دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 جمادى الأولى 1431هـ/3-05-2010م, 03:46 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي كتاب التفسير

38 - كتاب التفسير
3512 - قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرّة، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أيّ سماء تظلّني، وأيّ أرض تقلّني، إذا قلت في كتاب الله عز وجل ما لا أدري، أو ما لم أسمع.
3513 - قال أبو يعلى: حدّثنا إسحاق، حدّثنا معنٌ، عن فلان بن محمّد بن خالدٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يفسّر شيئًا من القرآن إلاّ آيًا بعددٍ علّمهنّ إيّاه جبريل عليه السّلام
3514 - حدّثنا أبو موسى، حدّثنا عمرو بن عاصمٍ، حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن، عن جندبٍ رضي اللّه عنه، أنّه بلغه عن حذيفة رضي اللّه عنه، أو سمعه منه، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّه ذكر: إنّ في أمّتي قومًا يقرؤون القرآن ينثرونه نثر الدّقل، يتأوّلونه على غير تأويله
1 - باب سورة الفاتحة
3515 - قال إسحاق: أخبرنا يحيى بن آدم، حدّثنا أبو زبيدٍ واسمه عبثرٌ، عن العلاء بن المسيّب، عن فضيل بن عمرٍو رضي اللّه عنه، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، قال: إنّه سئل عن فاتحة الكتاب، وقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلى الله عليه وسلم ثمّ تغيّر لونه وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ قال: إنّها أنزلت من كنزٍ من تحت العرش
3516 - قال مسدّدٌ: حدّثنا إسماعيل، أنا يونس، عن محمد بن سيرين، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب.
3517 - قال يونس: وكان الحسن يقول ذلك أيضًا
3518 - وقال إسحاق أنا روح بن عبادة، أنا مالكٌ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، قال: إنّ، أبا سعيدٍ، مولى عامر بن كريزٍ أخبره، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دعا أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، وهو يصلّي في المسجد، فالتفت إليه، فلمّا صلّى لحقه، فوضع يده في يده، فقال: أرجو أن لا تخرج من المسجد حتّى تعلم سورةً ما أنزل اللّه تعالى في التّوراة، ولا في الإنجيل مثلها قال: فجعلت أبطئ في المشي رجاء أن يذكر ذلك، فقلت: الّذي وعدتني يا رسول اللّه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ما تقرأ إذا استفتحت الصّلاة؟ فقلت: ﴿الحمد للّه ربّ العالمين﴾ حتّى أتيت على آخر السّورة، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم فهي السّبع المثاني، والقرآن العظيم الّذي أعطيت هذا مرسلٌ صحيح الإسناد، ولكن اختلف فيه على العلاء، فرواه الدّراورديّ عنه، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، خرج على أبيّ بن كعبٍ
أخرجه التّرمذيّ ورواه عبد الحميد بن جعفرٍ، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنه، فذكره أخرجه ابن حبّان والحاكم
3519 - وقال عبد: حدّثنا حسينٌ الجعفيّ، عن زائدة، عن أبانٍ، عن شهر بن حوشبٍ رضي اللّه عنه، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، يرفعه إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن قلت: أبانٌ هو الرّقاشيّ، متروكٌ
2 - سورة البقرة
3520 - قال أحمد في الزهد: حدّثنا هاشم - هو ابن القاسم - ثنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن الأسود قال: من قرأ البقرة في ليلة توج بها تاجًا في الجنة.
3521 - قال إسحاق أنا يحيى بن آدم، حدّثنا الحسن بن عيّاشٍ، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، قال: نزل عمر رضي اللّه عنه، بالرّوحاء، فرأى أناسًا يبتدرون أحجارًا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: يقولون: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم صلّى إلى هذه الأحجار، فقال: سبحان اللّه، ما كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلاّ راكبًا مرّ بوادٍ، فحضرت الصّلاة فصلّى، ثمّ حدّث فقال: إنّي كنت أغشى اليهود يوم دراستهم، فقالوا: ما من أصحابك أحدٌ أكرم علينا منك لأنّك تأتينا قلت: وما ذاك إلاّ أنّي أعجب من كتب اللّه تعالى يصدّق بعضها بعضًا، كيف تصدّق التّوراة الفرقان، والفرقان التّوراة، فمرّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا، وأنا أكلّمهم، فقلت: أنشدكم باللّه، وما تقرؤونه من كتابه، أتعلمون أنّه رسول اللّه؟ فقالوا: نعم فقلت: هلكتم واللّه، تعلمون أنّه رسول اللّه، ثمّ لا تتّبعونه؟ فقالوا: لم نهلك، ولكن سألناه من يأتيه بنبوّته، فقال: عدوّنا جبريل لأنّه ينزل بالشّدّة، والغلظة، والحرب، والهلاك ونحو هذا فقلت: فمن سلمكم من الملائكة، فقالوا: ميكائيل ينزل بالقطر، والرّحمة وكذا قلت: وكيف منزلتهما من ربّهما؟ فقالوا: أحدهما عن يمينه، والآخر من الجانب الآخر قلت: فإنّه لا يحلّ لجبريل أن يعادي ميكائيل، ولا يحلّ لميكائيل أن يسالم عدوّ جبريل، وإنّي أشهد أنّهما وربّهما سلمٌ لمن سالموا، وحربٌ لمن حاربوا ثمّ أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنا أريد أن أخبره، فلمّا لقيته صلى الله عليه وسلم، قال: ألا أخبرك بآياتٍ أنزلت عليّ؟ قلت: بلى، يا رسول اللّه فقرأ صلى الله عليه وسلم: ﴿قل من كان عدوًّا لجبريل فإنّه نزّله على قلبك بإذن اللّه مصدّقًا لما بين يديه وهدًى وبشرى للمؤمنين﴾ قلت: يا رسول اللّه، واللّه ما قمت من عند اليهود إلاّ إليك لأخبرك بما قالوا لي، وقلت لهم، فوجدت اللّه تعالى قد سبقني قال عمر رضي اللّه عنه: فلقد رأيتني وأنا أشدّ في اللّه من الحجر
هذا حديثٌ مرسلٌ صحيح الإسناد
3522 - أخبرنا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عمير بن سعيد، قال: سمعت عليًّا رضي الله عنه يخبر القوم: إن هذه الزهرة تسميها العرب الزهرة، وتسميها العجم أناهيد، فكان الملكان يحكمان بين الناس، فأتتهما كل واحد منهما عن غير علم صاحبه، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي إن في نفسي بعض الأمر، أريد أن أذكره لك، قال: اذكره يا أخي، لعل الذي في نفسي مثل الذي في نفسك. فاتفقا على أمر في ذلك، فقالت لهما: لا حتى تخبراني بما تصعدان به إلى السماء، وما تهبطان به إلى الأرض. قالا: بسم الله الأعظم نهبط، وبه نصعد. فقالت: ما أنا بمواتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه. فقال أحدهما لصاحبه: علّمها إياه. قال: كيف لنا بشدة عذاب الله؟ فقال الآخر: أخبرنا نرجو سعة رحمة الله عز وجل. فعلماها إياه، فتكلمت به، فطارت إلى السماء، ففزع ملك لصعودها، فطأطأ رأسه، فلم يجلس بعد، ومسخها الله تعالى، فكانت كوكبًا.
3523 - أنا عيسى بن يونس، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن أبي الطّفيل، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: لعن اللّه سهيلاً، كان عشّارًا باليمن، فمسخ، ولعن اللّه الزّهرة، فإنّها فتنت الملكين
3524 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد الأخنسي، ثنا محمد بن فضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ﴿إعصارٌ فيه نارٌ﴾ [البقرة: 266] فقال: الإعصار الريح الشديد.
3525 - وبه في قوله تعالى {كصيّبٍ مّن السّماء} [ البقرة: من الأية 19 ] قال الصيب: المطر.
3526 - وبه إلى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: ﴿الّذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ﴾، قال: يعرفون يوم القيامة ذلك، لا يستطيعون القيام إلاّ كما يقوم المتخبّط المنخنق، ذلك بأنّهم قالوا: ﴿إنّما البيع مثل الرّبا﴾، وكذبوا على اللّه عزّ وجلّ: ﴿وأحلّ اللّه البيع وحرّم الرّبا﴾ إلى قوله: ومن عاد، فأكل الرّبا، ﴿فأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون﴾ وقوله تعالى: ﴿يأيّها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه وذروا ما بقي من الرّبا﴾، قال: فبلغنا واللّه أنّ هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عوفٍ، من ثقيف، وبني المغيرة من بني مخزومٍ، وكان بنو المغيرة يربون لثقيف، فلمّا أظهر اللّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم على مكّة، ووضع يومئذٍ الرّبا كلّه، وكان أهل الطّائف قد صالحوا على أنّ لهم رباهم، وما كان عليهم من ربًا، فهو موضوعٌ، وكتب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في آخر صحيفتهم: أنّ لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، أن لا يأكلوا الرّبا، ولا يؤكلوه، فأتى بنو عمرو بن عميرٍ ببني المغيرة إلى عتّاب بن أسيدٍ رضي اللّه عنه، وهو على مكّة، فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى النّاس بالرّبا، ووضع عن النّاس غيرنا، فقال بنو عمرو بن عميرٍ: صولحنا على أنّ لنا ربانا فكتب عتّاب بن أسيدٍ رضي اللّه عنه، ذلك إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: ﴿فإن لم تفعلوا فأذنوا بحربٍ من اللّه ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون﴾ لا تظلمون فتأخذون الكثير ولا تظلمون فتبخسون منه، ﴿وإن كان ذو عسرةٍ﴾ أن تذروه خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ﴿فنظرةٌ إلى ميسرةٍ وأن تصدّقوا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى اللّه﴾ ثمّ الآية، فذكروا أنّ هذه الآية نزلت من سورة النّساء نزلت آخر القرآن
3527 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا يزيد بن هارون، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد... فذكر حديثًا. قال يزيد: وعن الفضيل عن عطية قال: تاهوا في اثني عشر فرسخًا، أربعين سنة، وجعل بن ظهرانيهم حجر له مثل رأس الثور، إذا نزلوا انفجر منه اثنتي عشرة عينًا
3528 - قال: وعن سليمان التّيمي، عن أبي مجلز في قوله تعالى: {وظلّلنا عليكم الغمام} [ البقرة: 57 ] قال: أظلت عليهم في التيه.
3529 - حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن رجلٍ، عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، قال: كان الرّجل يطلّق ثمّ يقول: لعبت، ويعتق، ثم يقول: لعبت، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: ﴿ولا تتّخذوا آيات اللّه هزوًا﴾، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من طلّق أو عتق فقال: لعبت، فليس قوله بشيءٍ يقع عليه ويلزمه قال سفيان: يقول يلزمه الشّيء
3530 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سليمان التّيمي، عن قتادة، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب رضي الله عنه، إنه كان يقرأ: ﴿وانظر إلى العظام كيف ننشرها﴾ [البقرة: 259]
3531 - وعن يحيى، عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، قال: إن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان يقرأ: ﴿وانظر إلى العظام كيف ننشزها﴾ [البقرة: 259] أعجم الزاي.
3532 - وقال أبو يعلى: حدّثنا عبد الله بن عمر، ثنا عبدة، ثنا النّضر بن عربي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تبارك وتعالى: ﴿فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه﴾ [البقرة: 259] قال: لم يتغير.
3533 - وقال إسحاق: أخبرنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن مجاهدٍ، قال: إنّ أبا ذرٍّ رضي اللّه عنه، سأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقرأ: ﴿ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب﴾
هذا مرسلٌ صحيح الإسناد وله شاهدٌ
3534 - أخبرنا يزيد بن هارون، أنا سفيان بن حسين، عن أبي علي الرحبي، عن عكرمة قال: سئل الحسن بن علي رضي الله عنهما مقبله من الشام عن الإيمان فقرأ: ﴿لّيس البرّ أن تولّوا﴾ [البقرة: 177] الآية.
وله طريق أخرى في الإيمان.
3535 - وقال الحارث: حدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، عن هشام بن زيادٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ما من مسلمٍ يصاب بمصيبةٍ، فيذكر مصيبته بعد أربعين سنةً، فيحدث لها استرجاعًا، إلاّ أعطاه اللّه تعالي من الأجر عند ذلك، مثل ما أعطي يوم أصيب قلت: أخرجه أحمد، عن عبّاد بن عبّادٍ، عن هشام بن زيادٍ، عن أمّه، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، به
3536 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن أيوب، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أشهد إن السلف المضمون إلى أجل قد أحله الله تعالى، وأذن فيه، قال الله تعالى جل ذكره: ﴿يا أيّها الّذين آمنوا إذا تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مّسمًّى فاكتبوه﴾ [البقرة: 282]
3537 - وقال إسحاق: حدّثنا سفيان، عن الزهري، عن سالم، قال: كان عبد الله يرى أنها الصبح، يعني: الصلاة الوسطى.
3538 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، قال: وسألته يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الصّلاة الوسطى، قال صلى الله عليه وسلم: هي العصر الّتي فرّط فيها
3539 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ، ونافع مولي ابن عمر، قالا: إنّ عمرو بن رافعٍ مولى عمر رضي اللّه عنه، حدّثهما، أنّه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم رضي اللّه عنهنّ، قال: فاستكتبتني حفصة رضي اللّه عنها، مصحفًا، وقالت: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة، فلا تكتبها حتّى تأتني بها فأملها عليك كما حفظتها من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا بلغتها جئتها بالورقة الّتي أكتبها، فقالت: اكتب ﴿حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى﴾ صلاة العصر ﴿وقوموا للّه قانتين﴾
حديث أبي عبيدة رضي اللّه عنه، في تفسير الدّرجة تقدّم في باب فضل الرّمي من كتاب الجهاد
وحديث عبادة رضي اللّه عنه، في قوله تعالى: ﴿ولا تتّخذوا آيات اللّه هزوًا﴾ تقدّم في إمضاء الطّلاق من كتاب النّكاح
3540 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمد بن محمد بن عباد، ثنا سفيان قال: سمعت خصيفًا يحدث عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ﴿فلا رفث﴾ قال: الرفث الجماع، ﴿ولا فسوق﴾ قال: الفسوق المعاصي، ﴿ولا جدال في الحجّ﴾ [البقرة: 197] قال: الجدال المراء.
3541 - وقال الحارث: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، قال: أقبل صهيبٌ رضي اللّه عنه، مهاجرًا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأتبعه نفرٌ من قريشٍ، فنزل عن راحلته، وانتثل ما في كنانته، ثمّ قال: يا معشر قريشٍ، لقد علمتم أنّي من أرماكم رجلاً، وايم اللّه لا تصلون إليّ حتّى أرمي كلّ سهمٍ معي في كنانتي، ثمّ أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيءٌ، ثمّ افعلوا ما شئتم، وإن شئتم دللتكم على مالي دفينتي بمكّة، وخلّيتم سبيلي؟ قالوا: نعم، نقبل، فلمّا قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة، قال: ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى قال: ونزلت: ﴿ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه واللّه رؤوفٌ بالعباد﴾
- رواه ابن أبي حاتمٍ في التّفسير، حدّثنا أبي، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد بن سلمة، به
3542 - وقال أبو بكرٍ حدّثنا أبو أسامة، عن زكريّا، عن الشّعبيّ، عن أبي ميسرة، قال: قال عمر رضي اللّه عنه: يا رسول اللّه، هذا مقام خليل ربّنا، أفلا نتّخذه مصلًّى؟ فنزلت: ﴿واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى﴾
3543 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو هشام، ثنا أبو عامر، عن زمعة، عن سلمة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم اللّه في ظللٍ مّن الغمام والملآئكة﴾ [البقرة: 210] قال: ظلل من السحاب، قد قطعن طاقات.
3544 - حدّثنا شيبان، ثنا همّام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ﴿كان النّاس أمّةً واحدةً﴾ [البقرة: 213] قال: على الإسلام كلهم. وقال الكلبي: على الكفر كلهم.
3545 - حدّثنا الحارث بن سريجٍ، حدّثنا عبد اللّه بن نافعٍ، حدّثنا هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ رضي اللّه عنه قال: أثفر رجلٌ امرأته في عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أثفر فلانٌ امرأته فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ﴿نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنّى شئتم﴾
3 - باب فضل سورة البقرة
3546 - قال إسحاق أنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي، عن قتادة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلي، عن أسيد بن حضيرٍ رضي اللّه عنه، قال: بينا أنا أصلّي ذات ليلةٍ، إذ رأيت مثل القناديل نورًا ينزل من السّماء، فلمّا أن رأيت ذلك وقعت ساجدًا، فذكرت ذلك للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: هلا مضيت يا أبا عتيكٍ؟ فقال: ما استطعت إذ رأيت أن وقعت ساجدًا فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: لو مضيت لرأيت العجائب، تلك الملائكة تنزل للقرآن
3547 - أخبرنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ البنانيّ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال: إنّ أسيد بن حضيرٍ رضي اللّه عنه، قال: بينما أنا أصلّي، قائمًا ليلةً، وقد قرأت البقرة... فذكر نحوه
3548 - وأنا سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن ابن كعب بن مالكٍ ح وأنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن ابن كعب بن مالكٍ، قال: إنّ أسيد بن حضيرٍ رضي اللّه عنه، قال لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه
3549 - أخبرنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة رضي اللّه عنه، قال: بينما أسيد بن حضيرٍ رضي اللّه عنه، يصلّي ذات ليلةٍ، قال أسيدٌ رضي اللّه عنه: فغشيتني مثل السّحابة فيها المصابيح، وامرأتي نائمةٌ إلى جنبي، وهى حاملٌ، والفرس مربوطٌ في الدّار، فخشيت أن تنفر الفرس، فتفزع المرأة فتلقي ولدها، فانصرفت من صلاتي، فذكرت ذلك للنّبيّ صلى الله عليه وسلم حين أصبحت فقال صلى الله عليه وسلم: اقرأ أسيد، ذلك ملكٌ يستمع القرآن قلت: رواه البخاري تعليقًا، ومسلم، وأحمد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى من مسند أسيد رضي الله عنه
3550 - قال أبو يعلى: حدّثنا الحسن بن حمّادٍ، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنهما، قالت: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قسم سورة البقرة
3551 - وثنا الأزرق بن عليٍّ، حدّثنا حسّان بن إبراهيم، حدّثنا خالد بن سعيدٍ المدنيّ، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إنّ لكلّ شيءٍ سنامًا، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشّيطان في بيته ثلاثة أيّامٍ، ومن قرأها نهارًا لم يدخل الشّيطان بيته ثلاثة أيّامٍ
أخرجه ابن حبّان في صحيحه عن أبي يعلى
3552 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدثني أبو إسحاق، عن عمرو، عن سعد أو سعيد، عن عمر رضي الله عنه قال: ما كنت أرى أحدًا يعقل ينام حتى يقرأ الآيات الأواخر من سورة البقرة، فإنهن من كنز تحت العرش.
4 - باب فضل آية الكرسي
3553 - قال إسحاق أنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا حمّاد هو ابن سلمة، أنا معبدٌ، أخبرني فلانٌ، عن عوف بن مالكٍ، قال: جلس أبو ذرٍّ رضي اللّه عنه إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثًا مثل حديثٍ قبله، فيه: قلت: يا رسول اللّه فأيّما أنزل عليك أعظم؟ قال صلى الله عليه وسلم: ﴿اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم﴾ حتّى يختم وحديث أبي ذرٍّ رضي اللّه عنه نحوه، في أوّل أحاديث الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام وفيه صفة الكرسيّ
3554 - وقال أبو يعلى: حدّثنا الحسن بن حماد، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي.
3555 - وقال الحارث: حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا حمّادٌ، عن يونس، عن الحسن رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أفضل القرآن سورة البقرة، وأعظم آيةٍ فيه آية الكرسيّ، وإنّ الشّيطان ليفرّ من البيت الّذي تقرأ فيه سورة البقرة... الحديث
مرسلٌ إسناده إلى الحسن صحيحٌ

5 - باب سورة آل عمران
3556 - قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه.... فذكر قصة عن عليّ رضي الله عنه، ثم قال: ﴿إنّ أوّل بيتٍ وضع للنّاس للّذي ببكّة﴾ [آل عمران: 96] قال رضي الله عنه: أما إنه ليس بأول بيت كان، قد كان نوح عليه الصلاة والسلام قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فكانوا في البيوت، وكان إبراهيم في البيوت، ولكنه أول بيت وضع للناس ﴿مباركًا وهدًى لّلعالمين فيه آياتٌ بيّناتٌ مّقام إبراهيم ومن دخله كان آمنًا﴾ [آل عمران: 96 - 97].
3556 - وقال الحارث: حدّثنا العباس بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة به
وفي باب وقعة أحد من المغازي حديث في تفسير قوله تعالى: ﴿ثمّ أنزل عليكم مّن بعد الغمّ أمنةً نّعاسًا﴾ [سورة آل عمران: 154]
3557 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا خالد بن عبد الله، ثنا حميد الأعرج، عن مجاهد قال ﴿ومن دخله كان آمنًا﴾ [آل عمران: 97] هو قولك: أدخل وأنت آمن.
3558 - وقال أبو بكر: حدّثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباط، عن السّدي، عن عبد خير، عن عبد الله رضي الله عنه قال: ما كنت أرى إن أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا، حتى نزل ﴿منكم مّن يريد الدّنيا ومنكم مّن يريد الآخرة﴾ [آل عمران: 152]
3559 - حدّثنا أبو معاوية، عن داود هو ابن أبي هندٍ، عن أبي قزعة، عن حجير بن بيان رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ما من ذي رحمٍ يأتي رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه اللّه تعالى إيّاه، فيبخل عليه، إلاّ أخرج له يوم القيامة شجاعٌ يتلمّظ، حتّى يطوّقه، ثمّ قرأ: ﴿ولا يحسبنّ الّذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله﴾
3560 - وقال الحارث: حدّثنا الحسن بن قتيبة، ثنا إسرائيل، عن سماك، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ﴿كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر﴾ [آل عمران: 110] هم الذين هاجروا إلى المدينة.
3561 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا جعفر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: كان الحارث بن سويد أسلم ثم لحق بقومه، وكفر، فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿كيف يهدي اللّه قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرّسول حقٌّ﴾ [آل عمران: 86] إلى آخر الآية. قال: فحملهن إليه رجل من قومه، فقرأهن عليه، فقال الحارث: والله إنك ما علمت لصدوق، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإن الله تعالى لأصدق الثلاثة، ثم رجع فأسلم إسلامًا حسنًا.
3562 - حدثنا يحيى، عن سفيان، عن عاصم بن بهدلة، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: النّعاس عند القتال أمنةٌ، والنّعاس في الصّلاة من الشّيطان
3563 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدّميّ، حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدّثنا عبد الحميد بن جعفرٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي الحويرث، أنّه سمع الحكم بن منهال، يقول: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال لعمر رضي اللّه عنه: اجمع لي من هنا من قريشٍ الحديث
تقدّم في باب فضل الورع، والتّقوى، من الرّقائق
3564 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا حسن، ثنا أبو عمرو القارئ، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما إن ابن مسعود رضي الله عنه، يقرأ: ﴿وما كان لنبيٍّ أن يغلّ﴾ [آل عمران: 161] بفتح الغين، فقال لي: قد جاز له إن يغل، وإن يقتل، إنما هي: ﴿أن يغل﴾ يعني بضم العين، وما كان الله عز وجل ليجعل نبيًا غالاً.
6 - سورة النساء
3565 - قال إسحاق: أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حمّاد بن زيد، عن الحجاج الصواف، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب قال: رحلت إلى عائشة رضي الله عنها في هذه الآية: ﴿لّيس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به﴾ [النساء: 123] قالت: هو ما يصيبكم في الدنيا.
3566 - أخبرنا أبو عامر العقدي، ثنا عبد العزيز بن المطلب، حدثني أبي، أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: الكبائر سبع: الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، ورمي المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم.
3567 - أخبرنا ابن عليّة، عن زياد بن مخراق، عن طيسلة بن ميّاس الهذلي قال: كنت مع النجدات فأصبت ذنوبًا لا أراها إلا من الكبائر، فأتيت ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: هي تسع، وعدّهن: الإشراك بالله، وقتل النفس بغير حقها، والفرار من الزحف، وقذف المحصنة، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإلحاد في المسجد الحرام، والتي تستسحر، وبكاء الوالدين بالعقوق. فلما رأى ابن عمر رضي الله عنهما فرقي قال: أتخاف أن تدخل النار؟ فقلت: نعم. قال: أو تحب أن تدخل الجنة؟ فقلت: نعم. فقال: حي والدك... فذكر الحديث
3568 - وقال الحارث: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، حدّثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: خرج المقداد بن الأسود رضي اللّه عنه، في سريّةٍ، فمرّوا بقومٍ مشركين ففرّوا وأقام رجلٌ في أهله وماله، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، فقتله المقداد رضي اللّه عنه، فقيل له: أقتلته وهو يشهد أن لا إله إلاّ اللّه؟ فقال: ودّ لو أنّه فرّ بأهله وماله فقالوا: هذا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاسألوه، فأتوه فذكروا ذلك له، فقال صلى الله عليه وسلم: أقتلته وهو يشهد أن لا إله إلاّ اللّه؟؟ فقال: يا رسول اللّه ودّ لو أنّه فرّ بماله، وأهله، قال: فنزلت هذه الآية: ﴿يأيّها الّذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل اللّه فتبيّنوا﴾ إلى قوله ﴿كذلك كنتم من قبل﴾ يعني: تخفون إيمانكم، وأنتم مع المشركين، فمنّ اللّه تعالى عليكم، وأظهر الإسلام فتبيّنوا
3569 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا عفّان، وقال أبو يعلى: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج
وقال البزّار: حدّثنا أبو كاملٍ، قالوا: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عاصم بن كليبٍ، حدّثني أبي، عن الفلتان بن عاصمٍ، قال: كنّا قعودًا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فنزل عليه، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه دام، بصره مفتوحةٌ عيناه، وفرغ سمعه، وبصره، لما جاءه من اللّه تعالى، فلمّا فرغ قال للكاتب: اكتب: ﴿لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم﴾، قال: فقام ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، فقال: يا رسول اللّه ما ذنبنا؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ، فقلنا للأعمى إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نزل عليه قال: فبقي قائمًا، يقول: اللّهمّ إنّي أتوب إليك، فلمّا فرغ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: اكتب ﴿غير أولي الضّرر﴾
أخرجه ابن حبّان في صحيحه عن أبي يعلى
3570 - وقال إسحاق: أخبرنا أبو عامر العقدي، ثنا عبد الجليل - وهو ابن عطية - عن محمد بن المنتشر قال: قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني لأعرف أشد آية في كتاب الله تعالى. فأهوى عمر رضي الله عنه فضربه بالدرة، وقال: ما لك نقّبت عنها حتى علمتها. فانصرف حتى إذا كان الغد قال له عمر رضي الله عنه: الآية التي ذكرت أمس. قال: وهل تركتني أخبرك عنها. فقال له عمر رضي الله عنه: ما نمت البارحة. فقال: يا أمير المؤمنين، قال الله عز وجل: ﴿من يعمل سوءًا يجز به﴾ [النساء: 123] الآية، ما منا أحد يعمل سوء إلا جزي به. فقال له عمر رضي الله عنه: إنّا حين نزلت ما نفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك، ورخّص قال: ﴿ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورًا رّحيمًا﴾ [النساء: 110]
3571 - أخبرنا النّضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه... فذكر حديثًا فيه: ثم قام آخر فسأله - يعني عليًّا رضي الله عنه -: ﴿وإن امرأةٌ خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحًا﴾ [النساء: 128] قال رضي الله عنه: عن مثل هذا فاسألوا، هو الرجل يكون له المرأتان، فتعجز إحداهما أو تكون ذميمة، فيصالحها على إن يأتيها كل ليلتين أو ثلاثًا مرة.
3572 - وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، نا عمرو بن دينارٍ، أخبرني سلمة رجلٌ من ولد أمّ سلمة، عن أمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: إنّ الزّبير بن العوّام رضي اللّه عنه، خاصم رجلاً إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال الرّجل: إنّما قضى له لأنّه ابن عمّته، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ﴿فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم﴾
3573 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن رجلٍ من ولد أمّ سلمة، قال: أظنّ أنّ أمّ سلمة رضي اللّه عنها، قالت: إنّ الزّبير اختصم هو ورجلٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقضى صلى الله عليه وسلم، له، فقال: إنّما قضى له لأنّه ابن عمّته، وهمزه بفيه، فقال يهوديّ: انظروا إلى هذا، يلمز نبيّه، نحن أطوع منهم، أمرنا نبيّنا لنقتل أنفسنا فقتلنا أنفسنا
3574 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، حدّثنا سفيان، حدّثني عبد اللّه بن السّائب، عن زاذان، قال: قال: عبد اللّه، هو ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه القتل في سبيل اللّه تعالى يكفّر الذّنوب كلّها غير الأمانة، يؤتى بالشّهيد في سبيل اللّه عزّ وجلّ، فيقال: أدّ أمانتك، فيقول: من أين أؤدّيها فقد ذهبت الدّنيا؟ قال: فيقال: اذهبوا به إلى الهاوية، حتّى إذا انتهي به إلى قرار الهاوية، مثّلت له أمانته كهيئة يوم ذهبت، فيحملها فيضعها على عاتقه، فيصعد في النّار، حتّى إذا رأى أنّه قد خرج منها هوت، وهوى في إثرها أبد الآبدين، ثمّ قرأ عبد اللّه: ﴿إنّ اللّه يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها﴾
3575 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا عبد الوهّاب، عن هشامٍ، عن محمّد بن سيرين، عن حذيفة رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت هذه الآية: ﴿يستفتونك قل اللّه يفتيكم في الكلالة﴾ والنّبيّ صلى الله عليه وسلم في منزله، فنظر فإذا حذيفة رضي اللّه عنه، فقرأها صلى الله عليه وسلم عليه فلقّنها حذيفة رضي اللّه عنه، ونظر حذيفة رضي اللّه عنه، فإذا عمر رضي اللّه عنه، فأقرأه إيّاها فلقّنها، فلمّا استخلف عمر رضي اللّه عنه، أراد أن يقضي في الكلالة، فلقي حذيفة رضي اللّه عنه، فسأله، فقال: واللّه، إنّي لأحمق إن ظننت أنّ إمارتك تحمّلني غلاً، وتقول: لقّنتها، هو ما قلت لك قال: يرحمك اللّه، ليس هذا أردت، قال: نزلت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فلقّننيها فلقّنتك كما لقّننيها، فواللّه، لا أزيد على ذلك شيئًا أبدًا
3576 - وقال أبو يعلى: حدّثنا عقبة بن مكرمٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا زياد بن المنذر، عن نافع بن الحارث، عن أبي برزة رضي اللّه عنه، قال: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال: يبعث اللّه تعالى يوم القيامة قومًا تأجّج أفواههم نارًا فقيل: من هم يا رسول اللّه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ألم تر أنّ اللّه تعالى يقول: ﴿إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا﴾
3577 - قال أبو يعلى: حدّثنا سعيد، أخبرني عيسى بن صدقة، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: اتقوا الله تعالى، وأدوا الأمانة، فإن الله عز وجل يقول: وأدوا الأمانات إلى أهلها.
3578 - حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا عبد الرحمن، عن أشعث، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج ضمرة بن جندب رضي الله عنه من بيته مهاجرًا، فقال لأهله: احلموني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي: ﴿ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى اللّه ورسوله﴾ [النساء: 100]
3579 - حدّثنا محمّد بن إبراهيم، حدّثنا مبشّرٌ هو ابن إسماعيل، عن تمام بن نجيحٍ، عن كعب بن ذهلٍ الإياديّ، قال: كنت أختلف مع أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، فسمعته يحدّث، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال: أتاني آتٍ من ربّي عزّ وجلّ، فقال: ﴿من يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورًا رحيمًا﴾ وقد كانت شقّت عليكم الآية الّتي قبلها ﴿من يعمل سوءًا يجز به﴾ فأردت أن أبشّر أصحابي، قلت: يا رسول اللّه، وإن زنى، وإن سرق، ثمّ استغفر اللّه غفر له؟ قال: نعم، ثمّ قلت: نعم على رغم أنف عويمرٍ ثمّ قال كعب بن ذهلٍ رضي اللّه عنه: وأنا رأيت أبا الدّرداء يضرب أنف نفسه بأصبعه
7 - سورة المائدة
3580 - قال الحارث حدّثنا إسحاق بن عيسى الطّبّاع، حدّثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أدّوا للحلفاء عقودهم الّذي عاقدت أيمانكم، قالوا: وما عقدهم يا رسول اللّه؟ قال صلى الله عليه وسلم: العقل عنهم، والنّصر لهم
3581 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا يزيد بن هارون، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: اختار موسى عليه الصلاة والسلام من كل سبط رجلين، فدخلوا مدينة الجبارين، فخرج كل قوم ينهون سبطهم أن يدخلوا، إلا يوشع بن نون وكالب بن يوحنه.
3581 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، ثنا ورقاء بهذا إلى قوله: أن يدخلوا عليهم.
3582 - قال: حدّثنا يزيد، عن الفضيل، عن عطية قال: تاهوا في اثني عشر فرسخًا، أربعين عامًا، وجعل بين ظهرانيهم حجر له مثل رأس الثور، فإذا نزلوا انفجر منه اثنتا عشرة عينًا، فإذا رحلوه حملوه على ثور فاستمسك.
3582 - حدّثنا يزيد، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي قال: تاهوا في اثني عشر فرسخا، أربعين عامًا، وجعل لهم حجرًا مثل رأس الثور، يحمل على ثور، فإذا نزلوا منزلاً وضعوه، فضربه موسى عليه الصلاة والسلام، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا، فإذا ساروا حملوه على ثور واستمسك الماء.
3583 - حدّثنا يزيد، ثنا حمّاد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة، في قوله تعالى ﴿قال فإنّها محرّمةٌ عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض﴾ [المائدة: 26] قال: محرمة عليهم أن يدخلوا أبدًا، ويتيهون في الأرض أربعين سنة.
3584 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا محمّد بن الحسن الأسديّ، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن عاصم بن سليمان، عن أمّ عمرٍو بنت عيسى، قالت: حدّثني عمّي رضي اللّه عنه، أنّه كان مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في منزله، فأنزلت عليه سورة المائدة، فعرفنا أنّه نزل عليه، فاندقّت كتف راحلته العضباء من ثقل السّورة
3585 - وقال أبو يعلى: حدّثنا زهير، ثنا ابن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت قومًا كانوا خيرًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن من القرآن.
3586 -وقال الحميدي: حدّثنا سفيان، ثنا زكريا، عن الشّعبي، عن جابر رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى: ﴿سمّاعون للكذب﴾ [المائدة: 41] قال: يهود المدينة. ﴿سمّاعون لقومٍ آخرين﴾ قال: أهل فدك ﴿لم يأتوك﴾ إلى آخر الآية.
3587 - وقال أبو بكر: حدّثنا عبد اللّه بن إدريس، عن شعبة، عن سماكٍ، عن عياضٍ الأشعريّ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لأبي موسى رضي اللّه عنه: هم قوم هذا، يعني: قوله: ﴿فسوف يأتي اللّه بقومٍ يحبّهم ويحبّونه﴾
3588 - وقال الحارث: حدّثنا بشر بن عمر، عن عثمان، عن قتادة، قال: لمّا نزل من بعد ذلك: ﴿وأن احكم بينهم بما أنزل اللّه﴾، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: نحن اليوم نحكم على اليهود والنّصارى، وعلى من سواهم من الأديان
3589 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، حدّثنا نصير بن زيادٍ الطّائيّ، حدّثني الصّلت، عن حامية بن رقابٍ قال: سألت سلمان رضي اللّه عنه، عن هذه الآية: ﴿ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهبانًا﴾، فقال: دع القسّيسين في الصّوامع، والخرب، أقرأنيها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ﴿ذلك بأنّ منهم: صدّيقين ورهبانًا﴾
3589 - وقال الحارث: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا نضير بن زياد، فذكره، بلفظ: فقال: هم الرهبان الذين في الصوامع والخرب دعوهم فيها، قال سلمان رضي الله عنه: وقرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ذلك بأنّ منهم قسّيسين﴾ فأقراني: ذلك بأن منهم صديقين.
3590 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو كريب، ثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: إن كانا لتأتي عليّ السنة أريد أن أسال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فأتهيب منه، وإن كنا لنتمنى الأعراب.
حديث الحسن عن أبي بكرة رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿كانوا لا يتناهون عن مّنكرٍ فعلوه﴾ [المائدة: 79] في كتاب الإيمان.
3591 - وقال إسحاق: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كانوا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكروا هذه الآية: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم﴾ [المائدة: 3] فقال رجل من اليهود:... الحديث. فقال عمر: فأكمل الله تعالى لنا الأمر، فعرفنا أنّ الأمر بعد ذلك في انتقاص. قلت: أصله مخرج عندهم من حديث طارق بن شهاب عن عمر رضي الله عنه دون ما هنا.
3592 - وقال عبد: حدّثنا إبراهيم بن الحكم، ثنا أبي، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في خطبته سورة المائدة، وسورة التوبة، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: احلّوا ما أحلّ الله فيهما، وحرّموا ما حرّم الله فيهما.
3593 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن يحيى، قال: سمعت القاسم يقول: قالت عائشة رضي الله عنها لما سمعت الناس يقولون: يحرم كل ذي ناب من السباع، قلت: {لاّ أجد في ما أوحي إليّ محرّمًا على طاعمٍ يطعمه} [ الأنعام: 145 ] إلى آخر الآية، قال: وإن البرمة تكون في مائها الصفرة ثم لا يحرمها ذلك.
3594 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا معتمر، عن برد بن سنان، عن عبادة بن نسي، عن غضيف بن الحارث قال: كتب إليّه عامل – يعني عمر رضي الله عنه -: إن لنا جيرانًا من السامرة، يقرؤون بعض التوراة والإنجيل، ولا يؤمنون بالغيب، فما ترى في ذبائحهم؟ فكتب إليه: إن كانوا يقرؤون بعض التوراة وبعض الإنجيل ويسبتون فذبائحهم كذبائح أهل الكتاب.
3595 - وقال الحميدي: حدّثنا سفيان، ثنا مجالد، عن الشّعبي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: زنا رجل من أهل فدك، فكتب أهل فدك إلى ناس من اليهود بالمدينة: أن سلوا محمدًا عن ذلك، فإن أمركم بالجلد فخذوه عنه، وإن أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه.
فسألوه عن ذلك، فقال: أرسلوا إلي أعلم رجلين منكم. فجاءوا برجل أعور، يقال له: ابن صوريّا، وآخر، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: أنتما أعلم من قبلكما. فقالا: قد نحا قومنا لذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهما: أليس عندكما التوراة فيها حكم الله تعالى؟ قالا: بلى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأنشدكما بالذي فلق البحر لموسى، وظلل عليكم الغمام، وأنجاكم من آل فرعون، وأنزل المن والسلوى على بني إسرائيل ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقال أحدهما للآخر: ما نشدت بمثله قط؟ ثم قال: نجد ترداد النظر زنية، والإعناق زنية، فإذا شهد أربعة أنهم رأوه يبدي ويعيد كما يدخل الميل في المكحلة، فقد وجب الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو ذاك. فأمر به فرجم، ونزلت ﴿فإن جآؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم﴾ [المائدة: 42] الآيات.
3595 - وقال أبو يعلى: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن سفيان فذكره وأوله ﴿إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لّم تؤتوه فاحذروا﴾ [المائدة: 41] قال: نزلت في ابن صوريا حين أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث. ولم يذكر أوله، وزاد فيه: والقبلة زنية. وآخره: كما يدخل الميل في المكحلة فالرجم. ولم يذكر ما بعده.
وهو عند أبي داود وغيره باختصار فيه أيضًا.
3595 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن ابن جريج، أخبرني نافع
أن عبد الرحمن بن أبي هريرة سأل ابن عمر رضي الله عنهما، عن حيتان كثيرة ألقاها البحر، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: أميتة هي؟ قال: نعم. فنهاه، قال: فلما دخل دعا بالمصحف، فقرأ: {أحلّ لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لّكم} [ المائدة: 96 ] قال: فطعامه ما يخرج منه، فكلوه ليس به بأس، وكل شيء فيه يؤكل ميتًا فيه، أو ميتًا جنبه. قلت: رواه مالك في الموطأ عن نافع نحوه، فقال بعد قوله: فقرأ {أحلّ لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لّكم} [ المائدة: 96 ]، فأرسلني إلى عبد الرحمن فقال: لا بأس به فكله.
3595 - وقال الحارث: حدّثنا سريج بن يونس، ثنا مروان - هو ابن معاوية - حدثني خصيف، عن سعيد بن جبير قال: بعث النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدًا من أصحابه... الحديث. وأنزلت فيهم {لتجدنّ أشدّ النّاس عداوةً لّلّذين آمنوا اليهود والّذين أشركوا ولتجدنّ أقربهم مّودّةً لّلّذين آمنوا الّذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسّيسين ورهبانًا وأنّهم لا يستكبرون} [ المائدة: 82 ] الآية.
- وسيأتي إن شاء الله تعالى في السيرة النبوية.
8 - سورة الأنعام
3596 - قال إسحاق: أخبرنا جرير، عن ليث، عن شهر بن حوشب نزلت سورة الأنعام ومعها زجل من الملائكة قد نيطوا السماء الدنيا إلى الأرض، وهي مكية غير آيتين: ﴿قل تعالوا أتل﴾ [الأنعام: 151]
3597 - قال إسحاق: أخبرنا جرير، عن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن الأسود بن هلال، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: ما تقولون في هاتين الآتين: ﴿إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا﴾ [فصلت: 30]، و﴿الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ﴾ [الأنعام: 82] قالوا: الذين قالوا ربنا الله ثم عملوا بها، ثم استقاموا على أمره، قالوا: والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، لم يذنبوا. قال: لقد حملتموها على أمر شديد. {الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ}، يقول: بشرك، و {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا} عليها، فلم يعدلوا عنا بشرك ولا غيره.
3598 - أخبرنا أبو أسامة، عن بعض المكيين، عن مجاهد في قوله تعالى: {ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله} [ الأنعام: 153 ]، قال: البدع والشبهات.
3599 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن مجمّعٍ التّيميّ حدّثه، عن ماهان، قال: إنّ قومًا أتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنّا أصبنا ذنوبًا عظامًا، فما إخاله ردّ عليهم، فلمّا أدبروا نزلت: ﴿وإذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة﴾ فدعاهم صلى الله عليه وسلم، فتلاها عليهم
3600 - حدّثنا أبو الأحوص، ثنا سعيد بن مسروق، عن حسان الفهري، عن ابن عباس في قوله ﴿وما تسقط من ورقةٍ﴾ [الأنعام: 59] قال: ما من شجرة في بر ولا بحر إلا وبها ملك موكّل يكتب ما يسقط من ورقها.
3601 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو بدر، عن عمرو بن قيس، عن رجل، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ليتق امرؤٌ أن لا يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء، ثم قرأت: ﴿إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لّست منهم في شيءٍ﴾ [الأنعام: 159]
3602 - وقال أبو يعلى: حدّثنا عبد اللّه بن عمر بن أبانٍ، حدّثنا ابن فضيلٍ، حدّثنا أبو مالكٍ الأشجعيّ، عن نافع بن خالدٍ الخزاعيّ، عن أبيه، وكان من أصحاب الشّجرة رضي اللّه عنه، قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا جلس النّاس من حوله صلّى صلاةً خفيفةً، تامّة الرّكوع والسّجود، فسجد ذات يومٍ، فأطال السّجود، حتّى أومأ بعضنا إلى بعضٍ، أن اسكتوا فإنّه نزل عليه، فلمّا فرغ قال له بعض القوم: يا رسول اللّه، أطلت السّجود حتّى أومأ بعضنا إلى بعضٍ أنّه نزل عليك قال صلى الله عليه وسلم: لا، ولكنّها كانت صلاة رغبةٍ، ورهبةٍ، سألت اللّه ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً، سألته أن لا يسحتكم بعذابٍ عذّب به من كان قبلكم، فأعطانيها، وسألته ألاّ يسلّط على عامّتكم عدوًّا يستبيحها، فأعطانيها، وسألته ألاّ يلبسكم شيعًا، ويذيق بعضكم بأس بعضٍ، فمنعنيها قال: قلت له: للّه أبوك سمعتها من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فذكر أنّه سمعها من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، عدد أصابعه هذه عشرًا
وقال البزّار حدّثنا على بن المنذر، حدّثنا ابن فضيلٍ، نحوه
3603 - حدّثنا حسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، حدّثنا أبي، حدّثنا أسباط بن نصرٍ، عن السّدّيّ، عن أبي سعيدٍ الأزديّ، عن أبي الكنود، عن خبّاب بن الأرتّ رضي اللّه عنه، في قوله تبارك وتعالى: ﴿ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيءٍ وما من حسابك عليهم من شيءٍ فتطردهم فتكون من الظّالمين﴾ قال: جاء الأقرع بن حابسٍ التّميميّ، وعيينة بن حصنٍ الفزاريّ رضي اللّه عنهما، فوجدوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم قاعدًا مع بلالٍ، وصهيبٍ، وخبّابٍ رضي اللّه عنهم، وناسٍ من الضّعفاء من المؤمنين، فلمّا رأوهم حوله صلى الله عليه وسلم، حقروهم، فأتوه، فخلوا به صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنّا نحبّ أن تجعل لك منّا مجلسًا، تعرف لنا به العرب فضلنا، فإنّ وجوه العرب تفد عليك، فنستحي أن ترانا العرب وهذه الأعبد، فإذا نحن جئناك، فأقمهم عنّا، فإذا نحن فرغنا فأقعدهم إن شئت، قال: نعم قالوا: فاكتب لنا عليك كتابًا، قال: فدعا صلى الله عليه وسلم، بالصّحيفة، ودعا عليًّا رضي اللّه عنه، ليكتب، ونحن قعودٌ في ناحيةٍ، إذ نزل جبريل عليه الصّلاة والسّلام بقوله تعالى: ﴿ولا تطرد الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه﴾ إلى قوله ﴿من الظّالمين﴾، ثمّ قال جلّ وعلا: ﴿وإذا جاءك الّذين يؤمنون بآياتنا فقل سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة﴾ فرمى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بالصّحيفة من يده، ثمّ دعانا فأتيناه وهو صلى الله عليه وسلم يقول: سلامٌ عليكم كتب ربّكم على نفسه الرّحمة، فدنونا منه صلى الله عليه وسلم، حتّى وضعنا ركبنا على ركبته، فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، يجلس معنا، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ﴿واصبر نفسك مع الّذين يدعون ربّهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدّنيا﴾، قال: فمجالس الأشراف، ﴿ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا﴾، قال: عيينة والأقرع، ﴿واتّبع هواه وكان أمره فرطًا﴾، قال: هلاكًا ثمّ ضرب لهم مثل رجلين، وبمثل الحياة الدّنيا فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقعد معنا، فإذا بلغ السّاعة الّتي يقوم فيها، قمنا وتركناه، وإلاّ صبر أبدًا حتّى نقوم
3603 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا أحمد بن المفضّل، حدّثنا أسباط بن نصرٍ، فذكره بتمامه
وأخرجه ابن ماجه من طريق عمرٍو العنقزيّ، مختصرًا
9 - سورة الأعراف
3604 - قال إسحاق: أخبرنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت قال: قال علي رضي الله عنه، إنا سمعنا الله تعالى يقول: ﴿إنّ الّذين اتّخذوا العجل سينالهم غضبٌ من ربّهم وبذلّةٌ في الحياة الدّنيا وكذلك نجزي المفترين﴾ [الأعراف: 152 ] قال: وما نرى القوم إلا افتروا فرية ما أراها إلا ستصيبهم. ذكره في أثناء حديثه.
3605 - أخبرنا عفان، ثنا حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: تلا أبو قلابة هذه الآية فقال: هي والله لكل مفتر إلى يوم القيامة، الذلة في الحياة الدنيا.
3606 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا أبو أسامة، حدثني عتيق بن حيّان الأزدي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن السبعين الذي اختار موسى من قومه إنما أخذتهم الرجفة، أنهم لم ينهوا عن العجل، ولم يرضوا به.
3607 - وقال الحارث: حدّثنا محمد بن عمر، ثنا إبراهيم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو بن الحارث، قال: سمعت تبيع ابن امرأة كعب يقول: في قوله عز وجل ﴿قال فيها تحيون وفيها تموتون﴾ [الأعراف: 25] قال: الأرض منها خلق الله تعالى آدم، وفيها يدفنون إذا ماتوا {ومنها تخرجون} تمطر السماء أربعين ليلة، فيخرج الموتى من الأرض.
وله شاهد في الصحيح.
3608 - 3609 - قال الحارث: ثنا هوذة [ ح ]
وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، قالا: أخبرنا أبو معشرٍ، حدّثنا يحيى بن شبلٍ، عن محمّد بن عبد الرّحمن المزنيّ، عن أبيه رضي اللّه عنه، قال: سئل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، عن أصحاب الأعراف؟ قال: هم قومٌ قتلوا في سبيل اللّه عزّ وجلّ في معصية آبائهم، فمنعهم من النّار قتلهم في سبيل اللّه عزّ وجلّ، ومنعهم من الجنّة معصيتهم آباءهم
وزاد الحارث: وقال الكلبيّ: هم قومٌ استوت حسناتهم، وسيّئاتهم، فمنعوا الجنّة، والنّار، سيدخلهم اللّه تعالى في رحمته، ولا أدري أذكر قتلاً أم لا
3610 - وقال الحارث: حدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا كثير بن عبد اللّه المزنيّ، عن عمر بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن مالكٍ الهلاليّ، عن أبيه رضي اللّه عنه، قال: قال قائلٌ: يا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ما أصحاب الأعراف؟ قال صلى الله عليه وسلم: قومٌ خرجوا في سبيل اللّه عزّ وجلّ بغير إذن آبائهم، فاستشهدوا فمنعتهم الشّهادة أن يدخلوا النّار، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنّة
3611 - حدّثنا محمّد بن عمر، حدّثنا إبراهيم بن جعفرٍ، عن الزّهريّ، عن سهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، نحوه
3612 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن المعرور بن سويدٍ، عن أمّ سلمة أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها، قالت: سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن المسخ، أن يكون له نسلٌ؟ قال صلى الله عليه وسلم: ما مسخ أحدٌ قطّ فكان له نسلٌ ولا عقبٌ قلت: هو عند مسلمٍ من طريق المعرور، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: إنّ أمّ حبيبة رضي اللّه عنها، سألت، وهذا هو الصّحيح، وليثٌ واهي الحفظ
10 - باب سورة الأنفال
3613 - قال إسحاق: أخبرنا عيسى بن يونس، حدّثنا واصل بن السّائب، عن عطاءٍ، وأبي سورة، عن أبي أيّوب الأنصاريّ رضي اللّه عنه: بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سريّةً، فنصرها اللّه تعالى، وفتح عليها، وكان من أتاه بشيءٍ نفله من بعد الخمس، فرجع رجالٌ، وكانوا يستقدمون، ويأسرون، ويقتلون، وتركوا الغنائم خلفهم، ولم ينالوا من الغنائم شيئًا، فقالوا: يا رسول اللّه، ما بال رجالٍ منّا يستقدمون، ويأسرون، وتخلّف رجالٌ لم يصلوا بالقتال، فنفلتهم من الغنيمة؟ فسكت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فنزل جبريل عليه السّلام: ﴿يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرّسول فاتّقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم﴾ فدعاهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: ردّوا ما أخذتم، واقسموه بينكم بالعدل والسّويّة فقالوا: يا رسول اللّه، قد أنفقنا وأكلنا قال صلى الله عليه وسلم: فاحتسبوا بذلك
3614 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن مالك، عن الزهري، عن القاسم قال: إن رجلاً سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن النفل؟ فقال: الفرس من النفل، والسلب من النفل. فأعاد عليه، فقال: هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر رضي الله عنه.
3615 - وقال الحارث: حدّثنا داود بن رشيدٍ، حدّثنا أبو حيوة شريح بن يزيد، عن سعيدٍ أبي سنانٍ، عن المليكيّ، عن أبيه، عن جدّه رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿وآخرين من دونهم لا تعلمونهم اللّه يعلمهم﴾ قال: هم الجنّ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إنّ الشّيطان لا يخبّل أحدًا في دارٍ فيها فرسٌ عتيقٌ
3616 - وقال الطيالسي: حدّثنا الصلت بن دينار، ثنا عقبة بن صهبان، وأبو رجاء العطاردي قالا: سمعنا الزبير وهو يتلو هذه الآية: ﴿واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خآصّةً﴾ [الأنفال: 25] فلقد تلوت هذه الآية: ﴿واتّقوا فتنةً﴾ زمانا ًوما أراني من أهلها، فأصبحنا من أهلها.
11 - سورة التوبة
3617 - قال إسحاق: أخبرنا أبو عامر العقدي، ثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: إن آخر ما نزل من القرآن {لقد جاءكم رسولٌ مّن أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رّحيمٌ} [ التوبة: 128 ]
3617 - أخبرنا وكيع، عن شعبة، بهذا الإسناد مثله.
هذا إسناد حسن
3617 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا هشيم، ثنا منصور، عن الحسن، عن أبي بن كعب رضي الله عنه نحوه.
حديث ابن عمر رضي الله عنهما في ذكر النسيء تقدم في باب حرمة مكة.
3618 - وقال إسحاق: أخبرنا عبدة بن سليمان، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، ثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل، وهو يقرأ: ﴿والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار﴾ [التوبة: 100] حتى ختم الآية، فقال عمر رضي الله عنه: إنصرف، إنصرف، فقال: من أقرأك هذه السورة؟ فقال: أقرأنيها أبي بن كعب. فقال: لا تفارقني حتى نذهب إليه. فجاء فاستأذن وهو متكئ، فأذن له، فقال: زعم هذا أنك أقرأته آية كذا. وتلاها عليه. فقال: صدق. فقال عمر لأبي: أتلقيتها من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فرد عمر ثلاث مرات، كل ذلك يقول له أبي: نعم. ثم قال: إني أشهد أن الله تعالى أنزلها على محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بها جبريل عليه الصلاة والسلام من عند الله تبارك وتعالى، لم يؤامر فيها الخطاب ولا ابنه. قال: فخرج عمر وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر.
3619 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمود بن خداشٍ، حدّثنا سيف بن محمّدٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: لا يكون الدّينار على الدّينار، ولا الدّرهم على الدّرهم، ولكن يوسّع جلده، ﴿فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم﴾
هذا ضعيفٌ جدًّا لضعف سيفٍ
3620 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن واصل بن السّائب الرّقاشيّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن أبي سورة، عن عمّه أبي أيّوب رضي اللّه عنه، قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: من هؤلاء الّذين قال فيهم: ﴿رجالٌ يحبّون أن يتطهّروا واللّه يحبّ المطّهّرين﴾؟ قال صلى الله عليه وسلم: كانوا يستنجون بالماء، وكانوا لا ينامون اللّيل كلّه
أبو سورة ضعيفٌ
3621 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن عبيد بن عميرٍ رضي اللّه عنه، قال: سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن السّائحين، وقال صلى الله عليه وسلم: هم الصّائمون
هذا مرسلٌ صحيح الإسناد
3622 - وقال أبو يعلى: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أراد أن يصلّي على عبد اللّه بن أبيٍّ، فأخذ جبريل عليه الصّلاة والسّلام بثوبه، فقال: ﴿ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره﴾
هذا حديثٌ ضعيفٌ، وقد خالف يزيد فيه مع ضعفه ما ثبت في الصّحيحين من حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما: أنّه صلّى عليه، وأنّ الآية إنّما نزلت بعد ذلك
3623 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول: مات رجل من المنافقين، فلم أصل عليه، فقال عمر رضي الله عنه: ما منعك أن تصلي عليه؟ قلت: إنه منهم. فقال: أبالله منهم أنا؟ قلت: لا. قال: فبكى رضي الله عنه.
إسناده صحيح، وقد استنكره يعقوب بن سفيان من حديث زيد بن وهب.
3624 - قال مسدّدٌ: ثنا جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد، سمعت الحسن، ﴿يا أيّها النّبيّ جاهد الكفّار والمنافقين﴾ [التوبة: 73] قال: جهاد الكفار بالسيف، وجهاد المنافقين باللسان.
3625 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد العزيز بن المختار، حدثني طلق بن حبيب، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: لقد رأيت الدخان في مسجد ضرار حيث انهار.
3626 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه رضي اللّه عنهما، قال: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قرأ: ﴿فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون﴾
3627 - حدّثنا يحيى بن يعلى، حدّثنا أبي، حدّثنا غيلان، عن عثمان أبي اليقظان، عن جعفر بن إياس، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: ﴿والّذين يكنزون الذّهب والفضّة﴾ كبر ذلك على المسلمين، وقالوا: ما يستطيع أحدنا أن يترك لولده مالا يبقى بعده فقال عمر رضي اللّه عنه أنا أفرّج عنكم، فانطلقوا، وانطلق عمر رضي اللّه عنه، واتّبعه ثوبان رضي اللّه عنه، فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبيّ اللّه، إنّه كبر على أصحابك هذه الآية، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إنّا لم نفرض الزّكاة إلاّ لما بقي من أموالكم، وإنّما فرضت المواريث في الأموال لتبقى بعدكم قال: فكبّر عمر رضي اللّه عنه
فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بما يكنز؟ المرأة الصّالحة إذا نظر إليها سرّته، وإذا أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته
3627 - قال أبو يعلى: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، بهذا
3628 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن ابن جدعان، عن أنس رضي الله عنه قال: قرأ أبو طلحة رضي الله عنه هذه الآية {انفروا خفافًا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اللّه} [ التوبة: 41 ] فقال: ما أسمع الله تعالى عذرًا لأحد، ثم خرج إلى الشام، فلم يزل بها مجاهدًا حتى مات بها.
3629 - وقال ابن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، أخبرنا خالد بن يسارٍ، عن ابن أبي عقيلٍ، عن أبيه رضي اللّه عنه، أنّه بات يجرّ الجرير على ظهره، على صاعين من تمرٍ قال: فانقلبت بأحدهم إلى أهلي، وجئت بالآخر إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، أتقرّب به إلى ربّي عزّ وجلّ، فأخبرته صلى الله عليه وسلم بما كان، فقال: انثره في المسجد فقال المنافقون: وسخروا به، لقد كان اللّه غنيًّا عن صاع هذا المسكين، فأنزل اللّه تعالى: ﴿الّذين يلمزون المطّوّعين﴾
12 - سورة يونس
3630 - قال الحارث حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا عبّاد بن كثيرٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، وعن رجلٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنهما، قالا: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من كبّر تكبيرةً في سبيل اللّه تعالى فذكر الحديث وقد سبق في فضل الجهاد، قال: فينظر إلى ذي الجلال والإكرام بكرةً ومساءً، كما ترون الشّمس، لا تشكّون في رؤيتها، وله من الكرامة والنّعيم، كما قال اللّه تعالى: ﴿للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ﴾، وقال: للّذين أحسنوا: الّذين قالوا: لا إله إلاّ اللّه، والحسنى: الجنّة، والزّيادة: النّظر إلى وجه اللّه عزّ وجلّ
3631 - قال ابن أبي عمر: حدّثنا بشر بن السّريّ، حدّثنا ابن المبارك، عن الفضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه كان يقرأ: فبذلك فلتفرحوا، يعني: بالمثنّاة
13 - سورة هود
3632 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، قال: قال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ما شيّبك؟ قال: شيّبتني هودٌ، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشّمس كوّرت هذا مرسلٌ صحيحٌ، إلاّ أنّه موصوفٌ بالاضطراب، أخرجه أبو يعلى، عن العبّاس بن الوليد، وخلف بن هشامٍ، فرّقهما كلاهما عن أبي الأحوص به ورواه التّرمذيّ في الشّمائل من وجهٍ آخر، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، فذكره بلفظ: هودٌ وأخواتها
3633 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا محمد بن جابر، عن أبي إسحاق الهمداني قال: سمعت الضحاك بن قيس يقرأ: ﴿نّفعل في أموالنا ما تشاء﴾ [هود: 87] يعني: بالتاء.
14 - سورة يوسف
3634 - قال إسحاق أنا عمرو بن محمّدٍ، حدّثنا خلاّدٌ الصّفّار، عن عمرو بن قيسٍ الملائيّ، عن عمرو بن مرّة، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: ﴿نحن نقصّ عليك أحسن القصص﴾ قال: أنزل اللّه تعالى القرآن على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فتلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو قصصت علينا فأنزل اللّه تعالى: ﴿الر تلك آيات الكتاب المبين﴾ إلى قوله ﴿نحن نقصّ عليك أحسن القصص﴾ فتلاها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم زمانًا، فقالوا: يا رسول اللّه، لو حدّثتنا؟ فأنزل اللّه: ﴿اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا﴾ كلّ ذلك يؤمرون بالقرآن، قال خلاّدٌ: وزاد فيه آخر، قال: قالوا: يا رسول اللّه، لو ذكّرتنا؟ فأنزل اللّه تعالى: ﴿ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه﴾ هذا حديثٌ حسنٌ رواه ابن مردويه في تفسيره، عن أحمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن محمّد بن شيرويه، عن إسحاق بن راهويه
3634 - وقال أبو يعلى، البزّار جميعًا: حدّثنا الحسين بن عمرو بن محمّدٍ العنقزيّ، حدّثنا أبي به، ورواه البزّار، أيضًا عن الحسين بن الأسود، وإسماعيل بن حفصٍ، عن عمرو بن محمّدٍ، وقال: لا نعلمه عن سعدٍ، إلاّ بهذا الإسناد
3635 - وقال أبو يعلى: حدّثنا زكريّا بن يحيى، وأحمد بن إبراهيم الموصليّ، ومحمد بن حاتم المؤدب، والمعلى بن مهدي، ونسخته، من كتاب زكريا وهو ولفظه، قالوا: أخبرنا الحكم بن ظهيرٍ، عن السّدّيّ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن جابرٍ رضي اللّه عنه، قال: أتى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود يقال له: نسابيٌّ اليهوديّ، فقال: يا محمّد، أخبرني عن النّجوم الّتي رآها يوسف عليه السّلام ساجدةً له في أفق السّماء، ما اسمها؟ فلم يجبه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بشيءٍ، فأتاه جبريل عليه السّلام فأخبره، فبعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى نسابيٌّ اليهوديّ فقال له: أتسلم إن أنبأتك بأسمائها؟ ثمّ قال صلى الله عليه وسلم: هي خربان، والذّيّال، والطّارق، اللّسان، وقايس، ووثّاب، وعمودان، والفيلق، والمصبّح، والصّروح، وذو الفرع قال: يقول نسابيٌّ: واللّه إنّها أسماؤها قال: وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: لمّا رآها يوسف عليه السّلام قصّها على أبيه، فقال له أبوه: هذا أمرٌ مشتّتٌ يجمعه اللّه من بعد، قال: والشّمس أبوه، والقمر أمّه
أخرجه الحاكم، من طريقٍ أخرى عن السّدّيّ
3636 - وقال أبو يعلى: حدّثنا الأخنسي، ثنا ابن فضيل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: ﴿أضغاث أحلامٍ﴾ [يوسف: 44] قال: هي الأحلام الكاذبة.
3637 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن فضيل بن عياض، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: ﴿وأعتدت لهنّ متّكأً﴾ [يوسف: 31]، قال: الأترج.
3638 - وحدّثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قوله: ﴿صواع الملك﴾ [يوسف: 72] قال: هو المكوك الفارسي، الذي يشرب فيه الأعاجم يلتقي طرفاه.
3639 - حدّثنا يحيى، عن عبد الوارث، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال: الصواع والسقاية واحد، هو الإناء الذي يشرب فيه.
3640 - وقال الحارث: حدّثنا يحيى ابن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: عيّر يوسف عليه الصلاة والسلام بثلاث: بقوله ﴿اذكرني عند ربّك﴾ ﴿فأنساه الشّيطان ذكر ربّه﴾ [يوسف: 42]، وقوله لإخوته: ﴿إنّكم لسارقون﴾ [يوسف: 70]، ﴿قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ لّه من قبل﴾ [يوسف: 77] وقال: ﴿ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب﴾ [يوسف: 52] فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام: ولا حين هممت؟. قال: {وما أبرّئ نفسي} [يوسف: 53] الآية.
15 - سورة الرعد
3641 - قال عبد الله بن أحمد في الزهد، حدّثنا الحسن بن حماد الورّاق، ثنا عثام، عن الأعمش قال سمعت شقيقًا يقول: اللهم إن كنت كتبتنا عندك أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء، فأثبتنا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب.
3642 - وقال أبو يعلى: حدّثنا روح بن عبد المؤمن، حدّثنا عبد الرّحيم بن موسى، عن سليمان بن أرقم، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن أبيه رضي اللّه عنه، قال: قرأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ومن عنده علم الكتاب﴾
3643 - وقال الحارث: حدّثنا العبّاس بن الفضل، حدّثنا همّامٌ، عن الكلبيّ، في قوله تعالى: ﴿يمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب﴾ قال: يمحو اللّه عزّ وجلّ ما يشاء من الأشياء من الأصل، ويزيد فيه ما يشاء قلت له: من حدّثك؟ قال: أبو صالحٍ، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وحديث الزّبير بن العوّام رضي اللّه عنه، في نزول قوله تعالى: ﴿ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال أو قطّعت﴾ يأتي إن شاء اللّه تعالى في تفسير سورة الشّعراء
16 - سورة الحجر
3644 - وقال أبو يعلى: حدّثنا عبيد الله بن عمر، ثنا أبو بكر النكري: عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: ﴿لعمرك﴾ [الحجر: 72] قال: وحياتك.
3645 - وقال الحارث: حدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: ما خلق اللّه عزّ وجلّ، وما ذرأ من نفسٍ، أكرم عليه من محمّدٍ صلى الله عليه وسلم، وما سمعت اللّه عزّ وجلّ أقسم بحياة أحدٍ إلاّ بحياته، فقال تبارك وتعالى: ﴿لعمرك إنّهم لفي سكرتهم يعمهون﴾
17 - سورة النحل
3646 - قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن إسماعيل بن مسلمٍ، عن أبي المتوكّل النّاجيّ، قال: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعث عمّار بن ياسرٍ رضي اللّه عنه، إلى بئر المشركين، يستقي منها، وحولها ثلاث صفوفٍ يحرسونها، فاستقى في قربةٍ، ثمّ أقبل، حتّى أتى الصّفّ الأوّل فأخذوه، فقال: دعوني، فإنّما أستقي لأصحابكم، فتركوه، ثمّ عاد الثّانية، فأخذوه، ففعلوا به مثل ذلك، ثمّ تركوه فذهب، فعاد فأخذوه، ففعلوا به مثل ذلك، فلمّا أرادوه على أن يتكلّم بالكفر، بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الخيل فاستنقذوه، فأنزلت هذه الآية: ﴿إلا من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان﴾
3647 - وقال مسدّدٌ: أخبرنا يحيى، ثنا شعبة، حدثني فراس، عن عامر، عن مسروق، قال: إن عبد الله بن مسعود قرأ: إن معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا. فقال فروة بن نوفل: نسي: إن إبراهيم، فقال عبد الله رضي الله عنه: ما نسيت إنّا كنّا نشبّهه بإبراهيم.
وسئل عبد الله رضي الله عنه عن الأمة، قال: معلم الخير. وسئل عن القانت، قال: المطيع لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
3648 - وقال أبو يعلى: حدّثنا سريج بن يونس، ثنا مروان بن معاوية، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرّة، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه، في قوله تعالى: ﴿الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون﴾ [النحل: 88] قال: زيدوا عقارب أنيابها كالنحل الطوال.
صححه الحاكم.
3649 - وقال أبو يعلى: حدّثنا سريج، ثنا إبراهيم بن سليمان، عن الأعمش، عن الحسن، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: ﴿زدناهم عذابًا فوق العذاب﴾ [النحل: 88]، قال: خمسة أنهار يعذبون ببعضها في الليل، وببعضها في النهار.
18 - سورة الإسراء
3650 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا حسين بن محمد، ثنا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل الله عز وجل هذا الحرف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم: ووصى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه إياه. فلصقت إحدى الواوين بالأخرى. فقرأ لنا: ﴿وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه﴾ [الإسراء: 23] ولو نزلت على القضاء ما أشرك به أحد. فكان ميمون يقول: إن على تفسيره لنورًا. قال الله تبارك وتعالى: ﴿شرع لكم مّن الدّين ما وصّى به نوحًا﴾ [الشورى: 13]
3651 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامر في قوله عز وجل ﴿ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ﴾ [الإسراء: 101] قال: يده، وعصاه، والسنين، والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، ونقص من الثّمرات.
3652 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح وعكرمة في قوله عز وجل {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} [ الإسراء: 101 ] قال: السنين: حبس عنهم المطر، ونقص من الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، وعصاه، ويده.
3653 - حدّثنا عباد بن العوام، عن أشعث بن سوّار، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ﴿ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها﴾ [الإسراء: 110] قال: كانوا يجهرون بالدعاء: اللهم ارحمني، فلما نزلت هذه الآية أمروا أن لا يتخافتوا، ولا يجهروا.
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، في نزول قوله تعالى: {وما منعنا أن نّرسل بالآيات إلاّ أن كذّب بها الأوّلون} [ الإسراء59 - 61 ] الآيات الثلاث. يأتي إن شاء الله في تفسير سورة الشعراء.
19 - سورة الكهف
3654 - قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، أنا أبو قرّة الأسديّ، ثمّ الصّيداويّ رجلٌ من أهل البادية، قال: سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث، عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إنّه قد أوحي إليّ: أنّه من قال: فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا، كان له نورٌ من عدن أبين إلى مكّة، حشوه الملائكة
3655 - وقال أبو يعلى: حدّثنا الجرّاح بن مخلدٍ، حدّثنا عمر بن يونس، حدّثنا عيسى بن عونٍ، حدّثنا عبد الملك بن زرارة، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ما أنعم اللّه عزّ وجلّ على عبدٍ نعمةً من أهلٍ أو مالٍ أو ولدٍ، فيقول: ما شاء اللّه، لا قوّة إلاّ باللّه، فيرى فيه آفةً دون الموت وكان يتأوّل هذه الآية: ولولا إذ دخلت جنّتك قلت ما شاء اللّه لا قوّة إلا باللّه
وقال البزّار: حدّثنا عبد اللّه بن الصّبّاح العطّار، حدّثنا حجّاج بن نصيرٍ، حدّثنا أبو بكرٍ الهذليّ، عن ثمامة، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، قال: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال: من رأى شيئًا فأعجبه، فقال: ما شاء اللّه، لا قوّة إلاّ باللّه، لم يضرّه
حديثٌ في نزول قوله تعالى: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا، مضى في الأنعام
3656 - وقال أبو بكرٍ، وأحمد بن منيعٍ حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا العوّام بن حوشبٍ، حدّثني مولًى لعبد اللّه بن عمرٍو، عن عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنهما، قال: رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم الشّمس حين غربت، فقال: في نار اللّه الحامية، لولا ما يزعها من أمر اللّه عزّ وجلّ لأهلكت ما على الأرض
- وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد به
3657 - حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا هشام بن يوسف، في تفسير ابن جريجٍ: ووجد عندها قومًا، قال: مدينةً لها اثنا عشر ألف بابٍ، لولا أصوات أهلها لسمع النّاس دويّ الشّمس حين تجب فحدّث الحسن، عن سمرة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: سترًا: بناءً لم يبن فيها بناءٌ قطّ، ولم يبن عليهم فيها بناءٌ قطّ، كانوا إذا طلعت الشّمس، دخلوا أسرابًا لهم، حتّى تزول الشّمس
20 - سورة طه
3659 - قال مسدّدٌ: حدّثنا بشر، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: إن المعيشة الضّنك التي قال الله تعالى هي عذاب القبر.
3660 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد بن عيسى، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن الحارث، قال: إن أبا السمح أخبره عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، فذكر نحوه في أثناء حديث.
3661 - وقال الحارث: حدّثنا أسود بن عامر شاذان، ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: ﴿طه﴾ [طه: 1] أي: طه: يا رجل، وهي بالنبطية.
3662 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، ثنا حماد بن سلمة، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان – أي العجل – إذا خار سجدوا، وإذا سكت رفعوا رؤوسهم.
3663 - وحدّثنا يزيد، ثنا جويبر، عن الضحاك، في قوله تعالى: {له خوارٌ} [ طه: 88 ] قال: خار خورة، ولم يثنّ. ألم تر أن الله عز وجل قال {ألّا يرجع إليهم قولاً} [ طه: 89 ] وقال جل وعلا: {ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلاً} [ الأعراف: 148 ]
3664 - وقال أبو بكرٍ: حدّثنا وكيعٌ، عن موسى بن عبيدة، عن يزيد بن عبد اللّه هو ابن قسيطٍ، عن أبي رافعٍ رضي اللّه عنه، قال: نزل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم ضيفٌ، فبعثني صلى الله عليه وسلم إلى يهوديٍّ، فقال: قل له: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول لك: بعنا أو أسلفنا إلى رجبٍ، فقلت له، فقال: واللّه لا أبيعه ولا أسلفه إلاّ برهنٍ، فرجعت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: أما واللّه إنّه لو باعني أو أسلفني لقضيته، إنّي أمينٌ في السّماء، أمينٌ في الأرض، اذهب بدرعي الحديد فذهبت بها، فنزلت هذه الآية تعزيةً للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متّعنا به أزواجًا منهم
21 - سورة الحج
3665 - قال إسحاق: أخبرنا وكيع، ثنا سفيان، عن السّدي، عن مرة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: من همّ بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء، وإن هم بعدن أبين أن يقتل في المسجد الحرام أذاقه الله عز وجل من عذاب أليم، ثم قرأ {ومن يرد فيه بإلحادٍ بظلمٍ} [ الحج: 25 ] الآية.
موقوف قوي الإسناد.
3666 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا الحسن بن موسى، ثنا شيبان، عن منصور، عن مجاهد قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما يضرب قبتين قبة في الحل، وقبة في الحرم، فقيل له: لو كنت مع ابن عمك وأهلك؟ فقال: إن مكة بكة، وإنّا أنبئنا أن من الإلحاد فيها: كلا والله، وبلى والله.
هذا موقوف صحيح
3667 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: قال سلمان رضي اللّه عنه: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن أهل دينٍ كنت معهم، فذكر من صلاتهم، وصيامهم، وعبادتهم، فنزل قوله عزّ وجلّ: إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئين والنّصارى والمجوس إلى قوله: شهيدٌ
22 - سورة قد أفلح المؤمنون
3668 - قال إسحاق: أخبرنا أحمد بن أيّوب الضّبّيّ، حدّثنا أبو حمزة السّكّريّ، عن جابرٍ، عن عامرٍ، قال: قال زيد بن ثابتٍ رضي اللّه عنه: كنت أكتب هذه الآية، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم يمليها: ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ حتّى بلغ ثمّ أنشأناه خلقًا آخر، فقال معاذ بن جبلٍ رضي اللّه عنه: فتبارك اللّه أحسن الخالقين، فضحك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال له: لم ضحكت؟ فقال: إنّ هذه الآية ختمت بما تقول: فتبارك اللّه أحسن الخالقين
جابرٌ هو الجعفيّ، ضعيفٌ
3669 - وقال ابن أبي عمر: حدّثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، ثنا الفضيل بن عياض: قال سمعت الثوري يقول في قوله تعالى: ﴿ربّنا غلبت علينا شقوتنا﴾ [المؤمنون: 106] قال: القضاء.
23 - سورة النور
3670 - قال أبو يعلى: حدّثنا إبراهيم بن الحجاج النّيلي، ثنا صالح المرّي، عن الحسن، عن بعض المهاجرين، وعن يزيد الرّقاشي، وجعفر بن زيد، عن زفر، قال: قال بعض المهاجرين: لقد طلبت هذه الآية عمري، فما قدرت عليها، قول الله عز وجل: ﴿وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا﴾ [النور: 28] وإني لأستأذن على بعض إخواني فيقال لي: ارجع، فأرجع وأنا قرير العين.
3671 - حدّثنا أحمد بن عمران الأخنسي، ثنا ابن فضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: ﴿اللّه الّذي يرسل الرّياح فتثير سحابًا فيبسطه في السّماء كيف يشاء ويجعله كسفًا﴾ يقول: قطعًا، يجعل بعضها فوق بعض ﴿فترى الودق﴾ يعني: المطر ﴿يخرج من خلاله﴾ [ الروم: 48 ] من بينه.
3672 - وقال الحارث: حدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، حدّثنا معمر بن أبانٍ، حدّثنا الزّهريّ، حدّثنا عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: خرجت أنا وأمّ مسطحٍ الأنصاريّة رضي اللّه عنها لحاجةٍ لنا، فعثرت، فقالت: تعس مسطحٌ، فقلت: بئس ما قلت لرجلٍ صحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فلمّا نزلت براءتي، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا عائشة أبشري، فقام إليّ أبي وأمّي رضي اللّه عنهما فقبّلوني، فدفعت في صدورهما، فقلت: بغير حمدكما ولا حمد صاحبكما، أحمد اللّه عزّ وجلّ على ما عذرني وبرّأني وساء ظنّكما، إذ لم تظنّا بأنفسكما خيرًا... الحديث
24 - سورة الفرقان
3673 - قال مسدّدٌ: حدّثنا هشيم، عن يونس، عن الحسن، ﴿حجرًا مّحجورًا﴾ [الفرقان: 22] قال: كانت المرأة إذا رأت شيئا تكرهه قالت: حجرًا.
25 - سورة الشعراء
3674 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد، أنا قيس بن الربيع، عن إبراهيم بن المهاجر
في قوله تعالى: {في المدائن حاشرين} [ الشعراء: 36 ] قال: الشرط.
3675 - حدّثنا يزيد، عن المسعودي، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل بنو إسرائيل مصر وهم ثلاثة وسبعون أنسانا، وخرجوا منها وهم ستمائة ألف. فقال فرعون: {إنّ هؤلاء لشرذمةٌ قليلون} [ الشعراء: 54 ].
3676 - وقال الحميديّ حدّثنا سفيان، حدّثنا داود بن سابور، وحميدٌ الأعرج، عن مجاهدٍ، في قوله عزّ وجلّ: وتقلّبك في السّاجدين، قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرى من خلفه في الصّلاة كما يرى من بين يديه
3677 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا عبد الغفّار بن عبد اللّه، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزّهريّ، عن عبد الرّحمن بن عبد اللّه بن كعبٍ، عن عمّه عبيد اللّه بن كعب بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت هذه الآية: والشّعراء يتّبعهم الغاوون، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إنّ المؤمن يجاهد بيده ولسانه، والّذي نفسي بيده، لكأنّما تقتحمون بالنّبل
3678 - حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليٍّ الأنصاريّ، حدّثنا خلف بن تميمٍ، عن عبد الجبّار بن عمرٍو الأيليّ، عن عبد اللّه بن عطاء بن إبراهيم، عن جدّته أمّ عطاءٍ مولاة الزّبير بن العوّام، قالت: إنّها سمعت الزّبير بن العوّام رضي اللّه عنه، يقول: لمّا نزل قول اللّه عزّ وجلّ: وأنذر عشيرتك الأقربين، صاح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على أبي قبيسٍ: يا آل عبد منافٍ، إنّي نذيرٌ، فجاءته قريشٌ، فحذّرهم وأنذرهم، فقالوا: أتزعم أنّك نبيٌّ يوحى إليك، وإنّ سليمان عليه الصّلاة والسّلام سخّر له الرّيح والجبال، وإنّ موسى سخّر له البحر، وأنّ عيسى كان يحيي الموتى، فادع اللّه تعالي أن سيّر عنّا هذه الجبال، ويفجّر لنا أنهارًا، فنتّخذها مخايض فنزرع ونأكل وإلاّ فادع اللّه عزّ وجلّ أن يحيي لنا موتانا فنكلّمهم ويكلّمونا، وإلاّ فادع اللّه أن يصيّر لنا هذه الصّخرة الّتي تحتك ذهبًا، فنحتّ منها وتغنينا عن رحلة الشّتاء والصّيف، فإنّك تزعم أنّك كهيئتهم، فبينا نحن حوله، إذ نزلت عليه صلى الله عليه وسلم سمات الوحي، فلمّا سرّي عنه قال صلى الله عليه وسلم: والّذي نفسي بيده، لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكنّه جلّ وعلا خيّرني بين أن تدخلوا في باب الرّحمة فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلّوا عن باب الرّحمة فلا يؤمن مؤمنكم، فاخترت باب الرّحمة، فيؤمن مؤمنكم، وأخبرني إن أعطاكم ذلك، ثمّ كفرتم أن يعذّبكم عذابًا شديدًا لم يعذّبه أحدًا من العالمين، فنزلت: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأوّلون، إلى ثلاث آياتٍ، ونزلت: ولو أنّ قرآنًا سيّرت به الجبال الآية
26 - سورة القصص
3679 - قال أبو يعلى: حدّثنا محمد بن يحيى، ثنا فضيل بن سليمان، ثنا كثير بن قاروند، عن أبي جعفر محمد بن عليّ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قول الله عز وجل: ﴿إنّ الّذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معادٍ﴾ [القصص: 85] قال: معاده آخرته.
27 - سورة الروم
3680 - قال أبو يعلى: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، حدّثنا المؤمّل هو ابن إسماعيل، حدّثنا إسرائيل، حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض، قال: لقي ناسٌ أبا بكرٍ رضي اللّه عنه، فقالوا: ألا ترى إلى صاحبك يزعم أنّ الرّوم ستغلب فارس؟ قال رضي اللّه عنه: صدق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قالوا: فهل نبايعك على ذلك؟ قال: نعم، قال أبو بكرٍ: فبلغ ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أردت إلى هذا؟ فقال: يا رسول اللّه، ما فعلته إلاّ تصديقًا للّه تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم قال: فتعرّض لهم، وأعظم لهم الخطر، واجعله إلى بضع سنين، فإنّه لن تمضي السّنون حتّى تظهر الرّوم على فارس، قال: فمرّ بهم أبو بكرٍ رضي اللّه عنه، قال: فهل لكم في العود؟ فإنّ العود أحمد، قالوا: نعم، فبايعوه، وأعظموا الخطر، فلم تمض السّنون حتّى ظهرت الرّوم على فارس، فأخذ رضي اللّه عنه، الخطر، وأتى به النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: هذا للنّجائب
28 - سورة السجدة
3681 - قال مسدّدٌ: حدّثنا معتمر، عن ليث، عن طاووس قال: فضلت سورة: ﴿الم تنزيل﴾، و﴿تبارك﴾ على كل سورة من القرآن بستين حسنة.
3682 - وقال أبو يعلى: حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ، حدّثنا حمّادٌ، عن أبي لبابة، عن عائشة رضي اللّه عنها، قالت: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ كلّ ليلةٍ تنزيل السّجدة
29 - سورة الأحزاب
3683 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن بجالة التميمي قال: وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مصحفًا في حجر غلام له، فيه: النبي أولى بالمؤمنين من إنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم وألوا الأرحام بعضهم. فقال: احككها يا غلام. فقال: والله لا أحكها، وهي في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه. فانطلق عمر رضي الله عنه إلى أبي بن كعب رضي الله عنه. فقال: شغلني القرآن، وشغلك الصفق بالأسواق. إذ تعرض رحاك على عنقك بباب ابن العجماء.
إسناد صحيح على شرط البخاري.
3684 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد الدّورقي، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، عن أبي رجاء عبد الله بن واقد، عن محمد بن مالك، عن البراء رضي الله عنه، في قوله تعالى ﴿تحيّتهم يوم يلقونه سلامٌ﴾ [الأحزاب: 44]، قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن يقبض روحه إلا سلم عليه.
حديث حذيفة رضي الله عنه في نزول قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جاءتكم جنودٌ} [ الأحزاب: 9 ] يأتي إن شاء الله تعالى في المغازي في غزوة الخندق.
حديث أم هانئ في {إنّا أحللنا لك أزواجك} [ الأحزاب: 50 ] يأتي في المناقب.
3685 - وقال أحمد بن منيعٍ حدّثنا عبّاد بن العوّام، حدّثنا سفيان بن حسينٍ، عن الحكم، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، عن عليٍّ رضي اللّه عنهم، في قوله عزّ وجلّ: لا تكونوا كالّذين آذوا موسى فبرّأه اللّه ممّا قالوا، قال: صعد موسى وهارون عليهما الصّلاة والسّلام، فذكر الحديث في: لا تكونوا كالّذين آذوا موسى
تقدّم في أخبار الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام
3686 - وقال أبو بكر: حدّثنا يحيى بن يعلى الأسلميّ، حدّثنا يونس بن خبّابٍ، عن نافعٍ، عن أبي الحمراء رضي اللّه عنه، قال: شهدت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهرٍ، كلّما خرج إلى الصّلاة، أو قال: صلاة الفجر، مرّ بباب فاطمة رضي اللّه عنهم، فيقول: السّلام عليكم أهل البيت إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا
حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، حدّثنا أبو داود، عن أبي الحمراء رضي اللّه عنه، قال: رابطت بالمدينة سبعة أشهرٍ على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال: فرأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب عليٍّ وفاطمة رضي اللّه عنهم، فقال: الصّلاة، الصّلاة، إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرًا، قلت: أبو داود هو نافعٌ في الّذي قبله
3687 - وقال عبد: حدّثني الضّحّاك بن مخلدٍ، حدّثني أبو داود السّبيعيّ، حدّثني أبو الحمراء رضي اللّه عنه، قال: صحبت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سبعة أشهرٍ، فكان إذا أصبح أتى باب عليٍّ وفاطمة رضي اللّه عنهما، وهو يقول: الصّلاة يرحمكم اللّه، إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت
أبو داود هو نافعٌ، وقيل: نفيعٌ الأعمى، كذّبه قتادة، وهو ضعيفٌ جدًّا، وقد أخرجه أحمد من طريق عليّ بن زيدٍ، عن أنسٍ، بمعناه
30 - سورة فاطر
3688 - قال أبو داود حدّثنا الصّلت بن دينارٍ أبو شعيبٍ، حدّثنا عقبة بن صهبان الهنائيّ، قال: سألت عائشة رضي اللّه عنها، عن قول اللّه عزّ وجلّ: ثمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا، فقالت لي: يا بنيّ، كلّ هؤلاء في الجنّة، فأمّا السّابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فشهد له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالحياة والرّزق، وأمّا المقتصد فمن اتّبع أثره من أصحابه حتّى يلحق به، وأمّا الظّالم لنفسه فمثلي ومثلك، قال: فجعلت نفسها رضي اللّه عنها معنا
31 - سورة يس
3689 - قال أبو يعلى: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، عن هشام بن زيادٍ، عن الحسن، قال: سمعت أبا هريرة رضي اللّه عنه، يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من قرأ يس في ليلةٍ أصبح مغفورًا له
3690 - وقال أحمد بن منيعٍ حدّثنا يوسف بن عطيّة الصّفّار البصريّ، عن هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة رضي اللّه عنه، عن أبيّ بن كعبٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من قرأ يس يريد بها وجه اللّه تعالى غفر له، ومن قرأ يس فكأنّما قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّةً، ومن قرأ يس وهو في سكرات الموت جاء رضوان خازن الجنّة بشربةٍ من شراب الجنّة حتّى يسقيه وهو على فراشه، حتّى يموت ريّان، ويبعث ريّان
3691 - وقال الحارث حدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا هشيمٌ، أنا حصينٌ، عن أبي مالكٍ، قال: إنّ أبيّ بن خلفٍ جاء بعظمٍ حائلٍ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ففتّه بين يديه، فقال: يا محمّد، أيبعث اللّه هذا بعد ما أرمّ؟ قال: نعم، يبعث اللّه هذا، ثمّ يميتك، ثمّ يحييك، ثمّ يدخلك جهنّم، قال: فنزلت الآيات الّتي في آخر سورة يس: أولم ير الإنسان أنّا خلقناه من نطفةٍ، إلى آخر السّورة
3692 - حدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا حمّاد بن عمرٍو، عن السّريّ بن خالد بن شدّادٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، أنّه قال: قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: يا عليّ، اقرأ يس، فإنّ في يس عشر بركاتٍ: ما قرأها جائعٌ إلاّ شبع، ولا ظمآن إلاّ روي، ولا عارٍ إلاّ اكتسى، ولا عزبٌ إلاّ تزوّج، ولا خائفٌ إلاّ أمن، ولا مسجونٌ إلاّ خرج، ولا مسافرٌ إلاّ أعين على سفره، ولا من ضلّت ضالّته إلاّ وجدها، ولا مريضٌ إلاّ برئ، ولا قرئت عند ميّتٍ إلاّ خفّف عنه
32 - سورة الصافات
3693 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر رضي الله عنه، في قوله عز وجل ﴿احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم﴾ [الصافات: 22] قال: وأشباههم.
هذا إسناد صحيح
33 - سورة ص
3694 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو أحمد الزّبيري، ثنا حنظلة بن عبد الحميد، عن الضحاك بن قيس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لقد أتى علينا زمان، وما ندري ما وجه هذه الآية: ﴿يسبّحن بالعشيّ والإشراق﴾ [الضحى: 18] حتى رأينا الناس يصلون الضّحى.
3695 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد بن عمران، ثنا ابن فضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله جل جلاله: ﴿رخاء حيث أصاب﴾ [ص: 36] قال: الرخاء المطيعة. وأما حيث أصاب قال: حيث أراد.
3696 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا هشيم، عن سيّار بن أبي الحكم، عن يحيى بن عبّاد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن عمر رضي الله عنه سجد في ص.
3697 - حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، في قوله عز وجل: ﴿وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم﴾ [ص: 6] قال: عقبة بن أبي معيط.
3698 - وبه عن مجاهد، في قوله عز وجل: ﴿ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة﴾ [ص: 7] قال: في النصرانية.
3699 - وقال أحمد بن منيعٍ حدّثنا الحسن بن سوّارٍ، حدّثنا ليثٌ، عن معاوية يعني: ابن صالحٍ، عن أبي يحيى، عن أبي يزيد، عن أبي سلاّمٍ الأسود، عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: جئت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بعد صلاة الصّبح، فقال: إنّ ربّي أتاني اللّيلة في أحسن صورةٍ، الحديث بطوله، وزاد في آخره: اللّهمّ إنّي أسألك حبّك، وحبّ من يحبّك، وحبًّا يبلّغني حبّك
3700 - وقال أبو يعلى: حدّثنا سريجٌ، حدّثنا أبو حفصٍ الأبّار، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن أبي أمامة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: جاءني ربّي في أحسن صورةٍ، فقال: يا محمّد، فقلت: لبّيك ربّي وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قال: فوضع يده على صدري، فوجدت بردها بين كتفيّ، قال: فوضع يده بين كتفيّ، فوجدت بردها في صدري، فقال: يا محمّد، قلت: لبّيك وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الدّرجات والكفّارات، أمّا الدّرجات: فإسباغ الوضوء في المكروهات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، وأمّا الكفّارات: فإطعام الطّعام، وإفشاء السّلام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيامٌ، فمن فعل ذلك عاش بخيرٍ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وقال لي: يا محمّد، قل: اللّهمّ إنّي أسألك عمل الحسنات، وترك السّيّئات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بقومٍ فتنةً وأنا بينهم فتوفّني إليك غير مفتونٍ
34 - سورة الزمر
3701 - قال أبو يعلى: حدّثنا شجاع بن مخلدٍ أبو الفضل، حدّثني يحيى بن حمّادٍ، حدّثنا الأغلب بن تميمٍ، عن مخلد بن هذيلٍ، عن عبد الرّحمن المدنيّ، عن عبد اللّه بن عمرٍ، عن عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه، قال: إنّه سأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن تفسير: له مقاليد السّموات والأرض، قال صلى الله عليه وسلم: ما سألني عنها أحدٌ قبلك، تفسيرها: لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه وبحمده، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، الأوّل، والآخر، والظّاهر، والباطن، وبيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كلّ شيءٍ قديرٌ، من قالها إذا أصبح عشر مرّاتٍ، أعطي عشر خصالٍ، أمّا أوّلهنّ: فيحرس من إبليس وجنوده، وأمّا الثّانية: فيعطى قنطارًا من الأجر، وأمّا الثّالثة: فترفع له درجةٌ في الجنّة، وأمّا الرّابعة: فيزوّج من الحور العين، وأمّا الخامسة: فيحضرها اثنا عشر ألف ملكٍ، وأمّا السّادسة: فله من الأجر كمن قرأ: التّوراة، والإنجيل، والزّبور، والفرقان، وله مع هذا يا عثمان من الأجر كمن حجّ واعتمر، وقبلت حجّته وعمرته، وإن مات من يومه طبع بطابع الشّهداء
ورواه ابن أبي عاصمٍ
3701 - وقال الحارث حدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا حفص بن عبد اللّه الإفريقيّ، حدّثنا حكيم بن نافعٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: سئل عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه، عن مقاليد السّموات والأرض، فقال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر: مقاليد السّموات والأرض، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه من كنوز العرش... الحديث
3702 - وقال أبو يعلى: حدّثنا يحيى بن معينٍ، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عمر بن محمّدٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه سأل جبريل عن هذه الآية: ونفخ في الصّور فصعق من في السّموات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه: من الّذين لم يشأ أن يصعقهم؟ قال: هم الشّهداء المتقلّدون أسيافهم حول عرش الرّحمن، تتلقّاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوتٍ نمارها ألين من الحرير، مدّ خطاها، مدّ أبصار الرّجال، يسيرون في الجنّة يقولون عند طول النّزهة: انطلقوا بنا إلى ربّنا عزّ وجلّ فننظر كيف يقضي بين خلقه، يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبدٍ في موطنٍ، فلا حساب عليه
وسيأتي إن شاء اللّه تعالى في صفة الجنّة حديثٌ في: وسيق الّذين اتّقوا ربّهم إلى الجنّة زمرًا
35 - سورة فصلت
3703 - قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عامر البجلي، عن سعيد بن نمران، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا} قال: هم الذين لم يشركوا بالله عز وجل شيئًا.
36 - سورة حم عسق
3704 - قال إسحاق: أخبرنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصّفير المكّيّ، عن يونس بن خبّابٍ، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ آيةً، ثمّ فسّرها، ما أحبّ أنّ لي بها الدّنيا وما فيها، قال: وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ، ثمّ قال: من أخذه اللّه عزّ وجلّ بذنبه في الدّنيا، فاللّه تعالى أكرم من أن يعيده عليه في الآخرة، وما عفا اللّه عنه في الدّنيا فاللّه أكرم من أن يعفو عنه في الدّنيا، ويأخذ منه في الآخرة
3704 - قال: أخبرنا يزيد بن أبي حكيمٍ العدنيّ، حدّثنا الحكم بن أبانٍ، قال: سمعت ذياب بن مرّة، يقول: بينما عليٌّ مع أصحابه يحدّثهم، إذ قال لهم: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ قام ولم يبيّن، ثمّ عطف، فقال: ألا أراكم؟ قالوا: ما كنّا نتفرّق حتّى تبيّن لنا ما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ، فما عفا اللّه عنه فلن يرجع، وهي في حم عسق
3705 - وقال أبو يعلى: قرأت على الحسين بن يزيد الطّحّان، قال: هو ما قرأت على سعيد بن خثيمٍ، عن فضيل بن مرزوقٍ الكوفيّ، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت: وآت ذا القربى حقّه، دعا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي اللّه عنها، وأعطاها فدكًا
3706 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن الأعمش، عن شقيق، عن سلمة بن سبرة، قال: خطبنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، فقال: أنتم المؤمنون، وأنتم أهل الجنة، وإني لأطمع أن يدخل من تصيبون من فارس والروم الجنة، إن أحدهم إذا عمل عملاً قلتم: أحسنت يرحمك الله، أحسنت بارك الله فيك، ويقول الله عز وجل: ﴿ويستجيب الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات ويزيدهم مّن فضله﴾ [الشورى: 26].
3707 - وقال أحمد بن منيعٍ حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا داود، عن الشّعبيّ، قال: أكثر النّاس علينا في هذه الآية: قل لا أسألكم عليه أجرًا إلاّ المودّة في القربى، فكتبت إلى ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، فكتب إليّ ابن عبّاسٍ: إنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان واسطة النّسب في قريشٍ، لم يكن بطنًا من بطونهم إلاّ وقد ولدوه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودّة إلى ما أدعوكم إليه إلا أن تودّوني، لقرابتي منكم، وتحفظوني لها، صحيحٌ، وفي البخاريّ من وجهٍ آخر عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، معناه
3708 - قال أبو يعلى: حدّثنا أبو طالبٍ عبد الجبّار بن عاصمٍ، حدّثنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشنيّ، عن أبي معاوية، قال: صعد عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه المنبر، فقال: يا أيّها النّاس، هل سمع أحدٌ منكم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفسّر: حم عسق؟ فوثب ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، فقال لنا، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: حم: اسمٌ من أسماء اللّه عزّ وجلّ، قال: فعينٌ؟ قال: عاين المشركون عذاب يوم بدرٍ قال: فسينٌ؟ قال: سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون، قال: فقافٌ؟ فجلس فسكت، فقال عمر رضي اللّه عنه: أنشدكم باللّه تعالى، هل سمع أحدٌ منكم؟ فوثب أبو ذرٍّ رضي اللّه عنه، فقال كما قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه، قال: فقافٌ؟ قال: قارعةٌ من السّماء تصيب النّاس
37 - سورة الزخرف
3709 - قال أحمد بن منيعٍ حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عبد العزيز بن عبيد اللّه، عن عبادة بن نسيٍّ، عن جنادة بن أبي أميّة، قال: لمّا نزل عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه الجابية، قال لمعاذٍ رضي اللّه عنه: يا معاذ، ما عروة هذا الأمر؟ قال: قلت: الإخلاص يا أمير المؤمنين، والطّاعة ثمّ قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاثٌ، من فعلهنّ فقد أجرم: من اعتقد لواءً في غير حقٍّ، أو عقّ والدته، أو مشى مع ظالمٍ ينصره فقد أجرم، يقول اللّه تعالى: إنّا من المجرمين منتقمون
3710 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، ثنا سفيان وشعبة، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس رضي الله عنهما، ﴿وإنّه لعلمٌ لّلسّاعة﴾ [الزخرف: 61] قال: نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.
38 - سورة الدخان
3711 - قال أحمد بن منيعٍ حدّثنا يوسف بن عطيّة الصّفّار، عن هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: من قرأ الدّخان ليلة الجمعة غفر له
3712 - وعن يونس، عن الحسن، مثله
3713 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد بن إسحاق البصريّ، حدّثنا مكّيّ بن إبراهيم، حدّثنا موسى بن عبيدة، أخبرني يزيد الرّقاشيّ، أخبرني أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: ما من عبدٍ إلاّ وله في السّماء بابان: بابٌ يدخل عمله منه، وبابٌ يخرج منه عمله وكلامه، فإذا مات فقداه، وبكيا عليه، وتلا هذه الآية: فما بكت عليهم السّماء والأرض، فذكر أنّهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحًا، تبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السّماء من كلامهم، ولا عملهم كلامٌ طيّبٌ، ولا عملٌ صالحٌ، فتفقدهم، فتبكي عليهم
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، وقد أخرج البخاري والترمذي بعضه من وجهٍ آخر
39 - سورة الأحقاف
3714 - قال أبو يعلى: حدّثنا أبو هشامٍ، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: لمّا كان يوم عادٍ حملت الرّيح أهل البادية بأموالهم، ومواشيهم، فلمّا رفعتهم من الأرض إلى السّماء قالوا: هذا عارضٌ ممطرنا، قال: فأكبّت البادية على الحاضرة
3714 - حدّثنا أحمد بن عمران الأخنسيّ، حدّثنا ابن فضيلٍ، نحوه
3715 - وقال الحارث: حدّثنا هوذة، حدّثنا عوفٌ، عن الحسن، قال: لمّا أراد عبد اللّه بن سلامٍ رضي اللّه عنه الإسلام، دخل على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وقال: أشهد أنّك رسول اللّه، أرسلك بالهدى ودين الحقّ، وأنّ اليهود يجدونك عندهم في التّوراة منعوتًا، ثمّ قال له: أرسل إلى نفرٍ من اليهود، إلى فلانٍ وفلانٍ، فسمّاهم له، وخبّئني في بيتٍ، فسلهم عنّي وعن والدي، فإنّهم سيخبرونك، وإنّي سأخرج عليهم، فأشهد أنّك رسول اللّه، أرسلك بالهدى ودين الحقّ، لعلّهم يسلمون، ففعل صلى الله عليه وسلم ذلك، فخبّأه في بيته، وأرسل إلى النّفر الّذين أمره بهم، فدعاهم، فقال لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ما عبد اللّه بن سلامٍ عندكم؟ وما كان والده؟ فقالوا: سيّدنا، وابن سيّدنا، وعالمنا، وابن عالمنا، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن أسلم، أتسلمون؟ قالوا: إنّه لا يسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم، أتسلمون؟ قالوا: إنّه لا يسلم، قال: أرأيتم إن أسلم، أتسلمون؟ قالوا: لا يسلم أبدًا، فدعاه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فخرج عليهم، ثمّ قال: أشهد أنّك رسول اللّه، أرسلك بالهدى ودين الحقّ، وإنّهم ليعلمون منك مثل ما أعلم، فقالت اليهود لعبد اللّه رضي اللّه عنه: ما كنّا نخشاك يا عبد اللّه على هذا، قال: فخرجوا من عنده، فأنزل اللّه عزّ وجلّ في ذلك: قل ما كنت بدعًا من الرّسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتّبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذيرٌ مبينٌ قل أرأيتم إن كان من عند اللّه وكفرتم به وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل على مثله فآمن
40 - سورة القتال
3716 - قال الحارث بن أبي أسامة حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا طلحة هو ابن عمرٍو، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لمّا أخرج من مكّة: إنّي لأخرج منك، وإنّي لأعلم أنّك لأخير بلاد اللّه عزّ وجلّ، وأكرمه عليه، ولولا أنّ أهلك أخرجوني منك لما خرجت، يا بني عبد منافٍ، إن كنتم ولاة هذا الأمر بعدي، فلا تمنعوا طائفًا ببيت اللّه تعالى ساعةً من ليلٍ أو نهارٍ
3716 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمود بن خداشٍ، حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا طلحة، به
3716 - حدّثنا حسن بن عمر، حدّثنا معتمرٌ، قال: حدّثنا أبي، حدّثنا حنشٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: لمّا خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من مكّة تلقاء الغار، نظر إلى مكّة، فقال: أنت أحبّ بلاد اللّه إليّ، ولولا أنّ أهلك أخرجوني منك لم أخرج منك، فأعدى الأعداء من عدا على اللّه تعالى في حرمه، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذحل الجاهليّة قال: فأنزل اللّه على نبيّه: وكأيّن من قريةٍ هي أشدّ قوّةً من قريتك الّتي أخرجتك أهلكناهم
3717 - وقال إسحاق: أخبرنا المغيرة بن سلمة، حدّثنا وهيبٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقرئ شابًّا، فقرأ: أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها، فقال الشّابّ: عليها أقفالها حتّى يفرجها اللّه عزّ وجلّ فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: صدقت، وجاءه ناسٌ من اليمن، فسألوه أن يكتب لهم كتابًا، فأمر عبد اللّه بن الأرقم رضي اللّه عنه أن يكتب لهم كتابًا، فكتب لهم، فجاءهم به، فقال: أصبت، وكان عمر رضي اللّه عنه يرى أنّه سيلي من أمر النّاس شيئًا، فلمّا استخلف عمر رضي اللّه عنه سأل عن الشّابّ، فقالوا: استشهد، فقال عمر رضي اللّه عنه: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال الشّابّ كذا وكذا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: صدقت، فعرفت أنّ اللّه عزّ وجلّ سيهديه، واستعمل رضي اللّه عنه عمر عبد اللّه بن الأرقم رضي اللّه عنه على بيت المال
41 - سورة الفتح
3718 - قال مسدّدٌ: حدّثنا هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، في قوله تعالى {ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم اللّه أجرًا حسنًا وإن تتولّوا كما تولّيتم مّن قبل يعذّبكم عذابًا أليمًا} [ الفتح: 16 ] قال: فارس، والروم.
3719 - وقال أبو يعلى: حدّثنا محمّد بن عبّادٍ المكّيّ، حدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، عن أبي خلفٍ، عن عبد اللّه بن عوفٍ، قال: سمعت أبا جمعة جنيد بن سبعٍ، يقول: قاتلت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أوّل النّهار كافرًا، وقاتلت معه آخر النّهار مسلمًا، وكنّا ثلاثة رجالٍ، وسبع نسوةٍ، وفينا نزلت: ولولا رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمناتٌ
أبو خلفٍ اسمه حجرٌ
42 - سورة الحجرات
3720 - قال إسحاق: أخبرنا جرير، عن مغيرة قال: أتيت إبراهيم النخعي فقلت: إن رجلاً خاصمني يقال له: سعد العنزي - فقال إبراهيم: ليس بالعنزي ولكنه الزبيدي - في قوله تعالى: ﴿قالت الأعراب آمنّا قل لّم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا﴾ [الحجرات: 14] فقال: هو الاستسلام. فقال إبراهيم: لا، بل هو الإسلام.
3721 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد بن عيسى، حدّثنا ابن بكرٍ، عن ابن جابرٍ، حدّثني عطاءٌ الخراسانيّ، قال: قدمت المدينة، فلقيت رجلاً من الأنصار، فقلت: حدّثني بحديث ثابت بن قيس بن شمّاسٍ، قال: نعم، قم معي، فقمت معه حتّى دفعت إلى باب دارٍ، فأجلسني على بابها، ثمّ دخل، فلبث مليًّا، ثمّ دعانا، فأدخلنا على امرأةٍ، فقال: هذه بنت ثابت بن قيس بن شمّاسٍ رضي اللّه عنه، فسلها عمّا بدا لك، فقلت: حدّثيني عنه رحمك اللّه، قالت: لمّا أنزل اللّه عزّ وجلّ على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: يأيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ، دخل بيته، وأغلق بابه، وطفق يبكي، فافتقده رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: ما شأن ثابتٍ؟ قالوا: يا رسول اللّه، ما ندري ما شأنه، إلاّ أنّه قد أغلق بابه، وهو يبكي فيه، فدعاه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فسأله: ما شأنك؟ قال: يا رسول اللّه، أنزل عليك هذه الآية: يأيّها الّذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النّبيّ، وأنا شديد الصّوت، وأخاف أن أكون قد حبط عملي صلى الله عليه وسلم، قال: لست منهم، بل تعيش بخيرٍ، وتموت بخيرٍ، قالت: ثمّ أنزل اللّه على رسوله: إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ، فأغلق بابه، وطفق يبكي، فافتقده رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقال: ثابتٌ، ما شأنه؟ قالوا: يا رسول اللّه، ما ندري غير أنّه قد أغلق بابه، فأرسل إليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: ما شأنك؟ قال: يا رسول اللّه، أنزل عليك: إنّ اللّه لا يحبّ كلّ مختالٍ فخورٍ، واللّه إنّي لأحبّ الجمال، وأحبّ أن أسود قومي، قال صلى الله عليه وسلم: لست منهم، بل تعيش حميدًا، وتقتل شهيدًا، وتدخل الجنّة، فلمّا كان يوم اليمامة، خرج مع خالد بن الوليد رضي اللّه عنه إلى مسيلمة الكذّاب، فذكر الحديث في قصّة قتله، ووصيّته، وسيأتي إن شاء اللّه ذلك في مناقبه رضي اللّه عنه
3722 - وقال مسدّدٌ وإسحاق جميعًا: حدّثنا معتمرٌ، قال: سمعت داود الطّفاويّ، يقول: حدّثني أبو مسلمٍ البجليّ، قال: سمعت زيد بن أرقم رضي اللّه عنه، يقول: أتى ناسٌ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الرّجل، فإن كان نبيًّا فنحن نشهد به، وإن يكن ملكًا عشنا في جنابه، فأتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بذلك، فأتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ينادونه من حجرته: يا محمّد، يا محمّد، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: إنّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون، فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأذني، فمدّها، وجعل يقول: لقد صدّق اللّه قولك يا زيد، لقد صدّق اللّه قولك يا زيد
3722 - رواه أبو يعلى: حدّثنا محمّد بن يحيى بن أبي سمينة، حدّثنا معتمرٌ، به
3723 - وقال إسحاق: أخبرنا روحٌ هو ابن عبادة، حدّثنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ، أخبرني ثابتٌ مولى أمّ سلمة، عن أمّ سلمة، قالت: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلّي ركعتين قبل العصر، فقدم عليه وفد بني المصطلق، وكان بعث إليهم الوليد بن عقبة يأخذ صدقات أموالهم بعد الوقعة، فلمّا سمعوا بذلك خرج منهم قومٌ ركوبًا، فقالوا: نفخّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونهديه في البلاد، ونحدّثه، فلمّا سمع بهم رجع، فقال: يا رسول اللّه، إنّ بني المصطلق منعوا صدقاتهم، فلمّا سمعوا به رجع أقبلوا على أثره حتّى قدموا المدينة، فصلّوا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصّفّ الأوّل من صلاة الأولى، فلمّا سلّم، قالوا: نعوذ باللّه ورسوله من غضبه وغضب رسوله، فما زالوا يعتذرون إليه، حتّى جاءه المؤذّن بصلاة العصر، فأنزل اللّه تعالى: يأيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيّنوا أن تصيبوا قومًا بجهالةٍ
43 - سورة ق
3724 - قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميل، ثنا عبد الجليل - وهو ابن عطية - ثنا أبو مجلز قال: ثم إن عمر بن الخطاب استلقى في حائط من حيطان المدينة، فوضع إحدى رجليه على الأخرى، وكانت اليهود تفتري على الله عز وجل، يقولون: إن الله تبارك وتعالى فرغ من الخلق يوم السبت، ثم تروح، فقال الله عز وجل: {ولقد خلقنا السّماوات والأرض وما بينهما في ستّة أيّامٍ وما مسّنا من لّغوبٍ} [ ق: 38 ] فكان أقوام يكرهون أن يضع إحدى رجليه على الأخرى حتى صنع عمر رضي الله عنه.
3725 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة في قوله عز وجل: {والنّخل باسقاتٍ لّها طلعٌ نّضيدٌ} [ ق: 10 ] قال: الباسقات الطوال. والنضيد: المتراكم.
3726 - حدّثنا عبد الوارث، عن محمّد بن إسحاق، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، قال: وسألته - يعني النّبيّ صلى الله عليه وسلم - عن: وإدبار النّجوم، وأدبار السّجود، فقال: أدبار السّجود: الرّكعتان بعد المغرب، و إدبار النّجوم: الرّكعتان قبل الغداة
44 - سورة الذاريات
3727 - قال إسحاق: أخبرنا جريرٌ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن أيّوب هو السّختيانيّ، عن مجاهدٍ، في قوله تعالى: فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ، قال: قال عليٌّ رضي اللّه عنه: ما نزلت علينا آيةٌ كانت أشدّ علينا منها، ولا أعظم علينا منها، قلنا: ما هذا إلاّ من سخطةٍ أو مقتٍ، حتّى أنزلت: وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين، قال: ذكّر بالقرآن
3727 - أخبرنا سليمان بن حرب، ثنا حمّاد بن زيد، ثنا أيوب، عن مجاهد قال: خرج علينا علي رضي الله عنه معتجرًا ببرد مشتملاً في خميصة، قال: لما نزلت {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} [ الذاريات: 54 ] اشتد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبق منا أحد إلا أشفق لهلكة، إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنهم حتى نزلت: {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} [ الذاريات: 55 ] فطابت أنفسنا.
3727 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا ابن عليّة، ثنا أيوب فذكره، بلفظ: أحزننا ذلك، فقلنا: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنا، حتى نزلت... والباقي مثله، ولم يقل: فطابت أنفسنا. قلت: رواه حماد بن زيد عن أيوب مثله، ورواه وهيب بن خالد عن... كذا رواه الهيثم بن كليب في مسنده، عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن سليمان بن حرب، عن حمّاد بن زيد به وأتم منه.
وحديث مجاهد عن علي رضي الله عنه، عند أحمد في مسنده لحديث غير هذا.
3728 - وقال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا – وكان سلّ السيف فينا عظيمًا – فجلست في بيتي، فكانت حاجة لي، فانطلقت إلى السوق فإذا أنا بنفر في ظل القصر جلوسًا، نحو أربعين رجلاً، وإذا سلسلة قد عرضت على الباب، فقلت: لأدخلن. فذهبت أدخل، فمنعني البواب، فقال له القوم: دعه، ويحك. فذهبت، فإذا أشراف الناس، وإذا وسادة، فجاء علي رضي الله عنه - رجل جميل في حلة له ليس عليه قميص، ولا عمامة - فسلم ثم جلس، فلم ينكر من القوم غيري، فقال رضي الله عنه: سلوني عما شئتم، ولا تسألوني إلا عما ينفع ولا يضر. فقال له رجل: ما قلت حتى أحببت أن نقول لك، فأسألك؟ فقال: سلني عما شئت. فقال: {والذّاريات ذروًا} [ الذاريات: 1 ]؟ فقال رضي الله عنه: أما تسأل عن غير هذي؟ فقال: أخبرنا أسألك عما أريد. قال رضي الله عنه: الرياح. قال: فما {فالحاملات وقرًا} [ الذاريات: 2 ]؟ قال رضي الله عنه: السحاب. قال: فما {فالجاريات يسرًا} [ الذاريات: 3 ]؟ قال رضي الله عنه: السفن. قال: فما {فالمقسّمات أمرًا} [ الذاريات: 4 ]؟ قال رضي الله عنه: الملائكة... فذكر الحديث بطوله. وفيه أن المسؤول علي رضي الله عنه.
3728 - وقال الحارث: حدّثنا العباس بن الفضل الأزرق العبدي إملاءً ببغداد وهو من أهل البصرة، ثنا حماد بن سلمة، فذكره بطوله.
3728 - وقال ابن منيع: حدّثنا الحجاج بن محمد، ثنا ابن جريج، عن أبي حرب، عن أبي الأسود [ ح ] وعن رجل، عن زاذان قالا: بينا الناس ذات يوم عند علي رضي الله عنه إذ وافقوا منه نفسًا طيبة، قالوا: حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين.. فذكر الحديث. قال: فقام عبد الله بن الكوا الأعور - رجل من بني بكر ابن وائل - فقال: يا أمير المؤمنين ما {والذّاريات ذروًا} [ الذاريات: 1 ]؟ فذكر مثله. وزاد قال: في {والسّماء ذات الحبك} [ الذاريات: 7 ] قال: ذات الخلق الحسن. وزاد فيه أيضًا: ولا تعد لمثل هذا، لا تسألني عن مثل هذا.
هذا طرف من حديث ساقه بطوله، وفرّقته في أبوابه.
3729 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا مسعدة بن اليسع، ثنا الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير قال: لما نزلت: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقٌّ مّثل ما أنّكم تنطقون} [ الذاريات: 23ٍ ] خرج رجال بأيديهم العصي فقالوا: أين الذين كلفوا ربنا حتى حلف؟
45 - سورة الطور
3730 - قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: فقام آخر فقال: أخبرني عما أسألك عنه. قال: سلني عما ينفع ولا يضر. فقال: ما {والسّقف المرفوع} [ الطور: 5 ]؟ قال: السماء. قال فما {والبيت المعمور} [ الطور: 4 ]؟ قال علي رضي الله عنه لأصحابه: ما تقولون؟ قالوا: هذا البيت الكعبة. فقال: لا، ولكنه بيت في السماء بحيال البيت الحرام، يقال له: الضراح حرمته في السماء كحرمة هذا في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه.
46 - سورة النجم
3731 - قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن نافع قال: إن أبا هريرة سئل عن هذه الآية وهو شاهد: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلّا اللّمم} [ النجم: 32 ] قال رضي الله عنه: هي النظرة، والغمزة، والقبلة، والمباشرة، فإذا مس الختان الختان فهو الزنا، وقد وجب الغسل.
3732 - حدّثنا يحيى، عن مالك، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن عمر رضي الله عنه قرأ النجم فسجد، ثم قام فقرأ سورة أخرى.
3733 - وقال أبو يعلى: حدّثنا عبد اللّه بن عمر، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: إذ يغشى السّدرة ما يغشى، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: رأيتها حتّى استثبتّها، ثمّ حال دونها فراش الذّهب
3734 - حدّثنا أبو كريب، ثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان، عن حكيم بن الديلم، عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما {وأنتم سامدون} [ النجم: 61 ] قال: كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم شامخين، ألم تر إلى الفحل كيف يخطر شامخًا.
47 - سورة القمر
3735 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، عن قتادة، قال: إنّ عمر رضي اللّه عنه قال: لمّا نزلت: سيهزم الجمع ويولّون الدّبر الآية، فجعلت أقول: أيّ جمعٍ يهزم؟ فلمّا كان يوم بدرٍ، ورأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يثب في الدّرع، ويقول: سيهزم الجمع ويولّون الدّبر، فعرفت أنّه هو
3735 - قال معمرٌ: فأخبرني أيّوب، عن عكرمة، مثله
هذا منقطعٌ
3736 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا علي بن عاصم، ثنا داود ابن أبي هند، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى: ﴿اقتربت السّاعة وانشقّ القمر﴾ [القمر: 1] قال رضي الله عنه: مضى انشقاق القمر بمكة.
3737 - وبه، عن ابن عباس، ﴿سيهزم الجمع ويولّون الدّبر﴾ [القمر: 45] قال: يوم بدر.
3738 - في قوله تعالى {فسوف يكون لزامًا} [ الفرقان: 77 ] قال: يوم بدر.
48 - سورة الرحمن
تقدم في فضلها حديث علي رضي الله عنه في الأدب، في باب ما يقول إذا هرّ عليه الكلب.
3739 - وقال أبو بكرٍ حدّثنا الحسن بن موسى
وقال أحمد بن منيعٍ حدّثنا أبو نصرٍ، قالا: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن الجريريّ، عن محمّد بن سعد بن مالكٍ، قال: إنّ أبا الدّرداء رضي اللّه عنه كان إذا قرأ هذه الآية: ولمن خاف مقام ربّه جنّتان، قال: وإن زنى، وإن سرق، قال: أقرأنيها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن منيعٍ: هذا إذا تاب
3740 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا صدقة بن هرمز، عن الجريريّ، عن محمّد بن سعدٍ، قال: كنت عند أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، قال: فقرأ علينا هذه الآية: ولمن خاف مقام ربّه جنّتان، وإن زنى، وإن سرق، قلت: إنّ النّاس لا يقرؤونها هكذا، فأعادها ثلاث مرارٍ، وقال: هكذا قرأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم
3741 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، ثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رضي الله عنه قال: {حورٌ مّقصوراتٌ في الخيام} [ الرحمن: 72 ] قال: الدر المجوّف.
49 - سورة الواقعة
3742 - قال الحارث حدّثنا العبّاس بن الفضل، حدّثنا السّريّ بن يحيى، حدّثنا شجاعٌ، عن أبي ظبية، عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الواقعة في كلّ ليلةٍ لم تصبه فاقةٌ أبدًا فكان ابن مسعودٍ يأمر بناته بقراءتها كلّ ليلةٍ
3742 - وقال أبو يعلى: حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدّثنا محمّد بن منيبٍ العدنيّ، حدّثني السّريّ بن يحيى به
3743 - حدّثنا عبدان، ثنا نوح، عن أخيه خالد بن قيس، عن قتادة، في قوله تعالى: ﴿وطلحٍ مّنضودٍ﴾ [الواقعة: 29] قال: الموز.
3744 - وقال الطّيالسيّ حدّثنا شيبان، عن جابرٍ، عن يزيد بن مرّة، عن سلمة بن يزيد الجعفيّ، قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول في قول اللّه عزّ وجلّ: إنّا أنشأناهنّ إنشاءً فجعلناهنّ أبكارًا عربًا أترابًا، قال: منهنّ الثّيّب، وغير الثّيّب
3745 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم، عن علي بن زيد، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
3745 - 3746 - وقال أبو داود، ومسدّدٌ جميعا حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن عقبة بن صهبان، عن أبي بكرة رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: ثلّةٌ من الأوّلين وقليلٌ من الآخرين، قال: كلتاهما من هذه الأمّة
رواه الحجّاج، عن حمّاد بن سلمة، عن عليٍّ، مرفوعًا
50 - سورة الحديد وسورة المجادلة
3746 - قال أبو يعلى: حدّثنا محمد المقدمي، ثنا الفضيل بن سليمان، عن مطرّف، عن أبي حازم، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللّه﴾ [الحديد: 16] أقبل بعضنا على بعض: أي شيء أحدثنا؟ أي شيء صنعنا؟
3747 - وقال إسحاق: أخبرنا جرير، عن ليث ابن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال علي رضي الله عنه: إن في كتاب الله تعالى الآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا عمل بها أحد بعدي، آية النجوى {يا أيّها الّذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً} [ المجادلة: 12 ] إلى آخر الآية، قال: كان عندي دينار بعته بعشرة دراهم، فناجيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت كلما ناجيته قدمت بين يدي نجواي درهما، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت: {أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقاتٍ} [ المجادلة: 13 ] إلى آخر الآية.
3747 - رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبد الله بن إدريس، عن ليث به. قلت: رواه الترمذي من طريق علي بن علقمة، عن علي رضي الله عنه بغير هذا السياق.
51 - سورة الحشر
3748 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي حميد بن عبد الله السلولي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان راهب يتعبد في صومعة، وإن امرأة كان لها إخوة، فعرض لها شيء، فأتوه بها، فزيّنت له نفسها، فوقع عليها، فحملت، فجاءه الشيطان فقال: اقتلها، فإنهم إن ظهروا عليك افتضحت، فقتلها، ودفنها، فجاؤوه فأخذوه فذهبوا به، فبينما هم يمشون به إذ جاءه الشيطان فقال: أخبرنا الذي زينت لك، فاسجد لي سجدة أنجك، فسجد له، فذلك قوله تعالى: {كمثل الشّيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمّا كفر قال إنّي بريءٌ مّنك} [ الحشر: 16 ].
3749 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، حدّثنا إسماعيل بن مسلمٍ، حدّثنا أبو المتوكّل النّاجيّ، قال: إنّ رجلاً من المسلمين عبر صائمًا ثلاثة أيّامٍ، يمشي فلا يجد ما يفطر عليه، فيصبح صائمًا، حتّى فطن له رجلٌ من الأنصار، يقال له: ثابت بن قيسٍ رضي اللّه عنه، فقال لأهله: إنّي أجيء اللّيلة بضيفٍ لي، فإذا وضعتم طعامكم فليقم بعضكم إلى السّراج كأنّه يصلحه، فليطفئه، ثمّ اضربوا بأيديكم إلى الطّعام كأنّكم تأكلون، فلا تأكلوا حتّى يشبع ضيفنا، فلمّا أمسى ذهب به، فوضعوا طعامهم، فقامت امرأته إلى السّراج كأنّها تصلحه، فأطفأته، ثمّ جعلوا يضربون بأيديهم في الطّعام كأنّهم يأكلون ولا يأكلون، حتّى شبع ضيفهم، وإنّما كان طعامهم ذلك خبزةً هي قوتهم، فلمّا أصبح ثابتٌ رضي اللّه عنه غدا إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: يا ثابت، لقد عجب اللّه تعالى البارحة منكم، ومن صنيعكم، قال: فنزلت فيه هذه الآية: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ
3750 - وقال الحارث: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، حدّثنا قيسٌ هو ابن الرّبيع، عن عثمان بن أبي زرعة، عن مولاةٍ لأبي موسى، عن أبي موسى رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: والسّابقون الأوّلون من المهاجرين، قال: من صلّى القبلتين مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم
3751 - وقال أبو يعلى: حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا حفصٌ، حدّثنا ابن جريجٍ، عن سليمان بن موسى، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ رضي اللّه عنه، قال: رخّص لهم في قطع النّخل، ثمّ شدّد عليهم، فأتوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول اللّه، علينا إثمٌ فيما قطعنا، أو فيما تركنا؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: ما قطعتم من لينةٍ أو تركتموها قائمةً على أصولها فبإذن اللّه
52 - سورة الممتحنة
3752 - قال أحمد بن منيعٍ حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي المليح رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ولا يعصينك في معروفٍ، قال: هو النّوح
هذا مرسلٌ حسن الإسناد
3753 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا معاوية بن عمرو، ثنا مندل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتأخرت امرأته في المشركين، فأنزل عز وجل {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} [ الممتحنة: 10 ] ويقول: إن أسلم رجل وأبت امرأته، فليتزوج إن شاء أربعًا سواها.
3754 - وقال الحارث: حدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نصرٍ الأسديّ، قال: سئل ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنه: كيف كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يمتحن النّساء؟ قال: كان صلى الله عليه وسلم إذا أتته المرأة لتسلم، حلّفها: باللّه ما خرجت بغض زوجك، وباللّه ما خرجت التماس دنيا، وباللّه ما خرجت رغبةً في أرضٍ إلى أرضٍ، وباللّه ما خرجت إلاّ حبًّا للّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
3755 - وقال الطّيالسيّ حدّثنا ابن المبارك، وقال أبو يعلى: حدّثنا إبراهيم السّاميّ، حدّثنا ابن المبارك، عن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزّبير، عن عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه، قال: إنّ أبا بكرٍ الصّدّيق طلّق امرأته قتيلة في الجاهليّة، وهي أمّ أسماء بنت أبي بكرٍ، فقدمت عليهم في المدّة الّتي كانت بين رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وبين كفّار قريشٍ، فأهدت إلى أسماء بنت أبي بكرٍ قرطًا وأشياء، فكرهت أن تقبل منها، حتّى أتت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين، لفظ أبي داود، وفي رواية الآخر: قدمت قتيلة بنت عبد العزّى بن أسدٍ من بني مالك بن حسلٍ، على بنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: ضبابٍ، وسمنٍ، وأقطٍ، فلم تقبل هداياها، ولم تدخلها بيتها، فسألت لها عائشة النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين، فأدخلتها منزلها، وقبلت هداياها
3756 - حدّثنا أبو خيثمة، وقال البزّار: حدّثنا محمّد بن المثنّى، قالا: حدّثنا عمر بن يونس، حدّثني عكرمة بن عمّارٍ، حدّثنا أبو زميلٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: قال عمر: كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابًا إلى أهل مكّة، فأطلع اللّه تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم عليه، فبعث عليًّا والزّبير في أثر الكتاب، فأدركا المرأة على بعيرٍ، فاستخرجاه من قرونها، فأتيا به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى حاطبٍ، فقال: يا حاطب، أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال: نعم، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: يا رسول اللّه، أما واللّه إنّي لناصحٌ للّه تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن كنت غريبًا في أهل مكّة، وكان أهلي بين ظهرانيهم، وخشيت، فكتبت كتابًا لا يضرّ اللّه، ورسوله شيئًا، وعسى أن يكون منفعةً لأهلي، قال عمر: فاخترطت سيفي، ثمّ قلت: يا رسول اللّه، أمكنّي من حاطبٍ، فإنّه قد كفر، فأضرب عنقه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطّاب، وما يدريك، لعلّ اللّه اطّلع على هذه العصابة من أهل بدرٍ، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم، إسناده صحيحٌ، وذكر الحميدي عن البرقانيّ أنّ مسلمًا أخرجه، قال الحميديّ: ولم يذكره خلف، ولا أبو مسعودٍ، قلت: أخرج مسلمٌ بهذا السّند عدّة أحاديث غير هذا
53 - سورة المنافقين
3757 - قال الحميدي: حدّثنا سفيان، ثنا أبو هارون المدني قال: قال عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول لأبيه: والله لا تدخل المدينة أبدًا حتى تقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعز وأنا الأذل. قال: وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد أن تقتل أبي، فوالذي بعثك بالحق ما تأملت وجهه قط، هيبة له، ولئن شئت أن آتيك برأسه لأتينك به، فإني أكره أن أرى قاتل أبي.
54 - سورة الطلاق
3758 - قال إسحاق: أخبرنا جرير، عن مطرّف بن طريف، عن عمرو بن سالم، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء، قالوا: قد بقي عدد من النساء لم يذكرن: الصغار، والكبار اللائي قد انقطع عنهن الحيض، وذوات الحمل، فأنزل الله تعالى الآية التي في سورة النساء الصغرى: {واللّائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدّتهنّ ثلاثة أشهرٍ واللّائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ} [ الطلاق: 4 ].
3758 - أخبرنا يحيى بن آدم، عن المفضل بن مهلهل، عن مطرّف بن طريف، عن عمرو بن سالم قال: لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدة المطلقة وعدة المتوفى عنها زوجها، قال أبي: يا رسول الله،... فذكر نحوه.
3759 - أنا الفضل بن موسى، ثنا محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم التّيمي، عن ابن عباس في قوله {ولا يخرجن إلّا أن يأتين بفاحشةٍ مّبيّنةٍ} [ الطلاق: 1 ] قال: الفاحشة المبينة أن تسفه على أهلها، فإذا فعلت ذلك حل لهم إخراجها.
55 - سورة التحريم
3760 - قال الحارث: حدّثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا معمر بن أبان، ثنا الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما حلف أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق على مسطح رضي الله عنه، فأنزل الله عز وجل {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} [ التحريم: 2 ] فأحل يمينه، وأنفق عليه.
3761 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن عمر رضي الله عنه في قوله تعالى: {توبةً نّصوحًا} [ التحريم: 8 ] قال: يتوب من الذنب، ثم لا يعود فيه.
هذا إسناد صحيح موقوف
3762 - وقال أبو يعلى: حدّثنا هدبة، وإبراهيم بن الحجاج، قالا: ثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه.... فذكر حديثًا. قال: وبإسناده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها، فكان إذا تفرقوا عنها أطلقتها الملائكة، فقالت {ربّ ابن لي عندك بيتًا في الجنّة} [ التحريم: 11 ]، قال: فكشف لها عن بيتها في الجنة.
صحيح موقوف
56 - سورة تبارك
3763 - وقال عبد: حدّثنا إبراهيم بن الحكم بن أبانٍ، حدّثنا أبي، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال لرجلٍ: ألا أطرفك بحديثٍ تفرح به؟ قال: بلى، يا أبا عبّاسٍ، يرحمك اللّه قال: اقرأ: تبارك الّذي بيده الملك، فاحفظها، وعلّمها أهلك، وجميع ولدك، وصبيان بيتك، وجيرانك، فإنّها المنجية، وهي المجادلة، تجادل وتخاصم يوم القيامة عند ربّها لقارئها، وتطلب إلى ربّها أن ينجّيه من النّار إذا كانت في جوفه، وينجّي اللّه بها صاحبها من عذاب القبر، قال ابن عبّاسٍ: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: وددت أنّها في قلب كلّ إنسانٍ من أمّتي
ورواه الترمذي، مختصرًا
وأخرجه البزّار، عن سلمة بن شبيبٍ، عن إبراهيم بن الحكم، مقتصرًا على المرفوع، لكن قال: يعني: يس
وقال: لا نعلمه يروى عن ابن عبّاسٍ إلاّ بهذا الإسناد
57 - سورة ن
3764 - قال أبو يعلى حدّثنا القاسم بن يحيى، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا أبو سعيدٍ روح بن جناحٍ، عن مولًى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يوم يكشف عن ساقٍ، قال: عن نورٍ عظيمٍ، يخرّون له سجّدًا
58 - سورة الحاقة
3765 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أنا عمران أبو الهذيل، أنا عبد الله بن وهب بن منبه، عن أبيه، في قوله تعالى {ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذٍ ثمانيةٌ} [ الحاقة: 17 ] الآية. قال: هو أربعة من الملائكة يحملونه على أكتافهم، لكل واحد منهم أربعة وجوه: وجه ثور، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه أنسان، لكل واحد منهم أربعة أجنحة، فأما جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيصعق، وأما جناحان فينتهضوا بهما، ليس لهم كلام إلا: قدّسوا الله القوي العلي، قد ملأت عظمته ما بين السماوات والأرض.
هذا موقوف ضعيف الإسناد
59 - سورة سأل
3766 - قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله تبارك وتعالى: {نزّاعةً لّلشّوى} [ المعارج: 16 ] قال: لحم الساقين.
60 - سورة الجن
3767 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرّزّاق، أنا معمرٌ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عبد اللّه بن عمرو بن غيلان الثّقفيّ، أنّه قال لابن مسعودٍ: حدّثت أنّك كنت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ليلة الجنّ؟ فقال: أجل فذكر الحديث نحوه، يعني نحو حديث علقمة، وقال: خطّ عليّ خطًّا، وقال: لا تبرح فلمّا جاء، قال لي: لو خرجت من الخطّ لم آمن أن يتخطّفك بعضهم، وقال: إنّ الجنّ تشاجروا في قتيلٍ بينهم، فقضي بينهم بالحقّ، وقال: رأيتهم مستثفرين بثياب بعضٍ، وقال: هم جنّ نصيبين سألوه الزّاد
3767 - أنا جريرٌ، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن مسعودٍ، قال: انطلق النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وانطلق بي معه، حتّى انتهى إلى البراز، ثمّ خطّ لي خطّةً، فقال: لا تبرح حتّى أرجع إليك، فما جاء حتّى جاء السّحر، فقال صلى الله عليه وسلم: أرسلت إلى الجنّ فقلت: فما هذه الأصوات الّتي أسمعها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: هي أصواتهم حين ودّعوني، وسلّموا عليّ
61 - سورة المزمل
3768 - قال أحمد بن منيع: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن ابن أبي ليلى، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: {ورتّل القرآن ترتيلاً} [ المزمل: 4 ] قال: بيّنه بيانًا.
3769 - وقال أبو يعلى: حدّثنا إبراهيم، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش قال: إن أنس بن مالك رضي الله عنه قرأ هذه الآية: {إنّ ناشئة اللّيل هي أشدّ وطءًا} وأصوب قيلاً. فقال له رجل: إنما نقرؤها {وأقوم قيلاً} [ المزمل: 6 ]. فقال: إن أقوم، وأصوب، وأهيأ، وأشباه هذا واحد.
3770 - حدّثنا جعفر بن مهران، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنه قالت: لما نزلت {وذرني والمكذّبين أولي النّعمة ومهّلهم قليلاً} [ المزمل: 11 ] لم يكن إلا يسيرًا حتى كانت وقعة بدر.
62 - سورة المدثر
3771 - قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، ثنا سيف، قال: سمعت مجاهدًا يقول: بينما ابن عباس رضي الله عنهما جالسًا في حوض زمزم، والناس يسألونه، إذ جاء رجل فسأله عن {واللّيل إذ أدبر} [ المدثر: 33 ] فسكت رضي الله عنه، فلما ثوّب المؤذن، أو نادى المنادي، قال رضي الله عنه: أين السائل عن: {واللّيل إذ أدبر}؟ قال: قد دبر الليل.
3772 - وقال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا ابن صمعة، حدّثنا محمّد بن سيرين، عن حبيبة، أو أمّ حبيبة، قالت: كنّا في بيت عائشة، فدخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: ما من مسلمين يموت لهما ثلاثةٌ من الولد، أطفالٌ لم يبلغوا الحنث، إلاّ جيء بهم حتّى يوقفوا على باب الجنّة، فيقال لهم: ادخلوا الجنّة أنتم وآباؤكم فذلك قوله تعالى: فما تنفعهم شفاعة الشّافعين، فعقّب، قال: نفعت الآباء شفاعة أبنائهم
63 - سورة المرسلات
3773 - قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن علي رضي الله عنه قال: ﴿فالعاصفات عصفًا﴾ [المرسلات: 2] الرياح. ذكره في حديث طويل.
3774 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أحمد بن عمران الأخنسي، ثنا ابن فضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجّاجًا} [ النبأ: 14 ] قال رضي الله عنه: المعصرات: الرياح. ماء ثجاجًا. قال: منصبًا.
64 - سورة النبأ
3775 - قال ابن أبي عمر حدّثنا مروان، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في قول اللّه عزّ وجلّ: لابثين فيها أحقابًا، قال: الحقب ألف شهرٍ، والشّهر ثلاثون يومًا، والسّنة ثلاثمائةٍ وستّون يومًا، واليوم ألف سنةٍ ممّا تعدّون، والحقب ثلاثون ألف ألف سنةٍ
65 - سورة التكوير
3776 - قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: فما {الجوار الكنّس} [ التكوير: 16 ]؟ قال: الكواكب. يعني عليًّا ذكره في حديث طويل
3777 - وقال أحمد بن منيعٍ حدّثنا يزيد بن هارون، أنا سفيان، عن سماكٍ، عن الشّعبيّ، قال: سمعت عمر، وهو على المنبر، وهو يقول: وإذا النّفوس زوّجت، قال: تزويجها أن يؤلّف كلّ قومٍ إلى شبههم
66 - سورة إذا السماء انشقت
3778 - قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن علي بن سويد، حدثني أبو رافع قال: صليت خلف عمر رضي الله عنه العشاء، فقرأ {إذا السّماء انشقّت} [ الإنشقاق: 1 ] فسجد فيها.
3779 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا هشيم، ثنا أبو بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما {لتركبنّ طبقًا عن طبقٍ} [ الإنشقاق: 19 ] قال: يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم، يقول: حالاً بعد حال.
67 - سورة البلد
3780 - قال أبو يعلى: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، حدّثنا نعيم بن ميسرة، حدّثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، أخبرني رجلٌ، من بني عامرٍ، عن أبيه، قال: صلّيت خلف النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول: أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ، يحسب أن لم يره أحدٌ، يعني: بفتح السّين من يحسب
68 - سورة الضحى
3781 - قال أبو بكر حدّثنا أبو نعيمٍ، حدّثنا حفص بن سعيدٍ القرشيّ الأعور، حدّثتني أمّي، عن أمّها، وكانت خادم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قالت: إنّ جروًا دخل بيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فدخل تحت السّرير، فمات، فمكث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أربعة أيّامٍ لا ينزل عليه الوحي، فقال: يا خولة، ما حدث في بيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ جبريل عليه السّلام لا يأتيني، فما حدث في بيت نبيّ اللّه صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: يا نبيّ اللّه، ما أتى علينا يومٌ خيرٌ منّا اليوم، قالت: فأخذ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم برديه، فلبسهما وخرج، فقلت في نفسي: لو هيّأت البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السّرير، فإذا بشيءٍ ثقيلٍ، فلم أزل أهيّئه حتّى بدا لي الجرو ميّتًا، فأخذته بيدي، فألقيته خلف الدّار، فجاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته، وكان إذا نزل عليه استبطنته الرّعدة، فقال: يا خولة، دثّريني، فأنزل اللّه عليه: والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى إلى قوله فترضى، فقام صلى الله عليه وسلم من نومه، فوضعت له ماءً، فتطهّر، ولبس برديه
69 - سورة إذا زلزلت
3782 - قال إسحاق: أخبرنا يزيد بن هارون الواسطيّ، أنا سفيان بن حسينٍ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، قال: بينما أبو بكرٍ يتغدّى مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذ أنزلت هذه الآية: فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرًّا يره، فأمسك أبو بكرٍ، وقال: يا رسول اللّه، كلّ ما عملناه من سوءٍ رأيناه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ما ترون ممّا تكرهون فذلك ممّا تجزون به، ويؤخّر الخير لأهله في الآخرة، أخرجه أحمد بمعناه في سؤاله عن قوله تعالى: ليس بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب، من طريق أبي بكر بن أبي زهيرٍ الثّقفيّ، عن أبي بكرٍ الصّدّيق رضي اللّه عنه، وأخرج التّرمذيّ بعضه من طريق ابن عمر، عن أبي بكرٍ رضي اللّه عنه، وإسناده ضعيفٌ، والطّريق الّتي سقناها صحيحةٌ، إن كان أبو أسماء سمع من أبي بكرٍ رضي اللّه عنه
70 - سورة الماعون
3783 - قال الحارث حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا ميسرة، عن أبي عائشة، عن يزيد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وابن عبّاسٍ، قالا: خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثًا طويلاً جدًّا، فيه: ومن منع الماعون جاره إذا احتاج إليه منعه اللّه تعالى فضله يوم القيامة، ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه هلك آخر ما عليه، ولا يقبل له عذرٌ
71 - باب فضل ﴿قل يا أيها الكافرون﴾ وما بعدها....، إلى آخر القرآن
3784 - قال أبو يعلى: حدّثنا أبو هشامٍ محمّد بن سليمان بن الحكم القديديّ، حدّثنا أبي، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ الرّفاعيّ، عن محمّد بن جبير بن مطعمٍ، أنّه سمع جبير بن مطعمٍ، يقول: قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أتحبّ يا جبير إذا خرجت سفرًا أن تكون من أمثل أصحابك هيئةً، وأكثرهم زادًا؟ فقلت: نعم، بأبي أنت وأمّي، قال: فاقرأ هذه السّور الخمس: قل يا أيّها الكافرون، و إذا جاء نصر اللّه والفتح، و قل هو اللّه أحدٌ، و قل أعوذ بربّ الفلق، و قل أعوذ بربّ النّاس، وافتتح كلّ سورةٍ ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم، واختم قراءتك ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم، قال جبيرٌ: وكنت غنيًّا، كثير المال، فكنت أخرج في سفرٍ، فأكون من أبذّهم هيئةً، وأقلّهم زادًا، فما زلت منذ علّمنيهنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقرأت بهنّ أكون من أحسنهم هيئةً، وأكثرهم زادًا، حتّى أرجع من سفري
3785 - وقال مسدّدٌ: حدّثنا الجريريّ، حدّثنا رجلٌ، من أهل الكوفة هو فيهم، عن رجلٍ من صحابة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال: سمعتها من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بضعًا وعشرين مرّةً، يقول: نعم السّورتان قرأتهما في الرّكعتين: الأحد الصّمد، و قل يا أيّها الكافرون
3786 - وقال أبو يعلى: حدّثنا جبارة، حدّثنا الحجّاج بن تميمٍ، عن ميمونٍ، قال: إنّ ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ألا أدلّكم على كلمةٍ تنجيكم من الإشراك باللّه تبارك وتعالى؟ تقرؤون: قل يا أيّها الكافرون، عند منامكم
72 - سورة إذا جاء نصر الله والفتح
3787 - قال أبو بكرٍ حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا موسى بن عبيدة، حدّثني صدقة بن يسارٍ، عن ابن عمر، قال: إنّ هذه السّورة نزلت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أوسط أيّام التّشريق بمنًى، وهو في حجّة الوداع: إذا جاء نصر اللّه والفتح، حتّى ختمها، فعرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنّه الوداع... الحديث
وقد تقدّم في باب حرمة مكّة
3787 - وقال عبد: حدّثنا أبو بكرٍ، بطوله
3787 - وقال أبو يعلى: حدّثنا زهيرٌ، هو ابن حربٍ، حدّثنا بهلولٌ، هو ابن مورّقٍ، حدّثنا موسى بن عبيدة، حدّثني صدقة بن يسارٍ، وعبد اللّه بن دينارٍ، عن عبد اللّه بن عمر، بطوله
73 - سورة تبت
3788 - قال الحميديّ حدّثنا سفيان، حدّثنا الوليد هو ابن كثيرٍ، عن ابن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكرٍ، قالت: لمّا نزلت: تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ، أقبلت العوراء أمّ جميلٍ بنت حربٍ، ولها ولولةٌ، وفي يدها فهرٌ، وهى تقول: مذمّمًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا، ورسول اللّه صلى الله عليه وسلم جالسٌ في المسجد، ثمّ قرأ قرآنًا، ومعه أبو بكرٍ، فقال: يا رسول اللّه، قد أقبلت، وأنا أخاف أن تراك، فقال صلى الله عليه وسلم: إنّها لن تراني، وقرأ قرآنًا اعتصم به، كما قال تعالى: وإذا قرأت القرءان جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا، فأقبلت حتّى وقفت على أبي بكرٍ، ولم تر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا أبا بكرٍ، إنّي أخبرت أنّ صاحبك هجاني، فقال: لا، وربّ هذا البيت ما هجاك، قال: فولّت، وهي تقول: قد علمت قريشٌ أنّي ابنة سيّدها، قال: وقال الوليد في حديثه، أو قاله غيره: فعثرت أمّ جميلٍ وهي تطوف بالبيت في مرطها، فقالت: تعس مذمّمٌ، فقالت أمّ حكيمٍ بنت عبد المطّلب: إنّي لحصانٌ فما أكلّم، ثقافٌ فما أعلّم، وكلتانا من بني العمّ، ثمّ قريشٌ بعده أعلم
3788 - وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو موسى الهرويّ إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الوليد بن كثيرٍ، عن ابن تدرس، عن أسماء، بطوله
3789 - حدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا نزلت: تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ، جاءت امرأة أبي لهبٍ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكرٍ، فلمّا رآها أبو بكرٍ، قال: يا رسول اللّه، إنّها امرأةٌ بذيئةٌ، وأخاف أن تؤذيك، فلو قمت؟ قال صلى الله عليه وسلم: إنّها لن تراني، فجاءت، فقالت: يا أبا بكرٍ، إنّ صاحبك هجاني، قال: ما يقول الشّعر، قالت: أنت عندي مصدّقٌ، وانصرفت، قلت: يا رسول اللّه، لم ترك؟ قال: ما زال ملكٌ يسترني بجناحه
وقال البزّار: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، وأحمد بن إسحاق، قالا: حدّثنا أبو أحمد، به
74 - سورة الإخلاص
3790 - قال الطّيالسيّ حدّثنا محمّد بن أبي حميدٍ، عن عميرٍ، مولى بني عديٍّ، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن قبل أن ينام؟ قيل: يا رسول اللّه، ومن يطيق ثلث القرآن قبل أن ينام؟ قال: يقرأ: قل هو اللّه أحدٌ، و قل أعوذ بربّ الفلق، و قل أعوذ بربّ النّاس فكأنّما قرأ ثلث القرآن
3791 - وقال أحمد بن منيعٍ حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا عبد اللّه بن عامرٍ الأسلميّ، عن عمران بن أبي أنسٍ، عن سهل بن سعدٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، أو رجلٍ من الأنصار، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من قرأ: قل هو اللّه أحدٌ، فكأنّما قرأ ثلث القرآن
3791 - حدّثنا يوسف بن عطيّة الصّفّار، عن هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ يرفعه، قال: من قرأ قل هو اللّه أحدٌ، فكأنّما قرأ ثلث القرآن، وكتب له حسناتٌ بعدد من آمن، ومن أشرك
3792 - وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يزيد بن هارون، أنا العلاء أبو محمد الثقفي، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه،.... فذكر الحديث في قصة معاوية بن معاوية الليثي رضي الله عنه، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك.
75 - سورة المعوذتين
3793 - قال أحمد بن منيعٍ حدّثنا يوسف بن عطيّة، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: من قرأ المعوّذات فكأنّما قرأ جميع ما أنزل اللّه تعالى على محمّدٍ
3794 - وقال أبو يعلى: حدّثنا خليفة بن خيّاطٍ، حدّثنا محمّد بن عثمان، حدّثنا مغلسٌ الخراسانيّ، عن أيّوب بن يزيد، عن أبي رزينٍ، عن عمرو بن عبسة، قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ في الصّبح: قل أعوذ بربّ الفلق، و قل أعوذ بربّ النّاس، وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: الفلق: جهنّم
3795 - حدّثنا الأزرق بن عليٍّ، حدّثنا حسّان بن إبراهيم، حدّثنا الصّلت بن بهرام، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: كان عبد اللّه يحكّ المعوّذتين من المصحف، ويقول أمر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يتعوّذ بهما، ولم يكن عبد اللّه رضي اللّه عنه يقرؤهما

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التفسير, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir