رانية الحماد:
المجموعة الثالثة:
س1: بيّن عناية السلف الصالح بالحثّ على طلب العلم والتعريف بفضله
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فإن السلف رحمهم الله قد اعتنوا عناية شديدة بتبيان فضل العلم ومنزلته والحث عليه يظهر ذلك في كتابتهم لكتب في فضل الله وإفرادهم بعضهم لأبواب وفصول من كتبهم في فضل العلم, وفي سيرهم وآثارهم المحفوظة والمنقولة عنهم , ندرج فيما يلي بعض ما مر علينا منها..
*فيما ذكر عن الزهري رحمه الله أنه قال(ما عبد الله بمثل الفقه) عبدالرزاق عن معمر.
وقال مطرف بن عبد الله رحمه الله(فضل العلم أحب إلى من فضل العبادة) أحمد/الزهد.*
*وفيما نقل عن سفيان الثوري رحمه الله قوله (ما أعلم عملا أفضل من طلب العلم وحفظه لم أراد الله به خيرا) الدارمي.
وقوله(ما يراد الله عز و جل بشيء أفضل من طلب العلم, وما طلب العلم في زمان أفضل من زماننا هذا) ابن عبد البر عن عبدالله بن المبارك. وقد أصاب قوله الحق فكانت كتبهم ومصنفاتهم والأسس التي وضعوها أسسا لعلوم الدين رحمهم الله في اللغة والحديث والفقه والتفسير.
* وفيما نقل عن الشافعي رحمه الله ( ليس بعد أداء الفرائض شيء من أفضل من طلب العلم, فقيل له: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله البيهقي. الربيع
وقول آخر يقول فيه رحمه الله (من حفظ القرآن عظمت حرمته, ومن طلب الفقه نبل قدره ,ومن وعى الحديث قويت حجته, ومن نظر في النحو رق طبعه, و من لم يصن نفسه لم يصنه العلم) ابن عبدالبر/الجامع. القاضي عياض/الألماع. عن الربيع بن سليمان الراوي
وعن بن يحيى السلمي أنه سأل الإمام أحمد رحمه الله, ما أفضل الأعمال؟ قال: طلب العلم لمن صحت نيته. قلت: وأي شيء يصحح النية؟ , قال: ينوي يتواضع فيه ويرفع عن نفسه الجهل).
وعن الأمام أحمد أنه قال(العلم لا يعدله شيء) ابن هانئ / المسائل.
*وفي قول لابن بطال رحمه الله رواية عن يحيى الليثي حين أراد أن يطلب العلم على الإمام مالك رحمه الله وكان أحدثهم سنا فأوصاه الإمام مالك بالصبر وصدق النية وحسن الطلب و عدم الانقطاع و ذكر له شأن طالب العلم الفتى الشامي الذي بلغ منزلة العلماء مع أنه لم يمض وقتا طويلا في طلبه من الإمام مالك رحمهم الله, ورؤي في رؤيا وقد علت منزلته من العلماء ببركة سلوك طريق العلم وصدق النية وحسن الطلب بفضل الله سبحانه.
*وعن النووي نقل في المجموع أن السلف أجمعوا أن الاشتغال بالعلم أفضل من الاشتغال بالنوافل من صلاة وصيام و تسبيح.
.
س2: أيهما يقدّم الطالب: علوم المقاصد أم علوم الآلة؟
يقدم الطالب علوم الآله فهي مدخله وأداته لفهم علوم المقاصد , فليفهم الطالب الحديث لا بد له من الإلمام بعلم مصطلح الحديث, ولكون مفسرا لكتاب الله لابد له من فهم و معرفة واتباع أصول التفسير, و الإلمام بأصول الفقه واللغة العربية والنحو والأدب التي بدونها يكون عاجزا عن تفسير كتاب الله.
ففي التدرج الطبيعي المنطقي للتعلم لابد من تقديم علوم الآلة.
س3: ما هي المقاصد الصالحة لطلب العلم؟
أن يكون الهدف والغاية رضى الله أولا. ويندرج تحت هذا الهدف العام والأساس, أهداف أخرى يبتغى بها وجه الله من نفع النفس والمسلمين ورفع الجهل عن النفس, و إقامة الدين, ونشر العلم, وعون المسلمين على أمور دينهم.والذور عن الدين, والدعوة إليه بالحكمة.
س4: بيّن بإيجاز ركائز التحصيل العلمي
يرتكز التحصيل العلمي على أربعة ركائز هي صمام أمان العملية التعليمية وضمان نجاحها بحول الله
1- الإشراف العلمي من قبل عالم أو طالب علم ملم متمكن على يده رسم خطة ولديه مبادئ وأدوات ويضمن الترتيب والتدريب للمتعلم كحال كل الصنائع التي لا بد من تعلمها من خبير محترف ثقة. وإلا نتج لنا متعالم جاهل غير ثقة ولا مؤتمن.
2- التدرج وتنظيم القراءة
العلم حين لا يؤخذ بالتدرج والرفق ينسى ولا يحاط به و يتوقف طالبه في منتصف الطريق ويصيبه الملل والعجز و قد يغشى مصطلحات و مستويات صعبة تنفره من الإكمال لاستشكالها بسبب عدم الإلمام بالممهدات والمفردات البدائية ..كقافز في بحر وهو لا يتنقن مآله الغرق لا محالة.
فيبدأ بمختصر يدرسه باتقان و ضبط يداوم حتى يتمه ويراجع شيخه فيما أشكل عليه. فتكون كقاعدة يبنى عليها ثم ينتقل إلى كتاب أوسع يدرسه بتفصيل أوسع فتتوسع مداركه وينمو تحصيله شيئا فشيئا ثم ينتثل للقراءة المنظمة فيمر على عامة ما كتب و أهمه
3. النهمة في العلم محبة حرص ولع اجتهاد اثنان لا يشبعان منهوم العلم و منهوم الدين ، فأقوى دافع و مصبر للإنسان شغفه و نهمته
4.الوقت الكافي الصبر ولابد من وقت كافي ليحسن ويتدرج و يسلك سبيل أهله و يتدرب. العجلة تضيع الوقت لأنه قد تقطع المتعلم أو تعيده لأول الطريق
العجلة من أسبابها
1.عدم الصبر على المشاق .
2.ضعف البصيرة بطول الطريق
3.إيثار الثمرة العاجلة من تصدر و سياسة
4.الاغترار بالذكاء و الحفظ السريع
وهذه الركائز جمعها الإمام الشافعي في أبيات
اخي لن تنال العلم إلا بستة.*** سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص و اجتهاد (وبلغة)****وصحبة أستاذ وطول زمان
الطريق الصحيح +إتقان+تأني+إشراف علمي
.
س5: اكتب رسالة في خمسة أسطر لطالب علم تحذّره فيها من المتعالمين الذين يقترحون مناهج خاطئة في طلب العلم.
لابد لأي منهج علمي ناجح أن يراعي
أ.الركائز الآنفة الذكر
ب.معالم العلم المطلوب و الشاملة
ب.1. لأبواب العلم ومسائلة المندرجة تحتها
ب.2.تعرف المتعلم بأئمة العلم البارزين المشهود لهم عند أهل العلم بالتمكن و معرفة سيرهم و آثارهم وأخبارهم ليأتم بهم
ب.3.و تدرسه كتب الأصول فيها التي يستمد منها العلم ويرجع إليها و يحال وتعرفه بمراتبها ومناهج مؤلفيها و تنظيم القراءة ضمنوخطة مطولة. . فأحب العمل إلى الله أدومه فيباركه سبحانه.
الحذر من التذبذب بين الطرق والمناهج والكتب والشيوخ وهذا أشد البلاء و أخطره. فإن استوفى المنهج وشمل السابق فيحتاج المتعلم الصبر عليه حتى يتمه وينتفع به بحول الله .