت} قال: الإعصار: الريح الشديد.
5640- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الأخنسيّ، حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله عزّ وجلّ: {الّذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ}، قال: يعرفون يوم القيامة بذلك لا يستطيعون القيام إلاّ كما يقوم المجنون المخنّق، ذلك بأنّهم قالوا إنّما البيع مثل الرّبا، وكذبوا على الله،
{وأحلّ اللّه البيع وحرّم الرّبا فمن جاءه موعظةٌ من ربّه فانتهى} إلى قوله: {ومن عاد}، فأكل من الرّبا {فأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}، وقوله عزّ وجلّ: {يأيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا...} إلى آخر الآية، فبلغنا واللّه أعلم أنّ هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عوفٍ من ثقيفٍ، وفي بني المغيرة من بني مخزومٍ، وكانت بنو المغيرة يربون لثقيفٍ، فلمّا ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على مكّة ووضع يومئذٍ الرّبا كلّه، وكان أهل الطّائف قد صالحوا على أنّ لهم رباهم، وما كان عليهم من ربًا فهو موضوعٌ، وكتب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في آخر صحيفتهم: أنّ لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، وكان على المسلمين أن لا يأكلوا الرّبا، ولا يؤكلون، فانتهت بنو عمرو بن عميرٍ، وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيدٍ وهو على مكّة، فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى النّاس بالرّبا ووضع عن النّاس غيرنا؟ فقال بنو عمرو بن عميرٍ: صولحنا على أنّ لنا ربانا، فكتب عتاب بن أسيدٍ في ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فنزلت هذه الآية {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحربٍ من الله ورسوله} فعرف بنو عمرٍو ألاّ يدان لهم بحربٍ من الله ورسوله يقول: {وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون} فتأخذون أكثر منه {ولا تظلمون} تبخسون منه {وإن كان ذو عسرةٍ} أن تذروه خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون {فنظرةٌ إلى ميسرةٍ وأن تصدّقوا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} يقول: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون} فذكروا أنّ هذه الآية نزلت وآخر آيةٍ من سورة النّساء نزلت آخر القرآن.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن السّائب الكلبيّ.
5641- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن أيوب السختياني، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أشهد أن السلف المضمون إلى أجل قد أحله الله وأذن فيه قال الله جل ذكره: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مّسمًّى فاكتبوه}.
5642- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، أنبأنا سفيان، عن الزّهريّ، عن سالم بن عبد الله أن أباه قرأ: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه...} الآية فدمعت عيناه، فبلغ صنيعه ابن عباس فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن لقد صنع كما صنع أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين نزلت فنسختها الآية التي بعدها: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}.
هذا إسناد صحيح، روى مسلم في صحيحه، والتّرمذيّ والنسائي منه ما قاله ابن عباس دون ما قاله ابن عمر من طريق آدم بن سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
5643- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو إسحاق، عن عمرو، عن سعيد، أو سعد، عن علي، رضي الله عنه، قال: ما كنت أرى أحدًا يعقل ينام حتى يقرأ الآيات الأواخر من سورة البقرة؟ فإنهن من كنز تحت العرش.
5644- وقال أحمد بن منيعٍ: أنبأنا جريرٌ، عن منصور بن المعتمّر، عن ربعيّ بن خراشٍ، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: آيتين أوتيتهما، أو قال: أوتيتها، من كنزٍ من بيتٍ تحت العرش لم يؤتهنّ نبيٌ قبلي الآيتان من آخر سورة البقرة.
5644/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن ربعيّ بن خراشٍ، عمّن حدّثه، عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
5644/3- قال: وحدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهيرٌ، عن منصورٍ، عن ربعيٍّ، قال: منصورٌ، عن ابن ظبيان، أو عن رجلٍ، أو عن أبي ذرٍّ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنزٍ تحت العرش لم يعطهنّ نبيٌّ قبلي.
5644/4- قال: وحدّثنا حسينٌ: حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن ربعيّ بن حرشة بن الحرّ، عن المعرور بن سويدٍ، عن أبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنزٍ تحت العرش لم يعطهنّ نبيٌّ قبلي.
5644/5- قال: وحدّثنا حجّاجٌ، حدّثنا شيبان...، فذكره.
5645- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا كثير بن هشامٍ، حدّثنا أبو قحذمٍ، عن أبي قلابة، عن الأشعث الخولانيّ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ اللّه، عزّ وجلّ، كتب كتابًا قبل أن يخلق السّماوات والأرض بألفي سنةٍ، وهو عنده على العرش أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فمن قرأهما في بيته لم يدخل الشّيطان بيته ثلاثة أيّامٍ.
5645/2- قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع من طريق أبي الأشعث، عن النّعمان به إلاّ أنّه قال: لا تقرأن في دارٍ ثلاث ليالٍ فيقربها شيطانٌ، ولم يقل: وهو عنده على العرش.
ورواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق أبي قلابة، عن أبي الأشعث به.
ورواه الحاكم، كما رواه ابن منيعٍ، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
5646- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا مالك بن مغولٍ، عن الزّبير بن عديٍّ، عن طلحة بن مصرّفٍ، عن مرّة، عن عبد الله، قال: لمّا أسري برسول الله صلّى الله عليه وسلّم انتهى إلى سدرة المنتهى وهي في السّماء السّادسة، وإليها ينتهي ما يصعد به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط له من فوقها فيقبض منها: {إذ يغشى السّدرة ما يغشى}، قال: فراشٌ من ذهبٍ، قال: فأعطي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثلاث خلالٍ: الصّلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله من أمّته المقحمات.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5647- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا جريرٌ، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن مرثد بن عبد الله اليزنيّ، عن عقبة بن عامرٍ رضي اللّه عنه: سمعت رسول الله قرأ بهاتين الآيتين من آخر سورة البقرة أن أعطيتهما من تحت العرش.
5647/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الرّازيّ: حدّثنا سلمة بن الفضل حدّثني محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيبٍ...، فذكره.
5647/3- قال: وحدّثنا يحيى بن إسحاق: حدّثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ...، فذكره.
هذا حديثٌ ضعيفٌ لضعف ابن لهيعة، وتدليس محمّد بن إسحاق.
3- سورة آل عمران وفضلها
فيه حديث بريدة بن الحصيب المذكور في أول الباب قبله
5648- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدميّ، حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدّثنا عبد الحميد بن جعفرٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي الحويرث، أنّه سمع الحكم، يقول: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال لعمر رضي اللّه عنه: اجمع لي من هنا من قريشٍ فجمعهم، ثمّ قال: يا رسول الله، أتخرج إليهم أم يدخلون؟ قال: بل أخرج إليهم فخرج فقال: يا معشر قريشٍ هل فيكم غيركم، قالوا: لا إلاّ بنو أخواتنا، قال: إنّ ابن أخت القوم منهم، ثمّ قال: يا معشر قريشٍ اعلموا أنّ أولى النّاس بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المتّقون، فانظروا لا يأتي النّاس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالدّنيا تحملونها، فأصدّ عنكم بوجهي، ثمّ قرأ: {إنّ أولى النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والّذين آمنوا واللّه وليّ المؤمنين}.
5649- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عليٌّ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رجلاً من الأنصار ارتدّ عن الإسلام ولحق بالمشركين، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {كيف يهدي اللّه قومًا كفروا بعد إيمانهم...} إلى آخر الآية، فبعث بها قومه إليه، فرجع تائبًا، فقبل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ذلك منه وخلاّ عنه.
5649/2- قال: وحدّثنا عليٌّ، عن خالدٍ الحذّاء، عن عكرمة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بنحوه ولم يذكر ابن عبّاسٍ.
5649/3- قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى، عن محمّد بن عبد الله بن بزيعٍ، عن يزيد، وهو ابن زريع، عن داود بن أبي هندٍ...، فذكره.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5650- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا النضر بن شميل، حدّثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب،
عن خالد بن عرعرة قال: لما قتل عثمان...، فذكر قصة عن علي، قال: ثم قال: {إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للّذي ببكّة}، ثم قال: إنه ليس بأول بيت كان، قد كان نوح قبل إبراهيم فكانوا في البيوت وكان إبراهيم في البيوت، ولكنه أول بيت وضع للناس {مباركًا وهدًى لّلعالمين}، {فيه آياتٌ بيّناتٌ مّقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا}.
هذا إسناد رواته ثقات إلاّ خالد بن عرعرة؟ فإني لم أقف له على ترجمة.
5651- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا الحسن بن قتيبة، حدّثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس} قال: هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد ضعيف، لضعف الحسن.
5652- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أحمد بن مفضل، عن أسباط، عن السدي، عن عبد خير، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: ما كنت أرى أحدًا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم يريد الدنيا حتى نزلت قوله تعالى: {منكم مّن يريد الدّنيا ومنكم مّن يريد الآخرة}.
5653- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا حسن، حدّثنا أبو عمرو القارئ، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن قال: قلت لابن عباس: إن ابن مسعود كان يقرأ: أن يغل فقال لي: قد جاز له أن يغل وأن يقتل، أما هي أن يغل وهو ما كان الله، عزّ وجلّ، ليجعل نبيّاً غالّاً.
5654- وقال الحميديّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا عمرو بن دينارٍ، أخبرني سلمة رجلٌ من ولد أمّ سلمة، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، أنّها قالت: يا رسول الله، لا أسمع اللّه ذكر النّساء في الهجرة بشيء، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {فاستجاب لهم ربّهم أنّي لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ، أو أنثى} الآية.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
4- سورة النساء
5655- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عقبة بن مكرّمٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا زياد بن المنذر، عن نافع بن الحارث، عن أبي برزة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يبعث اللّه، عزّ وجلّ، يوم القيامة قومًا من قبورهم تأجّج أفواههم نارًا، فقيل: من هم يا رسول الله؟ فقال: ألم تر أنّ اللّه تعالى يقول: {إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنّما يأكلون في بطونهم نارًا}.
5655/2- رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ فيه زياد بن المنذر، عن نافع بن الحرث، وهما واهيان متّهمان.
5656- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو عامر العقدي، حدّثنا عبد العزيز بن المطلب، حدثني أبي، أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: الكبائر سبع: الإشراك باللّه، وقتل النفس التي حرم الله إلاّ بالحق، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، ورمي المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم.
هذا إسناد حسن.
5657- قال إسحاق: وحدّثنا ابن علية، عن زياد بن مخراق، عن طيسلة بن مياس الهذلي قال: كنت مع النجدات فأصبت ذنوبًا لا أراها إلاّ من الكبائر، فأتيت ابن عمر فقال: هن تسع وعدهن: الإشراك باللّه، وقتل النفس بغير حقها، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإلحاد في المسجد الحرام، والتي تستسحر، وبكاء الوالدين بالعقوق، فلما رأى ابن عمر فرقي قال: أتخاف أن تدخل النار؟ فقلت: نعم، فقال: أو تحب أن تدخل الجنة؟ فقلت: نعم، فقال: أحي والداك...، فذكر الحديث.
ورواه مسدد، وتقدم لفظه في كتاب الأدب في باب عقوق الوالدين، بسند رواته ثقات.
5658- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا عثمان البتّي، حدّثنا صالح أبو الخليل، أنه حدثه رجل، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أنه قال: فينا نزلت: {والمحصنات من النّساء إلاّ ما ملكت أيمانكم} قال: سبينا سبيًا فيهم نساء لهن أزواج، فجعل أحدنا، يكره أن يطأ المرأة من أجل زوجها، فنزلت هذه الآية فرقاً بينهن وبين أزواجهن: {والمحصنات من النّساء إلاّ ما ملكت أيمانكم}.
هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة التابعي.
5659- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال له: اقرأ، فافتتح النّساء حتّى انتهى إلى قوله: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا...} الآية، قال: فدمعت عينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال: حسبك.
قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى من طريق حسينٍ الجعفيّ...، فذكره.
5660- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن عن علي، رضي الله عنه، أن رجلا من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر، فأمهم علي في المغرب وقرأ: {قل يا أيّها الكافرون} فخلط فيها، قال: فنزل قوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون}.
هذا إسناد رجاله ثقات.
5661- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان، حدّثنا حرب بن سريجٍ المنقريّ، حدّثنا أيّوب السّختيانيّ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: كنّا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتّى سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: {إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، قال: إنّي ادّخرت دعوتي شفاعةً لأهل الكبائر من أمّتي، قال: فأمسكنا عن كثيرٍ ممّا كان في أنفسنا ثمّ نطقنا بعد ورجونا.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5662- قال أبو يعلى: وحدّثنا سعيد، أخبرني عيسى بن صدقة، سمعت أنس بن مالك، رضي الله عنه، يقول: اتقوا الله وأدوا الأمانة، فإن الله، عزّ وجلّ، يقول: وأدوا الأمانات إلى أهلها.
قال أبو يعلى: وأكثر ظني أن أبا يعلى المعلى بن هلال حدثني به، عن عيسى بن صدقة، ولكن لم أجده.
5663- قال أبو يعلى: وحدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا حميد، يعني: الرؤاسي، حدّثنا حسن بن صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من سلم عليكم من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسيّاً؟ فإن الله، عزّ وجلّ، يقوله: {وإذا حيّيتم بتحيّةٍ فحيّوا بأحسن منها} لأهل الإسلام، {أو ردّوها} على أهل الشرك.
وتقدم في كتاب الأدب.
5664- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا أبان البجلي، عن أبي بكر بن حفص قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما في قاتل المؤمن: وأنى له توبة، والله لقد أنزل الله، عزّ وجلّ، هذه الآية وما غيرها ولا بدلها: {ومن يقتل مؤمنًا مّتعمّدًا} إلى آخرها.
5665- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحيم، عن إسرائيل، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: مرّ رجلٌ من بني سليمٍ على نفرٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومعه غنمٌ، فقال: السّلام عليكم، فقالوا: ما سلّم عليكم إلاّ ليتعوّذ منكم، قال: فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه، فأتوا بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {يأيّها الّذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا...} الآية.
5665/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا إسرائيل...، فذكره بتمامه.
5666- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: خرج المقداد بن الأسود في سريّةٍ، فمرّوا بقومٍ مشركين ففرّوا، وأقام رجلٌ في أهله، وماله، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فقتله المقداد، فقيل له: أقتلته وهو يشهد أن لا إله إلاّ اللّه؟ فقال: ودّ لو أنّه فرّ بماله، وأهله، فقالوا: هذا رسول الله فسألوه فأتوه فذكروا ذلك له فقال: أقتلته وهو يشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فقال: يا رسول الله، ودّ لو أنّه فرّ بماله، وأهله، قال: فنزلت هذه الآية: {يأيّها الّذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا} إلى قوله: {كذلك كنتم من قبل} تخفون أيمانكم وأنتم مع المشركين، {فمنّ اللّه عليكم} وأظهر الإسلام {فتبيّنوا}.
5667- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيطٍ، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدردٍ الأسلميّ، عن أبيه عبد الله بن أبي حدردٍ، قال: بعثنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سريّةٍ إلى أضم، فقال: فلقينا عامر بن الأضبط فحيّانا بتحيّة الإسلام فنزعنا عنه، وحمل عليه محلّم بن جثّامة فقتله، فلمّا قتله سلبه بعيرًا له، وأطب، ومتيعًا كان له، فلمّا قدمنا جئنا بشأنه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأخبرناه بأمره فنزلت: {يأيّها الّذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل اللّه}.
5667/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني يزيد بن عبد الله بن قسيطٍ، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدردٍ، عن أبيه عبد الله بن أبي حدردٍ، قال: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى أضم، فخرجت في نفرٍ من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعيٍّ، ومحلّم بن جثّامة بن قيسٍ، فخرجنا حتّى إذا كنّا ببطن أضم مرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعيّ على قعودٍ له، معه متيعٌ، ورطبٌ من لبنٍ، فلمّا مرّ بنا سلّم علينا، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلّم بن جثّامة، فقتله بشيءٍ كان بينه، وبينه، وأخذ بعيره، ومتيعه، فلمّا قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن: {يأيّها الّذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله} إلى قوله: {إنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا}.
5668- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الواحد زيادٌ، حدّثنا عاصم بن كليبٍ، حدّثني أبي، عن الفلتان بن عاصمٍ، قال: كنّا قعودًا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنزل عليه وكان إذا نزل عليه دام بصره، مفتوحةٌ عيناه، وفرّغ سمعه وبصره لما جاءه من الله، فلمّا فرغ قال للكاتب: اكتب: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضّل اللّه المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجةً، فقال ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، فقال: يا رسول الله، ما ذنبنا؟ فأنزل اللّه، قال: فقلنا للأعمى: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينزل عليه، قال: فبقي قائمًا، يقول: اللّهمّ أتوب إليك، فلمّا فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: اكتب {غير أولي الضّرر}.
5668/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عاصم بن كليبٍ، حدّثني أبي، عن خاله الفلتان بن عاصمٍ، قال: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فنزل عليه وكان إذا نزل عليه دام بصره، مفتوحةٌ عيناه، وفرّغ سمعه، وقلبه لما يأتيه من الله عزّ وجلّ...، فذكره.
5668/3- ورواه البزّار: حدّثنا أبو كاملٍ، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ...، فذكره.
5668/4- ورواه ابن حبّان، في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى...، فذكره.
5669- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الرحمن، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرًا فقال لأهله: احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فنزل الوحي: {ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثمّ يدركه الموت} حتى بلغ {وكان اللّه غفورًا رّحيمًا}.
5670- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا حماد بن زيد، عن الحجاج الصواف، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب قال: دخلت، على عائشة في هذه الآية {لّيس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} قالت: هو ما يصيبكم من الدنيا.
5671- قال إسحاق بن راهويه: وحدّثنا أبو عامر العقدي، حدّثنا عبد الجليل، وهو ابن عطية، عن محمد بن المنتشر قال: قال رجل لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه: إني لأعرف أشد آية في كتاب الله، فأهوى عمر فضربه بالدرة وقال: مالك نقبت عنها حتى علمتها، فانصرف حتى إذا كان الغد قال له عمر: الآية التي ذكرت بالأمس، قال: وهل تركتني أخبرك عنها؟ فقال له عمر: ما نمت البارحة، فقال: يا أمير المؤمنين، قال الله، عز وجل: {من يعمل سوءًا يجز به} ما من أحد يعمل سوءاً إلاّ جزي به، فقال عمر: إنا حين نزلت ما نفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله، تبارك وتعالى، بعد ذلك ورخص قال: {ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورًا رّحيمًا}.
هذا إسناد صحيح.
5672- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إبراهيم، حدّثنا مبشّرٌ، حدّثنا تمّام بن نجيحٍ، عن كعب بن ذهلٍ الإياديّ، قال: كنت أختلف مع أبي إلى أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، فسمعته يحدّث يومًا، عن نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا جلس وجلسنا حوله، فأراد أن يقوم ترك نعليه، وإنّه قام وترك نعليه فأخذت ركوةً من ماءٍ فتبعته، فرجع ولم يقض حاجةً، قلت: يا رسول الله، ألم تكن لك حاجةٌ؟ قال: بلى ولكن أتاني آتٍ من ربّي فقال: {من يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورًا رحيمًا} وقد كانت شقّت عليهم الآية الّتي قبلها {من يعمل سوءًا يجز به} فأردت أن أبشّر أصحابي، قال: قلت يا رسول الله، وإن زنا، وإن سرق ثمّ استغفر غفر له؟ قال: نعم، قلت: يا رسول الله، وإن زنا وإن سرق ثم استغفر الله غفر له؟ قال: نعم، ثمّ ثلّثت، قال: نعم على رغم أنف عويمرٍ، ثمّ قال كعب بن ذهلٍ: وأنا رأيت أبا الدّرداء يضرب أنف نفسه بأصبعه.
قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لجهالة كعب بن ذهل وضعف تمام بن نجيح.
رواه أبو داود، في سننه من طريق كعبٍ به دون قوله: ولكن أتاني آتٍ من ربّي... إلى آخره.
5673- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أمية بنت عبد الله، قالت: سألت عائشة، رضي اللّه عنها، عن قوله، عزّ وجلّ: {من يعمل سوءًا يجز به}، فقالت: عن شيءٍ ما سألني عنه أحدٌ منذ سألت عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: هذه معاتبة الله، عزّ وجلّ، للعبد فيما يصيبه من الحمّى، والحزن، والنّكبة، حتّى البضاعة يضعها في كمّه، فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضبّته حتّى أنّ العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التّبر الأحمر من الكير.
5673/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هارون بن معروفٍ، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، أخبرني عمرٌو أنّ بكر بن سوادة حدّثه أنّ يزيد بن أبي يزيد حدّثه، عن عبيد بن عميرٍ، عن عائشة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّ رجلاً تلا هذه الآية {من يعمل سوءًا يجز به} فقال: إذًا لنجزى بكلّ ما عملنا؟ هلكنا إذًا، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: نعم يحزى به المؤمن في الدّنيا من مصيبةٍ في جسده فيما يؤذيه.
وله شاهدٌ من حديث أنس بن مالكٍ وتقدّم في الأدب في باب إماطة الأذى عن الطريق.
5674- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي بكر بن أبي زهيرٍ الثّقفيّ، قال: قال أبو بكرٍ، رضي اللّه عنه: يا رسول الله، كيف الصّلاح بعد هذه الآية {من يعمل سوءًا يجز به}؟! فقال: غفر اللّه لك يا أبا بكرٍ، ألست تنصب؟ ألست تمرض؟ ألست يصيبك الأدواء؟ قال: بلى، قال: فكذلك ما تجزون به.
5674/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، أنبأنا عبد العزيز بن أبانٍ، حدّثنا الثّوريّ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ...، فذكره.
5674/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدثني إسماعيل بن أبي خالد...، فذكره.
5674/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق خالدٍ: عن إسماعيل بن أبي خالدٍ...، فذكره.
قلت رواه التّرمذيّ في الجامع بغير هذا اللّفظ من طريق عبد الله بن عمر، عن أبي بكرٍ الصّدّيق.
5675- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا النضر بن شميل، حدّثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: لما قتل عثمان...، فذكر حديثاً ثم قام آخر فسأله، يعني عليّاً، {وإن امرأةٌ خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا} قال: عن مثل هذا فاسألوا، هو الرجل تكون له المرأتان فتعجز إحداهما، أو تكون ذميمة فيصالحها على أن يأتيها كل ليلتين أو ثلاث مرة.
هذا إسناد رواته ثقات
5676- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر حدّثنا عبد الوهّاب، عن هشامٍ، عن محمّد بن سيرين، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة}، والنبي في مسيرٍ له، فنظر فإذا حذيفة فقرأها عليه فلقّنها حذيفة، فنظر حذيفة فإذا عمر فأقرأه إيّاها فلقّنها، فلمّا استخلف عمر: أراد أن يقضي في الكلالة فلقي حذيفة فسأله فقال له حذيفة: فوالله إنّي لأحمق إن ظننت أنّ إمارتك تحملني على أن أقول لك فيها غير ما قلت لك، قال: يرحمك اللّه ليس هذا أردت، قال: نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلقّننيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلقّنتك كما لقّنتها فوالله لا أزيد على ذلك شيئًا أبدًا.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ إلاّ أنّه منقطعٌ.
ورواه البزّار بسندٍ متّصلٍ رواته ثقاتٌ.
5- سورة المائدة
5677- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن الحسن الأسديّ، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عاصم بن سليمان، عن أمّ عمرٍو ابنة عيسى، حدّثني عمّي، أنّه كان مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مسيرٍ فأنزلت عليه سورة المائدة، فعرفنا أنّه ينزل عليه، فاندقّت كتف راحلته العضباء من ثقل السّورة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
5678- قال: وحدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا شيبان، عن ليثٍ، عن شهرٍ، عن أسماء بنت يزيد رضي اللّه عنها، أنّها قالت: إنّي لآخذ بزمام ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العضباء إذ نزلت عليه المائدة، فكأنّها من ثقلها تدقّ عنق النّاقة.
5678/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن شهرٍ، عن أسماء بنت يزيد، قالت: نزلت المائدة جميعًا وأنا آخذةٌ بزمام ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العضباء، وكادت من ثقلها أن تدقّ عضد النّاقة.
5678/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو معاوية، يعني شيبان...، فذكره.
5678/4- قال: وأنبأنا إسحاق بن يوسف، أنبأنا سفيان، عن ليثٍ...، فذكره.
قلت: هكذا وقع هنا أنّ سورة المائدة نزلت جميعًا.
5678/5- وخالف ذلك أحمد بن منيعٍ، فقال: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أسماء بنت يزيد، قالت: نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جملةً...، الحديث.
وسيأتي بتمامه في سورة الأنعام.
فيحمل أنّه وهم بعض الرّواة، ويحمل أنّ كلّ واحدٍ من السّورتين نزلت جملةً فاللّه أعلم.
5679- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن أبي حميدٍ، عن أبي مليحٍ، حدّثني معقل بن يسارٍ، قال: كنّا نسير مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنزلت سورة المائدة وهي السّورة الّتي يذكر فيها إ{ذا جاءك المنافقون}، فركب ناقته ساعةً حتّى ربع الوحي ثمّ بعثها، فقرأها علينا فما نزلنا حتّى أخذ كلّ واحدٍ منّا طائفةً منها.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف سفيان بن وكيعٍ.
5680- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كانوا عند عمر بن الخطاب فذكروا هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم} فقال رجل من اليهود...، الحديث، فقال عمر: فأكمل الله لنا الأمر فعرفنا أن الأمر، بعد ذلك في انتقاص.
قلت: أصل مخرجه عندهم من حديث طارق بن شهاب، عن عمر دون ما هنا.
5681- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، حدّثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي قال: تاهوا في اثني عشر فرسخاً أربعين عامًا، وجعل لهم حجرًا مثل رأس التنور يحمل على ثور، فإذا نزلوا منزلاً وضعوه، فضربه موسى، عليه السلام فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، فإذا ساروا حملوه على ثور واستمسك الماء.
5682- قال: وحدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة في قوله: {فإنّها محرّمةٌ عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض} قال: محرمة عليهم أن يدخلوا أبدًا، يتيهون في الأرض أربعين سنة.
5683- قال: وحدّثنا يزيد، حدّثنا ورقاء بن عمر اليشكري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: أمر موسى، عليه السلام أن يدخل من كل سبط رجلان من المدينة، فدخلوا عليهم، فخرج كل رجل منهم سبطه أن يدخل عليهم إلاّ يوشع بن نون، وكالب بن يوقنة فإنهما أمرا سبطهما أن يدخلوا عليهم.
هذا إسناد رواته ثقات.
5684- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا حيي أنّ أبا عبد الرّحمن الحبليّ، حدّثه عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ امرأةً سرقت، قال قومها: فنحن نفديها يا رسول الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقطعوا يديها، فقالوا: نحن نفديها بخمسمائة دينارٍ، قال: اقطعوا يدها اليمنى، فقالت المرأة: هل لي من توبةٍ يا رسول الله؟ قال: نعم أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمّك، قال: فأنزل اللّه عزّ وجلّ في سورة المائدة: {فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإنّ اللّه يتوب عليه إنّ اللّه غفورٌ رحيمٌ}.
5685- وقال الحميدي: حدّثنا سفيان، حدّثنا زكريا، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في قوله تعالى: {سمّاعون للكذب} يهود المدينة {سمّاعون لقومٍ آخرين} أهل فدك {لم يأتوك يحرّفون الكلم من بعد مواضعه} أهل فدك {يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لّم تؤتوه فاحذروا}.
5686- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن المبارك، عن يونس، أخبرني أبو عليّ بن يزيد، عن ابن شهابٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس والعين بالعين...} الآية.
5686/2- رواه أبو يعلى: حدّثنا أبي بكرٍبن أبي شيبة.
5686/3- ورواه أحمد بن حنبل: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك...، فذكره.
ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ من طريق عبد الله بن المبارك، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال: ورواه محمد بن يعقوب النيسابوري بمكة عن عبد الله بن المبارك بزيادات ألفاظ.
5687- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا بشر بن عمر الزّهرانيّ، حدّثنا عثمان، عن قتادة، قال: ثمّ أنزل من بعد ذلك {وأن احكم بينهم بما أنزل اللّه}، قال قتادة: ذكر لنا لمّا نزلت {وأن احكم بينهم بما أنزل اللّه}، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: نحن القوم نحكم على اليهود والنّصارى وعلى من سواهم من الأديان.
5688- وقال أبو بكر بن أبي شبية: حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سماك، عن عياض الأشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبي موسى: هم قوم هذا ويعني في قوله تعالى: {فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه}.
هذا إسناد رواته ثقات.
5689- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا معاوية بن هشام، عن نصر بن زياد الطائي، حدثني الصلت الدهان عن حامية بن رئاب قال: سألت سلمان، رضي الله عنه، عن هذه الآية {ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهبانًا} فقال: دع القسيسين في الصوامع والخرب، أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذلك بأن منهم صديقين ورهباناً.
5689/2- رواه الحارث بن محمّد أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، حدّثنا نصير بن زيادٍ الطّائيّ، عن صلتٍ الدّهّان، عن حامية بن رئابٍ، قال: سمعت سلمان، وسئل عن قوله تعالى: {ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهبانًا}، قال: هم الرّهبان الّذين في الصّوامع والخرب، دعوهم فيها، قال سلمان: وقرأت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهبانًا} فأقرأني: ذلك بأنّ منهم صدّيقين ورهبانًا.
6- سورة الأنعام
5690- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا إسحاق بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أسماء بنت يزيد، رضي اللّه عنه، قالت: نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جملةً، وأنا آخذ بزمام ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إن كادت من ثقلها تكسر عظام النّاقة.
وقد تقدّم في سورة المائدة ما يخالف هذا.
5691- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثني مجمّعٌ التّيميّ، عن ماهان، أنّ قومًا أتوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: إنّا أصبنا ذنوبًا عظامًا فما أخاله ردّ عليهم، فلمّا أدبروا نزلت: {وإذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ} فدعاهم فتلاها عليهم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
5692- قال مسدّد: وحدّثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسرق، عن حسان الفهري، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وما تسقط من ورقةٍ إلاّ يعلمها} قال: ما من شجرة في بر ولا بحر إلاّ بها ملك موكل يكتب ما سقط من ورقها.
5693- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جرير، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، أنه قال لأصحابه: ما تقولون في هاتين الآيتين {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا} و {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} قالوا: {الّذين قالوا ربّنا اللّه} ثم عملوا بها واستقاموا على أمره، قالوا: و {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} لم يذنبوا قال: لقد حملتموها على أمر شديد {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ} يقول: بشرك، والذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا عليها فلم يعدلوا عنها بشرك ولا غيره.
5694- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: خطّ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطًّا، فقال: هذا سبيل الله، ثمّ خطّ خطوطًا عن يمينه، وعن شماله، فقال: هذه سبلٌ على كلّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثمّ تلا: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا...} الآية.
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير من طريق أبي بكر بن عيّاشٍ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد الله...، فذكره.
وفي التفسير من طريق حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن أبي وائلٍ به.
5694/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا إبراهيم بن عليّ بن عبد العزيز العمريّ، بالموصل، حدّثنا معلّى بن مهديٍّ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ...، فذكره.
5694/3- قال: وأنبأنا عليّ بن الحسين بن سليمان المعدّل، بالفسطاط، حدّثنا الحارث بن مسكينٍ، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ...، فذكره.
5695- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: كنّا جلوسًا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فخطّ خطًّا هكذا أمامه، فقال: هذا سبيل الله عزّ وجلّ وخطّين عن يمينه، وخطّين عن شماله، فقال: هذا سبيل الشّيطان ثمّ وضع يده في الخطّ الأوسط، ثمّ تلا هذه الآية: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.
مجالدٌ ضعيفٌ.
5696- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو أسامة، عن بعض المكيين، عن مجاهد في قوله تعالى: {ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله} قال: البدع والشبهات.
هذا إسناد ضعيف.
5697- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التّيميّ، عن أبيه، عن أبي ذرٍّ، رضي اللّه عنه، قال: دخلت المسجد حين غابت الشّمس، قال: والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم جالسٌ، قال: فقال: يا أبا ذرٍّ تدري أين تذهب هذه؟ قال: قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: فإنّها تذهب فتستأذن في السّجود، فيؤذن لها فكأنّها قد قيل لها اطلعي من حيث جئت، قال: فتطلع من مغربها، قال: ثمّ قرأ: وذلك مستقرٌّ لها، في قراءة عبد الله.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، وإبراهيم هو ابن يزيد بن شريكٍ.
5698- قال: وحدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم...، فذكره بلفظ: {والشّمس تجري لمستقرٍّ لها} قال: مستقرّها تحت العرش.
5699- قال: وحدّثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسينٍ، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم التّيميّ، عن أبيه، عن أبي ذرٍّ، قال: كنت ردف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حمارٍ، فرأى الشّمس حين غابت، فقال: يا أبا ذرٍّ، تدري أين تغرب هذه؟ قال: فقلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: فإنّها تغرب في عينٍ حمئةٍ تنطلق حتّى تخرّ ساجدةً لربّها تحت العرش، فإذا حان خروجها أذن لها، فإذا أراد اللّه أن يطلعها من مغربها حبسها، فتقول: يا ربّ إنّ مسيري بعيدٌ فيقول اطلعي من حيث جئت فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
5700- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو بدر، عن عمرو بن قيس، عن رجل، عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: ليتق امرؤ أن لا يكون من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في شيء، ثم قرأت هذه الآية: {إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لّست منهم في شيءٍ}.
هذا إسناد ضعيف.
7- سورة الأعراف
5701- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا محمد بن عمر الواقدي، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة، عن عبد الله بن عمرو بن الحارث سمعت تبيع بن امرأة كعب يقول في قوله عز وجل: {فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} قال: يعني الأرض منها خلق الله، عزّ وجلّ، آدم وفيها يدفنون إذا ماتوا ومنها يخرجون، تمطر السماء أربعين ليلة فتخرج الموتى من الأرض.
هذا إسناد ضعيف.
5702- وقال أحمد بن منيعٍ، حدّثنا يزيد، أنبأنا أبو معشرٍ، حدّثنا يحيى بن شبلٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن المدنيّ، عن أبيه، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أصحاب الأعراف، قال: هم قومٌ قتلوا في سبيل الله في معصية آبائهم، فمنعهم من النّار قتلهم في سبيل الله ومنعهم من الجنّة معصيتهم آبائهم.
5702/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا هوذة، حدّثنا أبو معشرٍ...، فذكره وزاد قال: وقال الكلبيّ: قومًا استوت حسناتهم وسيّئاتهم، فمنعوا الجنّة والنّار، وسيدخلهم اللّه في رحمته، قال: لا أدري ذكر قتلاً أم لا؟
5703- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا كثير بن عبد الله، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن مالكٍ الهلاليّ، عن أبيه، قال قائلٌ: يا رسول الله، ما أصحاب الأعراف؟ قال: قومٌ خرجوا في سبيل الله عزّ وجلّ بغير إذن آبائهم فاستشهدوا، فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنّة.
هذا إسنادٌ فيه محمّد بن عمر الواقديّ، وهو ضعيفٌ.
5704- قال الحارث: وحدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن جعفرٍ، عن الزّهريّ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نحوه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف الواقديّ.
5705- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، أنبأنا حسين بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم قال في العجل: خوار خوره لم يثن ألم تر أن الله، عزّ وجلّ، قال: {ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلاً} ولا يرجع إليهم قولاً.
5706- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت قال: قال علي، رضي الله عنه: إنا سمعنا الله يقول: {إنّ الّذين اتّخذوا العجل سينالهم غضبٌ مّن رّبّهم وذلّةٌ في الحياة الدّنيا وكذلك نجزي المفترين} قال: وما نرى القوم إلاّ قد افتروا فرية ما أراها إلاّ ستصيبهم...، ذكره في أثناء حديث.
5707- قال: وحدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن زيد، عن أيوب قال: تلا أبو قلابة هذه الآية، فقال: هي والله لكل مفتر إلى يوم القيامة الذلة في الحياة الدنيا.
هذا إسناد رجاله ثقات إلاّ أنه منقطع.
5708- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا أبو أسامة، حدثني عتيق بن حيان الأزدي، عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: إن السبعين الذي اختار موسى من قومه إنما أخذتهم الرجفة أنهم لم ينهوا عن العجل ولم يرموا به.
5709- وقال مسدّدٌ: حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن نافع بن عاصم بن مسعود قال: إني لفي حلقة فيها عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقرأ رجل من القوم الآية التي في الأعراف {واتل عليهم نبأ الّذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} قال: تدرون من هو؟ قال أحدهم: هو صيفي بن الراهب. وقال الآخر: هو بل عم رجل من بني إسرائيل، قال: لا، قالوا: فمن هو؟ قال: هو أمية بن أبي الصلت.
قلت: رواه النسائي في الكبرى من طريق يعلى بن عطاء، عن نافع بن عاصم، فذكره.
ورواته ثقات.
8- سورة الأنفال
5710- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا أبو إسحاق الشّيبانيّ، عن محمّد بن عبيد الله الثّقفيّ، عن سعدٍ، قال: لمّا كان يوم بدرٍ قتل أخي عميرٌ، وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمّى ذا الكثيفة، فأتيت به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: اذهب فاطرحه في القبض، فخرجت وبي مالا يعلمه إلاّ اللّه من قتل أخي، وأخذ سلبي، فما مكثت إلاّ قليلاً حتّى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اذهب فخذ سيفك.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: بسندٍ رواته ثقاتٌ، وتقدّم لفظه في باب ما جاء في غنيمة بدرٍ.
5711- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا هشام بن عبد الملك، حدّثنا أبو عوانة، عن سماكٍ، عن مصعب بن سعدٍ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: أخذ أبي من الخمس سيفًا، فأتى به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: هب لي هذا، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرّسول}.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5712- وقال إسحاق بن راهويه، أنبأنا عيسى بن يونس، حدّثنا واصل بن السّائب، عن عطاءٍ وأبي سورة، عن أبي أيّوب الأنصاريّ، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سريّةً، فنصرها اللّه وفتح عليها، وكان من أتاه بشيءٍ نفله من بعد الخمس، فرجع رجالٌ وكانوا يستقدمون، ويأسرون، ويقتلون، وتركوا الغنائم خلفهم، ولم ينالوا من الغنائم شيئًا، فقالوا: يا رسول الله، ما بال رجالٍ منّا يستقدمون ويأسرون، وتخلّف رجالاً لم يصلوا بالقتال، فنفلتهم من الغنيمة؟ فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنزل جبريل عليه السّلام: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرّسول فاتّقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم} فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال لهم: ردّوا ما أخذتم واقتسموه بينكم بالعدل والسّويّة، فقالوا: يا رسول الله، قد اتّفقنا وأكلنا قال واحتسبوا بذلك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف واصل بن السّائب.
5713- وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا الصلت بن دينار، حدّثنا عقبة بن صهبان، وأبو رجاء العطاردي قالا: سمعنا الزبير وهو يتلو هذه الآية: {واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خآصّةً} ولقد تلوت هذه الآية زمانًا وما أراني من أهلها فأصبحنا، من أهلها.
هذا إسناد ضعيف، لضعف الصلت بن دينار.
5714- وقال محمّد بن أبي عمر: أنبأنا عبد الرّزّاق، أنبأنا معمرٌ، عن عثمان الجزريّ، عن مقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك} قال: تشاورت قريشٌ ليلةً بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال بعضهم: اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع اللّه عزّ وجلّ نبيّه صلّى الله عليه وسلّم على ذلك، فبات عليّ بن أبي طالبٍ على فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تلك اللّيلة، وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليًّا يحسبون أنّه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه فلمّا رأوا عليًّا ردّ اللّه مكرهم، قالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري، فاقتفوا أثره فلمّا بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمرّوا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاثًا.
5714/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، أخبرني عثمان الجزريّ: أنّ مقسمًا مولى ابن عبّاسٍ أخبره عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في قوله تعالى: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا...}، فذكره بتمامه.
5715- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض على المسلمين أن يقاتل الرجل من المسلمين العشرة من المشركين قوله تعالى: {إن يكن مّنكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن مّنكم مّائةٌ يغلبوا ألفًا مّن الّذين كفروا} فكبر ذلك عليهم فخفف الله عنهم فأنزل الله تعالى: {الآن خفّف اللّه عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفًا فإن يكن مّنكم مّائةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن مّنكم ألفٌ يغلبوا ألفين بإذن الله}.
5715/2- قال: وحدّثنا ابن علية، حدّثنا ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس أيما رجل فر من ثلاثة فلم يفر، فإن فر من اثنين فقد فر.
5715/3- قال: وحدّثنا يزيد، أنبأنا جرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس بمثله، وزاد في حديثه: ونقصوا من الصبر، بقدر ذلك.
5716- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حمّاد بن أسامة، عن عوفٍ، عن يزيد الفارسيّ، قال: قال لنا ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قلت لعثمان: ما حملكم إلى أن عدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني وإلى براءةٍ وهي من المئين.
فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرّحمن الرّحيم؟ فقال عثمان: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ممّا يأتي عليه الزّمان وهو ينزل عليه من السّورة ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه يدعو بعض من يكتب، فيقول: ضعوا هذه في السّورة الّتي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءةٌ من
آخر القرآن وكانت قصّتها شبيهةٌ بقصّتها فظننت أنّها منها، فمن أجل ذلك فرّقت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرّحمن الرّحيم.
9- سورة براءة
5717- قال أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن يعلى حدّثني أبي، حدّثنا غيلان، عن عثمان أبي اليقظان، عن جعفر بن إياسٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {والّذين يكنزون الذّهب والفضّة...}، قال: كبر ذلك على المسلمين، وقالوا: ما يستطيع أحدٌ منّا أن يترك لولده مالاً يبقى بعده؟ فقال عمر: أنا أفرّج عنكم فانطلقوا وانطلق عمر وأتبعه ثوبان، فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا نبيّ الله، إنّه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله لم يفرض الزّكاة إلاّ لما بقي من أموالكم، وإنّما فرض المواريث في الأموال لتبقى بعدكم فكبّر عمر، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ألا أخبركم بما يكنز، المرأة الصّالحة إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته.
5717/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
وقد تقدّم في كتاب النّكاح وله شاهدٌ في سنن ابن ماجة من حديث أبي أمامة.
ورواه التّرمذيّ، وابن ماجة، وابن مردويه، في تفسيره من حديث ثوبان.
5718- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي عمرو بن حماسٍ، عن مالك بن أوسٍ، قال: كنت أسمع بأبي ذرٍّ، فلم يكن أحدٌ أحبّ إليّ أن أراه وألقاه منه، فكتب إليه عثمان أن يقدم عليه، فكتب إليه معاوية: إن كان لك بالشّام وأهله حاجةٌ، فأخرج أبا ذرٍّ، فإنّه قد ثقل النّاس عندي، فقدم أبو ذرٍّ وتصايح النّاس: هذا أبو ذرٍّ، هذا أبو ذرٍّ فخرجت أنظر إليه فيمن ينظر، فدخل المسجد، وعثمان فيه، فأتى ساريةً، فصلّى عندها ركعتين، ثمّ أتى عثمان، فسلّم عليه، فما سبّه ولا أنّبه، فقال عثمان: أين كنت يوم أغير على لقاح رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: كنت على البئر أستسقي ثمّ رفع أبو ذرٍّ بصوته الأشدّ، فقرأ: {والّذين يكنزون الذّهب والفضّة ولا ينفقونها} إلى قوله: {ما كنتم تكنزون} فأمره عثمان أن يخرج إلى الرّبذة.
ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، وتقدم لفظه بسنده في كتاب الإمارة في باب طاعة الأمير وإن كان عبدًا حبشيّاً.
5719- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قرأ أبو طلحة هذه الآية: {انفروا خفافًا وثقالاً وجاهدوا...} الآية فقال: ما أسمع الله عذر أحدًا، ثم خرج إلى الشام فلم يزل بها مجاهدًا حتى مات بها.
هذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان.
5720- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، أخبرني خالد بن يسارٍ، عن ابن أبي عقيلٍ، عن أبيه، أنّه بات يجرّ الجرير على ظهره على صاعين من تمرٍ، فانقلبت بأحدهما إلى أهلي ينقلبون، وجئت بالآخر إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أتقرّب به إلى ربّي، فأخبرت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالّذي كان فقال: لي انثره في الصّلاة، فقال المنافقون وسخروا به لقد كان الله غنيًّا عن صاع هذا المسكين، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {الّذين يلمزون المطّوّعين من المؤمنين في الصّدقات} إلى قوله: {ولهم عذابٌ أليمٌ}.
إسنادٌ ضعيفٌ.
5721- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا عبدة بن سليمان، حدّثنا محمد بن عمرو بن علقمة، حدّثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: مر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، برجل وهو يقرأ: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار...} حتى ختم الآية، فقال عمر: انصرف انصرف، فقال: من أقرأك هذه السورة؟ فقال: أقرأنيها أبي بن كعب، فقال: لا تفارقني حتى نذهب إليه، فجاء فاستأذن وهو متكىء فأذن له، فقال: زعم هذا أنك أقرأته آية كذا وكذا. وتلاها عليه، فقال: صدق، فقال عمر لأبي: أتلقيتها من في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، فرد عمر ثلاث مرات، كل ذلك يقوله له أبي: نعم، ثم قال: إني أشهد أن الله، تعالى، أنزلها على محمد صلّى الله عليه وسلّم جاء بها جبريل، عليه السلام من عند الله، عزّ وجلّ، لم يؤامر فيها الخطاب، ولا ابنه، قال: فخرج عمر وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر.
هذا إسناد صحيح.
5722- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله قرأ: {فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون}.
هذا إسنادٌ فيه موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيفٌ.
5723- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن واصل بن السّائب الرّقاشيّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن أبي سورة، عن عمّه أبي أيّوب، قال: قال: يا نبيّ الله، من هؤلاء الّذين قال فيهم: {رجالٌ يحبّون أن يتطهّروا واللّه يحبّ المطّهّرين}؟ قال: كانوا يستنجون بالماء، وكانوا لا ينامون اللّيل كلّه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف التّابعيّ أبي سورة، قال يحيى بن معينٍ: ضعيفٌ، وقال البخّاريّ: منكر الحديث يروي عن أبي أيّوب مناكير لا يتابع عليها، وقال السّاجيّ: منكر الحديث، وقال التّرمذيّ: ضعيفٌ في الحديث، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وقال الدّارقطنيّ: مجهولٌ.
5724- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أبو عامر العقدي، حدّثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه، قال: آخر ما نزل من القرآن: {لقد جاءكم رسولٌ مّن أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رّحيمٌ}.
5724/2- قال: وحدّثنا وكيع، عن شعبة...، فذكره.
5724/3- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا هشيم: حدّثنا منصور، عن الحسن، عن أبي كعب...، فذكره.
5724/4- ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ: حدّثني روح بن عبد المؤمن، حدّثنا عمر بن شقيقٍ، حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، حدّثنا الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ: أنّهم جمعوا القرآن في مصاحف في خلافة أبي بكرٍ، وكان رجالٌ يكتبون، ويتلو عليهم أبيّ بن كعبٍ، فلمّا انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءةٌ: {ثمّ انصرفوا صرف اللّه قلوبهم بأنّهم قومٌ لا يفقهون}، فظنّوا أنّ هذا آخر ما أنزل من القرآن، فقال لهم أبيّ بن كعبٍ: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقرأني بعدها آيتين: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ} إلى قوله: {وهو ربّ العرش العظيم}، قال: هذا آخر ما أنزل من القرآن، قال: فختم بما فتح به بالله الّذي لا إله إلاّ هو، وهو قول الله تبارك وتعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنّه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
5724/5- قال عبد الله: وحدّثني محمّد بن أبي بكرٍ المقدميّ: حدّثنا بشر بن عمر، حدّثنا شعبة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف المكّيّ، عن ابن عبّاسٍ، عن أبيّ بن كعبٍ قال: آخر آيةٍ نزلت: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم...} الآية.
5725- قال عبد الله: وحدّثنا عليّ بن بحرٍ، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن يحيى بن عبّادٍ، عن أبيه عبّاد بن عبد الله بن الزّبير، قال: أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءةٌ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم...} إلى عمر بن الخطّاب، فقال: من يقول على هذا؟ قال: لا أدري والله إنّي أشهد لسمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووعيتها، وحفظتها، فقال عمر: وأنا أشهد لسمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: لو كانت ثلاث آياتٍ لجعلتها سورةً على حدةٍ، فانظروا سورةً من القرآن، فضعوها فيها فوضعها في آخر براءةٌ.
10- سورة يونس
5726- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر حدّثنا بشر بن السّريّ، حدّثنا ابن المبارك، عن الفضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّه كان يقرأ: {فبذلك فلتفرحوا هو خيرٌ ممّا تجمعون}.
11- سورة هود وأخواتها
5727- قال مسدّدٌ: حدّثنا أبو الأحوص سلاّم بن سليمٍ، حدّثنا أبو إسحاق الهمدانيّ، عن عكرمة، قال: قال أبو بكرٍ: سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما شيّبك؟ قال: شيّبتني هودٌ، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشّمس كوّرت.
5727/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا خلف بن هشامٍ، حدّثنا أبو الأحوص...، فذكره.
5727/3- قال: وحدّثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، حدّثنا أبو الأحوص.
5728- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا عليّ بن صالحٍ، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، قال: قالوا: يا رسول الله: لقد شبت، قال: شيّبتني هودٌ وأخواتها.
رواته ثقاتٌ.
قلت: رواه التّرمذيّ، في الشّمائل.
5729- وقال مسدّدٌ: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن أبي موسى، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لن يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة، ولا يهوديٌّ، ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي، إلاّ كان من أصحاب النّار، قال: قلت: ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئًا إلاّ كان في كتاب الله عزّ وجلّ، قال: فوجدت {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده}.
قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى من طريق شعبة، عن أبي بشرٍ به.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، وأبو بشرٍ هو جعفر بن أبي وحشيّة.
5730- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حميد بن ثابتٍ البنانيّ، عن أبيه، عن شهر بن حوشبٍ، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّه قرأ: {عملٌ غير صالحٍ}.
5730/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا عبد العزيز، حدّثنا ثابتٌ، حدّثني شهر بن حوشبٍ قال: سألت أمّ سلمة: كيف كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ هذه الآية {إنّه عملٌ غير صالحٍ}؟ قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ: {إنّه عمل غير صالحٍ}.
5730/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن هارون، عن ثابتٍ البنانيّ، عن شهرٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ: {إنّه عمل غير صالحٍ} مخفّفةً.
5730/4- قال: وحدّثنا عثمان بن مطرٍ، عن ثابتٍ، عن شهرٍ، عن أمّ سلمة: أنّها قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ هذا الحرف {إنّه عمل غير صالحٍ}، مخفّفةً.
5731- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيمٍ، عن أبي الزّبير، حدّثنا جابرٌ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمّا نزل الحجر في غزوة تبوك، قام فخطب النّاس، فقال: يا أيّها النّاس، لا تسألوا نبيّكم عن الآيات، هؤلاء قوم صالحٍ سألوا نبيّهم أن يبعث لهم آيةً، فبعث اللّه لهم النّاقة، فكانت النّاقة ترد من هذا الفجّ، فعتوا عن أمر ربّهم فعقروها، فوعدهم اللّه تبارك وتعالى ثلاثة أيّامٍ، فكان وعدًا عليه غير مكذوبٍ، ثمّ جاءتهم الصّيحة، فأهلك اللّه عزّ وجلّ من كان تحت مشارق السّماوات ومغاربها منهم إلاّ رجلاً كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله عزّ وجلّ.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، وابن خثيمٍ، هو عبد الله بن عثمان بن خثيمٍ.
5732- وقال مسدّدٌ: حدّثنا محمد بن جابر، عن أبي إسحاق الهمداني سمعت الضحاك بن قيس يقرأ: {أو أن نّفعل في أموالنا ما نشاء}.
هذا إسناد ضعيف؟ لتدليس ابن إسحاق.
5733- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن يوسف، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رجلاً أتى عمر، فقال: إن امرأةٌ جاءتني فبايعتني فأدخلتها الدّولج، فأصبت منها كلّ شيءٍ إلاّ النّكاح، قال له عمر: لعلّها لمغيّبٍ في سبيل الله؟ قال: فأت أبا بكرٍ فاسأله، قال: فأت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاسأله، فقال: لعلّها لمغيّبٍ في سبيل الله؟ قال: أجل، فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونزلت: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين}، فقال الرّجل: إليّ خاصّةً يا رسول الله أم للنّاس عامّةً؟ فضرب عمر صدره، وقال: لا، ولا نعمة عينٍ، بل للنّاس عامّةً، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: صدق عمر.
5733/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يونس، وعفان، حدّثنا حمّادٌ، يعني ابن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، قال عفّان، أنبأنا عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ: أنّ رجلاً جاء عمر، فقال: امرأةٌ جاءت تبايعه فأدخلتها الدّولج، فأصبت منها ما دون الجماع، قال: ويحك لعلّها مغيّب في سبيل الله؟ قال: أجل، قال: فأت أبا بكرٍ فاسأله، فأتاه فسأله فقال: لعلّها مغيّب في سبيل الله؟ قال فقال فيّ مثل قول عمر، ثمّ أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال له مثل ذلك، قال: فلعلّها مغيّب في سبيل الله؟ ونزل القرآن: {وأقم الصّلاة}، فذكره.
5733/3- قال: وحدّثنا مؤمل، حدّثنا سفيان، حدّثنا حمّادٌ، حدّثنا عليّ بن زيدٍ، عن يوسف بن مهران، عن ابن عبّاسٍ: أنّ امرأةً مغيّبةً أتت رجلاً تشتري منه شيئًا، فقال: ادخلي الدّولح حتّى أعطيك، فدخلت فقبّلها، وغمزها فقالت: ويحك إنّي مغيّبةٌ، فتركها...، فذكره.
12- سورة يوسف
5734- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عمرٍو بن محمّد، حدّثنا خلاّدٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ، رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص...} الآية، قال: أنزل اللّه القرآن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا؟ فأنزل اللّه تعالى: {الر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله: {نحن نقصّ عليك أحسن القصص...} الآية فتلاها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدّثتنا؟ فأنزل اللّه {اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا...} الآية كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن قال خلاّدٌ: وزاد فيه آخر قال: قالوا: يا رسول الله لو ذكّرتنا؟ فأنزل اللّه تعالى: {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله...} الآية.
هذا حديثٌ حسنٌ
5734/2- رواه ابن مردويه، في تفسيره: عن أحمد بن الحسن، عن عبد الله بن محمّد بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه به.
والبزار
5734/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، حدّثنا أبي، حدّثنا خلاّد بن مسلمٍ...، فذكره.
وسيأتي لفظه في كتاب المواعظ في باب قصص القرآن ومواعظه.
5735- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زكريّا، وأحمد بن إبراهيم الموصليّ، ومحمّد بن حاتمٍ المؤدّب، والمعلّى بن مهديٍّ، ونسخته من كتاب زكريّا لفظه حدّثنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلٌ من اليهود، يقال له: بستانيٌّ اليهوديّ، فقال: يا محمّد، أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف عليه السّلام ساجدةً له في أفق السّماء ما أسماؤها؟ فلم يجبه نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذٍ بشيءٍ، فأتاه جبريل عليه السّلام فأخبره، فبعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى بستانيٍّ اليهوديّ، فقال له: أتسلم أنت إن نبّأتك بأسمائها؟ ثمّ قال: هي خرتان، والذّيّال، والطّارق، والكتفان، وقابس، ووثّاب، وعمودان، والفليق، والمصبح، والضّروح، وذا الفرع، قال: يقول بستانيٌّ: والله إنّها أسماؤها، قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لمّا رآها يوسف عليه السّلام قصّها على أبيه يعقوب، فقال له أبوه: هذا أمرٌ متشتّتٌ فجمعه اللّه من بعد قال: والشّمس أبوه والقمر أمّه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ منقطعٌ، عبد الرّحمن بن سابطٍ لم يسمع من جابرٍ، والحكم بن ظهيرٍ ضعيفٌ، ضعّفه ابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، والبخاريّ، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، وأبو أحمد الحاكم، وابن عديٍّ، والسّعديّ، وقال ابن حبّان: يروي عن الثّقات الموضوعات، وكان يشتم الصّحابة.
5735/2- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتابه المستدرك فقال: حدّثنا محمّد بن عليٍّ الصّفّار، حدّثنا أحمد بن محمّد بن نصرٍ، حدّثنا عمرو بن حمّادٍ بن طلحة، حدّثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ به...، فذكره.
وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، ولم يخرجاه وليس كما زعم وروى الحاكم فيه من حديث سلمان موقوفًا، قال: كان بين رؤيا يوسف وتأويلها أربعون عامًا.
5736- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن فضيل بن عياض، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما {وأعتدت لهنّ متّكأً} الأترج.
5737- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد الأخنسي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {أضغاث أحلامٍ} قال: هي الأحلام الكاذبة.
الكلبي ضعيف، واسمه محمد بن السائب.
5738- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا إسرائيل، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: عير يوسف بثلاث: قوله: {اذكرني عند ربّك فأنساه الشّيطان ذكر ربّه} وقوله لإخوته {إنّكم لسارقون}، {قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ لّه من قبل } قال أبو إسرائيل {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب} فقال له جبريل: ولا حين هممت؟ فقال: {وما أبرّىء نفسي إنّ النّفس لأمّارةٌ بالسّوء إلاّ ما رحم ربّي}.
هذا إسناد موقوف ضعيف، لضعف خصيف ولاسيما فيما رواه في حق الأنبياء وهم معصومون قبل البعثة وبعدها هذا هو الحق.
5739- وقال مسدّدٌ: حدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى {صواع الملك} قال: هو المكوك الفارسي الذي يشرب فيه الأعاجم تلتقي طرفاه. هذا إسناد صحيح، وأبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية.
5740- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن عبد الوارث، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: الصواع والسقاية شيء واحد هو الإناء الذي يشرب فيه.
13- سورة الرعد
5741- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق، حدّثنا عليّ بن أبي سارّة الشّيبانيّ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث رجلاً مرّةً إلى رجلٍ من فراعنة
العرب، فقال: اذهب فادعه لي، قال: يا رسول الله، إنّه أعتى من ذلك، قال: اذهب فادعه لي، قال: فذهب إليه، قال: يدعوك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له: من رسول الله؟ وما اللّه؟ من ذهبٍ هو؟ أم من فضّةٍ هو؟ أم من نحاسٍ هو؟ قال: فرجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره، فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك إنّه أعتى من ذلك، قال لي: كذا وكذا، فقال: ارجع إليه الثانية فقل له مثلها أراه فذهب فقال له مثلها فرجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك، قال: ارجع إليه فادعه فرجع إليه الثّالثة، قال: فأعاد عليه ذلك الكلام فبينما هو يكلّمه إذ بعث اللّه، عزّ وجلّ، سحابةً حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقةٌ فذهبت تقذف رأسه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ويرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء} إلى {المحال}.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عليّ بن أبي سارّة، لكن لم ينفرد به عن ثابتٍ فقد تابعه عليه ديلم بن غزوان، وهو ثقةٌ كما رواه البزّار نحو ما تقدم.
ورواه النّسائيّ، في التّفسير.
5742- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا العبّاسيّ بن الفضل، حدّثنا همّامٌ، عن الكلبيّ في قوله: {يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب}، قال: يمحو ما يشاء من الأشياء من الأجل ويزيد فيه ما يشاء.
قال همّامٌ: قلت للكلبيّ: من حدّثك به؟ قال: أخبرني أبو صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
5743- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا روح بن عبد المؤمن، حدّثنا عبد الرّحيم بن موسى، عن سليمان بن أرقم، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن أبيه، قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {ومن عنده علم الكتاب}.
14- سورة إبراهيم والحجر
5744- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا محمّد بن أبانٍ، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، حدّثني أبيّ بن كعبٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله عزّ وجلّ: {وذكّرهم بأيّام الله}، قال: بنعم الله.
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير من طريق أبي إسحاق به.
5745- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا سريج، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس رضي الله عنهما {وأحلّوا قومهم دار البوار} قال: هم المشركون من قريش يوم بدر.
5746- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا أبو بكر بن عبد الله البكري، حدّثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {لعمرك} قال: وحياتك
5746/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قال: ما خلق الله وما ذرأ نفسًا، أكرم عليه من محمد صلّى الله عليه وسلّم وما سمعت الله، عزّ وجلّ، أقسم بحياة أحد إلاّ بحياته فقال: {لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون}.
15- سورة الإسراء
5747- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زرّ بن حبيشٍ، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أتي بالبراق وهو دابّةٌ أبيض فوق الحمار ودون البغل، فلم يزايلا ظهره هو وجبريل حتّى انتهيا به إلى بيت المقدس وصعد به جبريل عليه السّلام إلى السّماء، فاستفتح جبريل فأراه الجنّة والنّار، ثمّ قال لي: هل صلّى في بيت المقدس؟ قلت: نعم، قال: ما اسمك يا أصلع؟ إنّي لأعرف وجهك وما أدري ما اسمك؟ قال: أنا زرّ بن حبيشٍ، قال: فأين تجده صلاّها فتلوت الآية: {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً...} إلى آخر الآية، قال: فإنّه لو صلّى لصلّيتم كما تصلّون في المسجد الحرام، قال: قلت لحذيفة: أربط الدّابة بالحلقة الّتي كانت تربط بها الأنبياء؟ قال: أكان يخاف أن يذهب منه وقد أتاه اللّه بها؟!.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5748- وقال أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يزيد بن المقدام، عن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، أنّه سأل عائشة رضي اللّه عنها، أكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي على حصيرٍ؟ فإنّي سمعت في كتاب الله عزّ وجلّ: {وجعلنا جهنّم للكافرين حصيرًا} فقالت: لا لم يكن يصلّي عليه.
5748/2- رواه أبو يعلى: حدّثنا ابن أبي شيبة.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ، يزيد بن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن جده شريح القاضي، كلهم ثقات.
5749- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا الفرات بن السّائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: أنزل اللّه، عزّ وجلّ، هذا الحرف على لسان نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم: {ووصّى ربّك أن لا تعبدوا إلاّ إيّاه} فلصقت إحدى الواوين بالأخرى، فقرأ لنا وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلا إيّاه ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحدٌ فكان ميمون يقول: إنّ على تفسيره لنورًا، قال اللّه عزّ وجلّ: {شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحًا}.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، فرات بن السّائب ضعّفه أحمد بن حنبلٍ، وابن معينٍ، وابن حبّان، والدّارقطنيّ، وغيرهم، وقال البخاريّ: منكر الحديث.
5750- وقال أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت صلة بن زفر يحدّث، عن حذيفة، قال: يجمع النّاس في صعيدٍ واحدٍ فلا تكلّم نفسٌ، فيكون أوّل مدعوٍّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم، فيقول: لبّيك وسعديك، والخير في يديك، والشّرّ ليس إليك، والمهتدي من هديت، وعبدك بين يديك أنا بك وإليك، لا ملجأ، ولا منجى منك إلاّ إليك، تباركت، وتعاليت سبحانك ربّ البيت فذلك قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا}.
5750/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثني أبو إسحاق، عن صلة، عن حذيفة، قال: يجمع النّاس في صعيدٍ واحدٍ، فيسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر، فأوّل مدعوٍّ محّمدٌ صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره بتمامه.
5750/3- ورواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا عبد الله بن معاذٍ، أنبأنا معمرٌ، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، قال: قال حذيفة رضي اللّه عنه: يجمع اللّه، عزّ وجلّ، النّاس يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ، ينفذهم البصر، ويسمعهم الدّاعي، حفاةً عراةً كما خلقوا أوّل مرّةٍ، ثمّ يقوم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيقول: لبّيك وسعديك...، فذكره.
5750/4- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق...، فذكره بإسناد مسدّدٍ ومتنه.
5750/5- قلت: وراه أبو يعلى: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا المعتمر بن سليمان، أنبأنا شعبة...، فذكره.
ورواه النّسائيّ في الكبرى في التّفسير في كتابه القيامة.
5750/6- ورواه البزار: حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة...، فذكره بلفظ: يجمع اللّه النّاس في صعيدٍ واحد ولا تكلم نفس، فأول من يتكلم محمد صلّى الله عليه وسلّم فيقول: لبّيك...، فذكره.
5750/7- ورواه الحاكم من طريق ليث بن أبي سليمٍ، عن أبي إسحاق...، فذكره إلى قوله: تباركت وتعاليت، وزاد: قال: وإن قذف المحصنة ليهدم عمل مائةٍ
وقال: رواة هذا الحديث عن آخرهم محتجٌّ بهم غير ليث بن أبي سليمٍ.
5751- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكّة، ثمّ أمرنا بالهجرة وأنزل عليه: {ربّ أدخلني مدخل صدقٍ وأخرجني مخرج صدقٍ واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا}.
5752- وقال مسدّدٌ: حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامر في قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: يده، وعصاه، والسنين، والطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، ونقص من الثمرات.
5753- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح وعكرمة في قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: بالسنين حبس عنهم المطر، ونقص من الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وعصاه، ويده.
5754- قال أحمد بن منيع: وحدّثنا عباد بن العوام، عن أشعث بن سوار، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال: كانوا يجهرون بالدعاء: اللهم ارحمني، فلما نزلت هذه الآية أمروا أن يجهروا ولا يخافتوا.
16- سورة الكهف وفضلها
5755- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله بن معاذٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان، رضي اللّه عنه، قال: ولا أعلمه إلاّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قرأ بعشر آياتٍ من آخر سورة الكهف عصم من الدّجّال.
5755/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ: حدّثنا شعبة...، فذكره.
5755/3- قال: وحدّثني حجّاجٌ: حدّثني شعبة، عن قتادة، قال حجّاجٌ في حديثه: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدّث، عن معدان، عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
قلت: هو في الصّحيح من أوّل سورة الكهف، ورواه النّسائيّ، في اليوم، واللّيلة.
5756- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا حسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، حدّثنا أبي، حدّثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ، عن أبي سعد الأزديّ، عن أبي الكنودٍ، عن خبّاب بن الأرتّ، في قوله عزّ وجلّ: {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيءٍ وما من حسابك عليهم من شيءٍ فتطردهم فتكون من الظّالمين}، قال: جاء الأقرع بن حابسٍ التّميميّ، وعيينة بن حصينٍ الفزاريّ، فوجدوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قاعدًا مع بلالٍ، وصهيبٍ، وخبّابٍ، وناسٍ من الضّعفاء من المؤمنين، فلمّا رأوهم حوله حقّروهم، وأتوه فخلوا به، فقالوا: إنّا نحبّ أن تجعل لنا منك مجلسًا تعرف لنا به العرب فضلنا فإن وجوه العرب ترد عليك فنستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد، فإذا نحن جئناك، فأقمهم عنّا فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت، قال: نعم، قالوا: فاكتب لنا عليك كتابًا، قال: فدعا بالصّحيفة ودعا عليًّا، رضي اللّه عنه، ليكتب ونحن قعودٌ في ناحيةٍ إذ نزل جبريل عليه السّلام {ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه} إلى قوله: {من الظّالمين}، ثمّ قال: {وإذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة} فرمى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالصّحيفة من يده، ثمّ دعانا فأتيناه وهو يقول: {سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة}، فدنونا منه يومئذٍ حتّى وضعنا ركبنا على ركبته فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل اللّه: عزّ وجلّ: {واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا} قال: تجالس الأشراف {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} قال: عيينة والأقرع {واتّبع هواه وكان أمره فرطًا}، قال: هلاكًا، ثمّ قال: ضرب لهم مثلاً رجلين كمثل الحياة الدّنيا قال: فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقعد معنا، فإذا بلغ السّاعة الّتي يقوم فيها قمنا وتركناه وإلاّ صبر أبدًا حتّى نقوم.
5756/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أحمد بن المفضّل، حدّثنا أسباط بن نصرٍ...، فذكره بتمامه.
5756/3- قلت: رواه ابن ماجة في سننه باختصارٍ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، حدّثنا أسباط به.
5757- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النّضر بن شميلٍ، أنبأنا أبو قرّة الأسديّ، ثمّ الصّيداويّ رجلٌ من أهل البادية سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّه قد أوحي إليّ آيةً منها قال: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} كان له نورٌا من عدنٍ أبين إلى مكّة حشوه الملائكة.
هذا إسنادٌ فيه أبو قرّة الأسديّ أخرج له ابن خزيمة في صحيحه وقال: لا أعرفه بعدالةٍ، ولا جرحٍ.
17- سورة مريم
5758- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا أبو صالحٍ غالب بن سليمان، عن كثير بن زياد البرساني، عن أبي سميّة، قال: اختلفنا هاهنا بالبصرة في الورود، فقال قومٌ: لا يدخلها مؤمنٌ، وقال آخرون: يدخلونها جميعًا، ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا، فلقيت جابرًا فسألته، فقال: يدخلونها جميعًا ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا، قال: فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه، قال: صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: الورود: الدّخول: لا يبقى برٌّ، ولا فاجرٌ إلاّ دخلها فيكون على المؤمنين بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم حتّى أنّ للنّار، أو لجهنّم ضجيج من بردهم، ثمّ ينجّي اللّه الّذين اتّقوا ويذر الظّالمين فيها جثيًّا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
18- سورة طه
5759- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبد الرحمن الأسود بن عامر شاذان، حدّثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنه، في قوله عز وجل: {طه} أي: طأ يا رجل، وهي بالنبطية. قال شاذان: ربما قال شريك: طه يا رجل.
5760- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أصبغ بن زيدٍ الجهنيّ، حدّثنا القاسم بن أبي أيّوب، حدّثنا سعيد بن جبيرٍ، قال: سألت عبد الله بن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، عن قول الله، عزّ وجلّ لموسى صلّى الله عليه وسلّم: {وفتنّاك فتونًا}، فسألته عن الفتون؟ فقال: استأنف النّهار يا ابن جبيرٍ، فإنّ لها حديثًا طويلاً، قال: فغدوت على ابن عبّاسٍ لأنتجز ما وعدني من حديث الفتون، فقال: تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان اللّه عزّ وجلّ وعد إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم من أن يجعل في ذرّيّته أنبياءً وملوكًا، فقال بعضهم: إنّ بني إسرائيل لينتظرون ذلك ما يشكّون فيه، وقد كانوا يظنّون يظنّون أنّه يوسف بن يعقوب عليهما الصّلاة والسّلام، فلمّا هلك قالوا: ليس هكذا كان، إنّ اللّه عزّ وجلّ وعد إبراهيم صلّى الله عليه وسلّم، قال فرعون: فكيف ترون؟ فأتمروا، واجتمعوا أمرهم على أن يبعث رجالاً بالشّفار، يطوفون في بني إسرائيل، فلا يجدون مولودًا ذكرًا إلاّ ذبحوه، ففعلوا ذلك، فلمّا أن رأوا أنّ الكبار في بني إسرائيل، يموتون بآجالهم، والصّغار يذبحون، قالوا: أتوشكون أن تفنوا بني إسرائيل، فتصبروا إلى أن تباشروا من الأعمال، والخدمة الّتي كانوا يكفونكم؟ فاقتلوا عامًا كلّ مولودٍ ذكرٍ، فيقلّ نباتهم، ودعوا عامًا، فلا تقتلوا منهم أحدًا فيشبّ الصّغار، مكان من يموت من الكبار، فإنّهم لن يكثروا بمن تستحيون فتخافوا مكاثرتهم إباكم ولن يفنوا بمن تقتلون فتحتاجون إليهم، فأجمعوا
أمرهم على ذلك، فحملت أمّ موسى بهارون عليهما السّلام العام الّذي لا يذبح فيه الغلمان فولدته علانيةً، فلمّا كان من قابلٍ، حملت بموسى، عليه السّلام، فوقع في قلبها من الهمّ والحزن، فذلك من الفتون يا ابن جبيرٍ، ما دخل عليه في دهو بطن أمّه ممّا يراد به، فأوحى اللّه تعالى إليها: {ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين}، وأمرها أن إذا ولدت أن تجعله في تابوتٍ، ثمّ تلقيه في اليمّ، فلمّا ولدت فعلت ذلك به، فألقته في اليمّ، فلمّا توارى عنها ابنها أتاها الشّيطان فقالت في نفسها: ما فعلت بابني؟ لو ذبح لبث عندي فرأيته وكفّنته كان أحبّ إليّ من أن ألقيه بيدي إلى دوابّ البحر وحيتانه، وانتهى الماء به حتّى أرفأ به عند فرضة مستقى جواري امرأة فرعون، فلمّا رأينه أخذنه، فهممن أن يفتحن التّابوت فقالت بعضهنّ: إنّ في هذا مالاً، وإنّا إن فتحناه لم تصدّقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه، فحملنه بهيئةٍ لم يحرّكن منه شيئًا، دفعنه إليها، فلمّا فتحته رأت فيه غلامًا، فألقى عليه منها محبّةً لم تلق مثلها على البشر قطّ، وأصبح فؤاد أمّ موسى فارغًا من ذكر كلّ شيءٍ إلاّ من ذكر موسى عليه السّلام، فلمّا سمع الذّابحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه، وذلك من الفتون يا ابن جبيرٍ، فقالت للذّبّاحين: أقروه، فإنّ هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتّى آتي فرعون فأستوهبه منه، فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم، وإن أمر بذبحه لم ألمكم، فأتت به فرعون فقالت: قرّة عينٍ لي ولك، قال فرعون: يكون لك، فأمّا لي فلا حاجة لي في ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والّذي أحلف به، لو أقرّ فرعون بأن يكون له قرّة عينٍ كما أقرّت امرأته، لهداه اللّه به كما هدى به امرأته، ولكنّ اللّه حرمه ذلك، فأرسلت إلى من حولها، من كلّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختار لها ظئرًا، فجعل كلّما أخذته امرأةٌ منهنّ فترضعه لم يقبل ثديها، حتّى أشفقت عليه امرأة فرعون أن يمتنع من اللّبن فيموت، فأحزنها ذلك، فأمرت به فأخرج إلى السّوق وتجمّع النّاس ترجو أن تجد له ظئرًا يأخذ منها، فلم يقبل، وأصبحت أمّ موسى والهةً، فقالت لأخته: قصّيه، يعني أثره، واطلبيه، هل تسمعين له ذكرًا؟ أحيٌّ ابني أم قد أكلته الدّوابّ؟ ونسيت ما كان اللّه عزّ وجلّ وعدها فيه به، أخته عن جنبٍ وهم لا يشعرون، وتخبّت أنّ بصر الإنسان إلى الشّيء البعيد وهو إلى جنبه لا يشعر به، فقالت من الفرح حين أعياهم الظؤارت: أنا أدلّكم على أهل بيتٍ يكفلونه لكم
وهم له ناصحون، فأخذوها فقالوا: ما يدريك ما نصحهم له؟ هل يعرفونه حتّى شكّوا في ذلك؟ فذلك من الفتون يا بن جبيرٍ، فقالت: نصيحتهم له وشفقتهم عليه رغبةً في ظهور ملكٍ، ورجاء منفعته، فأرسلوها، فانطلقت إلى أمّها فأحبّ بها الخبر، فجاءت أمّه، فلمّا وضعته في حجرها، نزا إلى ثديها فمصّه حتّى امتلأ جنباه ريًّا، وانطلق البشير إلى امرأة فرعون أن قد وجدنا لابنك، فأرسلت إليها، فأوتيت بها وبه، فلمّا رأت ما يصنع قالت لها: امكثي عندي ترضعي ابني هذا، فإنّي لم أحجبه شيئًا قطّ، فقالت أمّ موسى: لا أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع، فإن طابت نفسك أن تعطينه فأذهب به إلى منزلي فيكون معي لا آلوه خيرًا فعلت، وإلاّ فإنّي غير تاركةٍ بيتي وولدي، وذكرت أمّ موسى عليه السّلام ما كان اللّه، عزّ وجلّ، وعدها، فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت بأنّ اللّه عزّ وجلّ ينجز موعوده، فرجعت إلى بيتها بابنها من يومها، فأنبته اللّه نباتًا حسنا وحفظه لما قد قضى فيه، فلم يزل بنو إسرائيل وهم في ناحية القرية ممتنعين يمتنعون به من السّخرة ما كان فيهم، فلمّا ترعرع قالت امرأة فرعون لأمّ موسى: أريد أن تريني ابني، فوعدتها يومًا تريها فيه إيّاه، فقالت امرأة فرعون لخزّانها، وظؤورتها، وقهارمتها: لا يبقينّ أحدٌ منكم إلاّ استقبل ابني اليوم بهديّةٍ، وكرامةٍ، لأرى ذلك فيه وأنا باعثةٌ أمينًا يحصي ما يصنع كلّ إنسانٍ منكم، فلم تزل الهدايا، والكرامة، والنّحلة، تستقبله من حين خرج من بيت أمّه، إلى أن دخل على امرأة فرعون، فلمّا دخل عليها بجلته، وأكرمته، وفرحت به، وأعجبها، ونحلت أمّه لحسن أثره، ثمّ قالت: لآتينّ به فرعون فلينحلنّه، وليكرمنّه، فلمّا دخلت به عليه، جعله في حجره، فتناول موسى لحية فرعون فمدّها إلى الأرض، فقال الغواة من أعداء الله لفرعون: ألا ترى إلى ما وعد اللّه عزّ وجلّ إبراهيم نبيّه عليه السّلام أنّه يرثك، ويعلوك، ويصرعك، فأرسل إلى الذّبّاحين، وذلك من الفتون يا ابن جبيرٍ، بعد كلّ بلاءٍ ابتلي به، أو أريد به فتونًا، فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلام الّذي وهبته لي، قال: ألا ترينه يزعم أنّه يصرعني ويعلوني، قالت: أجعل بيني وبينك أمرًا تعرف فيه الحقّ، ائت بجمرتين ولؤلؤتين، فقرّبهما إليه، فإن بشّ باللّؤلؤتين واجتنب الجمرتين عرفت أنّه يعقل، وإن تناول الجمرتين ولم يرد
اللّؤلؤتين، علمت أنّ أحدًا لا يؤثر الجمرتين على اللّؤلؤتين وهو يعقل، فقرّب ذلك إليه فتناول الجمرتين فانتزعوهما من يده وخافت أن يحرقا يديه، فقالت المرأة: ألا ترى، فصرفه اللّه عنه بعد ما كان قد همّ به، وكان اللّه عزّ وجلّ بالغًا فيه أمره، فلمّا بلغ أشدّه وصار من الرّجال لم يكن أحدٌ من آل فرعون يخلص إلى أحدٍ من بني إسرائيل معه بظلمٍ، ولا يخرج حتّى يمنعوا كلّ الامتناع، فبينما موسى عليه السّلام يمشي في ناحية المدينة، إذ هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعونيٌّ، والآخر إسرائيليٌّ، فاستغاثه الإسرائيليّ على الفرعونيّ فغضب موسى عليه السّلام غضبًا شديدًا، لأنّه تناول وهو يعلم منزلة موسى عليه السّلام من بني إسرائيل وحفظه لهم إلا يعلم النّاس، إلاّ أنّما ذلك من الرّضاع إلاّ أمّ موسى، إلاّ أن يكون اللّه، عزّ وجلّ، أطلع موسى عليه السّلام من ذلك على ما لم يطلع عليه غيره، فوكز موسى، عليه السّلام، الفرعونيّ فقتله، وليس يراهما أحدٌ إلاّ اللّه، عزّ وجلّ، فقال موسى عليه السّلام حين قتل الرّجل: {هذا من عمل الشّيطان إنّه عدوٌّ مضلٌّ مبينٌ}، ثمّ قال: {ربّ إنّي ظلمت} إلى قوله: {إنّه هو الغفور الرّحيم}، فأصبح في المدينة خائفًا يترقّب الأخبار، فأتي فرعون فقيل: إنّ بني إسرائيل قد قتلت رجلاً من آل فرعون فخذ لنا بحقّنا، ولا ترخّص لهم، فقال: ابغوني قاتله ومن شهد عليه، فإنّ الملك وإن كان صفوه مع قومه لا يستقيم له أن يقيّد بغير بيّنةٍ، ولا يثبت، فانظروا في علم ذلك آخذ لكم بحقّكم، فبينا هم يطوفون لا يجدون شيئًا، إذا موسى، عليه السّلام، قد رأى في الغد ذلك الإسرائيليّ يقتل رجلاً من آل فرعون آخر، فاستغاثه الإسرائيليّ على الفرعونيّ، فصادف موسى، عليه السّلام، قد ندم على ما كان منه، فكره الّذي رأى، فغضب الإسرائيليّ وهو يريد أن يبطش بالفرعونيّ، فقال الإسرائيليّ: لما فعل أمس واليوم إنّك لغويٌّ مبينٌ، فنظر الإسرائيليّ إلى موسى عليه السّلام بعد ما قال له ما قال، فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس الّذي قتل به الفرعونيّ، فخاف أن يكون بعد ما قال له: إنّك لغويٌّ مبينٌ إيّاه أراد، ولم يكن أراده، إنّما أراد الفرعونيّ، فخاف الإسرائيليّ، فحاجز الفرعونيّ، فقال: يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس وإنّما قال ذلك مخافة أن يكون إيّاه أراد موسى عليه السّلام أن يقتله، فتنازعا، فانطلق الفرعونيّ إلى قومه،
فأخبرهم بما سمع من الإسرائيليّ من الخبر حين يقول: أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسًا بالأمس، فأرسل فرعون الذّبّاحين ليقتلوا موسى عليه السّلام، فأخذ رسل فرعون الطّريق الأعظم يمشون على هيئهم يطلبون موسى عليه السّلام وهم لا يخافون أن يفوتهم، فجاء رجلٌ من شيعة موسى عليه السّلام من أقصى المدينة فاختصر طريقًا قريبًا حتّى سبقهم إلى موسى عليه السّلام فأخبره، فذلك من الفتون يا ابن جبيرٍ، فخرج موسى، عليه السّلام، متوجّهًا نحو مدين لم يلق بلاءً قبل ذلك، وليس له علمٌ بالطّريق إلاّ حسن الظّنّ بربّه عزّ وجلّ فإنّه قال: {عسى ربّي أن يهديني سواء السّبيل، ولمّا ورد ماء مدين وجد عليه أمّةً من النّاس يسقون} إلى {تذودان} يعني بذلك حابستين غنهما فقال لهما: ما خطبكما معتزلتين لا تسقيان مع النّاس قالتا: ليس لنا قوّةٌ نزاحم القوم، وإنّما ننتظر فضول حياضهم، فسقى لهما فجعل يغرف بالدّلو ماءً كثيرًا، حتّى كانتا أوّل الرّعاء فراغًا، فانصرفتا بغنمهما إلى أبيهما وانصرف موسى عليه السّلام فاستظلّ بشجرةٍ، وقال: ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خيرٍ فقيرٌ، فاستنكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حفلاً باطنًا، فقال: إنّ لكما اليوم لشأنًا، فأخبرتاه لما صنع موسى عليه السّلام، فأمر إحداهما أن تدعوه له، فأتت موسى عليه السّلام فدعته، فلمّا كلّمه قال: لا تخف نجوت من القوم الظّالمين ليس لفرعون، ولا لقومه علينا سلطانٌ، ولسنا في مملكته، قال: فقالت إحداهما: يا أبت استأجره إنّ خير من استأجرت القويّ الأمين فاحتملته الغيرة على أن قال: وما يدريك ما قوّته؟ وما أمانته؟ قالت: أمّا قوّته: فما رأيت في الدّلو حين سقى لنا لم أر رجلاً قطّ في ذلك المسقى أقوى منه، وأمّا أمانته: فإنّه نظر إليّ حين أقبلت إليه وشخصت له، فلمّا علم أنّي امرأةٌ، صوّب رأسه لم يرفعه ولم ينظر إليّ حتّى بلّغته رسالتك، ثمّ قال لي: امشي خلفي وانعتي لي الطّريق، لم يفعل هذا إلاّ وهو أمينٌ فسرّي عن أبيها وصدّقها وظنّ به الّذي قالت له، فقال له: هل لك {أن أنكحك إحدى ابنتيّ هاتين} إلى قوله: {من الصّالحين}، ففعل، فكانت على نبيّ الله موسى، عليه السّلام،
ثماني سنين واجبةٌ، وكانت سنتان عدّةٌ منه، فقضى اللّه، عزّ وجلّ، عنه عدّته فأتمّها عشرًا، قال سعيدٌ: فلقيني رجلٌ من أهل النّصرانيّة من علمائهم، فقال: هل تدري أيّ الأجلين قضى موسى عليه السّلام؟ قلت: لا وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقيت ابن عبّاسٍ فذكرت ذلك له، فقال: أما علمت أنّ ثمانيًا كانت على نبيّ الله عليه السّلام واجبةً، لم يكن نبيّ الله لينقص منها شيئًا، وتعلم أنّ اللّه عزّ وجلّ كان قاضيًا عن موسى عليه السّلام عدّته الّتي وعد، فإنّه قضى عشر سنين، فلقيت النّصرانيّ، فأخبرته بذلك، فقال: الّذي سألته فأخبرك أعلم منك بذلك؟ قلت: أجل، وأولى فلمّا سار موسى عليه السّلام بأهله كان من أمر النّار ما قصّ اللّه عليك في القرآن وأمر العصا ويده فشكا إلى ربّه عزّ وجلّ ما يتخوّف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه، فأتاه اللّه، عزّ وجلّ سؤله، وحلّ عقدةً من لسانه، وأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى هارون عليه السّلام وأمره أن يلقاه واندفع موسى عليه السّلام بعصاه حتّى لقي هارون عليه السّلام وانطلقا جميعًا إلى فرعون، فأقاما حينًا على بابه لا يؤذن لهما فقالا: إنّا رسولا ربّك قال: فمن ربّكما يا موسى فأخبراه بالّذي قصّ اللّه عزّ وجلّ عليك في القرآن قال: فما تريدان؟ وذكّره القتيل واعتذر بما قد سمعت، وقال: أريد أن تؤمن بالله وأن ترسل معي بني إسرائيل، فأبى عليه وقال: ائت بآيةٍ إن كنت من الصّادقين، فألقى عصاه فإذا هي حيّةٌ عظيمةٌ فازعةٌ فاغرةٌ فاها مسرعةٌ إلى فرعون، فلمّا رآها فرعون قاصدةً إليه خافها، فاقتحم عن سريره واستغاث بموسى عليه السّلام أن يكفّها عنه ففعل، ثمّ أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوءٍ، يعني من غير برصٍ، فردّها فعادت إلى لونها الأوّل، فاستشار الملأ حوله فيما رأى، فقالوا له: {هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم...} الآية: والمثلى ملكهم الّذي هم فيه والعيش، فأبوا على موسى، عليه السّلام، أن يعطوه شيئًا ممّا طلب وقالوا له: اجمع لهما السّحرة، فإنّهم بأرضك كثيرٌ حتّى نغلب سحرهما، وأرسل في المدائن فحشر له كلّ ساحرٍ متعالمٍ، فلمّا أتوا على فرعون، قالوا: ما يعمل هذا السّاحر؟ قالوا: يعمل الحيّات، قالوا: فلا
والله ما أحدٌ في الأرض يعمل السّحر والحيّات والحبال والعصيّ الّذي نعمل، فما أجرنا إن نحن غلبنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلّ شيءٍ أحببته، فتواعدوا يوم الزّينة وأن يحشر النّاس ضحًى،
قال سعيدٌ: فحدّثني ابن عبّاسٍ، أنّ يوم الزّينة اليوم الّذي أظهر اللّه عزّ وجلّ فيه موسى عليه السّلام على فرعون والسّحرة هو يوم عاشوراء، فلمّا اجتمعوا في صعيدٍ، قال النّاس بعضهم لبعضٍ: انطلقوا فنتخبّر هذا الأمر لعلّنا نتّبع السّحرة إن كانوا هم الغالبين، يعنون موسى وهارون عليهما السّلام استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى، لقدرتهم في أنفسهم بسحرهم، إمّا أن تلقي، وإمّا أن نكون نحن الملقين قال: بل ألقوا فألقوا حبالهم وعصيّهم، وقالوا بعزّة فرعون إنّا لنحن الغالبون، فرأى موسى عليه السّلام من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفةً، فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه أن ألق عصاك، فلمّا ألقاها، صارت ثعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجعلت العصيّ بدعوة موسي عليه السّلام تلتبس بالحبال حتّى صارت جرزًا إلى الثّعبان، فدخل فيه حتّى ما أبقت عصا، ولا حبلاً إلاّ ابتلعته، فلمّا عرف السّحرة ذلك، قالوا: لو كان هذا سحرٌ لم يبلغ من سحرنا كلّ هذا، ولكنّه أمرٌ من الله، آمنّا بالله ربّنا وما جاء به موسى عليه السّلام، ونتوب إلى الله عزّ وجلّ ممّا كنّا عليه، وكسر اللّه ظهر فرعون في ذلك الموطن وأشياعه، وأظهر الحقّ وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، وامرأة فرعون بارزةٌ متبذّلةٌ تدعو بالنّصر لموسى عليه السّلام على فرعون، فمن رآها من آل فرعون ظنّ أنّها إنّما تبذّلت لشفقةٍ على فرعون وأشياعه، وإنّما كان حزنها وهمّها لموسى عليه السّلام، فلمّا طال مكث موسى عليه السّلام لمواعيد فرعون الكاذبة، كلّما جاءه بآيةٍ وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل، فإذا مضت، أخلف موعده وقال: هل يستطيع ربك أن يصنع غير هذا، فأرسل اللّه عليه وعلى قومه الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، آياتٍ مفصّلاتٍ، كلّ ذلك يشكو إلى موسى عليه السّلام ويطلب إليه أن يكفّها عنه، ويواثقه على أن يرسل معه بني إسرائيل، فإذا كفّ ذلك عنه، أخلف موعده ونكث عهده، فأمر موسى عليه السّلام بالخروج بقومه فخرج بهم ليلاً، فلمّا أصبح فرعون ورأى أنّهم قد مضوا، أرسل في المدائن حاشرين، فتبعهم بجنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللّه عزّ وجلّ إلى البحر أن إذا ضربك موسى بعصاه فانفرق له اثنتي عشرة فرقةً، حتّى يجوز موسى عليه السّلام ومن معه، ثمّ التئم على من بقي بعد من فرعون وأشياعه، فنسي موسى عليه السّلام أن يضرب البحر بالعصا فانتهى إلى البحر وله قصيفٌ مخافة أن يضرب به موسى عليه السّلام، وهو غافلٌ فيصير عاصيًا اللّه عزّ وجلّ، فلمّا تراءى الجمعان
وتقاربا، قال أصحاب موسى: إنّا لمدركون، افعل ما أمرك به ربّك عزّ وجلّ، فإنّك لم تكذب ولم تكذّب، فقال: وعدني ربّي عزّ وجلّ إذا أتيت البحر انفرق لي اثنتي عشرة فرقةً حتّى أجاوزه، ثمّ ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بعصاه حين دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى عليه السّلام، فانفرق البحر كما أمره اللّه عزّ وجلّ وكما وعد موسى عليه السّلام، فلمّا أن جاوز موسى عليه السّلام وأصحابه البحر ودخل فرعون وأصحابه، التقى عليهم البحر كما أمر، فلمّا جاوز موسى عليه السّلام البحر قال أصحابه: إنّا نخاف أن لا يكون فرعون قد غرق، ولا نؤمن هلاكه، فدعا ربّه عزّ وجلّ فأخرجه له بيديه حتّى استيقنوا بهلاكه، ثمّ مرّوا بعد ذلك على قومٍ يعكفون على أصنامٍ لهم، قالوا: {يا موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهةً}، إلى {وباطلٌ ما كانوا يعملون}، قد رأيتم من العبر وسمعتم ما يكفيكم، ومضى فأنزلهم موسى عليه السّلام منزلاً ثمّ قال لهم: أطيعوا هارون عليه السّلام فإنّي قد استخلفته عليكم، وإنّي ذاهبٌ إلى ربّي عزّ وجلّ، وأجّلهم ثلاثين يومًا، أن يرجع إليهم فيها فلما أتى ربه وأراد أن يكلمه ثلاثين يومًا وقد صامهنّ ليلهنّ ونهارهنّ، وكره أن يكلمّ ربّه عزّ وجلّ وريح فمه ريح فم الصّائم، فتناول موسى عليه السّلام من نبات الأرض شيئًا فمضغه، فقال له ربّه عزّ وجلّ حين لقاه: لم أفطرت؟ وهو أعلم بالّذي كان، قال: يا ربّ، إنّي كرهت أن أكلّمك إلاّ وفمي طيّب الرّيح، قال: أو ما علمت يا موسى أنّ ريح فم الصّائم أطيب عندي من ريح المسك، ارجع حتّى تصوم عشرًا ثمّ ائتني، ففعل موسى عليه السّلام ما أمر به، فلمّا رأى قوم موسى عليه السّلام أنّه لم يرجع إليهم للأجل ساءهم ذلك، وكان هارون عليه السّلام قد خطبهم، فقال لهم: خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندي عواري وودائع، ولكم فيهم مثل ذلك، وأنا أرى أن تحتسبوا ما لكم عندهم، ولا أجلّ لكم وديعةً استودعتموها، ولا عاريةً، ولسنا برادّي إليهم شيئًا من ذلك، ولا ممسكيه لأنفسنا، فحفر حفيرًا وأمر كلّ قومٍ عليهم شيءٌ
من ذلك من متاعٍ، أو حليةٍ أن يقذفوه في ذلك الحفير، ثمّ أوقد عليه النّار فأحرقه فقال: لا يكون لنا، ولا لهم، وكان السّامريّ رجلٌ من قومٍ يعبدون البقر جيرانٍ لهم، ولم يكن من بني إسرائيل، فاحتمل مع موسى عليه السّلام وبني إسرائيل حين احتملوا، فقضى له أن رأى أثرًا، فأخذ منه بقبضته، فمرّ بهارون فقال له هارون عليه السّلام: يا سامريّ، ألا تلقي ما في يديك؟ وهو قابضٌ عليه لا يراه أحدٌ طوال ذلك فقال: هذه قبضةٌ من أثر الرّسول الّذي جاوز بكم البحر، ولا ألقيها لشيء إلاّ أن تدعو اللّه إذا ألقيتها أن تكون ما أريد، فألقاها ودعا اللّه هارون عليه السّلام فقال: أريد أن يكون عجلاً، واجتمع ما كان في الحفرة من متاع له، أو حلية، أو نحاس، أو حديد، فصار عجلا أجوف ليس فيه روحٌ له خوارٌ، قال ابن عبّاسٍ: لا والله ما كان له صوتٌ قطّ، إنّما كانت الرّيح تدخل من دبره وتخرج من فمه، فكان ذلك الصّوت من ذلك، فتفرّق بنو إسرائيل فرقًا، فقالت فرقةٌ: يا سامريّ ما هذا فأنت أعلم به؟ قال: هذا ربّكم عزّ وجلّ ولكنّ موسى عليه السّلام أضلّ الطّريق، وقالت فرقةٌ: لا تكذب بهذا حتّى يرجع إلينا موسى، فإن كان ربّنا لم نكن ضيّعناه وعجزنا فيه حتّى رأيناه، وإن لم يكن ربّنا، فإنّا نتّبع قول موسى عليه السّلام، وقالت فرقةٌ: هذا علم الشّيطان، وليس بربّنا، ولا نؤمن، ولا نصدّق، وأشرب فرقةٌ، في قلوبهم التّصديق بما قال السّامريّ في العجل، وأعلنوا التّكذيب، فقال لهم هارون عليه السّلام: يا قوم: إنّما فتنتم به، وإنّ ربّكم ليس هكذا، قالوا: فما بال موسى عليه السّلام وعدنا ثلاثين يومًا ثمّ أخلفنا، فهذه أربعون قد مضت، فقال سفهاؤهم: أخطأ ربّه فهو يطلبه ويتّبعه، فلمّا كلّم اللّه عزّ وجلّ موسى عليه السّلام وقال له ما قال، أخبره بما لقي قومه بعده، فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا وقال لهم: ما سمعتم في القرآن وأخذ برأس أخيه، وألقي الألواح من الغضب ثمّ عذر أخاه بعذره، واستغفر له، وانصرف إلى السّامريّ، فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: قبضت قبضةً من أثر الرّسول وفطنت لها، وعمّت عليكم فقذفتها وكذلك سوّلت لي نفسي قال: {فاذهب فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنّ لك موعدًا لن تخلفه وانظر إلى إلهك} إلى قوله: {نسفًا}، ولو كان إلهًا لم يخلص إلى ذلك منه، فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة، واغتبط الّذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون عليه السّلام، فقالوا بجماعتهم لموسى عليه السّلام: سل لنا ربّك عزّ وجلّ
أن يفتح لنا باب توبةٍ نصنعها فيكفّر عنّا ما عملنا، فاختار موسى عليه السّلام قومه سبعين رجلاً لذلك، لا يألوا الخير خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك في العجل، فانطلق بهم ليسأل لهم التّوبة فرجفت بهم الأرض، فاستحيا نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم من قومه، ووفده حين فعل بهم ما فعل فقال: {ربّ لو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السّفهاء منّا} وفيهم من قد كان اللّه عزّ وجلّ اطّلع على ما أشرب قلبه من حبّ العجل وإيمانه به، فلذلك رجفت بهم الأرض فقال: {ورحمتي وسعت كلّ شيءٍ فسأكتبها للّذين يتّقون} إلى: {في التّوراة والإنجيل} فقال: ربّ سألتك التّوبة لقومي، فقلت: إنّ رحمتي كتبتها لقومٍ غير قومي، فليتك أخرتني حين تخرجني حبًّا في أمّة ذلك الرّجل المرحومة، فقال اللّه له: إنّ توبتهم أن يقتل كلّ رجلٍ منهم من لقي من والدٍ، أو ولدٍ فيقتله بالسّيف لا يبالي من قتل في ذلك الموطن، وتاب أولئك الّذين كان خفي على موسى وهارون عليهما السّلام ما اطّلع اللّه عليهم من ذنوبهم، فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا، وغفر اللّه للقاتل والمقتول، ثمّ سار بهم موسى عليه السّلام متوجّهًا نحو الأرض المقدّسة، وأخذ الألواح بعد ما سكت عنه الغضب، وأمرهم بالّذي أمر به أن يبلغهم من الوظائف، فثقل ذلك عليهم، وأبوا أن يقرّوا بها، فنتق اللّه عليهم الجبل كأنّه ظلّةٌ، ودنا منهم حتّى خافوا أن يقع عليهم، فأخذوا الكتاب بأيمانهم وهم يصغون ينظرون إلى الجبل والأرض، والكتاب بأيدهم وهم ينظرون إلى الجبل مخافة أن يقع عليهم ثمّ مضوا إلى الأرض المقدّسة، فوجدوا مدينة قومٍ جبّارين خلقهم منكرٌ، وذكر من ثمارهم أمرًا عجبًا من عظمها فقالوا: يا موسى إنّ فيها قومًا جبّارين لا طاقة لنا بهم، ولا ندخلها ما داموا فيها فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون، قال رجلان من الّذين يخافون من الجبّارين آمنّا بموسى عليه السّلام، فخرجا إليه، فقالا: نحن أعلم بقومنا، إن كنتم إنّما تخافون ما رأيتم من أجسامهم وعددهم، فإنّهم لا قلوب لهم، ولا منعة عندهم، فادخلوا عليهم الباب، فإذا دخلتموه فإنّكم غالبون، ويقول أناسٌ: إنّهما من قوم موسى عليه السّلام، وزعم سعيد بن جبيرٍ أنّهما من الجبّارين، آمنا بموسى بقوله: {من الّذين يخافون}، إنّما عنى بذلك من الّذين يخافون بني إسرائيل قالوا: {يا موسى إنّا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون}،
فأغضبوا موسى عليه السّلام، فدعا عليهم، وسمّاهم فاسقين، ولم يدع عليهم قبل ذلك، لمّا رأى منهم من المعصية وإساءتهم، حتّى كان يومئذٍ، فاستجاب اللّه عزّ وجلّ له، فسمّاهم كما سمّاهم موسى عليه السّلام فاسقين، فحرّمها عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض يصبحون كلّ يومٍ فيسيرون ليس لهم قرارٌ، ثمّ ظلّل عليهم الغمام في التّيه، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى، وجعل لهم ثيابًا لا تبلى، ولا تتّسخ، وجعل بين ظهرهم حجرًا مربّعًا، وأمر موسى عليه السّلام فضربه بعصاه فانفجر منه اثنتا عشرة عينًا، في كلّ ناحيةٍ ثلاثة أعينٍ، وأعلم كلّ سبطٍ عينهم الّتي يشربون منها، فلا يرتحلون من منزلٍ إلاّ وجدوا ذلك الحجر منهم بالمكان الّذي كان منه أمس.
رفع ابن عبّاسٍ هذا الحديث إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصدق ذلك عندي، أنّ معاوية سمع من ابن عبّاسٍ هذا الحديث، فأنكره عليه أن يكون الفرعونيّ هو الّذي أفشى على موسى عليه السّلام أمر القتيل الّذي قتل، قال: كيف يفشي عليه ولم يكن علم به، ولا ظهر عليه إلاّ الإسرائيليّ الّذي حضر ذلك وشهده، فغضب ابن عبّاسٍ فأخذ بيد معاوية، فانطلق به إلى سعد بن مالكٍ الزّهريّ، فقال له: يا أبا إسحاق: هل تذكر يوم حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قتيل موسى عليه السّلام الّذي قتل من آل فرعون، الإسرائيليّ أفشا عليه أم الفرعونيّ؟ قال: إنّما علم الفرعونيّ لمّا سمع الإسرائيليّ الّذي شهد ذلك وحضره.
5760/2- رواه أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا أصبغ بن زيدٍ...، فذكره بتمامه.
هذا إسنادٌ صحيحٌ، القاسم بن أبي أيّوب وثّقه ابن سعدٍ وأبو داود وذكره وأصبع بن زيدٍ، وثّقه أحمد، وابن معينٍ، والنّسائيّ، وباقي رجال الإسناد على شرط الشّيخين.
5761- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا يزيد، أنبأنا قيس بن الرّبيع، عن إبراهيم بن المهاجر، في قوله عزّ وجلّ: {وأرسل في المدائن حاشرين} قال: الشّرط.
5762- وقال: وحدّثنا يزيد، أنبأنا حماد بن سلمة، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان إذا خار سجدوا وإذا سكت رفعوا رؤوسهم.
5763- وقال مسدّدٌ: حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: المعيشة الضنكة التي قال عز وجل هي: عذاب القبر.
وتقدم في الجنائز في باب عذاب القبر.
هذا إسناد...، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن حبان.
5764- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيع بن الجرّاح، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن عبد الله، عن أبي رافعٍ، قال: نزل بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ضيفٌ، فبعثني إلى يهوديٍّ، فقال: قل له إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لك: بعنا، أو أسلفنا إلى رجبٍ، فقلت له، فقال: والله لا أبيعه، ولا أسلّفه إلاّ برهنٍ، فرجعت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته، فقال: أما والله إنّ باعني، أو أسلفني، لقضيته إنّي لأمينٌ في السّماء، وأمينٌ في الأرض، اذهب بدرعي الحديد، فذهبت بها فنزلت هذه الآية تعزيةً عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: {ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجًا منهم}.
ورواه إسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي، كلاهما من طريق موسى بن عبيدة، به، وتقدم في كتاب....
19- سورة الحج
فيه حديث أنس بن مالك وسيأتي في باب كثرة من يدخل النار.
5765- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قال سلمان، رضي اللّه عنه: وسألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن أهل دين كنت معهم فذكر من صلاتهم وصيامهم وعبادتهم، فنزل قوله، عزّ وجلّ: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئين والنّصارى والمجوس} إلى قوله: {شهيدٌ}.
هذا إسنادٌ رواته ثقات.
5766- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا وكيع، حدّثنا سفيان، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: من هم بسيئة فلم يعملها يكتب عليه شيء، وإن هم بعدن أبين أن يقتل في المسجد الحرام أذاقه الله من عذاب أليم ثم قرأ: {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليمٍ}.
هذا إسناد موقوف صحيح.
5766/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، قال شعبة: رفعه وأنا لا أرفعه لك، في قوله عز وجل: {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ نذقه من عذابٍ أليمٍ} قال: لو أن رجلاً هم فيه بإلحاد وهو بعدن أبين لأذاقه الله، تعالى، عذابًا أليمًا.
5766/3- ورواه أحمد بن محمد بن حنبل: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن السدي أنه سمع مرة يقول: أنه سمع عبد الله، قال لي شعبة: ورفعه ولا أرفعه لك، يقول في قوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحادٍ}...، فذكر حديث أبي يعلى.
قلت: وقد تقدم في كتاب الحج في باب ما جاء في الإلحاد بمكة أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لعبد الله بن الزبير: إياك والإلحاد في حرم مكة فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يلحد بها رجل من قريش لو وزنت ذنوب الثقلين بذنوبه وازنته... الحديث.
20- سورة قد أفلح المؤمنون
5767- ال إسحاق بن راهويه: أنبأنا أحمد بن أيوب الضبي، حدّثنا أبو حمزة السكري، عن جابر، عن عامر قال: قال زيد بن ثابت، رضي الله عنه: كنت أكتب هذه الآية ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي يمليها {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ مّن طينٍ} حتى بلغ {ثمّ أنشأناه خلقًا آخر}، فقال معاذ بن جبل: فتبارك الله أحسن الخالقين، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال له: لم ضحكت؟! فقال: إن هذه الآية ختمت بما تقوله: {فتبارك اللّه أحسن الخالقين}.
هذا إسناد فيه جابر الجعفي وهو ضعيف.
5768- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، حدّثنا الفضيل بن عياض قرة العين والسرور قال: سمعت الثوري يقول: {ربّنا غلبت علينا شقوتنا} قال: القضاء.
21- سورة النور والفرقان
5769- قال مسدّدٌ: حدّثنا معتمرٌ سمعت أبي، يقول، حدّثني الحضرميّ القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمرٍو، رضي اللّه عنهما، أنّ رجلاً من المهاجرين استأذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في امرأةٍ يقال لها: أمّ مهزولٍ كانت تسافح، وتشترط أن تنفق، وأنّه استأذن فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكر له أمرها، فقرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الزّانية لا ينكحها إلاّ زانٍ، أو مشركٌ، قال: فأنزلت: {الزّانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشركٌ}.
5769/2- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا هشيم، عن سليمان التيمي، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، في قول الله، عز وجل: {الزّاني لا ينكح إلاّ زانيةً أو مشركةً} قال: كن نساء موارد بالمدينة فكان الرجل المسلم يتزوج المرأة منهن فتنفق عليه فنهوا عن ذلك.
5769/3- قال: وحدّثنا هشيم، عن التيمي، عن سعيد بن المسيّب قال: كن نساء موارد بالمدينة.
5769/4- قال: وحدّثنا هشيم، عن عبد الملك، عمّن حدّثه، عن مجاهد قال: كن نساء بالمدينة معروفات بذلك منهن امرأة يقال كما: أم مهزول.
5769/5- قلت: رواه النسائي في التفسير: عن عمرو بن علي، عن معتمر، عن أبيه به.
5770- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج النّيليّ، حدّثنا صالحٌ المرّيّ، عن الحسن، عن بعض المهاجرين.
5770/2- ويزيد الرّقاشيّ، وجعفر بن يزيد، عن زفر، قال: قال بعض المهاجرين: لقد طلبت هذه الآية عمري فما قدرت عليها قول الله عزّ وجلّ: {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}، وإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم إنّي لأستأذن على بعض إخوتي، فيقال لي: ارجع فأرجع وأنا قرير العين.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة بعض رواته.
5771- وقال مسدّدٌ: حدّثنا هشيم، عن يونس بن عبيد، عن الحسن في قوله عز وجل: {حجرًا مّحجورًا} قال: كانت المرأة إذا رأت شيئاً تكرهه قالت: حجرًا.
22- سورة الشعراء
5772- قال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، حدّثنا المسعودي، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن ابن مسعود قال: دخلوا بنو إسرائيل مصر وهم ثلاثة وسبعون إنسانًا وخرجوا منها وهم ستمائة ألف، فقال فرعون {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون}.
5773- قال: وحدّثنا يزيد، أنبأنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: كان يدخل في شق الرمانة خمسة من بني إسرائيل.
5774- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليٍّ الأنصاريّ، حدّثنا خلف بن تميمٍ المصّيصيّ، عن عبد الجبّار بن عمر الأيليّ، عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم عن جدّته أمّ عطاءٍ مولاة الزّبير بن العوّام قالت سمعت الزّبير بن العوّام رضي اللّه عنهما رضي اللّه عنه يقول: لمّا نزل قول الله عز وجل: {وأنذر عشيرتك الأقربين} صاح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، على أبي قبيسٍ: يا آل عبد منافٍ، إنّي نذيرٌ، فجاءته قريشٌ، فحذّرهم، وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنّك نبيٌّ يوحى إليك، وأنّ سليمان سخّر له الرّيح والجبال، وأنّ موسى سخّر له البحر، وأنّ عيسى كان يحيى الموتى، فادع اللّه أن يسيّر عنّا هذه الجبال، فتفجر لنا أنهارًا، فنتّخذها محارث، فنزرع ونأكل، وإلاّ فادع اللّه أن يحيي لنا موتانا فنكلّمهم، ويكلّمونا، وإلاّ فادع اللّه أن يصيّر هذه الصّخرة الّتي تحتك ذهبًا، فننحت منها، ويغنينا عن رحلة الشّتاء والصّيف، فإنّك تزعم أنّك كهيئتهم، فبينا نحن حوله،
إذ نزل عليه الوحي، فلمّا سرّي عنه، قال: والّذي نفسي بيده، لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكنّه خيّرني بين أن تدخلوا من باب الرّحمة، فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم، فتضلّوا عن باب الرّحمة، ولا يؤمن مؤمنكم، فاخترت باب الرّحمة، فيؤمن مؤمنكم، وأخبرني إن أعطاكم ذلك، ثمّ كفرتم، أنّه معذّبكم عذابًا لا يعذّبه أحدًا من العالمين، فنزلت: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون}، حتّى قرأ ثلاث آياتٍ، ونزلت: {ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض، أو كلّم به الموتى...} الآية.
5775- وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا داود بن شابور، وحميدٌ الأعرج، وابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، في قوله عزّ وجلّ: {وتقلّبك في السّاجدين}، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرى من خلفه في الصّلاة كما يرى من بين يديه.
هذا إسنادٌ فيه حميدٍ الأعرج، وهو ضعيفٌ.
5776- وقال إسحاق: وحدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا عبد الغفّار بن عبيد الله، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزّهريّ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن كعبٍ، عن عمّه عبيد الله بن كعب بن مالكٍ، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {والشّعراء يتّبعهم الغاوون} قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ المؤمن يجاهد بيده ولسانه والّذي نفسي بيده كأنّما يقتحمون بالنّبل.
23- سورة القصص والعنكبوت
5777- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب، عن الحكم بن أبانٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: سألت جبريل أيّ الأجلين قضى موسى، قال: أكملها وأتمّها.
5777/2- رواه أبو يعلى الموصليّ، قال: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الحكم بن أبانٍ...، فذكره.
5778- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا محمد بن يحيى، حدّثنا فضيل بن سليمان، حدّثنا كثير بن قاروندا، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: سألت أبا سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن قول الله، عز وجل،: {إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ} قال: معاده: آخرته.
5779- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا عبّادٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، وأبي الزّبير، عن جابر بن عبد الله، رضي اللّه عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تلا هذه الآية: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون}، قال: هو العالم الّذي عقل عن الله عزّ وجلّ فعمل بطاعته، واجتنب سخطه.
5780- قال: وقال عطاء: عن ابن عباس يرفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: أفضل الناس أعقل الناس، قال ابن عباس: وذلك نبيكم صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد ضعيف، لضعف داود بن المحبر.
24- سورة الروم
5781- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، حدّثنا المؤمّل، حدّثنا إسرائيل، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء، رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون}، قال: لقي ناسٌ أبا بكرٍ، رضي اللّه عنه، فقالوا: ألا ترى إلى صاحبك يزعم أنّ الرّوم ستغلب فارس؟ قال: صدق، قال: فهل نبايعك على ذلك؟ قال: نعم قال أبو بكرٍ: فبلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: ما أردت إلاّ هذا؟ فقال: يا رسول الله، ما فعلته إلاّ تصديقًا للّه ورسوله، قال: فتعرّض لهم، وأعظم لهم الخطر، واجعله إلى بضع سنين، فإنّه لن تمضي السّنون حتّى تظهر الرّوم على فارس، قال: فمرّ بهم أبو بكرٍ، فقال: هل لكم في العود فإنّ العود أحمد، قالوا: نعم فبايعوه، وأعظموا الخطر، فلم تمض السّنون حتّى ظهرت الرّوم على فارس، فأخذ الخبر، وأتى به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هذا النّجائب.
قلت: له شاهدٌ من حديث نيّار بن مكرّمٍ، رواه التّرمذيّ.
5782- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد الأخنسي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {يرسل الرّياح فتثير سحابًا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفًا} يقول: قطعًا بعضها فوق بعض {فترى الودق} يعني: المطر، {يخرج من خلاله} من بينه.
هذا إسناد ضعيف، لضعف محمد بن السائب الكلبي.
5783- وقال محمّد بن يحيي بن أبي عمر: حدّثنا بشر بن السّريّ، عن الفضل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّه كان يقرأ: {اللّه الّذي خلقكم من ضعفٍ ثمّ جعل من بعد ضعفٍ قوّةً}.
25- سورة السجدة وفضلها
5784- قال مسدّدٌ: حدّثنا معتمرٌ حدّثنا ليثٌ، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان لا ينام حتّى يقرأ تنزيل السّجدة، و تبارك الّذي بيده الملك.
وقال طاووسٌ: فضّلتا على كلّ سورةٍ من القرآن بستّين حسنةً.
قلت: رواه التّرمذيّ، في الجامع والنّسائيّ، في اليوم واللّيلة من طريق ليث بن أبي سليمٍ به...، فذكره دون ما قاله طاووسٌ.
5785- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ الجرميّ، حدّثنا حمّادٌ، عن أبي لبابة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ كلّ ليلةٍ تنزيل السّجدة والزمر.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ، وأبو لبابة اسمه: مروان.
5786- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الّذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، قال: قيام العبد في اللّيل.
5786/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو همّامٍ الوليد بن شجاعٍ، حدّثني أبي، أنّ زياد بن خثيمٍ، حدّثه عن أبي يحيى بيّاع القتّ، عن مجاهدٍ، عن معاذ بن جبلٍ، قال: ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ففاضت عيناه حتّى تحادرت دموعه، وقال: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}.
26- سورة الأحزاب
5787- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن بجالة التميمي قال: وجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، مصحفًا في حجر غلام له فيه: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم فقال: احككها يا غلام، فقال: والله لا أحكها، وهي في مصحف أبي بن كعب، فانطلق عمر إلى أبي بن كعب قال: شغلني القرآن وشغلك الصفق في الأسواق إذ يعرض رحاك علي عنقك بباب ابن العجماء.
هذا إسناد صحيح على شرط البخاري.
5788- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعوديّ، عن القاسم، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، قال: لمّا كانت ليلة الأحزاب أصاب النّاس جهدٌ شديدٌ، وأصابهم من البرد ما لم يصبهم مثله قطّ ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائمٌ يصلّي، فصلّى ما شاء أن يصلّي، ثمّ قال: من يقوم إليّ الآن فيعلم لنا خبر القوم بيّض اللّه وجهه يوم القيامة، قال: فوالله ما استطاع رجلٌ منهم أن يقوم لما بهم من الشّدّة ثمّ صلّى ما شاء اللّه أن يصلّي، ثمّ قال: من يقوم إليّ الآن فيعلم لنا خبر القوم جعله اللّه معي في الجنّة، قال: فوالله ما استطاع أحدٌ منهم أن يقوم ممّا هم فيه من الشّدّة، ثمّ قال: يا فلان قم، قال: والّذي أنزل عليك الكتاب لا أقوم إليك الآن، ثمّ قال: يا حذيفة قم، قال حذيفة: فأردت أن أحلف كما حلف صاحبي، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّكم لحلفٌ، قال: فقمت إليه، فقال لي: انطلق فاعلم لنا خبر القوم، ولا تحدثنّ شيئًا حتّى ترجع إليّ، قال حذيفة: فدعا لي أن يحفظني اللّه من بين يديّ ومن خلفي حتّى أرجع إليه، فانطلقت وبيني وبينهم سبخة بشاشةٍ فلم أنشب أن
قطعتها فإذا هم في أمرٍ عظيمٍ وإذا أبو سفيان يصطلي على نارٍ لهم من البرد، وإذا نويرةٌ لهم تضيء أحيانًا وتخبت أحيانًا فإذا أضاءت رأيت من حولها، فقلت: ما أنتظر بهذا عدوّ الله قد رأيت مكانه فأخذت سهمًا من كنانتي فوضعته على كبد القوس ثمّ ذكرت قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا تحدثنّ شيئًا حتّى ترجع إليّ ثمّ ذكرت حتّى استثبته، فقلت: ما أنتظر بهذا عدوّ الله قد رأيت مكانه فأخذت سهمًا من كنانتي فوضعته على كبد القوس فأردت أن أنزع ثمّ ذكرت قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا تحدثنّ شيئًا حتى ترجع إليّ فألقيته في الكنانة ثمّ أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخبرته بما هم فيه فجعل يحمد اللّه عزّ وجلّ فلمّا أصبحوا أرسل اللّه عليهم الرّيح وذكر هذه الآية: {يأيّها الّذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ...} إلى قوله: {وزلزلوا زلزالا شديدًا}.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة: وغيره.
تقدّم هذا الحديث في غزوة الخندق، وقريظة.
5789- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا وهب بن بقيّة، أنبأنا خالدٌ، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: بعثتني أمّ سليمٍ برطبٍ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على طبقٍ في أوّل ما أينع تمر النّخل، قال: فدخلت عليه فوضعته بين يديه فأصاب منه ثمّ أخذ بيدي فخرجنا، وكان حديث عهدٍ بعرسٍ زينب بنت جحشٍ، قال: فمرّ بنساءٍ من نسائه وعندهنّ رجالٌ يتحدّثون فهنّأنه وهنّاه النّاس، فقالوا: الحمد للّه الذي أقرّ بعينك يا رسول الله، فمضى حتّى أتى عائشة، فإذا عندها رجالٌ، قال: فكره ذلك، وكان إذا كره الشّيء عرف في وجهه، قال: فأتيت أمّ سليمٍ فأخبرتها، فقال أبو طلحة: لئن كان ما قال ابنك حقًّا ليحدثنّ أمرٌ، قال: فلمّا كان من العشيّ خرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فصعد المنبر ثمّ تلا هذه الآية: {يأيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النّبيّ إلا أن يؤذن لكم إلى طعامٍ}، قال: وأمر بالحجاب.
5790- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حمّادٌ، عن سلمٍ العلويّ، قال: سمعت أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، يقول: لمّا نزلت آية الحجاب جئت أدخل كما كنت أدخل، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وراءك يا بنيّ.
5790/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا روحٌ، حدّثنا جرير بن حازمٍ، عن سلمٍ العلويّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: كنت أخدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكنت أدخل بغير إذنٍ فجئت ذات يومٍ فدخلت، فقال: يا بنيّ، إنّه قد حدث أمرٌ فلا تدخل عليّ إلاّ بإذنٍ.
5790/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، حدّثنا حمّاد بن زيادٍ، حدّثنا سلمٌ العلويّ...، فذكره.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، سلم بن قيسٍ العلويّ، قال النّسائيّ: ليس بالقويّ، قيل: كان ينظر في النّجوم، وقال ابن معينٍ: ضعيفٌ، وقال البخاريّ: تكلّم فيه شعبة، انتهى، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
وتقدّم في الأدب باب الاستئذان وصفته.
5791- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا عباد بن العوام، حدّثنا سفيان بن حسين، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي، رضي الله عنه، في قوله،عز وجل: {لا تكونوا كالّذين آذوا موسى فبرّأه اللّه ممّا قالوا} قال: صعد موسى وهارون الجبل فمات هارون، فقالت بنو إسرائيل: أنت قتلته، وكان أشد حبًا لنا منك، وألين لنا منك، فآذوه بذلك، فأمر الله الملائكة فحملوه حتى مروا على بني إسرائيل فتكلمت الملائكة بموته، حتى عرفت بنو إسرائيل أنه قد مات، فانطلقوا به فدفنوه، فلم يطلع على قبره أحد من خلق الله، عزّ وجلّ، إلاّ الرخم فجعله الله أصم أبكم.
هذا إسناد صحيح.
5792- وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا ابن فضالة، عن عاصم، عن زر قال: قال لي أبي بن كعب، رضي الله عنه: يا زر كيف تقرأ سورة الأحزاب؟ قال: قلت: كذا وكذا آية، قال: إن كانت تضاهي سورة البقرة، فإن كنا لنقرأ فيها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله ورسوله فرفع فيما رفع.
5792/2- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا أبو أحمد الزبيري، حدّثنا سفيان، عن عاصم، عن زر بن حبيش قال: سألت أبي بن كعب عن آية الرجم فقال: كم تعدون سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاثاً أو أربعًا وسبعين آية، فقال: إن كانت لتقارب سورة البقرة أو أطول، وإن فيها لآية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم.
5792/3- ورواه ابن حبان في صحيحه: من طريق منصور، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش قال: لقيت أبي بن كعب فقلت له: إن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصاحف ويقول: إنهما، ليستا من القرآن، فلا تجعلوا فيه ما ليس منه. قال أبي: قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال لنا، فنحن نقول: كم تعدون سورة الأحزاب من آية؟ قال: قلت: ثلاثاً وسبعين آية، قال أبي: والذي أحلف به إن كانت لتعدل سورة البقرة، ولقد قرأنا فيها آية الرجم: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم.
ومدار أسانيدهم على عاصم بن أبي النجود وهو ضعيف.
5793- قال أبو داود: وحدّثنا شعبة، عن قتادة، سمعت يونس بن جبيرٍ، يحدّث عن كثير بن الصّلت، أنّهم كانوا يكتبون المصاحف عند زيد بن ثابتٍ، رضي اللّه عنه، فأتوا على هذه الآية، فقال زيدٌ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالاً من الله ورسوله.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
27- سورة فاطر
5794- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا الصلت بن دينار أبو شعيب، حدّثنا عقبة بن صهبان الهنائي قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله، عزّ وجلّ، {ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا} الآية، فقالت لي: يا بني، كل هؤلاء في الجنة، فأما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشهد له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالحياة والرزق، وأما المقتصد فمن تبع أثره من أصحابه حتى لحق به، وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم، قال: فجعلت نفسها معنا.
هذا إسناد ضعيف، لضعف الصلت بن دينار.
28- سورة يس وفضلها
5795- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا العبّاس بن الوليد حدّثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي حدّثنا رجلٌ، عن أبيه، عن معقل بن يسارٍ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كلّ آيةٍ منها ثمانون ملكًا واستخرجت {اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم...} من تحت العرش فوصلت، أو قال: وصلت بسورة البقرة وياسين قلب القرآن لا يقرؤها رجلٌ يريد اللّه، عزّ وجلّ، والدّار الآخرة إلاّ غفر اللّه له اقرؤوها على موتاكم.
5795/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عارمٌ، حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، عن رجلٍ، عن معقل بن يسارٍ مرفوعًا...، فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لجهالة التابعي.
روى التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه منه قصة سورة يس حسب.
وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة، رواه البزّار، في مسنده.
5796- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا الحجّاج بن محمّدٍ، عن هشام بن زيادٍ، عن الحسن، سمعت أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ يس في ليلةٍ أصبح مغفورًا له.
هذا إسناد ضعيف، لضعف هشام بن زياد.
رواه ابن السّنّيّ، وابن حبّان، في صحيحه من حديث جندب بن عبد الله.
5797- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يوسف بن عطيّة الصّفّار المصريّ، عن هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ يس يريد بها وجه الله غفر له، ومن قرأ يس فكأنّما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّةً، ومن قرأ يس وهو في سكرات الموت جاء رضوان خازن الجنّة بشربةٍ من شراب الجنّة حتّى يسقيه وهو على فراشه حتّى يموت ريّان، ويبعث ريّان.
هذا إسناد ضعيف، لضعف هارون بن كثير.
وقد تقدم في كتاب الوصايا في باب وصية النبي صلى الله عليه وسلّم لعلي بن أبي طالب ضمن حديث طويل بسند ضعيف: يا علي، واقرأ يس، فإن في يس عشر بركات: ما قرأها جائع إلا شبع، ولا ظمآن إلا روي، ولا عار إلا اكتسى، ولاعزب إلا تزوج، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا فرج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا من ضلت ضالته إلا وجدها، ولا مريض إلا برأ، ولا قريب عند ميت إلا خفف عنه.
5798- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا هشيمٌ، أنبأنا حصينٌ، عن بن أبي مالكٍ، قال: إنّ أبيّ بن خلفٍ جاء بعظمٍ حائلٍ إلى رسول الله ففتّه بين يديه، فقال: يا محمّد، أيبعث اللّه هذا بعد ما رمّ؟ قال: نعم، يبعث اللّه هذا، ثمّ يميتك، ثمّ يحييك، ثمّ يدخلك جهنّم، قال: فنزلت الآيات الّتي في آخر سورة يس {أولم ير الإنسان أنّا خلقناه من نطفةٍ} إلى آخر السّورة.
29- سورة والصافات وص
5799- قال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر، رضي الله عنه: في قوله تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: وأشباههم
هذا إسناد رجاله ثقات.
5800- وقال مسدّدٌ: حدّثنا هشيم، عن سيار أبي الحكم، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، رضي الله عنهما: أن عمر سجد في ص.
5801- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد: في قوله عز وجل: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم} قال: عقبة بن أبي معيط.
5802- وبه: عن مجاهد في قوله تعالى: {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة} قال: في النصرانية.
5803- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد الأخنسي، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {رخاء حيث أصاب}.
قال: الرخاء: الطبقة، وأما قوله: حيث أصاب قال: حيث أراد.
30- سورة الزمر
5804- قال الحميديّ: حدّثنا أبو ضمرة أنس بن عياضٍ، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطبٍ، عن عبد الله بن الزّبير، عن الزّبير بن العوّام، رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: {ثمّ إنّكم يوم القيامة عند ربّكم تختصمون}، قال الزّبير: يا رسول الله، أيكرّر علينا الّذي كان بيننا في الدّنيا مع خواصّ الذّنوب؟ فقال: نعم حتّى يؤدّي إلى كلّ ذي حقٍّ حقّه.
5804/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا يزيد، أنبأنا محمّد بن عمرٍو، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطبٍ، عن عبد الله بن الزّبير، عن الزّبير، قال: لمّا نزلت هذه الآية: {إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون}، قال الزّبير: يا رسول الله، أيكرّر علينا ما يكون بيننا في الدّنيا مع خواصّ الذّنوب؟ فقال: نعم ليكرّر عليكم حتّى يؤدّي إلى كلّ ذي حقٍّ حقّه، قال الزّبير: إنّ الأمر لشديدٌ.
رواه التّرمذيّ في الجامع دون قوله: حتّى يؤدّي... إلى آخره من طريق محمّد بن عمرٍو، به.
5805- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا نصر بن عليٍّ، أخبرني عبد الله بن حفصٍ الأرطبانيّ، أنبأنا سالمٌ الجحدريّ، عن أبي بكرة، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: {بلى قد جاءتك آياتي فكذّبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين}.
5806- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا يحيى بن معينٍ، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عمر بن محمّد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: سأل جبريل عليه السّلام عن هذه الآية: {ونفخ في الصّور فصعق من في السّماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه} من الّذين لم يشأ أن يصعقهم؟ قال: هم الشّهداء المتقلّدون أسيافهم حول عرش الرّحمن تتلقّاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوتٍ نمارها ألين من الحرير مدّ خطامها من أبصار الرّجال يسيرون في الجنّة يقولون عند طول النّزهة انطلقوا بنا إلى ربّنا، عزّ وجلّ، فننظر كيف يقضي بين خلقه يضحك إليهم، وإذا ضحك إلى عبدٍ في موطنٍ فلا حساب عليه.
21- سورة غافر
5807- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن عمرو بن العاص، قال: ما رأيت أحد قريشًا أرادوا قتل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلاّ يومًا ائتمروا به وهم جلوسٌ في ظلّ الكعبة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيطٍ، فجعل رداءه في عنقه، ثمّ جذبه حتّى وجب لركبته ساقطًا وتصايح النّاس، وظنّوا أنّه مقتولٌ، فأقبل أبو بكرٍ ينشد حتّى أخذ بضبعي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ورائه وهو يقول: {أتقتلون رجلاً أن يقول ربيّ اللّه}، ثمّ انصرفوا عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي، فلمّا قضى صلاته مرّ بهم وهم جلوسٌ في ظلّ الكعبة، فقال: يا معشر قريشٍ والّذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذّبح، وأشار بيده إلى حلقه، فقال له أبو جهلٍ: يا محمّد، ما كنت جهولا، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنت منهم.
هذا إسنادٌ رواته ثقات.
ورواه أبو يعلى، وتقدم في باب السير.
قلت: رواه النّسائيّ، في التّفسير من طريق عروة بن الزّبير، عن عمرو بن العاص.
32- سورة فصلت
5808- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن مسهرٍ، عن الأجلح، عن الذّيّال بن حرملة الأسديّ، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: اجتمعت قريشٌ يومًا، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسّحر، والكلمة، والشّعر، فليأتي هذا الرّجل الّذي قد فرّق جماعتنا، وشتّت أمرنا، وعاب ديننا، وليكلّمه، ولينظر ماذا يردّ عليه، فقالوا: ما نعلم أحدًا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: ائت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة، فقال: يا محمّد، أنت خيرٌ أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقال: إن كنت تزعم أنّ هؤلاء خيرٌ لكم فقد عبدوا الآلهة الّتي عبت، وإن كنت تزعم أنّك خيرٌ منهم فتكلّم حتّى نسمع قولك فوالله ما رأينا سخلةً قطّ أشأم على قومك منك، فرّقت جماعتنا، وشتّت أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب حتّى لقد طار فيهم أنّ في قريشٍ ساحرًا، وأنّ في قريشٍ لكاهنًا والله ما ننتظر إلاّ صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعضٍ بالسّيوف حتّى نتفانى: أيّها الرّجل إن كان إنما بك
الحاجةٌ جمعنا لك حتّى تكون أغنى قريشٍ رجلاً واحدًا، وإن كان إنّما بك الباه فاختر أيّ نساء قريشٍ شئت فلنزوّجك عشرًا، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بسم الله الرّحمن الرّحيم، {حم تنزيلٌ من الرّحمن الرّحيم} حتّى بلغ {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود}، فقال له عتبة: حسبك حسبك ما عندك غير هذا؟ قال: لا، فرجع إلى قريشٍ، فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئًا أرى أنّكم تكلّمونه به إلاّ قد كلّمته به قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم، قال: لا والّذي نصبها بنية ما فهمت شيئًا ممّا قال غير آية: {أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود}، قالوا: ويلك يكلّمك رجلٌ بالعربيّة لا تدري ماذا قال، قال: لا والله ما فهمت شيئًا ممّا قال غير ذكر الصّاعقة.
5808/2- رواه عبد بن حميدٍ، وأبو يعلى الموصليّ، قالا: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
5808/3- ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا أبو البختريّ عبد الله بن محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا جعفر بن عونٍ، حدّثنا الأجلح بن عبد الله...، فذكره بتمامه.
وقال: حديثٌ صحيحٌ الإسناد ولم يخرجاه.
5809- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر البجلي، عن سعيد بن نمران، عن أبي بكر، رضي الله عنه، قال: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا} قال: هم الذين لم يشركوا باللّه شيئاً.
هذا إسناد ضعيف، لجهالة سعيد بن نمران.
33- سورة حم عسق
5810- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، حدّثنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني الدمشقي، عن أبي معاوية قال: صعد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، المنبر فقال: أيها الناس هل سمع منكم أحد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفسر {حم عسق}؟ فوثب ابن عباس فقال: أنا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حم اسم من أسماء الله، عزّ وجلّ، قال: فعين؟ قال: عاين المشركون عذاب يوم بدر، قال: فسين؟ قال: فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، قال: فقاف؟ قال: فجلس فسكت، فقال عمر: أنشدكم باللّه، هل سمع أحد منكم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفسر {حم عسق}؟ فوثب أبو ذر فقال: أنا، فقال: حم؟ فقال: اسم من أسماء الله، قال: عين؟ فقال: عاين المشركون عذاب يوم بدر، قال: فسين؟ قال: سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال: فقاف؟ قال: قارعة من السماء تصيب الناس.
هذا إسناد ضعيف، لضعف الحسن بن يحيى الخشني.
5811- وقال أحمد بن منيعٍ: أنبأنا هشيمٌ، حدّثنا داود، عن الشّعبيّ، قال: كثر البأس علينا في هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودّة في القربى}، فكتب إلى ابن عبّاسٍ، فكتب ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان واسط النّسب في قريشٍ لم يكن بطنًا من بطونهم إلاّ وقد ولدوه، قال اللّه عزّ وجلّ: {قل لا أسألكم عليه أجرًا} أي ما أدعوكم إليه إلاّ أن تودّوني لقرابتي منكم، وتحفظوني لها.
5811/2- قال: وحدثّنا هشيمٌ، أنبأنا حصينٌ، عن عكرمة، نحوًا من ذلك.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5812- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصّفيراء المكّيّ، عن يونس بن خبّابٍ، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قرأ آيةً ثمّ فسّرها ما أحبّ أنّ لي بها الدّنيا وما فيها قال: {ما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ}، ثمّ قال: من أخذه اللّه بذنبٍ في الدّنيا فاللّه عزّ وجلّ أكرم من أن يعيده عليه في الآخرة، ومن عفا اللّه عنه في الدّنيا، فاللّه أكرم من أن يعفو عنه في الدّنيا، ويأخذ منه في الآخرة.
5812/2- قال: وأنبأنا يزيد بن أبي حكيمٍ العدنيّ، حدّثنا الحكم بن أبانٍ، سمعت ذباب بن مرّة، يقول: بينما عليٌّ مع أصحابه يحدّثهم، إذ قال لهم: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قام ولم يبيّن لهم، ثمّ عطف، فقال: مالي أراكم؟ قالوا: ما كنّا نتفرّق حتّى يتبيّن لنا ما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: {ما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ} فما عفا اللّه عنه، فلن يرجع وهي في {حم عسق}.
5812/3- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا مروان بن معاوية، عن أزهر بن راشد، الكاهلي، عن الخضر بن القواس البجلي، عن أبي سخيلة قال: قال علي: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله، عز وجل، أخبرني بها نبي الله صلى الله عليه وسلّم قال: {ما أصابكم مّن مّصيبةٍ} من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا، {فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ} وسأفسرها لك يا علي: ما أصابكم من مرض، أو عقوبة، أو بلاء في الدنيا، فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير، واللّه أكرم من أن يثني عليه العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا، فاللّه أكرم أن يعود في عفوه.
5812/4- ورواه أبو يعلى الموصلي: حدّثنا عبد الرحمن بن سلام، ومحمود بن خداش وغيرهما قالوا: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن الأزهر بن راشد الكاهلي. وفي حديث محمود، حدّثنا الأزهر بن راشد، عن الخضر بن القواس، عن أبي سخيلة قال: قال لنا علي: ألا أخبركم وفي حديث الجمحي عبد الرحمن عن أبي سخيلة، عن علي أنه قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثني بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: {ما أصابكم مّن مّصيبةٍ فبما كسبت...} فذكر حديث ابن منيع.
5812/5- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا مروان بن معاوية...، فذكر نحوه.
5812/6- ورواه أحمد بن حنبل: حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، أنبأنا الأزهر بن راشد الكاهلي..، فذكر مثل ابن منيع.
34 - سورة الزخرف
5813- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء الأنصاري قال: قال ابن عباس، رضي الله عنهما،: قد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري علمها الناس فلم يسألوا عنها، أو لم يفطنوا لها فيسألوا عنها؟! قال: فطفق يحدثنا، فلما قام تلاومنا أن لا نكون سألناه، فقلت: أنا لها إذاً راح غداً، فلما راح الغد قلت: يا أبا عباس، ذكرت أمس آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري علمها الناس فلم يسألوا عنها، أو لم يفطنوا لها، فقلت: أخبرني عنها، وعن الآي قرأت بها، قال: نعم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لقريش: يا معشر قريش، إنه ليس أحد يعبد دون الله فيه خير، وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وما يقوله فيه محمد، فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن عيسى كان نبيّاً وعبداً من عباد الله صالحاً؟ فإن كنت صادقاً أن آلهتهم كما يقولون: فأنزل الله، تبارك وتعالى، {ولمّا ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدّون} قال: قال: فقلت: ما يصدون؟ قال: يضجون {وإنّه لعلمٌ لّلسّاعة} قال: خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.
5812/2- رواه أحمد بن حنبل: حدّثنا هاشم بن القاسم، حدّثنا شيبان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري قال: قال ابن عباس...، فذكره بتمامه.
35- سورة الدخان وفضلها
5814- قال أحمد بن منيع: حدّثنا يوسف بن عطية الصفار، عن هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه، قال: من قرأ {حم} الدخان ليلة الجمعة غفر له.
5815- قال: وحدّثنا يوسف بن عطية، عن يونس، عن الحسن مثله.
هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة هارون بن كثير، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الدارقطني.
5816- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أحمد بن إسحاق البصري، حدّثنا مكي بن إبراهيم، حدّثنا موسى بن عبيدة الربذي، أخبرني يزيد الرقاشي، أخبرني أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ما من عبد إلا وله في السماء بابان: باب يدخل عمله، وباب يخرج فيه عمله وكلامه فإذا مات فقد وبكيا عليه، وتلا هذه الآية: {فما بكت عليهم السّماء والأرض} فذكر أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فيفقدهم فيبكي عليهم.
هذا إسناد ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي وموسى بن عبيدة الربذي، روى الترمذي في الجامع بعضه من طريق الحسين بن حريث، عن وكيع به.
36- سورة الأحقاف
5817- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو نشيطٍ، حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا صفوان، عن عبد الرّحمن بن جبير بن نفيرٍ، عن أبيه، عن عوف بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: انطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا معه، حتّى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم، فكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله: يا معشر اليهود، أروني اثنا عشر رجلاً يشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدًا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحطّ اللّه عن كلّ يهوديٍّ تحت أدم السّماء الغضب الّذي غضبه عليه، قال فأسكتوا ما أجابه أحد ثم رد عليهم فلم يجيبه أحد، فقال: أبيتم فوالله إنّي لأنا الحاشر، والعاقب، وأنا النّبيّ المصطفى آمنتم، أو كذّبتم ثمّ انصرف وأنا معه حتّى أردنا أن نخرج فإذا رجلٌ من خلفنا كما أنت يا محمّد، قال: فقال ذلك الرّجل: أيّ رجلٍ تعلمون فيكم يا معشر اليهود، قالوا: ما نعلم كان فينا رجلٌ أعلم بكتاب الله، ولا أفقه منك، ولا من أبيك، ولا من جدّك قبل أبيك، قال: فإنّي أشهد له بالله أنّه نبيّ الله الّذي ترجونه في التّوراة، قالوا له: كذبت ثمّ ردّوا عليه، وقالوا له شرًّا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كذبتم لن يقبل قولكم أمّا فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم، وأمّا إذا آمن كذّبتموه وقلتم ما قلتم فلن يقبل قولكم، قال: فخرجنا ونحن ثلاثةٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا، وعبد الله بن سلامٍ، فأنزل اللّه عزّ وجلّ فيه {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به}.
5818- وقال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو هشامٍ، حدّثنا ابن فضيلٍ، حدّثنا مسلمٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لمّا كان يوم عادٍ حملت الرّيح أهل البادية بأموالهم، ومواشيهم، فلمّا رفعتهم بين السّماء والأرض، قالوا: {هذا عارضٌ ممطرنا}، قال: فأكبّت أهل البادية على الحاضرة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف مسلم بن كيسان الملائيّ.
5819- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أحمد بن عمران الأخنسيّ، حدّثنا ابن فضيلٍ، حدّثنا مسلمٌ الملائيّ، عن مجاهدٍ، عن عبد الله بن عمر رضي اللّه عنهما، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما فتح اللّه عزّ وجلّ على عادٍ من الرّيح الّتي أهلكوا بها إلاّ مثل موضع الخاتم، فمرّت بأهل البادية، فحملتهم، ومواشيهم، فجعلتهم بين السّماء والأرض، فلمّا رأى ذلك أهل الحاضرة من عادٍ الرّيح وما فيها قالوا: {هذا عارضٌ ممطرنا}، فانقلب أهل البادية، ومواشيهم على أهل الحاضرة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف مسلم بن كيسان الملائيّ.
37- سورة القتال
5820- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أحمد بن عبد الله، حدّثنا حمّاد بن يزيد، حدّثنا عاصمٌ الأحول، عن عبد الله بن سرجس، رضي اللّه عنه، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو جالسٌ مع أصحابه فدرت إليه فعرف الّذي أريد، فألقى الرّداء عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم على بعض كتفه مثل الجمّع، قال حمّادٌ: جمع الكفّ، وجمع حمّادٌ كفّه، وضمّ أصابعه حوله حتّى كأنّها الثّآليل، فاستقبلته فقلت: غفر اللّه لك يا رسول الله قال: نعم ولكم، فقال بعض القوم: استغفر لك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: نعم ولكم وتلا هذه الآية: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}.
قلت: رواه مسلمٌ في صحيحه مختصرًا.
5821- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا المغيرة بن سلمة، حدّثنا وهب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقرئ شابًّا فقرأ: {أفلا يتدبّرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها}، فقال الشّابّ: عليها أقفالها حتّى يخرقها اللّه فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: صدّقت، وجاءه
ناسٌ من أهل اليمن فسألوه أن يكتب لهم كتابًا، فأمر عبد الله بن الأرقم أن يكتب لهم كتابًا، فكتب لهم فجاءهم به، فقال: أصبت وكان عمر يرى أنّه سيلي من النّاس شيئًا، فلمّا استخلف عمر رضي اللّه عنه سأل عن الشّابّ، فقالوا: استشهد، فقال عمر رضي اللّه عنه: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كذا وكذا، وقال الشّابّ: كذا وكذا، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: صدقت فعرفت أنّ اللّه سيهديه، واستعمل عمر عبد الله بن الأرقم على بيت المال.
28- سورة الفتح
5822- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمد بن عباد المكي، حدّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، عن أبي خلف عن عبد الله بن عوف، سمعت أبا جمعة جنبذ بن سبع، يقول: قاتلت النبي صلّى الله عليه وسلّم أول النهار كافرًا، وقاتلت معه آخر النهار مسلمًا، وكنا ثلاثة رجال وسبع نسوة، وفينا نزلت: {ولولا رجالٌ مّؤمنون ونساء مّؤمناتٌ...} الآية.
39- سورة الحجرات
5823- قال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو النضر، حدّثنا سليمان، عن ثابت، عن أنس، رضي الله عنه، قال: لما نزلت {يا أيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ...} الآية، وكان ثابت بن شماس رفيع الصوت فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حبط عملي، أنا من أهل النار، فجلس في بيته حزينًا، ففقده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له: تفقدك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأجهر بالقول؟ حبط عملي، أنا من أهل النار، فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبروه بما قال، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا، بل هو من أهل الجنة. قال أنس: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة، قال أنس: وأنا فيهم، فكان فينا بعض الانكشاف، فجاء ثابت بن قيس قد تحنط وتكفن ولبس كفنه فقال: بئس ما تعودون أقرانكم، فقاتل حتى قتل.
5823- وبه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
قلت: رواه مسلم في صحيحه عن أحمد بن سعيد الدارمي، عن حبان بن هلال، عن سليمان بن المغيرة به...، فذكره دون قوله: فلما كان يوم اليمامة...، إلى آخره، ولم يقل: حبط عملي.
ورواه النسائي في التفسير والمناقب من طريق سليمان التيمي به، وبعض القوم في الحديث هو سعد بن معاذ كما صرح به مسلم في صحيحه من الطريق التي سقناه.
5824- وقال مسدّد: حدّثنا معتمر، سمعت داود الطفاوي، حدثني أبو مسلم البجلي، سمعت زيد بن أرقم قال: أتى ناس النبي صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل؟ فإن يكن نبًّيا فنحن نشهد به، وإن يكن ملكاً عشنا في جناحه فأتيت صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته بذلك، فأتوا النبي صلّى الله عليه وسلّم ينادونه في حجرته: يا محمد، يا محمد، فأنزل الله، عزّ وجلّ، {إنّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأذني فمدها وجعل يقول لقد صدق الله قولك يا زيد، لقد صدق الله قولك يا زيد.
5824/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة البغدادي، حدّثنا المعتمر، سمعت داود الطفاوي يحدث عن أبي مسلم البجلي، عن زيد بن أرقم قال: سمعت قومًا يقولون: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل، فإن يكن نبيًّا كنا أسعد الناس به، وإن يكن ملكاً عشنا تحت جناحه...، فذكره.
وقد تقدم في كتاب الوصايا حديث ثابت بن قيس، وفيه شيء من سورة الحجرات.
5825- وقال أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل: حدّثنا عفان، حدّثنا وهيب، حدّثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس أنه نادى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من وراء الحجرات فقال: يا محمد، إن حمدي زين وإن ذمّي شين، فقال: ذاكم الله كما حدث أبو سلمة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسناد صحيح، ووهيب بن خالد.
5826- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج، ونسخته من حديث إبراهيم قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن الضحاك بن أبي جبيرة، قال: كانت لهم ألقاب في الجاهلية، فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلاً بلقبه فقيل: يا رسول الله، إنه يكرهه، فأنزل الله، عز وجل: {ولا تنابزوا بالألقاب...}الآية.
5826/2- رواه ابن حبان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
قلت: هو في السنن عن أبي جبيرة نفسه.
5827- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جرير، عن مغيرة قال: أتيت إبراهيم النخعي، فقلت: إنّ رجلاً خاصمني، يقال له: سعد العنزي- فقال إبراهيم: ليس بالعنزي، ولكنه الزبيدي- في قوله عز وجل {قالت الأعراب آمنّا قل لّم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} فقال: هو الاستسلام، فقال إبراهيم: لا بل هو الإسلام.
40- سورة ق
5828- قال مسدّد: حدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا سماك بن حرب، عن عكرمة في قول الله} عز وجل: {والنّخل باسقاتٍ لّها طلعٌ نّضيدٌ} قال: الباسقات: الطوال، والنضيد: المتراكم.
5829- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، حدّثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {وتقول هل من مزيد}، قال: فذكر شيئًا: فينزوي بعضها إلى بعضٍ، ولا تزال في الجنّة فضلٌ حتّى ينشئ اللّه لها خلقًا فيسكنهم فيها.
الحكم ضعيفٌ.
5830- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النضر بن شميل حدّثنا عبد الجليل، وهو ابن عطية، حدّثنا أبو مجلز قال: إن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، استلقى في حائط من حيطان المدينة، فوضع إحدى رجليه على الأخرى وكان اليهود تفتري على الله، عزّ وجلّ، يقولون: إن ربنا، تبارك وتعالى، فرغ من الخلق يوم السبت ثم تروح، فقال الله، عز وجل: {ولقد خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لّغوبٍ} فكان أقوام يكرهون أن يضع إحدى رجليه على الأخرى حتى صنع عمر.
هذا إسناد رواته ثقات.
41- سورة والذاريات
5831- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النضر بن شميل، حدّثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: لما قتل عثمان ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا وكان سل السيف فينا عظيمًا، فجلست في بيتي فكانت لي حاجة، فانطلقت إلى السوق، فإذا أنا بنفكر في ظل القصر جلوسًا نحو أربعين رجلاً وإذا سلسلة قد عرضت على الباب فقلت: لأدخلن، فذهبت أدخل فمنعني البواب، فقال له القوم: دعه، ويحك، فذهبت فإذا أشراف الناس وإذا وسادة، فجاء علي رجل جميل في حلة ليس عليه قميص ولا عمامة، فسلم ثم جلس فلم ينكر من القوم غيري، فقال: سلوني عما شئتم، ولا تسألوني إلاّ عما ينفع ولا يضر، فقال له رجل: ما قلت حتى أحببت أن يقول: فأسألك فقال: سلني عما شئت، فقال: ما الذاريات ذرواً؟ فقال: أما تسأل عن غير هذا؟ فقال: أنا أسألك عما أريد، قال: الرياح، قال: فما الحاملات وقرًا؟ قال: السحاب، قال: فما الجاريات يسرًا؟ قال: السفن، قال: فما المقسمات أمرًا؟ قال: الملائكة...، فذكر الحديث بطوله، وفيه أن المسؤول علي.
5831/2- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا الحجاج بن محمد، حدّثنا ابن جريج، عن أبي حرب، عن أبي الأسود.
5831/3- وعن رجل، عن زاذان قالا: بينا الناس ذات يوم عند علي إذ وافقوا منه نفسًا طيبة، فقالوا: حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين...، فذكر الحديث، قال: فقام عبد الله بن الكواء الأعور، رجل من بني بكر بن وائل، فقال: يا أمير المؤمنين، ما الذاريات ذرواً؟...، فذكر مثله وزاد: قال: فما السماء ذات الحبك؟ قال: ذات الخلق الحسن وزاد فيه أيضًا ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا.
هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وسيأتي بتمامه وطرقه في مناقب علي بن أبي طالب، في باب ماجاء في علمه.
5832- قال أحمد بن منيع: وحدّثنا مسعدة بن اليسع اليشكري، حدّثنا الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير قال: لما نزلت: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقٌّ مّثل ما أنّكم تنطقون} خرج رجال بأيديهم العصي فقالوا: أين الذين كلفوا ربنا حتى حلف؟!.
هذا إسناد ضعيف، لضعف مسعدة.
5833- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن أيوب- وهو السختياني- عن مجاهد في قوله عز وجل: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} قال: قال علي، رضي الله عنه: ما نزلت علينا آية كانت أشد علينا منها، ولا أعظم علينا منها. قلنا: ما هذا إلاّ من سخط أو مقت حتى نزلت: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} قال: ذكر بالقرآن.
هذا إسناد ضعيف؟ ليث بن أبي سليم الجمهور على ضعفه.
5834- قال إسحاق: وأنبأنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، حدّثنا أيّوب، عن مجاهدٍ، قال: خرج علينا عليٌّ: معتجرًا ببردٍ مشتملاً في خميصةٍ، قال: لمّا نزلت: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} اشتدّ على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلم يبق منّا أحدٌ إلاّ أيقن هلكته إذ أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يتولّ عنهم حتّى نزلت: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} فطابت أنفسنا.
5834/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا أيّوب...، فذكره بلفظ: أحزننا منها ذلك فقلنا: أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يتولّى عنّا حتّى نزلت...، والباقي مثله، ولم يقل طابت أنفسنا.
42- سورة الطور
5835- قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال:... فقام آخر، فقال: أخبرني عمّا أسألك عنه؟ فقال: سل عمّا ينفع، ولا يضرّ، قال: ما السّقف المرفوع؟ قال: السّماء، قال: فما البيت المعمور؟ فقال عليٌّ رضي اللّه عنه لأصحابه: ما تقولون؟ قالوا: هذا البيت، فقال: لا، ولكنّه بيتٌ في السّماء بحيال البيت الحرام يقال له: الضّراح حرمته في السّماء كحرمة هذا في الأرض، يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون فيه.
5836- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو نصرٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله: البيت المعمور في السّماء السّابعة يدخله كلّ يومٍ ملكٍ ثمّ لا يعودون فيه.
قلت: رواه النّسائيّ، في التّفسير من طريق حمّاد بن سلمة.
5837- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، أخبرني ربّ هذه الدّار أبو هلالٍ، أنّه
سمع أبا برزة الأسلميّ، رضي اللّه عنه، يحدّث أنّهم كانوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فسمعوا غناءً فشرفوا له، فقام رجلٌ، فاستمع وذلك قبل أن يحرّم الخمر، فأتاهم ثمّ رجع، فقال: هذا فلانٌ وفلانٌ، وهما يتغنّيان يجيب أحدهما الآخر، وهو يقول:
لا يزال حواري لا يلوح عظامه... دواء الجرب عنه أن يخرّ فيقبرا
رفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يديه فقال: اللّهمّ أركسهما في الفتنة ركسًا اللّهمّ دعّهما إلى النّار.
5837/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
5838- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جريرٌ ومحمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، حدّثني أبو هلالٍ، عن أبي برزة، قال: كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، فسمع رجلين يتغنّيان وأحدهما يقول لصاحبه:
يزول جواري ماتزول عظامه... زوال الحرب عنه وأن يخرّ فيقبرا
، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من هذان؟ فقيل له: فلانٌ وفلانٌ، قال: فقال: اللّهمّ أركسهما في الفتنة اللّهمّ دعّهما إلى النّار دعًّا.
43- سورة والنجم
5839- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن مالك بن أنس، عن الزّهريّ، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه: أن عمر قرأ النجم فسجد، ثم قام فقرأ سورة أخرى.
هذا إسناد موقوف رجاله ثقات تقدم في آخر كتاب الصلاة.
5840- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عمر، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن جويبر، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: {إذ يغشى السّدرة ما يغشى}، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: رأيتها حتّى استثبتّها ثمّ حال دونها فراش الذّهب.
5841- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو كريب، حدّثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن حكيم ابن الديلمي، عن الضحاك، عن ابن عباس، رضي الله عنهما: {وأنتم سامدون} قال: كانوا يمرون على النبي صلّى الله عليه وسلّم شامخين، ألم تر إلى العجل كيف يخطر شامخاً.
44- سورة القمر
5842- قال أحمد بن منيع: حدّثنا علي بن عاصم، حدّثنا داود بن أبي هند، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله، عز وجل: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر} قال: قد مضى انشقاق القمر بمكة.
قلت: روايتان عن ابن مسعود... وجبير بن مطعم وأنس....
5843- وبه عن ابن عباس في قوله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} قال: يوم بدر. وفي قوله: {فسوف يكون لزامًا} قال: يوم بدر.
هذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن عاصم.
5844- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن قتادة أن عمر، رضي اللّه عنه، قال: لما نزلت: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فجعلت أقول: أي جمع يهزم؟! فلما كان يوم بدر ورأيت النبي صلى الله عليه وسلّم يثب في الدرع ويقول: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} فعرفت أنه هو.
5845- قال معمر: فأخبرني أيوب، عن عكرمة مثله.
هذا منقطع.
5846- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا مروان بن شجاع، عن ابن جريج، عن عطاء قال: أتيت ابن عباس وهو ينزع في زمزم وقد ابتلت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تكلم في القدر، قال: قد فعلوها! ما نزلت هذه الآية إلا فيهم {ذوقوا مسّ سقر إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} أولئك شرار هذه الأمة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، إن أريتني أحداً، منهم لأفقأن عينه بأصبعي هاتين.
هذا إسناد رواته ثقات.
45- سورة الرحمن
5847- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن محمد بن سعد بن مالك أن أبا الدرداء كان إذا قرأ هذه الآية: {ولمن خاف مقام ربّه جنّتان} قال: فإن زنى وإن سرق؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وإن زنى وإن سرق؟! قال: وإن زنى وإن سرق. فقلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: نعم، وإن زنى وإن سرق، رغم أنف أبي الدرداء.
5847/2- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا أبو نصر، حدّثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري... فذكره.
قال أحمد بن منيع: هذا إذا تاب.
5847/3- ورواه أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا صدقة بن هرمز، عن الجريري، عن محمد بن سعد قال: كنت عند أبي الدرداء قال: فقرأ علينا هذه الآية: {ولمن خاف مقام ربّه جنّتان} وإن زنى وإن سرق، قلت: إن الناس لا يقرؤونها هكذا. فأعادها ثلاث مرار، قال: هكذا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلت له: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟! فقرأها ثلاثاً: وإن زنى وإن سرق وإن رغم أنف أبي الدرداء، فلا أزال أقرؤها حتى ألقى الله، عز وجل، ورسوله صلّى الله عليه وسلّم.
قلت: رواه النسائي في التفسير من طريق الجريري به.
5848- وقال مسدد: حدّثنا يحيى، حدّثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: {حورٌ مّقصوراتٌ في الخيام} قال: الدر المجوف.
46- سورة الواقعة وفضلها
5849- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا العباس بن الفضل، حدّثنا السري بن يحيى، حدّثنا شجاع، عن أبي طيبة، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً. فكان ابن مسعود يأمر بناته بقراءتها كل ليلة.
5849/2- رواه أبو يعلى الموصلي: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا محمد بن منيب العبدي، حدثني السري بن يحيى، عن أبي طيبة، عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
ذكره رزين في جامعه، وأبو القاسم الأصبهاني في كتابه بغير إسناد.
5850- وقال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا عبدان، حدّثنا نوح، عن أخيه خالد بن قيس، عن قتادة في قول الله، عز وجل، {وطلحٍ مّنضودٍ} قال: الموز.
5851- وقال أبو داود الطيالسي: حدّثنا شيبان، عن جابر، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد الجعفي، رضي الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: في قول الله، عز وجل: {إنّا أنشأناهنّ إنشاء فجعلناهنّ أبكارًا} قال: من الثيب وغير الثيب.
هذا إسناد ضعيف؟ لضعف جابر الجعفي.
5852- قال يونس: حدّثنا الطيالسي، وحدّثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة، رضي الله عنه، في قوله عز وجل: {ثلّةٌ مّن الأوّلين وثلّةٌ مّن الآخرين} قال: كلتاهما من هذه الأمة.
وروى هذا الحديث الحجاج، عن حماد بن سلمة ورفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.
5852/2- رواه مسدد: مرفوعاً وموقوفاً فقال: حدّثنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم، عن علي بن زيد، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلّم في قوله تعالى: {ثلّةٌ مّن الأوّلين}،... فذكره.
5852/3- قال مسدّدٌ: وحدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيدٍ، سمعت عقبة بن صهبان يحدّث عن أبي بكرٍ...، فذكره موقوفًا.
قلت: مدار هذه الأسانيد على عليّ بن زيدٍ، وهو ضعيفٌ، لكن له شاهدٌ من حديث أبي هريرة.
رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
وقد تقدّم في سورة هودٍ من حديث أبي بكرٍ الصّدّيق أنّه سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما شيّبك؟ قال: شيّبتني هودٌ والواقعة والمرسلات وعمّ يتساءلون وإذا الشّمس كوّرت.
47- سورة المجادلة
5853- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان بن مسلمٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرٍو رضي اللّه عنهما، أنّ اليهود أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: السّام عليك، وقالوا في أنفسهم: لولا يعذّبنا اللّه بما نقول فأنزل اللّه عزّ وجلّ {وإذا جاؤوك حيّوك بما لم يحيّك به اللّه...} فقرأ إلى قوله: {فبئس المصير}.
5853/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا حمّادٌ...، فذكره.
5853/3- قال: وحدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، أنبأنا عطاءٌ...، فذكره.
5854- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جرير، عن ليث، عن مجاهد قال: قال علي، رضي الله عنه: إن في كتاب الله، عزّ وجلّ، لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً...} إلى آخر الآية. قال: كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبي صلّى الله عليه وسلّم فكنت، كلما ناجيته قدمت بين يدي نجواي درهمًا، ثم نسخت، فلم يعمل بها أحد فنزلت: {أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقاتٍ...} إلى آخر الآية.
5854/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن إدريس، عن ليث...، فذكره.
5855- وقال أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهير بن معاوية، حدّثنا سماك بن حربٍ، حدّثني سعيد بن جبيرٍ، أنّ ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، حدّثه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ظلّ حجرةٍ من حجره وعنده نفرٌ من المسلمين قد كاد يتقلّص عنهم الظّلّ، فقال: إنّه سيأتيكم إنسانٌ ينظر إليكم بعين شيطانٍ فلا تكلّموه قال: فجاء رجلٌ أزرق فدعاه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: علام تشتمني أنت وفلانٌ وفلانٌ، ثمّ عاد عليهم بأسمائهم، قال: فذهب الرّجل، فدعاهم، فحلفوا بالله، واعتذروا إليه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {يحلفون له كما يحلفون لكم}.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
48- سورة الحشر
5856- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا حفصٌ، عن ابن جريجٍ، عن سليمان بن موسى، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: رخّص في قطع النّخل، ثمّ شدّد عليهم فأتوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: يا رسول الله، علينا إثمٌ فيما قطعنا، أو علينا فيما تركنا، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن الله}.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف سفيان بن وكيعٍ.
5857- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن حميد بن عبد الله السلولي، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، قال: كان
راهب يتعبد في صومعته، وأن امرأة كان لها إخوة فعرض لها شيىء، فأتوه بها، فزينت له نفسها فوقع عليها فحملت، فجاءه الشيطان فقال: اقتلها؟ فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت، فقتلها ودفنها فجاؤوه وأخذوه، فذهبوا به، فبينما هم يمشون به إذ جاءه الشيطان فقال: أنا الذي زينت لك فاسجد لي سجدة أنجيك، فسجد له فذلك قوله تعالى: {كمثل الشّيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال إنّي بريءٌ مّنك}.
هذا إسناد فيه مقال، حميد بن عبد الله السلولي لم أقف له على ترجمة، وباقي رواة الإسناد ثقات.
49- سورة الممتحنة
5858- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا عاصم بن علي، حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر الأسدي قال: سئل ابن عباس، رضي الله عنهما: كيف كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمتحن النساء؟ قال: كان إذا أتته المرأة لتسلم حلفها باللّه: ما خرجت بغض زوجك، وباللّه ما خرجت التماس دنيا، وباللّه ما خرجت رغبة في أرض إلى أرض، وباللّه ما خرجت إلاّ حبًا للّه ورسوله.
هذا إسناد ضعيف، أبو نصر لم يسمع ابن عباس، وقيس ضعيف.
5858/2- رواه البزّار: حدثنا عمر بن الخطاب، حدّثنا محمد بن يوسف، حدّثنا قيس...، فذكره بلفظ: كانت المرأة إذا جاءت النبي صلّى الله عليه وسلّم، حلفها عمر بالله...، فذكره.
5859- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير، عن عامر بن عبد الله بن الزّبير، عن أبيه، أنّ أبا بكرٍ: طلّق امرأته قتيلة في الجاهليّة، وهي أمّ أسماء بنت أبي بكرٍ، فقدمت عليهم في المدّة الّتي كانت بين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبين كفّار قريشٍ، فأهدت إلى أسماء بنت أبي بكرٍ قرطًا وأشياء فكرهت أن تقبل منها، حتّى أتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكرت ذلك له، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} الآية.
5859/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم السّاميّ، حدّثنا ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير، عن عامر بن عبد الله بن الزّبير، عن أبيه، قال: قدمت قتيلة بنت عبد العزّى بن أسدٍ من بني مالك بن حسلٍ على بنتها أسماء بنت أبي بكرٍ، بهدايا، وضبابٍ، وسمنٍ، وأقطٍ، فلم تقبل هداياها، ولم تدخلها منزلها، فسألت لها عائشة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك فقال: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين}، فأدخلتها منزلها، وقبلت هداياها.
5860- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا مندل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: أسلم عمر بن الخطاب وتأخرت امرأته في المشركين فأنزل الله، عزّ وجلّ، {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} يقول: إن أسلم رجل وأبت امرأته فليتزوج إن شاء أربعًا سواها.
50- سورة الصف
5861- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء، حدّثنا عبد الله،
يعني ابن المبارك، عن الأوزاعيّ، حدّثني يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني هلالٌ، أنّ عطاء بن يسارٍ، حدّثه أنّ عبد الله بن سلامٍ، حدّثه، أو قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن سلامٍ، قال: تذاكرنا بيننا، فقلنا: أيّكم يأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فيسأله أيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ، فهبنا أن يقوم منّا أحدٌ، فأرسل إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلاً حتّى جمعنا، فجئنا نشير بعضًا إلى بعضٍ يقرأ علينا سورة: {سبّح للّه ما في السّماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يأيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}، فتلاها من أوّلها إلى آخرها.
قال: فتلاها علينا عبد الله بن سلامٍ من أوّلها إلى آخرها.
قال هلالٌ: فتلاها علينا عطاءٌ من أوّلها إلى آخرها.
قال يحيى: فتلاها علينا هلالٌ من أوّلها إلى آخرها.
قال الأوزاعيّ: فتلاها علينا يحيى من أوّلها إلى آخرها.
5861/2- قال: وحدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، حدّثنا يحيى بن حمزة، عن الأوزاعيّ...، فذكره.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
51- سورة المنافقين
5862- قال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا هوذة، حدّثنا عوف قال: بلغني في قوله - عز وجل: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنّك لرسول اللّه} حتى بلغ {قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون} قال: هو عبد الله بن أبي، وكان يقول للنبي صلّى الله عليه وسلّم في وجهه: أشهد أنك رسول الله- وليس بموقن، واتخذ أيمانه جنة دون دمه وكان أتم الناس من لدن قرنه إلى قدمه وأثبته لسانًا، وهو الذي قال الله فيهم: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنّهم خشبٌ مّسنّدةٌ يحسبون كلّ صيحةٍ عليهم هم العدوّ} يحسبون أن محمدًا وأصحابه سيهلكون بها، لا يوقنون أن الله مظهره وأصحابه على الدين كله، وأنه ممكن له في الأرض.
5863- وقال الحميدي: حدّثنا سفيان، حدّثنا أبو هارون المدني قال: قال عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول لأبيه: والله لا تدخل الجنة أبدًا حتى تقول: رسول الله الأعز وأنا الأذل. قال: وجاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إنه بلغني أنك تريد أن تقتل أبي فو الذي بعثك بالحق ما تأملت وجهه قط هيبة له، ولئن شئت أن آتيك برأسه لأتيتك به ؛ فإني أكره أن أرى قاتل أبي.
52- سورة الطلاق
5864- قال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا كهمس بن الحسن، عن أبي السليل، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتلو عليه: {ومن يتّق اللّه يجعل لّه مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} حتى فرغ من الآية، فجعل يتلوها علي ويرددها حتى نعس، ثم قال: يا أبا ذر، كيف تصنع إن تخرج من المدينة؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة، إلى مكة، فأكون حمامة من حمام مكة، قال: فكيف تصنع إذا أخرجت من مكة؟ قلت: إلى السعة والدعة إلى الشام والأرض المقدسة، قال: قلت: إذاً والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي، قال: أو خير من ذلك؟ تسمع وتطيع وإن كان عبداً حبشيّاً.
قلت: روى مسلم في صحيحه منه: تسمع وتطيع وإن كان عبداً حبشيّاً من طريق عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر.
ورواه النسائي في التفسير وابن ماجه في سننه من طريق كهمس بن الحسن به مقتصرين على ذكر الآية حسب.
ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر مطولاً وتقدم في الإمارة في باب طاعة الإمام وإن كان عبداً حبشيّاً، ورواه أحمد بن منيع أيضاً، وتقدم لفظه في كتاب الإمارة.
5865- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا جرير، عن مطرف بن طريف، عن عمرو بن سالم، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه، قال: لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا: قد بقي عدد من عدة النساء لم تذكر الصغار، والكبار اللاتي قد انقطع عنهن الحيض، وذوات الحمل فأنزل الله الآية التي في سورة النساء القصرى: {واللاّئي يئسن من المحيض من نّسائكم إن ارتبتم} والتي قد يئست من المحيض عدتها ثلاثة أشهر {واللاّئي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ}.
5866- قال إسحاق: وأبنا يحيى بن آدم، عن الفضل بن مهلهل، عن مطرف بن طريف، عن عمرو بن سالم قال: لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدة المطلقة وعدة المتوفى عنها زوجها، قال أبي: يا رسول الله...، فذكر نحوه.
53- سورة التحريم
5867- قال الحارث: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، حدّثنا معمر بن أبان، حدّثنا الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: لما حلف أبو بكر ألا ينفق على مسطح فأنزل الله: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} فأحل يمينه وأنفق عليه.
5868- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، حدّثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال عمر، رضي الله عنه: بلغني بعض ما أدين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لنسائه، فدخلت عليهن فجعلت استقرئهن وأعظهن، فقلت فيما أقول: والله لينتهين أو ليبدله الله أزواجاً خيرًا منكن حتى أتيت على زينب فقالت لي: يا عمر، أما كان في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يعظ نساءه حتى تعظنا أنت، فأنزل الله، عز وجل: {عسى ربّه إن طلّقكنّ...} إلى آخر الآية.
5869- قال أحمد بن منيع: وحدّثنا أبو أحمد، حدّثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر، رضي الله عنه، في قوله، عز وجل: {توبةً نّصوحًا} قال: يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه.
هذا إسناد صحيح.
54- سورة تبارك الذي بيده الملك وفضلها
5870- قال عبد بن حميد: حدّثنا سليمان بن داود، عن عمران القطان، عن قتادة، عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إن سورة من كتاب الله، عزّ وجلّ، ما هي إلاّ ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار، وأدخلته الجنة وهي سورة تبارك.
هذا إسناد صحيح.
5870/2- رواه أبو داود، والتّرمذيّ وحسنه والنسائي وابن ماجه، وأبو يعلى الموصليّ وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه: كلهم من طريق عباس الجشمي به بلفظ: شفعت لرجل حتى غفر له.
5871- قال عبد بن حميد: وحدّثنا إبراهيم بن الحكم، حدّثنا أبي، عن عكرمة أن ابن عباس رضي الله عنهما قال لرجل: ألا أطرفك بحديث تفرح به؟ قال الرجل: بلى يا أبا عباس رحمك الله. قال: اقرأ تبارك الذي بيده الملك واحفظها، وعلمها أهلك وجميع ولدك، وصبيان بيتك وجيرانك؟ فإنها المنجية، وهي المجادلة تجادل وتخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها، وتطلب إلى ربها أن ينجيه من النار إذا كانت في جوفه، وينجي الله بها صاحبها من عذاب القبر.
5872- قال: وحدّثنا إبراهيم، قال: حدّثنا أبي، قال عكرمة قال ابن عبّاسٍ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لوددت أنّها في قلب كلّ إنسانٍ من أمّتي، يعني، {تبارك الّذي بيده الملك}.
قلت: روى التّرمذيّ، والحاكم بعده هذه المتن الأخير حسب، وعليه اقتصر الحافظ المنذريّ في كتاب التّرغيب والتّرهيب، وخالف ذلك البزّار، في مسنده فرواه عن سلمة بن شبيب، عن إبراهيم بن الحكم بن أبانٍ، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لوددت أنّها في قلب كلّ إنسانٍ من أمّتي، يعني: يس.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عبّاسٍ بهذا الإسناد، وإبراهيم لم يتابع على أحاديثه، قلت: ضعّفه غير واحدٍ ولينه أبو داود.
وقد تقدّم في سورة السّجدة من حديث جابر بن عبد الله: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان لا ينام حتّى يقرأ تنزيل السّجدة، وتبارك الّذي بيده الملك، وتقدّم فيه من قول طاووسٍ أنّهما فضّلتا على كلّ سورةٍ من القرآن بستّين حسنةً.
55- سورة ن
5873- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا القاسم بن يحيى، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا أبو سعيدٍ روح بن جناحٍ، عن مولًى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة، عن أبيه، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: {يوم يكشف عن ساقٍ}، قال: عن نورٍ عظيمٍ يخرّون له سجّدًا.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
56- سورة الحاقة
5874- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا عمران أبو الهذيل، أنبأنا عبد الله بن وهب بن منبه، عن أبيه: في قول الله، عز وجل،: {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ...} الآية قال: هم أربعة من الملائكة يحملونه على أكتافهم، لكل واحد منهم أربعة وجوه: وجه ثور، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه إنسان، لكل واحد منهم أربعة أجنحة، فأما جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيصعق، وأما جناحان فينتهضوا بهما ليس لهم كلام إلا: قدسوا الله القوي العلي، قد ملأت عظمته ما بين السماء والأرض.
هذا موقوف ضعيف الإسناد.
5875- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق، حدّثنا شريك، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنه، في قوله- عز وجل: { ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ...} قال: ثمانية أملاك في صورة الأوعال.
57- سورة سأل سائل
5876- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قول الله، عز وجل: {نزّاعةً لّلشّوى} قال: لحم الساقين.
58- سورة الجن
5877- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن عبدان الثقفي أنه قال لابن مسعود، رضي الله عنه: حدثت أنك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ليلة الجن، فقال: أجل، فذكر الحديث، يعني نحو حديث علقمة (ت) وقال: خط عليّ خطّاً، وقال: لا تبرح، فلما جاء قال لي: لو خرجت من الخط لم آمن أن يتخطفك بعضهم، وقال: الجن تشاجروا في قتيل بينهم. فقضى بينهم بالحق، فقال: رأيتهم مستثفرين بثياب بعض، وقال: هم من نصيبين حين سألوه الزاد.
5877/2- قال: وأنبأنا جريرٌ، حدّثنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: انطلق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وانطلق بي معه حتّى انتهى إلى البرّاز ثمّ خطّ لي خطّةً، فقال: لا تبرح حتّى أرجع إليك فما جاء حتّى جاء السّحر، فقال: أرسلت إليّ الجنّ، فقلت: فما هذه الأصوات الّتي أسمعها، قال: هي أصواتهم حين ودّعوني وسلّموا عليّ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف قابوس بن أبي ظبيان.
5878- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن الزبير بن العوام، رضي الله عنه: في قول الله، عز وجل: {كادوا يكونون عليه لبدًا} قال: ذلك بنخلة، والنبي صلّى الله عليه وسلّم يصلي ويقرأ في العشاء، ركب بعضهم بعضًا يستمعون القرآن. قال سفيان: مثل اللبد بعضهم فوق بعض.
5878/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا بن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة في قوله تعالى: {وإذ صرفنا إليك نفرًا مّن الجنّ} قال الزبير: ذلك بنخلة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في العشاء {كادوا يكونون عليه لبدًا}.
5878/3- ورواه أحمد بن حنبل: حدّثنا سفيان قال عمرو: سمعت عكرمة يقول: {وإذ صرفنا إليك} وقرئ على سفيان، عن الزبير: {نفرًا مّن الجنّ يستمعون القرآن} قال: بنخلة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي العشاء الآخرة {كادوا يكونون عليه لبدًا} قال سفيان: اللبد بعضهم على بعض.
59- سورة المزمل
5879- قال أحمد بن منيع: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {ورتّل القرآن ترتيلاً} قال: بينه تبيانًا.
هذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
5880- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مسروق بن المرزبان، حدثني ابن أبي زائدة، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا نزل عليه وجد ما قال الله، عز وجل: {إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}.
5881- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إبراهيم، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الأعمش أن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قرأ هذه الآية: إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأصوب قيلاً فقال له رجل: إنما نقرؤها: {وأقوم قيلاً} فقال: إن أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحد.
5882- قال أبو يعلى: وحدّثنا جعفر بن مهران، حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزلت: {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلاً} لم يكن إلاّ يسيرًا حتى كانت وقعة بدر.
هذا إسناد ضعيف، لتدليس محمد بن إسحاق.
61- سورة المدثر
5883- قال أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيعٍ حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، حدّثنا مطرّفٌ، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، في قول الله عزّ وجلّ: {فإذا نقر في النّاقور فذلك يومئذٍ يومٌ عسيرٌ} قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته حتّى يؤمر فينفخ، فقال أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله، فكيف نقول؟ قال: قولوا: حسبنا اللّه ونعم الوكيل على الله توكّلنا.
قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده والطّبرانيّ من هذا الوجه.
وله شاهدٌ من حديث أبي سعيدٍ الخدريّ، رواه ابن حبّان في صحيحه، والتّرمذيّ في الجامع.
5884- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سيف، سمعت مجاهدًا يقول: بينما ابن عباس، رضي الله عنهما، جالس في حوض زمزم والناس يسألونه إذ جاء رجل فسأله عن: {واللّيل إذ أدبر} فسكت، فلما ثوب المؤذن ونادى المنادي قال: أين السائل؟ عن الليل إذ أدبر؟ قال: قد دبر الليل.
هذا إسناد رواته ثقات
61- سورة القيامة وما يقال بعدها
5885- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا إسماعيل بن أميّة، حدّثني أعرابيٌّ من أهل البادية، قال: سمعت أبا هريرة، رضي اللّه عنه، يقول: قال أبو القاسم صلّى الله عليه وسلّم: إذا قرأ أحدكم {لا أقسم بيوم القيامة} فأتى على آخرها {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}، فليقل: بلى وإذا قرأ: {والمرسلات عرفًا} فأتى على آخرها فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون، فليقل: آمنّا بالله، وإذا قرأ {والتّين والزّيتون} فأتى على آخرها {أليس اللّه بأحكم الحاكمين} فليقل: بلى، وربّما قال سفيان: بلى وأنا على ذلك من الشّاهدين.
قال سفيان: قال إسماعيل: فاستعدت الأعرابيّ الحديث، فقال: يا ابن أخي أتراني لم أحفظه؟ لقد حججت سبعين حجّةً وما منها حجة إلاّ وأنا أعرف البعير الّذي حججت عليه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
روى أبو داود، والتّرمذيّ، منه الجملة الأخيرة دون باقيه من طريق سفيان به.
62- سورة المرسلات وما يقال بعدها
تقدّم في سورة هودٍ، والواقعة، أنّ أبا بكرٍ الصّدّيق سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما شيّبك؟ قال: شيّبتني هودٌ، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشّمس كوّرت.
5886- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا عاصمٌ، عن زرٍّ، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفح الجبل وهو قائمٌ يصلّي، وهم نيامٌ إذ مرّت به حيّةٌ، فاستيقظ وهو يقول: منعها منكم الّذي منعكم منها، قال: وأنزل اللّه، عزّ وجلّ عليه: {والمرسلات عرفًا فالعاصفات عصفًا} فأخذتها وهي رطبةٌ من فيه، أو من فوهٍ رطبٍ بها.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
5887- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ، رضي اللّه عنه، قال: العاصفات عصفًا الرّياح...، فذكره في حديثٍ طويلٍ.
قلت: وتقدّم من حديث أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إذا قرأ أحدكم: {والمرسلات عرفًا} فأتى على آخرها {فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون}، فليقل: آمنّا بالله.
63- سورة عم يتساءلون
5888- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدّثنا محمد بن فضيل، أنبأنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله- عز وجل: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجّاجًا} قال: المعصرات: الرياح، ثجاجاً: قال: منصباً.
هذا إسناد ضعيف لضعف الكلبي.
5889- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قول الله، عزّ وجلّ: {لابثين فيها أحقابًا}، قال: الحقب: ألف شهرٍ، والشّهر ثلاثون يومًا، والسّنة ثلثمائةٍ وستّون يومًا، واليوم ألف سنةٍ ممّا تعدّون، والحقب ثلاثون ألف ألف سنةٍ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف جعفرٍ، والقاسم: هو ابن عبد الرّحمن.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير وابن أبي حاتمٍ، وابن مردويه، في تفسيرهما من طريق جعفر به.
5889/2- ورواه البزّار، من حديث أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: لابثين فيها أحقابًا قال: الحقب ثمانون سنةً.
وفي سنده الحجّاج بن نصرٍ، وهو ضعيفٌ.
ورواه ابن عديٍّ، من حديث ابن عمر بسندٍ ضعيفٍ.
64- سورة والنازعات
5890- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا سفيان، عن عبد الله بن محمّدٍ، عن الطفيل بن أبيٍّ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: جاءت الرّاجفة تتبعها الرّادفة جاء الموت بما فيه.
65- سورة التكوير
تقدّم في سورة هودٍ، والواقعة، أنّ أبا بكرٍ الصّدّيق سأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما شيّبك؟ قال: شيّبتني هودٌ، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشّمس كوّرت.
5891- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سفيان، عن سماك، عن الشعبي سمعت عمر، رضي الله عنه، وهو على المنبر وهو يقول: {وإذا النّفوس زوّجت} قال: تزويجها أن يؤلف كل قوم إلى شيعتهم.
هذا إسناد صحيح موقوف.
5892- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا النضر بن شميل، حدّثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن علي، رضي الله عنه، قال: فقال: فما الجوار الكنس؟ قال: الكواكب.
ذكره في حديث طويل.
هذا إسناد ضعيف، لجهالة بعض رواته.
66- سورة إذا السماء انشقت
5893- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا أبو بشرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه قال: {لتركبنّ طبقًا عن طبقٍ}، قال: يعني نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم يقول: حالاً بعد حالٍ.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ، أبو بشرٍ هو جعفر بن أبي وحشيّة.
قلت: رواه جابرٌ الجعفيّ، عن مجاهدٍ به.
ورواه البزّار، في مسنده من طريق جابرٍ الجعفيّ، عن الشّعبيّ، عن عبد الله...، فذكره.
5894- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن علي بن سويد، حدثني أبو رافع قال: صليت خلف عمر، رضي الله عنه، العشاء فقرأ: إذا السماء انشقت فسجد فيها.
هذا إسناد صحيح، وأبو رافع هو الصائغ.
وله شاهد ضعيف من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا ونقلته في آخر باب سجود التلاوة، وتقدم فيه عن عمر أنه قال: ليس في المفصل سجود، ورواته ثقات.
67- سورة البلد
5895- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، حدّثنا نعيم بن ميسرة، حدّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ من بني عامرٍ، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: صلّيت خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقول: {أيحسب أن لن يقدر عليه}، {أحدٌ أيحسب أن لم يره أحدٌ}.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ.
68- سورة الضحى
5896- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا حفص بن سعيدٍ القرشيّ الأعور، قال: حدّثتني أمّي، عن أمّها رضي اللّه عنها، وكانت خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّ جروًا دخل بيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فدخل تحت السّرير، فمات فمكث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعة أيّامٍ لا ينزل عليه الوحي، فقال: يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، جبريل لا يأتيني فما حدث في بيت نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا نبيّ الله ما أتى علينا يومٌ خيرٌ منّا اليوم، قال: فأخذ برديه فلبسهما وخرج فقلت في نفسي: لو هيّأت البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السّرير فإذا بشيءٍ ثقيلٍ فلم أزل أهيّئه حتّى بدا لي الجرو ميّتًا، فأخذته بيدي فألقيته خلف الدّار فجاءني نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم ترعد لحيته، وكان إذا نزل عليه استبطنته الرّعدة، فقال: يا خولة دثّريني فأنزل اللّه عليه: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى} إلى قوله: {يعطيك ربّك فترضى} فقام من نومه فوضعت له ماءً فتطهّر ولبس برديه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ.
69- سورة العلق
ستأتي مطولاً في متاب علامات النبوة في باب بدو أمره.
70- سورة القدر
5897- قال أحمد بن منيع: حدّثنا هشيم، أنبأنا حصين، عن حكيم بن جبير، عن سعيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل القرآن ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، وتلا ابن عباس: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرقاً.
5897/2- قال: وحدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدّثنا داود بن أبي هند سمعناه يروي عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، ثم أنزله جبريل بعد على محمد صلّى الله عليه وسلّم فكان فيه ما قال للمشركين، وردًا عليهم.
5897/3- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: حدّثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري حدّثنا محمد بن عبد السلام، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله عز وجل: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بموقع النجوم وكان الله، عزّ وجلّ، ينزله على رسول صلّى الله عليه وسلّم بعضه في إثر بعض، فقال الله، عز وجل: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً}.
5897/4- ورواه البيهقي في سننه: حدّثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء...، فذكره.
قلت: رواه النسائي في التفسير عن محمد بن قدامة، عن جرير به.
قال المزي: ليس في الرواية.
71- سورة الزلزلة
5898- قال إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا يزيد بن هارون الواسطيّ حدّثنا سفيان بن حسينٍ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، قال: بينا أبو بكرٍ رضي اللّه عنه،
يتغذّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ نزلت هذه الآية: {فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرًّا يره}، فأمسك أبو بكرٍ، وقال: يا رسول الله، أكلّ ما عملناه من سوءٍ رأيناه، فقال: ما ترون ممّا تكرهون فذلك ممّا تجزون به ويؤخّر الخير لأهله في الآخرة.
أخرجه الإمام أحمد بمعناه في سؤاله عن قوله تعالى: {ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب} من طريق أبي بكر بن أبي زهيرٍ الثّقفيّ، عن أبي بكر الصّدّيق.
وأخرج التّرمذيّ بعضه من طريق ابن عمر، عن أبي بكرٍ وإسناده ضعيفٌ، والطّريق الّتي سقناها صحيحةٌ إن كان أبو أسامة سمعه من أبي بكرٍ.
5899- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا جرير بن حازمٍ، سمعت الحسين، يقول: حدّثني صعصعة عمّ الفرزدق، أنّه قال: قدمت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقرأ هذه الآية: {فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرًّا يره}، قلت: والله ما أبالي ألاّ أسمع غيرها حسبي حسبي.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
رواه النّسائيّ، في التّفسير، عن إبراهيم بن يوسف بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جرير بن حازمٍ به.
72- سورة الهاكم التكثر
5900- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن سلمة البصريّ، حدّثنا أشعث بن برازٍ، عن الحسن، قال: لمّا نزلت هذه الآية: ثمّ {لتسألنّ يومئذٍ عن النّعيم}، قالوا: يا رسول الله، أيّ نعيمٍ نسأل عنه؟ سيوفنا على عواتقنا.... قال: وذكر الحديث.
5900/2- رواه أحمد بن حنبلٍ، من حديث محمود بن لبيدٍ، قال: لمّا نزلت {ألهاكم التّكاثر} فقرأها حتّى بلغ: {لتسألنّ يومئذٍ عن النّعيم}، قالوا: يا رسول الله، أيّ نعيمٍ نسأل؟ إنّما هما الأسودان الماء والتّمر، وسيوفنا على رقابنا والعدوّ حاضرٌ، فعن أيّ نعيمٍ نسأل؟ قال: إنّ ذلك سيكون.
73- سورة لإيلاف قريش
5901- قال أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان، عن ليثٍ، عن شهرٍ، عن أسماء، رضي اللّه عنها، قالت: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ: ويل أمّكم قريشٍ إلفهم رحلة الشّتاء والصّيف.
5901/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عليّ بن بحرٍ، حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا عبيد الله بن أبي زيادٍ القدّاح، عن شهر بن حوشبٍ، عن أسماء بنت يزيد، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لإيلاف قريشٍ إيلافهم رحلة الشّتاء والصّيف ويحكم يا قريش اعبدوا ربّ هذا البيت الّذي أطعمكم من جوعٍ وآمنكم من خوفٍ.
74- سورة التكاثر
فيه حديث ابن عباس وسيأتي في صفة الجنة.
5902- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الوهّاب، عن حميدٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: دخلت الجنّة فإذا أنا بنهرٍ يجري حفّتاه خيام اللّؤلؤ، قال: فضربت بيدي إلى الطّين فإذا مسكٌ أذفر، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الّذي أعطاك اللّه.
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير من طريق عبيدة، عن حميدٍ به.
75- سورة قل يا أيها الكافرون وفضلها
5903- قال مسدّدٌ: حدّثنا أبو الأحوص، حدّثنا أبو الحسن، قال: سمعت رجلاً يحدّث، قال: إنّي لأسير مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ليلةٍ ظلماء فسمع قارئًا يقرأ: {قل يأيّها الكافرون}، فقال: أمّا هذا فقد برئ من الشّرك، ثمّ سرنا قريبًا فسمع قارئًا يقرأ: {قل هو اللّه أحدٌ}، فقال: أمّا هذا فقد غفر له، قال: فكففت راحلتي لأنظر من الرّجل فأبشّره، فنظرت يمينًا، وشمالاً فما رأيت أحدًا.
5903/2- قال: وحدّثنا أبو عوانة، عن أبي الحسن...، فذكره.
5903/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن مهاجرٍ أبي الحسن، سمعت شيخًا في إمارة ابن أمّ الحكم يحدّث قال: بينما أنا أسير مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره إلى قوله: قد غفر له.
5903/4- قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى: عن قتيبة، عن أبي عوانة، عن مهاجرٍ أبي الحسن...، فذكر حديث ابن أبي شيبة.
وهو إسنادٌ صحيحٌ.
5904- قال مسدّدٌ: وحدّثنا الجريريّ، حدّثني رجلٌ من أهل الكوفة هو فيهم، عن رجلٍ من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بضعةً وعشرين مرّةً يقول: نعم السّورتان يقرأهما في الرّكعتين الأحد الصّمد، و {قل يا أيّها الكافرون}.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
5905- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا جبارة، حدّثنا الحجّاج بن تميمٍ، عن ميمونٍ، أنّ ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أدلّكم على كلمةٍ تنجيكم من الإشراك بالله تقرؤون: قل يأيّها الكافرون عند منامكم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف جبارة بن المغلّس.
76- سورة النصر
5906- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرّة، سمع أبا البختريّ، يحدّث، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت هذه الآية: إذا جاء نصر الله والفتح قرأها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى ختمها ثمّ قال: أنا وأصحابي حيّزٌ والنّاس حيّزٌ، لا هجرة بعد الفتح، قال أبو سعيدٍ: فحدّثت بهذا الحديث مروان بن الحكم، وكان أميرًا على المدينة فقال: كذبت وعنده زيد بن ثابتٍ، ورافع بن خديجٍ، وهما معه على السّرير، فقال أبو سعيدٍ: أما إنّ هذين لو شاءا لحدّثاك ولكن هذا يخشى أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصّدقة، يعني زيد بن ثابتٍ، قال: فرفع عليه الدّرّة فلمّا رأيا ذلك، قالا: صدق.
5906/2- وبه: عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: لمّا نزلت هذه الآية إلاّ أنّه قال: وعنده زيد بن ثابتٍ، وزيد بن أرقم.
5907- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: لمّا نزلت: إذا جاء نصر الله والفتح، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: نعيت إلى نفسي بأنّي مقبوضٌ في تلك السّنة.
5907/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ...، فذكره.
5908- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا البهلول بن مرزوقٍ السّاميّ، حدّثنا موسى بن عبيدة، حدّثني صدقة بن يسارٍ، وعبد الله بن دينارٍ، عن عبد الله بن عمر، رضي اللّه عنه، قال: نزلت هذه السّورة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بمنًى في وسط أيّام التّشريق في حجّة الوداع: {إذا جاء نصر الله والفتح}، قال: فعرف أنّه الوداع، فأمر راحلته القصواء فرحلت له، ثمّ ركب فوقف بالنّاس بالعقبة، ثمّ اجتمع إليه ما شاء اللّه من المسلمين، فحمد اللّه عزّ وجلّ، وأثنى عليه بما هو له أهلٌ، ثمّ قال: أمّا بعد، أيّها النّاس فإنّ كلّ دمٍ كان في الجاهليّة فهو هدرٌ، وأوّل دماكم أضع دم إياس بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعًا في بني ليث فقتلته هذيل، وإنّ أوّل ربا أضعه ربا العبّاس بن عبد المطّلب، أيّها النّاس، إنّ الزّمان قد استدار وهو اليوم كهيئته يوم خلق السّماوات والأرض، وعدّة الشّهور عند الله اثنا عشر شهرًا منها أربعةٌ حرمٌ، شهر مضر الّذي بين جمادى، وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم: {ذلك الدّين القيّم فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم} {إنّما النّسيء زيادةٌ في الكفر يضلّ به الّذين كفروا يحلّونه عامًا ويحرّمونه عامًا ليواطؤوا عدّة ما حرّم اللّه} فيحلّون صفرًا عامًا ويحرّمون المحرّم عامًا، ويحرّمون الصفرًا عامًا ويحلّون المحرّم عامًا، فذلك النّسيء الّذي قال ربّكم، يا أيّها النّاس من كانت عنده وديعةٌ فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها، يأيّها النّاس، إنّ الشّيطان قد أيس أن يعبد ببلادكم آخر الزّمان وقد يرضى منكم بمحقّرات الأعمال، أيّها النّاس إنّ النّساء عندكم عوانٌ، أخذتموهنّ بأمان الله واستحللتم فروجهنّ
بكلمة الله لكم عليهنّ حقٌّ ولهنّ عليكم حقٌّ، ومرجعكم عليهنّ أن لا يوطّئن فرشكم من تكرهون، ولا يعصينكم في معروفٍ، فإذا فعلن ذلك، فليس لكم عليهن سبيل ورزقهن وكسوتهن بالمعروف، فإن ضربتموهنّ، فاضربوهنّ ضربًا غير مبرّحٍ، أيّها النّاس، اسمعوا منّي تعيشوا: لا يحلّ لامرئٍ من مال أخيه شيءٌ إلاّ ما طابت به نفسه، أيّها النّاس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله، فاعتصموا به، يا أيّها النّاس، أيّ يومٍ هذا؟ قالوا: هذا يومٌ حرامٌ، قال: فأيّ بلدٍ هذا؟ قالوا: هذا بلدٌ حرامٌ، قال: فأيّ شهرٍ هذا؟ قالوا: شهرٌ حرامٌ، قال: فإنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌ كحرمة هذا اليوم في هذا البلد وهذا الشّهر، ألا ليبلّغ شاهدكم غائبكم، ولا أمّة بعدكم ثمّ رفع يديه قال: اللّهمّ إنّي قد بلّغت.
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه، أبو يعلى وتقدم لفظه في الحج في باب خطبة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمنى.
77- سورة تبت يدا
5909- قال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثنا الوليد بن كثير، عن ابن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكرٍ، رضي اللّه عنها، قالت: لمّ نزلت: تبّت يدا أبي لهبٍ أقبلت العوراء أمّ جميلٍ ابنة حربٍ ولها ولولةٌ وفي يدها فهرٌ وهي تقول: مذمّمًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالسٌ في المسجد ثمّ قرأ قرآنًا ومعه أبو بكرٍ، قال: يا رسول الله، قد أقبلت وأنا أخاف أن تراك فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّها لن تراني وقرأ قرآنًا اعتصم به كما قال: وقرأ: {وإذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا} فأقبلت حتّى وقفت على أبي بكرٍ ولم تر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا أبا بكرٍ، إنّي أخبرت أنّ صاحبك هجاني، فقال: لا وربّ هذا البيت ما هجاك، قال: فولّت وهي تقول: قد علمت قريشٌ أنّي بنت سيّدها، قال: وقال الوليد في حديثه، أو قاله غيره فعثرت أمّ جميلٍ وهي تطوف بالبيت في مرطها، فقالت: تعس مذمّمٌ فقالت أمّ حكيمٍ ابنة عبد المطّلب: إنّي لحصانٌ فما أكلّم وثقاف فما أعلم من بني العمّ ثمّ قريشٌ بعد أعلم.
5909/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى الهرويّ إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الوليد بن كثيرٍ، عن الوليد بن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكرٍ، قالت: لمّا نزلت تبّت يدا أبي لهبٍ...، فذكره بمعناه.
5910- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن منصور بن موسى الطّوسيّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، رضي الله عنهما، قال: لمّا نزلت تبّت يدا أبي لهبٍ جاءت امرأة أبي لهبٍ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومعه أبو بكرٍ فلمّا رآها أبو بكرٍ، قال: يا رسول الله، إنّها امرأةٌ بذيئةٌ وأخاف أن تؤذيك فلو قمت، فقال: إنّها لن تراني، فجاءت فقالت: يا أبا بكرٍ، إنّ صاحبك هجاني، قال: وما يقول الشّعر، قالت: أنت عندي مصدّقٌ، وانصرفت، قلت: يا رسول الله، لم ترك، قال: ما زال ملكٌ يسترني بجناحه.
5910/2- قال: وحدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ...، فذكره.
5910/3- رواه البزّار: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا أبو أحمد...، فذكره.
5910/4- قال: وحدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ، وأحمد بن إسحاق، قالا: حدّثنا أبو أحمد...، فذكره نحوه.
5910/5- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا أبو يعلى الموصليّ...، فذكره.
78- سورة قل هو الله أحد وفضلها
فيه الأحاديث المذكورة في سورة {قل يا أيّها الكافرون}.
5911- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا محمّد بن أبي حميدٍ، عن عميرٍ، مولى بني عديٍّ، سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن قبل أن ينام، قيل: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن يطيق ثلث القرآن قبل أن ينام؟ قال: يقرأ قل هو اللّه أحدٌ، وقل أعوذ بربّ الفلق، وقل أعوذ بربّ النّاس فكأنّما قرأ ثلث القرآن.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن أبي حميدٍ.
5912- وقال أحمد بن منيعٍ، حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا عبد الله بن عامرٍ الأسلميّ، عن عمران بن أبي أنسٍ، عن سهل بن سعدٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، أو رجلٍ من الأنصار قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ قل هو اللّه أحدٌ فكأنّما قرأ ثلث القرآن.
5912/2- قال: وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا، عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى، عن أبي ابن كعب قال: {قل هو اللّه أحدٌ} تعد ثلث القرآن.
5912/3- قال: وحدّثنا يوسف بن عطيّة الصّفّار، عن هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي، قلت: أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ {قل هو اللّه أحدٌ} فكأنّما قرأ ثلث القرآن، وكتب له حسناتٌ بعدد من آمن وأشرك.
قلت: رواه النسائي، في اليوم والليلة من طريق حصين، عن ابن أبي ليلى به.
5913- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا العلاء بن محمّدٍ الثّقفيّ، سمعت أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بتبوك، فطلعت الشّمس بيضاء ونورٌ وشعاعٌ لم نرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال له: يا جبريل، مالي أرى الشّمس اليوم طلعت بيضاء ونورٌ وشعاعٌ لم أرها طلعت به فيما مضى، قال: ذاك أنّ معاوية بن معاوية اللّيثيّ مات اليوم، فبعث اللّه إليه سبعين ألف ملكٍ يصلّون عليه، قال: وفيم ذاك؟ قال: كان يكثر قراءة: قل هو اللّه أحدٌ باللّيل، والنّهار، في ممشاه، وقيامه، وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلّي عليه، قال: نعم فصلّى عليه ثمّ رجع.
5913/2- رواه أبو يعلى الموصليّ، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم السّاميّ بعبادان، حدّثنا عثمان بن الهيثم مؤذّن مسجد الجامع بالبصرة عندي، عن محبوب بن هلال، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس بن مالكٍ، قال: نزل جبريل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: يا محمّد، مات معاوية بن معاوية اللّيثيّ، أفتحبّ أن تصلّي عليه؟ قال: نعم فضرب بجناحه الأرض فلم تبق شجرةٌ، ولا أكمةٌ إلاّ تضعضعت فرفع سريره، فنظر إليه وصلّى عليه، وخلفه صفّان من الملائكة في كلّ صفٍّ سبعون ألف ملكٍ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا جبريل لم نال هذه المنزلة من الله؟ قال: بحبّه قل هو اللّه أحدٌ، وقراءته إيّاها ذهابًا، وإيابًا، وقائمًا، وقاعدًا، على كلّ حالٍ.
5913/3- قال: وحدّثنا محمّد بن إسحاق المسيّبيّ، حدّثنا يزيد بن هارون...، فذكره إلاّ أنّه قال: ألف ملكٍ.
5913/4- ورواه البيهقيّ في سننه، أنبأنا أبو محمّد بن عبد الله بن يوسف من أصل كتابه قال: أنبأنا سعيد بن الأعرابيّ، حدّثنا الحسين بن محمّدٍ الزّعفرانيّ، حدّثنا يزيد بن هارون...، فذكره.
5913/5- قال: وحدّثنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ببغداد، حدّثنا أبو سهل بن زيادٍ القطّان، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدّثنا عثمان بن الهيثم، حدّثنا محبوب بن هلالٍ، عن أبي ميمونة يعني عطاءً...، فذكره.
5913/6- ورواه أبو الفرج بن الجوزيّ في كتاب صفوة الصّفوة: أنبأنا أبو بكر بن أبي طاهرٍ، أنبأنا الجوهريّ، أنبأنا ابن حيّويه، أنبأنا ابن معروفٍ، أنبأنا ابن الفهم، حدّثنا محمّد بن سعيدٍ، حدّثنا يزيد بن هارون...، فذكره إلاّ أنّه قال إنّ معاوية بن معاوية اللّيثيّ مات بالمدينة اليوم.
5914- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا ابن أبي فديكٍ، حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن أبي سعيدٍ البرّاد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيبٍ، عن أبيه، قال: خرجنا في ليلةٍ مطيرةٍ مظلمةٍ شديدةٍ، نطلب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليصلّي لنا قال: فأدركته، فقال: قل، فلم أقل شيئًا، ثمّ قال: قل، فلم أقل شيئًا، ثمّ قال: قل، قلت: يا رسول الله، وما أقول؟ قال: قل هو اللّه أحدٌ، والمعوّذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرّاتٍ تكفيك من كلّ شيءٍ.
5915- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، عن صالح بن حسّانٍ، قال سعيد بن المسيّب، عن أبي إياسٍ، رضي اللّه عنه، قال: كنت رديف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال لي: قل، فقلت: ما أقول؟ قال: قل هو اللّه أحدٌ فقرأتها، ثمّ قال: قل قلت: ما أقول؟ قال: قل أعوذ بربّ النّاس، فقرأتها، ثمّ قال: قل قلت: ما أقول؟ قال: قل أعوذ بربّ الفلق، فقرأتها، ثمّ قال: ما تعوّذ المتعوّذون بشيءٍ أفضل منها.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف صالح بن حسّانٍ.
5916- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا بشر بن منصورٍ، عن عمر بن نبهان، عن أبي شدّادٍ، عن جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثلاثٌ من جاء بهنّ مع الإيمان دخل من أيّ أبواب الجنّة شاء، وزوّج من الحور العين حيث شاء من عفا عن قالته، وأدّى دينًا خفيًّا، وقرأ في دبر كلّ صلاةٍ مكتوبةٍ عشر مرّاتٍ قل هو اللّه أحدٌ، قال: فقال أبو بكرٍ: وإحداهنّ يا رسول الله قال: وإحداهنّ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، أبو شدّادٍ مجهولٌ ما علمته بعدالةٍ، ولا جرحٍ، وعمر بن نبهان، مجمعٌ على ضعفه.
5917- قال أبو يعلى الموصليّ وحدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثني نوح بن قيسٍ، أخبرني محمّدٌ العطّار، أخبرتني أمّ كثير الأنصارية، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قرأ: قل هو اللّه أحدٌ خمسين مرّةً غفر اللّه له ذنوب خمسين سنةً.
5917/2- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا حاتم بن ميمونٍ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ قل هو اللّه أحدٌ في يومٍ مائتي مرّةٍ كتب له ألفٌ وخمس مائة حسنةٍ إلاّ أن يكون عليه دينٌ.
هذا....
5917/3- قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع بلفظ غفرت له ذنوب خمسين سنةً إلاّ أن يكون عليه دينٌ.
5918- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن مجالدٍ، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ، عن جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما، أنّ أعرابيًّا أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: انسب اللّه فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {قل هو اللّه أحدٌ} إلى آخرها.
5919- قال أبو يعلى، وحدّثنا أبو إبراهيم التّرجمانيّ إسماعيل بن إبراهيم، عن عبيس بن ميمونٍ، حدّثنا يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما يستطيع أحدكم أن يقرأ في اللّيلة قل هو اللّه أحدٌ فإنّها تعدل القرآن كلّه.
5919/2- وبه: عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره وزاد قال: وقال: لا بدّ للنّاس من عرّيفٍ، والعرّيف في النّار، قال: ويؤتى بالشّرطيّ، فيقال: ضع سوطك وادخل النّار.
5919/3- قال: وحدّثنا قطن بن نسيرٍ الغبريّ، حدّثنا عبيس بن ميمونٍ القرشيّ، حدّثنا يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما يستطيع أحدكم أن يقرأ قل هو اللّه أحدٌ ثلاث مرّاتٍ في ليلةٍ فإنّها تعدل ثلث القرآن.
قلت: مدار هذا الإسناد وما قبله على يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ وهو ضعيفٌ.
وتقدّم كلّ ذلك في كتاب الإمامة في باب ما جاء في الأمناء والعرفاء.
5920- قال أبو يعلى الموصليّ، وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني حييّ بن عبد الله، أنّ أبا عبد الرّحمن حدّثه، عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ أبا أيّوب الأنصاريّ كان في مجلسٍ، فقال: ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كلّ ليلةٍ؟ قالوا: هل يستطيع ذلك أحدٌ؟ قال: فإنّ قل هو اللّه أحدٌ تعدل ثلث القرآن، قال: فجاء إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يسمع أبا أيّوب، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: صدق أبو أيّوب.
5920/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا حييّ بن عبد الله...، فذكره.
قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع، وحسّنه من حديث أبي أيّوب، وإنّما أوردته لانضمامه مع عبد الله بن عمرٍو ومدار الإسناد على ابن لهيعة وهو ضعيفٌ.
5921- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إسحاق، حدّثنا أبي خالدٍ، عن الأعمش، عن الضّحّاك المشرقيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم،
5921/2- والأعمش، عن هلال بن يسافٍ، عن ابن أبي ليلى.
5921/3- والأعمش، عن إبراهيم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلةٍ، قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: يقرأ قل هو اللّه أحدٌ فهو ثلث القرآن.
قلت: ولمّا تقدّم شواهد حديث أبي هريرة في صحيح مسلم، والتّرمذيّ.
ورواه مسلمٌ أيضًا من حديث أبي الدّرداء.
ورواه البخاريّ، وغيره من حديث أبي سعيدٍ.
ورواه البزّار في مسنده من حديث عبد الله بن مسعودٍ، وجابر بن عبد الله.
79- باب في المعوذتين
فيه حديث أبي هريرة وعبد الله بن حبيب وأبي إياس المذكورين في سورة قل هو الله أحد.
5922- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يوسف بن عطيّة، عن هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبيّ بن كعبٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ المعوّذتين فكأنّما قرأ جميع ما أنزل اللّه على محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، وهارون بن كثيرٍ مجهولٌ قاله أبو حاتمٍ، ويوسف بن عطيّة الصّفّار أبو سهلٍ البصريّ ضعيفٌ بالاتّفاق.
5923- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن بحرٍ، حدّثنا عديّ بن أبي عمارة، حدّثنا زيادٌ النّميريّ، عن أنس بن مالكٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الشّيطان واضعٌ خطمه على قلب ابن آدم فإذا ذكر اللّه خنس، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخنّاس.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف بعض رواته رواه ابن أبي الدّنيا والبيهقيّ.
خطمه بفتح الخاء المعجمة وسكون الطّاء المهملة، هو فمه.
لكن له شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ رواه الحاكم في المستدرك، وقال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه.
80- باب فضل سورة من القرآن وغير ذلك مما يذكر
5924- قال أبو داود الطّيالسيّ: أنبأنا عمران، يعني القطّان، عن قتادة، عن أبي المليح الهذليّ، عن واثلة بن الأسقع، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله، قال: أعطيت مكان التّوراة السّبع الطّوال وأعطيت مكان الزّبور المائين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضّلت بالمفصّل.
5924/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا سليمان بن داود، يعني أبا داود الطّيالسيّ.
5925- وقال أبو يعلى: حدّثنا سفيان، حدّثنا أبي، عن عبيد الله بن أبي حميدٍ، عن أبي مليحٍ، حدّثني معقل بن يسارٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اعملوا بالقرآن، أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه واقتدوا به، ولا تكفروا بشيءٍ منه، ما تشابه عليكم فردّوه إلى الله، عزّ وجلّ، وإلى أولي العلم من بعدي كما يخبروكم، وآمنوا بالتّوراة والإنجيل، ولا تردّوا ما أوتي النّبيّون من ربّهم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنّه شافعٌ مشفّعٌ وما حلّ مصدّقٌ وإنّ بكلّ آيةٍ منه نورًا يوم القيامة، ألا وإنّي أعطيت سورة البقرة من الذّكر الأوّل، وأعطيت طه والطّواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصّل نافلةً.
81- باب أنزل القرآن على سبعة أحرف
5926- قال أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن أبيّ بن كعبٍ، رضي اللّه عنه، أنّ جبريل أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند أحجار المراء، فقال له: يا جبريل، إنّي بعثت إلى أمّةٍ فيها العجوز، والشّيخ، والغلام، والجارية، والرّجل القاسي، الّذي لم يقرأ كتابًا قطّ، فقال جبريل: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ.
5926/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، عن عاصم بن بهدلة، عن زرٍّ، عن حذيفة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقال: يا جبريل إنّي أرسلت إلى أمّةٍ أمّيّةٍ: الرّجل، والمرأة، والغلام...، فذكره.
5926/3- قال: وحدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا حمّادٌ...، فذكره.
5926/4- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
5927- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الوارث، عن عليّ بن زيدٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أتاني جبريل، عليه السّلام، ومعه ميكائيل، عليه السّلام، فقال جبريل: خذ القرآن على حرفٍ فأومأ إليه ميكائيل أن استزده، فقال: زدني، قال: فخذه على حرفين، فقال: استزده، فقال: زدني، قال: خذه على ثلاثة أحرفٍ، قال ميكائيل: استزده، فقال: زدني، قال: خذه على أربعة أحرفٍ فكلّ مرّةٍ يومئ إليه أن استزده حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، قال: فسكت ميكائيل، فقال جبريل: خذه على سبعة أحرفٍ كلّها شافٍ كافٍ كقول الرّجل هلمّ وأقبل واذهب وأدبر ما لم يختم رحمةً بعذابٍ، ولا عذاب برحمةٍ.
5927/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أنّ جبريل قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقرأ القرآن على حرفٍ، فقال له ميكائيل: استزده، فقال: حرفين، فقال: استزده حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، فقال: كلّها شاف كافٍ كقولك هلمّ وتعال ما لم يختم آية رحمةٍ بآية عذابٍ وآية عذابٍ بآية رحمةٍ.
5927/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أنبأنا عليّ بن زيدٍ...، فذكره.
5927/4- قال: وحدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ.
5928- وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، حدّثني عبيد الله بن أبي يزيد، قال: سمعت أبي يقول: نزلت على أمّ أيّوب الأنصاريّة فأخبرتني، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: نزل القرآن على سبعة أحرفٍ أيّها قرأت أصبت.
5928/2- رواه أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان...، فذكره.
5928/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا سفيان...، فذكره.
5929- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر حدّثنا الدّراورديّ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيدٍ، عن أبي قيسٍ مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص، أنّ رجلاً قرأ آيةً من القرآن، فقال له عمرٌو: إنّما هي كذا وكذا لغير ما قرأها الرّجل قال الرّجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخرجا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى أتياه فقال: يا رسول الله، إنّه قرأ كذا وكذا فقرأها عليه، فقال: صدقت، فقال الآخر: أليس أقرأتنيها على نحو ما قرأها على صاحبه فردّ صاحبه عليه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بلى، أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ، فأيّ ذلك قرأت فقد أصبت، ولا تماروا فيه فإنّ مراءً فيه كفرٌ.
5929/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة، أخبرني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيدٍ، عن أبي قيسٍ مولى عمرو بن العاص قال: سمع عمرو بن العاص رجلاً فذكر نحوه.
5929/3- قال: وحدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدّثنا عبد الله بن جعفرٍ يعني المخرميّ، حدّثنا يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن بسر بن سعيدٍ، عن أبي قيسٍ مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ على أيّ حرفٍ قرأتم أصبتم فلا تماروا فيه فإنّ المراء فيه كفرٌ.
هذا حديث رجال إسناده ثقاتٌ.
5930- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا جعفر بن عونٍ، عن العمريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ.
5930/2- رواه أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله...، فذكره وزاد فيه: وإنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ، ولكلّ آيةٍ منها ظهرٌ لبطنٍ.
5930/3- قال: وحدّثنا سهل بن زنجلة الرّازيّ، حدّثنا ابن أبي أويسٍ، عن أخيه، عن سليمان بن بلالٍ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ لكلّ حرفٍ منها ظهرٌ وبطنٌ.
5930/4- قال: وحدّثنا أبو همام، قال: أخبرني ابن وهب، أخبرني حيوة، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن ابن مسعود قال: كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر، وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا.
5930/5- ورواه ابن حبان في صحيحه: أنبأنا أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا أبو همام حدّثنا ابن وهب...، فذكره.
5930/6- ورواه البزّار: حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدّثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدّثنا ابن أبي أويس، يعني أبا بكر، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل حرف منها ظهر وبطن، ونهى أن يستلقي الرجل، أحسبه قال: في المسجد- واضعًا إحدى رجليه على الأخرى.
وقال: لم يروه هكذا إلاّ الهجري ولا روى ابن عجلان عن الهجري غيره.
5931- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن بشرٍ، عن محمّد بن عمرٍو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنزل القرآن على سبعة أحرفٍ عليمًا حكيمًا غفورًا رحيمًا.
رواه ابن حبّان في صحيحه من طريق عبدة بن سليمان عن محمّدٍ...، فذكره.
5932- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، أنبأنا العوّام، عن أبي إسحاق، عن سليمان بن صردٍ، قال: أتى أبيّ بن كعبٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برجلين قد اختلفا في القرآن فاستقرأهما فاختلفا، فقال لكلّ واحدٍ منهما: أحسنت، فقال: إنّي أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرفٍ.
5932/2- وقال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا يزيد، أنبأنا العوّام، حدّثني أبو إسحاق الهمدانيّ، عن سليمان بن صردٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أتاني جبريل، فقال: اقرأ القرآن على سبعة أحرفٍ شافٍ كافٍ.
قلت: رواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة من طريق العوّام بن حوشبٍ به.
ورواه أبو داود، في سننه من طريق سليمان بن صردٍ، عن أبيّ بن كعبٍ فعجله من مسند أبيّ بن كعبٍ.
5933- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا هوذة، حدّثنا عوفٌ، قال: بلغني أنّ عثمان، قال على المنبر: أذكّر اللّه رجلاً سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ كلّهنّ شافٍ كافٍ، إلا قام فقاموا حتّى لم يحصوا فشهدوا بذلك، ثمّ قال عثمان: وأنا أشهد معكم لأنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك.
5933/2- رواه أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا موسى، حدّثنا روح بن عبادة القيسيّ، حدّثنا عوف بن أبي جميلة، عن أبي المنهال، قال: بلغنا أنّ عثمان، رضي اللّه عنه، قال يومًا وهو على المنبر: أذكّر اللّه رجلاً النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
5934- قال عبد بن حميدٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حميدٌ الطّويل، عن أنس بن مالكٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قرأ رجلٌ آيةً، قال: وقرأتها على غير قراءته، فقلت: من أقرأك هذا؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فانطلقت به إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا، فقال: نعم، قال الرّجل: أقرأتني آية كذا وكذا، فقال: نعم، فقال: إنّ جبريل، وميكائيل أتياني فجلس جبريل عن يميني، وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: يا محمّد، اقرأ القرآن على حرفٍ، فقال ميكائيل: استزده، فقلت: زدني، فقال: اقرأه على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، فقلت: زدني، فقال: اقرأه على ثلاثة أحرفٍ، فقال ميكائيل: استزده، فقلت: زدني كذلك حتّى بلغ سبعة أحرفٍ كلّ ذلك جبريل يقول له اقرأ، وميكائيل، يقول: استزده حتّى بلغ سبعة أحرفٍ، فقال: اقرأه على سبعة أحرفٍ كلٌّ شافٍ كافٍ.
قلت: رواه مسلمٌ، في صحيحه وأبو داود، والنّسائيّ، من طريق عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ...، فذكره دون قوله: فجلس جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ولم يذكر واستزاده ميكائيل في كلّ مرّةٍ.
82- باب أنزل القرآن على ثلاثة أحرف
5935- قال أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّاد بن سلمة، حدّثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنزل القرآن على ثلاثة أحرفٍ.
5935/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، أنبأنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: نزل القرآن...، فذكره قال عفّان: مره أنزل القرآن.
5935/3- ورواه البزّار، حدّثنا خالد بن يوسف، حدّثني أبي، حدّثنا جعفر بن سعدٍ، حدّثنا حبيب بن سليمان، عن أبيه، عن سمرة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يأمرنا أن نقرأ القرآن كما أقرأناه، وقال: أنزل القرآن على ثلاثة أحرفٍ فلا تختلفوا فيه، ولا تجافوا عنه فإنّه مباركٌ كلّه اقرؤوه كما أقرئتموه.
قال: وحدّثنا محمد بن المثنّى، قال: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: أنزل القرآن على ثلاثة أحرفٍ.
قلت: هكذا استدرك شيخنا الحافظ أبو الفضل العسقلانيّ، من طريق عفّان على مسند الإمام أحمد وفيه نظرٌ.
83- باب النهي عن المراء والجدال في القرآن
5936- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا فليح بن سليمان، حدّثنا سالمٌ أبو النّضر، عن سليمان بن يسارٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تجادلوا في القرآن فإنّ جدالاً فيه كفرٌ.
5936/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا مسلمة بن محمّدٍ الثّقفيّ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، رضي اللّه عنه، قال: تنازعنا آي القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال قائلٌ: ألم يقل اللّه كذا وكذا؟ فأجابه الآخر: ألم يقل اللّه كذا وكذا إلى آيةٍ أخرى؟ قال: فسمع ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخرج مغضبًا كأنّما فقئ في وجهه حبّ الرّمّان فقال: بهذا أمرتم، أو بهذا بعثتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعضٍ، إنّما هلك الأمم قبلكم بهذا فانظروا ما أمرتم به فاتّبعوه وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ولستم ممّا هاهنا في شيءٍ.
5936/3- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا موسى بن عبيدة، حدّثني عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: جئت يومًا وإذا نفرٌ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جلوسًا بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكنت من ورائهم وكنت من أصغر القوم فقال رجلٌ لرجلٍ: يا فلان، فيما أنزلت آية كذا وكذا، قال: فاختلفوا وعلت أصواتهم، فخرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كالمغضب فقال: أيّها النّاس، دعوا المراء في القرآن فإنّ الأمم قبلكم لم يلعنوا حتّى اختلفوا في القرآن فإنّ المراء في القرآن كفرٌ.
5936/4- قال: وحدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: كنّا جلوسًا عند باب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال بعضهم: ألم يقل اللّه كذا وكذا؟ وقال بعضهم: وألم يقل اللّه كذا وكذا، فسمع بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخرج كأنّما اصفرّ في وجهه حبّ الرّمّان، فقال: بهذا أمرتم، أو بهذا خلقتم لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعضٍ، إنّما ضلّت الأمم قبلكم في مثل هذا إنّكم لستم ممّا هاهنا في شيءٍ انظروا إلى الّذي أمرتم به فاعملوا به وانظروا إلى الّذي نهيتم عنه فانتهوا عنه.
5936/5- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو الوليد الجوهريّ، حدّثنا أبو جعفرٍ، عن كثير بن سليمٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: جلست من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مجلسًا ما جلست قبله، ولا بعده أغبط عندي منه، قال: فخرج من وراء حجرته قومٌ يتجادلون بالقرآن، قال: فخرج محمرّةٌ وجنتاه كأنّما يقطران دمًا، فقال: يا قوم، لا تجادلون بالقرآن إنّما ضلّ من كان قبلكم بجدلهم إنّ القرآن لم ينزل ليكذّب بعضه بعضًا ولكن نزل ليصدّق بعضه بعضًا، فما كان من محكمه فاعملوا به وما كان من متشابهه فآمنوا به.
قلت: رواه ابن ماجة في سننه مختصرًا بإسنادٍ صحيحٍ من طريق أبي معاوية، عن داود به كما أوضحته في الكلام على زوائد ابن ماجه.
5937- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة، حدّثنا خالد بن القاسم، حدّثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثيرٍ الأنصاريّ، أنبأنا يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيدٍ مولى الحضرميّ، عن أبي جهيمٍ الأنصاريّ: أنّ رجلين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تماريا في آيةٍ من القرآن، كلاهما يزعم أنّه تلقّاها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكلاهما ذكر لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم آيةً سمعها منه فذكر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ فلا تماروا في القرآن فإنّ مراءً في القرآن كفرٌ.
5937/2- قال: وحدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، أخبرني يزيد بن خصيفة، عن مسلم بن سعيد مولى أبي الجهم، عن أبي الجهيم الأنصاريّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ القرآن نزل على سبعة أحرفٍ...، فذكره.
5937/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ، حدّثنا سليمان بن بلالٍ، حدّثني يزيد بن خصيفة، أخبرني بسر بن سعيدٍ، حدّثني أبو الجهيم: أنّ رجلين اختلفا في آيةٍ من القرآن قال هذا: تلقّيتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال الآخر: تلقّيتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسألا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: القرآن يقرأ على سبعة أحرفٍ.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5938- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن عبد الملك، حدّثنا عطاء، عن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ فإن ذاك يوقع الشك في قلوبكم.
84- باب تعلم القرآن وتعليمه وتعاهده
5939- قال أبو داود الطّيالسيّ: وحدّثنا عبد الواحد، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابيّ، قال: بلغني عن سليمان بن جابرٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي امرؤٌ مقبوضٌ فتعلّموا القرآن وعلّموه النّاس، وتعلّموا الفرائض وعلّموها النّاس وتعلّموا العلم وعلّموه النّاس، فإنّي مقبوضٌ، وإنّه سيقبض العلم، وتظهر الفتن حتّى يختلف الاثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما.
وقد تقدّم بطرقه في كتاب الفرائض.
5940- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عليٍّ، يقول: سمعت عقبة بن عامرٍ، رضي اللّه عنه، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تعلّموا القرآن وغنو به وأقتنوه فوالّذي نفسي بيده لهو أشدّ تفصّيًا من المخاض في العقل.
5941- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، حدّثنا عليّ بن رباحٍ اللّخميّ، عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، قال: كنّا في المسجد نتعلّم القرآن فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسلّم علينا فرددنا عليه السّلام فقال:: تعلّموا القرآن وأقتنوه...، فذكره.
5941/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الحسن بن سفيان، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا موسى بن عليٍّ...، فذكره دون قوله، وغنّوا به.
5941/3- قلت: رواه النّسائيّ في الفضائل، عن القاسم بن زكريّا، عن زيد بن الحباب به.
5942- وقال مسدد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني الحسن بن عمرو، عن فضيل، عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يعلموا أولادهم القرآن حتى يعقلوا.
85- باب ما جاء في الأجر على تعليم القرآن
5943- قال عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو الوليد، حدّثنا همّام بن يحيى، حدّثنا محمّد بن له أبانٌ، عن أبيّ بن كعبٍ: أنّه علّم رجلٌ سورةً من القرآن فأهدى إليه ثوبًا، أو قال: خميصة، قال: فذكر ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: لو أنّك أخذته، أو قال: إن أخذته شكّ محمّدٌ ألبست ثوبًا من نارٍ.
5943/2- رواه ابن ماجة في سننه بسندٍ ضعيفٍ فقال: حدّثنا سهل بن أبي سهلٍ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن ثور بن يزيد، حدّثنا خالد بن معدان، حدّثني عبد الرّحمن بن سليمٍ، عن عطيّة الكلابيّ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: علّمت رجلاً القرآن فأهدى إليّ قوسًا فذكرت ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إن أخذتها أخذت قوسًا من نارٍ فرددتها.
ورواه البيهقيّ في سننه الكبرى من طريق محمّد بن أبي بكرٍ، عن يحيى بن سعيدٍ به...، فذكره.
هذا إسنادٌ مضطربٌ قاله الذّهبيّ، في الكاشف في ترجمة عبد الرّحمن بن سليمٍ.
وقال العلائيّ في المراسيل: عطيّة بن قيسٍ عن أبيّ بن كعبٍ مرسلٌ انتهى، وإسناد عبد بن حميدٍ رجاله ثقاتٌ فلذلك أوردته.
86- باب فيمن جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وما جاء فيمن يؤخذ عنهم القرآن
5944- قال مسدد: وحدّثنا إسماعيل، حدّثنا زياد بن مخراق أبو الحارث، عن معاوية بن قرة، عن أبي كنانة: أن أبا موسى جمع الذين قرؤوا القرآن، فإذا هم قريب من ثلاثمائة، فعظم القرآن، وقال: إن هذا القرآن كائن لكم أجراً، وكائن لكم ذخراً، وكائن عليكم وزراً فاتبعوا القرآن، ولا يتبعكم القرآن؟ فإنه من اتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زخ في قفاه فقذفه في النار.
5945- قال مسدّدٌ: حدّثنا هشيمٌ، عن المغيرة، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله بن عمرٍو رضي اللّه عنهما: أربعة رهطٍ لا أزال أحبّهم منذ ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: خذوا القرآن من أربعةٍ: من عبد الله بن مسعودٍ، وأبيّ بن كعبٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبلٍ.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ إلاّ أنّه منقطعٌ.
5946- قال مسدّد: وحدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن الشعبي: أن رجلاً كان يجلس إلى مسروق، فكان في آخر من ودعه، فقال: يا أبا عائشة، إنك قريع القراء وسيدهم، وإن زينك لهم زين، وإن شينك لهم لشين، فلا تحدثن نفسك بفقر ولا بطول عمر.
5947- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمد بن عبد الله الأزدي، حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: افتخر الحيان من الأنصار: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، ومنا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت. وقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل.
قلت: في الصحيحين منه الذين جمعوا القرآن حسب.
87- باب فضل القرآن
5948- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا قتادة، عن يونس بن جبير قال: شيعنا جندبًا إلى حصن المكاتب، فقلنا له: أوصنا، فقال: عليكم بالقرآن؟ فإنه نور الليل المظلم، وهدى النهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فقدم مالك ونفسك دون دينك، فإن المحروب، من حرب دينه، وإن المسلوب من سلب دينه، وإنه لا غنى بغنى بعده النار، ولا فقر بفقر بعده الجنة، إن النار لا يفك أسيرها، ولا يستغني فقيرها.
هذا إسناد رواته ثقات وهو موقوف.
5949- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو معاوية، عن الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا مأدبة الله ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله وهو النّور المبين، والشّفاء النّافع، عصمةٌ لمن تمسّك به ونجاةٌ لمن تبعه، لا يعوجّ فيقوّم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرّدّ، اتلوه فإنّ اللّه يأجركم على تلاوته بكلّ حرفٍ عشر حسناتٍ، أما إنّي لا أقول: الم حرفٌ ولكن ألفٌ عشرًا ولامٌ عشرًا وميمٌ عشرًا.
ورواه الحاكم من طريق صالح بن عمر، عن إبراهيم الهجريّ، عن أبي الأحوص عنه به. وقال: تفرّد به صالح بن عمر عنه به وهو صحيح.
كذا قال، وليس كما زعم فإنّ إبراهيم بن مسلمٍ الهجريّ صعيف، وصالح بن عمر لم ينفرد به عن الهجريّ تابعه عليه أبو معاوية الضّرير محمّد بن حازمٍ، كما روى أبو بكر بن أبي شيبة.
5950- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو داود عمر بن سعدٍ، عن شريكٍ، عن الرّكين بن الرّبيع، عن القاسم بن حسّانٍ، عن زيد بن ثابتٍ، رضي اللّه عنه، يرفعه، قال: إنّي قد تركت فيكم الخليفتين كتاب الله، عز وجل، وعترتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
5950/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا شريكٌ، عن الرّكين، عن القاسم بن حسّانٍ، عن زيد بن ثابتٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، عزّ وجلّ، وعترتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا الحوض.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5951- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبي شريحٍ الخزاعيّ، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وإنّي رسول الله، قالوا: نعم، قال: فإنّ هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسّكوا به فإنّكم لن تضلّوا ولن تهلكوا بعده أبدًا.
5951/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا ابن أبي شيبة...، فذكره.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير بإسنادٍ جيّدٍ.
5951/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا الحسن بن سفيان، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
5952- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا بشير بن المهاجر، حدّثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: كنت عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسمعته يقول: إنّ القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشقّ عنه قبره كالرّجل الشّاحب يقول: هل تعرفني؟ فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الّذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإنّ كلّ تاجرٍ من وراء تجارته وأنت اليوم من وراء كلّ تجارةٍ، قال: فيعطى الملك يمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسي والداه حلّتين لا يقوم لهما أهل الدّنيا، فيقولان بما كسينا هذا فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثمّ يقال: اقرأ واصعد في درج الجنّة وغرفها فهو في صعودٍ ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلاً.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
5952/2- رواه ابن ماجة في سننه: من أوّله إلى قوله: أسهرت ليلك حسب عن عليّ بن محمّد، عن وكيعٍ، عن بشير بن المهاجر به.
رواه الحاكم، مختصرًا وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ.
5953- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا بكر بن عبد الرّحمن، حدّثنا عيسى هو ابن المختار، حدّثنا محمّد بن أبي ليلى، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: رأيت رجلاً قرأ أوّل اللّيل ثمّ سرق آخره، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا قرأ أوّله حجزه آخره عن أن يسرق.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى.
5954- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا اللّيث، حدّثني سعيدٌ، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّ على أصحابه وهم جلوسٌ ينتظرونه، فلمّا خرج وقف عليهم فجلس، فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وتشهدون أنّي رسول الله، وتشهدون أنّ هذا القرآن من عند الله، قالوا: بلى، نشهد على هذا، قال: أبشروا فإنّ هذا القرآن سببٌ من الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تظلموا، ولا تهلكوا بعده أبدًا.
5955- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن محمّد بن عمرٍو، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: يجيء القرآن يوم القيامة في أحسن شارةٍ وأحسن هيئةٍ، قال، فيقول: يا ربّ، أعطيت كلّ عاملٍ أجر عمله فأين أجر عملي؟ قال: فيكسى صاحب القرآن حلّة الكرامة ويتوّج تاج الملك، فيقول: يا ربّ، قد كنت أرغب له ما هو أعظم من هذا، قال: فيعطى الخلد بيمينه، والنّعيم بشماله، قال: فيقال له: أرضيت فيقول: نعم أي ربّ.
5956- قال الحارث بن أبي أسامة: وحدّثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدّثنا داود أبو بحر، عن صهر له يقال له: مسلم بن مسلم، عن مورق العجلي، عن عبيد بن عمير الليثي قال: قال عبادة بن الصامت، رضي الله عنه: إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته؟ فإنه يطرد بجهر قراءته الشيطان وفساق الجن، وإن الملائكة الذين، في الهواء، وسكان الدار يستمعون لقراءته، ويصلون بصلاته، فإذا مضت هذه الليلة، أو مضت الليلة المستأنفة، فتقول: نبهيه لساعته وكوني عليه خفيفة، فإذا حضرته الوفاة جاءه القرآن موقوفًا عند رأسه،
وهم يغسلونه فإذا فرغ منه دخل حتى صار في صدره وكفنه، فإذا وضع في حفرته، وجاءه منكر ونكير؟ خرج القرآن حتى صار بينه وبينهما، فيقولان له: إليك عنا فإنا نريد أن نسأله، فيقول: والله ما أنا بمفارقه، قال أبو عبد الرحمن: وكان في كتاب معاوية بن حماد: حتى أدخله الجنة، هذا الحرف، فإن كنتما أمرتما فيه بشيء فشأنكما ثم ينظر إليه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول القرآن: أنا الذي كنت أسهر ليلك، وأظمىء نهارك، وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك، فتجدني من الأخلاء خليل صدق، ومن الإخوان أخا صدق، فأبشر فما عليك بعد مسألة منكر ونكير من هم ولا حزن، ثم يخرجان عنه فيصعد القرآن إلى ربه فيسأل له فراشاً ودثارًا، قال: فيقوم له بفراش ودثار وقنديل من الجنة وياسمين من ياسمين الجنة فيحمله ألف ملك من مقربي السماء الدنيا، قال: فيسبقهم إليه القرآن فيقول: هل استوحشت بعدي؟ فإني لم أزل بربي الذي خرجت منه حتى آمر لك بفراش ودثار ونور من نور الجنة، فتدخل عليه الملائكة فيحملونه ويفرشونه ذلك الفراش ويضعون الدثار تحت قلبه والياسمين عند صدره، ثم يحملونه حتى يضعونه على شقه الأيمن ثم يصعدون عنه فيستلقي عليه فلا يزال ينظر إلى الملائكة حتى يلجوا في السماء، ثم يرفع القرآن من ناحية القبر فيوسع عليه ما شاء الله أن يوسع من ذلك، قال أبو عبد الرحمن: وكان في كتاب معاوية بن حماد إلى: فيوسع مسيرة أربعمائة عام، ثم يحمل الياسمين من عند صدره فيجعله عند أنفه فيشمه غضا إلى يوم ينفخ في الصور، ثم يأتي أهله في كل يوم مرة أو مرتين فيأتيه بخبرهم فيدعو لهم بالخير والإقبال، فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء، أتى الدار غدوة وعشية فبكى عليه إلى يوم ينفخ في الصور، أو كما قال.
5957- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبّادٍ المكّيّ، حدّثنا حاتم بن إسماعيل حدّثنا شريكٌ، عن الأعمش، عن يزيد بن أبانٍ، عن الحسين، عن أنسٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: القرآن غنًى لا فقر بعده، ولا غنى دونه.
إسنادٌ ضعيفٌ لضعف يزيد بن أبانٍ.
5958- قال أبو يعلى: وحدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا ابن لهيعة، قال: حدّثنا مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: لو أنّ القرآن جعل في إهابٍ ثمّ ألقي في النّار ما احترق.
قال أبو عبد الرّحمن: تفسيره أنّ من جمع القرآن ثمّ دخل النّار فهو شرٌّ من الخنزير.
5958/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا مشرحٌ، سمعت عقبة بن عامرٍ، يقول: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال...، فذكره.
5958/3- قال: وحدّثنا أبو عبد الرّحمن...، فذكره.
5958/4- قال: وحدّثنا حجاج، عن ابن لهيعة...، فذكره.
88- باب فيمن يقرأ القرآن
5959- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان، عن بشر بن نميرٍ، عن القاسم: حدّثنا أبو أمامة، رضي اللّه عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النّبوّة، ومن قرأ نصف القرآن أعطي نصف النّبوّة، ومن قرأ ثلثيه أعطي ثلثي النّبوّة، ومن قرأه كلّه أعطي النّبوّة كلّها ويقال له يوم القيامة اقرأ وارق بكلّ درجةٍ حتّى ينجز ما معه من القرآن ويقال له: اقبض فيقبض فيقال: هل تدري ما في يديك؟ في يديك اليمنى الخلد وفي الأخرى النّعيم.
5959/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن المنهال الضّرير، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا بشر بن نميرٍ، عن القاسم بن عبد الرّحمن...، فذكره.
هذا حديثٌ ضعيفٌ.
بشر بن نميرٍ المصريّ، قال فيه يحيى بن سعيدٍ: كان ركنًا من أركان الكذب، وقال: ترك النّاس حديثه، وتركه عليٌّ.
وقال ابن معينٍ: ليس بثقةٍ.
وقال أبو حاتمٍ: منكر الحديث حديثه عن القاسم منكرٌ.
وقال البخاريّ: منكر الحديث.
وقال النّسائيّ، والجوزجانيّ غير ثقة.
وقال ابن عديٍّ: عامّة ما يرويه عن القاسم، وغيره، لا يتابع عليه.
وأورد ابن الجوزيّ، هذا الحديث في كتاب الموضوعات، من طريق خلف بن هشام، عن بشر بن نمير.
وقال: العلاء بن يحيى كذاب يضع الحديث، وبشر بن نمير أسوأ حالاً منه.
وقال ابن حبان: والقاسم يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم المعضلات.
5960- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن رجلٍ يقال له: يحنّس، عن أمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ في ليلةٍ بخمس مائه آيةٍ إلى ألف آيةٍ أصبح له قنطارٌ من الأجر، القنطار من الأجر مثل التّلّ العظيم.
5960/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة أخبرني محمّد بن إبراهيم بن الحارث التّيميّ، عن يحنّس أبي موسى، عن راشد بن سعدٍ، أخٍ لأمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قرأ مائة آيةٍ في ليلةٍ لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بمائتي آيةٍ كتب من القانتين، ومن قرأ بألفٍ إلى خمس مائة آيةٍ أصبح له قنطارٌ من الأجر، القنطار منه مثل التّلّ العظيم.
5960/3- قال: وحدّثنا وكيعٌ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن إبراهيم التّيميّ، عن يحنّس بن أبي موسى، عن أمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ بخمس مائة آيةٍ إلى ألف آيةٍ أصبح له قنطارٌ من الأجر...، فذكره.
5960/4- ورواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة الرّبذيّ...، فذكر طريق ابن أبي عمر الأولى.
5960/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ.
قلت: مدار طرق حديث أبي الدّرداء هذا على موسى بن عبيدة الرّبذيّ، وهو ضعيفٌ.
5961- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا سويد بن عبد العزيز، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن جابرٍ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن عبد الرّحمن بن غنمٍ، عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قرأ القرآن وعمل بما فيه ومات في الجماعة بعث يوم القيامة مع السّفرة والبررة، ومن قرأ القرآن وهو يتفلّت منه أتاه اللّه أجره مرّتين، ومن كان حريصًا عليه، ولا يستطيعه، ولا يدعه بعثه اللّه مع أشراف أهله وفضّلوا على الخلائق، كما فضّلت النّسور على سائر الطّيور، وكما فضّلت عين أبي مزحة على ما حولها، ثمّ ينادي منادٍ أين الّذين كانوا لا تلهيهم رعاية الأنعام عن تلاوة كتابي؟ فيقومون فيلبس أحدهم تاج الكرامة، ويعطى اليمن بيمينه والخلد بيساره، ثمّ يكسى أبواه إن كان مسلمين حلّةً خيرًا من الدّنيا وما فيها فيقولان: أنّى لنا هذا وما بلغت أعمالنا، فيقال إنّ ولدكما يقرأ القرآن.
هذا إسنادٌ متّصلٌ لكن سويد بن عبد العزيز ضعيفٌ.
وله شاهدٌ من حديث معاذ بن جبلٍ، رواه أبو داود في سننه، والحاكم وصحّحه وفيه نظرٌ، فإنّ في إسناده زبّان بن فائدٍ، وهو ضعيفٌ.
5962- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: يتمثّل القرآن يوم القيامة فيؤتى بالرّجل قد كان حمله فخالف أمره، فيتمثّل خصمًا دونه، قال: فيقول: يا ربّ، حمّلته إيّاي فشرّ حاملٍ، تعدّى حدودي، وضيّع فرائضي، وركب معصيتي، وترك طاعتي، فما زال يقذف عليه الحجج حتّى يقال فشأنك به، فيأخذ بيمينه ما يرسله حتّى يكبّه على منخرةٍ في النّار، قال: ويؤتى بالعبد الصّالح قد كان حمله، فحفظ أمره فيتمثّل خصمًا دونه، فيقول: يا ربّ حمّلته إيّاي فخير حاملٍ، حفظ حدودي به، وعمل بطاعتي واجتنب معصيتي، وعمل بطاعتي، وما يزال يقذف له بالحجج حتّى يقال له شأنك به، فيأخذ بيده فما يرسله حتّى يكسوه حلّة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس الخمر.
5962/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيبٍ...، فذكره.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
5963- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، حدّثنا محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن عوف بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ حرفًا من كتاب الله كتب اللّه له به حسنةً لا أقول الم حرفٌ، ولكن الحروف مقطّعةٌ الألف حرفٌ واللاّم حرفٌ والميم حرفٌ.
5963/2- رواه البزّار: حدّثنا أحمد بن أبانٍ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن موسى بن عبيدة...، فذكره.
قلت: مدار الإسنادٌ فيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيفٌ.
5964- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن بشرٍ، حدّثنا أبو معشرٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ لهذا القرآن شرّةً ثمّ للنّاس عنه فترةٌ، فمن كانت فترته إلى القصد فنعمّا هو، ومن كانت فترته إلى الإعراض فأولئك بورٌ.
5964/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا أبو معشرٍ...، فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف أبي معشرٍ، واسمه نجيح بن عبد الرحمان.
5965- قال أحمد بن منيع: حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا حفص أبو عمر القارئ، عن عاصم بن كليب قال: كنت مع علي فسمع صخبهم في المسجد يقرؤون القرآن، فقال: طوبى لهؤلاء، هؤلاء كانوا أحب الناس إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم.
5966- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أحمد بن إسحاق، عن حمّاد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: أفضل القرآن سورة البقرة، وأعظم آيةٍ فيه آية الكرسيّ، قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ في ليلةٍ مائة آيةٍ لم يحاجّه القرآن، ومن قرأ بمائتين كتب له قنوت ليلةٍ، ومن قرأ بالمائة إلى الألف، أصبح وله قنطارٌ، والقنطار دية أحدكم اثنا عشر ألفًا قال: وإنّ أصفر البيوت من الخير البيت الّذي لا يقرأ فيه القرآن، وإنّ الشّيطان ليفرّ من البيت الّذي لا يقرأ فيه سورة البقرة.
5967- قال الحارث بن أبي أسامة: حدّثنا الخليل بن زكريّا، حدّثنا مجالد بن سعيدٍ، حدّثنا عامرٌ الشّعبيّ، عن النّعمان بن بشيرٍ رضي اللّه عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ للّه أهلين من النّاس، قال: من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف مجالدٍ والرّاوي عنه.
له شاهدٌ من حديث أنس بن مالكٍ، رواه النّسائيّ، وابن ماجة، والحاكم، كلّهم من طريق ابن مهديٍّ حدّثنا عبد الرّحمن بن بديلٍ، عن أبيه، عن أنسٍ، قال الحاكم: يروى من ثلاثه أوجهٍ عن أنسٍ هذا أجودها.
قال الحافظ المنذريّ: وهو إسنادٌ صحيحٌ.
5968- قال الحارث: وحدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن قتادة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من تعظيم جلال الله إكرام ذي الشّيبة المسلم، وحامل القرآن، والإمام العادل.
ورواه أبو داود في سننه من حديث أبي موسى الأشعريّ.
5969- قال الحارث: وحدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا حمّادٌ، عن سعيدٍ الجريريّ، عن أبي عبد الرّحمن الفهريّ، أنّ رجلاً أصاب من مغنمٍ خمسةً وعشرين أوقيةً من ذهبٍ، فأتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليدعو له فأعرض عنه، ثمّ عاد فأعرض عنه، ثمّ عاد فأعرض عنه، وقال: ما غنم فلانٌ أفضل ممّا غنمت تعلّم خمس آياتٍ.
ورواته ثقات.
5970- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حربٍ، حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني حيي بن عبد الله، أنّ أبا عبد الرّحمن الجيليّ حدّثه، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إنّي أقرأ القرآن فلا أجد قلبي ينفكّ عنه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ قلبك حييٌّ بالإيمان وإنّ الإيمان يأتي العبد قبل القرآن.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ ؛ لضعف ابن لهيعة.
5971- قال أبو يعلى: وحدّثنا محرز بن عونٍ، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: من قرأ ألف آيةٍ في سبيل الله كان يوم القيامة مع النّبيّين، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
هذا إسناد....
5972- قال أبو يعلى: وحدّثنا أحمد بن عبد العزيز بن مروان أبو صخرٍ، حدّثنا بكر بن يونس،
عن موسى بن عليٍّ، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثيرٍ اليماميّ، عن جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من قرأ ألف آيةٍ كتب اللّه له قنطارًا، والقنطار مائة رطلٍ، والرّطل ثنتا عشرة أوقيّةً، والأوقيّة ستّة دنانيرٍ، والدّينار أربعةٌ وعشرون قيراطًا، والقيراط مثل أحدٍ، ومن قرأ ثلاثمائةٍ آية قال اللّه، عزّ وجلّ لملائكته: يا ملائكتي، نصب عبدي، إنّي أشهدكم يا ملائكتي أنّي قد غفرت له، ومن بلغه عن الله تبارك وتعالى فضيلةً فعمل بها إيمانًا بها ورجاء ثوابه أعطاه اللّه ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف بكر بن يونس.
5973- قال أبو يعلى: وحدّثنا محمّد بن مرزوقٍ، حدّثنا محمّد بن بكرٍ، عن الصّلت بن بهرامٍ، حدّثنا الحسن، حدّثنا جندبٌ البجليّ في هذا المسجد، أنّ حذيفة، رضي اللّه عنه، حدّثه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ ممّا أتخوف عليكم رجلاً قرأ القرآن حتّى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءًا الإسلام اعتراه إلى ما شاء اللّه انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على بالسّيف ورماه بالشّرك، قال: قلت: يا نبيّ الله، أيّهما أولى بالشّرك المرميّ أو الرّامي، قال: بل الرّامي.
5974- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عثمان، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا يزيد، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا حسد إلاّ في اثنتين رجلٌ آتاه اللّه القرآن فهو يتلوه آناء اللّيل وآناء النّهار لو أتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل، ورجلٌ آتاه اللّه مالاً ينفقه في حقّه فهو يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل.
وأصله في الصّحيحين، وغيرهما من حديث ابن عمر، وفي البخاريّ، وغيره من حديث أبي هريرة، والمراد بالحسد هنا الغبطة وهو تمنّي ما للمحسود، لا تمنّي زوال تلك النّعمة عنه فإنّ ذلك الحسد المذموم.
5975- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الحسن، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثه عن عبد الله بن عمرٍو، أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلّم بابن له، فقال: يا رسول الله، إنّ ابني يقرأ المصحف بالنهار ويبيت بالليل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما تنقم أن يظل ذاكرًا ويبيت سالماً.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف ابن لهيعة.
89- باب ما جاء في الجهر والإسرار بالقراءة وترويح القلوب
5976- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا عبد الرّحمن بن الزّياد، عن عمرو بن أبي عمرٍو مولى المطّلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: كنت أسمع قراءة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من البيت وأنا في الحجرة.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5977- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد الله، حدّثنا معمرٌ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن يحيى بن يعمر، قال: سألنا عائشة رضي اللّه عنها، هل كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرفع صوته من اللّيل إذا قرأ؟ قالت: ربّما رفع وربّما خفض، قال: الحمد للّه الّذي جعل في الدّين سعةً.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ.
5978- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حماد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: حادثوا هذه القلوب؟ فإنها سريعة الدثور.
5979- قال: وحدثنا حماد، عن عمران بن حدير، عن قسامة بن زهير قال: روحوا القلوب تعي بالذكر.
90- باب الأمر بالقراءة كما علم
5980- قال أحمد بن منيعٍ حدّثنا يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأمويّ، حدّثنا الأعمش، عن عاصمٍ، عن زرّ بن حبيشٍ، عن عبد الله رضي اللّه عنه قال: قال لنا عليٌّ، رضي اللّه عنه، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم.
5980/2- قال: وحدّثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: إن الصراط تحضره الشياطين ينادون: يا عبد الله، هذا الطريق، ليصدوا عن سبيل الله، فعليكم بكتاب الله، فإنه حبل الله.
5980/3- قال: وحدّثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله: اعتصموا بحبل الله، فإن حبل الله هو القرآن.
5980/4- رواه أبو يعلى الموصليّ، حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، حدّثنا عاصمٌ، عن زرٍّ، عن عبد الله، قال: قلت لرجلٍ: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، و قلت لآخر: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرأني خلاف ما أقرأني الأول، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعليٌّ عنده جالسٌ، فقال عليٌّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقرؤوا كما علمتم.
91- باب تحسين الصوت والاستماع له وما جاء في أحسن القراءة والقراءة بالحزن
5981- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، قال: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسجد فسمع صوت قارئٍ، فقال: ما هذا؟ قال: صوت عبد الله بن قيسٍ، قال: أوتي من مزامير آل داود عليه السّلام.
هذا إسنادٌ مرسلٌ رجاله ثقاتٌ.
5982- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، أنبأنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن أبا موسى كان يقرأ ذات ليلة ونساء النبي صلّى الله عليه وسلّم يستمعن، فقيل له، قال: لو علمت لحبرت تحبيرًا ولشوقت تشويقاً.
هذا إسناد رواته ثقات
5983- رواه أبو يعلى الموصليّ قال: حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا خالد بن نافعٍ، حدّثنا سعيد بن أبي بردة، عن ابن أبي موسى، عن أبي موسى، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وعائشة مرّا بأبي موسى وهو يقرأ في بيته فقاما يستمعان لقراءته، ثمّ إنّهما مضيا فلمّا أصبح لقي أبا موسى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا أبا موسى، مررت البارحة ومعي عائشة، وأنت تقرأ في بيتك فقمنا واستمعنا فقال له أبو موسى: أما إنّي يا رسول الله لو علمت لحبّرته لك تحبيرًا.
5984- وقال عبد بن حميدٍ: أنبأنا عثمان بن عمر، حدّثنا مرزوق أبو بكرٍ، عن سليمان الأحول، عن طاووسٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قيل له: أيّ النّاس أحسن قراءةً؟ قال: الّذي إذا سمعت قراءته رأيت أنّه يخشى اللّه عزّ وجلّ.
له شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله، رواه بن ماجة، في سننه بسندٍ ضعيفٍ.
5985- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا الحارث بن مرّة الحنفيّ، عن عسل بن سفيان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من لم يتغنّ بالقرآن فليس منّا.
5985/2- رواه البزّار: حدّثنا إسحاق بن زيادٍ العطّار، حدّثنا معقل بن مالكٍ، حدّثنا أبو أميّة بن يعلى، عن أيّوب، وعسلٍ، عن ابن أبي مليكة...، فذكره.
5985/3- قال: وحدّثنا أحمد بن عبد الله السّدوسيّ، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا شعبة، عن عسلٍ به...، فذكره.
قال البزّار: لا نعلمه، رواه عن شعبة، إلاّ معاذ بن معاذٍ، وروحٌ، ولا روى شعبة، عن عسلٍ إلاّ هذا انتهى.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن الزّبير.
رواه البزّار في مسنده من طريق ابن أبي مليكة عنه به.
قال الشافعي: من لم يتغنّ بالقرآن، ليس منّا فقال له رجلٌ يستغني به! فقال: ليس هذا معناه، معناه يقرؤونه حدرًا وتحزينًا.
5986- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا إسماعيل بن سيفٍ، حدّثنا عوين بن عمرٍو أخو رباحٍ القيسيّ، حدّثنا الجريريّ، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقرؤوا القرآن بالحرف فإنّه نزل بالحرف.
92- باب في إعراب القرآن وما جاء فيمن تعلم القرآن فتأوله على غير تأوله
5987- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله، تعالى، بما لا أدري أو ما لم أسمع.
5988- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الله بن سعيدٍ المقبريّ، عن أبيه، أو جدّه: شكّ أبو معاوية، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه.
5988/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن إدريس، عن المقبريّ، عن جدّه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
5988/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
قلت: مدار إسناد حديث أبي هريرة على عبد الله بن سعيدٍ، وهو ضعيفٌ.
5989- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد، حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني أبو قبيلٍ حييّ بن هاني المعافريّ، سمعت عقبة بن عامرٍ، رضي اللّه عنه، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: هلاك أمّتي في كتاب الله واللّبن، قالوا: ما الكتاب واللّبن؟ قال: يتعلّمون القرآن فيتناولونه على غير تأويله ويحبّون اللّبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون.
5989/2- قال: وحدّثنا محمّد بن الخطّاب، حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ...، فذكره.
5989/3- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا أبو السّمح، حدّثني قبيلٌ، أنّه سمع عقبة بن عامرٍ، يقول: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّي أخاف على أمّتي اثنتين: القرآن، واللّبن، أمّا اللّبن، فيتّبغون الرّيف، ويتّبعون الشّهوات، ويتركون الصّلاة، وأمّا القرآن فيتعلّمه المنافقون فيجادلون به الّذين آمنوا.
ولقصّة اللّبن شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وقد تقدّم في كتاب العلم في باب النّهي عن ترك مذاكرة العلم وسكنى القرى.
5990- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو موسى، حدّثنا عمرو بن عاصمٍ، حدّثنا المعتمر، عن أبيه، حدّثنا قتادة، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله، أنّه بلغه عن حذيفة، أو سمعه منه يحدّثه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه ذكر أنّ في أمّتي قومٌ يقرؤون القرآن ينتثرونه نثر الدّقل يتأوّلونه على غير تأويله.
هذا إسنادٌ رواته ثقاتٌ، وأبو موسى هو محمد بن المثنى.
5991- قال أبو يعلى: وحدّثنا إسحاق، حدّثنا معنٌ القزّاز، عن فلان بن محمّد بن خالدٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنهما، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان لا يفسّر شيئًا من القرآن برأيه إلاّ آيًا بعدد علّمهنّ إيّاه جبريل.
93- باب في كم يقرأ القرآن
5992- قال مسدّد: حدّثنا يزيد، حدّثنا هشام بن حسان، حدثتني حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية: أن معاذ بن جبل، رضي الله عنه، كان يقرأ القرآن في أقل من ثلاث ليال. هذا إسناد رواته ثقات.
5993- وقال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا المقرئ، حدّثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة: أن عبد الله كان يقرأ القرآن في كل ثلاث وقلما كان يأخذ منه بالنهار.
5993/2- رواه مسدّد: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدثني محمد بن ذكوان، سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود يقول: كان عبد الله يختم القرآن من الجمعة إلى الجمعة، وكان يختم في رمضان في ثلاث.
5994- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: وحدّثنا سفيان، حدّثنا صاحبٌ لنا ثقةٌ، يقال له: عمر بن حفصٍ، عن شيخٍ من بني سليمٍ، يقال له: زبيدٌ أنّه قرأ القرآن عشرين سنةً يختمه في يومٍ وليلةٍ، وعشرين سنةً يختمه في يومين وليلتين، قال: والله لكأنّ على وجهه نورًا، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أنس من أصحابه غرّةً، أو غفلةً نادى فيهم بأعلى صوته: أتتكم المنيّة راتبة لازمة إمّا شقاوةٌ وإمّا سعادةٌ.
قال عمر بن حفصٍ: وقال لنا هذا الشّيخ أنا العام خيرٌ من العام الأوّل كانت لي عام الأوّل شاةٌ وليس لي العام شاةٌ.
وقال رجلٌ آخر: أردت أن أتزوّج امرأةً فأتيته فقلت: ادع اللّه أن يزوّجني امرأةً صالحةً، قال: فدعا اللّه فهيّئت لي امرأةً صالحةً.
94- باب فيمن قرأ القرآن ثم نسيه
5995- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عيسى بن فائدٍ، حدّثني فلانٌ، عن سعد بن عبادة، قال: حدّثنيه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ما من أمير عشرةٍ إلاّ يؤتى به يوم القيامة مغلولاً لا يفكّه من غلّه ذلك إلاّ العدل، وما من أحدٍ يقرأ القرآن ثمّ ينساه إلاّ لقي اللّه وهو أجذم.
5995/2- قلت: روى أبو داود، منه قصّة نسيان القرآن حسب عن محمّد بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن إدريس، عن يزيد بن أبي زيادٍ به.
وقد تقدّم بطرقه في كتاب الإمارة في باب ما جاء في الأمراء.
5996- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي كنف قال: قال عبد الله: إني لأكره أن يكون القارئ سمينًا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: قال عبد الله: إني لأكره أن أرى القارئ سمينًا نسيّاً للقرآن.
95- باب لا تغلوا في القرآن ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به
5997- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا أبان بن يزيد العطّار، حدّثنا يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيد، عن أبي سلاّمٍ، عن أبي راشدٍ الحبرانيّ، عن عبد الرّحمن بن شبلٍ الأنصاريّ، أنّ معاوية، قال: إذا أتيت فسطاطي، فقم فأخبر بما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به.
5997/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا أبانٌ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني زيد، عن أبي سلامٍ، عن الحبرانيّ، عن عبد الرّحمن بن شبلٍ أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: اقرؤوا القرآن...، فذكره.
5997/3- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عفّان...، فذكره.
5997/4- قال: وحدّثنا عفّان، حدّثنا موسى بن خلفٍ أبو خلفٌ، وكان يعدّ من الأبدال وذكر حديثًا آخر، نحوه.
5997/5- قال: وحدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا همّامٌ، قال: حدّثنا يحيى، عن زيد بن سلاّمٍ، عن جده، عن أبي راشدٍ الحبرانيّ...، فذكره مرسلاً.
شاهد هذا حديثٌ رجال إسناده ثقاتٌ.
وله شاهدٌ من حديث سمرة، وتقدّم في باب أنزل القرآن على ثلاثة أحرفٍ.
96- باب الحروف والمصاحف
5998- قال مسدّد: حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن إبراهيم أن ابن عباس سمع رجلاً يقول: الحرف الأول، فقال ابن عباس: ما الحرف الأول؟! فقال له الرجل: يا ابن عباس، إن عمر بعث ابن مسعود معلمًا إلى أهل الكوفة، فحفظوا من قراءته فغير عثمان القراءة فهم يدعونه: الحرف الأول، فقال ابن عباس: إن جبريل كان يعارض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند كل رمضان مرة، وإنه عارضه في السنة التي قبض فيها مرتين، وإنه لآخر حرف عرض به النبي صلّى الله عليه وسلّم جبريل.
5999- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا ابن المبارك، عن يونس، أخبرني أبو عليّ بن يزيد، عن ابن شهابٍ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {وكتبنا عليهم فيها أنّ النّفس بالنّفس والعين بالعين}.
5999/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
5999/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن أبي عليّ بن يزيد أخي يونس بن يزيد، عن ابن شهابٍ...، فذكره إلاّ أنّه قال في آخره بنصب النّفس ورفع العين.
ورواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ من طريق ابن المبارك به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال: ورواه محمّد بن معاوية النّيسابوريّ، بمكّة عن عبد الله بن المبارك، بزيادات ألفاظٍ.
6000- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا أبو وائل القاص المرادي الصنعاني، سمعت هانئ البربري مولى عثمان بن عفان يقول: لما كان عثمان يكتب
المصاحف، شكوا في ثلاث آيات، فكتبوها في كتف شاة، وأرسلوني إلى أبي بن كعب وزيد بن ثابت، فدخلت عليهما فناولتها أبي بن كعب، فقرأها فوجد فيها {لا تبديل لخلق اللّه ذلك الدّين القيّم} فمحا بيده أحد اللامين وكتبها {لا تبديل لخلق اللّه} قال: ووجد فيها: انظر إلى طعامك وشرابك لم ينسن فمحا النون وكتبها: {لم يتسنّه} وقرأ فيها: فأمهل الكافرين أمهلهم فمحا الألف وكتبها: {فمهّل} قال: ولا أعلمه إلاّ قال، فيها: فنظر فيها زيد بن ثابت، ثم انطلقت إلى عثمان بن عفان فأثبتوها في المصاحف كذلك.
هذا إسناد ضعيف فيه مقال؟ هانئ أبو سعيد الدمشقي قال النسائي فيه: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات.
وأبو وائل اسمه: عبد الله بن بحير، وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.
6001- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عمرو بن رافع قال: كان في مصحف حفصة، رضي الله عنها: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر.
6001/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي عن ابن إسحاق، حدثني أبو جعفر محمد بن علي ونافع بن عمر، أن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: فاستكتبتني حفصة مصحفًا وقالت: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها، فقالت: اكتب: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا للّه قانتين.
وقد تقدم هذا الحديث في باب المواقيت باب ما جاء في الصلاة الوسطى.
97- باب ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم
6002- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن عثمان الشّحّام، حدّثني مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّه سيخرج من أمّتي أشدّاءٌ أحدّاءٌ ذلقةٌ ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز تراقيهم، فإذا لقيتموهم فأنيموهم، أنيموهم فإنّه يؤجر قاتلهم.
6002/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا روحٌ، حدّثنا عثمان الشّحّام، عن مسلم بن أبي بكرة، قال: سألته هل سمعت في الخوارج من شيءٍ؟ قال: سمعت والدي أبا بكرة، يقول عن نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ألا إنّه سيخرج من أمّتي...، فذكره.
6002/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
6003- قال أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميدٍ، حدّثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ، رضي اللّه عنه، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نقترئ القرآن يقرئ بعضنا بعضًا، فقال: الحمد للّه كتاب الله واحدٌ، فيكم الأخيار، والأحمر، والأسود، اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي قومٌ يقرؤونه يقيمون حروف القرآن كما يقام السّهم لا يجاوز تراقيهم يتعجّلون ثوابه، ولا يتأجّلونه.
قلت: مدار إسناد حديث سهل بن سعدٍ هذا على موسى بن عبيدة وهو ضعيفٌ.
وقد تقدّم في كتاب العلم في بابتعلم العلم.
6004- وقال أبو يعلى: حدّثنا خلفٌ، حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليقرأنّ القرآن أقوامٌ من أمّتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة.
له شاهدٌ من حديث عقبة بن عامرٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
98- باب في القراء المنافقين
6005- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني عبد الرّحمن الإسكندرانيّ، حدّثني شرحبيل بن يزيد المعافريّ، سمعت محمّد بن هدبة الصّدفيّ، يقول: سمعت عبد الله بن عمرٍو رضي اللّه عنهما يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: أكثر منافقي أمّتي قرّاؤها.
هذا إسنادٌ حسنٌ.
6005/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا زيد بن الحباب، من كتابه، حدّثنا عبد الرّحمن بن شريحٍ...، فذكره.
6005/3- قال: وحدّثنا عليٌّ بن إسحاق، حدّثنا عبد الله، يعني ابن المبارك، أنبأنا عبد الرّحمن بن شريحٌ...، فذكره.
6005/4- قال: وحدّثنا حسينٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ، عن عبد الرّحمن بن جبيرٍ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6006- قال: وحدّثنا أبو سعيدٍ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا مشرحٌ، عن عقبة بن عامرٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6002/2- قال: وحدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ، حدّثنا الوايد بن المغيرة، حدّثنا مشرح بن هاعان...، فذكره.
6002/3- قال: وحدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني أبو المصعب، سمعت عقبة يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم...، فذكره.
6007- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا ابن نميرٍ، عن موسى بن عبيدة، عن محمّد بن إبراهيم، عن ابن الهاد، عن العبّاس، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يظهر الدّين حتّى يجاوز البحار، وتخاض البحار بالخيل في سبيل الله، ثمّ يأتي من بعدهم أقوامٌ يقرؤون القرآن يقولون قد قرأنا القرآن من أقرأ منّا، أو من أفقه منّا، أو من أعلم منّا، ثمّ التفت إلى أصحابه، فقال: هل في أولئك من خيرٍ؟ قالوا: لا، قال: أولئك منكم من هذه الأمّة أولئك هم وقود النّار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف موسى بن عبيدة الربذيّ.
99- باب ما آمن بالقرآن من استحل محارمه
6008- قال أبو بكر بن أبي شيبة: أنبأنا أبو خالدٍ الأحمر، عن يزيد بن سنانٍ، عن أبي المنازل، عن عطاءٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه.
6008/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة...، فذكره.
6009- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن أسامة بن زيدٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ، رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رأى قومًا يقرؤون القرآن فقال: اقرؤوا القرآن قبل أن يأتي قومٌ يقيمونه إقامة القدح يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه.
هذا إسنادٌ حسنٌ: أسامة، وعبد الوهّاب مختلفٌ فيها.
وله شاهدٌ من حديث أنس بن مالكٍ، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده.
100- باب جواز القرآن والشعر في مجلس
6010- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سليمان بن عمر بن خالدٍ أبو أيّوب الرّقّيّ، أنبأنا يحيى بن سعيدٍ، عن الكلبيّ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قرئ عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قرآنٌ، وأنشد شعرٌ، فقيل: يا رسول الله، أقرآنٌ وشعرٌ في مجلسٍ قال: نعم.


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التفسير, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir