دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 03:18 PM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الرابع: مجلس مذاكرة تتمة تفسير الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية ، وأجب على أسئلتها إجابة وافية.

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

المجموعة الرابعة:
س1: ما معنى ضمير الجمع في قوله: {اهدنا}
س2: بيّن معنى التعريف في "الصراط".
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم.
س4: بيّن مراتب الهداية ودرجات المهتدين، وبيّن أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية.
س5: إذا كان كل من اليهود والنصاري مغضوب عليهم وضالّون فما الحكمة من تخصيص كلّ طائفة بوصف؟

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 05:44 PM
شيخة الشويعي شيخة الشويعي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 31
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المجموعة الثانية:

س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
يتفاضل الناس في سؤال الهداية على ثلاثة أوجه
الأول:
حضور القلب عند الدعاء ، فيجب على الانسان أن يكون قلبه حاضر عند دعائه ومدركا لما يدعوه
الثاني:
الإحسان في الدعاء ، وذلك بخشوعه وانكساره لربه وتضرعه له ويشهد اضطراره وحاجته لإجابة دهاء الله له
الثالث:
مقاصد الداعي في سؤاله الهداية ، فإنما الأعمال بالنيات فيجب على الانسان إخلاص نيته في الدعاء وأن يقصد الهداية التامة والتوفيق من الله بما هدى به عباده الصالحين

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
الصراط في لغة العرب: الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير: ( أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم)ا.هـ.
ولا شك إن المراد بالصراط المستقيم هي ما بينته الآية التي تليها (صراط الذين أنعمت عليهم)
وسمي بالصراط لوضوحه وسعته واستقامته فلا يسار فيه إلا بالعمل الصالح والتقوى
وقد تنوعت عبارات السلف في المراد بالصراط عبارات لا اختلاف على مدلولها والمحفوظ منها خمسة أقوال:
1. دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهو القول الأشهر
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد وابن نصر المروزي وابن أبي عاصم والطحاوي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن النواس بن سمعان الأنصاري مرفوعاً، ولهذا الحديث طرق أخرى بألفاظ مقاربة.
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم مختصراً.
2. هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بما رواه الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث وصف القرآن المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم). رواه ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي وغيرهم من طريق أبي المختار الطائي عن ابن أخي الحارث الأعور عن الحارث عن عليّ مرفوعا، ورواه الدارمي أيضاً من طريق عمرو بن مرة عن أبي البختري عن الحارث به، والحارث هو الأعور الهمداني متروك الحديث، وكان من كبار أصحاب عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، لكنَّه تغيّر بعده، وأحدث ما أحدث فترك أهل العلم حديثه، ومنهم من انتقى بعض حديثه مما لا نكارة فيه؛ كهذا الحديث ونحوه.
وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أنَّ من اتّبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.
3. هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:«الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
- وروى ابن وهب في جامعه من طريق أبان بن أبي عياش عن مسلم ابن أبي عمران، عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب أنه أتى ابنَ مسعود عشيةً خميس وهو يذكّر أصحابه، قال: فقلت يا أبا عبد الرحمن، ما الصراط المستقيم؟
قال: يا ابن أخي، تركَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ، وعن شماله جوادٌّ، وعلى كلِّ جوادٍّ رجالٌ يدعون كلَّ من مرَّ بهم: هَلُمَّ لك، هَلُمَّ لك، فمن أخذ معهم وردوا به النار، ومن لزم الطريق الأعظم وردوا به الجنة).
وأبان ضعيف الحديث، لكن يشهد له ما قبله.
4. هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
- عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم}قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه»قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.
وهذا القول له سبب، وإنما قاله ابن عباس وأبو العالية الرياحي بعد مقتل عثمان وظهور الفرق؛ فأرادا أن يبيّنا للناس أن الصراط المستقيم ما كانت الأمة مجتمعة عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ليحذرا بذلك مما أُحدثَ بعده؛ فإنَّ كلّ تلك الفرق كانت تقول بالانتساب إلى الإسلام.
5. هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول هو بيان وصف هذا الصراط اذ أن ما يتبع سواه فهو الباطل
وهذه الأقوال هي المأثورة عن الصحابة والتابعين
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.
ويجب التنبيه على بعد الأقوال التي تجوز في نقلها بعض المفسرين حتى ظن البعض أن الصراط هو حب أبو بكر وعمر وغيرها من الأقوال
فيجب التثبت وأن ينقل ما هو ثابت ويرجع للمصادر الأصلية

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
أجاب ابن القيم رحمه الله إجابة حسنة على هذا السؤال ومختصره في فوائد ثلاث
الأولى:
بيان علة كونهم من المنعم عليهم ، وهي الهداية ، لأنهم لم يكونوا من المنعم عليهم إلا بهداية الله لهم
الثانية:
قطع التعلق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب فنحن نتبع من أمرنا باتباعهم امتثال لأوامر الله
الثالثة:
إن الآية عامة في جميع طبقات المنعم عليهم ، وإن الله هو الذي هدى لجميع تفاصيل الطريق التي سلكها المنعم عليهم .

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
اعتنى المفسرون في هذه المسألة وذكروا أوجها حسنة في أجوبتهم
1. لمراعاة فواصل الآيات ، وإن كان هذا الجواب صحيح ولكن لا بد من وجود حكمة أخرى وهذا ذكره ابن عاشور وجها
2. لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيّم وجهاً.
3. لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى؛ فقدّمهم لقربهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم أيضاً، ويشكل عليه أنَّ سورة الفاتحة مكية إلا إذا كان المراد أنَّ منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيه بعد.
4. أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فبدأ بهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب شيخنا ابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل)ا.هـ.
5. لإفادة الترتيب في التعوذ، ولأن السؤال كان بالنفي فننفي الأقوى ثم الأضعف وهذا حاصل جواب ابن عاشور، وهو قريب من الوجه السابق.
6. لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وهذا خلاصة جواب أبي حيان الأندلسي في البحر المحيط، وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه: قال: (فقولك: الناس منعم عليه ومغضوب عليه؛ فكن من المنعم عليهم أحسن من قولك: منعم عليه وضال)ا.هـ.
وهو وجه حسن، وأعمّ منه أن يقال: إن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة:
- فالخاصة بين العمل وتركه.
- والعامة بين العلم وعدمه.
وتوضيح ذلك أنَّ الهداية لا تتحقّق إلا بعلم وعمل، والعلم متقدّم على العمل فكانت دائرته مع ما يقابله أعمّ، والعمل بالعلم دائرته مع ما يقابله أخصّ؛ فتحقيق المقابلة الخاصة مقدّم على تحقيق المقابلة العامّة؛ لتتمّ المقابلة الخاصّة أولاً ثم تتمّ بعدها المقابلة العامّة لأنّها أشمل.
7. لأن أول ذنب عصي الله به هو من جنس المغضوب عليهم وهو إباء إبليس عن السجود فقد عصى عن علم فناسب تقديم المغضوب عليهم وهذا الوجه زاده د.فاضل السامرائي على الوجوه المتقدّمة.

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
وذلك لعظم شأن غضب الله عليهم ،إذ بغضبه يغضب عليه جنود السماوات والأرض ويجد آثار هذا الغضب في كل حال من أحواله
وهو أيضا نضير بعض الله
كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
وكما في صحيح ابن حبان من حديث عثمان بن واقد العمري، عن أبيه، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
ومن فوائد إبهام ذكر الغاضب هو كثرة الغاضبين وعمومهم
وذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى وجهين بديعين آخرين:
أحدهما: أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجنّ {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً}
وقول إبراهيم الخليل: {الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين}.
فمن ذلك قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم} فأسند الضمير إليه جلَّ وعلا، وقوله: {المغضوب عليهم} حذف ذكر الفاعل، وقوله: {الضالين} أسند الفعل إلى من قام به، ولم يقل (الذين أضللتهم) لئلا يُفهم من ذلك نوع عذر لهم، مع أنّ ضلالهم بقضاء الله وقدره.
ومنها: أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 08:03 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}
س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟
س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}
س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟


الحل:



في قوله : {اهدنا الصراط المستقيم} فهو معنى جامع لكل الدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة.
قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها)ا.هـ.

_ هذا الوصف يفيد بأنَّ هذا الصراط صوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا ضلال، وأنَّ من هُدي إليه فقد هدي للحقّ والدين القيّم، قال ابن جرير رحمه الله: (وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه).

_ الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.

_ لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.


_ 1- زائدة ، وهو قول معمر بن المثنى ، وردّه الفراء وابن جرير.
2- بمعنى "غير" ، والإتيان بها هنا للتنويع بين الحروف، وهذا معنى قول الفراء.
وتشهد له قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {غير المغضوب عليهم . وغير الضالين} وهي قراءة صحيحة الإسناد عنه.
3- لئلا يتوّهم أن "الضالين عطف على الذين" وهذا قول مكي بن أبي طالب في الهداية وقول الواحدي في البسيط.
4- هي مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير"، وهذا القول ذكره مكي بن أبي طالب وابن القيّم.
5- لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كلّ نوع بمفرده، أي لئلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء، وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجهاً.
6- لو قيل: (غير المغضوب عليهم والضالين) لأوهم ذلك أن الوصفين لطائفة واحدة؛ فأتي بحرف "لا" للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها، وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة، وهو أحد الأوجه التي ذكرها ابن القيّم رحمه الله في بدائع الفوائد.[/media][/color][/size]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 08:06 PM
مريم آل محمد مريم آل محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 27
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
أن هذا السؤال لم يكن يُسأل من قبل؛ لأن المسألة لم تكن مشكلة عند السلف.
ولتلخيصها نقول: أن المسلم عند دخوله في الإسلام هذا هو أصل للهداية، ولكنه يحتاج إلى هدايات أخرى كثيرة ومتنوعة ومنها:
1- أن الهداية قائمة على العلم والعمل، ولتفاضلهما يحتاج المسلم الى تبصرة.
2- أن الهداية الإجمالية لاتغني عن الهداية التفصيلية.
3- أن القلب يحتاج إلى سؤال الله التثبيت على دينه حتى لقياه.
4-أن الفتن كثيرة ومتنوعة تعرض للإنسان في يومه فهم بحاجة ماسة لسؤال الله الهداية.
5- أن لكل مسلم حاجات خاصة للهداية فهو يسأل الله أن يهديه في هذه الحاجات.



س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟

تنوعت العبارات في تعريفه، اختلاف تنوع لاتضاد ومن المحفوظ عنهم خمسة أقوال:
الأول: هو دين الإسلام، وهو قول جمهور المفسرين، واستدلوا بحديث النبي ﷺ:( ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى حنبتي الصراط سوران.... حتى قال والصراط الاسلام.
القول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو قول ابن مسعود، وهو صحيح في نفسه لأن من اتبع القرآن فقد اتبع الصراط المستقيم.
القول الثالث: ماكان عليه النبي ﷺ وأصحابه وهو رواية عن ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: ( الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله ﷺ )
القول الرابع: هو النبي ﷺ وصاحبات أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، فعنه أنه قال في معنى الصراط المستقيم: ( هو رسول الله ﷺ وصاحباه)
وعُلق عليه بأنه ذكر ذلك لأن الأمة في هذا العهد كانت مجتمعة.
القول الخامس: هو الحق، وهو قول مجاهد وابن أبي حاتم، وهذا القول هو بيان وصف الصراط المستقيم.

والموقف منها ماذكره الحافظ اين كثير مامختصره:( هذه الأقوال صحيحة، وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي ﷺ، واقتدى بالذين من بعده فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن)



س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.

الإنعام يأتي في القرآن على معنين:
إنعام عام، وهو إنعام فتنة وابتلاء، كمافي قوله تعالى:( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن)، وهو إنعام عام للمؤمنين والكافرين، كما قال تعالى: ( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محضورا)
وهو إنعام حجة على العباد ويدل على عظمة الله ودلالة عليه ليعبدوه، قال تعالى: (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلاهو فأنى تؤفكون)
والمعنى الثاني: إنعام خاص، وهو إنعام منة واجتباء وهداية إلى مايحبه الله من الأقوال والأفعال، وهو المقصود في سورة الفاتحة وكذلك قوله تعالى:( ومن يطع الله والرسول فأولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا).

س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
يتلخص في أمور:
1- توحيد الله ﷻ بذكر إنعامه وحده وأنه هو المتفضل بذلك سبحانه.
2- أن ذلك أبلغ في التوسل والثناء على الله ﷻ، فإن مل مهتد لايهديه إلا الله عزوجل فيتوسل إليه بسابق إنعامه على من سبقوه لعله يلحق بهم.
3- أن هذا اللفظ أنسب للمناجاة والطلب والتضرع إلى الله ودعاءه.
4- التصريح بذكر المنعم ونسبته إليه من مقتضيات شكر النعمة.

س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
صح عن النبي ﷺ أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم، ووصف النصارى بالضالين.
ولذلك توافقت أقوال السلف على أن اليهود هم المغضوب عليهم، وأن النصارى هم الضالون. وهذا وصف لهم ولمن اتبع طريقتهم.
وقد أورد السلف أسباب تسميتهم بذلك فذكروا:
أن سبب العضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا؛ فهم يعرفون الحق لكنهم أهل عناد وشقاق؛ فحرفوا الكلم عن مواضعه وعادوا أولياء الله فاستحقوا الغضب.
وأن النصارى ضلوا لأنهم عبدوا الله على جهالة، متبعين أهواءهم ومبتدعين بما لم يأمر الله به، قائلين على ربهم ماليس لهم به علم،واتبعوا أحبارهم واتخذوهم أربابا فكانوا ضلالا وسموا بالضالين.

هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو القعدة 1437هـ/25-08-2016م, 10:14 PM
للا حسناء الشنتوفي للا حسناء الشنتوفي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 384
افتراضي

أبدأ مستعينة بالله الإجابة على أسئلة المجموعة الثالثة..

س1- ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم و قد هداه الله إلى الإسلام؟
هدى الله سبحانه و تعالى عباده إلى سؤال الهداية على الصراط المستقيم في كل يوم و ليلة و في كل صلاة، المفروضة منها و غير المفروضة، و ذلك لعظم هذا المطلوب، و لحاجة كل العباد إليه، ووعدهم سبحانه بإجابته لهم، فمن أحسن في دعائه سعد في دنياه و آخرته و نال رضا ربه عز و جل.
و قد اشتهر عند المفسرين السؤال عن الحكمة من طلب المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم و قد هداه ربه إلى الإسلام، و كذا تكرار هذا السؤال في كل صلاة، فذهب ابن جرير وأبو إسحاق الزجاج وأبو جعفر النحاس وجماعة من اللغويين إلى أنّ المعنى: ثبّتنا على الهدى، كما تقول للرجل القائم: (قم لي حتى أعود إليك. تعني: اثبُتْ لي على ما أنت عليه)، قاله الزجاج.
و أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا السؤال ، خاصة في رده على بعض أهل الأهواء الذين عاصرهم بقوله :
وهذا كما يقول بعضهم في قوله {اهدنا الصراط المستقيم} فيقولون: المؤمن قد هُدي إلى الصراط المستقيم؛ فأي فائدة في طلب الهدى؟
ثم يجيب بعضهم بأن المراد ثبتنا على الهدى كما تقول العرب للقائم: قم حتى آتيك.
- أو يقول بعضهم: أَلْزِم قلوبنا الهدى؛ فحذف الملزوم.
- ويقول بعضهم: زدني هدى.
وإنما يوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم الذي يَطْلُب العبدُ الهداية إليه؛ فإنَّ المراد به العمل بما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه في جميع الأمور.
فبين رحمه الله تعالى أن المراد من السؤال أن المسلم يحتاج إلى العلم بما ينفعه، و يحتاج إلى التوفيق للعمل بما يعلم، لذا فقد بين أن الهدى إلى الصراط المستقيم يتناول :
- التعريف بما جاء به الرسول مفصلاً.
- التعريف بما يدخل في أوامره الكليات.
- إلهام العمل بعلمه؛ فإن مجرد العلم بالحق لا يحصل به الاهتداء إن لم يعمل بعلمه.
لهذا قال الله تعالى في حق موسى و هارون : {وآتيناهما الكتاب المستبين . وهديناهما الصراط المستقيم}.

و خلاصة الجواب على هذا السؤال أن المسلم بدخوله في الإسلام يتحقق له أصل الهداية، و تبقى حاجته إلى هدايات أخرى متنوعة حتى يحسن السير إلى ربه تعالى و يسعد بتمام الهداية منه عز و جل، و تتجلى هذه الأنواع من الهداية في :
-حاجته إلى العلم و العمل، لأن الهداية قائمة عليهما، فيحتاج المسلم إلى البصيرة في الدين، و الإعانة على الطاعة، و العصمة من الضلال في كل أموره و أحواله.
- أن الهداية الإجمالية تحتاج إلى هداية تفصيلية ليرتقي العبد في مقامات الهدى فيعرف ربه و يقدره حق قدره و يحسن عبادته.
- قلوب العباد كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء، فيحتاج المؤمن أن يلح في دعائه لربه و خالقه، بأن يثبته على الهدى حتى يلقاه و هو راض عنه.
- بإحسان الإستعاذة و سؤال الهداية يسلم العبد من الفتن التي قد تضله و تضره.
- لكل عبد حاجة إلى هدايات خاصة تناسب حاله، فيحتاج إلى سؤال ربه جل و علا، مصداقا لقوله تعالى :(من يهد الله فهو المهتدي).

س2- ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم ، و ما الموقف منها؟

عرّف السلف الصراط المستقيم بتعاريف متنوعة، اختلفت مسالكها، لكنها اتفقت في مدلولها، والمحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
و هذا أشهر الأقوال و أصلها، و لفظ الإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها من أمر و نهي و عبادات يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه، و استدل بعض المفسرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)). رواه أحمد و الحاكم و البيهقي في شعب الإيمان.
و الشاهد في الحديث قوله صلى الله عليه و سلم : (و الصراط الإسلام).
وروى الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: {الصراط المستقيم} هو الإسلام، وهو أوسع ما بين السماء والأرض» رواه الحاكم وصححه.
وقال عاصم الأحول: قال أبو العالية: «تعلَّموا الإسلام؛ فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط شمالا ولا يمينا». رواه عبد الرزاق في مصنّفه وابن نصر المروزي في السنة، وابن وضاح في البدع، والآجرّي في الشريعة.

القول الثاني : هو كتاب الله تعالى، و قد صحت هذه الرواية عن ابن مسعود رضي الله عنه فيما رواه عنه منصور بن المعتمر عن أبي وائل
أنه رضي الله عنه قال : (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
كما استدل بعض المفسرين لهذا القول بما رواه الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث وصف القرآن المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم).
و هذا الحديث روي أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعا، و هو قول صحيح في ذاته باعتبار أن من اتّبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.
القول الثالث : هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
وروى ابن وهب في جامعه من طريق أبان بن أبي عياش عن مسلم ابن أبي عمران، عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب أنه أتى ابنَ مسعود عشيةً خميس وهو يذكّر أصحابه، قال: فقلت يا أبا عبد الرحمن، ما الصراط المستقيم؟
قال: يا ابن أخي، تركَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ، وعن شماله جوادٌّ، وعلى كلِّ جوادٍّ رجالٌ يدعون كلَّ من مرَّ بهم: هَلُمَّ لك، هَلُمَّ لك، فمن أخذ معهم وردوا به النار، ومن لزم الطريق الأعظم وردوا به الجنة). و رغم أن أبان ضعيف الحديث إلا أن قوله هذا يشهد له ما قبله.

القول الرابع : هو النبي صلى الله عليه و سلم و صاحباه أبو بكر و عمر ، و هو ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما، و ما روي عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
فعن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما».رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.
و قد كان هذا القول بسبب ما حصل من الفتن بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فأراد ابن عباس و أبو العالية أن يبينا للناس أن الصراط المستقيم هو ما اجتمع عليه المسلمون في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و عهد صاحبيه أبي بكر و عمر رضي الله عنهما .
و قد اشتهر هذا القول عن أبي العالية مع تصريحه بأنّ الصراط المستقيم هو الإسلام، فيما رواه عنه عاصم الأحول أنه قال : قال لنا أبو العالية: (تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا، وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والذي كانوا عليه من قبل أن يقتلوا صاحبهم ويفعلوا الذي فعلوا، فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يقتلوا صاحبهم ومن قبل أن يفعلوا الذي فعلوا بخمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء).
قال: فأخبرت به الحسن فقال: (صدق ونصح).

القول الخامس : هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
و حقيقة هذا القول أن الصراط المستقيم هو الحق الذي أمر الله تعالى عباده بالسير عليه، و أن كل طريق دونه فهو باطل.

أما الموقف من هذه الأقوال فنستشفه من قول ابن كثير رحمه الله : (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد).

س3- بين معنى الإنعام في القرآن.

الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
المعنى الأول : إنعام عامّ، وهو إنعام فتنة وابتلاء، كما في قول الله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ..) و هو لكل العباد مؤمنهم و كافرهم، لقول الله تعالى : (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)
و بهذا الإنعام يُستدل على الخالق المنعم سبحانه، حتى يفردوه بالعبادة و يشكروه على نعمه، كما قد يكون عليهم حجة و العياذ بالله، و قد بيَّن الله تعالى ذلك بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) .
أما النوع الثاني فهو الإنعام الخاص، و هو إنعام منة و اصطفاء، ينعم الله تعالى به على بعض عباده فيهديهم إلى ما يحبه و يرضاه من الأقوال و الأعمال و يمن عليهم بأسباب الرحمة و البركات..
و هو المقصود في آية سورة الفاتحة، مصداقا لقوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا)..

س4- ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى (أنعمت عليهم) إلى الله تعالى و عدم إسناد الغضب إليه جل و علا في قوله (المغضوب عليهم)؟

بين أهل العلم الحكمة من ذلك في أمور:
أولها : إفراده تعالى بالإنعام المطلق، و هذا من تمام التوحيد، فالعبد يصرح أن ما به من نعمة فمن الله وحده، و أنه لولا إنعامه لم يهتد أحد إلى الصراط المستقيم.
الثاني أن ذلك أبلغ في التوسل و الثناء على الله تعالى، و ذلك يقتضي أن كل من هُدي الى الصراط المستقيم فذلك بسبب إنعام المولى عز و جل عليه، فيتوسل بسابق إنعامه على من أنعم عليهم بأن يجعله منهم و يلحقه بركبهم.
قال ابن عاشور: (فيقول السائلون: اهدنا الصراط المستقيم الصراط الذين هديت إليه عبيد نعمك مع ما في ذلك من التعريض بطلب أن يكونوا لا حقين في مرتبة الهدى بأولئك المنعم عليهم، وتهمُّما بالاقتداء بهم في الأخذ بالأسباب التي ارتقوا بها إلى تلك الدرجات).
الثالث : أن الدعاء بهذا اللفظ - أي إسناد الإنعام إلى المنعم جل في علاه- أنسب للمناجاة والدعاء والتقرب إلى الله تعالى والتضرّع إليه.
الرابع: أن شكر النعمة تقتضي التصريح بذكر المنعم و نسبة النعمة إليه.
أما في الآية : (غير المغضوب عليهم) فقد أبهم ذكر الغاضب و ذلك لحكمة مفادها عظم شأن غضب الله عليهم،
و أنه غضب الملك الجبار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات و الأرض ، كما يدل ذلك على عموم الغاضبين و كثرتهم، و أن وصف الغضب ملازم لهذه الطائفة و العياذ بالله.
و قد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى وجهين بديعين لذلك، أولهما : التأدب مع الله سبحانه و تعالى بإسناد أفعال الخير و الإحسان إليه وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه ومن ذلك قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم} فأسند الضمير إليه جلَّ وعلا، وقوله: {المغضوب عليهم} حذف ذكر الفاعل. و ثانيا أن هذا الخطاب أبلغ في الإعراض عنهم و عدم الالتفات إليهم بخلاف المنعَم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.

س5- ما المراد بالمغضوب عليهم و بالضالين؟
المراد بالمغضوب عليهم : اليهود، أما الضالين فهم النصارى، و هذا تفسير رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقد ذكر المفسرون أحاديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم تبين هذا المعنى :
الحديث الأوَّل: حديث عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال)). رواه أحمد.
الحديث الثاني: حديث بديل بن ميسرة العقيلي، قال: أخبرني عبد الله بن شقيق، أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى، وهو على فرسه، وسأله رجل من بلقين، فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟
قال: ((هؤلاء المغضوب عليهم))، وأشار إلى اليهود.
قال: فمن هؤلاء؟
قال: ((هؤلاء الضالون)) يعني النصارى.
قال: وجاءه رجل، فقال: استشهد مولاك، أو قال: غلامك فلان، قال: ((بل يجر إلى النار في عباءة غلها)) رواه عبد الرزاق وأحمد ومحمد بن نصر، وأبو يعلى.
ورواه ابن مردويه في تفسيره -كما في تفسير ابن كثير - من طريق إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم، قال: ((اليهود)) ، قلت: الضالين؟ قال: ((النصارى)).
وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد.
والحديث الثالث: حديث سليمان بن أرقم البصري عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، ثم قال: «قال ربكم: ابنَ آدم، أنزلت عليك سبع آيات، ثلاث لي، وثلاث لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي: فـ{الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين}، والتي بيني وبينك: {إياك نعبد وإياك نستعين} منك العبادة، وعليَّ العون لك، وأما التي لك: فـ{اهدنا الصراط المستقيم} هذه لك: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}: اليهود، {ولا الضالين}: النصارى» رواه الطبراني في الأوسط. هذا الحديث صححه جماعة من أهل العلم، واستشهد لصحة معناه من القرآن جماعة من أهل العلم.
و هذا التفسير قال به الصحابة و التابعون.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 06:04 AM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
Post مجلس مذاكرة تتمة تفسير الفاتحة

إجابات المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
يختلف أحوال السائلين عند سؤالهم الهداية، فلا يستوي سؤال أهل الإحسان في دعائهم وسؤال المقصّرين فيه.
وقد دلّت الأدلّة الصحيحة على أنّ الله تعالى ينظر إلى قلوب عباده، وأنّ لما ينبعث منها من أعمال له شأنه واعتباره العظيم عند الله تعالى، كما قال الله تعالى: وقال تعالى: { إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
وقال تعالى في شأن المنافقين: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ }
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» رواه مسلم في صحيحه، وأحمد وابن حبان وغيرهم من طريق جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد قال الله تعالى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}
فهاتان الآيتان تدلان دلالة بيّنة على أنَّ من كان هذا حاله في دعائه فهو من أهل الإحسان، وأنَّ رحمة الله قريب منه.
ومن كان في دعائه شيء من التقصير والتفريط والإساءة كان حظّه من دعائه بقدر ما أحسن فيه.
ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف، ومن اشتدّ حرصه على رضوان الله تعالى وكرمه وثوابه ودخول جنَّته والفوز بشرف رؤيته تعالى كان خوفه مما يحول بينه وبين ذلك أعظم.
فالذين يسألون الله تعالى الهداية ليسوا على حد سواءً في هذا السؤال، بل يتفاضلون فيه من عدة وجوه:
- حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
- الإحسان في الدعاء؛ فليس من دعو الله تعالى بتضرّعٍ وتقرّبٍ خوفاً وطمعاً؛ ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك. من كان من أهل الإحسان في الدعاء كان نصيبه من الإجابة أعظم وأكمل، ومن كان دونه كان نصيبه بقدره، وقد جعل الله لكلّ شيء قدراً.
- مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكلّ امرئ ما نوى، والله يعلم قصد كلّ سائل من سؤاله، ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر بها الحقّ، ويتّبع بها الهدى، وأن يهديه بما هدى به عباده المحسنين.
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم؟
فُسر المراد بالصراط المستقيم في الآية التي تليها بقوله: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وهو وصف جامع مانع لما يوصل إلى رضوان الله وجنّته، وينجّي من سخط الله وعقوبته.
سُمّي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته، فإنّ الله تعالى قد يسّر الدين ووسّع على عباده فلم يجعل عليهم فيه من حرج، فهو صراط يُسار فيه بالإيمان والأعمال الصالحة؛ وكلما عمل العبد حسنة ازداد بها قرباً إلى الله تعالى واستقامة على صراطه.
وهذا الصراط له (سَواءٌ) وهو أوسطه وأعدله، وله مراتب، وله حدود من خرج عنها انحرف عن الصراط المستقيم، فالسالكين للصراط المستقيم يتفاضلون في سلوكهم تفاضلاً كبيراً من جهات متعددة؛ فيتفاضلون في مراتب السلوك، وفي الاستباق في هذا السلوك، وفي الاحتراز من العوارض التي تعرض لهم عند سلوكهم.
تنوعت عبارات السلف في التعريف بالصراط المستقيم إلى خمسة أقوال:
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)).
والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله).
- والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود. روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
- والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري. عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما».
- القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم. وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.
فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم.

س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
وأجاب ابن القيم على هذا السؤال جواباً حسناً، وتلخيصه في ثلاث نقاط::
1. التنبيه على علّة كونهم من المُنعم عليهم، وهي الهداية؛ فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
2. قطع التعلّق بالأشخاص ونفي التقليد المجرّد عن القلب؛ واستشعار العلم بأنّ اتّباع من أمرنا باتّباعهم إنما هو امتثال لأمر الله.
3. أن الآية عامة في جميع طبقات المنعَم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كلّ من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة.

س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
الاستنباطات التي ذكرها المفسرون في الحكمة من تقديم ذكر المغضوب عليهم على الضالين، في سورة الفاتحة، عديدة، منها:
- أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات، وهذا جواب وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنّه لا يستقلّ بالجواب إذ لا بدّ من حكمة أخرى غير مجرّد مراعاة الفواصل، وقد ذكره ابن عاشور وجهاً.
- لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيّم وجهاً.
- لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى؛ فقدّمهم لقربهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم أيضاً، ويشكل عليه أنَّ سورة الفاتحة مكية إلا إذا كان المراد أنَّ منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيه بعد.
- أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فبدأ بهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب شيخنا ابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل)ا.هـ.
- لإفادة الترتيب في التعوّذ؛ لأن الدعاء كان بسؤال النفي؛ فالتدرّج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهذا حاصل جواب ابن عاشور، وهو قريب من الوجه السابق.
- لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وهذا خلاصة جواب أبي حيان الأندلسي في البحر المحيط، وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه، وهو وجه حسن، وأعمّ منه أن يقال: إن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة:
- لأنَّ أوّل ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ لأنَّه عصيان عن علم ومعرفة، وهو إباء إبليس السجود لآدم؛ فناسب تقديم المغضوب عليهم، وهذا الوجه زاده د.فاضل السامرائي على الوجوه المتقدّمة.

س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
والأظهر من قول المفسرين الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم} أنَّ ذلك لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم، وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
وهذا نظير بغض الله تعالى لمن يبغض من عباده، كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض). وكذلك من فوائد إبهام ذكر الغاضب هنا إشارة عموم الغاضبين وكثرتهم.
وذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى وجهين بديعين آخرين:
- أحدهما: أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجنّ {وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً} فمن ذلك قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم} فأسند الضمير إليه جلَّ وعلا، وقوله: {المغضوب عليهم} حذف ذكر الفاعل.
- ومنها: أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله {أنعمت عليهم} ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 03:32 PM
نورية محمود محمد نورية محمود محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 44
Lightbulb المجموعة الرابعة

س1: مامعنى ضمير الجمع في قوله ( اهدنا).
ج: اختلف العلماء في معناه على ثلاثة أقوال ...
القول الأول : لأن أعضاء الإنسان جميعها محتاجة ومفتقرة إلى هداية خاصة كل عضو منها على حدى ؛
وقد قال ابن القيم عمن لم يسمه في بدائع الفوائد :" عرضت هذا الجواب على ابن تيمية فاستضعفه جدا وهو كما قال؛
فإن الإنسان اسم للجملة لا لكل جزء من أجزائه وعضو من أعضائه , والقائل إذا قال :" اغفر لي وارحمني واجبرني وأصلحني واهدني " ،
سائل من الله مايحصل لجملته ظاهره وباطنه ؛ فلا يحتاج أن يستشعر لكل عضو مسألة تخصه يفرد لها لفظه " وهذا القول ضعيف .
القول الثاني : حتى يتحصل على أجر الدعاء له ولجميع المسلمين وليحظى بدعاء الملك له بمثل ما دعا لإخوانه ،
وهذا القول ذكرمعناه ابن كثير في تفسيره ؛ وهو وإن كان صحيحا في نفسه إلا أنه لا يستقل بالجواب .
القول الثالث : الجمع بين المعنيين نظير الجمع في قوله ( إياك نعبد وإياك نستعين )ومطابق لهما وهذا جواب ابن القيم حيث قال :
": الصواب أن يقال هذا مطابق لقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} والإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته؛ فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية، وهذا كما يقول العبد للملك المعظم شأنه: نحن عبيدك ومماليكك وتحت طاعتك ولا نخالف أمرك فيكون هذا أحسن وأعظم موقعاً عند الملك من أن يقول أنا عبدك ومملوكك، ولهذا لو قال: أنا وحدي مملوكك استدعى مقته؛ فإذا قال: أنا وكل من في البلد مماليكك وعبيدك وجند لك كان أعظم وأفخم؛ لأن ذلك يتضمن أن عبيدك كثيرٌ جداً، وأنا واحدٌ منهم وكلنا مشتركون في عبوديتك والاستعانة بك وطلب الهداية منك فقد تضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الإفراد فتأمله وإذا تأملت أدعية القرآن رأيت عامتها على هذا النمط نحو: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ونحو دعاء آخر البقرة وآخر آل عمران وأولها وهو أكثر أدعية القرآن الكريم".
***********************************************************************************************************************************************************
س2: بين معنى التعريف في ( الصراط).
ج: الصراط كما قال ابن القيم (ماجمع خمسة أوصاف أن يكون مستقيما سهلا مسلوكا واسعا موصلا إلى المقصود ، فلا تسمي العرب الطريق المعوج صراطا ولا الصعب المُشق ولا المسدود غير الموصل ).
والصاد في الصراط منقلبة عن السين ، قراءة ابن كثير "السراط" وأبي عمرو " الزراط " ومن القراء من يشم الزاي بالصاد .
ووجه الاختلاف كما قال ابن الجزري ( أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض ) وذلك لاختلاف لغات العرب .
قال ابن جرير :( أجمعت الحجة من أهل التأويل على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ، وكذلك في لغة جميع العرب ؛
فمن ذلك قول جرير بن عطية : أمير المؤمنين على صراط ......... إذا اعوج الموارد مستقيم .
واختيار لفظ الصراط دون غيره له حكم ودلائل .
****************************************************************************************************************************************************
س3: ما الموقف من اختلاف عبارات السلف في بيان المراد بالذين أنعم الله عليهم .
ج:تنوعت عباراتهم ولا تعارض بينها ، وهي من باب التفسير بالمثال ليوضح المعنى للسائل والمستمع ؛فيقع الجواب مناسبا للسؤال فيختلف من شخص إلى آخر بحسب المناسبة والحاجة إلى البيان .
وجميع أقوالهم التي ذكرت هي من ضمن الأصناف التي ذكرت في سورة النساء : ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.
*************************************************************************************************************************************************************
س4: بين مراتب الهداية ودرجات المهتدين ، وبين أثر معرفتها على استحضار معنى سؤال الهداية .
للهداية مرتبتين ... أولاها:هداية علمية وهي للدلالة والإرشادوبها يتحقق العلم والبصيرة في الدين .
والثانية : هداية عملية وهي التوفيق والإلهام لسلوك طريق الحق والعمل به .
ولا تتحقق الهداية الكاملة إلا بالجمع بينهما جمع بين " العلم والعمل " .
أما درجات المهتدين ثلاثة :
*المسلمون الذين هداهم الله إلى الإسلام فاجتنبوا نواقضه مع اقترافهم لبعض الكبائر وتركهم بعض الواجبات فهدايتهم بحسب إيمانهم من الزيادة والنقصان ؛
ولايدخلون الجنة إلا بعد معاقبتهم على تفريطهم في حقوق الله ؛ أو يعفو عنهم الله بفضله .
*/ المتقون الذين فعلوا ماأُمروا به واجتنبوا مانُهوا عنه ؛ واستحقوا بذلك الثواب ونجوا من العقاب .
أما أصحاب الدرجة الثالثة فأكمل الناس وأحسنهم عملا وهداية وهم الذين يعبدون الله كأنهم يرونه ويتقربون إليه بالنوافل ومايحبه ويرضاه فأولئك هم المحسنون .
ويجمع هذه الأصناف الثلاثة قوله :( { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ).
وبفهم هذه المراتب والدرجات يتمكن المسلم من تمييز الحق من الباطل وما يقرب من الله وما يبعد منه ؛ ويتفاوت الناس في هذا الفهم كل بحسب درجة إيمانه وتقواه؛
فمن كان لديه ضعف في البصيرة فيكون نصيبه من الهداية أقل وهكذا ...
والغرض من سؤال الله الهداية يختلف بين الناس والله يعطي كل بحسب مراده ؛ فالمحسنون هدفهم أعلى درجات الهداية وهي أن يبصرهم الله بالحق ويرشدهم ويوفقهم إليه ؛
ومن دونهم كل بحسب صدقإرادته وعزيمته ، فمن الناس من يدعوا الله وهو لا يدري ما يقول .
************************************************************************************************************************************************
س5: إذا كان كل من اليهود والنصارى مغضوب عليهم فما الحكمة من تخصيص كل طائفة بوصف ؟
ج: كل طائفة لقبت بما هو مشهور عنها حتى صار كالعلامة لها ؛ فأفعال اليهود أوجبت لهم غضبا خاصا بسبب عنادهم ومعرفتهم الحق وإعراضهم عنه ح
والنصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل ، قال ابن القيم رحمه الله :"فكفر اليهود نشأ من عدم إرادة الحق والعمل به ، وإيثار غيره عليه بعد معرفته فلم يكن ضلالا محضا ؛
وكفر النصارى نشأ من جهلهم بالحق وضلالهم فيه ؛ فإذا تبين لهم وآثروا الباطل عليه أشبهوا الأمة الغضبية وبقوا مغضوبا عليهم ضالين .
فمن ترك العمل بالعلم ولم يتبع الهدى بعد معرفته كاليهود ؛ وحاد عن الصراط وابتدع في الدين كالنصارى ؛ سلب نعمة الهداية من رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 09:15 PM
أسماء شعلان أسماء شعلان غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 46
افتراضي

مجلس مذاكرة تتمة الفاتحة
المجموعة الثالثة


[1] السؤال الأول:-
ماالحكمة من سؤال المسلم الهداية إلي الصراط المستقيم وقد هداه اللّه إلي الإسلام ؟


للهداية مرتبتان؛ المرتبة العلمية (وهي هداية الدلالة والإرشاد) والمرتبة العملية (وهي هداية التوفيق والإلهام) ومن إهتداهم اللّه تعالي إليه يختلفوا في درجات الهداية فيما بينهم إلي ثلاثة درجات ألا وهي ؛
1- المسلمون الذين تحقق لهم أصل الهداية وأصل الإسلام إعتقادا وعملا ولكنهم إقترفوا بعض الكبائر وفرطوا في بعض الواجبات ؛فوعدهم اللّه جل وعلا بالجنة ولكن بعد حسابهم وعقابهم .
2-المتقون وقد هداهم اللّه لفعل الواجبات وترك المحرمات ونجوا من العذاب.
3- المحسنون وهم أكمل الناس هداية فقد هداهم اللّه تعالي لعبادته كأنهم يرونه فإجتهدوا في الواجبات وأحسنوا في الكف عن المحرمات.
لذلك فإن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية ولكنه يحتاج إلي هدايات كثيرة ومتنوعة إذ أن ؛
* الهداية قائمة علي العلم والعمل فيحتاج المؤمن إلي البصيرة في الدين والإعانة علي الطاعة والعصمة من الضلال في كل أموره.
*الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
*أن القلب يتقلب وحاجة العبد إلي سؤال اللّه تعالي التثبيت وتجديد الهداية دائمة.
*أن المؤمن يتعرض في يومه وليلته إلي فتن كثيرة ومتنوعة ومن لم يهده الله ضل بها ومن أحسن الإستعاذة منها وسؤال اللّه الهداية سلم من شر كثير.
*أن لكل عبد حاجات خاصة للهداية بما يناسب درجته (كونه من المسلمين أو المتقين أو المحسنين) فهو محتاج إلي أن يمده اللّه بتلك الهدايات.



[2] السؤال الثاني:-
ماهي أقوال السلف في معني الصراط المستقيم ؟ وما الموقف منها ؟


تعددت أقوال السلف إلي خمسة أقوال؛
«1» دين الإسلام:-
وهو قول جمهور المفسرين كجابر بن عبدالله والضحاك وغيرهم وهو أشهر الأقوال وأصلها؛ إذ أن الإسلام يشمل مراتب الدين كلها وشرائعه من قول المعروف والنهي عن المنكر وكل عبادة يتقرب بها العبد لله تعالي او يجتنب بها غضبه.
فقد روي الحسن بن صالح عن بن عقيل عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال( الصراط المستقيم هو الإسلام وهو أوسع مابين السماء والأرض ) رواه الحاكم وصححه.

«2» كتاب الله:-
فقد روي عن الحارث الأعور عن علي بن ابي طالب رضي اللّه عنه عن النبي صلي اللّه عليه وسلم. قال(كتاب الله فيه نبأ ماقبلكم وخبر مابعدكم وحكم مابينكم وهو الفصل ليس بالهزل ؛ من تركه من جبار قصمه اللّه ومن إبتغي الهدي في غيره أضله اللّه وهو حبل اللّه المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم)
ورغم أن الحارث الأعور متروك الحديث إذ أن حديثه هذا لانكارة فيه.

«3» ماكان عليه النبي صلي اللّه عليه وسلم وأصحابه رضي اللّه عنهم:-
وهذا رواية عن ابن مسعود وقد روي الأعمش عن أبي وائل عن عبد اللّه قال( الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول اللّه صلي الله عليه وسلم ) رواه البيهقي والطبراني.

«4» الصراط هو النبي صلي اللّه عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر:-
وهو قول إبن عباس وأبي العالية رضي اللّه عنهما بعد مقتل عثمان وظهور الفرق .

«5» الحق:-
هو قول مجاهد بن جبر بأنه الحق وأن كل من إتبع سواه فهو باطل.

وقد قال إبن كثير (أن كل هذه الأقوال صحيحة ومتلازمة فإن من إتبع النبي صلي اللّه عليه وسلم وإقتدي باللذين من بعده أبي بكر وعمر فقد إتبع الحق ومن إتبع الحق فقد إتبع الإسلام ومم إتبع الإسلام فقد إتبع القرآن وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم فكلها صحيحة ويصدق بعضها بعض)
وهناك بعض الأقوال إختصارها أن الصراط هو حب أبي بكر وعمر وهذا خطأ وإن كان حب الشيخين من الدين.



[3] السؤال الثالث:-
بين معاني الإنعام في القرآن ؟


للإنعام معنيان
«1» الإنعام العام ؛
* وهو إنعام فتنة وإبتلاء كقوله تعالي
{*فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ }
*وهو إنعام عام للمؤمنين والكافرين كقوله جل وعلا {كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}
وهذا الإنعام حجة علي العباد والدليل علي المُنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه علي نعمه كما بين في قوله تعالي {*يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ*}.
«2» الإنعام الخاص ؛
وهو إنعام منة وإجتباء وهو الإنعام إلي مايحبه اللّه عز وجل والتوفيق كقوله تعالي {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}.



[4] السؤال الرابع:-
ماالحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالي (أنعمت عليهم) إلي اللّه تعالي وعدم إسناد الغضب إليه جل وعلا في قوله (المغضوب علهم) ؟


أ - الحكمة من إسناد الإنعام للّه تعالي ؛

* توحيد الرب جلا وعلا والتأكيد بذكر إنعامه وحده لا غيره ولولا إنعامه لم يهتدي أحد إلي الصراط المستقيم.
* التوسل والثناء إلي اللّه تعالي ؛فمن إهتدي إلي الصراط المستقيم فإنما إهتدي بما أنعم الله عليه ففيها توسل إلي الله تعالي أن ينعم عليه بالهداية كما أنعم علي اللذين من قبله.
* أن هذه اللفظ أنسب مايكون للمناجاة والدعاء والتقرب والتضرع للّه جل وعلا.
* لتحقيق شكر النعمة يوجب التصريح بذكر المُنعم ونسبة النعمة له ؛
كما قال إبن القيم رحمةُ الله عليه (الإنعام بالهداية يستوجب شكر المُنعم بها وأصل الشكر ذكر المُنعم والعمل بطاعته ......).

ب-الحكمة من عدم إسناد الغضب للّه تعالي ؛
* لإفادة عظم شأن غضب اللّه عليهم فهو غضب الملك الجبار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات والأرض كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال ؛قال رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم (إن اللّه إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه؛ قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن اللّه يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلاناً فأبغضه ؛ قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن اللّه يبغض فلاناً فأبغضوه. قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض).
* إبهام ذكر الغاضب من أسبابه عموم الغاضبين وكثرتهم كفي صحيح ابن حبان من حديث عثمان بن واقد عن أبيه عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة عن الرسول صلي اللّه عليه وسلم ( من إلتمس رضي اللّه بسخط الناس رضي اللّه عنه وأرضي الناس عنه ومن إلتمس رضا الناس بسخط اللّه سخط اللّه عليه وأسخط عليه الناس).
* التعبير بالإسم ومعه الفعل لمافي الإسم من دلالة علي تمكين الوصف منهم وأنه ملازم لهم ولكن قول (غضب عليهم) فيدل علي وقوع الغضب مرة واحدة.
* من المعهود في القرآن أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تنسب للّه تعالي وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها تأدبا مع اللّه جل وعلا وحتي لا يقع فهم السوء من ضعاف النفوس.
* أن ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الإلتفات إليهم بخلاف المنعم عليهم ففي الإسناد يفيد عناية اللّه لهم وتكريمهم وتشريفهم.



[5] السؤال الخامس:-
ماالمراد بالمغضوب عليهم وبالضالين ؟

قد ذكر المفسًرون ثلاثة أحاديث عن النبي صلي اللّه عليه وسلم في تفسير المغضوب عليهم والضالين
1- الحديث الأول :- عديّ بن حاتم عن الرسول صلي اللّه عليه وسلم قال( اليهود مغضوب عليهم والنصاري ضلال) وهذا الإسناد ظاهره الصحة ورجال ثقات لكن له علة.
2- الحديث الثاني :-
قد ذُكر في تفسير ابن كثير من طريق إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبداللّه بن شقيق عن أبي ذر قال (سألت رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم عن المغضوب عليهم ؛ قال: اليهود: فقلت الضالين قال: النصاري) وقد أحسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد.
3 - الحديث الثالث :-
حديث سليمان بن أرقم البصري عن أبي سلمة عن أبي بن كعب رضي اللّه عنه قال :- قرأ رسول اللّه صلي اللّه عليه فاتحة الكتاب ثم قال ( قال ربكم :ابنّ آدم ؛أنزلت عليك سبع آيات ثلاث لي وثلاث لك وواحدة بيني وبينك فأما التي لي ف " الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين " والتي بيني وبينك "إياك نعبد وإياك نستعين" فمنك العبادة وعليّ العون لك ؛ وأما التي لك ف " إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم : اليهود ولا الضالين :النصاري) وسليمان بن أرقم متروك الحديث.

ولذلك فقد صح عن الرسول صلي اللّه عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ووصف النصاري بأنهم ضالون وبذلك توافقت أقوال السلف مع قول رسول الله صلي الله عليه وسلم وفسروه علي النحو التالي؛
* سبب غضب الله علي اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا فإنهم يعرفون ابحق ولكنهم أهل عناد وكبر يكتمون الخق ويحرفونه ويعادون أولياء الله
* وأن النصاري ضلوا لإنهم عبدوا اللّه علي جهل متبعين في عباداتهم أهوائهم ؛ مبتدعين في دينهم مالم يأذن اللّه به ؛قائلين علي ربهم ماليس لهم به علم ؛ فكانوا ضلالا وغلوآ في دينهم وحرموا ما أحله اللّه وأحلوا ما حرمه اللّه .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 09:16 PM
إسراء بلحمر إسراء بلحمر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 130
افتراضي

المجموعة الثالثة:

س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟

أن دخول المسلم في الإسلام هو أصل الهداية؛ لكنّه يحتاج إلى هدايات كثيرة متنوّعة ومتجددة، وبيان ذلك من وجوه:
1. أن الهداية قائمة على العلم والعمل، وهما يتفاضلان؛ فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين، وإلى الإعانة على الطاعة، والعصمة من الضلالة في كلّ أمرٍ من أموره.
2. أنّ الهداية الإجمالية لا تغني عن الهداية التفصيلية.
3. أن القلب يتقلّب، وحاجة المرء إلى سؤال الله تعالى التثبيت والهداية دائمة متجددة.
4. أن الفتن التي تعترض المؤمن في يومه وليلة كثيرة متنوّعة ومن لم يهده الله ضلّ بها، وكم أصابت الإنسان المقصّر من فتنة تضرر بها وبعقوباتها ولو أنَّه أحسن الاستعاذة بالله منها وسؤاله الهداية لَسَلِم من شرّ كثير.
5. أنّ لكل عبد حاجات خاصّة للهداية، بما يناسب حاله، فهو محتاج إلى أن يمدّه الله بتلك الهدايات، وإن لم يهده الله لم يهتد.


س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
القول الأول: دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها، والإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها


والقول الثاني: هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله). رواه الطبراني في الكبير، وابن نصر المروزي في السنة، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.


والقول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).

والقول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
- عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما». رواه الحاكم موقوفاً على ابن عباس وصححه، ورواه محمد بن نصر المروزي في السنة مقطوعاً على أبي العالية.

القول الخامس: هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.

الموقف منها:
قال ابن كثير: (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)ا.هـ.



س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.

الإنعام يأتي في القرآن على معنيين:
المعنى الأوَّل: إنعام عامّ، وهو إنعام فتنة وابتلاء، كما في قول الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ...﴾، وقوله: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
وهذا الإنعام عام للمؤمنين والكافرين كما قال تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾.
وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم جل وعلا ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نِعَمِه


والنوع الثاني: الإنعام الخاص، وهو إنعام منَّة واجتباء، وهو الإنعام بالهداية إلى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال، وما يمنُّ به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته.
والإنعام المقصود هنا هو الإنعام الخاص بالهداية والتوفيق والاجتباء، وهو المقصود في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾، وقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.



س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟

ذكر ابن القيم رحمه الله وجهين بديعين:
أحدها/ أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القرآن من أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها، أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه، تأدبا مع الله جل وعلا، وثانيها/ لئلا يقع في بعض النفوس مالايصح من المعاني التي ينزه الله عنها، فمن ذلك قوله تعالى: { الذين أنعمت عليهم} فأسند الضمير إليه جل وعلا، وقوله: { المغضوب عليهم} حذف ذكر الفاعل، وقوله: {الضالين} أسند الفعل إلى من قام به، ولم يقل (الذين أضللتهم) لئلا يفهم من ذلك نوع عذر لهم، مع أن ضلالهم بقضاء الله وقدره.



س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟

المغضوب عليهم هم اليهود
والضالين هم النصارى

أن سبب الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بكا علموا، فهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم، لكنهم أهل عناد وشقاق وكبر وحسد وقسوة قلب، يكتمون الحق ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويعادون أولياء الله، فاستحقوا غضب الله.
وأن النصارى ضلوا لأنهم عبدوا الله على جهل، متبعين في ذلك أهواءهم مبتدعين في دينهم مالم يأذن الله به، قائلين على ربهم ماليس لهم به علم، فكانوا ضلالاً لأنهم ضيعوا ما أنزل الله إليهم من العلم ولم يسترشدوا به، وعبدوا الله بأهوائهم وغلوا في دينهم، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، بطاعتهم فيما يشرعون لهم من العبادات، وفي تحريم ما أحل الله وتحليل ماحرم الله ، فضلوا بذلك ضلالا بعيدا.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 ذو القعدة 1437هـ/26-08-2016م, 10:58 PM
صفاء السيد محمد صفاء السيد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jun 2016
المشاركات: 186
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة أسئلة المجموعة الأولى:
س1:بين ما يشمله الدعاء بقول:{اهدنا الصراط المستقيم}.
ج1:هذه الآية دعاء ومسألة لله تعالى اصطفاه الله تعالى لهذه الأمة ورضيه لها وفرضه عليها وهوأعظم الدعاء وأنفعه وأحبه إلى الله تعالى وهو مقصود العبد بعد ما حمد الله تعالى وأثنى عليه ومجده وأخلص له العبادة والاستعانة .
ووعد الله تعالى الأمة بإجابة هذا الدعاء ،فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى :(فإذا قال:{اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}قال:هذا لعبدى ولعبدى ما سأل ). فمن أحسن الإتيان بما دل عليه أول السورة كان أسعد بإجابة دعوته فى آخرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة:{اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}فإنه إذا هداه الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر فى الدنيا ولا فى الآخرة ،لكن الذنوب من لوازم نفس الإنسان وهو محتاج إلى الهدى فى كل لحظه وهو إلى الهدى أحوج منه إلى الأكل والشرب.)
وإذا حصلت الهداية حصل ما يترتب عليها من النصر والرزق والتوفيق وأنواع الفضائل والبركات العاقبة الحسنة فى الدنيا والآخرة.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
س2:بين معنى الصراط لغة.
ج2:الصراط فى لغة العرب الطريق الواضح السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
أصل الصاد فى الصراط منقلبة عن السين وفى قراءة ابن كثير المكى(سراط)بالسين وفى قراءة لأبى عمرو (الزراط)بالزاى الخالصة ومن القراء من يشم الزاى بالصاد.
قال ابن الجزرى :( ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض) وكلها متفقة فى المعنى وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب وقد رسمت فى المصاحف صادا على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها .
والمقصود أن الأصل هو السين ونقل أبو منصور الأزهرى عن بعض أهل اللغة أن السراط إنما سمى سراطا،لأنه يسترط المارة ،أى يسعهم.
قال ابن القيم رحمه الله :الصراط ما جمع خمسة أوصاف:(أن يكون طريقا مستقيما سهلا مسلوكا واسعا موصلا الى المقصود،فلا تسمى العرب الطريق المعوج صراطا ولا الصعب ولا المسدود غير الموصل).
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س3:ما الحكمة من حذف متعلق الإنعام فى قوله تعالى:{أنعمت عليهم}؟
ج3:معنى متعلق النعمة يتبين بسؤال:الذين أنعمت عليهم بماذا؟ وما الحكمة من عدم التصريح به مع الحاجة إلى معرفته؟
كل حذف فى القرآن له حكمة،واعتنى اصحاب التفسير البيانى بمسائل الحذف واجتهدوا فى التعرف على دلائلها وبينوا لنا حسن بيان القرآن وإحكامه.
الأظهر أن الحذف للدلالة على العموم فى كل ما من شأنه حصول تمام الهداية وقد تقدم بيان ما يحتاجه العبد من النعم العظيمة لتتم له نعمة الهداية ولما يحتاجه العبد من الهدايات الكثيرة فى كل شؤونه.
وهذا نظير حذف متعلق أفعل التفضيل فى قوله تعالى :{إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم} وهذا لإرادة العموم أى أقوم فى كل شىء يحتاج إليه من أبواب الدين فى العقائد والعبادات والمعاملات والدعوة.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
س4:ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ج4:ذكر الصراط فى قوله تعالى :{اهدنا الصراط المستقيم}معرفا باللام،وذكر فى قوله تعالى:{صراط الذين أنعمت عليهم }معرفا بالإضافة، ولم يختصر ذكر الصراط مع قرب الموضعين.
ففى الموضع الأول:كان الأهم للسائل أن يهدى إلى الصراط المستقيم ،وهو الطريق الصحيح السهل الموصل إلى العاقبة الحسنة وأنه طريق واحد كما دل عليه معنى التعريف والعهد الذهنى.
الموضع الثانى:أتى ذكر الصراط معرفا بالإضافة إلى الذين يستأنس باتباعهم واقتفاء آثارهم ليفيد بأنه طريق آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه.
قال ابن القيم رحمه الله:(هذا كما إذا دللت رجلا على طريق لا يعرفها وأردت توكيد الدلالة وتحريضه على لزومها وأن لا يفارقها فتقول:هذه الطريق الموصلة إلى مقصودك ،ثم تزيد ذلك عنده توكيدا فتقول:وهى الطريق التى سلكها الناس والمسافرون وأهل النجاة ،أفلا ترى كيف أفاد وصفك لها بأنها طريق السالكين الناجين قدرا زائدا على وصفك لها بأنها طريق موصلة وسهلة فإن النفوس جبلت على التأسى والمتابعة فإذا ذكر لها من تتأسى به فى سلوكها أنست ).
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س5:ما سبب توافق السلف فى تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
ج5:السبب فى توافق السلف فى تفسير المغضوب عليهم والضالين أنه صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم والنصارى بأنهم ضالون.ولذلك توافقت أقوال السلف على تفسير المغضوب عليهم باليهود والضالين بالنصارى.
ومن فعل فعلهم لقى نفس جزائهم.
وقد تظافرت أقوال السلف على :
1- أن سبب الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا فهم يعرفون الحق كما يعرفون أبنائهم لكنهم أهل عناد وشقاق وحسد وقسوة قلوب كانوا يكتمون الحق ويحرفون الكلم عن مواضعه فاستحقوا الغضب من الله
2-والنصارى ضلوا لأنهم عبدوا الله على جهل متبعين فى عبادتهم أهواءهم،مبتدعين فى دينهم قائلين على ربهم ما ليس لهم به علم ،فكانو ضلالا لأنهم ضيعوا ما أنزل الله إليهم من العلم ،واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله،فأطاعوهم فى تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله فضلوا بذلك ضلالا بعيدا.
---------------------------------------------------------------------------------------------

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 12:25 PM
أسماء رياض أسماء رياض غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 27
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ بعون الله وتوفيقه

أجوبة أسئلة المجموعة الخامسة:

س1: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في آية {اهدنا الصراط المستقيم}؟

الحكمة من ذلك بأن قوله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم" تفيد معنى جامع للبيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة ، وقد قال ابن القيّم رحمه الله: (فالقائل إذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها، ولو عُدِّيَ بحرفٍ تعيَّن معناه وتخصَّص بحسب معنى الحرف؛ فتأمَّله فإنه من دقائق اللغة وأسرارها).

س2: ما فائدة وصف الصراط بأنّه مستقيم؛ إذا كان الصراط في اللغة لا يسمّى صراط حتى يكون مستقيماً؟

الفائدة من وصف الصراط بأنه مستقيما حتى يفيد بأنَّ هذا الصراط صوابٌ كلّه لا خطأ فيه ولا ضلال، وأنَّ من هُدي إليه فقد هدي للحقّ والدين القيّم، قال ابن جرير رحمه الله: (وإنّما وصفه اللّه بالاستقامة، لأنّه صوابٌ لا خطأ فيه ).


س3: ما المراد بالإنعام في قوله تعالى: {الذين أنعمت عليهم}؟

المراد بالإنعام هنا هو: الإنعام الخاص بالهداية، الهداية الخاصة وأحوالها وثمراتها التي توصل الانسان إلى سبيل الهدى والتوفيق والاجتباء والإعانة على سلوك سبيله وصرف القواطع و المعوقات عنه ، والوقاية من الفتن وكيد الشيطان وشر النفس ،وتثبيت الشخص وتأييده حتى يجد ثمرة هدايته.


س4: هل يقتضي تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى حصر المراد عليهم؟ وضّح إجابتك.
لا يقتضي فقط اليهود والنصارى وإنما يتناول كل من عمل عملهم وسار سيرتهم وعرف الحق وتركه وغير الحق وبدله كما فعل اليهود ، ومن عرف الحق وتركه عن جهل وضلال كما فعل النصارى، فمن فعل مثلهم نار مثل أجرهم.

س5: ما معنى "لا" في قوله تعالى: {ولا الضالين}؟


أتى الله عز وجل بحرف " لا " هنا للتأكيد على أنه المراد بالضالين طائفة غير الطائفة المعطوفة عليها وهم المغضوب عليهم وهذا من أحسن ما قيل في هذه المسألة ، كما أن ابن القيم رحمه الله ذكر ذلك في بدائع الفوائد.


** رغم أن المسألة فيها خلاف وأقوال لأهل اللغة وأرجحهم ما قد ذكر سابقاً وذكره ابن القيم والأقوال هي :
1- أن " لا" زائدة .
2- أن " لا" بمعنى غير.
3- أنه جاء ب "لا" لئلا يتوهم أن" الضالين عطف على الذين".
4- أن "لا" مؤكدة للنفي الذي تضمنه معنى "غير".
5- لإفادة المغايرة الواقعة بين النوعين وبين كل نوع بمفرده، أي لئلا يفهم أنّ الصراط الآخر مشترك بين النوعين الآخرين، فدخلت "لا" للتصريح بأنّ المراد صراط غير هؤلاء وغير هؤلاء، وهذا القول ذكره ابن القيّم رحمه الله وجهاً.

هذا والله تعالى أعلى وأعلم

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24 ذو القعدة 1437هـ/27-08-2016م, 06:49 PM
سمر احمد محمد محمد سمر احمد محمد محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 133
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة أسئلة مجلس المذاكرة الرابع :
المجموعة الثالثة :

س1-ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام .
الإجابة :أجاب أهل العلم عن هذا السؤال وقد ورد عنهم بعض المعاني لبيان معنى كلمة (اهدنا )ومنها :
(اهدنا) قال ابن جرير وأبو إسحاق الزجاج وأبو جعفر النحاس وجماعة من اللغويين أن المعنى :ثبتنا على الهدى .
وقد أورد ابن تيمية تفصيلا للرد على هذا السؤال منها :ثبتنا على الهدى ،ألزم قلوبنا الهدى (فحذف الملزوم )،زدني هدى .
ومما قاله ابن تيمية :و الهدى إلى الصراط المستقيم يتناول :
- التعريف بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيليا .
-التعريف بما يدخل في أوامره الكليات .
إلهام العمل بعلمه ،فمجرد العلم بالحق لايحصل به الاهتداء دون العمل بالعلم .
وللإجابة على هذا السؤال نقول أن دخول الإسلام هو حدوث أصل هذه الهداية ؛ولكن المسلم يحتاج هدايات متعددة ووجوهها كالتالي :
1-الهداية قائمة على العلم والعمل وهما يتفاضلان ،فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين والإعانة على الطاعة والعصمة من الضلالة في كل أموره .
2-الهداية الإجمالية لاتغني عن الهداية التفصيلية .
3-الإنسان في حاجة دائمة لطلب التثبيت فالقلوب تتقلب .
4-الفتن التي يتعرض لها المؤمن في كل يوم متعددة ومن لم يهده الله ضل بها .
5-كل عبد في حاجة إلى هداية خاصة بما يناسب حاله .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س2-ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم ؟وما الموقف منها ؟
الإجابة :ما نقل من أقوال السلف في هذا المعنى خمسة أقوال وهي لا تختلف في مدلولها وإن اختلفت دلالاتها :
القول الأول :دين الإسلام ؛وهو قول جمهور المفسرين ،وهو أشهر الأقوال وأصلها ،فالإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها.
واستدل المفسرين بأكثر من حديث لاثبات هذا المعنى ومنها،حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ضرب الله مثلا صراطا مستقيما،وعلى جنبتي الصراطسوران ،فيهما أبواب مفتحة،وعلى الأبواب ستور مرخاة ،وعلى باب الصراط داع يقول :أيها الناس ،ادخلوا الصراط جميعا ،ولا تتعرجوا ،وداع يدعو من فوق الصراط ،فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب،قال :ويحك لا تفتحه ،فإنك إن تفتحه تلجه ،والصراط الإسلام ،والسوران :حدود الله ،والأبواب المفتحة :محارم الله ،وذلك الداعي على رأس الصراط:كتاب الله،والداعي من فوق الصراط:واعظ الله في قلب كل مسلم ).

القول الثاني :كتاب الله عز وجل ،وهو رواية صحيحة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه .
-عن ابن مسعود رضي الله عنه قال "إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون :يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله ).

القول الثالث :هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه،وهذا القول رواية عن ابن مسعود .
القول الرابع :هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما،وهو قول ابن عباس ورواية عن أبي العالية الياحي والحسن البصري .
القول الخامس :هو الحق ،وهو قول مجاهد ابن جبر .
وجمع بن كثير بين هذه الأقوال فقال :(وكل هذه الأقوال صحيحة ،وهي متلازمة،فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ،واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر،فقد اتبع الحق ،ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ،ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ،وهو كتاب الله وحبله المتين ،وصراطه المستقيم ،فكلها صحيحة ويصدق بعضها بعضا ،ولله الحمد ).
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------س3 _بين معاني الإنعام في القرآن .
الإجابة :يأتي الإنعام في القرآن على معنيين كالتالي :
المعنى الأول :إنعام عام ،وهو إنعام فتنة وابتلاء .
ومن أمثلة ذلك المعنى في القرآن:قال تعالى (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه ....)سورة الفجر ،و قوله تعالى (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون )سورة الزمر .
وهذا الإنعام عام على المؤمن والكافر .
وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نعمه ؛ولذلك أكثر من دليل في القرآن منها قوله تعالى: (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا فهو فأنى تؤفكون )سورة فاطر .

النوع الثاني :الإنعام الخاص وهو إنعام منه واجتباء ،وهو الإنعام بالهداية إلى مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال ،وما يمن به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته ،فهو إنعام خاص بالهداية والتوفيق والاجتباء ،وله أمثلة كثيرة في القرآن منها ،قوله تعالى: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق .ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما )،وقوله تعالى :(أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا )سورة مريم .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س4-ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى :( أنعمت عليهم )إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جل وعلا في قوله :(المغضوب عليهم )؟
الإجابة :أولا :في قوله تعالى :(أنعمت عليهم )أورد أهل العلم أقوال في الحكمة من الإسناد إلى الله عز وجل وهي :
الأول :توحيد الله والتصريح بذكر إنعامه وحده ،وأنه لولا إنعامه لم يهتد أحد إلى الصراط المستقيم ،فكان ذكر الضمير أدل على التوحيد من قول (المنعم عليهم ).
الثاني :أنه أبلغ في التوسل والثناء على الله تعالى ،فهو يقتضي أن كل مهتد إلى الصراط فإنما اهتدى بما أنعم الله عليه ،فيتوسل بسابق إنعامه على كل من أنعم عليهم بأن يلحقه بهم وأن ينعم عليه كما أنعم عليهم .
الثالث :هذا اللفظ أنسب للمناجاه والدعاء والتقرب والتضرع إلى الله عز وجل .
الرابع :أن مقتضى النعمة التصريح بذكر المنعم ونسبة النعمة إليه
قال ابن القيم :(الإنعام بالهداية يستوجب شكر المنعم بها ،وأصل الشكر ذكر المنعم والعمل بطاعته ،وكان من شكر إبراز الضمير المتضمن لذكره تعالى الذي هو أساس الشكر وكان في قوله (أنعمت عليهم )من ذكره وإضافته النعمة إليه ما ليس في ذكر المنعم عليهم لو قاله فضمن هذا اللفظ الأصلين وهما الشكر والذكر المذكوران في قوله :( فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ).

ثانيا : في قوله تعالى (المغضوب عليهم )أورد أيضا أهل العلم أقوال في الحكمة من عدم إسناد الغضب إلى الله عز وجل وهي :
- و الأظهر أن ذلك لإفادةعظم شأن غضب الله عليهم ،فهو الملك الجبار يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض ،فيجد آثار هذا الغضب في كل حال من أحواله.
ولهذا القول شاهد من السنة ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال :إني أحب فلانا فأحبه،قال :فيحبه جبريل ،ثم ينادي في السماء فيقول :إن الله يحب فلانا فأحبوه ،فيحبه أهل السماء ،قال ثم يوضع له القبول في الأرض ،وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فابغضه ،قال فيبغضه جبريل ،ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فابغضوه ،قال :فيبغضونه ،ثم توضع له البغضاء في الأرض ).
و للمقصود شواهد أخرى ،وهو أن إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم .
- والتعبير بالاسم دون الفعل فيه دلالة على تمكن الوصف منهم وملازمته لهم ،والفعل لا يفيد ذلك وقد يدل على وقوع الغضب مرة واحدة فقط.
-وقد ورد عن ابن القيم وجهين آخرين :
أحدهما :أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان و الرحمة تضاف إلى الله ،بينما أفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه تأدبا مع الله عز وجل ،ومثال ذلك ما ورد في قوله تعالى :(و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )سورة الجن .
و الثاني : أن ذلك أبلغ في التبكيت والإعراض عنهم بينما في قوله (أنعمت عليهم )إسناد الفعل إلى الله عز وجل يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
س5- ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين ؟
الإجابة :صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ،ووصف النصارى بأنهم ضالون ،ومما ورد في حديث عدي ابن حاتم الطائي رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(اليهود مغضوب عليهم ،والنصارى ضلال ).
وتوافقت أيضا أقوال السلف على ذلك ومثال ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال :(غير المغضوب عليهم )قال :"يعني اليهود الذين غضب الله عليهم "،(ولا الضالين )قال :"وغير طريق النصارى الذين أضلهم الله بفريتهم عليه "،وورد أيضا ما يوافق ذلك من أقوال الصحابة والتابعين .
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم ؛لأنه وصف له سبب ؛فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم .
-وتضافرت أقوال السلف على أن الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا ،ولكنهم أهل عنا وكبر وحسد ،يكتمون الحق ويحرفون الكلم فاستحقوا غضب الله ،وأما النصارى ضلوا لعبادتهم الله عن جهل ،متبعين أهواءهم ،متخذين أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ،وقالوا على الله ما ليس لهم به علم فضلوا لأنهم ضيعوا ما أنزل الله لهم ولم يسترشدوا به ،فضلوا بذلك ضلالا بعيدا .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
تم بحمد الله وتوفيقه
جزاكم الله خيرا








بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة أسئلة مجلس المذاكرة الرابع :
المجموعة الثالثة :

س1-ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام .
الإجابة :أجاب أهل العلم عن هذا السؤال وقد ورد عنهم بعض المعاني لبيان معنى كلمة (اهدنا )ومنها :
(اهدنا) قال ابن جرير وأبو إسحاق الزجاج وأبو جعفر النحاس وجماعة من اللغويين أن المعنى :ثبتنا على الهدى .
وقد أورد ابن تيمية تفصيلا للرد على هذا السؤال منها :ثبتنا على الهدى ،ألزم قلوبنا الهدى (فحذف الملزوم )،زدني هدى .
ومما قاله ابن تيمية :و الهدى إلى الصراط المستقيم يتناول :
- التعريف بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيليا .
-التعريف بما يدخل في أوامره الكليات .
إلهام العمل بعلمه ،فمجرد العلم بالحق لايحصل به الاهتداء دون العمل بالعلم .
وللإجابة على هذا السؤال نقول أن دخول الإسلام هو حدوث أصل هذه الهداية ؛ولكن المسلم يحتاج هدايات متعددة ووجوهها كالتالي :
1-الهداية قائمة على العلم والعمل وهما يتفاضلان ،فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين والإعانة على الطاعة والعصمة من الضلالة في كل أموره .
2-الهداية الإجمالية لاتغني عن الهداية التفصيلية .
3-الإنسان في حاجة دائمة لطلب التثبيت فالقلوب تتقلب .
4-الفتن التي يتعرض لها المؤمن في كل يوم متعددة ومن لم يهده الله ضل بها .
5-كل عبد في حاجة إلى هداية خاصة بما يناسب حاله .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س2-ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم ؟وما الموقف منها ؟
الإجابة :ما نقل من أقوال السلف في هذا المعنى خمسة أقوال وهي لا تختلف في مدلولها وإن اختلفت دلالاتها :
القول الأول :دين الإسلام ؛وهو قول جمهور المفسرين ،وهو أشهر الأقوال وأصلها ،فالإسلام إذا أطلق شمل مراتب الدين كلها.
واستدل المفسرين بأكثر من حديث لاثبات هذا المعنى ومنها،حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ضرب الله مثلا صراطا مستقيما،وعلى جنبتي الصراطسوران ،فيهما أبواب مفتحة،وعلى الأبواب ستور مرخاة ،وعلى باب الصراط داع يقول :أيها الناس ،ادخلوا الصراط جميعا ،ولا تتعرجوا ،وداع يدعو من فوق الصراط ،فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب،قال :ويحك لا تفتحه ،فإنك إن تفتحه تلجه ،والصراط الإسلام ،والسوران :حدود الله ،والأبواب المفتحة :محارم الله ،وذلك الداعي على رأس الصراط:كتاب الله،والداعي من فوق الصراط:واعظ الله في قلب كل مسلم ).

القول الثاني :كتاب الله عز وجل ،وهو رواية صحيحة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه .
-عن ابن مسعود رضي الله عنه قال "إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين يقولون :يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله ).

القول الثالث :هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه،وهذا القول رواية عن ابن مسعود .
القول الرابع :هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما،وهو قول ابن عباس ورواية عن أبي العالية الياحي والحسن البصري .
القول الخامس :هو الحق ،وهو قول مجاهد ابن جبر .
وجمع بن كثير بين هذه الأقوال فقال :(وكل هذه الأقوال صحيحة ،وهي متلازمة،فإن من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم ،واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر،فقد اتبع الحق ،ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ،ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن ،وهو كتاب الله وحبله المتين ،وصراطه المستقيم ،فكلها صحيحة ويصدق بعضها بعضا ،ولله الحمد ).
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------س3 _بين معاني الإنعام في القرآن .
الإجابة :يأتي الإنعام في القرآن على معنيين كالتالي :
المعنى الأول :إنعام عام ،وهو إنعام فتنة وابتلاء .
ومن أمثلة ذلك المعنى في القرآن:قال تعالى (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه ....)سورة الفجر ،و قوله تعالى (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون )سورة الزمر .
وهذا الإنعام عام على المؤمن والكافر .
وهذا الإنعام حجة على العباد ودليل على المنعم ليخلصوا له العبادة ويشكروه على نعمه ؛ولذلك أكثر من دليل في القرآن منها قوله تعالى: (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا فهو فأنى تؤفكون )سورة فاطر .

النوع الثاني :الإنعام الخاص وهو إنعام منه واجتباء ،وهو الإنعام بالهداية إلى مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال ،وما يمن به على بعض عباده من أسباب فضله ورحمته وبركاته ،فهو إنعام خاص بالهداية والتوفيق والاجتباء ،وله أمثلة كثيرة في القرآن منها ،قوله تعالى: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيق .ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما )،وقوله تعالى :(أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا )سورة مريم .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
س4-ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى :( أنعمت عليهم )إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جل وعلا في قوله :(المغضوب عليهم )؟
الإجابة :أولا :في قوله تعالى :(أنعمت عليهم )أورد أهل العلم أقوال في الحكمة من الإسناد إلى الله عز وجل وهي :
الأول :توحيد الله والتصريح بذكر إنعامه وحده ،وأنه لولا إنعامه لم يهتد أحد إلى الصراط المستقيم ،فكان ذكر الضمير أدل على التوحيد من قول (المنعم عليهم ).
الثاني :أنه أبلغ في التوسل والثناء على الله تعالى ،فهو يقتضي أن كل مهتد إلى الصراط فإنما اهتدى بما أنعم الله عليه ،فيتوسل بسابق إنعامه على كل من أنعم عليهم بأن يلحقه بهم وأن ينعم عليه كما أنعم عليهم .
الثالث :هذا اللفظ أنسب للمناجاه والدعاء والتقرب والتضرع إلى الله عز وجل .
الرابع :أن مقتضى النعمة التصريح بذكر المنعم ونسبة النعمة إليه
قال ابن القيم :(الإنعام بالهداية يستوجب شكر المنعم بها ،وأصل الشكر ذكر المنعم والعمل بطاعته ،وكان من شكر إبراز الضمير المتضمن لذكره تعالى الذي هو أساس الشكر وكان في قوله (أنعمت عليهم )من ذكره وإضافته النعمة إليه ما ليس في ذكر المنعم عليهم لو قاله فضمن هذا اللفظ الأصلين وهما الشكر والذكر المذكوران في قوله :( فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ).

ثانيا : في قوله تعالى (المغضوب عليهم )أورد أيضا أهل العلم أقوال في الحكمة من عدم إسناد الغضب إلى الله عز وجل وهي :
- و الأظهر أن ذلك لإفادةعظم شأن غضب الله عليهم ،فهو الملك الجبار يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض ،فيجد آثار هذا الغضب في كل حال من أحواله.
ولهذا القول شاهد من السنة ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال :إني أحب فلانا فأحبه،قال :فيحبه جبريل ،ثم ينادي في السماء فيقول :إن الله يحب فلانا فأحبوه ،فيحبه أهل السماء ،قال ثم يوضع له القبول في الأرض ،وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فابغضه ،قال فيبغضه جبريل ،ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فابغضوه ،قال :فيبغضونه ،ثم توضع له البغضاء في الأرض ).
و للمقصود شواهد أخرى ،وهو أن إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم .
- والتعبير بالاسم دون الفعل فيه دلالة على تمكن الوصف منهم وملازمته لهم ،والفعل لا يفيد ذلك وقد يدل على وقوع الغضب مرة واحدة فقط.
-وقد ورد عن ابن القيم وجهين آخرين :
أحدهما :أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان و الرحمة تضاف إلى الله ،بينما أفعال العدل والجزاء والعقوبة يحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه تأدبا مع الله عز وجل ،ومثال ذلك ما ورد في قوله تعالى :(و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )سورة الجن .
و الثاني : أن ذلك أبلغ في التبكيت والإعراض عنهم بينما في قوله (أنعمت عليهم )إسناد الفعل إلى الله عز وجل يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
س5- ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين ؟
الإجابة :صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ،ووصف النصارى بأنهم ضالون ،ومما ورد في حديث عدي ابن حاتم الطائي رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(اليهود مغضوب عليهم ،والنصارى ضلال ).
وتوافقت أيضا أقوال السلف على ذلك ومثال ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال :(غير المغضوب عليهم )قال :"يعني اليهود الذين غضب الله عليهم "،(ولا الضالين )قال :"وغير طريق النصارى الذين أضلهم الله بفريتهم عليه "،وورد أيضا ما يوافق ذلك من أقوال الصحابة والتابعين .
وهذا لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم ؛لأنه وصف له سبب ؛فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم .
-وتضافرت أقوال السلف على أن الغضب على اليهود أنهم لم يعملوا بما علموا ،ولكنهم أهل عنا وكبر وحسد ،يكتمون الحق ويحرفون الكلم فاستحقوا غضب الله ،وأما النصارى ضلوا لعبادتهم الله عن جهل ،متبعين أهواءهم ،متخذين أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ،وقالوا على الله ما ليس لهم به علم فضلوا لأنهم ضيعوا ما أنزل الله لهم ولم يسترشدوا به ،فضلوا بذلك ضلالا بعيدا .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
تم بحمد الله وتوفيقه
جزاكم الله خيرا

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 12:15 AM
ريم السيد بيومي ريم السيد بيومي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 116
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
معنى اهدنا أي ثبتنا على الحق , وهذا قول (ابن جرير , وأبو إسحاق الزجاج , وأبو جعفر النحاس , وغيرهم من علماء اللغة
_قال الزجاج : ومعنى اهدنا وهم مهتدون : أي ثبتنا على الحق
-وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
يقولون في قوله (اهدنا الصراط المستقيم ) إن المؤمن قد هدي إلى صراط مستقيم فأي فائدة في طلب الهدى ؟
فيجيب بعضهم ويقول:
_(أي ثبتنا على الهدى , أو ألزم قلوبنا الهدى , أو زدني هدى )
ويوردون هذا السؤال لعدم تصورهم الصراط المستقيم فإن المراد به
_العمل بما أمر الله به
2_ترك مانهى الله عنه
وعندما أقر الإنسان بأن محمدا حق , وأن القران حق , فأكثر مايحتاج إليه من العلم بما ينفعه ويضره , وماأمر به في تفاصيل الأمور مالم يعرفه وماعرفه فكثير منه لم يعلمه
والهدى إلى صراط مستقيم يتناول
_التعريف بما جاء به الرسول مفصلا
_التعريف بما يدخل في أوامر الرسول
_يتناول العمل بعلمه
وأن دخول المسلم الى الإسلام هو أصل الهداية ولكنه يحتاج الى هدايات أخرى
1_الهداية قائمة على العمل بما يعلم من أمور الدين .
2_أن القلب يتقلب فيحتاج المرء إلى سؤال الهداية
3_يحتاج المرء إلى هداية تفصيله في أمور دينه
4_يتعرض المرء في يومه وليلته إلى الفتن فيحتاج أن يسأل الله الهداية والثبات
5_أن لكل عبد حاجات خاصة للهداية
...............................................................................................................
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
أن تعريف السلف للصراط المستقيم متعددة وفي >لك خمسة أقوال .
القول الأول : ( دين الإسلام ) قول جابر ابن عبد الله وغيرهم من أقوال جمهور المفسرين
والقول إذا أطلق لانه أريد به كل مراتب الدين وهو كل مامر به المرء ونهي عنه , وكذلك كل عبادة يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى وتكون هذه العبادة صحيحة
الدليل : حديث سمعان الكلابي رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)
القول الثاني : ( كتاب الله ) وهذا قول ابن مسعود رضى الله عنه
الدليل : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث وصف القرآن المشهور وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم).
القول الثالث : (هو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ) وهذا قول ابن مسعود رضى الله عنه
الدليل : روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: «الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم»
القول الرابع : (هو الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر ) وهو قول ابن عباس رضى الله عنهما
الدليل : عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى {الصراط المستقيم} قال: «هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه» قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: «صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما».
القول الخامس : ( وهو الحق ) وهو قول مجاهد
والصراط المستقيم هو الحق لأن كل من اتبع غيره فهو باطل

_ الموقف منها : هو قول ابن كثير (وكلّ هذه الأقوال صحيحةٌ، وهي متلازمةٌ، فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا، وللّه الحمد)
...........................................................................................................
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن؟
الإنعام في القران على معنيين
المعنى الأول : إنعام عام وهو إنعام فتنة وابتلاء
قال تعالى () فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ )
ويشمل هذا الإنعام للمؤمنين والكافرين ز قال تعالى: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)
المعنى الثاني :إنعام خاص وهو إنعام منة واختبار واصطفاء
وهذا الإنعام يشمل الهداية لكل مايحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال
قال تعالى (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)
ومعنى الإنعام في هذه الاية

المراد به الإنعام الخاص بالهداية الخاصة والاصطفاء والوقاية من كيد الشيطان ومن شر النفس وصرف المعوقات , وهذا الإنعام يشمل أسباب الهداية وأحوالها , وإنعام بتثبييت المرء وتأييده حتى يجد ثمرة الهداية , والإنعام للمدوامة على الهداية والصراط المستقيم .
...............................................................................................
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
أن الله سبحانه وتعالى قال (أنعمت عليهم ) ولم يقل ( المنعم عليهم ) كقوله تعالى (المغضوب عليهم )
يتلخص في الاتي :.
1_لأن فيه بلاغة أكثر في التوسل والثناء على الله سبحانه وتعالى وأن كل مهتدي الى الصراط المستقيم مهتدى بما أنعم الله عليه
2_توحيد الله سبحانه وتعالى بذكر إنعامه وحده ولولا أنعام الله لم يهتد أحد إلى الصراط المستقيم .
3_لأن هذا اللفظ أنسب لمناجاة الله والتضرع إليه والتقرب إلى الله تعالى
4_لأن شكر النعمة يقتضى ذكر المنعم ونسبة النعمة إليه
وفي عدم اسناد الغضب له سبحانه وتعالى وذلك لإفادة عظم شأن غضب الله وأنه تعالى إذا غضب غضب لغضبه جنود السموات والأرض فيجد أثار الغضب في كل أحواله .
....................................................................................................................
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
_صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف اليهود بالمغضوب عليهم
_ووصف النصارى بأنهم ضالون .
وهذا الوصف بسبب فعلهم
فاليهود كان سبب الغضب عليهم أن علموا ولم يعملوا _ حرفوا الكلم عن مواضعه بعد علمهم أنه حق _ قسوة قلوبهم _يكتمون الحق _يعادون أولياء الله .
والنصارى استحقوا الضلال وذلك لأنهم عملوا بدون علم أي عبدوا الله عن جهل , واتبعوا في عبادتهم أهوائهم _ وأنهم ابتدعوا في دينهم فضيعوا ماأنزل الله _ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله في تحليل ماحرم الله وتحريم ماأحل الله _ غلوا في دينهم _ ضيعوا ماأنزل الله

....................................................................................................

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 02:19 AM
شقحه الهاجري شقحه الهاجري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 124
افتراضي

س1:يشتمل دعاء الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) على دعاء مسألة وهي مقصود العبد بعد الحمد والثناء والتمجيد لله تعالى وبعد التوسل والاستعانة .
كما ورد في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى "فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا ة لضالين " قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ؛ فمن أحسن الاتيان بما دل عليه أول السورة كان أسعد بإجابة دعوته في، آخرها.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة .
* س2) الصراط في اللغة العربية الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب ؛ قال ابن جرير :( أجمعت الحجة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ) .
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين والسراط سمي كذلك لأنه يسترط المارة أي. يسعهم ؛وقيل يبتلعهم .
وقال ابن القيم رحمه الله(الصراط ما جمع خمسة أوصاف؛ أن يكون طريقا مستقيما سهلا مسلوكا واسعا موصلا إلى المقصود ؛فلا تسمي العرب الطريق المعوج صراط ولا الصعب المشق ولا المسدود غير الموصل )
س3 الحذف للدلالة على العموم في كل ما من شأنه حصول تمام الهداية فالعبد يحتاج إلى نعم عظيمة لتتم له نعمة الهداية ، والهدايات كثيرة في كل شأن من شؤونه
س4في الموضع الأول ذكر الصراط معرفا باللام كان الأهم للسائل أن يهدى إلى الصراط المستقيم وهو الطريق الصحيح السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة ،وأنه طريق واحد كما دل عليه معنى التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني أتى ذكر الصراط معرفا بالاضافة إلى الذين يستانس باتباعهم واقتفاء آثارهم ويفيد بأنه صراط آمن مسلوك قد سلكه من فاز بثواب الله ورحمته وفضله.
س5 صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه لليهود بأنهم مغضوب عليهم ووصفهم للنصارى بالضلال لذلك توافقت أقوال السلف بأن اليهود هم المغضوب عليهم والنصارى هم الضالين،

فروى بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (غير المغضوب عليهم)*قال:(يعني اليهود الذين غضب اللّه عليه)
(ولا الضالين)قال :*(وغير طريق النصارى الذين أضلهم اللّه بفريتهم عليه).
وقد اتفق السلف بأن سبب الغضب على اليهود لأنهم لم يعملوا بما عرفوا من الحق وسبب الضلال في حق النصارى أنهم عملوا بجهل فضلوا وأضلوا .

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 02:30 AM
خديجة الكداري خديجة الكداري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
المشاركات: 76
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم ...
الإجابة على أسئلة المجموعة الأولى بإذن الله...
السؤال الأول :
بين مايشمله الدعاء بقوله :{اهدنا الصراط المستقيم }،
يشمل هذا الدعاء عدة أمور :
-الدلالة على طريق الحق و الإرشاد إليه ،ثم التوفيق والإلهام ، ولا تتحقق هذه الهداية إلا بالجمع بين المعنيين ويشتمل أيضا الإعانة على طاعة الله، وترك معصيته ، حتى يسلم من جميع شرور الدنيا والآخرة ،وسؤال الهداية متضمن لحصول كل خير ، والسلامة من كل شر ،،فمن كملت له هذه الأمور كلها كان سؤال الهداية له سؤال التثبيت والدوام كما قال ابن القيم رحمه الله ،


السؤال الثاني :
-بين معنى الصراط لغة ؟
الصراط في لغة العرب :الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب ،
قال ابن جرير :<<أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ،
وكذا في لغة جميع العرب ، فمن ذلك قول جرير بن عطية بن الخطفي :
أمير المؤمنين على صراط ** إذا اعوج الموارد مستقيم .
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين، وفي قراءة ابن كثير المكّي (السِّراط) بالسين، وفي قراءةٍ لأبي عمرو (الزِّرَاط) بالزّاي الخالصة، ومن القُرّاء من يشمّ الزاي بالصاد.
قال ابن الجزري: (ووجه ذلك أن حروف الصفير يبدل بعضها من بعض).
وكلّها متفقة في المعنى، وإنما اختلف النطق بها لاختلاف لغات العرب، وقد رُسمت في المصحف صاداً على خلاف الأصل لتحتمل هذه الأوجه كلها.
والمقصود أنَّ الأصل هو السين، وقد نَقَل أبو منصور الأزهري عن بعض أهل اللغة أنَّ السِّرَاط إنما سُمّي سِراطاً؛ لأنه يسترط المارّة، أي يسعهم.
ومن أمثال العرب: لا تكن حلواً فتُسترَط أي: تُبتَلع.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقاً مستقيماً سهلاً مسلوكاً واسعاً موصلاً إلى المقصود؛ فلا تسمّي العربُ الطريقَ المعوجَّ صراطاً ولا الصعب المُشِقّ ولا المسدودَ غير الموصول).
قال: (وبنوا "الصراط" على زِنَةِ فِعَال لأنَّه مُشْتَمِلٌ على سالكِهِ اشتمالَ الحلقِ على الشيءِ المسرُوط) انتهى
والمقصود أنَّ اختيار لفظ "الصراط" على غيره من الألفاظ كالطريق والسبيل والمنهج وغيرها له حِكَمٌ ودلائل.


السؤال الثالث :
-ما الحكمة من حذف متعلق الإنعام في قوله تعالى : {أنعمت عليهم }؟
قال الله تعالى :{صراط الذين أنعمت عليهم }،
{أنعمت عليهم } إذا سألنا أنفسنا : أنعم الله عليهم بماذا ؟ ... فلن نجد جوابا صريحا مع حاجتنا إلى معرفته ، فما الحكمة من ذلك ؟
قال العلماء :أن كل حذف في القرآن له حكمة ، ولذلك اعتنى أصحاب التفسير البياني بمبادئ الحذف في القرآن، ومن ذلك حذف متعلق الإنعام من هذه الآية ، والأظهر عندهم والله أعلم أن الحذف هنا للدلالة على العموم في كل مامن شأنه حصول تمام الهداية ،
فإن العبد يحتاج إلى إنعام يعرفه سبيل الهدى ويبصره به ،وإنعام لإرادة اتباع الهدى ، وإنعام لإعانته على سلوك سبيله ،وصرف القواطع والمعوقات عنه ، وإنعام بتوفيقه للمداومة على سلوك هذا الصراط حتى يلقى ربه جل جلاله وهو راض عنه .


السؤال الرابع :
-ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط ؟
تكرار ذكر الصراط في قوله تعالى {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم }، له في كل موضع حكمة ومناسبة وفائدة لا تتحقق في غيره .
والحكمة في ذلك أنه في الموضع الأول ، كان الأهم للسائل أن يهدى إلى الطريق المستقيم ، وهو الطريق السهل المفضي إلى العاقبة الحسنة ، وأنه طريق واحد ، وذكر الصراط هنا معرفا بأل للدلالة على العهد الذهني ،
أما الموضع الثاني : أتى ذكر الصراط معرفا بالإضافة إلى الذين سيتأنس باتباعهم واقتفاء آثارهم وليفيد بأنه صراط آمن مسلوك قد سلكه الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضل الله ورحمته وحسن ثوابه ،


السؤال الخامس:
-ماسبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين ؟
-توافق السلف رضوان الله عليهم في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين بسبب مادل عليه كتاب الله في حق اليهود في الآية الكريمة قال تعالى: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غصب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم }وهم المنافقون الذين تولوا اليهود باتفاق أهل التفسير ،وسياق الآية يدل عليه .
وقال في النصارى { لقد كفر الذين قالو إن الله ثالث ثلاثة } إلى قوله :{قل يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلو من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل }،
وهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق ،ولهذا نهاهم عن الغلو ،وهو مجاوزة الحد ،كما نهاهم عنه في قوله :{يأهل الكتاب لاتغلو في دينكم } {ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته }،
كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،أنه وصف اليهود بأنهم مغضوب عليهم ،ووصف النصارى بأنهم ضالون .
فقد ذكر المفسرون وأهل الحديث ثلاثة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند تفسيرهم لآية {غير المغضوب عليهم ولا الضالين }.
نكتفي بأهمها : وهو حديث عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال ) .رواه احمد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن خزيمة في التوحيد ، وابن حبان والطبراني في الكبير من طرق عن سماك بن حرب ،عن عباد بن حبيش ،عن عدي به، وعباد بن حبيش مجهول.
ورواه ابن جرير الطبري والطبراني في الأوسط وتمام في فوائده من طريق عبد الله بن جعفر الرقي عن سفيان بن عيينة عن اسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(المغضوب عليهم :اليهود والضالين :النصارى )
وهذا الإسناد ظاهره الصحة ورجاله ثقات ، لكن له علة وهي أن سعيد بن منصور رواه عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد مرسلا ،وهو كذلك في تفسير سفيان بن عيينة كما في الدر المنثور .
وهو جزء من حديث طويل في خبر إسلام عدي بن حاتم رضي الله عنه.

تم بحمد الله ...
وجزاكم الله خيرا ...

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 02:47 AM
إيمان أحمد محمد عبد اللطيف إيمان أحمد محمد عبد اللطيف غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 24
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
_______________
المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
_________________________________________
ج1 : الدعاء بإهدنا الصراط المستقيم دعاء جامع نافع محكم ارتضاه الله عز وجل للأمة وأحبه لها وفرضه عليها ووعد بإجابته , والعبد إن أجاب الله دعاءه هذا وحصلت له الهداية إلى الصراط المستقيم فإن الله يعينه على طاعته وترك معصيته ويكون نتيجة ذلك أن يصرف عنه الشر فى الدنيا والآخرة , ويحصل للعبد ما يترتب على هذه الهداية من الرزق والنصر وما ترجوه النفس من العاقبة الحسنة فى الدنيا والآخرة
فإن العبد الذى يدرك درجة فقره وحاجته لأى يهديه الله فى كل لحظة وفى كل أحواله فعليه أن يداوم على هذا الدعاء حتى يحصل هدى الله عز وجل ويصير من أولياءه المتقين .
والهداية هنا على درجتين :
* هداية الدلالة والإرشاد (الهداية العلمية) وبها يصير للعبد بصيرة فى الدين يعلم بها الحق من الباطل
* هداية التوفيق والإلهام (الهداية العملية) وبها يريد العبد العمل بما يعلمه من الحق

ج2 : الصراط لغة هو الطريق الموصل للمطلوب وهو واضح واسع مستقيم لا اعوجاج فيه سهلا مسلوكا .

ج3 : الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم} هو إرادة العموم , فإن العبد يحتاج فى كل شؤونه إلى هدايات كثيرة وحذف متعلق الإنعام هنا يشير إلى حصول تمام الهداية التى هى نعمة عظيمة فى حق العبد . وهذا نظير قوله تعالى " إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم " فحذف متعلق أفعل التفضيل "أقوم" أُريد به العموم , أى : أقوم فى كل ما يحتاج إليه العبد من أبواب الدين .

ج4 : الحمكة من تكرار ذكر الصراط التوكيد على أن هذا الصراط هو الصحيح السهل المفضى إلى العاقبة الحسنة , حيث أنه ذُكر أولا معرفا باللام " اهدنا الصراط " , ثم ذٌكر معرفا بالإضافة " صراط الذين أنعمت عليهم "
أى أن هذه الطريق هى التى سلكها الذين أنعم الله عليهم فتأسوا بهم . يقول ابن القيم رحمه الله : "فإن النفوس مجبولة على التأسى والمتابعة فإذا ذُكر لها من تتأسى به فى سلوكها آنست واقتحمتها )

ج5 : سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين هو وجود النصوص الدالة على ذلك منها حديث عدى بن حاتم الطائى وهو العمدة فى هذه المسألة وقد صححه جماعة من أهل العلم , فقد روى عدى بن حاتم الطائى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال " .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 05:47 AM
عفاف سعيد عفاف سعيد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مجموعة المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 58
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.
السائلين للهداية يتفاضلون من وجوه
الأول : حضور القلب وقت الدعاء ، فدعاء المدرك حاضر القلب ليس كدعاء الغافل اللاهي ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل "
الثاني : الاحسان في الدعاء ، وهو مايقوم في قلب الداعي من تضرع وخشية وخوف وانكسار بين يدي الله وحسن الظن به وهو يتفاوت بين السائلين للهداية ، وكلٌ نصيبه من الاجابة بحسب إحسانه في دعائه .لقوله تعالى :( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين . ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين)
الثالث: مقصد الداعي من سؤال الهداية والله يعلم مقاصد عباده ويعلم مانوى كل سائل منهم ، فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ، و الأكمل أن ينوي السائل الهداية التامة .
******************************************
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
المراد بالصراط المستقيم ما فسره تعالى في الآية التالية لهذه الآيه وهي قوله : ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) والصراط المستقيم اسم جامع مانع لكل مايوصل لرضا الله وجنته وما ينجي من غضب الله وعقابه
وهذا الصراط له سواء وهو أوسطه و أعدله وله حدود ومراتب ، ويختلف حال السالكون لهذا الصراط في مراتبهم و في سرعتهم وفي الحذر من قواطع الطريق .
واختلفت أقوال السلف في تفسير الصراط المستقيم على أقول ، المشهور منها خمسة وهي :
القول الأول : أن الصراط هو دين الإسلام وهذا أصل الأقول وأشهرها
القول الثاني : هو القران
القول الثالث : هو ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه
القول الرابع : هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر
القول الخامس : هو الحق
وهذه الأقوال كلها صحيحة متلازمة لاتنفك بعضها عن بعض .
******************************************
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
لثلاث فوائد وهي:
الأولى : قطع تعلق القلب عن الأشخاص ، واستشعار أن اتباع الأنبياء والصالحين إنما هو امتثال لأمر الله تعالى .
الثانية : التنبيه على سبب انعام الله عليهم و هي الهداية .
الثالثة : أن الآية عامة في جميع المنعم عليهم ، فالله هداهم جميعا لتفاصيل طريق الهداية فذكرهم بوصفهم أبلغ وأوجز.
******************************************************
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
ذكر المفسرون أوجها مختلفة للحكمة من تقديم المغضوب عليهم على الضالين :
الأول : مراعاة فواصل الآية ، وهذا وإن كان صحيحا ووجها حسنًا في التفسير إلا أنه لا يستقل جوابا بنفسه
الثاني : أن اليهود متقدمون على النصارى في الزمن .
الثالث : أن اليهود أغلظ و أشد كفرا من النصارى لذا تقدموا في الذكر
الرابع : لقربهم في ذلك الزمان حيث أن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة
الخامس : لإفادة الترتيب في التعوذ حيث ينفى الأقوى ثم الأضعف .
السادس : أن الغضب يقابل الإنعام فقول منعم عليه ومغضوب عليه افضل من قول منعم عليه وضال وذكر ابن القيم أن هذا أحسن الوجوه .
السابع : أن أول ذنب عصي الله به هو من جنس ذنب المغضوب عليهم وهو العصيان عن علم ومعرفة فامتناع إبليس عن السجود لآدم هو معصية عن علم ومعرفة .
************************************************************
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
لإفادة عظم غضب الله عليهم ,وأنه غضب الملك الجبار الذي يغضب لغضبه من في السماوات والأرض وأن أثر غضب الله يلاحق المغضوب عليه في كل أحواله .
والتعبير بالإسم دون الفعل دليل من تمكن الوصف منهم وأنه ملازم لهم .
وذكر ابن القيم رحمه الله وجهين آخرين :
أحدها : أن ذلك جار على الطريقة المعهودة في القران من أن أفعال الجود والفضل والاحسان تنسب لله عز وجل وأن أفعال الغضب و العقوبات لا تنسب له جل جلاله إنما تنسب للسبب الذي أدى للعقوبة أو يحذف ذكر الفاعل تنزيها للرب تعالى وتأدبا .
الثاني : أن ذلك أبلغ في تكبيتهم والإعراض عنهم بخلاف المنعم عليهم في قوله (أنعمت عليهم ) ففيه تكريم وتشريف لهم .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 05:48 AM
وفاء بنت علي شبير وفاء بنت علي شبير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 255
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
هذه الآية آية عظيمة شملت أعظم مطالب العبد في الدنيا والآخرة؛ ألا وهو الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، بسلوك طريق الذين أنعم الله عليهم ورضي عنهم في الدارين.
فاحتوت الآية على سؤال العبد ربه الهداية، والهداية نوعان: هداية الدلالة والإرشاد التي يعلم بها الحقّ من الباطل، فيكون حصيفًا بصيرًا فطنًا في أمر دينه.
والنوع الآخر: هداية التوفيق والإلهام، والتي يوفق فيها العبد ويعان بحول الله وقوته لامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ومحبة كل ما يرضي الله وبغض كل ما يكره.
وبتحقيق نوعي الهداية للعبد: يتأتى له بقية ما ينتج عنها من النصر والولاية والرزق والتوفيق وغيرها من الفضائل والنعم، وكذا ما تتشوف إليه النفس من تحقيق السعادة، وحسن العاقبة في الدارين.
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط لغة: هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب، وهذا ما قرره علماء اللغة، وأجمع عليه علماء التفسير، كما نقل ذلك ابن جرير-رحمه الله
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
لا ريب أنّ الحذف في القرآن لا يمكن أن يؤدي إلى وجود خلل، بل هو لحكم عظيمة وفوائد جليلة، ومن أمثلة الحذف فيه: حذف متعلّق الإنعام في قوله: (أنعمت عليهم) ؛ فلم تبين الآية بم أنعم الله عليهم، ولعل أظهر الأقوال في المسألة: أنَّ الحذف هنا لأمرين:
الأول: للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية؛ وذلك بعد أن بين لهم أسباب الهداية.
والأمر الآخر: لأن العبد يحتاج إلى هدايات كثيرة في كلّ شأن من شؤونه.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
إنّ لتكرار الصراط في موضعين متقاربين في سورة الفاتحة حكم وفوائد تختلف عن الموضع الآخر، وفيما يأتي توضيح ذلك:
في الموضع الأول: كان هم السائل أن يُهدى إلى الطريق الصحيح الذي يتوصل إليه بسهولة تحقيق مراده، وهو طريق واحد، كما دلّ عليه التعريف والعهد الذهني.
وفي الموضع الثاني: بعد أن تحقق له مبتغاه وهي إلى الصراط المستقيم أتى الصراط معرّفاً بالإضافة إلى الذين باتّباعهم واقتفاء آثارهم فوزًا وفلاحًا؛ وذلك ليطمئن السائل بأنَّ هذا الطريق طريق آمن سبقه إليه أولياء الله الصالحين الذين أنعم الله عليهم ففازوا بفضله ورحمته.
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
يعود السبب في ذلك: لوجود حديث صحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ثبت فيه أنه وصف اليهود بأنَّهم مغضوب عليهم، ووصف النصارى بأنّهم ضالون. فعن عديّ بن حاتم الطائي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال). رواه أحمد والترمذي وغيرهم.
ولذا فقد تظافرت أقوال السلف على:
أنَّ سبب الغضب على اليهود أنَّهم لم يعملوا بما علموا، وأنَّ النصارى ضلوا لأنّهم عبدوا الله على جهل.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 06:01 AM
إيمان الشيباني إيمان الشيباني غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 16
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
إعانة العبد على الطاعة وترك المعصية ولم يصيبه شر لا في الدنيا ولا الاخرة ويصبح من اولياء المتقين فإن حصلته له الهداية رزقه الله ونصره ووفقه واسعده و رزقه العاقبة الحسنة بالدنيا والاخرة
س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب
وكذلك يعرف بأنه الطريق الذي لا اعوجاج فيه
س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
للدلالة على على العموم في كل ما من شأنة حصول تمام الهداية .
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
توكيد وتقوية
س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وصف اليهود بأنهم المغضوب عليهم , ووصف النصارى بأنهم الضالون.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 25 ذو القعدة 1437هـ/28-08-2016م, 06:29 AM
آراك الشوشان آراك الشوشان غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 30
افتراضي

أسعد الله أوقاتكم بكل خير..
المجموعة الثانية:

س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية.

اللهم اهدنا فيمن هديت،

يسأل المسلمون الله تبارك وتعالى الهداية في صلاتهم ودعائهم، إلا أنهم يتفاضلون في ذلك.
فمنهم من يدعو الله بقلبِ حاضر، ودعاؤه لن يكون كدعاء القلب الغافل عند اللطيف الخبير، إذ رو عن النبي عليه الصلاة والسلام ما حسّنه بعض العلماء وضعّفه آخرون أنّه قال "إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل."
ومنهم المتفاوتون في مقاصد سؤال الهداية، ولأنّه جلّ في علاه أعلم بالنيّات فإن الأكمل للإنسان أن يقصد بدعائه الهداية التي ترشده وتبصّره وتجعله متبعاً للحق محسناً في اتّباعه.
ومنهم من يحسن في الدعاء، فتجده يدعو الله صامداً له متذللاً بين يديه مقدماً أسباب إجابة الدعاء من إظهار المسكنة والاضطرار والافتقار. والمحسنون بلا ريب أقرب للإجابة دون غيرهم، فما ظنك بدعاء الهداية والتوفيق لها؟

=

س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم


أرشد تبارك وتعالى عباده لأن يسألوه الهداية للصراط المستقيم، ثم فسّر في الآية التي تليها ماهيّة هذا الصراط إذ هو "صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضّالين." فهو إذن اسم الطريق الموصل لكل نعيم أخروي، الحنيف عن كل عذاب وعقاب أخروي، وهذا الطريق هو دين الله تبارك وتعالى؛ مُستقيم يهدي متّبعيه للرشاد لا محالة، واسع يشمل أحوالهم واختلافاتهم، واضح لا يُغم فهمه على أحد. وسالكو هذا الصراط متفاوتون في مدى التزامهم إياه، وبقدر هذا التفاوت تكون مراتبهم، فما بين عالي الدرجات مُحسن وما بين مُقصّر حاد عنه حتى كاد يخرج عنه.

=


س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟


من جُملة التفاسير التي يُفسر بها العلماء قوله تبارك وتعالى "الذين أنعمت عليهم" أنّ المُنعم عليهم هم "النبيين والصديقين والشهداء" المذكورون في سورة النساء، الآية 69. إلا أنّ سؤالاً وجيهاً يُطرح في ذلك: ما دام المقصود بالمنعم عليهم هؤلاء الأنبياء والصديقين والشهداء، فلِم لم يُضف إليهم الصراط صراحة، إنما اُضيف للاسم الموصول وجملته؟

ابن القيم رحمه الله بفكره الدؤوب طرح هذا السؤال، وإجابته ملخصةُ كالتالي:
1) لفت الانتباه إلى أنّه الإنعام هو الهداية، فلما هداهم تبارك وتعالى صار مُنعمٌ عليهم.
2) إنما الهداية بالعلم بالله وصراطه الموصل إليه، وليس بالتعلّق بالأشخاص واتباعهم دون بصيرة، وإنما اتباع الأنبياء فلاتباعهم أمر الله الذي أُرسلوا به.
3) طبقات المنعَم عليهم كثيرة متفاوتة ، ربهم وحده أعلم بهم وهو المُنعم عليهم باستقامة الصراط ومدى التزامهم به، والآية بذلك عامة تُدخل كل من أنعم الله عليه.

=


س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟


هذه
من المسائل الشهيرة بين علماء التفسير، وما يقدم الله جلّ في علاه إلا لحكمة اجتهد العلماء في تبيينها. ومن أوجه الحكمة التي بيّنوها أن اليهود متقدمون على النصارى في الزمن والشريعة، وأنّ اليهود كانوا جيراناً للنبي عليه الصلاة والسلام في المدينة، فكان التقديم لقربهم، وهذان قولان قال بهما ابن القيم رحمه الله، إلا أنّ مكّيّة سورة الفاتحة تُشكل الوجه الأخير إلا إن قصد أن اليهود في المدينة أقرب من النصارى. ومن أوجه الحكمة التي ذكرها ابن القيم أيضاً وأجاب به ابن عثيمين رحمهما الله قوله " قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل." وقال أبو حيّان الأندلسي خلاصةً إن من الوجوه أن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم المغضوب عليهم أحسن من تقديم الضالين. ويمكن تفصيله بالقول إن هذا التقديم يحقق مقابلتين: المقابلة الخاصة التي هي بين العمل وتركه والمقابلة العامة التي هي بين العلم وعدمه، فإن علمت أن الهداية لا تتحقق لا بعلم وعمل وأن العلم سابق على العمل، علمت أن العلم عامّ فناسب أن مقابلته عامّة، والعمل خاص ومقابلته خاصّة، فقدم الخاص ليتمّها ثم يأتي بالمقابلة العامة. ومن الأوجه أيضاً التي زادها د. فاضل السامرائي أن أول ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم لأنه عن علم، فناسب التقديم. ومن الإجابات التي لا تستقل بنفسها وإن كانت وجيهة أن التقديم مراعاة لفواصل الآيات، والترتيب في التعوّذ إذ يكون النفي للأقوى أولاً ثم الأضعف مع مراعاة الفواصل، وهذان مما ذكرهما ابن عاشور رحمه الله.

=


س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟


الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله: {غير المغضوب عليهم}

أسند الله جلّ في علاه الفعل إليه في قوله "صراط الذين أنعمت عليهم" إلا أنّه لم يستخدم الفعل في قوله "غير المغضوب عليهم" بل الاسم، وهذا مما بحثه العلماء الأجلّاء، فمن الدلالات أن الوصف قد تمكّن منهم، وإظهارا لغضب الله عليهم، الغضب الذي تغضب لهم السماوات ومن فيهن والأرض ومن فيها، وقد أبدع ابن القيم رحمه الله في تبيان هذه الحكمة إذ قال فيما قاله إن الطريقة المعهودة في القرآن هي إضافة أفعال الإحسان والرحمة والجود لله جلّ في علاه، أما أفعال العدل والجزاء والعقوبة فإنها لا تضاف له جلّ في علاه تأدباً معه وتنزيها له، ألا قرأت وصف إبراهيم عليه السلاط "الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو يطعمني ويسقين، وإذا مرضت يشفين"؟ ويضاف لذلك أن الفعل أُسند لمن قام به، أي ضلّ الطريق وأضلّ نفسه، ولم يضلله لله لئلا يفهم أن ذلك ينطوي على عذرٍ لهم. وأخيراً أن الإعراض عن ذلك الفاعل فيه إزراء به، بعكس المنعم عليهم إذ نسب إنعامه عليهم ليفيد تشرفيه لهم وإكرامهم وعنايته.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 26 ذو القعدة 1437هـ/29-08-2016م, 06:45 PM
شادن كردي شادن كردي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 384
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة:
س1: ما الحكمة من سؤال المسلم الهداية إلى الصراط المستقيم وقد هداه الله إلى الإسلام؟
من أقوال أهل العلم في ذلك :
أن المعنى ثبتنا على الهدى وهو قول ابن جرير والزجاج وغيرهم
وأطال ابن تيمية بحثها ..
والحاصل أن دخول المسلم في الاسلام هو أصل الهداية لكنه يحتاج إلى هدايات كثيرة ومنوعة
-أن الهداية قائمة على العلم والعمل وهما يتفاضلان فيحتاج المؤمن إلى البصيرة في الدين والعصمة في كل أموره
-أن الهداية الاجمالية لاتغني عن التفصيلية
-أن القلب يتقلب وحاجة المؤمن للهداية متجددة
-الفتن التي تعرضه كثيرة ومن لم يهده الله زل
-وأن لكل عبد حاجات خاصة تناسب حاله فهو محتاج أن يمده الله بتلك الهدايات
س2: ما هي أقوال السلف في معنى الصراط المستقيم؟ وما الموقف منها؟
اختلفوا على 5 أقوال :1-دين الاسلام وهو قول جمهور المفسرين وأصح الأقوال وأسها وكل ماأمر الله به أو نهى عنه فهو من الاسلام واستدلوا بحديث النواس بن سمعان :(ضرب الله مثلا صراطا مستقيما ..........وفيه فالصراط :الاسلام
2-كتاب الله :رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود
3- ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: رواية عن ابن مسعود
4- هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه : قول ابن عباس وأبو العالية
5- هو الحق:قول مجاهد بن جبر وهوحقيقة بيان وصف الصراط
ينبغي لطالب علم التفسير إذا تجاوز مرحلة المتوسّطين أن يرجع إلى المصادر الأصلية، فيأخذ عباراتهم بنصّها، ويميّز ما يصحّ مما لا يصحّ؛ فتندفع عنه بذلك إشكالات كثيرة سببها النقل المخلّ، وحذف الأسانيد، والتوسّع في استخراج الروايات.
س3: بيّن معاني الإنعام في القرآن.
على معنيين:
1-عام :وهو إنعام فتنة وابتلاء ،قال تعالى : فأما الانسان إذا ماابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ) وهوعام للمسلمين والكافرين
2-خاص:وهو إنعام منة واجتباء وهو الهداية إلى مايحبه الله ويرضاه مثل :(( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ))
س4: ما الحكمة من إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى وعدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}؟
لإفادة عظم شأن الغضب من الله وملائكته وعموم الغاضبين وكثرتهم من مثل قول الله في الحديث : (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)
وذكر ابن القيم وجهين:
إسناد الاحسان والرحمة لله ،وأفعال الجزاء والعدل والعقوبة يحذف الفاعل تأدبا مع الله كما طريقة القرآن
تشريف وإكرام للمنعم عليهم وتبكيت وخزي للمغضوب عليهم والضالين
س5: ما المراد بالمغضوب عليهم وبالضالين؟
المغضوب عليهم اليهود
والضالين النصارى
وقد صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
وتوافقت عليه أقوال السلف



والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 27 ذو القعدة 1437هـ/30-08-2016م, 01:56 AM
منى أبوالوفا منى أبوالوفا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 123
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية
يتفاضل الناس فى سؤال الهداية على ثلاثة أوجه:
1- حضور القلب عند الدعاء؛ فليس دعاء الغافل اللاهي كدعاء المدرك الواعي.
2-الإحسان في الدعاء،فليس من دعو الله تعالى بتضرع وتقرب خوفاً وطمعاً، ويشهد اضطراره لإجابة الله دعاءه كمن هو دون ذلك.
3-مقاصد الداعي من سؤال الهداية، فإنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، والله يعلم قصد كل سائل من سؤاله، ولذلك فإنَّ الأكمل للإنسان أن يقصد بسؤاله الهداية التامة التي يبصر الحق، ويتبع بها الهدى.
******************************************************************************
س2: بيّن المراد بالصراط المستقيم
الصراط هوالطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الموصل للمطلوب.
قال ابن جرير:أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب؛ فمن ذلك قول جرير بن عطيّة بن الخطفى: أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم.

المراد بالصراط المستقيم ما فسّره الله به في الآية التي تليها بقوله:{صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}
ولذلك سمي صراطاً لوضوحه واستقامته ويسره وسعته.
تنوّع عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم:
تنوعت عبارات السلف في التعريف بالصراط المستقيم والمحفوظ عن الصحابة والتابعين في هذه المسألة خمسة أقوال:
القول الأول:دين الإسلام، وهو قول جابر بن عبد الله، ورواية الضحاك عن ابن عباس، وهو قول محمّد بن الحنفية وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ورواية عن أبي العالية الرياحي، وهو قول جمهور المفسّرين.
وهذا القول هو أشهر الأقوال وأصلها
واستدلّ بعض المفسّرين لهذا القول بحديث النوَّاس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ضرب الله مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعا، ولا تتعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه، والصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم).
القول الثاني:هو كتاب الله تعالى، وهو رواية صحيحة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
-
روى منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن هذا الصراط محتضَرٌ تحضره الشياطين يقولون: يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإنَّ الصراط المستقيم كتاب الله).
وهذا القول صحيح في نفسه باعتبار أنَّ من اتّبع القرآن فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم.

القول الثالث: هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا القول رواية عن ابن مسعود.
روى الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: (الصراط المستقيم الذي تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم)رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، ولفظه: (الصراط المستقيم تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرفه، والطرف الآخر الجنة).
القول الرابع: هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبو بكر وعمر، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما، ورواية عن أبي العالية الرياحي والحسن البصري.
-
عن عاصم الأحول، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله تعالى (الصراط المستقيم)
قال:( هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه)قال: فذكرنا ذلك للحسن فقال: (صدق والله ونصح، والله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما
القول الخامس:هو الحقّ ، وهو قول مجاهد بن جبر رواه ابن أبي حاتم.
وهذا القول حقيقته بيان وصف هذا الصراط المستقيم بأنَّه الحقّ، لأنّ كلَّ ما اتّبع سواه فهو باطل.
فهذه الأقوال الخمسة هي المأثورة عن الصحابة والتابعين في بيان المراد بالصراط المستقيم.
********************************************************************
س3: ما الحكمة من إضافة الصراط إلى الذين أنعم الله عليهم دون تسميتهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
أجاب ابن القيّم رحمه الله سؤالاً عن فائدة الإضافة جواباً حسناً، وتلخيصه أن فيه ثلاث فوائد:
1-التنبيه على علة كونهم من المنعم عليهم، وهي الهداية فبهداية الله لهم كانوا من المنعم عليهم.
2-قطع التعلق بالأشخاص ونفي التقليد المجرد عن القلب؛ واستشعار العلم بأن اتباع من أمرنا باتباعهم إنما هو امتثال لأمر الله.
3-أن الآية عامة في جميع طبقات المنعَم عليهم؛ وأنه تعالى هو الذي هدى إلى جميع تفاصيل الطريق التي سلكها كلّ من أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فكان ذكرهم بالوصف الجامع أوجز وأبلغ وأعمّ فائدة.
****************************************************************************
س4: ما الحكمة من تقديم {المغضوب عليهم} على {الضالين}؟
تقديم المغضوب عليهم على الضالين فلوجوه :
1-أن ذلك لمراعاة فواصل الآيات، وهذا جواب وإن كان صحيحاً في نفسه إلا أنّه لا يستقل بالجواب إذ لا بد من حكمة أخرى غير مجرّد مراعاة الفواصل، وقد ذكره ابن عاشور وجهاً.
2-لأنَّ اليهود متقدمون في الزمان على النصارى، ذكره ابن القيّم وجهاً.
3-لأن اليهود كانوا مجاورين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، بخلاف النصارى؛ فقدّمهم لقربهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم أيضاً، ويشكل عليه أنَّ سورة الفاتحة مكية إلا إذا كان المراد أنَّ منازل اليهود في يثرب أقرب من منازل النصارى في نجران والشام؛ وفيه بعد.
4-أن اليهود أغلظ كفراً من النصارى؛ فبدأ بهم، وهذا الجواب ذكره ابن القيّم رحمه الله، وهو جواب شيخنا ابن عثيمين رحمه الله، قال: (قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه بخلاف المخالف عن جهل).
5-لإفادة الترتيب في التعوذ؛ لأن الدعاء كان بسؤال النفي؛ فالتدرّج فيه يحصل بنفي الأضعف بعد نفي الأقوى مع رعاية الفواصل، وهذا حاصل جواب ابن عاشور، وهو قريب من الوجه السابق.
6-لأن الغضب يقابل الإنعام، فتقديم ذكر المغضوب عليهم أحسن مقابلة من تقديم ذكر الضالين، وهذا خلاصة جواب أبي حيان الأندلسي في البحر المحيط، وذكر ابن القيّم أنّه أحسن الوجوه.
وأعمّ منه أن يقال: إن تقديم المغضوب عليهم على الضالين فيه تحقيق المقابلتين: المقابلة الخاصة والمقابلة العامة
7-لأنَّ أوّل ذنب عصي الله به هو من جنس ذنوب المغضوب عليهم؛ لأنَّه عصيان عن علم ومعرفة، وهو إباء إبليس السجود لآدم؛ فناسب تقديم المغضوب عليهم، وهذا الوجه زاده د.فاضل السامرائي على الوجوه المتقدّمة.
**************************************************************************
س5: ما الحكمة من إبهام ذكر الغاضب في قوله تعالى: {المغضوب عليهم}؟
الأظهر في أقوال المفسرين أنَّ ذلك لإفادة عظم شأن غضب الله عليهم، وأنه غضب الملك الجبّار الذي يغضب لغضبه جنوده في السماوات وفي الأرض، فيجد آثار ذلك الغضب في كلّ حال من أحواله.
وهذا نظير بغض الله تعالى لمن يبغض من عباده، كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض).
والمقصود أنَّ إبهام ذكر الغاضب هنا من فوائده عموم الغاضبين وكثرتهم.
وذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى وجهين بديعين آخرين:
أحدهما: أنَّ ذلك جارٍ على الطريقة المعهودة في القرآن من أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله تعالى، وأفعال العدل والجزاء والعقوبة يُحذف ذكر الفاعل فيها أو يسند الفعل إلى من كان له سبب فيه؛ تأدّباً مع الله جلّ وعلا، ولئلا يقع في بعض النفوس ما لا يصحّ من المعاني التي يُنزّه الله عنها، كما في قول الله تعالى فيما حكاه عن الجنّ (وأنا لا ندري أشرّ أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رشداً)
فمن ذلك قوله تعالى : (الذين أنعمت عليهم)فأسند الضمير إليه جلَّ وعلا، وقوله: (المغضوب عليهم)حذف ذكر الفاعل
ومنها: أنّ ذلك أبلغ في تبكيتهم والإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم؛ بخلاف المنعم عليهم ففي إسناد فعل الإنعام إلى الله تعالى في قوله (أنعمت عليهم)ما يفيد عنايته بهم وتشريفهم وتكريمهم.
*****************************************************************************

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 27 ذو القعدة 1437هـ/30-08-2016م, 09:54 PM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، إنه من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد..

تصحيح مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الفاتحة

المجموعة الأولى:

تنبيهات عامة:
  • المطلوب في السؤال الأول أن يلخص الطالب ما درسه في ذلك الدرس مما له أثر في استحضار المعنى عند الدعاء ، إذ ينبغي للداعي أن يجمع طلب مراتب الهداية، والدرجة العليا من درجات المهتدين، وأن يستحضر معنى التوسّل،والهداية الإجمالية والتفصيلية ونحو ذلك مما بيّن في الدرس.
  • عند إيراد معنى كلمة في اللغة كما في السؤال الثاني فيحسن أن نذكر الاستدلال عليه من شعر العرب أو كلام أهل العلم.
  • في إجابة السؤال الرابع نحرص على استيفاء الإجابة لجميع الأقوال الواردة.
  • في إجابة السؤال الخامس فات الكثير ذكر الدليل الذي هو سلاح طالب العلم، فهو حجته على كلامه، ونحن أمة الدليل، فيجب العناية بهذا الجانب.

التقويم:

- خديجة الكداري أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ وانتبهي للملحوظات التالية:
س1: أيضا يستحضر الداعي في هذا الدعاء الدرجة العليا من درجات المهتدين، ومعنى التوسّل، والهداية الإجمالية والتفصيلية ونحو ذلك مما بيّن في الدرس.
س4: فاتك ذكر كلام ابن عاشور.

- صفاء السيد محمد ب+
أحسنت بارك الله فيك في مجمل الإجابات، لكن إجابتك في السؤال الأول خارج المطلوب
فالمقصود من هذا السؤال ذكر ما له أثر في استحضار المعنى عند الدعاء ،إذ ينبغي للداعي أن يجمع طلب مراتب الهداية والدرجة العليا من درجات المهتدين، وأن يستحضر معنى التوسّل، والهداية الإجمالية والتفصيلية ونحو ذلك مما بيّن في الدرس.
س4: فاتك ذكر كلام ابن عاشور.
س5: فاتك ذكر الدليل.

- شقحه الهاجري ب+
أحسنت بارك الله فيك في مجمل الإجابات، لكن إجابتك في السؤال الأول خارج المطلوب
فالمقصود من هذا السؤال ذكر ما له أثر في استحضار المعنى عند الدعاء ،إذ ينبغي للداعي أن يجمع طلب مراتب الهداية والدرجة العليا من درجات المهتدين، وأن يستحضر معنى التوسّل، والهداية الإجمالية والتفصيلية ونحو ذلك مما بيّن في الدرس.
س4: فاتك ذكر كلام ابن عاشور.
س5: فاتك ذكر الدليل.

- إيمان أحمد محمد عبد اللطيف ب+
أحسنتِ في صياغة الإجابات وانتبهي بارك الله فيكِ للملحوظات التالية:
س1 أيضا يستحضر الداعي في هذا الدعاء الدرجة العليا من درجات المهتدين، ومعنى التوسّل، والهداية الإجمالية والتفصيلية ونحو ذلك مما بيّن في الدرس.
س2 اختصرت جدا .
س4 فاتك ذكر كلام ابن عاشور.

- وفاء بنت علي شبير ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وانتبهي للملحوظات التالية:
س1 أيضا يستحضر الداعي في هذا الدعاء الدرجة العليا من درجات المهتدين، ومعنى التوسّل، والهداية الإجمالية والتفصيلية ونحو ذلك مما بيّن في الدرس.
س2 اختصرت جدا.
س4 فاتك ذكر كلام ابن عاشور.

- إيمان الشيباني د
بارك الله فيك.
- الإجابة في السؤال الأول والرابع خارج المطلوب.

- اختصرت جدا في السؤال الثاني والثالث مما أخل بالمطلوب.
س5 فاتك ذكر الدليل.


المجموعة الثانية:

تنبيهات عامة:
  • ذكر الأقوال الواردة في المسألة مناط السؤال هو أساس الإجابة الصحيحة، فلا يحسن أن نهمل أي قول، ثم نذكر كلام أهل العلم عن هذه الأقوال ، هل جمعوا بينها؟ هل رجحوا منها قولا دون الآخر؟ فما هو دليلهم أو تعليلهم لهذا الترجيح؟

التقويم:

- عفاف سعيد أ+
أحسنتِ بارك الله فيك ولو نسبت كل قول لقائله لتمت إجابتك.

- شيخة الشويعي أ
أحسنت بارك الله فيك في محاولاتك لصياغة الإجابات بأسلوبك في بعض الأسئلة.
س5 فاتك ذكر أنه من الحكمة في إبهام ذكر الغاضب التعبير بالاسم ( المعضوب عليهم ) دون الفعل( غضبت عليهم ) لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، بينما قول: (غضبت عليهم) قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.

- آراك الشوشان أ
أحسنتِ بارك الله فيك وزادك سدادًا
س2 فاتك ذكر الأقوال الواردة في المراد بالصراط والجمع بينها.

- فاطمة إدريس شتوي ب+
بارك الله فيك يُراعى عدم النسخ وصياغة الإجابات بأسلوبك الخاص.
س2 : فاتك ذكر أن الأقوال كلها صحيحة ومتلازمة.
س5: فاتك ذكر أنه من الحكمة في إبهام ذكر الغاضب التعبير بالاسم ( المغضوب عليهم ) دون الفعل( غضبت عليهم ) لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، بينما قول: (غضبت عليهم) قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.

منى أبوالوفا ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ، لكن تأخرت عن موعد حل المجلس مما أدى للخصم من درجتك، وانتبهي بارك الله فيكِ للملحوظات التالية:
س2 : فاتك ذكر أن الأقوال كلها صحيحة ومتلازمة.
س5 فاتك ذكر أنه من الحكمة في إبهام ذكر الغاضب التعبير بالاسم ( المغضوب عليهم ) دون الفعل( غضبت عليهم ) لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، بينما قول: (غضبت عليهم) قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.


المجموعة الثالثة:

تنبيهات عامة:
  • ذكر الأقوال الواردة في المسألة مناط السؤال هو أساس الإجابة الصحيحة، فلا يحسن أن نهمل أي قول، ولو كان ضعيفا، ثم نذكر الترجيح إن وجد في الدرس.
  • المطلوب في السؤال الرابع عبارة عن شقين:
    أ- الحكمة من
    إسناد الإنعام في قوله تعالى: {أنعمتَ عليهم} إلى الله تعالى
    ب- الحكمة من عدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}
  • في إجابة السؤال الخامس فات الكثير ذكر الدليل الذي هو سلاح طالب العلم، فهو حجته على كلامه، ونحن أمة الدليل، فيجب العناية بهذا الجانب.

التقويم:

- سمر أحمد محمد محمد أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ وزادك هدى.

- للا حسناء الشنتوفي أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ في مجمل الإجابات وانتبهي للملحوظات التالية:
س4:فاتك ذكر أنه من الحكمة في إبهام ذكر الغاضب التعبير بالاسم ( المغضوب عليهم ) دون الفعل( غضبت عليهم ) لما في الاسم من الدلالة على تمكّن الوصف منهم، وأنَّه ملازم لهم، بينما قول: (غضبت عليهم) قد يدلّ على وقوع الغضب مرّة واحدة.
س5 : جدير بالذكر هنا أن تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

- أسماء شعلان أ
أحسنتِ بارك الله فيكِ في مجمل الإجابات وانتبهي للملحوظات التالية:
س1 : فاتك ذكر الأقوال الأخرى.
س5 : جدير بالذكر هنا أن تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

- إسراء بلحمر ب+
أحسنتِ في صياغة الإجابات وفي تلخيص الأقوال في السؤال الثاني وانتبهي بارك الله فيكِ للملحوظات التالية:
س1: فاتك ذكر الأقوال الأخرى.
س4: اختصرت جدا.
س5: فاتك ذكر الدليل، وجدير بالذكر هنا أن تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

- ريم السيد بيومي ب+
أحسنتِ في صياغة الإجابات وانتبهي بارك الله فيكِ للملحوظات التالية:
س4: اختصرت جدا في الحكمة من عدم إسناد الغضب إليه جلّ وعلا في قوله: {المغضوب عليهم}
س5: فاتك ذكر الدليل ويجدر التنبيه هنا أن تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.

- مريم آل محمد
ب+
أحسنتِ في صياغة الإجابات وفي تلخيص الأقوال في السؤال الثاني وانتبهي بارك الله فيكِ للملحوظات التالية:
س1: فاتك ذكر الأقوال الأخرى.
س4: فاتك ذكر الحكمة من عدم اسناد الغضب إلى الله تعالى في قوله ( المغضوب عليهم ).
س5: فاتك ذكر الدليل.

- شادن كردي ج+
أحسنتِ في صياغة الإجابات، لكن تأخرت عن موعد حل المجلس مما أدى للخصم من درجتك، وانتبهي بارك الله فيكِ للملحوظات التالية:
س4: فاتك ذكر الحكمة من اسناد الفعل إلى الله تعالى في قوله ( أنعمت عليهم ).
س5: فاتك ذكر الدليل ويجدر التنبيه هنا أن تفسير المغضوب عليهم والضالين باليهود والنصارى لا يقتضي قصر هذا الوصف عليهم؛ لأنه وصف له سبب؛ فمن فعل فعلهم لقي مثل جزائهم.


المجموعة الرابعة:

التقويم:

- نورية محمود محمد
ب+
جزاكِ الله خيرا وأثني على اجتهادك، تُراعى للملحوظات التالية:
س2: إجابتك خارج المطلوب من السؤال.
س3:فاتك ذكر أقوال السلف.
س5: الإجابة ناقصة.


المجموعة الخامسة:

التقويم:

- أسماء رياض ج+
أحسنت في إجابة السؤال الخامس من ذكر الأقوال والترجيح بينها
لكن الإجابات في بقية الاسئلة مختصرة جدا مما يفوت أجزاء مهمة من الإجابات
س1: فاتك توضيح الفرق بين تعديه بإلى وتعديه باللام ثم ذكر أن تعديه بنفسه يجمع ذلك.
س2: وأيضا يفيد التأكيد.
س3: فاتك توضيح أنواع الإنعام ابتداءً.
س4: أيضا نذكر النهي عن مشابهة اليهود والنصاري.


- سارة عبدالله ج
أحسنت في إجابة السؤال الخامس من ذكر الأقوال ونسبتها لقائليها
لكن الإجابات في بقية الاسئلة مختصرة جدا مما يفوت أجزاء مهمة من الإجابات
س1: فاتك توضيح الفرق بين تعديه بإلى وتعديه باللام ثم ذكر أن تعديه بنفسه يجمع ذلك.
س2: وأيضا يفيد التأكيد.
س3: فاتك توضيح أنواع الإنعام ابتداءً.

س4: ما هو سبب وصفهم بذلك؟ وأيضا نذكر النهي عن مشابهة اليهود والنصاري.





- تقبل الله منكنّ ورزقكنّ العلم النافع والعمل الصالح -

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 29 ذو القعدة 1437هـ/1-09-2016م, 03:23 PM
الصورة الرمزية بسمة زكريا
بسمة زكريا بسمة زكريا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 122
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلة المجموعة الأولى

س1: بيّن ما يشمله الدعاء بقول: {اهدنا الصراط المستقيم}.
هذا الدعاء "اهدنا الصراط المستقيم"دعاء عبادة لله عز وجل, ودعاء مسألة له سبحانه ليرشده إلى الطريق الذي يرضيه ويوفقه إليه, فبعد أن قدم العبد الثناء والحمد لله تعالى سأله الهداية وهو دعاء مستجاب بإذن الله إن أحسن العبد فيما قبله من الثناء والحمد كما جاء في الحديث:"ولعبدي ماسأل" عندما يصل إلى قوله:"اهدنا الصراط المستقيم", ويشمل هذا الدعاء على سؤال الله هداية الإرشاد وهي هداية معرفة الحق لاتباعه, وأيضا يشمل سؤال الله سبحانه وتعالى هداية التوفيق والإلهام؛ فلن يوفق العبد إلى طاعته الله والبعد عن معاصيه إلا بإعانة الله له, قال تعالى:"ومن يضلل الله فما له من هاد,ومن يهد الله فما له من مضل".

س2: بيّن معنى الصراط لغة.
الصراط: في اللغة؛ هو الطريق الواضح الواسع السهل المستقيم الذي لا اعوجاج فيه الموصل للمطلوب
قال ابن القيم: ( الصراط ما جمع خمسة أوصاف: أن يكون طريقا مستقيما سهلا مسلوكا موصلا إلى المقصود)
وأصل الصاد في الصراط منقلبة عن السين وهي في قراءة ابن كثير بالسين" السراط" وفي قراءة لابن عامر بالزاي "الزراط", وهناك قراءات أخرى بإشمام الزاي بالصاد.


س3: ما الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في قوله تعالى: {أنعمت عليهم}؟
الحكمة من حذف متعلق الإنعام هو إفادة العموم؛ ليشمل كل ما أنعم الله عليهم به لحصولهم على تمام الهداية.

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر الصراط؟
ذكر الصراط في موضعين الأول معرف بال العهدية لبيان أنه طريق واحد مستقيم لا اعوجاج فيه موصل إلى المطلوب وهو رضا الله سبحانه وتعالى, أما الموضع الثاني فذكر الصراط معرفا بالإضافة إلى الذين أنعم الله عليهم بحصولهم على تمام هدايته وتوفيقه وذلك ليتآسى العبد بهم وأنه سبيل النجاة الذي سلكه غيرهم.
وقد ذكر ابن عاشور حكمة أخرى أنه تفصيل بعد إجمال فبعد أن تمكن الوصف المجمل من النفس فصله بمعرفة حدوده وأحوال سالكيه.

س5: ما سبب توافق السلف في تفسير المراد بالمغضوب عليهم والضالين؟
لورود ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المراد بالمغضوب عليهم: اليهود, وبالضالين: النصارى, فعن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اليهود مغضوب عليهم, والنصارى ضلال" رواه أحمد والترمذي وابن جرير وابن حبان

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 13 ذو الحجة 1437هـ/15-09-2016م, 11:10 PM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تقويم المتأخرات:


بسمة زكريا ب+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الرابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir